كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس


مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 مايو 2022

مجلد 10.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري من ( وسد ) الي ( جمر )

 

10.

مجلد 10.لسان العرب  لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري
  ( وسد )
الوِساد والوِسادَةُ المِخَدَّةُ والجمع وسائِدُ وَوُسُدٌ ابن سيده وغيره الوِسادُ المِتَّكَأُ وقد تَوَسَّد ووَسَّدَه إِياه فَتَوسَّد إِذا جعَله تحت رأْسه قال أَبو ذؤيب فكُنْتُ ذَنُوبَ البِئْرِ لَمَّا تَوَشَّلَتْ وسُرْبِلْت أَكْفاني ووُسِّدْتُ ساعدي وفي الحديث قال لعدِيّ بن حاتم إِنَّ وِسادَكَ إِذَنْ لَعَرِيضٌ كَنى بالوِسادِ عن النوم لأَنه مَظِنَّته أَراد أَن نومك إِذَنْ كثير وكَنى بذلك عن عِرَضِ قفاه وعِظَمِ رأْسه وذلك دليل الغَباوَةِ ويشهد له الرواية الأُخرى إِنك لَعَريضُ القَفا وقيل أَراد أَنَّ من تَوَسَّدَ الخيطين المكنى بهما عن الليل والنهار لَعَرِيضُ الوساد وفي حديث أَبي الدرْداء قال له رجل إِني أُريد أَن أَطلب العلم وأَخشَى أَن أُضَيَّعَه فقال لأَنْ تَتَوَسَّدَ العلم خير لك من أَن تَتَوسَّدَ الجهل وفي الحديث أَن شُرَيحاً الحضرمي ذُكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك رجل لا يَتَوَسَّدُ القرآن قال ابن الأَعرابي لقوله لا يتوسد القرآن وجهان أَحدهما مدح والآخر ذم فالذي هو مدح أَنه لاينام عن القرآن ولكن يَتَهَجَّد به ولا يكون القرآنُ مُتَوَسَّداً معه بل هو يُداوِمُ قِراءتَه ويُحافِظُ عليها وفي الحديث لا تَوَسَّدوا القرآن واتْلُوه حق تُلاوته والذي هو ذمّ أَنه لا يقرأُ القرآن ولا يحفظه ولا يُديمُ قراءته وإِذا نام لم يكن معه من القرآن شيء فإِن كان حَمِدَه فالمعنى هو الأَوّل وإِن كان ذمَّه فالمعنى هو الآخر قال أَبو منصور وأَشبههما أَنه أَثْنَى عليه وحَمِدَه وقد روي في حديث آخر من قرأَ ثلاث آيات في ليلة لم يكن مُتَوسَّداً للقرآن يقال تَوَسَّدَ فلان ذِراعه إِذا نام عليه وجعله كالوِسادة له قال الليث يقال وسَّدَ فلانٌ فلاناً وِسادة وتَوَسَّد وِسادة إِذا وضَع رأْسه عليها وجمع الوِسادِة وسَائِدُ والوِسادُ كل ما يوضع تحت الرأْس وإِن كان مِن تراب أَو حجارة وقال عبد بني الحسحاس فَبِتْنا وِسادانا إِلى عَلَجانةٍ وحِقْفٍ تهاداه الرِّياحُ تَهادِيا ويقال للوسادة إِسادة كما قالوا للوِشاحِ إِشاح وفي الحديث إِذا وُسِّدَ الأَمرُ إِلى غير أَهله فانتظر الساعة أَي أَُسْنِدَ وجُعِلَ في غير أَهله يعني إِذا سُوِّدَ وشُرِّفَ غيرُ المستحق للسيادة والشرف وقيل هو من السيادة أَي إِذا وُضعت وِسادةُ المُلْك والأَمر والنهي لغير مستحقهما وتكون إِلى بمعنى اللام والتوسِيد أَن تمدّ الثلام
( * قوله « الثلام » كذا بالأصل ) طولاً حيث تبلغه البقر وأَوْسَدَ في السير أَغَذَّ وأَوْسَدَ الكلبَ أَغْراه بالصَّيْدِ مثل آسَدَه

( وصد ) الوَصِيدُ فِناءُ الدار والبيت قال الله عز وجل وكلبهم باسط ذِراعَيْهِ بالوَصِيدِ قال الفراء الوَصِيدُ والأَصيدُ لغتان مثل الوِكافِ والإِكافِ وهما الفِناءُ قال قال ذلك يونس والأَخفش والوَصِيدةُ بيتٌ يُتخذ من الحجارة للمال في الجبال والوِصادُ المُطْبَقُ وأَوْصَدَ البابَ وآصَدَه أَغْلَقَه فهو مُوصَدٌ مثل أَوجَعَه فهو موجَع وفي حديث أَصحاب الغار فوقع الجبل على باب الكَف فأَوْصَدَه أَي سَدَّه من أَوْصَدْت الباب إِذا أَغلَقْتَه ويروى فأَوْطَدَه بالطاء وسيأْتي ذكره وأَوصَد القِدْرَ أَطْبَقَها والاسم منهما جميعاً الوِصادُ حكاه اللحياني وقوله عز وجل إِنها عليهم مُؤْصَدةٌ وقرئ مُوصَدة بغير همز قال أَبو عبيدة آصَدْتُ مُوصَدة بغير همز قال أَبو عبيدة آصَدْتُ وأَوْصَدْتُ إِذا أَطْبَقْتَ ومعنى مُؤْصَدةٌ أَي مُطْبَقَةٌ عليهم وقال الليث الإِصادُ والأَصِيدُ هما بمنزلة المُطْبَق يقال أَطْبَقَ عليهم الإِصادَ والوِصادَ والأَصِيدةُ والوَصِيدة كالحظيرةِ تُتَّخَذُ للمال إِلا أَنها من الحجارة والحَظِيرةُ من الغِصنَة تقول منه اسْتَوْصَدْتُ في الجبل إِذا اتخذت الوَصيدة والمُوَصَّدُ الخِدْرُ أَنشد ثعلب وعُلِّقْتُ لَيْلَى وهْيَ ذاتُ مُوَصَّدٍ ولم يَبْدُ لِلأَتْرابِ مِن ثَدْيِها حَجْمُ وَوَصَدَ النَّسَّاجُ بعضَ الخَيْطِ في بعض وَصْداً وَوَصَّدَه أَدْخَلَ اللُّحْمَةَ في السَّدَى الوصَّادُ الحائِكُ وفي النوادر وَصَدْتُ بالمكان أَصِدُ ووَتَدْتُ أَتِدُ إِذا ثَبَتَّ ويقال وَصَدَ الشيءُ ووَصَبَ أَي ثَبَتَ فهو واصِدٌ ووَاصِبٌ ومثله الصَّهْيَدُ والصَّيْهَبُ الحرُّ الشديدُ والوصيدُ النباتُ المتقاربُ الأُصولِ ووَصَّدَه أَغراه وأَوصَدَ الكلب بالصَّيْدِ كذلك والتوصِيدُ التحذيرُ وقوله أَنشده يعقوب ومُرْهَقٍ سالَ إِمْتاعاً بِوَصْدِته لم يَسْتَعِنْ وحَوامِي المَوْتِ تَغْشاه قال ابن سيده لم يفسره قال وعندي أَنه إِنما عنى به خُبْتَه سَراوِيله أَو غير ذلك منها وقوله لم يَسْتَعِنْ أَي لم يَحْلِق عانتَه

( وطد ) وَطَدَ الشيءَ يَطِدُه وَطْداً وطِدةً فهو مَوْطودٌ ووطَيدٌ أَثْبَتَه وثَقَّلَه والتوطِيدُ مثله وتال يصف قوماً بكثرة العدد وهُمْ يَطِدُونَ الأَرضَ لَولاهُمُ ارْتَمَتْ بِمَنْ فَوْقَها مِنْ ذِي بَيانٍ وأَعْجَما وتَوَطَّدَ أَي تَثَبَّتَ والواطِدُ الثابتُ والطادِي مقلوب منه المحكم وأَنشد ابن دريد قال وأَحسبه لَكذَّاب بني الحِرْمازِ وأُسُّ مَجْدٍ ثابِتٌ وطِيدُ نالَ السمَاءَ دِرْعُها المَدِيدُ وقد اتَّطَدَ ووَطَّدَ له عنده منزلة مَهَّدَها وله عنده وطِيدَةٌ أَي منزلة ثابتة عن يعقوب ووَطَّدَ الأَرضَ رَدَمَها لِتَصْلُبَ والمِيطَدَةُ خَشَبَةٌ يُوَطَّدُ بها المكان من أَساسِ بناءٍ أَو غيره لِيَصْلُب وقيل المِيطَدةُ خَشَبَةٌ يُمْسَكُ بها المِثْقَب والوطائدُ قواعدُ البُنْيانِ وَوطَدَ الشيءُ وَطْداً دامَ ورَسا وفي حديث ابن مسعود أَن زيادَ بن عديّ أَتاه فَوَطَده إِلى الأَرض وكان رجلاً مَجْبُولاً فقال عبدُ الله اعْلُ عني فقال لا حتى تُخْبِرَني من يَهْلِكُ الرجل وهو يعلم قال إِذا كان عليه إِمام إِنْ أَطاعَه أَكفَرَه وإِن عَصاه قتَله قال أَبو عمرو الوَطْدُ غمْزُك الشيءَ إِلى الشيء وإِثباتُك إِياه يقال منه وطَدْتُه أَطِدُه وَطْداً إِذا وَطِئتَه وغَمَزْتَه وأَثبتَّه فهو مَوْطُود قال الشماخ فالْحَقْ بِبَجْلَةَ ناسِبْهُمْ وكُنْ مَعَهُمْ حتى يُعِيرُوك مَجْداً غيرَ مَوطُودِ قال ابن الأَثير قوله في الحديث فَوَطدَه إِلى الأَرض أَي غَمَزَه فيها وأَثْبَتَه عليها ومنعه من الحركة ويقال وَطَدْتُ الأَرضَ أَطِدُها إِذا دُستَها لتتَثلَّب ومنه حديث البراء بن مالك قال يوم اليمامة لخالد بن الوليد طِدْني إِليك أَي ضُمَّني إِليك واغْمِزْني ووَطَدَه إِلى الأَرض مثل رَهَصَه وغَمَزَه إِلى الأَرض والطادي الثابتُ من وَطَد يَطِدُ فقلب من فاعِل إِلى عالِف قال القطامي ما اعْتادَ حُبُّ سُلَيْمى حَيْنَ مُعْتادِ ولا تَقَضَّى بَواقي دِيْنِها الطادِي قال أَبو عبيد يُرادِ به الواطِدُ فأَخر الواو وقَلَبَها أَلفاً ويقال وطَّدَ اللهُ للسلطانِ مُلْكَه وأَطَّدَه إِذا ثَبَّتَه الفراء طادَ إِذا ثَبَت وداطَ إِذا حَمُق ووَطَدَ إِذا حَمُق ووَطَدَ إِذا سارَ وقد وطَدْتُ على باب الغار الصخر إِذا سددته به ونَضَّدْته عليه وفي حديث أَصحاب الغار فوقع الجبل على باب الكهف فَأَوْطَدَه أَي سَدَّه بالهدم قال ابن الأَثير هكذا روي وإِنما يقال وطَدَه قال ولعله لغة وقد روي فَأَوْصَدَه بالصاد وقد تقدم

( وعد ) وعَدَه الأَمر وبه عِدةً ووَعْداً ومَوْعداً ومَوْعِدةٍ ومَوْعوداً ومَوْعودةً وهو من المَصادِرِ التي جاءَت على مَفْعولٍ ومَفْعولةٍ كالمحلوفِ والمرجوعِ والمصدوقةِ والمكذوبة قال ابن جني ومما جاء من المصادر مجموعاً مُعْمَلاً قوله مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ أَخاه بِيَثْرِبِ والوَعْدُ من المصادر المجموعة قالوا الوُعودُ حكاه ابن جني وقوله تعالى ويقولون متى هذا الوَعْدُ إِن كنتم صادقين أَي إِنجازُ هذا الوَعْد أَرُونا ذلك قال الأَزهري الوَعْدُ والعِدةُ يكونان مصدراً واسماً فأَما العِدةُ فتجمع عِدات والوَعْدُ لا يُجْمَعُ وقال الفرء وعَدْتُ عِدةً ويحذفون الهاء إِذا أَضافوا وأَنشد إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّو البَيْنَ فانجَرَدُوا وأَخْلَفُوكَ عِدى الأَمرِ الذي وَعَدُوا وقال ابن الأَنباري وغيره الفراء يقول عِدةً وعِدًى وأَنشد وأَخْلَفُوكَ عِدَى الأَمرِ وقال أَراد عدة الأَمر فحذف الهاء عند الإِضافة قال ويكتب بالياء قال الجوهري والعِدةُ الوَعْدُ والهاء عوض من الواو ويجمع على عِداتٍ ولا يجمع الوَعْدُ والنسبة إلى عِدَةٍ عَدِيّ وإِلى زِنةٍ زنيٌّ فلا تردَّ الواو كما تردُّها في شية والفراء يقول عِدَوِيٌّ وزِنَوِيٌّ كما يقال شِيَوِيٌّ قال أَبو بكر العامة تخطئ وتقول أَوعَدَني فلان مَوْعِداً أَقِفُ عليه وقوله تعالى وإِذْ واعدنا موسى أَربعين ليلة ويقرأُ وَعَدْنا قرأَ أَبو عمرو وعدنا بغير أَلف وقرأَ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي واعدنا باللأَلف قال أَبو إِسحق اختار جماعة من أَهل اللغة وإِذا وعدنا بغير أَلف وقالوا إِنما اخترنا هذا لأَن المواعدة إِنما تكون من الآدميين فاختاروا وعدنا وقالوا دليلنا قول الله عز وجل إِن الله وعدكم وعد الحق وما أَشبهه قال وهذا الذي ذكروه ليس مثل هذا وأَما واعدنا فجيد لأَن الطاعة في القبول بمنزلة المواعدة فهو من الله وعد ومن موسى قَبُول واتّباعٌ فجرى مجرى المواعدة قال الأَزهري من قرأَ وعدنا فالفعل لله تعالى ومن قرأَ واعدنا فالفعل من الله تعالى ومن موسى قال ابن سيده وفي التنزيل وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وقرئ ووعدنا قال ثعلب فواعدنا من اثنين ووعدنا من واحد وقال فَواعِديهِ سَرْحَتَيْ مالِكٍ أَو الرُّبى بينهما أَسْهَلا قال أَبو معاذ واعدت زيداً إِذا وعَدَك ووَعَدْته ووعدت زيداً إِذا كان الوعد منك خاصة والمَوْعِدُ موضع التواعُدِ وهو المِيعادُ ويكون المَوْعِدُ مصدر وعَدْتُه ويكون المَوْعِدُ وقتاً للعِدةِ والمَوْعِدةُ أَيضاً اسم للعِدةِ والميعادُ لا يكون إِلا وَقْتاً أَو موضعاً والوَعْدُ مصدر حقيقي والعدة اسم يوضع موضع المصدر وكذلك المَوْعِدةُ قال الله عز وجل إِلا عن مَوْعِدةٍ وعدها إِياه والميعادُ والمُواعَدةُ وقت الوعد وموضعه قال الجوهري وكذلك الموعِدُ لأَن ما كان فاء الفعل منه واواً أَو ياء سقطتا في المستقبل نحو يَعِدُ ويَزِنُ ويَهَبُ ويَضَعُ ويَئِلُ فإِن المَفْعِل منه مكسور في الاسم والمصدر جميعاً ولا تُبالِ أَمنصوباً كان يَفْعَلُ منه أَو مكسوراً بعد أَن تكون الواو منه ذاهبة إِلا أَحْرُفاً جاءَت نوادر قالوا دخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ وفلان ابن مَوْرَقٍ ومَوْكلٌ اسم رجل أَو موضع ومَوْهَبٌ اسم رجل ومَوزنٌ موضع هذا سماع والقياس فيه الكسر فإِن كانت الواو من يَفْعَلُ منه ثانية نحو يَوْجَلُ ويَوْجَعُ ويَوْسَنُ ففيه الوجهان فإِن أَردت به المكان والاسم كسرته وإِن أَردت به المصدر نصبت قلت مَوْجَلٌ ومَوْجِلٌ مَوْجِعٌ فإِن كان مع ذلك معتل الآخر فالفعل منه منصوب ذهبت الواو في يفعل أَو ثبتت كقولك المَوْلى والمَوْفى والمَوْعَى من يلي ويَفِي ويَعِي قال ابن بري قوله في استثنائه إِلا أَحرفاً جاءَت نوادر قالوا دخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ قال موحد ليس من هذا الباب وإِنما هو معدول عن واحد فيمتنع من الصرف للعدل والصفة كأُحادَ ومثله مَثْنى وثُناءَ ومَثْلَثَ وثُلاثَ ومَرْبَعَ ورباع قال وقال سيبويه مَوْحَدَ فنحوه لأَنه ليس بمصدر ولا مكان وإِنما هو معدول عن واحد كما أَن عُمَرَ معدول عن عامر وقد تَواعَدَ القوم واتَّعَدُوا والاتِّعادُ قبول الوعد وأَصله الاوْتِعادُ قلبوا الواو تاء ثم أَدغموا وناس يقولون ائْتَعَدَ يأْتَعِدُ فهو مُؤْتَعِدٌ بالهمز كما قالوا يأْتَسِرُ في ائْتِسار الجَزُور قال ابن بري ثوابه إِيتَعَد ياتَعِدُ فهو مُوتَعِدٌ من غير همز وكذلك إِيتَسَر ياتَسِرُ فهو موتَسِرٌ بغير همز وكذلك ذكره سيبويه وأَصحابه يُعِلُّونه على حركة ما قبل الحرف المعتل فيجعلونه ياء إِن انكسر ما قبلها وأَلفاً إِن انفتح ما قبلها وواواً إِذا انضم ما قبلها قال ولا يجوز بالهمز لأَنه أَصل له في باب الوعد واليَسْر وعلى ذلك نص سيبويه وجميعُ النحويين البصريين وواعَدَه الوقتَ والموضِعَ وواعَدَه فوعَده كان أَكبر وعْداً منه وقال مجاهد في قوله تعالى ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا قال المَوْعِدُ العَهْد وكذلك قوله تعالى وأَخلفتم مَوْعِدي قال عَهْدي وقوله عز وجل وفي السماءِ رِزْقُكم وما تُوعَدون قال رزقكم المطر وما توعدون الجنةُ قال قتادة في قوله تعالى واليَوْمِ المَوْعُودِ إِنه يوم القيامة وفرس واعِدٌ يَعِدُك جرياً بعد جري وأَرض واعِدةٌ كأَنها تَعِدُ بالنبات وسَحاب واعِدٌ كأَنه يَعِدُ بالمطر ويوم واعِدٌ يَعِدُ بالحَرِّ قال الأَصمعي مررت بأَرض بني فلان غِبَّ مطر وقع بها فرأَيتها واعِدةً إِذا رجي خيرها وتمام نبتها في أَول ما يظهر النبت قال سويد بن كراع رَعَى غيرَ مَذْعُورٍ بِهنَّ وَراقَه لُعاعٌ تَهاداهُ الدَّكادِكُ واعِدُ ويقال للدابّة والماشية إِذا رُجِيَ خيرها وإِقبالها واعد وقال الراجز كيفَ تَراها واعِداً صِغارُها يَسُوءُ شنَّاءَ العِدى كِبارُها ؟ ويقال يَوْمُنا يَعِدِ بَرْداً ويَوْمٌ واعِدٌ إِذا وَعَدَ أَوَّلُه بَحَرٍّ أَو بَرْدٍ وهذا غلام تَعِدُ مَخايِلُه كَرَماً وشِيَمُه تَهِدُ جَلْداً وصَرامةً والوَعِيدُ والتَّوَعُّدُ التَّهَدُّدُ وقد أَوْعدَه وتَوَعَّدَه قال الجوهري الوَعْدُ يستعمل في الخير والشرّ قال ابن سيده وفي الخير الوَعْدُ والعِدةُ وفي الشر الإِيعادُ والوَعِيدُ فإِذا قالوا أَوْعَدْتُه بالشر أَثبتوا الأَلف مع الباء وأَنشد لبعض الرُّجاز أَوعَدَني بالسِّجْنِ والأَداهِمِ رِجْلي ورِجْلي شثْنةُ المَناسِمِ قال الجوهري تقديرهُ أَوعدني بالسجن وأَوعَدَ رجلي بالأَداهم ورجلي شَثْنة أَي قويّة على القَيْد قال الأَزهري كلام العرب وعدْتُ الرجلَ خَيراً ووعدته شرّاً وأَوْعَدْتُه خيراً وأَوعَدْتُه شرّاً فإِذا لم يذكروا الشر قالوا وعدته ولم يدخلوا أَلفاً وإِذا لم يذكروا الشر قالوا أَوعدته ولم يسقطوا الأَلف وأَنشد لعامر بن الطفيل وإِنّي إِنْ أَوعَدْتُه أَو وَعَدْتُه لأُخْلِفُ إِيعادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي وإِذا أَدخلوا الباء لم يكن إِلا في الشر كقولك أَوعَدُتُه بالضرب وقال ابن الأَعرابي أَوعَدْتُه خيراً وهو نادر وأَنشد يَبْسُطُني مَرَّةً ويُوعِدُني فَضْلاً طَرِيفاً إِلى أَيادِيهِ قال الأَزهري هو الوَعْدُ والعِدةُ في الخَيْر والشرّ قال القطامي أَلا عَلِّلاني كُلُّ حَيٍّ مُعَلَّلُ ولا تَعِداني الخَيْرَ والشرُّ مُقْبِلُ وهذا البيت ذكره الجوهري ولا تعداني الشرّ والخير مُقبل ويقال اتَّعَدْتُ الرجلَ إِذا أَوْعَدْتَه قال الأَعشى فإِنْ تَتَّعِدْني أَتَّعِدْك بِمِثْلها وقال بعضهم فلان يَتَّعِدُ إِذا وثقِ بِعِدَتكَ وقال إِني ائْتَمَمْتُ أَبا الصَّبّاحِ فاتَّعِدي واسْتَبْشِرِي بِنوالٍ غير مَنْزُورِ أَبو الهيثم أَوْعَدْتُ الرجل أَتَوَعَّدُه إِيعاداً وتَوَعَّدْتُه تَوَعُّداً واتَّعَدْتُ اتِّعاداً ووَعِيدُ الفحْل هَديرهُ إِذا هَمَّ أَنْ يَصُولَ وفي الحديث دخَلَ حائِطاً من حيطان المدينة فإِذا فيه جَمَلان يَصْرِفان ويُوعِدانِ وعِيدُ فَحْلِ الإِبل هَديرُه إِذا أَراد أَنْ يصول وقد أَوْعَد يُوعدُ إِيعاداً

( وغد ) الوَغْدُ الخفِيف الأَحمقُ الضعيفُ العقْلِ الرذلُ الدنيءُ وقيل الضعيف في بدنه وقَدْ وَغُدَ وغادةً ويقال فلان من أَوْغادِ القوم ومن وغْدانِ القوم وَوِغْدانِ القوم أَي من أَذِلاَّئِهِمْ وضعُفائِهِمْ والوَغْدُ الصبيّ والوَغْدُ خادِمُ القومِ وقيل الذي يَخْدمُ بطعام بطنه تقول منه وغُد الرجلُ بالضم والجمع أَوْغادٌ ووُغْدانٌ ووِغْدانٌ ووَغَدَهُم يَغِدُهمَ وغْداً خدَمهم قال أَبو حاتم قلت لأُمّ الهيثم أَويَقال للعبد وَغْدٌ ؟ قالت ومن أَوْغَدُ منه ؟ والوَغْدُ ثَمَر الباذِنجانِ والوَغْد قِدْحٌ من سهام المَيْسِرِ لا نصيب له وَواغَدَ الرجلَ فَعَلَ كما يَفْعَلُ وخَصّ بعضهم به السير وذلك أَن تَسِيرَ مِثْلَ سير صاحبك والمُواغَدةُ والمُواضخَة أَنْ تَسِيرَ مِثْلَ سَيْر صاحِبِكَ وتكون المواغدة للناقة الواحدة لأَن إِحدى يديها ورجليها تُواغِدُ الأُخرى وواغَدَت الناقة الأُخرى سارَتْ مثل سيرها أَنشد ثعلب مُواغِد جاءَ له ظَناظِبُ يعنى جَلَبَةً ويروى مُواظِباً جاءَ لها ظَباظِبُ

( وفد ) قال الله تعالى يوم نحشر المتقين إِلى الرحمن وفْداً قيل الوَفْدُ الرُّكبان المُكَرَّمُون الأَصمعي وفَدَ فلان يَفِدُ وِفادةً إِذا خرج إِلى ملك أَو أَمير ابن سيده وفَدَ عليه وإِليه يَفِدُ وَفْداً وَوُفُوداً ووَفادةً وإِفادةً على البدل قَدِمَ فهو وافِدٌ قال سيبويه وسمعناهم ينشدون بيت ابن مقبل إِلاَّ الإِفادةَ فاسْتَوْلَتْ رَكائِبُنا عِنْدَ الجَبابِيرِ بِالبَأْساءِ والنِّعَم وأَوْفَدَه عليه وهُمُ الوَفْدُ والوُفُودُ فأَما الوَفْدُ فاسم للجميع وقيل جميع وأَما الوُفُودُ فجمع وافِدٍ وقد أَوْفَدَه إِليه ويقال وفَّدَه الأَميرُ إِلى الأَمير الذي فوقَه وأَوْفَدَ فلان إِيفاداً إِذا أَشْرَف الجوهري وَفَدَ فلان على الأَمير أَي وَرَدَ رسولاً فهو وافِدٌ وجمع الوَفْدِ أَوْفادٌ ووُفُودٌ وأَوفَدتُه أَنا إِلى الأَمير أَرْسَلْتُه والوافِدُ من الإِبل ما سبقَ سائِرَها وقد تكرر الوَفْدُ في الحديث وهم القوم يجتمعون فَيرِدُونَ البلاد واحدهم وافِدٌ والذين يقصدون الأُمراء لزيارة واسْتِرْفَادٍ وانْتجاعٍ وغير ذلك وفي الحديث وفْدُ اللهِ ثلاثةٌ وفي حديث الشهيد فإِذا قُتل فهو وافِدٌ لسَبْعِينَ يشْهَدُ لهم وقوله أَجِيزُوا الوَفْدَ بنحو ما كنت أُجِيزُهمْ وتَوَفَّدَتِ الإِبلُ والطير تسابَقَتْ وأَوْفَدَ الشيءَ رَفَعَه وأَوْفَدَ هو ارْتَفَع وأَوْفَدَ الرِّيمُ رفع رأْسَه ونصَب أُذنيه قال تميم ابن مقبل تَراءَتْ لنا يَوْمَ السِّيارِ بِفاحِمٍ وسُنَّة رِيمٍ خافَ سَمْعاً فَأَوْفَدَا
( * قوله « السيار » كذا بالأصل )
وَرَكَبٌ مُوفِدٌ مُرْتَفِعٌ وفلان مُسْتَوْفِدٌ في قِعْدَتِه أَي منتصب غير مطمئن كَمُسْتَوْفِزٍ وأَمْسَيْنا على أَوْفادٍ أَي على سفر قد أَشْخَصَنا أَي أَقْلَقَنا والإِيفادُ على الشيء الإِشرافُ عليه والإِيقادُ أَيضاً الإِسْراعُ وهو في شعر ابن أَحمر والوَفْدُ ذُِروْة الحَبْلِ من الرَّمْل المشرف والوَافِدان اللذان في شعر الأَعشى هما النَّاشِزانِ من الخَدَّينِ عند المضْغ فإِذا هَرِمَ الإِنسانُ غابَ وافِداهُ ويقال للفرس ما أَحْسَنَ ما أَوْفَدَ حارِكُه أَي أَشْرَفَ وأَنشد تَرَى العِلافيَّ عَلْيها مُوِفدَا كأَنَّ بُرْجاً فَوْقَها مُشَيَّدَا أَي مُشْرِفاً والأَوْفادُ قوم من العرب وقال فَلوْ كُنْتمُ منَّا أَخَذتمْ بِأَخْذنا ولكِنَّما الأَوْفادُ أَسفَلَ سافِلِ
( * قوله « فلو إلخ » تقدم في وحد بلفظ « فلو كنتم منا أخذنا بأخذكم ولكنها الأوحاد إلخ » وفسره هناك فقال وقوله أخذنا بأخذكم أى أدركنا إبلكم فرددناها عليكم ) ووافِدٌ اسم وبنو وَفْدانَ حَيٌّ من العرب أَنشد ابن الأَعرابي إِنَّ بَني وَفْدانَ قَوْمٌ سُكُّ مِثْلُ النَّعامِ والنَّعامُ صُكُّ

( وقد ) الوَقُودُ الحطَب يقال ما أَجْوَدَ هذا الوَقُودَ للحطَب قال الله تعالى أُولئك هم وَقُودُ النارِ الوَقَدُ نَفْسُ النَّارِ وَوَقَدَتِ النَّارُ تَقِدُ وَقْداً وقِدةً ووَقَداناً وَوُقُوداً بالضم ووَقُوداً عن سيبويه قال والأَكثر أَن الضم للمصدر والفتح للحطب قال الزجاج المصدر مضموم ويجوز فيه الفتح وقد رَوَوْا وَقَدت النار وقوداً مثل قَبِلْتُ الشيءَ قَبُولاً وقد جاء في المصدر فَعُولٌ والباب الضم الجوهري وقَدَتِ النارُ تَقِدُ وُقُوداً بالضم ووَقَداً وقِدَةً ووَقِيداً ووَقْداً ووَقَداناً أَي تَوَقَّدَتْ والاتِّقادُ مثل التَّوَقُّد والوَقُود بالفتح الحطب وبالضم الاتِّقادُ الأَزهري قوله تعالى النارِ ذات الوَقُود معناه التَّوَقُّدُ فيكون مصدراً أَحسن من أَن يكون الوقود الحطب قال يعقوب وقرئ النار ذاتِ الوُقود وقال تعالى وَقُودُها الناسُ والحِجارة وقيل كأَنَّ الوَقُودَ اسم وُضِعَ موضِعَ المصدر الليث الوَقود ما ترى من لهبها لأَنه اسم والوُقُود المصدر ويقال أَوقَدْتُ النار واستَوْقَدْتُها إِيقاداً واسْتِيقاداً وقد وقَدَتِ النارُ وتَوقَّدَتْ واسَتوْقَدتِ اسْتِيقاداً والموضع مَوْقِد مثل مَجْلِس والنارُ مُوقَدة وتَوَقَّدَتْ واتَّقَدَتْ واسْتَوْقَدَتْ كله هاجَتْ وأَوْقَدَها هو ووَقَّدَها واسْتَوْقَدَها والوَقُود ما تُوقَدُ به النار وكل ما أُوقِدَتْ به فهو وَقُود والمَوْقِدُ موضع النار وهو المُسْتَوقَدُ ووَقَدَتْ بِك زِنادي دعاء مثل وَرِيَتْ وزَنْدٌ مِيقاد سريع الوَرْيِ وقَلْبٌ وَقَّادٌ ومُتَوَقِّدٌ ماضٍ سريع التَّوَقُّدِ في النَّشاطِ والمَضاءِ ورجل وقَّاد ظريف وهو من ذلك وتَوَقَّدَ الشيءُ تَلأْلأَ وهي الوقَدَى قال ما كانَ أَسْقى لِناجُودٍ على ظَمَإِ ماءً بِخَمْرٍ إِذا تاجُودُها بَرَدا مِنَ ابنِ مامةَ كَعْبٍ ثم عَيَّ به زَوُّ المَنِيَّةِ إِلاَّ حَِرَّةً وقَدا وكَوْكَبٌ وقَّادٌ مُضِيءٌ ووَقْدةُ الَحرِّ أَشَدُّه والوَقْدةُ أَشدُّ الحَرِّ وهي عشرة أَيام أَو نصف شهر وكل شيء يَتَلأْلأُ فهو يَقِدُ حتى الحافز إِذا تلأْلأَ بَصِيصه قال تعالى كوكبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ من شجرة مباركة وقرئَ تُوقَدُ وتَوَقَّدُ قال الفراء فمن قرأَ يُوقَد ذهب إِلى المصباح ومن قرأَ تُوقَدُ ذهب إِلى الزُّجاجة وكذلك من قرأَ تَوقَّدُ وقال الليث من قرأَ تَوقَّدُ فمعناه تَتَوَقَّدُ ورده على الزجاجة ومن قرأَ يُوقَدُ أَخرجه على تذكير النور ومن قرأَ تُتوقَدُ فعلى معنى النار أَنها تُوقَدُ من شجرة والعرب تقول أَوقَدْتُ للصِّبا ناراً أَي تَركْتُه وودَّعْتُه قال الشاعر صَحَوْتُ وأَوْقَدْتُ لِلَّهْوِ نارَا ورَدَّ عليّ الصِّبا ما اسْتَعارا قال الأَزهري وسمعت بعض العرب يقول أَبْعَدَ الله دارَ فلان وأَوْقَدَ ناراً إِثْرَه والمعنئ لا رَجَعَه الله ولا ردَّه وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال مَرَدَ عليهم أَبْعَده الله وأَسْحقه وأَوقد ناراً أَثَرَه قال وقالت العقيلية كان الرجل إِذا خِفْنا شَرَّه فتحوَّل عنا أَوقَدْنا خَلْفَه ناراً فقلت لها ولم ذلك ؟ قالت لِتَحوُّل ضَبُعِهم
( * قالت « ضبعهم إلخ » كذا بالأصل بصيغة الجمع ) معهم أَي شَرِّهم والوَقِيدِيَّةُ جنس من المَعْزَى ضِخامٌ حُمْر قال جرير ولا شَهِدَتْنا يَوْمَ جَيْشِ مُحَبرِّقٍ طُهَيَّةُ فُرْسانُ الوعقِيدِيَّةِ الشُّقْر والأَعْرَفُ الرُّقَيْدِيَّةُ
( * قوله « الرقيدية » كذا ضبط بالأصل وتابعه شارح القاموس )
وواقد ووَقَّاد ووَقْدانُ أَسْماءٌ

( وكد ) وَكَّدَ العَقْدَ والعَهْدَ أَوثَقَه والهمز فيه لغة يقال أَوْكَدْتُه وأَكَّدْتُه وآكَدْتُه إِيكاداً وبالواو أَفصح أَي شَدَدْتُه وتَوَكَّدَ الأْمر وتأَكَّدَ بمعنًى ويقال وَكَّدْتُ اليَمِينَ والهمْزُ في العَقْد أَجْوَدُ وتقول إِذا عَقَدْتَ فأَكِّدْ وإِذا حَلَفْتَ فَوَكِّدْ وقال أَبو العباس التوكيدُ دخل في الكلام لإِخراج الشَّكّ وفي الأَعْدادِ لإِحاطةِ الأَجْزاء ومن ذلك ن تقول كلَّمني أَخوك فيجوز أَن يكون كلمك هو أَو أَمَر غلامه بأَن يكلمك فإِذا قلت كلمني أَخوك تَكْليماً لم يجز أَن يكون المكلّم لك الا هو ووَكَّدَ الرَّحْلَ والسَّرْجَ توكيداً شَدَّه والوكائِدُ السُّيورُ التي يُشَدُّ بها واحدها وِكادٌ وإِكادٌ والسُّيُورُ التي يُشَدُّ بها القَرَبُوس تسمى المَياكِيدَ ولا تسمى التَّواكِيدَ ابن دريد الوكائِدُ السُّيور التي يُشدُّ بها القربوس إِلى دَفَّتَيِ السَّرج الواحدِ وكاد وإِكاد وفي شعر حميد بن ثور تَرَى العُلَيْفِيَّ عليه مُوكَدَا أَي مُوثَقاً شدِيدَ الأَسْرِ ويروى مُوفَدا وقد تقدم والوِكادُ حبل يُشَدُّ به البقر عند الحَلْب ووكَدَ بالمكان يَكِدُ وُكُوداً إِذا أَقام به ويقال ظَلَّ مُتَوَكِّداً بأَمر كذا ومُتَوكِّزاً ومتَحَرِّكاً أَي قائِماً مُسْتَعِدًّا ويقال وَكَدَ يَكِدُ وَكْداً أَي أَصابَ وَوَكَدَ وَكْدَه قَصَدَ قَصْدَه وفَعَلَ مثلَ فِعْلِه وما زالَ ذاكَ وَكْدي أَي مُرادي وهَمِّي ويقال وكَدَ فلان أَمراً يَكِدُه وَكْداً إِذا مارَسَه وقَصَده قال الطرمَّاح ونُبِّئْتُ أَنَّ القَيْنَ زَنَّى عَجُوزَةً فَقِيرَةَ أُمّ السُّوءِ أَنْ لم يَكِدْ وَكْدي معناه أَن لم يَعْمَلْ عَمَلي ولم يَقْصِدْ قَصْدي ولم يُغْنِ غَنائي ويقال ما زال ذلك وُكْدي بضم الواو أَي فِعْلي ودَأْبي وقَصْدي فكأَنّ الوُكْدَ اسم والوَكْد المصدرُ وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم قد أَوْكَدَتاه يَداه وأَعْمَدَتاه رِجلاهُ أَوْكَدتاه حَمَلتاه ويقال وَكدَ فلان أَمراً يَكِدُه وَكْداً إِذا قصده وطلبه وفي حديث علي الحمد لله الذي لا يَفِرُه المَنْعُ ولا يَكِدُه الإِعْطاءُ أَي لا يَزِيدُه المنع ولا يَنْقُصُه الإِعطاء

( ولد ) الوَلِيدُ الصبي حين يُولَدُ وقال بعضهم تدعى الصبية أَيضاً وليداً وقال بعضهم بل هو للذكر دون الأُنثى وقال ابن شميل يقال غلامٌ مَوْلُودٌ وجارية مَوْلودةٌ أَي حين ولدته أُمُّه والولد اسم يجمع الواحد والكثير والذكر والأُنثى ابن سيده ولَدَتْهُ أُمُّهُ ولادةً وإِلادةً على البدل فهي والِدةٌ على الفعل ووالِدٌ على النسب حكاه ثعلب في المرأَة وكل حامل تَلِدُ ويقال لأُم الرجل هذه والدة وَوَلَدَتِ المرأَةُ وِلاداً ووِلادة وأَوْلَدَتْ حان وِلادُها والوالدُ الأَب والوالدةُ الأُم وهما الولدان والوَلدُ يكون واحداً وجمعاً ابن سيده الوَلَدُ والوُلْدُ بالضم ما وُلِدَ أَيًّا كان وهو يقع على الواحد والجمع والذكر والأُنثى وقد جمعوا فقالوا أَولادٌ ووِلْدةٌ وإِلْدةٌ وقد يجوز أَن يكون الوُلْدُ جمع وَلَد كَوُثْن ووَثَنٍ فإِن هذا مما يُكَسَّرُ على هذا المثال لاعتِقاب المِثالين على الكلمة والوِلْد بالكسر كالوُلْد لغة وليس بجمع لأَنَّ فَعَلاً ليس مما يُكَسَّر على فِعْل والوَلَد أَيضاً الرَّهْطُ على التشبيه بولد الظهر ووَلَدُ الرجل ولده في معْنًى ووَلَدُه رهطه في معنى وتَوالَدُوا أَي كثروا ووَلَد بعضهم بعضاً ويقال في تفسير قوله تعالى مالُه وولَدُه إِلا خَساراً أَي رهْطُه ويقال وُلْدُه والوِلْدَةُ جمع الأَولاد
( * قوله « والولدة جمع الأولاد » عبارة القاموس الولد محركة وبالضم والكسر والفتح واحد وجمع وقد يجمع على أولاد وولدة وألدة بكسرهما وولد بالضم ) قال رؤْبة سَمْطاً يُرَبِّي وِلْدةً زَعابِلا قال الفراء قال إِبراهيم مالُه ووُلْدُه وهو اختيار أَبي عمرو وكذلك قرأَ ابن كثير وحمزة وروى خارجة عن نافع ووُلْدُه أَيضاً وقرأَ ابن إِسحق مالُه وَوِلْدُه وقال هما لغتان وُلْد ووِلْد وقال الزجاج الوَلَدُ والوُلْدُ واحد مثل العَرَب والعُرْب والعَجَم والعُجْم ونحو ذلك قال الفراء وأَنشد ولقد رَأَيْتُ مَعاشِراً قد ثَمَّرُوا مالاً ووُلْدا قال ومن أَمثال العرب وفي الصحاح من أَمثال بني أَسَد وُلْدُكَ مَنْ دَمَّى
( * قوله « ولدك من دمى إلخ » هذا كما في شرح القاموس مع متنه ضبط نسخ الصحاح قال قال شيخنا والتدمية للذكر على المجاز وضبط في نسخ القاموس ولدك محركة وبكسر الكاف خطاباً لأُنثى أَي من نفست به وصير عقبيك ملطخين بالدم فهو ابنك حقيقة لا من اتخذته وتبنيته وهو من غيرك )
عَقِبَيْكَ وأَنشد فَلَيْتَ فلاناً كان في بَطْنِ أُمِّه ولَيْتَ فلاناً وُلْدَ حِمارِ فهذا واحد قال وقَيْس تجعل الوُلدْ جمعاً والوَلَد واحداً ابن السكيت يقال في الوَلَد الوِلْدُ والوُلْدُ قال ويكون الوُلْدُ واحداً وجمعاً قال وقد يكون الوُلْدُ جمع الوَلَد مثل أَسَد وأُسْد ويقال ما أَدْري أَيُ وَلَدِ الرجل هو أَيْ الناسِ هو والوَليدُ المولود حين يُولَدُ والجمع وِلْدانٌ والاسم الوِلادةُ والوُليدِيَّْةُ عن ابن الأَعرابي قال ثعلب الأَصل الوَلِيدِيَّةُ كأَنه بناه على لفظ الوَلِيد وهي من المصادر التي لا أَفعالَ لها والأُنثى وليدة والجمعِ ولْدانٌ وولائِدُ وفي الحديث واقِيةً كَواقِيَةِ الوليد هو الطِّفْل فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول أَي كَلاءَةً وحِفْظاً كما يُكْلأُ الطِّفْلُ وقيل أَراد بالوليد موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام لقوله تعالى أَلم نُرَبِّك فينا وَلِيداً أَي كما وَقَيْتَ موسى شرّ فرعون وهو في حِجْرِه فقني شرّ قومي وأَنا بين أَظهرهم وفي الحديث الوليدُ في الجنة أَي الذي مات وهو طفل أَو سقْطٌ وفي الحديث لا تقتلوا وليداً يعني في الغَزْو قال وقد تطلق الوليدةُ على الجارية والأَمة وإِن كانت كبيرة وفي الحديث تَصَدَّقَتْ أُمِّي عليّ بِوَليدة يعني جارية ومَوْلِدُ الرجل وقتُ وِلادِه ومَوْلِدُه الموضع الذي يُولَدُ فيه وولَدته الأُم تَلِدُه مَوْلِداً ومِيلادُ الرجل اسم الوقت الذي وُلِدَ فيه وفي حديث الاستعاذة ومن شرِّ والِدٍ وما وَلَد يعني إِبليس والشياطين هكذا فسر وقولهم في المثل هم في أَمرٍ لا يُنادَى وَلِيدُه قال ابن سيده نُرَى أَصله كأَنَّ شدة أَصابتهم حتى كانت الأُمُّ تنسى ولِيدَها فلا تناديه ولا تذْكُره مما هم فيه ثم صار مثلاً لكل شِدّة وقيل هو أَمر عظيم لا ينادى فيه الصِّغار بل الجِلَّةُ وقد يقال في موضع الكثرة والسَّعة أَي متى أَهوى الوليد بيده إِلى شيء لم يُزْجَرْ عنه لكثرة الشيء عندهم وقال ابن السكيت في قول مُزَرِّدٍ الثعلبي تَبَرَّأْتُ مِن شَتْمِ الرِّجالِ بِتَوْبةٍ إِلى اللَّهِ مِنِّي لا يُنادَى ولِيدُها قال هذا مثل ضربه معناه أَي لا أَرْجِعُ ولا أُكَلَّمُ فيها كما لا يُكَلَّمُ الولِيدُ في الشيء الذي يُضْرَبُ له فيه المَثلُ وقال الأَصمعي وأَبو عبيدة في قولهم هو أَمرٌ لا يُنادَى وَلِيدُه قال أَحدهما أَي هو أَمرٌ جليلٌ شديدٌ لا يُنادَى فيه الوَليدُ ولكن تنادى فيه الجِلَّةُ وقال آخر أَصله من الغادة أَي تذهل الأُمُّ عن ابنها أَن تُنادِيَه وتَضُمَّه ولكنها تَهْرُبُ عنه ويقال أَصله من جري الخيل لأَن الفرس إِذا كان جواداً أَعْطَى من غير أَن يُصاحَ به لاستزادته كما قال النابغة الجعدي يصف فرساً وأَخْرَجَ مِنْ تحتِ العَجاجةِ صَدْرَه وهَزَّ اللِّجامَ رأْسُه فَتَصَلْصَلا أَمامَ هَوِيٍّ لا يُنادَى وَلِيدُه وشَدٍّ وأَمرٍ بالعِنانِ لِيُرْسَلا ثم قيل ذلك لكل أَمر عظيم ولكل شيء كثير وقوله أَمامَ يريد قُدّام والهَوِيُّ شدة السرعة ابن السكيت ويقال جاؤوا بطَعامٍ لا يُنادَى وليدُه وفي الأَرض عشبٌ لا يُنادى وليدُه أَي إِن كان الوليد في ماشية لم يضُرَّه أَين صَرَفها لأَنها في عُشْب فلا يقال له اصرفها إِلى موضع كذا لأَن الأَرض كلها مُخْصِبة وإِن كان طعامٌ أَو لبن فمعناه أَنه لا يبالي كيف أَفسَدَ فيه ولا متى أَكَل ولا متى أَكَل ولا متى شرِب وفي أَيِّ نواحيهِ أَهْوَى ورجل فيه وُلُودِيَّةٌ والولوديَّة الجفاء وقلة الرّفْق والعلم بالأُمور وهي الأُمّية وفعل ذلك في وَلِيدِيَّتِه أَي في الحالة التي كان فيها وليداً وشاةٌ والدةٌ ووَلُودٌ بَيِّنةُ الوِلادِ ووالدٌ والجمع وُلْدٌ وقد وَلَّدْتُها وأَوْلَدَتْ هي وهي مُولِدٌ من غَنم مَوالِيدَ ومَوالِدَ ويقال ولَّد الرجل غَنَمه توليداً كما يقال نَتَّجَ إِبله وفي حديث لَقِيطٍ ما وَلَّدْتَ يا راعي ؟ يقال وَلَّدْت الشاةَ تولِيداً إِذا حضَرْت وِلادتها فعالَجْتها حين يبين الولد منها وأَصحاب الحديث يقولون ما ولَدَت ؟ يعنون الشاة والمحفوظ بتشديد اللام على الخطاب للراعي ومنه حديث الأَبْرصِ والأَقْرَعِ فأَنتج هذا ووَلَّد هذا الليث شاة والِدٌ وهي الحامل وإِنها لَبَيِّنَةُ الوِلادِ وفي الحديث فأَعطَى شاة والداً أَي عُرِف منها كثرةُ النِّتاجِ وأَما الوِلادَةُ فهي وضع الوالِدة ولَدها والمُوَلِّدَة القابلةُ وفي حديث مُسافِعٍ حدثتني امرأَة من بني سُلَيْم قالت أَنا وَلَّدْت عامّةَ أَهل دِيارِنا أَي كنت لهم قابلةً وتَوَلَّدَ الشيء من الشيء واللِّدةُ التِّرْبُ والجمع لِداتٌ ولِدُون قال الفرزدق رأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤزَّراتٍ وشَرْخَ لِدِيَّ أَسنانَ الهِرامِ الجوهري وَلِدَةُ الرجل تِرْبُه والهاء عوض من الواو الذاهبة من أَوله لأَنه من الولادة وهما لِدان ابن سيده والولِيدةُ والمُوَلَّدَةُ الجارية المولودةُ بين العرب غيره وعربية مُولَّدَةٌ ورجل مُوَلَّدٌ إِذا كان عربيّاً غير محض ابن شميل المُوَلَّدة التي وُلِدَتْ بأَرض وليس بها إِلا أَبوها أَو أُمها والتَّلِيدَةُ التي أَبوها وأَهلُ بيتِها وجميع من هو بسبيل منها بأَرْض وهي بأَرْض أُخرى قال والقِنّ من العبيد التَّلِيدُ الذي وُلِدَ عندك وجارية مُوَلَّدةٌ تولد بين العرب وتَنْشَأُ مع أَولادِهم ويَغْذونها غذاء الوَلَد ويُعلّمُونها من الأَدب مثل ما يُعَلِّمون أَولادَهم وكذلك المُوَلَّد من العبيد وإِن سمي المُوَلَّد من الكلام مُوَلَّداً إِذا استحدثوه ولم يكن من كلامهم فيما مضى وفي حديث شريح أَن رجلاً اشترى جارية وشرطوا أَنها مولدة فوجدها تَلِيدةً المولدة التي ولدت بين العرب ونشأَت مع أَولادهم وتأَدّبت بآدابهم والتليد التي ولدت ببلاد العجم وحملت فنشأَت ببلاد العرب والتَّليدةُ من الجواري هي التي تُولَدُ في ملك قوم وعندهم أَبواها والوَلِيدةُ المولودة بين العرب وغلام وَلِيدٌ كذلك والوليد الصبي والعبد والوليد الغلام حين يُسْتَوصَف قبل أَن يَحْتَلِمَ الجمعُ ولْدانٌ وَوِلْدَةٌ وجارية وَلِيدةٌ وجاءنا بِبيِّنة مُوَلَّدة ليست بمحققة وجاءنا بكتاب مُوَلَّد أَي مُفْتَعَل والمُوَلَّد المُحْدَثُ من كل شيء ومنه المُوَلَّدُونَ من الشعراء إِنما سموا بذلك لحدوثهم والوَليدةُ الأَمَةُ والصَّبيَّةُ بينةُ الولادةِ والوَلِيدِيَّة والجمع الولائِدُ ويقال للأَمَة وليدة وإِن كانت مُسِنَّة قال أَبو الهيثم الوَلِيدُ الشابُّ والولائِدُ الشوابُّ من الجواري والوَلِيدُ الخادم الشاب يسمى ولِيداً من حين يولد إِلى أَن يبلغ قال الله تعالى أَلم نُرَبِّك فينا وليداً قال والخادم إِذا كان شابّاً وَصيفٌ والوَصِيفةُ وليدة وأَمْلَحُ الخَدمِ والوُصَفاءُ والوَصائِفُ وخادِمُ أَهلِ الجنة وَلِيدٌ أَبداً لا يتغير عن سنه وحكى أَبو عمرو عن ثعلب قال ومما حرفته النصارى أَن في الإِنجيل يقول الله تعالى مخاطباً لعيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام أَنت نَبيِّي وأَنا وَلَدْتُك أَيْ ربَّيْتُك فقال النَّصارَى أَنْتَ بُنَِيِّي وانا وَلَدْتْك وخَفَّفوه وجعلوا له ولداً سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا كبيراً الأُمويُّ إِذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بعضها بعد بعض قيل قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ ممدود ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً وقول الشاعر إِذا ما وَلَّدُوا شاةً تَنَادَوْا أَجَدْيٌ تَحْتَ شاتِك أَمْ غُلامُ ؟ قال ابن الأَعرابي في قوله وَلَّدوا شاة رماهم بأَنهم يأْتون البهائم قال أَبو منصور والعرب تقول نَتَّجَ فلان ناقتَه إِذا ولدَت ولَدَها وهو يلي ذلك منها فهي مَنتُوجَةٌ والناتج للإِبل بمنزلة القابلة للمرأَة إِذا ولدت ويقال في الشاءِ وَلَّدْناها أَي وَلِينا وِلادَتها ويقال لذوات الأَظْلاف والشَّاءِ والبقر وُلِّدتِ الشاةُ والبقَرة مضمومة الواو مكسورة اللام مشددة ويقال أَيضاً وضَعَت في موضع وُلِّدَتْ ومد الوَمَدُ نَدًى يَجِيءُ في صمِيم الحرِّ من قِبلِ البَحْرِ مع سكون رِيح وقيل هو الحَرُّ أَيّاً كان مع سكون الرِّيح قال الكسائي إِذا سكنت الرِّيحُ مع شدّة الحرّ فذلك الوَمَدُ وفي حديث عُتْبَة بن غَزْوان أَنه لَقِيَ المُشْركينَ في يَوْمِ وَمَدَةٍ وعكاكٍ الوَمَدةُ نَدًى من البحر يقع على الناس في شدة الحرّ وسكون الرِّيح الليث الوَمَدَةُ تجيء في صميم الحرّ من قبل البحر حتى تقع على الناس ليلاً قال أَبو منصور وقد يقع الوَمَدُ أَيامَ الخَريف أَيضاً قال والوَمَدُ لَثْقٌ ونَدًى يَجيءُ من جهة البحر إِذا ثارَ بُخاره وهَبَّت به الرِّيحُ الصَّبا فيقع على البلاد المُتاخِمةِ له مثل نَدى السماء وهو يؤذي الناس جِدّاً لنَتْنِ رائحَته قال وكنا بناحية البحرين إِذا حَلَلنا بالأَسْيافِ وهَبَّتِ الصَّبا بَحْريّةً لم ننفك من أَذى الوَمَدِ فإِذا أَصْعَدْنا في بلاد الدَّهْناءِ لم يُصِبْنا الوَمَدُ وقد وَمِدَ اليومُ ومَداً فهو وَمِدٌ وليلةٌ وَمِدةٌ وأَكثر ما يقال في الليل وقد وَمِدَت الليلةُ بالكسر تَوْمَدُ وَمَداً ويقال ليلة ومِدٌ بغير هاء ومنه قول الراعي يصف امرأَة كأَنَّ بَيْضَ نَعامٍ في مَلاحِفِها إِذا اجْتَلاهُنَّ قَيْظاً ليلةٌ وَمِدُ الوَمَدُ والوَمَدةُ بالتحريك شدّة حر الليل ووَمِدَ عليه وَمَداً غَضِبَ وحَمِيَ كَوَبِدَ

( ومد ) الوَمَدُ نَدًى يَجِيءُ في صمِيم الحرِّ من قِبلِ البَحْرِ مع سكون رِيح وقيل هو الحَرُّ أَيّاً كان مع سكون الرِّيح قال الكسائي إِذا سكنت الرِّيحُ مع شدّة الحرّ فذلك الوَمَدُ وفي حديث عُتْبَة بن غَزْوان أَنه لَقِيَ المُشْركينَ في يَوْمِ وَمَدَةٍ وعكاكٍ الوَمَدةُ نَدًى من البحر يقع على الناس في شدة الحرّ وسكون الرِّيح الليث الوَمَدَةُ تجيء في صميم الحرّ من قبل البحر حتى تقع على الناس ليلاً قال أَبو منصور وقد يقع الوَمَدُ أَيامَ الخَريف أَيضاً قال والوَمَدُ لَثْقٌ ونَدًى يَجيءُ من جهة البحر إِذا ثارَ بُخاره وهَبَّت به الرِّيحُ الصَّبا فيقع على البلاد المُتاخِمةِ له مثل نَدى السماء وهو يؤذي الناس جِدّاً لنَتْنِ رائحَته قال وكنا بناحية البحرين إِذا حَلَلنا بالأَسْيافِ وهَبَّتِ الصَّبا بَحْريّةً لم ننفك من أَذى الوَمَدِ فإِذا أَصْعَدْنا في بلاد الدَّهْناءِ لم يُصِبْنا الوَمَدُ وقد وَمِدَ اليومُ ومَداً فهو وَمِدٌ وليلةٌ وَمِدةٌ وأَكثر ما يقال في الليل وقد وَمِدَت الليلةُ بالكسر تَوْمَدُ وَمَداً ويقال ليلة ومِدٌ بغير هاء ومنه قول الراعي يصف امرأَة كأَنَّ بَيْضَ نَعامٍ في مَلاحِفِها إِذا اجْتَلاهُنَّ قَيْظاً ليلةٌ وَمِدُ الوَمَدُ والوَمَدةُ بالتحريك شدّة حر الليل ووَمِدَ عليه وَمَداً غَضِبَ وحَمِيَ كَوَبِدَ

( وهد ) الوَهْدُ
( * قوله « الوهد » كذا بالأصل وفي شرح القاموس بضم الواو وسكون الهاء وذكر بدله صاحب القاموس وهدان بضم فسكون ) والوَهْدَةُ المطمئنُّ من الأَرض والمكان المنخفض كأَنه حفرة والوَهْدُ يكون اسماً للحفرة والجمع أَوهُدٌ ووَهْدٌ ووِهادٌ والوَهْدةُ الهَوّةُ تكون في الأَرض ومكانٌ وهْدٌ في الأَرض أَشدّ دخولاً في الأَرض من الغائط وليس لها حرف وعَرْضُها رُمْحان وثلاثة لا تُنْبِتُ شيئاً وأَوهَدُ من أَسماءِ يوم الاثنين عادية وعدّه كراع فَوْعَلاَ وقياس قول سيبويه أَن تكون الهمزة فيه زائدة ابن الأَعرابي هي الخُنْعبةُ والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهْدةُ والقِلْدةُ والهَرْتَمةُ والعَرْتَمةُ والحِثْرِمةُ وقال الليث الخُنْعُبةُ مَشَقُّ ما بين الشاربين بِحيالِ الوَتَرةِ والله أَعلم

( ذ ) حرف من الحروف المجهورة والحروف اللثوية والثاءُ المثلثة والذال المعجمة والظاء المعجمة في حيز واحد
( أخذ ) الأَخْذ خلاف العطاء وهو أَيضاً التناول أَخذت الشيء آخُذُه أَخذاً تناولته وأَخَذَه يأْخُذه أَخْذاً والإِخذُ بالكسر الاسم وإِذا أَمرت قلت خذْ وأَصله أُؤْخُذ إِلا أَنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفاً قال ابن سيده فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة وقد جاء على الأَصل فقيل أُوخذ وكذلك القول في الأَمر من أَكل وأَمر وأَشباه ذلك ويقال خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخِطام بمعنى والتأْخاذُ تَفْعال من الأَخذ قال الأَعشى لَيَعُودَنْ لِمَعَدّ عَكْرَةً دَلَجُ الليلِ وتأْخاذُ المِنَحْ قال ابن بري والذي في شعر الأَعشى ليُعيدَنْ لمعدٍّ عَكْرَها دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح أَي عَطْفَها يقال رجع فلان إِلى عَكْرِه أَي إِلى ما كان عليه وفسر العكْرَ بقوله دلجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح والمنَحُ جمع مِنْحَة وهي الناقة يعيرها صاحبها لمن يحلبها وينتفع بها ثم يعيدها وفي النوادر إِخاذةُ الحَجَفَةِ مَقْبِضُها وهي ثقافها وفي الحديث جاءت امرأَة إِلى عائشة رضي الله عنها أُقَيّدُ جملي
( * قوله « جاءت امرأة إلخ » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس فقالت أقيد ) وفي حديث آخر أُؤْخِّذ جملي فلم تَفْطُنْ لها حتى فُطِّنَتْ فأَمرتْ بإِخراجها وفي حديث آخر قالت لها أُؤْخِّذُ جملي ؟ قالت نعم التأْخيذُ حَبْسُ السواحر أَزواجَهنَّ عن غيرهنّ من النساء وكَنَتْ بالجمل عن زوجها ولم تعلم عائشة رضي الله عنها فلذلك أَذِنت لها فيه والتأْخِيذُ أَن تحتالَ المرأَةُ بحيَل في منعِ زوجِها من جِماع غيرها وذلك نوع من السحر يقال لفلانة أُخْذَةٌ تُؤْخِّذُ بها الرجال عن النساء وقد أَخَّذَتْه الساحرة تأَخيذاً ومنه قيل للأَسير أَخِيذٌ وقد أُخِذَ فلان إِذا أُسر ومنه قوله تعالى اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم معناه والله أَعلم ائْسِروهم الفراء أَكذَبُ من أَخِيذ الجيش وهو الذي يأْخذُه أَعداؤه فَيَسْتَدِلُّونه على قومه فهو يَكْذِبُهم بِجُهْدِه والأَخيذُ المأْخُوذُ والأَخيذ الأَسير والأَخِيذَةُ المرأَة لِسَبْي وفي الحديث أَنه أَخذ السيفَ وقال مَن يمنعُك مني ؟ فقال كن خير آخِذٍ أَي خيرَ آسر والأَخيذَةُ ما اغْتُصِبَ من شيء فأُخِذَ وآخَذَه بذنبه مُؤاخذة عاقبه وفي التنزيل العزيز فكلاًّ أَخذْنا بذَنْبه وقوله عز وجل وكأَيِّنْ من قرية أَمليتُ لها وهي ظالمة ثم أَخذتُها أَي أَخذتها بالعذاب فاستغنى عنه لتقدّم ذكره في قوله ويستعجلونك بالعذاب وفي الحديث من أَصاب من ذلك شيئاً أُخِذَ به يقال أُخِذَ فلانٌ بذنبه أَي حُبِسَ وجُوزِيَ عليه وعُوقِب به وإِن أَخذوا على أَيديهم نَجَوْا يقال أَخذتُ على يد فلان إِذا منعته عما يريد أَن يفعله كأَنك أَمْسكت على يده وقوله عز وجل وهمَّت كلُّ أُمّة برسولهم ليأْخذوه قال الزجاج ليتمكنوا منه فيقتلوه وآخَذَه كأَخَذَه وفي التنزيل العزيز ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا والعامة تقول واخَذَه وأَتى العِراقَ وما أَخذَ إِخْذَه وذهب الحجازَ وما أَخذ إِخذه ووَلي فلان مكةَ وما أَخذَ إِخذَها أَي ما يليها وما هو في ناحِيتها واسْتُعْمِلَ فلانٌ على الشام وما أَخَذَ إِخْذَه بالكسر أَي لم يأْخذ ما وجب عليه من حسن السيرة ولا تقل أَخْذَه وقال الفراء ما والاه وكان في ناحيته وذهب بنو فلان ومن أَخَذَ إِخْذُهم وأَخْذُهم يكسرون
( * قوله « إخذهم وأخذهم يكسرون إلخ » كذا بالأصل وفي القاموس وذهبوا ومن أخذ اخذهم بكسر الهمزة وفتحها ورفع الذال ونصبها ) الأَلف ويضمون الذال وإِن شئت فتحت الأَلف وضممت الذال أَي ومن سار سيرهم ومن قال ومن أَخَذَ إِخْذُهم أَي ومن أَخَذَه إِخْذُهم وسيرتُهم والعرب تقول لو كنت منا لأَخَذْتَ بإِخذنا بكسر الأَلف أَي بخلائقنا وزِيِّنا وشكلنا وهدينا وقوله أَنشده ابن الأَعرابي فلو كنتمُ منا أَخَذْنا بأَخْذكم ولكنها الأَوجاد أَسفل سافل
( * قوله « ولكنها الأوجاد إلخ » كذا بالأصل وفي شرح القاموس الأجساد )
فسره فقال أَخذنا بأَخْذِكم أَي أَدركنا إِبلَكم فردَدناها عليكم لم يقل ذلك غيره وفي الحديث قد أَخَذُوا أَخَذاتِهم أَي نزلوا منازِلَهم قال ابن الأَثير هو بفتح الهمزة والخاء والأُخْذَة بالضم رقية تأْخُذُ العينَ ونحوها كالسحر أَو خرزة يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال من التأْخِيذِ وآخَذَه رَقاه وقالت أُخْتُ صُبْحٍ العاديِّ تبكي أَخاها صبحاً وقد قتله رجل سِيقَ إِليه على سرير لأَنها قد كانت أَخَذَتْ عنه القائمَ والقاعدَ والساعِيَ والماشِيَ والراكِبَ أَخَذْتُ عنك الراكِبَ والساعِيَ والماشِيَ والقاعِدَ والقائِمَ ولم آخُذْ عنك النائمَ وفي صبح هذا يقول لبيد ولقد رأَى صُبْحٌ سوادَ خليلِه ما بين قائمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ عن بخليله كَبِدَه لأَنه يروى أَن الأَسد بَقَر بطنه وهو حيٌّ فنظر إِلى سوادِ كَبِده ورجل مُؤَخَّذٌ عن النساء محبوس وائْتَخَذْنا في القتال بهمزتين أَخَذَ بعضُنا بعضاً والاتِّخاذ افتعال أَيضاً من الأَخذ إِلا أَنه أُدغم بعد تليين الهمزة وإِبدال التاء ثم لما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أَن التاء أَصلية فبنوا منه فَعِلَ يَفْعَلُ قالوا تَخِذَ يَتْخَذ وقرئ لتَخِذْت عليه أَجراً وحكى المبرد أَن بعض العرب يقول اسْتَخَذَ فلان أَرضاً يريد اتَّخَذَ أَرضاً فتُبْدِلُ من إِحدى التاءين سيناً كما أَبدلوا التاءَ مكان السين في قولهم ستُّ ويجوز أَن يكون أَراد استفعل من تَخِذَ يَتْخَذ فحذف إِحدى التاءَين تخفيفاً كما قالوا ظَلْتُ من ظَلِلْتُ قال ابن شميل اسْتَخَذْتُ عليهم يداً وعندهم سواءٌ أَي اتَّخَذْتُ والإِخاذةُ الضَّيْعَة يتخذها الإِنسان لنفسه وكذلك الإِخاذُ وهي أَيضاً أَرض يحوزها الإِنسان لنفسه أَو السلطان والأَخْذُ ما حَفَرْتَ كهيئةِ الحوض لنفسك والجمع الأُخْذانُ تُمْسِكُ الماءَ أَياماً والإِخْذُ والإِخْذَةُ ما حفرته كهيئةِ الحوض والجمع أُخْذٌ وإِخاذ والإِخاذُ الغُدُرُ وقيل الإِخاذُ واحد والجمع آخاذ نادر وقيل الإِخاذُ والإِخاذةُ بمعنى والإِخاذةُ شيء كالغدير والجمع إِخاذ وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ مثل كتاب وكُتُبٍ وقد يخفف قال الشاعر وغادَرَ الأُخْذَ والأَوجاذَ مُتْرَعَة تَطْفُو وأَسْجَل أَنْهاءً وغُدْرانا وفي حديث مَسْروقِ بنِ الأَجْدَع قال ما شَبَّهْتُ بأَصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إِلا الإِخاذ تكفي الإِخاذةُ الراكب وتكفي الإِخاذَةُ الراكبَين وتكفي الإِخاذَةُ الفِئامَ من الناسِ وقال أَبو عبيد هو الإِخاذُ بغير هاء وهو مجتَمَع الماءِ شبيهٌ بالغدير قال عدِيّ بنُ زيد يصف مطراً فاضَ فيه مِثلُ العُهونِ من الرَّوْ ضِ وما ضنَّ بالإِخاذِ غُدُرْ وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ وقال الأَخطل فظَلَّ مُرْتَثِئاً والأُخْذُ قد حُمِيَتْ وظَنَّ أَنَّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَيْمُونُ وقاله أَيضاً أَبو عمرو وزاد فيه وأَما الإِخاذةُ بالهاء فإِنها الأَرض يأْخذها الرجل فيحوزها لنفسه ويتخذها ويحييها وقيل الإِخاذُ جمع الإِخاذةِ وهو مَصنعٌ للماءِ يجتمع فيه والأَولى أَن يكون جنساً للإِخاذة لا جمعاً ووجه التشبيه مذكور في سياق الحديث في قوله تكفي الإِخاذةُ الراكِبَ وباقي الحديث يعني أَنَّ فيهم الصغيرَ والكبيرَ والعالم والأَعلم ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث وامتلأَت الإِخاذُ أَبو عدنان إِخاذٌ جَمْع إِخاذة وأُخذٌ جمع إِخاذ وقال أَبو عبيدة الإِخاذةُ والإِخاذ بالهاء وغير الهاء جمع إِخْذٍ والإِخْذُ صَنَعُ الماء يجتمع فيه وفي حديث أَبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ مَثَلَ ما بعَثني الله به من الههُدَى والعِلْمِ كمثلِ غيثٍ أَصاب أَرضاً فكانت منها طائفةٌ طيبةٌ قَبِلتِ الماء فأَنبتت الكلأَ والعشب الكثير وكانت فيها إِخاذاتٌ أَمسكتِ الماء فنفع الله بها الناسَ فشرِبوا منها وسَقَوْا ورَعَوْا وأَصابَ طائفةً منها أُخرى إِنما هي قيعان لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلأً وكذلك مَثلُ من فقُه في دين الله ونَفَعه ما بعَثني الله به فعلم وعلَّم ومَثَلُ من لم يَرْفَعْ بذلك رأْساً ولم يَقْبلْ هُدى الله الذي أُرْسِلْتُ به الإِخاذاتُ الغُدرانُ التي تأْخذُ ماءَ السماءِ فَتَحْبِسهُ على الشاربة الواحدةُ إِخاذة والقيعانُ جمع قاع وهي أَرض حَرَّة لا رملَ فيها ولا يَثبتُ عليها الماء لاستوائها ولا غُدُر فيها تُمسِكُ الماءَ فهي لا تنبت الكلأَ ولا تمسك الماء اه وأَخَذَ يَفْعَلُ كذا أَي جعل وهي عند سيبويه من الأَفعال التي لا يوضع اسمُ الفاعل في موضع الفعلِ الذي هو خبرها وأَخذ في كذا أَي بدأَ ونجوم الأَخْذِ منازلُ القمر لأَن القمر يأْخذ كل ليلة في منزل منها قال وأَخْوَتْ نجومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضَّةً أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليسَ قاطِرُها يُثْري قوله يُثْرِي يَبُلُّ الأَرضَ وهي نجومُ الأَنواءِ وقيل إِنما قيل لها نجومُ الأَخذِ لأَنها تأْخُذُ كل يوم في نَوْءِ ولأَخْذِ القمر في منازلها كل ليلة في منزل منها وقيل نجومُ الأَخْذِ التي يُرمى بها مُسْتَرِقُ السمع والأَول أَصح وائْتَخذَ القومُ يأْتخذون ائْتِخاذاً وذلك إِذا تصارعوا فأَخذ كلٌّ منهم على مُصَارِعِه أُخذَةً يعتقله بها وجمعها أُخَذٌ ومنه قول الراجز وأُخَذٌ وشَغرِبيَّاتٌ أُخَر الليث يقال اتخَذَ فلان مالاً يَتَّخِذه اتِّخاذاً وتَخِذَ يَتْخَذُ تخَذاً وتَخِذْتُ مالاً أَي كسَبْتُه أُلزمَتِ التاءُ الحرفَ كأَنها أَصلية قال الله عز وجل لو شئتَ لَتَخِذْتَ عليه أَجراً قال الفراء قرأَ مجاهد لَتَخِذْتَ قال وأَنشدني العتابي تَخِذَها سَرِيَّةً تُقَعِّدُه قال وأَصلها افتعلت قال أَبو منصور وصحت هذه القراءة عن ابن عباس وبها قرأَ أَبو عمرو بن العلاء وقرأَ أَبو زيد لَتَخَذْتَ عليه أَجراً قال وكذلك مكتوب هو في الإِمام وبه يقرأُ القراء ومن قرأَ لاتَّخَذْت بفتح الخاء وبالأَلف فإِنه يخالف الكتاب وقال الليث من قرأَ لاتَّخَذْت فقد أَدغم التاءَ في الياءَ فاجتمعت همزتان فصيرت إِحداهما باء وأُدْغِمَت كراهةَ التقائهما والأَخِذُ من الإِبل الذي أَخَذَ فيه السِّمنُ والجمع أَواخِذُ وأَخِذَ الفصيل بالكسر يأْخَذُ أَخَذاً فهو أَخِذ أَكثر من اللبن حتى فسَدَ بطنُه وبَشِم واتَّخَم أَبو زيد إِنه لأَكْذَب من الأَخِيذِ الصَّيْحانِ وروي عن الفراء أَنه قال من الأَخِذِ الصَّيْحانِ بلا ياء قال أَبو زيد هو الفصيل الذي اتُّخِذَ من اللبن والأَخَذُ شبه الجنون فصيل أَخِذٌ على فَعِل وأَخِذَ البعيرُ أَخَذاً وهو أَخِذٌ أَخَذَه مثلُ الجنون يعتريه وكذلك الشاة وقياسه أَخِذٌ والأُخُذُ الرَّمَد وقدأَخِذَت عينه أَخَذاً ورجل أَخِذٌ بعينه أُخُذ مثل جُنُب أَي رمد والقياس أَخِذٌ كالأَوّل ورجل مُسْتأْخِذٌ كأَخِذ قال أَبو ذؤيب يرمي الغُيوبَ بِعيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُ مُغْضٍ كما كَسَفَ المستأْخِذُ الرمِدُ والمستأْخذُ الذي به أُخُذٌ من الرمد والمستأْخِذُ المُطَأْطِئُ الرأْسِ من رَمَدٍ أَو وجع أَو غيره أَبو عمرو يقال أَصبح فلان مؤتخذاً لمرضه ومستأْخذاً إِذا أَصبحَ مُسْتَكِيناً وقولهم خُذْ عنك أَي خُذْ ما أَقول ودع عنك الشك والمِراء فقال خذ الخطام
( * قوله « فقال خذ الخطام » كذا بالأصل وفيه كشطب كتب موضعه فقال ولا معنى له ) وقولهم أَخَذْتُ كذا يُبدلون الذال تاء فيُدْغمونها في التاء وبعضهم يُظهرُ الذال وهو قليل

( أذذ ) أَذَّ يَؤُذُّ قطع مثل هذَّ وزعم ابن دريد أَن همزة أَذَّ بدل من هاء هذَّ قال يَؤُذُّ بالشَّفْرة أَيّ أَذِّ مِنْ قَمَعٍ ومَأْنَةٍ وفلْذِ وشَفْرَةٌ أَذُوذٌ قاطعة كَهَذوذٍ وإِذْ كلمة تدل على ما مضى من الزمان وهو اسم مبني على السكون وحقه أَن يكون مضافاً إِلى جملة تقول جئتك إِذ قام زيد وإِذ زيد قائم وإِذ زيد يقوم فإِذا لم تُضَفْ نُوِّنت قال أَبو ذؤيب نَهَيْتُكَ عن طِلابِك أُمَّ عَمْرٍو بِعاقِبةٍ وأَنت إِذٍ صحِيحُ أَراد حينئذ كما تقول يومئذ وليلتئذ وهو من حروف الجزاء إِلا أَنه لا يجازى به إِلا مع ما تقول إِذ ما تأْتني آتك كما تقول إن تأْتني وقتاً آتِك قال العباسُ بن مِرادسٍ يمدحُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يا خيرَ مَن رَكِبَ المَطِيَّ ومن مَشى فوق الترابِ إِذا تُعَدُّ الأَنْفُسُ بكل أَسلَم الطاغُوتُ واتُّبِعَ الهُدَى وبك انجلى عنا الظلامُ الحِنْدِسُ إِذ ما أَتيتَ على الرسولِ فقل له حقًّا عليك إِذا اطمأَن المجلِسُ وهذا البيت أَورده الجوهريُّ إِذ ما أَتيتَ على الأَمير قال ابن بري وصواب إِنشاده إِذ ما أَتيتَ على الرسول كما أَوردناه قال وقد تكونُ للشيءِ توافِقُه في حالٍ أَنتَ فيها ولا يليها إِلا الفعلُ الواجبُ تقول بينما أَنا كذا إِذ جاء زيد ابن سيده إِذ ظرف لما مضى يقولون إِذ كان وقوله عز وجل وإِذ قال ربك للملائكة إِني جاعل في الأَرض خليفة قال أَبو عبيدة إِذ هنا زائدة قال أَبو إِسحق هذا إِقدام من أَبي عبيدة لأَن القرآن العزيز ينبغي أَن لا يُتكلم فيه إِلا بغاية تحري الحق وإِذ معناها الوقت فكيف تكون لغواً ومعناه الوقت والحجة في إِذ أَنّ الله تعالى خلق الناس وغيرهم فكأَنه قال ابتداء خلْقكم إِذ قال ربك للملائكة إِني جاعل في الأَرض خليفة أَي في ذلك الوقت قال وأَمّا قول أَبي ذؤيب وأَنت إِذ صحيح فإِنما أَصل هذا أَن تكون إِذ مضافة فيه إِلى جملة إِما من مبتدإِ وخبر نحو قولك جئتك إِذ زيد أَمير وإِما من فعل وفاعل نحو قمت إِذ قام زيد فلما حُذِف المضافُ إِليه إِذ عُوِّضَ منه التنوين فدخل وهو ساكن على الذال وهي ساكنة فكُسِرَت الذالُ لالتقاء الساكنين فقيل يومئذ وليست هذه الكسرةُ في الذال كسرةَ إِعراب وإِن كانت إِذ في موضع جر بإِضافة ما قبلها إِليها وإِنما الكسرة فيها لسكونها وسكون التنوين بعدها كقوله صَهٍ في النكرة وإِن اختلفت جهتا التنوين فكان في إِذٍ عوضاً من المضاف إِليه وفي صَهٍ علماً للتنكير ويدل على أَنَّ الكسرة في ذال إِذٍ إِنما هي حركة التقاء الساكنين هما هي والتنوين قوله « وأَنت إِذٍ صحيح » أَلا ترى أَنَّ إِذٍ ليس قبلها شيء مضاف إِليها ؟ وأَما قول الأَخفش إِنه جُرَّ إِذٍ لأَنه أَراد قبلها حين ثم حذفها وبَقِيَ الجر فيها وتقديره حينئذ فساقط غير لازم أَلا ترى أَن الجماعة قد أَجمعت على أَن إِذْ وكَمْ من الأَسماء المبنية على الوقف ؟ وقول الحُصينِ بن الحُمام ما كنتُ أَحسَبُ أَن أُمِّي عَلَّةٌ حتى رأَيتُ إِذِي نُحازُ ونُقْتَلُ إِنما أَراد إِذ نُحازُ ونُقتل إِلا أَنه لما كان في التذكير إِذي وهو يتذكر إِذ كان كذا وكذا أَجرى الوصلَ مُجرَى الوقف فأَلحقَ الياء في الوصل فقال إِذي وقوله عز وجل َولن ينفعكم اليوم إِذ ظلمتم أَنكم في العذاب مشتركونْ قال ابن جني طاولت أَبا علي رحمه الله تعالى في هذا وراجعته عوداً على بدءٍ فكان أَكثَرَ ما بَرَدَ منه في اليدِ أَنه لما كانت الدارُ الآخرةُ تلي الدارَ الدنيا لا فاصل بينهما إِنما هي هذه فهذه صار ما يقعُ في الآخرةِ كأَنه واقع في الدنيا فلذلك أُجْرِيَ اليومُ وهي للآخرة مُجْرى وقت الظلم وهو قوله إِذ ظلمتم ووقت الظلم إِنما كان في الدنيا فإِن لم تفعل هذا وترتكبه بَقِيَ إِذ ظلمتم غيرَ متعلق بشيء فيصير ما قاله أَبو علي إِلى أَنه كأَنه أَبدل إِذ ظلمتم من اليوم أَو كرره عليه وقول أَبي ذؤيب تَواعَدْنا الرُّبَيْقَ لَنَنْزِلَنْه ولم نَشْعُرْ إِذاً اني خَلِيفُ قال ابن جني قال خالد إِذاً لغة هذيل وغيرهم يقولون إِذٍ قال فينبغي أَن يكون فتحة ذال إِذاً في هذه اللغة لسكونها وسكون التنوين بعدها كما أَن من قال إِذٍ بكسرها فإِنَّما كسرها لسكونها وسكون التنوين بعدها بمن فهرب إِلى الفتحة استنكاراً لتوالي الكسرتين كما كره ذلك في من الرجل ونحوه

( أسبذ ) النهاية لابن الأَثير في الحديث أَنه كتب لعباد الله الأَسبذِينَ قال هم ملوكُ عُمانَ بالبحرَين قال الكلمة فارسية معناها عَبَدَةُ الفَرَس لأَنهم كانوا يعبدون فرساً فيما قيل واسم الفرس بالفارسية أَسب

( اصبهبذ ) الأَزهري في الخماسي إِصْبَهْبَذْ اسم أَعجمي

( بذذ ) بَذِذْتَ تَبَذُّ بَذَذاً
( * قوله « بذذاً » كذا بالأصل وفي القاموس بذاذا ) وبَذاذةً وبُذُوذَةً رثَّت هيئتُك وساءت حالتك وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم البَذاذةُ من الإِيمان البذاذة رثاثة الهيئة قال الكسائي هو أَن يكون الرجلُ مَتَقَهِّلاً رثَّ الهيئة يقال منه رجل باذّ الهيئة وفي هيئته بذاذة وقال ابن الأَعرابي البَذّ الرجل المُتَقَهِّل الفقير قال والبذاذة أَن يكون يوماً متزيناً ويوماً شَعِثاً ويقال هو ترك مداومة الزينة وحال بَذَّة أَي سيئة وقد بَذِذتَ بعدي بالكسر فأَنت باذُّ الهيئة أَي ورثُها بَيِّن البذاذة والبُذوذة قال ابن الأَثير أَي رثّ اللِّبْسَة أَراد التواضعَ في اللباس وتركَ التَّبَجُّجِ به وهيئة بَذَّةٌ صفة ورجل بَذُّ البخت سيئُه رديئه عن كراع وبَذَّ القومَ يَبُذُّهم بذّاً سبقهم وغلبهم وكل غالب باذٌّ والعرب تقول بَذَّ فلان فلاناً يَبُذُّه بذاً إِذا ما علاه وفاقه في حسن أَو عمل كائناً ما كان أَبو عمرو البَذْبَذَة التقشُّف وفي الحديث بَذَّ القائلين أَي سبقهم وغلبهم يَبُذُّهم بَذًّا ومنه صفة مشيه صلى الله عليه وسلم يَمْشِي الهُوُيْنا يَبُذُّ القوم إِذا سارع إِلى خير أَو مشى إِليه وتمَربَذٌّ مُتَفَرِّق لا يَلْزَقُ بعضه ببعض كَفَذٍّ عن ابن الأَعرابي والبَذُّ موضع أُراه أَعجميّاً والبَذُّ اسم كُورةٍ من كُوَر بابَكَ الخُرَّمِي

( بسذ ) قال الأَزهري في تهذيبه أُهملت السين مع التاء والذال والظاء إِلى آخر حروفها على ترتيبه فلم يُستعمل من جميع وجوهها شيء في مُصاصِ كلام العرب فأَما قولهم هذا قضاءُ سَذُومَ بالذال فإِنه أَعجمي وكذلك البُسَّذُ لها الجَوْهَرِ ليس بعربي وكذلك السَّبَذَة فارسي

( بغدذ ) بَغْدادُ وبَغداذُ وبَغذادُ وبَغْدانُ بالنون ومغَدانُ بالميم معرّب يذكر ويؤنث مدينة السلام

( بغذذ ) بغذاذ مدينة السلام وفيها اختلاف ذكر في بغدذ

( بوذ ) التهذيب أَبو عمرو باذ إِذا تواضع التهذيب الفراء باذ الرجل إِذا افتقر ابن الأَعرابي باذَ يبوذُ إِذا تعدى على الناس

( تخذ ) تَخِذ الشيءَ تَخَذاً وتَخْذاً الأَخيرة عن كراع واتَّخَذَه عمله وقوله عز وجل إِن الذين اتخذوا العجل أَراد اتخذوه إِلهاً فحذف الثاني لأَن الاتخاذ دليل عليه وحكى سيبويه استخذ فلان أَرضاً وهو استفعل منه كأَنه استتخذ فحذفت إِحدى التاءَين كما حذفت التاء الأُولى من قولهم تَقَى يَتْقِي فحذفت التاء التي هي فاء الفعل أَنشد يعقوب زيادَتَنا نُعْمانُ لا تَحْرِمنَّنا تَقِ اللهَ فينا والكتابَ الذي تَتْلو أَي اتقِ الله قال ابن جني وفيه وجه آخر وهو أَنه يجوز أَن يكون أَصله اتْتَخَذ وزنه افتَعَل ثم إِنهم أَبدلوا من التاء الأُولى التي هي فاء افتَعَل سيناً كما أَبدلوا التاء من السين في سِتٍّ فلما كانت السين والتاء مهموستين جاز إِبدال كل واحدة منهما من أُختها وفي حديث موسى والخضر عليهما السلام قال لو شئت لَتَخذْت عليه أَجراً قال ابن الأَثير يقال تَخِذَ يَتْخَذُ يوزن سَمِعَ يَسْمَعُ مثل أَخذَ يأْخُذُ وقرئ لَتَخَذْتَ ولاتَّخَذْتَ وهو افتعل من تَخِذَ فأَدغم إِحدى التاءَين في الأُخرى قال وليس من أَخذ في شيء فإِن الافتعال من أَخذ ائتخذ لأَن فاءها همزة والهمزة لا تدغم في التاءِ قال الجوهري الاتخاذ الافتعال من الأَخذ إِلا أَنه أَدغم بعد تليين الهمزة وإِبدال التاء ثم لما كثر استعماله بلفظ الافتعال توهموا أَن التاء أَصلية فبنوا منه فَعِلَ يفعل قالوا تَخِذَ يَتْخَذُ قال وأَهل العربية على خلاف ما قال الجوهري

( ترمذ ) تِرمِذُ بكسر التاء والميم البلد المعروف بخراسان

( تلمذ ) التلاميذُ الخَدَمُ والأَتباع واحدهم تِلْميذٌ

( جأذ ) الليث وغيره الجائذ العَبَّابُ في الشرب والفعل جأَذَ يَجْأَذُ جَأْذاً شَرِبَ أَنشد أَبو حنيفة مُلاهِسُ القوم على الطعام وجائِذٌ في قَرْقَفِ المُدام شرْبَ الهِجان الْوُلَّهِ الهِيام

( جبذ ) جَبَذَ جَبْذاً لغة في جَذَبَ وفي الحديث فَجَبَذَني رجل من خلفي وظنه أَبو عبيد مقلوباً عنه قال ابن سيده وليس ذلك بشيء وقال قال ابن جني ليس أَحدهما مقلوباً عن صاحبه وذلك أَنهما جميعاً يتصرفان تصرفاً واحداً تقول جَذَبَ يَجْذِبُ جَذْباً فهو جاذب وجَبَذَ يَجبذُ جَبْذاً فهو جابذ فإِن جعلت مع هذا أَحدهما أَصلاً لصاحبه فسد ذلك لأَنك لو فعلته لم يكن أَحدُهما أَسعَدَ بهذه الحال من الآخر فإِذا وقَفْتَ الحالَ بهما ولم تُؤْثِِرْ بالمزية أَحدَهما عن تصرف صاحبه فلم يُساوه فيه كان أَوسعهُما تَصَرُّفاً أَصلاً لصاحبه وذلك نحو قولهم أَنى الشيءُ يأْني وآنَ يَئِينُ فآنَ مقلوب عن أَنَى والدليل على ذلك وجودك مصدَرَ أَنى يأْنِي أَنًى ولا تجد لآن مصدراً كذا قال الأَصمعي فأَما الأَيْن فليس من هذا في شيء إِنما الأَيْنُ الإِعْياءُ والتعبُ فلما عَدِمَ آن المصدرَ الذي هو أَصل الفعل علم أَنه مقلوب عن أَنَى يأْنى قال الله سبحانه وتعالى إِلا أَن يؤذن لكم إِلى طعام غير ناظرين أَناه أَي بلوغَه وإِداركَهُ غير أَن أَبا زيد قد حكى لآن مصدراً وهو الأَيْنُ فإِن كان الأَمر كذلك فهما إِذاً أَصلان متساويان متساوقان وجَبَذَ العنبُ يَجْبِذُ صَغُر وقَفَّ

( جذذ ) الجَذُّ كسر الشيء الصُّلْب جَذَذْتُ الشيءَ كسرتُه وقطَعْتُه والجُذاذُ والجِذاذُ ما كسر منه وضمه أَفصح من كسره والجَذُّ القَطْع الوحِيُّ المُستأْصِلُ وقيل هو القطع المستأْصِل فلم يُقَيَّدْ بوحاء جَذَّهُ يَجُذُّهُ جَذًّ فهو مجذوذ وجَذيذ وجَذَّذَه فانْجَذَّ وتَجَذَّذ وفي التنزيل عطاء غير مجذوذ فسره أَبو عبيد غير مقطوع والانْجذاذُ الانقطاع قال الفراء رحِمٌ جَذَّاءُ وحَذَّاءُ بالجيم والحاء ممدودان وذلك إِذا لم توصَل وفي الحديث أَنه قال يوم حنين جُذّوهُم جَذّاً الجَذُّ القطع أَي استأْصلوهم قتلاً والجُذاذ المُقَطَّع
( * قوله « والجذاذ المقطع » جيمه مثلثه كما في القاموس ) والجِذاذُ القطع المكسرة منه فجعلهم جُذاذاً أَي حُطاماً وقيل هو جمع جَذيذ وهو من الجمع العزيز وقال الفراء في قوله فجعلهم جُذاذاً فهو مثل الحُطام والرُّفات ومن قرأَها جِذاذاً فهو جمعَ جَذيذ مثل خفيف وخفاف وفي حديث مازن فثُرتُ إِلى الضم فكسرته أَجذاذاً أَي قطعاً وكسراً واحدها جَذ وفي حديث علي كرم الله وجهه أَصولُ بيدٍ جَذَّاءَ أَي مقطوعة كنى به عن قصور أَصحابه وتقاعدهم عن الغزو فإِن الجند للأَمير كاليد ويروى بالحاء المهملة الليث الجُذاذُ قِطَع ما كسر الواحدةُ جُذاذَةٌ قال وقطع الفضة الصغار جُذاذ ويقال لحجارة الذهب جُذاذ لأَنها تُكسر والجُذاذات القراضات وجُذاذات الفضة قِطَعها والجُذاذُ الفِرق وسويق جَذيذ مَجْذوذ والسويق الجَذيذُ الكثير الجُذاذ والجَذيذة السويق والجَذِيذَة جَشيشَةٌ تعمل من السويق الغليظ لأَنها تُجَذّ أَي تقطع قطعاً وتُجش وروي عن أَنس أَنه كان يأْكلُ جَذيذَة قبل أَن يغدو في حاجته أَراد شربة من سويق أَو نحو ذلك سميت جَذيذة لأَنها تُجُذُّ أَي تُكَسَّر وتدق وتطحن وتُجشش إِذا طحنت ومنه حديث علي أَنه أمر نوفاً البكاليّ أَن يأْخذ من مِزْوده جَذيذاً وحديثه الآخر رأَيت عليّاً يشرب جَذيذاً حين أَفطر ويقال للحجارة الذهب جُذاذ لأَنها تكسر وتسحل وأَنشد كما انْصَرفت فوق الجُذاذ المَساحِن وجَذَذْت الحبل جَذّاً أَي قطعته فانجذ وجَذَّ الأَمرَ عني يَجُذُّه جَذّاً قطعه وجَذَّ النخلَ يَجُذُّه جَذّاً وجَذاذاً وجِذاذاً صرمه عن اللحياني وما عليه جُذّة وما عليه قِزاع أَي ما عليه ثوب يستره وفي الصحاح أَي ما عليه شيء من الثياب الأَصمعي الجَذَّان والكذَّان الحجارة الرخوة الواحدة جَذَّانة وكَذَّانة ومن أَمثالهم السائرة في الذي يقدم على اليمين الكاذبة جَذَّها جَذَّ البعير الصِّلِّيانَةَ أَراد أَنه أَسرع إِليها ابن الأَعرابي المِجَذُّ طرق المِرْوَدِ وهو الميل وأَنشد قالت وقد ساف مِجَذَّ المِرْود قال ومعناه أَن الحسناء إِذا اكتحلت مسحت بطرف الميل شفتيها ليذدادَ حُمَّة وقال الجَعدي يذكر نساء تَرَكْن بَطالة وأَخَذْن جذًّا وأَلقين المكاحِلَ للنبِيج قال الجذ والمجذ طرف المرود

( جرذ ) أَبو عبيد الجَرَذُ بالتحريك كل ما حدث في عرقوب الفرس وفي الصحاح في عرقوب الدابة من تزيُّد وانتفاخ عصب ويكون في عرض الكعب من ظاهر أَو باطن وقال ابن شميل الجَرَذ ورم يأْخذ الفرس في عرض حافزه وفي ثَفِنتَه من رجله حتى يعقره ودم غليظ ينعقر
( * قوله « ودم غليظ ينعقر إلى قوله فيكون ردئياً » كذا بالأصل ولعل فيه سقطاً والأصل ينعقر الفرس والبعير ومع ذلك في بقية التركيب قلاقة ونعوذ بالله من سقم النسخ ) والبعير بِأَخْذِه وفي نوادر الأَعراب الجَرَذ داء يأْخذ في مفصل العرقوب ويكوى منه تمشيطاً فيبرأُ عرقوبه آخراً ضخماً غليظاً فيكون رديئاً في حمله ومشيه ابن سيده الجَرَذُ داء يأْخذ في قوائم الدابة وقد تقدّم في الدال المهملة والأَصل الذال العجمة وداية جَرِذ وحكى بعضهم رجل جَرِذ الرجلين والجُرَذ الذكر من الفأْر وقيل الذكر الكبير من الفأْر وقيل هو أَعظم من اليربوع أَكدَر في ذنبه سواد والجمع جُرْذان الصحاح الجُرذُ ضرب من الفأْر وأُمُّ جِرْذانَ آخر نخلة بالحجاز إِدراكاً حكاها أَبو حنيفة وعزاها إِلى الأَصمعي قال ولذلك قال الساجع إِذا طلعت الخَراتان أُكِلَتْ أُمُّ جِرْذان وطلوع الخَراتَيْنِ في أُخْريات القَيْظ بعد طلوع سهيل وفي قُبُل الصفَرِيّ قال وزعموا أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأُمّ جِرْذان مرتين قال رواه الأَصمعي عن نافع بن أَبي قارئ أَهل المدينة عن ربيعة بن أَبي عبد الرحمن فقيههم قال وهي أُم جِرْذان رطباً فإِذا جفت فهي الكبيس وفي الحديث ذكر أُم جِرْذان وهو نوع من التمر كبار قيل إِن نخله يجتمع تحت الفأْر وهو الذي يسمى بالكوفة المُوشان يعنون الفأْر بالفارسية وأَرض جَرِذَة من الجُرَذ أَي ذات جِرْذان والجُرَذات عَصَبان في ظاهر خَصِيلة الفرس وباطنهما يلي الجنبين ورجل مُجَرَّذٌ داهٍ مُجَرِّبٌ للأُمور ابن الأَعرابي جَرَّذَه الدهر ودلَكه ودَيَّثَه ونَجَّذَهُ وحَنَّكه أَبو عمرو هو المُجَرَّذُ والمُجرَّسُ وأَجْرذَه إِلى الشيء أَلجأَه واضطره أَنشد ابن الأَعرابي وحاد عني عَبْدُهُمْ وأُجْرِذا أَي أُلجئ قال الشاعر كأن أَوْبَ صَنْعَةِ المَلاَّذِ يَسْتَهْيِعُ المُراهِيَ المحاذي عافِيه سَهْواً غيرَ ما إِجْراذِ وعافيه ما جاء من عفوه سهواً سهلاً بلا حث ولا إِكراه عليه ورجل مُجْرَذٌ أَفرده أَصحابه فلجأَ إِلى سواهم وقيل هو الذي ذهب ماله فلجأَ إِلى من ينوّله قال كثير عزة وأَلفَيْتُ عَيَّالاً كأَنّ عُواءَه بُكا مُجْرَذٍ يَبْغي المَبيتَ خَليع

( جربذ ) الجَرْبَذَة من عدو الفرس فوق القدر بتنكيس الرأْس وشدّة الاختلاط وقال ابن دريد جَرْبَذَتِ الفرسِ جَرْبَذَة وجِرْباذاً وهو عدو ثقيل وهي مُجَرْبِذ أَبو عبيدة الجَرْبَذَة من سير الخيل وفرس مُجَرَبِذ قال وهو القريب القَدْر في تنكيس الرأْس وشدّة الاختلاط مع بطء إِحارة يديه ورجليه قال ويكون المجربذ أَيضاً في قُرب السُّنْبُك من الأَرض وارتفاعه وأَنشد كنت تَجْري بالبُهْر خِلْواً فلما كَلَّفَتْكَ الجِيادُ جَرْيَ الجِيادِ جَرْبَذَتْ دونها يداك وأَرْدَى بك لؤمُ الآباءِ والأَجْدادِ والجَرْبَذَة ثقل الدابة وهو المُجَرْبِذُ والجَرَنْبَذُ
( * قوله « والجرنبذ إلخ » كذا بالأصل والذي في القاموس الجرنبذة بالهاء ) الذي تتزوج أُمه ابن الأَنباري البَروُك من النساء التي تتزوّج زوجاً ولها ابن مدرك من زوج آخر ويقال لابنها الجَرَنْبَذَ قال الأَزهري وهو مأْخوذ من الجَرْبَذَة

( جلذ ) الجَلِذُ
( * قوله « الجلذ » هكذا ضبط بالأصل بفتح فكسر وفي القاموس وشرحه بضم الجيم وسكون اللام وبفتح الجيم وككتف أيضاً ) الفأْر الأَعمى والجمع مَناجِذُ على غير واحده كما قالوا خلفة والجمع مخاض والجِلذاء الحجارة وقيل هو ما صلب من الأَرض والجمع جِلْذاء بالكسر ممدود وجَلاذي الأَخيرة مطردة الأَزهري في نوادر الأَعراب جِلْظاء من الأَرض وجلماظ وجلذاء وجِلْذان والجِلْذاءَة الأَرض الغليظة وجمعها جَلاذي وهي الحِزْباءَة ابن شميل الجُلْذِية المكان الخشن الغليظ من القُف المرتفع
( * قوله « من القف المرتفع إلخ » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس ليس بالمرتفع جداً )
جداً يقطع أَخفاف الإِبل وقلما ينقاد لا ينبت شيئاً والجُلْذِية من الفراسن الغليظة الوكيعة وقولهم أَسهل من جِلْذان وهو حمى قريب من الطائف لين مستو كالراحة والجُلْذي الحجر والجلذي بالضم من الإِبل الشديد الغليظ قال الراجز صوّى لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِيَّا أَخْيَفَ كانت أُمه صَفِيَّا وناقة جُلْذِيّة قوية شديدة صُلبة والذكر جُلْذِيّ مشتق من ذلك قال علقمة هل تُلْحِقيني بأَولى القَوْمِ إِذْ سَخِطوا جُلْذِيَّةً كأَتان الضَّحْلِ عُلْكُوم ؟ وأَتان الضحل صخرة عظيمة مُلَمْلَمة والضحل الماء الضحضاح والعلكوم الناقة الشديدة قال أَبو زيد ولم يعرفه الكلابيون في ذكور الإِبل ولا في الرجال وسير جُلْذِيٌّ وخمس جُلْذِيٌّ وقَرَبٌ جُلْذِيّ شديد فأَما قول ابن ميادة لَتَقْرُبُنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا ما دام فيهنّ فَصِيلٌ حيَّا وقد دجا الليلُ فَهَيَّا هَيَّا القَرَب القُرب من الورود بعد سير إِليه وليلة القَرَب الليلة التي ترد الإِبل في صبيحتها الماء وهيَّا بمعنى الاستحثاث قال ابن سيده وزعم الفارسي أَنه يجوز أَن يكون صفة للقَرَب وأَن يكون اسماً للناقة على أَنه ترخيم جُلْذِيَّة مسمى بها أَو جلِذية صفة ابن الأَعرابي والجَلاذي في شعر ابن مقبل جمع الجُلْذِية وهي الناقة الصلبة وهو صوت النواقيس فيه ما يفرّطه أَيدي الجلاذيّ جون ما يعفينا
( * قوله « ما يفرطه » في شرح القاموس ما يقربه وقوله ما يعفينا فيه ما يغضينا )
والجَلاذي صغار الشجر وخص أَبو حنيفة به صغار الطلح وإِنه لَيُجْلَذ بكل خير أَي يظن به وقد تقدم في الدال أَبو عمرو الجَلاذِيُّ الصُّنَّاعُ واحدهم جُلْذِيٌّ وقال غيره الجَلاذي خدم البيعة وجعلهم جَلاذِيّ لغلظهم وجِلْذان عقبة بالطائف واجْلَوّذ الليل ذهب قال الشاعر أَلا حبذا حبذا حبذا حَبيبٌ تَحَمَّلْتُ منه الأَذى إِذا أَظْلمَ الليلُ واجْلَوّذا والإجْلِوَّذ والاجْليواذُ المَضاء والسرعة في السير قال سيبويه لا يستعمل إِلا مزيداً التهذيب الجُلْذِيُّ الشديد من السير السريعُ قال العجاج يصف فلاة الخِمْسُ والخِمْسُ بها جُلْذِيُّ يقول سير خمس بها شديد الأَصمعي الاجْلِوَّاذ في السير والاجْرِوَّاطُ المضاء في السرعة وقال ابن الأَعرابي هو الإِسراع واجْلَوَّذ واجرهدّ إِذا أَسرع واجْلَوَّذَ بهم السير اجْلِوَّاذاً أَي دام مع السرعة وهو من سير الإِبل ومنه اجْلَوَّذَ المطر وفي حديث رقيقة واجلوّذ المطر أَي امتد وقت تأَخره وانقطاعه

( جنبذ ) الجُنْبُذَةُ بالضم ما ارتفع من الشيء واستدار كالقبة قال يعقوب والعامة تقول جُنْبَذَة بفتح الباء ابن سيده الجُنْبُذَة المرتفع من كل شيء والجُنْبُذَة ما علا من الأَرض واستدار ومكان مُجَنْبَذ مرتفع حكاه كراع وجُنْبُذَة الكيل منتهى أَصْبارِه وقد جَنْبَذه والجُنْبُذَة القبة عن ابن الأَعرابي وفي الحديث في صفة الجنة وسطها جنَابِذ من ذهب وفضة يسكنها قوم من أَهل الجنة كالأَعراب في البادية وورد في حديث آخر فيها جنَابِذ من لؤلؤ وفسره بذلك أَيضاً جوذ أَبو الجُوذِيّ كنية رجل قال لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُوذِيِّ بَرَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّويِّ مُسْتَويات كنوى البَرْنِّي وقد تقدم أَنه أَبو الجُودي بالدال المهملة

( جوذ ) أَبو الجُوذِيّ كنية رجل قال لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُوذِيِّ بَرَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّويِّ مُسْتَويات كنوى البَرْنِّي وقد تقدم أَنه أَبو الجُودي بالدال المهملة

( حبذ ) ذكر الأَزهري هذه الترجمة في الحاء والذال والباء قال وأَما قولهم حَبَّذا كذا وكذا بتشديد الباء فهو حرف معنى أُلِّف من حَبَّ وذا وقال في آخر الفصل وحبذا في الحقيقة فعل واسم حَبّ بمنزلة نِعْم وذا فاعل بمنزلة الرجل وقد ذكرناه نحن في ترجمة حبب فيما تقدّم والله أَعلم

( حذذ ) الحَذُّ القطع المستأْصل حَذَّهُ يَحُذّه حَذّاً قطعه قطعاً سريعاً مُسْتأْصلاً وقال ابن دريد قطعه قطعاً سريعاً من غير أَن يقول مستأْصلاً والحُذَّة القطعة من اللحم كالخُزَّة والفِلْذة قال الشاعر تُعْيِيه حُذَّة فِلْذٍ إِنْ أَلَمّ بها من الشِّواءِ ويُرْوِي شُرْبَهُ الغُمَرُ
( * قوله « تعييه إلخ » كذا بالأصل والذي في الصحاح وشرح القاموس
تكفيه حزة فلذان ألم بها ... من الشواء ويكفي شربه
الغمر )
ويروى حزة فلذ وسنذكره في موضعه والحَذَذ السرعة وقيل السرعة والخفة والحذذ خفة الذنب واللحية والنعت منهما أَحَذُّ ويعبر أَحَذُّ ولحية حَذاء خفيفة قال وشُعثٍ على الأَكْوارِ حُذٍّ لِحاهُمُ تَفادَوْا من الموتِ الذَّريعِ تَفادِيا وفرس أَحَذُّ خفيف شعر الذنب وقطاة حَذاء وصفت بذلك لقصر ذنبها وقلة ريشها وقيل لخفتها وسرعة طيرانها وفي حديث عتبة بن غزوان أَنه خطب الناس فقال في خطبته إِن الدنيا قد آذَنَتْ بِصَرْمٍ ووَلَّتْ حَذَّاء فلم يَبْق منها إِلا صُبابَةٌ كصُبابةِ الإِناء يقول لم يبق منها إِلا مثل ما بقي من الذَّنَبِ الأَحَذّ ومعنى قوله ولت حَذَّاء أَي سريعة الإِدبار قال الأَزهري ولت حذاء هي السريعة الخفيفة التي قد انقطع آخرها ومنه قيل للقطاة حذاء لقصر ذنبها مع خفتها قال النابغة يصف القطا حَذَّاءُ مُقْبِلَةً سَكَّاءُ مُدْبِرَةً للماء في النَّحْرِ منها نَوْطَةً عَجَبُ قال ومن هذا قيل للحمار القصير الذنب أَحذّ والأَحَذُّ السريع في الكلام والفعال وقيل ولت حذاء أَي ماضية لا يتعلق بها شيء وحمار أَحَذُّ قصير الذنب والاسم من ذلك الحَذَذ ولا فعل له الأَزهري الحَذَذ مصدر الأَحذّ من غير فعل ورجل أَحَذُّ سريع اليد خفيفها قال الفرزدق يهجو عُمَرَ بن هبيرة الفزاري تَفَيْهَقَ بالعراقِ أَبو المُثَنَّى وعَلَّم أَهْلَه أَكلَ الخَبِيص أَأَطْعمتَ العراقَ ورافِدَيْهِ فَزارَيّاً أَحَذَّ يَد القَمِيص ؟ يصفه بالغلو وسرعة اليد وقوله أَحَذَّ يد القميص أَراد أَحذَّ اليد فأَضاف إِلى القميص لحاجته وأَراد خفة يده في السرقة قال ابن بري الفزاري المهجوّ في البيت عمر بن هبيرة وقد قيل في الأَحذ غير ما ذكره الجوهري وهو أَن الأَحذ المقطوع يريد أَنه قصير اليد عن نيل المعالي فجعله كالأَحذ الذي لا شعر لذنبه ولا يجبّ لمن هذه صفته أَن يولى العراق وفي حديث عليّ رضوان الله عليه أَصول بِيَدٍ حَذَّاءَ أَي قصيرة لا تمتد إِلى ما أُريد ويروى بالجيم من الجذ القطع كنى بذلك عن قصور أَصحابه وتقاعدهم عن الغزو قال ابن الأَثير وكأَنها بالجيم أَشبه وأَمر أَحَذُّ سريع المَضاء وصريمة حذاء ماضية وحاجة حَذَّاء خفيفة سريعة النفاذ وأَمْرٌ أَحَذُّ أَي شديد منكر وجئتنا بِخُطوبٍ حُذٍّ أَي بأُمور منكرة وقال الطرماح يَقْري الأُمورَ الحُذَّ ذا إِرْبَةٍ في لَيِّها شَزْراً وإِبْرامِها أَي يقريها قلباً ذا إِربة الأَزهري والقلب يسمى أَحَذَّ قال ابن سيده وقلب أَحَذُّ ذَكِيٌّ خفيف وسهم أَحذ خفف غِراء نَصْله ولم يُفتق قال العجاج أَورد حُذًّا تَسْبِقُ الأَبصارا وكلَّ أُنثى حَمَلَتْ أَحجارا يعني بالأُنثى الحاملة الأَحجار المنجنيقَ الأَزهري الأَحَذُّ اسم عروض من أَعاريض الشعر قال ابن سيده هو من الكامل إِلى مُتفا ونقله إِلى فَعِلُنْ أَو مُتْفاعِلُنْ إِلى مُتْفا ونقله إِلى فَعْلُنْ وذلك لخفتها بالحذف وزاده الأَزهري إِيضاحاً فقال يكون صدره ثلاثة أَجزاء متفاعلن وآخره جزآن تامّان والثالث قد حذف منه علن وبقيت القافية متفا فجعلت فَعْلُنْ أَو فَعِلُنْ كقول ضابيء إِلاَّ كُمَيْتاً كالقَناةِ وضابياً بالقَرْحِ بَيْنَ لَبانِهِ ويَدِه
( * قوله « وضابياً » كذا بالأصل بالمثناة التحتية وفي شرح القاموس ضابئاً بالهمز وهو الأصل والياء تخفيف )
وكقوله وحُرِمْتَ مِنَّا صاحِباً ومُؤازِراً وأَخاً على السَّرَّاءِ والضُّرّ والقصيدة حَذَّاءُ قال ابن سيده قال أَبو إِسحق سمي أَحَذَّ لأَنه قَطْعٌ سريعٌ مستأْصلٌ قال ابن جني سمي أَحَذَّ لأَنه لما قطع آخر الجزء قَلَّ وأَسْرَعَ انقضاؤه وفناؤه وجُزء أَحَذُّ إِذا كان كذلك والأَحَذُّ الشيءُ الذي لا يتعلق به شيء وقصيدة حذَّاء سائرة لا عيب فيها ولا يتعلق بها شيء من القصائد لجودتها والحذَّاء اليمين المنكرة الشديدة التي يقتطع بها الحق قال تَزَبَّدَها حذَّاءَ يَعْلَمُ أَنه هو الكاذبُ الآتي الأُمورَ البَجارِيا
( * وردت البجاريا في كلمة « زبد » بضم الباء والصواب فتحها )
الأَمر البُجْرِيُّ العظيم المنكر الدي لم يُرَ مثله الجوهري اليمين الحَذَّاء التي يحلف صاحبها بسرعة ومن قاله بالجيم يذهب إِلى أَنه جَذَّها جَذَّ العَيْر الصِّلِّيانَةَ ورَحِمٌ حَذَّاء وجَذَّاء عن الفراء إِذا لم توصل وامرأَة حُذْحُذٌ وحُذْحُذَة قصيرة وقَرَبٌ حَذْحاذٌ وحُذاحِذ بعيدٌ وقال الأَزهري قَرَبٌ حَذْحاذٌ سريع أُخِذَ من الأَحَذِّ الخفيف مثل حَثْحاثٍ وخِمْسٌ حَذْحاذٌ لا فُتُورَ فيه وزعم يعقوب أَن ذاله بدل من ثاءِ حَثْحاثٍ وقال ابن جني ليس أَحدهما بدلاً من صاحبه لأَن حَذْحاذاً من معنى الشيء الأَحَذّ والحَثْحاتُ السريع وقد تقدّم

( حمذ ) الحُماذيّ شِدَّةُ الحر كالهَمَاذِيّ

( حنذ ) حَنَذَ الجَدْيَ وغيره يَحْنِذُه حَنْذاً شواه فقط وقيل سَمَطَهُ ولحمٌ حَنْذٌ مشويّ على هذه الصفة وصف بالمصدر وكذلك مَحْنُوذٌ وحَنِيذٌ وفي التنزيل العزيز فجاء بعجل حنيذ قال محنوذ مشوي وروى في قوله عز وجل فجاء بعجل حنيذ قال هو الذي يقطرُ ماؤه وقد شوي قال وهذا أَحسن ما قيل فيه الفراء الحَنْيذُ ما حَفَرْتَ له في الأَرض ثم غممته قال وهو من فعل أَهل البادية معروف وهو محنوذ في الأَصل وقد حُنِذَ فهو مَحْنُوذٌ كما قيل طبيخ ومطبوخ وقال شمر الحنيذ الماء السُّخْنُ وأَنشد لابن مَيَّادَةَ إِذا باكَرَتْهُ بالحَنِيذَ غَواسلُهْ وقال أَبو زيد الحنيذ من الشِّواءِ النَّضِيجُ وهو أَنْ تَدُسَّه في النار وقال ابن عرفة بعجل حنيذ أَي مشوي بالرِّضافِ حتى يقطر عرقاً وحنذته الشمس والنار إِذا شوتاه والشِّواءُ المحنوذُ الذي قد أُلقيت فوقه الحجارة المرضوفة بالنار حتى ينشوي انشواءً شديداً فيهتري تحتها شمر الحنيذ من الشِّواء الحار الذي يقطر ماؤه وقد شوي وقيل الحنيذ من اللحم الذي يؤخذ فيقطع أَعضاء وينصف له صَفيحُ الحجارة فَيقُابَلُ يكون ارتفاعه ذراعاً وعَرْضُه أكثر من ذراعين في مثلهما ويجعل له بابان ثم يوقد في الصفائح بالحطب ( هكذا بياض بالأصل ولعل الساقط منه فاذا حميت )
واشتذّ حرها وذهب كل دخان فيها ولهب أُدخل فيه اللحم وأُغلق البابان بصفحتين قد كانتا قِدِّرَتا للبابين ثم ضربتا بالطين وبفرث الشاة وأُدْفئِتا إِدْفاءً شديداً بالتراب في النار ساعة ثم يخرج كأَنه البُسرُ قد تَبَرَّأَ اللحمُ من العظم من شدة نُضْجِه وقيل الحنبذ أَن يشوي اللحم على الحجارة المُحْماةِ وهو مُحْنَذٌ وقيل الحنيذ أَن يأْخذ الشاة فيقطعها ثم يجعلها في كرشها ويلقي مع كل قطعة من اللحم في الكَرِش رَضْفَةً وربما جعل في الكرش قَدَحاً من لبن حامض أَو ماء ليكون أَسلم للكرش أَن يَنْقَدَّ ثم يخللها بخلال وقد حفر لها بُؤرَة وأَحماها فيلقي الكرش في البؤْرة ويغطيها ساعة ثم يخرجها وقد أَخذت من النُّضْجِ حاجتها وقيل الحنيذ المشويُّ عامة وقيل الحنيذ الشِّواءُ الذي لم يُبالَغْ في نُضْجِه والفِعْلُ كالفعل ويقال هو الشِّواء المَغْمُومُ الذي يُحْنَذُ أَي يُغير وهي أَقلها التهذيب الحَنْذُ اشتواء اللحم بالحجارة المسخنة تقول حَنَذْتُه حَنْذاً وحَنَذَه يَحْنِذُه حَنْذاً وأَحْنَذَ اللحم أَي أَنْضَجَهُ وحَنَذْتُ الشاة أَحْنِذُها حَنْذاً أَي شويتها وجعلت فوقها حجارة محماة لتنضجها وهي حنيذ والشمس تَحْنِذُ أَي تُحْرِقُ والحَنْذُ شدة الحر وّإحراقه قال العجاج يصف حماراً وأَتاناً حَتى إِذا ما الصيفُ كان أَمَجَا ورَهِبَا من حَنْذِه أَنْ يَهْرَجَا ويقال حَنذَتُه الشمسُ أَي أَحرقته وحِناذٌ مِحْنَذٌ على المبالغة أَي حر محرق قال بَخْدَجٌ يهجو أَبا نُخَيْلَةَ لاقى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مْحْنَذا مِنَّي وَشَلاًّ لِلأَعادي مِشْقَذَا أَي حرّاً ينضجه ويحرقه وحَنَذَ الفرس يَحْنِذه حَنْذاً وحِناذاً فهو محنوذ وحنيذ أَجراه أَو أَلقى عليه الجِلالَ لِيَعْرَقَ والخيلُ تُحَنَّذُ إِذا أُلقيت عليها الجلالُ بعضها على بعض لِتَعْرَقَ الفراء ويقال إِذا سَقَيْتَ فَاحْنِذْ يعني أَخْفِسْ يقول أَقِلَّ الماءَ وأَكثر النبيذَ وقيل إِذا سَقَيْتَ فَاحْنِذْ أَي عَرِّقْ شرابك أَي صُبَّ فيه قليلَ ماء وفي التهذيب أَحْنَذَ بقطع الأَلف قال وأَعْرَقَ في معنى أَخْفَسَ وذكر المنذري أَنا أَبا الهيثم أَنكر ما قاله الفراء في الإِحْناذ انه بمعنى أَخْفَسَ وأَعْرَقَ وَعَرَفَ الإِخْفاسَ والإِعْراقَ ابن الأَعرابي شراب مُحْنَذٌ ومُخْفَسٌ ومُمْذًى ومُمْهًى إِذا أُكثر مِزاجُه بالماء قال وهذا ضد ما قاله الفراء وقال أَبو الهيثم أَصل الحِناذِ من حِناذِ الخيل إِذا ضُمِّرَتْ قال وحِناذهُا أَن يُظاهَرَ عليها جُلٌّ فَوْقَ جُلٍّ حتى تُجَلَّلَ بأَجْلالٍ خمسةٍ أَو ستة لِتَعْرَقَ الفرسُ تحت تلك الجِلالِ ويُخْرِجَ العرقُ شَحْمَها كي لا يتنفس تنفساً شديداً إِذا جرى وفي بعض الحديث أَنه أَتى بضب مَحْنوذ أَي مشويّ أَبو الهثيم أَصله من حِناذِ الخيل وهو ما ذكرناه وفي حديث الحسن عَجَّلتْ قبلَ حَينذها بِشوائها أَي عجلت القِرى ولم تنتظر المشوي وحَنَذَ الكَرْمُ فُرِغَ مِنْ بعضه وحَنَذَ له يَحْنِذُ أَقَلَّ الماءَ وأَكثر الشرابَ كأَخْفَسَ وحَنَذْتُ الفرسَ أَحْنِذُه حَنْذاً وهو أَن يُحْضِرَهُ شوطاً أَو شوطين ثم يُظاهِرَ عليه الجِلالَ في الشمس ليعرق تحتها فهو محنوذ وحنيذ وإِن لم يعرق قيل كَبَا وحَنَذٌ موضع قريب من مكة بفتح الحاء والنون والذال المعجمة قال الأَزهري وقد رأَيت بوادي السِّتارَيْنِ من ديار بني سعد عينَ ماء عليه نخل زَيْنٌ عامر وقصور من قصور مياه الأَعراب يقال لذلك الماء حنيذ وكان نَشِيلُه حارّاً فإِذا حُقِنَ في السقاء وعلق في الهواء حتى تضربه الريح عَذُبَ وطاب وفي أَعْراضِ مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قرية قريبة من المدينة النبوية فيها نخل كثير يقال لها حَنَذ وأَنشد ابت السكيت لبعض الرُّجَّاز يصف النخل وأَنه بحذاء حَنَذ ويتأَبر منه دون أَن يؤبر فقال تَأَبَّرِي يا خَيْرَةَ الفَسيلِ تَأَبَّري مِنْ حَنَذٍ فَشُولي إِذْ صَنَّ أَهلُ النَّخلِ بالفُحول ومعنى تَأَبَّرِي أَي تلقَّحي وإِن لم تُؤبَّري برائحة حِرْقِ فَحاحِيلِ حَنَذ وذلك أَن النخل إِذا كان بحذاء حائط فيه فُحَّالٌ مما يلي الجنوب فإِنها تؤبر بروائحها وإِن لم تؤبر وقوله فشولي شبهها بالناقة التي تُلْقَحُ فَتَشُول ذنبها أَي ترفعه قال ابن بري الرجز لأُحَيْحَة بن الجُلاحِ قال والمعنى تأَبري من روائح هذا النخل إِذا ضن أَهل النخل بالفحول التي يؤبر بها ومعنى شولي ارفعي من قولهم شالت الناقة بذنبها إِذا رفعته للقاح وحَنّاذٌ اسم

( حوذ ) حاذَ يَحُوذَ حَوْذاً كحاط حَوْطاً والحَوْذُ الطَّلْقُ والحَوْذُ والإِحْواذُ السيرُ الشديد وحاذ إِبله يحوذها حَوْذاً ساقها سوقاً شديداً كحازها حوزاً وروي هذا البيت يَحُوذُهُنَّ وَلَهُ حُوذيُّ فسره ثعلب بأَن معنى قوله حوذي امتناع في نفسه قال ابن سيده ولا أَعرف هذا إِلا ههنا والمعروف يحوزهنّ وله حوزي وفي حديث الصلاة فمن فرّغ لها قلبه وحاذ عليها فهو مؤمن أَي حافظ عليها من حاذ الإِبل يحوذها إِذا حازها وجمعها ليسوقها وطَرَدٌ أَحْوَذُ سريع قال بَخْدَجٌ لاقى النخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مني وشلاًّ للأَعادي مِشْقَذا وطَرَداً طَرْدَ النعام أَحْوَذا وأَحْوَذَ السيرَ سار سيراً شديداً والأَحْوَذِيُّ السريع في كل ما أَخَذَ فيه وأَصله في السفر والحَوْذُ السوق السريع يقال حُذْت الإِبل أَحُوذُها حَوْذاً وأَحْوَذْتها مثله والأَحْوَذِيّ الخفيف في الشيء بحذفه عن أَبي عمرو وقال يصف جناحي قطاة على أَحْوَذِيَّينِ اسْتَقَلّتْ عليهما فما هي إِلا لَمْحَة فَتَغيب وقال آخر أَتَتْكَ عَبْسٌ تَحْمِل المَشِيَّا ماءٍ مِنَ الطّثرة أَحْوَذيَّا يعني سريع الإِسهال والأَحْوَذيّ الذي يسير مسيرة عشر في ثلاث ليال وأَنشد لَقَدْ أَكونُ على الحاجاتِ ذا لَبَثِ وأَحْوَذِيّاً إِذا انضمَّ الذّعالِيبُ قال انضمامها انطواء بدنها وهي إِذا انضمت فهي أَسرع لها قال والذعاليب أَيضاً ذيول الثياب ويقال أَحْوَذَ ذاك إِذا جمعه وضمه ومنه يقال استحوذ على كذا إِذا حواه وأَحْوَذ ثوبه ضمه إِليه قال لبيد يصف حماراً وأُتناً إِذا اجْتَمَعَتْ وأَحْوَذَ جانِبَيْها وأَوردَهَا على عُوجٍ طِوال قال يعني ضمها ولم يفته منها شيء وعنى بالعُوج القوائم وأَمر مَحُوذ مضموم محكم كَمَحُوز وجادَ ما أَحْوَذ قصيدتَه أَي أَحكمها ويقال أَحوذ الصانع القِدْح إِذا أَخفه ومن هذا أُخِذَ الأَحْوذيّ المنكمش الحادّ الخفيف في أُموره قال لبيد فهو كَقِدْحِ المَنِيح أَحْوَذَه الصَّا نعُ يَنْفِي عن مَتْنِه القُوَبَا والأَحْوَذِيُّ المشمر في الأُمور القاهر لها الذي لا يشذ عليه منها شيء والحَويذُ من الرجال المشمر قال عمران بن حَطَّان ثَقْفٌ حَويذٌ مُبِينُ الكَفِّ ناصِعُه لا طَائِشُ الكفّ وَقّاف ولا كَفِلُ يريد بالكَفِلِ الكِفْلَ والأَحْوَذِيّ الذي يَغْلِب واستَحْوَذ غلب وفي حديث عائشة تصف عمر رضي الله عنهما كان والله أَحْوَذيّاً نَسِيجَ وحْدِه الأَحْوذِيّ الحادّ المنكمش في أُموره الحسن لسياق الأُمور وحاذه يَحُوذه حوذاً غلبه واستَحْوذ عليه الشيطان واستحاذ أَي غلب جاء بالواو على أَصله كما جاء اسْتَرْوحَ واستوصب وهذا الباب كله يجوز أَن يُتَكَلَّم به على الأَصل تقول العرب اسْتَصاب واسْتَصْوَب واستَجاب واسْتَجْوب وهو قياس مطرد عندهم وقوله تعالى أَلم نستحوذ عليكم أَي أَلم نغلب على أُموركم ونستول على مودّتكم وفي الحديث ما من ثلاثة في قرية ولا بَدْوٍ لا تقام فيهم الصلاة إِلا وقد اسْتَحْوَذ عليهم الشيطان أَي استولى عليهم وحواهم إِليه قال وهذه اللفظة أَحد ما جاء على الأَصل من غير إِعلال خارِجَةً عن أَخواتها نحو استقال واستقام قال ابن جني امتنعوا من استعمال استحوذ معتلاًّ وإِن كان القياس داعياً إِلى ذلك مؤذناً به لكن عارض فيه إِجماعهم على إِخراجه مصححاً ليكون ذلك على أُصول ما غُيّر من نحوه كاستقام واستعان وقد فسر ثعلب قوله تعالى استحوذ عليهم الشيطان فقال غلب على قلوبهم وقال الله عز وجل حكاية عن المنافقين يخاطبون به الكفار أَلم نستَحْوذ عليكم ونَمْنَعْكم من المؤمنين وقال أَبو إِسحق معنى أَلم نستحوذ عليكم أَلم نستول عليكم بالموالاة لكم وحاذَ الحمارُ أُتُنَه إِذا استولى عليها وجمعها وكذلك حازها وأَنشد يَحُوذُهُنَّ وله حُوذِيُّ قال وقال النحويون استحوذ خرج على أَصله فمن قال حاذ يَحُوذ لم يقل إِلا استحاذ ومن قال أَحْوذَ فأَخرجه على الأَصل قال استحوذ والحاذُ الحال ومنه قوله في الحديث أَغبط الناس المؤمنُ الخفيفُ الحاذِ أَي خفيف الظهر والحاذانِ ما وقع عليه الذنَب من أَدبار الفخذين وقيل خفيف الحال من المال وأَصل الحاذِ طريقة المتن من الإِنسان وفي الحديث ليأْتين على الناس زمان يُغْبَط الرجل فيه لخفة الحاذِ كما يُغْبَطُ اليومَ أَبو العَشَرة ضربه مثلاً لقلة المال والعيال شمر يقال كيف حالُك وحاذُك ؟ ابن سيده والحاذُ طريقة المتن واللام أَعلى من الذال يقال حالَ مَتْنُه وحاذَ مَتْنُه وهو موضع اللبد من ظهر الفرس قال والحاذان ما استقبلك من فخذي الدابة إِذا استدبرتها قال وتَلُفُّ حاذَيْها بذي خُصَل رَيّانَ مِثْلَ قَوادِمِ النَّسْر قال والحاذانِ لحمتانِ في ظاهر الفخذين تكونان في الإِنسان وغيره قال خَفِيفُ الحاذِ نَسّالُ الفَيافي وعَبْدٌ لِلصّحابَةِ غَيْرُ عَبْد الرياشي قال الحاذُ الذي يقع عليه الذنَب من الفخذين من ذا الجانب وذا الجانب وأَنشد وتَلُفّ حاذَيْها بذي خُصَل عَقِمَتْ فَنِعْمَ بُنَيّةُ العُقْم أَبو زيد الحاذ ما وقع عليه الذنب من أَدبار الفخذين وجمع الحاذ أَحْواذ والحاذُ والحالُ معاً ما وقع عليه اللبد من ظهر الفرس وضرب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله مؤمنٌ خَفِيفُ الحاذِ قلةَ اللحم مثلاً لقلة ماله وقلة عياله كما يقال خفيف الظهر ورجل خفيف الحاذ أَي قليل المال ويكون أَيضاً القليل العيال أَبو زيد العرب تقول أَنفع اللبن ما وَليَ حاذَيِ الناقة أَي ساعة تحلب من غير أَن يكون رضعها حُِوار قبل ذلك والحاذُ نبت وقيل شجر عظام يَنْبُت نِبْتَة الرِّمْثِ لها غِصَنَةٌ كثيرة الشوك وقال أَبو حنيفة الحاذ من شجر الحَمْض يعظم ومنابته السهل والرمل وهو ناجع في الإِبل تُخصِب عليه رطباً ويابساً قال الراعي ووصف إِبله إِذا أَخْلَفَتْ صَوْبَ الربيعِ وَصَالها عَرادٌ وحاذٌ مُلْبِسٌ كُلَّ أَجْرَعا
( * قوله « وصالها » كذا بالأصل هنا وفي عرد وقد وردت « أجرعا » في كلمة « عرد » بالحاء المهملة خطأ )
قال ابن سيده وأَلف الحاذ واو لأَن العين واواً أَكثر منها ياء قال أَبو عبيد الحاذ شجر الواحدة حاذة من شجر الجنَبَة وأَنشد ذواتِ أَمْطِيٍّ وذاتِ الحاذِ والأَمطيّ شجرة لها صمغ يمضغه صبيان الأَعراب وقيل الحاذة شجرة يأْلفها بقَرُ الوحش قال ابن مقبل وهُنَّ جُنُوحٌ لِذِي حاذَة ضَوارِبُ غِزْلانِها بالجُرن وقال مزاحم دَعاهُنّ ذِكْرُ الحاذِ من رَمْل خَطْمةٍ فَمارِدُ في جَرْدائِهِنَّ الأَبارِقُ والحَوْذانُ نبت يرتفع قدر الذراع له زهرة حمراء في أَصلها صفرة وورقته مدوّرة والحافر يسمن عليه وهو من نبات السهل حلو طيب الطعم ولذلك قال الشاعر آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسَلْ والحوْذانُ نبات مثل الهِنْدِبا ينبت مسطحاً في جَلَد الأَرض وليانها لازقاً بها وقلما ينبت في السهل ولها زهرة صفراء وفي حديث قس عمير حَوْذان الحوذان نبت له ورق وقصب ونَور أَصفر وقال في ترجمة هوذ والهاذة شجرة لها أَغصان سَبْطَةٌ لا ورق لها وجمعها الهاذ قال الأَزهري روى هذا النضر والمحفوظ في باب الأَشجار الحاذ وحَوْذان وأَبو حَوْذان أَسماء رجال ومنه قول عبد الرحمن بن عبد الله بن الجراح أَتتك قَوافٍ من كريم هَجَوْتَهُ أَبا الحَوْذِ فانظر كيف عنك تَذودُ إِنما أَراد أَبا حوذان فحذف وغير بدخول الأَلف واللام ومثل هذا التغيير كثير في أَشعار العرب كقول الحطيئة جَدْلاء مُحْكَمَة من صُنْع سَلاَّم يريد سليمان فغير مع أَنه غلط فنسب الدروع إِلى سليمان وإِنما هي لداود وكقول النابغة ونَسْج سُلَيْمٍ كُلَّ قَضَّاءَ ذائل يعني سليمان أَيضاً وقد غلط كما غلط الحطيئة ومثله في أَشعار العرب الجفاة كثير واحدتها حَوْذانة وبها سمي الرجل أَنشد يعقوب لرجل من بني الهمّاز لو كان حَوْذانةُ بالبلادِ قام بها بالدّلْو والمِقَاطِ أَيّامَ أَدْعُو يا بني زياد أَزْرَقَ بَوّالاً على البساط مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدَّادِ الصُّدَّادُ الوزَغُ ورواه غيره بأَبي زياد وروي أَوْرَقَ بوّالاً على البساط وهذا هو الأَكفأُ

( خذذ ) التهذيب أَهمله الليث وفي نوادر الأَعراب خَذَّ الجُرْحُ خَذيذاً إِذا سال منه الصَّديد

( خنذ ) الخِنْذِيانُ الكثير الشر ورجلِ خِنْذيذُ اللسان بَذِيُّه والخنْذيذُ الفحل قال بشر وخِنْذيذٍ ترى الغُرْمُولَ منه كَطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقهُ التِّجارُ والخنذيذ الخصيُّ أَيضاً وهو من الأَضداد ابن سيده الخنذيذ بوزن فِعْلِيلٍ كأَنه بني من خَنَذَ وقد أُمِيتَ فِعْلُه وهو من الخيل الخصي والفحل وقيل الخناذيذ جياد الخيل قال خُفافُ بن عبد قيس من البَراجِمِ وبَراذِينَ كابِيَاتٍ وأُتْنَا وخَناذيذَ خِصْيَةً وفُحُولا وصفها بالجودة أَي منها فحول ومنها خصيان فخرج بذلك من حد الأَضداد قال ابن بري زعم الجوهري أَن البيت لخفاف بن عبد قيس وهو للنابغة الذبياني وقبله جمعوا من نوافل الناس سَيْباً وحميراً مَوْسُومَةً وخُيولا قال وجعل هذا البيت شاهداً على أَن الخنذيذ يكون غير الخصي قال والأَكثر في اللغة أَن الخِنْذيذ هو الخصي وقيل الخنذيذ الطويل من الخيل ابن الأَعرابي كل ضخم من الخيل وغيره خِنْذِيذ خصياً كان أَو غيره وأَنشد بيت بشر وخنذيذ ترى الغرمول منه والخِنْذِيذُ الشاعر المجيد المُنَقِّح المُفْلِقُ والخِنْذِيذُ الشجاع البُهْمَةُ الذي لا يُهْتَدَى لقتاله والخِنْذيذ السخي التام السخاء والخنذيذ الخطيب المُصْقِعُ والخنذيذ السيد الحليم والخنذيذ العالم بأَيام العرب وأَشعار القبائل ورجل خِنْظِيانٌ وخِنْذِيانٌ بالخاء المعجمة أَي فحاش ورجل خِنْذيانٌ كثير الشر التهذيب والخِنذيذ البذيّ اللسان من الناس والجمع الخناذيذ قال أَبو منصور والمسموع من العرب بهذا المعنى الخِنْذِيانُ والخِنْظِيانُ وقد خَنْذَى وخَنْطى وحَنْظى وعَنْظَى إِذا خرج إِلى البذاءة وسَلاطَة اللسان قال ولم أَسمع الخِنْذِيذَ بهذا المعنى قال وكذلك خَنَادِي الجبال واحدتها خِنْذُوَةٌ وقيل خِنْذِيذُ الريح إِعْصاره وقال الشاعر نِسْعيَّة ذات خِنْذِيذٍ يُجاوِبُها نِسْعٌ لها بِعِضاه الأَرض تَهْزِيرُ نِسْعٌ ومِسْعٌ من أَسماء الريح الشمال لدقة مهبّها شبهت بالنسع الذي تعرفه ابن سيده والخِنْذِيذ الجبل الطويل المشرف الضخم وفي الصحاح رأْس الجبل المشرف وخناذيذ الجِبال شُعَب دقاق الأَطراف طوال في أَطرافها خِنْذيذة فأَما قوله تَعْلُو أَواسِيَه خَناذِيذُ خِيَمْ فقد تكون الخناذيذ هنا الجبال الضخام وتَكون المشرفة الطوال والخناذيذ هي الشماريخ الطوال المشرفة واحدتها خِنْذِيذَةٌ وخناذيذ الغيم أَطراف منه مشرفة شاخصة مشبهة بذلك والخُنْذُوَة الشعْبَةُ من الجبل مثل بها سيبويه وفسرها السيرافي قال ووجدت في بعض النسخ حُنْذُوَةً وفي بعضها جُنْذُوَةً وخُنذوة بالخاء معجمة أَقعد بذلك يشتقها من الخِنْذِيذِ وحكيت خِنْذُوَة بكسر الخاء وهو قبيح لأَنه لا يجتمع كسرة وضمة بعدها واو وليس بينهما إِلا ساكن لأَنَّ الساكن غير معتدٍّ به فكأَنه خِذُوَة وحكيت جِنْدِوَة وخِنْذِوَة وحِنْذِوَة لغات في جميع ذلك حكاه بعض أَهل اللغة وكذلك وجد في بعض نسخ كتاب سيبويه وهذا لا يعضده القياس ولا السماع أَما الكسرة فإِنها توجب قلب الواو ياء وإِن كان بعدها ما يقع عليه الإِعراب وهو الهاء وقد نفى سيبويه مثل ذلك وأَما السماع فلم يجئ لها نظير وإِنما ذكرت هذه الكلمة بالحاء والخاء والجيم لأَنَّ نسخ كتاب سيبويه اختلفت فيها

( خوذ ) المُخاوَذَةُ المخالفة إِلى الشيء خَاوَذَهُ خِوَاذاً ومخاوذة خالفه يقال بنو فلان خاوذونا إِلى الماء أَي خالفونا إِليه الأُمَوِيُّ خاوَذْته مُخَاوَذَة فعلت مثل فعله وأَنكر شمر خاوذت بهذا المعنى وذكر أَن المُخاوَذَة والخِواذ الفِراقُ وأَنشد إِذا النَّوَى تَدْنُو عن الخِوَاذِ وخَاوَذَتْه الحُمَّى خِوَاذاً أَخذته ثم انقطعت عنه ثم عاودته عن ابن الأَعرابي وقيل مخاوذتها إِياه تعهدها له وقيل خِواذُ الحمى أَن تأْتي لوقت غير معلوم الفراء الحمى تُخَاوذه إِذا حم في الأَيام وفلان يُخَاوِذُنا بالزيارة أَي يتعهدنا بالزيارة قال أَبو منصور وسماعي من العرب في الخِواذِ أَن حِلَّتَين نزلتا على ماء عضوض لا يروي نَعَمَهُما في يوم واحد فسمعت بعضهم يقول لبعض خَاوِذُوا وِرْدَكم ترووا نَعَمَكمْ ومعناه أَن يورد فريق نَعَمَه يوماً ونَعَم الآخرين في الرعي فإِذا كان اليوم الثاني أَورد الآخرون نعمهم فإِذا فعلوا ذلك شرب كلُّ مال غِبّاً لأَنَّ المالين إِذا اجتمعا على الماء نزح فلم يرووا وكان صَدَرُهم عن غيرِ رِيّ فهذا معنى الخِوَاذِ عندهم وهو من خُوذَانِهم عن ابن الأَعرابي أَي من خُشارِهم وخَمَّانهم ويقال ذهب فلان في خُوذانِ الخامل إِذا أُخر عن أَهل الفضل قال ابن أَحمر إِذا سَبَّنَا منهم دَعِيٌّ لأُمِّهِ خليلانِ من خُوذَانَ قِنٌّ مُوَلَّدُ وفي النوادر أَمر خائذ لائذ وأَمر مُخَاوِذٌ مُلاوِذٌ إِذا كان مُعْوِزاً وخَاوَذَ عنه إِذا تنحى قال أَبو وجزة وخاوذ عنه فلم يعانها
( * كذا بالأصل )

( دبذ ) الدَّيابُوذُ ثَوْبٌ
( * قوله « ثوب » كذا بالأصل والصحاح والمناسب ثياب ينسج واحدها بنيرين جمع ديبوذ ) ينسج بنيرين كأَنه جمع دَيْبُوذ على فَيْعُول قال أَبو عبيد أَصله بالفارسية دوبوذ وأَنشد الأَعشى يصف الثور عليه ديابوذ تسربل تحته أَرَنْدَجَ إِسْكافٍ يخالط عِظْلِمَا قال وربما عربوه بدال غير معجمة

( دوذ ) الدَّاذِيُّ نبت وقيل هو شيء له عُنْقود مستطيل وحبه على شكل حب الشعير يوضع منه مقدار رطل في الفَرَق فَتَعْبَقُ رائحته ويجود إِسكاره قال شَرِبنا من الدَّاذِيِّ حتى كأَننا مُلوكٌ لنا بَرُّ العِراقَيْنِ والبحرُ جاء على لفظ النسب وليس بنسب قال ابن سيده وإِنما قضينا بأَن أَلفه واو لكونها عيناً

( ربذ ) الرَّبَذُ خفة القوائم في المشي وخفة الأَصابع في العمل تقول إِنه لَرَبِذٌ ورَبِذَتْ يده بالقداح تَرْبَذُ رَبَذاً أَي خفت والرَّبِذُ الخفيف القوائم في مشيه والرَّبَذُ خفة اليد والرجل في العمل والمشي رَبِذَ رَبَذاً فهو رَبِذٌ والرَّبَذُ العِهْنُ يعلق على الناقة الفراء الرَّبَذُ العُهُون التي تعلق في أَعناق الإِبل واحدتها رَبَذَةٌ قال ابن سيده الرَّبَذَةُ والرِّبْذَةُ العهنة تعلق في أُذن الشاة أَو البعير والناقة الأُولى عن كراع قال وجمعها رَبَذٌ قال وعندي أَنه اسم للجمع كما حكاه سيبوبه من حَلَق في جمع حَلْقَةٍ الجوهري والرِّبْذَة واحدة الرِّبَذ وهي عهون تعلق في أَعناق الإِبل حكاه أَبو عبيد في باب نوادر الفعل والرَّبَذَة الخرقة يُهْنأُ بها تميمية وقيل هي الصوفة يُهْنأُ بها الجرب والرِّبْذَةُ خرقة الحائض وخرقة الصائغ التي يجلو بها الحلى قال النابغة قَبَّحَ اللَّهُ ثم ثَنَّى بِلَعْنٍ رِبْذَةَ الصَّائِغ الجَبانِ الجَهولا وقيل هي الصوفة يطلى بها الجَرْبَى ويهنأُ بها البعير قال الشاعر يا عَقِيدَ اللُّؤمِ لَوْلا نِعْمَتي كنتَ كالرِّبْذَةِ مُلْقًى بالفِناء وفي حديث عمر بن عبد العزيز كتب إِلى عامله عدي بن أَرطاة إِنما أَنت رِبْذَةٌ من الرِّبَذِ قال هو بمعنى إِنما نُصِبت عاملاً لتعالج الأُمور برأْيك وتجلوَها بتدبيرك وقيل هي خرقة الحائض فيكون قد ذمه على هذا القول ونال من عرضه وقيل هي صوفة من العهن تعلق في أَعناق الإِبل وعلى الهوادج ولا طائل لها فشبهه بها أَنه من ذوي الشارة والمنظر مع قلة النفع والجدوى وكلُّ شيء قذِرٍ رِبْذَةٌ وقال اللحياني إِنما أَنت رِبْذَةٌ من الرِّبَذِ أَي منتن لا خير فيك وقال بعضهم رجل رِبْذَة لا خير فيه ولم يذكر النتن والرِّبْذَةُ صِمامة القارورة وجمع ذلك كله رِبَذٌ ورِباذ والرِّبْذَةُ الشدّة والشر الذي يقع بين القوم وبينهم رَباذِية أَي شر قال زياد الطماحي وكانَتْ بين آلِ أَبي أُبَيٍّ رَباذِيَةٌ فَأَطْفَأَها زِيادُ قوله فأَطفأَها زياد يعني نفسه وجاء رَبِذَ العِنانِ أَي مُنْفرداً مُنْهَزماً عن ابن الأَعرابي وقول هشام المزني تَرَدَّدُ في الديار تَسُوقُ ناباً لهَا حَقَبٌ تَلَبَّسَ بالبِطانِ ولم تَرْمِ ابنَ دارَةَ عن تمِيم غَداةَ تَرَكْته رَبِذَ العِنانِ فسره فقال تركته خالياً من الهِجاء يقول إِنما عملك أَن تبكي في الديار ولا تذب عن نفسك أَبو سعيد لِثة رَبِذَة قليلة اللحم وأَنشد قول الأَعشى تَخَلْهُ فِلَسْطِيّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَهُ على رَبَذاتِ النِّيِّ حُمْشٌ لِثاتها قال النِّيُّ اللحم وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال رَبَذاتِ النِّيّ من الرُّبْذَةِ وهي السواد قال ابن الأَنباري النِّيُّ الشحم من نوت الناقة إِذا سَمِنت قال والنِّيءُ بالهمز اللحم الذي لم يُنْضَجْ قال وهذا هو الصحيح وفرس رَبِذٌ سريع وفلان ذو رَبِذاتٍ أَي كثير السَّقَطِ في كلامه والرَّبَذَةُ قرية قرب المدينة وفي المحكم موضع به قبر أَبي ذرّ الغفاري رضي الله تعالى عنه وقال أَبو حنيفة الرَّبَذِيّ الوتر يقال له ذلك ولم يُصنع بالرَّبَذَةِ قال والأَصل ما عمل بها وأَنشد لعبيد بن أَيوب وهو من لصوص العرب أَلم تَرَني حالفتُ صَفْراءَ نَبْعَةً لها رَبَذِيٌّ لم تُفَلَّلْ مَعابِلُه ؟ والرَّبَذِيَّةُ الأَصبحِيَّة من السِّياط وأَرْبَذَ الرجلُ إِذا اتخذ السِّياط الرَّبَذِية وهي معروفة وقال ابن شميل سوط ذو رُبَذٍ وهي سيور عند مقدّم جلد السوط

( رذذ ) الرَّذاذ المطر وقيل الساكن الدائم الصغار القطر كأَنه غبار وقيل هو بَعْدَ الطَّلِّ قال الأَصمعي أَخف المطر وأَضعفه الطل ثم الرَّذاذُ والرَّذاذُ فوق القِطْقِطِ قال الراجز كأَنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المنثورِ بَعْدَ رَذَاذ الدِّيمَةِ الدَّيْجُورِ على قَرَاهُ فِلَقُ الشُّذُورِ فجعل الرَّذَاذَ للديمة واحدته رذاذة وفي الحديث ما أَصاب أَصحاب محمد يوم بدر إِلا رَذاذٌ لَبَّد لهم الأَرض الرَّذَاذُ أَقل المطر قيل هو كالغبار وأَما قول بخدج يهجو أَبا نخيلة لاقى النخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مِنِّي وشَلاًّ للأَعادي مِشْقَذَا وقافِياتٍ عارماتٍ شُمَّذَا من هاطِلاتٍ وابلاً ورَذَذَا فإِنه أَراد رذاذاً فحذف للضرورة كقول الآخر منازل الحيّ تعفّي الطِّلَل أَراد الطِّلالَ فحذف وشبه بخدج شعره بالرذاذ في أَنه لا يكاد ينقطع لا أَنه عنى به الضعيف بل يشتد مرة فيكون كالوابل ويسكن مرة فيكون كالرذاذ الذي هو دائم ساكن ويومٌ مُرِذٌّ وقد أَرَذَّت السماء وأَرض مُرَذٌّ عليها ومُرَذَّةٌ ومَرْذوذَةٌ الأَخيرة عن ثعلب وقد أَرَذَّتْ فهي تُرِذُّ إِرْذَاذاً ورَذَاذاً وأَرَذَّتِ العينُ بمائها وأَرَذَّ السّقاءُ إِرْذَاذاً إِذا سال ما فيه وأَرَذَّتِ الشَّجَّةُ إِذا سالت وكل سائل مُرذٌّ قال الأَصمعي لا يقال أَرض مُرَذَّة ولا مرذوذة ولكن يقال أَرض مُرَذٌّ عليها وقال الكسائي أَرض مُرَذَّةٌ ومَطْلُولَةٌ الأُموي يوم مُرِذ وذو رَذاذٍ

( روذ ) الرَّوْذَةُ الذهاب والمجيء قال أَبو منصور هكذا قيد الحرف في نسخة مقيدة بالذال قال وأَنا فيها واقف ولعلها رَوْدَةٌ من رادَ يَرُودُ وَراذانُ موضع عن ابن الأَعرابي وأَلِفها واو لأَنها عين وانقلاب الأَلف عن الواو عيناً أَكثر من انقلابها عن الياء وأَصل رَاذانَ رَوَذَان ثم اعتلت اعتلال ماهان وداران وكل ذلك مذكور في مواضعه في الصحيح على قول من اعتقد نونها أَصلاً كطاء ساباط وإِنه إِنما ترك صرفه لأَنه اسم للبقعة

( زمرذ ) الزُّمُرُّذُ بالذال من الجواهر معروف واحدته زُمُرُّذَةٌ الجوهري الزمرذ بالضم الزبرجد والراء مضمومة
( * قوله « والراء مضمومة إلخ » وعن الازهري فتح الراء أيضاً نقله شارح القاموس ) مشددة

( سبذ ) قال الأَزهري في ترتيبه أُهملت السين مع الطاء والدال والثاء إِلى آخر حروفها فلم يستعمل من جميع وجوهها شيء في مُصاص كلام العرب فأَما قولهم هذا قضاء سَذوم بالذال فإِنه أَعجمي وكذلك البُسَّذُ لهذا الجوهر ليس بعربي وكذلك السَّبَذَة فارسي ابن الأَثير في حديث ابن عباس جاء رجل من الأَسْبَذِيِّينَ إِلى النبي صلى الله عليه وسلم قال هم قوم المجوس لهم ذكر في حديث الجزية قيل كانوا مسلحة لحصن المُشَقّرِ من أَرض البحرين الواحد أَسْبَذِيٌّ والجمع الأَسابِذَةُ

( شبرذ ) ناقة شَبَرْذاةٌ وشمرذاة ناجية سريعة قال مرداس الزبيري لما أَتانا رامعاً قِبِرَّاهْ على أَمونٍ جَسْرَةٍ شَبَرْذاهْ والشَّبَرْذى والشَّمَرْذى السريع فيما أَخذ فيه والشَّبَرْذى اسم رجل قال لقد أُوقِدَتْ نارُ الشَّبَرْذى بأَرْؤسٍ عِظامِ اللِّحى مُعْرَنْزِماتِ اللَّهازِمِ ويروى الشَّمَرْذى والميم في كل ذلك لغة

( شجذ ) الشَّجْذَة المَطرةُ الضعيفة وهي فوق البَغْشَةِ وأَشجذت السماء سكن مطرها وضعف قال امروء القيس يصف ديمة تُخْرِجُ الوَدَّ إِذا ما أَشْجَذَت وتُوارِيهِ إِذَا ما تَشْتَكِرْ الوَدّ جبل معروف وتشتكر يشتد مطرها وفي التهذيب تعتكر يقول إِذا أَقلعت هذه الديمة طهر الوَتِدُ فإِذا عادت ماطرة وارته الأَصمعي أَشْجَذَ المطرُ منذ حين أَي نأَى وبعد وأَقلع بعد إِثْجامِهِ ويقال أَشجذت الحمى إِذا أَقلعت

( شحذ ) الليث الشَّحْذُ التحديد شحَذ السكينَ والسيفَ ونحوهما يَشْحَذُه شَحْذاً أَحَدَّه بالمِسَنِّ وغيره مما يُخرج حَدَّه فهو شحيذ ومشحوذ وأَنشد يَشْحَذُ لَحْيَيْهِ بِنابٍ أَعْصَلِ والمِشْحَذُ المِسَنُّ وفي الحديث هلمي المُدْيَةَ واشْحَذيها ورجل شُحْذُوذٌ حديد نَزِقٌ وشَحَذَ الجوعُ مَعِدَتَه ضرّمها وقوّاها على الطعام وأَحَدَّها ابن سيده الشحذان بالتحريك الجائع وهو من ذلك وشَحَذَه بعينه أَحَدَّها إِليه ورماه بها حتى أَصابه بها قال وكذلك ذَرَقْتُه وحَدَجْتُه وشَحَذْتُه أَي سُقْتَهُ سَوْقاً شديداً وسائق مِشْحَذ قال أَبو نُخَيلة قلت لإِبليس وهامان خذا سُوقا بني الجَعْراءِ سَوْقاً مِشْحَذا واكْتَنِفاهُم من كذا ومن كذا تَكَنُّفَ الريح الجَهَامَ الرَّذَذَا ومَرَّ يَشْحَذُهم أَي يطردهم ورجل شَحْذَانُ سَوَّاقٌ وفلان مشحوذ عليه أَي مغضوب عليه قال الأَخطل خيال لأَرْوى والرَّباب ومن يكن له عند أَرْوَى والرَّباب تُبُولُ يَبِتْ وهو مَشْحُوذٌ عليه ولا يَرى إِلى بَيْضَتَيْ وَكْرِ الأَنُوقِ سبيل ابن شميل المِشْحاذُ الأَرض المستوية فيها حصى نحو حصى المسجد ولا جبل فيها قال وأَنكر أَبو الدُّقيش المِشْحاذَ وقال غيره المِشْحاذ الأَكَمَةُ القَرْوَاءُ التي ليست بِضَرِسَة الحجارة ولكنها مستطيلة في الأَرض وليس فيها شجر ولا سهل أَبو زيد شَحَذَتِ السماءُ تَشْحَذُ شَحْذاً وحلبت حلباً وهي فوق البَغْشَة وفي النوادر تَشَحَّذَني فلانٌ وتَرَعَّفَني أَي طردني وعَنَّاني

( شخذ ) أَشْخَذَ الكلبَ أَغراه يمانية

( شذذ ) شَذَّ عنه يَشِذُّ ويَشُذُّ شذوذاً انفرد عن الجمهور وندر فهو شاذٌّ وأَشذُّه غيره ابن سيده شَذَّ الشَّيءُ يَشِذُّ شَذّاً وشُذوذاً ندر عن جمهوره وشَذَّه هو يَشُذُّه لا غير وأَشَذَّهُ أَنشد أَبو الفتحبن جني فَأَشَذَّني لمرورهم فَكَأَنني غُصْنٌ لأَوَّل عاضدٍ أَو عاسِفِ قال وأَبى الأَصمعي شذه وسمى أَهلُ النحو ما فارق ما عليه بقية بابه وانفرد عن ذلك إِلى غيره شاذّاً حملاً لهذا الموضع على حكم غيره وجاؤوا شُذَّاذاً أَي قِلالاً وقوم شُذَّاذ إِذا لم يكونوا في منازلهم ولا حيهم وشُذَّانُ الناس ما تفرّق منهم وشُذَّاذُ الناس الذين يكونون في القوم ليسوا في قبائلهم ولا منازلهم وشُذَّاذُ الناس متفرقوهم وفي حديث قتادة وذكر قوم لوط فقال ثم أَتبع شُذَّانَ القوم صَخْراً مَنْضُوداً أَي من شذ منهم وخرج عن جماعته قال وشُذَّان جمع شاذّ مثل شاب وشُبَّان ويروى بفتح الشين وهو المتفرق من الحصى وغيره ويقالُ من قال شُذَّان فهو جمع شاذ ومن قال شَذَّان فهو فَعْلانُ وهو ما شذ من الحصى ويقالُ شُذَّان وإِنما يقال شُذَّان بالضم لا يجمع
( * قوله « وانما يقال شذان بالضم لا يجمع إلخ » كذا بالنسخة المعتمد عليها عندنا ولعل فيها سقطاً والأصل والله أعلم وإنما يقال شذان بالضم لأن فاعلاً لا يجمع على فعلان يعني بفتح الفاء ) على فَعلان ابن سيده وشُذَّان الحصى ونحوه ما تطاير منه وحكى ابن جني شَذَّان الحصى قال امروء القيس تُطاير شَذَّانَ الحَصى بِمَناسِم صِلاب العُجى مَلْثومها غَيرُ أَمعرا الجوهري شَذان الحصى بالفتح والنون المتفرق منه وقال يتركن شَذَّانَ الحَصى جَوافِلا وشَذَّانُ الإِبل وشُذَّانُها ما افترق منها أَنشد ابن الأَعرابي شُذَّانُها رائعة لِهَدْرِه رائعة مرتاعة الليث شذ الرجل إِذا انفرد عن أَصحابه وكذلك كل شيء منفرد فهو شاذ وكلمة شاذة ويقال أَشْذَذْتَ يا رجل إِذا جاء بقول شاذٍّ نادٍّ ابن الأَعرابي يقال ما يدع فلان شاذّاً ولا نادّاً إِلا قتله إِذا كان شجاعاً لا يلقاه أَحد إِلا قتله ويقال شاذّ أَي متنحٍّ

( شعذ ) الشَّعْوَذَةُ خِفَّةٌ في اليد وأُخْذٌ كالسحر يُري الشيءَ بغير ما عليه أَصله في رأْي العين ورجل مُشَعْوِذٌ ومُشَعْوَذٌ وليس من كلام البادية والشَّعْوَذَةُ السُّرْعَةُ وقيل هي الخفة في كل أَمْرٍ والشَّعْوَذِيُّ رسول الأُمراء في مهاتهم على البريد وهو مشتق منه لسرعته وقال الليث الشَّعْوَذَةُ والشَّعْوَذيُّ مستعمل وليس من كلام أَهل البادية

( شقذ ) الشَّقْذِ والشَّقِيذُ والشَّقَذانُ الذي لا يكاد ينام وفي التهذيب الشَّقِذُ العَيْنِ الذي لا يكاد ينام إِنه لَشَقِذُ العين إِذا كان لا يَقْهَرُه النُّعاسُ زاد الجوهري ولا يكون إِلا عَيُوناً يصيب الناس بالعين قال ابن سيده وهو العَيُونُ الذي يصيب الناس بالعَين وقيل هو الشديد البصر السريع الإِصابة وقد شقِذ بالكسر شَقَذاً وشقِذَ الرجلُ ذهب وبَعُدَ وأَشْقَذَهُ طرده وهو شَقِذٌ وشَقَذان بالتحريك الأَصمعي أَشْقَذْتُ فلاناً إِشقاذاً إِذا طردته وشَقِذَ هو يَشْقَذُ إِذا ذهب وهو الشَّقَذانُ قال عامر بن كثير المحاربي فإِني لستُ من غَطَفانَ أَصْلي ولا بيني وبينهم اعْتِشَارُ إِذا غَضِبُوا عليّ وأَشْقَذُوني فصرتُ كأَنني فَرَأٌ مُتارُ متار يُرْمَى تارة بعد تارة ومعنى متار مفزع يقال أَتَرْتُه أَي أَفزعته وطردته فهو مُتار قال ابن بري أَصله أَتأَرته فنقلت الحركة إِلى ما قبلها وحذفت الهمزة قال وقال ابن حمزة هذا تصحيف وإِنما هو مُنارٌ بالنون يقال أَنرته بمعنى أَفزعته ومنه النَّوارُ وهي النَّفُورُ والاعتشار بمعنى العِشْرَة قال وقد ذكره الجوهري في فصل تور شاهداً على قولهم فلان يُتار على أَن يؤخذ أَي يُدارُ وطَرَدٌ مِشْقَذٌ بعيد قال بخدج لاقى النُّخيلاتُ حناذاً مِحْنَذا مني وشَلاًّ للأَعادي مِشْقَذا أَراد أَبا نخلة فلم يُبَلْ كيف حرّف اسمه لأَنه كان هاجياً له والشَّقْذاءُ العُقاب الشديدة الجوع وعقاب شَقَذى شديدة الجوع والطلب قال يصف فرساً شَقْذاءُ يَحْتَثُّها في جَرْيِها ضَرَم والشِّقْذان الضَّبُّ والوَرَلُ والطُّحَنُ وسامُّ أَبرص والدَّسَّاسَةُ وأَخذته شِقْذَةٌ وجعلت امرأَة من العرب الشّقْذانَ واحِداً فقالت تهجو زوجها وتشبهه بالحرباء إِلى قَصْرِ شِقْذانٍ كَأَنَّ سِبالَهُ ولحيته في خُرْو مَانٍ مُنَوَّر الخرؤُمانة بقلة خبيثة الريح تنبت في الأَعطان والدِّمَنِ وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً به على الواحد من الحَرابيِّ والشَّقْذُ والشِّقْذُ والشَّقِذُ والشَّقَذانُ الحِرْباءُ وجمعه شِقْذانٌ مثل كَرَوانٍ وكِرْوانٍ وقيل هو حرباء دقيق مَعْصُوبٌ صَعْلُ الرأْس يلزق بِسُوقِ العِضَاه والشِّقَذُ والشَّقَذُ والشُّقَذُ ولد الحِرْباء عن اللحياني والجمع من كل ذلك الشُّقاذى والشِّقْذانُ قال فَرَعَتْ بها حَتَّى إِذا رَأَتِ الشُّقاذى تَصْطَلي اصطلاؤُها تحرّيها للشمس في شدة الحر وقال بعضهم الشُّقاذى في هذا البيت الفَراش قال وهذا خطأٌ لأَن الفَراشَ لا يصطلي بالنار وإِنما وصف الحمر فذكر أَنها رعت الربيع حتى اشتد الحر واصْطَلَتِ الحَرابي وعَطِشَتْ فاحتاجتِ الوُرُودَ وقال ذو الرمة يصف فلاة قطعها تَقَاذَف والعُصْفُور في الجُحرِ لاجِئٌ مَعَ الضَّبِّ والشِّقْذانُ تَسْمُو صُدورُها أَي تشخص في الشجر وقيل الشِّقْذانُ الحشرات كلها والهوام واحدتها شَقِذَةٌ وشَقِذٌ وشِقْذٌ قال ولا أَدري كيف تكون الشَّقِذَةُ واحدةَ الشِّقْذان إِلا أَن يكون على طرح الزائد والشَّقْذُ والشَّقَذانُ والشِّقْذان الأَخيرة عن ثعلب الذئب والصقر والحرباء والشِّقْذانُ فراخ الحُبارى والقطا ونحوهما والشَّقْذانَةُ الخفيفة الروح عن ثعلب وما له شَقَذٌ ولا نَقَذٌ أَي ما له شيء ومتاع ليس به شَقَذٌ أَي نقص ولا خلل ابن الأَعرابي ما به شَقَذٌ ولا نَقَذٌ أَي ما به حَراكٌ وفلان يشاقذني أَي يعاديني الأَزهري في ترجمة عذق امرأَة عَقْذانة وشَقْذانَةٌ وعَدْوانَةٌ أَي بذية سليطة

( شمذ ) الليث الشَّمْذُ رفع الذنب شَمَذَتِ الناقة تَشْمِذُ بالكسر شَمْذاً وشِماذاً وشُموذاً وهي شامذ والجمع شوامذ وشُمَّذ أَي لقحت فشالت بذنَبها لِتُري اللقاح بذلك وربما فعلت ذلك مَرَحاً ونَشاطاً قال الشاعر يصف ناقة على كُلِّ صَهْباءِ العَثانِينِ شَامِذٍ جُمَالِيَّةٍ في رأْسها شَطَنَانِ وقيل الشامذ من الإِبل الخَلِفَة وقول أَبي زبيد يصف حرباء شامِذاً تَتَّقي المُبِسَّ عَلى المُرْ يَةِ كَرْهاً بالصِّرْف ذي الطُّلاَّء يقول الناقة إِذا أُبِسَّ بها اتقت المُبِسَّ باللبن وهذه تتقيه بالدم وهذا مثل والعقرب شامذ من حيث قيل لما شَالَ من ذنبها شَوْلَةٌ قال أَبو الجرَّاح من الكِباشِ ما يشتمذ ومنها ما يَغُلُّ فالاشتماذ أَن يضرب الأَلية حتى ترتفع فَيَسْفِذَ والغَلُّ أَن يَسْفِذَ من غير أَن يفعل ذلك والشَّيْمَذانُ الذئب
( * قوله « الشميذان الذئب » كذا بالأصل وفي القاموس وشرحه واليشمذان هذا هو الأصل والشيذمان مقلوبه وهو الذئب ) سمي بذلك لشموذه بذنبه وقول بخدج يهجو أَبا نخيلة لاقى النُّخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مني وشَلاًّ للأَعادِي مِشْقَذَا وقافياتٍ عَارِمَاتٍ شُمَّذا إِنما ذلك مَثَلٌ شَبَّهَ القوافي بالإِبل الشُّمَّذِ وهي ما قدَّمناه من أَنها التي ترفع أَذنابها نشاطاً ومَرَحاً أَو لِتُريَ بذلك اللِّقَاحَ وقد يجوز أَن يكون شبهها بالعقارب لِحِدَّتها وشِدَّةِ أَذنابها ويقال للنخيل إِذا أُبِّرَت قد شَمَذتْ ونَخِيلٌ شَوامِذ وأَنشد غُلْبٌ شَوامِذُ لم يَدْخُلْ لها الحَصْر قال الأَصمعي حصر النبت إِذا كان في موضع غليظ ضيق فلا يسرع نباته شمر يقال اشْمِذْ إِزارك أَي ارفعه ورجل شَمْذانُ يرفع إِزاره إِلى ركبتيه وأَشْمَذانِ موضعان أَو جبلان قال رَزَاحٌ أَخو قصيّ بن كلاب جَمَعْنا من السِّرِّ من أَشْمَذَيْن ومن كلِّ حَيٍّ جَمَعْنا قَبيلا

( شمرذ ) الشَّمْرَذَةُ السرعة والشَّمَرْذَى لغة في الشَّبَرْذَى وناقة شَمَرْذاةٌ وشَبَرْذاةٌ ناجية سريعة وقد تقدم وقول الشاعر لقد أُوقِدَتْ نارُ الشَّمَرْذَى بِأَرْو س عِظَامِ اللِّحَى مُعْرَنْزِماتِ اللَّهازِمِ قال أَحسبه نبتاً أَو شجراً

( شنذ ) النهاية لابن الأَثير في حديث سعد بن معاذ لما حكم في بني قريظة حملوه على شَنَذَة من ليف هي بالتحريك شبه إِكاف يجعل لمقدِّمته حِنْوٌ قال الخطابي ولست أَدري بأَيّ لسان هي

( شوذ ) المِشْوَذُ العِمامة أَنشد ابن الأَعرابي للوليد بن عقبة بن أَبي مُعَيْط وكان قد وليَ صدقات تغلب إِذا ما شَدَدْتُ الرَّأْسَ مني بِمشْوَذٍ فَغَيَّكِ مني تَغْلِبُ ابْنَةَ وائِلِ يريد غيّاً لك ما أَطوله مني وقد شَوَّذَه بها وفي حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم أَنه بعث سرية فأَمرهم أَن يمسحوا على المَشَاوِذِ والتَّسَاخِين وقال أَبو بكر المشاوذ العمائم واحدها مِشْوَذٌ والميم زائدة ابن الأَعرابي يقال للعمامة المشوذ والعِمَادَة ويقال فلان حسن الشِّيذَة أَي حسن العمة وقال أَبو زيد تشوّذ الرجل واشتاذ إِذا تعمم تَشَوْذُناً
( * قوله « تشوذناً » كذا بالأصل ولعله تشوذاً ) قال وشَوَّذْتُه تَشْويذاً إِذا عممته قال أَبو منصور أَحسبه أُخذ من قولك شَوَّذَتِ الشمس إِذا مالت للمغيب وذلك أَنها كانت غطيت بهذا الغيم قال الشاعر لَذُنْ غُدْوَة حتى إِذا الشمسُ شَوَّذَت لِذِي سَوْرة مَخْشيَّة وحذار وتشوَّذَ الرجل واشتاذ أَي تعمم وجاء في شعر أُمية شَوَّذَت الشمس قال أَبو حنيفة أَي عممت بالسحاب وبيت أُمية وشَوَّذَتْ شَمْسُهم إِذا طَلَعت بالخُلْبِ هِفّاً كأَنه كَتَمُ الأَزهري أَراد أَنّ الشمس طلعت في قَتَمَةٍ كأَنها عممت بالغُبرَة التي تضرب إِلى الصُّفْرة وذلك في سنة الجدب والقحط أَي صار حولها خُلَّبُ سَحابٍ رقيق لا ماء فيه وفيه صفرة وكذلك تطلع الشمس في الجدب وقلة المطر والكَتَمُ نبات يخلط مع الوَسْمَةِ يُخْتَضَبُ به

( طبرزذ ) الطَّبَرْزَذُ السُّكَّرُ فارسي معرّب يريد تَبَرْزَدْ بالفارسية كأَنه نحت من نواحيه بالفأْس والتَّبَر الفأْس بالفارسية وحكى الأَصمعي طَبَرْزَل وطَبَرْزَنْ وقال يعقوب طَبَرْزُد وطَبَرْزُل وطَبَرْزُون قال ابن سيده وهو مثال لا أَعرفه قال ابن جني قولهم طَبَرْزُل وطَبَرْزُن لَسْتَ بأَن تجعل أَحدهما أَصلاً لصاحبه بأَولى منك تحمله على ضده لاستوائهما في الاستعمال

( طرمذ ) رجل فيه طَرْمَذَة أَي أَنه لا يحقق الأُمور وقد طرمذ عليه ورجل طِرماذ مُبَهْلِقٌ صَلِفٌ وهو الذي يسمى الطِّرْمِذار قال سَلامُ مَلاَّذٍ على مَلاَّذِ طَرْمَذَةً مني على الطِّرْماذِ الجوهري الطَّرْمَذةُ ليس من كلام أَهل البادية والمُطَرْمِذُ الذي له كلام وليس له فعل قال ابن بري قال ثعلب في أَماليه الطَّرْمَذَةُ غريبة قال والطِّرْماذُ الفرس الكريم الرائع والطِّرْمِذار المتكثر بما لم يفعل وقيل الطِّرْمِذارُ والطِّرْماذُ هو المُتَنَدِّخُ يقال تَنَدَّخَ أَي تشبَّع بما ليس عنده قال ابن بري ويقوي ذلك قول أَشجع السلمي ليس للحاجات إِلاّ من له وَجْهٌ وقاح ولِسانٌ طِرَّمِذَارٌ وغُدُوٌّ وَرَواح ابن الأَعرابي في فلان طَرْمَذَةٌ وبَهْلَقَةٌ ولَهْوَقةٌ قال أَبو العباس أَي كِبْرٌ أَبو الهيثم المُفَايَشة المفاخرة وهي الطَّرْمَذَةُ بعينها والنَّفْخُ مثله يقال رجل نَفَّاجٌ وفَيَّاشٌ وطِرْماذ وفَيُوشٌ وطِرْمِذانُ بالنون إِذا افتخر بالباطل وتمدّح بما ليس فيه

( عقذ ) الأَزهري في ترجمة عذق امرأَة عَقْذَانَةٌ وشَقْذانَةٌ وعَذْوَانَة أَي بذية سليطة

( عنذ ) العَانِذَة أَصل الذَّقَنِ والأُذُنُ قال عَوانذِ مُكْنِفات اللَّها جميعاً وما حولهن اكتنافا

( عوذ ) عاذ به يَعُوذُ عَوْذاً وعِياذاً ومَعاذاً لاذ فيه ولجأَ إِليه واعتصم ومعاذَ اللهِ أَي عياذاً بالله قال الله عز وجل مَعَاذَ الله أَن نأْخذ إِلا مَن وجدَنا متاعنا عنده أَي نعوذ بالله معذاً أَن نأْخذ غير الجاني بجنايته نصبه على المصدر الذي أُريدَ به الفعل وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه تزوّج امرأَة من العرب فلما أُدْخِلَتْ عليه قالت أَعوذ بالله منك فقال لقد عُذْتِ بمعاذ فالحقي بأَهلك والمَعَاذ في هذا الحديث الذي عَاذبه والمَعَاذ المصدر والمكان والزمان أَي قد لجأْت إِلى ملجإٍ ولُذْتِ بِمَلاذ والله عز وجل معاذ من عاذ به وملجأُ من لجأَ إِليه وقولهم معاذ الله أَي أَعوذ بالله معاذاً بجعله بدلاً من اللفظ بالفعل لأَنه مصدر وإِن كان غير مستعمل مثل سبحان ويقال أَيضاً مَعَاذَة الله ومَعَاذَ وجه الله ومَعَاذَة وجه الله وهو مثل المَعْنَى والمَعْناة والمَأْتى والمَأْتاة وأَعَذْتُ غيري به وعَوَّذْتُه به بمعنى قال سيبويه وقالوا عائذاً بالله من شرها فوضعوا الاسم موضع المصدر قال عبد الله السهمي أَلحقْ عذابَك بالقوم الذين طَغَوْا وعائذاً بك أَن يَغْلُوا فيُطْغُوني قال الأَزهري يقال اللهم عائذاً بك من كل سوء أَي أَعوذ بك عائذاً وفي الحديث عائذ بالله من النار أَي عائذ ومتعوّذ كما يقال مستخجير بالله فجعل الفاعل موضع المفعول كقولهم سِرٌّ كاتِمٌ وماءٌ دافق ومن رواه عائذاً بالنصب جعل الفاعل موضع المصدر وهو العِياذُ وطَيْرٌ عِياذٌ وعُوَّذ عائذة بجبل وغيره مما يمنعها قال بخدج يهجو أَبا نخيلة لاقى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا شَرًّا وشَلاًّ للأَعادِي مِشْقَذَا
( * قوله « شرّاً وشلاً إلخ » الذي تقدم مني وشلاً ولعله روي بهما )
وقافِياتٍ عارِماتٍ شُمَّذَا كالطَّيْر يَنْجُونَ عِياذاً عُوَّذا كرر مبالغة فقال عِيذاً عُوَّذاً وقد يكون عياذاً عنا مصدراً وتعوّذ بالله واستعاذ فأَعاذه وعوّذه وعَوْذٌ بالله منك أَي أَعوذ بالله منك قال قالت وفيها حَيْذَة وذُعْرُ عَوْذٌ بربي مِنكُمُ وحَجْرُ قال وتقول العرب للشيء ينكرونه والأَمر يهابونه حُجْراً أَي دفعاً وهو استعاذة من الأَمر وما تركت فلاناً إلا عَوَذاً منه بالتحريك وعَوَاذاً منه أَي كراهة ويقال أُفْلِتَ فلانٌ مِن فُلانٍ عَوَذاً إِذا خوَّفه ولم يضربه أَو ضربه وهو يريد قتله فلم يقتله وقال الليث يقال فلان عَوَذٌ لك أَي ملجأٌ وفي الحديث إِنما قالها تَعَوُّذاً أَي إِنما أَقرَّ بالشهادة لاجئاً إِليها ومعتصماً بها ليدفع عنه القتل وليس بمخلص في إِسلامه وفي حديث حذيفة تُعْرَضُ الفتنُ على القلوب عَرْضَ الحصير عُوداً عُوداً بالدال اليابسة وقد تقدّم قال ابن الأَثير وروي بالذال المعجمة كأَنه استعاذ من الفتن وفي التنزيل فإِذا قرأْت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم معناه إِذا أَردت قراءة القرآن فقل أَعوذ بالله من الشيطان الرجيم ووسوسته والعُوذةُ والمَعَاذَةُ والتَّعْوِيذُ الرُّقية يُرْقى بها الإِنسان من فزع أَو جنون لأَنه يعاذ بها وقد عَوَّذَه يقال عَوَّذْت فلاناً بالله وأَسمائه وبالمُعَوِّذتين إِذا قلت أُعيذك بالله وأَسْمائه من كل ذي شر وكل داء وحاسد وحَيْنٍ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يعوِّذ نفسه بالمعوِّذتين بعدما طُبَّ وكان يُعَوِّذُ ابني ابنته البَتُول عليهم السلام بهما والمعوِّذتان بكسر الواو سورة الفلق وتاليتها لأَن مبدأَ كل واحدة منهما قل أَعوذ وأَما التعاويذ التي تُكتب وتعلق على الإِنسان من العين فقد نهى عن تعليقها وهي تسمى المَعًّاذات أَيضاً يُعَوَّذ بها من علقت عليه من العين والفزع والجنون وهي العُوذُ واحدتها عُوذَةٌ والعُوَّذُ ما عِيذ به من شجر أَو غيره والعُوَّذُ من الكلإِ ما لم يرتفع إِلى الأَغصان ومنعه الشجر من أَن يرعى من ذلك وقيل هي أَشياء تكون في غلظ لا ينالها المالُ قال الكميت خَلِيلايَ خُلْصَانيَّ لم يُبْق حُبُّها من القلبِ إِلاَّ عُوَّذاً سَيَنالها والعُوَّذ والمُعوَّذُ من الشجر ما نبت في أَصل هدفٍ أَو شجرة أَو حَجَرٍ يستره لأَنه كأَنه يُعَوّذُ بها قال كثير بن عبد الرحمن الخزاعي يصف امرأَة إِذا خَرَجَتْ مَن بيتها راقَ عَيْنَها مُعَوَّذُهُ وأَعْجَبَتْها العَقائِقُ يعني هذه المرأة إِذا خَرَجَت من بيتها راقها مُعَوَّذُ النَّبت حوالي بيتها وقيل المعَوِّذ بالكسر كل نبت في أَصل شجرة أَو حجر أَو شيء يعُوذّ به وقال أَبو حنيفة العَوَذُ السفير من الورق وإِنما قيل له عَوَذٌ لأَنه يعتصم بكل هذف ويلجأُ إِليه ويعوذ به قال الأَزهري والعَوَذُ ما دار به الشيء الذي يضربه الريح فهو يدور بالعَوَذِ من حَجَر أَو أَرومة وتَعَاوَذَ القومُ في الحرب إِذا تواكلوا وعاذ بعضهم ببعض ومُعَوَّذُ الفرس موضع القلادة ودائرة المُعَوَّذِ تستحب قال أَبو عبيد من دوائر الخيل المُعَوَّذُ وهي التي تكون في موضع القلادة يستحبونها وفلان عَوْذٌ لبَني فلان أَي ملجأٌ لهم يعوذون به وقال الله عز وجل وانه كان رجال من الإِنس يعوذون برجال من الجن قيل إن أَهل الجاهلية كانوا إِذا نزلت رفقة منهم في واد قالت نعوذ بعزيز هذا الوادي من مَرَدَة الجن وسفهائهم أَي نلوذُ به وتستجير والعُوَّذُ من اللحم ما عاذ بالعظم ولزمه قال ثعلب قلت لأَعرابي ما طعم الخبز ؟ قال أُدْمُه قال قلت ما أَطيب اللحم ؟ قال عُوَّذُه وناقة عائذ عاذ بها ولدها قال بمعنى مفعول وقيل هو على النسب والعائذ كل أُنثى إِذا وضعت مدة سبعة أيام لأَنّ ولدها يعوذ بها والجمع عُوذٌ بمنزلة النفساء من النساء وهي من الشاء رُبّى وجمعها رِباب وهي من ذوات الحافز فَرِيش وقد عاذت عياذاً وأَعاذت وهي مُعِيذٌ وأَعوذت والعائذ من الإِبل الحديثة النتاج إِلى خمس عشرة أَو نحوها من ذلك أَيضاً وعاذت بولدها أَقامت معه وحَدِبَتْ عليه ما دام صغيراً كأَنه يريد عاذبها ولدها فقلب واستعار الراعي أَحذ هذه الأَشياء للوحش فقال لها بحَقِيلٍ فالنُّمَيرة منزلٌ ترى الوحشَ عُوذاتٍ به ومَتَالِيَا كسَّر عائذاً على عوذ ثم جمعه بالأَلف والتاء وقول مليح الهذلي وعاجَ لها جاراتُها العِيسَ فارْعَوَتْ عليها اعوجاجَ المُعْوِذاتَ المَطَافِل قال السكري المعوذات التي معها أَولادها قال الأَزهري الناقة إِذا وضعت ولدها فهي عائذ أَياماً ووقَّت بعضهم سبعة أَيام وقيل سميت الناقة عائذاً لأَنّ ولدها يعوذ بها فهي فاعل بمعنى مفعول وقال إِنما قيل لها عائذ لأَنها ذات عَوْذٍ أَي عاذ بها ولدها عَوْذاً ومثله قوله تعالى خلق من ماء دافق أَي ذي دفق والعُوذُ الحديثات النتاج من الظباء والإِبل والخيل واحدتها عائذ مثل حائل وحول ويجمع أَيضاً على عُوذان مثل راع ورُعيان وحائر وحُوران ويقال هي عائذ ببَّنةُ العؤُوذ إِذا ولدت عشرة أَيام أَو خمسة عشر ثم هي مُطْفِلٌ بعدُ يقال هي في عياذها أَي بحِدْثان نتاجها وفي حديث الحديبية ومعهم العُوذُ المَطافيل يريد النساء والصبيان والعُوذُ في الأَصل جمع عائذ من هذا الذي تقدم وفي حديث عليّ رضوان الله عليه فأَقبلتم إِليّ إِقبالَ العُوذ المَطافل وعَوَذ الناس رُذالهم عن ابن الأَعرابي وبنو عَيِّذ الله حيّ وقيل حيُّ من اليمن قال الجوهري عيِّذ الله بكسر الياء مشددة اسم قبيلة يقال هو من بني عيذ الله ولا يقال عائذ الله ويقال للجوديّ أَيضاً عَيِّذ وعائذة أَبو حي من ضبة وهو عائذة بن مالك بن ضبة قال الشاعر متى تسأَل الضَّبِّيَّ عن شرّ قومه يَقُلْ لك إِن العائذيَّ لئيم وبنو عَوْذَةَ من الأَسْد وبنو عَوْذَى مقصور بطن قال الشاعر ساقَ الرُّفَيْداتِ من عَوْذى ومن عَمَم والسَّبْيَ مِن رَهْط رِبْعِيٍّ وحَجَّار وعائذ الله حي من اليمن وعُوَيْذَة اسم امرأَة عن ابن الأَعرابي وأَنشد فإِني وهِجْراني عُوَيْذَةَ بعدما تَشَعَّبَ أَهواءُ الفؤادِ الشواعِبُ وعاد قرية معروفة وقيل ماء بنجران قال ابن أَحمر عارضتُهم بسؤال هل لكن خَبَرٌ ؟ مَن حَجَّ من أَهل عاذٍ إِنَّ لي أَرَبا ؟ والعاذ موضع قال أَبو المورّق تركتُ العاذَ مَقْليّاً ذميماً إِلى سَرَفٍ وأَجْدَدْتُ الذهابا

( عيذ ) العَيْذَانُ السيّء الخُلُق ومنه قول تُماضر امرأَة زهير بن جذيمة لأَخيها الحرث لا يأْخذن فيك ما قال زهير فإِنه رجل بَيْذَارَةٌ عَيْذَانُ شُنوءة

( غذذ ) غَذَّ العِرْقُ يَغُذُّ غذًّا وأَغذ سال وغَذَّ الجُرح يَغُِذُّ غذّاً ورِم والغَاذُّ الغَرَب حيث كان من الجسد وغَذيِذَةُ الجُرحْ مَدَّته وغَثِيثَتُه التهذيب الليث غذ الجرح يَغُِذّ إِذا ورِم قال الأَزهري أَخطأَ الليث في نفسير غذ والصواب غذ الجرح إِذا سال ما فيه من قيح وصديد وأَغذَّ الجرحُ وأَغثَّ إِذا أَمدَّ وفي حديث طلحة فجعل الدمُ يومَ الجَمَلِ يَغُِذُّ من رِكبته أَي يسيل غَذَّ العِرْقُ إِذا سال ما فيه من الدم ولم ينقطع ويجوز أَن يكون من إِغذاذ السير والغاذّ في العين عِرْقٌ يَسْقِي ولا ينقطع وكلاهما اسم كالكاهل والغارب وعِرْقٌ غاذٌّ لا يرقأُ وقال أَبو زيد تقول العرب للتي نَدْعوها نحن الغَرْبَ الغاذُّ وغَذِيذَة الجُرح كغَثيثته وهي مِدَّته وزعم يعقوب أَن ذالها بدل من ثاء غثيثة وروى ابن الفرج عن بعض الأَعراب غَضَضْتُ منه وغَذَذْتُ أَي نَقَصْتُه والإغذاذ الإِسراع في السير وأَنشد لما رأَيت القومَ في إِغْذاذِ وأَنه السَّيْرُ إِلى بَغْذاذ قمتُ فسلمتُ على مُعَاذ تسليمٍ مَلاَّذٍ على مَلاْذِ طَرْمَذَةً مني على الطِّرْمَاذِ وفي حديث الزكاة فتأْتي كَأَغَذِّ ما كانت أَي أَسرع وأَنشط وأَغَذَّ السَّيَر وأَغذ فيه أَسرع وأَغذَّ يُغذُّ إِغذاذاً إِذا أَسرع في السير وفي الحديث إِذا مررتم بأَرض قوم قد عُذِّبوا فأَغِذُّوا السير وأَما قوله وإِني وإِيّاها لَحَتْمٌ مَبيتنا جميعاً وسَيْرانا مُغِذٌّ وذُو فَتَرْ فقد يكون على قولهم ليل نائم وقال أَبو الحسن بن كيسان أَحسب أَنه يقال أَغَذَّ السَّيرُ نفسُه ويقال للبعير إِذا كانت به دَبَرَةٌ فبرأَتْ وهي تَنْدَى قيل به غاذّ وتَرَكَتْ جرحه يَغُِذُّ والمُقَاذُّ من الإِبل العَيُوفُ يَعاف الماءَ ابن الأَعرابي هي الغاذَّة والغاذية لرَمَّاعَةِ الصبَّي

( غنذ ) الغانذ الحَلْق ومخرج الصوت

( غيذ ) التهذيب عن ابن الأَعرابي قال الغَيْذان الذي يظن فيصيب بالغين والذال المعجمتين

( فخذ ) الفَخِذُ وصل ما بين الساق والورك أُنثى والجمع أَفخاذ قال سيبويه لم يجاوزوا به هذا البناء وقيل فَخْذ وفِخْذ أَيضاً بكسر الفاء وفُخِذَ فَخْذاً فهو مفخوذ أُصيبت فخذه ورميته فَفَخَذْتُه أَي أَصيبت فخذه وفَخَّذَ الرجلَ نَفَّرَه من حيه الذين هم أَقرب عشيرته إِليه والجمع كالجمع وهو أَقل من البطن وأَولها الشَّعْبُ ثم القبيلة ثم الفَصِيلة ثم العِمَارة ثم البَطْن ثم الفخذ قال ابن الكلبي الشعب أَبر من القبيلة ثم القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ قال أَبو منصور والفصيلة أَقرب من الفخذ وهي القطعة من أَعضاء الجسد والتفخيذ المُفاخَذَة وأَما الذي في الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما أَنزل الله عز وجل عليه وأَنذر عشيرتك الأَقربين بات يُفَخِّذُ عشريته أَي يدعوهم فخذاً فخذاً يقال فَخَّذَ الرجلُ بني فلان إِذا دعاهم فخذاً فخذاً ويقال فَخَّذْتُ القومَ عن فلان أَي خذلتهم وفَخَّذْتُ بينهم أَي فرَّقت وخذلت

( فذذ ) الفَذُّ الفَرْد والجمع أَفذاذ وفُذوذ وأَفَذَّت الشاة إِفْذاذاً وهي مُفِذُّ ولدت ولداً واحداً وإِن ولدت اثنين فهي مُتْئِمٌ وإِن كان من عادتها أَن تلد واحداً في مِفْذَاد ولا يقال للناقة مُفِذٌّ لأَنها لا تنتج إِلا واحداً ويقال ذهبا فَذَّين وفي الحديث هذه الآية الفَاذَّة أَي المنفردة في معناها والفذُّ الواحد وقد فذ الرجل عن أَصحابه إِذا شذَّ عنهم وبقي فرداً والفَذُّ الأَوّل من قداح الميسر قال اللحياني وفيه فرض واحد وله غُنْمُ نصيب واحد إِن فاز وعليه غُرْمُ نصيب واحد إِن خاب ولم يفز والثاني التَّوْأَمُ وسهام الميسر عشرة أَولها الفذ ثم التوأَم ثم الرقيب ثم الحِلْسُ ثم النّافس ثم المُسْبِل ثم المعَلَّى وثلاثة لا أَنصباء لها وهي الفسيح والمَنيح والوَغْدُ وتمر فَذٌّ متفرق لا يلزق بعضه ببعض عن ابن الأَعرابي وهو مذكور في الضاد لأَنهما لغتان وكلمة فَذَّةٌ وفاذة شاذة أَبو مالك ما أَصبت منه أَفَذَّ ولا مَرِيشاً الأَفَذُّ القِدْحُ الذي ليس عليه ريش والمَرِيشُ الذي قد رِيشَ قال ولا يجوز غير هذا البتة قال أَبو منصور وقد قال غيره ما أَصبت منه أَقَذَّ ولا مَرِيشاً بالقاف الأَزهري ذَفْذَفَ إِذا تبختر وفدذْفَدَ إِذا تقاصر ليَخْتِلَ وهو يَثِبُ وفي موضع آخر إِذا تقاصر ليثب خاتلاً

( فلذ ) فلذ له من المال يَفْلِذُ فَلْذاً أَعطاه منه دَفْعَةً وقيل قطع له منه وقيل هو العطاء بلا تأْخير ولا عِدَةٍ وقيل هو أَن يكثر له من العطاء وافْتَلَذْتُ له قطعة من المال افتلاذاً إِذا اقتطعته وافتلذته المالَ أَي أَخذت من ماله فِلْذَةً قال كثير إِذا المال لم يُوجِبْ عليك عطاءَه صنيعةُ قربى أَو صديقٍ تُوَامِقُه منَعْتَ وبعضُ المنعِ حَزمٌ وقوةٌ ولم يَفْتَلِذْكَ المالَ إِلا حقائِقُه والفِلْذُ كَبِدُ البعير والجمعُ أَفْلاذٌ والفِلّذَةُ القطعة من الكبد واللحم والمال والذهب والفضة والجمع أَفلاذ على طرح الزائد وعسى أَن يكون الفِلْذُ لُغَةً في هذا فيكون الجمع على وجهه وفي الحديث أَن فتى من الأَنصار دَخَلَتْهُ خَشْيَةٌ من النار فَحَبَسَتْهُ في البيت حتى مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم إِن الفَرَقَ من النار فَلَذَ كَبِدَه أَي خَوفَ النار قطع كبده وفي الحديث في أَشراط الساعة وتقيء الأَرض أَفْلاذَ كبدها وفي رواية تلقي الأَرض بأَفلاذها وفي رواية بأَفلاذ كبدها أَي بكنوزها وأَموالها قال الأَصمعي الأَفلاذ جمع الفِلْذَة وهي القطعة من اللحم تقطع طولاً وضَرَبَ أَفلاذَ الكبد مثلاً للكنوز أَي تخرج الأَرض كنوزها المدفونةَ تحت الأَرض وهو استعارة ومثله قوله تعالى وأَخرجت الأَرض أَثقالها وسمي ما في الأَرض قطعاً تشبيهاً وتمثيلاً وخص الكبد لأَنها من أَطايب الجزور واستعار القيء للإِخراج وقد تُجمع الفِلْذةُ فِلْذاً ومنه قوله تكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إِنْ أَلَمَّ بها الجوهري جمع الفِلْذة فِلَذٌ وفي حديث بدر هذه مكة قد رمتكم بأَفلاذ كبدها أَراد صميم قريش ولُبابَها وأَشرافها كما يقال فلان قَلْبُ عشيرته لأَن الكبد من أَشرف الأَعضاء والفِلْذَةُ من اللحم ما قطع طولاً ويقال فَلَّذْتُ اللحم تقليذاً إِذا قطعته التهذيب والفُولاذُ من الحديد معروف وهو مُصَاصُ الحديد المنقى من خَبَثِه والفولاذ والفالوذ الذُّكْرَةُ من الحديد تزاد في الحديد والفالوذ من الحَلْوَاءِ هو الذي يؤكل يسوَّى من لُبِّ الحنطة فارسي معرب الجوهري الفالوذ والفالوذَقِ معرّبان قال يعقوب ولا يقال الفالوذج

( فنذ ) الفانيذ ضرب من الحلواء وفارسي معرّب

( قذذ ) القُذَّةُ ريشُ السهم وجمعها قُذَذٌ وقِذَاذ وقَذَذْتُ السهم أَقُذُّه قذّاً وأَقذذته جعلت عليه القُذَذ وللسهم ثلاث فُذَذ وهي آذانه وأَنشد ما ذو ثلاث آذان يسبق الخيل بالردَيان
( * قوله « ما ذو ثلاث إلخ » كذا بالأصل وليس بمستقيم الوزن )
وسهم أَقذُّ عليه القُذَذُ وقيل هو المستوي البَرْي الذي لا زيغ فيه ولا ميل وقال اللحياني الأَقَذُّ السهم حين يُبْرى قبل أَن يُرَاشَ والجمع قُذٌّ وجمع القُذِّ قِذاذٌ قال الراجز مِن يَثْرِبيَّات قِذاذٍ خُشُن والأَقَذُّ أَيضاً الذي لا ريش عليه وما لَهُ أَقَذُّ ولا مَرِيشٌ أَي ما له شيء وقال اللحياني ما لَهُ مالٌ ولا قَوْمٌ والأَقَذُّ السهم الذي قد تمرَّطَتْ قُذَذُه وهي آذانه وكل أُذن قُذَّةٌ ويقال ما أَصبت منه أَقَذَّ ولا مريشاً بالقاف أَي لم أُصب منه شيئاً فالمريش السهم الذي عليه ريش والأَقذ الذي لا ريش عليه وفي التهذيب الأَقذ السهم الذي لم يُرش ويقال سهم أَفْوَقُ إِذا لم يكن له فُوقٌ فهذا والأَقذ من المقلوب لأَن القُذَّةَ الريش كما يقال للملسوع سليم وروى ابن هانئ عن أَبي مالك ما أَصبت منه أَفذَّ ولا مريشاً بالفاء من الفَذِّ الفَرْدِ وقَذُّ الرِّيش قطعُ أَطرافه وحَذْفُه على نحو الحذو والتدوير والتسوية والقَذُّ قطع أَطراف الريش على مثال الحذو والتحريف وكذلك كل قطع كنحو قُذَّةِ الريش والقُذاذاتُ ما سقط من قَذِّ الريش ونحوه وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال أَنتم يعني أُمته أَشبه الأُمم ببني إِسرائيل تتبعون آثارهم حُِذْوَ القُذَّة بالقُذَّة يعني كما تقدّر كل واحدة منهن على صاحبتها وتقطع وفي حديث آخر لتركَبُنَّ سنن من كان قبلكم حذو القُذَّة بالقُذَّة قال ابن الأَثير يضرب مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان وقد تكرر ذكرها في الحديث مفردة ومجموعة والمِقَذُّ والمِقَذَّةُ بكسر الميم ما قُذُّ به الريش كالسكين ونحوه والقُذَاذَةُ ما قُذَّ منه وقيل القُذاذَةُ من كل شيء ما قطع منه وإِن لي قُذاذاتٍ وخُذاذاتٍ فالقُذاذات القطع الصغار تقطع من أَطراف الذهب والحذاذات القِطَع من الفضة ورجل مُقَذَّذُ الشعر ومقذوذ مُزَيَّنٌ وقيل كل ما زين فقد قُذِّذ تقذيذاً ورجل مقذوذ مقصص شعره حوالي قُصاصه كله وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر الخوارج فقال يمرقون من الدين كما يمرُقُ السهمُ من الرَّمِيَّةِ ثم نظر في قُذَذِ سهمه فتمارى أَيَرى شيئاً أم لا قال أَبو عبيد القُذَذُ ريش السهم كل واحدة منها قُذَّة أَراد أَنه أَنْفَذَ سهمه في الرميّة حتى خرج منها ولم يعلق من دمها بشيء لسرعة مروقه والمُقَذَّذُ من الرجال المُزَلَّم الخفيف الهيئة وكذلك المرأَة إِذا لم تكن بالطويلة وامرأَة مُقَذَّذَة وامرأَة مُزَلَّمَةٌ ورجل مِقَذَّذٌ إِذا كان ثوبه نظيفاً يشبه بعضه بعضاً كل شيء منه حسن وأُذُنٌ مُقَذَّذَةٌ ومقذوذة مدوَّرة كأَنها بُرِيَتْ بَرْياً وكل ما سوِّي وأُلْطِفَ فقذ قُذَّ والقُذَّتان الأُذنان من الإِنسان والفرس وقُذَّتا الحياء جانباه اللذان يقال لهما الإِسْكَتَان والمَقَذُّ أَصل الأُذن والمقَذُّ بالفتح ما بين الأُذنين من خلف يقال إِنه للئيم المَقَذَّين إِذا كان هَجِينَ ذلك الموضع ويقال إِنه لَحَسَنُ المقذَّينِ وليس للإِنسان إِلا مَقَذٌّ واحد ولكنهم ثنوا على نحو تثنيتهم رَامَتَين وصاحَتَينِ وهو القُصاص أَيضاً والمَقَذُّ منتهى مَنْبت الشعر من مؤَخر الرأْس وقيل هو مَجَزُّ الجَلَمِ من مؤَخر الرأْس تقول هو مقذوذ القفا ورجل مُقَذَّذ الشعر إِذا كان مزيناً والمَقَذُّ مَقصُّ شعرك من خلفك وأَمامك وقال ابن لجإٍ يصف جملاً كأَنَّ رُبًّا سائلاَ أَو دِبْسا بحيث يَحْتافُ المَقَذُّ الرأْسا ويقال قَذَّه يَقُذه إِذا ضرب مَقَذَّه في قفاه وقال أَبو وجزه قام إِليها رجل فيه عُنُفْ فَقَذَّها بينَ قفاها والكَتِفْ والقُذَّةُ كلمة يقولها صبيان الأَعراب يقال لعبنا شعاريرَ قُذَّةَ
( * قوله « شعارير قذة إلخ » كذا في الأصل بهذا الضبط والذي في القاموس شعارير قذة قذة وقذان قذان ممنوعات اه والقاف مضمومة في الكل وحذف الواو من قذان الثانية ) وتقذذ القوم تفرقوا والقِذَّانُ المتفرق وذهبوا شعاريرَ قَذَّان وقذَّانَ وذهبوا شعاريرَ نَقْذَانَ وقُذَّانَ أَي متفرقين والقِذَّانُ البراغيث واحدتها قُذَّة وقُذَذٌ وأَنشد الأَصمعي أَسْهَرَ ليلي قُذَذٌ أَسَكُّ أَحُكُّ حتى مرفقي مُنْفَكُّ وقال آخر يؤَرقني قِذَّانُها وبَعُوضُها والقَذُّ الرمي بالحجارة وبكل شيء غليظ قَذَذْتُ به أَقُذُّ قذّاٌ وما يدع شاذًّا ولا قاذًّا وذلك في القتال إِذا كان شجاعاً لا يلقاه أَحد إِلاَّ قتله والتقذفذ ركوب الرجل رأْسه في الأَرض وحده أَو يقع في الركِيَّة يقال تقذفذ في مَهْواةٍ فهلك وتقطقط مثله ابن الأَعرابي تقذقذ في الجبل إِذا صَعِدَ فيه والله أَعلم

( قشذ ) الليث قال أَبو الدقيش القِشْذَةُ هي الزبدة الرقيقة وقد اقتشذنا سَمْناً أَي جمعناه وأَتيت بني فلان فسأَلتهم فاقتشذت شيئاً أَي جمعت شيئاً قال والقِشْذَة أَنك تذيب الزبذة فإِذا نضجت أَفرغتها وتركت في القدر منها شيئاً في أَسفلها ثم تصب عليه لبناً محضاً قدر ما تريد فإِذا نَضِجَ اللبن صببْتَ عليه سمناً بعد ذلك تسمن به الجواري وقد اقْتَشَذْنا قِشْذَةً أَي أَكلناها قال الأَزهري أَرجو أَن يكون ما روى الليث عن أَبي الدقيش في القِشْذَة بالذال مضبوطاً قال والمحفوظ عن الثقات القِشْذَة بالدال ولعل الذال فيها لغة لم نعرفها

( قنفذ ) القُنْفُذ والقُنْفَذ الشَّيْهَمُ معروف والأُنثى قُنْفُذة وقُنْفَذَة وتَقَنْفُذُهما تَقَبُّضهما وإِنه لقُنْفُذُ ليلٍ أَي أَنه لا ينام كما أَن القُنْفُذَ لا ينام ويقال للرجل النمام ما هو إِلا قنفذُ ليلٍ وأَنَقَدُ ليل ومن الأَحاجي ما أَبْيَضُ شَطْراً أَسْوَدُ ظَهْراً يمشي قِمَطْراً ويبول قَطْراً ؟ وهو القُنْفُذ وقوله يمشي قمطراً أَي مجتمعاً والقُنفذ مسيل العَرَق من خلف أُذني البعير قال ذو الرمة كأَنَّ بَذَفْرَاها عَنِيَّةَ مُجْرِبٍ لها وَشَلٌ في قُنْفُذِ اللِّيثِ يَنْتَحُ والقنفذ المكان الذي يُنْبِتُ نبتاً ملتفّاً ومنه قُنْفُذ الذُّرَّاجِ وهو موضع والقنفذة الفأْرة وقُنْفُذ البعير ذُفْرَاه والقنفذ المكان المرتفع الكثير الشجر وقُنْفُذ الرمل كثرة شجره قال أَبو حنيفة القنفذ من الرمل ما اجتمع وارتفع شيئاً وقال بعضهم قُنفَذه بفتح الفاء كثره شجره وإِشرافه ويقال للشجرة إِذا كانت في وسط الرملة الِنْفَذَة والقُنْفذ ويقال للموضع الذي دون القَمَحْدُوة من الرأْس القُنْفُذَة والقنافذ أَجبل غير طوال وقيل أَجبل رمل وقال ثعلب القنافذ نَبَكٌ في الطريق وأَنشد مَحَلاٍّ كَوَعْسَاءِ القنافذ ضارباً به كَنَفاً كالمُخْدِرِ المُتَأَجَّمِ وقوله محلاًّ كوعساءِ القنافذ أَي موضعاً لا يسلكه أَحد أَي من أَرادهم لا يصل إليهم كما لا يوصل إِلى الأَسد في موضعه يصف أَنه طريق شاق وَعْر

( كذذ ) الليث الكذَّان بالفتح حجارة كأَنها المدَر فيها رخاوة وربما كانت نَخِرَة الواحدة كَذَّانة ويقال هي فَعّالة المحكم الكذان الحجارة الرَّخْوة النَّخِرة وقد قيل هي فَعّال والنون أَصلية وإِن قلَّ ذلك في الاسم وقيل هو فَعْلان والنون زائدة أَبو عمرو الكَذان الحجارة التي ليست بصُلبة وقال غيره أَكَذَّ القومُ إِكذاذاً صاروا في كَذَّان من الأَرض قال الكميت يصف الرياح تَرامى بكَذَّانِ الإِكَامِ ومَرْوِها تَراميَ وُلْدانِ الأَصارِمِ بالخَشْلِ وفي حديث بناء البصرة فوجدوا هذا الكَذّان فقالوا ما هذه البصرة الكَذّان ؟ والبصرة حجارة رخوة إِلى البياض

( كغذ ) الكاغَذُ لغة في الكاغَدِ

( كلذ ) الكِلْوَاذ بكسر الكاف تابوت التوراة حكاه ابن جني وأَنشد كأَنَّ آثارَ السَّبِيجِ الشّاذِي دَيْرُ مَهَارِيقَ على الكِلْوَاذِ وكَلواذ بفتح الكاف موضع وهو بناء أَعجمي وكَلْواذَا قرية أَسفلَ بغذاذ

( كنبذ ) وجه كُنَابِذ قبيح التهذيب رجل كُنَابذ غليظ الوجه جَهْمٌ

( كوذ ) الكاذة ما حول الحياء من ظاهر الفخذين وقيل هو لحم مؤخر الفخذين وقيل هو من الفخذين موضع الكي من جاعرة الحمار يكون ذلك من الإِنسان وغيره والجمع كَاذَاتٌ وكاذٌ وشَمْلة مُكَوَّذة تبلغ الكاذة إِذا اشتمل بها قال أَعرابي أَتمنى حُلة رَبُوضاً وصيصة سَلُوكاً وشمْلَةً مُكَوَّذة يعني شملة تبلغ الكاذَتين إِذا اتَّزَرَ ويقال للإِزار الذي لا يبلغ إِلاَّ الكاذة مُكَوّذ وقد كَوَّذ تكويذاً والكاذي شجر طيب الريح يطيب الدهن ونباته ببلادعُمَان وهو نخلة
( * قوله « وهو نخلة » أي الكاذي مثل النخلة في كل شيء من صفتها إلا أن الكاذي أقصر منها كما في ابن البيطار ) في كل شيء من حليتها كل ذلك عن أَبي حنيفة وأَلفه واو وفي الحديث أَنه ادّهن بالكاذي قيل هو شجر طيب الريح يطيب به الدهن التهذيب الكاذتان من فخذي الحمار في أَعلاهما وهما موضع الكيِّ من جاعِرَتي الحمار لحمتان هناك مكتنزتان بين الفخذ والورك الأَصمعي الكاذتان لحمتا الفخذ من باطنهما والواحدة كاذة وقال أَبو الهيثم الرَّبَلَة لحم باطن الفخذ والكاذة لحم ظاهر الفخذ والكاذ لحم باطن الفخذ وأَنشد فاسْتَكْمَشَتْ وانْتَهَزْنَ الكاذتين معا قال هما أَسفل من الجاعرتين قال وهذا القول هو الصواب الجوهري الكاذتان ما نتأَ من اللحم في أَعالي الفخذ قال الكميت يصف ثوراً وكلاباً فَلما دنت للكاذتين وأَحْرَجَتْ به حَلْبَساً عند اللقاء حُلابِسا أَحرجت بالحاء من الحَرَج يقول لما دنت الكلاب من الثور أَلجأَته إِلى الرجوع للطعن والضمير في دنت يعود على الكلاب والهاء في قوله أَحرجت به ضمير الثور أَحرجت من الحرج أَي أَحرجته الكلاب إِلى أَن رجع فطعن فيها والحلابس الشجاع وكذلك الحلبس

( لجذ ) لَجَذَ الطعامَ لَجْذاً أَكله واللَّجْذُ أَول الرعي واللجذ الأَكل بطرف اللسان ولَجَذَت الماشِيَةُ الكلأَ أَكلته وقيل هو أَن تأْكله بأَطراف أَلسنتها إِذا لم يمكنها أَن تأْخذه بأَسنانها ونبتٌ مَلْجُوذٌ إِذا لم يتمكن منه السن لِقِصَرِه فَلَسَّتْه الإِبل قال الراجز مثل الوَأَى المُبْتَقِلِ اللَّجّاذِ ويقال للماشية إِذا أَكلت الكلأَ لَجَذَتِ الكلأَ وقال الأَصمعي لَجَذَه مثل لَسَّه ولَجَذَه يَلْجُذُهُ لَجْذاً سأَله وأَعطاه ثم سأَل فأَكثر قال أَبو زيد إِذا سأَلك الرجل فأَعطيته ثم سأَلك قلت لَجَذَني يَلْجُذُني لَجذاً الجوهري لَجَذَني فلان يَلْجُذَ بالضم لَجْذاً إِذا أَعطيته ثم سأَلك فأَكثر ولَجِذَ لَجَذاً أَخَذ أَخذاً يسيراً ولَجِذَ الكلبُ الإِناءَ بالكسر لَجْذاً ولَجَذاً أَي لحسه من باطن أَبو عمرو لَجَذَ الكلبُ ولَجِذَ ولَجَنَ إِذا ولغ في الإِناء

( لذذ ) اللَّذَّةُ نقيض الأَلم واحدة اللذان لذَّه ولَذَّ به يَلَذُّ لَذًّا ولَذَاذَةً والْتَذَّهُ والْتَذّ به واسْتَلَذّه عدّه لَذِيذاً ولَذِذْتُ الشيءَ بالكسر لَذَاذاً ولَذَاذَةً أَي وجدته لذيذاً والتذذت به وتلذذت به بمعنى واللَّذّة واللَّذَادَةُ واللَّذِيذُ واللَّذْوَى كله الأَكل والشرب بِنَعْمَةٍ وكفاية ولَذِذْتُ الشيء وأَنا أَلَذُّ به لَذَاذَةً ولَذِذْته سواء وأَنشد ابن السكيت تَقاكَ بِكَعْبً واحد وتَلَذّه يداك إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ ولَذَّ الشيءُ يَلَذُّ إِذا كان لذيذاً وقال رؤْبة لَذَّتْ أَحاديثُ الغَوِيِّ المُبْدِعِ أَي اسْتُلِذ بها ويُجْمَعُ اللَّذيذُ لِذاذاً وفي الحديث إِذا ركب أَحدكم الدابة فليحملها على مَلاذِّها أَي ليُجْرِها في السُّهولة لا في الحُزُونة والمَلاذُّ جمع مَلَذٍّ وهو موضع اللذة من لَذَّ الشيءُ يَلَذُّ لَذاذة فهو لذيذ أَي مشتهى وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها ذكرت الدنيا فقالت قد مضى لَذْواها وبقي بَلْواها أَي لذتها وهو فَعْلى من اللذة فقلبت احدى الذالين ياء كالتقضي والتلظي وأَرادت بذهاب لَذْواها حياة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالبلوى ما حدث بعده من المحن وقول الزبير
( * قوله « وقول الزبير إلخ » في شرح القاموس وفي الحديث كان الزبير يرقص عبد الله ويقول )
في الحديث حين كان يُرَقّص عبدَ الله ويقول أَبيضُ من آل أَبي عَتيقِ مُبارَكٌ من ولَدِ الصِّدِّيقِ أَلَذُّه كما أَلَذُّ رِيقي قال تقول لذذته بالكسر أَلذه بالفتح ورجل لَذٌّ مُلْتذ أَنشد ابن الأَعرابي لابن سَعْنَهَ فَراحَ أَصِيلُ الحَزْم لَذّاً مُرَزَّأً وباكَرَ مَمْلُوءاً من الرَّاح مُتْرَعا واللَّذّ واللَّذيذ يجريان مَجرى واحداً في النعت وقوله عز وجل من خمر لذةٍ للشاربِين أَي لذيذة وقيل لذة أَي ذات لذةٍ وشراب لَذٌّ من أَشربة لُذٍّ ولِذاذ ولَذيذٌ من أَشربة لِذاذ وكأْسٌ لَذَّةٌ لذيذة وفي التنزيل بيضاء لَذةٍ للشاربين وقد روي بيت ساعدة لَذٌّ بِهَزِّ الكَفِّ أَراد يلتذ الكف به وجعل اللذة للعَرَض الذي هو الهز لتشبثه بالكف إِذا هزته والمعروف لَدْنٌ وكذلك رواه سيبويه وأَنشد ثعلب حَتى اكْتَسى الرأْسُ قِناعاً أَشبها أَمْلَحَ لا لَذًّا ولا مُحَبَّا فنفى عنه أَن يكون لَذًّا وكذلك لو احتاج إِلى إِثباته وإِنجابه لوصفه بأَنه لَذٌّ وكان يقول « قناعاً أَشهبا أَملح لذّاً محببا » ولَذَّ الشيءُ صار لذيذاً ابن الأَعرابي اللَّذُّ النوم وأَنشد ولَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ تركتُه بأَرْضِ العِدى من خَشْيَةِ الحَدَثانِ واستشهد الجوهري هنا بقول الشاعر ولَذٍّ كطعم الصّرْخَدِيّ قال ابن بري البيت للراعي وعجزه دفعته عَشيَّةَ خَمْسِ القومِ والعينُ عاشقه أَراد أَنه لما دخل ديار أَعدائه لم ينم حذاراً لهم وقوله في الحديث لَصُبَّ عليكم العذاب صَبّاً ثم لُذَّ لَذًّا أَي قُرن بعضه إِلى بعض واللَّذْلَذَةُ السُّرْعَةُ والخِفَّةُ ولَذْلاذٌ الذئبُ لسرعته هكذا حكي لَذْلاذٌ بغير الأَلف واللام كأَوس ونَهْشَلٍ الجوهري واللذِ واللذْ بكسر الذال وتسكينها لغة في الذي والتثنية اللذا بحذف النون والجمع الذين وربما قالوا في الجمع اللذون قال ابن بري صواب هذه أَن تذكر في فصل لذا من المعتل تاموضع قال وقد ذكره في ذلك وإِنما غلّطه في جعله في هذا الموضع كونُه بغير ياء قال وهذا إِنما بابه الشعر أَعني حذف الياء من الذي

( لمذ ) لَمذَ لغة في لمج

( لوذ ) : لاذَ به يَلوذ لَوْذاً و لواذاً و لُواذاً و لِياذاً : لَجَأَ إِليه وعاذَ به . ولاوَذَ مُلاوَذَةً و لِواذاً و لِياذاً : استتر . وقال ثعلب : لُذْت به لِواذاً احتَضَنْتُ . و لاوَذَ القومُ مُلاوَذةً و لِواذاً أَي لاذَ بَعْضُهُم ببعض ومنه قوله تعالى : { يتسللون منكم لواذاً } وفي حديث الدعاء : اللهم بك أَعوذ وبك أَلوذُ لاذ به التجأَ إِليه وانضم واستغاث . و المَلاذُ و المَلْوَذَةُ : الحِصن . و لاذَ به و لاوَذَ و أَلاذَ : امتنع . و لاوَذَه لِواذاً : راوَغَهُ . وقوله عز وجل : { قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً } قال الزجاج : معنى لواذاً ههنا خلافاً أي يخالفون خلافاً ودليل ذلك قوله تعالى : { فليحذر الذين يخالفون عن أَمره } وقيل : معنى يتسللون منكم لواذاً يلوذ هذا بذا ويستتر ذا بذا ومنه الحديث : يَلُوذُ به الهُلاَّكُ أَي يستتر به الهالكون ويحتمون وإِنما قال تعالى : لواذاً لأَنه مصدر لاوذت ولو كان مصدراً للُذت لقلت لُذْتُ به لِياذاً كما تقول قمت إِليه قياماً وقاومتك قِواماً طويلاً وفي خطبة الحجاج : وأَنا أَرميكم بطَرْفي وأَنتم تَتَسلَّلُون لواذاً أَي مستخْفين ومستترين بعضكم ببعض وهو مصدر لاوَذَ يُلاوِذُ مُلاوذَةً و لِواذاً . وقال ابن السكيت : خيرُ بني فلان مُلاوِذُ لا يجيء إِلا بعد كدّ وأَنشد القطامي : وما ضَرَّها أَنْ لم تكن رَعَتِ الحِمَى ولم تَطْلُبِ الخَير المُلاوِذَ من بِشْرِ الجوهري : المُلاوذ يعني القليل وقال الطرماح : يُلاوِذُ من حَرَ كَأَنَّ أُوَارَهُ يُذيبُ دِماغَ الضَّبّ وهو جَدوعُ يلاوذ يعني بقر الوحش أَي تلجأْ إِلى كُنُسِها . و لاذَ الطريقُ بالدار و أَلاذَ إِلاذَةً والطريق مُلِيذ بالدار إِذا أَحاط بها . و أَلاذت الدار بالطريق إِذا أَحاطت به . و لُذْتُ بالقوم و أَلَذْتُ بهم وهي المداورة من حيثما كان . و لاوَذَهُمْ : داراهم . و اللَّوْذُ : حِصْنُ الجبل وجانبه وما يطيف به والجمع أَلْواذٌ . و لَوْذُ الوادي : مُنْعَطَفُه والجمع كالجمع ويقال : هو بِلَوْذِ كذا أَي بناحية كذا و بِلَوْذانِ كذا قال ابن أَحمر : كأَنّ وَقْعَتَهُ لَوْانَ مِرْفَقِها صَلْقُ الصَّفَا بأَديمٍ وَقْعُه تَيَرُ تِيَرٌ أَي تاراتٌ . ويقال : هو لَوْذُه أَي قريب منه . ولي من الإِبل والدراهم وغيرها مائة أَو لِواذُها يريد أَو قرابتها وكذلك غير المائة من العدد أي أَنقص منها بواحد أَو اثنين أَو أَكثر منها بذلك العدد . و اللاَّذُ : ثيابُ حرير تنسج بالصين واحدته لاذَة وهو بالعجمية سواء تسميه العرب والعجم اللاذة . و المَلاوِذُ : المآزر عن ثعلب . و لَوْذانُ بالفتح : اسم رجل و لَوْذانُ : اسم أَرض قال الراعي : فَلَبَّثَها الراعي قليلاً كَلا ولا بِلَوْذانَ أَو ما حَلَّلَتْ بالكراكِرِ

( متذ ) مَتَذَ بالمكان يَمْتُذ مُتُوذاً أَقام قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته

( مذذ ) رجل مَذْماذٌ صيَّاح كثير الكلام حكاه اللحياني عن أَبي ظبية والأُنثى بالهاء وعنه أَيضاً رجل مَذْماذٌ وَطْواطٌ إِذا كان صَيَّاحاً وكذلك بَرْبارٌ فَجْفاجٌ بَجْباجٌ عَجْعاجٌ ومَذْمَذَ إِذا كذَب والمَذيذُ والمِذْميذُ الكذاب وقال أَبو زيد مَذْمَذيٌّ وهو الظريف المختال وهو المَذْماذ ابن بزرج يقال ما رأَيته مُذْ عامِ الأَوَّلِ وقال العوام مُذْ عامٍ أَوَّلَ وقال أَبو هلال مذ عاماً أَول وقال الآخر مذ عامٌ أَوَّلُ ومذ عامِ الأَوَّلِ وقال نجاد مُذْ عامٌ أَوّلُ وقال غيره لم أَره مذ يومان ولم أَره منذ يومين يرفع بمذ ويخفض بمنذ وسنذكره في منذ

( مرذ ) الأَصمعي حَذَوْتُ وحثوت وهو القيام على أَطراف الأَصابع قال ومَرَثَ فلانٌ الخُبز في الماء ومَرَذَه إِذا ماثَهُ ورواه الإِيادي مرذده بالذال وغيره يقول مرده بالدال وروي بيت النابغة فلما أَبى أَنْ يَنْقُصَ القَوْدُ لحمَهُ نَزَعْنا المَرِيذَ والمَدِيدَ لِيَضْمُرَا ويقال امْرُذِ الثريدَ فتَفُتُّه ثم تصب عليه اللبن ثم تَمَيّثُه وتَحسّاه

( ملذ ) مَلَذَه يَمْلُذُه مَلْذاً أَرضاه بكلام لطيف وأَسمعه ما يسر ولا فعل له معه قال أَبو إِسحق الذال فيها بدل من الثاء ورجل مَلاَّذٌ ومِلْوذ ومَلَذان ومَلَذانيٌّ يتصنع كذوب لا يصح ودّه وقيل هو الكذاب الذي لا يصدق أَثره يكذبك من أَين جاء قال الشاعر جئتُ فسلّمتُ على مُعاذِ تسليمَ مَلاَّذٍ على مَلاَّذِ والمَلْثُ مثل المَلْذِ وأَنشد ثعلب إِني إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ ذو نَخْوَةٍ أَو جَدِلٌ بَلَنْدَحُ أَو كَيْذُبانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ والمِمْسَحُ الكذاب وفي حديث عائشة وتمثلت بشعر لبيد مُتَحدّثُون قابِلُهُمْ وإِن لم يَشْعَبِ المَلاذَةُ مصدر مَلَذَه مَلْذاً ومَلاذَةً والمِلْوذُ الذي لا يصدق في مودته وأَصل الملْذ السرعة في المجيء والذهاب الجوهري المَلاَّذُ المُطَرْمِذ الكذاب له كلام وليس له فعال ومَلَذَهُ بالرمح مَلْذاً طعنه والمَلْذُ في عدو الفرس مَدٌّ ضَبُعَيْه قال الكميت يصف حماراً وأُتنه إِذا مَلَذَ التَّقْريبَ حاكَينَ مَلْذَهُ وإِن هو منه آلَ أُلْنَ إِلى النَّقَلْ وملذ الفرسُ يَمْلُذُ مَلْذاً وهو أَن يمدَّ ضَبُعَيْهِ حتى لا يجد مزيداً للحاق ويحبس رجليه حتى لا يجد مزيداً للحاق في غير اختلاط وذئب ملاَّذ خفيّ خفيف والمَلَذانُ الذي يُظهر النصح ويضمر غيره

( منذ ) قال الليث مُنْذُ النون والذال فيها أَصليان وقيل إِن بناء منذ مأْخوذ من قولك « من إِذ » وكذلك معناها من الزمان إِذا قلت منذ كان معناه « من إِذ » كان ذلك ومُنْذُ ومُذْ من حروف المعاني ابن بزرج يقال ما رأَيته مذ عامِ الأَوّلِ وقال العوام مُذْ عامٍ أَوّلَ وقال أَبو هلال مذ عاماً أَوّل وقال نَجاد مُذْ عامٌ أَوّلُ وقال غيره لم أَره مذ يومان ولم أَره منذ يومين يرفع بمذ ويخفض بمنذ وقد ذكرناه في مذذ ابن سيده منذ تحديد غاية زمانية النون فيها أَصلية رفعت على توهم الغاية قيل وأَصلها « من إِذ » وقد تحذف النون في لغة ولما كثرت في الكلام طرحت همزتها وجعلت كلمة واحدة ومذ محذوفة منها تحديد غاية زمانية أَيضاً وقولهم ما رأَيته مُذُ اليوم حركوها لالتقاء الساكنين ولم يكسروها لكنهم ضموها لأَن أَصلها الضم في منذ قال ابن جني لكنه الأَصل الأَقرب أَلا ترى أَن أَوّل حال هذه الذال أَن تكون ساكنة ؟ وإِنما ضمت لالتقاء الساكنين إِتباعاً لضمة الميم فهذا على الحقيقة هو الأَصل الأَوّل قال فأَما ضم ذال منذ فإِنما هو في الرتبة بعد سكونها الأَوّل المقدّر ويدلك على أن حركتها إِنما هي لالتقاء الساكنين أَنه لما زال التقاؤهما سكنت الذال فضمُّ الذال إِذاً في قولهم مذ اليوم ومذ الليلة إِنما هو رد إِلى الأَصل الأَقرب الذي هو منذ دون الأَصل إِلى بعد الذي هو سكون الذال في منذ قبل أَن تحرك فيما بعد وقد اختلفت العرب في مذ ومنذ فبعضهم يخفض بمذ ما مضى وما لم يمض وبعضهم يرفع بمنذ ما مضى وما لم يمض والكلام أَن يخفض بمذ ما لم يمض ويرفع ما مضى ويخفض بمنذ ما لم يمض وما مضى وهو المجتمع عليه وقد أَجمعت العرب على ضم الذال من منذ إِذا كان بعدها متحرك أَو ساكن كقولك لم أَره منذ يوم ومنذ اليوم وعلى اسكان مذ إِذا كانت بعدها أَلف وصل ومثله الأَزهري فقال كقولك لم أَره مذ يومان ولم أَره مذ اليوم وسئل بعض العرب لم خفضوا بمنذ ورفعوا بمذ فقال لأَن منذ كانت في الأَصل من إِذ كان كذا وكذا وكثر استعمالها في الكلام فحذفت الهمزة وضمت الميم وخفضوا بها على علة الأَصل قال وأَما مذ فإِنهم لما حذفوا منها النون ذهبت الآلة الخافضة وضموا الميم منها ليكون أَمتن لها ورفعوا بها ما مضى مع سكون الذال ليفرقوا بها بين ما مضى وبين ما لم يمض الجوهري منذ مبني على الضم ومذ مبني على السكون وكل واحد منهما يصلح أَن يكون حرف جر فتجر ما بعدهما وتجريهما مجرى في ولا تدخلهما حينئذ إِلا على زمان أَنت فيه فتقول ما رأَيته منذ الليلة ويصلح أَن يكونا اسمين فترفع ما بعدهما على التاريخ أَو على التوقيت وتقول في التاريخ ما رأَيته مذ يومُ الجمعة وتقول في التوقيت ما رأَيته مذ سنةٌ أَي أَمد ذلك سنة ولا يقع ههنا إِلا نكرة فلا تقول مذ سنةُ كذا وإِنما تقول مذ سنةٌ وقال سيبويه منذ للزمان نظيره من للمكان وناس يقولون إِن منذ في الأَصل كلمتان « من إِذ » جعلتا واحدة قال وهذا القول لا دليل على صحته ابن سيده قال اللحياني وبنو عبيد من غنيّ يحركون الذال من منذ عند المتحرك والساكن ويرفعون ما بعدها فيقولون مذُ اليومُ وبعضهم يكسر عند الساكن فيقول مذِ اليومُ قال وليس بالوجه قال بعض النحويين ووجه جواز هذا عندي على ضعفه أَنه شبَّه ذال مذ بدال قد ولام هل فكسرها حين احتاج إِلى ذلك كما كسر لام هل ودال قد وحكي عن بني سليم ما رأَيته مِنذ سِتٌّ بكسر الميم ورفع ما بعده وحكي عن عكل مِذُ يومان بطرح النون وكسر الميم وضم الذال وقال بنو ضبة والرباب يخفضون بمذ كل شيء قال سيبويه أَما مذ فيكون ابتداء غاية الأَيام والأَحيان كما كانت من فيما ذكرت لك ولا تدخل واحدة منهما على صاحبتها وذلك قولك ما لقيته مذ يوم الجمعة إِلى اليوم ومذ غدوةَ إِلى الساعة وما لقيته مذ اليومِ إِلى ساعتك هذه فجعلت اليوم أَول غايتك وأَجْرَيْتَ في بابها كما جرت من حيث قلت من مكان كذا إِلى مكان كذا وتقول ما رأَيته مذ يومين فجعلته غاية كما قلت أَخذته من ذلك المكان فجعلته غاية ولم ترد منتهى هذا كله قول سيبويه قال ابن جني قد تحذف النون من الأَسماء عيناً في قولهم مذ وأَصله منذ ولو صغرت مذ اسم رجل لقلت مُنَيْذ فرددت النون المحذوفة ليصح لك وزن فُعَيْل التهذيب وفي مذ ومنذ لغات شاذة تكلم بها الخَطِيئَة من أَحياء العرب فلا يعبأُ بها وإِن جمهور العرب على ما بين في صدر الترجمة وقال الفراء في مذ ومنذ هما حرفان مبنيان من حرفين من من ومن ذو التي بمعنى الذي في لغة طيء فإِذا خفض بهما أُجريتا مُجْرى من وإِذا رفع بهما ما بعدهما بإِضمارٍ كان في الصلة كأَنه قال من الذي هو يومان قال وغلَّبوا الخفض في منذ لظهور النون

( موذ ) مَاذَ إِذا كَذَب والماذُ الحَسَنُ الخُلُقِ الفَكِهُ النفس الطيب الكلام قال والماد بالدال الذاهب والجائي في خفة الجوهري الماذِيُّ العَسل الأَبيض قال عديّ بن زيد العبادي ومَلابٍ قد تَلَهَّيْتُ بها وقَصَرْتُ اليومَ في بيتِ عِذَارْ في سَمَاعٍ يَأْذَنُ الشيخُ له وحديثٍ مثلِ ماذِيٍّ مُشَارْ مشار من أَشرت العسل إِذا جنيته يقال شُرْتُ العسل وأَشَرْتُه وشُرْتُ أَكثر والماذية الدرع اللينة السهلة والماذية الخمر

( موبذ ) في حديث سطيح فأَرسل كسرى إِلى المُوبَذانِ المُوبَذانُ للمجوس كقاضي القضاة للمسلمين والمُوبَذ القاضي

( ميذ ) الليث المِيذُ جِيلٌ من الهند بمنزلة الترك يغزون المسلمين في البحر

( نبذ ) النَّبْذُ طرحك الشيء من يدك أَمامك أَو وراءك نَبَذْتُ الشيء أَنْبِذُه نَبْذاً إِذا أَلقيته من يدك ونَبَّذته شدد للكثرة ونبذت الشيء أَيضاً إِذا رميته وأَبعدته ومنه الحديث فنبذ خاتمه فنبذ الناس خواتيمهم أَي أَلقاها من يده وكلُّ طرحٍ نَبْذٌ نَبَذه يَنْبِذُه نَبْذاً والنبيذ معروف واحد الأَنبذة والنبيذ الشيء والمنبوذ والنبيذ ما نُبِذَ من عصير ونحوه وقد نبذ النبيذ وأَنبذه وانتبَذه ونَبَّذَه ونَبَذْتُ نبيذاً إِذا تخذته والعامة تقول أَنْبَذْتُ وفي الحديث نَبَّذوا وانْتَبَذُوا وحكى اللحياني نبذ تمراً جعله نبيذاً وحكى أَيضاً أَنبذ فلان تمراً قال وهي قليلة وإِنما سمي نبيذاً لأَن الذي يتخذه يأْخذ تمراً أَو زبيباً فينبذه في وعاء أَو سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكراً والنبذ الطرح وهو ما لم يسكر حلال فإِذا أَسكر حرم وقد تكرر في الحديث ذكر النبيذ وهو ما يعمل من الأَشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير ذلك يقال نبذت التمر والعنب إِذا تركت عليه الماء ليصير نبيذاً فصرف من مفعول إِلى فعيل وانتبذته اتخذته نبيذاً وسواء كان مسكراً أَو غير مسكر فإِنه يقال له نبيذ ويقال للخمر المعتصَرة من العنب نبيذ كما يقال للنبيذ خمر ونبذ الكتاب وراء ظهره أَلقاه وفي التنزيل فنبذوه وراء ظهورهم وكذلك نبذ إِليه القول والمنبوذ ولد الزنا لأَنه يُنبذ على الطريق وهم المَنَابذة والأُنثى منبوذة ونبيذة وهم المنبوذون لأَنهم يُطْرحون قال أَبو منصور المنبوذ الذي تنبذه والدته في الطريق حين تلده فيلتقطه رجل من المسلمين ويقوم بأَمره وسواء حملته أُمّه من زنا أَو نكاح ولا يجوز أَن يقال له ولد الزنا لما أَمكن في نسبه من الثبات والنبيذة والمنبوذة التي لا تؤكل من الهزال شاة كانت أَو غيرها وذلك لأَنها تنبذ ويقال للشاة المهزولة التي يهملها أَهلوها نبيذة ويقال لما يُنْبَثُ من تراب الحفرة نبيثة ونبيذة والجمع النبائث والنبائذ وجلس نَبْذةً ونُبْذَةً أَي ناحية وانتبذ عن قومه تنحى وانتبذ فلان إِلى ناحية أَي تنحى ناحية قال الله تعالى في قصة مريم فانتبذت من أَهلها مكاناً شرقيّاً والمنتبذ المتنحي ناحية قال لبيد يَجْتابُ أَصْلاً قالصاً مُتَنَبّذاً بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ يَميلُ هَيَامُها
( * قوله « متنبذاً » هكذا بالأصل الذي بأيدينا وهو كذلك في عدة من نسخ الصحاح المعتمدة في مواضع منه وهو لا يناسب المستشهد عليه وهو قوله والمنتبذ المتنحي إلخ فلعله محرف عن المتنبذ وهو كذلك في شرح القاموس )
وانتبذ فلان أَي ذهب ناحية وفي الحديث أَنه مر بقبر مُنْتَبِذ عن القبور أَي منفرد بعيد عنها وفي حديث آخر انتهى إِلى قبر منبوذ فصلى عليه يروى بتنوين القبر وبالإِضافة فمع التنوين هو بمعنى الأَول ومع الإِضافة يكون المنبوذ اللقيط أَي بقبر إِنسان منبوذ رمته أُمّه على الطريق وفي حديث الدجال تلده أُمّه وهي مَنْبُوذة في قبرها أَي مُلْقاة والمنابذة والانتباذ تحيز كل واحد من الفريقين في الحرب وقد نابذهم الحربَ ونَبَذَ إِليهم على سواء يَنْبِذ أَي نابذهم الحرب وفي التنزيل فانبذ إِليهم على سواء قال اللحياني على سواء أَي على الحق والعدل ونابذه الحرب كاشفه والمُنابذة انتباذ الفريقين للحق تقول نابذناهم الحرب ونبذنا إِليهم الحرب على سواء قال أَبو منصور المنابذة أَن يكون بين فريقين مختلفين عهد وهدنة بعد القتال ثم أَراد نفض ذلك العهد فينبذ كل فريق منهما إِلى صاحبه العهد الذي تهادنا عليه ومنه قوله تعالى وإِما تخافن من قوم خيانة فانبذ إِليهم على سواء المعنى إِن كان بينك وبين قوم هدنة فخفت منهم نقضاً للعهد فلا تبادر إِلى النقض حتى تلقي إِليهم أَنك قد نقضت ما بينك وبينهم فيكونوا معك في علم النقض والعود إِلى الحرب مستوين وفي حديث سلمان وإِن أَبيتم نابذناكم على سواء أي كاشفناكم وقاتلناكم على طريق مستقيم مستوفي العلم بالمنابذة منا ومنكم بأَن نظهر لهم العزم على قتالهم ونخبرهم به إِخباراً مكشوفاً والنبذ يكون بالفعل والقول في الأَجسام والمعاني ومنه نبذ العهد إِذا نقضه وأَلقاه إِلى من كان بينه وبينه والمنابذة في التَّجْر أَن يقول الرجل لصاحبه انْبِذ إِليّ الثوب أَو غيره من المتاع أَو أَنبذه إِليك فقد وجب البيع بكذا وكذا وقال اللحياني المنابذة أَن ترمي إِليه بالثوب ويرمي إِليك بمثله والمنابذة أَيضاً أَن يرمي إِليك بحصاة عنه أَيضاً وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المنابذة أَن يقول الرجل لصاحبه انبذ إِليّ الثوب أَو غيره من المتاع أَو أَنبذه إِليك وقد وجب البيع بكذا وكذا قال ويقال إِنما هي أَن تقول إِذا نبذت الحصاة إِليك فقد وجب البيع ومما يحققه الحديث الآخر أَنه نهى عن بيع الحصاة فيكون البيع معاطاة من غير عقد ولا يصح ونبيذة البئر نَبِيثَتُها وزعم يعقوب أَن الذال بدل من الثاءِ والنَّبْذ الشيء القليل والجمع أَنباذ ويقال في هذا العِذْق نَبْذٌ قليل من الرُّطَب ووخْرٌ قليل وهو أَن يُرْطب في الخطيئة
( * قوله « أن يرطب في الخطيئة » أَي أن يقع ارطابه أي العذق في الجماعة القائمة من شماريخه أَو بلحه فإن الخطيئة القليل من كل شيء ) بعد الخطيئة ويقال ذهب ماله وبقي نَبْذٌ منه ونُبْذَةٌ أَي شيء يسير وبأَرض كذا نَبْذٌ من مال من كلإٍ وفي رأْسه نَبْذٌ من شَيْب وأَصاب الأَرض نَبْذٌ من مطر أَي شيء يسير وفي حديث أَنس إِنما كان البياض في عنفقته وفي الرأْس نَبْذٌ أَي يسير من شيب يعني به النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث أُمّ عطيَّة نُبْذَةُ قُسْطٍ وأَظفارٍ أَي قِطْعَةٌ منه ورأَيت في العِذْقِ نَبْذاً من خُضْرَة وفي اللحية نَبْذاً من شيب أَي قليلاً وكذلك القليل من الناس والكلإِ والمِنْبَذَةُ الوِسادَةُ المُتَّكَأُ عليها هذه عن اللحياني وفي حديث عديّ بن حاتم أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَمر له لما أَتاه بِمِنْبَذَةٍ وقال إِذا أَتاكم كريم قوم فأَكرموه وسميت الوِسادَةُ مِنْبَذَةً لأَنها تُنْبَذُ بالأَرض أَي تطرح للجلوس عليها ومنه الحديث فأَمر بالسَّتْرِ أَنْ يُقْطَعَ ويُجْعَلَ له منه وسادتان منبوذتان ونَبَذَ العِرْقُ يَنْبِذُ نَبْذاً ضرب لغة في نبض وفي الصحاح يَنْبِذُ نَبَذاناً لغة في نبض والله أَعلم

( نجذ ) النَّواجذ أَقصى الأَضراس وهي أَربعة في أَقصى الأَسنان بعد الأَرْحاءِ وتسمى ضرس الحلُم لأَنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل وقيل النواجذ التي تلي الأَنْيابَ وقيل هي الأَضراس كلها نواجِذُ ويقال ضحك حتى بدت نواجذه إِذا استغرق فيه الجوهري وقد تكون النواجذ للفرس وهي الأَنياب من الخف والسّوالِغُ من الظَّلْف قال الشماخ يذكر إِبلاً حداد الأَنياب يُبَاكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعَاتٍ نَواجِذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقِيعِ والنَّجْذُ شدة العض بالناجذ وهو السن بين الناب والأَضراس وقول العرب بدت نواجذه إِذا أَظهرها غضباً أَو ضحكاً وعَضَّ على ناجذه تحَنَّكَ ورجل مُنَجَّذٌ مُجَرَّبٌ وقيل هو الذي أَصابته البلايا عن اللحياني وفي التهذيب رجل مُنَجَّذٌ ومُنَجِّذٌ الذي جرّب الأُمور وعرفها وأَحكمها وهو المجرَّب والمُجرِّب قال سحيم بن وثيل وماذا يَدَّرِي الشعراءُ مني وقد جاوزتُ حَدَّ الأَربعينِ ؟ أَخُو خمْسِين مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي ونَجَّذَني مُدَاوَرةُ الشُّؤون مداورة الشؤون يعني مداولة الأُمور ومعالجتها ويَدَّرِي يَخْتِلُ ويقال للرجل إِذا بلغ أَشدّه قد عضَّ على ناجذه وذلك أَن الناجذ يَطْلعُ إِذا أَسنَّ وهو أَقصى الأَضراس واختلف الناس في النواجذ في الخبر الذي جاءَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ضحك حتى بدت نواجذه وروى عبد خير عن عليّ رضي الله عنه أَن الملكين قاعدان على ناجذَي العبد يكتبان يعني سنيه الضاحكين وهما اللذان بين الناب والأَضراس وقيل أَراد النابين قال أَبو العباس معنى النواجذ في قول علي رضي الله عنه الأَنياب وهو أَحسن ما قيل في النواجذ لأَن الخبر أَنه صلى الله عليه وسلم كان جل ضحكه تبسماً قال ابن الأَثير النواجذ من الأَسنان الضواحك وهي التي تبدو عند الضحك والأَكثر الأَشهر أَنها أَقصى الأَسنان والمراد الأَوّل أَنه ما كان يبلغ به الضحك حتى تبدُوَ أَواخر أَضراسه كيف وقد جاء في صفة ضحكه صلى الله عليه وسلم جُلُّ ضحكه التبسم ؟ وإِن أُريد بها الأَواخر فالوجه فيه أَن يريد مبالغة مثله في ضحكه من غير أَن يراد ظهور نواجذه في الضحك قال وهو أَقيس القولين لاشتهار النواجذ بأَواخر الأَسنان ومنه حديث العِرْباض عَضُّوا عليها بالنواجذ أَي تمسكوا بها كما يتمسك العاضّ بجميع أَضراسه ومنه حديث عمر رضي الله عنه ولن يَلِيَ الناسَ كَقُرَشِيٍّ عَضَّ على ناجذه أَي صبَرَ وتَصَلَّبَ في الأُمور والمَناجِذُ الفَأْرُ العُمْيُ واحدها جُلْذٌ كما أَن المَخَاضَ من الإِبل إِنما واحدها خَلِفَةٌ ورب شيء هكذا وقد تقدم في الجُلْذِ كذا قال الفأْر ثم قال العمي يذهب في الفأْر إِلى الجنس والأَنْجُذانُ ضَرْبٌ من النبات همزته زائدة لكثرة ذلك ونونها أَصل وإِن لم يكن في الكلام أَفْعُلٌ لكن الأَلف والنون مُسَهِّلتان للبناء كالهاء وياء النسب في أَسْنمَة وأَيْبُليّ

( نفذ ) النَّفاذ الجواز وفي المحكم جوازُ الشيء والخلوصُ منه تقول نَفَذْت أَي جُزْت وقد نَفَذَ يَنْفُذُ نَفَاذاً ونُفُوذاً ورجل نافِذٌ في أَمره ونَفُوذٌ ونَفَّاذٌ ماضٍ في جميع أَمره وأَمره نافذ أَي مُطاع وفي حديث بِرُّ الوالدين الاستغفارُ لهما وإِنْفاذُ عهدهما أَي إِمضاء وصيتهما وما عَهِدا به قبل موتهما ومنه حديث المحرم إِذا أَصاب أَهلَه يَنْفُذان لوجههما أَي يمضيان على حالهما ولا يُبْطلان حجهما يقال رجل نافذ في أَمره أَي ماض ونَفَذَ السَّهْمُ الرَّمِيَّةَ ونَفَذَ فيها يَنْفُذُها نَفْذاً ونَفَاذاً خالط جوفها ثم خرج طرَفُه من الشق الآخر وسائره فيه يقال نَفَذَ السهمُ من الرمية يَنْفُذُ نَفَاذاً ونَفَذَ الكتابُ إِلى فلان نَفَاذاً ونُفُوذاً وأَنْفَذْتُه أَنا والتَّنْفِيذُ مثله وطعنة نافذة منتظمة الشقين قال ابن سيده والنَّفاذ عند الأَخْفش حركة هاء الوصل التي تكون للإِضمار ولم يتحرك من حروف الوصل غيرها نحو فتحةِ الهاء من قوله رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَحمالَها وكسرة هاء تجرَّدَ المجنون من كسائه وضمة هاء وبلَدٍ عاميةٍ أَعماؤه سمى بذلك لأَنه أَنفذ حركة هاء الوصل إِلى حرف الخروج وقد دلت الدلالة على أَن حركة هاء الوصل ليس لها قوّة في القياسد من قبل أَنّ حروف الوصل المتمكنة فيه التي هي
( * قوله « التي هي » الضمير يعود إلى حروف الوصل وقوله الهاء مبتدأ ثان ) الهاء محمولة في الوصل عليها وهي الأَلف والياء والواو لا يكنّ في الوصل إِلاَّ سواكن فلما تحركت هاء الوصل شابهت بذلك حروف الروي وتنزلت حروف الخروج من هاء الوصل قبلها منزلة حروف الوصل من حرف الروي قبلها فكما سميت حركة هاء الوصل
( * قوله « فكما سميت حركة هاء الوصل إلخ » كذا بالأصل وفيه تحريف ظاهر والاولى أن يقال فكما سميت حركة الروي مجرى لأن الصوت جرى إلخ وقوله وتمكن بها اللين كما سميت إلخ الأولى حذف لفظ كما هذه لأنه لا معنى لها وقد اغتر صاحب شرح القاموس بهذه النسخة فنقل هذه العبارة بغير تأمل فوقع فيما وقع فيه المصنف ) نَفاذاً لأَن الصوت جرى فيها حتى استطال بحروف الوصل وتمكن بها اللين كما سميت حركة هاء الوصل نَفاذاً لأَن الصوت نفذ فيها إِلى الخروج حتى استطال بها وتمكن المد فيها ونفوذ الشيء إِلى الشيء نحو في المعنى من جريانه نحوه فإِن قلت فهلا سميت لذلك نُفُوذاً لا نَفَاذاً ؟ قيل أَصله « ن ف ذ » ومعنى تصرفها موجود في النفاذ والنفوذ جميعاً أَلا ترى أَن النفاذ هو الحِدَّةُ والمضاء والنفوذ هو القطع والسلوك ؟ فقد ترى المعنيين مقتربين إِلا أَن النفاذ كان هنا بالاستعمال أَولى أَلا ترى أَنّ أَبا الحسن الأَخفش سمى ما هو نحو هذه الحركة تعدياً وهو حركة الهاء في نحو قوله قَرِيبَةٌ نُدْوَتُه من مَحْمَضهى والنَّفَاذُ والحِدَّةُ والمَضَاءُ كله أَدنى إِلى التعدي والغلو من الجريان والسلوك لأَن كل متعدّ متجاوز وسالك فهو جار إِلى مدًى مّا وليس كل جار إِلى مدى متعدياً فلما لم يكن في القياس تحريك هاء الوصل سميت حركتها نفاذاً لقربه من معنى الإِفراط والحدّة ولما كان القياس في الروي أَن يكون متحركاً سميت حركته المجرى لأَن ذلك على ما بيَّنا أَخفض رتبة من النفاذ الموجود فيه معنى الحدة والمضاء المقارب للتعدي والإِفراط فلذلك اختير لحركة الروي المجرى ولحركة هاء الوصل النفاذ وكما أَن الوصل دون الخروج في المعنى لأَن الوصل معناه المقاربة والاقتصاد والخروج فيه معنى التجاوز والإِفراط كذلك الحركتان المؤدِّيتان أَيضاً إِلى هذين الحرفين بينهما من التقارب ما بين الحرفين الحادثين عنهما أَلا ترى أَن استعمالهم « ن ف ذ » بحيث الإِفراط والمبالغة ؟ وأَنْفَذَ الأَمر قضاه والنَّفَذُ اسم الأُنْفَاذِ وأَمر بِنَفَذِهِ أَي بإِنْفاذِهِ التهذيب وأَما النَّفَذُ فقد يستعمل في موضع إِنْفاذِ الأَمر تقول قام المسلمون بِنَفَذِ الكتاب أَي بإِنفاذ ما فيه وطعنة لهها نَفَذٌ أَي نافذة وقال قيس بن الخطيم طَعَنْتُ ابنَ عَبْدِ القيس طَعْنَةَ ثائرٍ لها نَفَذٌ لولا الشُّعاعُ أَضاءها والشعاع ما تطاير من الدم أَراد بالنفذ المَنْفَذ يقول نفذت الطعنة أَي جاوزت الجانب الآخر حتى يُضيءَ نَفَذُها خرقَها ولولا انتشار الدم الفائر لأَبصر طاعنها ما وراءها أَراد لها نفذ أَضاءها لولا شعاع دمها ونَفَذُها نفوذها إِلى الجانب الآخر وقال أَبو عبيدة من دوائر الفرس دائرة نافذة وذلك إِذا كانت الهَقْعَة في الشِّقَّين جميعاً فإِن كانت في شق واحد فهي هَقْعَةٌ وأَتى بِنَفَذ ما قال أَي بالمخرج منه والنفذ بالتحريك المَخْرج والمَخْلص ويقال لمنفذ الجراحة نفَذٌ وفي الحديث أَيما رجل أَشادَ على مسلم بما هو بريءٌ منه كان حقاً على الله أَن يعذبه أَو يأْتي بِنَفَذِ ما قال أَي بالمَخْرَج منه وفي حديث ابن مسعود إِنكم مجموعون في صعيد واحد يَنْفُذُكم البصرُ يقال منه أَنفذت القوم إِذا خرقتهم ومشيت في وسطهم فإِن جزتهم حتى تُخَلِّفَهم قلت نفَذْتُهم بلا أَلف أَنْفُذُهم قال ويقال فيها بالأَلف قال أَبو عبيد المعنى أَنه ينفذهم بصر الرحمن حتى يأْتي عليهم كلهم قال الكسائي يقال نفَذَني بصرُه يَنْفُذُني إِذا بلغني وجاوزني وقيل أَراد يَنْفُذُهم بصر الناظر لاستواء الصعيد قال أَبو حاتم أَصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة وإِنما هو بالدال المهملة أَي يبلغ أَولهم وآخرهم حتى يراهم كلهم ويستوعبهم من نَفَدَ الشيءَ وأَنفَدْته وحملُ الحديث على بصر المبصر أَولى من حمله على بصر الرحمن لأَن الله يجمع الناس يوم القيامة في أَرض يشهد جميعُ الخلائق فيها محاسبة العبد الواحد على انفراده ويرون ما يصير إِليه ومنه حديث أَنس جُمعوا في صَرْدَحٍ يَنْفُذُهم البصر ويسمعهم الصوت وأَمرٌ نَفِيذٌ مُوَطَّأٌ والمُنْتَفَذُ السَّعَةُ ونَفَذَهم البصر وأَنْفَذَهْم جاوزهم وأَنْفَذَ القومَ صار بينهم ونَفَذَهم جازهم وتخلَّفهم لا يُخَص به قوم دون قوم وطريق نافذ سالك وقد نَفَذَ إِلى موضع كذا يَنْفُذُ والطريق النافذ الذي يُسلك وليس بمسدود بين خاصة دون عامة يسلكونه ويقال هذا الطريق يَنْفُذُ إِلى مكان كذا وكذا وفيه مَنْفَذٌ للقوم أَي مَجَازٌ وفي حديث عمر أَنه طاف بالبيت مع فلان فلما انتهى إِلى الركن الغربي الذي يلي الأَسود قال له أَلا تَسْتَلِم ؟ فقال له انْفُذ عنك فإِن النبي صلى الله عليه وسلم لم يَسْتَلِمْه أَي دعه وتجاوزه يقال سِرْ عنك وانْفُذْ عنك أَي امض عن مكانك وجزه أَبو سعيد يقال للخصوم إِذا ارتفعوا إِلى الحاكم قد تنافذوا اليه بالذال أَي خَلَصوا اليه فإِذا أَدلى كل واحد منهم بحجته قيل قد تنافذوا بالذال أَي أَنفذوا حجتهم وفي حديث أَبي الدرداء إِنْ نافَذْتهم نافذوك نافَذْت الرجل إِذا حاكمته أَي إِن قلت لهم قالوا لك ويروى بالقاف والدال المهملة وفي حديث عبد الرحمن بن الأَزرق أَلا رجل يُنْفذُ بيننا ؟ أَي يحكم ويُمْضي أَمرَه فينا يقال أَمره نافذ أَي ماض مطاع ابن الأَعرابي أَبو المكارم النوافذ كلُّ سَمٍّ يوصل إِلى النَّفْسِ فَرَحاً أَو تَرَحاً قلت له سَمِّها فقال الأَصْرَانِ والخِنّابَتَانِ والفمُ والطِّبِّيجَة قال والأَصْران ثقبا الأُذنين والخِنّابتان سَمّا الأَنْفِ والعرب تقول سِرْ عنك أَي جُزْ وامض ولا معنى لعنك

( نقذ ) نَقَذَ نَقْذاً نجا وأَنْقَذَه هو وتنقَّذه واستنقذه والنَّقَذُ بالتحريك والنقيذ والنقيذة ما استُنْقذ وهو فَعَل بمعنى مفعول مثل نَفَضٍ وقَبَضٍ الجوهري أَنقَذَه من فلان واستنقذه منه وتَنَقَّذه بمعنى أَي نجّاه وخلَّصه وفرس نَقَذٌ إِذا أُخِذَ من قوم آخرين وخيل نقائذ تُنُقِّذَتْ من أَيدي الناس أَو العدوّ واحدها نَقِيذٌ بغير هاء عن ابن الأَعرابي وأَنشد وزُفَّتْ لِقَوْمٍ آخرينَ كَأَنَّها نَقِيذٌ حَوَاها الرُّمحُ من تحتِ مُقْصِدِ قال لُقَيْمُ بن أَوْسٍ الشَّيْباني أَو كان شُكرك أَن زعَمْت نفاسةً نَقْذِيكَ أَمسِ وليتني لم أَشْهَدِ نَقْذِيك من الإِنقاذ كما تقول ضَرْبِيكَ قال الأَزهري تقول نَقَذْتُه وأَنقذته واستنقذته وتنقَّذته أَي خلصته ونجّيته وواحد الخيل النقائذ نَقِيذ بغير هاء والنقائذ من الخيل ما أَنقذته من العدوِّ وأَخذته منهم وقيل واحدها نقيذة قال الأَزهري وقرأْت بخط شمر النقيذة الدِّرْع المُسْتَنْقَذة من عدوّ قال يزيد بن الصعق أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ نَقِيذَةٍ أُنُفٍ كلائِحَة المُضِلِّ جَرُور أُنُف لم يلبسها غيره كلائحة المُضِلِّ يعني السراب وقال المفضل النقيذة الدرع لأَن صاحبها إِذا لبسها أَنقذته من السيوف والأُنف الطويلة جعلها تبرق كالسَّراب لحدَّتها ورجل نَقَذٌ مُسْتَنْقَذ ومُنْقِذٌ من أَسمائهم ونَقَذَة موضع

( نمرذ ) نُمْروذ ملك معروف وقد تقدم في الدال المهملة

( هبذ ) هَبَذَ يَهْبِذُ
( * قوله « يهبذ » ضبط في الأصل بشكل القلم بكسرة تحت الباء ومقتضى صنيع القاموس أنه من باب كتب ) هَبْذاً عدا يكون ذلك للفرس وغيره مما يَعْدُو وأَهْبَذَ واهْتَبَذَ وهابَذَ أَسرع في مَشْيَتِه أَو طيرانه كهاذَبَ قال أَبو خراش يُبادِرُ جُنْحَ الليل فهو مُهابِذٌ يَحُتُّ الجناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ والمُهابَذَة الإِسراع قال مُهَابَذَةً لم تَتَّرِك حين لم يكن لها مَشْرَبٌ إِلا بِناءٍ مُنَضَّبِ

( هذذ ) الهَذّ والهَذَذُ سرعة القطع وسرعة القراءة هَذَّ القرآن يَهُذُّه هَذًّا يقال هو يَهُذُّ القرآنَ هَذًّا ويهذُّ الحديث هذًّا أَي يَسْرُده وأَنشد كَهَذِّ الأَشاءَةِ بالمِخْلَبِ وإِزْمِيلٌ هَذٌّ وهَذُوذٌ أَي حادّ وفي حديث ابن عباس وقال له رجل قرأْت المُفَصَّل الليلة فقال أَهَذًّا كَهذِّ الشعر ؟ أَراد أَتَهُذُّ القرآن هَذًّا فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر ونصبه على المصدر وشَفْرَة هَذُوذٌ قاطعة وسكين هذوذ قَطَّاع وضرباً هَذَاذَيْك أَي هَذًّا بعد هذّ يعني قطعاً بعد قطع قال الشاعر ضَرْباً هَذَاذَيْك وطَعْناً وخْضَا قال سيبويه وإِن شاء حمله على أَن الفعل وقع في هذه الحال وقول الشاعر فَبَاكَرَ مَخْتُوماً عليه سيَاعُه هذاذيْك حتى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعَا فسره أَبو حنيفة فقال هَذَاذَيْك هذًّا بعد هذّ أَي شرباً بعد شرب يقول باكر الدن مملوءاً وراح وقد فرّغه وتقول للناس إِذا أَردت أَن يكفُّوا عن الشيء هذاذيكَ وهَجاجَيْك على تقدير الاثنين قال عبد بني الحسحاس إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبرد مثلُه هذاذيك حتى ليس للبُرْدِ لابِسُ تزعم النساء أَنه إِذا شَقَّ عند البِضاع شيئاً من ثوب صاحبه دام الود بينهما وإِلا تهاجرا واهتذذت الشيء اقتطعته بسرعة قال ذو الرمة وعَبْدُ يَغُوثٍ تَحْجِلُ الطيرُ حولَه قد اهْتَذَّ عَرْشَيْه الحُسامُ المُذَكَّرُ ويروى قد احتز يريد بعبد يغوثَ هذا عَبْدَ يَغُوثَ بن وقَّاص الحارثي ولم يقتل في المعركة وإِنما قتل بعد الأَسر أَلا تراه يقول وتَضْحَكُ مني شَيخة عَبْشَمِيَّة كأَنْ لم تَرَ قَبْلي أَسيراً يمانِيَا الأَزهري يقال حَجَازَيْك وهَذَاذيك قال وهي حروف خِلْقتها التثنية لا تغير وحجازيك أَمره أَن يحجُز بينهم قال ويحتمل أَن يكون معناه كف نفسك قال وهذاذيك يأْمره أَن يقطع أَمر القوم وهذَّه بالسيف هذًّا قطعه كهَذَأَهُ وسيف هَذْهاذٌ وهُذَاهِذٌ قطَّاع وقَرَبٌ هَذْهاذٌ بَعيدٌ صَعْب

( هربذ ) الهِرْبِذُ بالكسر واحد الهَرابِذَة المجوس وهم قَوَمَة بيت النار التي للهند فارسي معرب وقيل عظماء الهند أَو علماو هم والهِرْبِذَى مِشْيَةٌ فيها اختيال كَمَشْي الهرابذة وهم حكام المجوس قال امرؤ القيس مَشَى الهِرْبِذَى في دَفِّه ثم فَرْفَرَا وقيل هو الاختيال في المشي وقال أَبو عبيد الهِرْبذي مِشْية تشبه مِشْية الهرابذة حكاه في سير الإِبل قال ولا نظير لهذا البناء والهَرْبَذة سير دون الخَبب وعدا الجملُ الهِرْبذي أَي في شُِقّ

( همذ ) الهَماذِيّ السُّرْعة في الجري يقال إِنه لذو هَماذِيّ في جريه وقيل هي ضرب من السير غير أَنه أَوماء بها إِلى السريعة وقال شمر الهَماذِيُّ الجِدّ في السير والهَماذِيُّ البعير السريع وكذلك الناقة بلا هاء وهَماذِيُّ المطر شدّته والهَماذِيُّ تارات شداد تكون في المطر والسِّباب والجَرْي مرة يشتد ومرة يسكن قال العجاج منه هَماذِيُّ إِذا حَرَّتْ وحَرْ وحَرُّ هَماذِيّ وأَنشد الأَصمعي يُرْبِعُ شُذَّاذاً إِلى شُذاذِ فيها هَماذِيّ إِلى هَماذِي ويوم ذو هَماذِيّ وحُماذِيّ أَي شدة حر عن ابن الأَعرابي وأَنشد لهمام أَخي ذي الرمة قَطَعْتُ ويومٍ ذي هَماذِيّ تَلْتَظي به القورُ من وهْجِ اللظى وفَراهِنُه
( * قوله « فراهنه » كذا بالاصول التي بأيدينا وكذا في شرح القاموس )

( هنبذ ) الهَنْبَذَة الأَمر الشديد

( هوذ ) الهَوْذَةُ القطاة الأُنثى وفي الصحاح هَوْذة القطاةُ وخص بعضهم بها الأُنثى وبها سمي الرجلُ هَوْذَةَ قال الأَعشى من يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غير مُتَّئِبٍ إِذا تعمم فوق التاج أَو وضَعَا والجمع هُوذ على طرح الزائد قال الطرماح من الهُوذِ كَدْراءُ السَّراةِ ولَوْنُها خَصِيفٌ كَلَوْنِ الحَيْقُطانِ المُسَيَّح وقيل هَوْذَةُ ضرب من الطير غيرها والهاذَة شجرة لها أَغصان سبطة لا ورق لها وجمعها الهاذ قال الأَزهري روى هذا النضر قال والمحفوظ في باب الاشجار الحاذ

( وجذ ) الوَجْذُ بالجيم النقرة في الجبل تُمْسك الماء ويستنقع فيها وقيل هي البركة والجمعِ وجْذان ووِجاذٌ قال أَبو محمد الفقعسي يصف الأَثافي غَيْرَ أَثافي مِرْجلٍ جَواذِي كأَنّهنّ قِطَعُ الأَفلاذِ أُسُّ جَرامِيزَ على وِجاذِ الأَثافي حجارة القدر والجواذي جمع جاذ وهو المنتصب والأَفْلاذ جمع فِلْذ القطعة
( * قوله « جمع فلذ القطعة » كذا بالأصل والذي في الصحاح الفلذ كبد البعير والجمع أفلاذ والفلذة القطعة من الكبد ) من الكبد والجراميز الحياض واحدها جرموز قال سيبويه وسمعت من العرب من يقال له أَما تعرف بمكان كذا وكذا وَجْذاًّ ؟ وهو موضع يُمْسك الماء فقال بلى وِجاذاً أَي أَعرف بها وِجاذاً أَبو عمرو أَوجَذته على الأَمر ايجاذاً إِذا أَكْرَهته

( وذذ ) الوَذْوَذَة السرعة ورجل وَذْواذٌ سريع المشي ومر الذئب يُوَذْوِذُ مَرّ مَرّاً سريعاً وَوَذْوَذُ المرأَة بُظارتها إِذا طالت قال الشاعر من اللاَّئي اسْتَفاد بنو قُصَيٍّ فجاء بها وَوَذْوَذُها يَنُوس

( ورذ ) ورَذَ في جانبه أَبطأَ

( وقذ ) الوقْذ شدة الضرب وَقَذه يَقِذُه وَقْذاً ضربه حتى استَرْخى وأَشرف على الموت وشاة مَوْقُوذَة قتلت بالخشب وقد وقَذَ الشاة وقْذاً وهي موْقُوذة ووقِيذٌ قتلها بالخشب وكان فعله قوم فنهى الله عز وجل عنه ابن السكيت وقَذَه بالضرب والمَوْقوذة الوَقِيذُ الشاة تُضرب حتى تموت ثم تؤكل قال الفراء في قوله والمنخنقة والموقوذة الموقوذة المضروبة حتى تموت ولم تُذَكّ ووُقِذَ الرجلُ فهو موقوذ ووقيذ والوقيذ من الرجال البطيء الثقيل كأَنّ ثقله وضعفه وقَذَه والوقيذ والموقود الشديد المرض الذي قد أَشرف على الموت وقد وقَذَه المرضُ والغم قال ابن جني قرأْت على أَبي عليّ عن أَبي بكر عن بعض أَصحاب يعقوب عنه قال يقال تركته وَقيذاً ووَقِيظاً قال قال الوجه عندي والقياس أَن يكون الذال بدلاً من الظاء لقوله عز وجل والمنخنقة والموقوذة ولقولهم وقذه قال ولم أَسمع وقَظَه ولا مَوْقوظة فالذال إِذاً أَعم تصرفاً قال ولذلك قضينا على أَن الذال هي الأَصل وقال الأَحمر ضربه فوقظه الليث حمِلَ فلانٌ وَقِيذاً أَي ثقيلاً دَنِفاً مُشْفِياً وفي حديث عمر أَنه قال إِني لأَعلمُ متى تَهْلِكُ العربُ إِذا ساسها من لم يُدْرك الجاهلية فيأْخُذ بأَخلاقها ولم يُدركه الإِسلامُ فَيَقِذه الورع قوله فيَقِذُه أَي يُسكِّنُه ويُثْخِنُه ويبلغ منه مبلغاً يمنعه من انتهاك ما لا يحل ولا يَجْمُل ويقال وقذه الحلم إِذا سكّنَه والوقذ في الأَصل الضرب المُثْخن والكسر وفي حديث عائشة رضي الله عنها فوقَذَ النِّفاقَ وفي روايةٍ الشيطانَ أَي كسَرَه ودَمغَه وفي حديثها أَيضاً وكان وَقِيذَ الجوانح أَي محزون القلب كأَن الحزن قد كسره وضعّفه والجوانح تحبس القلب وتَحْويه فأَضاف الوُقُوذَ إِليها وقال خالد الوقذ أَن يُضْرَب فائِقُه أَو خُشَّاو ه من وراء أُذنيه وقال أَبو سعيد الوَقْذُ الضرب على فَأْسِ القَفا فتصير هدّتها إِلى الدماغ فيذهب العقل فيقال رجل موقوذ وقد وقَذَه الحلم سكَّنه ويقال ضربه على مَوْقِذٍ من مَواقِذه وهي المِرْفق أَو طرف المَنْكِب أَو الكعب وأَنشد للأَعشى يَلْوينَني دَيْني النّهار وَأَقْتَضِي دَيْني إِذا وَقَذَ النُّعاس الرُّقَّدَا أَي صاروا كأَنهم سُكارى من النعاس ابن شميل الوَقِيذُ الذي يُغشى عليه لا يُدْرى أَميت أَم لا ويقال وقَذَه النعاسُ إِذا غلبه ورجل وقيذ أَي ما به طِرْقٌ وناقة مُوَقَّذَة أَثَّر الصِّرارُ في أَخْلافها من شَدِّه وقيل هي التي يَرْغَثُها ولدها أَي يَرْضَعُها ولا يخرج لبنها إِلا نزراً لعظم ضرعها فيُوقِذُها ذلك ويأْخُذها له داءٌ وورمٌ في الضرع والوقائِذُ حجارة مفروشة واحدتها وَقيذَة

( ولذ ) ولَذَ ولْذاً أَسرع المَشي ورجل وَلاَّذ مَلاَّذ والمعنيان متقاربان والله أَعلم

( ومذ ) ابن الأَعرابي الوَمْذَةُ البياض النقيّ والله أَعلم

( ر ) الراء من الحروف المجهورة وهي من الحروف الذُّلْق وسميت ذُلْقاً لأَن الذّلاقَة في المنطق إِنما هي بطَرَف أَسَلَةِ اللسان والحروف الذلق ثلاثة الراء واللام والنون وهن في حيز واحد وقد ذكرنا في أَوّل حرف الباء دخولَ الحروف الستة الذُّلقِ والشفويةِ كَثرةَ دخولها في أَبنية الكلام

( أبر ) أَبَرَ النخلَ والزرعَ يَأْبُره ويأْبِرُه أَبْراً وإِباراً وإِبارَة وأَبّره أَصلحه وأْتَبَرتَ فلاناً سأَلتَه أَن يأْبُر نخلك وكذلك في الزرع إِذا سأَلته أَن يصلحه لك قال طرفة وَلِيَ الأَصلُ الذي في مثلِه يُصلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المؤتَبِرْ والآبر العامل والمُؤْتَبرُ ربّ الزرع والمأْبور الزرع والنخل المُصْلَح وفي حديث عليّ بن أَبي طالب في دعائه على الخوارج أَصابَكم حاصِبٌ ولا بقِيَ منكم آبرِ أَي رجل يقوم بتأْبير النخل وإصلاحها فهو اسم فاعل من أَبَر المخففة ويروى بالثاء المثلثة وسنذكره في موضعه وقوله أَنْ يأْبُروا زَرعاً لغيرِهِم والأَمرُ تَحقِرُهُ وقد يَنْمي قال ثعلب المعنى أَنهم قد حالفوا أَعداءَهم ليستعينوا بهم على قوم آخرين وزمن الإِبار زَمَن تلقيح النخل وإِصلاحِه وقال أَبو حنيفة كل إِصلاحٍ إِبارة وأَنشد قول حميد إِنَّ الحِبالَةَ أَلْهَتْني إِبارَتُها حتى أَصيدَكُما في بعضِها قَنَصا فجعل إِصلاحَ الحِبالة إِبارَة وفي الخبر خَيْر المال مُهْرة مَأْمُورة وسِكّة مَأْبُورة السِّكَّة الطريقة المُصْطَفَّة من النخل والمأْبُورة المُلَقَّحة يقال أَبَرْتُ النخلة وأَبّرْتها فهي مأْبُورة ومُؤَبَّرة وقيل السكة سكة الحرث والمأْبُورة المُصْلَحَة له أَرادَ خَيرُ المال نتاج أَو زرع وفي الحديث من باع نخلاً قد أُبِّرت فَثَمَرتُها للبائع إِلاَّ أَن يشترط المُبْتاع قال أَبو منصور وذلك أَنها لا تؤبر إِلا بعد ظهور ثمرتها وانشقاق طلعها وكَوافِرِها من غَضِيضِها وشبه الشافعي ذلك بالولادة في الإِماء إِذا أُبِيعَت حاملاً تَبِعها ولدها وإِن ولدته قبل ذلك كان الولد للبائع إِلا أَن يشترطه المبتاع مع الأُم وكذلك النخل إِذا أُبر أَو أُبيع
( * قوله « أباع » لغة في باع كما قال ابن القطاع ) على التأْبير في المعنيين وتأْبير النخل تلقيحه يقال نخلة مُؤَبَّرة مثل مأْبُورة والاسم منه الإِبار على وزن الإِزار ويقال تأَبَّر الفَسِيلُ إذا قَبِل الإِبار وقال الراجز تَأَبّري يا خَيْرَةَ الفَسِيلِ إِذْ ضَنَّ أَهلُ النَّخْلِ بالفُحول يقول تَلَقَّحي من غير تأْبير وفي قول مالك بن أَنس يَشترِطُ صاحب الأَرض على المساقي كذا وكذا وإِبارَ النخل وروى أَبو عمرو بن العلاء قال يقال نخل قد أُبِّرَت ووُبِرَتْ وأُبِرَتْ ثلاث لغات فمن قال أُبِّرت فهي مُؤَبَّرة ومن قال وُبِرَت فهي مَوْبُورَة ومن قال أُبِرَت فهي مَأْبُورة أَي مُلقّحة وقال أَبو عبد الرحمن يقال لكل مصلح صنعة هو آبِرُها وإِنما قيل للملقِّح آبر لأَنه مصلح له وأَنشد فَإِنْ أَنْتِ لَم تَرْضَيْ بِسَعْييَ فَاتْرُكي لي البيتَ آبرْهُ وكُوني مَكانِيا أَي أُصلحه ابن الأَعرابي أَبَرَِ إِذا آذى وأَبَرَ إِذا اغتاب وأَبَرَ إِذا لَقَّحَ النخل وأَبَرَ أَصْلَح وقال المَأْبَر والمِئْبر الحشُّ
( * قوله « الحش إلخ » كذا بالأصل ولعله المحش ) تُلقّح به النخلة وإِبرة الذراع مُسْتَدَقُّها ابن سيده والإِبْرة عُظَيْم مستوٍ مع طَرَف الزند من الذراع إِلى طرف الإِصبع وقيل الإِبرة من الإِنسان طرف الذراع الذي يَذْرَعُ منه الذراع وفي التهذيب إِبرَةُ الذارع طرف العظم الذي منه يَذْرَع الذارع وطرف عظم العضد الذي يلي المرفق يقال له القبيح وزُجّ المِرْفق بين القَبِيح وبين إِبرة الذراع وأَنشد حتى تُلاقي الإِبرةُ القبيحا وإِبرة الفرس شظِيّة لاصقة بالذراع ليست منها والإِبرة عظم وَتَرة العُرْقوب وهو عُظَيْم لاصق بالكعب وإِبرة الفرس ما انْحَدّ من عرقوبيه وفي عرقوبي الفرس إبرتان وهما حَدّ كل عرقوب من ظاهر والإِبْرة مِسَلّة الحديد والجمع إِبَرٌ وإِبارٌ قال القطامي وقوْلُ المرء يَنْفُذُ بعد حين أَماكِنَ لا تُجاوِزُها الإِبارُ وصانعها أَبّار والإِبْرة واحدة الإِبَر التهذيب ويقال للمِخْيط إبرة وجمعها إِبَر والذي يُسوّي الإِبر يقال له الأَبّار وأَنشد شمر في صفة الرياح لابن أَحمر أَرَبَّتْ عليها كُلُّ هَوْجاء سَهْوَةٍ زَفُوفِ التوالي رَحْبَةِ المُتَنَسِّم
( * قوله « هوجاء » وقع في البيتين في جميع النسخ التي بأيدينا بلفظ واحد هنا وفي مادة هرع وبينهما على هذا الجناس التام )
إِبارِيّةٍ هَوْجَاء مَوْعِدُهَا الضُّحَى إِذا أَرْزَمَتْ بِورْدٍ غَشَمْشَمِ رَفُوفِ نِيافٍ هَيْرَعٍ عَجْرَفيّةٍ تَرى البِيدَ من إِعْصافِها الجَرْي ترتمي تَحِنُّ ولم تَرْأَمْ فَصِيلاً وإِن تَجِدْ فَيَافِيَ غِيطان تَهَدَّجْ وتَرْأَمِ إِذا عَصَّبَتْ رَسْماً فليْسَ بدائم به وَتِدٌ إِلاَّ تَحِلَّةَ مُقْسِمِ وفي الحديث المؤمِنُ كالكلبِ المأْبور وفي حديث مالك بن دينار ومثَلُ المؤمن مثَلُ الشاة المأْبورة أَي التي أَكلت الإِبرة في عَلَفها فَنَشِبَت في جوفها فهي لا تأْكل شيئاً وإِن أَكلت لم يَنْجَعْ فيها وفي حديث علي عليه السلام والذي فَلَقَ الحية وبَرَأَ النَّسمَة لَتُخْضَبَنَّ هذه من هذه وأَشار إِلى لحيته ورأْسه فقال الناس لو عرفناه أَبَرْنا عِتْرته أَي أَهلكناهم وهو من أَبَرْت الكلب إِذا أَطعمته الإِبرة في الخبز قال ابن الأَثير هكذا أَخرجه الحافظ أَبو موسى الأَصفهاني في حرف الهمزة وعاد فأَخرجه في حرف الباء وجعله من البَوار الهلاك والهمزة في الأَوّل أَصلية وفي الثاني زائدة وسنذكره هناك أَيضاً ويقال للسان مِئْبر ومِذْرَبٌ ومِفْصَل ومِقْول وإِبرة العقرب التي تلدَغُ بها وفي المحكم طرف ذنبها وأَبَرتْه تَأْبُرُه وتَأْبِرُه أَبْراً لسعته أَي ضربته بإِبرتها وفي حديث أَسماء بنت عُمَيْس قيل لعلي أَلا تتزوّج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال مالي صَفْراء ولا بيضاءُ ولست بِمأْبُور في ديني فيُوَرِّي بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عني إني لأَوّلُ من أَسلم المأْبور من أَبرته العقربُ أَي لَسَعَتْه بإِبرتها يعني لست غير الصحيح الدين ولا المُتّهَمَ في الإِسلام فَيَتَأَلّفني عليه بتزويجها إياي ويروى بالثاء المثلثة وسنذكره قال ابن الأَثير ولو روي لست بمأْبون بالنون لكان وجهاً والإِبْرَة والمِئْبَرَة الأَخيرة عن اللحياني النميمة والمآبِرُ النمائم وإفساد ذاتِ البين قال النابغة وذلك مِنْ قَوْلٍ أَتاكَ أَقُولُه ومِنْ دَسِّ أَعدائي إِليك المآبرا والإِبْرَةُ فَسِيلُ المُقْل يعني صغارها وجمعها إِبَرٌ وإِبَرات الأَخيرة عن كراع قال ابن سيده وعندي أَنه جَمْع جَمْعٍ كحُمُرات وطُرُقات والمِئْبَر ما رَقّ من الرمل قال كثير عزة إِلى المِئْبَر الرّابي من الرّملِ ذي الغَضا تَراها وقد أَقْوَتْ حديثاً قديمُها وأَبَّرَ الأَثَر عَفّى عليه من التراب وفي حديث الشُّورى أَنَّ الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته لا تُؤبِّروا آثارَكم فَتُولِتُوا دينكم قال الأَزهري هكذا رواه الرياشي بإسناد له في حديث طويل وقال الرياشي التّأْبِيرُ التعْفية ومَحْو الأَثر قال وليس شيء من الدواب يُؤَبِّر أَثره حتى لا يُعْرف طريقه إِلا التُّفَّة وهي عَناق الأَرض حكاه الهروي في الغريبين وفي ترجمة بأَر وابْتَأَرَ الحَرُّ قدميه قال أَبو عبيد في الابتئار لغتان يقال ابتأَرْتُ وأْتَبَرْت ابتئاراً وأْتِباراً قال القطامي فإِن لم تأْتَبِرْ رَشَداً قريشٌ فليس لسائِرِ الناسِ ائتِبَارُ يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه

( أتر ) الأُتْرُور لغة في التُّؤْرُور مقلوب عنه

( أثر ) الأَثر بقية الشيء والجمع آثار وأُثور وخرجت في إِثْره وفي أَثَره أَي بعده وأْتَثَرْتُه وتَأَثَّرْته تتبعت أَثره عن الفارسي ويقال آثَرَ كذا وكذا بكذا وكذا أَي أَتْبَعه إِياه ومنه قول متمم بن نويرة يصف الغيث فَآثَرَ سَيْلَ الوادِيَّيْنِ بِدِيمَةٍ تُرَشِّحُ وَسْمِيّاً من النَّبْتِ خِرْوعا أَي أَتبع مطراً تقدم بديمة بعده والأَثر بالتحريك ما بقي من رسم الشيء والتأْثير إِبْقاءُ الأَثر في الشيء وأَثَّرَ في الشيء ترك فيه أَثراً والآثارُ الأَعْلام والأَثِيرَةُ من الدوابّ العظيمة الأَثَر في الأَرض بخفها أَو حافرها بَيّنَة الإِثارَة وحكى اللحياني عن الكسائي ما يُدْرى له أَيْنَ أَثرٌ وما يدرى له ما أَثَرٌ أَي ما يدرى أَين أَصله ولا ما أَصله والإِثارُ شِبْهُ الشِّمال يُشدّ على ضَرْع العنز شِبْه كِيس لئلا تُعانَ والأُثْرَة بالضم أَن يُسْحَى باطن خف البعير بحديدة ليُقْتَصّ أَثرُهُ وأَثَرَ خفَّ البعير يأْثُرُه أَثْراً وأَثّرَه حَزَّه والأَثَرُ سِمَة في باطن خف البعير يُقْتَفَرُ بها أَثَرهُ والجمع أُثور والمِئْثَرَة والثُّؤْرُور على تُفعول بالضم حديدة يُؤْثَرُ بها خف البعير ليعرف أَثرهُ في الأَرض وقيل الأُثْرة والثُّؤْثور والثَّأْثور كلها علامات تجعلها الأَعراب في باطن خف البعير يقال منه أَثَرْتُ البعيرَ فهو مأْثور ورأَيت أُثرَتَهُ وثُؤْثُوره أَي موضع أَثَره من الأَرض والأَثِيَرةُ من الدواب العظيمة الأَثرِ في الأَرض بخفها أَو حافرها وفي الحديث من سَرّه أَن يَبْسُطَ اللهُ في رزقه ويَنْسَأَ في أَثَرِه فليصل رحمه الأَثَرُ الأَجل وسمي به لأَنه يتبع العمر قال زهير والمرءُ ما عاش ممدودٌ له أَمَلٌ لا يَنْتَهي العمْرُ حتى ينتهي الأَثَرُ وأَصله من أَثَّرَ مَشْيُه في الأَرض فإِنَّ من مات لا يبقى له أَثَرٌ ولا يُرى لأَقدامه في الأَرض أَثر ومنه قوله للذي مر بين يديه وهو يصلي قَطَع صلاتَنا قطع الله أَثره دعا عليه بالزمانة لأَنه إِذا زَمِنَ انقطع مشيه فانقطع أَثَرُه وأَما مِيثَرَةُ السرج فغير مهموزة والأَثَر الخبر والجمع آثار وقوله عز وجل ونكتب ما قدّموا وآثارهم أَي نكتب ما أَسلفوا من أَعمالهم ونكتب آثارهم أَي مَن سنّ سُنَّة حَسَنة كُتِب له ثوابُها ومَن سنَّ سُنَّة سيئة كتب عليه عقابها وسنن النبي صلى الله عليه وسلم آثاره والأَثْرُ مصدر قولك أَثَرْتُ الحديث آثُرُه إِذا ذكرته عن غيرك ابن سيده وأَثَرَ الحديثَ عن القوم يأْثُرُه ويأْثِرُه أَثْراً وأَثارَةً وأُثْرَةً الأَخيرة عن اللحياني أَنبأَهم بما سُبِقُوا فيه من الأَثَر وقيل حدّث به عنهم في آثارهم قال والصحيح عندي أَن الأُثْرة الاسم وهي المَأْثَرَةُ والمَأْثُرَةُ وفي حديث عليّ في دعائه على الخوارج ولا بَقِيَ منكم آثِرٌ أَي مخبر يروي الحديث وروي هذا الحديث أَيضاً بالباء الموحدة وقد تقدم ومنه قول أَبي سفيان في حديث قيصر لولا أَن يَأْثُرُوا عني الكذب أَي يَرْوُون ويحكون وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه حلف بأَبيه فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال عمر فما حلفت به ذاكراً ولا آثراً قال أَبو عبيد أَما قوله ذاكراً فليس من الذكر بعد النسيان إِنما أَراد متكلماً به كقولك ذكرت لفلان حديث كذا وكذا وقوله ولا آثِراً يريد مخبراً عن غيري أَنه حلف به يقول لا أَقول إِن فلاناً قال وأَبي لا أَفعل كذا وكذا أَي ما حلفت به مبتدئاً من نفسي ولا رويت عن أَحد أَنه حلف به ومن هذا قيل حديث مأْثور أَي يُخْبِر الناسُ به بعضُهم بعضاً أَي ينقله خلف عن سلف يقال منه أَثَرْت الحديث فهو مَأْثور وأَنا آثر قال الأَعشى إِن الذي فيه تَمارَيْتُما بُيِّنَ للسَّامِعِ والآثِرِ ويروى بَيَّنَ ويقال إِن المأْثُرة مَفْعُلة من هذا يعني المكرمة وإِنما أُخذت من هذا لأَنها يأْثُرها قَرْنٌ عن قرن أَي يتحدثون بها وفي حديث عليّ كرّم الله وجهه ولَسْتُ بمأْثور في ديني أَي لست ممن يُؤْثَرُ عني شرّ وتهمة في ديني فيكون قد وضع المأْثور مَوْضع المأْثور عنه وروي هذا الحديث بالباء الموحدة وقد تقدم وأُثْرَةُ العِلْمِ وأَثَرَته وأَثارَتُه بقية منه تُؤْثَرُ أَي تروى وتذكر وقرئ
( * قوله « وقرئ إلخ » حاصل القراءات ست أثارة بفتح أو كسر وأثرة بفتحتين وأثرة مثلثة الهمزة مع سكون الثاء فالأثارة بالفتح البقية أي بقية من علم بقيت لكم من علوم الأولين هل فيها ما يدل على استحقاقهم للعبادة أو الأمر به وبالكسر من أثار الغبار أريد منها المناظرة لأنها تثير المعاني والأثرة بفتحتين بمعنى الاستئثار والتفرد والأثرة بالفتح مع السكون بناء مرة من رواية الحديث وبكسرها معه بمعنى الأثرة بفتحتين وبضمها معه اسم للمأثور المرويّ كالخطبة اه ملخصاً من البيضاوي وزاده ) أَو أَثْرَةٍ من عِلْم وأَثَرَةٍ من علم وأَثارَةٍ والأَخيرة أَعلى وقال الزجاج أَثارَةٌ في معنى علامة ويجوز أَن يكون على معنى بقية من علم ويجوز أَن يكون على ما يُؤْثَرُ من العلم ويقال أَو شيء مأْثور من كتب الأَوَّلين فمن قرأَ أَثارَةٍ فهو المصدر مثل السماحة ومن قرأَ أَثَرةٍ فإِنه بناه على الأَثر كما قيل قَتَرَةٌ ومن قرأَ أَثْرَةٍ فكأَنه أَراد مثل الخَطْفَة والرَّجْفَةِ وسَمِنَتِ الإِبل والناقة على أَثارة أَي على عتيق شحم كان قبل ذلك قال الشماخ وذاتِ أَثارَةٍ أَكَلَتْ عليه نَباتاً في أَكِمَّتِهِ فَفارا قال أَبو منصور ويحتمل أَن يكون قوله أَو أَثارة من علم من هذا لأَنها سمنت على بقية شَحْم كانت عليها فكأَنها حَمَلَت شحماً على بقية شحمها وقال ابن عباس أَو أَثارة من علم إِنه علم الخط الذي كان أُوتيَ بعضُ الأَنبياء وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخط فقال قد كان نبيّ يَخُط فمن وافقه خَطّه أَي عَلِمَ مَنْ وافَقَ خَطُّه من الخَطَّاطِين خَطَّ ذلك النبيّ عليه السلام فقد علِمَ عِلْمَه وغَضِبَ على أَثارَةٍ قبل ذلك أَي قد كان
( * قوله « قد كان إلخ » كذا بالأصل والذي في مادة خ ط ط منه قد كان نبي يخط فمن وافق خطه علم مثل علمه فلعل ما هنا رواية وأي مقدمة على علم من مبيض المسودة ) قبل ذلك منه غَضَبٌ ثم ازداد بعد ذلك غضباً هذه عن اللحياني والأُثْرَة والمأْثَرَة والمأْثُرة بفتح الثاء وضمها المكرمة لأَنها تُؤْثر أَي تذكر ويأْثُرُها قرن عن قرن يتحدثون بها وفي المحكم المَكْرُمة المتوارثة أَبو زيد مأْثُرةٌ ومآثر وهي القدم في الحسب وفي الحديث أَلا إِنَّ كل دم ومأْثُرَةٍ كانت في الجاهلية فإِنها تحت قَدَمَيّ هاتين مآثِرُ العرب مكارِمُها ومفاخِرُها التي تُؤْثَر عنها أَي تُذْكَر وتروى والميم زائدة وآثَرَه أَكرمه ورجل أَثِير مكين مُكْرَم والجمع أُثَرَاءُ والأُنثى أَثِيرَة وآثَرَه عليه فضله وفي التنزيل لقد آثرك الله علينا وأَثِرَ أَن يفعل كذا أَثَراً وأَثَر وآثَرَ كله فَضّل وقَدّم وآثَرْتُ فلاناً على نفسي من الإِيثار الأَصمعي آثَرْتُك إِيثاراً أَي فَضَّلْتُك وفلان أَثِيرٌ عند فلان وذُو أُثْرَة إِذا كان خاصّاً ويقال قد أَخَذه بلا أَثَرَة وبِلا إِثْرَة وبلا اسْتِئثارٍ أَي لم يستأْثر على غيره ولم يأْخذ الأَجود وقال الحطيئة يمدح عمر رضي الله عنه ما آثَرُوكَ بها إِذ قَدَّموكَ لها لكِنْ لأَنْفُسِهِمْ كانَتْ بها الإِثَرُ أَي الخِيَرَةُ والإِيثارُ وكأَنَّ الإِثَرَ جمع الإِثْرَة وهي الأَثَرَة وقول الأَعرج الطائي أَراني إِذا أَمْرٌ أَتَى فَقَضَيته فَزِعْتُ إِلى أَمْرٍ عليَّ أَثِير قال يريد المأْثور الذي أَخَذَ فيه قال وهو من قولهم خُذْ هذا آثِراً وشيء كثير أَثِيرٌ إِتباع له مثل بَثِيرٍ واسْتأْثَرَ بالشيء على غيره خصَّ به نفسه واستبدَّ به قال الأَعشى اسْتَأْثَرَ اللهُ بالوفاءِ وبال عَدْلِ ووَلَّى المَلامَة الرجلا وفي الحديث إِذا اسْتأْثر الله بشيء فَالْهَ عنه ورجل أَثُرٌ على فَعُل وأَثِرٌ يسْتَأْثر على أَصحابه في القَسْم ورجل أَثْر مثال فَعْلٍ وهو الذي يَسْتَأْثِر على أَصحابه مخفف وفي الصحاح أَي يحتاج
( * قوله « أي يحتاج » كذا بالأصل ونص الصحاح رجل أثر بالضم على فعل بضم العين إذا كان يستأثر على أصحابه أي يختار لنفسه أخلاقاً إلخ ) لنفسه أَفعالاً وأَخلاقاً حَسَنَةً وفي الحديث قال للأَنصار إِنكم ستَلْقَوْنَ بَعْدي أَثَرَةً فاصْبروا الأَثَرَة بفتح الهمزة والثاء الاسم من آثَرَ يُؤْثِر إِيثاراً إِذا أَعْطَى أَراد أَنه يُسْتَأْثَرُ عليكم فَيُفَضَّل غيرُكم في نصيبه من الفيء والاستئثارُ الانفراد بالشيء ومنه حديث عمر فوالله ما أَسْتَأْثِرُ بها عليكم ولا آخُذُها دونكم وفي حديثة الآخر لما ذُكر له عثمان للخلافة فقال أَخْشَى حَفْدَه وأَثَرَتَه أَي إِيثارَه وهي الإِثْرَةُ وكذلك الأُثْرَةُ والأَثْرَة وأَنشد أَيضاً ما آثروك بها إِذ قدَّموك لها لكن بها استأْثروا إِذا كانت الإِثَرُ وهي الأُثْرَى قال فَقُلْتُ له يا ذِئْبُ هَل لكَ في أَخٍ يُواسِي بِلا أُثْرَى عَلَيْكَ ولا بُخْلِ ؟ وفلان أَثيري أَي خُلْصاني أَبو زيد يقال قد آثَرْت أَن أَقول ذلك أُؤَاثرُ أَثْراً وقال ابن شميل إِن آثَرْتَ أَنْ تأْتينا فأْتنا يوم كذا وكذا أَي إِن كان لا بد أَن تأْتينا فأْتنا يوم كذا وكذا ويقال قد أَثِرَ أَنْ يَفْعلَ ذلك الأَمر أَي فَرغ له وعَزَم عليه وقال الليث يقال لقد أَثِرْتُ بأَن أَفعل كذا وكذا وهو هَمٌّ في عَزْمٍ ويقال افعل هذا يا فلان آثِراً مّا إِن اخْتَرْتَ ذلك الفعل فافعل هذا إِمَّا لا واسْتَأْثرَ الله فلاناً وبفلان إِذا مات وهو ممن يُرجى له الجنة ورُجِيَ له الغُفْرانُ والأَثْرُ والإِثْرُ والأُثُرُ على فُعُلٍ وهو واحد ليس بجمع فِرِنْدُ السَّيفِ ورَوْنَقُه والجمع أُثور قال عبيد بن الأَبرص ونَحْنُ صَبَحْنَا عامِراً يَوْمَ أَقْبَلوا سُيوفاً عليهن الأُثورُ بَواتِكا وأَنشد الأَزهري كأَنَّهم أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيةٌ عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الأُثُرُ وأَثْرُ السيف تَسَلْسُلُه وديباجَتُه فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله فإِنِّي إِن أَقَعْ بِكَ لا أُهَلِّكْ كَوَقْع السيفِ ذي الأَثَرِ الفِرِنْدِ فإِن ثعلباً قال إِنما أَراد ذي الأَثْرِ فحركه للضرورة قال ابن سيده ولا ضرورة هنا عندي لأَنه لو قال ذي الأَثْر فسكنه على أَصله لصار مفاعَلَتُن إِلى مفاعِيلن وهذا لا يكسر البيت لكن الشاعر إِنما أَراد توفية الجزء فحرك لذلك ومثله كثير وأَبدل الفرنْدَ من الأَثَر الجوهري قال يعقوب لا يعرف الأَصمعي الأَثْر إِلا بالفتح قال وأَنشدني عيسى بن عمر لخفاف بن ندبة وندبة أُمّه جَلاهَا الصيْقَلُونَ فأَخُلَصُوها خِفاقاً كلُّها يَتْقي بأَثْر أَي كلها يستقبلك بفرنده ويَتْقِي مخفف من يَتَّقي أَي إِذا نظر الناظر إِليها اتصل شعاعها بعينه فلم يتمكن من النظر إِليها ويقال تَقَيْتُه أَتْقيه واتَّقَيْتُه أَتَّقِيه وسيف مأْثور في متنه أَثْر وقيل هو الذي يقال إِنه يعمله الجن وليس من الأَثْرِ الذي هو الفرند قال ابن مقبل إِني أُقَيِّدُ بالمأْثُورِ راحِلَتي ولا أُبالي ولو كنَّا على سَفَر قال ابن سيده وعندي أَنَّ المَأْثور مَفْعول لا فعل له كما ذهب إِليه أَبو علي في المَفْؤُود الذي هو الجبان وأُثْر الوجه وأُثُرُه ماؤه ورَوْنَقُه وأَثَرُ السيف ضَرْبَته وأُثْر الجُرْح أَثَرهُ يبقى بعدما يبرأُ الصحاح والأُثْر بالضم أَثَر الجرح يبقى بعد البُرء وقد يثقل مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ وأَنشد عضب مضاربها باقٍ بها الأُثر هذا العجز أَورده الجوهري بيضٌ مضاربها باقٍ بها الأَثر والصحيح ما أَوردناه قال وفي الناس من يحمل هذا على الفرند والإِثْر والأُثْر خُلاصة السمْن إِذا سُلِئَ وهو الخَلاص والخِلاص وقيل هو اللبن إِذا فارقه السمن قال والإِثْرَ والضَّرْبَ معاً كالآصِيَه الآصِيَةُ حُساءٌ يصنع بالتمر وروى الإِيادي عن أَبي الهيثم أَنه كان يقول الإِثر بكسرة الهمزة لخلاصة السمن وأَما فرند السيف فكلهم يقول أُثْر ابن بُزرُج جاء فلان على إِثْرِي وأَثَري قالوا أُثْر السيف مضموم جُرْحه وأَثَرُه مفتوح رونقه الذي فيه وأُثْرُ البعير في ظهره مضموم وأَفْعَل ذلك آثِراً وأَثِراً ويقال خرجت في أَثَرِه وإِثْرِه وجاء في أَثَرِهِ وإتِْرِه وفي وجهه أَثْرٌ وأُثْرٌ وقال الأَصمعي الأُثْر بضم الهمزة من الجرح وغيره في الجسد يبرأُ ويبقى أَثَرُهُ قال شمر يقال في هذا أَثْرٌ وأُثْرٌ والجمع آثار ووجهه إِثارٌ بكسر الأَلف قال ولو قلت أُثُور كنت مصيباً ويقال أَثَّر بوجهه وبجبينه السجود وأَثَّر فيه السيف والضَّرْبة الفراء ابدَأْ بهذا آثراً مّا وآثِرَ ذي أَثِير وأَثيرَ ذي أَثيرٍ أَي ابدَأْ به أَوَّل كل شيء ويقال افْعَلْه آثِراً ما وأَثِراً ما أَي إِن كنت لا تفعل غيره فافعله وقيل افعله مُؤثراً له على غيره وما زائدة وهي لازمة لا يجوز حذفها لأَن معناه افعله آثِراً مختاراً له مَعْنيّاً به من قولك آثرت أَن أَفعل كذا وكذا ابن الأَعرابي افْعَلْ هذا آثراً مّا وآثراً بلا ما ولقيته آثِراً مّا وأَثِرَ ذاتِ يَدَيْن وذي يَدَيْن وآثِرَ ذِي أَثِير أَي أَوَّل كل شيء ولقيته أَوَّل ذِي أَثِيرٍ وإِثْرَ ذي أَثِيرٍ وقيل الأَثير الصبح وذو أَثيرٍ وَقْتُه قال عروة بن الورد فقالوا ما تُرِيدُ ؟ فَقُلْت أَلْهُو إِلى الإِصْباحِ آثِرَ ذِي أَثِير وحكى اللحياني إِثْرَ ذِي أَثِيرَيْن وأَثَرَ ذِي أَثِيرَيْن وإِثْرَةً مّا المبرد في قولهم خذ هذا آثِراً مّا قال كأَنه يريد أَن يأْخُذَ منه واحداً وهو يُسامُ على آخر فيقول خُذْ هذا الواحد آثِراً أَي قد آثَرْتُك به وما فيه حشو ثم سَلْ آخَرَ وفي نوادر الأَعراب يقال أَثِرَ فُلانٌ بقَوْل كذا وكذا وطَبِنَ وطَبِقَ ودَبِقَ ولَفِقَ وفَطِنَ وذلك إِذا إِبصر الشيء وضَرِيَ بمعرفته وحَذِقَه والأُثْرَة الجدب والحال غير المرضية قال الشاعر إِذا خافَ مِنْ أَيْدِي الحوادِثِ أُثْرَةً كفاهُ حمارٌ من غَنِيٍّ مُقَيَّدُ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم إِنكم ستَلْقَوْن بَعْدي أُثْرَةً فاصبروا حتى تَلْقَوني على الحوض وأَثَر الفَحْلُ الناقة يأْثُرُها أَثْراً أَكثَرَ ضِرابها

( أجر ) الأَجْرُ الجزاء على العمل والجمع أُجور والإِجارَة من أَجَر يَأْجِرُ وهو ما أَعطيت من أَجْر في عمل والأَجْر الثواب وقد أَجَرَه الله يأْجُرُه ويأْجِرُه أَجْراً وآجَرَه الله إِيجاراً وأْتَجَرَ الرجلُ تصدّق وطلب الأَجر وفي الحديث في الأَضاحي كُلُوا وادَّخِرُوا وأْتَجِروا أَي تصدّقوا طالبن لِلأَجْرِ بذلك قال ولا يجوز فيه اتَّجِروا بالإِدغام لأَن الهمزة لا تدغم في التاء لأَنَّه من الأَجر لا من التجارة قال ابن الأَثير وقد أَجازه الهروي في كتابه واستشهد عليه بقوله في الحديث الآخر إنّ رجلاً دخل المسجد وقد قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاتَه فقال من يَتّجِر يقوم فيصلي معه قال والرواية إِنما هي يأْتَجِر فإِن صح فيها يتجر فيكون من التجارة لا من الأَجر كأَنه بصلاته معه قد حصَّل لنفسه تِجارة أَي مَكْسَباً ومنه حديث الزكاة ومن أَعطاها مُؤْتَجِراً بها وفي حديث أُم سلمة آجَرَني الله في مصيبتي وأَخْلف لي خَيْراً منها آجَرَه يُؤْجِرُه إِذا أَثابه وأَعطاه الأَجر والجزاء وكذلك أَجَرَه يَأْجُرُه ويأْجِرُه والأَمر منهما آجِرْني وأْجُرْني وقوله تعالى وآتيناه أَجْرَه في الدنيا قيل هو الذِّكْر الحسن وقيل معناه أَنه ليس من أُمة من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس إلا وهم يعظمون إِبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وقيل أَجْرُه في الدنيا كونُ الأَنبياء من ولده وقيل أَجْرُه الولدُ الصالح وقوله تعالى فبشره بمغفرة وأَجْر كريم الأَجر الكريمُ الجنةُ وأَجَرَ المملوكَ يأْجُرُه أَجراً فهو مأْجور وآجره يؤجره إِيجاراً ومؤاجَرَةً وكلٌّ حسَنٌ من كلام العرب وآجرت عبدي أُوجِرُه إِيجاراً فهو مُؤْجَرٌ وأَجْرُ المرأَة مَهْرُها وفي التنزيل يا أَيها النبي إِنا أَحللنا لك أَزواجك اللاتي آتيت أُجورهنّ وآجرتِ الأَمَةُ البَغِيَّةُ نفسَها مؤاجَرَةً أَباحَت نفسَها بأَجْرٍ وآجر الإِنسانَ واستأْجره والأَجيرُ المستأْجَرُ وجمعه أُجَراءُ وأَنشد أَبو حنيفة وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فيه إِذا أُجَرَاؤُه نَحَطُوا أَجابا والاسم منه الإِجارةُ والأُجْرَةُ الكراء تقول استأْجرتُ الرجلَ فهو يأْجُرُني ثمانيَ حِجَجٍ أَي يصير أَجيري وأُتْجَرَ عليه بكذا من الأُجرة وقال أَبو دَهْبَلٍ الجُمحِي والصحيح أَنه لمحمد بن بشير الخارجي يا أَحْسنَ الناسِ إِلاّ أَنّ نائلَها قِدْماً لمن يَرْتَجي معروفها عَسِرُ وإِنما دَلُّها سِحْرٌ تَصيدُ به وإِنما قَلْبُها للمشتكي حَجَرُ هل تَذْكُريني ؟ ولمَّا أَنْسَ عهدكُمُ وقدْ يَدومَ لعهد الخُلَّةِ الذِّكَرُ قَوْلي ورَكْبُكِ قد مالت عمائمهُمُ وقد سقاهم بكَأْس النَّومَةِ السهرُ يا لَيْت أَني بأَثوابي وراحلتي عبدٌ لأَهلِكِ هذا الشهرَ مُؤْتَجَرُ إن كان ذا قَدَراً يُعطِيكِ نافلةً منَّا ويَحْرِمُنا ما أَنْصَفَ القَدَرُ جِنِّيَّةٌ أَوْ لَها جِنٌّ يُعَلِّمُها ترمي القلوبَ بقوسٍ ما لها وَتَرُ قوله يا ليت أَني بأَثوابي وراحلتي أَي مع أَثوابي وآجرته الدارَ أَكريتُها والعامة تقول وأَجرْتُه والأُجْرَةُ والإِجارَةُ والأُجارة ما أَعْطيتَ من أَجرٍ قال ابن سيده وأُرى ثعلباً حكى فيه الأَجارة بالفتح وفي التنزيل العزيز على أَن تأْجُرني ثماني حِجَجٍ قال الفرّاءُ يقول أَن تَجْعَلَ ثوابي أَن ترعى عليَّ غَنمي ثماني حِجَج وروى يونس معناها على أَن تُثِبَني على الإِجارة ومن ذلك قول العرب آجركَ اللهُ أَي أَثابك الله وقال الزجاج في قوله قالت إحداهما يا أَبَتِ استأْجِرْهُ أَي اتخذه أَجيراً إِن خيرَ مَن اسْتأْجرتَ القَويُّ الأَمينُ أَي خيرَ من استعملت مَنْ قَوِيَ على عَمَلِكَ وأَدَّى الأَمانة قال وقوله على أَن تأْجُرَني ثمانيَ حِجَج أَي تكون أَجيراً لي ابن السكيت يقال أُجِرَ فلانٌ خمسةً من وَلَدِه أَي ماتوا فصاروا أَجْرَهُ وأَجِرَتْ يدُه تأْجُر وتَأْجِرُ أَجْراً وإِجاراً وأُجوراً جُبِرَتْ على غير استواء فبقي لها عَثْمٌ وهو مَشَشٌ كهيئة الورم فيه أَوَدٌ وآجَرَها هو وآجَرْتُها أَنا إِيجاراً الجوهري أَجَرَ العظمُ يأْجُر ويأْجِرُ أَجْراً وأُجوراً أَي برئَ على عَثْمٍ وقد أُجِرَتْ يدُه أَي جُبِرَتْ وآجَرَها اللهُ أَي جبرها على عَثْمٍ وفي حديث ديَة التَّرْقُوَةِ إِذا كُسِرَت بَعيرانِ فإِن كان فيها أُجورٌ فأَربعة أَبْعِرَة الأُجُورُ مصدرُ أُجِرَتْ يدُه تُؤْجَرُ أَجْراً وأُجوراً إِذا جُبرت على عُقْدَة وغير استواء فبقي لها خروج عن هيئتها والمِئْجارُ المِخْراقُ كأَنه فُتِلَ فَصَلُبَ كما يَصْلُبُ العظم المجبور قال الأَخطل والوَرْدُ يَرْدِي بِعُصْمٍ في شَرِيدِهِم كأَنه لاعبٌ يسعى بِمِئْجارِ الكسائي الإِجارةُ في قول الخليل أَن تكون القافيةُ طاء والأُخرى دالاً وهذا من أُجِرَ الكَسْرُ إِذا جُبِرَ على غير استواءٍ وهو فِعَالَةٌ من أَجَرَ يأْجُر كالإِمارةِ من أَمَرَ والأُجُورُ واليَأْجُورُ والآجُِرُون والأُجُرُّ والآجُرُّ والآجُِرُ طبيخُ الطين الواحدة بالهاء أُجُرَّةٌ وآجُرَّةٌ وآجِرَّة أَبو عمرو هو الآجُر مخفف الراء وهي الآجُرَة وقال غيره آجِرٌ وآجُورٌ على فاعُول وهو الذي يبنى به فارسي معرّب قال الكسائي العرب تقول آجُرَّة وآجُرَّ للجمع وآجُرَةُ وجمعها آجُرٌ وأَجُرَةٌ وجمعها أَجُرٌ وآجُورةٌ وجمعها آجُورٌ والإِجَّارُ السَّطح بلغة الشام والحجاز وجمع الإِجَّار أَجاجِيرُ وأَجاجِرَةٌ ابن سيده والإِجَّار والإِجَّارةُ سطح ليس عليه سُتْرَةٌ وفي الحديث من بات على إِجَّارٍ ليس حوله ما يَرُدُ قدميه فقد بَرِئَتْ منه الذمَّة الإِجَّارُ بالكسر والتشديد السَّطحُ الذي ليس حوله ما يَرُدُ الساقِطَ عنه وفي حديث محمد بن مسلمة فإِذا جارية من الأَنصار على إِجَّارٍ لهم والأَنْجارُ بالنون لغة فيه والجمع الإِناجِيرُ وفي حديث الهجرة فَتَلَقَّى الناسُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في السوق وعلى الأَجاجيرِ والأَناجِيرِ يعني السطوحَ والصوابُ في ذلك الإِجَّار ابن السكيت ما زال ذلك إِجِّيراهُ أَي عادته ويقال لأُم إِسمعيلَ هاجَرُ وآجَرُ عليهما السلام

( أخر ) في أَسماء الله تعالى الآخِرُ والمؤخَّرُ فالآخِرُ هو الباقي بعد فناء خلقِه كله ناطقِه وصامتِه والمؤخِّرُ هو الذي يؤخر الأَشياءَ فَيضعُها في مواضِعها وهو ضدّ المُقَدَّمِ والأُخُرُ ضد القُدُمِ تقول مضى قُدُماً وتَأَخَّرَ أُخُراً والتأَخر ضدّ التقدّم وقد تَأَخَّرَ عنه تَأَخُّراً وتَأَخُّرَةً واحدةً عن اللحياني وهذا مطرد وإِنما ذكرناه لأَن اطِّراد مثل هذا مما يجهله من لا دُرْبَة له بالعربية وأَخَّرْتُه فتأَخَّرَ واستأْخَرَ كتأَخَّر وفي التنزيل لا يستأْخرون ساعة ولا يستقدمون وفيه أَيضاً ولقد عَلِمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأْخرينَ يقول علمنا من يَستقدِم منكم إِلى الموت ومن يَستأْخرُ عنه وقيل عَلِمنا مُستقدمي الأُمم ومُسْتأْخِريها وقال ثعلبٌ عَلمنا من يأْتي منكم إِلى المسجد متقدِّماً ومن يأْتي متأَخِّراً وقيل إِنها كانت امرأَةٌ حَسْنَاءُ تُصلي خَلْفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيمن يصلي في النساء فكان بعضُ من يُصلي يَتأَخَّرُ في أَواخِرِ الصفوف فإِذا سجد اطلع إليها من تحت إِبطه والذين لا يقصِدون هذا المقصِدَ إِنما كانوا يطلبون التقدّم في الصفوف لما فيه من الفضل وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أَخِّرْ عني يا عمرُ يقال أَخَّرَ وتأَخَّرَ وقَدَّمَ وتقَدَّمَ بمعنًى كقوله تعالى لا تُقَدِّموا بين يَدَي الله ورسوله أَي لا تتقدموا وقيل معناهُ أَخَّر عني رَأْيَكَ فاختُصِر إِيجازاً وبلاغة والتأْخيرُ ضدُّ التقديم ومُؤَخَّرُ كل شيء بالتشديد خلاف مُقَدَّمِه يقال ضرب مُقَدَّمَ رأْسه ومؤَخَّره وآخِرَةُ العينَ ومُؤْخِرُها ومؤْخِرَتُها ما وَليَ اللِّحاظَ ولا يقالُ كذلك إِلا في مؤَخَّرِ العين ومُؤْخِرُ العين مثل مُؤمِنٍ الذي يلي الصُّدْغَ ومُقْدِمُها الذي يلي الأَنفَ يقال نظر إِليه بِمُؤْخِرِ عينه وبمُقْدِمِ عينه ومُؤْخِرُ العين ومقدِمُها جاء في العين بالتخفيف خاصة ومُؤْخِرَةُ الرَّحْل ومُؤَخَّرَتُه وآخِرَته وآخِره كله خلاف قادِمته وهي التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب وفي الحديث إِذا وضَعَ أَحدكُم بين يديه مِثلَ آخِرة الرحلِ فلا يبالي مَنْ مرَّ وراءَه هي بالمدّ الخشبة التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب من كور البعير وفي حديث آخَرَ مِثْلَ مؤْخرة وهي بالهمز والسكون لغة قليلة في آخِرَتِه وقد منع منها بعضهم ولا يشدّد ومُؤْخِرَة السرج خلافُ قادِمتِه والعرب تقول واسِطُ الرحل للذي جعله الليث قادِمَه ويقولون مُؤْخِرَةُ الرحل وآخِرَة الرحل قال يعقوب ولا تقل مُؤْخِرَة وللناقة آخِرَان وقادمان فخِلْفاها المقدَّمانِ قادماها وخِلْفاها المؤَخَّران آخِراها والآخِران من الأَخْلاف اللذان يليان الفخِذَين والآخِرُ خلافُ الأَوَّل والأُنثَى آخِرَةٌ حكى ثعلبٌ هنَّ الأَوَّلاتُ دخولاً والآخِراتُ خروجاً الأَزهري وأَمَّا الآخِرُ بكسر الخاء قال الله عز وجل هو الأَوَّل والآخِر والظاهر والباطن روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال وهو يُمَجِّد الله أنت الأَوَّلُ فليس قبلك شيءٌ وأَنت الآخِرُ فليس بعدَك شيء الليث الآخِرُ والآخرة نقيض المتقدّم والمتقدِّمة والمستأْخِرُ نقيض المستقدم والآخَر بالفتح أَحد الشيئين وهو اسم على أَفْعَلَ والأُنثى أُخْرَى إِلاَّ أَنَّ فيه معنى الصفة لأَنَّ أَفعل من كذا لا يكون إِلا في الصفة والآخَرُ بمعنى غَير كقولك رجلٌ آخَرُ وثوب آخَرُ وأَصله أَفْعَلُ من التَّأَخُّر فلما اجتمعت همزتان في حرف واحد استُثْقِلتا فأُبدلت الثانية أَلفاً لسكونها وانفتاح الأُولى قبلها قال الأَخفش لو جعلْتَ في الشعر آخِر مع جابر لجاز قال ابن جني هذا هو الوجه القوي لأَنه لا يحققُ أَحدٌ همزة آخِر ولو كان تحقيقها حسناً لكان التحقيقُ حقيقاً بأَن يُسمع فيها وإِذا كان بدلاً البتة وجب أَن يُجْرى على ما أَجرته عليه العربُ من مراعاة لفظه وتنزيل هذه الهمزة منزلةَ الأَلِفِ الزائدة التي لا حظَّ فيها للهمز نحو عالِم وصابِرٍ أَلا تراهم لما كسَّروا قالوا آخِرٌ وأَواخِرُ كما قالوا جابِرٌ وجوابِرُ وقد جمع امرؤ القيس بين آخَرَ وقَيصرَ توهَّمَ الأَلِفَ همزةً قال إِذا نحنُ صِرْنا خَمْسَ عَشْرَةَ ليلةً وراءَ الحِساءِ مِنْ مَدَافِعِ قَيْصَرَا إِذا قُلتُ هذا صاحبٌ قد رَضِيتُه وقَرَّتْ به العينانِ بُدّلْتُ آخَرا وتصغيرُ آخَر أُوَيْخِرٌ جَرَتِ الأَلِفُ المخففةُ عن الهمزة مَجْرَى أَلِفِ ضَارِبٍ وقوله تعالى فآخَرَان يقومانِ مقامَهما فسَّره ثعلبٌ فقال فمسلمان يقومانِ مقامَ النصرانيينِ يحلفان أَنهما اخْتَانا ثم يُرْتجَعُ على النصرانِيِّيْن وقال الفراء معناه أَو آخَرانِ من غير دِينِكُمْ من النصارى واليهودِ وهذا للسفر والضرورة لأَنه لا تجوزُ شهادةُ كافرٍ على مسلمٍ في غير هذا والجمع بالواو والنون والأُنثى أُخرى وقوله عز وجل وليَ فيها مآربُ أُخرى جاء على لفظ صفةِ الواحدِ لأَن مآربَ في معنى جماعةٍ أُخرى من الحاجاتِ ولأَنه رأُس آية والجمع أُخْرَياتٌ وأُخَرُ وقولهم جاء في أُخْرَيَاتِ الناسِ وأُخرى القومِ أَي في أَخِرهِم وأَنشد أَنا الذي وُلِدْتُ في أُخرى الإِبلْ وقال الفراءُ في قوله تعالى والرسولُ يدعوكم في أُخراكم مِنَ العربِ مَنْ يَقولُ في أُخَراتِكُمْ ولا يجوزُ في القراءةِ الليث يقال هذا آخَرُ وهذه أُخْرَى في التذكير والتأْنيثِ قال وأُخَرُ جماعة أُخْرَى قال الزجاج في قوله تعالى وأُخَرُ من شكله أَزواجٌ أُخَرُ لا ينصرِفُ لأَن وحدانَها لا تنصرِفُ وهو أُخْرًى وآخَرُ وكذلك كلُّ جمع على فُعَل لا ينصرِفُ إِذا كانت وُحدانُه لا تنصرِفُ مِثلُ كُبَرَ وصُغَرَ وإذا كان فُعَلٌ جمعاً لِفُعْلةٍ فإِنه ينصرِفُ نحو سُتْرَةٍ وسُتَرٍ وحُفْرَةٍ وحُفْرٍ وإذا كان فُعَلٌ اسماً مصروفاً عن فاعِلٍ لم ينصرِفْ في المعرفة ويَنْصَرِفُ في النَّكِرَةِ وإذا كان اسماً لِطائِرٍ أَو غيره فإِنه ينصرفُ نحو سُبَدٍ ومُرّعٍ وما أَشبههما وقرئ وآخَرُ من شكلِه أَزواجٌ على الواحدِ وقوله ومَنَاةَ الثالِثَةَ الأُخرى تأْنيث الآخَر ومعنى آخَرُ شيءٌ غيرُ الأَوّلِ وقولُ أَبي العِيالِ إِذا سَنَنُ الكَتِيبَة صَ دَّ عن أُخْراتِها العُصَبُ قال السُّكَّريُّ أَراد أُخْرَياتِها فحذف ومثله ما أَنشده ابن الأَعرابي ويتَّقي السَّيفَ بأُخْراتِه مِنْ دونِ كَفَّ الجارِ والمِعْصَمِ قال ابن جني وهذا مذهبُ البَغدادِيينَ أَلا تَراهم يُجيزُون في تثنية قِرْ قِرَّى قِرْ قِرَّانِ وفي نحو صَلَخْدَى صَلَخْدانِ ؟ إَلاَّ أَنَّ هذا إِنَّما هو فيما طال من الكلام وأُخْرَى ليست بطويلةٍ قال وقد يمكنُ أَن تكون أُخْراتُه واحدةً إِلاَّ أَنَّ الأَلِفَ مع الهاءُ تكونُ لغير التأْنيثِ فإِذا زالت الهاءُ صارتِ الأَلفُ حينئذ للتأْنيثِ ومثلُهُ بُهْمَاةٌ ولا يُنكرُ أَن تقدَّرَ الأَلِفُ الواحدةُ في حالَتَيْنِ ثِنْتَيْنِ تقديرينِ اثنينِ أَلاَ ترى إِلى قولهم عَلْقَاةٌ بالتاء ؟ ثم قال العجاج فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكُور فجعلها للتأْنيث ولم يصرِفْ قال ابن سيده وحكى أَصحابُنا أَنَّ أَبا عبيدة قال في بعض كلامه أُراهم كأَصحابِ التصريفِ يقولون إِنَّ علامة التأْنيثِ لا تدخلُ على علامة التأْنيثِ وقد قال العجاج فحط في علقى وفي مكور فلم يصرِفْ وهم مع هذا يقولون عَلْقَاة فبلغ ذلك أَبا عثمانَ فقال إنَّ أَبا عبيدة أَخفى مِن أَن يَعرِف مثل هذا يريد ما تقدَّم ذكرهُ من اختلافِ التقديرين في حالَيْنِ مختلِفينِ وقولُهُم لا أَفْعلهُ أُخْرَى الليالي أَي أَبداً وأُخْرَى المنونِ أَي آخِرَ الدهرِ قال وما القومُ إِلاَّ خمسةٌ أَو ثلاثةٌ يَخُوتونَ أُخْرَى القومِ خَوْتَ الأَجادلِ أَي مَنْ كان في آخِرهم والأَجادلُ جمع أَجْدلٍ الصَّقْر وخَوْتُ البازِي انقضاضُهُ للصيدِ قال ابنُ بَرِّي وفي الحاشية شاهدٌ على أُخْرَى المنونِ ليس من كلام الجوهريّ وهو لكعب بن مالِكٍ الأَنصارِيّ وهو أَن لا تزالوا ما تَغَرَّدَ طائِرٌ أُخْرَى المنونِ مَوالياً إِخوانا قال ابن بري وقبله أَنَسيِتُمُ عَهْدَ النَّبيِّ إِليكُمُ ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا ؟ وأُخَرُ جمع أُخْرَى وأُخْرَى تأْنيثُ آخَرَ وهو غيرُ مصروفٍ وقال تعالى قِعدَّةٌ من أَيامٍ أُخَرَ لأَن أَفْعَلَ الذي معه مِنْ لا يُجْمَعُ ولا يؤنَّثُ ما دامَ نَكِرَةً تقولُ مررتُ برجلٍ أَفضلَ منك وبامرأَةٍ أَفضل منك فإِن أَدْخَلْتَ عليه الأَلِفَ واللاَم أَو أَضفتَه ثَنْيَّتَ وجَمَعَتَ وأَنَّثْت تقولُ مررتُ بالرجلِ الأَفضلِ وبالرجال الأَفضلِينَ وبالمرأَة الفُضْلى وبالنساءِ الفُضَلِ ومررتُ بأَفضَلهِم وبأَفضَلِيهِم وبِفُضْلاهُنَّ وبفُضَلِهِنَّ وقالت امرأَةٌ من العرب صُغْراها مُرَّاها ولا يجوز أَن تقول مررتُ برجلٍ أَفضلَ ولا برجالٍ أَفضَلَ ولا بامرأَةٍ فُضْلَى حتى تصلَه بمنْ أَو تُدْخِلَ عليه الأَلفَ واللامَ وهما يتعاقبان عليه وليس كذلك آخَرُ لأَنه يؤنَّثُ ويُجْمَعُ بغيرِ مِنْ وبغير الأَلف واللامِ وبغير الإِضافةِ تقولُ مررتُ برجل آخر وبرجال وآخَرِين وبامرأَة أُخْرَى وبنسوة أُخَرَ فلما جاء معدولاً وهو صفة مُنِعَ الصرفَ وهو مع ذلك جمعٌ فإِن سَمَّيْتَ به رجلاً صرفتَه في النَّكِرَة عند الأَخفشِ ولم تَصرفْه عند سيبويه وقول الأَعشى وعُلِّقَتْني أُخَيْرَى ما تُلائِمُني فاجْتَمَعَ الحُبُّ حُبٌّ كلُّه خَبَلُ تصغيرُ أُخْرَى والأُخْرَى والآخِرَةُ دارُ البقاءِ صفةٌ غالبة والآخِرُ بعدَ الأَوَّلِ وهو صفة يقال جاء أَخَرَةً وبِأَخَرَةٍ بفتح الخاءِ وأُخَرَةً وبأُخَرةٍ هذه عن اللحياني بحرفٍ وبغير حرفٍ أَي آخرَ كلِّ شيءٍ وفي الحديث كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ بِأَخَرَةٍ إِذا أَراد أَن يقومَ من المجلِسِ كذا وكذا أَي في آخِر جلوسه قال ابن الأَثير ويجوز أَن يكون في آخِرِ عمرِه وهو بفتح الهمزة والخاءُ ومنه حديث أَبي هريرة لما كان بِأَخَرَةٍ وما عَرَفْتُهُ إِلاَّ بأَخَرَةٍ أَي أَخيراً ويقال لقيتُه أَخيراً وجاء أُخُراً وأَخيراً وأُخْرِيّاً وإِخرِيّاً وآخِرِيّاً وبآخِرَةٍ بالمدّ أَي آخِرَ كلِّ شيء والأُنثى آخِرَةٌ والجمع أَواخِرُ وأَتيتُكَ آخَر مرتينِ وآخِرَةَ مرتينِ عن ابن الأَعرابي ولم يفسر آخَر مرتين ولا آخرَةَ مرتين قال ابن سيده وعندي أَنها المرَّةُ الثانيةُ من المرَّتين وسْقَّ ثوبَه أُخُراً ومن أُخُرٍ أَي من خلف وقال امرؤ القيس يصفُ فرساً حِجْراً وعينٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ شقَّتْ مآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وعين حَدْرَةٌ أَي مُكْتَنِزَةٌ صُلْبة والبَدْرَةُ التي تَبْدُر بالنظر ويقال هي التامة كالبَدْرِ ومعنى شُقَّتْ من أُخُرٍ يعني أَنها مفتوحة كأَنها شُقَّتْ من مُؤْخِرِها وبعتُه سِلْعَة بِأَخِرَةٍ أَي بنَظِرَةٍ وتأْخيرٍ ونسيئة ولا يقالُ بِعْتُه المتاعَ إِخْرِيّاً ويقال في الشتم أَبْعَدَ اللهُ الأَخِرَ بكسر الخاء وقصر الأَلِف والأَخِيرَ ولا تقولُه للأُنثى وحكى بعضهم أَبْعَدَ اللهُ الآخِرَ بالمد والآخِرُ والأَخِيرُ الغائبُ شمر في قولهم إِنّ الأَخِرَ فَعَلَ كذا وكذا قال ابن شميل الأَخِرُ المؤُخَّرُِ المطروحُ وقال شمر معنى المؤُخَّرِ الأَبْعَدُ قال أُراهم أَرادوا الأَخِيرَ فأَنْدَروا الياء وفي حديث ماعِزٍ إِنَّ الأَخِرَ قد زنى الأَخِرُ بوزن الكِبِد هو الأَبعدُ المتأَخِّرُ عن الخير ويقال لا مرحباً بالأَخِر أَي بالأَبعد ابن السكيت يقال نظر إِليَّ بِمُؤُخِرِ عينِه وضَرَبَ مُؤُخَّرَ رأْسِه وهي آخِرَةُ الرحلِ والمِئخارُ النخلةُ التي يبقى حملُها إلى آخِرِ الصِّرام قال ترى الغَضِيضَ المُوقَرَ المِئخارا مِن وَقْعِه يَنْتَثِرُ انتثاراً ويروى ترى العَضِيدَ والعَضِيضَ وقال أَبو حنيفة المئخارُ التي يبقى حَمْلُها أَلى آخِرِ الشتاء وأَنشد البيت أَيضاً وفي الحديث المسأَلةُ أَخِرُ كَسْبِ المرءِ أَي أَرذَلُه وأَدناهُ ويروى بالمدّ أَي أَنّ السؤالَ آخِرُ ما يَكْتَسِبُ به المرءُ عند العجز عن الكسب

( أدر ) الأُدْرَةُ بالضم نفخةٌ في الخُصْيةِ يقال رجل آدَرُ بَيْنُ الأَدَرِ غيرُه الأَدَرُ والمأْدُورُ الذي يَنْفَتِقُ صِفاقُهُ فيَقعُ قُصْبُه ولا يَنْفَتِقُ إِلاَّ من جانبه الأَيسرِ وقيل هو الذي يُصيبهُ فَتْقٌ في إِحدى الخُصْيتينِ ولا يقال امرأَةٌ أَدْراءُ إِما لأَنه لم يُسْمَعْ وإِما أَن يكون لاختلاف الخِلْقَة وقد أَدِرَ يأْدَرُ أَدَراً فهو آدَرُ والاسم الأُدْرَةُ وقيل الأدَرَةُ الخُصْيَةُ والخُصْيَةُ الأَدْراءُ العظيمةُ من غير فَتْقٍ وفي الحديث أَنَّ رجلاً أَتاه وبه أُدْرَةٌ فقال ائْتِ بِعُسٍّ فحَسا مَجَّه فيه وقال انْتَضِحْ به فذهبت عنه الأُدْرَةُ ورجل آدَرُ بَيْنُ الأَدَرَةِ بفتح الهمزة والدال وهي التي تسميها الناسُ القَيْلَةَ ومنه الحديث إِن بني إِسرائيلَ كانوا يقولونَ إِن موسى آدَرُ من أَجل أَنه كان لا يغتَسل إِلاَّ وحدَه وفيه نزل قوله تعالى ولا تكونوا كالذين آذَوْا موسى ( الآية ) الليث الأَدَرَةُ والأَدَرُ مصدران والأُدْرَةُ اسم تلك المنْتَفِخَة والآدَرُ نَعْتٌ

( أرر ) الإِرَارُ والأَرُّ غُصْنٌ من شوك أَو قَتادٍ تُضْرَبُ به الأَرضُ حتى تلينَ أَطرافُه ثم تَبُلُّه وتَذُرُّ عليه مِلحاً ثم تُدخِلُه في رَحِم الناقةِ إِذا مارَنَتْ فلم تَلْقَحْ وقد أَرَّها يَؤُرُّها أَرّاً قال الليث الإِرارُ شِبهُ ظُؤُرَةٍ يَؤُرُّ بها الراعي رَحِمَ الناقةِ إِذا مارَنَتْ وممارَنَتُها أَنَ يَضْرِبَها الفَحلُ فلا تَلْقَحَ قال وتفسيرُ قوله يَؤُرُّها الراعي هو أَن يُدْخِلَ يَدَه في رَحمِها أَو يَقْطَعَ ما هناك ويعالجه والأَرُّ أَن يَأْخُذَ الرجلُ إِراراً وهو غصنٌ من شوك القَتادِ وغيره ويفعَلَ به ما ذكرناه والأَرُّ الجماع وفي خطبة عليّ كرّم الله تعالى وجهه يُفْضي كإِفضْاءٍ الدِّيَكةِ ويَؤُرُّ بِملاقِحِه الأَرُّ الجماع وأَرَّ المرأَةَ يَؤُرُّها أَرّاً نَكحها غيره وأَرَّ فلان إِذا شَفْتَنَ ومنه قوله وما النَّاسُ إِلاَّ آئِرٌ ومَئِيرُ قال أَبُو منصور معنى شَفْتَنَ ناكَحَ وجامَع جعل أَرَّ وآرَ بمعنًى واحِد أَبو عبيد أَرَرْتُ المرأَةَ أَوُرُّها أَرّاً إِذا نكحتها ورجل مِئَرُّ كثير النكاح قالت بنت الحُمارِس أَو الأَغْلب بَلَّتْ به عُلابِطاً مِئَرّا ضَخْمَ الكَراديس وَأَي زِبِرّا أَبو عبيد رجل مِئَرٌ أَي كثير النكاح مأْخوذ من الأَيْر قال الأَزهري أَقرأَنيه الإِياديُّ عن شمر لأَبي عبيد قال وهو عندي تصحيف والصواب مِيأَرٌ بوزن مِيعَرٍ فيكون حينئذٍ مِفْعَلاً من آرَها يَئِيرُها أَيْراً وإِن جعلته من الأَرِّ قلت رجل مِئِرُّ وأَنشد أَبو بكر بن محمد بن دريد أَبيات بنت الحمارس أَو الأَغلب واليُؤُرُورُ الجِلْوازُ وهو من ذلك عند أَبي علي والأَريرُ حكاية صوت الماجِن عند القِمارِ والغَلَبة يقال أَرَّ يأَرُّ أَريراً أَبو زيد ائْتَرَّ الرجل ائْتِراراً إِذا استْعَجْل قال أَبو منصور لا أَدري هو بالزاي أَم بالراء وقد أَرَّ يَؤُرُّ وأَرَّ سَلْحَه أَرّاً وأَرَّ هو نَفْسُه إِذا اسْتَطْلَقَ حتى يموتَ وأَرْأَرْ من دُعاءِ الغنم

( أزر ) أَزَرَ به الشيءُ أَحاطَ عن ابن الأَعرابي والإِزارُ معروف والإِزار المِلْحَفَة يذكر ويؤنث عن اللحياني قال أَبو ذؤيب تَبَرَّأُ مِنْ دَمِ القَتيلِ وبَزِّه وقَدْ عَلِقَتْ دَمَ القَتِيل إِزارُها يقول تَبَرَّأُ من دم القَتِيل وتَتَحَرَّجُ ودمُ القتيل في ثوبها وكانوا إِذا قتل رجل رجلاً قيل دم فلان في ثوب فلان أَي هو قتله والجمع آزِرَةٌ مثل حِمار وأَحْمِرة وأُزُر مثل حمار وحُمُر حجازية وأُزْر تميمية على ما يُقارب الاطِّراد في هذا النحو والإِزارَةُ الإِزار كما قالوا للوِساد وسادَة قال الأَعشى كَتَمايُلِ النَّشْوانِ يَرْ فُلُ في البَقيرَة والإِزارَه قال ابن سيده وقول أَبي ذؤيب وقد عَلِقَتْ دَمَ القَتِيلِ إِزارُها يجوز أَن يكون على لغة من أَنَّث الإِزار ويجوز أَن يكون أَراد إِزارَتَها فحذف الهاء كما قالوا ليت شِعْري أَرادوا ليت شِعْرتي وهو أَبو عُذْرِها وإنما المقول ذهب بعُذْرتها والإِزْرُ والمِئْزَرُ والمِئْزَرَةُ الإِزارُ الأَخيرة عن اللحياني وفي حديث الاعتكاف كان إِذا دخل العشرُ الأَواخرُ أَيقظ أَهله وشَدَّ المئْزَرَ المئزَرُ الإِزار وكنى بشدّة عن اعتزال النساء وقيل أَراد تشميره للعبادة يقال شَدَدْتُ لهذا الأَمر مِئْزَري أَي تشمرت له وقد ائْتَزَرَ به وتأَزَّرَ وائْتَزَرَ فلانٌ إزْرةً حسنةً وتأَزَّرَ لبس المئزر وهو مثل الجِلْسَةٍ والرِّكْبَةِ ويجوز أَن تقول اتَّزَرَ بالمئزر أَيضاً فيمن يدغم الهمزة في التاء كما تقول اتَّمَنْتُهُ والأَصل ائْتَمَنْتُهُ ويقال أَزَّرْتهُ تأْزيراً فَتَأَزَّرَ وفي حديث المْبعثَ قال له ورقة إِنْ يُدْرِكْني يومُك أَنْصُرْك نَصْراً مُؤَزَّراً أَي بالغاً شديداً يقال أَزَرَهُ وآزَرَهُ أَعانه وأَسعده من الأَزْر القُوَّةِ والشِّدّة ومنه حديث أَبي بكر أَنه قال للأَنصار يوم السَّقِيفَةِ لقد نَصَرْتُم وآزَرْتُمْ وآسَيْتُمْ الفرّاء أَزَرْتُ فلاناً آزُرُه أَزْراً قوّيته وآزَرْتُه عاونته والعامة تقول وازَرْتُه وقرأَ ابن عامر فَأَزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ على فَعَلَهُ وقرأَ سائر القرّاء فَآزَرَهُ وقال الزجاج آزَرْتُ الرجلَ على فلان إِذا أَعنته عليه وقوّيته قال وقوله فآزره فاستغلظ أَي فآزَرَ الصغارُ الكِبارَ حتى استوى بعضه مع بعض وإِنه لحَسَنُ الإِزْرَةِ من الإِزارِ قال ابن مقبل مثلَ السِّنان نَكيراً عند خِلَّتِهِ لكل إِزْرَةِ هذا الدهره ذَا إِزَرِ وجمعُ الإِزارِ أُزُرٌ وأَزَرْتُ فلاناً إِذا أَلبسته إِزاراً فَتَأَزَّرَ تَأَزُّراً وفي الحديث قال الله تعالى العَظَمَة إِزاري والكِبْرياء ردائي ضرب بهما مثلاً في انفراده بصفة العظمة والكبرياء أَي ليسا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازاً كالرحمة والكرم وغيرهما وشَبَّهَهُما بالإِزار والرداء لأَن المتصف بهما يشتملانه كما يشتمل الرداءُ الإِنسان وأَنه لا يشاركه في إِزاره وردائه أَحدٌ فكذلك لا ينبغي أَن يشاركه اللهَ تعالى في هذين الوصفين أَحدٌ ومنه الحديث الآخر تَأَزَّرَ بالعَظَمَةِ وتَردّى بالكبرياء وتسربل بالعز وفيه ما أَسْفَلَ من الكعبين من الإِزارِ فَفِي النار أَي ما دونه من قدَم صاحبه في النار عقوبةً له أَو على أَن هذا الفعل معدود في أَفعال أَهل النار ومنه الحديث إِزْرَةُ المؤمن إلى نصف الساق ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين الإِزرة بالكسر الحالة وهيئة الائتزار ومنه حديث عثمان قال له أَبانُ بنُ سعيد ما لي أَراك مُتَحَشِّفاً ؟ أَسْبِلْ فقال هكذا كان إِزْرَةُ صاحبنا وفي الحديث كان يباشر بعض نسائه وهي مُؤُتَزِرَةٌ في حالة الحيض أَي مشدودة الإِزار قال ابن الأَثير وقد جاء في بعض الروايات وهي مُتَّزِرَةٌ قال وهو خطأٌ لأَن الهمزة لا تدغم في التاء والأُزْرُ مَعْقِدُ الإِزارِ وقيل الإِزار كُلُّ ما واراك وسَتَرك عن ثعلب وحكي عن ابن الأَعرابي رأَيت السَّرَوِيَّ
( * قوله « السروي » هكذا بضبط الأصل ) يمشي في داره عُرْياناً فقلت له عرياناً ؟ فقال داري إِزاري والإِزارُ العَفافُ على المثل قال عديّ بن زيد أَجْلِ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ فَوْقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بِإِزارِ أَبو عبيد فلان عفيف المِئْزَر وعفيف الإِزارِ إِذا وصف بالعفة عما يحرم عليه من النساء ويكنى بالإِزار عن النفس وعن المرأَة ومنه قول نُفَيْلَةَ الأَكبر الأَشْجعيّ وكنيته أَبو المِنْهالِ وكان كتب إِلى عمربن الخطاب أَبياتاً من الشعر يشير فيها إلى رجل كان والياً على مدينتهم يخرج الجواريَ إِلى سَلْعٍ عند خروج أَزَواجهن إِلى الغزو فيَعْقِلُهُن ويقول لا يمشي في العِقال إِلا الحِصَان فربما وقعت فتكشفت وكان اسم هذا الرجل جعدة بن عبدالله السلمي فقال أَلا أَبلِغْ أَبا حَفْصٍ رسولاً فِدىً لك من أَخي ثِقَةٍ إِزاري قَلائِصَنَا هداك الله إِنا شُغِلْنَا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَارِ فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ قَفَا سَلْعٍ بِمُخْتَلَفِ النِّجار قلائِصُ من بني كعب بن عمرو وأَسْلَمَ أَو جُهَيْنَةَ أَو غِفَارِ يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ من سُلَيمٍ غَوِيِّ يَبْتَغِي سَقَطَ العْذَارِي يُعَقّلُهُنَّ أَبيضُ شَيْظَمِيٌّ وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الخِيَارِ وكنى بالقلائص عن النساء ونصبها على الإِغراء فلما وقف عمر رضي الله عنه على الأَبيات عزله وسأَله عن ذلك الأَمر فاعترف فجلده مائةً مَعْقُولاً وأَطْرَدَهُ إلى الشام ثم سئل فيه فأَخرجه من الشام ولم يأْذن له في دخول المدينة ثم سئل فيه أَن يدخل لِيُجَمِّعَ فكان إِذا رآه عمر توعده فقال أَكُلَّ الدَّهرِ جَعْدَةُ مُسْتحِقٌّ أَبا حَفْصٍ لِشَتْمٍ أَو وَعِيدِ ؟ فَمَا أَنا بالْبَريء بَرَاه عُذْرٌ ولا بالخَالِعِ الرَّسَنِ الشَّرُودِ وقول جعدة قوله
( * « وقول جعدة إلخ » هكذا في الأصل المعتمد عليه ولعل الأولى أن يقول وقول نفيلة الأكبر الأشجعي إلخ لأنه هو الذي يقتضيه سياق الحكاية ) بن عبدالله السلمي فِدىً لك من أَخي ثقة إِزاري أَي أَهلي ونفسي وقال أَبو عمرو الجَرْمي يريد بالإِزار ههنا المرأَة وفي حديث بيعة العقبة لَنَمْنَعَنَّك مما نمنع منه أُزُرَنا أَي نساءنا وأَهلنا كنى عنهن بالأُزر وقيل أَراد أَنفسنا ابن سيده والإِزارُ المرأَة على التشبيه أَنشد الفارسي كَانَ منها بحيث تُعَْكَى الإِزارُ وفرسٌ آزَرُ أَبيض العَجُز وهو موضع الإِزوار من الإِنسان أَبو عبيدة فرس آزَرُ وهو الأَبيض الفخذَين ولونُ مقاديمه أَسودُ أَو أَيُّ لون كان والأَزْرُ الظهر والقوّة وقال البعيث شَدْدَتُ له أَزْري بِمِرَّةِ حازمٍ على مَوْقِعٍ من أَمره ما يُعاجِلُهْ ابن الأَعرابي في قوله تعالى اشدد به أَزري قال الأَزر القوّة والأَزْرُ الظَّهْرُ والأَزر الضعف والإِزْرُ بكسر الهمزة الأَصل قال فمن جعل الأَزْرَ القوّة قال في قوله اشدد به أَزري أَي اشدد به قوّتي ومن جعله الظهر قال شدّ به ظهري ومن جعله الضَّعْف قال شدّ به ضعفي وقوِّ به ضعفي الجوهري اشدد به أَزري أَي ظهري وموضعَ الإِزار من الحَقْوَيْن وآزَرَهُ ووازَرَهُ أَعانه على الأَمر الأَخيرة على البدل وهو شاذ والأَوّل أَفصح وأَزَرَ الزَّرْعُ وتَأَزَّرَ قَوَّى بعضه بعضاً فَالْتَفَّ وتلاحق واشتد قال الشاعر تَأَزَّرَ فيه النبتُ حتى تَخايَلَتْ رُباه وحتى ما تُرى الشَّاءُ نُوَّما وآزَر الشيءُ ساواه وحاذاه قال امرؤ القيس بِمَحْنِيَّةٍ قد آزَرَ الضَّالَ نَبْتُها مَضَمِّ جُيوشٍ غانِمين وخُيَّبِ
( * قوله « مضمّ » في نسخة مجر كذا بهامش الأَصل )
أَي ساوى نبتُها الضال وهو السِّدْر البريّ أَراد فآزره الله تعالى فساوى الفِراخُ الطِّوالَ فاستوى طولها وأَزَّرَ النبتُ الأَرضَ غطاها قال الأَعشى يُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كوكبٌ شَرِقٌ مُؤُزَّرٌ بعميم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ وآزَرُ اسم أَعجمي وهو اسم أَبي إِبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وأَما قوله عز وجل وإِذ قال إِبراهيم لأَبيه آزر قال أَبو إِسحق يقرأُ بالنصب آزرَ فمن نصب فموضع آزر خفض بدل من أَبيه ومن قرأَ آزرُ بالضم فهو على النداء قال وليس بين النسَّابين اختلاف أَن اسم أَبيه كان تارَخَ والذي في القرآن يدل على أَن اسمه آزر وقيل آزر عندهم ذمُّ في لغتهم كأَنه قال وإِذ قال وإذ قال إِبراهيم لأَبيه الخاطئ وروي عن مجاهد في قوله آزر أَتتخذ أَصناماً قال لم يكن بأَبيه ولكن آزر اسم صنم وإِذا كان اسم صنم فموضعه نصب كأَنه قال إِبراهيم لأَبيه أَتتخذ آزر إِلهاً أَتتخذ أَصناماً آلهة ؟

( أسر ) الأُسْرَةُ الدِّرْعُ الحصينة وأَنشد والأُسْرَةُ الحَصْدَاءُ والْ بَيْضُ المُكَلَّلُ والرِّمَاح وأَسَرَ قَتَبَهُ شدَّه ابن سيده أَسَرَهُ يَأْسِرُه أَسْراً وإِسارَةً شَدَّه بالإِسار والإِسارُ ما شُدّ به والجمع أُسُرٌ الأَصمعي ما أَحسَنَ ما أَسَرَ قَتَبَه أَي ما أَحسَنَ ما شدّه بالقِدِّ والقِدُّ الذي يُؤُسَرُ به القَتَبُ يسمى الإِسارَ وجمعه أُسُرٌ وقَتَبٌ مَأْسور وأَقْتابٌ مآسير والإِسارُ الْقَيْدُ ويكون حَبْلَ الكِتافِ ومنه سمي الأَسير وكانوا يشدّونه بالقِدِّ فسُمي كُلُّ أَخِيذٍ أَسِيراً وإن لم يشدّ به يقال أَسَرْت الرجلَ أَسْراً وإساراً فهو أَسير ومأْسور والجمع أَسْرى وأُسارى وتقول اسْتَأْسِرْ أَي كن أَسيراً لي والأَسيرُ الأَخِيذُ وأَصله من ذلك وكلُّ محبوس في قدٍّ أَو سِجْنٍ أَسيرٌ وقوله تعالى ويطعمون الطعام على حُبِّه مسكيناً ويتيماً وأَسيراً قال مجاهد الأَسير المسجون والجمع أُسَراءِ وأُسارى وأَسارى وأَسرى قال ثعلب ليس الأَسْر بعاهة فيجعل أَسرى من باب جَرْحى في المعنى ولكنه لما أُصيب بالأَسر صار كالجريح واللديغ فكُسِّرَ على فَعْلى كما كسر الجريح ونحوه هذا معنى قوله ويقال للأَسير من العدوّ أَسير لأَن آخذه يستوثق منه بالإِسار وهو القِدُّ لئلا يُفلِتَ قال أَبو إِسحق يجمع الأَسير أَسرى قال وفَعْلى جمع لكل ما أُصيبوا به في أَبدانهم أَو عقولهم مثل مريض ومَرْضى وأَحمق وحمَقْى وسكران وسَكْرى قال ومن قرأَ أَسارى وأُسارى فهو جمع الجمع يقال أَسير وأَسْرَى ثم أَسارى جمع الجمع الليث يقالُ أُسِرَ فلانٌ إِساراً وأُسِر بالإِسار والإِسار الرِّباطُ والإِسارُ المصدر كالأَسْر وجاءَ القوم بأَسْرِهم قال أَبو بكر معناه جاؤُوا بجميعهم وخَلْقِهم والأَسْرِ في كلام العرب الخَلْقُ قال الفراء أُسِرَ فلانٌ أَحسن الأَسر أَي أَحسن الخلق وأَسرَهَ الله أَي خَلَقَهُ وهذا الشيءُ لك بأَسره أَي بِقدِّه يعني كما يقال برُمَّتِه وفي الحديث تَجْفُو القبيلة بأَسْرِها أَي جميعها والأَسْرُ سِدَّة الخَلْقِ ورجل مأْسور ومأْطور شديدُ عَقْد المفاصِل والأَوصال وكذلك الدابة وفي التنزيل نحن خلقناهم وشددنا أَسْرَهم أَي شددنا خَلْقهم وقيل أَسرهم مفاصلهم وقال ابن الأَعرابي مَصَرَّتَيِ البَوْل والغائط إِذا خرج الأَذى تَقَبَّضَتا أَو معناه أَنهما لا تسترخيان قبل الإِرادة قال الفراء أَسَرَه اللهُ أَحْسَنَ الأَسْر وأَطَره أَحسن الأَطْر ويقال فلانٌ شديدُ أَسْرِ الخَلْقِ إِذا كان معصوب الخَلْق غيرَ مُسْترْخٍ وقال العجاج يذكر رجلين كانا مأْسورين فأُطلقا فأَصْبَحا بنَجْوَةٍ بعدَ ضَرَرْ مُسَلَّمَيْنِ منْ إِسارٍ وأَسَرْ يعني شُرِّفا بعد ضيق كانا فيه وقوله من إِسارٍ وأَسَرٍ أَراد وأَسْرٍ فحك لاحتياجه إِليه وهو مصدر وفي حديث ثابت البُناني كان داود عليه السلام إِذا ذكر عقابَ اللهِ تَخَلَّعَتْ أَوصالُه لا يشدّها إِلاَّ الأَسْرُ أَي الشَّدُّ والعَصْبُ والأَسْرُ القوة والحبس ومنه حديث الدُّعاء فأَصْبَحَ طَلِيقَ عَفْوِكَ من إِسارِ غَضَبك الإِسارُ بالكسر مصدرُ أَسَرْتُه أَسْراً وإِساراً وهو أَيضاً الحبل والقِدُّ الذي يُشدّ به الأَسير وأُسْرَةُ الرجل عشيرته ورهطُه الأَدْنَوْنَ لأَنه يتقوى بهم وفي الحديث زنى رجل في أُسْرَةٍ من الناس الأُسْرَةُ عشيرة الرجل وأَهل بيته وأُسِرَ بَوْلُه أَسْراً احْتَبَسَ والاسم الأَسْرُ والأُسْرُ بالضم وعُودُ أُسْرٍ منه الأَحْمر إِذا احتبس الرجل بَوْله قيل أَخَذَه الأُسْرُ وإِذا احتَبَس الغائط فهو الحُصْرُ ابن الأَعرابي هذا عُودُ يُسْرٍ وأُسْرٍ وهو الذي يُعالَجُ به الإِنسانُ إِذا احْتَبَسَ بَوْلُه قال والأُسْرُ تَقْطِيرُ البول وحزُّ في المثانة وإضاضٌ مِثْلُ إِضاضِ الماخِضِ يقال أَنالَه اللهُ أُسْراً وقال الفراء قيل عود الأُسْر هو الذي يُوضَعُ على بطن المأْسور الذي احْتَبَسَ بوله ولا تقل عود اليُسْر تقول منه أُسِرَ الرجل فهو مأْسور وفي حديث أَبي الدرداء أَن رجلاً قال له إِنَّ أَبي أَخَذه الأُسر يعني احتباس البول وفي حديث عُمر لا يُؤُسَر في الإِسلام أَحد بشهادة الزور إِنا لا نقبل العُدول أَي لا يُحْبس وأَصْلُه من الآسِرَة القِدِّ وهي قَدْر ما يُشَدُّ به الأَسير وتآسِيرُ السَّرْجِ السُّيور التي يُؤُسَرُ بها أَبو زيد تَأَسَّرَ فلانٌ عليَّ تأَسُّراً إِذا اعتلّ وأَبطأَ قال أَبو منصور هكذا رواه ابن هانئ عنه وأَما أَبو عبيد فإِنه رواه عنه بالنون تأَسَّنَ وهو وهمٌ والصواب بالراءِ

( أشر ) الأَشَرُ المَرَح والأَشَرُ البَطَرُ أَشِرَ الرجلُ بالكسر يَأْشَرُ أَشَراً فهو أَشِرٌ وأَشُرٌ وأَشْرانُ مَرِحَ وفي حديث الزكاة وذكر الخيل ورجلٌ اتَّخَذَها أَشَراً ومَرَحاً البَطَرُ وقيل أَشَدُّ البَطَر وفي حديث الزكاة أَيضاً كأَغَذِّ ما كانت وأَسمنه وآشَرِهِ أَي أَبْطَرِه وأَنْشَطِه قال ابن الأَثير هكذا رواه بعضهم والرواية وأَبْشَرِه وفي حديث الشعْبي اجتمع جَوارٍ فَأَرِنَّ وأَشِرْنَ ويُتْبعُ أَشِرٌ فيقال أَشِرٌ أَفِرٌ وأَشْرَانُ أَفْرانُ وجمع الأَشِر والأَشُر أَشِرون وأَشُرون ولا يكسَّران لأَن التكسير في هذين البناءَين قليل وجمع أَشْرانَ أَشارى وأُشارى كسكران وسُكارى أَنشد ابن الأَعرابي لمية بنت ضرار الضبي ترثي أَخاها لِتَجْرِ الحَوادِثُ بَعْدَ امْرِئٍ بوادي أَشائِنَ إِذْلالَها كَريمٍ نثاهُ وآلاؤُه وكافي العشِيرَةِ ما غالَها تَراه على الخَيْلِ ذا قُدْمَةٍ إِذا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفالهَا وخَلَّتْ وُعُولاً أُشارى بها وقدْ أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَي صَرَعَها وهو بالزاي وغَلِطَ بعضهم فرواه بالراء وإِذْلالها مصدرُ مقدَّرٍ كأَنه قال تُذِلُّ إِذْلالها ورجل مِئْشِيرٌ وكذلك امرأَةٌ مِئْشيرٌ بغير هاء وناقة مِئْشِير وجَواد مِئْشِير يستوي فيه المذكر والمؤَنث وقول الحرث بن حلِّزة إِذْ تُمَنُّوهُمُ غُروراً فَساقَتْ هُمْ إِلَيْكُمْ أُمْنِيَّةٌ أَشْراءُ هي فَعْلاءُ من الأَشَر ولا فعل لها وأَشِرَ النخل أَشَراً كثُر شُرْبُه للماء فكثرت فراخه وأَشَرَ الخَشَبة بالمِئْشار مهموز نَشَرها والمئشار ما أُشِرَ به قال ابن السكيت يقال للمِئشار الذي يقطع به الخشب مِيشار وجمعه مَواشِيرُ من وَشَرْتُ أَشِر ومِئْشارٌ جمعه مآشِيرُ من أَشَرْت آشِرُ وفي حديث صاحب الأُخْدود فوضع المِئْشارَ على مَفْرَِقِ رأْسه المِئْشارُ بالهمز هو المِنْشارُ بالنون قال وقد يترك الهمز يقال أَشَرْتُ الخَشَبة أَشْراً ووَشَرْتُهَا وَشْراً إِذا شَقْقْتَها مثل نَشَرْتُها نشراً ويجمع على مآشيرَ وموَاشير ومنه الحديث فقطعوهم بالمآشير أَي بالمناشير وقول الشاعر لَقَدْ عَيَّلَ الأَيتامَ طَعْنَةُ ناشِرَه أَناشِرَ لا زالَتْ يَمِينُك آشرَه أَراد لا زالتْ يَمينُك مأْشُورة أَو ذاتَ أَشْر كما قال عز وجل خُلِقَ من ماء دافق أَي مدفوق ومثلُ قوله عز وجل عيشة راضية أَي مَرْضِيَّة وذلك أَن الشاعر إِنما دعا على ناشرة لا له بذلك أَتى الخبر وإِياه حكت الرواة وذو الشيء قد يكون مفعولاً كما يكون فاعلاً قال ابن بري هذا البيت لنائِحةِ هَمّام ابن مُرَّةَ بن ذُهْل بن شَيْبان وكان قتله ناشرة وهو الذي رباه قتله غدراً وكان همام قد أَبْلي في بني تَغْلِبَ في حرب البسوس وقاتل قتالاً شديداً ثم إِنه عَطِشَ فجاء إِلى رحله يستسقي وناشرة عند رحله فلما رأَى غفلته طعنه بحربة فقتله وهَرَب إِلى بني تغلب وأُشُرُ الأَسنان وأُشَرُها التحريز الذي فيها يكون خِلْقة ومُسْتَعملاً والجمع أُشُور قال لها بَشَرٌ صافٍ وَوَجْهٌ مُقَسَّمٌ وغُرُّ ثَنَايا لم تُفَلَّلْ أُشُورُها وأُشَرُ المِنْجَل أَسنانُه واستعمله ثعلب في وصف المِعْضاد فقال المِعْضاد مثل المنْجل ليست له أُشَر وهما على التشبيه وتأْشير الأَسنان تحْزيزُها وتَحْديدُ أَطرافها ويقال بأَسنانه أُشُر وأُشَر مثال شُطُب السيف وشُطَبِه وأُشُورٌ أَيضاً قال جميل سَبَتْكَ بمَصْقُولٍ تَرِفُّ أُشُوره وقد أَشَرَتِ المرأَة أَسنْانها تأْشِرُها أَشْراً وأَشَّرَتْها حَزَّزتها والمُؤُتَشِرَة والمُسْتأْشِرَة كلتاهما التي تدعو إِلى أَشْر أَسنانها وفي الحديث لُعِنتَ المأْشورةُ والمستأْشِرة قال أَبو عبيد الواشِرَةُ المرأَة التي تَشِرُ أَسنانها وذلك أَنها تُفَلِّجها وتُحَدِّدها حتى يكون لها أُشُر والأُشُر حِدَّة ورِقَّة في أَطراف الأَسنان ومنه قيل ثَغْر مؤُشَّر وإِنما يكون ذلك في أَسنان الأَحداث تفعله المرأَة الكبيرة تتشبه بأُولئك ومنه المثل السائر أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ فَكَيْفَ أَرْجُوكِ
( * قوله « أرجوك » كذا بالأَصل المعوّل عليه والذي في الصحاح والقاموس والميداني سقوطها وهو الصواب ويشهد له سقوطها في آخر العبارة )
بِدُرْدُرٍ ؟ وذلك أَن رجلاً كان له ابن من امرأَة كَبِرَت فأَخذ ابنه يوماً يرقصه ويقول يا حبذا دَرادِرُك فعَمَدت المرأَة إِلى حَجَر فهتمت أَسنانها ثم تعرضت لزوجها فقال لها أَعْيَيْتِني بأُشُر فكيف بِدُرْدُر والجُعَلُ مُؤَشَّر العَضُدَيْن وكلُّ مُرَقَّقٍ مُؤَشَّرٌ قال عنترة يصف جُعلاً كأَنَّ مؤَشَّر العَضُدَيْنِ حَجْلاً هَدُوجاً بَيْنَ أَقْلِبَةً مِلاحِ والتَّأْشِيرة ما تَعَضُّ به الجَرادةُ والتَّأْشِير شوك ساقَيْها والتَّأْشْيرُ والمِئْشارُ عُقْدة في رأْس ذنبها كالمِخْلبين وهما الأُشْرَتان

( أصر ) أَصَرَ الشيءَ يَأْصِرُه أَصْراً كسره وعَطَفه والأَصْرُ والإِصْرُ ما عَطَفك على شيء والآصِرَةُ ما عَطَفك على رجل من رَحِم أَو قرابة أَو صِهْر أَو معروف والجمع الأَواصِرُ والآصِرَةُ الرحم لأَنها تَعْطِفُك ويقال ما تَأْصِرُني على فلان آصِرَة أَي ما يَعْطِفُني عليه مِنَّةٌ ولا قَرَابة قال الحطيئة عَطَفُوا عليّ بِغَير آ صِرَةٍ فقد عَظُمَ الأَواصِرْ أَي عطفوا عليّ بغير عَهْد أَو قَرَابَةٍ والمآصِرُ هو مأْخوذ من آصِرَةِ العهد إِنما هو عَقْدٌ ليُحْبَس به ويقال للشيء الذي تعقد به الأَشياء الإِصارُ من هذا والإِصْرُ العَهْد الثقيل وفي التنزيل وأَخذتم على ذلكم إصْري وفيه ويضع عنهم إصْرَهم وجمعه آصْارً لا يجاوز به أَدني العدد أَبو زيد أَخَذْت عليه إِصْراً وأَخَذْتُ منه إِصْراً أَي مَوْثِقاً من الله تعالى قال الله عز وجل ربَّنا ولا تَحْمِلْ علينا إِصْراً كما حملته على الذين من قبلنا الفرّاء الإِصْرُ العهد وكذلك قال في قوله عز وجل وأَخذتم على ذلكم إِصري قال الإِصر ههنا إِثْمُ العَقْد والعَهْدِ إِذا ضَيَّعوه كما شدّد على بني إِسرائيل وقال الزجاج ولا تحمل علينا إِصْراً أَي أَمْراً يَثْقُل علينا كما حملته على الذين من قبلنا نحو ما أُمِرَ به بنو إِسرائيل من قتل أَنفسهم أَي لا تمنحنّاَ بما يَثْقُل علينا أَيضاً وروي عن ابن عباس ولا تحمل علينا إِصراً قال عهداً لا نفي به وتُعَذِّبُنا بتركه ونَقْضِه وقوله وأَخذتم على ذلكم إِصري قال مِيثاقي وعَهْدي قال أَبو إِسحق كلُّ عَقْد من قَرابة أَو عَهْد فهو إِصْر قال أَبو منصور ولا تحمل علينا إِصراً أَي عُقُوبةَ ذَنْبٍ تَشُقُّ علينا وقوله ويَضَعُ عنهم إِصْرَهم أَي ما عُقِدَ من عَقْد ثقيل عليهم مثل قَتْلِهم أَنفسهم وما أَشْبه ذلك من قَرض الجلد إِذا أَصابته النجاسة وفي حديث ابن عمر من حَلَف على يمين فيها إِصْر فلا كفارة لها يقال إِن الإِصْرَ أَنْ يَحْلف بطلاق أَو عَتاق أَو نَذْر وأَصل الإِصْر الثِّقْل والشَّدُّ لأَنها أَثْقَل الأَيمان وأَضْيَقُها مَخْرَجاً يعني أَنه يجب الوفاء بها ولا يُتَعَوَّضُ عنها بالكفارة والعَهْدُ يقال له إِصْر وفي الحديث عن أَسلم بن أَبي أَمامَة قال قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من غَسَّلَ يوم الجمعة واغْتَسلَ وغدا وابْتَكر ودَنا فاستْمَع وأَنْصَت كان له كِفْلانِ من الأَجْر ومن غَسّل واغْتسل وغدا وابْتَكر ودنا ولَغَا كان له كِفْلانِ مِنَ الإِصْر قال شمر في الإِصْر إثْمُ العَقْد إذا ضَيَّعَه وقال ابن شميل الإصْرُ العهد الثقيلُ وما كان عن يمين وعَهْد فهو إِصْر وقيل الإِصْرُ الإِثْمُ والعقوبةُ لِلَغْوِه وتَضْييِعهِ عَمَلَه وأَصله من الضيق والحبس يقال أَصَرَه يَأْصِرُه إِذا حَبَسه وضَيَّقَ عليه والكِفْلُ النصيب ومنه الحديث من كَسَب مالاً من حَرام فَأَعْتَقَ منه كان ذلك عليه إِصْراً ومنه الحديث الآخر أَنه سئل عن السلطان قال هو ظلُّ الله في الأَرض فإِذا أَحسَنَ فله الأَجرُ وعليكم الشُّكْر وإِذا أَساءَ فعليه الإِصْرُ وعليكم الصَّبْر وفي حديث ابن عمر من حلف على يمين فيها إِصْر والإِصر الذَّنْب والثَّقْلُ وجمعه آصارٌ والإِصارُ الطُّنُبُ وجمعه أُصُر على فُعُل والإِصارُ وَتِدٌ قَصِيرُ الأَطْنَابِ والجمع أُصُرٌ وآصِرَةٌ وكذلك الإِصارَةُ والآصِرَةُ والأَيْصَرُ جُبَيْلٌ صغير قَصِير يُشَدُّ به أَسفَلُ الخباء إِلى وَتِدٍ وفيه لغةٌ أَصارٌ وجمع الأَيْصَر أَياصِرُ والآصِرَةُ والإِصارُ القِدُّ يَضُمُّ عَضُدَيِ الرجل والسين فيه لغة وقوله أَنشده ثعلب عن ابن الأَعرابي لَعَمْرُكَ لا أَدْنُو لِوَصْلِ دَنِيَّةِ ولا أَتَصَبَّى آصِراتِ خَلِيلِ فسره فقال لا أَرْضَى من الوُدّ بالضعيف ولم يفسر الآصِرَةَ قال ابن سيده وعندي أَنه إِنما عنى بالآصرة الحَبْلَ الصغير الذي يُشدّ به أَسفلُ الخِباء فيقول لا أَتعرّض لتلك المواضع أَبْتَغي زوجةَ خليل ونحو ذلك وقد يجوز أَن يُعَرِّضَ به لا أَتَعَرَّضُ لمن كان من قَرابة خليلي كعمته وخالته وما أَشبه ذلك الأَحمر هو جاري مُكاسِري ومُؤَاصِري أَي كِسْرُ بيته إِلى جَنْب كِسْر بيتي وإِصارُ بيتي إِلى جنب إِصار بَيْته وهو الطُّنُبُ وحَيٌّ مُتآصِرُون أَي متجاورون ابن الأَعرابي الإِصْرانِ ثَقْبَا الأُذنين وأَنشد إِنَّ الأُحَيْمِرَ حِينَ أَرْجُو رِفْدَه غَمْراً لأَقْطَعُ سَيِّءُ الإِصْرانِ جمع على فِعْلان قال الأَقْطَعُ الأَصَمُّ والإِصرانُ جمع إِصْرٍ والإِصار ما حواه المِحَشُّ من الحَشِيش قال الأَعشى فَهذا يُعِدُّ لَهُنَّ الخَلا ويَجْمَعُ ذا بَيْنَهُنَّ الإِصارا والأَيْصَر كالإِصار قال تَذَكَّرَتِ الخَيْلُ الشِّعِيرَ فَأَجْفَلَتْ وكُنَّا أُناساً يَعْلِفُون الأَياصِرا ورواه بعضهم الشعير عشية والإِصارُ كِساء يُحَشُّ فيه وأَصَر الشيءَ يأْصِرُه أَصْراً حبسه قال ابن الرقاع عَيْرانَةٌ ما تَشَكَّى الاَّصْرَ والعَمَلا وكَلأٌ آصِرٌ حابِس لمن فيه أَو يُنْتَهَى إِليه من كثرته الكسائي أَصَرني الشيءُ يأْصِرُني أَي حبسني وأَصَرْتُ الرجلَ على ذلك الأَمر أَي حبسته ابن الأَعرابي أَصَرْتُه عن حاجته وعما أَرَدْتُه أَي حبسته والموضعُ مَأْصِرٌ ومأْصَر والجمع مآصر والعامة تقول معاصر وشَعَرٌ أَصِير مُلْتَفٌّ مجتمع كثير الأَصل قال الراعي ولأَتْرُكَنَّ بحاجِبَيْكَ عَلامةً ثَبَتَتْ على شَعْرٍ أَلَفَّ أَصِيرِ وكذلك الهُدْب وقيل هو الطَّويلُ الكثيف قال لِكُلِّ مَنامَةٍ هُدْبٌ أَصِيرُ المنامة هنا القَطِيفةُ يُنام فيها والإِصارُ والأَيْصَر الحشيش المجتمع وجمعه أَياصِر والأَصِيرُ المتقارب وأْتَصَر النَّبْتُ ائْتِصاراً إِذا الْتَفَّ وإِنَّهم لَمُؤْتَصِرُو العَدَدِ أَي عددهم كثير قال سلمة بن الخُرْشُب يصف الخيل يَسُدُّونَ أَبوابَ القِبابِ بِضُمَّر إلى عُنُنٍ مُسْتَوثِقاتِ الأَواصِرِ يريد خيلاً رُبِطَتْ بأَفنيتهم والعُنُنُ كُنُفٌ سُتِرَتْ بها الخيلُ من الريح والبرد والأَواصِرُ الأَواخي والأَواري واحِدَتُها آصِرَة وقال آخر لَها بالصَّيْفِ آصِرَةٌ وَجُلٌّ وسِتٌّ مِنْ كَرائِمِها غِرارُ وفي كتاب أَبي زيد الأَباصِرُ الأَكْسِيَة التي مَلَؤُوها من الكَلإِ وشَدُّوها واحِدُها أَيْصَر وقال مَحَشٌّ لا يُجَزُّ أَيْصَرُه أَي من كثرته قال الأَصمعي الأَيْصَرُ كساء فيه حشيش يقال له الأَيْصَر ولا يسمى الكساءُ أَيْصَراً حين لا يكونُ فيه الحَشِيش ولا يسمى ذلك الحَشِيشُ أَيْصَراً حتى يكون في ذلك الكساء ويقال لفلان مَحَشٌّ لا يُجَزُّ أَيصره أَي لا يُقْطَع والمَأْصِر محبس يُمَدُّ على طريق أَو نهر يُؤْصَرُ به السُّفُنُ والسَّابِلَةُ أَي يُحْبَس لتؤخذ منهم العُشور

( أطر ) الأَطْرُ عَطْفُ الشيءِ تَقْبِضُ على أَحَدِ طَرَفَيْهِ فَتُعَوِّجُه أَطَرَه يأْطِرُهُ ويأْطُرُه أَطراً فَانْأَطَرَ انْئِطاراً وأَطَّرَه فَتَأَطَّر عطَفه فانعطف كالعُود تراه مستديراً إِذا جمعت بين طرفيه قال أَبو النجم يصف فرساً كَبْداءُ قَعْشَاءُ على تَأْطِيرِها وقال المغيرة بن حَبْنَاءَ التميمي وأَنْتُمْ أُناسٌ تَقْمِصُونَ من القَنا إِذا ما رَقَى أَكْتَافَكُمْ وتَأَطَّرا أَي إِذا انْثنى وقال تأَطَّرْنَ بالمِينَاءِ ثُمَّ جَزَعْنَه وقدْ لَحَّ مِنْ أَحْمالِهنَّ شُجُون وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ذكر المظالم التي وقعت فيها بنو إِسرائيل والمعاصي فقال لا والذي نفسي بيده حتى تأْخذوا على يَدَي الظالم وتَأْطِرُوهُ على الحق أَطْراً قال أَبو عمرو وغيره قوله تَأْطِرُوه على الحق يقول تَعْطِفُوه عليه قال ابن الأَثير من غريب ما يحكى في هذا الحديث عن نفطويه أَنه قال بالظاء المعجمة من باب ظأَر ومنه الظِّئْرُ وهي المرضِعَة وجَعَلَ الكلمة مقلوبةً فقدّم الهمزة على الظاء وكل شيء عطفته على شيء فقد أَطَرْته تَأْطِرُهُ أَطْراً قال طرفة يذكر ناقة وضلوعها كأَنَّ كِناسَيْ ضالَةٍ يَكْنُفانِها وأَطْرَ قِسِيٍّ تحتَ صُلْبٍ مُؤَبَّد شبه انحناء الأَضلاع بما حُني مِن طرَفي القَوْس وقال العجاج يصف الإِبل وباكَرَتْ ذَا جُمَّةٍ نَمِيرا لا آجِنَ الماءِ ولا مَأْطُورا وعَايَنَتْ أَعْيُنُها تامُورَا يُطِيرُ عَنْ أَكتافِها القَتِيرا قال المأْطور البئر التي قد ضَغَطَتْها بئر إِلى جنبها قال تَامُورٌ جُبَيْل صَغير والقَتِيرُ ما تطاير من أَوْبارِها يَطِيرُ مِنْ شِدَّة المزاحَمَة وإِذا كان حالُ البِئر سَهْلاً طُوي بالشجر لئلا ينهدم فهو مأْطور وتَأَطَّرَ الرُّمحُ تَثَنَّى ومنه في صفة آدم عليه السلام أَنه كان طُوالاً فَأَطَرَ اللهُ منه أَي ثَنَاه وقَصَّره ونَقَصَ من طُوله يقال أَطَرْتُ الشيء فَانْأَطَرَ وتَأَطَّرَ أَي انْثَنَى وفي حديث ابن مسعود أَتاه زياد بن عَديّ فأَطَرَه إِلى الأَرض أَي عَطَفَه ويروى وَطَدَه وقد تقدّم وأَطْرُ القَوْسِ والسَّحاب مُنحناهُما سمي بالمصدر قال وهاتِفَةٍ لأَطْرَيْها حَفِيفٌ وزُرْقٌ في مُرَكَّبَةٍ دِقاقُ ثنَّاه وإن كان مصدراً لأَنه جعله كالاسم أَبو زيد أَطَرْتُ القَوْسَ آطِرُها أَطْراً إِذا حَنَيْتَها والأَطْرُ كالاعْوِجاج تراه في السحاب وقال الهذلي أَطْرُ السَّحاب بها بياض المِجْدَلِ قال وهو مصدر في معنى مفعول وتَأَطَّرَ بالمكان تَحَبَّسَ وتَأَطَّرَتِ المرأَةُ تَأَطُّراً لزمت بيتها وأَقامت فيه قال عمر بن أَبي ربيعة تَأَطَّرْنَ حَتى قُلْنَ لَسْنَ بَوارِحاً وذُبْنَ كما ذابَ السَّدِيفُ المُسَرْهَدُ والمأْطورة العُلْبَة يُؤْطَرُ لرأْسها عُودٌ ويُدارُ ثم يُلْبَسُ شَفَتَها وربما ثُنِيَ على العود المأْطور أَطرافُ جلد العلبة فَتَجِفُّ عليه قال الشاعر وأَوْرَثَكَ الرَّاعِي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً ومَأْطُورَةً فَوْقَ السَّوِيَّةِ مِنْ جِلدِ قال والسوية مرْكبٌ من مراكب النساء وقال ابن الأَعرابي التأْطير أَن تبقى الجارية زماناً في بيت أَبويها لا تتزوَّج والأُطْرَةُ ما أَحاط بالظُّفُرِ من اللحم والجمعُ أُطَرٌ وإِطارٌ وكُلُّ ما أَحاط بشيء فَهُوَ لَهُ أُطْرَةٌ وإِطارٌ وإِطارُ الشَّفَةِ ما يَفْصِلُ بينها وبين شعرات الشارب وهما إِطارانِ وسئل عمر ابن عبد العزيز عن السُّنَّة في قص الشارب فقال نَقُصُّهُ حتى يَبْدُوَ الإِطارُ قال أَبو عبيد الإِطارُ الحَيْدُ الشاخص ما بين مَقَصِّ الشارب والشفة المختلطُ بالفم قال ابن الأَثير يعني حرف الشفة الأَعلى الذي يحول بين منابت الشعر والشفة وإِطارُ الذَّكَرِ وأُطْرَتُه حَرْفُ حُوقِه وإِطارُ السَّهْم وأُطْرتُه عَقَبَةٌ تُلْوى عليه وقيل هي العَقَبَةُ التي تَجْمَعُ الفُوقَ وأَطَرَه يَأْطِرُهُ أَطْراً عمل له إِطاراً ولَفَّ على مَجْمَعِ الفُوقِ عَقَبَةً والأُطْرَةُ بالضم العَقَبَةُ التي تُلَفُّ على مجمع الفُوقِ وإِطارُ البيتِ كالمِنطَقَة حَوله والإِطارُ قُضْبانُ الكرم تُلْوى للتعريش والإِطارُ الحلقة من الناس لإِحاطتهم بما حَلَّقُوا به قال بشر بن أَبي خازم وحَلَّ الحَيُّ حَيُّ بني سُبَيْعٍ قُراضِبَةً ونَحْنُ لَهم إِطارُ أَي ونحن مُحْدِقُون بهم والأُطْرَةُ طَرَفُ الأَبْهَرِ في رأْس الحَجَبَةِ إِلى منتهى الخاصرة وقيل هي من الفرس طَرَفُ الأَبْهَرِ أَبو عبيدة الأُطْرَةُ طَفِطَفَة غليظة كأَنها عَصَبَةٌ مركبة في رأْس الحَجَبَةِ وضِلَعِ الخَلْفِ وعند ضِلَعِ الخَلْفِ تَبِينُ الأُطْرَةُ ويستحب للفرس تَشنُّجُ أُطْرتِهِ وقوله كأَنَّ عَراقِيبَ القَطا أُطُرٌ لهَا حَدِيثٌ نَواحِيها بِوَقْعٍ وصُلَّبِ يصف النِّصَالَ والأُطُرُ على الفُوقِ مثل الرِّصافِ على الأَرْعاظِ الليث والإِطارُ إِطارُ الدُّفّ وإِطارْ المُنْخُلِ خَشَبُهُ وإِطارُ الحافر ما أَحاط بالأَشْعَرِ وكلُّ شيء أَحاط بشيء فهو إِطارٌ له ومنه صفة شعر عليّ إِنما كان له إِطارٌ أَي شعر محيط برأْسه ووسطُه أَصلَعُ وأُطْرَة الرَّمْلِ كُفَّتُه والأَطِيرُ الذَّنْبُ وقيل هو الكلام والشرّ يجيء من بعيد وقيل إِنما سمي بذلك لإِحاطته بالعُنُق ويقال في المثل أَخَذَني بأَطِيرِ غيري وقال مسكين الدارمي أَبَصَّرْتَني بأَطِير الرِّجال وكلَّفْتَني ما يَقُولُ البَشَرْ ؟ وقال الأَصمعي إِن بينهم لاَّواصِرَ رَحِمٍ وأَواطِرَ رَحِمٍ وعَواطِفَ رَحِمٍ بمعنى واحد الواحدة آصِرةٌ وآطِرَةٌ وفي حديث عليّ فَأَطَرْتُها بين نسائي أَي شققتها وقسمتها بينهنُّ وقيل هو من قولهم طار له في القسمة كذا أَي وقع في حصته فيكون من فصل الطاء لا الهمزة والأُطْرَة أَن يُؤخذ رمادٌ ودَمٌ يُلْطَخ به كَسْرُ القِدْرِ ويصلح قال قد أَصْلَحَتْ قِدْراً لها بأُطْرَهْ وأَطْعَمَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَهْ

( أفر ) الأَفْرُ العَدْوُ أَفَرَ يَأْفِرُ أَفْراً وأُفُوراً عَدَا وَوَثَبَ وأَفَرَ أَفْراً وأَفِرَ أَفَراً نَشِطَ ورجل أَفَّارٌ ومِئفَرٌ إِذا كان وَثَّاباً جَيِّدَ العَدْوِ وأَفَرَ الظَّبْيُ وغيره بالفتح يَأْفِرُ أُفُوراً أَي شَدَّ الإِحْضَارَ وأَفَرَ الرَّجلُ أَيضاً أَي خَفَّ في الخِدْمَةِ وأَفِرَتِ الإِبل أَفْراً واسْتَأْفَرَت اسْتِئْفَاراً إِذا نَشِطَتْ وسَمِنَتْ وأَفِرَ البعيرُ بالكسر يأْفَرُ أَفَراً أَي سَمِنَ بعد الجَهْدِ وأَفَرَتِ القِدْرُ تَأْفِرُ أَفْراً اشتد غليانها حتى كأَنها تنِزُّ وقال الشاعر بَاخُوا وقِدْرُ الحَرْبِ تَغلي أَفْرا والمِئْفَرُ من الرجال الذي يسعى بين يدي الرجل ويَخْدمهُ وإِنه لَيَأْفِرُ بين يديه وقد اتخذه مِئفَراً والمِئفَرُ الخادم ورجل أَشِرٌ أَفِرٌ وأَشْرانُ أَفْرانُ أَي بَطِرٌ وهو إِتباع وأُفُرَّة الشَّرِّ ( قوله « وأفرّة الشر إلخ » بضم أوله وثانيه وفتح ثالثه مشدداً وبفتح الأول وضم الثاني وفتح الثالث مشدداً أيضاً وزاد في القاموس أفرَّة بفتحات مشدد الثالث على وزن شربة وجربة مشدد الباء فيهما ) والحَرِّ والشِّتاء وأَفُرَّتُه شدَّته وقال الفراء أُفُرَّة الصيف أَوّله ووقع في أُفُرَّةٍ أَي بلِية وشدة والأُفُرّة الجماعة ذاتُ الجَلَبَةِ والناس في أُفُرَّة يعني الاختلاطَ وأَفَّارٌ اسم

( أقر ) الجوهري أُقُرٌ مَوْضِعٌ قال ابن مقبل وتَرْوَةٍ من رجالٍ لو رأَيْتَهُمُ لَقُلْتَ إحدى حِراج الجَرِّ من أُقُر

( أكر ) الأُكْرَة بالضم الحُفْرَةُ في الأَرض يجتمع فيها الماء فيُغْرَفُ صافياً وأَكَرَ يَأْكُرُ أَكْراً وتَأَكَّرَ أُكَراً حَفَرَ أُكْرَةً
( * قوله « حفر أكرة » كذا بالأصل والمناسب حفر حفراً ) قال العجاج مِنْ سَهْلِه ويَتَأَكَّرْنَ الأُكَرْ والأُكَرُ الحُفَرُ في الأَرض واحِدَتُها أُكْرَةٌ والأَكَّارُ الحَرَّاثُ وهو من ذلك الجوهري الأَكَرَةُ جمعُ أَكَّارٍ كأَنه جمعُ آكِرٍ في التقدير والمؤاكَرَةُ المخابرة وفي حديث قتل أَبي جهل فلو غَيْرُ أَكَّارٍ قتلني الأَكَّارُ الزَّرَّاعُ أَراد به احتقاره وانتقاصه كيف مِثْلُه يَقْتُلُ مِثْلَه وفي الحديث أَنه نهى عن المؤاكَرَةِ يعني المزارعَةَ على نصيب معلوم مما يُزْرَعُ في الأَرض وهي المخابرة ويقال أَكَرْتُ الأَرض أَي حفرتها ومن العرب من يقول لِلْكُرَةِ التي يُلْعَبُ بها أُكْرَةٌ واللغةُ الجيدةُ الكُرَةُ قال حَزَاوِرَةٌ بأَبْطَحِهَا الكُرِينَا

( أمر ) الأَمْرُ معروف نقيض النَّهْيِ أَمَرَه به وأَمَرَهُ الأَخيرة عن كراع وأَمره إِياه على حذف الحرف يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه وقوله ورَبْرَبٍ خِماصِ يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصها وإِلا فليس لهنَّ أَمر وقوله عز وجل وأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين العرب تقول أَمَرْتُك أَن تفْعَل ولِتَفْعَلَ وبأَن تفْعَل فمن قال أَمرتك بأَن تفعل فالباء للإِلصاق والمعنى وقع الأَمر بهذا الفعل ومن قال أَمرتُك أَن تفعل فعلى حذف الباء ومن قال أَمرتك لتفعل فقد أَخبرنا بالعلة التي لها وقع الأَمرُ والمعنى أُمِرْنا للإِسلام وقوله عز وجل أَتى أَمْرُ اللهِ فلا تَسْتَعْجِلوه قال الزجاج أَمْرُ اللهِ ما وعَدهم به من المجازاة على كفرهم من أَصناف العذاب والدليل على ذلك قوله تعالى حتى إِذا جاء أَمرُنا وفارَ التَّنُّور أَي جاء ما وعدناهم به وكذلك قوله تعالى أَتاها أَمرُنا ليلاً أَو نهاراً فجعلناها حصِيداً وذلك أَنهم استعجلوا العذاب واستبطؤوا أَمْرَ الساعة فأَعلم الله أَن ذلك في قربه بمنزلة ما قد أَتى كما قال عز وجل اقْتَرَبَتِ الساعةُ وانشقَّ القمر وكما قال تعالى وما أَمرُ الساعة إِلا كلَمْحِ البَصَرِ وأَمرتُه بكذا أَمراً والجمع الأَوامِرُ والأَمِيرُ ذو الأَمْر والأَميرُ الآمِر قال والناسُ يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ إِذا هُمُ خَطِئُوا الصوابَ ولا يُلامُ المُرْشِدُ وإِذا أَمَرْتَ مِنْ أَمَر قُلْتَ مُرْ وأَصله أُؤْمُرْ فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة وقد جاءَ على الأَصل وفي التنزيل العزيز وأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة وفيه خذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ والأَمْرُ واحدُ الأُمُور يقال أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ وأُمُورُهُ مستقيمةٌ والأَمْرُ الحادثة والجمع أُمورٌ لا يُكَسَّرُ على غير ذلك وفي التنزيل العزيز أَلا إِلى الله تصير الأُمورُ وقوله عز وجل وأَوْحَى في كل سماءٍ أَمْرَها قيل ما يُصلحها وقيل ملائكتَهَا كل هذا عن الزجاج والآمِرَةُ الأَمرُ وهو أَحد المصادر التي جاءت على فاعِلَة كالعَافِيَةِ والعاقِبَةِ والجازيَةِ والخاتمة وقالوا في الأَمر أُومُرْ ومُرْ ونظيره كُلْ وخُذْ قال ابن سيده وليس بمطرد عند سيبويه التهذيب قال الليث ولا يقال أُومُرْ ولا أُوخُذْ منه شيئاً ولا أُوكُلْ إِنما يقال مُرْ وكُلْ وخُذْ في الابتداء بالأَمر استثقالاً للضمتين فإِذا تقدَّم قبل الكلام واوٌ أَو فاءٌ قلت وأْمُرْ فأْمُرْ كما قال عز وجل وأْمُرْ أَهلك بالصلاة فأَما كُلْ من أَكَلَ يَأْكُلُ فلا يكاد يُدْخِلُون فيه الهمزةَ مع الفاء والواو ويقولون وكُلا وخُذَا وارْفَعاه فَكُلاه ولا يقولون فَأْكُلاهُ قال وهذه أَحْرُفٌ جاءت عن العرب نوادِرُ وذلك أَن أَكثر كلامها في كل فعل أَوله همزة مثل أَبَلَ يَأْبِلُ وأَسَرَ يَأْسِرُ أَنْ يَكْسِرُوا يَفْعِلُ منه وكذلك أَبَقَ يَأْبِقُ فإِذا كان الفعل الذي أَوله همزة ويَفْعِلُ منه مكسوراً مردوداً إِلى الأَمْرِ قيل إِيسِرْ يا فلانُ إِيْبِقْ يا غلامُ وكأَنَّ أَصله إِأْسِرْ بهمزتين فكرهوا جمعاً بين همزتين فحوّلوا إِحداهما ياء إِذ كان ما قبلها مكسوراً قال وكان حق الأَمر من أَمَرَ يَأْمُرُ أَن يقال أُؤْمُرْ أُؤْخُذْ أُؤْكُلْ بهمزتين فتركت الهمزة الثانية وحوِّلت واواً للضمة فاجتمع في الحرف ضمتان بينهما واو والضمة من جنس الواو فاستثقلت العرب جمعاً بين ضمتين وواو فطرحوا همزة الواو لأَنه بقي بعد طَرْحها حرفان فقالوا مُرْ فلاناً بكذا وكذا وخُذْ من فلان وكُلْ ولم يقولوا أُكُلْ ولاأُمُرْ ولا أُخُذْ إِلا أَنهم قالوا في أَمَرَ يَأْمُرُ إِذا تقدّم قبل أَلِفِ أَمْرِه وواو أَو فاء أَو كلام يتصل به الأَمْرُ من أَمَرَ يَأْمُرُ فقالوا الْقَ فلاناً وأَمُرْهُ فردوه إِلى أَصله وإِنما فعلوا ذلك لأَن أَلف الأَمر إِذا اتصلت بكلام قبلها سقطت الأَلفُ في اللفظ ولم يفعلوا ذلك في كُلْ وخُذْ إِذا اتصل الأَمْرُ بهما بكلام قبله فقالوا الْقَ فلاناً وخُذْ منه كذا ولم نسْمَعْ وأُوخُذْ كما سمعنا وأْمُرْ قال الله تعالى وكُلا منها رَغْداً ولم يقل وأْكُلا قال فإِن قيل لِمَ رَدُّوا مُرْ إِلى أَصلها ولم يَرُدُّوا وكُلا ولا أُوخُذْ ؟ قيل لِسَعَة كلام العرب ربما ردُّوا الشيء إلى أَصله وربما بنوه على ما سبق وربما كتبوا الحرف مهموزاً وربما تركوه على ترك الهمزة وربما كتبوه على الإِدغام وكل ذلك جائز واسع وقال الله عز وجل وإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قريةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فيها قرأَ أَكثر القراء أَمرْنا وروى خارجة عن نافع آمَرْنا بالمدّ وسائر أَصحاب نافع رَوَوْهُ عنه مقصوراً وروي عن أَبي عمرو أَمَّرْنا بالتشديد وسائر أَصحابه رَوَوْهُ بتخفيف الميم وبالقصر وروى هُدْبَةُ عن حماد بن سَلَمَةَ عن ابن كثير أَمَّرْنا وسائر الناس رَوَوْهُ عنه مخففاً وروى سلمة عن الفراء مَن قَرأَ أَمَرْنا خفيفةً فسَّرها بعضهم أَمَرْنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها إِن المُتْرَفَ إِذا أُمر بالطاعة خالَفَ إِلى الفسق قال الفراء وقرأَ الحسن آمَرْنا وروي عنه أَمَرْنا قال وروي عنه أَنه بمعنى أَكْثَرنا قال ولا نرى أَنها حُفِظَتْ عنه لأَنا لا نعرف معناها ههنا ومعنى آمَرْنا بالمد أَكْثَرْنا قال وقرأَ أَبو العالية أَمَّرْنا مترفيها وهو موافق لتفسير ابن عباس وذلك أَنه قال سَلَّطْنا رُؤَساءَها ففسقوا وقال أَبو إِسحق نَحْواً مما قال الفراء قال من قرأَ أَمَرْنا بالتخفيف فالمعنى أَمرناهم بالطاعة ففسقوا فإِن قال قائل أَلست تقول أَمَرتُ زيداً فضرب عمراً ؟ والمعنى أَنك أَمَرْتَه أَن يضرب عمراً فضربه فهذا اللفظ لا يدل على غير الضرب ومثله قوله أَمرنا مترفيها ففسقوا فيها أَمَرْتُكَ فعصيتَني فقد علم أَن المعصيةَ محالَفَةُ الأَمْرِ وذلك الفسقُ مخالفةُ أَمْرِ الله وقرأَ الحسن أَمِرْنا مترفيها على مثال عَلِمْنَا قال ابن سيده وعسى أَن تكون هذه لغةً ثالثةً قال الجوهري معناه أَمَرْناهم بالطاعة فَعَصَوْا قال وقد تكون من الإِمارَةِ قال وقد قيل إِن معنى أَمِرْنا مترفيها كَثَّرْنا مُتْرَفيها قال والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم خير المال سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ أَو مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي مُكَثِّرَةٌ والعرب تقول أَمِرَ بنو فلان أَي كَثُرُوا مُهَاجِرٌ عن عليّ بن عاصم مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي نَتُوجٌ وَلُود وقال لبيد إِنْ يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا وإِنْ أَمِرُوا يَوْماً يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ وقال أَبو عبيد في قوله مُهْرَةٌ مَأْمورة إِنها الكثيرة النِّتاج والنَّسْلِ قال وفيها لغتان قال أَمَرَها اللهُ فهي مَأْمُورَةٌ وآمَرَها الله فهي مُؤْمَرَة وقال غيره إِنما هو مُهرة مَأْمُورة للازدواج لأَنهم أَتْبَعُوها مأْبورة فلما ازْدَوَجَ اللفظان جاؤُوا بمأْمورة على وزن مَأْبُورَة كما قالت العرب إِني آتيه بالغدايا والعشايا وإِنما تُجْمَعُ الغَدَاةُ غَدَوَاتٍ فجاؤُوا بالغدايا على لفظ العشايا تزويجاً للفظين ولها نظائر قال الجوهري والأَصل فيها مُؤْمَرَةٌ على مُفْعَلَةٍ كما قال صلى الله عليه وسلم ارْجِعْنَ مَأْزُورات غير مَأْجورات وإِنما هو مَوْزُورات من الوِزْرِ فقيل مأْزورات على لفظ مأْجورات لِيَزْدَوِجا وقال أَبو زيد مُهْرَةٌ مأْمورة التي كثر نسلها يقولون أَمَرَ اللهُ المُهْرَةَ أَي كثَّرَ وَلَدَها وأَمِرَ القومُ أَي كَثُرُوا قال الأَعشى طَرِفُونَ ولاَّدُون كلَّ مُبَارَكٍ أَمِرُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ ويقال أَمَرَهم الله فأَمِرُوا أَي كَثُرُوا وفيه لغتان أَمَرَها فهي مأْمُورَة وآمَرَها فهي مُؤْمَرَةٌ ومنه حديث أَبي سفيان لقد أَمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشَةَ وارْتَفَعَ شَأْنُه يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم ومنه الحديث أن رجلاً قال له ما لي أَرى أَمْرَكَ يأْمَرُ ؟ فقال والله لَيَأْمَرَنَّ أَي يزيد على ما ترى ومنه حديث ابن مسعود كنا نقول في الجاهلية قد أَمِرَ بنو فلان أَي كثروا وأَمِرَ الرجلُ فهو أَمِرٌ كثرت ماشيته وآمَره الله كَثَّرَ نَسْلَه وماشيتَه ولا يقال أَمَرَه فأَما قوله ومُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ فعلى ما قد أُنِسَ به من الإِتباع ومثله كثير وقيل آمَرَه وأَمَرَه لغتان قال أَبو عبيدة آمرته بالمد وأَمَرْتُه لغتان بمعنى كَثَّرْتُه وأَمِرَ هو أَي كَثُرَ فَخُرِّجَ على تقدير قولهم علم فلان وأَعلمته أَنا ذلك قال يعقوب ولم يقله أَحد غيره قال أَبو الحسن أَمِرَ مالُه بالكسر أَي كثر وأَمِرَ بنو فلان إِيماراً كَثُرَتْ أَموالهم ورجل أَمُورٌ بالمعروف وقد ائتُمِرَ بخير كأَنَّ نفسَه أَمَرَتْهُ به فَقَبِلَه وتأَمَّروا على الأَمْرِ وائْتَمَرُوا تَمَارَوْا وأَجْمَعُوا آراءَهم وفي التنزيل إِن المَلأَ يَأْتِمرونَ بك ليقتلوك قال أَبو عبيدة أَي يتشاورون عليك ليقتلوك واحتج بقول النمر بن تولب أَحَارُ بنَ عَمْرٍو فؤَادِي خَمِرْ ويَعْدُو على المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ قال غيره وهذا الشعر لامرئ القيس والخَمِرُ الذي قد خالطه داءٌ أَو حُبٌّ ويعدو على المرء ما يأْتمر أَي إِذا ائْتَمَرَ أَمْراً غَيْرَ رَشَدٍ عَدَا عليه فأَهلكه قال القتيبي هذا غلط كيف يعدو على المرء ما شاور فيه والمشاورة بركة وإِنما أَراد يعدو على المرء ما يَهُمُّ به من الشر قال وقوله إِن المَلأَ يأْتمرون بك أَي يَهُمون بك وأَنشد إِعْلمَنْ أَنْ كُلَّ مُؤْتَمِرٍ مُخْطِئٌ في الرَّأْي أَحْيَانَا قال يقول من ركب أَمْراً بغير مَشُورة أَخْطأَ أَحياناً قال وقوله وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف أَي هُمُّوا به واعْتَزِمُوا عليه قال ولو كان كما قال أَبو عبيدة لقال يَتَأَمَّرُونَ بك وقال الزجاج معنى قوله يَأْتِمرُونَ بك يَأْمُرُ بعضهم بعضاً بقتلك قال أَبو منصور ائْتَمَر القومُ وتآمَرُوا إِذا أَمَرَ بعضهم بعضاً كما يقال اقتتل القوم وتقاتلوا واختصموا وتخاصموا ومعنى يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً بقتلك وفي قتلك قال وجائز أَن يقال ائْتَمَرَ فلان رَأْيَهُ إِذا شاور عقله في الصواب الذي يأْتيه وقد يصيب الذي يَأْتَمِرُ رَأْيَهُ مرَّة ويخطئُ أُخرى قال فمعنى قوله يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً فيك أَي في قتلك أَحسن من قول القتيبي إِنه بمعنى يهمون بك قال وأَما قوله وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف فمعناه والله أَعلم لِيَأْمُرْ بعضُكم بعضاً بمعروف قال وقوله اعلمن أَنْ كل مؤتمر معناه أَن من ائْتَمَرَ رَأَيَه في كل ما يَنُوبُهُ يخطئُ أَحياناً وقال العجاج لَمّا رَأَى تَلْبِيسَ أَمْرٍ مُؤْتَمِرْ تلبيس أَمر أَي تخليط أَمر مؤتمر أَي اتَّخَذَ أَمراً يقال بئسما ائْتَمَرْتَ لنفسك وقال شمر في تفسير حديث عمر رضي الله عنه الرجالُ ثلاثةٌ رجلٌ إِذا نزل به أَمرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَهُ قال شمر معناه ارْتَأَى وشاور نفسه قبل أَن يواقع ما يريد قال وقوله اعلمن أَنْ كل مؤتمر أَي كل من عمل برأْيه فلا بد أَن يخطئ الأَحيان قال وقوله ولا يأْتَمِرُ لِمُرْشِدٍ أَي لا يشاوره ويقال ائْتَمَرْتُ فلاناً في ذلك الأَمر وائْتَمَرَ القومُ إِذا تشاوروا وقال الأَعشى فَعادَا لَهُنَّ وَزَادَا لَهُنَّ واشْتَرَكَا عَمَلاً وأْتمارا قال ومنه قوله لا يَدَّري المَكْذُوبُ كَيْفَ يَأْتَمِرْ أَي كيف يَرْتَئِي رَأْياً ويشاور نفسه ويَعْقِدُ عليه وقال أَبو عبيد في قوله ويَعْدُو على المَرءِ يَأْتَمِرْ معناه الرجل يعمل الشيء بغير روية ولا تثبُّت ولا نظر في العاقبة فيندَم عليه الجوهري وائْتَمَرَ الأَمرَ أَي امتثله قال امرؤٌ القيس ويعدو على المرءِ ما يأْتمر أَي ما تأْمره به نفسه فيرى أَنه رشد فربما كان هلاكه في ذلك ويقال ائْتَمَرُوا به إِذا هَمُّوا به وتشاوروا فيه والائْتِمارُ والاسْتِئْمارُ المشاوَرَةُ وكذلك التَّآمُرُ على وزن التَّفاعُل والمُؤْتَمِرُ المُسْتَبِدُّ برأْيه وقيل هو الذي يَسْبِقُ إِلى القول قال امرؤٌ القيس في رواية بعضهم أَحارُ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ ويَعْدُو على المرْءِ ما يَأْتَمِرْ ويقال بل أَراد أَن المرء يَأْتَمِرُ لغيره بسوء فيرجع وبالُ ذلك عليه وآمَرَهُ في أَمْرِهِ ووامَرَهُ واسْتَأْمَرَهُ شاوره وقال غيره آمَرْتُه في أَمْري مُؤامَرَةً إِذا شاورته والعامة تقول وأَمَرْتُه وفي الحديث أَمِيري من الملائكة جبريلُ أَي صاحبُ أَمْرِي ووَلِيِّي وكلُّ من فَزَعْتَ إِلى مشاورته ومُؤَامَرَته فهو أَمِيرُكَ ومنه حديث عمر الرجال ثلاثةٌ رجلٌ إِذا نزل به أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَه أَي شاور نفسه وارْتأَى فيه قبل مُواقَعَة الأَمر وقيل المُؤْتَمِرُ الذي يَهُمُّ بأَمْرٍ يَفْعَلُه ومنه الحديث الآخر لا يأْتَمِرُ رَشَداً أَي لا يأْتي برشد من ذات نفسه ويقال لكل من فعل فعلاً من غير مشاورة ائْتَمَرَ كَأَنَّ نَفْسَه أَمرته بشيءِ فأْتَمَرَ أَي أَطاعها ومن المُؤَامَرَةِ المشاورةُ في الحديث آمِرُوا النساءَ في أَنْفُسِهِنَّ أَي شاوروهن في تزويجهن قال ويقال فيه وأَمَرْتُه وليس بفصيح قال وهذا أَمْرُ نَدْبٍ وليس بواجب مثل قوله البِكر تُسْتَأْذَنُ ويجوز أَن يكون أَراد به الثَّيِّبَ دون البكر فإِنه لا بد من إِذنهن في النكاح فإِن في ذلك بقاءً لصحبة الزوج إِذا كان بإِذنها ومنه حديث عمر آمِرُوا النساءَ في بناتهنَّ هو من جهة استطابة أَنفسهن وهو أَدعى للأُلفة وخوفاً من وقوع الوحشة بينهما إِذا لم يكن برضا الأُم إِذ البنات إِلى الأُمَّهات أَميل وفي سماع قولهنَّ أَرغب ولأَن المرأَة ربما علمت من حال بنتها الخافي عن أَبيها أَمراً لا يصلح معه النكاح من علة تكون بها أَو سبب يمنع من وفاء حقوق النكاح وعلى نحو من هذا يتأَول قوله لا تُزَوَّجُ البكر إِلا بإِذنها وإِذْنُها سُكوتُها لأَنها قد تستحي أَن تُفْصِح بالإِذن وتُظهر الرغبة في النكاح فيستدل بسكوتها على رضاها وسلامتها من الآفة وقوله في حديث آخر البكر تُسْتَأْذَنُ والثيب تُسْتَأْمَرُ لأَن الإِذن يعرف بالسكوت والأَمر لا يعرف إِلا بالنطق وفي حديث المتعة فآمَرَتْ نَفْسَها أَي شاورتها واستأْمرتها ورجل إِمَّرٌ وإِمَّرَة
( * قوله « إمر وإمرة » هما بكسر الأول وفتحه كما في القاموس ) وأَمَّارة يَسْتَأْمِرُ كلَّ أَحد في أَمره والأَميرُ الملِكُ لنَفاذِ أَمْرِه بَيِّنُ الإِمارة والأَمارة والجمعُ أُمَراءُ وأَمَرَ علينا يَأْمُرُ أَمْراً وأَمُرَ وأَمِرَ كوَليَ قال قد أَمِرَ المُهَلَّبُ فكَرْنِبوا ودَوْلِبُوا وحيثُ شِئْتُم فاذْهَبوا وأَمَرَ الرجلُ يأْمُرُ إِمارةً إِذا صار عليهم أَميراً وأَمَّرَ أَمارَةً إِذا صَيَّرَ عَلَماً ويقال ما لك في الإِمْرَة والإِمارَة خيرٌ بالكسر وأُمِّرَ فلانٌ إِذا صُيِّرَ أَميراً وقد أَمِرَ فلان وأَمُرَ بالضم أَي صارَ أَميراً والأُنثى بالهاء قال عبدالله بن همام السلولي ولو جاؤُوا برَمْلةَ أَو بهنْدٍ لبايَعْنا أَميرةَ مُؤْمنينا والمصدر الإِمْرَةُ والإِمارة بالكسر وحكى ثعلب عن الفراء كان ذلك إِذ أَمَرَ علينا الحجاجُ بفتح الميم وهي الإِمْرَة وفي حديث علي رضي الله عنه أَما إن له إمْرَة كلَعْقَةِ الكلب لبنه الإِمْرَة بالكسر الإِمارة ومنه حديث طلحة لعلك ساءَتْكَ إِمْرَةُ ابن عمك وقالوا عليك أَمْرَةٌ مُطاعَةٌ ففتحوا التهذيب ويقال لك عليَّ أَمْرَةٌ مطاعة بالفتح لا غير ومعناه لك عليَّ أَمْرَةٌ أُطيعك فيها وهي المرة الواحدة من الأُمور ولا تقل إِمْرَةٌ بالكسر إِنما الإِمرة من الولاية والتَّأْميرُ تَوْلية الإِمارة وأَميرٌ مُؤَمَّرٌ مُمَلَّكٌ وأَمير الأَعمى قائده لأَنه يملك أَمْرَه ومنه قول الأَعشى إِذا كان هادي الفتى في البلا دِ صدرَ القَناةِ أَطاعَ الأَميرا وأُولوا الأَمْرِ الرُّؤَساءُ وأَهل العلم وأَمِرَ الشيءُ أَمَراً وأَمَرَةً فهو أَمِرٌ كَثُرَ وتَمَّ قال أُمُّ عِيالٍ ضَنؤُها غيرُ أَمِرْ والاسم الإِمْرُ وزرعٌ أَمِرٌ كثير عن اللحياني ورجل أَمِرٌ مباركٌ يقبل عليه المالُ وامرأَة أَمِرَةٌ مباركة على بعلها وكلُّه من الكَثرة وقالوا في وجه مالِكَ تعرفُ أَمَرَتَه وهو الذي تعرف فيه الخير من كل شيء وأَمَرَتُه زيادته وكثرته وما أَحسن أَمارَتَهم أَي ما يكثرون ويكثر أَوْلادُهم وعددهم الفراء تقول العرب في وجه المال الأَمِر تعرف أَمَرَتَه أَي زيادته ونماءه ونفقته تقول في إِقبال الأَمْرِ تَعْرِفُ صَلاحَه والأَمَرَةُ الزيادة والنماءُ والبركة ويقال لا جعل الله فيه أَمَرَةً أَي بركة من قولك أَمِرَ المالُ إِذا كثر قال ووجه الأَمر أَول ما تراه وبعضهم يقول تعرف أَمْرَتَهُ من أَمِرَ المالُ إِذا كَثُرَ وقال أَبو الهيثم تقول العرب في وجه المال تعرف أَمَرَتَه أَي نقصانه قال أَبو منصور والصواب ما قال الفراء في الأَمَرِ أَنه الزِّيادة قال ابن بزرج قالوا في وجه مالك تعرف أَمَرَتَه أَي يُمنَه وأَمارَتَهُ مثله وأَمْرَتَه ورجل أَمِرٌ وامرأَة أَمِرَةٌ إِذا كانا ميمونين والإِمَّرُ الصغيرُ من الحُمْلان أَوْلادِ الضأْنِ والأُنثى إِمَّرَةٌ وقيل هما الصغيران من أَولادِ المعز والعرب تقول للرجل إِذا وصفوه بالإِعدامِ ما له إِمَّرٌ ولا إِمَّرَةٌ أَي ما له خروف ولا رِخْلٌ وقيل ما له شيء والإِمَّرُ الخروف والإِمَّرَةُ الرِّخْلُ والخروف ذكر والرِّخْلُ أُنثى قال الساجع إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَراً فلا تَغْدُونَّ إِمَّرَةً ولا إِمَّراً ورجلٌ إِمَّرٌ وإِمَّرَةٌ أَحمق ضعيف لا رأْي له وفي التهذيب لا عقل له إِلا ما أَمرتَه به لحُمْقِهِ مثال إِمَّعٍ وإِمَّعَةٍ قال امرؤُ القيس وليس بذي رَيْثَةٍ إِمَّرٍ إِذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا ويقال رجل إِمَّرٌ لا رأْي له فهو يأْتَمِرُ لكل آمر ويطيعه وأَنشد شمر إِذا طلعت الشعرى سفراً فلا ترسل فيها إِمَّرَةً ولا إِمَّراً قال معناه لا تُرْسِلْ في الإِبل رجلاً لا عقل له يُدَبِّرُها وفي حديث آدم عليه السلام من يُطِعْ إِمَّرَةً لا يأْكُلْ ثَمَرَةً الإِمَّرَةُ بكسر الهمزة وتشديد الميم تأْنيث الإِمَّرِ وهو الأَحمق الضعيف الرأْي الذي يقول لغيره مُرْني بأَمرك أَي من يطع امرأَة حمقاء يُحْرَمِ الخير قال وقد تطلق الإِمَّرَة على الرجل والهاء للمبالغة يقال رجل إِمَّعَةٌ والإِمَّرَةُ أَيضاً النعجة وكني بها عن المرأَة كما كني عنها بالشاة وقال ثعلب في قوله رجل إِمَّرٌّ قال يُشَبَّه بالجَدْي والأَمَرُ الحجارة واحدتُها أَمَرَةٌ قال أَبو زبيد من قصيدة يرثي فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه يا لَهْفَ نَفْسيَ إِن كان الذي زَعَمُوا حقّاً وماذا يردُّ اليومَ تَلْهِيفي ؟ إِن كان عثمانُ أَمْسَى فوقه أَمَرٌ كراقِب العُونِ فوقَ القُبَّةِ المُوفي والعُونُ جمع عانة وهي حُمُرُ الوحش ونظيرها من الجمع قارَةٌ وقورٌ وساحة وسُوحٌ وجواب إِن الشرطية أَغنى عنه ما تقدم في البيت الذي قبله وشبَّه الأَمَرَ بالفحل يَرقُبُ عُونَ أُتُنِه والأَمَرُ بالتحريك جمع أَمَرَّةٍ وهي العَلَمُ الصغير من أَعلام المفاوز من حجارة وهو بفتح الهمزة والميم وقال الفراء يقال ما بها أَمَرٌ أَي عَلَمٌ وقال أَبو عمرو الأَمَرَاتُ الأَعلام واحدتها أَمَرَةٌ وقال غيره وأَمارةٌ مثل أَمَرَةٍ وقال حميد بسَواءٍ مَجْمَعَةٍ كأَنَّ أَمارّةً مِنْها إِذا بَرَزَتْ فَنِيقٌ يَخْطُرُ وكلُّ علامَةٍ تُعَدُّ فهي أَمارةٌ وتقول هي أَمارةُ ما بيني وبينك أَي علامة وأَنشد إِذا طلَعَتْ شمس النهار فإِنها أَمارةُ تسليمي عليكِ فسَلِّمي ابن سيده والأَمَرَةُ العلامة والجمع كالجمع والأَمارُ الوقت والعلامة قال العجاجُ إِذّ رَدَّها بكيده فارْتَدَّتِ إِلى أَمارٍ وأَمارٍ مُدَّتي قال ابن بري وصواب إِنشاده وأَمارِ مدتي بالإِضافة والضمير المرتفع في ردِّها يعود على الله تعالى والهاء في ردّها أَيضاً ضمير نفس العجاج يقول إِذ ردَّ الله نفسي بكيده وقوّته إِلى وقت انتهاء مدني وفي حديث ابن مسعود ابْعَثوا بالهَدْيِ واجْعَلوا بينكم وبينه يَوْمَ أَمارٍ الأَمارُ والأَمارةُ العلامة وقيل الأَمارُ جمع الأَمارَة ومنه الحديث الآخر فهل للسَّفَر أَمارة ؟ والأَمَرَةُ الرابية والجمع أَمَرٌ والأَمارة والأَمارُ المَوْعِدُ والوقت المحدود وهو أَمارٌ لكذا أَي عَلَمٌ وعَمَّ ابنُ الأَعرابي بالأَمارَة الوقتَ فقال الأَمارةُ الوقت ولم يعين أَمحدود أَم غير محدود ؟ ابن شميل الأَمَرةُ مثل المنارة فوق الجبل عريض مثل البيت وأَعظم وطوله في السماء أَربعون قامة صنعت على عهد عاد وإِرَمَ وربما كان أَصل إِحداهن مثل الدار وإِنما هي حجارة مكوَّمة بعضها فوق بعض قد أُلزقَ ما بينها بالطين وأَنت تراها كأَنها خِلْقَةٌ الأَخفش يقال أَمِرَ يأْمَرُ أَمْراً أَي اشتدّ والاسم الإِمْرُ بكسر الهمزة قال الراجز قد لَقفيَ الأَقْرانُ مِنِّي نُكْرا داهِيَةً دَهْياءَ إِدّاً إِمْرا ويقال عَجَباً وأَمْرٌ إِمْرٌ عَجَبٌ مُنْكَرٌ وفي التنزيل العزيز لقد جِئْتَ شيئاً إِمْراً قال أَبو إِسحق أَي جئت شيئاً عظيماً من المنكر وقيل الإمْرُ بالكسر والأَمْرُ العظيم الشنيع وقيل العجيب قال ونُكْراً أَقلُّ من قوله إِمْراً لأَن تغريق من في السفينة أَنكرُ من قتل نفس واحدة قال ابن سيده وذهب الكسائي إِلى أَن معنى إِمْراً شيئاً داهياً مُنْكَراً عَجَباً واشتقه من قولهم أَمِرَ القوم إِذا كثُروا وأَمَّرَ القناةَ جعل فيها سِناناً والمُؤَمَّرُ المُحَدَّدُ وقيل الموسوم وسِنانٌ مُؤَمَّرٌ أَي محدَّدٌ قال ابن مقبل وقد كان فينا من يَحُوطُ ذِمارَنا ويَحْذي الكَمِيَّ الزَّاعِبيَّ المُؤَمَّرا والمُؤَمَّرُ أَيضاً المُسَلَّطُ وتَأَمَّرَ عليهم أَيَّ تَسَلَّطَ وقال خالد في تفسير الزاعبي المؤَمر قال هو المسلط والعرب تقول أمِّرْ قَنَاتَكَ أَي اجعل فيها سِناناً والزاعبي الرمح الذي إِذا هُزَّ تدافع كُلُّه كأَنَّ مؤَخّرِه يجري في مُقدَّمه ومنه قيل مَرَّ يَزْعَبُ بحِملِه إِذا كان يتدافع حكاه عن الأَصمعي ويقال فلانٌ أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه إِذا كان الياً وقد كان سُوقَةً أَي أَنه مجرَّب ومتا بها أَمَرٌ أَي ما بها أَحدٌ وأَنت أَعلم بتامورك تامورهُ وعاؤُه يريد أَنت أَعلم بما عندك وبنفسك وقيل التَّامورُ النَّفْس وحياتها وقيل العقل والتَّامورُ أَيضاً دمُ القلب وحَبَّتُه وحياته وقيل هو القلب نفسه وربما جُعِلَ خَمْراً وربما جُعِلَ صِبغاً على التشبيه والتامور الولدُ والتّامور وزير الملك والتّامور ناموس الراهب والتَّامورَةُ عِرِّيسَة الأَسَدِ وقيل أَصل هذه الكلمة سريانية والتَّامورة الإِبريق قال الأَعشى وإِذا لها تامُورَة مرفوعةٌ لشرابها والتَّامورة الحُقَّة والتَّاموريُّ والتأْمُرِيُّ والتُّؤْمُريُّ الإِنسان وما رأَيتُ تامُرِيّاً أَحسن من هذه المرأَة وما بالدار تأْمور أَي ما بها أَحد وما بالركية تامورٌ يعني الماءَ قال أَبو عبيد وهو قياس على الأَوَّل قال ابن سيده وقضينا عليه أَن التاء زائدة في هذا كله لعدم فَعْلول في كلام العرب والتَّامور من دواب البحر وقيل هي دوَيبةٌ والتَّامور جنس من الأَوعال أَو شبيه بها له قرنٌ واحدٌ مُتَشَعِّبٌ في وسَطِ رأْسه وآمِرٌ السادس من أَيام العجوز ومؤُتَمِرٌ السابع منها قال أَبو شِبل الأَعرابي كُسِعَ الشتاءُ بسبعةٍ غُبْرِ بالصِّنِّ والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ وبآمِرٍ وأَخيه مؤُتَمِرٍ ومُعَلِّلٍ وبمُطْفَئٍ الجَمْرِ كأَنَّ الأَول منهما يأْمرُ الناس بالحذر والآخر يشاورهم في الظَّعَن أَو المقام وأَسماء أَيام العجوز مجموعة في موضعها قال الأَزهري قال البُستْي سُمي أَحد أَيام العجوز آمِراً لأَنه يأْمر الناس بالحذر منه وسمي الآخر مؤتمراً قال الأَزهري وهذا خطأٌ وإِنما سمي آمراً لأَن الناس يُؤامِر فيه بعضُهم بعضاً للظعن أَو المقام فجعل المؤتمر نعتاً لليوم والمعنى أَنه يؤْتَمرُ فيه كما يقال ليلٌ نائم يُنام فيه ويوم عاصف تَعْصِف فيه الريحُ ونهار صائم إِذا كان يصوم فيه ومثله في كلامهم ولم يقل أَحد ولا سمع من عربي ائتْمَرْتُه أَي آذنتْهُ فهو باطل ومُؤْتَمِرٌ والمُؤْتَمِرُ المُحَرَّمُ أَنشد ابن الأَعرابي نَحْنُ أَجَرْنا كلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ في الحَجِّ من قَبْلِ دَآدي المُؤْتَمِرْ أَنشده ثعلب وقال القَمِرُ المتكبر والجمع مآمر ومآمير قال ابن الكلبي كانت عاد تسمِّي المحرَّم مُؤتَمِراً وصَفَرَ ناجِراً وربيعاً الأَول خُوَّاناً وربيعاً الآخر بُصاناً وجمادى الأُولى رُبَّى وجمادى الآخرة حنيناً ورَجَبَ الأَصمَّ وشعبان عاذِلاً ورمضان ناتِقاً وشوّالاً وعِلاً وذا القَعْدَةِ وَرْنَةَ وذا الحجة بُرَكَ وإِمَّرَةُ بلد قال عُرْوَةَ بْنُ الوَرْد وأَهْلُكَ بين إِمَّرَةٍ وكِيرِ ووادي الأُمَيِّرِ موضع قال الراعي وافْزَعْنَ في وادي الأُمَيِّرِ بَعْدَما كَسا البيدَ سافي القَيْظَةِ المُتَناصِرُ ويومُ المَأْمور يوم لبني الحرث بن كعب على بني دارم وإِياه عنى الفرزدق بقوله هَلْ تَذْكُرُون بَلاءَكُمْ يَوْمَ الصَّفا أَو تَذْكُرونَ فَوارِسَ المَأْمورِ ؟ وفي الحديث ذكرُِ أَمَرَ وهو بفتحِ الهمزة والميم موضع من ديار غَطَفان خرج إِليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لجمع محارب

( أهر ) الأَهَرَةُ بالتحريك متاع البيت الليث أَهَرَةُ البيت ثيابه وفرشه ومتاعه وقال ثعلب بيتٌ حَسَنُ الظَّهَرة والأَهَرَة والعَقار وهو متاعه والظَّهَرَةُ ما ظهر منه والأَهَرَة ما بطن والجمع أَهَرٌ وأَهَراتٌ قال الراجز عَهْدِي بجَنَّاحٍ إِذا ما ارْتَزَّا وأَذْرَتِ الرِّيحُ تُراباً نَزَّا أَحْسَنَ بَيْتٍ أَهَراً وبَزاً كأَنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزَّا وأَحسن في موضع نصب على الحال سادّ مسدّ خبر عهدي كما تقول عهدي بزيد قائماً وارْتَزَّ بمعنى ثبت والترابُ النَّزُّ هو النَّديُّ رأَيت في حاشية كتاب ابن بري ما صورته في المحكم جَنَّاحٌ اسم رجل وجَنَّاحٌ اسم خباءٍ من أَخبيتهم وأَنشد عَهْدي بجَنَّاحٍ إِذا ما اهْتَزَّا وأَذْرَت الرِّيحُ تراباً نَزَّا أَن سَوْفَ تَمْضِيه وما ارْمأَزَّا قال وتمضيه تمضي عليه ابن سيده والأَهَرَة الهيئة

( أور ) الأُوارُ بالضم شدَّةُ حر الشمس ولفح النار ووهجها والعطشُ وقيل الدُّخان واللَّهَبُ ومن كلام علي رضي الله عنه فإِن طاعة الله حِرْزٌ من أُوار نيران مُوقَدةٍ قال أَبو حنيفة الأُوارُ أَرَقُّ من الدخان وأَلطف وقول الراجز والنَّارُ قد تَشْفي من الأُوارِ النار ههنا السِّماتُ وقال الكسائي الأُوار مقلوبٌ أَصله الوُ آرُ ثم خففت الهمزة فأُبدلت في اللفظ واواً فصارت وُواراً فلما التقت في أَول الكلمة واوان وأُجْريَ غيرُ اللازم مجرى اللازم أُبدلت الأُولى همزة فصارت أُواراً والجمع أُورٌ وأَرض أَوِرَةٌ ووَيِرَةٌ مقلوب شديدة الأُوار ويوم ذو أُوارٍ أَي ذو سَمُوم وحر شديد وريح إِيرٌ وأُورٌ باردةٌ والأُوارُ أَيضاً الجنوبُ والمُسْتَأْوِرُ الفَزِع قال الشاعر كأَنَّه بزوانٍ نامَ عَنْ غَنَمٍ مُسْتَأْوِرٌ في سواد اللَّيل مَدْؤُوبُ الفراءُ يقال لريح الشَّمال الجِرْبياءُ بوزنَ رَجُلٌ نِفْرِجاءُ وهو الجبانُ ويقال للسَّماء إِيرٌ وأَيْرٌ وأَيِّرٌ وأَوُورٌ قال وأَنشدني بعض بني عُقَيْل شَآمِيَّة جُنْحَ الظَّلام أَوُورُ قال والأَوُروُ على فَعُول قال واسْتَأْوَرَتِ الإِبلُ نَفَرَتْ في السَّهْل وكذلك الوحشُ قال الأَصمعي اسْتَوْأَرَتِ الإِبِلُ إِذا تَرابَعتْ على نِفارٍ واحدٍ وقال أَبو زيد ذاك إِذا نفرَتْ فصَعِدَت الجَبَلَ فإِذا كان نِفارُها في السَّهْلِ قيل اسْتَأْوَرَتْ قال وهذا كلام بني عَقَيْلٍ الشَّيْباني المُسْتَأْوِرُ الفارُّ واستَأْوَرَ البعير إِذا تَهَيَّأَ للوُثوب وهو بارك غيره ويقال للحُفْرَة التي يجتمع فيها الماءُ أُورة وأُوقَةٌ قال الفرزدق تَرَبَّعَ بَيْنَ الأُورَتَيْنِ أَميرُها وأَما قول لبيد يَسْلُبُ الكانِسَ لم يُورَ بها شُعْبَةَ السَّاقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ وروي لم يُوأَرْ بها ومن رواه كذلك فهو من أْوار الشمس وهو شدّة حرها فقلبه وهو من التنفير ويقال أَوْأَرْتُه فاسْتَوْأَر إِذا نَفَّرْتَه ابن السكيت آرَ الرجلُ حليلته يَؤُورُها وقال غيره يَئِيرُها أَيْراً إِذا جامَعَها وآرَةُ وأُوارَةُ موضعان قال عَداوِيَّةٌ هيهاتَ منك مَحَلُّها إِذا ما هي احْتَلَّتْ بقُدْسٍ وآرَتِ ويروي بقدس أُوارَةِ عداوية منسوبة إلى عدي على غير قياس وأُوارَةُ اسم ماء وأُورِياءُ رجل من بني إِسرائيل وهو زوج المرأَة التي فُتِنَ بها داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام وفي حديث عطاء أَبْشِري أُورى شَلَّمَ براكب الحمار يريد بيت الله المقدَّس قال الأَعشى وقَدْ طُفْتُ للمالِ آفاقَهُ عُمانَ فَحِمْصَ فَأُورَى شَلَمْ والمشهور أُورى شَلَّم بالتشديد فخففه للضرورة وهو اسم بيت المقدس ورواه بعضهم بالسين المهملة وكسر اللام كأَنه عرّبه وقال معناه بالعبرانية بيت السلام وروي عن كعب أَن الجنة في السماء السابعة بميزان بيت المقدس والصخرة ولو وقع حجر منها وقع على الصخرة ولذلك دعيت أُورَشلَّم ودُعيت الجنةُ دارَ السلام

( أير ) إِيْرٌ ولغةٌ أُخرى أَيْرٌ مفتوحة الأَلف وأَيِّرٌ كل ذلك من أَسماء الصِّبا وقيل الشِّمال وقيل التي بين الصبا والشمال وهي أَخبث النُّكْبِ الفراء الأَصمعي في بابِ فعْلٍ وفَعْلٍ من أَسماء الصبا إِيْرٌ وأَيْرٌ وهِيرٌ وهَيْرٌ وأَيِّر وهَيِّر على مثال فَيْعِل وأَنشد يعقوب وإِنَّا مَسامِيحٌ إِذا هَبَّتِ الصِّبا وإِنَّا لأَيْسارٌ إِذا الإِيرُ هَبَّتِ ويقال للسماء إِيرٌ وأَيْرٌ وأَيَّرٌ وأَوُررٌ والإِيْرُ ريحُ الجَنُوبِ وجمعه إِيَرَةٌ ويقال الإِيْرُ ريح حارة من الأُوارِ وإِنما صارت واوه ياء لكسرة ما قبلها وريح إِيرٌ وأُورٌ باردة والأَيْرُ معروف وجمعه آيُرٌ على أَفْعُل وأُيُورٌ وآيارٌ وأُيُرٌ وأَنشد سيبويه لجرير الضبي يا أَضْبُعاً أَكَلَتْ آيارَ أَحْمِرَةٍ ففي البطون وقد راحَتُ قَراقيرُ هَلْ غَيْرُ أَنَّكُمُ جِعْلانُ مِمْدَرَةٍ دُسْمُ المرافق أَنْذالٌ عَواوِيرُ وغَيْرُ هُمْزٍ ولُمْزٍ للصَّديقِ ولا يُنْكي عَدُوَّكُمُ مِنْكُمْ أَظافيرُ وأَنَّكْم ما بَطُنْتُمُ لم يَزَلْ أَبَداً مِنْكْم على الأَقْرَبِ الأَدْنى زَنابيرُ ورواه أَبو زيد يا ضَبُعاً على واحدة ويا ضُبُعاً وأَنشد أَيضاً أَنْعَتُ أَعْياراً رَعَيْنَ الخَنْزَرا أَنْعَتُهُنَّ آيُراً وكَمَرا ورجلٌ أُياريٌّ عظيمُ الذَّكَرِ ورجل أُنافيٌّ عظيم الأَنف وروي عن عليّ بن أَبي طالب رضي الله عنه أَنه قال يوماً متمثلاً مَنْ يَطُلْ أَيْرُ أَبيه يَنْتَطِقْ به معناه أَن من كثرت ذكور ولد أَبيه شدّ بعضهم بعضاً ومن هذا المعنى قول الشاعر فلو شاء ربي كان أَيْرُ أَبِيكُمُ طويلاً كَأَيْرِ الحَرِث بن سَدوسِ قيل كان له أَحد وعشرون ذكراً وصَخْرَةٌ يَرَّاءُ وصخرة أَيَرٌ وحارٌّ يارٌّ يذكر في ترجمة يرر إِن شاء الله وإِيْرٌ موضعٌ بالبادية التهذيب إِيْرٌ وهِيرٌ موضع بالبادية قال الشماخ على أَصْلابِ أَحْقَبَ أَخْدَرِيٍّ من اللاَّئي تَضَمَّنَهُنَّ إِيرُ وإِيرٌ جَبَلٌ قال عباس بن عامر الأَصم على ماءِ الكُلابِ وما أَلامُوا ولكن مَنْ يُزاحِمُ رُكْنَ إِيرِ ؟ والأَيارُ الصُّفْرُ قال عدي بن الرقاع تلك التِّجارةُ لا تُجِيبُ لِمِثْلِها ذَهَبٌ يباع بآنُكٍ وأَيارِ وآرَ الرجلُ حليلَتَهُ يَؤُورُها وآرَها يَئِيرُها أَيْراً إِذاً جامعها قال أَبو محمد اليزيدي واسمه يحيى بن المبارك يهجو عِنانَ جاريَةَ الناطِفِيِّ وأَبا ثعلب الأَعرج الشاعر وهو كليب بن أَبي الغول وكان من العرجان والشعراء قال ابن بري ومن العرجان أَبو مالك الأَعرج قال الجاحظ وفي أَحدهما يقول اليزيدي أَبو ثَعْلَبٍ للناطِفِيِّ مُؤازِرٌ على خُبْثِهِ والنَّاطِفيُّ غَيُورُ وبالبَغْلَةِ الشَّهْباءِ رِقَّةُ حافرٍ وصاحِبُنَا ماضِي الجَنانِ جَسُورُ ولا غَرْْوَ أَنْ كان الأُعَيْرِجُ آرَها وما النَّاسُ إِلاَّ آيِرٌ ومَئِيرُ والآرُ العارُ والإِيارُ اللُّوحُ وهو الهواء

( بأر ) البِئْرُ القَلِيبُ أُنثى والجمع أَبْآرٌ بهمزة بعد الباء مقلوب عن يعقوب ومن العرب من يقلب الهمزة فيقول آبارٌ فإِذا كُثِّرَتْ فهي البِئارُ وهي في القلة أَبْؤُرٌ وفي حديث عائشة اغْتَسِلي من ثلاث أَبْؤُرٍ يَمُدُّ بعضُها بعضاً أَبْؤُرٌ جمعُ قلة للبئر ومدّ بعضها بعضاً هو أَن مياهها تجتمع في واحدة كمياه القناة وهي البِئْرَةُ وحافرُها الأَبَّارُ مقلوب ولم يُسمع على وَجْهِهِ وفي التهذيب وحافِرُها بأْآر ويقال أَبَّارٌ وقد بَأَرْتُ بِئْراً وبَأَرَها يَبْأَرُها وابْتَأَرَها حَفَرَها أَبو زيد بَأَرْتُ أَبْأَرُ بَأْراً حَفْرتُ بُؤْرَةً يطبخ فيها وهي الإِرَةُ وفي الحديث البِئْرُ جبارٌ قيل هي العادِيَّةُ القديمة لا يعلم لها حافر ولا مالك فيقع فيها الإِنسان أَو غيره فهو جُبار أَي هَدَرٌ وقيل هو الأَجير الذي ينزل البئر فينقيها أَو يخرج منها شيئاً وقع فيها فيموت والبُؤُرَةُ كالزُّبْيَةِ من الأَرض وقيل هي موقد النار والفعل كالفعل وبَأَرَ الشيءَ يَبْأَرُه بَأْراً وابْتَأَرَه كلاهما خَبَأَهُ وادَّخَرَهُ ومنه قيل للحُفرَةِ البُؤُرَةُ والبُؤْرَةُ والبِئْرَةُ والبَئِيرَةُ على فَعِيلَةٍ ما خُبِئَ وادُّخِرَ وفي الحديث أَن رجلاً آتاه الله مالاً فلم يَبْتَئْر خيراً أَي لم يُقَدِّمْ لنفسه خَبِيئَةَ خَيْرٍ ولم يَدَّخِرْ وابْتَأَرَ الخيرَ وبَأَرَهُ قَدَّمَهُ وقيل عمله مستوراً وقال الأُمَوِيُّ في معنى الحديث هو من الشيء يُخْبَأُ كأَنه لم يُقدِّم لنفسه خيراً خَبَأَهُ لها ويقال للذَّخيرة يدّخرها الإِنسان بَئِيرَةٌ قال أَبو عبيد في الابْتِئار لغتان يقال ابْتَأَرْتُ وائْتَبَرْتُ ابْتِئاراً وائتِباراً وقال القطامي فإِن لم تَأْتَبِرْ رَشَداً قُرَيْشٌ فليس لسائِر لناسِ ائتْبِارُ يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه ويقال لإِرَةِ النارِ يُؤْرَةٌ وجمعه بُؤَرٌ

( ببر ) البَبْرُ واحدُ البُبُور وهو الفُرانِقُ الذي يعادي الأَسد غيره البَبْرُ ضرب من السباع أَعجمي معرّب

( بتر ) البَتْرُ اسْتِئْصالُ الشيء قطعاً غيره البَتْرُ قَطْعُ الذَّنَبِ ونحوه إِذا استأْصله بَتَرْتُ الشيءَ بَتْراً قطعته قبل الإِتمام والانْبتارُ الانْقِطاعُ وفي حديث الضحايا أَنه نهي عن المبتورةِ وهي التي قطع ذنبها قال ابن سيده وقيل كُلُّ قطع بَتْرٌ بَتَرَهُ يَبْتُرُهُ بَتْراً فانْبَتَرَ وتَبَتَّر وسَيْفٌ باتِرٌ وبَتُورٌ وبَتَّارٌ قطَّاع والباتِرُ السيفُ القاطعُ والأَبْتَرُ المقطوعُ الذَّنَب من أَيّ موضع كان من جميع الدواب وقد أَبْتَرَهُ فَبَتَر وذَنَبٌ أَبْتَرُ وتقول منه بَتِرَ بالكسر يَبْتَرُ بَتَراً وفي الحديث أَنه نهى عن البُتَيْراءِ هو أَن يُوتِرَ بركعة واحدة وقيل هو الذي شرع في ركعتين فأَتم الأُولى وقطع الثانية وفي حديث سعد أَنه أَوْتَرَ بركعة فَأَنْكَرَ عليه ابْنُ مسعود وقال ما هذه البَتْراءُ ؟ وكل أَمر انقطع من الخير أَثَرُه فهو أَبْتَرُ والأَبْتَرانِ العَيْرُ والعَبْدُ سُميِّا أَبْتَرَيْنِ لقلة خيرهما وقد أَبْتَرَه اللهُ أَي صيره أَبتر وخطبةٌ بَتْراءُ إِذا لم يُذكر الله تعالى فيها ولا صُلّيَ على النبي صلى الله عليه وسلم وخطب زياد خطبته البَتْراءَ قيل لها البَتْراءُ لأَنه لم يحمد الله تعالى فيها ولم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث كان لرسولُ الله صلى الله عليه وسلم دِرْعٌ يقال لهَا البَتْراءُ سميت بذلك لقصرها والأَبْتَرُ من الحيات الذي يقال له الشيطان قصير الذنب لا يراه أَحد إِلاَّ فرّ منه ولا تبصره حامل إِلاَّ أَسقطت وإِنما سمي بذلك لِقَصرِ ذَنَبه كأَنه بُتِرَ منه وفي الحديث كلُّ أَمْر ذي بال لا يُبدأُ فيه بحمد الله فهو أَبْتَرُ أَي أَقطع والبَتْرُ القطعُ والأَبْتَرُ من عَرُوض المُتَقَارَب الرابع من المثمَّن كقوله خَلِيليَّ عُوجَا على رَسْمِ دَارٍ خَلَتْ مِنْ سُلَيْمى ومِنْ مَيَّهْ والثاني من المُسَدَّس كقوله تَعَفَّفْ ولا تَبْتَئِسْ فما يُقْضَ يَأْتيكَا فقوله يَهْ من مَيَّهْ وقوله كامِنْ يَأْتِيكا كلاهما فل وإِنما حكمهما فعولن فحذفت لن فبقي فعو ثم حذفت الواو وأُسكنت العين فبقي فل وسمى قطرب البيت الرابع من المديد وهو قوله إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتَةٌ أُخْرِجَتْ مِنْ كيسِ دُِهْقانِ سماه أَبْتَرَ قال أَبو إِسحق وغلط قرب إِنما الأَبتر في المتقارب فأَما هذا الذي سماه قطرب الأَبْتَرَ فإِنما هو المقطوع وهو مذكور في موضعه والأَبْتَرُ الذي لا عَقِبَ له وبه فُسِّرَ قولهُ تعالى إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ نزلت في العاصي بن وائل وكان دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس فقال هذا الأَبْتَرُ أَي هذا الذي لا عقب له فقال الله جل ثناؤه إِن شانئك يا محمد هو الأَبتر أَي المنقطع العقب وجائز أَن يكون هو المنقطع عنه كلُّ خير وفي حديث ابن عباس قال لما قَدِم ابنُ الأَشْرَفِ مكةَ قالت له قريشٌ أَنت حَبْرُ أَهل المدينة وسَيِّدُهم ؟ قال نعم قالوا أَلا تَرى هذا الصُّنَيْبِرَ الأُبَيْتِرَ من قومه ؟ يزعم أَنه خير منا ونحن أَهلُ الحَجيج وأَهلُ السِّدانَةِ وأَهلُ السِّقاية ؟ قال أَنتم خير منه فأُنزلت إِن شانئك هو الأَبتر وأُنزلت أَلَمْ تَرَ إلى الَّذين أُوتوا نَصيباً من الكتاب يؤمنون بالجِبْتِ والطاغوتِ ويقولون للذين كفروا هؤلاء أَهدى من الذين آمنوا سبيلاً ابن الأَثير الأَبْتَرُ المُنْبَتِرُ الذي لا ولد له قيل لم يكن يومئذٍ وُلِدَ لَهُ قال وفيه نظر لأَنه ولد له قبل البعث والوحي إِلاَّ أَن يكون أَراد لم يعش له ولد ذكر والأَبْتَرُ المُعْدِمُ والأَبْتَرُ الخاسرُ والأَبْتَرُ الذي لا عُرْوَةَ له من المَزادِ والدِّلاء وتَبَتَّر لَحْمهُ انْمارَ وبَتَرَ رَحِمَهُ يَبْتُرُها بَتْراً قطعها والأُباتِرُ بالضم الذي يَبْتُرُ رحمه ويقطعها قال أَبو الرئيس المازني واسمه عبادة بن طَهْفَةَ يهجو أَبا حصن السلمي لَئِيمٌ نَزَتْ في أَنْفِهِ خُنْزُ وانَهٌ على قَطْعِ ذي القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ قل ابن بري كذا أَورده الجوهري والمشهور في شعره شديدُ وِكاءٍ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَةٍ وسنذكره هنا وقيل الأُباتِرُ القصير كأَنه بُتِرَ عن التمام وقيل الأُباتِرُ الذي لا نَسْلَ لَه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي شديدُ وِكاءٍ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَةٍ على قَطْعِ ذي القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ قال أُباتِرُ يُسْرِعُ في بَتْرِ ما بينه وبين صديقه وأَبْتَرَ الرجلُ إِذا أَعْطَى ومَنَعَ والحُجَّةُ البَتْراءُ النافذة عن ثعلب والبُتَيْراءُ الشمسُ وفي حديث علي كرّم الله وجهه وسئل عن صلاة الأَضْحى أَو الضُّحى فقال حين تَبْهَرُ البُتَيْراءُ الأَرضَ أَراد حين تنبسط الشمس على وجه الأَرض وترتفع وأَبْتَرَ الرجلُ صلى الضحى وهو من ذلك وفي التهذيب أَبْتَرَ الرجلُ إِذا صلى الضحى حين تُقَضِّبُ الشمسُ وتُقَضِّبُ الشمس أَي تُخرجُ شعاعَها كالْقُضْبان ابن الأَعرابي البُتَيْرَةُ تصغير البَتْرَةِ وهي الأَتانُ والبُتْرِيَّةُ فِرْقَةٌ من الزَّيدية نسبوا إِلى المغيرة بن سعد ولقبه الأَبْتَرُ والبُتْرُ والبَتْراءُ والأُباتِرُ مواضع قال القتال الكلابي عَفَا النَّبْتُ بعدي فالعَرِيشَانِ فالبُتْرُ وقال الراعي تَرَكْنَ رِجالَ العُنْظُوانِ تَنُوبُهُمْ ضِباعٌ خِفافٌ مِنْ وراءِ الأُباتِر

( بثر ) البَثْرُ والبَثَرُ والبُثُورُ خُرَّاجٌ صِغارٌ وخص بعضهم به الوجه واحدته بَثْرَةٌ وبَثَرَةٌ وقد بَثَر جِلْدُه ووجهه يَبْثُرُ بَثْراً وبُثُوراً وبَثِرَ بالكسر بَثَراً وبَثُرَ بالضم ثلاث لغات فهو وَجْهٌ بَثِرٌ وتَبَثَّرَ وَجْهُه بَثِرَ وتَبَثَّرَ جلدُه تَنَفَّط قال أَبو منصور البُثُور مِثْل الجُدَرِيِّ يَقْبُحُ على الوجه وغيره من بدن الإِنسان وجمعها بَثْرٌ ابن الأَعرابي البَثْرَةُ تصغيرها البُثَيْرَةُ وهي النِّعْمَةُ التامة والبَثْرَةُ الحَرَّةُ والبَثْرُ أَرضٌ سَهْلَةٌ رِخْوَةٌ والبَثْرُ أَرضٌ حجارتها كحجارة الحَرَّةِ إِلاَّ أَنها بِيضٌ والبَثْرُ الكثير يقال كَثيرٌ بَثِيرٌ إِتباع له وقد يفرد وعطاءٌ بَثْرٌ كثير وقليل وهو من الأَضداد وماء بَثْرٌ بقي منه على وجه الأَرض شيء قليل وبَثْرٌ ماء معروف بذاتِ عِرْقٍ قال أَبو ذؤيب فافْتَنَّهُنَّ مِنَ السَّواءِ وماؤه بَثْرٌ وعانَدَهُ طَرِيقٌ مَهْيَعُ والمعروف في البَثْرِ الكثيرُ وقال الكسائي هذا شيء كثيرٌ بَثيرٌ بَذيرٌ وبَجيرٌ أَيضاً الأَصمعي البَثْرَة الحُفْرَةُ قال أَبو منصور ورأَيت في البادية رَكِيَّةً غير مَطْوِيَّةٍ يقال لها بَثْرَةُ وكانت واسعة كثيرة الماء الليث الماءُ البَثْرُ في الغدير إِذا ذهب وبقي على وجه الأَرض منه شيء قليل ثم نَشَّ وغَشَّى وجْهَ الأَرض منه شِبْهُ عِرْمِضٍ يقال صار ماء الغدير بَثْراً والبَثْرُ الحَِسْيُ والبُثُور الأَحْساءُ وهي الكِرارُ ويقال ماءٌ باثِرٌ إِذا كان بادياً من غير حفر وكذلك ماءٌ نابعٌ ونَبَعٌ والباثِرُ الحَسُودُ والبَثْرُ والمَبْثُور المَحْسُودُ والمَبْثُور الغنيُّ التّامُّ الغِنى

( بثعر ) ابْذَعَرَّتِ الخيلُ وابْثَعَرَّتْ إِذا رَكَضَتْ تُبادِرُ شيئاً تَطْلُبُه

( بجر ) البَجَرُ بالتحريك خروجُ السُّرَّة ونُتُوُّها وغِلَظُ أَصلِها ابن سيده البُجْرَةُ السُّرَّةُ من الإِنسان والبعير عَظُمَتْ أَو لم تعظم وبَجَرَ بَجْراً فهو أَبْجَرُ إِذا غَلُظَ أَصلُ سُرَّتِهِ فالتَحَمَ من حيث دَقَّ وبقي في ذلك العظم رِيحٌ والمرأَةُ بَجْراءُ واسم ذلك الموضع البَجَرَةُ والبُجْرَةُ والأَبْجَرُ الذي خرجت سرته ومنه حديث صِفَةِ قُرَيْش أَشِحَّةٌ بَجَرَةٌ هي جمع باجر وهو العظيم البطن يقال بَجِرَ يَبْجَرُ بَجَراً فهو باجِرٌ وأَبْجَرُ وصفهم بالبَطانَةِ ونُتُوءِ السُّرَرِ ويجوز أَن يكون كناية عن كَنزهم الأَموال واقتنائهم لها وهو أَشبه بالحديث لأَنه قرنه بالشح وهو أَشد البخل والأَبْجَرُ العظيمُ البَطْنِ والجمع من كل ذلك بُجْرٌ وبُجْرانٌ أَنشد ابن الأَعرابي فلا يَحْسَب البُجْرانُ أَنَّ دِماءَنا حَقِينٌ لهمْ في غيرِ مَرْبُوبَةٍ وُقْرِ أَي لا يَحْسَبْنَ أَن دماءَنا تذهب فِرْغاً باطلاً أَي عندنا من حِفْظِنا لها في أَسْقِيَةٍ مَرْبُوبَةٍ وهذا مثل ابن الأَعرابي الباجِرُ المُنْتَفِخُ الجَوْف والهِرْدَبَّةُ الجَبانُ الفراء الباحرُ بالحاء الأَحمق قال الأَزهري وهذا غير الباجر ولكلٍّ مَعْنًى الفراء البَجْرُ والبَجَرُ انتفاخ البطن وفي الحديث أَنه بَعَثَ بَعْثاً فأَصْبَحُوا بأَرْضٍ بَجْراءَ أَي مرتفعةٍ صُلبْةٍ والأَبْجَرُ الذي ارتفعت سُرَّتُه وصَلُبَتْ ومنه حديثه الآخر أَصْبَحْنا في أَرضٍ عَرُونَةٍ بَجْراءَ وقيل هي التي لا نباتَع بها والأَبْجَرُ حَبْلُ السفينة لعظمه في نوع الحبال وبه سمي أَبْجَرُ ابنُ حاجز والبُجْرَةُ العُقْدَةُ في البطن خاصة وقيل البُجْرَةُ العُقْدَةُ تكون في الوجه والعُنُقِ وهي مثلُ العُجْرَةِ عن كراع وبَجِرَ الرجلُ بَجَراً فهو بَجِرٌ ومَجَرَ مَجْراً امتلأَ بطنُه من الماء واللبن الحامض ولسانُه عطشانُ مثل نَجَرَ وقال اللحياني هو أَن يكثر من شرب الماء أَو اللبن ولا يكاد يروى وهو بَجِرٌ مَجِرٌ نَجِرٌ وتَبَجَّر النبيذَ أَلَحّ في شربه منه والبَجَاري والبَجارى الدواهي والأُمور العظام واحدها بُجْرِيٌّ وبُجْرِيَّةٌ والأَباجِيرُ كالبَجَاري ولا واحد له والبُجْرُ بالضم الشر والأَمر العظيم أَبو زيد لقيت منه البَجَاري أَي الدواهي واحدها بُجْرِيِّ مثل قُمْرِيٍّ وقَماري وهو الشر والأَمر العظيم أَبو عمرو يقال إِنه ليجيءُ بالأَباجِرِ وهي الدواهي قال الأَزهري فكأَنها جمع بُجْرٍ وأَبْجارٍ ثم أَباجِرُ جمعُ الجمع وأَمرٌ بُجْرٌ عظيم وجمعه أَباجِيرُ
( * قوله « وجمعه أباجير » عبارة القاموس الجمع أَباجر وجمع الجمع أَجير ) عن ابن الأَعرابي وهو نادر كأَباطيل ونحوه وقولهم أَفْضَيْتُ إِليك بِعُجَرِي وبُجَري أَي بعيوبي يعني أَمري كله الأَصمعي في باب إِسرار الرجل إِلى أَخيه ما يستره عن غيره أَخبرته بِعُجَرِي وبُجَرِي أَي أَظهرته من ثقتي به على مَعايبي ابن الأَعرابي إِذا كانت في السُّرَّة نَفْخَةٌ فهي بُجْرَةٌ وإِذا كانت في الظهر فهي عُجْرَةٌ قال ثم ينقلان إِلى الهموم والأَحزان قال ومعنى قول علي كرم الله وجهه أَشْكُو إِلى الله عُجَرِي وبُجَرِي أَي همومي وأَحزاني وغمومي ابن الأَثير وأَصل العُجْرَةِ نَفْخَةٌ في الظهر فإِذا كانت في السرة فهي بُجْرَةٌ وقيل العُجَرُ العروقُ المُتَعَقِّدَةُ في الظهر والبُجَرُ العروق المتعقدة في البطن ثم نقلا إلى الهموم والأَحزان أَراد أَنه يشكو إِلى الله تعالى أُموره كلها ما ظهر منها وما بطن وفي حديث أُم زَرْع إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وبُجَرَه أَي أُموره كلها باديها وخافيها وقيل أَسراره وقيل عيوبه وأَبُْجَرَ الرجلُ إِذا استغنى غِنًى يكاد يطغيه بعد فقر كاد يكفره وقال هُجْراً وبُجْراً أَي أَمراً عجباً والبُجْرُ العَجَبُ قال الشاعر أَرْمي عليها وهي شيءٌ بُجْرُ والقَوْسُ فيها وَتَرٌ حِبَجْرُ وأَزرد الجوهري هذا الرجز مستشهداً به على البُجْرِ الشَّرِّ والأَمر العظيم وفسره فقال أَي داهية وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه إِنما هو الفَجْرُ أَو البَجْرُ البَجْرُ بالفتح والضم الداهية والأَمر العظيم أَي إِن انتظرت حتى يضيء الفجرُ أَبصرتَ الطريقَ وإِن خبطت الظلماء أَفضتْ بك إِلى المكروه ويروي البحر بالحاء يريد غمرات الدنيا شبهها بالبحر لتحير أَهلها فيها وفي حديث علي كرم الله وجهه لمْ آتِ لا أَبا لَكُمْ بُجْراً أَبو عمرو البَجِيرُ المالُ الكثير وكثيرٌ بَجِيرٌ إِتباعٌ ومكان عَمِيرٌ بَجِيرٌ كذلك وأَبْجَرُ وبُجَيْرٌ اسمان وابنُ بُجْرَةَ خَمَّارٌ كان بالطائف قال أَبو ذؤيب فلو أَنَّ ما عِنْدَ ابنِ بُجْرَةَ عِنْدَها من الخَمْرِ لم تَبْلُلْ لَهاتِي بناطِل وباجَرٌ صنم كان للأَزد في الجاهلية ومن جاورهم من طيء وقالوا باجِر بكسر الجيم وفي نوادر الأَعراب ابْجارَرْتُ عن هذا الأَمر وابْثارَرْتُ وبَجِرْتُ ومَجِرْتُ أَي استرخيت وتثاقلت وفي حديث مازن كان لهم صنم في الجاهلية يقال له باجر تكسر جيمه وتفتح ويروى بالحاء المهملة وكان في الأَزد وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ذَهَبَتْ فَشيِشَةُ بالأَباعِرِ حَوْلَنا سَرَقاً فَصُبَّ على فَشِيشَةَ أَبْجَرُ قال يجوز أَن يكون رجلاً ويجوز أَن يكون قبيلة ويجوز أَن يكون من الأُمور البَجَارى أَي صبت عليهم داهيةٌ وكل ذلك يكون خبراً ويكون دعاء ومن أَمثالهم عَيَّرَ بُجَيْرٌ بُجَرَهْ ونَسِيَ بُجَيْرٌ خَبَرَهْ يعني عيوبه قال الأَزهري قال المفضل بجير وبجرة كانا أَخوين في الدهر القديم وذكر قصتهما قال والذي رأَيت عليه أَهل اللغة أَنهم قالوا البجير تصغير الأَبجر وهو الناتئ السرة والمصدر البجر فالمعنى أَن ذا بُجْرَةٍ في سُرَّتِه عَيَّرَ غَيْرَهُ بما فيه كما قيل في امرأَة عيرت أُخرى بعيب فيها رَمَتْني بدائها وانْسَلَّتْ

( بحر ) البَحْرُ الماءُ الكثيرُ مِلْحاً كان أَو عَذْباً وهو خلاف البَرِّ سمي بذلك لعُمقِهِ واتساعه قد غلب على المِلْح حتى قَلّ في العَذْبِ وجمعه أَبْحُرٌ وبُحُورٌ وبِحارٌ وماءٌ بَحْرٌ مِلْحٌ قَلَّ أَو كثر قال نصيب وقد عادَ ماءُ الأَرضِ بَحْراً فَزادَني إِلى مَرَضي أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ قال ابن بري هذا القولُ هو قولُ الأُمَوِيّ لأَنه كان يجعل البحر من الماء الملح فقط قال وسمي بَحْراً لملوحته يقال ماءٌ بَحْرٌ أَي مِلْحٌ وأَما غيره فقال إِنما سمي البَحْرُ بَحْراً لسعته وانبساطه ومنه قولهم إِن فلاناً لَبَحْرٌ أَي واسع المعروف قال فعلى هذا يكون البحرُ للملْح والعَذْبِ وشاهدُ العذب قولُ ابن مقبل ونحنُ مَنَعْنا البحرَ أَنْ يَشْرَبُوا به وقد كانَ مِنْكُمْ ماؤه بِمَكَانِ وقال جرير أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ تَحْدُوها ثمانِيَةٌ ما في عطائِهِمُ مَنٌَّ ولا سَرَفُ كُوماً مَهارِيسَ مَثلَ الهَضْبِ لو وَرَدَتْ ماءَ الفُراتِ لَكادَ البَحْرُ يَنْتَزِفُ وقال عديّ بن زيد وتَذَكَّرْ رَبِّ الخُوَرْنَقِ إِذْ أَشْ رَفَ يوماً وللْهُدَى تَذْكِيرُ سَرَّه مالُهُ وكَثْرَةُ ما يَمْ لِكُ والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ أَراد بالبحر ههنا الفرات لأَن رب الخورنق كان يشرِفُ على الفرات وقال الكميت أُناسٌ إِذا وَرَدَتْ بَحْرَهُمْ صَوادِي العَرائِبِ لم تُضْرَبِ وقد أَجمع أَهل اللغة أَن اليَمَّ هو البحر وجاءَ في الكتاب العزيز فَأَلْقِيهِ في اليَمِّ قال أَهل التفسير هو نيل مصر حماها الله تعالى ابن سيده وأَبْحَرَ الماءُ صار مِلْحاً قال والنسب إِلى البحر بَحْرانيٌّ على غير قياس قال سيبويه قال الخليل كأَنهم بنوا الاسم على فَعْلان قال عبدا محمد بن المكرم شرطي في هذا الكتاب أَن أَذكر ما قاله مصنفو الكتب الخمسة الذين عينتهم في خطبته لكن هذه نكتة لم يسعني إِهمالها قال السهيلي رحمه الله تعالى زعم ابن سيده في كتاب المحكم أَن العرب تنسب إِلى البحر بَحْرانيّ على غير قياس وإِنه من شواذ النسب ونسب هذا القول إِلى سيبويه والخليل رحمهما الله تعالى وما قاله سيبويه قط وإِنما قال في شواذ النسب تقول في بهراء بهراني وفي صنعاء صنعاني كما تقول بحراني في النسب إلى البحرين التي هي مدينة قال وعلى هذا تلقَّاه جميع النحاة وتأَوَّلوه من كلام سيبويه قال وإِنما اشتبه على ابن سيده لقول الخليل في هذه المسأَبة أَعني مسأَلة النسب إِلى البحرين كأَنهم بنوا البحر على بحران وإِنما أَراد لفظ البحرين أَلا تراه يقول في كتاب العين تقول بحراني في النسب إِلى البحرين ولم يذكر النسب إِلى البحر أَصلاً للعلم به وأَنه على قياس جار قال وفي الغريب المصنف عن الزيدي أَنه قال إِنما قالوا بَحْرانيٌّ في النسب إِلى البَحْرَيْنِ ولم يقولوا بَحْرِيٌّ ليفرقوا بينه وبين النسب إلى البحر قال ومازال ابن سيده يعثر في هذا الكتاب وغيره عثرات يَدْمَى منها الأَظَلُّ ويَدْحَضُ دَحَضَات تخرجه إِلى سبيل من ضل أَلاّ تراه قال في هذا الكتاب وذكر بُحَيْرَة طَبَرَيَّة فقال هي من أَعلام خروج الدجال وأَنه يَيْبَسُ ماؤُها عند خروجه والحديث إِنما جاء في غَوْرٍ زُغَرَ وإِنما ذكرت طبرية في حديث يأْجوج ومأْجوج وأَنهم يشربون ماءها قال وقال في الجِمَار في غير هذا الكتاب إِنما هي التي ترمي بعرفة وهذه هفوة لا تقال وعثرة لا لَعاً لها قال وكم له من هذا إِذا تكلم في النسب وغيره هذا آخر ما رأَيته منقولاً عن السهيلي ابن سيده وكلُّ نهر عظيم بَحْرٌ الزجاج وكل نهر لا ينقطع ماؤُه فهو بحر قال الأَزهري كل نهر لا ينقطع ماؤه مثل دِجْلَةَ والنِّيل وما أَشبههما من الأَنهار العذبة الكبار فهو بَحْرٌ و أَما البحر الكبير الذي هو مغيض هذه الأَنهار فلا يكون ماؤُه إِلاَّ ملحاً أُجاجاً ولا يكون ماؤه إِلاَّ راكداً وأَما هذه الأَنهار العذبة فماؤُها جار وسميت هذه الأَنهار بحاراً لأَنها مشقوقة في الأَرض شقّاً ويسمى الفرس الواسع الجَرْي بَحْراً ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في مَنْدُوبٍ فَرَسِ أَبي طلحة وقد ركبه عُرْياً إِني وجدته بَحْراً أَي واسع الجَرْي قال أَبو عبيدة يقال للفرس الجواد إِنه لَبَحْرٌ لا يُنْكَش حُضْرُه قال الأَصمعي يقال فَرَسٌ بَحْرٌ وفَيضٌ وسَكْبٌ وحَثٌّ إِذا كان جواداً كثيرَ العَدْوِ وفي الحديث أَبى ذلك البَحرُ ابنُ عباس سمي بحراً لسعة علمه وكثرته والتَّبَحُّرُ والاستِبْحَارُ الانبساط والسَّعة وسمي البَحْرُ بَحْراً لاسْتبحاره وهو انبساطه وسعته ويقال إِنما سمي البَحْر بَحْراً لأَنه شَقَّ في الأَرض شقّاً وجعل ذلك الشق لمائه قراراً والبَحْرُ في كلام العرب الشَّقُّ وفي حديث عبد المطلب وحفر زمزم ثم بَحَرَها بَحراً أَي شقَّها ووسَّعها حتى لا تُنْزَفَ ومنه قيل للناقة التي كانوا يشقون في أُذنها شقّاً بَحِيرَةٌ وبَحَرْتُ أُذنَ الناقة بحراً شققتها وخرقتها ابن سيده بَحَرَ الناقةَ والشاةَ يَبْحَرُها بَحْراً شقَّ أُذنها بِنِصْفَين وقيل بنصفين طولاً وهي البَحِيرَةُ وكانت العرب تفعل بهما ذلك إِذا نُتِجَتا عشرةَ أَبْطن فلا يُنْتَفَع منهما بلبن ولا ظَهْرٍ وتُترك البَحِيرَةُ ترعى وترد الماء ويُحَرَّمُ لحمها على النساء ويُحَلَّلُ للرجال فنهى الله تعالى عن ذلك فقال ما جَعَلَ اللهُ من بَحِيرَةٍ ولا سائبةٍ ولا وصِيلةٍ ولا حامٍ قال وقيل البَحِيرَة من الإِبل التي بُحِرَتْ أُذنُها أَي شُقت طولاً ويقال هي التي خُلِّيَتْ بلا راع وهي أَيضاً الغَزِيرَةُ وجَمْهُها بُحُرٌ كأَنه يوهم حذف الهاء قال الأَزهري قال أَبو إِسحق النحوي أَثْبَتُ ما روينا عن أَهل اللغة في البَحِيرَة أَنها الناقة كانت إِذا نُتِجَتْ خَمْسَةَ أَبطن فكان آخرها ذكراً بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها وأَعْفَوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح ولا تُحلأُ عن ماء ترده ولا تمنع من مرعى وإِذا لقيها المُعْيي المُنْقَطَعُ به لم يركبها وجاء في الحديث أَن أَوَّل من بحر البحائرَ وحَمَى الحامِيَ وغَيَّرَ دِين إِسمعيل عَمْرُو بن لُحَيِّ بن قَمَعَة بنِ جُنْدُبٍ وقيل البَحِيرَةُ الشاة إِذا ولدت خمسة أَبطُن فكان آخرها ذكراً بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها وتُرِكَت فلا يَمَسُّها أَحدٌ قال الأَزهري والقول هو الأَوَّل لما جاء في حديث أَبي الأَحوص الجُشَمِيِّ عن أَبيه أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أَرَبُّ إِبلٍ أَنتَ أَم ربُّ غَنَمٍ ؟ فقال من كلٍّ قد آتاني اللهُ فأَكْثَرَ فقال هل تُنْتَجُ إِبلُك وافيةً آذانُها فَتَشُقُّ فيها وتقول بُحُرٌ ؟ يريد به جمع البَحِيرة وقال الفرّاء البَحِيرَةُ هي ابنة السائبة وقد فسرت السائبة في مكانها قال الجوهري وحكمها حكم أُمها وحكى الأَزهري عن ابن عرفة البَحيرة الناقة إِذا نُتِجَتْ خمسة أَبطن والخامس ذكر نحروه فأَكله الرجال والنساء وإِن كان الخامس أُنثى بَحَروا أُذنها أَي شقوها فكانت حراماً على النساء لحمها ولبنها وركوبها فإِذا ماتت حلت للنساء ومنه الحديث فَتَقَطَعُ آذانَها فتقُولُ بُحُرٌ وأَنشد شمر لابن مقبل فيه من الأَخْرَجِ المُرْتَاعِ قَرْقَرَةٌ هَدْرَ الدَّيامِيِّ وَسْطَ الهجْمَةِ البُحُرِ البُحُرُ الغِزارُ والأَخرج المرتاعُ المُكَّاءٌ وورد ذكر البَحِيرة في غير موضع كانوا إِذا ولدت إِبلهم سَقْباً بَحَروا أُذنه أَي شقوها وقالوا اللهم إِن عاش فَقَنِيٌّ وإِن مات فَذَكيٌّ فإِذا مات أَكلوه وسموه البحيرة وكانوا إِذا تابعت الناقة بين عشر إِناث لم يُرْكب ظهرُها ولم يُجَزّ وبَرُها ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ضَيْفٌ فتركوها مُسَيَّبَةً لسبيلها وسموَّها السائبة فما ولدت بعد ذلك من أُنثى شقوا أُذنها وخلَّوا سبيلها وحرم منها ما حرم من أُمّها وسَمّوْها البحِيرَةَ وجمعُ البَحِيرَةِ على بُحُرٍ جمعٌ غريبٌ في المؤنث إِلا أَن يكون قد حمله على المذكر نحو نَذِيرٍ ونُذُرٍ على أَن بَحِيرَةً فعيلة بمعنى مفعولة نحو قتيلة قال ولم يُسْمَعْ في جمع مثله فُعُلٌ وحكى الزمَخْشري بَحِيرَةٌ وبُحُرٌ وصَريمَةٌ وصُرُمٌ وهي التي صُرِمَتْ أُذنها أَي قطعت واسْتَبْحَرَ الرجل في العلم والمال وتَبَحَّرَ اتسع وكثر ماله وتَبَحَّرَ في العلم اتسع واسْتَبْحَرَ الشاعرُ إِذا اتَّسَعَ في القولِ قال الطرماح بِمِثْلِ ثَنائِكَ يَحْلُو المديح وتَسْتَبْحِرُ الأَلسُنْ المادِحَهْ وفي حديث مازن كان لهم صنم يقال له باحَر بفتح الحاء ويروى بالجيم وتَبَحَّر الراعي في رعْيٍ كثير اتسع وكلُّه من البَحْرِ لسعته وبَحِرَ الرجلُ إِذا رأَى البحر فَفَرِقَ حتى دَهِشَ وكذلك بَرِقَ إِذا رأَى سَنا البَرْقِ فتحير وبَقِرَ إِذا رأَى البَقَرَ الكثيرَ ومثله خَرِقَ وعَقِرَ ابن سيده أَبْحَرَ القومُ ركبوا البَحْرَ ويقال للبَحْرِ الصغير بُحَيْرَةٌ كأَنهم توهموا بَحْرَةً وإِلا فلا وجه للهاء وأَما البُحَيْرَةُ التي في طبرية وفي الأَزهري التي بالطبرية فإِنها بَحْرٌ عظيم نحو عشرة أَميال في ستة أَميال وغَوْرُ مائها وأَنه
( * قوله « وغور مائها وأنه إلخ » كذا بالأَصل المنسوب للمؤلف وهو غير تام )
علامة لخروج الدجال تَيْبَس حتى لا يبقى فيها قطرة ماء وقد تقدم في هذا الفصل ما قاله السهيلي في هذا المعنى وقوله يا هادِيَ الليلِ جُرْتَ إِنما هو البَحْرُ أَو الفَجْرُ فسره ثعلب فقال إِنما هو الهلاك أَو ترى الفجر شبه الليل بالبحر وقد ورد ذلك في حديث أَبي بكر رضي الله عنه إِنما هو الفَجْرُ أَو البَجْرُ وقد تقدم وقال معناه إِن انتظرت حتى يضيء الفجر أَبصرب الطريق وإِن خبطت الظلماء أَفضت بك إِلى المكروه قال ويروى البحر بالحاء يريد غمرات الدنيا شبهها بالبحر لتحير أَهلها فيها والبَحْرُ الرجلُ الكريمُ الكثيرُ المعروف وفَرسٌ بَحْرٌ كثير العَدوِ على التشبيه بالبحر والبَحْرُ الرِّيفُ وبه فسر أَبو عليّ قوله عز وجل ظهر الفساد في البَرِّ والبَحْرِ لأَن البحر الذي هو الماء لا يظهر فيه فساد ولا صلاح وقال الأَزهري معنى هذه الآية أَجدب البر وانقطعت مادة البحر بذنوبهم كان ذلك ليذوقوا الشدَّة بذنوبهم في العاجل وقال الزجاج معناه ظهر الجدب في البر والقحط في مدن البحر التي على الأَنهار وقول بعض الأَغفال وأَدَمَتْ خُبْزِيَ من صُيَيْرِ مِنْ صِيرِ مِصْرَيْنِ أَو البُحَيْرِ قال يجوز أَن يَعْني بالبُحَيْرِ البحر الذي هو الريف فصغره للوزن وإقامة القافية قال ويجوز أَن يكون قصد البُحَيْرَةَ فرخم اضطراراً وقوله من صُيَيْر مِن صِيرِ مِصْرَيْنِ يجوز أَن يكون صير بدلاً من صُيَيْر بإِعادة حرف الجر ويجوز أَن تكون من للتبعيض كأَنه أَراد من صُيَيْر كائن من صير مصرين والعرب تقول لكل قرية هذه بَحْرَتُنا والبَحْرَةُ الأَرض والبلدة يقال هذه بَحْرَتُنا أَي أَرضنا وفي حديث القَسَامَةِ قَتَلَ رَجُلاً بِبَحْرَةِ الرِّعاءِ على شَطِّ لِيَّةَ البَحْرَةُ البَلْدَةُ وفي حديث عبدالله بن أُبيّ اصْطَلَحَ أَهلُ هذه البُحَيْرَةِ أَن يَعْصِبُوه بالعِصَابَةِ البُحَيْرَةُ مدينة سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهي تصغير البَحْرَةِ وقد جاء في رواية مكبراً والعربُ تسمي المُدُنَ والقرى البحارَ وفي الحديث وكَتَبَ لهم بِبَحْرِهِم أَي ببلدهم وأَرضهم وأَما حديث عبدالله ابن أُبيّ فرواه الأَزهري بسنده عن عُرْوَةَ أَن أُسامة ابن زيد أَخبره أَن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حماراً على إِكافٍ وتحته قَطِيفةٌ فركبه وأَرْدَفَ أُسامةَ وهو يعود سعد بن عُبادَةَ وذلك قبل وَقْعَةِ بَدْرٍ فلما غشيت المجلسَ عَجاجَةُ الدابة خَمَّرَ عبدُالله بنُ أُبيّ أَنْفَه ثم قال لا تُغَبِّرُوا ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوقف ودعاهم إِلى الله وقرأَ القرآنَ فقال له عبدُالله أَيها المَرْءُ إِن كان ما تقول حقّاً فلا تؤذنا في مجلسنا وارجعْ إِلى رَحْلك فمن جاءَك منَّا فَقُصَّ عليه ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال له أَي سَعْدُ أَلم تسمعْ ما قال أَبو حُباب ؟ قال كذا فقال سعدٌ اعْفُ واصفَحْ فوالله لقد أَعطاك اللهُ الذي أَعطاك ولقد اصطلح أَهلُ هذه البُحَيْرةِ على أَن يُتَوِّجُوه يعني يُمَلِّكُوهُ فَيُعَصِّبوه بالعصابة فلما ردَّ الله ذلك بالحق الذي أَعطاكَ شَرِقَ لذلك فذلك فَعَلَ به ما رأَيْتَ فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم والبَحْرَةُ الفَجْوَةُ من الأَرض تتسع وقال أَبو حنيفة قال أَبو نصر البِحارُ الواسعةُ من الأَرض الواحدة بَحْرَةٌ وأَنشد لكثير في وصف مطر يُغادِرْنَ صَرْعَى مِنْ أَراكٍ وتَنْضُبٍ وزُرْقاً بأَجوارِ البحارِ تُغادَرُ وقال مرة البَحْرَةُ الوادي الصغير يكون في الأَرض الغليظة والبَحْرةُ الرَّوْضَةُ العظيمةُ مع سَعَةٍ وجَمْعُها بِحَرٌ وبِحارٌ قال النمر بن تولب وكأَنها دَقَرَى تُخايِلُ نَبْتُها أُنُفٌ يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها
( * قوله « تخايل إلخ » سيأتي للمؤلف في مادّة دقر هذا البيت وفيه تخيل بدل تخايل وقال أي تلوّن بالنور فتريك رؤيا تخيل إليك أنها لون ثم تراها لوناً آخر ثم قطع الكلام الأول فقال نبتها أنف فنبتها مبتدأ إلخ ما قال ) الأَزهري يقال للرَّوْضَةِ بَحْرَةٌ وقد أَبْحَرَتِ الأَرْضُ إِذا كثرت مناقع الماء فيها وقال شمر البَحْرَةُ الأُوقَةُ يستنقع فيها الماء ابن الأَعرابي البُحَيْرَةُ المنخفض من الأَرض وبَحِرَ الرجلُ والبعيرُ بَحَراً فهو بَحِرٌ إِذا اجتهد في العدوِ طالباً أَو مطلوباً فانقطع وضعف ولم يزل بِشَرٍّ حتى اسودَّ وجهه وتغير قال الفراء البَحَرُ أَن يَلْغَى البعيرُ بالماء فيكثر منه حتى يصيبه منه داء يقال بَحِرَ يَبْحَرُ بَحَراً فهو بَحِرٌ وأَنشد لأُعْلِطَنَّه وَسْماً لا يُفارِقُه كما يُجَزُّ بِحُمَّى المِيسَمِ البَحِرُ قال وإِذا أَصابه الداءُ كُويَ في مواضع فَيَبْرأُ قال الأَزهري الداء الذي يصيب البعير فلا يَرْوَى من الماء هو النِّجَرُ بالنون والجيم والبَجَرُ بالباء والجيم وأَما البَحَرُ فهو داء يورث السِّلَّ وأَبْحَرَ الرجلُ إِذا أَخذه السِّلُّ ورجلٌ بَجِيرٌ وبَحِرٌ مسْلُولٌ ذاهبُ اللحم عن ابن الأَعرابي وأَنشد وغِلْمَتي مِنْهُمْ سَحِيرٌ وبَحِرْ وآبقٌ مِن جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ أَبو عمرو البَحِيرُ والبَحِرُ الذي به السِّلُّ والسَّحِيرُ الذي انقطعت رِئَتُه ويقال سَحِرٌ وبَحِرَ الرجلُ بُهِتَ وأَبْحَرَ الرجل إذا اشتدَّتْ حُمرةُ أَنفه وأَبْحَرَ إِذا صادف إِنساناً على غير اعتمادٍ وقَصدٍ لرؤيته وهو من قولهم لقيته صَحْرَةَ بَحْرَةَ أَي بارزاً ليس بينك وبينه شيء والباحِر بالحاء الأَحمق الذي إِذا كُلِّمَ بَحِرَ وبقي كالمبهوت وقيل هو الذي لا يَتَمالكُ حُمْقاً الأَزهري الباحِرُ الفُضولي والباحرُ الكذاب وتَبَحَّر الخبرَ تَطَلَّبه والباحرُ الأَحمرُ الشديدُ الحُمرة يقال أَحمر باحرٌ وبَحْرانيٌّ ابن الأَعرابي يقال أَحْمَرُ قانِئٌ وأَحمرُ باحِرِيٌّ وذَرِيحِيٌّ بمعنى واحد وسئل ابن عباس عن المرأَة تستحاض ويستمرّ بها الدم فقال تصلي وتتوضأُ لكل صلاة فإِذا رأَتِ الدَّمَ البَحْرانيَّ قَعَدَتْ عن الصلاة دَمٌ بَحْرَانيٌّ شديد الحمرة كأَنه قد نسب إِلى البَحْرِ وهو اسم قعر الرحم منسوب إِلى قَعْرِ الرحم وعُمْقِها وزادوه في النسب أَلِفاً ونوناً للمبالغة يريد الدم الغليظ الواسع وقيل نسب إِلى البَحْرِ لكثرته وسعته ومن الأَول قول العجاج وَرْدٌ من الجَوْفِ وبَحْرانيُّ أَي عَبِيطٌ خالصٌ وفي الصحاح البَحْرُ عُمْقُ الرَّحِمِ ومنه قيل للدم الخالص الحمرة باحِرٌ وبَحْرانيٌّ ابن سيده ودَمٌ باحِرٌ وبَحْرانيٌّ خالص الحمرة من دم الجوف وعم بعضُهم به فقال أَحْمَرُ باحِرِيٌّ وبَحْرَانيٌّ ولم يخص به دم الجوف ولا غيره وبَناتُ بَحْرٍ سحائبُ يجئنَ قبل الصيف منتصبات رقاقاً بالحاء والخاء جميعاً قال الأَزهري قال الليث بَناتُ بَحْرٍ ضَرْبٌ من السحاب قال الأَزهري وهذا تصحيف منكر والصواب بَناتُ بَخْرٍ قال أَبو عبيد عن الأَصمعي يقال لسحائب يأْتين قبل الصيف منتصبات بَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ بالباء والميم والخاء ونحو ذلك قال اللحياني وغيره وسنذكر كلاًّ منهما في فصله الجوهري بَحِرَ الرجلُ بالكسر يَبْحَرُ بَحَراً إِذا تحير من الفزع مثل بَطِرَ ويقال أَيضاً بَحِرَ إِذا اشتدَّ عَطَشُه فلم يَرْوَ من الماء والبَحَرُ أَيضاً داءٌ في الإِبل وقد بَحِرَتْ والأَطباء يسمون التغير الذي يحدث للعليل دفعة في الأَمراض الحادة بُحْراناً يقولون هذا يَوْمُ بُحْرَانٍ بالإِضافة ويومٌ باحُوريٌّ على غير قياس فكأَنه منسوب إِلى باحُورٍ وباحُوراء مثل عاشور وعاشوراء وهو شدّة الحر في تموز وجميع ذلك مولد قال ابن بري عند قول الجوهري إِنه مولد وإِنه على غير قياس قال ونقيض قوله إِن قياسه باحِرِيٌّ وكان حقه أَن يذكره لأَنه يقال دم باحِرِيٌّ أَي خالص الحمرة ومنه قول المُثَقِّب العَبْدِي باحِريُّ الدَّمِ مُرَّ لَحْمُهُ يُبْرئُ الكَلْبَ إِذا عَضَّ وهَرّ والباحُورُ القَمَرُ عن أَبي علي في البصريات له والبَحْرانِ موضع بين البصرة وعُمانَ النسب إِليه بَحْريٌّ وبَحْرانيٌّ قال اليزيدي كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه النسبةَ إِلى البَحْرِ الليث رجل بَحْرانيٌّ منسوب إِلى البَحْرَينِ قال وهو موضع بين البصرة وعُمان ويقال هذه البَحْرَينُ وانتهينا إِلى البَحْرَينِ وروي عن أَبي محمد اليزيدي قال سأَلني المهدي وسأَل الكسائي عن النسبة إِلى البحرين وإِلى حِصْنَينِ لِمَ قالوا حِصْنِيٌّ وبَحْرانيٌّ ؟ فقال الكسائي كرهوا أَن يقولوا حِصْنائِيٌّ لاجتماع النونين قال وقلت أَنا كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه النسبة إِلى البحر قال الأَزهري وإِنما ثنوا البَحْرَ لأَنَّ في ناحية قراها بُحَيرَةً على باب الأَحساء وقرى هجر بينها وبين البحر الأَخضر عشرة فراسخ وقُدِّرَت البُحَيرَةُ ثلاثةَ أَميال في مثلها ولا يغيض ماؤُها وماؤُها راكد زُعاقٌ وقد ذكرها الفرزدق فقال كأَنَّ دِياراً بين أَسْنِمَةِ النَّقا وبينَ هَذالِيلِ البُحَيرَةِ مُصْحَفُ وكانت أَسماء بنت عُمَيْسٍ يقال لها البَحْرِيَّة لأَنها كانت هاجرت إِلى بلاد النجاشي فركبت البحر وكلُّ ما نسب إِلى البَحْرِ فهو بَحْريٌّ وفي الحديث ذِكْرُ بَحْرانَ وهو بفتح الباء وضمها وسكون الحاء موضع بناحية الفُرْعِ من الحجاز له ذِكْرٌ في سَرِيَّة عبدالله بن جَحْشٍ وبَحْرٌ وبَحِيرٌ وبُحَيْرٌ وبَيْحَرٌ وبَيْحَرَةُ أَسماء وبنو بَحْريّ بَطْنٌ وبَحْرَةُ ويَبْحُرُ موضعان وبِحارٌ وذو بِحارٍ موضعان قال الشماخ صَبَا صَبْوَةً مِن ذِي بِحارٍ فَجاوَرَتْ إِلى آلِ لَيْلى بَطْنَ غَوْلٍ فَمَنْعَجِ

( بحتر ) البُحْتُر بالضم القصير المجتمع الخَلْقِ وكذلك الحُبْتُرُ وهو مقلوب منه والأُنثى بُحْتُرَة والجمع البحاتِرُ وبُحْتُرٌ أَبو بطن من طيّء وهو بُحتُرُ بنُ عَتُود ابن عُنَين بن سَلامانَ بن ثُعَلَ بن عَمْرو بن الغَوْثِ ابن جَلْهَمَةَ بن طَيّء بن أُدَدَ وهو رَهْطُ الهَيْثَمِ ابن عَدِيٍّ والبُحْتُرِيَّةُ من الإِبل منسوبة إِليهم

( بحثر ) بَحْثَرَ الشيءَ بَحَثَه وبَدَّدَه كَبَعْثَرَهُ وقرئ إِذا بُحْثِرَ ما في القبور أَي بعث الموتى وبَحْثَرَ المتاع فرَّقه الأَزهري بَحْثَرَ متاعه وبَعْثَرَه إِذا أَثاره وقلبه وفرَّقه وقلب بعضه على بعض الأَصمعي إِذا انقطع اللبن وتَحَبَّبَ فهو مُبَحْثَرٌ فإِذا خَثُرَ أَعلاه وأَسفَلُه رقيقٌ فهو هادر أَبو الجرّاح بَحْثَرْتُ الشيءَ وبَعْثَرْتُه إِذا استخرجته وكشفته قال القتال العامري ومَنْ لا تَلِدْ أَسماءُ مِنْ آلِ عامِرٍ وكَبْشَة تُكْرَهُ أُمُّهُ أَنْ تُبَحْثَرَا

( بحدر ) أَبو عدنان قال البُهْدُرِيُّ والبُحْدُرِيُّ المُقَرْقَمُ الذي لا يَشِبُّ

( بخر ) البَخَرُ الرائحة المتغيرة من الفم قال أَبو حنيفة البَخَرُ النَّتْنُ يكون في الفم وغيره بَخِرَ بَخَراً وهو أَبْخَرُ وهي بَخْرَاءُ وأَبْخَرهُ الشيءُ صَيَّرَه أَبْخَرَ وبَخِرَ أَي نَتُنَ من بَخَرِ الفَم الخبيث وفي حديث عمر رضي الله عنه إِياكم ونَوْمَةَ الغَداةِ فإِنها مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ وجعله القتيبي من حديث علي رضي الله عنه قوله مبخرة أَي مَظِنَّةٌ للبَخَرِ وهو تغير ريح الفم وفي حديث المغيرة إِيَّاكَ وكلَّ مَجْفَرَةٍ مَبْخَرَةٍ يعني من النساء والبَخْرَاءُ والبَخْرَةُ عُشْبَةٌ تشبه نباتَ الكُشْنَى ولها حب مثل حبه سوداء سميت بذلك لأَنها إِذا أُكِلت أَبْخَرَتِ الفَم حكاها أَبو حنيفة قال وهي مَرْعًى وتعلِفُها المواشي فتسمنها ومنابتها القِيعانُ والبَخْراءُ أَرض بالشام لنَتْنِها بعُفونة تُرْبِها وبُخارُ الفَسْوِ رِيحُه قال الفرزدق أَشارِبُ قَهْوَةٍ وحَلِيفُ زِيرٍ وصَرَّاءٌ لِفَسْوَتِهِ بُخارُ وكلُّ رائحة سطعت من نَتْنٍ أَو غيره بَخَرٌ وبُخارٌ والبَخْرُ مجزوم فِعْلُ البُخارِ وبُخارُ القِدر ما ارتفع منها بَخَرَتْ تَبْخَرُ بَخْراً وبُخاراً وكذلك بُخارُ الدُّخان وكلُّ دخان يسطع من ماءٍ حار فهو بُخار وكذلك من النَّدَى وبُخارُ الماء ما يرتفع منه كالدخان وفي حديث معاوية أَنه كتب إِلى ملك الروم لأَجْعَلنَّ القُسْطَنْطِينِيَّةَ البَخْراءَ حُمَمَةً سَوْداءَ وصفها بذلك لبُخار البحر وتَبَخَّر بالطيب ونحوه تَدَخَّنَ والبَخُورُ بالفتح ما يتبخر به ويقال يَخَّرَ علينا من بَخُور العُود أَي طَيَّبَ وبَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ سحابٌ يأْتين قبل الصيف منتصبةٌ رِقاقٌ بيضٌ حسانٌ وقد ورد بالحاء المهملة أَيضاً فقيل بنات بحر وقد تقدم والمَبْخُورُ المَخْمُورُ ابن الأَعرابي الباخِرُ ساقي الزرع قال أَبو منصور المعروف الماخِر فأَبدَل من الميم باءً كقولك سَمَدَ رأْسَه وسَبَدَهُ والله أَعلم

( بختر ) البَخْتَرَةُ والتَّبَخْتُرُ مِشْيَةٌ حَسَنَةٌ وقد بَخْتَرَ وتَبَخْتَرَ وفلانٌ يمشي البَخْتَرِيَّةَ وفلان يَتَبَخْتَرُ في مِشْيَتِهِ ويَتَبَخْتَى وفي حديث الحجاج لما أُدخل عليه يزيد بن المُهَلَّبِ أَسيراً فقال الحجاج جَمِيلُ المُحَيَّا بَخْتَرِيٌّ إِذا مَشَى فقال يزيد وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَينِ شِناقُ البَخْتَريُّ المُتَبَخْتِرُ في مَشْيهِ وهي مِشْيَةُ المتكبر المعجب بنفسه ورجل بِخْتِيرٌ وبَخْتَرِيٌّ صاحبُ تَبَخْتُرٍ وقيل حَسَنُ المشي والجسم والأُنثى بَخْتَرِيَّة والبَخْتَريُّ من الإِبل الذي يَتَبَخْتَرُ أَي يختال وبَخْتَريٌّ اسمُ رجل وأَنشد ابن الأَعرابي جزى اللهُ عَنّا بَخْتَرِيّاً ورَهْطَهُ بني عَبْدِ عَمْرٍو ما أَعَفَّ وأَمْجَدَا هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوت لا أَلْسَ فيهمُ وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدَا وأَبو البَخْتَريّ من كُناهم أَنشد ابن الأَعرابي إِذا كنتَ تَطْلُبُ شَأْوَ المُلُو كِ فافْعَلْ فِعالَ أَبي البَخْتَرِي تَتَبَّعَ إِخْوانَهُ في البِلاد فأَغْنَى المُقِلَّ عن المُكْثِرِ وأَراد البختريَّ فحذف إِحدى ياءي النسب

( بخثر ) البَخْثَرَةُ الكُدْرَةُ في الماء أَو الثوب

( بدر ) بَدَرْتُ إِلى الشيء أَبْدُرُ بُدُوراً أَسْرَعْتُ وكذلك بادَرْتُ إِليه وتَبادَرَ القومُ أَسرعوا وابْتَدَروا السلاحَ تَبادَرُوا إِلى أَخذه وبادَرَ الشيءَ مبادَرَةً وبِداراً وابْتَدَرَهُ وبَدَرَ غيرَه إِليه يَبْدُرُه عاجَلَهُ وقول أَبي المُثَلَّمِ فَيَبْدُرُها شَرائِعَها فَيَرْمي مَقاتِلَها فَيَسْقِيها الزُّؤَامَا أَراد إِلى شرائعها فحذف وأَوصل وبادَرَهُ إِليه كَبَدَرَهُ وبَدَرَني الأَمرُ وبَدَرَ إِليَّ عَجِلَ إِليَّ واستبق واسْتَبَقْنا البَدَرَى أَي مُبادِرِينَ وأَبْدَرَ الوصيُّ في مال اليتيم بمعنى بادَرَ وبَدَرَ ويقال ابْتَدَرَ القومُ أَمراً وتَبادَرُوهُ أَي بادَرَ بعضُهم بعضاً إِليه أَيُّهُمْ يَسْبِقُ إِليه فَيَغْلِبُ عليه وبادَرَ فلانٌ فلاناً مُوَلِّياً ذاهباً في فراره وفي حديث اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم نساءَه قال عُمَرُ فابْتَدَرَتْ عيناي أَي سالتا بالدموع وناقةٌ بَدْرِيَّةٌ بَدَرَتْ أُمُّها الإِبلَ في النِّتاج فجاءت بها في أَول الزمان فهو أَغزر لها وأَكرم والبادِرَةُ الحِدَّةُ وهو ما يَبْدُرُ من حِدَّةِ الرجل عند غضبه من قول أَو فعل وبادِرَةُ الشَّرِّ ما يَبْدُرُكَ منه يقال أَخشى عليك بادِرَتَهُ وبَدَرَتْ منه بَوادِرُ غضَبٍ أَي خَطَأٌ وسَقَطاتٌ عندما احْتَدَّ والبادِرَةُ البَدِيهةُ والبادِرَةُ من الكلام التي تَسْبِقُ من الإِنسان في الغضب ومنه قول النابغة ولا خَيْرَ في حِلْمٍ إِذا لم تَكُنْ له بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا وبادِرَةُ السيف شَباتُه وبادِرَةُ النَّبات رأْسُه أَوَّل ما يَنْفَطِرُ عنه وبادِرَةُ الحِنَّاءِ أَولُ ما يَبْدأُ منه والبادِرَةُ أَجْوَدُ الوَرْس وأَحْدَثُه نباتاً وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ وحَدْرَةٌ مكْتَنِزَةٌ صُلْبَةٌ وبَدْرَةٌ تَبْدُرُ بالنظر وقيل حَدْرَةٌ واسعةٌ وبَدْرَةٌ تامةٌ كالبَدْرِ قال امرؤ القيس وعيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ شُقَّتْ مَآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وقيل عين بَدْرَةٌ يَبْدُر نظرها نظرَ الخيل عن ابن الأَعرابي وقيل هي الحديدة النظر وقيل هي المدوّرة العظيمة والصحيح في ذلك ما قاله ابن الأَعرابي والبَدْرُ القَمَرُ إِذا امْتَلأَ وإِنما سُمِّيَ بَدْراً لأَنه يبادر بالغروب طلوعَ الشمس وفي المحكم لأَنه يبادر بطلوعه غروبَ الشمس لأَنهما يَتراقَبانِ في الأُفُقِ صُبْحاً وقال الجوهري سمي بَدْراً لِمُبادرته الشمس بالطُّلُوع كأَنَّه يُعَجِّلُها المَغِيبَ وسمي بدراً لتمامه وسميت ليلةَ البَدْرِ لتمام قمرها وقوله في الحديث عن جابر إِن النبي صلى الله عليه وسلم أُتيَ ببدر فيه خَضِراتٌ من البُقول قال ابن وهب يعني بالبَدْرِ الطبقَ شبه بالبَدْرِ لاستدارته قال الأَزهري وهو صحيح قال وأَحسبه سُمي بَدْراً لأَنه مدوَّر وجمعُ البَدْر بُدُورٌ وأَبْدَرَ القومُ طلع لهم البَدْرُ ونحن مُبْدِرُونَ وأَبْدَرَ الرجلُ إِذا سرى في ليلة البَدْرِ وسمي بَدْراً لامتلائه وليلةُ البَدْر ليلةُ أَربع عشرة وبَدْرُ القومِ سَيِّدُهم على التشبيه بالبَدْرِ قال ابن أَحمر وَقَدْ نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بِكَفِّه عَلَيْهِ ونُعْطِي رَغْبَةَ المُتَودِّدِ ويروى البَدْءَ والبادِرُ القمر والبادِرَةُ الكلمةُ العَوْراءُ والبادِرَةُ الغَضْبَةُ السَّرِيعَةُ يقال احذروا بادِرَتَهُ والبَدْرُ الغلامُ المبادِر وغلامٌ بَدْرٌ ممتلئ وفي حديث جابر كنا لا نَبِيعُ الثَّمَرَ حتى يَبْدُرَ أَي يبلغ يقال بَدَرَ الغلامُ إِذا تم واستدار تشبيهاً بالبدر في تمامه وكماله وقيل إِذا احمرّ البُسْرُ يقال له قد أَبْدَرَ والبَدْرَةُ جِلْدُ السَّخْلَة إِذا فُطِمَ والجمع بُدورٌ وبِدَرٌ قال الفارسي ولا نظير لبَدْرَةٍ وبِدَر إِلا بَضْعَةٌ وبِضَعٌ وهَضْبَةٌ وهِضَبٌ الجوهري والبَدْرَةُ مَسْكُ السَّخْلَةِ لأَنها ما دامت تَرْضَعُ فَمَسْكُها لِلَّبَنِ شَكْوَةٌ وللسَّمْنِ عُكَّةٌ فإِذا فُطمت فَمَسْكُها للبن بَدْرَةٌ وللسَّمنِ مِسْأَدٌ فإِذا أَجذعت فَمَسْكُها للبن وَطْبٌ وللسمن نِحْيٌ والبَدْرَةُ كيس فيه أَلف أَو عشرة آلاف سميت ببَدْرَةِ السَّخْلَةِ والجمع البُدورُ وثلاثُ بَدرات أَبو زيد يقال لِمَسْك السخلة ما دامت تَرْضَعُ الشَّكْوَةُ فإِذا فُطم فَمَسْكُهُ البَدْرَةُ فإِذا أَجذع فَمَسكه السِّقاءُ والبادِرَتانِ من الإِنسان لَحْمتانِ فوق الرُّغَثاوَيْنِ وأَسفلَ الثُّنْدُوَةِ وقيل هما جانبا الكِرْكِرَةِ وقيل هما عِرْقان يَكْتَنِفانِها قال الشاعر تَمْري بَوادِرَها منها فَوارِقُها يعني فوارق الإِبل وهي التي أَخذها المخاض ففَرِقتْ نادَّةً فكلما أَخذها وجع في بطنها مَرَتْ أَي ضربت بخفها بادرَةَ كِركِرَتِها وقد تفعل ذلك عند العطش والبادِرَةُ من الإِنسان وغيره اللحمة التي بين المنكب والعُنق والجمعُ البَوادِرُ قال خِراشَةُ بنُ عَمْرٍو العَبْسِيُّ هَلاَّ سأَلْتِ ابنةَ العَبْسِيِّ ما حَسَبي عِنْدَ الطِّعانِ إِذا ما غُصَّ بالرِّيقِ ؟ وجاءَت الخيلُ مُحَمَّراً بَوادِرُها زُوراً وَزَلَّتْ يَدُ الرَّامي عَنِ الفُوقِ يقول هلاَّ سأَلت عني وعن شجاعتي إِذا اشتدّت الحرب واحمرّت بوادر الخيل من الدم الذي يسيل من فرسانها عليها ولما يقع فيها من زلل الرامي عن الفوق فلا يهتدي لوضعه في الوتر دَهَشاً وحَيْرَةً وقوله زوراً يعني مائلة أَي تميل لشدّة ما تلاقي وفي الحديث أَنه لما أُنزلت عليه سورة اقرأْ باسم ربك جاء بها صلى الله عليه وسلم تُرْعَدُ بَوادِرُه فقال زَمِّلُوني زَمِّلُوني قال الجوهري في هذا الموضع البَوادِرُ من الإِنسان اللحمة التي بين المنكب والعنق قال ابن بري وهذا القول ليس بصواب والصواب أَن يقول البوادر جمع بادرة اللحمة التي بين المنكب والعنق والبَيْدَرُ الأَنْدَرُ وخص كُراعٌ به أَنْدَرَ القمح يعني الكُدْسَ منه وبذلك فسره الجوهري البَيْدَرُ الموضع الذي يداس فيه الطعام وبَدْرٌ ماءٌ بِعَيْنِهِ قال الجوهري يذكر ويؤنث قال الشَّعْبي بَدْرٌ بئر كانت لرجل يُدْعى بَدْراً ومنه يومُ بَدْرٍ وبَدْرٌ اسمُ رجل

( بذر ) البَذْرُ والبُذْرُ أَولُ ما يخرج من الزرع والبقل والنبات لا يزال ذلك اسمَهُ ما دام على ورَقَتَيَنِ وقيل هو ما عُزِلَ من الحبوب للزَّرْعِ والزِّراعَةِ وقيل البَذْرُ جميع النبات إِذا طلع من الأَرض فَنَجَمَ وقيل هو أَن يَتَلَوَّنَ بلَوْنٍ أَو تعرف وجوهه والجمع بُذُورٌ وبِذارٌ والبَذْرُ مصدر بَذَرْتُ وهو على معنى قولك نَثَرْتُ الحَبَّ وبَذَرْتُ البَذْرَ زَرَعْتَه وبَذَرَتِ الأَرضُ تَبْذُرُ بَذْراً خرج بَذْرُها وقال الأَصمعي هو أَن يظهر نبتها متفرّقاً وبَذَرَها بَذْراً وبَذَّرَها كلاهما زرعها والبَذْرُ والبُذارَةُ النَّسْلُ ويقال إِن هؤلاء لَبَذْرُ سَوْءٍ وبَذَرَ الشيءَ بَذْراً فرَّقه وبَذَرَ الله الخلق بَذْراً بَثَّهُمْ وفرّقهم وتفرّق القومُ شَذَرَ بَذَرَ وشِذَرَ بِذَرَ أَي في كل وَجهٍ وتفرّقت إِبله كذلك وبَذَرَ إِتْباعٌ وبُذُرَّى فُعُلَّى من ذلك وقيل من البَذْرِ الذي هو الزرع وهو راجع إِلى التفريق والبُذُرَّى الباطلُ عن السيرافي وبَذَّرَ مالهُ أَفسده وأَنفقه في السَّرَفِ وكُلُّ ما فرقته وأَفسدته فقد بَذَّرْتَهُ وفيه بَذارَّةٌ مشدّدة الراء وبَذارَةٌ مخففة الراء أَي تَبْذِيرٌ كلاهما عن اللحياني وتَبْذيرُ المال تفريقه إِسرافاً ورجلٌ تِبْذارَةٌ للذي يُبَذِّرُ مالَه ويفسده والتَّبْذِيرُ إِفسادُ المال وإِنفاقه في السَّرَفِ قال الله عز وجل ولا تُبَذِّرْ تَبْذيراً وقيل التبذير أَن ينفق المال في المعاصي وقيل هو أَن يبسط يده في إِنفاقه حتى لا يبقى منه ما يقتاته واعتباره بقوله تعالى ولا تَبسُطْها كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحسوراً أَبو عمرو البَيْذَرَةُ التبذير والنَّبْذَرَةُ بالنون والباء تفريقُ المال في غير حقه وفي حديث وقف عمر رضي الله عنه وَلِوَلِيِّه أَن يأْكلَ منه غَيْرَ مُباذِرٍ المُباذِرُ والمُبَذِّرُ المُسْرِفُ في النفقة باذرَ وبَذَّرَ مُباذَرَةً وتَبْذِيراً وقول المتنخل يصف سحاباً مُسْتَبْذِراً يَرْغَبُ قُدَّامَهُ يَرْمِي بِعُمِّ السُّمُرِ الأَطْولِ فسره السكري فقال مستبذر يفرِّق الماء والبَذيرُ من الناس الذي لا يستطيع أَن يُمْسِكَ سِرَّهُ ورجلٌ بَيْذارَةٌ يُبَذِّرُ ماله وبَذُورٌ وبَذِيرٌ يُذيعُ الأَسرارَ ولا يكتم سرّاً والجمع بُذُرٌ مثل صبور وصُبُرٍ وفي حديث فاطمة عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت لعائشة إِني إِذاً لَبَذِرَةٌ البَذِرُ الذي يفشي السر ويظهر ما يسمعه وقد بَذُرَ بَذارَةً وفي الحديث ليسوا بالمَسابيح البُذُرِ وفي حديث علي كرم الله وجهه في صفة الأَولياء ليسوا بالمَذاييع البُذْرِ جمع بَذُورٍ يقال بَذَرْتُ الكلام بين الناس كما تُبْذَرُ الحبُوبُ أَي أَفشيته وفرّقته وبُذارَةُ الطعام نَزَلُه ورَيْعُه عن اللحياني ويقال طعام كثير البُذارَة أَي كثيرُ النَّزَل وهو طعام بَذَرٌ أَي نَزَلٌ قال ومِنَ العَطِيَّةِ ما تُرى جَذْماءَ لَيْس لها بُذارَهْ الأَصمعي تَبَذَّر الماءُ إِذا تغير واصْفَرَّ وأَنشد لابن مقبل قُلْباً مُبَلِّيَةً جَوائِزَ عَرْشِها تَنْفي الدِّلاءَ بآجنٍ مُتَبَذِّرِ قال المتبذر المتغير الأَصفر ولو بَذَّرْتَ فلاناً لوجدته رجلاً أَي لو جربته هذه عن أَبي حنيفة وكَثِيرٌ بَثِيرٌ وبَذِيرٌ إِتْباعٌ قال الفراء كَثيرٌ بَذِيرٌ مثلُ بَثِير لغة أَو لُغَيَّة ورجل هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ وهَيْذارَةٌ بَيْذارَةٌ كثيرُ الكلام وبَذَّرُ موضعٌ وقيل ماء معروف قال كثير عزة سَقى اللهُ أَمْواهاً عَرَفْتُ مَكانَها جُراباً وَمَلْكوماً وبَذَّرَ والْغَمْرا وهذه كلها آبار بمكة قال ابن بري هذه كلها أَسماء مياه بدليل إِبدالها من قوله أَمواهاً ودعا بالسقيا للأَمواه وهو يريد أَهلها النازلين بها اتساعاً ومجازاً ولم يجئ من الأَسماء على فَعَّلَ إِلاَّ بَذَّرُ وعَثَّرُ اسمُ موضع وخَضَّمُ اسم العَنْبَرِ بن تَمِيم وشَلَّمُ اسمُ بنت المقدس وهو عبراني وبَقَّمُ وهو اسم أَعجمي وهي شجرة وكَتَّمُ اسم موضع أَيضاً قال الأَزهري ومثلُ بَذَّر خَضَّمُ وعَثَّرُ وبَقَّمُ شجرة قال ولا مثل لها في كلامهم

( بذعر ) ابْذَعَرَّ الناسُ تفرقوا وفي حديث عائشة ابْذَعَرَّ النفاق أَي تفرق وتبدّد قال أَبو السميدع ابْذَعَرَّتِ الخيلُ وابْثَعَرَّتْ إِذا رَكَضَتْ تُبادِرُ شيئاً تطلبه قال زُفَرُ بنُ الحرث فلا أَفْلَحَتْ قَيْسٌ ولا عَزَّ ناصِرٌ لَها بَعْدَ يَوْمِ المَرْحِ حينَ ابْذَعَرَّتِ
( * قوله « المرح » هو في الأصل بالحاء المهملة )
قال الأَزهري وأَنشد أَبو عبيد فَطَارَتْ شلالاً وابْذَعَرَّتْ كَأَنَّها عِصَابَةُ سَبْيٍ خافَ أَنْ تُتَقَسَّما ابْذَعَرَّتْ أَي تَفَرَّقَتْ وجَفَلَتْ

( بذقر ) ابْذَقَرَّ القومُ وابْذَعَرُّوا تفرَّقوا وتذكر في ترجمة مذقر فما ابْذَقَرَّ دَمُه وهي لغة معناه ما تفرّق ولا تَمَذَّرَ وهو مذكور في موضعه

( برر ) البِرُّ الصِّدْقُ والطاعةُ وفي التنزيل ليس البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ ولكنْ البِرَّ مَنْ آمنَ باللهِ أَراد ولكنَّ البِرَّ بِرُّ مَنْ آمن بالله قال ابن سيده وهو قول سيبويه وقال بعضهم ولكنَّ ذا الْبِرّ من آمن بالله قال ابن جني والأَول أَجود لأَن حذف المضاف ضَرْبٌ من الاتساع والخبر أَولى من المبتدإ لأَن الاتساع بالأَعجاز أَولى منه بالصدور قال وأَما ما يروى من أَن النَّمِرَ بنَ تَوْلَب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس من امْبِرِّ امْصِيامُ في امْسَفَرِ يريد ليس من البر الصيام في السفر فإِنه أَبدل لام المعرفة ميماً وهو شاذ لا يسوغ حكاه عنه ابن جني قال ويقال إِن النمر بن تولب لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث قال ونظيره في الشذوذ ما قرأْته على أَبي عليّ بإِسناده إِلى الأَصمعي قال يقال بَناتُ مَخْرٍ وبَناتُ بَخْرٍ وهن سحائب يأْتين قَبْلَ الصيف بيضٌ مُنْتَصِباتٌ في السماء وقال شمر في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصِّدْق فإِنه يَهْدي إِلى البِرِّ اختلف العلماء في تفسير البر فقال بعضهم البر الصلاح وقال بعضهم البر الخير قال ولا أَعلم تفسيراً أَجمع منه لأَنه يحيط بجميع ما قالوا قال وجعل لبيدٌ البِرَّ التُّقى حيث يقول وما البِرُّ إِلا مُضْمَراتٌ مِنَ التُّقى قال وأَما قول الشاعر تُحَزُّ رؤُوسهم في غيرِ بِرّ معناه في غير طاعة وخير وقوله عز وجل لَنْ تنالوا البِرَّ حتى تُنْفِقُوا مما تُحِبُّونَ قال الزجاج قال بعضهم كلُّ ما تقرّب به إِلى الله عز وجل من عمل خير فهو إِنفاق قال أَبو منصور والبِرُّ خير الدنيا والآخرة فخير الدنيا ما ييسره الله تبارك وتعالى للعبد من الهُدى والنِّعْمَةِ والخيراتِ وخَيْرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنعيم الدائم في الجنة جمع الله لنا بينهما بكرمه ورحمته وبَرَّ يَبَرُّ إِذا صَلَحَ وبَرَّ في يمينه يَبَرُّ إِذا صدقه ولم يَحْنَثْ وبَرَّ رَحِمَهُ
( * قوله « وبرّ رحمه إلخ » بابه ضرب وعلم ) يَبَرُّ إِذا وصله ويقال فلانٌ يَبَرُّ رَبَّهُ أَي يطيعه ومنه قوله يَبَرُّك الناسُ ويَفْجُرُونَكا ورجلٌ بَرٌّ بذي قرابته وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ وأَبْرَارٍ والمصدر البِرُّ وقال الله عز وجل لَيْسَ البِرِّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكم قِبَلَ المشرق والمغرب ولكنَّ البِرَّ من آمن بالله أَراد ولكن البِرَّ بِرُّ من آمن بالله قول الشاعر وكَيْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ خِلالَتُهُ كأَبي مَرْحَبِ ؟ أَي كخِلالَةِ أَبي مَرْحَبٍ وتَبارُّوا تفاعلوا من البِرّ وفي حديث الاعتكاف أَلْبِرَّ تُرِدْنَ أَي الطاعةَ والعبادَةَ ومنه الحديث ليس من البر الصيام في السفر وفي كتاب قريش والأَنصار وإِنَّ البِرَّ دون الإِثم أَي أَن الوفاء بما جعل على نفسه دون الغَدْر والنَّكْث وبَرَّةُ اسْمٌ عَلَمٌ بمعنى البِر مَعْرِفَةٌ فلذلك لم يصرف لأَنه اجتمع فيه التعريف والتأْنيث وسنذكره في فَجارِ قال النابغة إِنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَيْنَنا فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ وقد بَرَّ رَبَّه وبَرَّتْ يمينُه تَبَرُّ وتَبِرُّ بَرّاً وبِرّاً وبُرُوراً صَدَقَتْ وأَبَرَّها أَمضاها على الصِّدْقِ والبَرُّ الصادقُ وفي التنزيل العزيز إِنه هو البَرُّ الرحيمُ والبَرُّ من صفات الله تعالى وتقدس العَطُوفُ الرحيم اللطيف الكريم قال ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى البَرُّ دون البارِّ وهو العَطُوف على عباده بِبِرَّهِ ولطفه والبَرُّ والبارُّ بمعنًى وإِنما جاء في أَسماء الله تعالى البَرُّ دون البارّ وبُرَّ عملُه وبَرَّ بَرّاً وبُرُوراً وأَبَرَّ وأَبَرَّه الله قال الفراء بُرَّ حَجُّه فإِذا قالوا أَبَرَّ الله حَجَّك قالوه بالأَلف الجوهري وأَبَرَّ اللهُ حَجَّك لغة في بَرَّ اللهُ حَجَّك أَي قَبِلَه قال والبِرُّ في اليمين مثلُه وقالوا في الدعاء مَبْرُورٌ مَأْجُورٌ ومَبرُوراً مَأْجوراً تميمٌ ترفع على إِضمار أَنتَ وأَهلُ الحجاز ينصبون على اذْهَبْ مَبْرُوراً شمر الحج المَبْرُورُ الذي لا يخالطه شيء من المآثم والبيعُ المبرورُ الذي لا شُبهة فيه ولا كذب ولا خيانة ويقال بَرَّ فلانٌ ذا قرابته يَبَرُّ بِرّاً وقد برَرْتُه أَبِرُّه وبَرَّ حَجُّكَ يَبَرُّ بُرُوراً وبَرَّ الحجُّ يَبِرُّ بِرّاً بالكسر وبَرَّ اللهُ حَجَّهُ وبَرَّ حَجُّه وفي حديث أَبي هريرة قال قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إِلا الجنةُ قال سفيان تفسير المبرور طِيبُ الكلام وإِطعام الطعام وقيل هو المقبولُ المقابَلُ بالبرِّ وهو الثواب يقال بَرَّ اللهُ حَجَّه وأَبَرَّهُ بِرّاً بالكسر وإِبْرَاراً وقال أَبو قِلابَةَ لرجل قَدِمَ من الحج بُرَّ العملُ أَرادَ عملَ الحج دعا له أَن يكون مَبْرُوراً لا مَأْثَمَ فيه فيستوجب ذلك الخروجَ من الذنوب التي اقْتَرَفَها وروي عن جابر بن عبدالله قال قالوا يا رسول الله ما بِرُّ الحجِّ ؟ قال إِطعامُ الطعام وطِيبُ الكلامِ ورجل بَرٌّ من قوم أَبرارٍ وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ وروي عن ابن عمر أَنه قال إِنما سماهم الله أَبْراراً لأَنهم بَرُّوا الآباءَ والأَبناءَ وقال كما أَن لك على ولدك حقّاً كذلك لولدك عليك حق وكان سفيان يقول حقُّ الولدِ على والده أَن يحسن اسمه وأَن يزوّجه إِذا بلغ وأَن يُحِجَّه وأَن يحسن أَدبه ويقال قد تَبَرَّرْتَ في أَمرنا أَي تَحَرَّجْتَ قال أَبو ذؤيب فقالتْ تَبَرَّرْتَ في جَنْبِنا وما كنتَ فينا حَدِيثاً بِبِرْ أَي تَحَرَّجْتَ في سَبْيِنا وقُرْبِنا الأَحمَر بَرَرْتُ قسَمي وبَرَرْتُ والدي وغيرُه لا يقول هذا وروي المنذري عن أَبي العباس في كتاب الفصيح يقال صَدَقْتُ وبَرِرْتُ وكذلك بَرَرْتُ والدي أَبِرُّه وقال أَبو زيد بَرَرْتُ في قسَمِي وأَبَرَّ اللهُ قَسَمِي وقال الأَعور الكلبي سَقَيْناهم دِماءَهُمُ فَسالَتْ فأَبْرَرْنَا إِلَيْه مُقْسِمِينا وقال غيره أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فلان وأَحْنَثَهُ فأَما أَبَرَّه فمعناه أَنه أَجابه إِلى ما أَقسم عليه وأَحنثه إِذا لم يجبه وفي الحديث بَرَّ اللهُ قَسَمَه وأَبَرَّه بِرّاً بالكسر وإِبراراً أَي صدقه ومنه حديث أَبي بكر لم يَخْرُجْ من إِلٍّ ولا بِرٍّ أَي صِدْقٍ ومنه الحديث أَبو إِسحق أُمِرْنا بِسَبْعٍ منها إِبرارُ القَسَمِ أَبو سعيد بَرَّتْ سِلْعَتُه إِذا نَفَقَتْ قال والأَصل في ذلك أَن تُكافئه السِّلْعَةُ بما حَفِظها وقام عليها تكافئه بالغلاء في الثمن وهو من قول الأَعشى يصف خمراً تَخَيَّرَها أَخو عاناتَ شَهْراً ورَجَى بِرَّها عاماً فعاما والبِرُّ ضِدُّ العُقُوقُ والمَبَرَّةُ مثله وبَرِرْتُ والدي بالكسر أَبَرُّهُ بِرّاً وقد بَرَّ والدَه يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرّاً فَيَبَرُّ على بَرِرْتُ ويَبِرُّ على بَرَرْتُ على حَدِّ ما تقدَّم في اليمين وهو بَرٌّ به وبارٌّ عن كراع وأَنكر بعضهم بارٌّ وفي الحديث تَمَسَّحُوا بالأَرضِ فإِنها بَرَّةٌ بكم أَي تكون بيوتكم عليها وتُدْفَنُون فيها قال ابن الأَثير قوله فإنها بكم برة أي مشفقة عليكم كالوالدة البَرَّة بأَولادها يعني أَن منها خلقكم وفيها معاشكم وإِليها بعد الموت معادكم وفي حديث زمزم أَتاه آتٍ فقال تحْفِرْ بَرَّة سماها بَرَّةً لكثرة منافعها وسعَةِ مائها وفي الحديث أَنه غَيَّرَ اسْمَ امرأَةٍ كانت تُسَمَّى بَرَّةَ فسماها زينب وقال تزكي نفسها كأَنه كره ذلك وفي حديث حكِيم بن حِزامٍ أَرأَيتَ أُموراً كنتُ أَبْرَرْتُها أَي أَطْلُبُ بها البِرِّ والإِحسان إِلى الناس والتقرّب إِلى الله تعالى وجمعُ البَرّ الأَبْرارُ وجمعُ البارّ البَرَرَةُ وفلانٌ يَبَرُّ خالقَه ويَتَبَرَّرهُ أَي يطيعه وامرأَة بَرّةٌ بولدها وبارّةٌ وفي الحديث في بِرّ الوالدين وهو في حقهما وحق الأَقْرَبِين من الأَهل ضِدُّ العُقوق وهو الإِساءةُ إِليهم والتضييع لحقهم وجمع البَرِّ أَبْرارٌ وهو كثيراً ما يُخَصُّ بالأَولياء والزُّهَّاد والعُبَّدِ وفي الحديث الماهِرُ بالقرآن مع السَّفَرَةِ الكرامِ البَرَرَةِ أَي مع الملائكة وفي الحديث الأَئمةُ من قريش أَبْرارُها أُمراءُ أَبْرارِها وفُجَّارُها أُمراءُ فُجَّارها قال ابن الأَثير هذا على جهة الإِخبار عنهم لا طريقِ الحُكْمِ فيهم أَي إِذا صلح الناس وبَرُّوا وَلِيَهُمُ الأَبْرارُ وإِذا فَسَدوا وفجَرُوا وَلِيَهُمُ الأَشرارُ وهو كحديثه الآخر كما تكونون يُوَلَّى عليكم والله يَبَرُّ عبادَه يَرحَمُهم وهو البَرُّ وبَرَرْتُه بِرّاً وَصَلْتُه وفي التنزيل العزيز أَن تَبَرُّوهم وتُقْسِطوا إِليهم ومن كلام العرب السائر فلانٌ ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ معناه ما يعرف من يَهُرِهُّ أَي من يَكْرَهُه ممن يَبِرُّه وقيل الهِرُّ السِّنَّوْرُ والبِرُّ الفأْرةُ في بعض اللغات أَو دُوٍيْبَّة تشبهها وهو مذكور في موضعه وقيل معناه ما يعرف الهَرْهَرَة من البَرْبَرَةِ فالهَرْهَرة صوتُ الضأْن والبَرْبَرَةُ صوتُ المِعْزى وقال الفزاري البِرُّ اللطف والهِرُّ العُقُوق وقال يونس الهِرُّ سَوْقُ الغنم والبِرُّ دُعاءُ الغَنَمِ وقال ابن الأَعرابي البِرُّ فِعْلُ كل خير من أَي ضَرْبٍ كان والبِرُّ دُعاءُ الغنم إِلى العَلَفِ والبِرُّ الإِكرامُ والهِرُّ الخصومةُ وروى الجوهري عن ابن الأَعرابي الهِرُّ دعاء الغنم والبِرُّ سَوْقُها التهذيب ومن كلام سليمان مَنْ أَصْلَحَ جُوَّانِيَّتَهُ بَرَّ اللهُ بَرَّانِيَّته المعنى من أَصلح سريرته أَصلح الله علانيته أُخذ من الجَوِّ والبَرِّ فالجَوُّ كلُّ بَطْن غامضٍ والبَرُّ المَتْنُ الظاهر فهاتان الكلمتان على النسبة إِليهما بالأَلف والنون وورد من أَصْلحَ جُوَّانيَّهُ أَصْلح الله بَرَّانِيَّهُ قالوا البَرَّانيُّ العلانية والأَلف والنون من زياداتِ النَّسبِ كما قالوا في صنعاء صنعاني وأَصله من قولهم خرج فلانٌ بَرّاً إِذا خرج إِلى البَرِّ والصحراء وليس من قديم الكلام وفصيحه والبِرُّ الفؤاد يقال هو مُطمْئَنِنُّ البِرِّ وأَنشد ابن الأَعرابي أَكُونُ مَكانَ البِرِّ منه ودونَهُ وأَجْعَلُ مالي دُونَه وأُؤَامِرُهْ وأَبَرَّ الرجُلُ كَثُرَ ولَدهُ وأَبَرّ القومُ كثروا وكذلك أَعَرُّوا فَأَبَرُّوا في الخير وأَعَرُّوا في الشرّ وسنذكر أَعَرُّوا في موضعه والبَرُّ بالفتح خلاف البُحْرِ والبَرِّيَّة من الأَرَضِين بفتح الباء خلاف الرِّيفِيَّة والبَرِّيَّةُ الصحراءُ نسبت إِلى البَرِّ كذلك رواه ابن الأَعرابي بالفتح كالذي قبله والبَرُّ نقيض الكِنّ قال الليث والعرب تستعمِله في النكرة تقول العرب جلست بَرّاً وخَرَجْتُ بَرّاً قال أَبو منصور وهذا من كلام المولَّدين وما سمعته من فصحاء العرب البادية ويقال أَفْصَحُ العرب أَبَرُّهم معناه أَبعدهم في البَرِّ والبَدْوِ داراً وقوله تعالى ظهر الفَسادُ في البَرِّ والبَحْرِ قال الزجاج معناه ظهر الجَدْبُ في البَرِّ والقَحْطُ في البحر أَي في مُدُنِ البحر التي على الأَنهار قال شمر البَرِّيَّةُ الأَرضَ المنسوبةُ إِلى البَرِّ وهي بَرِّيَّةً إِذا كانت إِلى البرِّ أَقربَ منها إِلى الماء والجمعُ البرَارِي والبَرِّيتُ بوزن فَعْلِيتٍ البَرِّيَّةُ فلما سكنت الياء صارت الهاء تاء مِثْل عِفرِيتٍ وعِفْرِية والجمع البَرَارِيتُ وفي التهذيب البَرِّيتُ عن أَبي عبيد وشمر وابن الأَعرابي وقال مجاهد في قوله تعالى ويَعْلَمُ ما في البَرِّ والبَحْرِ قال البَرُّ القِفارُ والبحر كلُّ قرية فيها ماءٌ ابن السكيت أَبَرَّ فلانٌ إِذا ركب البَر ابن سيده وإِنه لمُبِرٌّ بذلك أَي ضابطٌ له وأَبَرَّ عليهم غلبهم والإِبرارُ الغلبةُ وقال طرفة يَكْشِفُونَ الضُّرَّ عن ذي ضُرِّهِمْ ويُبِرُّونَ على الآبي المُبرّ أي يغلبون يقال أَبَرَّ عليه أَي غلبه والمُبِرُّ الغالب وسئل رجل من بني أَسَد أَتعرف الفَرَسَ الكريمَ ؟ قال أَعرف الجوادَ المُبَِّر من البَطِيءِ المُقْرِفِ قال والجوادُ المُبِرُّ الذي إِذا أُنِّف يَأْتَنِفُ السَّيْرَ ولَهَزَ لَهْزَ العَيْرِ الذي إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ وإِذا قِيد اجْلَعَبَّ وإِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ ويقال أَبَرَّهُ يُبِرُّه إِذا قَهَره بفَعالٍ أَو غيره ابن سيده وأَبَرَّ عليهم شَرّاً حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد إِذا كُنْتُ مِنْ حِمَّانَ في قَعْرِ دارِهِمْ فَلَسْتُ أُبالي مَنْ أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ ثم قال أَبرَّ من قولهم أَبرَّ عليهم شَرّاً وأَبرَّ وفَجَرَ واحدٌ فجمع بينهما وأَبرّ فلانٌ على أَصحابه أَي علاهم وفي الحديث أَن رجلاً أَتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إِنَّ ناضِح فلان قد أَبرّ عليهم أَي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهُم وابْتَرَّ الرجل انتصب منفرداً من أَصحابه ابن الأَعرابي البَرَابِيرُ أَن يأْتي الراعي إِذا جاع إِلى السُّنْبُلِ فَيَفْرُكَ منه ما أَحبَّ وَينْزِعَه من قُنْبُعِه وهو قشره ثم يَصُبَّ عليه اللبنَ الحليبَ ويغْليَه حتى يَنْضَجَ ثم يجعَله في إِناءِ واسع ثم يُسَمِّنَه أَي يُبَرِّدَه فيكون أَطيب من السَّمِيذِ قال وهي الغَديرَةُ وقد اغْتَدَرنا والبَريرُ ثمر الأَراك عامَّةً والمَرْدُ غَضُّه والكَباثُ نَضِيجُه وقيل البريرُ أَوَّل ما يظهر من ثمر الأَراك وهو حُلْو وقال أَبو حنيفة البَرِيرُ أَعظم حبّاً من الكَبَاث وأَصغر عُنقُوداً منه وله عَجَمَةٌ مُدَوّرَةٌ صغيرة صُلْبَة أَكبر من الحِمَّص قليلاً وعُنْقُوده يملأُ الكف الواحدة من جميع ذلك بَرِيرَةٌ وفي حديث طَهْفَةَ ونستصعد البَريرَ أَي نَجْنيه للأَكل البَريرُ ثمر الأَراك إِذا اسوَدَّ وبَلَغَ وقيل هو اسم له في كل حال ومنه الحديث الآخر ما لنا طعامٌ إِلاَّ البَريرُ والبُرُّ الحِنْطَةُ قال المتنخل الهذلي لا درَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ قِرْفَ الحَتِيِّ وعندي البُرُّ مَكْنُوزُ ورواه ابن دريد رائدهم قال ابن دريد البُرُّ أَفصَحُ من قولهم القَمْحُ والحنطةُ واحدته بُرَّةٌ قال سيبويه ولا يقال لصاحبه بَرَّارٌ على ما يغلب في هذا النحو لأَن هذا الضرب إِنما هو سماعي لا اطراديّ قال الجوهري ومنع سيبويه أَن يجمع البُرُّ على أَبْرارٍ وجوّزه المبرد قياساً والبُرْبُورُ الجشِيشُ من البُرِّ والبَرْبَرَةُ كثرة الكلام والجَلَبةُ باللسان وقيل الصياح ورجلٌ بَرْبارٌ إِذا كان كذلك وقد بَرْبَر إِذا هَذَى الفراء البَرْبرِيُّ الكثير الكلام بلا منفعة وقد بَرْبَرَ في كلامه بَرْبَرَةً إِذا أَكثر والبَرْبَرَةُ الصوتُ وكلامٌ من غَضَبٍ وقد بَرْبَر مثل ثَرثَرَ فهو ثرثارٌ وفي حديث عليّ كرم الله وجهه لما طلب إِليه أَهل الطائف أَن يكتب لهم الأَمانَ على تحليل الزنا والخمر فامتنع قاموا ولهم تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرةٌ البَرْبَرَةُ التخليط في الكلام مع غضب ونفور ومنه حديث أُحُدٍ فأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه وبَرْبَرَ وبَرْبَرٌ جِيلٌ من الناس يقال إِنهم من ولَدِ بَرِّ ابن قيس بن عيلان قال ولا أَدري كيف هذا والبَرابِرَةُ الجماعة منهم زادوا الهاء فيه إِما للعجمة وإِما للنسب وهو الصحيح قال الجوهري وإِن شئت حذفتها وبَرْبَرَ التَّبْسُ لِلهِياجِ نَبَّ ودَلْوٌ بَرْبارٌ لها في الماء بَرْبَرَةٌ أَي صوت قال رؤْبة أَرْوي بِبَرْبارَيْنِ في الغِطْماطِ والبُرَيْراءُ على لفظ التصغير موضع قال إِنَّ بِأَجْراعِ البُرَيْراءِ فالحِسَى فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَينِ مِن وَبِعانِ ومَبَرَّةُ أَكَمَةٌ دون الجارِ إِلى المدينة قال كيير عزة أَقْوَى الغَياطِلُ مِن حِراجِ مَبَرَّةٍ فَجُنوبُ سَهْوَةَ
( * قوله « فجنوب سهوة » كذا بالأَصل وفي ياقوت فخبوت بخاء معجمة فباء موحدة مضومتين فمثناة فوقية بعد الواو جمع خبت بفتح الخاء المعجمة وسكون الموحدة وهو المكان المتسع كما في القاموس ) قد عَفَتْ فَرِمالُها وبَرُيرَةُ اسم امرأَة وبَرَّةُ بنت مُرٍّ أُخت تميم بن مُرٍّ وهي أُم النضر بن كنانة

( بزر ) البَزْرُ بَزْرُ البَقْلِ وغيره ودُهْنُ البَزْرِ والبِزْرِ وبالكسر أَفصح قال ابن سيده البِزْرُ والبَزْرُ كل حَبٍّ يُبْزَرُ للنبات وبَزَرَه بَزْراً بَذَرَهُ ويقال بَزَرْتُه وبَذَرْتُه والبُزُورُ الحُبُوبُ الصغار مثل بُزُور البقول وما أَشبهها وقيل البَزْرُ الحَبُّ عامَّةً والمَبْزُورُ الرجل الكثير الولَدِ يقال ما أَكثر بَزْرَه أَي ولده والبَزْراءُ المرأَة الكثيرة الوَلَدِ والزَّبْراءُ الصُّلْبة على السير والبَزْرُ المُخاط والبَزْرُ الأَولاد والبَزْرُ والبِزْرُ التَّابَلُ قال يعقوب ولا يقوله الفصحاء إِلاَّ بالكسر وجمعه أَبْزارٌ وأَبازيرُ جمعُ الجمع وبَزَرَ القِدْرَ رَمى فيها البَزْرَ والبَزْرُ الهَيْجُ بالضرب وبَزَرَه بالعصا بَزْراً ضربه بها وعَصاً بَيْزارَةٌ عظيمة أَبو زيد يقال للعصا البَيْزارَةُ والقَصيدَةُ والبَيَازِرُ العِصِيُّ الضِّخامُ وفي حديث عليٍّ يَوْمَ الجَمَلِ ما شَبَّهْتُ وَقْعَ السيوف على الهَامِ إِلاَّ بِوَقْعِ البَيَازِرِ على المَوَاجِنِ البياذر العِصِيُّ والمواجن جمعُ مِيجَنةٍ وهي الخشبة التي يَدُقُّ بها القَصّارُ الثوبَ والبَيْزارُ الذكَرُ وعِزَّ بَزَرى ضَخْمٌ قال قدْ لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذا لَهاً وعَدَداً فَخْماً وعِزّاً بَزَرَى مَنْ نَكَلَ الَيْومَ فلا رَعَى الحِمَى سدرة قبيلة وسنذكرها في موضعها وعِزَّةٌ بَزَرَى قَعْساء قال أَبَتْ لي عِزَّةٌ بَزَرَى بَذُوخُ إِذا ما رامَها عِزَّ يَدُوخُ وقيل بَزَرَى عَدَدٌ كثير قال ابن سيده فإِذا كان ذلك فلا أَدري كيف يكون وصفاً للعِزَّة إِلاَّ أَن يريد ذو عِزَّةٍ ومِبْزَرُ القَصّارِ ومَبْزَرُه كلاهما الذي يَبْزُرُ به الثوبَ في الماء الليث المِبْزَرُ مثل خشبة القصَّارين تُبْزَرُ به الثيابُ في الماء الجوهري البَيْزَرُ خشب القصّار الذي يدق به والبَيْزارُ الذي يحمل البازِيّ قال أَبو منصور ويقال فيه البازيارُ وكلاهما دخيل الجوهري البَيازِرَةُ جمع بَيْزار وهو معرّب بازْيار قال الكميت كأَنَّ سَوَابِقَها في الغُبار صُقُورٌ تُعَارِضُ بَيْزارَها وبَزَرَ بَيْزُرُ امتخط عن ثعلب وبنو البَزَرَى بطن من العرب يُنسبون إِلى أُمِّهم الأَزهري البَزَرَى لقب لبني بكر بن كلاب وتَبَزَّرَ الرجلُ إِذا انتمى إِليهم وقال القتال الكلابي إِذا ما تَجْعْفَرتمْ علينا فإِنَّنا بَنُو البَزَرَى مِن عِزَّةٍ نَتَبَزَّرُ وبَزْرَةُ اسم موضع قال كثير يُعانِدْنَ في الأَرْسانِ أَجْوازَ بَزْرَةٍ عتاقُ المَطايا مُسْنَفاتٌ حِبالُها وفي حديث أَبي هريرة لا تقوم الساعةُ حتى تُقاتلوا قَوْماً يَنْتَعِلُون الشَّعَرَ وهم البازِرُ قيل بازِرُ ناحية قريبة من كِرْمان بها جبال وفي بعض الروايات هم الأَكراد فإِن كان من هذا فكأَنه أَراد أَهل البازر أَو يكون سُمُّوا باسم بلادهم قال ابن الأَثير هكذا أَخرجه أَبو موسى بالباء والزاي من كتابه وشرحه قال ابن الأَثير والذي رويناه في كتاب البخاري عن أَبي هريرة سمعت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول بين يدي الساعة تقاتلون قوماً نِعالُهم الشَّعَرُ وهم هذا البارِزُ وقال سفيان مرة هم أَهل البارِز يعني بأَهل البارِز أَهل فارس هكذا قال هو بلغتهم قال وهكذا جاء في لفظ الحديث كأَنه أَبدل السين زاياً فيكون من باب الزاي وقد اختلف في فتح الراء وكسرها وكذلك اختلف مع تقديم الزاي

( بسر ) البَسْرُ الإِعْجالُ وبَسَرَ الفَحْلُ الناقةَ يَبْسُرُها بَسْراً وابْتَسَرَها ضربها قبل الضَّبَعَةِ الأَصمعي إِذا ضُرِبَت الناقةُ على غير ضَبعَةٍ فذلك البَسْرُ وقد بَسَرَها الفحلُ فهي مَبْسُورة قال شمر ومنه يقال بَسَرْتُ غَرِيمي إِذا تقاضيته قبل محلّ المال وبَسَرْتُ الدُّمَّلَ إِذا عصرته قبل أَن يَتَقَيَّحَ وكأَنَّ البَسْرَ منه والمَبْسُورُ طالب الحاجة في غير موضعها وفي حديث الحسن قال للوليد التَّيّاسِ لا تُبْسِرْ البَسْرُ ضرب الفحل الناقة قبل أَن تَطْلُب يقول لا تَحْمِلْ على الناقة والشاة قبل أَن تطلب الفحلَ وبَسَرَ حاجته يَبْسُرُها بَسْراً وبِساراً وابْتَسَرَها وتَبَسَّرَها طلبها في غير أَوانها أَو في غير موضعها أَنشد ابن الأَعرابي للراعي إِذا احْتَجَبَتْ بناتُ الأَرضِ عنه تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسارَا بنات الأَرض النبات وفي الصحاح بناتُ الأَرضِ المواضع التي تخفى على الراعي قال ابن بري قد وهم الجوهري في تفسير بنات الأَرض بالمواضع التي تخفى على الراعي وإِنما غلطه في ذلك أَنه ظن أَن الهاء في عنه ضمير الراعي وأَن الهاء في قوله فيها ضمير الإِبل فحمل البيت على أَن شاعره وصف إِبلاً وراعيها وليس كما ظن وإِنما وصف الشاعر حماراً وأُتُنَه والهاء في عنه تعود على حمار الوحش والهاء في فيها تعود على أُتنه قال والدليل على ذلك قوله قبل البيت ببيتين أَو نحوهما أَطَارَ نَسِيلَهُ الحَوْلِيَّ عَنْهُ تَتَبُّعُه المَذانِبَ والقِفَارَا وتَبَسَّرَ طلب النبات أَي حَفَر عنه قبل أَن يخرج أَخبر أَن الحَرَّ انقطع وجاء القيظُ وبَسَرَ النخلة وابْتَسَرها لَقَّحَها قبل أَوان التلقيح قال ابن مقبل طَافَتْ به العَجْمُ حتى نَدَّ ناهِضُها عَمٌّ لُقِحْنَ لِقاحاً غَيرَ مُبْتَسَرِ أَبو عبيدة إِذا همَّت الفرسُ بالفَحْلِ وأَرادَتْ أَن تَسْتَودِقَ فَأَولُ وِداقِها المُباسَرَةُ وهي مُباسِرَةٌ ثم تكونَ وَديقاً والمُباسِرَةُ التي هَمَّتْ بالفحل قبل تمام وِداقِها فإِذا ضربها الحِصانُ في تلك الحال فهي مبسورة وقد تَبسَّرَها وبَسَرَها والبَسْرُ ظَلْمُ السّقاءِ وبَسَرَ الجِبْنَ بَسْراً نَكَأَه قبل وقته وبَسَرَ وأَبْسَرَ إِذا عَصَرَ الحِبْنَ قبلَ أَوانه الجوهري البَسْرُ أَن يَنْكَأَ الحِبْنَ قبل أَن يَنْضَجَ أَي يَقْرِفَ عنه قِشْرَهُ وبَسَرَ القَرْحَةَ يَبْسُرُها بَسْراً نكأَها قبلَ النُّضْجِ والبَسْرُ القَهْرُ وبَسَرَ يَبْسُرُ بَسْراً وبُسُوراً عَبَسَ وَوَجْهٌ بَسْرٌ باسِرٌ وُصِفَ بالمصدر وفي التنزيل العزيز وَوُجُوهٌ يومئذٍ باسِرَةٌ وفيه ثم عَبَسَ وَبَسَرَ قال أَبو إِسحق بَسَرَ أَي نظر بكراهة شديدة وقوله ووجوه يومئذٍ باسِرة أَي مُقَطِّبَةٌ قد أَيقنت أَن العذاب نازل بها وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً أَي كَلَحَ وفي حديث سعد قال لما أَسلمتُ رَاغَمَتْني أُمِّي فكانت تلقاني مَرَّةً بالبِشْرِ ومَرَّةً بالبَسْرِ البِشْرُ بالمعجمة الطلاقة والبَسْرُ بالمهملة القُطُوبُ بَسَرَ وَجْهَهُ يَبْسُرُه وتَبَسَّرَ النهارُ بَرَدَ والبُسْرُ الغَضُّ من كل شيء والبُسْرُ التمر قبل أَن يُرْطِبَ لِغَضاضَتِه واحدته بُسْرَةٌ قال سيبويه ولا تُكَسَّرُ البُسْرَةُ إِلاَّ أَن تجمع بالأَلف والتاء لقلة هذا المثال في كلامهم وأَجاز بُسْرانٌ وتُمْرانٌ يريد بهما نوعين من التَّمْرِ والبُسْرِ وقد أَبْسَرَتِ النخلةُ ونخلةُ مُبْسِرٌ بغير هاء كله على النسب ومِبْسارٌ لا يَرْطُبُ ثمرها وفي الحديث في شرط مشترى النخل على البائع ليس له مِبْسارٌ هو الذي لا يَرْطُبُ بُسْرُه وبَسَرَ التَّمْرَ يَبْسُرُه بَسْراً وبَسَّرَهُ إِذا نَبَذَ فَخَلَطَ البُسْرَ بالتمر وروي عن الأَشْجَع العَبْدِيِّ أَنه قال لا تَبْسُرُوا ولا تَثْجُرُوا فَأَما البَسْرُ بفتح الباء فهو خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أَو بالتمر وانتباذُهما جميعاً والثَّجْرُ أَن يؤْخذ ثَجِيرُ البُسْرِ فَيُلْقَى مع التمر وكره هذا حذار الخليطين لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنهما وأَبْسَرَ وبَسَرَ إِذا خَلَطَ البُسْرَ بالتمر أَو الرطب فنبذهما وفي الصحاح البَسْر أَن يُخلَط البُسْرُ مع غيره في النبيذ والبُسْرُ ما لَوَّنَ ولم يَنْضِجْ وإِذا نضِجَ فقد أَرْطَبَ الأَصمعي إِذا اخْضَرَّ حَبُّه واستدار فهو خَلالٌ فإِذا عظم فهو البُسْرُ فإِذا احْمَرَّتْ فهي شِقْحَةٌ الجوهري البُسْرُ
( * قوله « الجوهري البسر » إلخ ترك كثيراً من المراتب التي يؤول إليها الطلع حتى يصل إلى مرتبة التمر فانظرها في القاموس وشرحه ) أَوَّله طَلْعٌ ثم خَلالٌ ثم بَلَحٌ ثم بُسْرٌ ثم رُطَبٌ ثم تمر الواحدة بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌ وجمعها بُسْراتٌ وبُسُراتٌ وبُسْرٌ وبُسُرٌ وأَبْسَرَ النخل صار ما عليه بُسْراً والبُسْرَةُ مِنَ النَّبْتِ ما ارتفع عن وجه الأَرض ولم يَطُلْ لأَنه حينئذٍ غَضٌّ قال وهو غَضّاً أَطيبُ ما يكون والبُسْرَةُ الغَضُّ من البُهْمَى قال ذو الرمة رَعَتْ بَارِضَ البُهْمَى جَمِيعاً وبُسْرَةً وصَمْعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها أَي جعلتها تشتكي أُنُوفَها الجوهري البُسْرَةُ من النبات أَوّلها البَارِضُ وهي كما تبدو في الأَرض ثم الجَمِيمُ ثم البُسْرَةُ ثم الصَّمْعَادُ ثم الحشِيشُ ورَجلٌ بُسْرٌ وامرأَةٌ بُسْرَةٌ شابان طَرِيَّانِ والبُسْرُ والبَسْرُ الماءُ الطَّرِيُّ الحديثُ العَهْدِ بالمطر ساعةَ ينزل من المُزْنِ والجمع بِسارٌ مثل رُمْحٍ ورماح والبَسْرُ حَفْرُ الأَنهار إِذا عَرَا الماءُ أَوطانَهُ قال الأَزهري وهو التَّيَسُّرُ وأَنشد بيت الراعي إِذا احْتَجَبَتْ بَناتُ الأَرضِ عنهُ تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسارَا قال ابن الأَعرابي بنات الأَرض الأَنهار الصغار وهي الغُدُرانُ فيها بقايا الماء وبَسَرَ النَّهْرَ إِذا حفر فيه بئراً وهو جافٌّ وأَنشد بيت الراعي أَيضاً وأَبْسَرَ إِذا حفر في أَرض مظلومة وابْتَسَرَ الشيءَ أَخَذَه غَضّاً طَرِيّاً وفي الحديث عن أَنس قال لم يخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ قَطُّ إِلاَّ قال حين يَنْهَضُ من جلوسِه اللهمَّ بكَ ابْتَسَرْتُ وإِليكَ تَوَجَّهْتُ وبكَ اعْتَصَمْتُ أَنتَ رَبِّي ورَجائي اللهمَّ اكْفِني ما أَهَمَّني وما لم أَهْتَمَّ به وما أَنْتَ أَعْلَمُ به مني وزَوِّدْني التَّقْوَى واغْفِرْ لي ذَنْبي وَوَجِّهْني للخَيرِ أَيْنَ تَوَجَّهْتُ ثم يخرج قولُه صلى الله عليه وسلم بك ابتسرت أَي ابتدأْت سفري وكلُّ شيء أَخذتَه غَضّاً فقد بَسَرْتَه وابتَسَرْتَه قال ابن الأَثير كذا رواه الأَزهري والمحدثون يَرْوُونُه بالنون والشين المعجمة أَي تحركتُ وسِرْتُ وبَسَرْتُ النباتَ أَبْسُرُه بَسْراً إِذا رعيته غَضّاً وكنتَ أَوَّلَ من رعاه وقال لبيد يصف غيثاً رعاه أُنُفاً بَسَرْتُ نَدَاهُ لم تُسَرَّبُ وُحُوشُه بِعِرْبٍ كَجِذْعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ والبَيَاسِرَةُ قَوْمٌ بالسَّنْدِ وقيل جِيلٌ من السند يؤاجرون أَنفسهم من أَهل السفن لحرب عدوّهم ورجل بَيْسَرِيٌّ والبسارُ مطر يدوم على أَهل السند وفي الصيف لا يُقْلِعُ عنهم ساعةً فتلك أَيام البسار وفي المحكم البسار مطر يوم في الصيف يدوم على البَيَاسِرَةِ ولا يُقْلِعُ والمُبْسِرَاتُ رياح يستدل بهبوبها على المطر ويقال للشمس بُسْرَةٌ إِذا كانت حمراء لم تَصْفُ وقال البعيث يذكرها فَصَبَّحَها والشَّمسُ حَمْرَاءُ بُسْرَةٌ بِسائِفَةِ الأَنْقاءِ مَوْتٌ مُغَلِّسُ الجوهري يقال للشمس في أَوَّل طلوعها بُسْرَةٌ والبُسْرَةُ رأْس قَضِيبِ الكَلْبِ وأَبْسَرَ المركَبُ في البحر أَي وَقَفَ والباسُور كالنَّاسُور أَعجمي داء معروف ويُجْمَعُ البَوَاسِيرَ قال الجوهري هي علة تحدث في المقعدة وفي داخل الأَنف أَيضاً نسأَل الله العافية منها ومن كل داء وفي حديث عمران بن حصين في صلاة القاعد وكان مَبْسُوراً أَي به بواسير وهي المرض المعروف وبُسْرَةُ اسْمٌ وبُسْرٌ اسْمٌ قال ويُدْعَى ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَيْمٌ وأَشْيَمٌ ولَوْ كانَ بُسْرٌ رَاءَ ذلِكَ أَنْكَرَا

( بشر ) البَشَرُ الخَلْقُ يقع على الأُنثى والذكر والواحد والاثنين والجمع لا يثنى ولا يجمع يقال هي بَشَرٌ وهو بَشَرٌ وهما بَشَرٌ وهم بَشَرٌ ابن سيده البَشَرُ الإِنسان الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء وقد يثنى وفي التنزيل العزيز أَنُؤُمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا ؟ والجمع أَبشارٌ والبَشضرَةُ أَعلى جلدة الرأْس والوجه والجسد من الإِنسان وهي التي عليها الشعر وقيل هي التي تلي اللحم وفي المثل إِنما يُعاتَبُ الأَديمُ ذو البَشَرَةِ قال أَبو حنيفة معناه أَن يُعادَ إِلى الدِّباغ يقول إِنما يعاتَبُ مَن يُرْجَى ومَنْ له مُسْكَةُ عَقْلٍ والجمع بَشَرٌ ابن بزرج والبَشَرُ جمع بَشَرَةٍ وهو ظاهر الجلد الليث البَشَرَةُ أَعلى جلدة الوجه والجسد من الإِنسان ويُعْني به اللَّوْنُ والرِّقَّةُ ومنه اشتقت مُباشَرَةُ الرجل المرأَةَ لِتَضامِّ أَبْشارِهِما والبَشَرَةُ والبَشَرُ ظاهر جلد الإِنسان وفي الحديث لَمْ أَبْعَثْ عُمَّالي لِيَضْرِبُوا أَبْشاركم وأَما قوله تُدَرِّي فَوْقَ مَتْنَيْها قُرُوناً على بَشَرٍ وآنَسَهُ لَبابُ قال ابن سيده قد يكون جمع بشرة كشجرة وشجر وثمرة وثمر وقد يجوز أَن يكون أَراد الهاء فحذفها كقول أَبي ذؤَيب أَلا لَيْتَ شِعْري هَلْ تَنَظَّرَ خالِدٌ عِنادي على الهِجْرانِ أَم هُوَ يائِسُ ؟ قال وجمعه أَيضاً أَبْشارٌ قال وهو جمع الجمع والبَشَرُ بَشَرُ الأَديمِ وبَشَرَ الأَديمِ يَبْشُرُه بَشْراً وأَبْشَرَهُ قَشَرَ بَشَرَتَهُ التي ينبت عليها الشعر وقيل هو أَن يأْخذ باطنَه بِشَفْرَةٍ ابن بزرج من العرب من يقول بَشَرْتُ الأَديم أَبْشِرهُ بكسر الشين إِذا أَخذت بَشَرَتَهُ والبُشارَةُ ما بُشِرَ منه وأَبْشَرَه أَظهر بَشَرَتَهُ وأَبْشَرْتُ الأََديمَ فهو مُبْشَرٌ إِذا ظهرتْ بَشَرَتُه التي تلي اللحم وآدَمْتُه إِذا أَظهرت أَدَمَتَهُ اليت ينبت عليها الشعر الللحياني البُشارَةُ ما قَشَرْتَ من بطن الأَديم والتِّحْلئُ ما قَشرْتَ عن ظهره وفي حديث عبدالله مَنْ أَحَبَّ القُرْآنَ فَليَبْشَرْ أَي فَلْيَفْرَحْ ولَيُسَرَّ أَراد أَن محبة القرآن دليل على محض الإِيمان من بَشِرَ يَبْشَرُ بالفتح ومن رواه بالضم فهو من بَشَرْتُ الأَديم أَبْشُرُه إِذا أَخذت باطنه بالشَّفْرَةِ فيكون معناه فَلْيُضَمِّرْ نفسه للقرآن فإِن الاستكثار من الطعام ينسيه القرآن وفي حديث عبدالله بن عمرو أُمرنا أَن نَبْشُرَ الشَّوارِبَ بَشْراً أَي نَحُفّها حتى تَبِينَ بَشَرَتُها وهي ظاهر الجلد وتجمع على أَبْشارٍ أَبو صفوان يقال لظاهر جلدة الرأْس الذي ينبت فيه الشعر البَشَرَةُ والأَدَمَةُ والشَّواةُ الأَصمعي رجل مُؤُدَمٌ مُبْشَرٌ وهو الذي قد جَمَعَ لِيناً وشِدَّةً مع المعرفة بالأُمور قال وأَصله من أَدَمَةِ الجلد وبَشَرَتِهِ فالبَشَرَةُ ظاهره وهو منبت الشعر والأَدَمَةُ باطنه وهو الذي يلي اللحم قال والذي يراد منه أَنه قد جَمع بَيْنَ لِينِ الأَدَمَةِ وخُشونة البَشَرَةِ وجرّب الأُمور وفي الصحاح فلانٌ مُؤْدَمٌ مَبْشَرٌ إِذا كان كاملاً من الرجال وامرأَة مُؤْدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ تامَّةٌ في كُلّ وَجْهٍ وفي حديث بحنة ابنتك المُؤْدَمَةُ المُبْشَرَة يصف حسن بَشَرَتها وشِدَّتَها وبَشْرُ الجرادِ الأَرْضَ أَكْلُه ما عليها وبَشَرَ الجرادُ الأَرضَ يَبْشُرُها بَشراً قَشَرَها وأَكل ما عليها كأَن ظاهر الأَرض بَشَرَتُها وما أَحْسَنَ بَشَرَتَه أَي سَحْناءَه وهَيْئَتَه وأَبْشَرَتِ الأَرْضُ إِذا أَخرجت نباتها وأَبْشَرَتِ الأَرضُ إِبْشاراً بُذِرتْ فَظَهَر نَباتُها حَسَناً فيقال عند ذلك ما أَحْسَنَ بَشَرَتَها وقال أَبو زياد الأَحمر أَمْشَرَتِ الأَرضُ وما أَحْسَنَ مَشَرَتَها وبَشَرَةُ الأَرضِ ما ظهر من نباتها والبَشَرَةُ البَقْلُ والعُشْبُ وكُلُّه مِنَ البَشَرَةِ وباشَرَ الرجلُ امرأَتَهُ مُباشَرَةً وبِشاراً كان معها في ثوب واحد فَوَلَيِتْ بَشَرَتُهُ بَشَرَتَها وقوله تعالى ولا تُباشِرُ وهُنَّ وأَنتم عاكفون في المساجد معنى المباشرة الجماع وكان الرجل يخرج من المسجد وهو معتكف فيجامع ثم يعود إِلى المسجد ومُباشرةُ المرأَةِ مُلامَسَتُها والحِجْرُ المُباشِرُ التي تَهُمُّ بالفَحْلِ والبَشْرُ أَيضاً المُباشَرَةُ قال الأَفوه لَمَّا رَأَتْ شَيْبي تَغَيَّر وانْثَنى مِنْ دونِ نَهْمَةِ بَشْرِها حينَ انثنى أَي مباشرتي إِياها وفي الحديث أَنه كان يُقَبِّلُ ويُباشِرُ وهو صائم أَراد بالمباشَرَةِ المُلامَسَةَ وأَصله من لَمْس بَشَرَةِ الرجل بَشَرَةَ المرأَة وقد يرد بمعنى الوطء في الفرج وخارجاً منه وباشَرَ الأَمْرَ وَلِيَهُ بنفسه وهو مَثَلٌ بذلك لأَنه لا بَشَرَةَ للأَمر إذ ليس بِعَيْنٍ وفي حديث علي كرّم الله تعالى وجهه فَباشِرُوا رُوحَ اليقين فاستعاره لروح اليقين لأَنّ روح اليقين عَرَضٌ وبيِّن أَنَّ العَرَضَ ليست له بَشَرَةٌ ومُباشَرَةُ الأَمر أَن تَحْضُرَهُ بنفسك وتَلِيَه بنفسك والبِشْرُ الطَّلاقَةُ وقد بَشَرَه بالأَمر يَبْشُرُه بالضم بَشْراً وبُشُوراً وبِشْراً وبَشَرَهُ به بَشْراً كله عن اللحياني وبَشَّرَهُ وأَبْشَرَهُ فَبَشِرَ به وبَشَرَ يَبْشُرُ بَشْراً وبُشُوراً يقال بَشَرْتُه فَأَبْشَرَ واسْتَبْشَر وتَبشَّرَ وبَشِرَ فَرِحَ وفي التنزيل العزيز فاسْتْبِشرُوا بِبَيْعِكُمُ الذي بايَعْتُمْ به وفيه أَيضاً وأَبْشِروا بالجنة واسْتَبْشَرَهَ كَبَشَّرَهُ قال ساعدة بن جؤية فَبَيْنَا تَنُوحُ اسْتَبْشَرُوها بِحِبِّها عَلى حِينِ أَن كُلَّ المَرامِ تَرومُ قال ابن سيده وقد يكون طلبوا منها البُشْرى على إِخبارهم إِياهم بمجيء ابنها وقوله تعالى يا بُشْرايَ هذا غُلامٌ كقولك عَصايَ وتقول في التثنية يا بُشْرَبيَّ والبِشارَةُ المُطْلَقَةُ لا تكون إِلاَّ بالخير وإِنما تكون بالشر إِذا كانت مقيدة كقوله تعالى فَبَشِّرْهُم بعذاب أَليم قال ابن سيده والتَّبْشِيرُ يكون بالخير والشر كقوله تعالى فبشرهم بعذاب أَليم وقد يكون هذا على قولهم تحيتك الضَّرْبُ وعتابك السَّيْفُ والاسم البُشْرى وقوله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة فيه ثلاثة أَقوال أَحدها أَن بُشْراهم في الدنيا ما بُشِّرُوا به من الثواب قال الله تعالى ويُبَشِّرَ المؤمنين وبُشْراهُمْ في الآخرة الجنة وقيل بُشْراهم في الدنيا الرؤْيا الصالحة يَراها المؤْمن في منامه أَو تُرَى له وقيل معناه بُشْراهم في الدنيا أَن الرجل منهم لا تخرج روحه من جسده حتى يرى موضعه من الجنة قال الله تعالى إِنَّ الذين قالوا رَبُّنا اللهُ ثم استقاموا تَتَنَزَّلُ عليهم الملائكةُ أَن لا تخافوا ولا تحزنوا وأَبْشِرُوا بالجنةِ التي كنتم توعدون الجوهري بَشَرْتُ الرجلَ أَبْشُرُه بالضم بَشْراً وبُشُوراً من البُشْرَى وكذلك الإِبشارُ والتَّبْشِيرُ ثلاثُ لغات والاسم البِشارَةُ والبُشارَةُ بالكشر والضم يقال بَشَرْتُه بمولود فَأَبْشَرَ إِبْشاراً أَي سُرَّ وتقول أَبْشِرْ بخير بقطع الأَلف وبَشِرْتُ بكذا بالكسر أَبْشَرُ أَي اسْتَبْشَرْتُ به قال عطية بن زيد جاهلي وقال ابن بري هو لعبد القيس بن خفاف البُرْجُميّ وإِذا رَأَيْتَ الباهِشِينَ إِلى العلى غُبْراً أَكُفُّهُمُ بِقاعٍ مْمْحِلِ فَأَعِنْهُمُ وابْشَرْ بما بَشِرُوا بِهِ وإِذا هُمُ نَزَلُوا بَضَنْكٍ فانْزِلِ ويروى وايْسِرْ بما يَسِرُوا به وأَتاني أَمْرٌ بَشِرْتُ به أَي سُرِرْتُ به وبَشَرَني فلانٌ بوجه حَسَنٍ أَي لقيني وهو حَسَنُ البِشْرِ بالكسر أَي طَلقُ الوجه والبِشارَةُ ما بُشِّرْتَ به والبِشارة تَباشُرُ القوم بأَمر والتَّباشِيرُ البُشْرَى وتَبَاشَرَ القومُ أَي بَشَّرَ بعضُهم بعضاً والبِشارة والبُشارة أَيضاً ما يعطاه المبَشِّرُ بالأَمر وفي حديث توبة كعب فأَعطيته ثوبي بُشارَةً البشارة بالضم ما يعطى البشير كالعُمَالَةِ للعامل وبالكسر الاسم لأَنها تُظْهِرُ طَلاقَةَ الإِنسان والبشير المبَشِّرُ الذي يُبَشِّرُ القوم بأَمر خير أَو شرٍ وهم يتباشرون بذلك الأَمر أَي يُبَشرُ بضعهم بعضاً والمبَشِّراتُ الرياح التي تَهُبُّ بالسحاب وتُبَشِّرُ بالغيث وفي التنزيل العزيز ومن آياته أَن يرسل الرياحَ مُبَشِّرات وفيه وهو الذي يُرْسِلُ الرياحَ بُشْراً وبُشُراً وبُشْرَى وبَشْراً فَبُشُراً جَمعُ بَشُورٍ وبُشْراً مخفف منه وبُشْرَى بمعنى بِشارَةٍ وبَشْراً مصدر بَشَرَهُ بَشْراً إِذا بَشَّرَهُ وقوله عز وجل إِن الله يُبَشِّرُكِ وقرئ يَبْشُرُك قال الفرّاء كأَن المشدّد منه على بِشاراتِ البُشَرَاء وكأَن المخفف من وجه الإِفْراحِ والسُّرُورِ وهذا شيء كان المَشْيَخَةُ يقولونه قال وقال بعضهم أَبْشَرْتُ قال ولعلها لغة حجازية وكان سفيان بن عيينة يذكرها فَلْيُبْشِرْ وبَشَرْتُ لغة رواها الكسائي يقال بَشَرَني بوَجْهٍ حَسَنٍ يَبْشُرُني وقال الزجاج معنى يَبْشُرُك يَسُرُّك ويُفْرِحُك وبَشَرْتُ الرجلَ أَبْشُرُه إِذا أَفرحته وبَشِرَ يَبْشَرُ إِذا فرح قال ومعنى يَبْشُرُك ويُبَشِّرُك من البِشارة قال وأَصل هذا كله أَن بَشَرَةَ الإِنسان تنبسط عند السرور ومن هذا قولهم فلان يلقاني بِبِشْرٍ أَي بوجه مُنْبَسِطٍ ابن الأَعرابي يقال بَشَرْتُه وبَشَّرْتُه وأَبْشَرْتُه وبَشَرْتُ بكذا وكذا وبَشِرْت وأَبْشَرْتُ إِذا فَرِحْتَ بِه ابن سيده أَبْشَرَ الرجلُ فَرِحَ قال الشاعر ثُمَّ أَبْشَرْتُ إِذْ رَأَيْتُ سَواماً وبُيُوتاً مَبْثُوثَةً وجِلالا وبَشَّرَتِ الناقةُ باللِّقاحِ وهو حين يعلم ذلك عند أَوَّل ما تَلْقَحُ التهذيب يقال أَبْشَرَتِ الناقَةُ إِذا لَقِحَتْ فكأَنها بَشَّرَتْ بالِّلقاحِ قال وقول الطرماح يحقق ذلك عَنْسَلٌ تَلْوِي إِذا أَبْشَرَتْ بِخَوافِي أَخْدَرِيٍّ سُخام وتَباشِيرُ كُلّ شيء أَوّله كتباشير الصَّبَاح والنَّوْرِ لا واحد له قال لبيد يصف صاحباً له عرّس في السفر فأَيقظه فَلَمَّا عَرَّسَ حَتَّى هِجْتُهُ بالتَّباشِيرِ مِنَ الصُّبْحِ الأُوَلْ والتباشيرُ طرائقُ ضَوْءِ الصُّبْحِ في الليل قال الليث يقال للطرائق التي تراها على وجه الأَرض من آثار الرياح إِذا هي خَوَّتْهُ التباشيرُ ويقال لآثار جنب الدابة من الدَّبَرِ تَباشِيرُ وأَنشد نِضْوَةُ أَسْفارٍ إِذا حُطَّ رَحْلُها رَأَيت بِدِفْأَيْها تَباشِيرَ تَبْرُقُ الجوهري تَباشِيرُ الصُّبْحِ أَوائلُه وكذلك أَوائل كل شيء ولا يكون منه فِعلٌ وفي حديث الحجاج كيف كان المطرُ وتَبْشِيرُه أَي مَبْدَؤُه وأَوَّلُه وتَبِاشِيرُ ليس له نظير إِلاَّ ثلاثة أَحرف تَعاشِيبُ الأَرض وتَعاجِيبُ الدَّهرِ وتَفاطِيرُ النَّباتِ ما يَنْفَطر منه وهو أَيضاً ما يخرج على وجه الغِلْمَان والفتيات قال تَفاطِيرُ الجُنُونِ بِوَجْهِ سَلْمَى قَدِيماً لا تَقاطِيرُ الشَّبابِ ويروى نفاطير بالنون وتباشير النخل في أَوَّل ما يُرْطِبُ والبشارة بالفتح الجمال والحُسْنُ قال الأَعشى في قصيدته التي أَوَّلها بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفارَهْ يا جارَتا ما أَنْتِ جارهْ قال منها وَرَأَتْ بِأَنَّ الشَّيْبَ جَا نَبَه البَشاشةُ والبَشارَهْ ورجلٌ بَشِيرُ الوجه إِذا كان جميله وامرأَةٌ بَشِيرةُ الوجه ورجلٌ بَشِيرٌ وامرأَة بَشِيرَةٌ ووجهٌ بَشيرٌ حسن قال دكين بن رجاء تَعْرِفُ في أَوجُهِها البَشائِرِ آسانَ كُلِّ آفِقٍ مُشاجِرِ والآسانُ جمع أُسُنٍ بضم الهمزة والسين وقد قيل أَسن بفتحهما أَيضاً وهو الشبه والآفق الفاضل والمُشَاجِرُ الذي يَرْعَى الشجر ابن الأَعرابي المَبْشُورَةُ الجارية الحسنة الخلق واللون وما أَحْسَنَ بَشَرَتَها والبَشِيرُ الجميل والمرأَة بَشِيرَة والبَشِيرُ الحَسَنُ الوجه وأَبْشَرَ الأَمرُ وَجْهَهُ حَسَّنَه ونَضَّرَه وعليه وَجَّهَ أَبو عمرو قراءَةَ من قرأَ ذلك الذي يَبْشُرُ اللهُ عِبادَه قال إِنما قرئت بالتخفيف لأَنه ليس فيه بكذا إِنما تقديره ذلك الذي يُنَضِّرُ اللهُ به وُجوهَهم اللحياني وناقة بَشِيرَةٌ أَي حَسَنَةٌ وناقة بَشِيرَةٌ ليست بمهزولة ولا سمينة وحكي عن أَبي هلال قال هي التي ليست بالكريمة ولا الخسيسة وفي الحديث ما مِنْ رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ وبَقَرٌ لا يُؤَدِّي حَقَّها إِلاَّ بُطِحَ لها يَوْمَ القيامة بِقَاع قَرْقَرٍ كأَكْثَرِ ما كانَتْ وأَبْشَرِه أَي أَحْسَنِه من البِشر وهو طلاقة الوجه وبشاشته ويروى وآشَره من النشاط
( * قوله « من النشاط » كذا بالأصل والأحسن من الأشر وهو للنشاط ) والبطر ابن الأَعرابي هم البُشَارُ والقُشَارُ والخُشَارُ لِسِقاطِ الناسِ والتُّبُشِّرُ والتُّبَشِّرُ طائر يقال هو الصُّفارِيَّة ولا نظير له إِلاَّ التُّنَوِّطُ وهو طائر وهو مذكور في موضعه وقولُهم وقع في وادي تُهلِّكَ ووادي تُضُلِّلَ ووادي تُخُيِّبَ والناقةُ البَشِيرَةُ الصالحةُ التي على النِّصْفِ من شحمها وقيل هي التي بين ذلك ليست بالكريمة ولا بالخسيسة وبِشْرٌ وبِشْرَةُ اسمان أَنشد أَبو علي وبِشْرَةُ يَأْبَوْنا كَأَنَّ خِبَاءَنَا جَنَاحُ سُمَانَى في السَّماءِ تَطِيرُ وكذلك بُشَيْرٌ وبَشِيرٌ وبَشَّار ومُبَشِّر وبُشْرَى اسم رجل لا ينصرف في معرفة ولا نكرة للتأْنيث ولزوم حرف التأْنيث له وإِن لم يكن صفة لأَن هذه الأَلف يبنى الاسم لها فصارت كأَنها من نفس الكلمة وليست كالهاء التي تدخل في الاسم بعد التذكير والبِشْرُ اسم ماء لبني تغلب والبِشْرُ اسم جبل وقيل جبل بالجزيرة قال الشاعر فَلَنْ تَشْرَبي إِلاَّ بِرَنْقٍ وَلَنْ تَرَيْ سَواماً وحَيّاً في القُصَيْبَةِ فالبِشْرِ

( بصر ) ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى البَصِيرُ هو الذي يشاهد الأَشياء كلها ظاهرها وخافيها بغير جارحة والبَصَرُ عبارة في حقه عن الصفة التي ينكشف بها كمالُ نعوت المُبْصَراتِ الليث البَصَرُ العَيْنُ إِلاَّ أَنه مذكر وقيل البَصَرُ حاسة الرؤْية ابن سيده البَصَرُ حِسُّ العَين والجمع أَبْصارٌ بَصُرَ به بَصَراً وبَصارَةً وبِصارَةً وأَبْصَرَهُ وتَبَصَّرَهُ نظر إِليه هل يُبْصِرُه قال سيبويه بَصُرَ صار مُبْصِراً وأَبصره إِذا أَخبر بالذي وقعت عينه عليه وحكاه اللحياني بَصِرَ به بكسر الصاد أَي أَبْصَرَهُ وأَبْصَرْتُ الشيءَ رأَيته وباصَرَه نظر معه إِلى شيء أَيُّهما يُبْصِرُه قبل صاحبه وباصَرَه أَيضاً أَبْصَرَهُ قال سُكَيْنُ بنُ نَصْرَةَ البَجَلي فَبِتُّ عَلى رَحْلِي وباتَ مَكانَه أُراقبُ رِدْفِي تارَةً وأُباصِرُه الجوهري باصَرْتُه إِذا أَشْرَفتَ تنظر إِليه من بعيد وتَباصَرَ القومُ أَبْصَرَ بعضهم بعضاً ورجل بَصِيرٌ مُبْصِرٌ خلاف الضرير فعيل بمعنى فاعل وجَمْعُه بُصَراءُ وحكى اللحياني إِنه لَبَصِيرٌ بالعينين والبَصارَةُ مَصْدَرٌ كالبَصر والفعل بَصُرَ يَبْصُرُ ويقال بَصِرْتُ وتَبَصَّرْتُ الشيءَ شِبْهُ رَمَقْتُه وفي التنزيل العزيز لا تدركه الأَبصارُ وهو يدرك الأَبصارَ قال أَبو إسحق أَعْلَمَ اللهُ أَنهُ يُدْرِك الأَبصارَ وفي هذا الإِعلام دليل أَن خلقه لا يدركون الأَبصارَ أَي لا يعرفون كيف حقيقة البَصَرَ وما الشيء الذي به صار الإِنسان يُبْصِرُ من عينيه دون أَن يُبْصِرَ من غيرهما من سائر أَعضائه فَأَعْلَم أَن خَلْقاً من خلقه لا يُدْرِك المخلوقون كُنْهَهُ ولا يُحيطون بعلمه فكيف به تعالى والأَبصار لا تحيط به وهو اللطيف الخبير فأَمَّا ما جاء من الأَخبار في الرؤْية وصح عن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فغير مدفوع وليس في هذه الآية دليل على دفعها لأَن معنى هذه الآية إِدراك الشيء والإِحاطة بحقيقته وهذا مذهب أَهل السنَّة والعلم بالحديث وقوله تعالى قد جاءَكم بصائرُ من رَبكم أَي قد جاءَكم القرآن الذي فيه البيان والبصائرُ فمن أَبْصَرَ فلنفسه نَفْعُ ذلك ومن عَمِيَ فَعَلَيْها ضَرَرُ ذلك لأَن الله عز وجل غني عن خلقه ابن الأَعرابي أَبْصَرَ الرجلُ إِذا خرج من الكفر إِلى بصيرة الإِيمان وأَنشد قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ وعلى بَصائِرِها وإِنْ لَمْ تُبْصِر قال بصائرها إسلامها وإِن لم تبصر في كفرها ابن سيده أَراه لَمْحاً باصِراً أَي نظراً بتحديق شديد قال فإِما أَن يكون على طرح الزائد وإِما أَن يكون على النسب والآخر مذهب يعقوب ولقي منه لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً واضحاً قال ومَخْرَجُ باصِرٍ من مخرج قولهم رجل تامِرٌ ولابِنٌ أَي ذو لبن وتمر فمعنى باصر ذو بَصَرَ وهو من أَبصرت مثل مَوْتٌ مائِتٌ من أَمَتُّ أَي أَرَيْتُه أَمْراً شديداً يُبْصِرُه وقال الليث رأَى فلان لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً مفروغاً منه قال الأَزهري والقول هو الأَوَّل وقوله عز وجل فلما جاءتهم آياتُنا مُبْصِرَةً قال الزجاج معناه واضحةً قال ويجوز مُبْصَرَةً أَي مُتَبَيِّنَةً تُبْصَرُ وتُرَى وقوله تعالى وآتينا ثمودَ الناقةَ مُبْصِرَةً قال الفراء جعل الفعل لها ومعنى مُبْصِرَة مضيئة كما قال عز من قائل والنهارَ مُبْصِراً أَي مضيئاً وقال أَبو إِسحق معنى مُبْصِرَة تُبَصِّرُهم أَي تُبَيِّنُ لهم ومن قرأَ مُبْصِرَةً فالمعنى بَيِّنَة ومن قرأَ مُبْصَرَةً فالمعنى متبينة فَظَلَمُوا بها أَي ظلموا بتكذيبها وقال الأَخفش مُبْصَرَة أَي مُبْصَراً بها قال الأَزهري والقول ما قال الفرّاء أَراد آتينا ثمود الناقة آية مُبْصِرَة أَي مضيئة الجوهري المُبْصِرَةُ المضيئة ومنه قوله تعالى فلما جاءَتهم آياتنا مُبْصِرَةً قال الأَخفش إِنها تُبَصِّرهم أَي تجعلهم بُصَراء والمَبْصَرَةُ بالفتح الحُجَّة والبَصِيرَةُ الحجةُ والاستبصار في الشيء وبَصَّرَ الجَرْوُ تبصيراً فتح عينيه ولقيه بَصَراً أَي حين تباصرت الأَعْيانُ ورأَى بعضها بعضاً وقيل هو في أَوَّل الظلام إِذا بقي من الضوء قدر ما تتباين به الأَشباح لا يُستعمل إِلاَّ ظرفاً وفي حديث عليّ كرم الله وجهه فأرسلت إِليه شاة فرأَى فيها بُصْرَةً من لَبَنٍ يريد أَثراً قليلاً يُبْصِرُه الناظرُ إِليه ومنه الحديث كان يصلي بنا صلاةَ البَصَرِ حتى لو أَن إِنساناً رمى بنَبْلَةٍ أَبصرها قيل هي صلاة المغرب وقيل الفجر لأَنهما تؤَدَّيان وقد اختلط الظلام بالضياء والبَصَر ههنا بمعنى الإِبصار يقال بَصِرَ به بَصَراً وفي الحديث بصر عيني وسمع أُذني وقد اختلف في ضبطه فروي بَصُرَ وسَمِعَ وبَصَرُ وسَمْعُ على أَنهما اسمان والبَصَرُ نَفاذٌ في القلب وبَصرُ القلب نَظَرَهُ وخاطره والبَصِيرَةُ عَقِيدَةُ القلب قال الليث البَصيرة اسم لما اعتقد في القلب من الدين وتحقيق الأَمر وقيل البَصيرة الفطنة تقول العرب أَعمى الله بصائره أَي فِطَنَه عن ابن الأَعرابي وفي حديث ابن عباس أَن معاوية لما قال لهم يا بني هاشم تُصابون في أَبصاركم قالوا له وأَنتم يا بني أُمية تصابون في بصائركم وفَعَلَ ذلك على بَصِيرَةٍ أَي على عَمْدٍ وعلى غير بَصيرة أَي على غير يقين وفي حديث عثمان ولتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرَةٍ أَي على معرفة من أَمركم ويقين وفي حديث أُم سلمة أَليس الطريقُ يجمع التاجِرَ وابنَ السبيل والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبورَ أَي المُسْتَبِينَ للشيء يعني أَنهم كانوا على بصيرة من ضلالتهم أَرادت أَن تلك الرفقة قد جمعت الأَخيار والأَشرار وإِنه لذو بَصَرٍ وبصيرة في العبادة عن اللحياني وإِنه لَبَصِيرٌ بالأَشياء أَي عالم بها عنه أَيضاً ويقال للفِراسَةِ الصادقة فِراسَةٌ ذاتُ بَصِيرة والبصيرة العِبْرَةُ يقال أَمَا لك بَصِيرةٌ في هذا ؟ أَي عِبْرَةٌ تعتبر بها وأَنشد في الذَّاهِبِين الأَوَّلِي نَ مِن القُرُونِ لَنا بَصائرْ أَي عِبَرٌ والبَصَرُ العلم وبَصُرْتُ بالشيء علمته قال عز وجل بَصُرْتُ بما لم يَبْصُرُوا به والبصير العالم وقد بَصُرَ بَصارَةً والتَّبَصُّر التَّأَمُّل والتَّعَرُّفُ والتَّبْصِيرُ التعريف والإِيضاح ورجلٌ بَصِيرٌ بالعلم عالم به وقوله عليه السلام اذهبْ بنا إِلى فلانٍ البصيرِ وكان أَعمى قال أَبو عبيد يريد به المؤمن قال ابن سيده وعندي أَنه عليه السلام إِنما ذهب إِلى التَّفؤل
( * قوله « إِنما ذهب إلى التفؤل إلخ » كذا بالأصل ) إِلى لفظ البصر أَحسن من لفظ العمى أَلا ترى إِلى قول معاوية والبصير خير من الأَعمى ؟ وتَبَصَّرَ في رأْيِه واسْتَبْصَرَ تبين ما يأْتيه من خير وشر واستبصر في أَمره ودينه إِذا كان ذا بَصيرة والبَصيرة الثبات في الدين وفي التنزيل العزيز وكانوا مستبصرين أَي اتوا ما أَتوه وهم قد تبين لهم أَن عاقبته عذابهم والدليل على ذلك قوله وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أَنفسهم يظلمون فلما تبين لهم عاقبة ما نهاهم عنه كان ما فعل بهم عدلاً وكانوا مستبصرين وقيل أَي كانوا في دينهم ذوي بصائر وقيل كانوا معجبين بضلالتهم وبَصُرَ بَصارَةً صار ذا بصيرة وبَصَّرَهُ الأَمْرَ تَبْصِيراً وتَبْصِرَةً فَهَّمَهُ إِياه وقال الأَخفش في قوله بَصُرْتُ بما لم يَبْصُرُوا به أَي علمت ما لم يعلموا به من البصيرة وقال اللحياني بَصُرْتُ أَي أَبصرت قال ولغة أُخرى بَصِرْتُ به أَبْصَرْته وقال ابن بزرج أَبْصِرْ إِليَّ أَي انْظر إِليّ وقيل أَبْصِرْ إِليَّ أَي التفتْ إِليَّ والبصيرة الشاهدُ عن اللحياني وحكي اجْعَلْنِي بصيرةً عليهم بمنزلة الشهيد قال وقوله تعالى بل الإِنسان على نفسه بَصيرة قال ابن سيده له معنيان إِن شئت كان الإِنسان هو البَصيرة على نفسه أَي الشاهد وإِن شئت جعلت البصيرة هنا غيره فعنيت به يديه ورجليه ولسانه لأَن كل ذلك شاهد عليه يوم القيامة وقال الأَخفش بل الإِنسان على نفسه بصيرة جعله هو البصيرة كما تقول للرجل أَنت حُجة على نفسك وقال ابن عرفة على نفسه بصيرة أَي عليها شاهد بعملها ولو اعتذر بكل عهذر يقول جوارحُه بَصيرةٌ عليه أَي شُهُودٌ قال الأَزهري يقول بل الإِنسان يوم القيامة على نفسه جوارحُه بَصِيرَةٌ بما حتى عليها وهو قوله يوم تشهد عليهم أَلسنتهم قال ومعنى قوله بصيرة عليه بما جنى عليها ولو أَلْقَى مَعاذِيرَه أَي ولو أَدْلى بكل حجة وقيل ولو أَلقى معاذيره سُتُورَه والمِعْذَارُ السِّتْرُ وقال الفرّاء يقول على الإِنسان من نفسه شهود يشهدون عليه بعمله اليدان والرجلان والعينان والذكر وأَنشد كأَنَّ على ذِي الظَّبْيِ عَيْناً بَصِيرَةً بِمَقْعَدِهِ أَو مَنظَرٍ هُوَ ناظِرُهْ يُحاذِرُ حتى يَحْسَبَ النَّاسَ كُلَّهُمْ من الخَوْفِ لا تَخْفَى عليهم سَرائرُهْ وقوله قَرَنْتُ بِحِقُوَيْهِ ثلاثاً فَلَمْ تَزُغْ عَنِ القَصْدِ حَتَّى بُصِّرَتْ بِدِمامِ قال ابن سيده يجوز أَن يكون معناه قُوِّيَتْ أَي لما هَمَّ هذا الريش بالزوال عن السهم لكثرة الرمي به أَلزقه بالغِراء فثبت والباصِرُ المُلَفِّقُ بين شُقَّتين أَو خِرْقَتَين وقال الجوهري في تفسير البيت يعني طَلَى رِيشَ السهم بالبَصِيرَةِ وهي الدَّمُ والبَصِيرَةُ ما بين شُقَّتَي البيتِ وهي البصائر والبَصْرُ أَن تُضَمَّ حاشيتا أَديمين يخاطان كما تخاط حاشيتا الثوب ويقال رأَيت عليه بَصِيرَةً من الفقر أَي شُقَّةً مُلَفَّقَةً الجوهري والبَصْرُ أَن يُضَمَّ أَدِيمٌ إِلى أَديم فيخرزان كما تخاط حاشيتا الثوب فتوضع إِحداهما فوق الأُخرى وهو خلاف خياطة الثوب قبل أَن يُكَفَّ والبَصِيرَةُ الشُّقَّةُ التي تكون على الخباء وأَبْصَر إِذا عَلَّق على باب رحله بَصِيرَةً وهي شُقَّةٌ من قطن أَو غيره وقول توبة وأُشْرِفُ بالقُورِ اليَفاعِ لَعَلَّنِي أَرَى نارَ لَيْلَى أَو يَراني بَصِيرُها قال ابن سيده يعني كلبها لأَن الكلب من أَحَدّ العيونِ بَصَراً والبُصْرُ الناحيةُ مقلوب عن الصُّبْرِ وبُصْرُ الكَمْأَة وبَصَرُها حُمْرَتُها قال ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ وبُصْرُ السماء وبُصْرُ الأَرض غِلَظُها وبُصْرُ كُلّ شيء غِلَظُهُ وبُصْرُه وبَصْرُه جلده حكاهما اللحياني عن الكسائي وقد غلب على جلد الوجه ويقال إِن فلاناً لمَعْضُوب البُصْرِ إِذا أَصاب جلدَه عُضابٌ وهو داء يخرج به الجوهري والبُصْرُ بالضم الجانبُ والحَرْفُ من كل شيء وفي حديث ابن مسعود بُصْرُ كل سماء مسيرة خمسمائة عام يريد غِلَظَها وسَمْكَها وهو بضم الباء وفي الحديث أَيضاً بُصْرُ جِلْد الكافر في النار أَربعون ذراعاً وثوبٌ جَيّدُ البُصْرِ قويٌّ وَثِيجٌ والبَصْرُ والبِصْرُ والبَصْرَةُ الحجر الأَبيض الرِّخْوُ وقيل هو الكَذَّانُ فإِذا جاؤُوا بالهاء قالوا بَصْرَة لا غير وجمعها بِصار التهذيب البَصْرُ الحجارة إِلى البياض فإِذا جاؤُوا بالهاء قالوا البَصْرَةُ الجوهري البصرة حجارة رخوة إِلى البياض ما هي وبها سميت البصرة وقال ذو الرمة يصف إِبلاً شربت من ماء تَداعَيْن باسم الشَّيبِ في مُتَثَلِّمٍ جَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ قال فإِذا أَسقطت منه الهاء قلت بِصْرٌ بالكسر والشِّيب حكاية صوت مشافرها عند رشف الماء ومثله قول الراعي إِذا ما دَعَتْ شِيباً بِجَنْبَيْ عُنَيْزَةٍ مَشافِرُها في ماءٍ مُزْنٍ وباقِلِ وأَراد ذو الرمة بالمتثلم حوضاً قد تهدّم أَكثره لقدمه وقلة عهد الناس به وقال عباس بن مرداس إِنْ تَكُ جُلْمُودَ بَصْرٍ لا أُوَبِّسُه أُوقِدْ عليه فَأَحْمِيهِ فَيَنْصَدِعُ أَبو عمور البَصْرَةُ والكَذَّانُ كلاهما الحجارة التي ليست بصُلبة وأَرض فلان بُصُرة بضم الصاد إِذا كانت حمراء طيبة وأَرض بَصِرَةٌ إِذا كانت فيها حجارة تقطع حوافر الدواب ابن سيده والبُصْرُ الأَرض الطيبة الحمراءُ والبَصْرَةُ والبَصَرَةُ والبَصِرَة أَرض حجارتها جِصٌّ قال وبها سميت البَصْرَةُ والبَصْرَةُ أَعم والبَصِرَةُ كأَنها صفة والنسب إِلى البَصْرَةِ بِصْرِيٌّ وبَصْرِيٌّ الأُولى شاذة قال عذافر بَصْرِيَّةٌ تزوَّجَتْ بَصْرِيّا يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا وبَصَّرَ القومُ تَبْصِيراً أَتوا البَصْرَة قال ابن أَحمر أُخِبِّرُ مَنْ لاقَيْتُ أَنِّي مُبَصِّرٌ وكائِنْ تَرَى قَبْلِي مِنَ النَّاسِ بَصَّرَا وفي البَصْرَةِ ثلاثُ لغات بَصْرَة وبِصْرَة وبُصْرَة واللغة العالية البَصْرَةُ الفرّاء البِصْرُ والبَصْرَةُ الحجارة البراقة وقال ابن شميل البَصْرَة أَرْض كأَنها جبل من جِصٍّ وهي التي بنيت بالمِرْبَدِ وإِنما سميت البَصْرَةُ بَصْرَةً بها والبَصْرَتان الكوفةُ والبصرة والبَصْرَةُ الطِّين العَلِكُ وقال اللحياني البَصْرُ الطين العَلِكُ الجَيِّدُ الذي فيه حَصًى والبَصِيرَةُ التُّرْسُ وقيل هو ما استطال منه وقيل هو ما لزق بالأَرض من الجسد وقيل هو قَدْرُ فِرْسِنِ البعير منه وقيل هو ما استدل به على الرَّمِيَّةِ ويقال هذه بَصِيرَةٌ من دَمٍ وهي الجَدِيَّةُ منها على الأَرض والبَصِيرَةُ مقدار الدِّرْهَم من الدَّمِ والبَصِيرَةُ الثَّأْرُ وفي الحديث فأُمِرَ به فَبُصِرَ رَأْسُه أَي قُطِعَ يقال بَصَرَهُ بسيفه إِذا قطعه وقيل البصيرة من الدم ما لم يسل وقيل هو الدُّفْعَةُ منه وقيل البَصِيرَةُ دَمُ البِكْرِ قال رَاحُوا بَصائِرُهُمْ على أَكْتَافِهِمْ وبَصِيرَتِي يَعْدُو بِها عَتَدٌ وَأَى يعني بالبصائر دم أَبيهم يقول تركوا دم أَبيهم خلفهم ولم يَثْأَرُوا به وطَلَبْتُه أَنا وفي الصحاح وأَنا طَلَبْتُ ثَأْرِي وكان أَبو عبيدة يقول البَصِيرَةُ في هذا البيت الترْسُ أَو الدرع وكان يرويه حملوا بصائرهم وقال ابن الأَعرابي راحوا بصائرُهم يعني ثِقْل دمائهم على أَكتافهم لم يَثْأَرُوا بها والبَصِيرَة الدِّيَةُ والبصائر الديات في أَوَّل البيت قال أَخذوا الديات فصارت عاراً وبصيرتي أَي ثَأْرِي قد حملته على فرسي لأُطالب به فبيني وبينهم فرق أَبو زيد البَصيرة من الدم ما كان على الأَرض والجَدِيَّةُ ما لَزِقَ بالجسد وقال الأَصمعي البَصيرة شيء من الدم يستدل به على الرَّمِيَّةِ وفي حديث الخوارج ويَنْظُر في النَّصْلِ فلا يرى بَصِيرَةً أَي شيئاً من الدم يستدل به على الرمية ويستبينها به وقوله أَنشده أَبو حنيفة وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِنْ بَصِيرِها يجوز أَن يكون جمع البصيرة من الدم كشَعِيرة وشَعِير ونحوها ويجوز أَن يكون أَراد من بصيرتها فحذف الهاء ضرورة كما ذهب إِليه بعضهم في قول أَبي ذؤيب أَلا لَيْتَ شِعْرِي هل تَنَظَّرَ خالِدٌ عِيادِي عَلى الهِجْرانِ أَمْ هُوَ يائِسُ ؟
( * ورد هذا الشعر في كلمة « بشر » وفيه لفظة عنادي بدلاً من عيادي ولعلَّ ما هنا أَكثر مناسبة للمعنى مما هنالك )
ويجوز أَن يكون البَصِيرُ لغةً في البَصِيرَة كقولك حُقٌّ وحُقَّةٌ وبياض وبياضة والبَصيرَةُ الدِّرْعُ وكلُّ ما لُبِسَ جُنَّةً بَصِيرةٌ والبَصِيرَةُ التُّرس وكل ما لُبِسَ من السلاح فهو بصائر السلاح والباصَرُ قَتَبٌ صغير مستدير مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي عن ثعلب وهي البواصر وأَبو بَصِير الأَعْشَى على التطير وبَصير اسم رجل وبُصْرَى قرية بالشام صانها الله تعالى قال الشاعر ولو أُعْطِيتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَى وقِنَّسْرِينَ مِنْ عَرَبٍ وعُجْمِ وتنسب إِليها السيوف البُصْرِيَّة وقال يَفْلُونَ بالقَلَعِ البُصْرِيّ هامَهُمُ
( * في أساس البلاغة يَعلون بالقَلَع إلخ )
وأَنشد الجوهري للحصين بن الحُمامِ المُرّي صَفائح بُصْرَى أَخْلَصَتْها قُيُونُها ومُطَّرِداً مِنْ نَسْج دَاودَ مُحْكَمَا والنسَبُ إِليها بُصْرِيٌّ قال ابن دريد أَحسبه دخيلاً والأَباصِرُ موضع معروف وفي حديث كعب تُمسك النار يوم القيامة حتى تَبِصَّ كأَنَّها مَتْنُ إِهالَةٍ أَي تَبْرُقَ ويتلأْلأَ ضوؤُها

( بضر ) الفرّاء البَضْرُ نَوْفُ الجاريةِ قبل أَن تُخْفَضَ وقال المفضل من العرب من يقول البَضْرُ ويبدل الظاء ضاداً ويقول قد اشتكى ضَهْرِي ومنهم من يبدل الضاد ظاء فيقول قد عَظَّتِ الحربُ بني تميم ابن الأَعرابي قال البُضَيْرَةُ تصغير البَضْرَة وهي بُطلان الشيء ومنه قولهم ذهب دمه بِضْراً مِضْراً
( * قوله « بضراً مضراً إلخ » بكسر فسكون وككتف كما في القاموس ) خِضْراً أَي هَدَراً وذَهَبَ بِطْراً بالطاء غير معجمة وروى أَبو عبيد عن الكسائي ذهب دمه مَضِراً

( بطر ) البَطَرُ النشاط وقيل التبختر وقيل قلة احتمال النِّعمة وقيل الدَّهَشُ والحَيْرَةُ وأَبْطَرهُ أَي أَدهشه وقيل البَطَرُ الطُّغيان في النِّعْمَةِ وقيل هو كراهة الشيء من غير أَن يستحق الكراهية بَطِرَ بَطَراً فهو بَطِرٌ والبَطَرُ الأَشَر وهو شدّة المَرَح وفي الحديث لا ينظر الله يوم القيامة إِلى من جرَّ إِزَارَه بَطَراً البَطَر الطغيان عند النعمة وطول الغنى وفي الحديث الكِبْرُ بَطَرُ الحَقّ هو أَن يجعل ما جعله الله حقّاً من توحيده وعبادته باطلاً وقيل هو أَن يتخير عند الحق فلا يراه حقّاً وقيل هو أَن يتكبر من الحق ولا يقبله وقوله عز وجل وكم أَهلكنا من قرية بَطِرَتْ مَعِيشَتَها أَراد بَطِرت في معيشتها فحذف وأَوصل قال أَبو إِسحق نصب معيشتها بإسقاط في وعمل الفعل وتأْويله بَطِرَتْ في معيشتها وبَطِرَ الرجلُ وبَهِتَ بمعنى واحد وقال الليث البَطَرُ كالحَيْرَة والدَّهَشِ والبَطَرُ كالأَشَرِ وغَمْطِ النعمة وبَطِرَ بالكسر يَبْطَرُ وأَبْطَرَه المالُ وبَطِرَ بالأَمر ثَقُل به ودَهِشَ فلم يَدْرِ ما يُقَدِّم ولا ما يؤخر وأَبْطَرَه حِلْمَهُ أَدْهَشَهُ وبَهَتَهُ عنه وأَبْطَرَه ذَرْعَهُ حَمَّلَهُ فوق ما يُطيق وقيل قطع عليه معاشه وأَبْلَى بَدَنَه وهذا قول ابن الأَعرابي وزعم أَن الذَّرْعَ البَدَنُ ويقال للبعير القَطُوفِ إِذا جارى بعيراً وَسَاعَ الخطْوِ فَقَصُرَتْ خُطاه عن مُباراته قد أَبْطَرَه ذَرْعَهُ أَي حَمَّلَهُ أَكثر من طَوْقِه والهُبَعُ إِذا مَاشَى الرُّبَعَ أَبْطَرَه ذَرْعَه فَهَبَعَ أَي استعان بِعُنُقه ليَلْحَقَهُ ويقال لكل من أَرْهَقَ إِنساناً فحمَّلَه ما لا يطيقه قد أَبْطَرَه ذَرْعَه وفي حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال الكِبْرُ بَطَرُ الحقِّ وغَمْصُ النَّاس وبَطَرُ الحقِّ أَن لا يراه حقاً ويتكبر عن قبوله وهو من قولك بَطِرَ فلانٌ هِدْيَةَ أَمْرِه إِذا لم يهتد له وجهله ولم يقبله الكسائي يقال ذهب دمه بِطْراً وبِطْلاً وفِرْغاً إِذا بَطَلَ فكان معنى قوله بَطْرُ الحقِّ أَن يراه باطلاً ومن جعله من قولك بَطِرَ إِذا تحير ودَهِشَ أَراد أَنه تحير في الحق فلا يراه حقّاً وقال الزجاج البَطَرُ الطغيان عند النعمة وبَطَرُ الحقِّ على قوله أَن يَطْغَى عند الحق أَي يتكبر فلا يقبله وبَطِرَ النِّعْمَةَ بَطَراً فهو بَطِرٌ لم يشكرها وفي التنزيل بَطِرَتْ معيشتها وقال بعضهم بَطِرْتَ عَيْشَك ليس على التعدي ولكن على قولهم أَلِمْتَ بَطْنَك ورَشِدْتَ أَمْرَكَ وسَفِهْتَ نَفْسَك ونحوها مما لفظه لفظ الفاعل ومعناه معنى المفعول قال الكسائي وأَوقعت العرب هذه الأَفعال على هذه المعارف التي خرجت مفسرة لتحويل الفعل عنها وهو لها وإِنما المعنى بطرت مَعِيشَتُها وكذلك أَخواتها ويقال لا يُبْطِرَنَّ جهلُ فلان حلْمَكَ أَي لا يُدْهِشْكَ عنه وذهب دَمُه بِطْراً أَي هَدَراً وقال أَبو سعيد أَصله أَن يكون طُلاَّبُه حُرَّاصاً باقتدار وبَطَر فيحرموا إِدراك الثَّأْر الجوهري وذهب دمه بِطْراً بالكسر أَي هَدَراً وبَطَرَ الشيءَ يَبْطُرُه ويَبْطِرُه بَطْراً فهو مبطور وبطير شقه والبَطْرُ الشَّقُّ وبه سمي البَيْطارُ بَيْطاراً والبَطِيرُ والبَيْطَرُ والبَيْطارُ والبِيَطْرُ مثل هِزَبْرٍ والمُبَيْطِرُ مُعالجُ الدوابِّ من ذلك قال الطرمّاح يُساقِطُها تَتْرَى بِكُلِّ خَميلَةٍ كبَزْغِ الِبيَطْرِ الثِّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ ويروى البَطِير وقال النابغة شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَها طَعْنَ المُبَيْطِرِ إِذْ يَشْفِي مِنَ العَضَد المدرى هنا قرن الثور يريد أَنه ضرب بقرنه فريصة الكلب وهي اللحمة التي تحت الكتف التي تُرْعَدُ منه ومن غيره فأَنفذها والعَضَدُ داء يأْخذ في العَضُد وهو يُبَيْطِرُ الدواب أَي يعالجها ومعالجته البَيْطَرَةُ والبِيَطْرُ الخَيَّاط قال شَقَّ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمامِ وفي التهذيب باتَتْ تَجيبُ أَدْعَجَ الظَّلاَمِ جَيْبَ البِيَطِرِ مِدْرَعَ الهُمامِ قال شمر صَيَّر البيطار خَيَّاطاً كما صُير الرجلُ الحاذقُ إِسْكافاً ورجل بِطْرِيرٌ متمادٍ في غَيِّه والأُنثى بِطْرِيرَةٌ وأَكثر ما يستعمل في النساء قال أَبو الدُّقَيْشِ إِذا بَطِرَت وتمادت في الغَيّ

( بظر ) البَظْرُ ما بين الإِسْكَتَيْنِ من المرأَة وفي الصحاح هَنَةٌ بَيْنَ الإِسْكَتَيْن لم تُخْفَضْ والجمع بُظور وهو البَيْظَرُ والبُنْظُر والبُنظارة والبَظَارَةُ الأَخيرة عن أَبي غسان وفي الحديث يا ابنَ مُقَطِّعَة البُظُور جمع بَظْر ودعاه بذلك لأَن أُمه كانت تَخْتنُ النساءَ والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذَّم وإِن لم تكن أُمُّ من يقال له هذا خاتنةً وزاد فيها اللحياني فقال والكَيْنُ والنَّوْفُ والرَّفْرَف قال ويقال للناتئ في أَسفل حياء الناقة البُظارة أَيضاً وبُظارة الشاة هَنَةٌ في طرف حيائها ابن سيده والبُظارة طرف حياء الشاة وجميع المواشي من أَسفله وقال اللحياني هي الناتئُ في أَسفل حياء الشاة واستعاره جرير للمرأَة فقال تُبَرِّئُهُمْ مِنْ عَقْرِ جِعْثِنَ بَعدما أَتَتْكَ بِمَسْلوخِ البُظارَةِ وارِمِ ورواه أَبو غسان البَظارة بالفتح وأَمَةٌ بَظْرَاءُ بينة البَظْرِ طويلة البَظْرِ والاسم البَظَرُ ولا فعل له والجمع بُظْرٌ والبَظَرُ المصدر من غير أَن يقال بَظِرَتْ تَبْظَرُ لأَنه ليس بحادث ولكنه لازم ويقال للتي تَخْفُضُ الجواريَ مُبَظِّرَة والمُبَظِّرُ الخَتَّانُ كأَنه على السلب ورجل أَبْظَرُ لم يُخْتَنْ والبُظْرَةُ نُتُوءٌ في الشفة وتصغيرها بُظَيْرَةٌ والأَبْظَرُ النَّاتئُ الشفةِ العليا مع طولها ونُتُوء في وسطها محاذ للأَنف أَبو الدقيش امرأَة بِظْريرٌ بالظاء طويلة اللسان صَخَّابَةٌ وقال أَبو خيرة بِظْرِيرٌ شُبِّه لِسانُها بالبَظْرِ قال الليث قول أَبي الدقيش أَحب إلينا ونظيرها معروف وروى بعضهم بِطْرِيرٌ بالطاء أَي أَنها بَطِرَتْ وأَشِرَتْ والبُظْرَةُ والبُظَارَةُ الهَنَةُ الناتِئَة في وسط الشفة العليا إِذا عظمت قليلاً ورجل أَبْظَر في شفته العليا طول مع نُتُوء في وسطها وهي الحِثْرِمَةُ ما لم تطل فإِذا طالت قليلاً فالرجل حينئذ أَبْظر وروي عن علي أَنه أَتى في فريضة وعنده شريح فقال له عليّ ما تقول فيها أَيها العبد الأَبْظَر ؟ وقد بَظِرَ الرجلُ بَظَراً وقيل الأَبْظَرُ الذي في شفته العليا طول مع نُتُوء وفلان يُمِصُّ
( * قوله « وفلان يمص إلخ » أي قال له امصص بظر فلانة كما في القاموس ) فلاناً ويُبَظِّره وذهب دَمُه بِظْراً أَي هَدْراً والطاء فيه لغة وقد تقدم والبَظْرُ الخاتمُ حِمْيَرِيَّة وجمعه بُظُور قال شاعرهم كما سَلَّ البُظُورَ مِن الشَّناتِرْ الشناتر الأَصابع التهذيب والبَظْرةُ بسكون الظاء حَلْقَةُ الخاتم بلا كرسي وتصغيرها بُظَيْرة أَيضاً قال والبُظَيْرَةُ تصغير البَظْرَة وهي القليل من الشعر في الإِبط يتوانى عن نتفه فيقال تحت إِبطه بُظَيْرَة قال والبَضْرُ بالضاد نَوْفُ الجارية قبل أَن تُخْفَضَ ومن العرب من يبدل الظاء ضاداً فيقول البَضْرُ وقد اشتكى ضَهْرِي ومنهم من يبدل الضاد ظاء فيقول قد عَظَّتِ الحربُ بني تميم

( بعر ) البَعيرُ الجَمَل البازِلُ وقيل الجَذَعُ وقد يكون للأُنثى حكي عن بعض العرب شربت من لبن بَعيري وصَرَعَتْني بَعيري أَي ناقتي والجمع أَبْعِرَةٌ في الجمع الأَقل وأَباعِرُ وأَباعيرُ وبُعْرانٌ وبِعْرانٌ قال ابن بري أَباعِرُ جمع أَبْعِرةٍ وأَبْعِرَةٌ جمع بَعير وأَباعِرُ جمع الجمع وليس جمعاً لبعير وشاهد الأَباعر قول يزيد بن الصِّقّيل العُقَيْلي أَحد اللصوص المشهورة بالبادية وكان قد تاب أَلا قُلْ لرُعْيانِ الأَباعِرِ أَهْمِلوا فَقَدْ تابَ عَمّا تَعْلَمونَ يَزيدُ وإِنَّ امْرَأً يَنْجو من النار بَعْدَما تَزَوَّدَ منْ أَعْمالِها لسَعيدُ قال وهذا البيت كثيراً ما يتمثل به الناس ولا يعرفون قائله وكان سبب توبة يزيد هذا أَن عثمان بن عفان وَجَّه إِلى الشام جيشاً غازياً وكان يزيد هذا في بعض بوادي الحجاز يسرق الشاة والبعير وإِذا طُلب لم يوجد فلما أَبصر الجيش متوجهاً إِلى الغزو أَخلص التوبة وسار معهم قال الجوهري والبعير من الإِبل بمنزلة الإِنسان من الناس يقال للجمل بَعيرٌ وللناقة بَعيرٌ قال وإنما يقال له بعير إِذا أَجذع يقال رأَيت بعيراً من بعيد ولا يبالي ذكراً كان أَو أُنثى وبنو تميم يقولون بِعير بكسر الباء وشِعير وسائر العرب يقولون بَعير وهو أَفصح اللغتين وقول خالد ابن زهير الهذلي فإِن كنتَ تَبْغِي للظُّلامَةِ مَرْكَباً ذَلُولاً فإِني ليسَ عِنْدِي بَعِيرُها يقول إِن كنت تريد أَن أَكون لك راحلة تركبني بالظلم لم أُقرّ لك بذلك ولم أَحتمله لك كاحتمال البعير ما حُمّلَ وبَعِرَ الجَمَلُ بَعَراً صار بعيراً قال ابن بري وفي البعير سؤال جرى في مجلس سيف الدولة ابن حمدان وكان السائل ابن خالويه والمسؤُول المتنبي قال ابن خالويه والبعير أَيضاً الحمار وهو حرف نادر أَلقيته على المتنبي بين يدي سيف الدولة وكانت فيه خُنْزُوانَةٌ وعُنْجُهِيَّة فاضطرب فقلت المراد بالبعير في قوله تعالى ولمن جاء به حِمْلُ بَعير الحمارُ فكسرت من عزته وهو أَن البعير في القرآن الحمار وذلك أَن يعقوب وأخوة يوسف عليهم الصلاة والسلام كانوا بأرض كنعان وليس هناك إِبل وإنما كانوا يمتارون على الحمير قال الله تعالى ولمن جاء به حمل بعير أَي حمل حمار وكذلك ذكره مقاتل بن سليمان في تفسيره وفي زبور داود أَن البعير كل ما يحمل ويقال لكل ما يحمل بالعبرانية بعير وفي حديث جابر استغفر لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمساً وعشرين مرة هي الليلة التي اشترى فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من جابر جمله وهو في السفر وحديث الجمل مشهور والبَعْرَة واحدة البَعْرِ والبَعْرُ والبَعَرُ رجيع الخُف والظِّلف من الإِبل والشاء وبقر الوحش والظباء إلاّ البقر الأَهلية فإنها تَخْثي وهو خَثْيُها والجمع أَبْعَارٌ والأَرنب تَبْعَرُ أَيضاً وقد بَعَرَتِ الشاةُ والبعير يَبْعَرُ بَعْراً والمِبْعَرُ والمَبْعَرُ مكانُ البَعَرِ من كل ذي أَربع والجمع مَباعِرُ والمِبْعارُ الشاة والناقة تُباعِرُ حالِبَها وباعَرَتِ الشاةُ والناقة إِلى حالبها أَسرعت والاسمُ البِعارُ ويُعَدُّ عيباً لأَنها ربما أَلقت بَعَرَها في المِحْلَب والبَعْرُ الفقر التام الدائم والبَعَرَةُ الكَمَرَةُ والبُعَيْرَةُ تصغير البَعْرَة وهي الغَضْبَةُ في الله جلّ ذكره ومن أَمثالهم أَنت كصاحب البَعْرَة وكان من حديثه أَن رجلاً كانت له ظِنَّة في قومه فجمعهم يستبرئهم وأَخذ بَعْرَة فقال إِني رام ببعرتي هذه صاحب ظِنِّتي فَجَفَلَ لها أَحَدُهُم وقال لا ترمني بها فأَقرّ على نفسه والبَعَّارُ لقب رجل والبَيْعَرَة موضع وأَبناء البعير قوم وبنو بُعْرَان حَيٌّ

( بعثر ) الفرّاء في قوله تعالى وإِذا القُبور بُعْثِرَتْ قال خرج ما في بطنها من الذهب والفضة وخروج الموتى بعد ذلك قال وهو من أَشراط الساعة أَن تُخرج الأَرض أَفْلاَذَ كَبِدِها قال وبُعْثِرَتْ وبُحْثِرَتْ لغتان وقال الزجاج بُعْثِرَتْ أَي قلب ترابها وبعث الموتى الذين فيها وقال بَعْثَرُوا متاعهم وبَحْثَرُوه إِذا قَلَبُوه وفَرَّقُوه وبَدَّدُوه وقلبوا بعضه فوق بعض وفي حديث أَبي هريرة إِني إِذا لم أَرك تَبَعْثَرَتْ نَفْسي أَي جاشت وانقلبت وغَثَتْ وبَعْثَرَ الشيءَ فرَّقه وبَعْثَر الترابَ والمتاع قلبه قال ابن سيده وزعم يعقوب أَن عينها بدل من غين بغثر أَو غين بغثر بدل منها وبَعْثَرَ الخبر بَحَثَهُ ويقال بَعْثَرْتُ الشيءَ وبَحْثَرْتهُ إِذا استخرجته وكشفته وقال أَبو عبيدة في قوله تعالى إِذا بُعْثِرَ ما في القُبور أُثِيرَ وأُخْرِجَ قال وتقول بَعْثَرْتُ حَوْضي أَي هدمته وجعلت أَسفله أَعلاه

( بعذر ) بَعْذَرَه حَرَّكه ونفَضَه

( بعكر ) بعْكَرَ الشيء قَطَعَهُ كَكَعْبرَهُ

( بغر ) ابن الأَعرابي البَغْرُ والبَغَرُ الشرب بلا رِيّ البغر بالتحريك داء أَو عطش قال الأَصمعي هو داء يأْخذ الإِبل فتشرب فلا تَرْوَى وتَمْرضُ عنه فتموت قال الفرزدق فَقُلْتُ ما هو إِلا السَّامُ تَرْكَبُه كَأَنَّما المَوْتُ في أَجْنَادِهِ البَغَرُ والبَحَرُ مثله وأَنشد وسِرْتَ بِقِيقاةٍ فَأَنْتَ بَغِيرُ اليزيدي بَغِرَ بَغَراً إِذا أَكثر من الماء فلم يَرْوَ وكذلك مَجَرَ مَجْراً وبَغَرَ الرجلُ بَغْراً وبَغِرَ فهو بَغِرٌ وبَغِيرٌ لم يَرْوَ وأَخذه من كثرة الشرب داء وكذلك البعير والجمع بَغارَى وبُغارَى وماءٌ مَبْغَرَةٌ يصيب عنه البَغَرُ والبَغْرَةُ قوة الماء وبَغَرَ النجمُ يَبْغُرُ بُغوراً أَي سقط وهاج بالمطر يعني بالنجم الثريا وبَغَرَ النَّوْءُ إِذا هاج بالمطر وأَنشد بَغْرَة نَجْمٍ هاج ليلاً فَبَغَرْ وقال أَبو زيد يقال هذه بَغْرَةُ نَجْمِ كذا ولا تكون البَغْرَةُ إِلا مع كثرة المطر والبَغْرُ والبَغَرُ والبَغْرَةُ الدُّفْعَةُ الشديدة من المطر بَغِرَتِ السماء بَغَراً وقال أَبو حنيفة بُغِرَتِ الأَرْضُ أَصابها المطر فَلَيَّنَها قبل أَن تُحْرَثَ وإِن سقاها أَهلها قالوا بَغَرْناها بَغْراً والبَغْرَةُ الزرع يزرع بعد المطر فيبقى فيه الثَّرَى حتى يُحْقِلَ ويقال لفلان بَغْرَةٌ من العطاء لا تَعِيضُ إِذا دام عطاؤه قال أَبو وجزة سَحَّتْ لأَبْناءِ الزُّبَيْرِ مآثِرٌ في المَكْرُمَاتِ وبَغْرَةٌ لا تُنْجِمُ ويقال تفرّقت الإِبل وذهب القوم شَغَرَ بَغَرَ وذهب القوم شَغَرَ مَغَرَ وشِغَرَ بِغَرَ وشِغَرَ مِغَرَ أَي متفرّقين في كل وجه وعُيِّرَ رجلٌ من قريش فقيل له مات أَبوكَ بَشَماً وماتت أُمُّكَ بَغَراً

( بغبر ) ابن الأَعرابي البُغْبُور الحجَر الذي يذبح عليه القربان للصنم والبُغبُورُ مَلِكُ الصِّين

( بغثر ) بَغْثَرَ طعامَه فَرَّقَه وتقول ركب القوم في بَغْثَرَةٍ أَي في هَيْجٍ واختلاطٍ وبَغْثَرَ متاعه وبَعْثَرَهُ إِذا قلبه والبَغْثَرَةُ خُبْثُ النَّفْسِ تقول ما لي أَراك وقد تَبَغْثَرَتْ نَفْسُه أَي خَبُثَتْ وغَثَتْ وفي حديث أَبي هريرة إِذا لم أَرك تَبَغْثَرَتْ نفسي أَي غَثَتْ ويروى تبعثرت بالعين وقد تقدم وأَصبح فلانٌ مُتَبَغْثِراً أَي مُتَمَقِّساً وربما جاء بالعين قال الجوهري ولا أَرويه عن أَحد والبَغْثَرُ الأَحمق الضعيف والأُنثى بَغْثَرَةٌ التهذيب والبَغْثَرُ من الرجال الثَّقِيلُ الوخِمُ وأَنشد ولم نَجِدْ بَغْثَراً كَهَاماً وبَغْثَرٌ اسم شاعر عن ابن الأَعرابي ونسبه فقال وهو بغثر بن لقيط بن خالد بن نضلة

( بقر ) البَقَرُ اسم جنس ابن سيده البَقَرَةُ من الأَهلي والوحشي يكون للمذكر والمؤنث ويقع على الذكر والأُنثى قال غيره وإِنما دخلته الهاء على أَنه واحد من جنس والجمع البَقَراتُ قال ابن سيده والجمع بَقَرٌ وجمع البَقَرِ أَبْقَرُ كزَمَنٍ وأَزْمُنٍ عن الهجري وأَنشد لمقبل بن خويلد الهذلي كأَنَّ عَرُوضَيْهِ مَحَجَّةُ أَبْقُرٍ لَهُنَّ إِذا ما رُحْنَ فيها مَذاعِقُ فأَما بَقَرٌ وباقِرٌ وبَقِيرٌ وبَيْقُورٌ وباقُورٌ وباقُورةٌ فأَسماء للجمع زاد الأَزهري وبَواقِر عن الأَصمعي قال وأَنشدني ابن أَبي طرفة وسَكَّنْتُهُمْ بالقَوْلِ حَتَّى كَأَنَّهُمْ بَواقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتْها المَراتِعُ وأَنشد غير الأَصمعي في بيقور سَلَعٌ مَّا ومِثلُه عُشَرٌ مَّا عائلٌ مَّا وعالَتِ البَيْقُورا وأَنشد الجوهري للورل الطائي لا دَرَّ دَرُّ رِجَالٍ خَابَ سَعْيُهُمُ يَسْتَمْطِرُونَ لَدَى الأَزمَات بالعُشَرِ أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعَةً ذَرِيعَةً لك بَيْنَ اللهِ والْمَطَرِ ؟ وإِنما قال ذلك لأَن العرب كانت في الجاهلية إِذا استسقوا جعلوا السَّلَعَةَ والعُشَرَ في أَذناب البقر وأَشعلوا فيه النار فتضج البقر من ذلك ويمطرون وأَهل اليمن يسمون البَقَرَ باقُورَةً وكتب النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الصدقة لأَهل اليمن في ثلاثين باقورةً بَقَرَةٌ الليث الباقر جماعة البقر مع رعاتها والجامل جماعة الجمال مع راعيها ورجلٌ بَقَّارٌ صاحب بقر وعُيونُ البَقَرِ ضَرْبٌ من العنب وبَقِرَ رَأَى بَقَرَ الوحش فذهب عقله فرحاً بهن وبَقِرَ بَقَراً وبَقَرَاً ( قوله « وبقر بقراً وبقراً » سيأتي قريباً التنبيه على ما فيه ينقل عبارة الأَزهري عن أبي الهيثم والحاصل كما يؤخذ من القاموس والصحاح والمصباح أنه من باب فرح فيكون لازماً ومن باب قتل ومنع فيكون متعدياً ) فهو مَبْقُور وبَقِيرٌ شُقه وناقة بَقِيرٌ شُقَّ بطنها عن ولدها أَيَّ شَقٍّ وقد تَبَقَّر وابْتَقَر وانْبَقَر قال العجاج تُنْتَجُ يَرْْمَ تُلْقِحُ انْبِقَارا وقال ابن الأَعرابي في حديث له فجاءت المرأَة فإِذا البيت مِبْقُورٌ أَي منتثر عَتَبَتُهُ وعِكْمُه الذي فيه طعامه وكل ما فيه والبِقِيرُ والبَقِيرةُ بُرْدٌ يُشَقُّ فَيُلْبَسُ بلا كُمَّيْنِ ولا جَيْب وقيل هو الإِتْبُ الأَصمعي البَقِيرةُ أَن يؤْخذ بُرد فيشق ثم تلقيه المرأَة في عنقها من غير كمين ولا جيب والإِتْبُ قميص لا كمين له تلبسه النساء التهذيب روى الأَعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في حديث هدهد سليمان قال بينما سليمان في فلاة احتاج إِلى الماء فدعا الهدهد فَبَقَر الأَرضَ فأَصاب الماء فدعا الشياطين فسلخوا مواضع الماء كما يسلخ الإِهاب فخرج الماء قال الأَزهري قال شمر فيما قرأْت بخطه معنى بَقَرَ نظر موضع الماء فرأَى الماء تحت الأَرض فأَعلم سليمان حتى أَمر بحفره وقوله فسلخوا أَي حفروا حتى وجدوا الماء وقال أَبو عدنان عن ابن نباتة المُبَقِّرُ الذي يخط في الأَرض دَارَةً قدر حافر الفرس وتدعى تلك الدارة البَقْرَةَ وأَنشد غيره بِها مِثْلُ آثَارِ المُبَقِّر مَلْعَب وقال الأَصمعي بَقَّرَ القومُ ما حولهم أي حفروا واتخذوا الركايا والتبقر التوسع في العلم والمال وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي الباقر رضوان الله عليهم لأَنه بقر العلم وعرف أَصله واستنبط فرعه وتَبقَّر في العلم وأَصل البقر الشق والفتح والتوسعة بَقَرْتُ الشيءَ بَقْراً فتحته ووسعته وفي حديث حذيفة فما بال هؤلاء الذين يَبْقُرونَ بيوتنا أَي يفتحونها ويوسعونها ومنه حديث الإِفك فَبَقَرْتُ لها الحديث أَي فتحته وكشفته وفي الحديث فأَمر ببقرة من نحاس فأُحميت قال ابن الأَثير قال الحافظ أَبو موسى الذي يقع لي في معناه أَنه لا يريد شيئاً مصوغاً على صورة البقرة ولكنه ربما كانت قِدْراً كبيرةً واسعةً فسماها بَقَرَةً مأْخوذاً من التَّبَقُّرِ التَّوَسُّع أَو كان شيئاً يسع بقرة تامّة بِتَوابلها فسميت بذلك وقولهم ابْقُرْها عن جَنينها أَي شُقَّ بطنها عن ولدها وبَقِرَ الرجل يَبْقَرُ بَقَراً وبَقْراً وهو أَن يَحْسِرَ فلا يكاد يُبصر قال الأَزهري وقد أَنكر أَبو الهيثم فما أَخبرني عنه المنذري بَقْراً بسكون القاف وقال القياس بَقَراً على فَعَلاً لأَنه لازم غير واقع الأَصمعي بَيْقَرَ الفرسُ إِذا خَامَ بيده كما يَصْفِنُ برجله والبَقِير المُهْرُ يولد في ماسكَةٍ أَو سَلًى لأَنه يشق عليه والبَقَرُ العيال وعليه بَقَرَةٌ من عيالٍ ومالٍ أَي جماعةٌ ويقال جاء فلان يَجُرُّ بَقَرَةً أَي عيالاً وتَبَقَّرَ فيها وتَبَيْقَرَ توسع وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن التَّبَقُّر في الأَهل والمال قال أَبو عبيد قال الأَصمعي يريد الكثرة والسَّعة قال وأَصل التَّبَقُّرِ التوسعُ والتَّفَتُّح ومنه قيل بَقَرْتُ بطنه إنما هو شْققته وفتحته ومنه حديث أُم سليم إن دنا مني أَحد من المشركين بَقَرْتُ بَطْنَهُ قال أَبو عبيد ومن هذا حديث أَبي موسى حين أَقبلت الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه فقال إِن هذه الفتنة باقرة كداء البطن لا يُدْرَى أَنَّى يُؤْتى لَهُ إِنما أَراد أَنها مفسدة للدين ومفرقة بين الناس ومُشَتِّتَةٌ أُمورهم وشبهها بوجع البطن لأَنه لا يُدْرَى ما هاجه وكيف يُدَاوَى ويتأَتى له وبَيْقَرَ الرجلُ هاجر من أَرض إِلى أَرض وبَيْقَرَ خرج إلى حيث لا يَدْرِي وبَيْقَرَ نزل الحَضَرَ وأَقام هناك وترك قومه بالبادية وخص بعضهم به العراق وقول امرئ القيس أَلا هَلْ أَتَاهَا والحوادثُ جَمَّةٌ بأَنَّ امْرَأَ القَيْسِ بِنَ تَمْلِكَ بَيْقَرا ؟ يحتمل جميع ذلك وبَيْقَرَ أَعْيَا وبَيْقَر هلَك وبيقر مشَى مِشْيَةَ المُنَكِّسِ وبَيْقَرَ أَفسد عن ابن الأَعرابي وبه فسر قوله وقد كانَ زَيْدٌ والقُعُودُ بأَرْضِهِ كَرَاعِي أُنَاسٍ أَرْسَلُوه فَبيْقرَا والبيقرة الفساد وقوله كراعي أُناس أَي ضيع غنمه للذئب وكذلك فسر بالفساد قوله يا مَنْ رَأَى النُّعْمانَ كانَ حِيَرَا فَسُلَّ مِنْ ذلك يَوْمَ بَيْقَرَا أَي يوم فساد قال ابن سيده هذا قول ابن الأَعرابي جعله اسماً قال ولا أَدري لترك صرفه وجهاً إِلاَّ أَن يضمنه لضمير ويجعله حكاية كما قال نُبِّئْتُ أَخْوالي بَني يَزِيدُ بَغيْاً علينا لَهُمْ فَدِيدُ ضمن يزيد الضمير فصار جملة فسمي بها فحكي ويروى يوماً بيقرا أَي يوماً هلك أَو فسد فيه ملكه وبَقِرَ الرجل بالكسر إِذا أَعيا وحَسَرَ وبَيْقَرَ مثله ابن الأَعرابي بيقر إِذا تحير يقال بَقِرَ الكلب وبَيْقَر إِذا رأَى البَقَرَ فتحير كما يقال غَزِلَ إِذا رأَى الغزال فَلَهِيَ وبَيْقَرَ خرج من بلد إلى بلد وبَيْقَر إِذا شك وبَيْقَرَ إِذا حَرَصَ على جمع المال ومنعه وبَيْقَر إِذا مات وأَصْلُ البَيْقَرَة الفساد وبَيْقَرَ الرجل في ماله إِذا أَسرع فيه وأَفسده ورورى عمرو عن أَبيه البَيْقَرَة كثرة المتاع والمال أَبو عبيدة بَيْقَرَ الرجل في العَدْو إِذا اعتمد فيه وبَيْقَر الدار إِذا نزلها واتخذها منزلاً ويقال فتنة باقرة كداء البطن وهو الماء الأَصفر وفي حديث أَبي موسى سمعت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول سيأْتي على الناس فتْنَةٌ باقِرَةٌ تَدَعُ الحليمَ حَيْرانَ أَي واسعَةٌ عظيمةٌ كفانا الله شرها والبُقَّيْرَى مثال السُّمَّيْهى لعبة الصبيان وهي كومة من تراب وحولها خطوط وبَقَّرَ الصبيانُ لعبوا البُقَّيْرَى يأْتون إِلى موضع قد خبئ لهم فيه شيء فيضربون بأَيديهم بلا حفر يطلبونه قال طفيل الغَنَوِيُّ يصف فرساً أَبَنَّتْ فما تَنْفَكُّ حَوْلَ مُتَالِعٍ لها مِثلُ آثارِ المُبَقِّرِ مَلْعَبُ قال ابن بري قال الجوهري في هذا البيت يصف فرساً وقوله ذلك سهو وإِنما هو يصف خيلاً تلعب في هذا الموضع وهو ما حول متالع ومتالع اسم جبل والبُقَّارُ تراب يجمع بالأَيدي فيجعل قُمَزاً قَمزاً ويلعب به جعلوه اسماً كالقِذَافِ والقُمَزُ كأَنها صوامع وهو البُقَّيْرَى وأَنشد نِيطَ بِحَقْويَها خَمِيسٌ أَقْمَرُ جَهْمٌ كبُقَّارِ الوليدِ أَشْعَرُ والبقار اسم واد قال لبيد فَبَاتَ السَّيلُ يَرْكبُ جانِبَيْهِ من البَقَّارِ كالعَمِدِ الثَّقَال والبَقَّارُ موضع والبَيْقرَةُ اسراع يطأْطئ الرجل فيه رأْسه قال المثَقِّبُ العَبْدِيّ ويروى لِعَدِيِّ بن ودَاع فَباتَ يَجْتَابُ شُقارَى كما بَيْقَرَ منْ يَمْشِي إِلى الجَلْسَدِ وشُقارَى مخفف من شُقَّارَى نبت خففه للضرورة ورواه أَبو حنيفة في كتابه النبات من يمشي إلى الخَلَصَة قال والخَلَصَةُ الوَثَنُ وقد تقدم في فصل جسد والبَيْقَرانُ نَبْتٌ قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته وبَيْقُور موضع وذو بَقَرٍ موضع وجاد بالشُّقَّارَى والبُقَّارَى أَي الداهية

( بكر ) البُكْرَةُ الغُدْوَةُ قال سيبويه من العرب من يقول أَتيتك بُكْرَةً نَكِرَةٌ مُنَوَّنٌ وهو يريد في يومه أَو غده وفي التنزيل العزيز ولهم زرقهم فيها بُكرة وعشيّاً التهذيب والبُكْرَةُ من الغد ويجمع بُكَراً وأَبْكاراً وقوله تعالى وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عذابٌ مُسْتَقِرّ بُُكْرَةٌ وغُدْوَةٌ إِذا كانتا نكرتين نونتا وصرفتا وإذا أَرادوا بهما بكرة يومك وغداة يومك لم تصرفهما فبكرة ههنا نكرة والبُكُور والتَّبْكيرُ الخروج في ذلك الوقت والإبْكارُ الدخول في ذلك الوقت الجوهري وسِيرَ علي فرسك بُكْرَةً وبَكَراً كما تقول سَحَراً والبَكَرُ البُكْرَةُ وقال سيبويه لا يُستعمل الا ظرفاً والإبْكارُ اسم البُكْرَةِ الإصباح هذا قول أَهل اللغة وعندي أَنه مصدر أَبْكَرَ وبَكَرَ على الشي وإِليه يَبْكُرُ بُكُوراً وبكَّرَ تَبْكِيراً وابْتَكَرَ وأَبْكَرَ وباكَرَهُ أَتاهُ بُكْرةً كله بمعنى ويقال باكَرْتُ الشيء إِذا بكَّرُت له قال لبيد باكَرْتُ جاجَتَها الدجاجَ بِسُحْرَةٍ معناه بادرت صقيع الديك سحراً إِلى حاجتى ويقال أَتيته باكراً فمن جعل الباكر نَعْتاً قال للأُنثى باكِرَةٌ ولا يقال بَكُرَ ولا بَكِرَ إِذا بَكَّرَ ويقال أَتيته بُكرة بالضم أَي باكِراً فإِن أَردت به بُكْرَةَ يوم بعينه قلت أَتيته بُكْرَةَ غير مصروف وهي من الظروف التي لا تتمكن وكل من بادر إلى شيء فقد أَبكر عليه وبَكَّرَ أَيَّ وَقْتٍ كانَ يقال بَكِّرُوا بصلاة المغرب أَي صَلُّوها عند سقوط القُرْص وقوله تعالى بالعَشِيِّ والإِبْكارِ جعل الإِبكار وهو فعل يدل على الوقت وهو البُكْرَةُ كما قال تعالى بالغُدوّ والآصال جعل الغدوّ وهو مصدر يدل على الغداة ورجل بَكُرٌ في حاجته وبَكِرٌ مثل حَذُرٍ وحَذِرٍ وبَكِيرٌ صاحب بُكُورٍ قَوِيٍّ على ذلك وبَكِرٌ وبَكِيرٌ كلاهما على النسب إِذ لا فعل له ثلاثياً بسيطاً وبَكَرَ الرجلُ بَكَّرَ وحكى اللحياني عن الكسائي جِيرانُك باكِرٌ وأَنشد يا عَمْرُو جِيرانُكُمُ باكِرُ فالقلبُ لا لاهٍ ولا صابِرُ قال ابن سيده وأُراهم يذهبون في ذلك إِلى معنى القوم والجمع لأن لفظ الجمع واحد إِلاَّ أَن هذا إِنما يستعمل إِذا كان الموصوف معرفة لا يقولون جِيرانٌ باكِرٌ هذا قول أَهل اللغة قال وعندي أَنه لا يمتنع جِيرانٌ باكِرٌ كما لا يمتنع جِيرانُكُمْ باكِرٌ وأَبْكَرَ الوِرْدَ والغَداءَ إِبْكاراً عاجَلَهُما وبَكَرْتُ على الحاجة بُكُوراً وغَدَوْتُ عليها غُدُوّاً مثل البُكُورِ وأَبْكَرْتُ غيري وأَبْكَرْتُ الرجلَ على صاحبه إِبكاراً حتى بَكَرَ إِليه بُكُوراً أَبو زيد أَبْكَرْتُ على الوِرْدِ إِبْكاراً وكذلك أَبكرت الغداء وأَبْكَرَ الرجلُ وردت إِبله بُكْرَةً ابن سيده وبَكَّرَهُ على أَصحابه وأَبْكَرةً عليهم جعله يَبْكُرُ عليهم وبَكِرَ عَجِلَ وبَكَّرَ وتَبَكَّرَ وأَبْكَرَ تقدّم والمُبْكِرُ والباكُورُ جميعاً من المطر ما جاء في أَوَّل الوَسْمِيِّ والباكُورُ من كل شيء المعَجَّلُ المجيء والإِدراك والأُنثى باكورة وباكورة الثمرة منه والباكورة أَوَّل الفاكهة وقد ابْتَكَرْتُ الشيءَ إِذا استوليت على باكورته وابْتَكَرَ الرجلُ أَكل باكُورَةَ الفاكهة وفي حديث الجمعة من بَكَّرَ يوم الجمعة وابْتَكَرَ فله كذا وكذا قالوا بَكَّرَ أَسرع وخرج إِلى المسجد باكراً وأَتى الصلاة في أَوّل وقتها وكل من أَسرع إِلى شيء فقد بَكَّرَ إِليه وابْتَكَرَ أَدرك الخُطْبَةَ من أَوَّلها وهو من الباكورة وأَوَّلُ كُلِّ شيء باكُورَتُه وقال أَبو سعيد في تفسير حديث الجمعة معناه من بكر إِلى الجمعة قبل الأَذان وإِن لم يأْتها باكراً فقد بَكَّرْ وأَما ابْتِكارُها فأَنْ يُدْرِكَ أَوَّلَ وقتها وأَصلُه من ابْتِكارِ الجارية وهو أَخْذُ عُذْرَتها وقيل معنى اللفظين واحد مثل فَعَلَ وافْتَعَلَ وإِنما كرر للمبالغة والتوكيد كما قالوا جادٌّ مُجِدُّ قال وقوله غَسَلَ واغْتَسَلَ غَسَل أَي غسل مواضع الوضوء كقوله تعالى فاغسلوا وجوهكم واغتسل أَي غسل البدن والباكور من كل شيء هو المُبَكِّرُ السريع الإِدْراكِ والأُنثى باكُورَةٌ وغيث بَكُورٌ وهو المُبَكِّرُ في أَوَّل الوَسْمِيّ ويقال أَيضاً هو الساري في آخر الليل وأَول النهار وأَنشد جَرَّرَ السَّيْلُ بها عُثْنُونَهُ وتَهادَتْها مَداليجٌ بُكُرْ وسحابة مِدْلاجٌ بَكُورٌ وأَما قول الفرزدق أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقْطَفُ قال واحدها بِكْرٌ وهو الكَرْمُ الذي حمل أَوّل حمله وعَسَلٌ أَبْكارٌ تُعَسِّلُه أَبْكارُ النحل أَي أَفتاؤها ويقال بل أَبْكارُ الجواري تلينه وكتب الحجاج إِلى عامل له ابعثْ إِلَيَّ بِعَسَلِ خُلاَّر من النحل الأَبكار من الدستفشار الذي لم تمسه النار يريد بالأَبكار أَفراخ النحل لأَن عسلها أَطيب وأَصفى وخلاّر موضع بفارس والدستفشار كلمة فارسية معناها ما عَصَرَتْهُ الأَيْدِي وقال الأَعشى تَنَحَّلَها مِنْ بَكارِ القِطاف أُزَيْرقُ آمِنُ إِكْسَادِهَا بكار القطاف جمع باكر كما يقال صاحِبٌ وصِحابٌ وهو أَول ما يُدْرِك الأَصمعي نار بِكْرٌ لم تقبس من نار وحاجة بِكْرٌ طُلبت حديثاً وأَنا آتيك العَشِيَّةَ فأُبَكِّر أَي أُعجل ذلك قال بَكَرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ في النِّدَى بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتِي وعِتابي فجعل البكور بعد وهن وقيل إِنما عنى أَوَّل الليل فشبهه بالبكور في أَول النهار وقال ابن جني أَصل « ب ك ر » إِنما هو التقدم أَيَّ وقت كان من ليل أَو نهار فأَما قول الشاعر « بكرت تلومك بعد وهن » فوجهه أَنه اضطر فاستعمل ذلك على أَصل وضعه الأَول في اللغة وترك ما ورد به الاستعمال الآن من الاقتصار به على أَول النهار دون آخره وإِنما يفعل الشاعر ذلك تعمداً له أَو اتفاقاً وبديهة تهجم على طبعه وفي الحديث لا يزال الناس بخير ما بَكَّرُوا بصلاة المغرب معناه ما صلَّوها في أَول وقتها وفي رواية ما تزال أُمتي على سُنَّتي ما بَكَّرُوا بصلاة المغرب وفي حديث آخر بَكِّرُوا بالصلاة في يوم الغيم فإِنه مَن ترك العصر حبط عمله أَي حافظوا عليها وقدّموها والبِكِيرَةُ والباكُورَةُ والبَكُورُ من النخل مثل البَكِيرَةِ التي تدرك في أَول النخل وجمع البَكُورِ بُكُرٌ قال المتنخل الهذلي ذلك ما دِينُك إِذ جُنِّبَتْ أَحْمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ وصف الجمع بالواحد كأَنه أَراد المُبْتِلَةَ فحذف لأَن البناء قد انتهى ويجوز لأَن يكون المُبْتِل جمع مُبْتِلَة وإِن قلّ نظيره ولا يجوز أَن يعني بالبُكُرِ ههنا الواحدة لأَنه إِنما نعت حُدوجاً كثيرة فشبهها بنخيل كثيرة وهي المِبْكارُ وأَرْضٌ مِبْكار سريعة الإِنبات وسحابة مِبكار وبَكُورٌ مِدْلاجٌ من آخر الليل وقوله إِذا وَلَدَتْ قَرَائبُ أُمِّ نَبْلٍ فذاكَ اللُّؤْمُ واللَّقَحُ البَكُورُ ( قوله « نبل » بالنون والباء الموحدة كذا في الأَصل )
أَي إِنما عجلت بجمع اللؤْم كما تعجل النخلة والسحابة وبِكرُ كُلِّ شيء أَوّله وكُلُّ فَعْلَةٍ لم يتقدمها مثلها بِكْرٌ والبِكْرُ أَوَّل ولد الرجل غلاماً كان أَو جارية وهذا بِكْرُ أَبويه أَي أَول ولد يولد لهما وكذلك الجارية بغير هاء وجمعهما جميعاً أَبكار وكِبْرَةُ ولد أَبويه أَكبرهم وفي الحديث لا تُعَلِّمُوا أَبْكارَ أَولادكم كُتُبَ النصارى يعني أَحداثكم وبِكْرُ الرجل بالكسر أَوّل ولده وقد يكون البِكْرُ من الأَولاد في غير الناس كقولهم بِكْرُ الحَيَّةِ وقالوا أَشدّ الناس بِكْرٌ ابنُ بِكْرَيْن وفي المحكم بِكْرُ بِكْرَيْن قال يا بِكْرَ بِكْرَيْنِ ويا خِلْبَ الكَبِدْ أَصبَحتَ مِنِّي كذراع مِنْ عَضُدْ والبِكْرُ الجارية التي لم تُفْتَضَّ وجمعها أَبْكارٌ والبِكْرُ من النساء التي لم يقربها رجل ومن الرجال الذي لم يقرب امرأَة بعد والجمع أَبْكارٌ ومَرَةٌ بِكْرٌ حملت بطناً واحداً والبِكْرُ العَذْراءُ والمصدر البَكارَةُ بالفتح والبِكْرُ المرأَة التي ولدت بطناً واحداً وبِكْرُها ولدها والذكر والأُنثى فيه سواء وكذلك البِكْرُ من الإِبل أَبو الهيثم والعرب تسميى التي ولدت بطناً واحداً بِكْراً بولدها الذي تَبْتَكْرُ به ويقال لها أَيضاً بِكْرٌ ما لم تلد ونحو ذلك قال الأَصمعي إِذا كان أَوّل ولد ولدته الناقة فهي بِكْرٌ وبقرة بِكْرٌ فَتِيَّةٌ لم تَحْمِلْ ويقال ما هذا الأَمر منك بِكْراً ولا ثِنْياً على معنى ما هو بأَوّل ولا ثان قال ذو الرمة وقُوفاً لَدَى الأَبْوابِ طُلابَ حاجَةٍ عَوانٍ من الحاجاتِ أَو حاجَةً بِكْرَا أَبو البيداء ابْتَكَرَتِ الحاملُ إِذا ولدت بِكْرَها وأَثنت في الثاني وثَلَّثَتْ في الثالث وربعت وخمست وعشرت وقال بعضهم أَسبعت وأَعشرت وأَثمنت في الثامن والسابع والعاشر وفي نوادر الأَعراب ابْتَكَرَتِ المرأَةُ ولداً إِذا كان أَول ولدها ذكراً واثْتَنَيَتْ جاءت بولدٍ ثِنْيٍ واثْتَنَيْتُ وَلَدَها الثالث وابْتَكَرْتُ أَنا واثْنَيَلتُ واثْتَلَثْتُ والبِكْرُ النَّاقَةُ التي ولدت بطناً واحداً والجمع أَبْكارٌ قال أَبو ذؤيب الهذلي وإِنَّ حَدِيثاً مِنْكِ لَوْ تَبْذُلِينَهُ جَنَى النَّحْلِ في أَلْبانِ عُودٍ مَطافِلِ مَطافِيلِ أَبْكارٍ حَدِيثٍ نِتَاجُها تُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفَاصِلِ وبِكْرُها أَيضاً وَلَدُها والجمع أَبْكارٌ وبِكارٌ وبقرة بِكْرٌ لم تَحْمِلْ وقيل هي الفَتِيَّةُ وفي التنزيل لا فارِضٌ ولا بِكْرٌ أَي ليست بكبيرة ولا صغيرة ومعنى ذلك بَيْنَ البِكْرِ والفارِضِ وقول الفرزدق إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِيثَ كَأَنَّهُ جَنعى النَّحْل أَوْ أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ عني الكَرْمَ البِكْرَ الذي لم يحمل قبل ذلك وكذلك عَمَلُ أَبْكار وهو الذي عملته أَبْكار النحل وسحابة بكْرٌ غَزيرَةٌ بمنزلة البكْرِ من النساء قال ثعلب لأَن دمها أَكثر من دم الثيِّب وربما قيل سَحابٌ بكْرٌ أَنشد ثعلب ولَقَدْ نَظَرْتُ إِلى أَغَرَّ مُشَهَّرٍ بِكْرٍ تَوَسَّنَ في الخَمِيلَةِ عُونَا وقول أَبي ذؤيب وبِكْرٍ كُلَّمَا مُسَّتْ أَصَاتَتْ تَرَنُّمَ نَغْمِ ذي الشُّرُعِ العَتِيقِ إِنما عنى قوساً أَوَّل ما يرمي عنها شبه ترنمها بنغم ذي الشُّرُع وهو العود الذي عليه أَوتار والبِكْرُ الفَتِيُّ من الإِبل وقيل هو الثَّنيُّ إِلى أَن يُجْذِعَ وقيل هو ابن المخاض إِلى أَن يُثْنِيَ وقيل هو ابن اللَّبُونِ والحِقُّ والجَذَعُ فإِذا أَثْنى فهو جَمَلٌ وهي ناقة وهو بعير حتى يَبْزُلَ وليس بعد البازل سِنُّ يُسَمَّى ولا قبل الثَّنهيِّ سنّ يسمى قال الأَزهري هذا قول ابن الأَعرابي وهو صحيح قال وعليه شاهدت كلام العرب وقيل هو ما لم يَبْزُلْ والأُنثى بِكْرَةٌ فإِذا بَزَلا فجمل وناقة وقيل البِكْرُ ولد الناقة فلم يُحَدَّ ولا وُقِّتَ وقيل البِكْرُ من الإِبل بمنزلة الفَتِيِّ من الناس والبِكْرَةُ بمنزلة الفتاة والقَلُوصُ بمنزلة الجارية والبَعِيرُ بمنزلة الإِنسان والجملُ بمنزلةِ الرجلِ والناقةُ بمنزلةِ المرأَةِ ويجمع في القلة على أَبْكُرٍ قال الجوهري وقد صغره الراجز وجمعه بالياء والنون فقال قَدْ شَرِبَتْ إِلاَّ الدُّهَيْدِهِينَا قُلَيِّصَاتٍ وأُبَيْكِريِنَا وقيل في الأُنثى أَيضاً بِكْرٌ بلا هاء وفي الحديث اسْتَسْلَفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من رجل بَكْراً البَكر بالفتح الفَتِيُّ من الإِبل بمنزلة الغلام من الناس والأُنثى بَكْرَةٌ وقد يستعار للناس ومنه حديث المتعة كأَنها بَكْرَةٌ عَيْطاء أَي شابة طويلة العنق في اعتدال وفي حديث طهفة وسقط الأُملوج من البكارة البِكارة بالكسر جمع البَكْرِ بالفتح يريد أَن السِّمَنَ الذي قد علا بِكَارَةَ الإِبل بما رعت من هذا الشجر قد سقط عنها فسماه باسم المرعى إِذ كان سبباً به وروى بيت عمرو بن كلثوم ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بَكْرٍ غذاها الخَفْضُ لم تَحْمِلْ جَنِينَا قال ابن سيده وأَصح الروايتين بِكر بالكسر والجمع القليل من كل ذلك أَبْكارٌ قال الجوهري وجمع البَكْرِ بِكارٌ مثل فَرْخٍ وفِرَاخٍ وبِكارَةٌ أَيضاً مثل فَحْلٍ وفِحالَةٍ وقال سيبويه في قول الراجز قليِّصات وأُبيكرينا جمعُ الأَبْكُرِ كما تجمع الجُزُرَ والطُّرُقَ فتقول طُرُقاتٌ وجُزُراتٌ ولكنه أَدخل الياء والنون كما أَدخلهما في الدهيدهين والجمع الكثير بُكْرانٌ وبِكارٌ وبَكارَةٌ والأُنثى بَكْرَةٌ والجمع بِكارٌ بغير هاء كعَيْلَةٍ وعِيالٍ وقال ابن الأَعرابي البَكارَةُ للذكور خاصة والبَكارُ بغير هاء للإناث وبَكْرَةُ البئر ما يستقى عليها وجمعها بَكَرٌ بالتحريك وهو من شواذ الجمع لأَن فَعْلَةً لا تجمع على فَعَلٍ إِلاَّ أَحرفاً مثل حَلْقَةٍ وحَلَقٍ وحَمْأَةٍ وحَمَإِ وبَكْرَةٍ وبَكَرٍ وبَكَرات أَيضاً قال الراجز والبَكَرَاتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمَهْ يعني التي لا تدور ابن سيده والبَكْرَةُ والبَكَرَةُ لغتان للتي يستقى عليها وهي خشبة مستديرة في وسطها مَحْزُّ للحبل وفي جوفها مِحْوَرٌ تدور عليه وقيل هي المَحَالَةُ السَّريعة والبَكَراتُ أَيضاً الحَلَقُ التي في حِلْيَةِ السَّيْفِ شبيهة بِفَتَخِ النساء وجاؤوا على بَكْرَةِ أَبيهم إِذا جاؤوا جميعاً على آخرهم وقال الأَصمعي جاؤوا على طريقة واحدة وقال أَبو عمرو جاؤوا بأَجمعهم وفي الحديث جاءت هوازنُ على بَكْرَةِ أَبيها هذه كلمة للعرب يريدون بها الكثرة وتوفير العدد وأَنهم جاؤوا جميعاً لم يتخلف منهم أَحد وقال أَبو عبيدة معناه جاؤوا بعضهم في إِثر بعض وليس هناك بَكْرَةٌ في الحقيقة وهي التي يستقى عليها الماء العذب فاستعيرت في هذا الموضع وإِنما هي مثل قال ابن بري قال ابن جني عندي أَن قولهم جاؤوا على بكرة أَبيهم بمعنى جاؤوا بأَجمعهم هو من قولهم بَكَرْتُ في كذا أَي تقدّمت فيه ومعناه جاؤوا على أَوليتهم أَي لم يبق منهم أَحد بل جاؤوا من أَولهم إِلى آخرهم وضربة بِكْرٌ بالكسر أَي قاطعة لا تُثْنَى وفي الحديث كانت ضربات عليّ عليه السلام أَبْكاراً إِذا اعْتَلَى قَدَّ وإِذا اعْتَرَضَ قَطَّ وفي رواية كانت ضربات عليّ عليه السلام مبتكرات لا عُوناً أَي أَن ضربته كانت بِكراً يقتل بواحدة منها لا يحتاج أَن يعيد الضربة ثانياً والعُون جمع عَوانٍ هي في الأَصل الكهلة من النساء ويريد بها ههنا المثناة وبَكْرٌ اسم وحكي سيبويه في جمعه أَبْكُرٌ وبُكُورٌ وبُكَيْرٌ وبَكَّارٌ ومُبَكِّر أَسماء وبَنُو بَكْرٍ حَيٌّ منهم وقوله إِنَّ الذِّئَابَ قَدِ اخْضَرَّتْ بَراثِنُها والناسُ كُلُّهُمُ بَكْرٌ إِذا شَبِعُوا أَراد إِذا شبعوا تعادوا وتغاوروا لأَن بكراً كذا فعلها التهذيب وبنو بكر في العرب قبيلتان إِحداهما بنو بكر بن عبد مناف بن كنانة والأُخرى بكر بن واثل بن قاسط وإِذا نسب إِليهما قالوا بَكْرِيُّ وأَما بنو بكر بن كلاب فالنسبة إِليهم بَكْرْاوِيُّونَ قال الجوهري وإِذا نسبت إِلى أَبي بكر قلت بَكْرِيٌّ تحذف منه الاسم الأَول وكذلك في كل كنية

( بلر ) البِلَّوْرُ على مثال عِجَّوْل المَهَا من الحجر واحدته بِلَّوْرَةٌ التهذيب البِلَّوْرُ الرجل الضخم الشجاع بتشديد اللام قال وأَما البِلَوْرُ المعروف فهو مخفف اللام وفي حديث جعفر الصادق عليه السلام لا يحبنا أَهلَ البيت الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ ولا الأَعْوَرُ البِلَوْرَةُ قال أَبو عمرو الزاهد هو الذي عينه ناتئة قال ابن الأَثير هكذا شرحه ولم يذكر أَصله

( بلهر ) كُلُّ عظيم من ملوك الهند بَلَهْورٌ مثل به سيبويه وفسره السيرافي

( بندر ) البَنادِرَةُ دخيل وهم التجار الذين يلزمون المعادن واحدهم بُنْدارٌ وفي النوادر رجل بَنْدَرِيٌّ ومُبَنْدِرٌ ومُتَبَنْدِرٌ وهو الكثير المال

( بنصر ) البِنْصِرُ الأُصبع التي بين الوسطى والخنِصِر مؤنثة عن اللحياني قال الجوهري والجمع البَناصِرُ

( بهر ) البُهْرُ ما اتسع من الأَرض والبُهْرَةُ الأَرضُ السَّهْلَةُ وقيل هي الأَرض الواسعة بين الأَجْبُلِ وبُهْرَةُ الوادي سَرارَتُه وخيره وبُهْرَةُ كل شيء وسطُه وبُهْرَةُ الرَّحْلِ كزُفْرَتِه أَي وسطه وبُهْرَةُ الليل والوادي والفرس وسطه وابْهارَّ النهارُ وذلك حين ترتفع الشمس وابْهارَّ الليلُ وابْهِيراراً إِذا انتصف وقيل ابْهارَّ تراكبت ظلمته وقيل ابْهارَّ ذهبت عامّته وأَكثره وبقي نحو من ثلثه وابْهارَّ علينا أَي طال وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه سار ليلةً حتى ابْهارَّ الليلُ قال الأَصمعي ابْهارَّ الليلُ يعني انتصف وهو مأْخوذ من بُهْرَةِ الشيء وهو وسطه قال أَبو سعيد الضرير ابْهِيرارُ الليل طلوعُ نجومه إِذا تنامّت واستنارت لأَن الليل إِذا أَقبل أَقبلت فَحْمَتُه وإِذا استنارت النجوم ذهبت تلك الفحمة وفي الحديث فلما أَبْهَرَ القومُ احترقوا أَي صاروا في بُهْرَةِ النهار وهو وسطه وتَبَهَّرَتِ السحابةُ أَضاءت قال رجل من الأَعراب وقد كبر وكان في داخل بينه فمرّت سحابة كيف تراها يا بنيّ ؟ فقال أَراها قد نَكَّبتْ وتَبَهَّرَتْ نَكَّبَتْ عَدَلَتْ والبُهْرُ الغلبة وبَهَرَهُ يَبْهَرُهُ بَهْراً قَهَرَهُ وعلاه وغلبه وبَهَرَتْ فُلانةُ النساء غلبتهن حُسْناً وبَهَرَ القمرُ النجومَ بُهُوراً غَمَرَها بضوئه قال غَمَّ النجومَ ضَوؤُه حِينَ بَهَرْ فَغَمَرَ النَّجْمَ الذي كان ازْدَهَرْ وهي ليلة البُهْرِ والثلاث البُهْرُ التي يغلب فيها ضوءُ القمر النجومَ وهي الليلة السابعة والثامنة والتاسعة يقال قمر باهر إِذا علا الكواكبُ ضَوؤه وغلب ضوؤُه ضوأَها قال ذو الرمة يمدح عمر بن هبيرة ما زِلْتَ في دَرَجاتِ الأَمْرِ مُرْتَقِياً تَنْمي وتَسْمُو بك الفُرْعانُ مِنْ مُضَرَا ( قوله الفرعان هكذا في الأَصل ولعلها القُرعان ويريد بهم الأَقرع بن حابس الصحابي وأَخاه مرثداً وكانا من سادات العرب )
حَتَّى بَهَرْتَ فما تَخْفَى على أَحَدٍ إِلاَّ على أَكْمَهٍ لا يَعْرِفُ القَمَرَا أَي علوت كل من يفاخرك فظهرت عليه قال ابن بري الذي أَورده الجوهري وقد بَهرْتَ وصوابه حتى بَهرْتَ كما أَوردناه وقوله على أَحد أَحد ههنا بمعنى واحد لأَن أَحداً المستعمل بعد النفي في قولك ما أَحد في الدار لا يصح استعماله في الواجب وفي الحديث صلاة الضحى إِذا بَهَرَت الشَّمسُ الأَرضَ أَي غلبها نورها وضوْؤُها وفي حديث عليّ قال له عَبْدُ خَيْرٍ أُصَلِّي إِذا بَزَغَتِ الشمسُ ؟ قال لا حتى تَبْهَرَ البُتَيْراءُ أَي يستبين ضوؤُها وفي حديث الفتنة إِنْ خَشِيتَ أَن يَبْهَرَك شُعاعُ السيف ويقال لليالي البيض بُهْرٌ جمع باهر ويقال بُهَرٌ بوزن ظُلَمٍ بُهْرَةٍ كل ذلك من كلام العرب وبَهَرَ الرجلُ بَرَعَ وأَنشد البيت أَيضاً حتى بهرتَ فما تخفي على أَحد وبَهْراً له أَي تَعْساً وغَلَبَةً قال ابن ميادة تَفَاقَدَ قَوْمي إِذ يَبِيعُونَ مُهْجَتي بجاريةٍ بَهْراً لَهُمْ بَعْدَها بَهْرا وقال عمر بن أَبي ربيعة ثم قالوا تُحِبُّها ؟ قُلْتُ بَهْراً عَدَدَ الرَّمْلِ والحَصَى والتُّرابِ وقيل معنى بَهْراً في هذا البيت جمّاً وقيل عَجَباً قال سيبويه لا فعل لقولهم بَهْراً له في حدّ الدعاء وإنما نصب على توهم الفعل وهو مما ينتصب على إضمار الفعل غَيْرَ المُسْتَعْمَلِ إِظهارُه وبَهَرَهُم الله بَهْراً كَرَبَهُم عن ابن الأَعرابي وبَهْراً لَهُ أَي عَجَباً وأَبْهَرَ إِذا جاء بالعَجَبِ ابن الأَعرابي البَهْرُ الغلبة والبَهْرُ المَلْءُ والبَهْرُ البُعْدُ والبَهْرُ المباعدة من الخير والبَهْرُ الخَيْبَةُ والبَهْرُ الفَخْرُ وأَنشد بيت عمر بن أَبي ربيعة قال أَبو العباس يجوز أَن يكون كل ما قاله ابن الأَعرابي في وجوه البَهْرِ أَن يكون معنى لما قال عمر وأَحسنها العَجَبُ والبِهارُ المفاخرة شمر البَهْرُ التَعْسُّ قال وهو الهلاك وأَبْهَرَ إِذا استغنى بعد فقر وأَبْهَرَ تزوج سيدة وهي البَهِيرَةُ ويقال فلانة بَهِيرَةٌ مَهِيرَةٌ وأَبْهَرَ إِذا تلوّن في أَخلاقه دَمًّاثَةً مَرّةً وخُبْثاً أُخْرى والعرب تقول الأَزواج ثلاثة زوجُ مَهْرٍ وزوجُ بَهْرٍ وزوج دَهْرٍ فأَما زوج مهرٍ فرجل لا شرف له فهو يُسنْي المهرَ ليرغب فيه وأَما زوج بهر فالشريف وإِن قل ماله تتزوجه المرأَة لتفخر به زووج دهر كفؤها وقيل في تفسيرهم يَبْهَرُ العيون بحسنه أَو يُعدّ لنوائب الدهر أَو يؤخذ منه المهر والبُهْرُ انقطاع النَّفَسِ من الإِعياء وقد انْبَهَرَ وبُهِرَ فهو مَبْهُورٌ وبَهِيرٌ قال الأَعشى إِذا ما تَأَتَّى يُرِيدُ القيام تَهادى كما قَدْ رَأَيْتَ البَهِيرَا والبُهْرُ بالضم تتابع النَّفَسِ من الإِعياء وبالفتح المصدر بَهَرَهُ الحِمْلُ يَبْهَرُهُ بَهْراً أَي أَوقع عليه البُهْرَ فانْبَهَرَ أَي تتابع نفسه ويقال بُهِرَ الرجل إِذا عدا حتى غلبه البُهْرُ وهو الرَّبْوُ فهو مبهور وبهير شمر بَهَرْت فلاناً إِذا غلبته ببطش أَو لسان وبَهَرْتُ البعيرَ إِذا ما رَكَضْتَهُ حتى ينقطع وأَنشد ببيت ابن ميادة أَلا يا لقومي إِذ يبيعون مِهْجَتي بجاريةٍ بَهْراً لَهُمْ بَعْدَها بَهْرَا ابن شميل البَهْرُ تَكَلُّف الجُهْدِ إِذا كُلِّفَ فوق ذَرْعِهِ يقال بَهَرَه إِذا قطع بُهْرَهُ إِذا قطع نَفَسَه بضرب أَو خنق أَو ما كان وأَنشد إِنَّ البخيل إِذَا سَأَلْتَ إِذَا سَأَلْتَ بَهَرْتَهُ وفي الحديث وقع عليه البُهْرُ هو بالضم ما يعتري الإِنسان عند السعي الشديد والعدو من النهيج وتتابع النَّفَس ومنه حديث ابن عمر إِنه أَصابه قَطْعٌ أَو بُهْرٌ وبَهَرَه عالجه حتى انْبَهَرَ ويقال انبهر فلان إِذا بالغ في الشيء ولم يَدَعْ جُهْداً ويقال انْبَهَرَ في الدعاء إِذا تحوّب وجهد وابْتَهَرَ فُلانٌ في فلان ولفلان إِذا لم يدع جهداً مما لفلان أَو عليه وكذلك يقال ابتهل في الدعاء قال وهذا مما جعلت اللام فيه راء وقال خالد بن جنبة ابتهل في الدعاء إِذا كان لا يفرط عن ذلك ولا يَثْجُو قال لا يَثْجُو لا يسكت عنه قال وأَنشد عجوز من بني دارم لشيخ من الحي في قعيدته ولا ينامُ الضيف من حِذَارِها وقَوْلِها الباطِلِ وابْتِهارِها وقال الابْتِهارُ قول الكذب والحلف عليه والابتهار ادّعاء الشيء كذباً قال الشاعر وما بي إِنْ مَدَحْتُهُمُ ابْتِهارُ وابْتُهر فُلانٌ بفلانَةَ شُهِرَ بها والأَبْهرُ عِرْق في الظهر يقال هو الوَرِيدُ في العُنق وبعضهم يجعله عرْقاً مُسْتَبْطِنَ الصُّلْب وقيل الأَبْهَرانِ الأَكْحَلانِ وفلان شديد الأَبْهَرِ أَي الظهر والأَبْهَرُ عِرْقٌ إِذا انقطع مات صاحبه وهما أَبْهَرانِ يخرجان من القلب ثم يتشعب منهما سائر الشَّرايين وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ما زالت أُكْلَةُ خيبر تعاودني فهذا أَوان قَطَعَتْ أَبْهَرِي قال أَبو عبيد الأَبْهَرُ عرق مستبطن في الصلب والقلب متصل به فإِذا انقطع لم تكن معه حياة وأَنشد الأَصمعي لابن مقبل وللفؤادِ وَجِيبٌ تَحْتَ أَبَهرِه لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ الوجيب تحرُّك القلب تحت أَبهره والَّلدْمُ الضَّرْب والغيب ما كان بينك وبينه حجاب يريد أَن للفؤاد صوتاً يسمعه ولا يراه كما يسمع صوت الحجر الذي يرمي به الصبي ولا يراه وخص الوليد لأَن الصبيان كثيراً ما يلعبون برمي الحجارة وفي شعره لدم الوليد بدل لدم الغلام ابن الأَثير الأَبهر عرق في الظهر وهما أَبهران وقيل هما الأَكحلان اللذان في الذراعين وقيل الأَبهر عرق منشؤه من الرأْس ويمتد إِلى القدم وله شرايين تتصل بأكثر الأَطراف والبدن فالذي في الرأْس منه يسمى النَّأْمَةَ ومنه قولهم أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه أَي أَماته ويمتدُ إِلى الحلق فيسمى الوريد ويمتد إِلى الصدر فيسمى الأَبهر ويمتد إِلى الظهر فيسمى الوتين والفؤاد معلق به ويمتد إِلى الفخذ فيسمى النَّسَا ويمتدّ إِلى الساق فيسمى الصَّافِنَ والهمزة في الأَبهر زائدة قال ويجوز في أَوان الضم والفتح فالضم لأَنه خبر المبتدإِ والفتح على البناء لإِضافته إِلى مبني كقوله على حِينَ عاتبتُ المَشيبَ عَلى الصِّبا وقلتُ أَلمَّا تَصْحُ والشَّيْبُ وازِعُ ؟ وفي حديث علي كرم الله وجهه فيُلْقى بالفضاء منقطعاً أَبْهَراهُ والأَبْهَرُ من القوس ما بين الطائف والكُلْية الأَصمعي الأَبهر من القوس كبدها وهو ما بين طرفي العِلاقَةِ ثم الكلية تلي ذلك ثم الأَبهر يلي ذلك ثم الطائف ثم السِّيَةُ وهو ما عطف من طرفيها ابن سيده والأَبهر من القوس ما دون الطائف وهما أَبهِران وقيل الأَبهر ظهر سية القوس والأَبهر الجانب الأَقصر من الريش والأَباهر من ريش الطائر ما يلي الكُلَى أَوّلها القَوادِمُ ثم المَنَاكِبُ ثم الخَوافي ثم الأَباهِرُ ثم الكلى قال اللحياني يقال لأَربع ريشات من مقدّم الجناح القوادم ولأَربع تليهن المناكب ولأَربع بعد المناكب الخوافي ولأَربع بعد الخوافي الأَباهر ويقال رأَيت فلاناً بَهْرَةً أَي جَهْرَةً علانية وأَنشد وكَمْ مِنْ شُجاع بادَرَ المَوْتَ بَهْرَةً يَمُوتُ على ظَهْرِ الفِراشِ ويَهْرَمُ وتَبَهَّر الإِناءُ امْتَلأَ قال أَبو كبير الهذلي مُتَبَهّراتٌ بالسِّجالِ مِلاؤُها يَخْرُجْنَ مِنْ لَجَفٍ لهَا مُتَلَقَّمِ والبُهار الحِمْلُ وقيل هو ثلثماه رطل بالقبطية وقيل أَربعمائة رطل وقيل ستمائة رطل عن أَبي عمرو وقيل أَلف رطل وقال غيره البهار بالضم شيء يوزن به وهو ثلثمائة رطل وروي عن عمرو بن العاص أَنه قال إِنّ ابن الصَّعْبَةِ يعني طلحة ابن عبيد الله كان يقال لأُمه الصعبة قال إِنّ ابن الصعبة ترك مائة بُهار في كل بُهار ثلاثة قناطير ذهب وفضة فجعله وعاء قال أَبو عبيد بُهار أَحسبها كلمة غير عربية وأُراها قبطية الفرّاء البُهارُ ثلثمائة رطل وكذلك قال ابن الأَعرابي قال والمُجَلَّدُ ستمائة رطل قال الأَزهري وهذا يدل على أَن البُهار عربي صحيح وهو ما يحمل على البعير بلغة أَهل الشأْم قال بُرَيْقٌ الهُذَليّ يصف سحاباً ثقيلاً بِمُرْتَجِزٍ كَأَنَّ على ذُرَاهُ رِكاب الشَّأْمِ يَحْمِلْنَ البُهارا قال القتيبي كيف يُخْلفُ في كل ثلثمائة رطل ثلاثة قناطير ؟ ولكن البُهار الحِمْلُ وأَنشد بيت الهذلي وقال الأَصمعي في قوله يحملن البهارا يحملن الأَحمال من متاع البيت قال وأَراد أَنه ترك مائة حمل قال مقدار الحمل منها ثلاثة قناطير قال والقنطار مائة رطل فكان كل حمل منها ثلثمائة رطل والبُهارُ إِناءٌ كالإِبْريق وأَنشد على العَلْياءِ كُوبٌ أَو بُهارُ قال الأَزهري لا أَعرف البُهارَ بهذا المعنى ابن سيده والبَهارُ كُلُّ شيء حَسَنٍ مُنِيرٍ والبَهارُ نبت طيب الريح الجوهري البَهارُ العَرارُ الذي يقال له عين البقر وهو بَهارُ البَرْ وهو نبت جَعْدٌ له فُقَّاحَةٌ صفراء بنبت أَيام الربيع يقال له العرارة الأَصمعي العَرارُ بَهارُ البر قال الأَزهري العرارة الحَنْوَةُ قال وأُرى البَهار فارسية والبَهارُ البياض في لبب الفرس والبُهارُ الخُطَّاف الذي يطير تدعوه العامّة عصفور الجنة وامرأَة بَهِيرَةٌ صغيرة الخَلْقِ ضعيفة قال الليث وامرأَةٌ بَهِيرَةٌ وهي القصيرة الذليلة الخلقة ويقال هي الضعيفة المشي قال الأَزهري وهذا خطأٌ والذي أَراد الليث البُهْتُرَةُ بمعنى القصيرة وأَما البَهِيرَةُ من النساء فهي السيدة الشريفة ويقال للمرأَة إِذا ثقلت أَردافها فإِذا مشت وقع عليها البَهْرُ والرَّبْوُ بَهِيرَةٌ ومنه قول الأَعشى تَهادَى كما قد رأَيتَ البَهِيرَا وبَهَرَها بِبُهْتانٍ قذفها به والابتهار أَن ترمي المرأَة بنفسك وأَنت كاذب وقيل الابْتِهارُ أَن ترمي الرجل بما فيه والابْتِيارُ أَن ترميه بما ليس فيه وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه رفع إِليه غلام ابْتَهَرَ جارية في شعره فلم يُوجَدِ الثِّبَتُ فدرأَ عنه الحدّ قال أَبو عبيد الابتهار أَن يقذفها بنفسه فيقول فعلت بها كاذباً فإِن كان صادقاً قد فعل فهو الإِبتيار على قلب الهاء ياء قال الكميت قَبيحٌ بِمِثْلِيَ نَعْتُ الفَتَا ة إِمَّا ابْتِهاراً وإِمَّا ابْتِيارَا ومنه حديث العوّام الابتهار بالذنب أَعظم من ركوبه وهو أَن يقول فعلت ولم يفعل لأَنه لم يدّعه لنفسه إِلاَّ وهو لو قدر فعل فهو كفاعله بالنية وزاد عليه بقبحه وهتك ستره وتبجحه بذنب لم يفعله وبَهْراءُ حَيٌّ من اليمن قال كراع بهراء ممدودة قبيلة وقد تقصر قال ابن سيده لا أَعلم أَحداً حكى فيه القصر إِلا هو وإِنما المعروف فيه المدّ أَنشد ثعلب وقد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أَنَّ سُيوفَنا سُيوفُ النَّصارَى لا يَلِيقُ بها الدَّمُ وقال معناه لا يليق بنا أَن نقتل مسلماً لأَنهم نصارى معاهدون والنسب إِلى بَهْرَاءَ بَهْراوِيٌّ بالواو على القياس وبَهْرَانِيُّ مثلُ بَحْرانِيّ على غير قياس النون فيه بدل من الهمزة قال ابن سيده حكاه سيبويه قال ابن جني من حذاقق أَصحابنا من يذهب إِلى أَن النون في بهراني إِنما هي بدل من الواو التي تبدل من همزة التأْنيث في النسب وأَن الأَصل بهراوي وأَن النون هناك بدل من هذه الواو كما أَبدلت الواو من النون في قولك من وافد وإِن وقفت وقفت ونحو ذلك وكيف تصرفت الحال فالنون بدل من الهمزة قال وإِنما ذهب من ذهب إِلى هذا لأَنه لم ير النون أُبدلت من الهمزة في غير هذا وكان يحتج في قولهم إِن نون فعلان بدل من همزة فعلاء فيقول ليس غرضهم هنا البدل الذي هو نحو قولهم في ذئب ذيب وفي جؤْنة جونة إِنما يريدون أَن النون تعاقب في هذا الموضع الهمزة كما تعاقب لام المعرفة التنوين أَ لا تجتمع معه فلما لم تجامعه قيل إِنها بدل منه وكذلك النون والهمزة قال وهذا مذهب ليس بقصد

( بهتر ) البُهْتُر القصير والأُنثى بُهْتُرٌ وبُهْتُرَةٌ وزعم بعضهم أََن الهاء في بُهْتُرٍ بدل من الحاء في بُحْتُرٍ وأَنشد أَبو عمرو لنجاد الخبيري عِضٌّ لَئِيمٌ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ ليس بِجِلْحَابٍ ولا هَقَوَّرِ لكنه البُهْتُر وابنُ البُهْتُرِ العِضُّ الرجل الداهي المنكر والجلحاب الطويل وكذلك الهقوّر وخص بعضهم به القصير من الإِبل وجمعه البَهاتِرُ والبَحاتِرُ وأَنشد الفرّاء قول كثير وأَنتِ التي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصِيرَةٍ إِليَّ وما تَدْرِي بذاك القَصائِرُ عَنَيْتُ قصيراتِ الحِجالِ ولم أُردْ قِصارَ الخُطَى شَرُّ النساءِ البَهاتِرُ أَنشده الفرّاء البهاتر بالهاء

( بهدر ) أَبو عدنان قال البُهْدُرِيُّ والبُحْدُرِيُّ المُقَرْقَمُ الذي لا يَشِبُّ

( بهزر ) البُهْزُرَةُ الناقة العظيمة وفي المحكم الناقةُ الجسيمةُ الضَّخْمة الصَّفِيَّة وكذلك هي من النخلِ والجمع البَهازِر وهي من النساء الطويلة والبُهْزُرَةُ النخلة التي تَناوَلُها بيدِكَ أَنشد ثعلب بَهازِراً لم تَتَّخِذْ مآزِرا فهي تُسامي حَوْلَ جِلْفٍ جازِرا يعني بالجلْفِ هنا الفُحَّال من النخل ابن الأَعرابي البَهازِرُ الإِبل والنخيل العظام المَواقِيرُ وأَنشد أَعْطاكَ يا بَحْرُ الذي يُعطي النَّعَمْ من غيرِ لا تَمَنُّنٍ ولا عَدَمْ بَهازِراً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَمْ ولم تكنْ مَأْوَى القُرادِ والْجَلَمْ بينَ نواصِيهنَّ والأَرضِ قِيَمْ وأَنشد الأَزهري للكميت إِلاَّ لِهَمْهَمَةِ الصَّهي لِ وحَنَّةِ الْكُومِ البَهازِر

( بور ) الْبَوارُ الهلاك بارَ بَوْراً وبَواراً وأَبارهم الله ورجل بُورٌ قال عبدالله بن الزَّبَعْري السَّهْمي يا رسولَ الإِلهِ إِنَّ لِساني رَائِقٌ ما فَتَقْتُ إِذْ أَنا بُورُ وكذلك الاثنان والجمعُ والمؤنث وفي التنزيل وكنتم قَوْماً بُوراً وقد يكون بُورٌ هنا جمع بائرٍ مثل حُولٍ وحائلٍ وحكى الأَخفش عن بعضهم أَنه لغة وليس بجمعٍ لِبائرٍ كما يقال أَنت بَشَرٌ وأَنتم بَشَرٌ وقيل رجل بائرٌ وقوم بَوْرٌ بفتح الباء فهو على هذا اسم للجمع كنائم ونَوْمٍ وصائم وصَوْمٍ وقال الفرّاء في قوله وكنتم قوماً بُوراً قال البُورُ مصدَرٌ يكون واحداً وجمعاً يقال أَصبحت منازلهم بُوراً أَي لا شيء فيها وكذلك أَعمال الكفار تبطُلُ أَبو عبيدة رجل بُورٌ ورجلان بُورٌ وقوم بُورٌ وكذلك الأُنثى ومعناه هالك قال أَبو الهيثم البائِرُ الهالك والبائر المجرِّب والبائر الكاسد وسُوقٌ بائرة أَي كاسدة الجوهري البُورُ الرجل الفاسد الهالك الذي لا خير فيه وقد بارَ فلانٌ أَي هلك وأَباره الله أَهلكه وفي الحديث فأُولئك قومٌ بُورٌ أَي هَلْكَى جمع بائر ومنه حديث عليٍّ لَوْ عَرَفْناه أَبَرْنا عِتْرَتَه وقد ذكرناه في فصل الهمزة في أَبر وفي حديث أَسماء في ثقيف كَذَّابٌ ومُبِيرٌ أَي مُهْلِكٌ يُسْرِفُ في إِهلاك الناس يقال بارَ الرَّجُلُ يَبُور بَوْراً وأَبارَ غَيْرَهُ فهو مُبِير ودارُ البَوارِ دارُ الهَلاك ونزلتْ بَوارِ على الناس بكسر الراء مثل قطام اسم الهَلَكَةِ قال أَبو مُكْعِتٍ الأَسدي واسمه مُنْقِذ بن خُنَيْسٍ وقد ذكر أَن ابن الصاغاني قال أَبو معكت اسمه الحرث ابن عمرو قال وقيل هو لمنقذ بن خنيس قُتِلَتْ فكان تَباغِياً وتَظالُماً إِنَّ التَّظالُمَ في الصَّدِيقِ بَوارُ والضمير في قتلت ضمير جارية اسمها أَنيسة قتلها بنو سلامة وكانت الجارية لضرار بن فضالة واحترب بنو الحرث وبنو سلامة من أَجلها واسم كان مضمر فيها تقديره فكان قتلها تباغياً فأَضمر القتل لتقدّم قتلت على حدّ قولهم من كذب كان شرّاً له أَي كان الكذب شرّاً له الأَصمعي بارَ يَبُورُ بَوراً إِذا جَرَّبَ والبَوارُ الكَسَادُ وبارَتِ السُّوقُ وبارَتِ البِياعاتُ إِذا كَسَدَتْ تَبُورُ ومن هذا قيل نعوذ بالله من بَوارِ الأَيِّمِ أَي كَسَادِها وهو أَن تبقى المرأَة في بيتها لا يخطبها خاطب من بارت السوق إِذا كسدت والأَيِّم التي لا زوج لها وهي مع ذلك لا يرغب فيها أَحد والبُورُ الأَرض التي لم تزرع والمَعَامي المجهولة والأَغفال ونحوها وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأُكَيْدِرِ دُومَةَ ولكُمُ البَوْر والمعامي وأَغفال الأَرض وهو بالفتح مصدر وصف به ويروى بالضم وهو جمع البَوارِ وهي الأَرض الخراب التي لم تزرع وبارَ المتاعُ كَسَدَ وبارَ عَمَلُه بَطَلَ ومنه قوله تعالى ومَكْرُ أُولئك هُو يَبُورُ وبُورُ الأَرض بالضم ما بار منها ولم يُعْمَرْ بالزرع وقال الزجاج البائر في اللغة الفاسد الذي لا خير فيه قال وكذلك أَرض بائرة متروكة من أَن يزرع فيها وقال أَبو حنيفة البَوْرُ بفتح الباء وسكون الواو الأَرض كلها قبل أَن تستخرج حتى تصلح للزرع أَو الغرس والبُورُ الأَرض التي لم تزرع عن أَبي عبيد وهو في الحديث ورجل حائر بائر يكون من الكسل ويكون من الهلاك وفي التهذيب رجل حائر بائر لا يَتَّجِهُ لِشَيءٍ ضَالٌّ تائِهٌ وهو إِتباع والابتيار مثله وفي حديث عمر الرجال ثلاثة فرجل حائر بائر إِذا لم يتجه لشيء ويقال للرجل إِذا قذف امرأَة بنفسه إِنه فجر بها فإِن كان كاذباً فقد ابْتَهَرَها وإِن كان صادقاً فهو الابْتِيَارُ بغير همز افتعال من بُرْتُ الشيءَ أَبُورُه إِذا خَبَرْتَه وقال الكميت قَبِيحٌ بِمِثْليَ نَعْتُ الفَتَا ةِ إِمَّا ابْتِهَاراً وإِمَّا ابْتِيارا يقول إِما بهتاناً وإِما اختباراً بالصدق لاستخراج ما عندها وقد ذكرناه في بهر وبارَهُ بَوْراً وابْتَارَهُ كلاهما اختبره قال مالك بن زُغْبَةَ بِضَربٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه وطَعْنٍ كَإِيزاغِ المَخاضِ تَبُورُها قال أَبو عبيد كإِيزاغ المخاض يعني قذفها بأَبوالها وذلك إِذا كانت حوامل شبه خروج الدم برمي المخاض أَبوالها وقوله تبورها تختبرها أَنت حتى تعرضها على الفحل أَلاقح هي أَم لا ؟ وبار الفحل الناقة يَبُورها بَوْراً ويَبْتَارُها وابْتَارَها جعل يتشممها لينظر أَلاقح هي أَم حائل وأَنشد بيت مالك بن زغبة أَيضاً الجوهري بُرْتُ الناقةَ أَبورُها بَوْراً عَرَضتَها على الفحل تنظر أَلاقح هي أَم لا لأَنها إِذا كانت لاقحاً بالت في وجه الفحل إِذا تشممها ومنه قولهم بُرْ لي ما عند فلان أَي اعلمه وامتحن لي ما في نفسه وفي الحديث أَن داود سأَل سليمان عليهما السلام وهو يَبْتَارُ عِلْمَهُ أَي يختبره ويمتحنه ومنه الحديث كُنَّا نَبُورُ أَوْلادَنا بحب عَليٍّ عليه السلام وفي حديث علقمة الثقفيّ حتى والله ما نحسب إلاّ أَن ذلك شيء يُبْتارُ به إِسلامنا وفَحْلٌ مِبْوَرٌ عالم بالحالين من الناقة قال ابن سيده وابنُ بُورٍ حكاه ابن جني في الإِمالة والذي ثبت في كتاب سيبويه ابن نُور بالنون وهو مذكور في موضعه والبُورِيُّ والبُورِيَّةُ والبُورِيَاءُ والباريُّ والبارِياءُ والبارِيَّةُ فارسي معرب قيل هو الطريق وقيل الحصير المنسوج وفي الصحاح التي من القصب قال الأَصمعي البورياء بالفارسية وهو بالعربية بارِيٌّ وبورِيٌّ وأَنشد للعجاج يصف كناس الثور كالخُصّ إِذْ جَلَّلَهُ البَارِيُّ قال وكذلك البَارِيَّةُ وفي الحديث كان لا يرى بأْساً بالصلاة على البُورِيّ هي الحصير المعمول من القصب ويقال فيها بارِيَّةٌ وبُورِياء

( تأر ) أَتأَر إِليه النَّظَرَ أَحَدَّه وأَتْأَره بصره أَتْبَعَه إِياه بهمز الأَلفين غير ممدودة قال بعض الأَغفال وأَتْأَرَتْني نَظْرَة الشَّفير وأَتْأَرتُه بصري أَتْبَعْته إِياه وفي الحديث أَن رجلاً أَتاه فَأَتْأَرَ إِليه النَّظَرَ أَي أَحَدَّه إِليه وحَقَّقَه وقال الشاعر أَتْأَرْتُهُمْ بَصَري والآلُ يَرْفَعُهُمْ حتى اسْمَدَرَّ بِطَرْفِ العَيْنِ إِتْآري ومن ترك الهمز قال أَتَرْتُ إِليه النظر والرَّمْيَ وهو مذكور في تَوَرَ وأَما قول الشاعر إِذا اجْتَمَعُوا عَلَيَّ وأَشْقَذُوني فَصِرْت كَأَنَّني فَرَأٌ مُتَارُ قال ابن سيده فإِنه أَراد مُتْأَرٌ فنقل حركة الهمزة إِلى التاء وأَبدل منها أَلفاً لسكونها وانفتاح ما قبلها فصار مُتارٌ والتُّؤْرُورُ العَوْن يكون مع السلطان بلا رِزْقٍ وقيل هو الجِلوازُ وذهب الفارسي إِلى أَنه تُفْعُول من الأَرِّ وهو الدفع وأَنشد ابن السكيت تالله لَوْلا خَشْيَةُ الأَمِيرِ وخشيةُ الشُّرْطيِّ والتُّؤْرورِ قال التؤرور أَتْباع الشُّرَطِ ابن الأَعرابي التَّائرُ المداوم على العمل بعد فتور الأَزهري في التَّأْرَةِ الحين عن ابن الأَعرابي قال تأْرَةٌ مهموز فلما كثر استعمالهم لها تركوا همزها قال الأَزهري قال غيره وجمعها تِئَرٌ مهموزة ومنه يقال أَتّأَرْتُ إِليه النظر أَي أَدمته تارَةً بعد تارَةٍ

( تبر ) التِّبْرُ الذهبُ كُلُّه وقيل هو من الذهب والفضة وجميع جواهر الأَرض من النحاس والصُّفْرِ والشَّبَهِ والزُّجاج وغير ذلك مما استخرج من المعدن قبل أَن يصاغ ويستعمل وقيل هو الذهب المكسور قال الشاعر كُلُّ قَوْمٍ صِيغةٌ من تِبْرِهِمْ وبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ مِنْ ذَهَبْ ابن الأَعرابي التِّبْرُ الفُتاتُ من الذهب والفضة قبل أَن يصاغا فإِذا صيغا فهما ذهب وفضة الجوهري التِّبْرُ ما كان من الذهب غير مضروب فإِذا ضرب دنانير فهو عين قال ولا يقال تِبْرٌ إِلا للذهب وبعضهم يقوله للفضة أَيضاً وفي الحديث الذهب بالذهب تِبْرِها وعَيْنِها والفضة بالفضة تبرها وعينها قال وقد يطلق التبر على غير الذهب والفضة من المعدنيات كالنحاس والحديد والرَّصاص وأَكثر اختصاصه بالذهب ومنهم من يجعله في الذهب أَصلاً وفي غيره فرعاً ومجازاً قال ابن جني لا يقال له تبر حتى يكون في تراب معدنه أَو مكسوراً قال الزجاج ومنه قيل لمكسر الزجاج تبر والتَّبَارُ الهلاك وتَبَّرَه تَتْبِيراً أَي كَسَّرَه وأَهلكه وهؤلاء مُتَبَّرٌ ما هم فيه أَي مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ وفي حديث عليٍّ كرّم الله وجهه عَجْزٌ حاضر ورَأْيٌ مُتَبَّر أَي مهلَك وتَبَّرَهُ هو كسره وأَذهبه وفي التنزيل العزيز ولا تزد الظالمين إِلا تَبَاراً قال الزجاج معناه إِلاَّ هلاكاً ولذلك سمي كل مُكَسَّرٍ تِبْراً وقال في قوله عز وجل وكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً قال التتبير التدمير وكل شيء كسرته وفتتته فقد تَبَّرْتَهُ ويقال تَبِرَ
( * قوله « تبر » من باب ضرب على ما في القاموس ومن بابي تعب وقتل كما في المصباح ) الشيءُ يَتْبَرُ تَباراً ابن الأَعرابي المتبور الهالك والمبتور الناقص قال والتَّبْراءُ الحَسَنَةُ اللَّوْنِ من النُّوق وما أَصبتُ منه تَبْرِيراً أَي شيئاً لا يستعمل إِلا في النفي مثل به سيبويه وفسره السيرافي الجوهري ويقال في رأْسه تِبْرِيَةٌ قال أَبو عبيدة لغة في الهِبْرِيَةِ وهي التي تكون في أُصول الشعر مثل النُّخَالَةِ

( تثر ) ابن الأَعرابي التَّواثِيرُ الجَلاَوِزَةُ

( تجر ) تَجَرَ يَتْجُرُ تَجْراً وتِجَارَةً باع وشرى وكذلك اتَّجَرَ وهو افْتَعَل وقد غلب على الخَمَّار قال الأَعشى ولَقَدْ شَهِدْتُ التَّاجِرَ آلْ أُمَّانَ مَوْرُوداً شَرَابُهْ وفي الحديث مَنْ يَتَّجِرُ على هذا فيصلي معه قال ابن الأَثير هكذا يرويه بعضهم وهو يفتعل من التجارة لأَنه يشتري بعمله الثواب ولا يكون من الأَجر على هذه الرواية لأَن الهمزة لا تدغم في التاء وإِنما يقال فيه يأْتَجِرُ الجوهري والعرب تسمي بائع الخمر تاجراً قال الأَسود بن يَعْفُرَ ولَقَدْ أَروحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً مَذِلاً بِمالي لَيِّناً أَجْيادي أَي مائلاً عُنُقي من السُّكْرِ ورجلٌ تاجِرٌ والجمع تِجارٌ بالكسر والتخفيف وتُجَّارٌ وتَجْرٌ مثل صاحب وصَحْبٍ فأَما قوله إِذ ذُقْتَ فاها قلتَ طَعمُ مُدامَةٍ مُعَتَّقَةٍ مما يجيء به التُّجُرْ فقد يكون جمع تِجَارٍ على أَن سيبويه لا يَطْرُدُ جمع الجمع ونظيره عند بعضهم قراءة من قرأَ فَرُهُنٌ مقبوضة قال هو جمع رهانٍ الذي هو جَمْعُ رَهْنٍ وحمله أَبو عليُّ على أَنه جمع رَهْن كَسَحْل وسُحُلٍ وإِنما ذلك لما ذهب إِليه سيبويه من التحجير على جمع الجمع إِلا فيما لا بدّ منه وقد يجوز أَن يكون التُّجُرُ في البيت من باب أَنا ابنُ ماويَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ على نقل الحركة وقد يجوز أَن يكون التُّجُرُ جمع تاجر كشارف وشُرُفٍ وبازل وبُزُلٍ إِلا أَنه لم يسمع إِلا في هذا البيت وفي الحديث أَن التُّجَّار يُبعثون يوم القيامة فُجَّاراً إِلا من اتقى الله وبَرَّ وصَدَقَ قال ابن الأَثير سماهم فجاراً لما في البيع والشراء من الأَيمان الكاذبة والغبن والتدليس والربا الذي لا يتحاشاه أَكثرهم أَو لا يفطنون له ولهذا قال في تمامه إِلاَّ من اتقى الله وبرّ وصدق وقيل أَصل التاجر عندهم الخمَّار يخصونه به من بين التجار ومنه حديث أَبي ذر كنا نتحدث أَن التاجر فاجر والتَّجْرُ اسمٌ للجمع وقيل هو جمع وقول الأَخطل كَأَنَّ فَأْرَةَ مِسْكٍ غارَ تاجِرُها حَتَّى اشْتَراها بِأَغْلَى بَيْعِهِ التَّجِرُ قال ابن سيده أُراه على التشبيه كَطَهِرٍ في قول الآخر خَرَجْت مُبَرَّأً طَهِرَ الثِّيابِ وأَرضَ مَتْجَرَةٌ يُتَّجَرُ إِليها وفي الصحاح يتجر فيها وناقة تاجر نافقة في التجارة والسوق قال النابغة عِفَاءٌ قِلاصٍ طار عنها تَواجِر وهذا كما قالوا في ضدها كاسدة التهذيب العرب تقول ناقة تاجرة إِذا كانت تَنْفُقُ إِذا عُرِضَتْ على البيع لنجابتها ونوق تواجر وأَنشد الأَصمعي مَجَالِحٌ في سِرِّها التَّواجِرُ ويقال ناقةٌ تاجِرَةٌ وأُخرى كاسدة ابن الأَعرابي تقول العرب إِنه لتاجر بذلك الأَمر أَي حاذق وأَنشد لَيْسَتْ لِقَوْمِي بالكَتِيفِ تِجارَةٌ لكِنَّ قَوْمِي بالطِّعانِ تِجَارُ ويقال رَبِحَ فلانٌ في تِجارَتِهِ إِذا أَفْضَلَ وأَرْبَحَ إِذا صادف سُوقاً ذاتَ رِبْحٍ

( ترر ) تَرَّ الشَّيْءُ يَتِرُّ ويَتُرُّ تَرّاً وتُروراً بان وانقطع بضربه وخص بعضهم به العظم وتَرَّتْ يَدُه تَتِرُّ وتَتُرُّ تُروراً وأَتَرَّها هو وتَرَّها تَرّاً الأَخيرة عن ابن دريد قال وكذلك كل عضو قطع بضربه فقد تُرَّ تَرّاً وأَنشد لطرفة يصف بعيراً عقره تَقُولُ وقد تُرَّ الوَظِيفُ وساقُها أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤْيِدِ ؟ تُرَّ الوظيفُ أَي انقطع فبان وسقط قال ابن سيده والصواب أَتَرَّ الشَّيْءَ وتَرَّ هو نَفْسُه قال وكذلك رواية الأَصمعي تقول وقد تَرَّ الوَظِيفُ وساقُها بالرفع ويقال ضرب فلان يد فلان بالسيف فأَتَرَّها وأَطَرَّها وأَطَنَّها أَي قطعها وأَنْدَرَها وتَرَّ الرجلُ عن بلاده تُروراً بَعُدَ وأَتَرَّه القضاءُ إِتْراراً أَبعده والتُّرُورُ وَثْبَةُ النَّواة من الحَيْس وتَرَّت النَّواةُ منْ مِرْضاخِها تَتِرُّ وتَتُرُّ تُروراً وثَبَتْ ونَدَرَتْ وأَتَرَّ الغلامُ القُلَةَ بِمِقْلاتِه والغلامُ يُتِرُّ القُلَةَ بالمِقْلَى نَزَّاها والتَّرارَةُ السِّمَنُ والبَضَاضَةُ يقال منه تَرِرْتَ بالكسر أَي صرت تارّاً وهو الممتلئ والتَّرارَةُ امتلاء الجسم من اللحم ورَيُّ العظم يقال للغلام الشاب الممتلئ ثارٌّ وفي حديث ابن زِمْلٍ رَبْعَةٌ من الرجال تارٌّ التارُّ الممتلئ البدن وتَرَّ الرجلُ يَتِرُّ ويَتُرُّ تَرّاً وتَرارةً وتُروراً امتلأَ جسمه وتَرَوَّى عظمه قال العجاج بِسَلْهَبٍ لُيِّنَ في تُرُورِ وقال ونُصْبِحُ بالغَدَاةِ أَتَرَّ شَيْءٍ ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينَا ورجلٌ تارٌّ وتَرٌّ طويل قال ابن سيده وأُرَى تَرّاً فَعِلاً وقد تَرَّ تَرارَةً وقَصَرَةٌ تارَّةٌ والتَّرَّةُ الجارية الحسناء الرَّعْناءُ ابن الأَعرابي التَّرَاتِيرُ الجواري الرُّعْنُ ابن شميل الأُتْرُورُ الغلام الصغير الليث الأُتْرُورُ الشُّرَطِيُّ وأَنشد أَعوذُ باللهِ وبالأَمِيرِ مِنْ صاحِبِ الشُّرْطةِ والأُتْرُورِ وقيل الأُتْرُورُ غلامُ الشُّرَطِيِّ لا يَلْبَسُ السَّوادَ قالت الدهناء امرأَة العجاج والله لولا خَشْيَةُ الأَمِيرِ وخَشْيَةُ الشُّرْطِيِّ والأُترورِ لَجُلْتُ بالشيخ من البَقِيرِ كَجَوَلانِ صَعْبَةٍ عَسِيرِ وتَرَّ بسَلْحِه وهَذَّ بِهِ وهَرَّ بِهِ رمى به وتَرَّ بِسَلْحِه يَتِرُّ قذف به وتَرَّ النَّعامُ أَلقى ما في بطنه وتُرَّ في يده دفع والتُّرُّ الأَصل يقال لأَضْطَرَّنَّكَ إِلى تُرِّكَ وقُحاحِكَ ابن سيده لأَضْطَرَّنَّكَ إِلى تُرِّكَ أَي إِلى مجهودك والتُّرُّ بالضم الخيط الذي يُقَدَّرُ به البِناءُ فارسي مُعَرَّبٌ قال الأَصمعي هو الخيط الذي يمدّ على البناء فيبنى عليه وهو بالعربية الإِمام وهو مذكور في موضعه التهذيب الليث التُّرُّ كلمة يتكلم بها العرب إِذا غضب أَحدهم على الآخر قال والله لأُقيمنك على التُّرِّ قال الأَصمعي المِطْمَرُ هو الخيط الذي يقدَّر به البناء يقال له بالفارسية التُّرُّ وقال ابن الأَعرابي التُّرُّ ليس بعربي وفي النوادر بِرْذَوْنٌ تَرٌّ ومُنْتَرٌّ وَعَرِبٌ وقَزَعٌ ودُِفاقٌ إِذا كان سريعَ الرَّكْضِ وقالوا التَّرُّ من الخيل المعتدل الأَعضاء الخفيف الدَّرِيرُ وأَنشد وقَدْ أَغْدُو مَعَ الفِتْيَا نِ بالمُنْجَرِدِ التَّرِّ
( * قوله « وقد أغدو إلخ » هذه ثلاثة أبيات من الهزج كما لا يخفى لكن البيت الثالث ناقص وبمحل النقص بياض بالأصل )
وذِي البِرْكَةِ كالتَّابُو تِ والمِحْزَمِ كالقَرِّ مع قاضيه في متنيه كالدر وقال الأَصمعي التَّارُّ المنفرد عن قومه تَرَّ عنهم إِذا انفرد وقد أَتَرُّوه إِتْراراً ابن الأَعرابي تَرْتَرَ إِذا استرخى في بدنه وكلامه وقال أَبو العباس التارّ المسترخي من جوع أَو غيره وأَنشد ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شَيْءٍ قوله أَترّ شيء أَي أَرخى شيء من امتلاء الجوف ونمسي بالعشي جياعاً قد خلت أَجوافنا قال ويجوز أَن يكون أَتَرَّ شيء أَمْلأَ شيء من الغلام التَّارّ وقد تقدم قال أَبو العباس أَتَرَّ شيء أَرخى شيء من التعب يقال تُرَّ يا رَجُلُ والتَّرْتَرَةُ تحريك الشيء الليث التَّرْتَرَةُ أَن تقبض على يدي رجل تُتَرْتِرُه أَي تحركه وتَرْتَرَ الرجُلَ تَعْتَعَهُ وفي حديث ابن مسعود في الرجل الذي ظُنَّ أَنَّهُ شرب الخمر فقال تَرْتِرُوه ومَزْمِزُوه أَي حركوه ليُسْتَنْكَهَ هل يُوجَدُ منه ريح الخمر أَم لا قال أَبو عمرو هو أَن يُحَرِّكَ ويُزَعْزَعَ ويُسْتَنْكَهَ حتى يوجد منه الريح ليعلم ما شرب وهي التَّرْتَرَةُ والمَزْمَزَةُ والتَّلْتَلَةُ وفي رواية تَلْتِلُوه ومعنى الكل التحريك وقول زيد الفوارس أَلم تَعْلَمِي أَنِّي إِذا الدَّهْرُ مَسَّنِي بنائِبَةٍ زَلَّتْ وَلَمْ أَتَتَرْتَرِ أَي لم أَتزلزل ولم أَتقلقل وتَرْتَرَ تكلم فأَكثر قال قُلْتُ لِزَيْدٍ لا تُتَرْتِرْ فإِنَّهُمْ يَرَوْنَ المنايا دونَ قَتْلِكَ أَوْ قَتْلِي ويروى تُثَرْثِرْ وتُبَرْبِرْ والتَّراتِرُ الشدائد والأُمور العظام والتُّرَّى اليد المقطوعة

( تشر ) التهذيب عن الليث تِشْرينُ اسم شهر من شهور الخريف بالرومية قال أَبو منصور وهما تِشْرِينان تشرين الأَول وتشرين الثاني وهما قبل الكانونين

( تعر ) جُرْحٌ تَعَّارٌ وتَغَّارٌ بالعين والغين إِذا كان يسيل منه الدم وقيل جرح نَعَّار بالعين والغين قال الأَزهري وسمعت غير واحد من أَهل العربية بِهَراةَ يزعم أَن تغار بالغين المعجمة تصحيف قال وقرأْت في كتاب أَبي عمر الزاهد عن ابن الأَعرابي أَنه قال جُرْحٌ تعار بالعين والتاء وتغار بالغين والتاء ونعار بالنون والعين بمعنى واحد وهو الذي لا يَرْقَأُ فجعلها كلها لغات وصححها والعين والغين في تَعَّار وتَغَّار تعاقبا كما قالوا العَبِيثَةُ والغَبِيثَةُ بمعنى واحد ابن الأَعرابي التَّعَرُ اشتعال الحرب وفي حديث طهفة ما طما البحر وقام تِعَارٌ قال ابن الأَثير تِعار بكسر التاء جبل معروف ينصرف ولا ينصرف وأَنشد الجوهري لكثير وما هَبَّتِ الأَرْوَاحُ تَجْرِي وما ثَوَى مقيماً بنَجْدٍ عَوْفُها وتِعارُها وقيده الأَزهري فقال تعار جبل ببلاد قيس وقد ذكره لبيد
( * قوله « وقد ذكره لبيد » أي في قصيدته التي منها عشت دهراً ولا يعيش مع الأَيام إلاّ يرموم أو تعار كما في ياقوت )
إِلاَّ يَرَمْرَمٌ أَو تِعَارُ وذكر ابن الأَثير في كتاب النهاية مَنْ تَعَارَّ مِنَ الليلِ في هذه الترجمة وقال أَي هَبَّ من نومِه واستيقظ قال والتاء زائدة وليس بابه

( تغر ) تَغَرَتِ القِدْرُ تَتْغَرُ بالفتح فيهما لغة في تَغِرَتْ تَتْغَرُ تَغَراناً إِذا غلت وأَنشد وصَهْباءَ مَيْسَانِيَّةٍ لم يَقُمْ بِها حَنِيفٌ ولم تَتْغَرْ بِها ساعَةً قِدْرُ قال الأَزهري هذا تصحيف والصواب نغرت بالنون وسنذكره وأَما تغر بالتاء فإِن أَبا عبيدة روى في باب الجراح قال فإِن سال من الدم قيل جُرح تَغَّارٌ ودم تَغَّارٌ قال وقال غيره جرح نعار بالعين والنون وقد روي عن ابن الأَعرابي جرح تغار ونغار فمن جمع بين اللغتين فصحتا معاً ورواهما شمر عن أَبي مالك تغر ونغر ونعر

( تفر ) التِّفْرَةُ
( * قوله « التفرة » بكسر التاء وضمها وككلمة وتؤدة كما في القاموس ) الدائرة تحت الأَنف في وسط الشفة العليا زاد في التهذيب من الإِنسان قال وقال ابن الأَعرابي يقال لهذه الدائرة تِفْرَةٌ وتَفِرَةٌ وتُفَرَةٌ الجوهري التَّفِرة بكسر الفاء النقرة التي في وسط الشفة العليا والتَّفِرَةُ في بعض اللغات الوتيرة والتَّفِيرَةُ كل ما اكتسبته الماشية من حلاوات الخِضَرِ وأَكثر ما تَرْعاه الضأْن وصغار الماشية وهي أَقل من حظ الإِبل والتَّفِرَةُ تكون من جميع الشجر والبقر وقيل هي من الجَنَبَةِ والتَّفِرَةُ ما ابْتَدَأَ من الطَّرِيفَةِ ينبت ليناً صغيراً وهو أَحب المرعى إِلى المال إِذا عدمت البقل وقيل هي من القَرْنُونَةِ
( * قوله « من القرنونة » في القاموس القرنوة هي الهرنوة والقرانيا وليس فيه القرنونة ) والمَكْرِ قال الطرماح يصف ناقة تأْكل المَشْرَةَ وهي شجرة ولا تقدر على أَكل النبات لصغره لَهَا تَفِراتٌ تَحْتَها وَقَصارُها إِلى مَشْرَةٍ لم تُتَّلَقْ بالمَحاجِنِ وفي التهذيب لا تَعْتلِقْ بالمحاجن قال أَبو عمرو التَّفِراتُ من النبات ما لا تستمكن منه الراعية لصغرها وأَرض مُتْفِرَةٌ والتَّفِرُ النبات القصير الزِّمِرُ ابن الأَعرابي التَّافِرُ الوَسِخُ من الناس ورجل تَفِرٌ وتَفْران قال وأَتْفَرَ الرجلُ إِذا خرج شعر أَنفه إِلى تِفْرَتِهِ وهو عيب

( تفتر ) التَّفْتَرُ لغة في الدفتر حكاه كراع عن اللحياني قال ابن سيده وأُراه عجميّاً

( تفطر ) الأَزهري في آخر ترجمة تفطر التَّفَاطِيرُ النَّباتُ قال والتفاطير بالتاء النَّوْرُ قال وفي نوادر اللحياني عن الإِيادي في الأَرض تَفَاطِيرُ من عُشْبٍ بالتاء أَي نَبْذٌ متفرّق وليس له واحد

( تقر ) التَّقِرُ والتَّقِرَةُ التَّابَِلُ وقيل التَّقِر الكرويا والتَّقِرَةُ جماعة التوابل قال ابن سيده وهي بالدال أَعلى

( تكر ) التَّكُّرِيُّ القائد من قُوَّادِ السِّند والجمعُ تَكاتِرَةٌ أَلحقوا الهاء للعجمة قال لَقَدْ عَلِمَتْ تَكاتِرَةُ ابن تِيرِي غَداةَ البُدِّ أَنِّي هِبْرِزِيُّ وفي التهذيب الجمع تكاكرة وبذلك أَنشد البيت لقد علمت تكاكرة

( تمر ) التَّمْرُ حَمْلُ النخل اسم جنس واحدته تمرة وجمعها تمرات بالتحريك والتُّمْرانُ والتُّمورُ بالضم جمع التَّمْرِ الأَوَّل عن سيبويه قال ابن سيده وليس تكسير الأَسماء التي تدل على الجموع بمطرد أَلا بمطرد أَلا ترى أَنهم لم يقولوا أَبرار في جمع بُرٍّ ؟ الجوهري جمع التَّمر تُمُورٌ وتُمْرانٌ بالضم فتراد به الأَنواع لأَن الجنس لا يجمع في الحقيقة وتَمَّرَ الرُّطَبُ وأَتْمَرَ كلاهما صار في حد التَّمْرِ وتَمَّرَتِ النخلة وأَتْمَرَت كلاهما حَمَلَتِ التمر وتَمَرَ القَوْمَ يَتْمُرُهُمْ تَمْراً وتَمَّرَهُمْ وأَتْمَرَهُمْ أَطعمهم التمر وتَمَّرَني فلان أَطعمني تَمْراً وأَتْمَرُوا وهم تامِرُونَ كَثُرَ تَمْرُهم عن اللحياني قال ابن سيده وعندي أَن تامِراً على النسب قال اللحياني وكذلك كل شيء من هذا إِذا أَردت أَطعمتهم أَو وهبت لهم قلته بغير أَلف وإِذا أَردت أَن ذلك قد كثر عندهم قلت أَفْعَلُوا ورجل تامِرٌ ذو تمر يقال رجل تامر ولابن أَي ذو تمر وذو لبن وقد يكون من قولِكَ تَمَرْتُهم فأَنا تامِرٌ أَي أَطعمتهم التمر والتَّمَّار الذي يبيع التمر والتَّمْرِيُّ الذي يحبه والمُتْمِرُ الكثير التَّمْرِ وأَتْمَرَ الرجلُ إِذا كثر عنده التمر والمَتْمُورُ المُزَوَّدُ تَمْراً وقوله أَنشده ثعلب لَسْنَا مِنَ القَوْمِ الذين إِذا جاءَ الشتاءُ فَجارُهم تَمْرُ يعني أَنهم يأْكلون مال جارهم ويَسْتَحلُونه كما تَسْتَحْلي الناسُ التمر في الشتاء ويروى لَسْنَا كَأَقْوَامٍ إِذا كَحَلَتْ إِحدى السِّنِينَ فجارُهُمْ تَمْرُ والتَّتْمِيرُ التقديد يقال تَمَّرْتُ القَدِيدَ فهو مُتَمَّرٌ وقال أَبو كاهل اليشكري يصف فرخة عقاب تسمى غُبَّة وقال ابن بري يصف عُقاباً شبه راحلته بها كأَنَّ رَحْلي على شَغْواءَ حادِرَةٍ ظَمْياءِ قَدْ بُلَّ مِنْ طَلٍّ خَوافيها لها أَشارِيرُ من لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ من الثَّعالي وَوَخْزٌ مِنْ أَرَانِيها أَراد الأَرانب والثعالب أَي تقدّده يقول إِنها تصيد الأَرانب والثعالب فأَبدل من الباء فيهما ياء شبه راحلته في سرعتها بالعقاب وهي الشغواء سميت بذلك لاعوجاجِ منقارها والشَّغاء العِوَجُ والظمياء العطشى إِلى الدم والخوافي قصار ريش جناحها والوخز شيء ليس بالكثير والأَشارير جمع إِشرارة وهي القطعة من القديد والثعالي يريد الثعالب وكذلك الأَراني يريد الأَرانب فأَبدل من الباء فيهما ياء للضرورة والتَّتْمِيرُ التَّيْبِيسُ والتَّتْمير أَن يقطع اللحم صغاراً ويجفف وتَتْمِيرُ اللحم والتمر تَجْفِيفُهما وفي حديث النخعي كان لا يرى بالتتمير بأْساً التتمير تقطيع اللحم صغاراً كالتمر وتجفيفه وتنشيقه أَراد لا بأْس أَن يَتَزَوَّدَهُ المُحْرِمُ وقيل أَراد ما قُدِّدَ من لحوم الوحوش قبل الإِحرام واللحمُ المُتَمَّرُ المُقَطَّع والتامور والتَّامُورة جميعاً الإِبريق قال الأَعشى يصف خَمَّارة وإِذا لَها تامُورَةٌ مرفوعةٌ لِشَرابِها ولم يهمزه وقيل حُقَّة يجعل فيها الخمر وقيل التامور والتامورة الخمر نفسها الأَصمعي التامور الدم والخمر والزعفران والتامور وزير الملك والتامور النَّفْسُ أَبو زيد يقال لقد علم تامورُك ذلك أَي قد علمت نفسُك ذلك والتامور دم القلب وعمَّ بعضهم به كل دم وقول أَوْسِ بن حَجَرٍ أُنْبِئْتُ أَنَّ بَني سُحَيْمٍ أَوْلَجُوا أَبْيَاتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنذِرِ قال الأَصمعي أَي مُهْجَةَ نَفْسه وكانوا قتلوه وقال عمر بن قُنْعاسٍ المرادي ويقال قُعاس وتامُورٍ هَرَقْتُ وليس خَمْراً وحَبَّةِ غَيْرِ طاحيَةٍ طَحَيْتُ وأَورده الجوهري وحبة غير طاحنة طحنت بالنون قال ابن بري صواب إِنشاده وحبة غير طاحية طحيت بالياء فيهما لأَن القصيدة مردفة بياء وأَوّلها أَلا يا بَيْتُ بالعَلْيَاءِ بَيْتُ ولولا حُبُّ أَهْلِكَ ما أَتَيْتُ قال ابن بري ورأَيته بخط الجوهري في نسخته طاحنة طحنت بالنون فيهما وقد غيره من رواه طحيت بالياء على الصواب ومعنى قوله حبة غير طاحية بالياء حبة القلب أَي رب علقة قلب مجتمعة غير طاحية هرقتها وبسطتها بعد اجتماعها الجوهري والتَّامُورَةُ غِلافُ القلب ابن سيده والتامور غلاف القلب والتامور حبة القلب وتامور الرجل قلبه يقال حَرْفٌ في تامُورك خير من عشرة في وعائك وعَرَّفْتُه بِتامُوري أَي عَقْلي والتَّامُور وعاء الولد والتَّامُور لَعِبُ الجواري وقيل لعب الصبيان عن ثعلب والتَّامُور صَوْمَعَةُ الراهب وفي الصحاح التامورة الصومعة قال ربيعة ابن مَقْرومٍ الضَّبّيُّ لَدَنا لبَهْجَتِها وحُسْنِ حَدِيثِها ولَهَمَّ مِنْ تامُورِهِ يَتَنَزَّلُ ويقال أَكل الذئبُ الشاةَ فما ترك منها تاموراً وأَكلنا جَزَرَةً وهي الشاة السمينة فما تركنا منها تاموراً أَي شيئاً وقالوا ما في الرَّكِيَّةِ تامُورٌ يعني الماء أَي شيء من الماء حكاه الفارسي فيما يهمز وفيما لا يهمز والتَّامُورُ خِيسُ الأَسد وهو التامورة أَيضاً عن ثعلب ويقال احذر الأَسد في تاموره ومِحْرابِهِ وغِيلِهِ وعِرْزاله وسأَل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن معد يكرب عن سعد فقال أَسد في تامورته أَي في عَرِينِهِ وهو بيت الأَسد الذي يكون فيه وهي في الأَصل الصومعة فاستعارها للأَسد والتَّامُورَةُ والتامور عَلَقَةُ القلب ودَمُه فيجوز أَن يكون أَراد أَنه أَسَدٌ في شدّة قلبه وشجاعته وما في الدار تامُورٌ وتُوموُرٌ وما بها تُومُريٌّ بغير همز أَي ليس بها أَحد وقال أَبو زيد ما بها تأْمور مهموز أَي ما بها أَحد وبلادٌ خَلاءٌ ليس بها تُومُرِيٌّ أَي أَحد وما رأَيت تُومُرِيّاً أَحْسَنَ من هذه المرأَة أَي إِنسيّاً وخَلْقاً وما رأَيت تُومُرِيّاً أَحْسنَ منه والتُّمارِيُّ شجرة لها مُصَعٌ كَمُصَعِ العَوْسَجِ إِلاَّ أَنها أَطيب منها وهي تشبه النَّبْعَ قال كَقِدْحِ التُّماري أَخْطَأَ النَّبْعَ قاضبُهْ والتُّمَّرَةُ طائر أَصغر من العصفور والجمع تُمَّرٌ وقيل التُّمَّرُ طائر يقال له ابن تَمْرَة وذلك أَنك لا تراه أَبداً إِلا وفي فيه تَمْرَةٌ وتَيْمَرى موضع قال امرؤ القيس لَدَى جانِب الأَفْلاج من جَنْبِ تَيْمَرى واتْمَأَرَّ الرمح اتْمِئْراراً فهو مُتْمَئِرٌّ إِذا كان غليظاً مستقيماً ابن سيده واتّمَأَرَّ الرمح والحبل صلب وكذلك الذكر إِذا اشتدَّ نَعْظُه الجوهري اتْمَأَرَّ الشيءُ طال واشتد مثل اتْمَهَلَّ واتْمَأَلَّ قال زهير بن مسعود الضبي ثَنَّى لها يَهْتِكُ أَسْحَارَها بِمْتمَئِرٍّ فيه تَخْزِيبُ

( تنر ) التَّنُّورُ نوع من الكوانين الجوهري التِّنُّورُ الذي يخبز فيه وفي الحديث قال لرجل عليه ثوب مُعَصْفَرٌ لو أَن ثَوْبَك في تَنُّورِ أَهْلِكَ أَو تَحْتَ قَ دْرِهم كان خيراً فذهب فأَحرقه قال ابن الأَثير وإِنما أَراد أَنك لو صرفت ثمنه إِلى دقيق تخبزه أَو حطب تطبخ به كان خيراً لك كأَنه كره الثوب المعصفر والتَّنُّور الذي يخبز فيه يقال هو في جميع اللغات كذلك وقال أَحمد بن يحيى التَّنُّور تَفْعُول من النار قال ابن سيده وهذا من الفساد بحيث تراه وإِنما هو أَصل لم يستعمل إِلاَّ في هذا الحرف وبالزيادة وصاحبه تَنَّارٌ والتَّنُّور وَجْهُ الأَرض فارسي معرَّب وقيل هو بكل لغة وفي التنزيل العزيز حتى إِذا جاء أَمْرُنا وفار التَّنُّورُ قال علي كرم الله وجهه هو وجه الأَرض وكل مَفْجَرِ ماءٍ تَنُّورٌ قال أَبو إِسحق أَعلم الله عزّ وجل أَن وقت هلاكهم فَوْرُ التَّنُّورِ وقيل في التنور أَقوال قيل التنور وجه الأَرض ويقال أَراد أَن الماء إِذا فار من ناحية مسجد الكوفة وقيل إِن الماء فار من تنور الخابزة وقيل أَيضاً إِن التَّنُّور تَنْوِيرُ الصُّبْح وروي عن ابن عباس التَّنُّورُ الذي بالجزيرة وهي عَيْنُ الوَرْدِ والله أَعلم بما أَراد قال الليث التنور عمت بكل لسان قال أَبو منصور وقول من قال إِن التنور عمت بكل لسان يدل على أَن الاسم في الأَصل أَعجمي فعرّبتها العرب فصار عربيّاً على بنار فَعُّول والدليل على ذلك أَن أَصل بنائه تنر قال ولا نعرفه في كرم العرب لأَنه مهمل وهو نظير ما دخل في كلام العرب من كلام العجم مثل الديباج والدينار والسندس والاستبرق وما أَشبهها ولما تكلمت بها العرب صارت عربية وتنانير الوادي محافله قال الراعي فَلَمَّا عَلاَ ذَاتَ التِّنَانِيرِ صَوْتُهُ تَكَشَّفَ عَنْ بَرْقٍ قَليلٍ صَواعِقُهْ وقيل ذات التنانير هنا موضع بعينه قال الأَزهري وذات التنانير عَقَبَةٌ بِحْذاء زُبَالة مما يلي المغرب منها

( تهر ) التَّيْهُورُ موج البحر إِذا ارتفع قال الشاعر كالبَحْرِ يَقْذِفُ بالتَّيْهُورِ تَيهورا والتيهور ما بين قُلَّةِ الجبل وأَسفله قال بعض الهذليين وطَلَعْتُ مِنْ شِمْراخِهِ تَهُورَةً شَمَّاءَ مُشْرِفَةً كرأْس الأَصْلَعِ والتَّيْهُورُ ما اطمأَنَّ من الأَرض وقيل هو ما بين أَعلى شفير الوادي وأَسفله العميق نجدية وقيل هو ما بين أَعلى الجبل وأَسفله هذلية وهي التَّيْهُورةُ وضعت هذه الكلمة على ما وضعها عليه أَهل التجنيس التهذيب في الرباعي التَّيْهُورُ ما اطمأَن من الرَّمْل الجوهري التَّيْهُورُ من الرمل ما له جُرُفٌ والجمع تَيَاهِيرُ وتَياهِرُ قال الشاعر كيف اهْتَدَتْ ودُونَها الجَزائِرُ وعَقِصٌ مِنْ عالِجٍ تَياهِرُ ؟ وقيل التَّيْهورُ من الرمل المُشْرفُ وأَنشد الرجز أَيضاً والتَّوْهَرِيُّ السِّنام الطويل قال عمرو بن قَميئَة فَأَرْسَلْتُ الغُلامَ ولم أُلبِّثْ إِلى خَيْرِ البوارِك تَوْهَرِيّا قال ابن سيده وأثبت هذه اللفظة في هذا الباب لأَن التاء لا يحكم عليها بالزيادة أَوّلاً إِلاَّ بِثَبَتٍ قال الأَزهري التَّيْهُورُ فَيْعُول من الوَهْرِ قلبت الواو تاء وأَصله وَيْهُورٌ مثل التَّيْقُور وأَصله وَيْقُور قال العجاج إِلى أَرَاطَى ونَقاً تَيْهُورِ قال أَراد به فَيْعُول من الوهر ويقال للرجل إِذا كان ذاهباً بنفسه به تِيهٌ تَيْهُورٌ أَي تائه

( تور ) التَّوْرُ من الأَواني مذكر قيل هو عربي وقيل دخيل الأَزهري التَّوْرُ إِناء معروف تذكره العرب تشرب فيه وفي حديث أُم سليم أَنها صنعت حَيْساً في تَوْرٍ هو إِناء من صُفْرٍ أَو حجارة كالإِجَّانَةِ وقد يتوضأُ منه ومنه حديث سلمان لما احْتُضِرَ دعا بِمِسْكٍ ثم قال لامرأَته أَوْ خِفِيهِ في تَوْرٍ أَي اضربيه بالماء والتَّوْرُ الرسول بين القوم عربي صحيح قال والتَّوْرُ فيما بَيْنَنَا مُعْمَلُ يَرْضَى بهِ الآثِيُّ والمُرْسِلُ وفي الصحاح يرضى به المأْتيُّ والمرسل ابن الأَعرابي التَّورَةُ الجارية التي تُرسَلُ بين العُشَّاق والتَّارَةُ الحين والمَرَّة أَلفها واو جَمْعُها تاراتٌ وتِيَرٌ قال يَقُومُ تاراتٍ ويَمْشي تِيَرا وقال العجاج ضَرْباً إِذا ما مِرْجَلُ المَوْتِ أَفَرْ بالْغَلْي أَحْمَوهُ وأَحْنَوه التِّيَرْ قال ابن الأَعرابي تأْرة مهموز فلما كثر استعمالهم لها تركوا همزها قال أَبو منصور وقال غيره جمع تَأْرَةٍ تِئَرٌ مهموزة قال ومنه يقال أَتْأَرْتُ النَّظَرَ إِليه أَي أَدمته تارةً بَعْدَ تارةٍ وأَتَرْتُ الشيءَ جئت به تارةً أُخرى أَي مَرَّةً بعد مرة قال لبيد يصف عَيْراً يديم صوته ونهيقه يَجِدُّ سَحِيلَةً ويُتَيرُ فيها ويُتْبِعها خِنَاقاً في زَمالِ ويروى ويُبِيرُ ويروى ويُبِين كل ذلك عن اللحياني التهذيب في قوله أَتْأَرْتُ النظر إِذا حَدَدْتَهُ قال بهمز الأَلفين غير ممدودة ثم قال ومن ترك الهمز قال أَتَرْتُ إِليه النظر والرمي أُتِيرُ تارَةً وأَتَرْتُ إِليه الرَّمْيَ إِذا رميته تارة بعد تارة فهو مُتَارٌ ومنه قول الشاعر يَظَلُّ كأَنه فَرأٌ مُتَارُ ابن الأَعرابي التَّائر المداوم على العمل بعد فُتور أَبو عمرو فلان يُتارُ على أَن يُؤْخَذَ أَي يُدار على أَن يؤْخذ وأَنشد لعامر بن كثير المحاربي لَقَدْ غَضِبُوا عَليَّ وأَشْقَذوني فَصِرْتُ كَأَنَّني فَرَأٌ يتارُ ويروى مُتارُ وحكي يا تارات فلان ولم يفسره وأَنشد قول حسان لتَسْمَعُنَّ وَشيكاً في دِيارِكُمُ اللهُ أَكْبرُ يا تاراتِ عُثمَانَا قال ابن سيده وعندي أَنه مقلوب من الوَتْرِ الذي هو الدم وإِن كان غير موازن به وتِيرَ الرجلُ أُصيب التَّارُ منه هكذا جاء على صيغة ما لم يسمَّ فاعله قال ابن هَرْمَةَ حَييَّ تَقِيَّ ساكنُ القَوْلِ وَادِعٌ إِذا لم يُتَرْ شَهْمٌ إِذا تِيرَ مانِعُ وتارَاءُ من مساجد سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين المدينة وتبوك ورأَيت في حواشي ابن بري بخط الشيخ الفاضل رضي الدين الشاطبي وأَظنه نسبه إلى ابن سيده قوله وما الدَّهْرُ إِلاّ تارتانِ فَمِنْهما أَمُوتُ وأُخرى أَبْتَغِي العَيْشَ أَكْدَحُ أَراد فمنهما تارة أَموتها أَي أَموت فيها

( تير ) التِّير الحاجز بين الحائطين فارسي معرب والتَّيَّارُ المَوْجُ وخص بعضهم به موج البحر وهو آذِيُّه ومَوْجُه قال عدي بن زيد عَفُّ المكاسِبِ ما تُكْدى حُسافَتُه كالبَحْرِ يَقْذِفُ بالتَّيَّارِ تَيَّارا ويروى حَسيفَتُه أَي غيظه وعداوته والحُسافَةُ الشيء القليل وأَصله ما تساقط من التمر يقول إِن كان عطاؤُه قليلاً فهو كثير بالإِضافة إِلى غيره وصواب إِنشاده يُلجق بالتيار تياراً وفي حديث علي كرم الله وجهه ثم أَقبل مُزْبِداً كالتَّيَّار قال ابن الأَثير هو موج البحر ولُجَّتُه والتَّيَّار فَيْعالٌ من تار يتور مثل القيام من قام يقوم غير أَن فعله مُماتٌ ويقال قطع عِرْقاً تَيَّاراً أَي سريع الجَرْيَةِ وفَعَلَ ذلك تارَةً بعد تارة أَي مرة بعد مرة والجمع تاراتٌ وتِيَرٌ قال الجوهري وهو مقصور من تِيَارٍ كما قالوا قاماتٌ وقِيَمٌ وإِنما غُيِّرَ لأَجل حرف العلة ولولا ذلك لما غير أَلا ترى أَنهم قالوا في جمع رَحَبَةٍ رحابٌ ولم يقولوا رِحَبٌ ؟ وربما قالوه بحذف الهاء قال الراجز بالْوَيْلِ تاراً والثُّبُورِ تارا وأَتاره أَعاده مرة بعد مرة

( ثأر ) الثَّأْر والثُّؤْرَةُ الذَّحْلُ ابن سيده الثَّأْرُ الطَّلَبُ بالدَّمِ وقيل الدم نفسه والجمع أَثْآرٌ وآثارٌ على القلب حكاه يعقوب وقيل الثَّأْرُ قاتلُ حَمِيمكَ والاسم الثُّؤْرَةُ الأَصمعي أَدرك فلانٌ ثُؤْرَتَهُ إِذا أَدرك من يطلب ثَأْرَهُ والتُّؤُرة كالثُّؤرة هذه عن اللحياني ويقال ثَأَرْتُ القتيلَ وبالقتيل ثَأْراً وثُؤْرَةً فأَنا ثائرٌ أَي قَتَلْتُ قاتلَه قال الشاعر شَفَيْتُ به نفْسِي وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتي بَني مالِكٍ هل كُنْتُ في ثُؤْرَتي نِكْسا ؟ والثَّائِرُ الذي لا يبقى على شيء حتى يُدْرِك ثَأَرَهُ وأَثْأَرَ الرجلُ واثَّأَرَ أَدرك ثَأْرَهُ وثَأْرَ بِهِ وثَأْرَهْ طلب دمه ويقال تَأَرْتُك بكذا أَي أَدركت به ثَأْري منك ويقال ثَأَرْتُ فلاناً واثَّأَرْتُ به إِذا طلبت قاتله والثائر الطالب والثائر المطلوب ويجمع الأَثْآرَ والثُّؤْرَةُ المصدر وثَأَرْتُ القوم ثَأْراً إذا طلبت بثأْرِهِم ابن السكيت ثَأَرْتُ فلاناً وثَأَرْتُ بفلان إِذا قَتَلْتَ قاتله وثَأْرُكَ الرجل الذي أَصاب حميمك وقال الشاعر قَتَلْتُ به ثَأْري وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتي
( * يظهر أن هذه رواية ثانية البيت الذي مرّ ذكره قبل هذا الكلام )
وقال الشاعر طَعَنْتُ ابنَ عَبْدُ القَيْسِ طَعْنَةَ ثائِرٍ لهَا نَفَذٌ لَوْلا الشُّعاعُ أَضاءَها وقال آخر حَلَفْتُ فَلَمْ تَأْثَمْ يمِيني لأَثْأَرَنْ عَدِيّاً ونُعْمانَ بنَ قَيْلٍ وأَيْهَما قال ابن سيده هؤلاء قوم من بني يربوع قتلهم بنو شيبان يوم مليحة فحلف أَن يطلب بثأْرهم ويقال هو ثَأْرُهُ أَي قاتل حميمه قال جرير وامْدَحْ سَراةَ بَني فُقَيْمٍ إِنَّهُمْ قَتَلُوا أَباكَ وثَأْرُهُ لم يُقْتَلِ قال ابن بري هو يخاطب بهذا الشعر الفرزدق وذلك أَن ركباً من فقيم خرجوا يريدون البصرة وفيهم امرأَة من بني يربوع بن حنظلة معها صبي من رجل من بني فقيم فمرّوا بخابية من ماء السماء وعليها أَمة تحفظها فأَشرعوا فيها إِبلهم فنهتهم الأَمة فضربوها واستقوا في أَسقيتهم فجاءت الأَمة أَهلها فأَخبرتهم فركب الفرزدق فرساً له وأَخذ رمحاً فأَدرك القوم فشق أَسقيتهم فلما قدمت المرأَة البصرة أَراد قومها أَن يثأَروا لها فأَمرتهم أَن لا يفعلوا وكان لها ولد يقال له ذكوان بن عمرو بن مرة بن فقيم فلما شبّ راضَ الإِبل بالبصرة فخرج يوم عيد فركب ناقة له فقال له ابن عم له ما أَحسن هيئتك يا ذكوان لو كنت أَدركت ما صُنع بأُمّك فاستنجد ذكوان ابن عم له فخرج حتى أَتيا غالباً أَبتا الفرزدق بالحَزْنِ متنكرين يطلبان له غِرَّةً فلم يقدرا على ذلك حتى تحمَّل غالب إِلى كاظمة فعرض له ذكوان وابن عمه فقالا هل من بعير يباع ؟ فقال نعم وكان معه بعير عليه معاليق كثيرة فعرضه عليهما فقالا حط لنا حتى ننظر إِليه ففعل غالب ذلك وتخلف معه الفرزدق وأَعوان له فلما حط عن البعير نظرا إِليه وقالا له لا يعجبنا فتخلف الفرزدق ومن معه على البعير يحملون عليه ولحق ذكوان وابن عمه غالباً وهو عديل أُم الفرزدق على بعير في محمل فعقر البعير فخر غالب وامرأَته ثم شدّا على بعير جِعْثِنَ أُخت الفرزدق فعقراه ثم هربا فذكروا أَن غالباً لم يزل وجِعاً من تلك السَّقْطَةِ حتى مات بكاظمة والمثْؤُور به المقتولُ وتقول يا ثاراتِ فلان أَي يا قتلة فلان وفي الحديث يا ثاراتِ عثمان أَي يا أَهل ثاراته ويا أَيها الطالبون بدمه فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه وقال حسان لَتَسْمَعَنَّ وَشِيكاً في دِيارِهِمُ اللهُ أَكْبَرُ يا ثاراتِ عُثْمانا الجوهري يقال يا ثارات فلان أَي يا قتلته فعلى الأَوّل يكون قد نادى طالبي الثأْر ليعينوه على استيفائه وأَخذه والثاني يكون قد نادى القتلة تعريفاً لهم وتقريعاً وتفظيعاً للأَمر عليهم حتى يجمع لهم عند أَخذ الثَّأْرِ بين القتل وبين تعريف الجُرْمِ وتسميتُه وقَرْعُ أَسماعهم به ليَصْدَعَ قلوبهم فيكون أَنْكَأَ فيهم وأَشفى للناس ويقال اثَّأَرَ فلان من فلان إِذا أَدرك ثَأْرَه وكذلك إِذا قتل قاتل وليِّه وقال لبيد والنِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنّي رِمَّةً خَلَقاً بَعْدَ الْمَماتِ فإِنّي كُنْتُ أَثَّئِرُ أَي كنت أَنحرها للضيفان فقد أَدركت منها ثَأْري في حياتي مجازاة لتَقَضُّمِها عظامي النَّخِرَةَ بعد مماتي وذلك أَن الإِبل إِذا لم تجد حَمْضاً ارْتَمَّتْ عِظَامَ الموتَى وعِظامَ الإِبل تُخْمِضُ بها وفي حديث عبد الرحمن يوم الشُّورَى لا تغمدوا سيوفكم عن أَعدائكم فَتُوتِروا ثأْرَكُمْ الثَّأْرُ ههنا العدو لأَنه موضع الثأْر أَراد انكم تمكنون عدوّكم من أَخذ وَتْرِهِ عندكم يقال وَتَرْتُه إِذا أَصبته بِوَترٍ وأَوْتَرْتُه إِذا أَوْجَدْتَهُ وَتْرَهُ ومكنته منه واثَّأَر كان الأَصل فيه اثْتَأَرَ فأُدغمت في الثاء وشدّدت وهو افتعال
( * قوله « وهو افتعال إِلخ » أَي مصدر اثتأَر افتعال من ثأَر ) من ثأَرَ والثَّأْرُ المُنِيمُ الذي يكون كُفُؤاً لِدَمِ وَلِيِّكَ وقال الجوهري الثَّأْرُ المُنِيمُ الذي إِذا أَصابه الطالبُ رضي به فنام بعده وقال أَبو زيد اسْتَثْأَرَ فلان فهو مُسْتَثْئِرٌ إِذا استغاث لِيَثْأَرَ بمقتوله إِذا جاءهم مُسْتَثْئِرٌ كانَ نَصْره دعاءً أَلا طِيرُوا بِكُلِّ وأَىَ نَهْدِ قال أَبو منصور كأَنه يستغيث بمن يُنْجِدُه على ثَأْرِه وفي حديث محمد بن سلمة يوم خيبر أَنا له يا رسول الله المَوْتُور الثَّائرُ أَي طالب الثَّأْر وهو طلب الدم والتُّؤْرُورُ الجلْوازُ وقد تقدّم في حرف التاء أَنه التؤرور بالتاء عن الفارسي

( ثبر ) ثَبَرَهُ يَثْبُرُه ثَبْراً وثَبْرَةً كلاهما حَبَسَهُ قال بنَعْمانَ لم يُخْلَقْ ضعيفاً مُثَبَّراً وثَبَرَهُ على الأَمريَثْبُرُه صرفه والمُثَابَرَةُ على الأَمر المواظبة عليه وفي الحديث مَنْ ثابَرَ على ثَنْتي عَشْرَةَ رَكْعَةً من السُّنَّةِ المثابَرةُ الحِرْصُ على الفعل والقول وملازمتهما وثابَرَ على الشيء واظب أَبو زيد ثَبَرْتُ فلاناً عن الشيء أَثْبُرُهُ رَدَدْتُه عنه وفي حديث أَبي موسى أَتَدْرِي ما ثَبَرَ الناس ؟ أَي ما الذي صدّهم ومنعهم من طاعة الله وقيل ما أَبطأَ بهم عنها والتَّبْرُ الحَبْسُ وقوله تعالى وإِنِّي لأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً قال الفرّاء أَي مغلوباً ممنوعاً من الخير ابن الأَعرابي المثبور الملعون المطرود المعذب وثَبَرَهُ عن كذا يَثْبُرُه بالضم ثَبْراً أَي حبسه والعرب تقول ما ثَبَرَك عن هذا أَي ما منعك منه وما صرفك عنه ؟ وقال مجاهد مَثْبُوراً أَي هالكاً وقال قتادة في قوله هُنالِكَ ثُبوراً قال ويلاً وهلاكاً ومَثَلُ العَرَبِ إِلى أُمِّهِ يَأْوِي مَن ثُبِرَ أَي من أُهْلِكَ والتُّبُورُ الهلاك والخسران والويل قال الكميت ورَأَتْ قُضاعَةُ في الأَيا مِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ أَي مخسور وخاسر يعني في انتسابها إِلى اليمن وفي حديث الدعاء أَعوذ بك من دَعْوَة الثُّبُورِ هو الهلاك وقد ثَبَرَ يَثْبُرُ ثُبُوراً وثَبَرَهُ الله أَهلكه إِهلاكاً لا ينتعش فمن هنالك يدعو أَهل النار واثُبُوراه فيقال لهم لا تدْعوا اليوم ثُبُوراً واحداً وادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً قال الفرّاء الثُّبُور مصدر ولذلك قال ثُبُوراً كَثىيراً لأَن المصادر لا تجمع أَلا ترى أَنك تقول قعدت قعوداً طويلاً وضربته ضرباً كثيراً ؟ قال وكأَنهم دعوا بما فعلوا كما يقول الرجل وَانَدامتَاهْ وقال الزجاج في قوله دعوا هنالك ثبوراً بمعنى هلاكاً ونصبه على المصدر كأَنهم قالوا ثبرنا ثبوراً ثم قال لهم لا تدعوا اليوم ثبوراً مصدر فهو للقليل والكثير على لفظ واحد وثَبَرَ البحرُ جَزَرَ وتَثَابَرَتِ الرجالُ في الحرب تواثبت والمَثْبِرُ مثال المجلس الموضعُ الذي تلد فيه المرأَةُ وتضع الناقةُ من الأَرض وليس له فعل قال ابن سيده أُرى أَنما هو من باب المخْدَع وفي الحديث أَنهم وجدوا الناقة المُنْتِجَةَ تفحص في مثبرها وقال نُصَير مَثْبِرُ الناقة أَيضاً حيث تُعَضَّى وتُنْحَرُ قال أَبو منصور وهذا صحيح ومن العرب مسموع وربما قيل لمجلس الرجل مَثْبِرٌ وفي حديث حكيم بن حزام أَنَّ أُمه ولدته في الكعبة وأَنه حمل في نِطَعٍ وأُخذ ما تحت مَثْبِرِها فغسل عند حوض زمزم المَثْبِرُ مَسْقَطُ الولد قال ابن الأَثير وأَكثر ما يقال في الإِبل وثَبِرَتِ القَرْحَةُ انفتحت وفي حديث معاوية أَن أَبا بُرْدَةَ قال دخلت عليه حين أَصابته قَرْحَةٌ فقال هَلُمَّ يا ابن أَخي فانظر قال فنظرت فإِذا هي قد ثَبِرَتْ فقلت ليس عليك بأْس يا أَمير المؤْمنين ثَبِرَتْ أَي انفتحت والثَّبْرَةُ تراب شبيه بالنُّورة يكون بين ظهري الأَرض فإِذا بلغ عِرْقُ النخلة إِليه وقف يقال لقيتْ عروقُ النخلة ثَبْرَةً فَرَدَّتها وقوله أَنشده ابن دريد أَيُّ فَتًى غادَرْتُمُ بِثَبْرَرَهْ إِنما أَراد بثبرة فزاد راء ثانية للوزن والثِّبْرَةُ أَرضٌ رِخْوَةٌ ذات حجارة بيض وقال أَبو حنيفة هي حجارة بيض تقوَّم ويبنى بها ولم يقل إِنها أَرض ذات حجارة والثَّبْرَةُ الأَرض السهلة يقال بالغت النخلة إِلى ثَبْرَةٍ من الأَرض والثَّبْرَةُ الحفرة في الأَرض والثَّبْرَةُ النقرة تكون في الجبل تمسك الماء يصفو فيها كالصِّهْرِيجِ إِذا دخلها الماء خرج فيها عن غُثائه وصفا قال أَبو ذؤيب فَثَجَّ بها ثَبَراتِ الرَّصا فِ حَتَّى تَزَيَّلَ رَنْقُ الكَدَرْ
( * قوله « حتى تزيل رنق الكدر » كذا بالأَصل وفي شرح القاموس حتى تفرق رنق المدر )
أَراد بالقبرات نِقَاراً يجتمع فيها الماء من السماءِ فيصفو فيها التهذيب والثَّبْرَةُ النُّقْرَةُ في الشيء والهَزْمَةُ ومنه قيل للنقرة في الجبل يكون فيها الماء ثَبْرَةٌ ويقال هو على صِيرِ أَمْرٍ وثِبَارِ أَمر بمعنى واحد
( * قوله « بمعنى واحد » أَي على إِشراف من قضائه كما في القاموس ) وثَبَّرَةُ موضع وقول أَبي ذؤيب فَأَعْشَيْتُه من بَعْدِ ما راثَ عِشْيَهُ بِسَهْمٍ كَسَيْرِ الثَّابِرِيَّةِ لَهْوَقِ قيل هو منسوب إِلى أَرض أَو حيّ وروي التابرية بالتاء وثَبِيرٌ جبل بمكة ويقال أَشْرِقْ ثَبير كيما نُغِير وهي أَربعةُ أَثْبِرَةٍ ثَبِيرُ غَيناء وثَبِيرُ الأَعْرَجِ وثَبِيرُ الأَحْدَبِ وثَبِيرُ حِراء وفي الحديث ذكر ثبير قال ابن الأَثير وهو الجبل المعروف عند مكة وهو أَيضاً اسم ماء في ديار مزينة أَقطعه النبي صلى الله عليه وسلم شَرِيسَ بنَ ضَمْرَةَ ويَثْبِرَةُ اسم أَرض قال الراعي أَوْ رَعْلَةٍ مِنْ قَطَا فَيْحانَ حَلأَها عَنْ ماء يَثْبِرَةَ الشُّبَّاكُ والرَّصدُ

( ثبجر ) اثْبَجَرَّ الرجلُ ارتعد عند الفزع قال العجاج يصف الحمار والأَتان إِذا اثْبَجَرَّا مِنْ سَوادٍ خَدَجَا اثبجرا أَي نفرا وجفلا وهو الاثْبِجارُ واثْبَجَرَّ تحير في أَمره واثْبَجَرَّ الماء سال وانصب قال العجاج من مُرْجَحِنٍّ لَجِبٍ إِذا اثْبَجَرْ يعني الجيش شبهه بالسيل إِذا اندفع وانبعث لقوّته أَبو زيد اثْبَجَرَّ في أَمره إِذا لم يصرمه وضعف واثْبَجَرَّ رجع على ظهره

( ثجر ) الليث الثَّجِيرُ ما عصر من العنب فجرت سُلافته وبقيت عُصارته فهو الثَّجِيرُ
( * قوله « فهو الثجير » كذا بالأَصل ولا حاجة له كما لا يخفى ) ويقال الثجير ثُفْلُ البُسْرِ يخلط بالتمر فينتبذ وفي حديث الأَشَجِّ لا تَتْجُروا ولا تَبْسُروا أَي لا تَخلطوا ثَجِيرَ التمر مع غيره في النبيذ فنهاهم عن انتباذه والثَّجِيرُ ثُفْلُ كل شيء يعصر والعامَّةُ تقوله بالتاء ابن الأَعرابي الثُّجْرَةُ وَهْدَةٌ من الأَرض منخفضة وقال غيره ثُجْرَةُ الوادي أَوّلُ ما تَنْفَرِجُ عنه المضايق قبل أَن ينبسط في السَّعَةِ ويُشَبَّه ذلك الموضعُ من الإِنسان بثُجْرَةِ النَّحْرِ وثُجْرَةُ النحر وسَطُه الأَصمعي الثُّجَرُ الأَوساط واحدتها ثُجْرَةٌ والثُّجْرَةُ بالضم وسَطُ الوادي ومُتَّسَعُه وفي الحديث أَنه أَخذ بثُجْرَة صبي به جُنُونٌ وقال اخْرُجْ أَنا محمدٌ ثُجْرَةُ النحر وسطه وهو ما حول الوَهْدَةِ في اللَّبَّةِ من أَدنى الحَلْقِ الليث ثُجْرَةُ الحَشا مُجْتَمَعُ أَعلى السَّحْرِ بقَصَب الرئة وَوَرقٌ ثَجْرٌ بالفتح أَي عريض والثُّجَرُ سهام غلاظ الأُصول عِراضٌ قال الشاعر تَجاوَبَ منها الخَيْزُرانُ المُثَجَّرُ أَي المعرَّض خُوطاً وأَما قول تميم بن مقبل والعَيْرُ يَنْفُخُ في المِكْتانِ قد كَتِنَتْ منه جَحافِلُهُ والعِضْرِسِ الثَّجِرِ فمعناه المجتمع ويروى الثُّجَر وهو جمع الثُّجْرَةِ وهو ما يجتمع في نباته أَبو عمرو ثُجْرة من نَجْمٍ أَي قطعة الأَصمعي الثُّجَرُ جماعات متفرقة والثَّجْرُ العريض ابن الأَعرابي انْثَجَر الجُرْحُ وانْفَجَر إِذا سال ما فيه الجوهري انْثَجَر الدَّمُ لغة في انفجر

( ثرر ) عَيْنٌ ثَرَّةٌ وثَرَّارَةٌ وثَرْثارَةٌ غَزيرَة الماء وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرُّ ثَرارَةً وكذلك السحابة وسحابٌ ثَرٌّ أَي كثير الماء وعين ثَرَّةٌ كثيرة الدموع قال ابن سيده ولم يسمع فيها ثَرْثارةٌ أَنشد ابن دريد يا مَنْ لِعَيْنٍ ثَرَّةِ المَدامِعِ يَحْفِشُها الوَجْدُ بِدَمْعٍ هامِعِ يحفشها يستخرج كل ما فيها الجوهري وعين ثَرَّةٌ قال وهي سحابة تأْتي من قِبَلِ قِبْلَةِ أَهل العراق قال عنترة جادتْ عليها كُلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرارَةٍ كالدّرْهَمِ وطعنة ثَرَّةٌ أَي واسعة وقيل ثَرَّةٌ كثيرة الدم على التشبيه بالعين وكذلك عين السحاب قال وكل نعت في حدّ المدغم إِذا كان على تقدير فَعَلَ فأَكثره على تقدير يَفْعِل نحو طَبَّ يَطِبُّ وثَرَّ يَثِرُّ وقد يختلف في نحو خَبَّ يَخُِبُّ
( * وقوله « وقد يختلف في نحو خب يخب » يقتضي أَنه لم يتخلف فيما قبله وليس كذلك ) فهو خَِبُّ قال وكل شيء في باب التضعيف فعله من يفَعل مفتوح فهو في فعيل مكسور في كل شيء نحو شَحَّ يَشِحُّ وضَنَّ يَضِنُّ فهو شحيح وضنين ومن العرب من يقول شحَّ يَشُحُّ وضَنَّ يَضُنُّ وما كان من أَفعل وفعلاء من ذوات التضعيف فإِنَّ فَعِلْتُ منه مكسور العين ويفعل مفتوح نحو أَصم وصماء وأَشم وشماء تقول صَمِمْتَ يا رجل تَصَمُّ وجَمِمتَ يا كَبْشُ تَجَمُّ وما كان على فَعلْت من ذوات التضعيف غير واقع فإِن يفعل منه مكسور العين نحو عَفَّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ وما كان منه واقعاً نحو رَدَّ يَرُدُّ ومَدَّ يَمُدُّ فإِن يفعل منه مضموم إِلاَّ أَحرفاً جاءت نادرة وهي شَدَّة يَشُدُه ويَشِدُّه وعَلَّه يَعُلُّه ويَعلُّه ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمهُّ وهَرَّ الشيءَ إِذا كرهه يَهُرُّه ويَهِرُّه قال هذا كله قول الفرّاء وغيره من النحويين ابن سيده والمصدر الثَّرارَةُ والثُّرُورَةُ وسحابة ثَرَّةٌ كثيرة الماء ومطر ثَرُّ واسعُ القَطْر مُتَدارَكُه ومطر ثَرُّ بَيِّنُ الثَّرارَةِ وشاة ثَرَّةٌ وثَرُورٌ واسعة الإِحليل غزيرة اللبن إِذا حلبت وكذلك الناقة والجمع ثُرُرٌ وثِرارٌ وقد ثَرَّتْ تثُرُّ وتَثِرُّ ثَرّاً وثُروراً وثُرورَةً وثَرارَةً وإِحْليل ثَرُّ واسع وفي حديث خزيمة وذكر السنة غاضتْ لها الدَّرَّةُ ونقصت لها الثَّرَّةُ الثرة بالفتح كثرة اللبن يقال ناقة ثَرَّة واسعة الإِحليل وهو مخرج اللبن من الضرع قال وقد تكسر الثاء وبول ثَرُّ غَزِيرٌ وثَرَّ يَثِرُّ ويَثُرُّ إِذا اتسع وثَرَّ يَثُرُّ إِذا بَلَّ سَويقاً أَو غيره ورجل ثَرُّ وثَرثارٌ مُتَشَدِّق كثير الكلام والأُنثى ثَرَّةٌ وثَرْثارَةٌ والثَّرْثارُ أَيضاً الصَّيَّاحُ عن اللحياني والثَّرْثَرَةُ في الكلام الكَثْرةُ والترديد وفي الأَكل الإِكثار في تخليط تقول رجل ثَرْثارٌ وامرأَة ثَرثارَةٌ وقوم ثَرْثارُونَ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال أَبْغَضُكُمْ إِليَّ الثَّرْثارُون المُتَفَيْهِقُونَ هم الذين يكثرون الكلام تَكَلُّفاً وخروجاً عن الحق وبناحية الجزيرة عَيْنٌ غزيرة الماء يقال لها الثَّرْثارُ والثَّرْثارُ نهر بعينه قال الأَخطل لَعَمْري لقد لاقتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ على جانب الثَّرْثارِ رَاغِيَةَ البَكْرِ وثَرْثارٌ واد معروف وثَراثِرُ موضع قال الشماخ وأَحْمَى عليها ابنا زُمَيْعٍ وهَيْثَمٍ مُشَاشَ المَراضِ اعْتادها من ثَراثِر والثَّرّثَرةْ كثرة الأَكل والكلام في تخليط وترديد وقد ثَرْثَر الرجُل فهو ثَرْثارٌ مهْذارٌ وثَرَّ الشيءَ من يده يَثُرُّه ثَرّاً وثَرْثَرَةً بَدَّدَهُ وحكى ابنُ دريد ثَرْثَرَهُ بَدَّدَه ولم يَخُصَّ اليدَ والإِثْرارَةُ نبت يسمى الفارسية الزريك عن أَبي حنيفة وجمعها إِثْرارٌ وثَرَّرْت المكانَ مثل ثَرَّيْتُه أَي نَدَّيْتُه وثُرَيْرٌ بضم الثاء وفتح الراء وسكون الياء موضع من الحجاز كان به مال لابن الزبير له ذكر في حديثه

( ثعر ) الثَّعْرُ والثُّعْرُ والثَّعَرُ جميعاً لَثىً يخرج من أَصل السَّمُرِ يقال إِنه سَمُّ قاتل إِذا قطر في العين منه شيء مات الإِنسان وجعاً والثَّعَر كثرة الثآليل والثُّعْرُور ثَمَرُ الذُّؤْنُونِ وهي شجرة مرة ويقال لرأْس الطُّرْثُوثِ ثُعْرُورٌ كأَنه كَمَرَةُ ذَكَرِ الرجل في أََعلاه والثُّعْرُور الطُّرْثُوثُ وقيل طَرَفُه وهو نبت يؤْكل والثَّعارِيرُ الثآليل وحَمْلُ الطَّراثيث أَيضاً واحدها ثُعْرور وفي حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إِذا مُيِّزَ أَهلُ الجنة من النار أُخرجوا قد امْتُحِشُوا فَيُلْقَوْنَ في نهر الحياة فيخرجون بيضاً مثل الثَّعارير وفي رواية يخرج قوم من النار فينبتون كما تنبت الثعارير قيل الثعارير في هذا الحديث رؤوس الطراثيث تراها إِذا خرجت من الأَرض بيضاً شبهوا في البياض بها وقال ابن الأَثير الثعارير هي القثاء الصغار شبهوا بها لأَن القثاء ينمي سريعاً والثُّعْرورانِ كالحَلَمَتَيْنِ يكتنفان غُرْمُولَ الفرس عن يمين وشمال وفي الصحاح يكتنفان القَتَبَ من خارج وهما أَيضاً الزائدان على ضَرْعِ الشاة والثُّعْرُورُ الرجل الغليظ القصير

( ثعجر ) الثَّعْجَرَةُ انْصباب الدمعِ ثَعْجَرَ الشيءَ والدمَ وغيره فاثْعَنْجَرَ صَبّه فانصبَّ وقيل المُثْعَنْجِرُ السائل من الماء والدمع وجَفْنَةٌ مُثْعَنْجِرَةٌ ممتلئة ثريداً واثْعَنْجَر دمعه واثْعَنْجَرت العين دمعاً قال امرؤ القيس حين أَدركه الموت رُبَّ جَفْنَة مُثْعَنْجِرَة وطَعْنَةٍ مُسْحَنْفِرَة تبقى غداً بِأَنْقِرَة والمُثْعَنْجِرَةُ المَلأَى تُفِيضُ ودَكَها والمُثْعَنْجِرُ والمُسْحَنْفِرُ السيل الكثير واثْعَنْجَرَتِ السحابة بِقَطْرها واثْعَنْجَرَ المطر نفسه يَثْعَنْجِرُ اثْعِنْجاراً ابن الأَعرابي المُثْعَنْجَرُ والعَرانِيَةُ وسط البحر قال ثعلب ليس في البحر ما يشبهه كثرة وتصغير المُثْعَنْجِر مُثَيْعِجٌ ومُثَيْعيجٌ قال ابن بري هذا خطأٌ وصوابه ثُعَيْجِر وثُعَيْجِيرٌ تسقط الميم والنون لأَنهما زائدتان والتصغير والتكثير والجمع يرد الأَشياء إِلى أُصولها وفي حديث علي رضوان الله عليه يحملها الأَخْضَرُ المُثْعَنْجِرُ هو أَكثر موضع في البحر ماء والميم والنون زائدتان وفي حديث ابن عباس فإِذا علمي بالقرآن في علم عليّ كالقَرارَة في المُثْعَنْجِر والقَرارَةُ الغَدِيرُ الصغير

( ثغر ) الثَّغْرُ والثَّغْرَةُ كُلُّ فُرْجَةٍ في جبل أَو بطن واد أَو طريق مسلوك وقال طَلْقٌ بن عدي يصف ظليماً ورئَالَهُ صَعْلٌ لَجُوجٌ ولها مُلِجُّ بِهنَّ كُلَّ ثَغْرَةٍ يَشُجُّ كَأَنه قُدَّامَهُنَّ بُرْجُ ابن سيده الثَّغْرُ كل جَوْبَةٍ منفتحة أَو عَوْرة غيره والثَّغْرُ الثَّلْمَةُ يقال ثَغَرْناهُم أَي سددنا عليهم ثَلْمَ الجبل قال ابن مقبل وهُمْ ثَغَروا أَقرانَهُمْ بِمُضَرَّسٍ وعَضْبٍ وحارُوا القومَ حتى تَزَحْزَحوا وهذه مدينة فيها ثَغْرٌ وثَلْمٌ والثَّغْرُ ما يلي دار الحرب والثَّغْرُ موضع المَخافَة من فُروج البُلْدانِ وفي الحديث فلما مر الأَجَلُ قَفَلَ أَهلُ ذلك الثَّغرِ قال الثغر الموضع الذي يكون حدّاً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفار وهو موضع المخافة من أَطراف البلاد وفي حديث فتح قَيْسارِيَةَ وقد ثَغَروا منها ثَغْرَةً واحدة الثَّغْرَةَ الثُّلْمَةُ والثَّغْرُ الفَمُُ وقيل هو اسم الأَسنان كلها ما دامت في منابتها قبل أَن تسقط وقيل هي الأَسنان كلها كنّ في منابتها أَو لم يكنّ وقيل هو مقدّم الأَسنان قال لها ثَنايا أَربعٌ حِسَانُ وأَرْبَعٌ فَثَغْرُها ثَمانُ جعل الثغر ثمانياً أَربعاً في أَعلى الفم وأَربعاً في أَسفله والجمع من ذلك كله ثُغُور وثَغَرَه كسر أَسنانه عن ابن الأَعرابي وأَنشد لجرير مَتَى أَلْقَ مَثْغُوراً على سُوءِ ثَغْرِهِ أَضَعْ فَوْقَ ما أَبْقَى الرِّياحِيُّ مِبْرَدَا وقيل ثُغِرَ وأُثغِرَ دُقَّ فَمُه وثُغِرَ الغلامُ ثَغْراً سقطت أَسنانه الرواضع فهو مثغور واثَّغَرَ واتَّغَرَ وادَّغَرَ على البدل نبتت أَسنانه والأَصل في اتَّغَرَ اثْتَغَرَ قلبت التاء ثاء ثم أُدغمت وإِن شئت قلت اتَّغَرَ بجعل الحرف الأَصلي هو الظاهر أَبو زيد إِذا سقطت رواضع الصبي قيل ثُغِرَ فهو مَثْغُور فإِذا نبتت أَسنانه بعد السقوط قيل اثَّغَر بتشديد الثاء واتَّغَر بتشديد التاء وروي اثْتَغَر وهو افتعل من الثَّغْرِ ومنهم من يقلب تاء الافتعال ثاء ويدغم فيها الثاء الأَصلية ومنهم من يقلب الثاء الأَصلية تاء ويدغمها في تاء الافتعال وخص بعضهم بالاثِّغار والاتِّغار البهيمة أَنشد ثعلب في صفة فرس قارحٌ قد فَرَّ عنه جانِبٌ ورَباعٌ جانبٌ لم يَتَّغِرْ وقيل اثَّغَرَ الغلامُ نَبَتَ ثَغْرُه واثَّغَرَ أَلقى ثَغَرَه وثَغَرْتُه كَسَرْتُ ثَغْرَهَ وقال شمر الإِئِّغارُ يكون في النبات والسقوط ومن النبات حديث الضحاك أَنه وُلِدَ وهو مُثَّغِرٌ ومن السقوط حديث إِبراهيم كانوا يحبون أَن يعلِّموا الصبي الصلاةَ إِذا اثِّغَرَ الإِثِّغارُ سقوط سِنَّ الصبي ونباتها والمراد به ههنا السقوط وقال شمر هو عندي في الحديث بمعنى السقوط يدل على ذلك ما رواه ابن المبارك بإِسناده عن إِبراهيم إِذا ثُغِرَ وثُغِرَ لا يكون إِلاَّ بمعنى السقوط وقال وروي عن جابر ليس في سن الصبي شيء إِذا لم يَثَّغِرْ قال ومعناه عنده النبات بعد السقوط وفي حديث ابن عباس أَفتنا في دابة ترعى الشجر في كَرِشٍّ لم تَثَّغِرْ أَي لم تسقط أَسنانها وحكي عن الأَصمعي أَنه قال إِذا وقع مُقَدَّم الفم من الصبي قيل اثَّغَر بالتاء فإِذا قلع من الرجل بعدما يُسِنُّ قيل قد ثُغِر بالثاء فهو مثغور الهُجَيْميُّ ثَغَرْتُ سنَّه نَزَعْتها واتَّغَرَ نبت واثَّغَرَ سَقَط ونَبَتَ جميعاً قال الكميت تَبَيِّنَ فيه الناسُ قبل اتّغارِه مَكارِمَ أَرْبَى فَوْقَ مِثْلٍ مِثالُها قال شمر اتِّغارُه سقوط أَسنانه قال ومن الناس من لا يَتَّغِرُ أَبداً روي أَن عبد الصمد بن علي بن عبدالله بن العباس لم يَتَّغِرْ قط وأَنه دخل قبره بأَسنان الصبا وما نغض له سِنُّ قط حتى فارق الدنيا مع ما بلغ من العمر وقال المَرَّارُ العَدَوِيُّ قارِحٌ قد مرَّ منه جانِبٌ ورَباعٌ جانِبٌ لم يَتْغِرْ وقال أَبو زبيد يصف أَنياب الأَسد شِبالاً وأَشبْاه الزُّجاج مَغاوِلاً مَطَلْنَ ولم يَلْقَيْنَ في الرأْس مَثْغَرَا قال مثغراً منفذاً فَأَقَمْنَ مكانهن من فمه يقول إِنه لم يَتَّغِرْ فَيُخْلِفَ سِنّاً بعد سِنٍّ كسائر الحيوان قال الأَزهري أَصل الثَّغْرِ الكسر والهدم وثَغَرْتُ الجدار إِذا هدمته ومنه قيل للموضع الذي تخاف أَن يأْتيك العدوّ منه في جبل أَو حصن ثَغْرٌ لانتلامه وإِمكان دخول العدوّ منه والثُّغْرَةُ نُقْرَة النَّحْرِ والثُّغَيْرَةُ الناحية من الأَرض يقال ما بتلك الثُّغْرة مثله وثُغَرُ المجدِ طُرُقه واحدتها ثُغْرَةٌ قال الأَزهري وكل طريق يَلْتَحِبُه الناسُ بسهولة فهو ثُغْرَةٌ وذلك أَن سالكيه يَثْغَرُون وَجْهَهُ ويَجِدُون فيه شَرَكاً محفورَةً والثُّغْرَةُ بالضم نُقْرَةُ النحر وفي المحكم والثُّغْرَةُ من النحر الهَزْمَةُ التي بين التَّرْقُوَتَيْنِ وقيل التي في المنحر وقيل هي الهزمة التي ينحر منها البعير وهي من الفرس فوق الجُؤْجُؤِ والجُؤْجُؤُ ما نَتأَ من نحره بين أَعالي الفَهْدتينِ وفي حديث عمر تَسْتَبِقُ إِلى ثُغْرَةِ ثَنِيَّةٍ وحديث أَبي بكر والنسابة أَمكنتَ من سواء الثُّغْرَةِ أَي وسط الثُّغْرَةِ وهي نُقْرَةُ النحر فوق الصدر والحديث الآخر بادِرُوا ثُغَرَ المسجد أَي طرائقه وقيل ثُغْرَةُ المسجد أَعلاه والثَّغْرَةُ من خيار العُشْبِ وهي خضراء وقيل غبراء تَضْخُمُ حتى تصير كأَنها زِنْبِيلٌ مُكْفَأٌ مما يركبها من الورق والغِصَنَةِ وورقها على طول الأَظافير وعَرْضِها وفيها مُلْحَةٌ قليلة مع خُضْرَتِها وزَهْرتَها بيضاء ينبت لها غِصَنَةٌ في أَصل واحد وهي تنبت في جَلَدِ الأَرض ولا تنبت في الرمل والإِبل تأْكلها أَكلاً شديداً ولها أَرْكٌ أَي تقيم الإِبل فيها وتعاود أَكلها وجمعها ثَغْرٌ قال كثير وفاضتْ دُمُوعُ العَيْن حتى كأَنَّما بُرادُ القَذَى من يابس الثَّغْرِ يُكْحَلُ وأَنشد في التهذيب وكُحْلٌ بها من يابس الثَّغْرِ مُولَعٌ وما ذاك إِلاَّ أَنْ نَآها خَلِيلُها قال ولها زَغَبٌ خَشِنٌ وكذلك الخِمْخِمْ أَي له زَغَبٌ خَشِنٌ ويوضع الثَّغْر والخِمْخِمُ في العين قال الأَزهري ورأَيت في البادية نباتاً يقال له الثَّغَر وربما خفف فيقال ثَغْرٌ قال الراجز أَفانياً ثَعْداً وثَغْراً ناعِما

( ثفر ) الثَّفَرُ بالتحريك ثَفَرُ الدابة ابن سيده الثَّفَرُ السَّيْرُ الذي في مؤَخر السَّرْج وثَفَر البعير والحمار والدابة مُثَقَّلٌ قال امرؤ القيس لا حِمْيَرِيٌّ وفَى ولا عَدَسٌ ولا اسْتُ عَيْرٍ يَحُكُّها ثَفَرُهْ وأَثْفَرَ الدابة عَمِلَ لها تَفَراً أَو شدّها به وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَمر المستحاضة أَن تَسْتَثْفِرَ وتُلْجِمَ إِذا غلبها سيلان الدم وهو أن تَشُدَّ فرجها بخرقة عريضة أَو قطنة تحتشي بها وتُوثِقَ طرفيها في شيء تَشُدُّه على وسطها فتمنع سيلان الدم وهو مأْخود من ثَفَرِ الدابة الذي يجعل تحت ذنبها وفي نسخة وتوثق طرفيها ثم تربط فوق ذلك رباطاً تشدّ طرفيه إِلى حَقَبٍ تَشُدُّه كما تشدّ الثَّفَرَ تحت ذَنَبِ الدابة قال ويحتمل أَن يكون مأْخوذاً من الثَّفْرِ أُريد به فرجها وإِن كان أَصله للسباع وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لا سَلَّم اللهُ على سَلاَمَهْ زِنْجِيَّةٍ كَأَنَّها نَعامَهْ مُثْفَرَةٌ بِرِيشَتَيْ حَمامَهْ أَي كَأَنَّ أَسْكَتَيْها قد أُثْفِرتا بِرِيشَتَيْ حمامة والمِثْفَارُ من الدواب التي ترمي بسرجها إِلى مؤخرها والاستثفار أَن يدخل الإِنسان إِزاره بين فخذيه ملويّاً ثم يخرجه والرجل يَسْتَثْفِرُ بإِزاره عند الصِّراع إِذا هو لواه على فخذيه ثم أَخرجه بين فخذيه فشد طرفيه في حُجْزَتِه واسْتَثْفَرَ الرجلُ بثوبه إِذا ردَّ طرفه بين رجليه إِلى حجزته واسْتَثْفَرَ الكلب إِذا أَدخل ذنبه بين فخذيه حتى يُلْزِقَهُ ببطنه وهو الاستثفار قال النابغة تَعْدُو الذِّئابُ على مَنْ لا كِلابَ له وتَتَّقِي مَرْبِضَ المُسْتَثْفِرِ الحامِي ومنه حديث ابن الزبير في صفة الجن فإِذا نَحْنُ برجالٍ طِوالٍ كأَنهم الرِّماح مُسْتَثْفِرينَ ثيابهم قال هو أَن يدخل الرجل ثوبه بين رجليه كما يفعل الكلب بذنبه والثُّفْرُ والثَّفْرُ بسكون الفاء أَيضاً لجميع ضروب السباع ولكل ذاتِ مِخْلَبٍ كالحياءِ للناقة وفي المحكم كالحياء للشاة وقيل هو مسلك القضيب فيها واستعاره الأَخطل فجعله للبقرة فقال جَزَى اللهُ فيها الأَعْوَرَيْنِ مَلامَةً وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضَاجِمِ المتضاجم المائل قال إِنما هو شيء استعاره فأَدخله في غير موضعه كقولهم مشافر الحَبَشِ وإِنما المِشْفَرُ للإِبل وفروة اسم رجل ونصب الثَّفْر على البدل منه وهو لقبه كقولهم عبدالله قفة وإِنما خفض المتضاجم وهو من صفة الثَّفْرِ على الجوار كقولك جحر ضب خرب واستعاره الجعدي أَيضاً للبرذونة فقال بُرَيْذِينَةٌ بَلَّ البَراذِينُ ثَفْرَها وقد شَرِبَتْ من آخرِ الصَّيْفِ إِبَّلا واستعاره آخر فجعله للنعجة فقال وما عَمْرُو إِلاَّ نَعْجَةٌ ساجِسِيَّةٌ تُخَزَّلُ تحتَ الكبشِ والثَّفْرُ وارِدُ ساجسية منسوبة وهي غنم شامية حمر صغار الرؤوس واستعاره آخر للمرأَة فقال نَحْنُ بَنُو عَمْرَةَ في انْتِسابِ بِنْتِ سُوَيْدٍ أَكْرَمِ الضِّبابِ جاءتْ بِنَا من ثَفْرِها المُنْجَابِ وقيل الثُّفْر والثَّفْر للبقرة أَصل لا مستعار ورجل مِثْفَرٌ ومِثْفار ثناء قبيح ونَعْتُ سَوْء وزاد في المحكم وهو الذي يُؤْتى

( ثقر ) التَّثَقُّر التَّرَدُّدُ والجزَع وأَنشد إِذا بُلِيتَ بِقِرْنٍ فاصْبِرْ ولا تَتَثَقَّرْ

( ثمر ) الثَّمَرُ حَمْلُ الشَّجَرِ وأَنواع المال والولد ثَمَرَةُ القلب وفي الحديث إِذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته قبضتم ثَمَرَةَ فُؤَاده فيقولون نعم قيل للولد ثمرة لأَن الثمرة ما ينتجه الشجر والولد ينتجه الأَب وفي حديث عمرو بن مسعود قال لمعاوية ما تسأَل عمن ذَبُلَتْ بَشَرَتُه وقُطِعَتْ ثَمَرَتُه يعني نسله وقيل انقطاع شهوته للجماع وفي حديث المبايعة فأَعطاه صَفْقَةَ يَدِهِ وثَمَرَةَ قلبه أَي خالص عهده وفي حديث ابن عباس أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه أَي طرفه الذي يكون في أَسفله والثمر أَنواع المال وجمعُ الثَّمَرِ ثمارٌ وثُمُرٌ جمع الجمع وقد يجوز أَن يكون الثُّمُر جمع ثَمَرَةٍ كخَشَبَةٍ وخُشُب وأَن لا يكون جمعَ ثِمارٍ لأَن باب خشبةٍ وخُشُبٍ أَكثر من باب رِهان ورُهُن قال ابن سيده أَعني أَن جمع الجمع قليل في كلامهم وحكى سيبويه في الثَّمَر ثَمُرَةً وجمعها ثَمُرٌ كَسَمُرَة وسَمُرٍ قال ولا تُكَسَّرُ لقلة فَعُلَةٍ في كلامهم ولم يحك الثَّمُرَة أَحد غيره والثَّيْمارُ كالثَّمَر قال الطرماح حتى تركتُ جَنابَهُمْ ذَا بَهْجَةٍ وَرْدَ الثَّرَى مُتَلَمِّعَ الثَّيْمار وأَثْمَر الشجر خرج ثمَره ابن سيده وثمَرَ الشجر وأَثْمَر صار فيه الثَّمَرُ وقيل الثَّامِرُ الذي بلغ أَوان أَن يُثْمِر والمُثْمِر الذي فيه ثَمَر وقيل ثَمَرٌ مُثْمِرٌ لم يَنْضَجْ وثامِرٌ قد نَضِج ابن الأَعرابي أَثْمَرَ الشجرُ إِذا طلع ثَمَرُه قبل أَن يَنْضَجَ فهو مُثْمِر وقد ثَمَر الثَّمَرُ يَثْمُر فهو ثامِرٌ وشجر ثامِر إِذا أَدْرَك ثَمَرُهُ وشجرة ثَمْراءُ أَي ذات ثَمَر وفي الحديث لا قطع في ثَمَرٍ ولا كَثَرٍ الثمر هو الرطب في رأْس النخلة فإِذا كبر فهو التَّمْرُ والكَثَرُ الجُمَّارُ ويقع الثَّمَرُ على كل الثِّمارِ ويغلب على ثمَرِ النخل وفي حديث عليّ عليه السلام زاكياً نَبتُها ثامِراً فَرْعُها يقال شجر ثامِرٌ إِذا أَدرك ثَمَرُه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي والخمرُ ليست من أَخيكَ ول كنْ قد تَغُرُّ بِثامِرِ الحِلْمِ قال ثامره تامُّه كثامِرِ الثَّمَرَةِ وهو النَّضِيج منه ويروى بآمن الحِلْمِ وقيل الثامرُ كل شيء خرج ثَمَره والمُثْمِر الذي بلغ أَن يجنى هذه عن أَبي حنيفة وأَنشد تَجْتَنِي ثامرَِ جُدَّادِهِ بين فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامْ وقد أَخطأَ في هذه الرواية لأَنه قال بين فرادى فجعل النصف الأَوّل من المديد والنصف الثاني من السريع وإِنما الرواية بين فرادى وهي معروفة والثمرة الشجرة عن ثعلب وقال أَبو حنيفة أَرض ثَمِيرة كثيرة الثَّمَر وشجرة ثَمِيرة ونخلة ثميرة مُثْمِرة وقيل هما الكثيرا الثَّمَر والجمع ثُمُرٌ وقال أَبو حنيفة إِذا كثر حمل الشجرة أَو ثَمَرُ الأَرض فهي ثَمْراء والثَّمْراء جمع الثَّمَرة مثل الشَّجْراءِ جمعُ الشَّجَرَة قال أَبو ذؤيب الهذلي في صفة نحل تَظَلُّ على الثَّمْراءِ منها جوارِسٌ مَراضِيعُ صُهْبُ الريش زُغْبٌ رِقابُها الجوارس النحل التي تَجْرِس ورق الشجر أَي تأْكله والمراضيع هنا الصغار من النحل وصهب الريش يريد أَجنحتها وقيل الثَّمْراء في بيت أَبي ذؤيب اسم جبل وقيل شجرة بعينها وثَمَّرَ النباتُ نَفَض نَوْرُه وعَقَدَ ثَمَرُه رواه ابن سيده عن أَبي حنيفة والثُّمُرُ الذهب والفضة حكاه الفارسي يرفعه إِلى مجاهد في قوله عز وجل وكان له ثُمُر فيمن قرأَ به قال وليس ذلك بمعروف في اللغة التهذيب قال مجاهد في قوله تعالى وكان له ثمر قال ما كان في القرآن من ثُمُرٍ فهو مال وما كان من ثَمَر فهو من الثِّمار وروى الأَزهري بسنده قال قال سلام أَبو المنذر القارئ في قوله تعالى وكان له ثَمر مفتوح جمع ثَمَرة ومن قرأَ ثُمُر قال من كل المال قال فأَخبرت بذلك يونس فلم يقبله كأَنهما كانا عنده سواء قال وسمعت أَبا الهيثم يقول ثَمَرة ثم ثَمَر ثم ثُمُر جمع الجمع وجمع الثُّمُر أَثمار مثل عُنُقٍ وأَعناق الجوهري الثَّمَرة واحدة الثَّمَر والثَّمَرات والثُّمُر المال المُثَمَّر يخفف ويثقل وقرأَ أَبو عمرو وكان له ثُمْرٌ وفسره بأَنواع الأَموال وثَمَّرَ ماله نمَّاه يقال ثَمَّر الله مالك أَي كثَّره وأَثمَر الرجلُ كثر ماله والعقل المُثْمِر عقل المسلم والعقل العقيم عقل الكافر والثَّامِرُ نَوْرُ الحُمَّاضِ وهو أَحمر قال مِنْ عَلَقٍ كثامِرِ الحُمَّاض ويقال هو اسم لثَمَره وحَمْلِه قال أَبو منصور أَراد به حُمْرَة ثَمَره عند إِيناعه كما قال كأَنَّما عُلِّقَ بالأَسْدانِ يانِعُ حُمَّاضٍ وأُرْجُوانِ وروي عن ابن عباس أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه وقال قل خيراً تغنم أَو أَمسك عن سوء تسلم قال شمر يريد أَنه أَخذ بطرف لسانه وكذلك ثَمَرَةُ السوط طرفه وقال ابن شميل ثَمَرة الرأْس جلدته وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه دق ثمَرة السوط حتى أُخِذَتْ له مخففةً يعني طرف السوط وثَمَر السياط عُقَدُ أَطرافها وفي حديث الحدّ فأَتى بسوط لم تقطع ثَمَرته أَي طرفه وإِنما دق عمر رضي الله عنه ثمرة السوط لتلين تخفيفاً على الذي يضرب به والثَّامر اللُّوبِياءُ عن أَبي حنيفة وكلاهما اسم والثَّمِير من اللبن ما لم يخرج زُبْدُه وقيل الثَّمِير والثَّمِيرة الذي ظهر زُبْدُِه وقيل الثميرة أَن يظهر الزبد قبل أَن يجتمع ويبلغ إِناهُ من الصُّلوح وقد ثَمَّر السِّقاءُ تثميراً وأَثْمَر وقيل المُثْمِر من اللبن الذي ظهر عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ وذلك عند الرُّؤوب وأَثْمَر الزُّبْدُ اجتمع الأَصمعي إِذا أَدرك ليُمْخَضَ فظهر عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ فهو المُثْمِر وقال ابن شميل هو الثَّمير وكان إِذا كان مُخِضَ فرؤي عليه أَمثال الحَصَفِ في الجلد ثم يجتمع فيصير زبداً وما دامت صغاراً فهو ثَمِير وقد ثَمَّر السقاءُ وأَثْمَر وابن لبنك لَحَسَنُ الثَّمَر وقد أَثْمَر مِخاضُك قال أَبو منصور وهي ثَمِيرة اللبن أَيضاً وفي حديث معاوية قال لجارية هل عندك قِرًى ؟ قالت نعم خُبزٌ خَميرٌ ولَبَن ثَمِير وحَيْسٌ جَمِير الثَّمير الذي قد تحبب زبده وظهرت ثَمِيرته أَي زبده والجمير المجتمع وابن ثَمِيرٍ الليلُ المُقْمِرُ قال وإِني لَمِنْ عَبْسٍ وإِن قال قائِلٌ على رَغْمِهمْ ما أَثْمَرَ ابنُ ثَمِير أَراد وإِني لمن عبس ما أَثمر وثامرٌ ومُثْمرُ اسمان

( ثنجر ) قال أَبو حنيفة الثِّنْجارُ نُقْرَةٌ من الأَرض يدوم نَداها وتنبت والثِّنْجارَةُ إِلا أَنها تنبت العَضْرَس ابن الأَعرابي الثِّنْجارَةُ والثَّبْجارَةُ الحفرة التي يحفرها ماء المَرازِب

( ثور ) ثارَ الشيءُ ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً وتَثَوَّرَ هاج قال أَبو كبير الهذلي يَأْوي إِلى عُظُمِ الغَرِيف ونَبْلُه كَسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ وأَثَرْتُه وهَثَرْتُهُ على البدل وثَوَّرْتهُ وثَورُ الغَضَب حِدَّته والثَّائر الغضبان ويقال للغضبان أَهْيَجَ ما يكونُ قد ثار ثائِرُه وفارَ فائِرُه إِذا غضب وهاج غضبه وثارَ إِليه ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً وثب والمُثاوَرَةُ المواثَبَةُ وثاوَرَه مُثاوَرَة وثِوَاراً عن اللحياني واثبَه وساوَرَه ويقال انْتَظِرْ حتى تسكن هذه الثَّوْرَةُ وهي الهَيْجُ وثار الدُّخَانُ والغُبار وغيرهما يَثُور ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً ظهر وسطع وأَثارَهُ هو قال يُثِرْنَ من أَكْدرِها بالدَّقْعَاءْ مُنْتَصِباً مِثْلَ حَرِيقِ القَصْبَاءِ الأَصمعي رأَيت فلاناً ثائِرَ الرأْس إِذا رأَيته قد اشْعانَّ شعره أَي انتشر وتفرق وفي الحديث جاءه رجلٌ من أَهل نَجْدٍ ثائرَ الرأْس يسأَله عن الإِيمان أَي منتشر شَعر الرأْس قائمَهُ فحذف المضاف ومنه الحديث الآخر يقوم إِلى أَخيه ثائراً فَرِيصَتُهُ أَي منتفخ الفريصة قائمها غَضَباً والفريصة اللحمة التي بين الجنب والكتف لا تزال تُرْعَدُ من الدابة وأَراد بها ههنا عَصَبَ الرقبة وعروقها لأَنها هي التي تثور عند الغضب وقيل أَراد شعر الفريصة على حذف المضاف ويقال ثارَتْ نفسه إِذا جَشَأَتْ وإِن شئتَ جاشَت قال أَبو منصور جَشَأَتْ أَي ارتَفعت وجاشت أَي فارت ويقال مررت بِأَرانِبَ فأَثَرْتُها ويقال كيف الدَّبى ؟ فيقال ثائِرٌ وناقِرٌ فالثَّائِرُ ساعَةَ ما يخرج من التراب والناقر حين ينقر أَي يثب من الأَرض وثارَ به الدَّمُ وثارَ بِه الناسُ أَي وَثَبُوا عليه وثَوَّرَ البَرْكَ واستثارها أَي أَزعجها وأَنهضها وفي الحديث فرأَيت الماء يَثُور من بين أَصابعه أَي يَنْبُعُ بقوّة وشدّة والحديث الآخر بل هي حُمَّى تَثُورُ أَو تَفُور وثارَ القَطَا من مَجْثَمِه وثارَ الجَرادُ ثَوْراً وانْثار ظَهَرَ والثَّوْرُ حُمْرَةُ الشَّفَقِ الثَّائِرَةُ فيه وفي الحديث صلاة العشاء الآخرة إِذا سَقَط ثَوْرُ الشَّفَقِ وهو انتشار الشفق وثَوَرانهُ حُمْرَته ومُعْظَمُه ويقال قد ثارَ يَثُورُ ثَوْراً وثَوَراناً إِذا انتشر في الأُفُقِ وارتفع فإِذا غاب حَلَّتْ صلاة العشاء الآخرة وقال في المغرب ما لم يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ والثَّوْرُ ثَوَرَانُ الحَصْبَةِ وثارَتِ الحَصْبَةُ بفلان ثَوْراً وثُؤوراً وثُؤَاراً وثَوَراناً انتشرت وكذلك كل ما ظهر فقد ثارَ يَثُور ثَوْراً وثَوَراناً وحكى اللحياني ثارَ الرجل ثورَاناً ظهرت فيه الحَصْبَةُ ويقال ثَوَّرَ فلانٌ عليهم شرّاً إِذا هيجه وأَظهره والثَّوْرُ الطُّحْلُبُ وما أَشبهه على رأْس الماء ابن سيده والثَّوْرُ ما علا الماء من الطحلب والعِرْمِضِ والغَلْفَقِ ونحوه وقد ثارَ الطُّحْلُب ثَوْراً وثَوَراناً وثَوَّرْتُه وأَثَرْتُه وكل ما استخرجته أَو هِجْتَه فقد أَثَرْتَه إِثارَةً وإِثاراً كلاهما عن اللحياني وثَوَّرْتُه واسْتَثَرْتُه كما تستثير الأَسَدَ والصَّيْدَ وقول الأَعشى لَكَالثَّوْرِ والجنِّيُّ يَضْرِب ظَهْرَه وما ذَنْبُه أَنْ عافَتِ الماءَ مَشْربا ؟ أَراد بالجِنّي اسم راع وأَراد بالثور ههنا ما علا الماء من القِمَاسِ يضربه الراعي ليصفو الماء للبقر وقال أَبو منصور وغيره يقول ثور البقر أَجرأُ فيقدّم للشرب لتتبعه إِناث البقر وأَنشد أَبَصَّرْتَني بأَطِيرِ الرِّجال وكَلَّفْتَني ما يَقُول البَشَرْ كما الثورِ يَضْرِبُه الرَّاعيان وما ذَنْبُه أَنْ تَعافَ البَقَرْ ؟ والثَّوْرُ السَّيِّدُ وبه كني عمرو بن معد يكرب أَبا ثَوْرٍ وقول علي كرم الله وجهه إِنما أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ عنى به عثمان رضي الله عنه لأَنه كان سَيِّداً وجعله أَبيض لأَنه كان أَشيب وقد يجوز أَن يعني به الشهرة وأَنشد لأَنس ابن مدرك الخثعمي إِنِّي وقَتْلي سُلَيْكاً ثم أَعْقِلَهُ كالثورِ يُضْرَبُ لما عافَتِ البَقَرُ غَضِبْتُ لِلمَرْءِ إِذ يَنْكُتْ حَلِيلَتَه وإِذْ يُشَدُّ على وَجْعائِها الثَّفَرُ قيل عنى الثور الذي هو الذكر من البقر لأَن البقر تتبعه فإِذا عاف الماء عافته فيضرب ليرد فترد معه وقيل عنى بالثَّوْرِ الطُّحْلُبَ لأَن البَقَّارَ إِذا أَورد القطعة من البقر فعافت الماء وصدّها عنه الطحلب ضربه ليفحص عن الماء فتشربه وقال الجوهري في تفسير الشعر إِن البقر إِذا امتنعت من شروعها في الماء لا تضرب لأَنها ذات لبن وإِنما يضرب الثور لتفزع هي فتشرب ويقال للطحلب ثور الماء حكاه أَبو زيد في كتاب المطر قال ابن بري ويروى هذا الشعر إِنِّي وعَقْلي سُلَيْكاً بعدَ مَقْتَلِه قال وسبب هذا الشعر أَن السُّلَيْكَ خرج في تَيْمِ الرِّباب يتبع الأَرياف فلقي في طريقه رجلاً من خَثْعَمٍ يقال له مالك بن عمير فأَخذه ومعه امرأَة من خَفاجَة يقال لها نَوَارُ فقال الخَثْعَمِيُّ أَنا أَفدي نفسي منك فقال له السليك ذلك لك على أَن لا تَخِيسَ بعهدي ولا تطلع عليّ أَحداً من خثعم فأَعطاه ذلك وخرج إِلى قومه وخلف السليك على امرأَته فنكحها وجعلت تقول له احذر خثعم فقال وما خَثْعَمٌ إِلاَّ لِئامٌ أَذِلَّةٌ إِلى الذُّلِّ والإِسْخاف تُنْمى وتَنْتَمي فبلغ الخبرُ أَنسَ بن مُدْرِكَةَ الخثعمي وشبْلَ بن قِلادَةَ فحالفا الخَثْعَمِيَّ زوجَ المرأَة ولم يعلم السليك حتى طرقاه فقال أَنس لشبل إِن شِئت كفيتك القوم وتكفيني الرجل فقال لا بل اكفني الرجل وأَكفيك القوم فشدَّ أَنس على السليك فقتله وشدَّ شبل وأَصحابه على من كان معه فقال عوف بن يربوع الخثعمي وهو عم مالك بن عمير والله لأَقتلن أَنساً لإِخفاره ذمة ابن عمي وجرى بينهما أَمر وأَلزموه ديته فأَبى فقال هذا الشعر وقوله كالثور يضرب لما عافت البقر هو مثل يقال عند عقوبة الإِنسان بذنب غيره وكانت العرب إِذا أَوردوا البقر فلم تشرب لكدر الماء أَو لقلة العطش ضربوا الثور ليقتحم الماء فتتبعه البقر ولذلك يقول الأَعشى وما ذَنْبُه إِن عافَتِ الماءَ باقِرٌ وما أَن يَعَاف الماءَ إِلاَّ لِيُضْرَبا وقوله وإِذ يشدّ على وجعائها الثفر الوجعاء السافلة وهي الدبر والثفر هو الذي يشدّ على موضع الثَّفْرِ وهو الفرج وأَصله للسباع ثم يستعار للإِنسان ويقال ثَوَّرْتُ كُدُورَةَ الماء فَثارَ وأَثَرْتُ السَّبُعَ والصَّيْدَ إِذا هِجْتَه وأَثَرْتُ فلاناً إِذا هَيَّجْتَهُ لأَمر واسْتَثَرْتُ الصَّيْدَ إِذا أَثَرْتَهُ أَيضاً وثَوَّرْتُ الأَمر بَحَثْتُه وثَوَّرَ القرآنَ بحث عن معانيه وعن علمه وفي حديث عبدالله أَثِيرُوا القرآن فإِن فيه خبر الأَولين والآخرين وفي رواية علم الأَوَّلين والآخرين وفي حديث آخر من أَراد العلم فليُثَوِّر القرآن قال شمر تَثْوِيرُ القرآن قراءته ومفاتشة العلماء به في تفسيره ومعانيه وقيل لِيُنَقِّرْ عنه ويُفَكِّرْ في معانيه وتفسيره وقراءته وقال أَبو عدنان قال محارب صاحب الخليل لا تقطعنا فإِنك إِذا جئت أَثَرْتَ العربية ومنه قوله يُثَوِّرُها العينانِ زَيدٌ ودَغْفَلٌ وأَثَرْتُ البعير أُثيرُه إِثارةً فَثارَ يَثُورُ وتَثَوَّرَ تَثَوُّراً إِذا كان باركاً وبعثه فانبعث وأَثارَ الترابَ بقوائمهِ إِثارَةً بَحَثه قال يُثِيرُ ويُذْري تُرْبَها ويَهيلُه إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ قوله نباث الهواجر يعني الرجل الذي إِذا اشتد عليه الحر هال التراب ليصل إِلى ثراه وكذلك يفعل في شدة الحر وقالوا ثَورَة رجال كَثروَةِ رجال قال ابن مقبل وثَوْرَةٍ من رِجالِ لو رأَيْتَهُمُ لقُلْتَ إِحدى حِراجِ الجَرَّ مِن أُقُرِ ويروى وثَرْوةٍ ولا يقال ثَوْرَةُ مالٍ إِنما هو ثَرْوَةُ مالٍ فقط وفي التهذيب ثَوْرَةٌ من رجال وثَوْرَةٌ من مال للكثير ويقال ثَرْوَةٌ من رجال وثَرْوَةٌ من مال بهذا المعنى وقال ابن الأَعرابي ثَوْرَةٌ من رجال وثَرْوَةٌ يعني عدد كثير وثَرْوَةٌ من مالٍ لا غير والثَّوْرُ القِطْعَةُ العظيمة من الأَقِطِ والجمع أَثْوَارٌ وثِوَرَةٌ على القياس ويقال أَعطاه ثِوَرَةً عظاماً من الأَقِطِ جمع ثَوْرٍ وفي الحديث توضؤوا مما غَيَّرتِ النارُ ولو من ثَوْرَ أَقِطٍ قال أَبو منصور وذلك في أَوّل الإِسلام ثم نسخ بترك الوضوء مما مست النار وقيل يريد غسل اليد والفم منه ومَنْ حمله على ظاهره أوجب عليه وجوب الوضوء للصلاة وروي عن عمرو بن معد يكرب أَنه قال أَتيت بني فلان فأَتوني بثَوْرٍ وقَوْسٍ وكَعْبٍ فالثور القطعة من الأَقط والقوس البقية من التمر تبقى في أَسفل الجُلَّةِ والكعب الكُتْلَةُ من السمن الحَامِسِ وفي الحديث أَنه أَكلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ الاَّثوار جمع ثَوْرٍ وهي قطعة من الأَقط وهو لبن جامد مستحجر والثَّوْرُ الأَحمق ويقال للرجل البليد الفهم ما هو إِلا ثَوْرٌ والثَّوْرُ الذكر من البقر وقوله أَنشده أَبو علي عن أَبي عثمان أَثَوْرَ ما أَصِيدُكُمْ أَو ثَوْريْنْ أَمْ تِيكُمُ الجمَّاءَ ذاتَ القَرْنَيْنْ ؟ فإِن فتحة الراء منه فتحة تركيب ثور مع ما بعده كفتحة راء حضرموت ولو كانت فتحة إِعراب لوجب التنوين لا محالة لأَنه مصروف وبنيت ما مع الاسم وهي مبقاة على حرفيتها كما بنيت لا مع النكرة في نحو لا رجل ولو جعلت ما مع ثور اسماً ضممت إِليه ثوراً لوجب مدّها لأَنها قد صارت اسماً فقلت أَثور ماء أَصيدكم كما أَنك لو جعلت حاميم من قوله يُذَكِّرُني حامِيمَ والرُّمْحُ شاجِرٌ اسمين مضموماً أَحدهما إِلى صاحبه لمددت حا فقلت حاء ميم ليصير كحضرموت كذا أَنشده الجماء جعلها جماء ذات قرنين على الهُزْءِ وأَنشدها بعضهم الحَمَّاءَ والقول فيه كالقول في ويحما من قوله أَلا هَيَّما مما لَقِيتُ وهَيَّما وَوَيْحاً لمَنْ لم يَلْقَ مِنْهُنَّ ويْحَمَا والجمع أَثْوارٌ وثِيارٌ وثِيارَةٌ وثِوَرَةٌ وثِيَرَةٌَ وثِيرانٌ وثِيْرَةٌ على أَن أَبا عليّ قال في ثِيَرَةٍ إِنه محذوف من ثيارة فتركوا الإِعلال في العين أَمارة لما نووه من الأَلف كما جعلوا الصحيح نحو اجتوروا واعْتَوَنُوا دليلاً على أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تَجاوَروا وتَعاونُوا وقال بعضهم هو شاذ وكأَنهم فرقوا بالقلب بين جمع ثَوْرٍ من الحيوان وبين جمع ثَوْرٍ من الأَقِطِ لأَنهم يقولون في ثَوْر الأَقط ثِوَرةٌ فقط وللأُنثى ثَوْرَةٌ قال الأَخطل وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ وأَرض مَثْوَرَةٌ كثيرة الثَّيرانِ عن ثعلب الجوهري عند قوله في جمع ثِيَرَةٍ قال سيبويه قلبوا الواو ياء حيث كانت بعد كسرة قال وليس هذا بمطرد وقال المبرّد إِنما قالوا ثِيَرَةٌ ليفرقوا بينه وبين ثِوَرَة الأَقط وبنوه على فِعْلَةٍ ثم حركوه ويقال مررت بِثِيَرَةٍ لجماعة الثَّوْرِ ويقال هذه ثِيَرَةٌ مُثِيرَة أَي تُثِيرُ الأَرضَ وقال الله تعالى في صفة بقرة بني إِسرائيل تثير الأَرض ولا تسقي الحرث أَرض مُثارَةٌ إِذا أُثيرت بالسِّنِّ وهي الحديدة التي تحرث بها الأَرض وأَثارَ الأَرضَ قَلَبَها على الحب بعدما فُتحت مرّة وحكي أَثْوَرَها على التصحيح وقال الله عز وجل وأَثارُوا الأَرضَ أَي حرثوها وزرعوها واستخرجوا منها بركاتها وأَنْزال زَرْعِها وفي الحديث أَنه كتب لأَهل جُرَش بالحمَى الذي حماه لهم للفَرَس والرَّاحِلَةِ والمُثِيرَةِ أَراد بالمثيرة بقر الحَرْث لأَنها تُثيرُ الأَرض والثّورُ يُرْجٌ من بروج السماء على التشبيه والثَّوْرُ البياض الذي في أَسفل ظُفْرِ الإِنسان وثَوْرٌ حيٌّ من تميم وبَنُو ثَورٍ بَطنٌ من الرَّبابِ وإِليهم نسب سفيان الثَّوري الجوهري ثَوْر أَبو قبيلة من مُضَر وهو ثور بن عَبْدِ منَاةَ بن أُدِّ بن طابِخَةَ بن الياس بن مُضَر وهم رهط سفيان الثوري وثَوْرٌ بناحية الحجاز جبل قريب من مكة يسمى ثَوْرَ أَطْحَل غيره ثَوْرٌ جبل بمكة وفيه الغار نسب إِليه ثَوْرُ بنُ عبد مناة لأَنه نزله وفي الحديث انه حَرَّمَ ما بين عَيْرٍ إِلى ثَوْرٍ ابن الأَثير قال هما جبلان أَما عير فجبل معروف بالمدينة وأَما ثور فالمعروف أَنه بمكة وفيه الغار الذي بات فيه سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر وهو المذكور في القرآن وفي رواية قليلة ما بين عَيْرٍ وأُحُد وأُحد بالمدينة قال فيكون ثور غلطاً من الراوي وإِن كان هو الأَشهر في الرواية والأَكثر وقيل ان عَيْراً جبل بمكة ويكون المراد أَنه حرم من المدينة قدر ما بين عير وثور من مكة أَو حرم المدينة تحريماً مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة على حذف المضاف ووصف المصدر المحذوف وقال أَبو عبيد أَهل المدينة لا يعرفون بالمدينة جبلاً يقال له ثور
( * قوله « وقال أَبو عبيد إلخ » رده في القاموس بان حذاء أحد جانحاً إلى ورائه جبلاً صغيراً يقال له ثور ) وإِنما ثور بمكة وقال غيره إِلى بمعنى مع كأَنه جعل المدينة مضافة إِلى مكة في التحريم

( جأر ) جَأَرَ يَجْأَرُ جَأَْراً وجُؤَاراً رفع صوته مع تضرع واستغاثة وفي التنزيل إِذا هُمْ يَجْأَرُون وقال ثعلب هو رفع الصوت إِليه بالدعاء وجَأَر الرجلُ إِلى الله عز وجل إِذا تضرّع بالدعاءِ وفي الحديث كأَني أَنظر إِلى موسى له جُؤَارُ إِلى ربه بالتلبية ومنه الحديث الآخر لخرجتم إِلى الصُّعدَاتِ تَجْأَرُون إِلى الله وقال قتادة في قوله إِذا هُمْ يَجأَرُون قال إِذا هم يَجْزعُون وقال السُّدِّيُّ يصيحون وقال مجاهد يضرعون دعاء وجأَرَ القومُ جُؤَاراً وهو أَن يرفعوا أَصواتهم بالدعاء متضرِّعين قال وجأَرَ بالدعاء متضرِّعين قال وجأَرَ بالدعاء إِذا رفع صوته الجوهري الجُؤَارُ مثل الخُوَار جأَر الثور والبقرة يَجْأَرُ جُؤَاراً صاحا وخَارَ يَخور بمعنى واحد رفعا صوتهما وقرأَ بعضهم عجلاً جسداً له جُؤَارٌ حكاه الأَخفش وغيث جُؤَرٌ مثل نُفَرٍ أَي مُصَوّتٌ من ذلك وفي الصحاح أَي غزير كثير المطر وأَنشد لجندل بن المُثَنَّى يا رَبَّ رَبَّ المسلمين بالسُّوَرْ لا تَسقِهِ صَيَّبَ عَزَّافٍ جُؤَرْ دعا عليه أَن لا تمطر أَرضه حتى تكون مُجْدِبةً لا نبت بها والصَّيّبُ المطر الشديد والعزَّافُ الذي فيه رعد والعَزْفُ الصَّوْتُ وقيل غيث جُؤَرٌ طال نبته وارتفع وجَأَرَ النبتُ طال وارتفع وجَأَرَت الأَرض بالنبات كذلك وقال الشاعر أَبْشرْ فَهذي خُوصَةٌ وجَدْرُ وعُشْبٌ إِذا أَكَلْتَ جَوأَرُ
( * قوله « جوأر » كذا بالأصل والصواب جَأرُ )
وعُشْبٌ جَأْرٌ وغَمْرٌ أَي كثير وذكر الجوهري غَيْثٌ جِوَرُّ في جَوَرَ وسيأْتي ذكره والجأْرُ من النبت الفَضُّ الرَّيَّانُ قال جندل وكُلِّلَتْ بأُقْحوانٍ جأْرِ وهذا البيت في التهذيب معرّف وكللت بالأُقحوان الجأْر قال وهو الذي طال واكتهل ورجل جَأْرٌ ضخم والأُنثى جَأْرةٌ والجائر جَيَشانُ النَّفْس وقد جُئِرَ والجائرُ أَيضاً الغَصَصُ والجائرُ حَرٌّ في الحَلْقِ

( جبر ) الجَبَّارُ الله عز اسمه القاهر خلقه على ما أَراد من أَمر ونهي ابن الأَنباري الجبار في صفة الله عز وجل الذي لا يُنالُ ومنه جَبَّارُ النخل الفرّاء لم أَسمع فَعَّالاً من أَفعل إِلا في حرفين وهو جَبَّار من أَجْبَرْتُ ودَرَّاك من أَدركْتُ قال الأَزهري جعل جَبَّاراً في صفة الله تعالى أَو في صفة العباد من الإِجْبار وهو القهر والإِكراه لا من جَبَرَ ابن الأَثير ويقال جَبَرَ الخلقَ وأَجْبَرَهُمْ وأَجْبَرَ أَكْثَرُ وقيل الجَبَّار العالي فوق خلقه وفَعَّال من أَبنية المبالغة ومنه قولهم نخلة جَبَّارة وهي العظيمة التي تفوت يد المتناول وفي حديث أَبي هريرة يا أَمَةَ الجَبَّار إِنما أَضافها إِلى الجبار دون باقي أَسماء الله تعالى لاختصاص الحال التي كانت عليها من إِظهار العِطْرِ والبَخُورِ والتباهي والتبختر في المشي وفي الحديث في ذكر النار حتى يضع الجَبَّار فيها قَدَمَهُ قال ابن الأَثير المشهور في تأْويله أَن المراد بالجبار الله تعالى ويشهد له قوله في الحديث الآخر حتى يضع فيها رب العزة قدمه والمراد بالقدم أَهل النار الذين قدَّمهم الله لها من شرار خلقه كما أَن المؤمنين قَدَمُه الذين قدَّمهم إِلى الجنة وقيل أَراد بالجبار ههنا المتمرد العاتي ويشهد له قوله في الحديث الآخر إِن النار قالت وُكّلْتُ بثلاثة بمن جعل مع الله إِلهاً آخر وبكل جَبَّار عنيد وبالمصوِّرين والجَبَّارُ المتكبر الذي لا يرى لأَحد عليه حقّاً يقال جَبَّارٌ بَيِّنُ الجَبَرِيَّة والجِبِرِيَّة بكسر الجيم والباء والجَبْرِيَّةِ والجَبْرُوَّةِ والجَبَرُوَّةِ والجُبُرُوتِ والجَبَرُوتِ والجُبُّورَةِ والجَبُّورَة مثل الفَرُّوجة والجِبْرِياءُ والتَّجْبَارُ هو بمعنى الكِبْرِ وأَنشد الأحمر لمُغَلِّسِ بن لَقِيطٍ الأَسَدِيّ يعاتب رجلاً كان والياً على أُوضَاخ فإِنك إِنْ عادَيْتَني غَضِبِ الحصى عَلَيْكَ وذُو الجَبُّورَةِ المُتَغَطْرفُ يقول إِن عاديتني غضب عليك الخليقة وما هو في العدد كالحصى والمتغطرف المتكبر ويروى المتغترف بالتاء وهو بمعناه وتَجَبَّرَ الرجل تكبر وفي الحديث سبحان ذي الجَبَرُوت والمَلَكُوت هو فَعَلُوتٌ من الجَبْر والقَهْرِ وفي الحديث الآخر ثم يكون مُلْكٌ وجَبَرُوتٌ أَي عُتُوٌّ وقَهْرٌ اللحياني الجَبَّار المتكبر عن عبادة الله تعالى ومنه قوله تعالى ولم يكن جَبَّاراً عَصِيّاً وكذلك قول عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام ولم يجعلني جباراً شقيّاً أَي متكبراً عن عبادة الله تعالى وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم حضرته امرأَة فأَمرها بأَمر فَتَأَبَّتْ فقال النبي صلى الله عليه وسلم دَعُوها فإِنها جَبَّارَة أَي عاتية متكبرة والجِبِّيرُ مثال الفِسِّيق الشديد التَّجَبُّرِ والجَبَّارُ من الملوك العاتي وقيل كُلُّ عاتٍ جَبَّارٌ وجِبِّيرٌ وقَلْبٌ جَبَّارٌ لا تدخله الرحمة وقَلْبٌ جَبَّارٌ ذو كبر لا يقبل موعظة ورجل جَبَّار مُسَلَّط قاهر قال الله عز وجل وما أَنتَ عليهم بِجَبَّارٍ أَي بِمُسَلَّطٍ فَتَقْهَرَهم على الإِسلام والجَبَّارُ الذي يَقْتُلُ على الغَضَبِ والجَبَّارُ القَتَّال في غير حق وفي التنزيل العزيز وإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ وكذلك قول الرجل لموسى في التنزيل العزيز إِن تُرِيدُ إِلا أَن تكونَ جَبَّاراً في الأَرض أَي قتَّالاً في غير الحق وكله راجع إِلى معنى التكبر والجَبَّارُ العظيمُ القَوِيُّ الطويلُ عن اللحياني قال الله تعالى إِن فيها قوماً جَبَّارِينَ قال اللحياني أَراد الطُّولَ والقوّة والعِظَمَ قال الأَزهري كأَنه ذهب به إِلى الجَبَّار من النخيل وهو الطويل الذي فات يَدَ المُتَناول ويقال رجل جَبَّار إِذا كان طويلاً عظيماً قويّاً تشبيهاً بالجَبَّارِ من النخل الجوهري الجَبَّارُ من النخل ما طال وفات اليد قال الأَعشى طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُه عليه أَبابِيلٌ من الطَّيْرِ تَنْعَبُ ونخلة جَبَّارَة أَي عظيمة سمينة وفي الحديث كَثافَةُ جلد الكافر أَربعون ذراعاً بذراع الجَبَّار أَراد به ههنا الطويل وقيل الملك كما يقال بذراع الملك قال القتيبي وأَحسبه مَلِكاً من ملوك الأَعاجم كان تام الذراع ابن سيده ونخلة جَبَّارة فَتِيَّة قد بلغت غاية الطول وحملت والجمع جَبَّار قال فاخِراتٌ ضُلُوعها في ذُراها وأَنَاضَ العَيْدانُ والجَبَّارُ وحكى السيرافي نخلة جَبَّارٌ بغير هاء قال أَبو حنيفة الجَبَّارُ الذي قد ارتقي فيه ولم يسقط كَرْمُه قال وهو أَفْتَى النخل وأَكْرَمُه قال ابن سيده والجَبْرُ المَلِكُ قال ولا أَعرف مم اشتق إِلا أَن ابن جني قال سمي بذلك لأَنه يَجْبُر بِجُوده وليس بِقَوِيٍّ قال ابن أَحمر اسْلَمْ بِراوُوقٍ حُيِيتَ به وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ قال ولم يسمع بالجَبْرِ المَلِكِ إِلا في شعر ابن أَحمر قال حكى ذلك ابن جني قال وله في شعر ابن أَحمر نظائر كلها مذكور في مواضعه التهذيب أَبو عمرو يقال لِلْمَلِك جَبْرٌ قال والجَبْرُ الشُّجاعُ وإِن لم يكن مَلِكاً وقال أَبو عمرو الجَبْرُ الرجل وأَنشد قول ابن أَحمر وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ أَي أَيها الرجل والجَبْرُ العَبْدُ عن كراع وروي عن ابن عباس في جبريل وميكائيل كقولك عبدالله وعبد الرحمن الأَصمعي معنى إِيل هو الربوبية فأُضيف جبر وميكا إِليه قال أَبو عبيد فكأَنَّ معناه عبد إِيل رجل إِيل ويقال جبر عبد وإِيل هو الله الجوهري جَبْرَئيل اسم يقال هو جبر أُضيف إِلى إِيل وفيه لغات جَبْرَئِيلُ مثال جَبْرَعِيل يهمز ولا يهمز وأَنشد الأَخفش لكعب ابن مالك شَهِدْنا فما تَلْقى لنا من كَتِيبَةٍ يَدَ الدَّهرِ إِلا جَبْرَئِيلٌ أَمامُها قال ابن بري ورفع أَمامها على الإِتباع بنقله من الظروف إِلى الأَسماء وكذلك البيت الذي لحسان شاهداً على جبريل بالكسر وحذف الهمزة فإِنه قال ويقال جِبريل بالكسر قال حسان وجِبْرِيلٌ رسولُ اللهِ فِينا ورُوحُ القُدْسِ ليسَ له كِفاءٌ وجَبْرَئِل مقصور مثال جَبْرَعِلٍ وجَبْرِين وجِبْرِين بالنون والجَبْرُ خلاف الكسر جَبَر العظم والفقير واليتيم يَجْبُرُه جَبْراً وجُبُوراً وجِبَارَةٍ عن اللحياني وجَبَّرَهُ فَجَبر يَجْبُرُ جَبْراً وجُبُوراً وانْجَبَرَ واجْتَبَر وتَجَبَّرَ ويقال جَبَّرْتُ الكَسِير أُجَبِّره تَجْبيراً وجَبَرْتُه جَبْراً وأَنشد لها رِجْلٌ مجَبَّرَةٌ تَخُبُّ وأُخْرَى ما يُسَتِّرُها وجاحُ ويقال جَبَرْتُ العظم جَبْراً وجَبَرَ العظمُ بنفسه جُبُوراً أَي انجَبَر وقد جمع العجاج بين المتعدي واللازم فقال قد جَبَر الدِّينَ الإِلهُ فَجَبَرْ واجْتَبَر العظم مثل انْجَبَر يقال جَبَرَ اللهُ فلاناً فاجْتَبَر أَي سدّ مفاقره قال عمرو بن كلثوم مَنْ عالَ مِنَّا بَعدَها فلا اجْتَبَرْ ولا سَقَى الماءَ ولا راءَ الشَّجَرْ معنى عال جار ومال ومنه قوله تعالى ذلك أدنى أَن لا تعولوا أَي لا تجوروا وتميلوا وفي حديث الدعاء واجْبُرْني واهدني أَي أَغنني من جَبَرَ الله مصيبته أَي رَدَّ عليه ما ذهب منه أَو عَوَّضَه عنه وأَصله من جَبْرِ الكسر وقِدْرٌ إِجْبارٌ ضدّ قولهم قِدْرٌ إِكْسارٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منه جابراً في نفسه أَو أَرادوا جمع قِدْرٍ جَبْرٍ وإِن لم يصرحوا بذلك كما قالوا قِدْرٌ كَسْرٌ حكاها اللحياني والجَبائر العيدان التي تشدّها على العظم لتَجْبُرَه بها على استواء واحدتها جِبارَة وجَبِيرةٌ والمُجَبِّرُ الذي يَجْبُر العظام المكسورة والجِبارَةُ والجَبيرَة اليارَقَةُ وقال في حرف القاف اليارَقُ الجَبِيرَةُ والجِبارَةُ والجبيرة أَيضاً العيدان التي تجبر بها العظام وفي حديث عليّ كرّم الله تعالى وجهه وجَبَّار القلوب على فِطِراتِها هو من جبر العظم المكسور كأَنه أَقام القلوب وأَثبتها على ما فطرها عليه من معرفته والإِقرار به شقيها وسعيدها قال القتيبي لم أَجعله من أَجْبَرْتُ لأَن أَفعل لا يقال فيه فَعَّال قال يكون من اللغة الأُخْرَى يقال جَبَرْت وأَجْبَرَتُ بمعنى قهرت وفي حديث خسف جيش البَيْدَاء فيهم المُسْتَبْصِرُ والمَجْبُور وابن السبيل وهذا من جَبَرْتُ لا أَجْبَرْتُ أَبو عبيد الجَبائر الأَسْوِرَة من الذهب والفضة واحدتها جِبَارة وجَبِيرَةٌ وقال الأَعشى فَأَرَتْكَ كَفّاً في الخِضَا بِ ومِعصماً مِثْلَ الجِبَارَهْ وجَبَرَ الله الدين جَبْراً فَجَبَر جُبُوراً حكاها اللحياني وأَنشد قول العجاج قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإِلهُ فجبَرْ والجَبْرُ أَن تُغْنِيَ الرجلَ من الفقر أَو تَجْبُرَ عظمَه من الكسر أَبو الهيثم جَبَرْتُ فاقةَ الرجل إِذا أَغنيته ابن سيده وجَبَرَ الرجلَ أَحسن إِليه قال الفارسي جَبَرَه أَغناه بعد فقر وهذه أَليق العبارتين وقد استَجْبَرَ واجْتَبَرَ وأَصابته مصيبة لا يَجْتَبِرُها أَي لا مَجْبَرَ منها وتَجَبَّرَ النبتُ والشجر اخْضَرَّ وأَوْرَقَ وظهرت فيه المَشْرَةُ وهو يابس وأَنشد اللحياني لامرئ القيس ويأْكُلْنَ من قوٍّ لَعَاعاً وَرِبَّةً تَجَبَّرَ بعدَ الأَكْلِ فَهْوَ نَمِيصُ قوّ موضع واللعاع الرقيق من النبات في أَوّل ما ينبت والرِّبَّةُ ضَرْبٌ من النبات والنَّمِيصُ النبات حين طلع ورقة وقيل معنى هذا البيت أَنه عاد نابتاً مخضرّاً بعدما كان رعي يعني الرَّوْضَ وتَجَبَّرَ النبت أَي نبت بعد الأَكل وتَجَبَّر النبت والشجر إِذا نبت في يابسه الرَّطْبُ وتَجَبَّرَ الكَلأُ أُكل ثم صلح قليلاً بعد الأَكل قال ويقال للمريض يوماً تراه مُتَجَبِّراً ويوماً تَيْأَسُ منه معنى قوله متجبراً أَي صالح الحال وتَجَبَّرَ الرجُل مالاً أَصابه وقيل عاد إِليه ما ذهب منه وحكى اللحياني تَجَبَّرَ الرجُل في هذا المعنى فلم يُعَدِّه التهذيب تَجَبَّر فلان إِذا عاد إِليه من ماله بعضُ ما ذهب والعرب تسمي الخُبْزَ جابِراً وكنيته أَيضاً أَبو جابر ابن سيده وجابرُ بنُ حَبَّة اسم للخبز معرفة وكل ذلك من الجَبْرِ الذي هو ضد الكسر وجابِرَةُ اسم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم كأَنها جَبَرَتِ الإِيمانَ وسمي النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعدة أَسماء منها الجابِرَةُ والمَجْبُورَةُ وجَبَرَ الرجلَ على الأَمر يَجْبُرُه جَبْراً وجُبُوراً وأَجْبَرَه أَكرهه والأَخيرة أَعلى وقال اللحياني جَبَرَه لغة تميم وحدها قال وعامّة العرب يقولون أَجْبَرَهُ والجَبْرُ تثبيت وقوع القضاء والقدر والإِجْبارُ في الحكم يقال أَجْبَرَ القاضي الرجلَ على الحكم إِذا أَكرهه عليه أَبو الهيثم والجَبْرِيَّةُ الذين يقولون أَجْبَرَ اللهُ العبادَ على الذنوب أَي أَكرههم ومعاذ الله أَن يُكره أَحداً على معصيته ولكنه علم ما العبادُ وأَجْبَرْتُهُ نسبته إلى الجَبْرِ كما يقال أَكفرته نسبته إِلى الكُفْرِ اللحياني أَجْبَرْتُ فلاناً على كذا فهو مُجْبَرٌ وهو كلام عامّة العرب أَي أَكرهته عليه وتميم تقول جَبَرْتُه على الأَمر أَجْبرُهُ جَبْراً وجُبُوراً قال الأَزهري وهي لغة معروفة وكان الشافعي يقول جَبَرَ السلطانُ وهو حجازي فصيح وقيل للجَبْرِيَّةِ جَبْرِيَّةٌ لأَنهم نسبوا إِلى القول بالجَبْرِ فهما لغتان جيدتان جَبَرْتُه وأَجْبَرْته غير أَن النحويين استحبوا أَن يجعلوا جَبَرْتُ لجَبْرِ العظم بعد كسره وجَبْرِ الفقير بعد فاقته وأَن يكون الإِجْبارُ مقصوراً على الإِكْراه ولذلك جعل الفراء الجَبَّارَ من أَجْبَرْتُ لا من جَبَرْتُ قال وجائز أَن يكون الجَبَّارُ في صفة الله تعالى من جَبْرِه الفَقْرَ بالغِنَى وهو تبارك وتعالى جابر كل كسير وفقير وهو جابِرُ دِينِه الذي ارتضاه كما قال العجاج قد جَبَرَ الدينَ الإِلهُ فَجَبَرْ والجَبْرُ خلافُ القَدَرِ والجبرية بالتحريك خلاف القَدَرِيَّة وهو كلام مولَّد وحربٌ جُبَارٌ لا قَوَدَ فيها ولا دِيَةَ والجُبَارُ من الدَّمِ الهَدَرُ وفي الحديث المَعْدِنُ جُبَارٌ والبِئْرُ جُبَارٌ والعَجْماءُ جُبَارٌ قال حَتَمَ الدَّهْرُ علينا أَنَّهُ ظَلَفٌ ما زال منَّا وجُبَار وقال تَأَبَّط شَرّاً بِهِ من نَجاءِ الصَّيْفِ بِيضٌ أَقَرَّها جُبَارٌ لِصُمِّ الصَّخْرِ فيه قَراقِرُ جُبَارٌ يعني سيلاً كُلُّ ما أَهْلَكَ وأَفْسَدَ جُبَارٌ التهذيب والجُبارُ الهَدَرُ يقال ذهب دَمُه جُبَاراً ومعنى الأَحاديث أَن تنفلت البهيمة العجماء فتصيب في انفلاتها إِنساناً أَو شيئاً فجرحها هدَر وكذلك البئر العادِيَّة يسقط فيها إِنسان فَيَهْلِكُ فَدَمُه هَدَرٌ والمَعْدِن إِذا انهارَ على حافره فقتله فدمه هدر وفي الصحاح إِذا انهار على من يعمل فيه فهلك لم يؤخذ به مُستَأْجرُه وفي الحديث السائمةُ جُبَار أَي الدابة المرسَلة في رعيها ونارُ إِجْبِيرَ غير مصروف نار الحُباحِبِ حكاه أَبو علي عن أَبي عمرو الشيباني وجُبَارٌ اسم يوم الثلاثاء في الجاهلية من أَسمائهم القديمة قال أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبَارِ أَو التَّالي دُبارِ فإِنْ يَفُتْني فمُؤنِس أَو عَرُوبةَ أَو شِيَارِ الفراء عن المُفَضَّل الجُبَارُ يوم الثلاثاء والجَبَارُ فِناءُ الجَبَّان والجِبَارُ الملوك وقد تقدّمَ بذراعِ الجَبَّار قيل الجَبَّارُ المَلِكُ واحدهم جَبْرٌ والجَبَابِرَةُ الملوك وهذا كما يقال هو كذا وكذا ذراعاً بذراع الملك وأَحسبه ملكاً من ملوك العجم ينسب إِليه الذراع وجَبْرٌ وجابِرٌ وجُبَيْرٌ وجُبَيْرَةُ وجَبِيرَةُ أَسماء وحكى ابن الأَعرابي جِنْبَارٌ من الجَبْرِ قال ابن سيده هذا نص لفظه فلا أَدري من أَيِّ جَبْرٍ عَنَى أَمن الجَبْرِ الذي هو ضدّ الكسر وما في طريقه أَم من الجَبْرِ الذي هو خلاف القَدَرِ ؟ قال وكذلك لا أَدري ما جِنْبَارٌ أَوَصْفٌ أَم عَلَم أَم نوع أَم شخص ؟ ولولا أَنه قال جِنْبَارٌ من الجَبْرِ لأَلحقته بالرباعي ولقلت إِنها لغة في الجِنبَّارِ الذي هو فرخ الحُبَارَى أَو مخفف عنه ولكن قوله من الجَبْرِ تصريحٌ بأَنه ثلاثي والله أَعلم

( جثر ) ورَقٌ جِثْرٌ واسع وثَجَّرَ الشيءَ
( * قوله « وثجر الشيء إلخ » من هنا إلى قوله ومكان جثر حقه أن يذكر في ثجر بل ذكر معظمه هناك ) وَسَّعَه وانثَجر الماء صار كثيراً وانْثَجَر الدَّمُ خرج دُفعَاً وقيل انْثَجَر كانْفَجَر عن ابن الأَعرابي فإِما أَن يكون ذهب إِلى تسويتهما في المعنى فقط وإِما أَن يكون أَراد أَنهما سواء في المعنى وأَن الثاء مع ذلك بدل من الفاء وثُجْرَةُ الوادي حيث يتفرق الماء ويتسع وهو معظمه وثُجْرَةُ الإِنسان وغيره وسَطُه وقيل مُجْتَمَعُ أَعلى جسده وقيل هي اللَّبَّةُ وهي من البعير السَّبَلَةُ وسهم أَثْجَرُ عريض واسع الجَرْحِ حكاه أَبو حنيفة وأَنشد لهذلي وذكر رجلاً احتمى بنبله وأَحْصَنَه ثُجْرُ الظُّبَاتِ كأَنَّها إِذا لم يُغَيِّبْها الجَفِيرُ جَحِيمُ وقيل سهامٌ ثُجْرٌ غِلاظ الأُصول قصار والثُجْرَة القِطْعَةُ المتفرِّقة من النبات والثَّجِيرُ ثُفْلُ عصير العنب والتمر وقيل هو ثفل التمر وقشر العنب إِذا عصر وثَجَر التمرَ خلطه بِثَجِير البُسْرِ وثَجْرٌ موضع قريب من نجْرانَ من تذكرة أَبي علي وأَنشد هَيْهَاتَ حَتَّى غَدَوْا مِنْ ثَجْر مَنْهَلُهم حِسْيٌ بِنَجْرانَ صاحَ الدِّيكُ فاحْتَملُوا جعله اسماً للبقعة فترك صرفه ومكان جَثْرٌ فيه ترابٌ يخالطه سَبَخٌ

( جحر ) الجُحْرُ لكل شيء يُحْتَفَرُ في الأَرض إِذا لم يكن من عظام الخلق قال ابن سيده الجُحْرُ كل شيء تَحْتَفِرُه الهَوامُّ والسباع لأَنفسها والجمع أَجْحارٌ وجِحَرَةٌ وقوله مُقَبِّضاً نَفْسِي في طُمَيْرِي تَجَمُّعَ القُنْفُذِ في الجُحَيْرِ فإِنه يجوز أَن يعني به شوكه ليقابل قوله مقبضاً نفسي في طميري وقد يجوز أَن يعني جُجْره الذي يدخل فيه وهو المَجْحَرُ ومَجاحِرُ القوم مَكامِنُهُمْ وأَجْحَرَهُ فانْجَحرَ أَدخله الجُحْرَ فدخَله وأَجْحَرْتُه أَي أَلجأْته إِلى أَن دخلَ جُحْرَهُ وجَحَرَ الضَّبُّ
( * قوله « وجحر الضب إلخ » من باب منع كما في القاموس ) دخل جُحْرَهُ وأَجْحَرَهُ إِلى كذا أَلجأَه والمُجْحَرُ المضطرُّ المُلْجَأُ وأَنشد يَحمِي المُجْحَرِينا ويقال جَحَرَ عنَّا خَيْرُكَ أَي تَخَلَّفَ فلم يُصِبنا واجْتَحَرَ لنفسه جُحْراً أَي اتخذه قال الأَزهري ويجوز في الشعر جَحَرَتِ الهَناةُ في جِحَرَتها والجُحْرانُ الجُحْرُ ونظيره جئت في عُقْبِ الشَّهْرِ وفي عُقْبانِه وفي الحديث إِذا حاضت المرأَة حرم الجُحْران مروي عن عائشة رضي الله عنها رواه بعض الناس بكسر النون على التثنية يريد الفرج والدبر وقال بعض أَهل العلم إِنما هو الجُحْرانُ بضم النون اسم القُبُل خاصة قال ابن الأَثير هو اسم للفرج بزيادة الأَلف والنون تمييزاً له عن غيره من الجِحَرَةِ وقيل المعنى أَن أَحدهما حرام قبل الحيض فإِذا حاضت حرماً جميعاً والجَواحِرُ المتخلفات من الوحش وغيرها قال امرؤ القيس فَأَلْحَقَنا بالْهَادِياتِ ودُونَهُ جَواحِرُها في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ وقيل الجاحر من الدواب وغيرها المتخلف الذي لم يلحق والجَحْرَةُ بالفتح السنة الشديدة المجدبة القليلة المطر قال زهير بن أَبي سلمى إِذا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالناسِ أَجْحَفَتْ ونالَ كِرامَ المالِ في الجَحْرَةِ الأَكْلُ الجَحْرَةُ السَّنَةُ الشديدة لأَنها تَجْحَرُ الناسَ في البيوت والشهباء البيضاء لكثرة الثلج وعدم النبات وأَجْحَفَتْ أَضَرَّتْ بهم وأَهلكت أَموالهم ونال كرامَ المال يعني كرائم الإِبل يريد أَنها تنحر وتؤكل لأَنهم لا يجدون لبناً يغنيهم عن أَكلها والجَحَرَةُ السَّنة
( * قوله « والجحرة السنة إلخ » بالتحريك وبسكون الحاء كما في القاموس ) التي تَجْحَرُ الناسَ في البيوت سميت جَحَرَةً لذلك الأَزهري وأَجْحَرَتْ نُجُومُ الشتاء إِذا لم تمطر قال الراجز إِذا الشِّتاءُ أَجْحَرَتْ نُجُومُهُ واشْتَدَّ في غيرِ ثَرًى أُرُومُهُ وجَحَرَ الربيعُ إِذا لم يصبك مطره وجَحَرَتْ عينه غَارت وفي الحديث في صفة الدَّجال ليست عينه بِناتئَةٍ ولا جَحْراءَ أَي غائرة مُنْجَحِرَة في نُقْرَتها وقال الأَزهري هي بالخاء المعجمة وأَنكر الحاء وسنذكرها في موضعها وبَعِير جُحارِيَةٌ مجتمع الخَلْقِ والجَحْرَمَةُ الضِّيقُ وسُوءُ الخُلق والميم زائدة وجَحَرَ فلانٌ تأَخر والجَواحِرُ الدَّواخل في الجِحَرَةِ والمَكامِنِ وجَحَرَتِ الشمسُ لِلْغُيوب وجَحَرَتِ الشمس إِذا ارتفعت فأَزِيَ الظلُّ

( جحدر ) الجَحْدَرُ الرجل الجَعْدُ القَصِيرُ والأُنثى جَحْدَرَةٌ والاسم الجَحْدَرَةُ ويقال جَحْدَرَ صاحبَه وجَحْدَلَهُ إِذا صرعه وجَحْدَرٌ اسم رجل

( جحشر ) الجُحاشِرُ الضَّخْمُ وأَنشد في صفة إِبل لبعض الرُّجَّازِ تَسْتَلُّ ما تَحْتَ الإِزارِ الحاجِرِ بِمُقْنِعٍ من رأْسِها جُحاشِرِ قال والمُقْنِعُ من الإِبل الذي يرفع رأْسه وهو كالخِلْقَةِ والرأْسُ مُقْنِعٌ أَبو عبيدة الجَحشَرُ من صفات الخيل والأُنثى جَحْشَرَةٌ قال وإِن شئت قلت جُحَاشِرٌ والأُنثى جُحاشِرَةٌ وهو الذي في ضلوعه قِصَرٌ وهو في ذلك مُجْفِرٌ كإِجْفارِ الجُرْشُعِ وأَنشد جُحاشِرَةَ صَتْمٌ طِمِرٌّ كأَنَّها عُقابٌ زَفَتْها الرِّيحُ فَتْخاءُ كاسِرُ قال والصَّتْمُ والصَّتَمُ الذي شَخَصَتْ محاني ضلوعه حتى ساوت بمتنه وغَرِضَتْ شهوته وهو أَصْتَمُ العظام والأُنثى صَتْمَةٌ ابن سيده الجَحْشَرُ والجُحاشِرُ والجَحْرَشُ الحادِرُ الخَلْقِ العظيمُ الجِسْمِ العَبْلَ المفاصل وكذلك الجُحَاشِرَةُ قال جُحاشِرَةٌ هِمٌّ كأَنَّ عِظامَهُ عَوَائِمُ كَسْرٍ أَو أَسيلٌ مُطَهَّمُ وجَحْشَرٌ اسْمٌ

( جحنبر ) الفراء الجِحِنْبارُ الرجلُ الضَّخْمُ وأَنشد فهو جِحِنْبارٌ مُبِينُ الدَّعْرَمَهْ

( جخر ) جَخِرَ الفرسُ جَخَراً امتلأَ بطنه فذهب نشاطه وانكسر وجَخِرَ الفرسُ
( * قوله « جخر الفرس » هذا والذي بعده من باب فرح وقوله وجخر البئر إلخ من باب منع كما في القاموس ) جَخَراً جَزِعَ من الجوع وانكسر عليه ورجل جَخِرٌ جبان أَكولٌ والأُنثى جَخِرَةٌ وجَخِرَ جوف البئر بالكسر اتسع وتَجْخِيرها توسيعها وأَجْخَر فلان إِذا وَسَّعَ رأْسَ بئره وأَجْخَرَ إِذا أَنْبَعَ ماءً كثيراً في غير موضع بئر وأَجْخَرَ إِذا تَزَوَّج جَخْراء وهي الواسعة وأَجْخَرَ إِذا غسل دبره ولم يُنْقِها فبقي نَتْنُه الجوهري الجَخَرُ بالتحريك الاتساع في البئر وجَخَرَ البئرَ يَجْخَرُها جَخْراً وجَخَّرها وسعها والجَخَرُ قبح رائحة الرَّحِمِ وامرأَة جَخْراءُ واسعة البطن وقال اللحياني الجَخْراء من النساء المُنْتِنَةُ التَّفِلَةُ وفي الحديث في صفة عين الدجال أَعْورُ مطموسُ العين ليست بِناتِئَةٍ ولا جَخْراءَ قال يعني الضَّيِّقَةَ التي فيها غَمْصٌ ورَمَصٌ ومنه قيل للمرأَة جَخْراءُ إِذا لم تكن نظيفةَ المكانِ وروي بالحاء المهمَلة وهو مذكور في موضعه وقال الأَزهري هي بالخاء وأَنكر الحاء ابن شميل الجَخَرُ في الغنم أَن تشرب الماء وليس في بطنها شيء فيَتَخَضْخَضَ الماءُ في بطونها فتراها جَخِرَةً خاسِفَة
( * قوله « خاسفة » كذا بالأصل بالسين المهملة والفاء أَي مهزولة وفي القاموس خاشعة بالمعجمة والعين ) وقال الأَصمعي في قوله بِبَطْنِهِ يَعْدُو الذَّكَرْ قال الذكر من الخيل لا يعدو إِلا إِذا كان بين الممتلئ والطاوي فهو أَقل احتمالاً للجَخَرِ من الأُنثى والجَخَرُ الخلاء والذكر إِذا خلا بطنه انكسر وذهب نشاطه والجاخِرُ الوادي الواسع وتَجَخَّرَ الحوض إِذا تَفَلَّقَ طينه وانفجر ماؤه الأَزهري والجُخَيرة تصغير الجَخَرة وهي نَفْحَة تبقى في القندودة إِذا لم تنق

( جخدر ) ابن دريد الجَخْدَرُ والجَخْدرِيُّ الضَّخْمُ

( جدر ) هو جَدِيرٌ بكذا ولكذا أَي خَلِيقٌ له والجمع جَدِيرُونَ وجُدَراءُ والأُنثى جَدِيرَةٌ وقد جَدُرَ جَدارَة وإِنه لمَجْدَرَةٌ أَن يفعل وكذلك الاثنان والجمع وانها لمَجْدَرَةٌ بذلك وبأَن تفعل ذلك وكذلك الاثنتان والجمع كله عن اللحياني وعنه أَيضاً لَجدِير أَن يفعل ذلك وإِنهما لجَدِيرانِ وقال زهير جَدِيرُونَ يوماً أَن يَنالوا فَيَسْتَعْلُوا ويقال للمرأَة إِنها لجَدِيرَةٌ أَن تفعل ذلك وخليقة وأَنهن جَدِيراتٌ وجَدائِرُ وهذا الأَمر مَجْدَرَةٌ لذلك ومَجْدَرَةٌ منه أَي مَخْلَقَةٌ ومَجْدَرَةٌ منه أَن يَفْعَل كذا أَي هو جَدِيرٌ بفعله وأَجْدِرْ بِهِ أَن يفعل ذلك وحكى اللحياني عن أَبي جعفر الرَّوَاسي إِنه لمَجْدُورٌ أَن يفعل ذلك جاء به على لفظ المفعول ولا فعل له وحكى ما رأَيت من جَدَارتِهِ لم يزد على ذلك والجُدَرِيُّ
( * قوله « والجدري » هو داء معروف يأخذ الناس مرة في العمر غالباً قالوا أول من عذب به قوم فرعون ثم بقي بعدهم وقال عكرمة أوّل جدري ظهر ما أصيب به أبرهة أفاده شارح القاموس ) والجَدَرِيُّ بضم الجيم وفتح الدال وبفتحهما لغتان قُروحٌ في البدن تَنَفَّطُ عن الجلد مُمْتَلِئَة ماءً وتَقَيَّحُ وقد جُدِرَ جَدْراً وجُدِّرَ وصاحبها جَدِيرٌ مُجَدَّرٌ وحكى اللحياني جَدِرَ يَجْدَرُ جَدَراً وأَرضٌ مَجْدَرَة ذات جُدَرِيّ والجَدَرُ والجُدَرُ سِلَعٌ تكون في البدن خلقة وقد تكون من الضرب والجراحات واحدتها جَدَرَة وجُدَرَةٌ وهي الأَجْدارُ وقيل الجُدَرُ إِذا ارتفعت عن الجلد وإِذا لم ترتفع فهي نَدَبٌ وقد يدعى النَّدَبُ جُدَراً ولا يدعى الجُدَرُ نَدَباً وقال اللحياني الجُدَرُ السِّلَع تكون بالإِنسان أَو البُثُورُ الناتئة واحدتها جُدَرَةٌ الجوهري الجَدَرَةُ خُرَاجٌ وهي السِّلْعَةُ والجمع جَدَرٌ وأَنشد ابن الأَعرابي يا قاتَلَ اللهُ ذُقَيْلاً ذا الجَدَرْ والجُدَرُ آثارُ ضربٍ مرتفعةٌ على جلد الإِنسان الواحدة جُدَرَةٌ فمن قال الجُدَرِيُّ نَسَبَه إِلى الجُدَرِ ومن قال الجَدَريُّ نسبه إِلى الجَدَر قال ابن سيده هذا قول اللحياني قال وليس بالحسن وجَدِرَ ظهرهُ جَدَراً ظهرت فيه جُدَرٌ والجُدَرَةُ في عنق البعير السِّلْعَةُ وقيل هي من البعير جُدَرَةٌ ومن الإِنسان سِلْعَةٌ وضَواةٌ ابن الأَعرابي الجَدَرَةُ الوَرْمَةُ في أَصل لَحْيِ البعير النضر الجَدَرَةُ غُدَدٌ تكون في عنق البعير يسقيها عِرْقٌ في أَصلها نحو السلعة برأْس الإِنسان وجَمَلٌ أَجْدَرُ وناقة جَدْراء والجَدَرُ وَرَمٌ يأْخذ في الحلق وشاة جَدْراء تَقَوَّب جلدها عن داء يصيبها وليسَ من جُدَرِيّ والجُدَرُ انْتِبارٌ في عنق الحمار وربما كان من آثار الكَدْمِ وقد جَدَرَتْ عنقه جُدُوراً وفي التهذيب جَدِرَتْ عنقه جَدَراً إِذا انْتَبَرَتْ وأَنشد لرؤبة أَو جادِرْ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ ابن بُزُرج جَدِرَتْ يدَهُ تَجْدَرُ ونَفِطَتْ ومَجِلَتْ كل ذلك مفتوح وهي تَمْجَلُ وهو المَجْلُ وأَنشد إِنِّي لَساقٍ أُمَّ عَمْرٍو سَجْلا وابن وجَدْتُ في يَدَيَّ مَجْلا وفي الحديث الكَمْأَةُ جُدَرِيُّ الأَرض شبهها بالجُدَرِيِّ وهو الحب الذي يظهر في جسد الصبي لظهورها من بطن الأَرض كما يظهر الجُدَرِيُّ من باطن الجلد وأَراد به ذمّها ومنه حديث مَسْرُوق أَتينا عبدالله في مُجَدَّرِينَ ومُحَصَّبِينَ أَي جماعة أَصابهم الجُدَرِيُّ والحَصْبَةُ والحَصْبَةُ شِبْه الجُدَرِيّ يظهر في جلد الصغير وعامِرُ الأَجْدَارِ أَبو قبيلة من كَلْبٍ سمي بذلك لِسِلَعٍ كانت في بدنه وجَدَرَ النَّبْتُ والشجر وجَدَّرَ جَدارَةً وجَدْرَ وأَجْدَرَ طلعت رؤوسه في أَوّل الربيع وذلك يكون عَشْراً أَو نصف شهر وأَجْدَرَتِ الأَرض كذلك وقال ابن الأَعرابي أَجْدَرَ الشجرُ وجَدَّرَ إِذا أَخرج ثمره كالحِمَّصِ وقال الطرماح وأَجْدَرَ مِنْ وَادِي نَطاةَ وَلِيعُ وشجر جَدَرٌ وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمامُ يَجْدُر إِذا خرج في كُعُوبه ومُتَفَرّق عِيدانِه مثلُ أَظافير الطير وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ اسْمَرَّ وتغير عن أَبي حنيفة يعني بالوليع طَلْعَ النخل والجَدَرَةُ الحَبَّةُ من الطلع وجَدَّرَ العنَبُ صار حبه فُوَيْقَ النَّفَض ويقال جَدِرَ الكَرْمُ يَجْدَرُ جَدَراً إِذا حَبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق والجِدْرَ نَبْتٌ وقد أَجْدَرَ المكانُ والجَدَرَةُ بفتح الدال حَظِيرة تصنع للغنم من حجارة والجمع جَدَرٌ والجَدِيرَة زَرْبُ الغَنم والجَدِيرَة كَنِيفٌ يتخذ من حجارة يكون لِلْبَهْم وغيرها أَبو زيد كنيف البيت مثل الجُحْرَة يجمع من الشجر وهي الحظيرة أَيضاً والحِظَارُ ما حُظِرَ على نبات شجر فإِن كانت الحظيرة من حجارة فهي جَدِيرَة وإِن كان من طين فهو جِدارٌ والجِدارُ الحائط والجمع جُدُرٌ وجُدْرانٌ جمع الجمع مثل بَطْنٍ وبُطْنانٍ
( * قوله « مثل بطن وبطنان » كذا في الصحاح ولعل التمثيل إِنما هو بين جدران وبطنان فقط بقطع النظر عن المفرد فيهما وفي المصباح والجدار الحائط والجمع جدر مثل كتاب وكتب والجدر لغة في الجدار وجمعه جدران ) قال سيبويه وهو مما استغنوا فيه ببناء أَكثر العدد عن بناء أَقله فقالوا ثلاثة جُدُرٍ وقول عبدالله بن عمر أَو غيره إِذا اشتريت اللحم يضحك جَدْرُ البيت يجوز أَن يكون جَدْرٌ لغةً في جِدارٍ قال ابن سيده والصواب عندي تضحك جُدُرُ البيت وهو جمع جِدارٍ وهذا مَثَلٌ وإِنما يريد أَن أَهل الدار يفرحون الجوهري الجَدْرُ والجِدَارُ الحائط وجَدَرَه يَجْدُرُه جَدْراً حَوَّطه واجْتَدَرَهُ بناه قال رؤبة تَشْيِيد أَعْضادِ البِناء المُجْتَدَرْ وجَدَّرَهُ شَيَّدَهُ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ كأَنَّهُمْ في السَّطْحِ ذِي المُجَدَّرِ إِنما أَراد ذي الحائط المجدّر وقد يجوز أَن يكون أَراد ذي التجدير أَي الذي جُدّر وشُيِّدَ فأَقام المُفَعَّل مقامَ التَّفْعيل لأَنهما جميعاً مصدران لفَعَّلَ أَنشد سيبويه إِنَّ المُوَقَّى مِثْلُ ما لَقِيتُ أَي إِن التوقية وجَدَرَ الرجلُ توارى بالجِدارِ حكاه ثعلب وأَنشد إِنَّ صُبَيْحَ بن الزُّبَيْرِ فأَرَا في الرَّضْمِ لا يَتْرُك منه حَجَرا إِلاَّ مَلاه حِنْطَةً وجَدَرا قال ويروى حشاه وفأَر حفر قال هذا سرق حنطة وخبأَها والجَدَرَةُ حَيٌّ من الأَزد بَنَوْا جِدارَ الكعبة فسُمُّوا الجَدَرَة لذلك والجَدْرُ أَصلُ الجِدارِ وفي الحديث حتى يبلغ الماء جَدْرَهُ أَي أَصله والجمع جِدُورٌ وقال اللحياني هي الجوانب وأَنشد تَسْقي مَذانِبَ قد طالَتْ عَصِيفتُها جُدُورُها من أَتِيِّ الماء مَطْمُومُ قال أَفرد مطموماً لأَنه أَراد ما حول الجُدُورِ ولولا ذلك لقال مطمومة وفي حديث الزبير حين اختصم هو والأَنصاري إِلى النبي صلى الله عليه وسلم في سُيول شِراجِ الحَرَّةِ اسْقِ أَرْضَكَ حتى يَبْلُغَ الماءُ الجَدْرَ أَراد ما رفع من أَعضاد المزرعة لتُمْسكَ الماء كالجدار وفي رواية قال له احبس الماء حتى يبلغَ الجُدَّ هي المُسنَّاةُ وهو ما رفع حول المزرعة كالجِدارِ وقيل هو لغة في الجدار وروي الجُدُر بالضم جمع جدار ويروى بالذال ومنه قوله لعائشة رضي الله عنها أَخاف أَن يَدْخُلَ قُلُوبَهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الجَذْرَ في البيت يريد الحِجْرَ لما فيه من أُصول حائط البيت والجُدُرُ الحواجز التي بين الدِّبارِ الممسكة الماء والجَدِيرُ المكان يبنى حوله جِدارٌ الليث الجَدِيرُ مكان قد بني حواليه مَجْدورٌ قال الأَعشى ويَبْنُونَ في كُلِّ وادٍ جَدِيرا ويقال للحظيرة من صخر جَدِيرَةٌ وجُدُورُ العنب حوائطه واحدها جَدْرٌ وجَدْراءُ الكَظَامَة حافاتها وقيل طين حافتيها والجِدْرُ نبات
( * قوله « والجدر نبات إلخ » هو بكسر الجيم وأما الذي من نبات الرمل فبفتحها كما في القاموس ) واحدته جِدْرَةٌ وقال أَبو حنيفة الجَدْرُ كالحلمة غير أَنه صغير يَتَرَبَّلُ وهو من نبات الرمل ينبت مع المَكْرِ وجمعه جُدُورٌ قال العجاج ووصف ثوراً أَمْسَى بذاتِ الحاذِ والجُدُورِ التهذيب الليث الجَدْرُ ضرب من النبات الواحدة جَدْرَةٌ قال العجاج مَكْراً وجَدْراً واكْتَسَى النَّصِيُّ قال ومن شجر الدِّقِّ ضروب تنبت في القِفاف والصِّلابِ فإِذا أَطلعت رؤوسها في أَول الربيع قيل أَجْدَرَتِ الأَرْضُ وأَجْدَرَ الشجر فهو جَدْرٌ حتى يطول فإِذا طال تفرقت أَسماؤه وجَدَرٌ موضع بالشام وفي الصحاح قرية بالشام تنسب إِليها الخمر قال أَبو ذؤيب فما إِنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجَا رُ مِنْ أَذْرِعَاتٍ فَوَادي جَدَرْ وخمر جَيْدَرِيَّةٌ منسوب إِليها على غير قياس قال معبد بن سعنة أَلا يا آصْبَحَاني قَبْلَ لَوْمِ العَواذِلِ وقَبْلَ وَدَاعٍ مِنْ رُبَيْبَةَ عاجِلِ أَلا يا آصْبَحَاني فَيْهَجاً جَيْدَرِيَّةً بماءٍ سَحَابٍ يَسْبِقِ الحَقَّ باطِلي وهذا البيت أَورده الجوهري أَلا يا آصْبَحِينا والصواب ما أَوردناه لأَنه يخاطب صاحبيه قال ابن بري والفيهج هنا الخمر وأَصله ما يكال به الخمر ويعني بالحق الموت والقيامة وقد قيل إِن جَيْدَراً موضع هنالك أَيضاً فإِن كانت الخمر الجيدرية منسوبة إِليه فهو نسب قياسي وفي الحديث ذكر ذي الجَدْرِ بفتح الجيم وسكون الدال مَسْرَحٌ على ستة أَميال من المدينة كانت فيه لِقاحُ النبي صلى الله عليه وسلم لما أُغير عليها والجَيْدَرُ والجَيْدَرِيُّ والجَيْدَرانُ القصِير وقد يقال له جَيْدَرَةٌ على المبالغة وقال الفارسي وهذا كما قالوا له دَحْداحة ودِنَّبَةٌ وحِنْزَقْرَة وامرأَة جَيْدَرَةٌ وجَيْدَرِيَّةٌ أَنشد يعقوب ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِها جَيْدرِيَّةٌ عَضَادٌ ولا مَكْنُوزة اللحمِ ضَمْزَرُ والتَّجْدِيرُ القِصَرُ ولا فعل له قال إِني لأَعْظُمُ في صَدْرِ الكَمِيِّ على ما كانَ فيَّ مِنَ التَّجْدِيرِ والقِصَرِ أَعاد المعنيين لاختلاف اللفظين كما قال وهِنْدٌ أَتَى من دونِها النَّأَْيُ والبُعْدُ الجوهري وجَنْدَرْتُ الكتاب إِذا أَمررت القَلَم على ما دَرَسَ منه ليتبين وكذلك الثوب إِذا أَعدت وَشْيَه بعدما كان ذهب قال وأَظنه معرّباً

( جذر ) جَذَرَ الشيءَ يَجْذُرُه جَذْراً قطعه واستأْصله وجَذْرُ كل شيء أَصلُه والجَذْرُ أَصل اللسان وأَصلُ الذَّكَرِ وأَصل كل شيء وقال شمر إِنه لَشَدِيدُ جَِذْرِ اللسان وشديد جَذْرِ الذكَر أَي أَصله قال الفرزدق رَأَتْ كَمَراً مثل الجَلامِيد أَفْتَحَتْ أَحالِيلَها حتى اسْمَأَدَّتْ جُذورُها وفي حديث حذيفة بن اليمان نزلت الأَمانَةُ في جَذْر قلوب الرجال أَي في أَصلها الجَذْرُ الأَصلُ من كل شيء وقال زهير يصف بقرة وحشية وسامِعتَيْنِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما إِلى جَذْرِ مَدْلُوكِ الكُعُوبِ مُحَدَّدِ يعني قرنها وأَصلُ كل شيء جَذْرُه بالفتح عن الأَصمعي وجِذره بالكسر عن أَبي عمرو أَبو عمرو الجذر بالكسر والأَصمعي بالفتح وقال ابن جَبَلَةَ سأَلت ابن الأَعرابي عنه فقال هو جَذْرٌ قال ولا أَقول جِذْرٌ قال والجَذْر أَصل حِسابٍ ونَسَبٍ والجَذْرُ أَصلُ شجر ونحوه ابن سيده وجَذِْرُ كل شيء أَصله وجَذْرُ العُنُقِ مَغْرِزُها عن الهجري وأَنشد تَمُجُّ ذَفَارِيهنَّ ماءً كَأَنَّهُ عَصِيمٌ على جَذْرِ السَّوالِفِ مُغْفُرُ والجمع جُذُورٌ والحسابُ الذي يقال له عَشَرَةٌ في عَشَرَة وكذا في كذا تقول ما جَذْرُه أَي ما يبلغ تمامه ؟ فتقول عَشَرَةٌ في عشرة مائةٌ وخمسة في خمسة خمسةٌ وعشرون أَي فَجَذْرُ مائة عَشَرَةٌ وجَذْرُ خمسةٍ وعشرين خمسةٌ وعشرةٌ في حساب الضَّرْبِ جَذْرُ مائة ابنُ جَنَبَةَ الجَذْرُ جَذْرُ الكلام وهو أَن يكون الرجل محكماً لا يستعين بأَحد ولا يردّ عليه أَحد ولا يعاب فيقال قاتَلَهُ اللهُ كيف يَجْذِرُ في المجادلة ؟ وفي حديث الزبير احْبِس الماءَ حتى يبلغ الجَذْرَ يريد مَبْلَغَ تمامِ الشُّرْبِ من جَذْرِ الحساب وهو بالفتح والكسر أَصل كل شيء وقيل أَراد أَصل الحائط والمحفوظ بالدال المهملة وقد تقدّم وفي حديث عائشة سأَلتُهُ عن الجَذْرِ قال هو الشَّاذَرْوانُ الفارِغُ من البناء حولَ الكعبة والمُجَذَّرُ القصير الغليظُ الشَّثْنُ الأَطرافِ وزاد التهذيب من الرجال قال إِنَّ الخِلافةَ لم تَزَلْ مَجْعُولَةً أَبداً على جاذِي اليَدَيْنِ مُجَذَّرِ وأَنشد أَبو عمرو البُحْتُر المُجَذَّر الزَّوَّال يريد في مشيته والأُنثى بالهاء والجَيْذَرُ مثله قال ابن بري هذا العجز أَنشده الجوهري وزعم أَن أَبا عمرو أَنشده قال والبيت كله مغير والذي أَنشده أَبو عمرو لأَبي السَّوداءِ العِجْلِيِّ وهو البُهْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّاكِ وقبله تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ البُهْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّاكِ فأَرَّها بقاسِحٍ بَكَّاكِ فَأَوْزَكَتْ لِطَعْنِهِ الدَّرَّاكِ عِنْدَ الخِلاطِ أَيَّما إِيزاكِ وبَرَكَتْ لِشَبِقٍ بَرَّاكِ مِنها على الكَعْثَبِ والمَناكِ فَداكَها بِمُنْعِظٍ دَوَّاكِ يَدْلُكُها في ذلك العِراكِ بالقَنْفَرِيشِ أَيَّما تَدْلاكِ الحياك الذي يحيك في مشيته فيقاربها والبهتر القصير والمجدّر الغليظ وكذلك الجادر والدمكمك الشديد وأَرّها نكحها والقاسح الصلب والبكاك من البَكِّ وهو الزَّحْمُ وداكها من الدِّوْك وهو السَّحْقُ يقال دُكْتُ الطِّيبَ بالفِهْرِ على المَدَاكِ والقنفريش الأَير الغليظ ويقال القنفرش أَيضاً بغير ياء قال الراجز قد قَرَنُوني بِعَجُوزٍ جَحْمَرِشْ تُحِبُّ أَنْ يُغْمَزَ فيها القَنْفَرِشْ وناقة مُجَذَّرَةٌ قصيرة شديدة أَبو زيد جَذَرْتُ الشيء جَذْراً وأَجْذَرْتُه استأْصلته الأَصمعي جذرت الشيء أَجْذُرُه قطعته وقال أَبو أُسَيْدٍ الجَذْرُ الانقطاع أَيضاً من الحَبْلِ والصاحب والرُّفْقَة من كل شيء وأَنشد يا طِيبَ حالٍ قضاه الله دُونَكُمُ واسْتَحْصَدَ الحَبْلُ منك اليومَ فانَجذَرا أَي انقطع والجُؤْذُرُ والجُوذَرُ ولد البقرة وفي الصحاح البقرة الوحشية والجمع جآذِرُ وبقرة مُجْذِرٌ ذات جُؤْذَر قال ابن سيده ولذلك حكمنا بزيادة همزة جُؤْذُر ولأَنها قد تزاد ثانية كثيراً وحكى ابن جني جُؤْذُراً وجُؤْذَراً في هذا المعنى وكَسَّرَه على جَواذِرَ قال فإِن كان ذلك فَجُؤْذُر فُؤْعُلٌ وجُؤْذَرٌ فُؤْعَلٌ ويكون جُوذُرٌ وجُوذَرٌ مخففاً من ذلك تخفيفاً بدلياً أَو لغة فيه وحكى ابن جني أَن جَوْذَراً على مثال كَوْثَرٍ لغة في جُوذَرٍ وهذا مما يشهد له أَيضاً بالزيادة لأَن الواو ثانِيةً لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة والجَيْذَرُ لغة في الجَوْذَرِ قال ابن سيده وعندي أَن الجَيْذَرَ والجَوْذَر عربيان والجُؤْذُر والجُؤْذَر فارسيان

( جذأر ) الليث المُجْذَئِرُّ المنتصب للسَّبَابِ قال الطرماح تَبِيتُ على أَطرافِها مُجْذَئِرَّةً تُكابِدُ هَمّاً مثل هَمِّ المُخاطِرِ ابن بُزُرْج المُجْذَئِرُّ المنتصب الذي لا يبرحُ والمُجْذَئِرُّ من النبات الذي نبت ولم يطل ومن القرون حين يجاوز النجومَ ولم يَغْلُظْ

( جذمر ) الجِذْمارُ والجُذْمُورُ أَصل الشيء وقيل هو إِذا قُطعت السَّعَفَةُ فبقيت منها قطعة من أَصل السعَفة في الجِذْعِ بزيادة الميم وكذلك إِذا قطعت النَّبْعَةُ فبقيت منها قطعة ومثله اليد إِذا قطعت إِلاَّ أَقَلَّها التهذيب وما بقي من يد الأَقطع عند رأْس الزَّنْدَيْنِ جُذْمُورٌ يقال ضربه بِجُذْموره وبقطعته قال عبدالله بن سَبْرَةَ يرثي يده فإِن يكن أَطربُونُ الرُّومِ قَطَّعَها فإِنَّ فيها بحمدِ الله مُنْتَفَعَا بَنَانَتانِ وجُذْمُورٌ أُقِيمُ بها صَدْرَ القَناةِ إِذا ما صارِخٌ فَزِعا ويروى إِذا ما آنَسُوا فَزَعا ابن الأَعرابي الجُذْمُورُ بقية كل شيء مقطوع ومنه جُذْمُورُ الكِباسَةِ ورجل جُذامِرٌ قَطَّاعٌ للعهد والرَّحِم قال تأَبَّطَ شَرّاً فإِن تَصْرِمِينِي أَو تُسِيئِي جَنابَتِي فإِنِّي لَصَرَّامُ المُهِينِ جُذامِرُ وأَخذ الشيءَ بِجُذْمُورِه وبجَذامِيرِه أَي بجميعه وقيل أَخذه بِجُذْمُورِه أَي بِحِدْثانِهِ الفراء خذه بجِذْمِيرِه وجِذْمارِه وجُذْمُورِه وأَنشد لَعَلَّكَ إِنْ أَرْدَدْتَ منها حَلِيَّةً بِجُذْمُورِ ما أَبَقْىَ لك السَّيْفُ تَغْضَبُ

( جرر ) الجَرُّ الجَذْبُ جَرَّهُ يَجُرُّه جَرّاً وجَرَرْتُ الحبل وغيره أَجُرُّه جَرّاً وانْجَرَّ الشيءُ انْجَذَب واجْتَرَّ واجْدَرَّ قلبوا التاء دالاً وذلك في بعض اللغات قال فقلتُ لِصاحِبي لا تَحْبِسَنَّا بِنَزْعِ أُصُولِه واجْدَرَّ شِيحَا ولا يقاس ذلك لا يقال في اجْتَرَأَ اجْدَرَأَ ولا في اجْتَرَحَ اجْدَرَحَ واسْتَجَرَّه وجَرَّرَهُ وجَرَّرَ به قال فَقُلْتُ لها عِيشِي جَعَارِ وجَرِّرِي بِلَحْمِ امْرِئٍ لم يَشْهَدِ اليوم ناصِرُهْ وتَجِرَّة تَفْعِلَةٌ منه وجارُّ الضَّبُعِ المصرُ الذي يَجُرُّ الضبعَ عن وجارِها من شدته وربما سمي بذلك السيل العظيم لأَنه يَجُرُّ الضباعَ من وُجُرِها أَيضاً وقيل جارُّ الضبع أَشدّ ما يكون من المطر كأَنه لا يدع شيئاً إِلاَّ جَرَّهُ ابن الأَعرابي يقال للمطر الذي لا يدع شيئاً إلاَّ أَساله وجَرَّهُ جاءَنا جارُّ الضبع ولا يجرّ الضبعَ إِلاَّ سَيْلٌ غالبٌ قال شمر سمعت ابن الأَعرابي يقول جئتك في مثل مَجَرِّ الضبع يريد السيل قد خرق الأَرض فكأَنَّ الضبع جُرَّتْ فيه وأَصابتنا السماء بجارِّ الضبع أَبو زيد غَنَّاه فَأَجَرَّه أَغانِيَّ كثيرةً إِذا أَتبَعَه صوتاً بعد صَوْت وأَنشد فلما قَضَى مِنِّي القَضَاءَ أَجَرَّني أَغانِيَّ لا يَعْيَا بها المُتَرَنِّمُ والجارُورُ نهر يشقه السيل فيجرُّه وجَرَّت المرأَة ولدها جَرّاً وجَرَّت به وهو أَن يجوز وِلادُها عن تسعة أَشهر فيجاوزها بأَربعة أَيام أَو ثلاثة فَيَنْضَج ويتم في الرَّحِمِ والجَرُّ أَن تَجُرَّ الناقّةُ ولدَها بعد تمام السنة شهراً أَو شهرين أَو أَربعين يوماً فقط والجَرُورُ من الحوامل وفي المحكم من الإِبل التي تَجُرُّ ولدَها إِلى أَقصى الغاية أَو تجاوزها قال الشاعر جَرَّتْ تماماً لم تُخَنِّقْ جَهْضا وجَرَّت الناقة تَجُرُّ جَرّاً إِذا أَتت على مَضْرَبِها ثم جاوزته بأَيام ولم تُنْتَجْ والجَرُّ أَن تزيد الناقة على عدد شهورها وقال ثعلب الناقة تَجُرُّ ولدَها شهراً وقال يقال أَتم ما يكون الولد إِذا جَرَّتْ به أُمّه وقال ابن الأَعرابي الجَرُورُ التي تَجُرُّ ثلاثة أَشهر بعد السنة وهي أَكرم الإِبل قال ولا تَجُرُّ إِلاَّ مَرابيعُ الإِبل فأَما المصاييفُ فلا تَجُرُّ قال وإِنما تَجُرُّ من الإِبل حُمْرُها وصُهْبُها ورُمْكُها ولا يَجُرُّ دُهْمُها لغلظ جلودها وضيق أَجوافها قال ولا يكاد شيء منها يَجُرُّ لشدّة لحومها وجُسْأَتِها والحُمْرُ والصُّهْبُ ليست كذلك وقيل هي التي تَقَفَّصَ ولدها فَتُوثَقُ يداه إِلى عنقه عند نِتاجِه فَيُجَرُّ بين يديها ويُسْتَلُّ فصِيلُها فيخاف عليه أَن يموت فَيُلُبَسُ البخرقةَ حتى تعرفها أُمُّهُ عليه فإِذا مات أَلبسوا تلك الخرقةَ فصيلاً آخر ثم ظَأَرُوها عليه وسَدّوا مناخرها فلا تُفْتَحُ حتى يَرْضَعَها ذلك الفصيلُ فتجد ريح لبنها منه فَتَرْأَمَه وجَرَّت الفرسُ تَجُرُّ جَرّاً وهي جَرُورٌ إِذا زادت على أَحد عشر شهراً ولم تضع ما في بطنها وكلما جَرَّتْ كان أَقوى لولدها وأَكثرُ زَمَنِ جَرِّها بعد أَحد عشر شهراً خمس عشرة ليلة وهذا أَكثر أَوقاتها أَبو عبيدة وقت حمل الفرس من لدن أَن يقطعوا عنها السِّقادَ إِلى أَن تضعه أَحد عشر شهراً فإِن زادت عليها شيئاً قالوا جَرَّتْ التهذيب وأَما الإِبل الجارَّةُ فهي العوامل قال الجوهري الجارَّةُ الإِبل التي تُجَرُّ بالأَزِمَّةِ وهي فاعلة بمعنى مفعولة مثل عيشة راضية بمعنى مرضية وماء دافق بمعنى مدفوق ويجوز أَن تكون جارَّةً في سيرها وجَرُّها أَن تُبْطِئَ وتَرْتَع وفي الحديث ليس في الإِبل الجارَّةِ صَدَقَةٌ وهي العوامل سميت جارَّةً لأَنها تُجَرُّ جَرّاً بِأَزِمَّتِها أَي تُقاد بخُطُمِها وأَزِمَّتِها كأَنها مجرورة فقال جارَّة فاعلة بمعنى مفعولة كأَرض عامرة أَي معمورة بالماء أَراد ليس في الإِبل العوامل صدقة قال الجوهري وهي ركائب القوم لأَن الصدقة في السوائم دون العوامل وفلانٌ يَجُرُّ الإِبل أَي يسوقها سَوْقاً رُوَيْداً قال ابن لجَأََ تَجُرُّ بالأَهْوَنِ من إِدْنائِها جَرَّ العَجُوزِ جانِبَيْ خَفَائِها وقال إِن كُنْتَ يا رَبِّ الجِمالِ حُرَّا فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا يقول إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً فارفع في سيرها وهذا كقوله إِذا سافرتم في الجدْبِ فاسْتَنْجُوا وقال الآخر أَطْلَقَها نِضْوَ بلى طلح جَرّاً على أَفْواهِهِنَّ السُّجُحِ
( * قوله « بلى طلح » كذا بالأَصل )
أَراد أَنها طِوال الخراطيم وجَرَّ النَّوْءُ المكانَ أَدامَ المَطَرَ قال حُطَامٌ المُجاشِعِيُّ جَرَّ بها نَوْءٌ من السِّماكَيْن والجَرُروُ من الرَّكايا والآبار البعيدةُ القَعْرِ الأَصمعي بِئْرٌ جَرُورٌ وهي التي يستقى منها على بعير وإِنما قيل لها ذلك لأَن دَلْوها تُجَرُّ على شَفِيرها لبُعْدِ قَعْرِها شمر امرأَة جَرُورٌ مُقْعَدَةٌ ورَكِيَّةٌ جَرُورٌ بعيدة القعر ابن بُزُرْجٍ ما كانت جَرُوراً ولقد أَجَرَّتْ ولا جُدّاً ولقد أَجَدَّتْ ولا عِدّاً ولقد أَعَدَّتْ وبعير جَرُورٌ يُسْنى بِهِ وجمعه جُرُرٌ وجَرَّ الفصيلَ جَرّاً وأَجَرَّه شق لسانه لئلا يَرْضَعَ قال على دِفِقَّى المَشْيِ عَيْسَجُورِ لمك تَلْتَفِتْ لِوَلَدٍ مَجْرُورِ وقيل الإِجْرارُ كالتَّفْلِيك وهو أَن يَجْعَلَ الراعي من الهُلْبِ مثل فَلْكَةِ المِغْزَل ثم يَثْقُب لسانَ البعير فيجعله فيه لئلا يَرْضَعَ قال امرؤ القيس يصف الكلاب والثور فَكَرَّ إِليها بِمْبراتِهِ كما خَلَّ ظَهْرَ اللسانِ المُجِرّ واسْتَجَرَّ الفصِيلُ عن الرَّضاع أَخذته قَرْحَةٌ في فيه أَو في سائر جسده فكفّ عنه لذلك ابن السكيت أَجْرَرْتُ الفصيل إِذا شَقَقْتَ لسانه لئلا يَرْضَع وقال عمرو بن معد يكرب فلو أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْنِي رِماحُهُمْ نَطَقْتُ ولكِنَّ الرِّماحَ أَجَرَّتِ أَي لو قاتلوا وأَبلوا لذكرت ذلك وفَخَرْتُ بهم ولكن رماحهم أَجَرَّتْنِي أَي قطعت لساني عن الكلام بِفِرارِهم أَراد أَنهم لم يقاتلوا الأَصمعي يقال جُرَّ الفَصِيلُ فهو مَجْرُورٌ وأُجِرَّ فهو مُجَرٌّ وأَنشد وإِنِّي غَيْرُ مَجْرُورِ اللَّسَانِ الليث الجِرِيرُ جَبْلُ الزِّمامِ وقيل الجَرِيرُ حَبْلٌ من أَدَمٍ يُخْطَمُ به البعيرُ وفي حديث ابن عمر مَنْ أَصْبَحَ على غَيْرِ وتْرٍ أَصْبَحَ وعلى رأْسِهِ جَرِيرٌ سبعون ذِراعاً وقال شمر الجَرِيرُ الحَبْلُ وجَمْعُه أَجِرَّةٌ وفي الحديث أَن رجلاً كان يَجُرُّ الجَرِيرَ فأَصاب صاعين من تمر فتصدّق بأَحدهما يريد أَنه كان يستقي الماء بالحبل وزِمامُ النَّاقَةِ أَيضاً جَرِيرٌ وقال زهير بن جناب في الجَرِيرِ فجعله حبلاً فَلِكُلِّهِمْ أَعْدَدْتُ تَيْ ياحاً تُغَازِلُهُ الأَجِرَّةْ وقال الهوازني الجَرِيرُ من أَدَمِ مُلَيَّنٍ يثنى على أَنف البعير النَّجِيبةِ والفرسِ ابن سَمعانَ أَوْرَطْتُ الجَرِيرَ في عنق البعير إِذا جعلت طرفه في حَلْقَتِه وهو في عنقه ثم جذبته وهو حينئذٍ يخنق البعير وأَنشد حَتَّى تَراها في الجَرِيرِ المُورَطِ سَرْحِ القِيَادِ سَمْحَةَ التَّهَبُّطِ وفي الحديث لولا أَن تغلبكم الناسُ عليها يعني زمزم لَنَزَعْتُ معكم حتى يُؤَثِّرَ الجَرِيرُ بظَهْرِي هو حَبْلٌ من أَدَمٍ نحوُ الزِّمام ويطلق على غيره من الحبال المضفورة وفي الحديث عن جابر قال قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم ولا مسلمةٍ ذكرٍ ولا أُنثى ينام بالليل إِلاَّ على رأْسه جَرِيرٌ معقودٌ فإِن هو استيقظ فذكر الله انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فإِن قام وتوضأَ انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كلها وأَصْبَح نَشِيطاً قد أَصاب خيراً وإِن هو نام لا يذكر الله أَصبح عليه عُقَدُهُ ثقيلاً وفي رواية وإِن لم يذكر الله تعالى حتى يصبح بال الشيطان في أُذنيه والجَرِيرُ حبل مفتول من أَدَمٍ يكون في أَعناق الإِبل والجمع أَجِرَّةٌ وَجُرَّانٌ وأَجَرَّةُ ترك الجَرِيرَ على عُنُقه وأَجَرَّهُ جَرِيرة خَلاَّهُ وسَوْمَهُ وهو مَثَلٌ بذلك ويقال قد أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ إِذا تركته يصنع ما شاء الجوهري الجَرِيرُ حَبْلٌ يجعل للبعير بمنزلة العِذَارِ للدابة غَيْرُ الزِّمام وبه سمي الرجل جَرِيراً وفي الحديث أَن الصحابة نازعوا جَرِيرَ ابن عبدالله زِمامَه فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَلُّوا بَيْنَ جَرِيرٍ والجَرِيرِ أَي دَعُوا له زمامَه وفي الحديث أَنه قال له نقادة الأَسدي إِني رجل مُغْفِلٌ فأَيْنَ أَسِمُ ؟ قال في موضع الجَرِيرَ من السالفة أَي في مُقَدَّم صفحة العنق والمُغْفِلُ الذي لا وسم على إِبله وقد جَرَرْتُ الشيء أَجُرُّهُ جَرّاً وأَجْرَرَتُه الدِّين إِذا أَخرته له وأَجَرَّني أَغانيَّ إِذا تابعها وفلان يُجَارُّ فلاناً أَي يطاوله والتَّجْرِيرُ الجَرُّ شدّد للكثرة والمبالغة واجْتَرَّه أَي جره وفي حديث عبدالله قال طعنت مُسَيْلِمَة ومشى في الرُّمْحِ فناداني رجل أَنْ أَجْرِرْه الرمح فلم أَفهم فناداني أَن أَلْقِ الرُّمْحَ من يديك أَي اترك الرمح فيه يقال أَجْرَرْتُه الرمح إِذا طعنته به فمشى وهو يَجُرُّهُ كأَنك أَنت جعلته يَجُرُّهُ وزعموا أَن عمرو بن بشر بن مَرْثَدٍ حين قتله الأَسَدِيُّ قال له أَجِرَّ لي سراويلي فإِني لم أَسْتَعِنْ
( * قوله « لم أستعن » فعل من استعان أَي حلق عانته ) قال أَبو منصور هو من قولهم أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ وأَجررته الرمح إِذا طعنته وتركت الرمح فيه أَي دَع السراويل عَلَيَّ أَجُرَّه فَأَظهر الإِدغام على لغة أَهل الحجاز وهذا أَدغم على لغة غيرهم ويجوز أَن يكون لما سلبه ثيابه وأَراد أَن يأْخذ سراويله قال أَجِرْ لي سراويلي من الإِجَارَةِ وهو الأَمانُ أَي أَبقه عليَّ فيكون من غير هذا الباب وأَجَرَّه الرُّمْحَ طعنه به وتركه فيه قال عنترة وآخْرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي وفي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وقِيعُ يقال أَجَرَّه إِذا طعنه وترك الرمح فيه يَجُرُّه ويقال أَجَرَّ الرمحَ إِذا طعنه وترك الرمح فيه قال الحَادِرَةُ واسمه قُطْبَةُ بن أَوس ونَقِي بِصَالِحِ مَالِنَا أَحْسَابَنَا ونَجُرُّ في الهَيُْجَا الرِّماحَ ونَدَّعِي ابن السكيت سئل ابنُ لِسَان الحُمَّرَة عن الضأْن فقال مَالٌ صِدْقٌ قَرْيَةٌ لا حِمَى لها إِذا أُفْلِتَتْ من جَرَّتَيْها قال يعني بِجَرَّتَيْها المَجَرَ في الدهر الشديد والنَّشَرَ وهو أَن تنتشر بالليل فتأْتي عليها السباع قال الأَزهري جعل المَجَرَ لها جَرَّتَيْنِ أَي حِبَالَتَيْنِ تقع فيهما فَتَهْلِكُ والجارَّةُ الطريق إِلى الماء والجَرُّ الجَبْلُ الذي في وسطه اللُّؤَمَةُ إِلى المَضْمَدَةِ قال وكَلَّفُوني الجَرَّ والجَرُّ عَمَلْ والجَرَّةُ خَشَبة
( * قوله « والجرة خشبة » بفتح الجيم وضمها وأما التي بمعنى الخبزة الآتية فبالفتح لا غير كما يستفاد من القاموس ) نحو الذراع يجعل رأْسها كِفَّةٌ وفي وسطها حَبْلٌ يَحْبِلُ الظَّبْيَ ويُصَادُ بها الظِّبَاءُ فإِذا نَشِبَ فيها الظبي ووقع فيها نَاوَصَها ساعة واضطرب فيها ومارسها لينفلت فإِذا غلبته وأَعيته سكن واستقرّ فيها فتلك المُسالَمَةُ وفي المثل نَاوَصَ الجَرَّةَ ثم سَالَمَها يُضْرَبُ ذلك للذي يخالف القوم عن رأْيهم ثم يرجع إِلى قولهم ويضطرّ إِلى الوِفَاقِ وقيل يضرب مثلاً لمن يقع في أَمر فيضطرب فيه ثم يسكن قال والمناوصة أَن يضطرب فإِذا أَعياه الخلاص سكن أَبو الهيثم من أَمثالهم هو كالباحث عن الجَرَّةِ قال وهي عصا تربط إِلى حِبَالَةٍ تُغَيَّبُ في التراب للظبي يُصْطَاد بها فيها وَتَرٌ فِإِذا دخلت يده في الحبالة انعقدت الأَوتار في يده فإِذا وَثَبَ ليُفْلِتَ فمدَّ يده ضرب بتلك العصا يده الأُخْرَى ورجله فكسرها فتلك العصا هي الجَرَّةُ والجَرَّةُ أَيضاً الخُبْزْةُ التي في المَلَّةِ أَنشد ثعلب داوَيْتُه لما تَشَكَّى وَوَجِعْ بِجَرَّةٍ مثلِ الحِصَانِ المُضْطَجِعْ شبهها بالفرس لعظمها وجَرَّ يَجُرُّ إِذا ركب ناقة وتركها ترعى وجَرَّتِ الإِبل تَجُرُّ جَرّاً رعت وهي تسير عن ابن الأَعرابي وأَنشد لا تُعْجِلاَها أَنْ تَجُرَّ جَرّاً تَحْدُرُ صُفْراً وتُعَلِّي بُرّاً أَي تُعَلِّي إِلى البادية البُرَّ وتَحْدُر إِلى الحاضرة الصُّفْرَ أَي الذهب فإِما أَن يعني بالصُّفْر الدنانير الصفر وإِما أَن يكون سماه بالصفر الذي تعمل منه الآنية لما بينهما من المشابهة حتى سُمِّيَ اللاطُونُ شَبَهاً والجَرُّ أَن تسير الناقة وترعى وراكبها عليها وهو الانجرار وأَنشد إِنِّي على أَوْنِيَ وانْجِرارِي أَؤُمُّ بالمَنْزِلِ وَالذَّرَارِي أَراد بالمنزل الثُّرَيَّا وفي حديث ابن عمر أَنه شهد فتح مكة ومعه فرس حرون وجمل جرور قال أَبو عبيد الجمل الجرور الذي لا ينقاد ولا يكاد يتبع صاحبه وقال الأَزهري هو فعول بمعنى مفعول ويجوز أَن يكون بمعنى فاعل أَبو عبيد الجَرُورُ من الخيل البطيء وربما كان من إِعياء وربما كان من قِطَافٍ وأَنشد للعقيلي جَرُورُ الضُّحَى مِنْ نَهْكَةٍ وسَآمِ وجمعه جُرُرٌ وأَنشد أَخَادِيدُ جَرَّتْها السَّنَابِكُ غَادَرَتْ بها كُلَّ مَشْقُوقِ القَمِيصِ مُجَدَّلِ قيل للأَصمعي جَرَّتْهَا من الجَرِيرَةِ ؟ قال لا ولكن من الجَرِّ في الأَرض والتأْثير فيها كقوله مَجَرّ جُيوشٍ غانمين وخُيَّبِ وفرس جَرُورٌ يمنع القياد والمَجَرَّةُ السَّمْنَةُ الجامِدَةُ وكذلك الكَعْبُ والمَجَرَّةُ شَرَحُ السماء يقال هي بابها وهي كهيئة القبة وفي حديث ابن عباس المَجَرَّةُ باب السماء وهي البياض المعترض في السماء والنِّسْرَان من جانبيها والمَجَرُّ المَجَرَّةُ ومن أَمثالهم سَطِي مَجَر تُرْطِبْ هَجَر يريد توسطي يا مَجَرَّةُ كَبِدَ السماء فإِن ذلك وقت إِرطاب النخيل بهجر الجوهري المَجَرَّةُ في السماء سميت بذلك لأَنها كأَثَرِ المَجَرَّةِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها نَصَبْتُ على باب حُجْرَتِي عَبَاءَةً وعلى مَجَرّ بيتي سِتْراً المَجَرُّ هو الموضع المُعَتْرِضُ في البيت الذي يوضع عليه أَطراف العوارض وتسمى الجائزَة وَأَجْرَرْتُ لسانَ الفصيل أَي شققته لئلا يَرْتَضِعَ وقال امرؤ القيس يصف ثوراً وكلباً فَكَرَّ إِليه بِمِبْرَاتِهِ كما خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ المُجِرّ أَي كر الثور على الكلب بمبراته أَي بقرنه فشق بطن الكلب كما شق المُجِرُّ لسان الفصيل لئلا يرتضع وجَرَّ يَجُرُّ إِذا جنى جناية والجُرُّ الجَرِيرَةُ والجَرِيرةُ الذنب والجنابة يجنيها الرجل وقد جَرَّ على نفسه وغيره جريرةً يَجُرُّها جَرّاً أَي جنى عليهم جناية قال إِذا جَرَّ مَوْلانا علينا جَرِيرةً صَبَرْنا لها إِنَّا كِرامٌ دعائِمُ وفي الحديث قال يا محمدُ بِمَ أَخَذْتَني ؟ قال بِجَريرَةِ حُلفَائك الجَرِيرَةُ الجناية والذنب وذلك أَنه كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ثقيف مُوَادعةٌ فلما نقضوها ولم يُنْكِرْ عليهم بنو عقيل وكانوا معهم في العهد صاروا مِثْلَهم في نقض العهد فأَخذه بِجَريرَتهم وقيل معناه أُخِذْتَ لِتُدْفَعَ بك جَرِيرَةُ حلفائك من ثقيف ويدل عليه أَنه فُدِيَ بعدُ بالرجلين اللذين أَسَرَتْهُما ثقيف من المسلمين ومنه حديث لَقِيطٍ ثم بايَعَهُ على أَن لا يَجُرَّ إِلاَّ نَفْسَهُ أَي لا يُؤْخَذَ بجَرِيَرةِ غيره من ولد أَو والد أَو عشيرة وفي الحديث الآخر لا تُجارِّ ) أَخاك ولا تُشَارِّهِ أَي لا تَجْنِ عليه وتُلْحِقْ به جَرِيرَةً وقيل معناه لا تُماطِلْه من الجَرِّ وهو أَن تَلْوِيَهُ بحقه وتَجُرَّه من مَحَلّهِ إِلى وقت آخر ويروى بتخفيف الراء من الجَرْى والمسابقة أَي لا تطاوله ولا تغالبه وفعلتُ ذلك مِنْ جَرِيرتَكِ ومن جَرَّاك ومن جَرَّائك أَي من أَجلك أَنشد اللِّحْياني أَمِن جَرَّا بني أَسَدٍ غَضِبْتُمْ ؟ ولَوْ شِئْتُمْ لكانَ لَكُمْ جِوَارُ ومِنْ جَرَّائِنَا صِرْتُمْ عَبِيداً لِقَوْمٍ بَعْدَما وُطِئَ الخِيَارُ وأَنشد الأَزهري لأَبي النجم فَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنْ جَرَّاها وَاهاً لِرَيَّا ثُمَّ وَاهاً وَاها وفي الحديث أَن امرأَةً دَخَلَتِ النارَ مِنْ جَرَّا هرَّةٍ أَي من أَجلها الجوهري وهو فَعْلَى ولا تقل مِجْراكَ وقال أُحِبُّ السَّبْتَ مِنْ جَرَّاكِ لَيْلَى كَأَنَّي يا سَلاَمُ مِنَ اليَهُودِ قال وربما قالوا مِنْ جَرَاك غير مشدّد ومن جَرَائِكَ بالمدّ من المعتل والجِرَّةُ جِرَّةُ البعير حين يَجْتَرُّها فَيَقْرِضُها ثم يَكُْظِمُها الجوهري الجِرَّةُ بالكسر ما يخرجه البعير للاجْتِرار واحْتَرَّ البعير من الجِرَّةِ وكل ذي كَرِشٍ يَجْتَرُّ وفي الحديث أَنه خطب على ناقته وهي تَقْصَعُ بَجَرَّتها الجِرَّةُ ما يخرجه البعير من بطنه ليَمْضَغه ثم يبلعه والقَصْعُ شدَّةُ المضغ وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ فضرب ظهْرَ الشاة فاجْتَرَّتْ ودَرَّتْ ومنه حديث عمر لا يَصْلُح هذا الأَمرُ إِلاَّ لمن يَحْنَقُ على جِرَّتِهِ أَي لا يَحْقِدُ على رعيته فَضَرَب الجِرَّةَ لذلك مثلاَ ابن سيده والجِرَّةُ ما يُفِيضُ به البعيرُ من كَرِشه فيأْكله ثانيةً وقد اجْتَرَّت الناقة والشاة وأَجَرَّتْ عن اللحياني وفلانٌ لا يَحْنَقُ على جِرَّتِه أَي لا يَكْتُمُ سرّاً وهو مَثَلٌ بذلك ولا أَفْعَلُه ما اختلف الدِّرَّةُ والجِرَّة وما خالفت دِرَّةُ جِرَّةً واختلافهما أَن الدِّرَّة تَسْفُلُ إِلى الرِّجْلَين والجِرَّةَ تعلو إِلى الرأْس وروي ابن الأَعرابي أَن الحَجَّاجَ سأَل رجلاً قَدِمَ من الحجاز عن المطر فقال تتابعت علينا الأَسْمِيَةُ حتى مَنَعت السِّفَارَ وتَظَالَمِت المِعَزى واجْتُلِبَتِ الدِّرَّة بالجِرَّة اجْتِلابُ الدِّرَّة بالجرّة أَن المواشي تَتَمَّلأُ ثم تَبْرُكُ أَو تَرْبِضُ فلا تزال تَجْتَرُّ إِلى حين الحَلْبِ والجِرَّة الجماعة من الناس يقيمون ويَظْعَنُون وعَسْكَرٌ جَرّارٌ كثير وقيل هو الذي لا يسير إِلاَّ زَحْفاً لكثرته قال العجاج أَرْعَنَ جَرَّاراً إِذا جَرَّ الأَثَرْ قوله جَرَّ الأَثَر يعني أَنه ليس بقليل تستبين فيه آثاراً وفَجْوَاتٍ الأَصمعي كَتِيبَةٌ جَرَّارَةٌ أَي ثقيلة السَّيرِ لا تقدر على السَّيرِ إِلاَّ رُوَيْداً من كثرتها والجَرَّارَةُ عقرب صَفْرَاءُ صَفِيرةٌ على شكل التِّبْنَةِ سميت جَرَّارَةً لِجَرّها ذَنَبَها وهي من أَخبث العقارب وأَقتلها لمن تَلْدَغُه ابن الأَعرابي الجُرُّ جمع الجُرَّةِ وهو المَكُّوكُ الذي يثقب أَسفله يكون فيه البَذْرُ ويمشي به الأَكَّارُ والفَدَّان وهو يَنْهَالُ في الأَرض والجَرُّ أَصْلُ الجبَل
( * قوله « والجر أصل الجبل » كذا بهذا الضبط بالأَصل المعوّل عليه قال في القاموس والجرّ أَصل الجبل أَو هو تصحيف للفراء والصواب الجرّ أَصل كعلابط الجبل قال شارحه والعجب من المصنف حيث لم يذكر الجر أصل في كتابه هذا بل ولا تعرض له أَحد من أَئمة الغريب فإِذاً لا تصحيف كما لا يخفى ) وسَفْحُهُ والجمع جِرارٌ قال الشاعر وقَدْ قَطَعْتُ وادِياً وجَرَّا وفي حديث عبد الرحمن رأَيته يوم أُحُد عندَ جَرِّ الجبل أَي أَسفله قال ابن دريد هو حيث علا من السَّهْلِ إِلى الغِلَظ قال كَمْ تَرى بالجَرّ مِنْ جُمْجُمَةٍ وأَكُفٍّ قَدْ أُتِرّتْ وجَرَلْ والجَرُّ الوَهْدَةُ من الأَرض والجَرُّ أَيضاً جُحْرُ الضّبُع والثعلب واليَربُوع والجُرَذِ وحكى كراع فيهما جميعاً الجُرّ بالضم قال والجُرُّ أَيضاً المسيل والجَرَّةُ إِناء من خَزَفٍ كالفَخَّار وجمعها جَرٌّ وجِرَارٌ وفي الحديث أَنه نهى عن شرب نبيذ الجَرِّ قال ابن دريد المعروف عند العرب أَنه ما اتخذ من الطين وفي رواية عن نبيذ الجِرَارِ وقيل أَراد ما ينبذ في الجرار الضَّارِيَةِ يُدْخَلُ فيها الحَنَاتِمُ وغيرها قال ابن الأَثير أَراد النهي عن الجرار المدهونة لأَنها أَسرع في الشدّة والتخمير التهذيب الجَرُّآنية من خَزَفٍ الواحدة جَرَّةٌ والجمع جَرٌّ وجِرَارٌ والجِرَارَةُ حرفة الجَرَّارِ وقولهم هَلُمَّ جَرّاً معناه على هِينَتِكَ وقال المنذري في قولهم هَلُمَّ جَرُّوا أَي تَعَالَوْا على هينتكم كما يسهل عليكم من غير شدّة ولا صعوبة وأَصل ذلك من الجَرِّ في السَّوْقِ وهو أَن يترك الإِبل والغنم ترعى في مسيرها وأَنشد لَطَالَمَا جَرَرْتُكُنَّ جَرَّا حتى نَوَى الأَعْجَفُ واسْتَمَرَّا فالَيْومَ لا آلُو الرِّكابَ شَرَّا يقال جُرَّها على أَفواهها أَي سُقْها وهي ترتع وتصيب من الكلإِ وقوله فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا يقول إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً ويقال كان عَاماً أَوَّلَ كذا وكذا فَهَلُمَّ جَرّاً إِلى اليوم أَي امتدّ ذلك إِلى اليوم وقد جاءت في الحديث في غير موضع ومعناها استدامة الأَمر واتصاله وأَصله من الجَرِّ السَّحْبِ وانتصب جَرّاً على المصدر أَو الحال وجاء بجيش الأَجَرَّيْنِ أَي الثَّقَلَيْنِ الجن والإِنس عن ابن الأَعرابي والجَرْجَرَةُ الصوتُ والجَرْجَرَةُ تَرَدُّدُ هَدِيرِ الفحل وهو صوت يردده البعير في حَنْجَرَته وقد جَرْجَرَ قال الأَغلب العجلي يصف فحلاً وَهْوَ إِذا جَرْجَرَ بعد الْهَبِّ جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ وهامَةٍ كالْمِرجَلِ المُنْكَبِّ وقوله أَنشده ثعلب ثُمَّتَ خَلَّهُ المُمَرَّ الأَسْمَرا لَوْ مَسَّ جَنْبَيْ بازِلٍ لَجَرْجَرا قال جَرْجَرَ ضَجَّ وصاح وفَحْلٌ جُراجِرٌ كثير الجَرْجَرَة وهو بعير جَرْجارٌ كما تقول ثَرْثَرَ الرجلُ فهو ثَرْثارٌ وفي الحديث الذي يشرب في الإِناء الفضة والذهب إِنما يُجَرْجِرُ في بطنه نار جهنم أَي يَحْدُرُ فيه فجعل الشُّرْبَ والجَرْعَ جَرْجَرَةً وهو صوت وقوع الماء في الجوف قال ابن الأَثير قال الزمخشري يروى برفع النار والأَكثر النصب قال وهذا الكلام مجاز لأَن نار جهنم على الحقيقة لا تُجَرْجِرُ في جوفه والجَرْجَرَةُ صوت البعير عند الضَّجَرِ ولكنه جعل صوت جَرْعِ الإِنسان للماء في هذه الأَواني المخصوصة لوقوع النهي عنها واستحقاق العقاب على استعمالها كَجَرْجَرَةِ نار جهنم في بطنه من طريق المجاز هذا وجه رفع النار ويكون قد ذكر يجرجر بالياء للفصل بينه وبين النار وأَما على النصب فالشارب هو الفاعل والنار مفعوله وجَرْجَرَ فلان الماء إِذا جَرَعَهُ جَرْعاً متواتراً له صوت فالمعنى كأَنما يَجْرَع نار جهنم ومنه حديث الحسن يأْتي الحُبَّ فَيَكْتَازُ منه ثم يُجَرْجِرُ قائماً أَي يغرف بالكوز من الحُبِّ ثم يشربه وهو قائم وقوله في الحديث قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز جَراجِرَهُمْ أَي حُلُوقَهم سماها جَراجِرَ لجَرْجَرَة الماء أَبو عبيد الجَراجِرُ والجَراجِبُ العظام من الإِبل الواحد جُرْجُورٌ ويقال بل إِبل جُرْجُورٌ عظام الأَجواف والجُرْجُورُ الكرام من الإِبل وقيل هي جماعتها وقيل هي العظام منها قال الكميت ومُقِلٍّ أَسَقْتُمُوهُ فَأَثْرَى مائةً من عطائكم جُرْجُورا وجمعها جَراجِرُ بغير ياء عن كراع والقياس يوجب ثباتها إِلى أَن يضطرّ إِلى حذفها شاعر قال الأَعشى يَهَبُ الجِلَّةَ الجَرَاجِرَ كالْبُسْ تانِ تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطْفَالِ ومائةٌ من الإِبل جُرْجُورٌ أَي كاملة والتَّجَرْجُرُ صب الماء في الحلق وقيل هو أَن يَجْرَعَه جَرْعاً متداركاً حتى يُسْمَعَ صوتُ جَرْعِه وقد جَرْجَرَ الشرابَ في حلقه ويقال للحلوق الجَراجِرُ لما يسمع لها من صوت وقوع الماء فيها ومنه قول النابغة لَهِامِيمُ يَسْتَلْهُونَها في الجَراجِرِ قال أَبو عمرو أَصلُ الجَرْجَرَةِ الصوتُ ومنه قيل للعَيْرِ إِذا صَوَّتَ هو يُجَرْجِرُ قال الأَزهري أَراد بقوله في الحديث يجرجر في جوفه نار جهنم أَي يَحْدُر فيه نار جهنم إِذا شرب في آنية الذهب فجعل شرب الماء وجَرْعَه جَرْجَرَةَ لصوت وقوع الماء في الجوف عند شدة الشرب وهذا كقول الله عز وجل إِن الذين يأْكلون أَموال اليتامى ظلماً إِنما يأْكلون في بطونهم ناراً فجعل أَكل مال اليتيم مثل أَكل النار لأَن ذلك يؤدّي إِلى النار قال الزجاج يُجَرْجِرُ في جوفه نار جهنم أَي يُردِّدُها في جوفه كما يردد الفحل هُدَيِرَه في شِقْشِقَتِه وقيل التَّجَرْجُرُ والجَرْجَرَةُ صَبُّ الماء في الحلق وجَرْجَرَهُ الماء سقاه إِياه على تلك الصورة قال جرير وقد جَرْجَرَتْهُ الماءَ حتى كأَنَّها تُعالِجُ في أَقْصَى وِجارَيْنِ أَضْبُعا يعنى بالماء هنا المَنِيَّ والهاء في جرجرته عائدة إِلى الحياء وإِبِلٌ جُراجِرَةٌ كثيرة الشرب عن ابن الأَعرابي وأُنشد أَوْدَى بماء حَوْضِكَ الرَّشِيفُ أَوْدَى بِهِ جُراجِراتٌ هِيفُ وماء جُراجِرٌ مُصَوِّت منه والجُراجِرُ الجوفُ والجَرْجَرُ ما يداس به الكُدْسُ وهو من حديد والجِرْجِرُ بالكسر الفول في كلام أَهل العراق وفي كتاب النبات الجِرْجِرُ بالكسر والجَرْجَرُ والجِرْجيرُ والجَرْجار نبتان قال أَبو حنيفة الجَرْجارُ عُشْبَةٌ لها زَهْرَةٌ صفراء قال النابغة ووصف خيلاً يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أَشْداقِها صُفْراً مَناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ الليث الجَرْجارُ نبت زاد الجوهري طيب الريح والجِرْجِيرُ نبت آخر معروف وفي الصحاح الجِرْجِيرُ بقل قال الأَزهري في هذه الترجمة وأَصابهم غيث جِوَرٌّ أَي يجر كل شيء ويقال غيث جِوَرُّ إِذا طال نبته وارتفع أَبو عبيدة غَرْبٌ جِوَرٌّ فارضٌ ثقيل غيره جمل جِوَرُّ أَي ضخم ونعجة جِوَرَّة وأَنشد فاعْتامَ مِنّا نَعْجَةً جِوَرَّهْ كأَنَّ صَوْتَ شَخْبها للدِّرَّهْ هَرْهَرَة الهِرِّ دَنَا لِلْهِرَّهْ قال الفراء جِوَرُّ إِن شئت جعلت الواو فيه زائدة من جَرَرْت وإِن شئت جعلته فِعَلاًّ من الجَوْرِ ويصير التشديد في الراء زيادة كما يقال حَمارَّةٌ التهذيب أَبو عبيدة المَجَرُّ الذي تُنْتَجُه أُمه يُنْتابُ من أَسفل فلا يَجْهَدُ الرَّضاعَ إِنما يَرِفُّ رَفّاً حتى يُوضَعَ خِلفُها في فيه ويقال جوادٌ مُجَرٌّ وقد جَرَرْتُ الشيء أَجُرُّه جَرّاً ويقال في قوله أَعْيَا فَنُطْنَاهُ مَناطَ الجَرِّ أَراد بالجَرَّ الزَّبِيلَ يُعَلَّق من البعير وهو النَّوْطُ كالجُلَّة الصغيرة الصحاح والجِرِّيُّ ضرب من السمك والجِرِّيَّةُ الحَوْصَلَةُ أَبو زيد هي القِرِّيَّةُ والجِرِّيَّةُ للحوصلة وفي حديث ابن عباس أَنه سئل عن أَكل الجِرِّيِّ فقال إِنما هو شيء حرمه اليهود الجِرِّيُّ بالكسر والتشديد نوع من السمك يشبه الحية ويسمى بالفارسية مَارْماهي ويقال الجِرِّيُّ لغة في الجِرِّيت من السمك وفي حديث علي كرم الله وجهه أَنه كان ينهي عن أَكل الجِرِّيّ والجِرِّيت وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دُلِّ على أُم سلمة فرأَى عندها الشُّبْرُمَ وهي تريد أَن تشربه فقال إِنه حارٌّ جارٌّ وأَمرها بالسَّنَا والسَّنُّوتِ قال أَبو عبيد وبعضهم يرويه حارٌّ يارٌّ بالياء وهو إِتباع قال أَبو منصور وجارٌّ بالجيم صحيح أَيضاً الجوهري حارٌّ جارٌّ إِتباع له قال أَبو عبيد وأَكثر كلامهم حارُّ يارُّ بالياء وفي ترجمة حفز وكانت العرب تقول للرجل إِذا قاد أَلفاً جَرَّاراً ابن الأَعرابي جُرْجُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدوّ ذكره الأَزهري آخر ترجمة جور وأَما قولهم لا جَرَّ بمعنى لا جَرَمَ فسنذكره في ترجمة جرم إِن شاء الله تعالى

( جزر ) الجَزْرُ ضِدُّ المَدِّ وهو رجوع الماء إلى خلف قال الليث الجَزْرُ مجزوم انقطاعُ المَدِّ يقال مَدَّ البحرُ والنهرُ في كثرة الماء وفي الإِنقطاع
( * قوله « وفي الانقطاع » لعل هنا خذفاً والتقدير وجزر في الانقطاع أَي اِنقطاع المد لان الجزر ضد المد ) ابن سيده جَزَرَ البحرُ والنهر يَجْزِرُ جَزْراً انْجَزَرَ الصحاح جزر الماءُ يَجْزُرُ ويَجْزِرُ جَزْراً أَي نَضَب وفي حديث جابر ما جَزَرَ عنه البحرُ فَكُلْ أَي ما انكشف عنه من حيوان البحر يقال جَزَرَ الماءُ يَجْزُِرُ جَزْراً إِذا ذهب ونقص ومنه الجَزْر والمَدُّ وهو رجوع الماء إِلى خَلْف والجزِيرةُ أَرضٌ يَنْجَزِرُ عنها المدُّ التهذيب الجزِيرةُ أَرض في البحر يَنُفَرِجُ منها ماء البحر فتبدو وكذلك الأَرض التي لا يعلوها السيل ويُحْدقُ بها فهي جزيرة الجوهري الجزيرة واحدة جزائر البحر سميت بذلك لانقطاعها عن معظم الأَرض والجزيرة موضع بعينه وهو ا بين دِجْلَة والفُرات والجزيرة موضع بالبصرة أَرض نخل بين البصرة والأُبُلَّة خصت بهذا الاسم والجزيرة أَيضاً كُورَةٌ تتاخم كُوَرَ الشام وحدودها ابن سيده والجزيرة إِلى جَنْبِ الشام وجزيرة العرب ما بين عَدَنِ أَبْيَنَ إِلى أَطوارِ الشام وقيل إِلى أَقصى اليمن في الطُّول وأَما في العَرْضِ فمن جُدَّةَ وما والاها من شاطئ البحر إِلى رِيفه العراق وقيل ما بين حفر أَبي موسى إِلى أَقصى تهامة في الطول وأَما العرض فما بين رَمْلِ يَبْرِين إِلى مُنْقَطَعِ السَّماوة وكل هذه المواضع إِنما سميت بذلك لأَن بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أَحاطا بها التهذيب وجزيرة العرب مَحَالُّها سميت جزيرة لأَن البحرين بحر فارس وبحر السودان أَحاط بناحيتيها وأَحاط بجانب الشمال دجلة والفرات وهي أَرض العرب ومعدنها وفي الحديث أَن الشيطان يئس أَن يُعْبَدَ في جزيرة العرب قال أَبو عبيد هو اسم صُقْع من الأَرض وفسره على ما تقدم وقال مالك بن أَنس أَراد بجزيرة العرب المدينة نفسها إِذا أَطلقت الجزيرة في الحديث ولم تضف إِلى العرب فإِنما يراد بها ما بين دِجْلَة والفُرات والجزيرة القطعة من الأَرض عن كراع وجَزَرَ الشيءَ
( * قوله « وجزر الشيء إلخ » من بابي ضرب وقتل كما في المصباح وغيره ) يَجْزُرُه ويَجْزِرُه جَزراً قطعة والجَزْرُ نَحْرُ الجَزَّارِ الجَزُورَ وجَزَرْتُ الجَزُورَ أَجْزُرُها بالضم واجْتَزَرْتُها إِذا نحرتها وجَلَّدْتَها وجَزَرَ الناقة يَجْزُرها بالضم جَزْراً نحرها وقطعها والجَزُورُ الناقة المَجْزُورَةُ والجمع جزائر وجُزُرٌ وجُزُرات جمع الجمع كطُرُق وطُرُقات وأَجْزَرَ القومَ أَعطاهم جَزُوراً الجَزُورُ يقع على الذكر والأُنثى وهو يؤنث لأَن اللفظة مؤنثة تقول هذه الجزور وإِن أَردت ذكراً وفي الحديث أَن عمر أَعطى رجلاً شكا إِليه سُوءَ الحال ثلاثة أَنْيابٍ جَزائرَ الليث الجَزُورُ إِذا أُفرد أُنث لأَن أَكثر ما ينحرون النُّوقُ وقد اجْتَزَرَ القومَ جَزُوراً إِذا جَزَرَ لهم وأَجْزَرْتُ فلاناً جَزُوراً إِذا جعلتها له قال والجَزَرُ كل شيء مباح للذبح والواحد حَزَرَةٌ وإِذا قلت أَعطيته جَزَرَةً فهي شاة ذكراً كان أَو أُنثى لأَن الشاة ليست إِلاَّ للذبح خاصة ولا تقع الجَزَرَةُ على الناقة والجمل لأَنهما لسائر العمل ابن السكيت أَجْزَرْتُه شاةً إِذا دفعت إِليه شاة فذبحها نعجةً أَو كبشاً أَو عنزاً وهي الجَزَرَةُ إِذا كانت سمينة والجمع الجَزَرُ ولا تكون الجَزَرَةُ إِلاَّ من الغنم ولا يقال أَجْزَرْتُه ناقة لأَنها قد تصلح لغير الذبح والجَزَرُ الشياه السمينة الواحدة جَزَرَةٌ ويقال أَجزرت القومَ إِذا أَعطيتهم شاة يذبحونها نعجةً أَو كبشاً أَو عنزاً وفي الحديث أَنه بعث بعثاً فمروا بأَعرابي له غنم فقالوا أَجْزِرْنا أَي أَعطنا شاة تصلح للذبح وفي حديث آخر فقال يا راعي أَجْزِرْني شاةً ومنه الحديث أَرأَيتَ إِن لَقِيتُ غَنَمَ ابن عمي أَأَجْتَزِرُ منها شاةً ؟ أَي آخذ منها شاة وأَذبحها وفي حديث خَوَّاتٍ أَبْشِرْ بِجزَرَةٍ سمينة أَي شاة صالحة لأَنْ تُجْزَرَ أَي تذبح للأَكل وفي حديث الضحية فإِنما هي جَزَرَةٌ أَطَعَمَها أَهله وتجمع على جَزَرٍ بالفتح وفي حديث موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام والسحَرةِ حتى صارت حبالهم للثُّعبان جَزَراً وقد تكسر الجيم ومن غريب ما يروى في حديث الزكاة لا تأْخذوا من جَزَراتِ أَموال الناس أَي ما يكون أُعدّ للأَكل قال والمشهور بالحاء المهملة ابن سيده والجَزَرُ ما يذبح من الشاء ذكراً كان أَو أُنثى جَزَرَةٌ وخص بعضهم به الشاة التي يقوم إِليها أَهلها فيذبحونها وقد أَجْزَرَه إِياها قال بعضهم لا يقال أَجْزَرَه جَزُوراً إِنما يقال أَجْزَرَه جَزَرَةً والجَزَّارُ والجِزِّيرُ الذي يَجْزُر الجَزورَ وحرفته الجِزارَةُ والمَجْزِرُ بكسر الزاي موضع الجَزْر والجُزارَةُ حَقُّ الجَزَّار وفي حديث الضحية لا أُعطي منها شيئاً في جُزارَتها الجزارة بالضم ما يأْخذ الجَزَّارُ من الذبيحة عن أُجرته فمنع أَن يؤْخذ من الضحية جزء في مقابلة الأُجرة وتسمى قوائم البعير ورأْسه جُزارَةً لأَنها كانت لا تقسم في الميسر وتُعْطَى الجَزَّارَ قال ذو الرمّة سَحْبَ الجُزارَة مِثلَ البَيْتِ سائرُهُ مِنَ المُسُوح خِدَبٌّ شَوْقَبٌ خَشَبُ ابن سيده والجُزارَةُ اليدان والرجلان والعنق لأَنها لا تدخل في أَنصباء الميسر وإِنما يأْخذها الجَزَّارُ جُزارَتَه فخرج على بناء العُمالة وهي أَجْرُ العامل وإِذا قالوا في الفرس ضَخْمُ الجُزارَةِ فإِنما يريدون غلظ يديه ورجليه وكَثْرَةَ عَصَبهما ولا يريدون رأْسه لأَن عِظَمَ الرأْس في الخيل هُجْنَةٌ قال الأَعشى ولا نُقاتِلُ بالعِصِيِّ ولا نُرامِي بالحجارَه إِلاَّ عُلالَةَ أَو بُدَا هَةَ قارِحٍ نَهْدِ الجُزارَه واجْتَزَر القومُ في القتال وتَجَزَّرُوا ويقال صار القَوم جَزَراً لعدوّهم إِذا اقتتلوا وجَزَرَ السِّباعِ اللحمُ الذي تأْكله يقال تركوهم جَزَراً بالتحريك إِذا قتلوهم وتركهم جَزَراً للسباع والطير أَي قِطَعاً قال إِنْ يَفْعَلا فلَقَدْ تَرَكْتُ أَباهُما جَزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ وتَجَازَرُوا تشاتموا وتجازرا تشاتماً فكأَنما جَزَرَا بينهما ظَرِبَّاءَ أَي قطعاها فاشتدّ نَتْتنُها يقال ذلك للمتشاتمين المتبالغين والجِزارُ صِرامُ النخل جَزَرَهُ يَجْزُرُِه ويَجْزِرُه جَزْراً وجِزاراً وجَزَاراً عن اللحياني صَرَمَه وأَجْزَرَ النخلُ حان جِزارُه كأَصْرَم حان صِرامُه وجَزَرَ النخلَ يجزرها بالكسر جَزْراً صَرَمها وقيل أَفسدها عند التلقيح اليزيدي أَجْزَرَ القومُ من الجِزار وهو وقت صرام النخل مثلُ الجَزازِ يقال جَزُّوا نخلهم إِذا صرموه ويقال أَجْزَرَ الرجلُ إِذا أَسَنَّ ودنا فَنَاؤه كما يُجْزِرُ النخلُ وكان فِتْيانٌ يقولون لشيخ أَجْزَرْتَ يا شيخُ أَي حان لك أَن تموت فيقول أَي بَنِيَّ وتُحْتَضَرُونَ أَي تموتون شباباً ويروى أَجْزَزْتَ من أَجَزَّ البُسْرُ أَي حان له أَن يُجَزَّ الأَحمر جَزَرَ النخلَ يَجْزِرُه إِذا صرمه وحَزَرَهُ يَحْزِرُهُ إِذا خرصه وأَجْزَرَ القومُ من الجِزارِ والجَزَار وأَجَزُّوا أَي صرموا من الجِزَازِ في الغنم وأَجْزَرَ النخلُ أَي أَصْرَمَ وأَجْزَرَ البعيرُ حان له أَن يُجْزَرَ ويقال جَزَرْتُ العسل إِذا شُرتَهُ واستخرجته من خَلِيَّتِه وإِذا كان غليظاً سَهُلَ استخراجُه وتَوَعَّدَ الحجاجُ بن يوسف أَنَسَ بن مالك فقال لأَجْزُرَنَّك جَزْرَ الضَّرَبِ أَي لأَسْتَأْصِلَنَّك والعسل يسمى ضَرَباً إِذا غلظ يقال اسْتَضْرَبَ سَهُلَ اشْتِيارُه على العاسِل لأَنه إِذا رَقَّ سال وفي حديث عمر اتَّقوا هذه المجازِرَ فإِن لها ضَراوَةً كضَراوةِ الخمرِ أَراد موضع الجَزَّارين التي تنحر فيها الإِبل وتذبح البقر والشاء وتباع لُحْمانُها لأَجل النجاسة التي فيها من الدماء دماء الذبائح وأَرواثها واحدها مَجْزَرَةٌ
( * قوله « واحدها مجزرة إلخ » أي بفتح عين مفعل وكسرها إِذ الفعل من باب قتل وضرب ) ومَجْزِرَةٌ وإِنما نهاهم عنها لأَنه كَرِهَ لهم إِدْمانَ أَكل اللحوم وجعلَ لها ضَراوَةً كضراوة الخمر أَي عادة كعادتها لأَن من اعتاد أَكل اللحوم أَسرف في النفقة فجعل العادة في أَكل اللحوم كالعادة في شرب الخمر لما في الدوام عليها من سَرَفِ النفقة والفساد يقال أَضْرَى فلان في الصيد وفي أَكل اللحم إِذا اعتاده ضراوة وفي الصحاح المَجازِرُ يعني نَدِيَّ القوم وهو مُجْتَمَعَهُم لأَن الجَزُورَ إِنما تنحر عند جمع الناس قال ابن الأَثير نهى عن أَماكن الذبح لأَن إِلْفَها ومُداوَمَةَ النظر إِليها ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسي القلب ويذهب الرحمة منه وفي حديث آخر أَنه نهى عن الصلاة في المَجْزَرَةِ والمَقْبُرَة والجِزَرُ والجَزَرُ معروف هذه الأَرُومَةُ التي تؤكل واحدتها جِزَرَةٌ وجَزَرَةٌ قال ابن دريد لا أَحسبها عربية وقال أَبو حنيفة أَصله فارسي الفرّاء هو الجَزَرُ والجِزَرُ للذي يؤكل ولا يقال في الشاء إِلا الجَزَرُ بالفتح الليث الجَزيرُ بلغة أَهل السواد رجل يختاره أَهل القرية لما ينوبهم من نفقات من ينزل به من قِبَل السلطان وأَنشد إِذا ما رأَونا قَلَّسوا من مَهابَةٍ ويَسْعى علينا بالطعامِ جَزِيرُها

( جسر ) جَسَرَ يَجْسُرُ جُسُوراً وجَسارَةً مضى ونفَذ وجَسَرَ على كذا يَجْسُر جَسارَةً وتَجاسَر عليه أَقدم والجَسُورُ المِقْدامُ ورجل جَسْر وجَسُورٌ ماضٍ شجاعٌ والأُنثى جَسْرَةٌ وجَسُورٌ وجَسُورَةٌ ورجل جَسْرٌ جسيمٌ جَسُورٌ شجاع وإِن فلاناً لَيُجَسَّرُ فلاناً أَي يُشَجِّعُه وفي حديث الشَّعْبِيِّ أَنه كان يقول لسيفه اجْسُرْ جَسَّارُ هو فعَّال من الجَسَارة وهي الجَراءَةُ والإِقدام على الشيء وجَمَلٌ جَسْرٌ وناقة جَسْرَة ومُتَجاسِرَة ماضية قال الليث وقَلّما يقال جمل جَسْرٌ قال وخَرَجَت مائِلَةَ التَّجاسُرِ وقيل جمل جَسْرٌ طويل وناقة جَسْرَة طويلة ضَخْمَةٌ كذلك والجَسْرُ بالفتح العظيم من الإِبل وغيرها والأُنثى جَسْرَة وكلُّ عضْوٍ ضَخْمٍ جَسْرٌ قال ابن مقبل هَوْجاءُ مَوْضِعُ رَحْلِها جَسْرُ أَي ضخم قال ابن سيده هكذا عزاه أَبو عبيد إِلى ابن مقبل قال ولم نجده في شعره وتَجاسَرَ القوم في سيرهم وأَنشد بَكَرَتْ تَجاسَرُ عن بُطونِ عُنَيْزَةٍ أَي تسير وقال جرير وأَجْدَرَ إِنْ تَجاسَرَ ثم نادَى بِدَعْوَى يَالَ خِنْدِفَ أَن يُجَابا قال تَجاسَرَ تطاول ثم رفع رأْسه وفي النوادر تَجَاسَر فلان لفلان بالعصا إِذا تحرك له ورجل جَسْرٌ طويل ضخم ومنه قيل للناقة جَسْرٌ ابن السكيت جَسَرَ الفَحْلُ وفَدَرَ وجَفَرَ إِذا ترك الضِّراب قال الراعي تَرَى الطَّرِفَاتِ العُبْطَ من بَكَراتِها يَرُعْنَ إِلى أَلواحِ أَعْيَسَ جاسِرِ وجارية جَسْرَةُ الساعدين أَي ممتلئتهما وأَنشد دارٌ لِخَوْدٍ جَسْرَةِ المُخَدَّمِ والجَسْرُ والجِسْرُ لغتان وهو القنطرة ونحوه مما يعبر عليه والجمع القليل أَجْسُرٌ قال إِن فِرَاخاً كَفِراخِ الأَوْكُرِ بِأَرْضِ بَغْدادَ وَراءَ الأَجْسُرِ والكثير جُسُورٌ وفي حديث نَوْفِ بن مالك قال فوقع عُوجٌ على نيل مصر فجسَرَهُمْ سَنَةً أَي صار لهم جِسْراً يَعْبُرونَ عليه وتفتح جيمه وتكسر وجَسْرٌ حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلان وبنو القَيْنِ بن جُسَير قَوْمٌ أَيضاً وفي قُضاعَة جَسْرٌ من بني عمران بن الحَافِ وفي قيس جَسْرٌ آخرُ وهو جَسْرُ بن مُحارب بن خَصَفَةَ وذكرهما الكميت فقال تَقَشَّفَ أَوْباشُ الزَّعانِفِ حَوْلَنا قَصِيفاً كأَنَّا من جُهَيْنَةَ أَوْ جَسْرِ وما جَسْرَ قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ أَبْتَغِي ولكِنْ أَبا القَيْنِ اعْتَدَلْنا إِلى الجَسرِ

( جشر ) الجَشَر بَقْلُ الربيع وجَشَرُوا الخَيْلَ وجَشَّروها أَرْسَلُوها في الجَشْرِ والجَشْرُ أَن يخرجوا بخيلهم فَيَرْعَوْها أَمام بيوتهم وأَصبحوا جَشْراً وجَشَراً إِذا كانوا يَبِيتُون مكانهم لا يرجعون إِلى أَهليهم والجَشَّار صاحبُ الجَشَرِ وفي حديث عثمان رضي الله عنه أَنه قال لا يغرّنكم جَشَرُكُمْ من صلاتكم فإِنما يَقْصُرُ الصلاةَ من كان شاخصاً أَو يَحْضُرُهُ عدوّ قال أَبو عبيد الجَشَرُ القومُ يخرجون بدوابهم إِلى المرعى ويبيتون مكانهم ولا يأْوون إِلى البيوت وربما رأَوه سفراً فقصروا الصلاة فنهاهم عن ذلك لأَن المُقَامَ في المرعى وإِن طال فليس بسفر وفي حديث ابن مسعود يا مَعْشَرَ الجُشَّارِ لا تغتروا بصلاتكم الجُشَّار جمع جاشِرٍ وفي الحديث ومنا من هو في جَشْرَةٍ وفي حديث أَبي الدرداء من ترك القرآن شهرين فلم يقرأْه فقد جَشَرَهُ أَي تباعد عنه يقال جَشَرَ عن أَهله أَي غاب عنهم الأَصمعي بنو فلان جَشَرٌ إِذا كانوا يبيتون مكانهم لا يأْوون بيوتهم وكذلك مال جَشَرٌ لا يأْوي إِلى أَهله ومال جَشَرٌ يرعى في مكانه لا يؤوب إِلى أَهله وإِبل جُشَّرٌ تذهب حيث شاءت وكذلك الحُمُرُ قال وآخرونَ كالحمير الجُشَّرِ وقوم جُشْرٌ وجُشَّرٌ عُزَّابٌ في إِبلهم وجَشَرْنا دوابَّنا أَخرجناها إِلى المرعى نَجْشُرُها جَشْراً بالإِسكان ولا نَرُوحُ وخيل مُجَشَّرةٌ بالحِمَى أَي مَرْعِيَّة ابن الأَعرابي المُجَشَّرُ الذي لا يرعى قُرْبَ الماء والمنذري الذي يرعى قرب الماء أَنشد ابن الأَعرابي لابن أَحمر في الجَشْرِ إِنَّكَ لو رأَيتَني والقَسْرَا مُجَشِّرِينَ قد رَعَينا شَهْرَا لم تَرَ في الناسِ رِعاءً جَشْرَا أَتَمَّ مِنَّا قَصَباً وسَيْرَا قال الأَزهري أَنشدنيه المنذري عن ثعلب عنه قال الأَصمعي يقال أَصبح بنو فلان جَشَراً إِذا كانوا يبيتون في مكانهم في الإِبل ولا يرجعون إِلى بيوتهم قال الأَخطل تَسْأَلُه الصُّبْرُ من غَسَّانَ إِذْ حَضَرُوا والحَزْنُ كَيْفَ قَراهُ الغِلْمَةُ الجَشَرُ الصُّبْرُ والحَزْنُ قبيلتان من غسان قال ابن بري صواب إِنشاده كيف قراك بالكاف لأَنه يصف قتل عمير بن الحُبَابِ وكَوْنَ الصُّبْر والحَزْنِ وهما بطنان من غسان يقولون له بعد موته وقد طافوا برأْسه كيف قَراك الغِلْمَةُ الجَشَرُ ؟ وكان يقول لهم إِنما أَنتم جَشَرٌ لا أُبالي بكم ولهذا يقول فيها مخاطباً لعبد الملك بن مروان يُعَرِّفُونَكَ رَأْسَ ابنِ الحُبابِ وقد أَضْحَى وللسَّيْفِ في خَيْشُومِهِ أَثَرُ لا يَسْمَعُ الصَّوْتَ مُسْتَكّاً مسامِعُه وليس يَنْطِقُ حتى يَنْطِقَ الحَجَرُ وهذه القصيدة من غُرَرِ قصائد الأَخطل يخاطب فيها عَبْدَ الملِك بْنَ مَرْوان يقول فيها نَفْسِي فِداءُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ إِذا أَبْدَى النَّواجِذَ يَوْمٌ باسِلٌ ذَكَرُ الخائِضِ الغَمْرِ والمَيْمُونِ طائِرُهُ خَلِيفَةِ اللهِ يُسْتَسْقَى بِهِ المَطَرُ في نَبْعَةٍ مِن قُرَيشٍ يَعْصِبُونَ بها ما إِنْ يُوازى بأَعْلَى نَبتِها الشَّجَرُ حُشْدٌ على الحق عَيَّافو الخَنَا أُنُفٌ إِذا أَلَمَّتْ بِهِمْ مَكْرُوهَةٌ صَبَرُوا شُمْسُ العَداوَةِ حتى يُسْتَقَادَ لهم وأَعظمُ الناسِ أَحْلاماً إِذا قَدَرُوا منها إِنَّ الضَّغِينَةَ تَلْقَاها وإِن قَدُمَتْ كالعُرِّ يَكْمُنُ حِيناً ثم يَنْتَشِرُ والجَشْرُ والجَشَرُ حِجَارَةٌ تنبت في البحر قال ابن دريد لا أَحسبها معرّبة شمر يقال مكان جَشِر أَي كثير الجَشَر بتحريك الشين وقال الرِّياشي الجَشَرُ حجارة في البحر خشنة أَبو نصر جَشَرَ الساحلُ يَجْشُرُ جشراً الليث الجَشَرُ ما يكون في سواحل البحر وقراره من الحصى والأَصداف يَلْزَقُ بعضها ببعض فتصير حجراً تنحت منه الأَرْحِيَةُ بالبصرة لا تصلح للطحن ولكنها تُسَوَّى لرؤوس البلاليع والجَشَرُ وَسَخُ الوَطْبِ من اللبن يقال وَطْبٌ جَشِرٌ أَي وَسِخٌ والجَشَرَةُ القِشْرَةُ السفلى التي على حَبَّةِ الحنطة والجَشَرُ والجُشْرَةُ خُشُونة في الصدر وغِلَظٌ في الصوت وسُعال وفي التهذيب بَحَحٌ في الصوت يقال به جُشْرَةٌ وقد جَشِرَ
( * قوله « وقد جشر » كفرح وعني كما في القاموس ) وقال اللحياني جُشِرَ جُشْرَةً قال ابن سيده وهذا نادر قال وعندي أَن مصدر هذا إِنما هو الجَشَرُ ورجل مجشور وبعير أَجْشَرُ وناقة جَشْراءُ بهما جُشْرَةٌ الأَصمعي بعير مَجْشُورٌ به سُعال جافٌّ غيره جُشِرَ فهو مَجْشُورٌ وجَشِرَ يَجْشَرُ جَشَراً وهي الجُشْرَةُ وقد جُشِرَ يُجْشَرُ على ما لم يسمَّ فاعله وقال حجر رُبَّ هَمٍّ جَشَمْتُهُ في هَواكُمْ وبَعِيرٍ مُنَفَّهٍ مَجْشُورِ ورجلٌ مَجْشُورٌ به سُعال وأَنشد وسَاعِلٍ كَسَعَلِ المَجْشُورِ والجُشَّةُ والجَشَشُ انتشار الصوت في بُحَّةٍ ابن الأَعرابي الجُشْرَةُ الزُّكامُ وجَشِرَ الساحلُ بالكسر يَجْشَرُ جَشْراً إِذا خَشُنَ طينه ويَبِسَ كالحجَر والجَشِيرُ الجُوالِقُ الضخم والجمع أَجْشِرَةٌ وجُشُرٌ قال الراجز يُعْجلُ إِضْجاعَ الجَشِيرِ القَاعِدِ والجَفِيرُ والجَشِيرُ الوَفْضَةُ وهي الكِنانَةُ ابن سيده والجَشِيرُ الوفضة وهي الجَعْبَةُ من جلود تكون مشقوقة في جَنْبها يفعل ذلك بها ليدخلها الريح فلا يأْتكل الريش وجَنْبٌ جاشِرٌ منتفخ وتَجَشَّرَ بطنه انتفخ أَنشد ثعلب فقامَ وَثَّابٌ نَبِيلٌ مَحْزِمُهْ لم يَتَجَشَّرْ مِنْ طَعامٍ يُبْشِمُهْ وجَشَرَ الصُّبْحُ يَجْشُرُ جُشُوراً طلع وانفلق والجاشِرِيَّةُ الشُّرْبُ مع الصبح ويوصف به فيقال شَرْبَةٌ جاشِرِيَّةٌ قال ونَدْمانٍ يَزِيدُ الكأْسَ طِيباً سَقَيْتُ الجاشِرِيَّةَ أَو سَقَانِي ويقال اصْطَبَحْتُ الجاشِرِيَّةَ ولا يَتَصَرَّفُ له فِعْلٌ وقال الفرزدق إِذا ما شَرِبْنَا الجاشِرِيَّةَ لَمْ نُبَلْ أَمِيراً وإِن كانَ الأَمِيرُ مِنَ الأَزْدِ والجاشِرِيَّةُ قبيلة في ربيعة قال الجوهري وأَما الجاشرية التي في شعر الأَعشى فهي قبيلة من قبائل العرب وفي حديث الحجاج أَنه كتب إِلى عامله أَن ابْعَثْ إِليَّ بالجَشِيرِ اللُّؤْلُؤِيّ الجَشِيرُ الجِرابُ قال ابن الأَثير قاله الزمخشري

( جظر ) المُجْظَئِرُّ كمُقْشَعِرٍّ المُعِدُّ شَرَّه كأَنه منتصب يقال ما لَكَ مُجْظَئِرّاً ؟

( جعر ) الجِعَارُ حبل يَشُدُّ به المُسْتَقِي وَسَطَهُ إِذا نزل في البئر لئلا يقع فيها وطرفه في يد رجل فإِن سقط مَدَّه به وقيل هو حبل يشده الساقي إِلى وَتَدٍ ثم يشده في حِقْوِه وقد تَجَعَّرَ به قال لَيْسَ الجِعارُ مانِعي مِنَ القَدَرْ وَلَوْ تَجَعَّرْتُ بِمَحْبُوكٍ مُمَر والجُعْرَةُ الأَثَرُ الذي يكون في وسط الرجل من الجِعارِ حكاه ثعلب وأَنشد لَوْ كُنْتَ سَيْفاً كانَ أَثْرُكَ جُعْرَةً وكُنْتَ حَرًى أَنْ لا يُغَيِّرَكَ الصَّقْلُ والجُعْرَةُ شعير غليظ القَصَبِ عريض ضَخْمُ السَّنابل كأَنَّ سنابله جِراءُ الخَشْخَاشِ ولسنبله حروف عِدَّةٌ وحبه طويل عظيم أَبيض وكذلك سُنبله وسَفاه وهو رقيق خفيف المَؤُونة في الدِّياسِ والآفة إِليه سريعة وهو كثير الرَّيْعِ طيب الخُبْزِ كله عن أَبي حنيفة والجُعْرورانِ خَبْرَاوَانِ إِحداهما لبني نَهْشَلٍ والأُخرى لبني عبدالله بن دارم يملؤهما جميعاً الغيث الواحد فإِذا مُلِئَتِ الجُعْرُورانِ وَثِقُوا بِكَرْعِ شائهم عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِذا أَرَدْتَ الحَفْرَ بالجُعْرُورِ فَاعْمَلْ بِكُلِّ مارِنٍ صَبُورِ لا غَرْفَ بالدِّرْحابَةِ القَصِير ولا الذي لوّحَ بالقَتِيرِ الدِّرْحابَةُ العَرِيضُ القصير يقول إِذا غرف الدِّرْحابة مع الطويل الضخم بالحَفْنَةِ من الغدير غدير الخَبْراءِ لم يلبث الدّرْحابَةُ أَن يَزْكُتَه الرَّبْوُ فيسقط زَكَتَه الرَّبْوُ مَلأَ جَوْفَه وفي التهذيب والجَعُور خَبْراءُ لبني نَهْشَلٍ والجَعُورُ لأُخرى خَبْراءُ لبني عبدالله بن دارِمٍ وجَعَارٍ اسم للضَّبُعِ لكثرة جَعْرها وإِنما بنيت على الكسر لأَنه حصل فيها العدل والتأْنيث والصفة الغالبة ومعنى قولنا غالبة أَنها غلبت على الموصوف حتى صار يعرف بها كما يعرف باسمه وهي معدولة عن جاعِرَة فإِذا منع من الصرف بعلتين وجب البناء بثلاث لأَنه ليس بعد منع الصرف إِلا منع الإِعراب وكذلك القول في حَلاَقِ اسْم للمَنِيَّةِ وقول الشاعر الهذلي في صفة الضبع عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرُها ثَمانٌ فُوَيْقَ زماعِهَا خَدَمٌ حُجُولُ تَرَاها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رَأْساً جُراهِمَةً لها حِرَةٌ وَثِيلُ قيل ذهب إِلى تفخيمها كما سميت حضَاجِر وقيل هي أَولادها وجعلها الشاعر خنثى لها حِرَةٌ وَثِيلُ قال بعضهم جواعرها ثمان لأَن للضبع خروقاً كثيرة والجراهمة المغتلمة قال الأَزهري الذي عندي في تفسير جواعرها ثمان كَثْرَةُ جَعْرها والجَواعِرُ جمع الجاعِرَة وهو الجَعْر أَخرجه على فاعلة وفواعل ومعناه المصدر كقول العرب سمعت رَواغِيَ الإِبل أَي رُغاءَها وثَواغِيَ الشاء أَي ثُغاءها وكذلك العافية مصدر وجمعها عَوافٍ قال الله تعالى ليس لها من دون الله كاشفة أَي ليس لها من دونه عز وجل كشف وظهور وقال الله عز وجل لا تسمع فيها لاغِيَةً أَي لَغْواً ومثله كثير في كلام العرب ولم يُرِدْ عدداً محصوراً بقوله جواعرها ثمان ولكنه وصفها بكثرة الأَكْل والجَعْرِ وهي من آكل الدواب وقيل وصفها بكثرة الجعر كأَنّ لها جواعر كثيرة كما يقال فلان يأْكل في سبعة أَمعاء وإِن كان له مِعىً واحدٌ وهو مثل لكثرة أَكله قال ابن بري البيت أَعني عشنزرة جواعرها ثمان لحبيب بن عبدالله الأَعلم وللضبع جاعرتان فجعل لكل جاعرة أَربعة غُضون وسمى كل غَضَنٍ منها جاعرة باسم ما هي فيه وجَيْعَرٌ وجَعَارِ وأُمُّ جَعارِ كُلُّه الضَّبُعُ لكثرة جَعْرِها وفي المثل روعِي جَعارِ وانْظُري أَيْنَ المَفَرُّ يضرب لمن يروم أَن يُفْلِتَ ولا يقدر على ذلك وهذا المثل في التهذيب يضرب في فرار الجبان وخضوعه ابن السكيت تُشْتَمُ المرأَةُ فيقال لها قُومي جَعارِ تشبه بالضبع ويقال للضبع تِيسِي أَو عِيثي جَعَار وأَنشد فَقُلْتُ لهَا عِيثِي جَعَار وجَرِّرِي بِلَحْمِ امرئٍ لَمْ يَشْهَدِ القومَ ناصِرُهْ والمَجْعَرُ الدُّبُر ويقال للدُّبُر الجاعِرَةُ والجَعْراءُ والجَعْرُ نَجْوُ كل ذات مِخْلَبٍ من السباع والجَعْرُ ما تَيَبَّسَ في الدبر من العذرة والجَعْرُ يُبْسُ الطبيعة وخص ابن الأَعرابي به جَعْرَ الإِنسان إِذا كان يابساً والجمع جُعُورٌ ورجل مِجْعارٌ إِذا كان كذلك وفي حديث عمرو ابن دينار كانوا يقولون في الجاهلية دَعُوا الصَّرُورَةَ بجَهْلِهِ وإِن رَمَى بِجِعْرِه في رَحْلِهِ قال ابن الأَثير الجَعْرُ ما يَبِسَ من الثُّفْل في الدبر أَو خرج يابساً ومنه حديث عمر إِنِّي مِجْعارُ البَطْن أَي يابس الطبيعة وفي حديثه الآخر إِياكم ونومة الغَداة فإِنها مَحْعَرَةٌ يريد يُبْسَ الطبيعة أَي أَنها مَظِنَّة لذلك وجَعَر الضبع والكلب والسِّنَّوْرُ يَجْعَرُ جَعْراً خَرِئَ والجَعْرَاء الاسْتُ وقال كراعٌ الجِعِرَّى قال ولا نظير لها إِلا الجِعِبَّى وهي الاست أَيضاً والزِّمِكّي والزِّمِجَّى وكلاهما أَصل الذنب من الطائر والقِمِصَّى الوُثُوب والعِبِدَّى العَبيد والجِرِشَّى النَّفْسُ والجِعِرَّى أَيضاً كلمة يلام بها الإِنسان كأَنه يُنْسَبُ إِلى الاست وبَنُو الجَعْراء حيّ من العرب يُعَيَّرون بذلك قال دَعَتْ كِنْدَةُ الجَعْراءُ بِالخَرْجِ مالِكاً ونَدْعُو لِعَوْفٍ تَحْتَ ظِلِّ القَواصِلِ والجَعْراءُ دُغَةٌ بِنْتُ مَغْنَجٍ
( * قوله « مغنج » كذا بالأصل بالغين المعجمة وعبارة القاموس وشرحه بنت مغنج وفي بعض النسخ منعج قال المغفل بن سلمة من أعجم العين فتح الميم ومن أهملها كسر الميم قاله البكري في شرح أمالي القالي ) ولَدَتْ في بَلْعَنْبرِ وذلك أَنها خرجت وقد ضربها المخاض فظنته غائطاً فلما جلست للحدث ولدت فأَتت أُمّها فقالت يا أُمّتَ هل يَفْتَحُ الجَعْرُفاه ؟ ففهمت عنها فقالت نعَمْ ويدعو أَباه فتميم تسمي بلْعَنْبر الجعراءَ لذلك والجاعِرَةُ مثل الروث من الفَرس والجاعِرَتانِ حرفا الوَرِكَين المُشْرِفان على الفخذين وهما الموضعان اللذان يَرْقُمُهما البَيْطارُ وقيل الجاعرتان موضع الرَّقمتين من است الحمار قال كعب بن زهير يذكر الحمار والأُتن إِذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ رَأَيْتَ لِجاعِرَتَيْهِ غُضُونا وقيل هما ما اطمأَنَّ من الورك والفخذ في موضوع المفصل وقيل هما رؤوس أَعالي الفخذين وقيل هما مَضْرَبُ الفرس بذنبه على فخذيه وقيل هما حيث يكوى الحمار في مؤَخره على كاذَتَيْهِ وفي حديث العباس أَنه وَسَمَ الجاعرتين هما لحمتان تكتنفان أَصل الذنب وهما من الإِنسان في موضع رَقْمَتي الحمارِ وفي الحديث أَنه كوى حماراً في جاعِرَتَيْه وفي كتاب عبد الملك إِلى الحجاج قاتلك الله أَسْوَدَ الجاعرتين قيل هما اللذان يَبْتَدِئانِ الذَّنَبَ والجِعَارُ من سِمات الإِبل وَسْمٌ في الجاعِرَة عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي والجِعْرانَةُ موضع وفي الحديث أَنه نزل الجِعْرانَةَ وتكرر ذكرها في الحديث وهي موضع قريب من مكة وهي في الحل وميقات الإِحرام وهي بتسكين العين والتخفيف وقد تكسر العين وتشدد الراء والجُعْرُورُ ضَرْبٌ من التمر صغار لا ينتفع به وفي الحديث أَنه نهى عن لونين في الصدقة من التمر الجُعْرُورِ ولَوْنِ الحُبَيْق قال الأَصمعي الجُعْرُورُ ضَرْبٌ من الدَّقَلِ يحمل رُطَباً صغاراً لا خير فيه ولَوْنُ الحُبَيْقِ من أَرْدَإِ التُّمْرانِ أَيضاً والجُعْرُورُ دُوَيْبَّة من أَحناش الأَرض ولصبيان الأَعراب لُعْبَةٌ يقال لها الجِعِرَّى الراء شديدة وذلك أَن يحمل الصبي بين اثنين على أَيديهما ولعبة أُخرى يقال لها سَفْدُ اللّقاح وذلك انتظام الصبيان بعضهم في إِثر بعض كلُّ واحد آخِذٌ بِحُجْزَةِ صاحبه من خَلْفِه وأَبو جِعْرانَ الجُعَلُ عامَّةً وقيل ضَرْبٌ من الجِعْلانِ وأُم جِعْران الرَّخَمَةُ كلاهما عن كراع

( جعبر ) الجَعْبَرُ القَعْب الغليظ الذي لم يحكم نَحْتُه والجَعْبَرَةُ والجَعْبَرِيَّة القصيرة الدميمة قال رؤبة بن العجاج يصف نساء يُمْسِينَ عن قَسِّ الأَذَى غَوافِلا لا جَعْبَرِيَّاتٍ ولا طَهَامِلا
( * قوله « يمسين » كذا هو أَيضاً في هذه المادة من الصحاح وفي مادة قس استشهد به على أَن القس التتبع فقال يصبحن إِلخ بدل يمسين ثم قول المؤلف القس النميمة هو وإِن كان كذلك لكن الأولى تفسير القس في البيت بالتتبع كما فعل الصحاح )
القَسُّ النَّمِيمَةُ والطَّهامِلُ الضَّخامُ ورجل جَعْبَرٌ وجَعْبَريٌّ قصير متداخل وقال يعقوب قصير غليظ والمرأَة جَعْبَرَةٌ وضَرَبَهُ فَجَعْبَرَهُ أَي صرعه

( جعثر ) جَعْثَرَ المتاع جَمَعَهُ

( جعظر ) الجِعْظارُ والجِعِظارَةُ بكسر الجيم والجِعْنْظار كله القصير الرجلين الغليظ الجسم فإِذا كان مع غلظ جسمه أَكولاً قويّاً سمي جَعْظَرِيّاً وقيل الجعْظارُ القليل العقل وهو أَيضاً الذي يَنْتَفِخُ بما ليس عنده مع قِصَرٍ وأَيضاً الذي لا يَأْلَمُ رَأْسُه وقيل هو الأَكول السَّيِّءُ الخُلُقِ الذي يتسخط عند الطعام والجَعْظَرِيّ القصير الرجلين العظيم الجسم مع قوّة وشدّة أَكل وقال ثعلب الجَعْظَرِيُّ المتكبر الجافي عن الموعظة وقال مرة هو القصير الغليظ وقال الجوهري الجَعْظَرِيُّ الفَظُّ الغليظ الفراء الجَظُّ والجَوَّاظ الطويل الجسم الأَكول الشَّرُوبُ البَطِرُ الكَفُورُ قال وهو الجِعْظارُ أَيضاً والجَعْظَرِيُّ مثله وفي الحديث أَلا أُخبركم بأَهل النار ؟ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مَنَّاعٍ جَمَّاعٍ الجَعْظَرِيُّ الفَظُّ الغليظ المتكبر وقيل هو الذي ينتفخ بما ليس عنده وفي رواية أُخرى هم الذين لا تُصَدَّعُ رؤوسهم الأَزهري الجَعْظَريُّ الطويل الجسم الأَكول الشروب البَطِرُ الكافر وهو الجِعْظارَةُ والجِعْظارُ قال وقال أَبو عمرو الجَعْظَريُّ القصير السمين الأَشِرُ الجافي عن الموعظة

( جعفر ) الجَعْفَرُ النهر عامَّةً حكاه ابن جني وأَنشد إِلى بَلَدٍ لا بَقَّ فِيهِ ولا أَذًى ولا نَبَطِيَّات يُفَجِّرْنَ جَعْفَرَا وقيل الجعفر النهر الملآن وبه شبهت الناقة الغزيرة قال الأَزهري أَنشدني المفضل مَنْ للجَعافِرِ يا قَوْمي ؟ فَقَدْ صُرِيَتْ وقَدْ يُسَاقُ لِذاتِ الصَّرْبَةِ الحَلَبُ ابن الأَعرابي الجَعْفَرُ النهر الصغير فوق الجَدْوَلِ وقيل الجَعْفَرُ النهر الكبير الواسع وأَنشد تَأَوَّدَ عُسْلُوجٌ عَلى شَطِّ جَعفَر وبه سمي الرجل وجَعْفَرٌ أَبو قبيلة من عامر وهم الجَعَافِرَةُ

( جعمر ) الجَعْمَرَةُ أَن يجمع الحمار نفسه وجَرامِيزَه ثم يَحْمِلَ على العَانَةِ أَو على الشيء إِذا أَراد كَدْمَهُ الأَزهري الجَعْمَرَةُ والجَمْعَرَة القَارَةُ المرتفعة المشرفة الغليظة

( جعنظر ) الجَعَنْظَرُ والجِعِنْظَارُ القصير الرجلين الغليظ الجسم عن كراع ورجل جِعِنْظَار إِذا كان أَكولاً قويّاً عظيماً جسيماً

( جفر ) الجَفْرُ من أَولاد الشاء إِذا عَظُمَ واستكرشَ قال أَبو عبيد إِذا بلغ ولد المعزى أَربعة أَشهر وجَفَرَ جَنْبَاه وفُصِلَ عن أُمه وأَخَذَ في الرَّعْي فهو جَفْرٌ والجمع أَجْفَار وجِفَار وجَفَرَةٌ والأُنثى جَفْرَةٌ وقد جَفَرَ واسْتَجفَرَ قال ابن الأَعرابي إِنما ذلك لأَربعة أَشهر أَو خمسة من يوم ولد وفي حديث عمر أَنه قضى في اليَرْبُوع إِذا قتله المحرم بجَفْرَةٍ وفي رواية قضى في الأَرنب يصيبها المحرم جَفْرَةً ابن الأَعرابي الجَفْرُ الجَمَلُ الصغير والجَديُ بعدما يُفْطَمُ ابن ستة أَشهر قال والغلام جَفْرٌ ابن شميل الجَفْرَةُ العَناق التي شَبِعَتْ من البَقْلِ والشجر واستغنت عن أُمِّها وقد تَجَفَّرَتْ واسْتَجْفَرَتْ وفي حديث حليمة ظَئِرَ النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان يَشِبُّ في اليوم شَبَابَ الصبي في الشهر فبلغ ستّاً وهو جَفرٌ قال ابن الأَثير اسْتَجْفَر الصَّبيُّ إِذا قوي على الأَكل وفي حديث أَبي اليَسَرِ فخرج
( * قوله « فخرج إِلخ » كذا بضبط القلم في نسخة من النهاية يظن بها الصحة والعهدة عليها ) إِليَّ ابنٌ له جَفْرٌ وفي حديث أُم زرع يكفيه ذراعُ الجَفْرَةِ مدحته بقلة الأَكل والجَفْرُ الصبي إِذا انتفخ لحمه وأَكل وصارت له كرش والأُنثى جَفْرَةٌ وقد استَجْفَر وتَجَفَّرَ والمُجْفَرُ العظيم الجنبين من كل شيء واسْتَجْفَرَ إِذا عظم حكاه شمر وقال جُفْرَةُ البطن باطِنُ المُجْرَئِشِّ والجُفْرَةُ جَوْفُ الصدر وقيل ما يجمع البطن والجنبين وقيل هو مُنحَنَى الضلوع وكذلك هو من الفرس وغيره وقيل جُفْرَةُ الفرس وسَطُه والجمع جُفَرٌ وجِفَارٌ وجُفْرَةُ كل شيء وسطه ومعظمه وفَرَسٌ مُجْفَرٌ وناقة مُجْفَرَة أَي عظيمة الجُفْرةِ وهي وسطه قال الجَعْدِيُّ فَتَآيا بِطَرِير مُرْهَفٍ جُفْرَةَ المَحْزِمِ مِنْهُ فَسَعَلْ والجُفْرَةُ الحُفْرَةُ الواسعة المستديرة والجُفَرُ خُروق الدعائم التي تحفر لها تحت الأَرض والجَفْرُ البئر الواسعة التي لم تُطْوَ وقيل هي التي طوي بعضها ولم يطو بعض والجمع جِفَارٌ ومنه جَفْرُ الهَبَاءَةِ وهو مُسْتَنْقَع ببلاد غَطَفَان والجُفْرَةُ بالضم سَعَةٌ في الأَرض مستديرة والجمعُ جِفَارٌ مثل بُرْمَةٍ وبرام ومنه قيل للجوف جُفْرةٌ وفي حديث طلحة فوجدناه في بعض تلك الجِفَارِ وهو جمع جُفْرة بالضم وفي الحديث ذكر جُفرة بضم الجيم وسكون الفاء جفرة خالد من ناحية البصرة تنسب إِلى خالد بن عبدالله بن أَسِيدٍ لها ذكر في حديث عبد الملك بن مروان والجَفِيرُ جَعْبَة من جلود لا خشب فيها أَو من خشب لا جلد فيها والجَفِيرُ أَيضاً جَعْبَةٌ من جلود مشقوقة في جنبها يُفعل ذلك بها ليدخلها الريح فلا يأْتكل الريش الأَحمر الجَفِير والجَعْبَةُ الكِنَانة الليث الجَفِير شبه الكنانة إِلا أَنه واسعٌ أَوسعُ منها يجعل فيه نُشَّابٌ كثير وفي الحديث من اتخذ قوساً عربية وجَفِيرَها نفى الله عنه الفقر الجَفير الكنانة والجَعْبة التي تجعل فيها السهام وتخصيصُ القِسِيِّ العربية كراهيةَ زِيِّ العجم وجَفَرَ الفحلُ يَجْفُر بالضم جُفُوراً انقطع عن الضِّراب وقَلَّ ماؤه وذلك إِذا أَكثر الضراب حتى حَسَرَ وانقطع وعَدَلَ عنه ويقال في الكبش رَبَضَ ولا يقال جَفَرَ ابن الأَعرابي أَجْفَرَ الرجلُ وجَفَرَ وجَفَّرَ واجْتَفَرَ إِذا انقطع عن الجماع وإِذا ذَلَّ قيل قد اجْتَفَرَ وأَجْفَرَ الرجلُ عن المرأَة انقطع وجَفَّرَه الأَمرُ عنه قَطَعَه عن ابن الأَعرابي وأَنشد وتُجْفِروا عن نساء قَدْ تَحِلُّ لَكُمْ وفي الرُّدَيْنِيِّ والْهِنْدِيِّ تَجْفِيرُ أَي أَن فيهما من أَلم الجراح ما يُجَفِّرُ الرجلَ عن المرأَة وقد يجوز أَن يعني به إِماتتهما إِياهم لأَنه إِذا مات فقد جَفَرَ وطعام مَجْفَرٌ ومَجْفَرَةٌ عن اللحياني يقطع عن الجماع ومن كلام العرب أَكلُ البِطِّيخ مَجْفَرَةٌ وفي الحديث أَنه قال لعثمان بن مظعون عليك بالصوم فإِنه مَجْفَرَةٌ أَي مَقْطَعَةٌ للنكاح وفي الحديث أَيضاً صُوموا وَوَفِّرُوا أَشْعاركم
( * قوله « ووفروا أشعاركم » يعني شعر العانة وفي رواية فإِنه أَي الصوم مجفر بصيغة اسم الفاعل من أجفر وهذا أَمر لمن لا يجد أهبة النكاح من معشر الشباب كذا بهامش النهاية ) فإِنها مَجْفَرَةٌ قال أَبو عبيد يعني مَقْطَعَة للنكاح ونقصاً للماء ويقال للبعير إِذا أَكثر الضراب حتى ينقطع قد جَفَرَ يَجْفِرُ جُفُوراً فهو جافر وقال ذو الرمة في ذلك وقد عَارَضَ الشِّعْرى سُهَيْلٌ كَأَنَّهُ قَرِيعُ هَجانٍ عَارَضَ الشَّوْلَ جَافِرُ وفي حديث عليّ كرم الله وجهه أَنه رأَى رجلاً في الشمس فقال قُمْ عنها فإِنها مَجْفَرَةٌ أَي تُذْهِبُ شهوة النكاح وفي حديث عمر رضي الله عنه إِياكم وَنَوْمَةَ الغَدَاةِ فإِنها مَجْفَرَةٌ وجعله القتيبي من حديث علي كرم الله وجهه والمُجْفِرُ المتغير ريح الجسد وفي حديث المُغِيرةِ إِياكم وكلَّ مُجْفِرَةٍ أَي مُتَغَيِّرة رِيحِ الجسد والفعل منه أَجْفَر قال ويجوز أَن يكون من قولهم امرأَة مُجْفِرَةُ الجنين أَي عظيمتهما وجَفَرَ جَنْبَاهُ إِذا اتَّسَعَا كأَنه كَرِهَ السِّمَنَ وقال أَبو حنيفة الكَنَهْبَلُ صِنْفٌ من الطَّلْحِ جَفْرٌ قال ابن سيده أُراه عَنَى به قبيح الرائحة من النبات الفراء كنت آتيكم فَقَد أَجْفَرْتُكم أَي تركت زيارتكم وقطعتها ويقالُ أَجْفَرْتُ ما كنتُ فيه أَي تركته وأَجْفَرْتُ فلاناً قطعته وتركت زيارته وأَجْفَرَ الشيءُ غاب عنك ومن كلام العرب أَجْفَرَنا هذا الذئبُ فما حَسَسْناه منذ أَيام وفعلتُ ذلك من جَفْرِ كذا
( * قوله « من جفر كذا إلخ » بفتح فسكون وبالتحريك وجفرة كذا بفتح فسكون كل ذلك عن ابن دريد أفاده شارح القاموس ) أَي من أَجله ويقال للرجل الذي لا عقل له إِنه لَمُنْهَدِمُ الحال ومُنْهَدِمُ الجَفْرِ والجُفُرَّى والكُفُرَّى وِعاء الطلع وإِبِلٌ جِفَارٌ إِذا كانت غِزاراً شبهت بِجِفَارِ الرَّكابا والجُفُرَّاء والجُفُرَّاةُ الكافور من النخل حكاهما أَبو حنيفة وجَيْفَرٌ ومُجَفَّر اسمان والجَفْرُ موضع بنجد والجِفَارُ موضع وقيل هو ماء لبني تميم قال ومنه يوم الجِفَارِ قال الشاعر وَيَوْمُ الجِفَارِ وَيَوْمُ النِّسا رِ كانا عَذَاباً وكانا غَرَامَا أَي هلاكاً والجَفَائِرُ رمال معروفة أَنشد الفارسي أَلِمَّا على وَحْشِ الجَفَائِر فانْظُرا إِليها وإِنْ لم تُمْكِنِ الوَحْشُ رامِيَا والأَجْفَرُ موضع

( جكر ) ابن الأَعرابي الجُكَيْرَةُ تصغير الجَكْرَةِ وهي اللَّجَاجَة وقال في موضع آخر أَجْكَرَ الرجلُ إِذا لَجَّ في البيع وقد جَكِرَ يَجْكَرُ جَكَراً

( جلنر ) الجُلنَّارُ معروف

( جمر ) الجَمْر النار المتقدة واحدته جَمْرَةٌ فإِذا بَرَدَ فهو فَحْمٌ والمِجْمَرُ والمِجْمَرَةُ التي يوضع فيها الجَمْرُ مع الدُّخْنَةِ وقد اجْتَمَرَ بها وفي التهذيب المِجْمَرُ قد تؤنث وهي التي تُدَخَّنْ بها الثيابُ قال الأَزهري من أَنثه ذهب به إِلى النار ومن ذكَّره عنى به الموضع وأَنشد ابن السكيت لا يَصْطَلي النَّارَ إِلا مِجْمَراً أَرِجا أَراد إِلا عُوداً أَرِجاً على النار ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ومَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ وبَخُورُهُمُ العُودُ الهِنْدِيُّ غَيْرَ مُطَرًّى وقال أَبو حنيفة المِجْمَرُ نفس العود واسْتَجْمَرَ بالمِجْمَرِ إِذا تبخر بالعود الجوهري المِجْمَرَةُ واحدةُ المَجَامِرِ يقال أَجْمَرْتُ النار مِجْمَراً إِذا هَيَّأْتَ الجَمْرَ قال وينشد هذا البيت بالوجهين مُجْمِراً ومِجْمَراً وهو لحميد بن ثور الهلالي يصف امرأَة ملازمة للطيب لا تَصْطَلي النَّارَ إلاَّ مُجْمِراً أَرِجاً قدْ كَسَّرَت مِنْ يَلَنْجُوجٍ لَه وَقَصَا واليلنجوج العود والوَقَصُ كِسَارُ العيدان وفي الحديث إِذا أَجْمَرْتُمْ الميت فَجَمِّرُوه ثلاثاً أَي إِذا بخرتموه بالطيب ويقال ثوب مُجْمَرٌ ومُجَمَّرٌ وأَجْمَرْتُ الثوبَ وَجَمَّرْتُه إِذا بخرته بالطيب والذي يتولى ذلك مُجْمِرٌ ومُجَمِّرٌ ومنه نُعَيْمٌ المُجْمِرُ الذي كان يلي إِجْمَارَ مسجد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمَجَامِر جمع مِجْمَرٍ ومُجْمِرٍ فبالكسر هو الذي يوضع فيه النار والبخور وبالضم الذي يتبخر به وأُعِدَّ له الجَمْرُ قال وهو المراد في الحديث الذي ذكر فيه بَخُورُهم الأَلُوَّةُ وهو العود وثوب مُجَمَّرٌ مُكَبًّى إِذا دُخِّنَ عليه والجامِرُ الذي يلي ذلك من غير فعل إِنما هو على النسب قال وَرِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكيِّهِ جَامِرُهْ وفي حديث عمر رضي الله عنه لا تُجَمِّروا
( * قوله « وفي حديث عمر لا تجمروا » عبارة النهاية لا تجمروا الجيش فتفتنوهم تجمير الجيش جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إِلى أَهليهم ) وجَمَّرَ ثَوْبَهُ إِذا بخره والجَمْرَةُ القبيلة لا تتضم إِلى أَحد وقيل هي القبيلة تقاتل جماعةَ قَبائلَ وقيل هي القبيلة يكون فيها ثلثمائة فارس أَو نحوها والجَمْرَةُ أَلف فارس يقال جَمْرَة كالجَمْرَةِ وكل قبيل انضموا فصاروا يداً واحدة ولم يُحَالِفوا غيرهم فهم جَمْرَةٌ الليث الجَمْرَةُ كل قوم يصبرون لقتال من قاتلهم لا يحالفون أَحداً ولا ينضمون إِلى أَحد تكون القبيلة نفسها جَمْرَة تصبر لقراع القبائل كما صبرت عَبْسٌ لقبائل قيس وفي الحديث عن عمر أَنه سأَل الحُطَيْئَةَ عن عَبْسٍ ومقاومتها قبائل قيس فقال يا أَمير المؤمنين كنا أَلف فارس كأَننا ذَهَبَةٌ حمراء لا نَسْتَجْمِرُ ولا نحالف أَي لا نسأَل غيرنا أَن يجتمعوا إِلينا لاستغنائنا عنهم والجَمْرَةُ اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها من سائر القبائل ومن هذا قيل لمواضع الجِمَارِ التي ترمى بِمِنًى جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى منها جَمْرَةٌ وهي ثلاث جَمَراتٍ وقال عَمْرُو بن بَحْرٍ يقال لعَبْسٍ وضَبَّةَ ونُمير الجَمَرات وأَنشد لأَبي حَيَّةَ النُّمَيري لَنَا جَمَراتٌ ليس في الأَرض مِثْلُها كِرامٌ وقد جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ نُمَيْرٌ وعبْسٌ يُتَّقَى نَفَيَانُها وضَبَّةُ قَوْمٌ بَأْسُهُمْ غَيْرُ كاذِبِ
( * قوله « يتقى نفيانها » النفيان ما تنفيه الريح في أصول الشجر من التراب ونحوه ويشبه به ما يتطرف من معظم الجيش كما في الصحاح )
وجَمَرَات العرب بنو الحرث بن كعب وبنو نُمير ابن عامر وبنو عبس وكان أَبو عبيدة يقول هي أَربع جمرات ويزيد فيها بني ضبة بن أُدٍّ وكان يقول ضبة أَشبه بالجمرة من بني نمير ثم قال فَطَفِئتْ منهم جمرتان وبقيت واحدة طَفِئتْ بنو الحرث لمحالفتهم نَهْداً وطفئت بنو عبس لانتقالهم إِلى بني عامر بن صَعْصَعَةَ يوم جَبَلَةَ وقيل جَمَراتُ مَعَدٍّ ضَبَّةُ وعبس والحرثُ ويَرْبُوع سموا بذلك لجمعهم أَبو عبيدة جمرات العرب ثلاث بنو ضبة بن أُد وبنو الحرث بن كعب وبنو نمير بن عامر وطفئت منهم جمرتان طفئت ضبة لأَنها حالفت الرِّبابَ وطفئت بن الحرث لأَنها حالفت مَذْحِجَ وبقيت نُمير لم تُطْفَأْ لأَنها لم تُخالِفْ ويقال الجمرات عبس والحرث وضبة وهم إِخوة لأُم وذلك أَن امرأَة من اليمن رأَت في المنام أَنه يخرج من فرجها ثلاث جمرات فتزوجها كعب بن عبد المَدَانِ فولدت له الحرث بن كعب ابن عبد المدان وهم أَشراف اليمن ثم تزوّجها بَغِيضُ ابن رَيْثٍ فولدت له عَبْساً وهم فُرْسَان العرب ثم تزوّجها أُدّ فولدت له ضبة فجمرتان في مضر وجمرة في اليمن وفي حديث عمر لأُلْحِقَنَّ كُلُّ قوم بِجَمْرَتهِم أَي بجماعتهم التي هم منها وأَجْمَرُوا على الأَمر وتَجَمَّرُوا تَجَمَّعُوا عليه وانضموا وجَمَّرَهُمُ الأَمر أَحوجهم إِلى ذلك وجَمَّرَ الشَّيءَ جَمَعَهُ وفي حديث أَبي إِدريس دخلت المسجد والناسُ أَجْمَرُ ما كانوا أَي أَجمع ما كانوا وجَمَّرَتِ المرأَةُ شعرها وأَجْمَرَتْهُ جمعته وعقدته في قفاها ولم ترسله وفي التهذيب إِذا ضَفَرَتْهُ جَمائِرَ واحدتُها جَمِيرَةٌ وهي الضفائر والضَّمائِرُ والجَمَائِرُ وتَجْمِيرُ المرأَة شعرها ضَفْرُه والجَميرَةُ الخُصْلَةُ من الشعر وفي الحديث عن النخعي الضَّافِرُ والمُلَبِّدُ والمُجْمِرُ عليهم الحَلْقُ أَي الذي يَضْفِرُ رأْسه وهو محرم يجب عليه حلقه ورواه الزمخشري بالتشديد وقال هو الذي يجمع شَعْرَهُ ويَعْقِدُهُ في قفاه وفي حديث عائشة أَجْمَرْتُ رأْسي إِجْماراً أَي جمعته وضفرته يقال أَجْمَرَ شعرَه إِذا جعله ذُؤابَةً والذؤابَةُ الجَمِيرَةُ لأَنها جُمِّرَتْ أَي جمعت وجَمِيرُ الشَّعَرِ ما جُمِّرَ منه أَنشد ابن الأَعرابي كَأَنَّ جَمِيرَ قُصَّتِها إِذا ما حَمِسْنَا والوقَايَةُ بالخِناق والجَمِيرُ مُجْتَمَعُ القوم وجَمَّرَ الجُنْدَ أَبقاهم في ثَغْرِ العدوّ ولم يُقْفِلْهم وقد نهي عن ذلك وتَجْمِيرُ الجُنْد أَن يحبسهم في أَرض العدوّ ولا يُقْفِلَهُمْ من الثَّغْرِ وتَجَمَّرُوا هُمْ أَي تحبسوا ومنه التَّجْمِيرُ في الشَعَرِ الأَصمعي وغيره جَمَّرَ الأَميرُ الجيشَ إِذا أَطال حبسهم بالثغر ولم يأْذن لهم في القَفْلِ إِلى أَهليهم وهو التَّجْمِيرُ وروى الربيع أَن الشافعي أَنشده وجَمَّرْتَنَا تَجْمِيرَ كِسْرى جُنُودَهُ ومَنَّيْتَنا حتى نَسينَا الأَمَانِيا وفي حديث عمر رضي الله عنه لا تُجَمِّرُوا الجيش فَتَفْتِنُوهم تَجْمِيرُ الجيش جَمْعُهم في الثُّغور وجَبْسُهم عن العود إِلى أَهليهم ومنه حديث الهُرْمُزانِ أَن كِسْرى جَمَّرَ بُعُوثَ فارِسَ وجاء القومُ جُمارَى وجُماراً أَي بأَجمعهم حكى الأَخيرة ثعلب وقال الجَمَارُ المجتمعون وأَنشد بيت الأَعشى فَمَنْ مُبْلِغٌ وائِلاً قَوْمَنَا وأَعْني بذلك بَكْراً جَمارَا ؟ الأَصمعي جَمَّرَ بنو فلان إِذا اجتمعوا وصاروا أَلْباً واحداً وبنو فلان جَمْرَةٌ إِذا كانوا أَهل مَنَعَةٍ وشدّة وتَجَمَّرتِ القبائلُ إِذا تَجَمَّعَتْ وأَنشد إِذا الجَمارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ وخُفٌّ مُجْمِرٌ صُلْبٌ شديد مجتمع وقيل هو الذي نَكَبَتْهُ الحجارة وصَلُبَ أَبو عمرو حافِرٌ مُجْمِرٌ وقَاحٌ صُلْبٌ والمُفِجُّ المُقَبَّبُ من الحوافر وهو محمود والجَمَراتُ والجِمارُ الحَصياتُ التي يرمى بها في مكة واحدتها جَمْرَةٌ والمُجَمَّرُ موضع رمي الجمار هنالك قال حذيفة بن أَنس الهُذَليُّ لأَدْركُهْم شُعْثَ النَّواصي كَأَنَّهُمْ سَوابِقُ حُجَّاجٍ تُوافي المُجَمَّرا وسئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًى فقال أَصْلُها من جَمَرْتُه ودَهَرْتُه إِذا نَحَّيْتَهُ والجَمْرَةُ واحدةُ جَمَراتِ المناسك وهي ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ والجَمْرَةُ الحصاة والتَّجْمِيرُ رمْيُ الجِمارِ وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فسمي جَمْرَةً لأَنها تُرْمي بالجِمارِ وقيل لأَنها مَجْمَعُ الحصى التي ترمي بها من الجَمْرَة وهي اجتماع القبيلة على من ناوأَها وقيل سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع ومنه الحديث إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه والاسْتِجْمارُ الاستنجاء بالحجارة كأَنه منه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم إِذا توضأْتَ فانْثُرْ وإِذا استجمرت فأَوْتِرْ أَبو زيد الاستنجاء بالحجارة وقيل هو الاستنجاء واستجمر واستنجى واحد إِذا تمسح بالجمار وهي الأَحجار الصغار ومنه سميت جمار الحج للحصى التي ترمى بها ويقال للخارص قد أَجْمَرَ النخلَ إِذا خَرَصَها والجُمَّارُ معروف شحم النخل واحدته جُمَّارَةٌ وجُمَّارَةُ النخل شحمته التي في قِمَّةِ رأْسه تُقْطَعُ قمَّتُه ثم تُكْشَطُ عن جُمَّارَةٍ في جوفها بيضاء كأَنها قطعةُ سَنَامٍ ضَخْمَةٌ وهي رَخْصَةٌ تؤكل بالعسل والكافورُ يخرج من الجُمَّارَة بين مَشَقِّ السَّعَفَتَيْنِ وهي الكُفُِرَّى والجمعُ جمَّارٌ أَيضاً والجَامُورُ كالجُمَّارِ وجَمَرَ النخلة قطع جُمَّارَها أَو جامُورَها وفي الحديث كأَني أَنظر إِلى ساقه في غَرْزه كأَنها جُمَّارَةٌ الجُمَّارَةُ قلب النخلة وشحمتها شبه ساقه ببياضها وفي حديث آخر أَتى بِجُمَّارٍ هُوَ جمعُ جُمَّارة والجَمْرَةُ الظُّلْمة الشديدة وابنُ جَمِير الظُّلمة وقيل لظُلمة ليلة
( * قوله « لظلمة ليلة إلخ » هكذا بالأصل ولعله ظلمة آخر ليلة إلخ كما يعلم مما يأتي ) في الشهر وابْنَا جَمِيرٍ الليلتانِ يَسْتَسِرُّ فيهما القَمَرُ وأَجْمَرَتِ الليلةُ اسْتَسَرَّ فيها الهلالُ وابْنُ جَمِيرٍ هلالُ تلك الليلة قال كعب بن زهير في صفة ذئب وإِنْ أَطافَ ولم يَظْفَرْ بِطائِلةٍ في ظُلْمة ابنِ جَمِيرٍ سَاوَرَ الفُطُمَا يقول إِذا لم يصب شاةً ضَخْمَةً أَخذ فقَطِيمَةً والفُطُمُ السِّخَالُ التي فُطِمَتْ واحدتها فطيمة وحكي عن ثعلب ابنُ جُمَيْرٍ على لفظ التصغير في كل ذلك قال يقال جاءنا فَحْمَةَ بْنَ جُمَيْرٍ وأَنشد عَنْدَ دَيْجُورِ فَحْمَةِ بْنِ جُمَيْرٍ طَرَقَتْنا واللَّيْلُ دَاجٍ بَهِيمُ وقيل ظُلْمَةُ بْنُ جَميرٍ آخرُ الشهر كأَنه سَمَّوْهُ ظلمة ثم نسبوه إِلى جَمِير والعرب تقول لا أَفعل ذلك ما جَمَرَ ابْنُ جَمير عن اللحياني وفي التهذيب لا أَفعل ذاك ما أَجْمَرَ ابْنُ جَمِيرٍ وما أَسْمَرَ ابْنُ سَمِير الجوهري وابنا جمير الليل والنهار سميا بذلك للاجتماع كما سميا ابْنَيْ سَمِير لأَنه يُسْمَرُ فيهما قال والجَمِيرُ الليل المظلم وابنُ جَمِيرٍ الليل المظلم وأَنشد لعمرو بن أَحمر الباهلي نَهارُهُمُ ظَمْآنُ ضَاحٍ ولَيْلُهُمْ وإِن كَانَ بَدْراً ظُلْمَةُ ابْنِ جَمِيرِ ويروىي نهارُهُمُ ليلٌ بَهِيمٌ ولَيْلُهُمْ ابْنُ جَمِيرٍ الليلة التي لا يطلع فيها القمر في أُولاها ولا في أُخراها قال أَبو عمر الزاهد هو آخر ليلة من الشهر وقال وكأَنّي في فَحْمَةِ ابنِ جَمِيرٍ في نِقابِ الأُسَامَةِ السِّرْداحِ قال السرداح القوي الشديد التام نقاب جلد والأُسامة الأَسد وقال ثعلب ابْنُ جَمِير الهلالُ ابن الأَعرابي يقال للقمر في آخر الشهر ابْنُ جَمِيرٍ لأَن الشمس تَجْمُرُه أَي تواريه وأَجْمَرَ الرجلُ والبعيرُ أَسرع وعدا ولا تقل أَجمز بالزاي قال لبيد وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرَتْ أَوْ قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ وأَجْمَرْنا الخيل أَي ضَمَّرْناها وجمعناها وبنو جَمْرَةَ حَيُّ من العرب ابن الكلبي الجِمارُ طُهَيَّةُ وبَلْعَدَوِيَّة وهو من بني يربوع بن حنظلة والجامُور القَبْرُ وجامُورُ السفينة معروف والجامُور الرأْس تشبيهاً بجامور السفينة قال كراع إِنما تسميه بذلك العامة وفلان لا يعرف الجَمْرَةَ من التمرة ويقال كان ذلك عند سقوط الجَمْرَةِ والمُجَيْمِرُ موضع وقيل اسم جبل وقول ابن الأَنباري ورُكوبُ الخَيْلِ تَعْدُو المَرَطَى قد عَلاَها نَجَدُ فيه اجْمِرار قال رواه يعقوب بالحاء أَي اختلط عرقها بالدم الذي أَصابها في الحرب ورواه أَبو جعفر اجمرار بالجيم لأَنه يصف تجعد عرقها وتجمعه الأَصمعي عدَّ فلان إِبله جَماراً إِذا عدها ضربة واحدة ومنه قول ابن أَحمر وظَلَّ رعاؤُها يَلْقَونَ منها إِذا عُدَّتْ نَظَائِر أَو جَمَارَا والنظائر  أَن تعد مثنى مثنى والجَمارُ أَن تُعَدَّ جماعةً ثعلب عن ابن الأَعرابي عن المفضل في قوله أَلم تَرَ أَنَّني لاقَيْتُ يَومْاً مَعائِرَ فيهمُ رَجُلاً جَمَارا فَقِيرَ اللْيلِ تَلْقاه غنِيّاً إِذا ما آنَسَ الليلُ النهارَا هذا مقدّم أُريد به
( * هكذا في الأَصل ) وفلان غني الليل إِذا كانت له إِبل سود ترعى بالليل =

===========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جلد 3. الحيوان للجاحظ /الجزء الثالث

  الجزء الثالث بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة استنشاط القارئ ببعض الهزل وإن كنَّا قد أمَلْلناك بالجِدِّ وبالاحتجاجاتِ الصحيحة والم...