كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس


مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 مايو 2022

مجلد 20.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور من ( ستع ) الي ( نسع )

 

20.

مجلد 20.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور   

 ( ستع ) حكى الأَزهري عن الليث رجل مِسْتَعٌ أَي سريعٌ ماضٍ كَمِسْدَعٍ

( سجع ) سَجَعَ يَسْجَعُ سَجْعاً استوى واستقام وأَشبه بعضه بعضاً قال ذو الرمة قَطَعْتُ بها أَرْضاً تَرَى وَجْه رَكْبها إِذا ما عَلَوْها مُكْفَأً غَيْرَ ساجِعِ أَي جائراً غير قاصد والسجع الكلام المُقَفَّى والجمع أَسجاع وأَساجِيعُ وكلام مُسَجَّع وسَجَعَ يَسْجَعُ سَجْعاً وسَجَّعَ تَسْجِيعاً تَكَلَّم بكلام له فَواصِلُ كفواصِلِ الشِّعْر من غير وزن وصاحبُه سَجّاعةٌ وهو من الاسْتِواءِ والاستقامةِ والاشتباهِ كأَن كل كلمة تشبه صاحبتها قال ابن جني سمي سَجْعاً لاشتباه أَواخِره وتناسب فَواصِلِه وكسَّرَه على سُجُوع فلا أَدري أَرواه أَم ارتجله وحكِي أَيضاً سَجَع الكلامَ فهو مسجوعٌ وسَجَع بالشيء نطق به على هذه الهيئة والأُسْجُوعةُ ما سُجِعَ به ويقال بينهم أُسْجُوعةٌ قال الأَزهري ولما قضى النبي صلى الله عليه وسلم في جَنِينِ امرأَة ضربتها الأُخرى فَسَقَطَ مَيِّتاً بغُرّة على عاقلة الضاربة قال رجل منهم كيف نَدِيَ من لا شَرِبَ ولا أَكل ولا صاحَ فاستهل ومِثْلُ دمِه يُطَلّْ
( * قوله « يطل » من طل دمه بالفتح أهدره كما أَجازه الكسائي ويروى بطل بباء موحدة راجع النهاية ) ؟ قال صلى الله عليه وسلم إِياكم وسَجْعَ الكُهّان وروي عنه صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن السَّجْعِ في الدُّعاء قال الأَزهري إِنه صلى الله عليه وسلم كره السَّجْعَ في الكلام والدُّعاء لمُشاكلتِه كلامَ الكهَنَة وسجْعَهم فيما يتكهنونه فأَما فواصل الكلام المنظوم الذي لا يشاكل المُسَجَّع فهو مباح في الخطب والرسائل وسَجَعَ الحَمامُ يَسْجَعُ سَجْعاً هَدَلَ على جهة واحدة وفي المثل لا آتيك ما سجَع الحمام يريدون الأَبد عن اللحياني وحَمامٌ سُجُوعٌ سَواجِعُ وحمامة سَجُوعٌ بغير هاء وساجعة وسَجْعُ الحمامةِ موالاة صوتها على طريق واحد تقول العرب سجَعَت الحمامة إِذا دَعَتْ وطَرَّبَتْ في صوتها وسجَعت الناقة سَجْعاً مدّت حَنِينَها على جهة واحدة يقال ناقة ساجِعٌ وسَجَعَتِ القَوْسُ كذلك قال يصف قوساً وهْيَ إِذا أَنْبَضْتَ فيها تَسْجَعُ تَرَنُّمُ النَّحْلِ أَباً لا يَهْجَعُ
( * قوله أباً لا يهجع هكذا في الأصل ولعله أبَى أي كره وامتنع أن ينام )
قوله تَسْجَعُ يعني حَنِين الوَتر لإِنْباضِه يقول كأَنها تَحِنُّ حنيناً متشابهاً وكله من الاستواء والاستقامة والاشتباه أَبو عمرو ناقةٌ ساجعٌ طويلةٌ قال الأَزهري ولم أَسمع هذا لغيره وسجَع له سَجْعاً قصَد وكلُّ سَجْع قَصْدٌ والساجِعُ القاصِدُ في سيره وأَنشد بيت ذي الرمة قطعتُ بها أَرْضاً تَرَى وَجْه رَكْبها البيت المتقدم وَجْهُ رَكْبها الوَجْهُ الذي يَؤُمُّونه يقول إِنّ السَّمُومَ قابَلَ هُبُوبُها وُجوهَ الرَّكبِ فَأَكْفَؤُوها عن مَهَبِّها اتِّقاءً لِحَرِّها وفي الحديث أَن أَبا بكر رضي الله عنه اشترى جاريةً فأَراد وطأَها فقالت إِني حامل فرفع ذلك إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إِنّ أَحدكم إِذا سَجَع ذلك المَسْجَعَ فليس بالخِيار على اللهِ وأَمَر بردِّها أَي سَلَكَ ذلك المَسْلَكَ وأَصل السجْعِ القَصْدُ المُسْتَوي على نسَقٍ واحد

( سدع ) السَّدْعُ الهدايةُ للطريق ورجل مِسْدَعٌ دليلٌ ماضٍ لوجهه وقيل سريعٌ وفي التهذيب رجل مِسْدَعٌ ماضٍ لوجهه نحوَ الدليلِ والسَّدْعُ صَدْمُ الشيء بالشيء سَدَعَه يَسْدَعُه سَدْعاً وسُدِعَ الرجلُ نُكِبَ يمانية قال الأَزهري ولم أَجد في كلام العرب شاهداً من ذلك وأَظن قوله مِسْدَع أَصله صاد مِصْدَعٌ من قوله عز وجل فاصدع بما تؤْمر أَي افعل وفي كلامهم نَقْذاً لك من كل سَدْعةٍ أَي سلامة لك من كل نَكْبة

( سرع ) السُّرْعةُ نقِيضُ البُطْءِ سَرُعَ يَسْرُعُ سَراعةً وسِرْعاً وسَرْعاً وسِرَعاً وسَرَعاً وسُرْعةً فهو سَرِعٌ وسَرِيعٌ وسُراعٌ والأُنثى بالهاء وسَرْعانُ والأُنثى سَرْعَى وأَسْرَعَ وسَرُعَ وفرق سيبويه بين سَرُع وأَسْرَعَ فقال أَسْرَعَ طَلَبَ ذلك من نفسه وتَكَلَّفه كأَنه أَسرَعَ المشي أَي عَجّله وأَما سرُع فكأَنها غَرِيزةٌ واستعمل ابن جني أَسرَع متعدِّياً فقال يعني العرب فمنهم من يَخِفُّ ويُسْرِعُ قبولَ ما يسمعه فهذا إِمَّا أَن يكون يتعدى بحرف وبغير حرف وإِما أَن يكون أَراد إِلى قبوله فحذف وأَوصل وسَرَّع كأَسْرَعَ قال ابن أَحمر أَلا لا أَرى هذا المُسَرِّعَ سابِقاً ولا أَحَداً يَرْجُو البَقِيّةَ باقِيا وأَراد بالبقية البَقاء وقال ابن الأَعرابي سَرِع الرجلُ إِذا أَسرَع في كلامه وفِعاله قال ابن بري وفرس سَريعٌ وسُراعٌ قال عمرو بن معديكرب حتى تَرَوْهُ كاشِفاً قِناعَهْ تَغْدُو بِه سَلْهَبةٌ سُراعَهْ وأَسْرَعَ في السير وهو في الأَصل متعدّ وعجبت من سُرْعةِ ذاك وسِرَعِ ذاك مثال صِغَرِ ذاك عن يعقوب وفي حديث تأْخير السَّحُورِ فكانت سُرْعتي أَن أُدْرِكَ الصلاةَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد إِسراعي والمعنى أَنه لِقُرْبِ سحُورِه من طلوع الفجر يدرك الصلاة بإِسراعه ويقال أَسرَعَ فلان المشي والكتابة وغيرهما وهو فعل مجاوز ويقال أَسرع إِلى كذا وكذا يريدون أَسرَعَ المضيّ إِليه وسارَعَ بمعنى أَسرعَ يقال ذلك للواحد وللجميع سارَعوا قال الله عز وجل أَيحسَبُونَ أَن ما نُمِدُّهُم به من مال وبنين نُسارِعُ لهم في الخيرات معناه أَيحسبون أَن إِمدادَنا لهم بالمال والبنين مجازاة لهم وإِنما هو استدراج من الله لهم وما في معنى للذي أَي أَيحسبون أَن الذي نمدهم به من مال وبنين والخبر محذوف المعنى نسارع لهم به وقال الفراء خبر أَن ما نمدهم به قوله نسارع لهم واسم أَنَّ ما بمعنى الذي ومن قرأَ يُسارِعُ لهم في الخيرات فمعناه يُسارِعُ لهم به في الخيرات فيكون مثل نُسارِعُ ويجوز أَن يَكون على معنى أَيحسبون إِمدادنا يُسارِعُ لهم في الخيرات فلا يحتاج إِلى ضمير وهذا قول الزجاج وفي حديث خيفان مَسارِيعُ في الحرب هو جمع مِسْراع وهو الشديد الإِسْراع في الأُمور مثل مِطْعانٍ ومَطاعِينَ وهو من أَبنية المبالغة وقولهم السَّرَعَ السَّرَعَ مثال الوَحَا وتسرَّعَ الأَمرُ كسَرُعَ قال الراعي فلو أَنّ حَقّ اليَوْم مِنْكُم إِقامةٌ وإِن كان صَرْحٌ قد مَضَى فَتَسَرَّعا وتَسَرَّعَ بالأَمر بادَرَ به والمُتَسَرِّعُ المُبادِرُ إِلى الشَّرِّ وتَسَرَّعَ إِلى الشرِّ والمسْرَعُ السَّريعُ إِلى خير أَو شرّ وسارعَ إِلى الأَمر كأَسْرَعَ وسارَعَ إِلى كذا وتَسَرَّع إِليه بمعنًى وجاء سرَعاً أَي سَريعاً والمُسارَعةُ إِلى الشيء المُبادَرَةُ إِليه وأَسرَع الرجلُ سَرُعَتْ دابَّته كما قالوا أَخَفَّ إِذا كانت دابته خفيفة وكذلك أَسرَعَ القومُ إِذا كانت دوابُّهم سِراعاً وسَرُعَ ما فعلْتَ ذاك وسَرْعَ وسُرْعَ وسَرْعانَ ما يكونُ ذاك وقول مالك بن زغبة الباهلي أَنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَرُوقُ وحَبْلُ الوَصْلِ مُنتكِثٌ حَذِيقُ ؟ أَراد سَرُعَ فخفف والعرب تخفف الضمة والكسرة لثقلهما فتقول للفَخِذِ فَخْذٌ وللعَضُدِ عَضْدٌ ولا تقول للحَجَر حَجْر لخفة الفتحة وقوله أَنَوْراً معناه أَنَواراً ونِفاراً يا فَرُوقُ وما صلة أَراد سَرُعَ ذا نَوْراً وتقول أَيضاً سِرْعانَ وسُرْعانَ كله اسم للفعل كَشَتان وقال بشر أَتَخْطُبُ فيهم بَعْدَ قتْلِ رِجالِهم ؟ لَسَرْعانَ هذا والدِّماءُ تَصَبَّبُ ابن الأَعرابي وسَرْعانَ ذا خُروجاً وسَرُعانَ ذا خروجاً بضم الراء وسِرْعانَ ذا خروجاً قال ابن السكيت والعرب تقول لَسَرْعانَ ذا خُرُوجاً بتسكين الراء وتقول لَسَرُعَ ذا خروجاً بضم الراء وربما أَسكنوا الراء فقالوا سَرْعَ ذا خروجاً أَي سَرُعَ ذا خُروجاً ولَسَرْعانَ ما صَنَعْتَ كذا أَي ما أَسْرَعَ وفي المثل سَرْعانَ ذا إِهالةً وأَصل هذا المثل أَن رجلاً كان يُحَمَّقُ اشترى شاة عَجْفاءَ يَسِيلُ رُغامُها هُزالاً وسُوءَ حال فظن أَنه وَدَكٌ فقال سَرْعانَ ذا إِهالةً وسَرَعانُ الناسِ وسَرْعانُهم أَوائِلُهم المستبقون إِلى الأَمر وسَرَعانُ الخيلِ أَوائِلُها قال أَبو العباس إِذا كان السَّرَعانُ وصفاً في الناس قيل سَرَعانُ وسَرْعانُ وإِذا كان في غير الناس فسَرَعانُ أَفصح ويجوز سَرْعان وقال الأَصمعي سَرَعانُ الناسِ أَوائِلُهم فحرَّك لمن يُسْرِعُ من العسكر وكان ابن الأَعرابي يسكن الراء فيقول سرْعان الناس أَوائلهم وقال القطامي في لغة من يثقل ويقول سَرَعانَ وحَسِبْتُنا نَزَعُ الكَتِيبةَ غُدْوةً فَيُغَيِّفُونَ ونَرْجِعُ السَّرَعانا قال الجوهري في سَرَعانِ الناس يلزم الإِعرابُ نونَه في كل وجه وفي حديث سَهْو الصلاة فخرج سَرَعانُ الناسِ وفي حديث يوم حُنَينٍ فخرج سَرَعان الناس وأَخِفّاؤُهُم والسَّرَعانُ الوَتَرُ القوي قال وعَطَّلْتُ قَوْسَ اللَّهْوِ من سَرَعانِها وعادَتْ سِهامي بَينَ أَحْنَى وناصِلِ الأَزهري وسَرَعانُ عَقَبِ المَتْنَيْنِ شِبْهُ الخُصَل تَخْلُص من اللحم ثم تُفْتَلُ أَوتاراً للقِسِيّ يقال لها السرَعانُ قال سمعت ذلك من العرب وقال أَبو زيد واحدة سَرَعانِ العَقَبِ سَرَعانةٌ وقال أَبو حنيفة السَّرَعانُ العَقَبُ الذي يجمع أَطرافَ الريش مما يلي الدائرة وسَرَعانُ الفرس خُصَلٌ في عُنقه وقيل في عَقِبه الواحدة سَرَعانة والسَّرْعُ والسِّرْعُ القَضِيبُ من الكرْم الغَضُّ والجمع سُرُوعٌ وفي التهذيب السَّرْعُ قَضِيب سنة من قُضْبان الكرْم قال وهي تَسْرُعُ سُرُوعاً وهنّ سَوارِعُ والواحدة سارِعةٌ قال والسَّرْعُ والسِّرْعُ اسم القضيب من ذلك خاصّة والسرَعْرَعُ القضيب ما دام رَطْباً غضّاً طرِيّاً لسَنَتِه والأُنثى سَرَعْرَعةٌ وكل قضيب رَطْب سِرْعٌ وسَرْعٌ وسَرَعْرَعٌ قال يصف عُنْفُوانَ الشباب أَزْمانَ إِذْ كُنْتَ كَنَعْتِ الناعِتِ سَرَعْرَعاً خُوطاً كَغُصْنٍ نابِتِ أَي كالخُوطِ السَّرَعْرَعِ والتأْنيثُ على إِرادةِ الشُّعْبة قال الأَزهري والسَّرْغُ بالغين المعجمة لغة في السَّرْع بمعنى القضيب الرطْب وهي السُّرُوعُ والسُّروغُ والسَّرَعْرَعُ الدقيق الطويل والسَّرَعْرَعُ الشابُّ الناعم اللدْنُ الأَصمعي شَبَّ فلان شباباً سَرَعْرَعاً والسَّرَعْرَعةُ من النساء الليِّنة الناعمةُ والأَسارِيعُ شُكُرٌ تَخْرُجُ في أَصلِ الحَبلةِ والأَسارِيعُ التي يتعلق بها العنب وربما أُكلت وهي رَطْبَةٌ حامضةٌ الواحِدُ أُسْرُوعٌ واليَسْرُوع واليُسْروعُ والأَسْرُوع دُودٌ يكون على الشوْك والجمع الأَسارِيعُ وقيل الأَسارِيعُ دُودٌ حُمْرُ الرؤوس بيض الأَجساد تكون في الرمل تُشَبَّه بها أَصابع النساء وقال الأَزهري هي دِيدانٌ تظهر في الربيع مُخَطَّطة بسواد وحمرة قال امرؤ القيس وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرِ شَثْنٍ كأَنه أَسارِيعُ ظَبْيٍ أَو مساوِيكُ إِسْحِلِ وظَبْيٌ اسم وادٍ بِتِهامةَ يقال أَسارِيعُ ظَبْي كما يقال سِيدُ رَمْل وضَبُّ كُدْيةٍ وثَوْرُ عَدابٍ وقيل اليُسْرُوعُ والأُسْرُوعُ الدُّودةُ الحمراء تكون في البقْل ثم تنسلخ فتصير فَراشة قال ابن بري اليُسْرُوعُ أَكبر من أَن ينسلخ فيصير فراشة لأَنها مقدار الإِصْبَعِ ملْساءُ حمراءُ والأَصل يَسْرُوعٌ لأَنه ليس في الكلام يُفْعُولٌ قال سيبويه وإِنما ضموا أَوّله إِتباعاً لضم الراء كما قالوا أَسْوَدُ بن يعْفُر قال ذو الرمة وحتى سَرَتْ بعد الكَرَى في لَوِيِّه أَسارِيعُ مَعْرُوفٍ وصَرَّتْ جَنادِبُهْ واللَّوِيُّ ما ذَبَلَ من البَقْل يقول قد اشتدّ الحرّ فإِن الأَسارِيعَ لا تَسْرِي على البقل إِلاَّ ليلاً لأَن شدة الحر بالنهار تقتلها وقال أَبو حنيفة الأُسْرُوعُ طُولُ الشِّبْرِ أَطولُ ما يكون وهو مُزَيَّن بأَحسن الزينة من صفرة وخُضرة وكل لون لا تراه إِلا في العُشب وله قوائم قصار وتأْكلها الكلاب والذئاب والطير وإِذا كَبِرَتْ أَفسدت البقل فَجَدّعتْ أَطرافَه وأُسْرُوعُ الظَّبْي عَصَبةٌ تَسْتَبْطِنُ رجله ويده وأَسارِيعُ القَوْسِ الطُّرَقُ والخُطُوطُ التي في سِيَتها واحدها أُسْرُوعٌ ويُسْرُوعٌ وواحدة الطُّرَقِ طُرْقةٌ وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَنَّ عُنُقَه أَسارِيعُ الذهب أَي طَرائِقُه وفي الحديث كان على صدره الحَسن أَو الحسين فبالَ فرأَيت بوله أَسارِيعَ أَي طرائقَ وأَبو سَرِيعٍ هو النار في العَرْفَجِ وأَنشد لا تَعْدِلَنَّ بأَبِي سَرِيعِ إِذا غَدَتْ نَكْباءُ بالصَّقِيعِ والصَّقِيعُ الثَّلْج وقول ساعِدةَ بن جُؤَيّة وظَلَّتْ تُعَدَّى مِن سَرِيعٍ وسُنْبُك تَصَدَّى بأَجوازِ اللُّهُوبِ وتَرْكُدُ فسره ابن حبيب فقال سَرِيعٌ وسُنْبُكٌ ضَرْبان من السَّيْرِ والسَّرْوَعةُ الرابِيةُ من الرمل وغيره وفي الحديث فأَخَذَ بهم بين سَرْوَعَتَيْنِ ومالَ بهم عن سَنَنِ الطريق حكاه الهرويّ وقال الأَزهري السَّرْوَعةُ النَّبَكةُ العظيمة من الرمْل ويجمع سَرْوَعاتٍ وسَراوِعَ قال الأَزهري والزَّرْوَحةُ مثل السرْوعةِ تكون من الرمل وغيره وسُراوِعٌ موضع عن الفارسي وأَنشد لابن ذَريح عَفا سَرِفٌ من أَهْلِه فَسُراوِعُ
( * قوله « عفا إلخ » تمامه كما في شرح القاموس فؤادي قديد فالتلاع الدوافع وقال إنه عن الفارسي بضم السين وكسر الواو )
وقال غيره إِنما هو سَرَاوِع بالفتح ولم يحك سيبويه فُعاوِلٌ ويروى فَشُراوِع وهي رواية العامّة

( سرطع ) سَرْطَعَ وطَرْسَعَ كلاهما عَدا عدْواً شديداً من فَزَعٍ

( سرقع ) السُّرْقُعُ النبيذُ الحامضُ

( سطع ) السَّطْعُ كل شيء انتشر أَو ارتفع من بَرْقٍ أَو غُبار أَو نُور أَو رِيح سَطَعَ يَسْطَعُ سَطْعاً وسُطُوعاً قال لبيد في صفة الغُبار المرتفع مَشْمُولة غُلِثَتْ بنابِتِ عَرْفَجٍ كَدُخانِ نارٍ ساطِعٍ إِسْنامُها غُلِثَتْ خُلِطَتْ والمشمولةُ النار التي أَصابتها الشَّمالُ وأَما قولهم صاطعٌ في ساطعٍ فإِنهم أَبدلوها مع الطاء كما أَبدلوها مع القاف لأَنها في التصَعُّد بمنزلتها والسَّطِيعُ الصُّبْحُ لإِضاءته وانتشاره ويقال للصبح إِذا طلَع ضَوْؤُه في السماء قد سَطَع يسْطَع سُطوعاً أَوّلَ ما ينشقُّ مستطيلاً وكذلك البرق يَسْطَعُ في السماء وكذلك إِذا كان كذَنَب السِّرْحانِ مستطيلاً في السماء قبل أن ينتشر في الأُفق وفي حديث السَّحُور كلوا واشربوا ولا يَهِيدَنَّكم الساطِعُ المُصْعِدُ وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الأَحمر وأَشار بيده في هذا الموضع من نحو المَشْرِق إِلى المَغْرِب عَرْضاً يعني الصبح الأَوّل المستطيل قال الأَزهري وهذا دليل على أَن الصبح الساطع هو المستطيل قال فلذلك قيل للعَمُود من أَعْمِدة الخِباء سِطاعٌ وفي حديث ابن عباس كلوا واشربوا ما دام الضوْءُ ساطِعاً حتى تَعْتَرِضَ الحُمرةُ الأُفُقَ ساطعاً أَي مستطيلاً وسَطَع لي أَمرُك وضَح عن اللحياني وسَطَعَتِ الرائحةُ سَطْعاً وسُطوعاً فاحَتْ وعَلَتْ وارتفعت يقال سَطَعَتْني رائحةُ المِسْك إِذا طارت إِلى أَنفك والسَّطَعُ بالتحريك طُولُ العُنُق وفي حديث أُم معبد وصفتها المصطفى صلى الله عليه وسلم قالت وكان في عُنُقِه سَطَعٌ أَي طُول يقال عُنُقٌ سَطْعاء قال أَبو عبيدة العنق السطعاءُ التي طالت وانتصب علابِيُّها ذكره في صفات الخيل وظَلِيمٌ أَسطَعُ طويلُ العُنُقِ والأُنثى سَطْعاء يقال سَطِعَ سَطَعاً في النعت ويقال في رفعه عنقه سَطَعَ يَسْطَعُ وكذلك الرجل والمرأَة والبعير وقد سَطِعَ سَطَعاً وسَطَعَ يَسْطَعُ رفع رأْسه ومدَّ عُنقه قال ذو الرمة يصف الظَّلِيم فَظَلَّ مُخْتَضِعاً يَبْدُو فَتُنْكِرُه حالاً ويَسْطَعُ أَحياناً فَينْتَسِبُ وعنق أَسطَعُ طويل منتصب وسطَعَ السهمُ إِذا رَمَى به فشخَصَ يلمَع وقال الشماخ أَرِقْتُ له في القَوْمِ والصُّبح ساطِعٌ كما سَطَع المِرِّيخُ شَمَّره الغالِي وروي سَمَّرَه ومعناهما أَرسلَه والسِّطاعُ خَشَبة تنصب وسَط الخِباء والرُّواقِ وقيل هو عمود البيت قال القطامي أَلَيْسُوا بالأُلى قَسَطُوا قَدِيماً على النُّعْمانِ وابْتَدَرُوا السِّطاعَا ؟ وذلك أَنهم دخلوا على النُّعمان قُبَّته وجمع السِّطاعِ أَسْطِعةٌ وسُطُعٌ أَنشد ابن الأَعرابي يَنُشْنَه نَوْشاً بأَمْثالِ السُّطُعْ والسِّطاعُ العنق على التشبيه بِسِطاعِ الخباء وناقة ساطِعةٌ ممتدَّة الجِرانِ والعُنُق قال ابن فيد الراجز ما بَرِحَتْ ساطِعة الجِرانِ حَيْثُ الْتَقَتْ أَعْظُمُها الثَّمانِ قال الأَزهري ويقال للبعير الطويل سِطاعٌ تشبيهاً بسطاع البيت وقال مليح الهذلي وحتى دَعا داعي الفِراقِ وَأُدْنِيَتْ إِلى الحَيِّ نُوقٌ والسِّطاعُ المُحَمْلَجُ والسِّطاعُ سِمةٌ في جنب البعير أَو عنقه بالطول وقد سَطَّعَه فهو مُسَطَّعٌ قال الأَزهري هي في العنق بالطول فإِذا كانت بالعَرْضِ فهو العِلاطُ وناقة مَسْطُوعةٌ وإِبِلٌ مُسَطَّعةٌ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي قال وهو فيما زعموا للبيد دَرَى باليَسارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً مُسَطَّعةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ فإِنه فسره فقال مُسَطَّعة من السِّطاعِ وهي السِّمة التي في العنق وهذا هو الأَسْبَقُ وقد تكون المسطَّعة التي على أَقدار السُّطُع من عَمَدِ البيوت والسَّطْعُ والسَّطَعُ أَن تَضْرِبَ شيئاً براحَتِك أَو أَصابِعِك وَقْعاً بتصويت وقد سَطَعَه وسَطَعَ بيديه سَطعاً صَفَّقَ يقال سمعت لضربته سَطَعاً مثقلاً يعني صوت الضربة قال وإِنما ثقلت لأَنه حكاية وليس بنعت ولا مصدر قال والحِكايات يخالَف بينها وبين النعوت أَحياناً وخطيب مِسْطَعٌ ومِسْقَعٌ بليغ متكلم هذه عن اللحياني والسِّطاعُ اسم جبَل بعينه قال صخر الغيّ فذَاك السِّطاعُ خِلافَ النِّجا ءِ تَحْسَبُه ذا طِلاءٍ نَتِيفَا خِلافَ النِّجاءِ أَي بعدَ السّحابِ تَحْسَبُه جملاً أَجرب نُتِفَ وهُنِئَ وأَما قولك لا أَسطيع فالسين ليست بأَصلية وسنذكر ذلك في ترجمة طوع

( سعع ) السَّعِيعُ الزُؤَانُ أَو نحوه مما يخرج من الطعام فيرمى به واحدته سَعِيعةٌ والسَّعِيعُ الشَّيْلَمُ والسَّعِيعُ أَيضاً أَرْدَأُ الطعام وقيل هو الرَّدِيءُ من الطعام وغيره وطعام مَسْعُوعٌ من السَّعيعِ وهو الذي أَصابَه السَّهامُ قال والسَّهامُ اليَرقانُ وتَسَعْسَعَ الرجل إِذا كَبِرَ وهَرِمَ واضطَرَبَ وأَسَنَّ ولا يكون التَّسَعْسُعُ إِلاَّ باضْطرابٍ مع الكِبَرِ وقد تَسَعْسَعَ عُمُره قال عمرو بن شاس ما زال يُزْجِي حُبَّ لَيْلى أَمامَه ولِيدَيْنِ حتى عُمْرُنا قد تَسَعْسَعا وسَعْسَعَ الشيخُ وغيره وتَسَعْسَع قارَبَ الخَطْوَ واضطَرَبَ من الكِبَرِ أَو الهَرَمِ قال رؤْبة يذكر امرأَة تخاطب صاحبة لها قالَتْ ولم تَأْلُ به أَن يَسْمَعَا يا هِنْدُ ما أَسْرعَ ما تَسَعْسَعا مِنْ بَعْدِ ما كانَ فَتًى سَرَعْرَعا أَخبرت صاحبتها عنه أَنه قد أَدْبَرَ وفَنِيَ إِلاَّ أَقَلَّه والسَّعْسَعةُ الفَناءُ ونحو ذلك ومنه قولهم تسعسع الشهر إِذا ذهب أَكثره واستعمل عمر رضي الله عنه السَّعْسَعةَ في الزمان وذلك أَنه سافر في عَقِبُ شهر رمضان فقال إِنَّ الشهر قد تَسَعْسَعَ فلو صُمْنا بَقِيَّتَه وهو مذكور في الشين أَيضاً وتَسَعْسَعَ أَي أَدْبَرَ وفَنِيَ إِلاَّ أَقَلَّه وكذلك يقال للإِنسان إِذا كَبِرَ وهَرِمَ تَسَعْسَع وسَعْسَعَ شَعْره وسَغْسَغَه إِذا رَوَّاه بالدُّهْنِ وتَسَعْسَعَت حالُ فلان إِذا انْحَطَّت وتَسَعْسَعَ فمه إِذا انْحَسَرَت شفته عن أَسنانه وكل شيء بَليَ وتغير إِلى الفساد فقد تسعسع والسُّعْسُعُ الذئب حكاه يعقوب وأَنشد والسُّعْسُعُ الأَطْلَسُ في حَلْقِه عِكْرِشةٌ تَنْئِقُ في اللِّهْزِمِ أَراد تَنْعِقُ فأَبْدَلَ وسَعْ سَعْ زَجْر للمَعَزِ والسَّعْسَعةُ زَجْر المِعْزَى إِذا قال سَعْ سَعْ وسَعْسَعْتُ بها من ذلك

( سفع ) السُّفْعةُ والسَّفَعُ السَّوادُ والشُّحُوبُ وقيل نَوْع من السَّواد ليس بالكثير وقيل السواد مع لون آخر وقيل السواد المُشْرَبُ حُمْرة الذكر أَسْفَعُ والأُنثى سَفْعاءُ ومنه قيل للأَثافي سُفْعٌ وهي التي أُوقِدَ بينها النار فسَوَّدَت صِفاحَها التي تلي النار قال زهير أَثافيَّ سُفْعاً في مُعَرَّسِ مِرْجَل وفي الحديث أَنا وسَفْعاءُ الخدَّيْنِ الحانِيةُ على ولدها يومَ القيامة كَهاتَيْنِ وضَمَّ إِصْبَعَيْه أَراد بسَفْعاءِ الخدَّيْنِ امرأَة سوداء عاطفة على ولدها أَراد أَنها بذلت نفسها وتركت الزينة والترَفُّه حتى شحِبَ لونها واسودَّ إِقامة على ولدها بعد وفاة زوجها وفي حديث أَبي عمرو النخعي لما قدم عليه فقال يا رسول الله إِني رأَيت في طريقي هذا رؤْيا رأَيت أَتاناً تركتها في الحيّ ولدت جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى فقال له هل لك من أَمة تركتها مُسِرَّةً حَمْلاً ؟ قال نعم قال فقد ولدت لك غلاماً وهو ابنك قال فما له أَسْفَعَ أَحْوى ؟ قال ادْنُ مِنِّي فدنا منه قال هل بك من بَرَص تكتمه ؟ قال نعم والذي بعثك بالحق ما رآه مخلوق ولا علم به قال هو ذاك ومنه حديث أَبي اليَسَر أَرَى في وجهك سُفْعةً من غضَب أَي تغيراً إِلى السواد ويقال للحَمامة المُطَوَّقة سَفْعاءُ لسواد عِلاطَيْها في عُنُقها وحَمامة سفعاء سُفْعَتُها فوق الطَّوْقِ وقال حميد بن ثور منَ الْوُرْقِ سَفْعاء العِلاطَيْنِ باكَرَتْ فُرُوعَ أَشاءٍ مَطْلَع الشَّمْسِ أَسْحَما ونَعْجة سَفْعاءُ اسوَدّ خَدّاها وسائرها أَبيض والسُّفْعةُ في الوجه سواد في خَدَّي المرأَة الشاحِبةِ وسُفَعُ الثوْرِ نُقَط سُود في وجهه ثَوْرٌ أَسْفَع ومُسَفَّعٌ والأَسْفَعُ الثوْرُ الوحْشِيُّ الذي في خدّيه سواد يضرب إِلى الحُمرة قليلاً قال الشاعر يصف ثَوْراً وحشيّاً شبَّه ناقته في السرعة به كأَنها أَسْفَعُ ذُو حِدّةٍ يَمْسُدُه البَقْلُ ولَيْلٌ سَدِي كأَنما يَنْظُرُ مِن بُرْقُع مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ شبَّه السُّفْعةَ في وجه الثور بِبُرْقُع أَسْودَ ولا تكون السُّفْعةُ إِلا سواداً مُشْرَباً وُرْقةً وكل صَقْرٍ أَسْفَعُ والصُّقُورُ كلها سُفْعٌ وظَلِيمٌ أَسْفَعُ أَرْبَدُ وسَفَعَتْهُ النارُ والشمسُ والسَّمُومُ تَسْفَعُه سَفْعاً فَتَسَفَّعَ لَفَحَتْه لَفْحاً يسيراً فغيرت لون بشَرته وسَوَّدَتْه والسَّوافِعُ لَوافِحُ السَّمُوم ومنه قول تلك البَدوِيّةِ لعمر بن عبد الوهاب الرياحي ائْتِني في غداةٍ قَرَّةٍ وأَنا أَتَسَفَّعُ بالنار والسُّفْعةُ ما في دِمْنةِ الدار من زِبْل أَو رَمْل أَو رَمادٍ أَو قُمامٍ مُلْتبد تراه مخالفاً للون الأَرض وقيل السفعة في آثار الدار ما خالف من سوادِها سائر لَوْنِ الأَرض قال ذو الرمة أَمْ دِمْنة نَسَفَتْ عنها الصِّبا سُفَعاً كما يُنَشَّرُ بَعْدَ الطِّيّةِ الكُتُبُ ويروى من دِمْنة ويروى أَو دِمْنة أَراد سواد الدّمن أَنّ الريح هَبَّتْ به فنسفته وأَلبَسَتْه بياض الرمل وهو قوله بجانِبِ الزرْق أَغْشَتْه معارِفَها وسَفَعَ الطائِرُ ضَرِيبَتَه وسافعَها لَطَمَها بجناحه والمُسافَعةُ المُضارَبةُ كالمُطارَدةِ ومنه قول الأَعشى يُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِيّةً لِيُدْرِكُها في حَمامٍ ثُكَنْ أَي يُضارِبُ وثُكَنٌ جماعاتٌ وسَفَعَ وجهَه بيده سَفْعاً لَطَمَه وسَفَع عُنُقَه ضربها بكفه مبسوطة وهو مذكور في حرف الصاد وسَفَعَه بالعَصا ضَربه وسافَعَ قِرْنه مُسافَعةً وسِفاعاً قاتَلَه قال خالد بن عامر
( * قوله « خالد بن عامر » بهامش الأصل وشرح القاموس جنادة ابن عامر ويروى لأبي ذؤيب )
كأَنَّ مُجَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْج يُسافِعُ فارِسَيْ عَبْدٍ سِفاعا وسَفَعَ بناصِيته ورجله يَسْفَعُ سَفْعاً جذَب وأَخَذ وقَبض وفي التنزيل لَنَسْفَعنْ بالناصية ناصية كاذبة ناصِيَتُه مقدَّم رأْسِه أَي لَنَصْهَرَنَّها ولنأْخُذَنَّ بها أَي لنُقْمِئَنَّه ولَنُذِلَّنَّه ويقال لنأْخُذنْ بالناصية إِلى النار كما قال فيؤخذ بالنواصي والأَقدام ويقال معنى لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فكَفَتِ الناصيةُ لأَنها في مقدّم الوجه قال الأَزهري فأَما من قال لنسفعنْ بالناصية أَي لنأْخُذنْ بها إِلى النار فحجته قول الشاعر قَومٌ إِذا سَمِعُوا الصَّرِيخَ رأَيْتَهُم مِنْ بَيْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ أَو سافِعِ أَراد وآخِذٍ بناصيته وحكى ابن الأَعرابي اسْفَعْ بيده أَي خُذْ بيده ويقال سَفَعَ بناصية الفرس ليركبه ومنه حديث عباس الجشمي إِذا بُعِثَ المؤمن من قبره كان عند رأْسه ملَك فإِذا خرج سفَع بيده وقال أَنا قرينُك في الدنيا أَي أَخذ بيده ومن قال لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فمعناه لنَسِمنْ موضع الناصية بالسواد اكتفى بها من سائر الوجه لأَنه مُقدَّم الوجه والحجة له قوله وكنتُ إِذا نَفْسُ الغَوِيّ نَزَتْ به سَفَعْتُ على العِرْنِين منه بمِيسَمِ أَراد وَسَمْتُه على عِرْنِينِه وهو مثل قوله تعالى سَنَسِمُه على الخُرْطوم وفي الحديث ليصيبن أَقواماً سَفْعٌ من النار أَي علامة تغير أَلوانهم يقال سَفَعْتُ الشيءَ إِذا جعلت عليه علامة يريد أَثراً من النار والسَّفْعةُ العين ومرأَة مَسْفُوعةٌ بها سَفعة أَي إِصابة عين ورواها أَبو عبيد شَفْعةٌ ومرأَة مشفوعة والصحيح ما قلناه ويقال به سَفْعة من الشيطان أَي مَسٌّ كأَنه أَخذ بناصيته وفي حديث أُم سلمة رضي الله عنها أَنه صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها جارية بها سَفْعةٌ فقال إِنّ بها نَظْرةً فاسْتَرْقُوا لها أَي علامة من الشيطان وقيل ضَربة واحدة منه يعني أَنّ الشيطان أَصابها وهي المرة من السَّفْعِ الأَخذِ المعنى أَن السَّفْعَة أَدْرَكَتْها من قِبَلِ النظرة فاطلبوا لها الرُّقْيةَ وقيل السَّفْعةُ العين والنَّظْرة الإِصابةُ بالعين ومنه حديث ابن مسعود قال لرجل رآه إِنَّ بهذا سَفعة من الشيطان فقال له الرجل لم أَسمع ما قلت فقال نشدتك بالله هل ترى أَحداً خيراً منك ؟ قال لا قال فلهذا قُلْتُ ما قُلْتُ جعل ما به من العُجْب بنفسه مَسّاً من الجنون والسُّفْعةُ والشُّفْعةُ بالسين والشين الجنون ورجل مَسْفوع ومشفوع أَي مجنون والسَّفْعُ الثوب وجمعه سُفُوع قال الطرماح كما بَلَّ مَتْنَيْ طُفْيةٍ نَضْحُ عائطٍ يُزَيِّنُها كِنٌّ لها وسُفُوعُ أَراد بالعائط جارية لم تَحْمِلْ وسُفُوعها ثيابها واسْتَفَعَ الرجلُ لَبِسَ ثوبه واستفعت المرأَة ثيابها إِذا لبستها وأَكثر ما يقال ذلك في الثياب المصبوغة وبنو السَّفْعاء قبيلة وسافِعٌ وسُفَيْعٌ ومُسافِعٌ أَسماء

( سقع ) الأَسْقَعُ المتباعد من الأَعداء والحَسَدَة كلُّ ما يذكر في ترجمة صقع بالصاد فالسين فيه لغة قال الخليل كلُّ صاد تجيء قبل القاف وكلُّ سين تجيء قبل القاف فللعرب فيه لغتان منهم من يجعلها سيناً ومنهم من يجعلها صاداً لا يبالون أَمتصلة كانت بالقاف أَو منفصلة بعد أَن يكونا في كلمة واحدة إِلا أَن الصاد في بعض أَحسن والسين في بعض أَحسن يقال ما أَدري أَين سَقَعَ أَي أَين ذهب وسَقَعَ الدِّيكُ مثل صَقَعَ وخطيب مِسْقَعٌ مثل مِصْقَعٍ والسُّقْعُ ما تحت الرَّكِيَّة وجُولُها من نواحيها وصُقْعُها نواحيها والجمع أَسْقاعٌ والسَّقْعُ لغة في الصَّقْع وكلّ ناحية سُقْعٌ وصُقْع والسين أَحسن والسُّقْعُ ناحية من الأَرض والبيت يقال أَخذ القومُ ذلك السُّقْعَ والسُّقاعُ لغة في الصُّقاعِ والغُرابُ أَسقَعُ وأَصقَعُ والأَسْقَعُ اسم طُوَيْئر كأَنه عُصْفورٌ في ريشه خُضْرةٌ ورأْسه أَبيض يكون بقرب الماء والجمع الأَساقِعُ وإِن أَردت بالأَسْقَعِ نعتاً فالجمع السُّقْعُ والسَّوْقَعةُ من العمامة والرِّداء والخِمار الموضع الذي يلي الرأْس وهو أَسرَعُه وسَخاً بالسين أَحسن قال ووَقْبةُ الثَّرِيدِ سَوْقَعةٌ بالسين أَحسن وفي حديث الأَشجّ الأُمَويِّ أَنه قال لعمرو بن العاص في كلام جرى بينه وبين عمرو إِنك سَقَعْتَ الحاجب وأَوْضَعْتَ الراكبَ السَّقْعُ والصَّقْعُ الضرْبُ بباطن الكفّ أَي أَنك جَبَهته بالقول وواجهته بالمكروه حتى أَدّى عنك
( * قوله « حتى أدى عنك » هو لفظ الأصل والنهاية أيضاً وبهامش نسخة منها والمراد صككت وجهه بشدة كلامك وجبهته بقولك يقال وضع البعير وضعاً ووضوعاً أَسرع في سيره وأوضعه راكبه وأوضع بالراكب جعله موضعاً لراحلته يريد أنك بهرته بالمقابلة حتى ولى عنك ونفر مسرعاً )
وأَسرَعَ ويريد بالإِيضاعِ وهو ضرب من السير أَنك أَذَعْتَ ذكر هذا الخبر حتى سارت به الرُّكْبانُ

( سقرقع ) السُّقُرْقَعُ شراب لأَهل الحجاز قال وهي حبشية ليست من كلام العرب يتخذ من الشعير والحبوب وليس في الخماسي كلمة على هذا البناء وقيل السقرقع تعريب السُّكُرْكَهْ ساكنة الراء وهي خمر الحبش من الذرة

( سكع ) سَكَعَ الرجلُ يَسْكَعُ سَكْعاً وتَسَكَّعَ مشَى مُتَعَسِّفاً وما أَدْرِي أَين سَكَعَ وأَين تَسَكَّعَ أَي أَين ذَهَب وأَخذ وتَسَكَّعَ في أَمره لم يهتد لوِجْهَتِه وفي حديث أُم معبد وهل يَسْتَوِي ضُلاَّلُ قَوْمٍ تَسَكَّعُوا ؟ أَي تَحَيَّرُوا ورجل سُكَعٌ متحير مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي وقال هو ضِدُّ الخُتَعِ وهو الماهِر بالدّلالة وسَكَع الرجلُ مثل صَقَعَ والتسَكُّع التّمادِي في الباطل ومنه قول سليمان ابن يزيد العدوي أَلا إِنَّه في غَمْرةٍ يَتسَكَّعُ أَي لا يدري أَين يأْخذ من أَرض الله ورجل نَفِحٌ ونَفِيحٌ وساكعٌ وشَصِيبٌ أَي غَرِيبٌ وفي نوادر الأَعراب فلان في مَسْكَعةٍ من أَمره وفي مُسَكِّعةٍ وهي المُضَلِّلةُ المُوَدِّرَةُ التي لا يُهْتَدى فيها لوجه الأَمر والمُسَكِّعةُ من الأَرضين المُضَلِّلةُ

( سلع ) السَّلَعُ البَرَصُ والأَسْلَعُ الأَبْرَصُ قال هل تَذْكُرون على ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ أَنَسَ الفَوارِسِ يومَ يَهْوي الأَسْلَعُ ؟ وكان عمْرو بن عُدَسَ أَسلعَ قتله أَنَسُ الفَوارِس بن زياد العبسي يوم ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ والسَّلَعُ آثار النار بالجسَد ورجل أَسْلَعُ تصيبه النار فيحترق فيرى أَثرها فيه وسَلِعَ جِلْدُه بالنار سَلَعاً وتَسَلَّعَ تَشَقَّقَ والسَّلْعُ الشَّقُّ يكون في الجلد وجمعه سُلُوعٌ والسَّلْعُ أَيضاً شَقّ في العَقب والجمع كالجمع والسَّلْعُ شَقّ في الجبل كهيئة الصَّدْعِ وجمعه أَسْلاعٌ وسُلُوعٌ ورواه ابن الأَعرابي واللحياني سِلْعٌ بالكسر وأَنشد ابن الأَعرابي بِسِلْع صَفاً لم يَبْدُ للشمسِ بَدْوةً إِذا ما رآهُ راكِب أُرْعِدَا
( * كذا بياض بالأصل )
وقولهم سُلُوعٌ يدل على أَنه سَلْع وسَلَعَ رأْسَه يَسْلَعُه سَلْعاً فانْسَلَع شقَّه وسَلِعَتْ يده ورجله وتَسَلَّعَتْ تَسْلَعُ سَلَعاً مثل زَلِعَتْ وتَزَلَّعَتْ وانْسَلَعَتا تَشَقّقتا قال حكِيمُ بن مُعَيّةَ الرَّبَعي
( * قوله « حكيم بن معية الربعي » كذا بالأصل هنا وفي شرح القاموس في مادة كلع نسبة البيت إلى عكاشة السعدي )
تَرَى بِرِجْلَيْه شُقُوقاً في كَلَعْ مِنْ بارِئ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ ودَلِيلٌ مِسْلَعٌ يَشُقُّ الفلاة قالت سُعْدَى الجُهَنِيّة تَرْثي أَخاها أَسعد سَبَّاقُ عادِيةٍ ورأْسُ سَرِيَّةٍ ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وهادٍ مِسْلَعُ والمَسْلُوعَةُ الطريق لأَنها مشقوقة قال مليح وهُنَّ على مَسْلُوعةٍ زِيَم الحَصَى تُنِيرُ وتَغْشاها هَمالِيجُ طُلَّحُ والسَّلْعة بالفتح الشَّجّةُ في الرأْس كائنة ما كانت يقال في رأْسه سَلْعتانِ والجمع سَلْعاتٌ وسِلاعٌ والسَّلَعُ اسم للجمع كحَلْقَةٍ وحَلَق ورجل مَسْلُوعٌ ومُنْسَلِعٌ وسَلَعَ رأْسَه بالعصا ضربه فشقه والسِّلْعةُ ما تُجِرَ به وأَيضاً العَلَقُ وأَيضاً المَتاعُ وجمعها السِّلَعُ والمُسْلِعُ صاحبُ السِّلْعة والسِّلْعةُ بكسر السين الضَّواةُ وهي زيادة تحدث في الجسد مثل الغُدّة وقال الأَزهري هي الجَدَرةُ تخرج بالرأْس وسائر الجسد تَمُور بين الجلد واللحم إِذا حركتها وقد تكون لسائِرِ البدن في العنق وغيره وقد تكون من حِمَّصةٍ إِلى بِطِّيخةٍ وفي حديث خاتَمِ النُّبُوّة فرأَيتُه مثل السِّلْعة قال هي غدة تظهر بين الجلد واللحم إِذا غُمِزَتْ باليد تحركت ورجل أَسْلَعُ أَحْدَبُ وإِنه لكريم السَّلِيعةِ أَي الخليقة وهما سِلْعانِ وسَلْعانِ أَي مِثلان وأَعطاه أَسلاع إِبله أَي أَشباهَها واحدُها سِلْع وسَلْع قال رجل من العرب ذهبت إِبلي فقال رجل لك عندي أَسلاعُها أَي أَمثالُها في أَسنانِها وهيئاتِها وهذا سِلْع هذا أَي مثله وشَرْواهُ والأَسْلاعُ الأَشْباه عن ابن الأَعرابي لم يخص به شيئاً دون شيء والسَّلَعُ سَمّ فأََما قول ابن
( * هنا بياض بالأصل )
يَظَلُّ يَسْقِيها السِّمامَ الأَسْلَعا فإِنه تَوهَّم منه فِعْلاً ثم اشْتَقَّ منه صفة ثم أَفْرَدَ لأَن لفظ السِّمام واحد وإِن كان جمعاً أَو حمله على السم والسَّلَعُ نبات وقيل شجر مُرّ قال بشر يَسُومُونَ العِلاجَ بذاتِ كَهْفٍ وما فيها لَهُمْ سَلَعٌ وَقارُ ومنه المُسَلَّعةُ كانت العرب في جاهليتها تأْخُذُ حطَبَ السَّلَع والعُشَر في المَجاعاتِ وقُحُوط القَطْر فَتُوقِرُ ظهور البقر منها وقيل يُعَلِّقون ذلك في أَذنابها ثم تُلْعج النار فيها يَسْتَمْطِرون بلهب النار المشبه بِسَنى البرق وقيل يُضْرِمُون فيها النار وهم يُصَعِّدُونها في الجبل فيُمْطَرون زعموا قال الوَرَكُ
( * قوله « قال الورك » في شرح القاموس قال وداك ) الطائي لا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعْيُهُمُ يَسْتَمْطِرُون لَدى الأَزْماتِ بالعُشَر أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعةً ذَرِيعةً لَكَ بَيْنَ اللهِ والمَطَرِ ؟ وقال أَبو حنيفة قال أَبو زياد السَّلَعُ سمّ كله وهو لفْظ قليل في الأَرض وله ورقة صُفَيْراءُ شاكة كأَنَّ شوكها زغَب وهو بقلة تنفرش كأَنها راحة الكلب قال وأَخبرني أَعرابي من أَهل الشَّراة أَن السَّلَعَ شجر مثل السَّنَعْبُق إِلا أَنه يرتقي حِبالاً خضراً لا ورق لها ولكن لها قُضْبان تلتف على الغصون وتَتَشَبَّكُ وله ثمر مثل عناقيد العنب صغار فإِذا أَينع اسوَدَّ فتأْكله القُرود فقط أَنشد غيره لأُمية ابن أَبي الصلت سَلَعٌ ما ومِثْلُه عُشَرٌ ما عائِلٌ ما وعالَتِ البَيْقُورا وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على ما يفعله العرب من استمطارهم بإِضرام النار في أَذناب البقر وسَلْع موضع بقرب المدينة وقيل جبل بالمدينة قال تأَبط شرّاً إِنَّ بالشِّعْبِ الذي دُون سَلْعٍ لَقَتِيلاً دَمُه ما يُطَلُّ قال ابن بري البيت للشَّنْفَرى ابن أُخت تأَبط شرّاً يرثيه ولذلك قال في آخر القصيدة فاسْقِنِيها يا سَوادُ بنَ عَمْرٍو إِنَّ جِسْمِي بَعْدَ خالي لَخَلُّ يعني بخاله تأَبط شرّاً فثبت أَنه لابن أُخته الشنفرى والسَّوْلعُ الصَّبِرُ المُرّ

( سلفع ) السَّلْفَعُ الشجاع الجَرِيءُ الجَسُور وقيل هو السَّلِيطُ وامرأَة سَلْفَعٌ الذكر والأُنثى فيه سواء سَلِيطةٌ جَرِيئةٌ وقيل هي القليلة اللحم السريعة المشي الرَّصْعاءُ أَنشد ثعلب وما بَدَلٌ مِنْ أُمِّ عُثْمانَ سَلْفَعٌ مِنَ السُّودِ وَرْهاءُ العِنانِ عَرُوبُ وفي الحديث شَرُّهُنَّ السَّلْفَعةُ البَلْقَعةُ السَّلْفَعةُ البَذيَّةُ الفَحَّاشةُ القَلِيلةُ الحَياءِ ورجل سَلْفَعٌ قليل الحياء جَرِيءٌ وفي حديث أَبي الدرداء شَرُّ نسائِكم السَّلْفَعةُ هي الجَرِيئةُ على الرجال وأَكثر ما يوصف به المؤنث وهو بلا هاء أَكثر ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى فجاءته إِحداهما تَمْشِي على اسْتِحياءٍ قال ليست بِسَلْفَعٍ وحديث المغيرة فَقْماءُ سَلْفَعٌ
( * قوله « فقماء سلفع » هو بهذا الضبط هنا بشكل القلم في نسخة النهاية التي بأَيدينا وفيها في مادة فقم ضبطه بالجر ) وأَنشد ابن بري لسيار الااني
( * قوله « الااني » هكذا في الأصل المعول عليه بدون نقط الحرف الذي بعد اللام الف )
أَعارَ عِنْدَ السِّنّ والمَشِيبِ ما شِئتَ مِنْ شَمَرْدَلٍ نَجِيبِ أُعِرْتَه مِن سَلْفَعٍ صَخوبِ في أَعار ضمير على اسم الله تعالى يريد أَن الله قد رزقه أَولاداً طِوالاً جِساماً نُجَباءَ من امرأَة سَلْفَع بَذِيَّةٍ لا لحم على ذراعيها وساقيها وسَلْفَعَ الرجلُ لغة في صَلْفَعَ أَفْلَسَ وفي صَلْفَعَ عِلاوَتَه ضرَب عُنُقَه والسَّلْفَعُ من النوق الشديدة وسَلْفَعٌ اسم كلبة قال فلا تَحْسَبَنِّي شَحْمةً مِنْ وَقِيفَةٍ مُطَرَّدةً مما تَصِيدُك سَلْفَعُ

( سلقع ) السَّلْقَعُ المكانُ الحَزْنُ الغليظ ويقال هو إِتباع لِبَلْقَع ولا يفرد يقال بَلْقَعٌ سَلْقَعٌ وبلاد بَلاقِعُ سَلاقِعُ وهي الأَرضون القِفار التي لا شيء فيها والسَّلَنْقَعُ البرْقُ واسْلَنْقَعَ الحَصى حَمِيَتْ عليه الشمس فلَمَع ويقال له حينئذٍ اسْلَنْقَعَ بالبَرِيق واسْلَنْقَعَ البَرْقُ استَطارَ في الغَيْمِ وإِنما هي خَطْفة خفية لا تَلْبَث والسِّلِنْقاعُ خطفته وسَلْقَعَ الرجلُ لغة في صَلْقَعَ أَفْلَسَ وفي صَلْقَعَ عِلاوَتَه أَي ضرب عُنقه الأَزهري السِّلِنْقاعُ البرق إِذا لَمَع لَمَعاناً مُتداركاً

( سلمع ) سَلَمَّعٌ من أَسماء الذئب

( سلنطع ) السُّلْطُوعُ الجَبل الأَملس والسَّلَنْطَعُ المُتَتَعْتِعُ المُتَعَتِّه في كلامه كالمجنون

( سمع ) السَّمْعُ حِسُّ الأُذن وفي التنزيل أَو أَلقى السمْع وهو شهيد وقال ثعلب معناه خَلا له فلم يشتغل بغيره وقد سَمِعَه سَمْعاً وسِمْعاً وسَماعاً وسَماعةً وسَماعِيةً قال اللحياني وقال بعضهم السَّمْعُ المصدر والسِّمع الاسم والسَّمْعُ أَيضاً الأُذن والجمع أَسْماعٌ ابن السكيت السَّمْعُ سَمْعُ الإِنسان وغيره يكون واحداً وجمعاً وأَما قول الهذلي فلمَّا رَدَّ سامِعَه إِليه وجَلَّى عن عَمايَتِه عَماهُ فإِنه عنى بالسامِع الأُذن وذكّر لمكان العُضْو وسَمَّعه الخبر وأَسْمعه إِيّاه وقوله تعالى واسْمَعْ غيرَ مُسْمَع فسره ثعلب فقال اسْمَعْ لا سَمِعْتَ وقوله تعالى إِنْ تُسْمِعُ إِلا من يؤْمِنُ بآياتنا أَي ما تُسمع إِلا من يؤمن بها وأَراد بالإِسماعِ ههنا القبول والعمل بما يسمع لأِنه إِذا لم يقبل ولم يعمل فهو بمنزلة من لم يسمع وسَمَّعَه الصوت وأَسمَعه اسْتَمَعَ له وتسَمَّع إِليه أَصْغى فإِذا أَدْغَمْت قلت اسَّمَّعَ إِليه وقرئ لا يَسَّمَّعون إِلى الملإِ الأَعلى يقال تَسَمَّعت إِليه وسَمِعْتُ إِليه وسَمِعْتُ له كله بمعنى لأَنه تعالى قال لا تَسْمَعوا لهذا القرآن وقرئ لا يَسْمَعُون إِلى الملإِ الأَعلى مخففاً والمِسْمَعةُ والمِسْمَعُ والمَسْمَعُ الأَخيرة عن ابن جبلة الأُذن وقيل المَسْمَعُ خَرْقُها الذي يُسْمَعُ به ومَدْخَلُ الكلام فيها يقال فلان عظيم المِسْمَعَيْن والسامِعَتَيْنِ والسامِعتانِ الأُذنان من كل شيء ذي سَمْعٍ والسامِعةُ الأُذن قال طرفة يصف أُذن ناقته مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَومَلَ مُفْرَدِ ويروى وسامِعتانِ وفي الحديث ملأَ الله مَسامِعَه هي جمع مِسْمع وهو آلةُ السَّمع أَو جمع سمع على غير قياس كمَشابِهَ ومَلامِحَ ومنه حديث أَبي جهل إِنَّ محمداً نزل يَثْرِبَ وإِنه حَنِقَ عليكم نَفَيْتُموه نَفْي القُراد عن المَسامِع يعني عن الآذان أَي أَخرجتموه من مكة إِخراج استِئْصالٍ لأَن أَخذ القراد عن الدابة قلعُه باكللية والأُذن أَخَفُّ الأَعضاء شعَراً بل أَكثرها لا شعَر عليه
( * أعاد الضمير في عليه الى العضو واحد الأعضاء لا الى الأذن فلذلك ذكّره ) فيكون النزع منها أَبلغ وقالوا هو مني مَرأًى ومَسْمَعٌ يرفع وينصب وهو مِني بمَرأًى ومَسْمَعٍ وقالوا ذلك سَمْعَ أُذُني وسِمْعَها وسَماعَها وسَماعَتَها أَي إِسْماعَها قال سَماعَ اللهِ والعُلَماءِ أَنِّي أَعْوذُ بخَيْرِ خالِك يا ابنَ عَمْرِو أَوقَعَ الاسم موقع المصدر كأَنه قال إِسماعاً كما قال وبَعْدَ عَطائِك المائةَ الرِّتاعا أَي إِعطائِك قال سيبويه وإِن شئت قلت سَمْعاً قال ذلك إِذا لم تَخْتَصِصْ نفْسَك وقال اللحياني سَمْعُ أُذني فلاناً يقول ذلك وسِمْعُ أُذني وسَمْعةُ أُذني فرفع في كل ذلك قال سيبويه وقالوا أَخذت ذلك عنه سَماعاً وسَمْعاً جاؤوا بالمصدر على غير فعله وهذا عنده غير مطرد وتَسامَعَ به الناس وقولهم سَمْعَكَ إِليَّ أَي اسْمَعْ مِني وكذلك قولهم سَماعِ أَي اسْمَعْ مثل دَراكِ ومَناعِ بمعنى أَدْرِكْ وامْنَعْ قال ابن بري شاهده قول الشاعر فسَماعِ أَسْتاهَ الكِلابِ سَماعِ قال وقد تأْتي سَمِعْتُ بمعنى أَجَبْتُ ومنه قولهم سَمِعَ الله لمن حَمِدَه أَي أَجاب حَمْده وتقبّله يقال اسْمَعْ دُعائي أَي أَجِبْ لأَن غرض السائل الإِجابةُ والقَبُولُ وعليه ما أَنشده أَبو زيد دَعَوْتُ اللهَ حتى خِفْتُ أَن لا يكونَ اللهُ يَسْمَعُ ما أَقولُ وقوله أَبْصِرْ به وأَسْمِعْ أَي ما أَبْصَرَه وما أَسْمَعَه على التعجب ومنه الحديث اللهم إِني أَعوذ بك من دُعاء لا يُسْمعُ أَي لا يُستجاب ولا يُعْتَدُّ به فكأَنه غير مَسْموع ومنه الحديث سَمِعَ سامِعٌ بحمدِ الله وحُسْنِ بلائه علينا أَي لِيَسْمَعِ السامِعُ ولِيَشْهَدِ الشاهِدُ حَمْدَنا اللهَ تعالى على ما أَحسَن إِلينا وأَوْلانا من نعمه وحُسْنُ البلاء النِّعْمةُ والاخْتِبارُ بالخير ليتبين الشكر وبالشرّ ليظهر الصبر وفي حديث عمرو بن عَبْسة قال له أَيُّ الساعاتِ أَسْمَعُ ؟ قال جَوْفُ الليلِ الآخِرُ أَي أَوْفَقُ لاستماع الدعاء فيه وأَوْلى بالاستجابة وهو من باب نهارُه صائم وليله قائم ومنه حديث الضحّاك لما عرض عليه الإِسلام قال فسمعتُ منه كلاماً لم أَسْمَعْ قط قولاً أَسْمَعَ منه يريد أَبْلَغَ وأَنْجَعَ في القلب وقالوا سَمْعاً وطاعة فنصبوه على إِضْمار الفعل غير المستعمل إِظهاره ومنهم من يرفعه أَي أَمري ذلك والذي يُرْفَعُ عليه غير مستعمل إِظهاره كما أَنّ الذي ينصب عليه كذلك ورجل سَمِيعٌ سامِعٌ وعَدَّوْه فقالوا هو سميع قوْلَكَ وقَوْلَ غيرِك والسميع من صفاته عز وجل وأَسمائه لا يَعْزُبُ عن إِدْراكِه مسموع وإِن خفي فهو يسمع بغير جارحة وفَعِيلٌ من أَبْنِيةِ المُبالغة وفي التنزيل وكان الله سميعاً بصيراً وهو الذي وَسِعَ سَمْعُه كل شيء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وقال في موضع آخر أَم يحسبون أَنَّا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى قال الأَزهري والعجب من قوم فسَّروا السميعَ بمعنى المُسْمِع فِراراً من وصف الله بأَن له سَمْعاً وقد ذكر الله الفعل في غير موضع من كتابه فهو سَمِيعٌ ذو سَمْعٍ بلا تَكيِيفٍ ولا تشبيه بالسمع من خلقه ولا سَمْعُه كسَمْعِ خلقه ونحن نصف الله بما وصف به نفسه بلا تحديد ولا تكييف قال ولست أُنكر في كلام العرب أَن يكون السميع سامِعاً ويكون مُسْمِعاً وقد قال عمرو بن معديكرب أَمِنْ رَيْحانةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ يُؤَرِّقُني وأَصحابي هُجُوعُ ؟ فهو في هذا البيت بمعنى المُسْمِعِ وهو شاذّ والظاهر الأَكثر من كلام العرب أَن يكون السميعُ بمعنى السامِعِ مثل علِيمٍ وعالِم وقدِير وقادِرٍ ومُنادٍ سَمِيعٌ مُسْمِعٌ كخبير ومُخْبر وأُذن سَمْعةٌ وسَمَعَةٌ وسَمِعةٌ وسَمِيعةٌ وسامِعةٌ وسَمّاعةٌ وسَمُوعةٌ والسَّمِيع المَسْمُوعُ أَيضاً والسَّمْعُ ما وَقَر في الأُذن من شيء تسمعه ويقال ساءَ سَمْعاً فأَساءَ إِجابةً أَي لم يَسْمَعْ حسَناً ورجل سَمّاعٌ إِذا كان كثير الاستماع لما يُقال ويُنْطَقُ به قال الله عز وجل سَمّاعون للكذب فُسّر قوله سماعون للكذب على وجهين أَحدهما أَنهم يسمعون لكي يكذبوا فيما سمعوا ويجوز أَن يكون معناه أَنهم يسمعون الكذب ليشيعوه في الناس والله أَعلم بما أَراد وقوله عز وجل ختمَ الله على قلوبِهم وعلى سَمْعِهم وعلى أَبصارهم غشاوة فمعنى خَتَمَ طَبَع على قلوبهم بكفرهم وهم كانوا يسمعون ويبصرون ولكنهم لم يستعملوا هذه الحواسّ استعمالاً يُجْدِي عليهم فصاروا كمن لم يسمع ولم يُبْصِرْ ولم يَعْقِلْ كما قالوا أَصَمّ عَمّا ساءَه سَمِيع وقوله على سَمْعِهم فالمراد منه على أَسماعهم وفيه ثلاثة أَوجه أَحدها أَن السمع بمعنى المصدر يوحّد ويراد به الجمع لأَن المصادر لا تجمع والثاني أَن يكون المعنى على مواضع سمعهم فحذفت المواضع كما تقول هم عَدْل أَي ذوو عدل والثالث أَن تكون إِضافته السمع إِليهم دالاًّ على أَسماعِهم كما قال في حَلْقِكُم عَظْمٌ وقد شَجِينا معناه في حُلوقكم ومثله كثير في كلام العرب وجمع الأَسْماعِ أَسامِيعُ وحكى الأَزهري عن أَبي زيد ويقال لجميع خروق الإِنسان عينيه ومَنْخِرَيْهِ واسْتِه مَسامِعُ لا يُفْرَدُ واحدها قال الليث يقال سَمِعَتْ أُذُني زيداً يفعل كذا وكذا أَي أَبْصَرْتُه بعيني يفعل ذلك قال الأَزهري لا أَدري من أَين جاء الليث بهذا الحرف وليس من مذاهب العرب أَن يقول الرجل سَمِعَتْ أُذُني بمعنى أَبْصَرَتْ عيني قال وهو عندي كلام فاسد ولا آمَنُ أَن يكون ولَّدَه أَهل البِدَع والأَهواء والسِّمْعُ والسَّمْعُ الأَخيرة عن اللحياني والسِّماعُ كله الذِّكْرُ المَسْمُوعُ الحسَن الجميلُ قال
أَلا يا أُمَّ فارِعَ لا تَلُومِي ... على شيءٍ رَفَعْتُ به سَماعي
ويقال ذهب سمْعُه في الناس وصِيتُه أَي ذكره وقال اللحياني هذا أَمر ذو سِمْع وذو سَماع إِمّا حسَنٌ وإِمَّا قَبِيحٌ ويقال سَمَّعَ به إِذا رَفَعَه من الخُمول ونَشَرَ ذِكْرَه والسَّماعُ ما سَمَّعْتَ به فشاع وتُكُلِّمَ به وكلُّ ما التذته الأُذن من صَوْتٍ حَسَنٍ سماع والسَّماعُ الغِناءُ والمُسْمِعةُ المُغَنِّيةُ ومن أَسماء القيدِ المُسْمِعُ وقوله أَنشده ثعلب ومُسْمِعَتانِ وزَمَّارةٌ وظِلٌّ مَدِيدٌ وحِصْنٌ أَنِيق فسره فقال المُسْمِعَتانِ القَيْدانِ كأَنهما يُغَنِّيانه وأَنث لأَنّ أَكثر ذلك للمرأَة والزَّمّارةُ السّاجُور وكتب الحجاج إِلى عامل له أَن ابعث إِليّ فلاناً مُسَمَّعاً مُزَمَّراً أَي مُقَيَّداً مُسَوْجَراً وكل ذلك على التشبيه وفَعَلْتُ ذلك تَسْمِعَتَك وتَسْمِعةً لك أَي لِتَسْمَعَه وما فعَلْت ذلك رِياءً ولا سَمْعةً ولا سُمْعةً وسَمَّعَ به أَسمَعَه القبيحَ وشَتَمَه وتَسامَعَ به الناسُ وأَسمَعَه الحديثَ وأَسمَعَه أَي شتَمه وسَمَّعَ بالرجل أَذاعَ عنه عَيْباً ونَدَّدَ به وشَهَّرَه وفضَحَه وأَسمَعَ الناسَ إِياه قال الأَزهري ومن التَّسْمِيعِ بمعنى الشتم وإِسماع القبيح قوله صلى الله عليه وسلم مَنْ سَمَّعَ بِعَبْدٍ سَمَّعَ الله به أَبو زيد شَتَّرْتُ به تَشْتِيراً ونَدَّدْتُ به وسَمَّعْتُ به وهَجَّلْتُ به إِذا أَسْمَعْتَه القبيحَ وشَتَمْتَه وفي الحديث من سَمَّعَ الناسَ بعَمَلِه سَمَّعَ اللهُ به سامِعُ خَلْقِه وحَقَّرَه وصَغَّرَه وروي أَسامِعَ خَلْقِه فَسامِعُ خَلْقه بدل من الله تعالى ولا يكون صفة لأَنَّ فِعْله كلَّه حالٌ وقال الأَزهري من رواه سامِعُ خلقه فهو مرفوع أَراد سَمَّعَ اللهُ سامِعُ خلقه به أَي فضَحَه ومن رواه أَسامِعَ خَلْقِه بالنصب كَسَّرَ سَمْعاً على أَسْمُع ثم كسَّر أَسْمُعاً على أَسامِعَ وذلك أَنه جعل السمع اسماً لا مصدراً ولو كان مصدراً لم يجمعه يريد أَن الله يُسْمِع أَسامِعَ خلقه بهذا الرجل يوم القيامة وقيل أَراد من سَمَّع الناسَ بعمله سَمَّعه الله وأَراه ثوابه من غير أَن يعطيه وقيل من أَراد بعمله الناس أَسمعه الله الناس وكان ذلك ثوابه وقيل من أَراد أَن يفعل فعلاً صالحاً في السرّ ثم يظهره ليسمعه الناس ويحمد عليه فإِن الله يسمع به ويظهر إِلى الناس غَرَضَه وأَن عمله لم يكن خالصاً وقيل يريد من نسب إِلى نفسه عملاً صالحاً لم يفعله وادّعى خيراً لم يصنعه فإِن الله يَفْضَحُه ويظهر كذبه ومنه الحديث إِنما فَعَله سُمْعةً ورياءً أَي لِيَسْمَعَه الناسُ ويَرَوْه ومنه الحديث قيل لبعض الصحابة لِمَ لا تُكَلِّمُ عثمان ؟ قال أَتُرَوْنَني أُكَلِّمُه سَمْعكُم أَي بحيث تسمعون وفي الحديث عن جندب البَجَلِيّ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سَمَّعَ يُسَمِّعُ الله به ومن يُرائي يُرائي اللهُ به وسَمِّع بفلان أَي ائت إِليه أَمراً يُسْمَعُ به ونوِّه بذكره هذه عن اللحياني وسَمَّعَ بفلان بالناس نَوَّه بذكره والسُّمْعةُ ما سُمِّعَ به من طعام أَو غير ذلك رِياء ليُسْمَعَ ويُرى وتقول فعله رِياءً وسمعة أَي ليراه الناس ويسمعوا به والتسْمِيعُ التشْنِيعُ وامرأَة سُمْعُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ وسِمْعَنَةٌ بالتخفيف الأَخيرة عن يعقوب أَي مُسْتَمِعةٌ سِمّاعةٌ قال إِنَّ لكم لَكَنّهْ مِعَنّةً مِفَنّهْ سِمْعَنّةً نِظْرَنّهْ كالرِّيحِ حَوْلَ القُنّهْ إِلاَّ تَرَهْ تَظَنّهْ ويروى كالذئب وسْطَ العُنّهْ والمِعَنّةُ المعترضةُ والمِفَنَّةُ التي تأْتي بفُنُونٍ من العجائب ويروى سُمْعُنَّةً نُظْرُنَّةً بالضم وهي التي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَبَصَّرَت فلم ترَ شيئاً تَظَنَّتْه تَظَنِّياً أَي عَمِلَتْ بالظنّ وكان الأَخفش يكسر أَولهما ويفتح ثالثهما وقال اللحياني سُمْعُنّةٌ نُظْرُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ أَي جيدة السمع والنظر وقوله أَبْصِرْ به وأَسْمِعْ أَي ما أَسْمَعَه وما أَبصَرَه على التعجب ورجل سِمْعٌ يُسْمَعُ وفي الدعاء اللهم سِمْعاً لا بِلْغاً وسَمْعاً لا بَلْغاً وسِمْعٌ لا بِلْغٌ وسَمْعٌ لا بَلْغ معناه يُسْمَعُ ولا يَبْلُغُ وقيل معناه يُسْمَعُ ولايحتاجُ أَن يُبَلَّغَ وقيل يُسْمَعُ به ولا يَتِمُّ الكسائي إِذا سمع الرجل الخبر لا يعجبه قال سِمْعٌ ولا بِلْغ وسَمْع لا بَلْغ أَي أَسمع بالدّواهي ولا تبلغني وسَمْعُ الأَرضِ وبَصَرُها طُولُها وعَرْضها قال أَبو عبيد ولا وجه له إِنما معناه الخَلاء وحكى ابن الأَعرابي أَلقى نفسه بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها إِذا غَرَّرَ بها وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو وفي حديث قَيْلة أَن أُختها قالت الوَيْلُ لأُختي لا تُخْبِرْها بكذا فتخرجَ بين سمع الأَرض وبصرها وفي النهاية لا تُخبِرْ أُخْتي فتَتَّبِعَ أَخا بكر بن وائل بين سمع الأَرض وبصرها يقال خرج فلان بين سمع الأَرض وبصرها إِذا لم يَدْرِ أَين يتوجه لأَنه لا يقع على الطريق وقيل أَرادت بين سمع أَهل الأَرض وبصرهم فحذفت الأَهل كقوله تعالى واسأَل القريةَ أَي أَهلها ويقال للرجل إِذا غَرَّرَ بنفسه وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو أَلقى نفسه بين سمع الأَرض وبصرها وقال أَبو عبيد معنى قوله تخرج أُختي معه بين سمع الأَرض وبصرها أَن الرجل يخلو بها ليس معها أَحد يسمع كلامها ويبصرها إِلا الأَرضُ القَفْرُ ليس أَن الأَرض لها سَمْع ولكنها وكَّدت الشَّناعة في خَلْوتِها بالرجل الذي صَحِبها وقال الزمخشري هو تمثيل أَي لا يسمع كلامهما ولا يبصرهما إِلا الأَرض تعني أُختها والبكْريّ الذي تَصْحَبُه قال ابن السكيت يقال لقيته بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها أَي بأَرض ما بها أَحد وسَمِعَ له أَطاعه وفي الخبر أَن عبد الملك بن مَرْوان خطب يومَاً فقال ولِيَكُم عُمَرُ بن الخطاب وكان فَظًّا غَلِيظاً مُضَيِّقاً عليكم فسمعتم له والمِسمَع موضع العُروة من المَزادة وقيل هو ما جاوز خَرْتَ العُروة وقيل المِسْمَعُ عُروة في وسَط الدلو والمَزادةِ والإِداوةِ يجعل فيها حبل لِتَعْتَدِلَ الدلو قال عبد الله بن أَوفى نُعَدِّلُ ذا المَيْلِ إِنْ رامَنا كما عُدِّلَ الغَرْبُ بالمِسْمَعِ وأَسمَعَ الدلوَ جعل لها عروة في أَسفلها من باطن ثم شدّ حبلاً إِلى العَرْقُوةِ لتخف على حاملها وقيل المِسْمَعُ عُروة في داخل الدلو بإِزائها عروة أُخرى فإِذا استثقل الشيخ أَو الصبي أَن يستقي بها جمعوا بين العروتين وشدوهما لتخِفّ ويَقِلَّ أَخذها للماء يقال منه أَسْمَعْتُ الدلو قال الراجز أَحْمَر غَضْب لا يبالي ما اسْتَقَى لا يُسْمِعُ الدَّلْو إِذا الوِرْدُ التَقَى وقال سأَلْت عَمْراً بعد بَكْرٍ خُفّا والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَيْ تَخِفّا يقول سأَله بكراً من الإِبل فلم يعطه فسأَله خُفًّا أَي جَمَلاً مُسِنًّا والمِسْمَعانِ جانبا الغَرْب والمِسمَعانِ الخَشَبتانِ اللتان تُدْخَلانِ في عُرْوَتي الزَّبِيلِ إِذا أُخرج به التراب من البئر وقد أَسْمَعَ الزَّبِيلَ قال الأَزهريّ وسمعت بعض العرب يقول للرجلين اللذين ينزعان المِشْآة من البئر يترابها عند احتفارها أَسْمِعا المِشآة أَي أَبيناها عن جُول الركية وفمها قال الليث السَّمِيعانِ من أَدَواتِ الحَرَّاثين عُودانِ طوِيلانِ في المِقْرَنِ الذي يُقْرَنُ به الثور أَي لحراثة الأَرض والمِسْمَعانِ جَوْرَبانِ يَتَجَوْرَبُ بهما الصائدُ إِذا طلب الظباء في الظهيرة والسِّمْعُ سَبُع مُرَكَّبٌ وهو ولَد الذِّئب من الضَّبُع وفي المثل أَسمَعُ من السِّمْعِ الأَزَلِّ وربما قالوا أَسمَعُ من سِمْع قال الشاعر تَراهُ حَدِيدَ الطَّرْفِ أَبْلَجَ واضِحاً أَغَرَّ طَوِيلَ الباعِ أَسْمَعَ من سِمْعِ والسَّمَعْمَعُ الصغير الرأْس والجُثَّةِ الداهيةُ قال ابن بري شاهده قول الشاعر كأَنَّ فيه وَرَلاً سَمَعْمَعا وقيل هو الخفيفُ اللحمِ السريعُ العملِ الخبيثُ اللَّبِقُ طال أَو قَصُر وقيل هو المُنْكَمِشُ الماضي وهو فَعَلْعَلٌ وغُول سَمَعْمَعٌ وشيطان سَمَعْمَعٌ لخُبْثِه قال ويْلٌ لأَجْمالِ العَجُوزِ مِنِّي إِذا دَنَوْتُ أَو دَنَوْنَ منِّي كأَنَّني سَمَعْمَعٌ مِن جِنِّ لم يقنع بقوله سمعمع حتى قال من جن لأَن سمعمع الجن أَنْكَرُ وأَخبث من سمعمع الإِنس قال ابن جني لا يكون رويُّه إِلا النون أَلا ترى أَن فيه من جِنّ والنون في الجن لا تكون إِلا رويّاً لأَن الياء بعدها للإِطلاق لا محالة ؟ وفي حديث علي سَمَعْمَعٌ كأَنَّني من جِنِّ أَي سريع خفيف وهو في وصف الذئب أَشهر وامرأَة سَمَعْمَعةٌ كأَنها غُولٌ أَو ذئبة حدّث عوانة أَن المغيرة سأَل ابن لسان الحمرة عن النساء فقال النساء أَرْبَع فَرَبِيعٌ مَرْبَع وجَمِيعٌ تَجْمَع وشيطانٌ سَمَعْمَع ويروى سُمَّع وغُلٌّ لا يُخْلَع فقال فَسِّرْ قال الرَّبِيعُ المَرْبَع الشابّةُ الجميلة التي إِذا نظرت إِليها سَرَّتْك وإِذا أَقسَمْتَ عليها أَبَرَّتْك وأَما الجميع التي تجمع فالمرأَة تتزوجها ولك نَشَب ولها نشَب فتجمع ذلك وأَما الشيطان السَّمَعْمَعُ فهي الكالحة في وجهك إِذا دخلت المُوَلْوِلَةُ في إِثْرك إِذا خرجت وامرأَة سَمَعْمَعةٌ كأَنها غُول والشيطانُ الخَبِيث يقال له السَّمَعْمَعُ قال وأَما الغُلُّ الذي لا يُخْلَعُ فبنت عمك القصيرة الفَوْهاء الدَّمِيمةُ السوداء التي نثرت لك ذا بطنها فإِن طلقتها ضاع ولدك وإِن أَمْسَكْتها أَمسَكْتَها على مِثْلِ جَدْعِ أَنفك والرأْس السَّمَعْمَعُ الصغير الخفيف وقال بعضهم غُولٌ سُمَّعٌ خفيفُ الرأْس وأَنشد شمر فَلَيْسَتْ بِإِنسانٍ فَيَنْفَعَ عَقْلُه ولكِنَّها غُولٌ مِن الجِنِّ سُمَّعُ وفي حديث سفيان بن نُبَيح الهذلي ورأْسُه متَمرِّقُ الشعر سَمَعْمَعٌ أَي لطيف الرأْس والسَّمَعْمَعُ والسَّمْسامُ من الرجال الطويل الدقيقُ وامرأَة سَمَعْمَعةٌ وسَمْسامةٌ ومِسْمَعٌ أَبو قبيلة يقال لهم المَسامِعةُ دخلت فيه الهاء للنسب وقال اللحياني المَسامِعةُ من تَيْمِ اللاَّتِ وسُمَيْعٌ وسَماعةُ وسِمْعانُ أَسماء وسِمْعانُ اسم الرجل المؤمن من آل فرعون وهو الذي كان يَكْتُمُ إِيمانَه وقيل كان اسمه حبيباً والمِسْمَعانِ عامر وعبد الملك ابنا مالك بن مِسْمَعٍ هذا قول الأَصمعي وأَنشد ثَأَرْتُ المِسْمَعَيْنِ وقُلْتُ بُوآ بِقَتْلِ أَخِي فَزارةَ والخبارِ وقال أَبو عبيدة هما مالك وعبد الملك ابْنا مِسْمَع ابن سفيان بن شهاب الحجازي وقال غيرهما هما مالك وعبد الملك ابنا مسمع بن مالك بن مسمع ابن سِنان بن شهاب ودَيْرُ سَمْعانَ موضع

( سمدع ) السَّمَيْدَعُ بالفتح الكريم السَّيِّدُ الجميل الجسيم المُوَطَّأُ الأَكناف والأَكنافُ النواحي وقيل هو الشُّجاعُ ولا تقل السُّمَيْدَعُ بضم السين والذئب يقال له سَميْدَعٌ لسرعته والرجل السريعُ في حوائجه سَمَيْدَعٌ

( سمقع ) قال ابن بري السَّمَيْقَعُ الصغير الرأْس وبه سمي السَّمَيْقعُ اليماني والد محمد أَحد القراء

( سملع ) الهَمَلَّعُ والسَّمَلَّعُ الذئب الخفيف

( سنع ) السِّنْعُ السُّلامَى التي تصل ما بين الأَصابع والرُّسْغِ في جوف الكف والجمع أَسناعٌ وسِنَعةٌ وأَسْنَعَ الرجل اشتكى سِنْعه أَي سِنْطَه وهو الرُّسْغُ ابن الأَعرابي السِّنْعُ الحَزُّ الذي في مَفْصِل الكف والذراع والسَّنَعُ الجَمال والسَّنيعُ الحسَنُ الجميلُ وامرأَة سَنِيعةٌ جميلة لينة المَفاصِل لطيفةُ العظام في جمال وقد سَنُعا سَناعةً وسُنَيْعٌ الطُّهَوِيّ أَحد الرجال المشهورين بالجمال الذين كانوا إِذا وردوا المَواسِمَ أَمرتهم قريش أَن يَتَلَثَّموا مَخافةَ فتنة النساء بهم وناقة سانِعةٌ حسنة وقالوا الإِبل ثلاث سانعة ووَسُوطٌ وحُرْضان السانِعةُ ما قد تقدّم والوَسُوطُ المتوسطةُ والحُرْضان الساقِطةُ التي لا تَقْدِرُ على النُّهوض وقال شمر أَهدَى أَعرابي ناقة لبعض الخلفاء فلم يقبلها فقال لمَ لا تقبلها وهي حَلْبانةٌ رَكْبانةٌ مِسْناعٌ مِرْباعٌ ؟ المِسْناعُ الحَسنةُ الخلْق والمِرْباعُ التي تُبَكِّر في اللِّقاح ورواه الأَصمعي مِسْياعٌ مِرْياعٌ وشَرَفٌ أَسْنَعُ مُرْتَفِعٌ عال والسَّنِيعُ والأَسْنَعُ الطويل والأُنثى سَنْعاءُ وقد سَنُعَ سناعةً وسَنَعَ سُنُوعاً قال رؤبة أَنتَ ابنُ كلِّ مُنْتَضًى قَريعِ تَمَّ تَمام البَدْرِ في سَنِيعِ أَي في سَناعةٍ أَقام الاسم مُقامَ المصدر ومَهْرٌ سَنِيعٌ كثير وقد أَسْنَعَه إِذا كَثَّره عن ثعلب والسَّنائِعُ في لغة هذيل الطُّرُقُ في الجبال واحدتها سَنِيعةٌ

( سوع ) الساعة جزء من أَجزاء الليل والنهار والجمع ساعاتٌ وساعٌ قال القطامي وكُنّا كالحَرِيقِ لَدَى كِفاح فَيَخْبُو ساعةً ويَهُبُّ ساعَا قال ابن بري المشهور في صدر هذا البيت وكنّا كالحَريقِ أَصابَ غابا وتصغيره سويعة والليل والنهار معاً أَربع وعشرون ساعة وإِذا اعتدلا فكل واحد منهما ثنتا عشرة ساعة وجاءنا بعد سَوْعٍ من الليل وبعد سُواع أَي بعد هَدْءٍ منه أَو بَعْدَ ساعة والساعةُ الوقت الحاضر وقوله تعالى ويوم تقوم الساعة يُقْسِمُ المجرمون يعني بالساعة الوقت الذي تقوم فيه القيامة فلذلك تُرِكَ أَن يُعَرَّف أَيُّ ساعةٍ هي فإِن سميت القيامة ساعة فعَلى هذا والساعة القيامة وقال الزجاج الساعة اسم للوقت الذي تَصْعَقُ فيه العِبادُ والوقتِ الذي يبعثون فيه وتقوم فيه القيامة سميت ساعة لأَنها تَفْجَأُ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم عند الصيحة الأُولى التي ذكرها الله عز وجل فقال إِن كانت إِلا صيحة واحدة فإِذا هم خادمون وفي الحديث ذكر الساعة
( * قوله « ذكر الساعة » هي يوم القيامة ) وشرحت أَنها الساعة وتكرر ذكرها في القرآن والحديث والساعة في الأَصل تطلق بمعنيين أَحدهما أَن تكون عبارة عن جزء من أَربعة وعشرين جزءاً هي مجموع اليوم والليلة والثاني أَن تكون عبارة عن جزء قليل من النهار أَو الليل يقال جلست عندك ساعة من النهار أَي وقتاً قليلاً منه ثم استعير لاسم يوم القيامة قال الزجاج معنى الساعة في كل القرآن الوقت الذي تقوم فيه القيامة يريد أَنها ساعة خفيفة يحدث فيها أَمر عظيم فلقلة الوقت الذي تقوم فيه سماها ساعة وساعةٌ سوْعاءُ أَي شَدِيدةٌ كما يقال لَيْلةٌ لَيْلاءُ وساوَعَه مُساوَعةً وسِواعاً استأْجَره الساعةَ أَو عامله بها وعامَلَه مُساوَعة أَي بالساعة او بالساعات كما يقال عامله مُياوَمةً من اليَوْمِ لا يستعمل منهما إِلا هذا والسّاعُ والسّاعةُ المَشَقَّةُ والساعة البُعْدُ وقال رجل لأَعرابية أَين مَنْزِلُكِ ؟ فقالت أَمَّا على كَسْلانَ وانٍ فَساعةٌ وأَمَّا على ذِي حاجةٍ فَيَسِيرُ حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال السُّواعِيُّ مأْخوذ من السُّواعِ وهو المذْيُ وهو السُّوَعاءُ قال ويقال سُعْ سُعْ إِذا أَمرته أَن يَتَعَهَّد سُوَعاءَه وقال أَبو عبيدة لرؤبة ما الوَدْيُ ؟ فقال يسمى عندنا السُّوَعاءَ وحكي عن شمر السُّوَعاءُ ممدود المذْي الذي يخرج قبل النطفة وقد أَسْوَعَ الرجلُ وأَنْشَرَ إِذا فعل ذلك والسُّوَعاءُ بالمد والقصر المَذْي وقيل الوَدْيُ وقيل القَيْءُ وفي الحديث في السُّوَعاءِ الوُضوءُ فسره بالمذي وقال هو بضم السين وفتح الواو والمدّ وساعَتِ الإِبلُ سَوْعاً ذهبت في المَرْعَى وانهملت وأَسَعْتُها أَنا وناقة مِسْياعٌ ذاهبة في المرعى قلبوا الواو ياء طلباً للخفة مع قرب الكسرة حتى كأَنهم توهَّموها على السين وأَسَعْتُ الإِبل أَي أَهْمَلْتُها فَساعَتْ هي تَسُوعُ سَوْعاً وساعً الشيءُ سَوْعاً ضاعَ وهو ضائِعٌ سائِعٌ وأَساعَه أَضاعَه ورجل مُسِيعٌ مُضِيعٌ ورجل مِضْياعٌ مِسْياعٌ للمال وأَنشد ابن بري للشاعر وَيْلُ مّ أَجْيادَ شاةً شاةَ مُمْتَنِحٍ أَبي عِيالٍ قَلِيلِ الوَفْرِ مِسْياعِ أُم أَجياد اسم شاة وصَفَها بِغُزْرِ اللَّبَن وشاةً منصوب على التمييز وقال ابن الأَعرابي الساعةُ الهَلْكَى والطاعةُ المُطِيعُون والجاعةُ الجِياعُ وسُواعٌ اسم صَنَم كان لهَمْدان وقيل كان لقوم نوح عليه السلام ثم صار لهُذَيْل وكان بِرُهاط يَحُجُّون إِليه قال الأَزهري سُواعٌ اسم صنم عُبِدَ زَمَنَ نوح عليه السلام فَغَرَّقَه الله أَيام الطُّوفان ودفنه فاستثاره إِبليس لأَهل الجاهلية فعبدوه ويَسُوعُ اسم من أَسماء الجاهلية

( سيع ) السَّيْعُ الماءُ الجاري على وجه الأَرض وقد انساع وانساع الجَمَدُ ذابَ وسال وساعَ الماءُ والسرابُ يَسِيعُ سَيْعاً وسُيوعاً وتَسَيَّعَ كلاهما اضْطَرَبَ وجرى على وجه الأَرض وهو مذكور في الصاد وسرابٌ أَسْيَعُ قال رؤبة فَهُنَّ يَخْبِطْنَ السَّرابَ الأَسْيَعا شَبِيهَ يَمٍّ بَيْنَ عِبْرَيْنِ معا وقيل أَفعل هنا للمفاضلة والانْسِياعُ مثله والسَّياعُ والسِّياعُ الطينُ وقيل الطين بالتِّبْن الذي يُطَيَّنُ به الأَخيرة عن كراع قال القطامي فلمَّا أَنْ جَرَى سِمَنٌ عليها كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السَّياعا وهو مقلوب أَي كما بَطَّنْتَ بالسَّياعِ الفَدَنَ وهو القَصْر تقول منه سَيَّعْتُ الحائطَ إِذا طَيَّنْتَه بالطين وقال أَبو حنيفة السَّياعُ الطين الذي يُطَيَّنُ به إِناء الخمر وأَنشد لرجل من بني ضبة فَباكَرَ مَخْتُوماً عليه سَياعُه هذاذَيْكَ حتى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعا وسَيَّعَ الرَّقَّ والسفينةَ طلاهما بالقارِ طَلْياً رَقيقاً والسياع الزِّفْتُ على التشبيه بالطين لسواده قال كأَنها في سَياعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ وقيل إِنما شبه الزِّفْتَ بالطين والقِنْدِيدُ هنا الوَرْسُ قال ابن بري أَما قول أَبي حنيفة إِن السِّياع الطينُ الذي تُطَيَّنُ به أَوْعية الخمر وجعل ذلك له خصوصاً فليس بشيء بل السياع الطين جعل على حائط أَو على إِناء خَمْر قال وليس في البيت ما يدل على أَن السياع مختصّ بآنية الخمر دون غيرها وإِنما أَراد بقوله سَياعه أَي طينه الذي خُتِمَ به قال الأَزهري السَّياعُ تَطْيِينُك بالجَصِّ والطِّينِ والقِيرِ تقول سَيَّعْتُ به تَسْيِيعاً أَي طَلَيْتُ به طَلْياً رَقِيقاً وقول رؤْبة مرسلها ماءَ السَّرابِ الأَسْيَعا قال يصفه بالرِّقَّةِ وسَيَّعَ المكانَ تَسْيِيعاً طَيَّنَه بالسّياعِ والمِسْيعة المالَج خشبة مَلْساءُ يطين بها وسَيَّعَ الجُبَّ طينه بطين أَو جص وساعَ الشيءُ يَسِيعُ ضاعَ وأَساعَه هو قال سويد بن أَبي كاهل اليشكري وكَفاني اللهُ ما في نفسِه ومَتى ما يَكْفِ شيئاً لا يُسَعْ أَي لا يُضَيَّعُ وناقة مِسْياعٌ تصبر على الإِضاعة والجَفاءِ وسُوءِ القيام عليها وفي حديث هشام في وصف ناقة إِنها لَمِسْياعٌ مِرْياع أَي تحتمل الضيعة وسوءَ الوِلاية وقيل ناقة مِسْياعٌ وهي الذاهبة في الرَّعْي وقال شمر تَسِيعُ مكان تسُوعُ قال وناقة مِسياعٌ تَدَعُ وُلْدَها حتى يأْكلها السبع ويقال رُبَّ ناقة تُسيع وَلَدَها حتى يأْكله السِّباعُ ومن الإِتباع ضائعٌ سائعٌ ومُضِيعٌ مُسِيعٌ ومِضْياعٌ مِسياعٌ قال ويْلُ مِّ أَجْيادَ شاةً شاةً مُمْتَنِحٍ أَبي عِيالٍ قَليلِ الوَفْرِ مِسْياعِ وأُم أَجْياد اسم شاة وقد أَضَعْتُ الشيء وأَسَعْتُه ورجل مِسْياعٌ وهو المِضْياعُ للمال وأَساعَ مالَه أَي أَضاعَه وتَسَيَّعَ البقْلُ هاجَ وأَساعَ الرَّاعي الإِبلَ فَساعَتْ أَساء حفظها فضاعَتْ وأَهْمَلَها وساعت هي تَسُوعُ سَوْعاً والسَّياعُ شجر البانِ وهو من شجر العِضاه له ثمر كهيئة الفُسْتُق قال ولِثاؤُه مثل الكُنْدُرِ إِذا جَمَدَ

( شبع ) الشِّبَعُ ضدّ الجوعِ شَبِعَ شِبَعاً وهو شَبْعان والأُنثى شَبْعى وشَبْعانةٌ وجمعهما شِباعٌ وشَباعى أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي عارم الكلابي فبِتْنا شَباعى آمِنِينَ من الرَّدَى وبالأَمْنِ قِدْماً تَطْمَئِنُّ المَضاجِعُ وجاء في الشعر شابِعٌ على الفِعْل وأَشبَعَه الطعامُ والرِّعْيُ والشِّبْعُ من الطعام ما يَكْفِيكَ ويُشْبِعُك من الطعام وغيره والشِّبَعُ المصدر تقول قَدِّم إِليّ شِبْعِي وقول بشر بن المغيرة بن المهلب بن أبي صُفْرة وكُلُّهُمُ قد نالَ شِبْعاً لِبَطْنِه وشِبْعُ الفَتَى لُؤْمٌ إِذا جاعَ صاحِبُهْ إِنما هو على حذف المضاف كأَنه قال ونَيْلُ شِبْعِ الفتى لُؤْم وذلك لأَن الشِّبْعَ جوهر وهو الطعام المُشْبِعُ ولُؤْم عَرَض والجوهر لا يكون عرضاً فإِذا قَدَّرت حذف المضاف وهو النيل كان عرضاً كَلُؤْم فحسُن تقول شَبِعْتُ خُبْزاً ولحماً ومن خبز ولَحْم شِبَعاً وهو من مصادر الطبائع وأَشبَعْتُ فلاناً من الجوع وعنده شُبْعةٌ من طعام بالضم أَي قَدْرُ ما يَشْبَعُ به مرَّة وفي الحديث أَن زَمْزَم كان يقال لها في الجاهلية شُباعةُ لأَن ماءها يُرْوِي العطشانَ ويُشْبِعُ الغَرْثانَ والشِّبع غِلَظٌ في الساقين وامرأَة شَبْعى الخَلْخالِ مَلأَى سِمَناً وامرأَة شَبْعَى الوِشاحِ إِذا كانت مُفاضةً ضخمة البطنِ وامرأَة شَبْعى الدِّرْعِ إِذا كانت ضخمةَ الخَلْقِ وبَلَدٌ قد شَبِعَت غَنمُه إِذا وصف بكثرةِ النبات وتَناهِي الشِّبَعِ وشَبَّعَتْ إِذا وصفت بتوسط النبات ومُقارَبةِ الشِّبَعِ وقال يعقوب شَبَّعَتْ غنَمُه إِذا قاربت الشِّبَعَ ولم تَشْبَعْ وبَهْمةٌ شابِعٌ إِذا بلغت الأَكل لا يزال ذلك وصفاً لها حتى يَدْنُوَ فِطامُها وحَبْلٌ شَبِيعُ الثَّلَّة متينها وثَلَّتُه صُوفُه وشعَره ووبَرُه والجمع شُبُع وكذلك الثوب يقال ثوب شَبِيعُ الغزل أَي كثيره وثياب شُبُعٌ ورجل مُشْبَعُ القلب وشَبِيعُ العقل ومُشْبَعُه مَتِينُه وشَبُعَ عقله فهو شَبِيعٌ مَتُنَ وأَشبَعَ الثوبَ وغيرَه رَوّاه صِبْغاً وقد يستعمل في غير الجواهر على المثَل كإِشْباع النَّفْخ والقِراءة وسائر اللفظ وكلُّ شيء تُوَفِّرُه فقد أَشْبَعْتَه حتى الكلام يُشْبَعُ فَتُوَفَّرُ حروفُه وتقول شَبِعْتُ من هذا الأَمر ورَوِيتُ إِذا كرهته وهما على الاستعارة وتَشَبَّع الرجل تزيَّن بما ليس عنده وفي الحديث المُتَشَبِّعُ بما لا يَمْلِكُ كلابِس ثَوْبَيْ زُور أَي المتكثر بأَكثر مما عنده يَتَجمَّل بذلك كالذي يُرِي أَنه شَبْعان وليس كذلك ومَن فعله فإِنما يَسْخَر من نفسه وهو من أَفعال ذوي الزُّورِ بل هو في نفسه زُور وكذب ومعنى ثوبي زور أَنْ يُعْمَدَ إِلى الكُمَّين فيُوصَلَ بهما كُمّان آخَرانِ فمن نظر إِليهما ظنهما ثوبين والمُتشَبِّعُ المتزَيِّن بأَكثر مما عنده يتكثر بذلك ويتزين بالباطل كالمرأَة تكون للرجل ولها ضَرائِرُ فَتَتَشَبَّعُ بما تَدَّعِي من الحُظْوة عند زوجها بأَكثر مما عنده لها تريد بذلك غيظ جارتِها وإِدخالَ الأَذى عليها وكذلك هذا في الرجال والإِشباعُ في القوافي حركة الدَّخِيل وهو الحرف الذي بعد التأْسيس ككسرة الصاد من قوله كِلِينِي لِهَمٍّ يا أُمَيْمةَ ناصِبِ
( * قوله « يا أُميمة » في شرح الديوان ونصب أميمة لأنه يرى الترخيم فأقحم الهاء مثل يا تيم تيم عديّ إنما أراد يا تيم عديّ فأقحم الثاني قال الخليل من عادة العرب ان تنادي المؤنث بالترخيم فلما لم يرخم أجراها على لفظها مرخمة فأتى بها بالفتح قال الوزير والأحسن أن ينشد بالرفع )
وقيل إِنما ذلك إِذا كان الرَّويّ ساكناً ككسرة الجيم من قوله كَنِعاجِ وَجْرةَ ساقَهُنْ نَ إِلى ظِلالِ الصَّيْفِ ناجِرْ وقيل الإِشباع اختلاف تلك الحركة إِذا كان الرَّوِيّ مقيداً كقول الحطيئة في هذه القصيدة الواهِبُ المائةِ الصَّفا يا فَوْقَها وَبَرٌ مُظاهَر بفتح الهاء وقال الأَخفش الإِشباع حركة الحرف الذي بين التأْسيس والرَّوِيّ المطلق نحو قوله يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ دُونِي كأَنَّما زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْه عليَّ المَحاجِمُ كسرةُ الجيم هي الإِشباعُ وقد أَكثر منها العرب في كثير من أَشْعارها ولا يجوز أَن يُجْمع فتح مع كسر ولا ضمٍّ ولا مع كسر ضمٌّ لأَن ذلك لم يُقل إِلا قليلاً قال وقد كان الخليل يُجِيزُ هذا ولا يُجيزُ التوجيهَ والتوجيهُ قد جمعته العرب وأَكثرت من جمعه وهذا لم يُقل إِلا شاذّاً فهذا أَحْرَى أَن لا يجوز وقال ابن جني سُمّي بذلك من قِبَل أَنه ليس قبل الرويّ حرف مسمى إِلا ساكناً أَعني التأْسيس والرِّدْفِ فلما جاء الدخيل محركاً مخالفاً للتأْسيس والرِّدْفِ صارت الحركة فيه كالإِشباع له وذلك لزيادة المتحرك على الساكن لاعتماده بالحركة وتمكنه بها

( شبدع ) الشِّبْدِعةُ العقرب بالكسر والدال غير معجمة والشَّبادِعُ العَقارِبُ والشِّبْدِع اللسان تشبيهاً بها وفي الحديث من عَضّ على شِبْدِعه سَلِمَ من الآثام قال الأَزهري أَي لسانِه يعني سكت ولم يَخُضْ مع الخائضين ولم يَلْسَعْ به الناس لأَن العاضّ على لسانه لا يتكلم ابن الأَعرابي أَلقَيْتُ عليهم شِبْدِعاً وشِبْدَعاً أَي داهِيةً قال وأَصله للعقرب ابن بري الشَّبادِعُ الدَّواهي قال مَعْنُ بن أَوس إِذا الناسُ ناسٌ والعِبادُ بقُوّةٍ وإِذْ نَحْنُ لم تَدْبِبْ إِلينا الشَّبادِعُ فتكون على هذا مستعارة من العقارب

( شتع ) شَتِعَ شَتَعاً جَزِعَ من مرَض أَو جُوع

( شجع ) شَجُعَ بالضم شَجاعةً اشْتَدَّ عِنْدَ البَأْسِ والشَّجاعةُ شِدّةُ القَلْبِ في البأْس ورجلٌ شَجاعٌ وشِجاعٌ وشُجاعٌ وأَشْجَعُ وشَجِعٌ وشَجيعٌ وشِجَعةٌ على مثال عِنَبة هذه عن ابن الأَعرابي وهي طَرِيفةٌ من قوم شِجاعٍ وشُجْعانٍ وشِجْعانٍ الأَخيرة عن اللحياني وشُجَعاءَ وشِجْعةٍ وشَجْعةٍ وشُجْعةٍ الأَربع اسم للجمع قال طريف بن مالك العنبري حَوْلِي فَوارِسُ من أُسَيِّدِ شِجْعةٌ وإِذا غَضِبْتُ فَحَوْلَ بَيْتِيَ خَضَّمُ ورواه الصِّقِلِّيُّ من أُسيّدَ غير مصروف وامرأَة شَجِعةٌ وشَجِيعةٌ وشُجاعةٌ وشَجْعاءُ من نسوة شَجائِعَ وشُجُعٍ وشِجاعٍ الجميع عن اللحياني ونِسْوة شجاعاتٌ والشَّجِعةُ من النساء الجَريئةُ على الرجال في كلامها وسَلاطَتِها وقال أَبو زيد سمعت الكِلابِيِّينَ يقولون رجل شُجاعٌ ولا توصف به المرأَة والأَشْجَعُ من الرجال مثل الشُّجاع ويقال للذي فيه خِفَّةٌ كالهَوَج لقُوّته ويسمى به الأَسَدُ ويقال للأَسد أَشْجَعُ وللّبُوءَة شَجْعاءُ وأَنشد للعجاج فَوَلَدَتْ فَرّاسَ أُسْد أَشْجَعا يعني أُم تميم ولدته أَسداً من الأُسود وتَشَجَّعَ الرجلُ أَظْهَرَ ذلك من نفسه وتَكَلّفه وليس به وشَجَّعَه جعله شُجاعاً أَو قَوَّى قلبه وحكى سيبويه هو يُشَجَّعُ أَي يُرْمى بذلك ويقال له وشَجّعه على الأَمر أَقْدَمَه والمَشْجُوع المَغْلوبُ بالشجاعة والأَشْجَعُ من الرجال الذي كأَنَّ به جنوناً وقيل الأَشْجَعُ المجنون قال الأَعشى بِأَشْجَعَ أَخّاذٍ على الدَّهْرِ حُكْمَه فَمِنْ أَيِّ ما تَأْتِي الحَوادِثُ أَفْرَقُ وقد فسّر قوله بأَشْجَعَ أَخّاذ قال يصف الدهر ويقال عنى بالأَشْجَع نَفْسَه ولا يصح أَن يراد بالأَشجع الدهر لقوله أَخّاذٍ على الدهر حكمه قال الأَزهري قال الليث وقد قيل إِن الأَشجع من الرجال الذي كأَنَّ به جنوناً قال وهذا خطأ ولو كان كذلك ما مَدح به الشُّعَراء وبِهِ شَجَعٌ أَي جُنون والشَّجِعُ من الإِبل الذي يَعْتَرِيه جنون وقيل هو السريع نَقْلِ القوائمِ وناقة شَجِعةٌ وقَوائِمُ شَجِعاتٌ سريعة خفيفة والاسم من كل ذلك الشَّجَع قال علَى شجعاتٍ لا شحاب ولا عُصْل
( * قوله « لا شحاب » كذا في الأصل وشرح القاموس بحاء مهملة وباء موحدة ولعله شخات بمعجمة ككتاب جمع شخت وهو دقيق العنق والقوائم )
أَراد بالشجعات قَوائِمَ الإِبل الطِّوال والشَّجَعُ في الإِبل سُرْعةُ نقل القوائم جمل شَجِعُ القوائِمِ وناقة شَجِعةٌ وشَجْعاءُ قال سُوَيْد بن أَبي كاهل فَرَكِبْناها على مَجْهُولِها بِصِلابِ الأَرضِ فِيهِنَّ شَجَعْ أَي بِصِلابِ القَوائِم وناقة شَجْعاءُ من ذاك قال ابن بري لم يصف سويد في البيت إِبلاً وإِنما وصف خيلاً بدليل قوله بعده فَتَراها عُصُماً مُنْعَلةً يد القَيْنِ يَكْفِيها الوَقَعْ
( * كذا بياض في الأصل ولعلها بِحَدِيدِ )
فيكون المعنى في قوله بِصِلاب الأَرض أَي بخيل صلاب الحوافِر وأَرضُ الفَرسِ حوافِرُها وإِنما فَسَّرَ صلاب الأَرض بالقوائم لأَنه ظَنَّ أَنه يصف إِبلاً وقد قدّم أَن الشجَعَ سرعة نقل القوائم والذي ذكره الأَصمعي في تفسير الشجَع في هذا البيت أَنه المَضاءُ والجَراءَةُ والشَّجَعُ أَيضاً الطول ورجل أَشجَعُ طويلٌ وامرأَة شَجْعاء والشَّجْعةُ الرجل
( * قوله « والشجعة الرجل إلخ » في شرح القاموس هو بالفتح وفي شرح الامثال للميداني قال الازهري الشجعة بسكون الجيم الضعيف ) الطويلُ المُضْطَرِبُ والشَّجْعةُ الزَّمِنُ وفي المثل أَعْمى يَقود شَجْعةً وقوائِمُ شَجِعةٌ طويلة وقد تقدّم أَنها السريعة الخفيفة ورجل شَجْعةٌ طويلٌ ملتف وشُجْعةٌ
( * قوله « وشجعة » في القاموس والشجعة بالضم ويفتح العاجز الضاوي لا فؤاد له ) جَبانٌ ضَعِيفٌ والشَّجْعةُ الفَصِيلُ تَضَعُه أُمّه كالمُخَبَّلِ والأَشْجِعُ في اليد والرجل العَصَبُ الممدودُ فوق السُّلامى من بين الرُّسْغِ إِلى أُصول الأَصابع التي يقال لها أَطنابُ الأَصابع فوق ظهر الكف وقيل هو العظم الذي يصل الإِصْبَعَ بالرُّسْغِ لكل إِصبع أَشْجَع واحتج الذي قال هو العصب بقولهم للذئب وللأَسد عارِي الأَشاجِعِ فمن جعل الأَشاجعَ العصب قال لتلك العظام هي الأَسْناعُ واحدها سِنْعٌ وفي صفة أَبي بكر رضي الله عنه عارِي الأَشاجِعِ هي مَفاصِلُ الأَصابع واحدها أَشجَع أَي كان اللحم عليها قليلاً وقيل هو ظاهر عصبها وقيل الأَشاجع رؤوس الأَصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكفّ وقيل الأَشاجع عُروق ظاهر الكف وهو مَغْرِزُ الأَصابع والجمع الأَشاجع ومنه قول لبيد يُدْخِلُها حتى يُوارِي إِصْبَعَه
( * قوله « اصبعه » لا شاهد فيه ولذا كتب بهامش الأصل صوابه اشجعه )
وناس يزعمون أَنه إِشْجَع مثل إِصْبَع ولم يعرفه أَبو الغوث ويقال للحيَّة أَشْجَع وأَنشد فَقَضى عليه الأَشْجَعُ
( * قوله « فقضى إلخ » في هامش النهاية قال جرير قد عضه فقضى إلخ )
وأَشْجَع ضرب من الحيات وتزعم العرب أَن الرجل إِذا طال جوعه تعرّضتْ له في بطنه حية يسمونها الشُّجاعَ والشِّجاع والصَّفَرَ وقال أَبو خراش الهُذَلي يخاطب امرأَته أَرُدُّ شُِجاعَ البَطْنِ لو تَعْلَمِينَه وأُوثِرُ غَيْري من عِيالِكِ بالطُّعْمِ وقال الأَزهري قال الأَصمعي شُجاعُ البطن وشِجاعُهُ شِدَّةُ الجوع وأَنشد بيت أَبي خراش أَيضاً وقال شمر في كتاب الحيات الشُّجاعُ ضرب من الحيات لطيف دقيق وهو زعموا أَجْرَؤُها قال ابن أَحمر وحَبَتْ له أُذُنٌ يُراقِبُ سَمْعَها يَصَرٌ كناصِبة الشُّجاعِ المُسْخِدِ حَبَت انتصب وناصِبةُ الشُّجاعِ عَيْنُه التي يَنْصِبُها للنظر إِذا نظر والشُّجاعُ والشِّجاعُ بالضم والكسر الحيّةُ الذكَر وقيل هو الحية مطلقاً وقيل هو ضَرْب من الحيّات وقيل هو ضرب منها صغير والجمع أَشْجِعةٌ وشُجْعانٌ وشِجْعانٌ الأَخيرة عن اللحياني وفي حديث أَبي هريرة في منع الزكاة إِلا بُعِثَ عليه يوم القيامة سَعَفُها ولِيفُها أَشاجِعَ يَنْهَشْنَه أَي حيات وهي جمع أَشجَع وقيل هو جمع أَشْجِعةٍ وأَشْجِعةٌ جمع شُجاع وشِجاع وهو الحية والشَّجْعَمُ الضَّخْم منها وقيل هو الخَبيث المارِدُ منها وذهب سيبويه إِلى أَنه رباعي وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال يَجِيءُ كَنْزُ أَحدهم يوم القيامة شُجاعاً أَقرَعَ وأَنشد الأَحمر قد سالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعما نصب الشجاع والأُفْعُوان بمعنى الكلام لأَن الحيّاتِ إِذا سالمت القَدَم فقد سالمها القدم فكأَنه قال سالَم القدمُ الحيّاتِ ثم جعل الأُفْعُوان بدلاً منها ومَشْجَعةُ وشُجاعٌ اسمانِ وبنو شَجْعٍ بطن من عُذْرةَ وشِجْعٌ قبيلة من كِنانة وقيل إِن في كلب بطناً يقال لهم بنو شَجْعٍ بفتح الشين قال أَبو خراش غَداةَ دَعا بَني شَجْعٍ وولَّى يَؤُمُّ الخَطْمَ لا يَدْعُو مُجِيبا وفي الأَزْد بنو شُجاعةَ وأَشْجَعُ قبيلة من غَطَفان وأَشْجَعُ في قَيْس

( شرع ) شَرَعَ الوارِدُ يَشْرَعُ شَرْعاً وشُروعاً تناول الماءَ بفِيه وشَرَعَتِ الدوابُّ في الماء تَشْرَعُ شَرْعاً وشُرُوعاً أَي دخلت ودوابُّ شُروعٌ وشُرَّعٌ شَرَعَتْ نحو الماء والشَّريعةُ والشِّراعُ والمَشْرَعةُ المواضعُ التي يُنْحَدر إِلى الماء منها قال الليث وبها سمي ما شَرَعَ الله للعبادِ شَريعةً من الصوم والصلاةِ والحج والنكاح وغيره والشِّرْعةُ والشَّريعةُ في كلام العرب مَشْرَعةُ الماء وهي مَوْرِدُ الشاربةِ التي يَشْرَعُها الناس فيشربون منها ويَسْتَقُونَ وربما شَرَّعوها دوابَّهم حتى تَشْرَعها وتشرَب منها والعرب لا تسميها شَريعةً حتى يكون الماء عِدًّا لا انقطاع له ويكون ظاهراً مَعِيناً لا يُسْقى بالرِّشاءِ وإِذا كان من السماء والأَمطار فهو الكَرَعُ وقد أَكْرَعُوه إِبلهم فكَرَعَتْ فيه وسقَوْها بالكَرْع وهو مذكور في موضعه وشَرَعَ إِبله وشَرَّعها أَوْرَدَها شريعةَ الماء فشربت ولم يَسْتَقِ لها وفي المثل أَهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْريعُ وذلك لأَن مُورِدَ الإِبل إِذا وَرَدَ بها الشريعة لم يَتْعَبْ في إِسْقاءِ الماء لها كما يتعب إِذا كان الماء بعيداً ورُفِعَ إِلى عليّ رضي الله عنه أَمْرُ رجل سافر مع أَصحاب له فلم يَرْجِعْ حين قفَلوا إِلى أَهاليهم فاتَّهَمَ أَهلُه أَصحابَه فرَفَعُوهم إِلى شُرَيْح فسأَلَ الأَولياءَ البينةَ فعَجَزُوا عن إِقامتها وأَخبروا عليّاً بحكم شريح فتمثَّل بقوله أَوْرَدَها سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ يا سَعْدُ لا تَرْوى بِهذاكَ الإِبِلْ
( * ويروى ما هكذا توردُ يا سعدُ الإبل )
ثم قال إِن أَهْوَنَ السَّقْيِ التَّشْريعُ ثم فَرَّقَ بينهم وسأَلهم واحداً واحداً فاعترَفوا بقتله فقَتَلَهم به أَراد علي أَن هذا الذي فعله كان يسِيراً هيِّناً وكان نَوْلُه أَن يَحْتاطَ ويَمْتَحِنَ بأَيْسَر ما يُحْتاطُ في الدِّماءِ كما أَن أَهْوَنَ السَّقْيِ للإِبلِ تشرِيعُها الماء وهو أَن يُورِدَ رَبُّ الإِبلِ إِبله شريعةً لا تحتاج مع ظهور مائها إِلى نَزْع بالعَلَق من البئر ولا حَثْيٍ في الحوض أَراد أَن الذي فعله شريح من طلب البينة كان هيِّناً فأَتَى الأَهْوَنَ وترك الأَحْوَطَ كما أَن أَهون السَّقْيِ التشريعُ وإِبلٌ شُرُوعٌ وقد شَرَعَتِ الماءَ فشَرِبت قال الشماخ يَسُدُّ به نَوائِبَ تَعْتَرِيهِ من الأَيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوعِ وشَرَعْتُ في هذا الأَمر شُرُوعاً أَي خُضْتُ وأَشْرَعَ يدَه في المِطْهَرةِ إِذا أَدخَلَها فيها إِشْراعاً قال وشَرَعْتُ فيها وشَرَعَتِ الإِبلُ الماءَ وأَشرعْناها وفي الحديث فأَشرَعَ ناقتَه أَي أَدخَلها في شرِيعةِ الماء وفي حديث الوضوء حتى أَشرَعَ في العضُد أَي أَدخَل الماءَ إِليه وشَرَّعَتِ الدابةُ صارت على شَرِيعةِ الماء قال الشماخ فلمّا شَرَّعَتْ قَصَعَتْ غَليلاً فأَعْجَلَها وقد شَرِبَتْ غِمارا والشريعةُ موضع على شاطئ البحر تَشْرَعُ فيه الدوابُّ والشريعةُ والشِّرْعةُ ما سنَّ الله من الدِّين وأَمَر به كالصوم والصلاة والحج والزكاة وسائر أَعمال البرِّ مشتقٌّ من شاطئ البحر عن كراع ومنه قوله تعالى ثم جعلناك على شريعةٍ من الأَمْر وقوله تعالى لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومِنهاجاً قيل في تفسيره الشِّرْعةُ الدِّين والمِنهاجُ الطريقُ وقيل الشرعة والمنهاج جميعاً الطريق والطريقُ ههنا الدِّين ولكن اللفظ إِذا اختلف أَتى به بأَلفاظ يؤَكِّدُ بها القِصة والأَمر كما قال عنترة أَقوَى وأَقْفَرَ بعد أُمِّ الهَيْثَمِ فمعنى أَقْوَى وأَقْفَرَ واحد على الخَلْوَة إِلا أَن اللفظين أَوْكَدُ في الخلوة وقال محمد بن يزيد شِرْعةً معناها ابتِداءُ الطريق والمِنهاجُ الطريق المستقيم وقال ابن عباس شرعة ومنهاجاً سَبيلاً وسُنَّة وقال قتادة شرعة ومنهاجاً الدِّين واحد والشريعة مختلفة وقال الفراء في قوله تعالى ثم جعلناك على شريعة على دين ومِلَّة ومنهاج وكلُّ ذلك يقال وقال القتيبي على شريعة على مِثال ومَذْهبٍ ومنه يقال شَرَعَ فلان في كذا وكذا إِذا أَخذ فيه ومنه مَشارِعُ الماء وهي الفُرَضُ التي تَشْرَعُ فيها الواردةُ ويقال فلان يَشْتَرعُ شِرْعَتَهُ ويَفْتَطِرُ فِطْرَتَه ويَمْتَلُّ مِلَّتَه كل ذلك من شِرْعةِ الدِّين وفِطْرتِه ومِلِّتِه وشَرَعَ الدِّينَ يَشْرَعُه شَرْعاً سَنَّه وفي التنزيل شَرَعَ لكم من الدِّين ما وصَّى به نوحاً قال ابن الأَعرابي شَرَعَ أَي أَظهر وقال في قوله شَرَعوا لهم من الدِّين ما لم يأْذن به الله قال أَظهَرُوا لهم والشارعُ الرَّبّاني وهو العالم العاملُ المعَلِّم وشَرَعَ فلان إِذا أَظْهَرَ الحَقَّ وقمَعَ الباطِلَ قال الأَزهري معنى شَرَعَ بَيَّنَ وأَوضَح مأْخوذ من شُرِعَ الإِهابُ إِذا شُقَّ ولم يُزَقَّقْ أَي يجعل زِقًّا ولم يُرَجَّلْ وهذه ضُرُوبٌ من السَّلْخِ مَعْرُوفة أَوسعها وأَبينها الشَّرْعُ قال وإِذا أَرادوا أَن يجعلوها زِقًّا سلَخُوها من قِبَل قَفاها ولا يَشُقُّوها شَقّاً وقيل في قوله شَرَع لكم من الدِّين ما وصَّى به نوحاً إِنَّ نوحاً أَول من أَتَى بتحريم البَناتِ والأَخَواتِ والأُمَّهات وقوله عز وجل والذي أَوحينا إِليك وما وصَّينا به إِبراهيم وموسى أَي وشرع لكم ما أَوحينا إِليك وما وصَّيْنا به الأَنبياء قبْلك والشِّرْعةُ العادةُ وهذا شِرْعةُ ذلك أَي مِثاله وأَنشد الخليل يذمُّ رجلاً كَفّاكَ لم تُخْلَقا للنَّدَى ولم يَكُ لُؤْمُهما بِدْعَهْ فَكَفٌّ عن الخَيرِ مَقْبُوضةٌ كما حُطَّ عن مائَةٍ سَبْعهْ وأُخْرَى ثَلاثَةُ آلافِها وتِسْعُمِئيها لها شِرْعهْ وهذا شِرْعُ هذا وهما شِرْعانِ أَي مِثْلانِ والشارِعُ الطريقُ الأَعظم الذي يَشْرَعُ فيه الناس عامّة وهو على هذا المعنى ذُو شَرْعٍ من الخَلْق يَشْرَعُون فيه ودُورٌ شارِعةٌ إِذا كانت أَبوابها شارِعةً في الطريق وقال ابن دريد دُورٌ شَوارِعُ على نَهْجٍ واحد وشَرَعَ المَنْزِلُ إِذا كان على طريق نافذ وفي الحديث كانت الأَبوابُ شارِعةً إِلى المَسْجِدِ أَي مَفْتُوحةً إِليه يقال شَرَعْتُ البابَ إِلى الطريق أَي أَنْفَذْتُه إِليه وشَرَعَ البابُ والدارُ شُرُوعاً أَفْضَى إِلى الطريقِ وأَشْرَعَه إِليه والشَّوارِعُ من النجوم الدَّانِيةُ من المَغِيبِ وكلُّ دانٍ من شيء فهو شارِعٌ وقد شَرَعَ له ذلك وكذلك الدارُ الشارِعةُ التي قد دنت من الطريق وقَرُبَتْ من الناسِ وهذا كله راجع إِلى شيء واحد إِلى القُرْب من الشيء والإِشْرافِ عليه وأَشْرَعَ نَحْوَه الرُّمْحَ والسيْفَ وشَرَعَهُما أَقْبَلَهُما إِياه وسَدَّدَهُما له فَشَرَعَتْ وهيَ شَوارِعُ وأَنشد أَفاجُوا مِنْ رِماحِ الخَطِّ لَمّا رَأَوْنا قَدْ شَرَعْناها نِهالا وشَرَعَ الرُّمْحُ والسَّيْفُ أَنْفُسُهُما قال غَداةَ تَعاوَرَتْه ثَمَّ بِيضٌ شَرَعْنَ إِليهِ في الرَّهْجِ المُكِنِّ
( * هذا البيت من قصيدة للنابغة وفي ديوانه دُفعن اليه مكان شرعن اليه ) وقال عبد الله بن أَبي أَوْفَى يهجو امرأَة ولَيْسَتْ بِتارِكةٍ مُحْرَماً ولَوْ حُفَّ بالأَسَلِ الشُّرَّعِ ورمح شُراعِيٌ أَي طويلٌ وهو مَنْسُوب والشِّرْعةُ
( * قوله « والشرعة » في القاموس هو بالكسر ويفتح الجمع شرع بالكسر ويفتح وشرع كعنب وجمع الجمع شراع ) الوَتَرُ الرقيقُ وقيل هو الوَتَرُ ما دام مَشْدوداً على القَوْس وقيل هو الوتر مَشْدوداً كان على القَوْس أَو غير مشدود وقيل ما دامت مشدودة على قوس أَو عُود وجمعه شِرَعٌ على التكسير وشِرْعٌ على الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء وشِراعٌ جمع الجمع قال الشاعر كما أَزْهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّراع لإِسْوارِها عَلَّ منه اصْطِباحَا
( * قوله « كما أزهرت إلخ » أنشده في مادة زهر ازدهرت وقوله « عل منه » تقدم عل منها )
وقال ساعدة بن جؤية وعاوَدَني دَيْني فَبِتُّ كأَنما خِلالَ ضُلوعِ الصَّدْرِ شِرْعٌ مُمَدَّدُ ذكَّر لأَن الجمع الذي لا يُفارِقُ واحده إِلا بالهاء لك تذكيره وتأْنيثه يقول بِتُّ كأَنّ في صَدْري عُوداً من الدَّوِيِّ الذي فيه من الهُموم وقيل شِرْعةٌ وثلاثُ شِرَعٍ والكثير شُرْعٌ قال ابن سيده ولا يعجبني على أَن أَبا عبيد قد قاله والشِّراعُ كالشِّرْعة وجمعه شُرُعٌ قال كثير إِلا الظِّباءَ بها كأَنَّ تَرِيبَها ضَرْبُ الشِّراعِ نَواحيَ الشِّرْيانِ يعني ضَرْب الوَتَرِ سِيَتَيِ القَوْسِ وفي الحديث قال رجل إِني أُحِبُّ الجَمالَ حتى في شِرْعِ نَعْلِي أَي شِراكِها تشبيه بالشِّرْعِ وهو وَترُ العُود لأَنه مُمْتَدٌّ على وجهِ النعل كامتِدادِ الوَترِ على العُود والشِّرْعةُ أَخَصّ منه وجمعهما شِرْعٌ وقول النابغة كَقَوْسِ الماسِخِيِّ يَرِنُّ فيها من الشِّرْعِيِّ مَرْبُوعٌ مَتِينُ أَراد الشِّرْعَ فأَضافه إَلى نفسه ومثله كثير قال ابن سيده هذا قول أَهل اللغة وعندي أَنه أَراد الشِّرْعةَ لا الشِّرْعَ لأَنَّ العَرَبَ إِذا أَرادت الإِضافة إِلى الجمع فإِنما تردُّ ذلك إِلى الواحد والشَّريعُ الكَتَّانُ وهو الأَبَقُ والزِّيرُ والرازِقيُّ ومُشاقَتُه السَّبِيخةُ وقال ابن الأَعرابي الشَّرَّاعُ الذي يبيع الشَّريعَ وهو الكتَّانُ الجَيِّدُ وشَرَّعَ فلان الحَبْلَ أَي أَنْشَطه وأَدْخَلَ قُطْرَيْه في العُرْوة والأَشْرَعُ الأَنْفِ الذي امْتَدَّت أَرْنَبَتُه وفي حديث صُوَرِ الأَنبياء عليهم السلام شِراعُ الأَنفِ أَي مُمْتَدُّ الأَنْفِ طويله والأَشْرعُ السَّقائفُ واحدتها شَرَعة قال ابن خشرم كأَنَّ حَوْطاً جَزاه اللهُ مَغْفِرةً وجَنَّةً ذاتَ عِلِّيٍّ وأَشْراعِ والشِّراعُ شِراعُ السفينةِ وهي جُلُولُها وقِلاعُها والجمع أَشْرِعةٌ وشُرُعٌ قال الطِّرِمّاح كأَشْرِعةِ السَّفِينِ وفي حديث أَبي موسى بينا نحن نَسِيرُ في البحر والريحُ طَيِّبةٌ والشِّراعُ مرفوعٌ شِراعُ السفينة ما يرفع فوقها من ثوب لِتَدْخُلَ فيه الريح فيُجْريها وشَرّعَ السفينةَ جعل لها شِراعاً وأَشرَعَ الشيءَ رَفَعَه جدّاً وحِيتانٌ شُرُوعٌ رافعةٌ رُؤُوسَها وقوله تعالى إِذ تأْتِيهم حِيتانُهم يوم سَبْتِهم شُرَّعاً ويوم لا يَسْبِتُون لا تأْتيهم قيل معناه راعفةٌ رُؤُوسَها وقيل خافضة لها للشرب وقيل معناه أَن حِيتانَ البحر كانت تَرِدُ يوم السبت عَنَقاً من البحر يُتاخِمُ أَيْلةَ أَلهَمَها الله تعالى أَنها لا تصاد يوم السبت لنَهْيِه اليهودَ عن صَيْدِها فلما عَتَوْا وصادُوها بحيلة توَجَّهَتْ لهم مُسِخُوا قِرَدةً وحِيتانٌ شُرَّعٌ أَي شارِعاتٌ من غَمْرةِ الماءِ إِلى الجُدِّ والشِّراعُ العُنُق وربما قيل للبعير إِذا رَفَع عُنُقه رَفَع شِراعَه والشُّراعيّة والشِّراعيّةُ الناقةُ الطويلةُ العُنُقِ وأَنشد شُِراعِيّة الأَعْناقِ تَلْقَى قَلُوصَها قد اسْتَلأَتْ في مَسْك كَوْماءَ بادِنِ قال الأَزهري لا أَدري شُراعِيّةٌ أَو شِراعِيّةٌ والكَسْر عندي أَقرب شُبِّهت أَعناقُها بشِراع السفينة لطولها يعني الإِبل ويقال للنبْتِ إِذا اعْتَمَّ وشَبِعَتْ منه الإِبلُ قد أَشرَعَتْ وهذا نَبْتٌ شُراعٌ ونحن في هذا شَرَعٌ سواءٌ وشَرْعٌ واحدٌ أَي سواءٌ لا يفوقُ بعضُنا بعضاً يُحَرَّكُ ويُسَكَّنُ والجمع والتثنية والمذكر والمؤنث فيه سواء قال الأَزهري كأَنه جمع شارِعٍ أَي يَشْرَعُون فيه معاً وفي الحديث أَنتم فيه شَرعٌ سواءٌ أَي متساوون لا فَضْل لأَحدِكم فيه على الآخر وهو مصدر بفتح الراء وسكونها وشَرْعُك هذا أَي حَسْبُك وقوله أَنشده ثعلب وكانَ ابنَ أَجمالٍ إِذا ما تَقَطَّعَتْ صُدُورُ السِّياطِ شَرْعُهُنَّ المُخَوِّفُ فسّره فقال إِذا قطَّع الناسُ السِّياط على إِبلهم كفى هذه أَن تُخَوَّفَ ورجل شَرْعُك من رجل كاف يجري على النكرة وصفاً لأَنه في نية الانفصال قال سيبويه مررت برجل شِرْعِكَ فهو نعت له بِكمالِه وبَذِّه غيره ولا يثنَّى ولا يجمع ولا يؤنَّث والمعنى أَنه من النحو الذي تَشْرَعُ فيه وتَطْلُبُه وأَشرَعَني الرجلُ أَحْسَبَني ويقال شَرْعُكَ هذا أَي حَسْبُك وفي حديث ابن مغفل سأَله غَزْوانُ عما حُرِّمَ من الشَّرابِ فَعَرَّفَه قال فقلت شَرْعي أَي حَسْبي وفي المثل شَرْعُكَ مل بَلَّغَكَ المَحَلاَّ أَي حَسْبُكَ وكافِيكَ يُضْرَبُ في التبليغ باليسير والشَّرْعُ مصدر شَرَعَ الإهابَ يَشْرَعُه شَرْعاً سَلَخَه وقال يعقوب إِذا شَقَّ ما بين رِجْلَيْه وسَلَخَه قال وسمعته من أُمِّ الحُمارِسِ البَكْرِيّةِ والشِّرْعةُ حِبالةٌ من العَقَبِ تُجْعَلُ شَرَكاً يصاد به القَطا ويجمع شِرَعاً وقال الراعي من آجِنِ الماءِ مَحْفُوفاً به الشِّرَعُ وقال أَبو زبيد أَبَنَّ عِرِّيسةً عَنانُها أَشِبٌ وعِنْدَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ الشِّرَعُ ما يُشْرَعُ فيه والشَّراعةُ الجُرْأَةُ والشَّرِيعُ الرجل الشُّجاعُ وقال أَبو وجْزةَ وإِذا خَبَرْتَهُمُ خَبَرْتَ سَماحةً وشَراعةً تَحْتَ الوَشِيجِ المُورِدِ والشِّرْعُ موضع
( * قوله « والشرع موضع » في معجم ياقوت شرع بالفتح قرية على شرقي ذرة فيها مزارع ونخيل على عيون ثم قال شرع بالكسر موضع واستشهد على كليهما ) وكذلك الشّوارِعُ وشَرِيعةُ ماءٌ بعينه قريب من ضَرِيّةَ قال الراعي غَدا قَلِقاً تَخَلَّى الجُزْءُ منه فَيَمَّمَها شَرِيعةَ أَو سَوارَا وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وأَسْمَر عاتِك فيه سِنانٌ شُراعِيٌّ كَساطِعةِ الشُّعاعِ قال شُراعِيٌّ نسبة إِلى رجل كان يعمل الأَسِنَّة كأَن اسمه كان شُراعاً فيكون هذا على قياس النسب أَو كان اسمه غير ذلك من أَبْنِية شَرَعَ فهو إِذاً من نادِرِ مَعْدُول النسب والأَسْمَرُ الرُّمح والعاتِكُ المُحْمَرُّ من قِدَمِه والشَّرِيعُ من الليف ما اشتَدَّ شَوْكُه وصلَحَ لِغِلَظِه أَنْ يُخْرَزَ به قال الأَزهري سمعت ذلك من الهجريين النَّخْلِيِّين وفي جبال الدَّهْناءِ جبلٌ يقال له شارعٌ ذكره ذو الرمّة في شعره

( شرجع ) الشَّرْجَعُ السرِيرُ يحمل عليه الميّت والشَّرْجَعُ الجَنازة وأَنشد ابن بري لعَبْدة بن الطبيب ولقد عَلِمْتُ بأَنَّ قَصْرِي حُفْرةٌ غَبْراءُ يَحْمِلُني إِليها شَرْجَعُ الأَزهري الشَّرْجَعُُّ النَّعْشُ قال أُمَيّةُ بن أَبي الصلْت يذكر الخالِقَ وملَكُوتَه ويُنَفِّدُ الطُّوفانَ نحن فِداؤُه واقْتادَ شَرْجَعَه بَداحُ بَدِيدُ قال شمر أَي هو الباقي ونحن الهالكُون واقْتادَ أَي وَسَّع قال وشَرْجَعُه سَرِيرُه وبَداحٌ بَدِيدٌ أَي واسِعٌ والشَّرْجَعُ الطويل وشَرْجَعَ المِطْرقة والخشبة إِذا كانت مُرَبَّعةً فَنُحِتَتْ من حروفها تقول منه شَرْجِعْه والمُشَرْجَعُ المُطَوَّلُ الذي لا حرف لنواحيه من مطارق الحدّادين قال الشاعر كأَنَّ ما بَيْنَ عَيْنَيْها ومَذْبَحِها مُشَرْجَعٌ من عَلاة القَيْنِ مَمْطُولُ ومِطْرقةٌ مُشَرْجَعةٌ أَي مُطَوَّلةٌ لا حروف لنواحيها وأَنشد ابن برّيّ لخُفاف بن ندبة جُلْمُود بِصْرٍ إِذا المِنْقارُ صادَفَه فَلَّ المُشَرْجَعَ منها كلما يَقَعُ قال ابن بري وأَما قول أَعْشى عُكْلٍ أُقِيمُ على يَدِي وأُعِينُ رِجْلي كأَنِّي شَرْجَعٌ بعد اعْتدالِ قال لم يشرحه الشيخ قال وأَراد القَوْسَ والله أَعلم

( شسع ) شِسْعُ النعل قِبالُها الذي يُشَدّ إِلى زِمامِها والزِّمامُ السيْرُ الذيث يُعْقَدُ فيه الشِّسْعُ والجمع شُسُوعٌ لا يكسَّر إِلا على هذا البناء وشَسِعَتِ النعْلُ وقَبِلَتْ وشَرِكَتْ إِذا انقطع ذلك منها ويقال للرجل المنقطع الشِّسْعِ شاسِعٌ وأَنشد من آلِ أَخْنَسَ شاسِع النَّعْلِ يقول مُنْقَطِعُه وفي الحديث إِذا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحدِكم فلا يَمْشِ في نَعْلٍ واحدةٍ الشِّسْعُ أَحد سُيُور النعل وهو الذي يُدْخَلُ بين الإِصْبَعَيْن ويُدخل طَرَفُه في الثَّقْب الذي في صدر النعل المشْدود في الزِّمامِ وإِنما نُهيَ عن المَشْي في نعل واحدة لئلا تكون احدى الرجلين أَرْفَعَ من الأُخرى ويكونََّ سبباً للعِثار ويقبُح في المَنْظَر ويُعاب فاعله وشَسَعَ النَّعْلَ يَشْسَعُها شَسْعاً وأَشْسَعَها جَعَل لها شِسْعاً وقال أَبو الغَوْثِ شَسَّعْتُ بالتشديد وربما زادوا في الشسع نوناً وأَنشد ويلٌ لأَجْمال الكَرِيِّ مِنِّي إِذا غَدَوْتُ وغَدَوْنَ إِنِّي أَحْدُو بها مُنْقَطِعاً شِسْعَنِّي فأَدخل النون وله شِسْعُ مال أَي قليل وقيل هو قِطْعة من إِبل وغنم وكله إِلى القِلَّة يُشَبَّه بِشِسْعِ النعل وقال المفضل الشِّسْع جُلُّ مال الرجل يقال ذهب شِسْعُ مالِه أَي أَكثره وأَنشد للمَرَّار عَداني عن بَنِيَّ وشِسْعِ مالي حِفاظٌ شَفَّني ودَمٌ ثقِيلُ ويقال عليه شِسْعٌ من المالِ ونَصِيّةٌ وعنْصُلةٌ وعِنْصِيةٌ وهي البَقِيَّةُ والأَحْوَزُ القُبَضةُ من الرِّعاء الحَسَنُ القيام على ماله وهو الشِّسْعُ أَيضاً وهو الشَّيْصِيةُ أَيضاً وفلان شِسْعُ مال إِذا كان حَسَن القيام عليه كقولك إَبِلُ مالٍ وإِزاءُ مالٍ وشِسْعُ المَكانِ طَرَفُه يقال حَللْنَا شِسْعَي الدَّهناءِ وكل شيءٍ نتَأَ وشَخَصَ فقد شَسَعَ قال بلال بن جرير لها شاسِعٌ تَحْتَ الثِّيابِ كأَنه قَفا الديك أَوْفَى عَرْفُه ثم طَرَّبا ويروى أَوْفى غُرْفةً وشَسَعَ يَشْسَعُ شُسُوعاً فهو شاسِع وشَسُوعٌ وشَسَعَ به وأَشْسَعَهُ أَبْعَدَه والشَّاسِعُ المكان البعيد وشَسَعَتْ دارُه شُسُوعاً إِذا بَعُدَت وفي حديث ابن أُمّ مكتوم إِنِّي رجل شاسِعُ الدَّارِ أَي بعيدها وشَسِعَ الفرَسُ شَسَعاً انْفَرَجَ ما بين ثَنِيَّته ورَباعِيَتِه وهو من البُعْد والشَّسْعُ ما ضاق من الأَرض

( شعع ) الشُّعاعُ ضَوْءُ الشمس الذي تراه عند ذُرُورِها كأَنه الحبال أَو القُضْبانُ مُقْبِلةً عليك إِذا نظرت إِليها وقيل هو الذي تراه مُمْتَدًّا كالرِّماحِ بُعَيْدَ الطلوع وقيل الشُّعاعُ انتشارُ ضوئِها قال قيس ابن الخطيم طَعَنْتُ ابنَ عبدِ القَيْسِ طَعْنَةَ ثائِرِ لها نَفَذٌ لولا الشَّعاعُ أَضاءَها وقال أَبو يوسف أَنشدني ابن معن عن الأَصمعي لولا الشُّعاع بضم الشين وقال هو ضوءُ الدم وحُمْرَتُه وتَفَرُّقُه فلا أَدري أَقاله وضعاً أَم على التشبيه ويروى الشَّعاعُ بفتح الشين وهو تَفَرُّق الدَّمِ وغيره وجمع الشُّعاعِ أَشِعَّةٌ وشُعُعٌ وفسر الأَزهريّ هذا البيت فقال لولا انْتِشارُ سَنَنِ الدَّمِ لأَضاءَها النَّفَذُ حتى تستبين وقال أَيضاً شعاع الدَّمِ ما انْتَشر إِذا اسْتَنَّ من خَرْق الطَّعْنةِ ويقال سَقَيْتُه لَبَناً شَعاعاً أَي ضَياحاً أُكْثِرَ ماؤُه قال والشَّعْشَعةُ بمعنى المَزْجِ منه ومنه حديث عمر رضي الله عنه إِنَّ الشهر قد تَشَعْشَعَ فلو صُمْنا بَقِيَّتَه كأَنه ذَهب به إِلى رِقَّة الشهر وقِلَّةِ ما بقي منه كما يُشَعْشَعُ اللبن بالماء وتَشَعْشَعَ الشهرُ تَقَضَّى إِلاَّ أَقَلَّه وقد روي حديث عمر رضي الله عنه نَشَعْسَعَ من الشُّسُوعِ الذي هو البعد بذلك فسَّره أَبو عبيد وهذا لا يُوجِبُه التصرِيفُ وأشَعَّت الشمسُ نَشَرَتْ شُعاعَها قال إِذا سَفَرَتْ تَلأْلأُ وَجْنَتاها كإِشْعاعِ الغَزالةِ في الضَّحاءِ ومنه حديث ليلة القَدْرِ وإِنَّ الشمس تَطلُعُ من غَدِ يومها لا شُعاعَ لها الواحدة شُعاعةٌ وظِلٌ شَعْشَعٌ أَي ليس بكثيف ومُشَعْشَعٌ أَيضاً كذلك ويقال الشَّعْشَعُ الظِّلُّ الذي لم يُظِلّك كلُّه ففيه فُرَجٌ وشَعُّ السُّنبل وشَعاعُه وشِعاعُه وشُعاعُه سَفاه إِذا يَبِسَ ما دام على السُّنْبُلِ وقد أَشَعَّ الزرْعُ أَخرج شَعاعَه أَبو زيد شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعّاً وشَعاعاً كلاهما إِذا تَفَرَّقَ وشَعْشَعْنا عليهم الخيلَ نُشَعْشِعُها والشَّعاعُ المتفرِّق وتَطايَرَ القوم شَعاعاً أَي متفرِّقين وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه سَتَرَوْن بعدي مُلْكاً عَضُوضاً وأُمَّةً شَعاعاً أَي متفرِّقين مختلفين وذهبَ دمُه شَعاعاً أَي متفرِّقاً وطارَ فؤَادُه شَعاعاً تَفَرَقتْ هُمَومُه يقال ذهبت نفسي شَعاعاً إِذا انتشر رأْيها فلم تتجه لأَمْر جَزْم ورجل شَعاعُ الفُؤَاد منه ورأْي شَعاعٌ أَي مُتَفَرِّقٌ ونفْس شَعاع متفرِّقة قد تفرَّقَتْ هِمَمُها قال قيس بن ذَريح فلم أَلْفِظْكِ مِنْ شِبَعٍ ولَكِنْ أُقَضِّي حاجةَ النَّفْسِ الشَّعاعِ وقال أَيضاً فقَدْتُكِ مِن نَفْسٍ شَعاعٍ أَلَمْ أَكُنْ نَهَيْتُكِ عن هذا وأَنْتِ جَميعُ ؟ قال ابن برِّيّ ومثل هذا لقيس بن معاذ مجنون بني عامر فَلا تَتْرُكي نَفْسِي شَعاعاً فإِنَّها من الوَجْدِ قَدْ كادَتْ عَلَيْكِ تَذُوبُ والشَّعْشاعُ أَيضاً المُتَفَرِّقُ قال الراجز صَدْقُ اللِّقاءِ غَيْرُ شَعْشاعِ الغَدَرْ يقول هو جميع الهِمة غير متفرقها وتَطايَرَتِ العَصا والقَصَبةُ شَعاعاً إِذا ضربت بها على حائط فَتَكَسَّرتْ وتطايرت قِصَداً وقِطَعاً وأَشَعَّ البعيرُ بَوْله أَي فَرَّقَه وقَطَّعه وكذلك شَعَّ بولَه يَشُعُّه أَي فرَّقه أَيضاً فَشَعَّ يَشِعُّ إِذا انتَشر وأَوْزَعَ به مثله ابن الأَعرابي شَعَّ القومُ إِذا تَفَرَّقُوا قال الأَخطل عِصابةُ سَبْيٍ شَعَّ أَنْ يُتَقَسَّما أَي تَفَرَّقُوا حِذارَ أَن يُتَقَسَّموا قال والشَّعُّ العَجَلةُ قال وانْشَعَّ الذئب في الغنم وانْشلَّ فيها وانْشَنَّ وأَغار فيها واستغار بمعنى واحد ويقال لبيت العَنْكَبُوت الشُّعُّ وحُقُّ الكُهول وشَعْشَعَ الشَّرابَ شَعْشَعَةً مزَجَه بالماء وقيل المُشَعْشَعة الخَمْرُ التي أُرِقَّ مَزْجُها وشَعْشَعَ الثَّريدةَ الزُّرَيْقاءَ سَغْبَلَها بالزَّيْت يقال شَعْشِعْها بالزَّيْت وفي حديث وائِلةَ بن الأَسْقَع أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ثَرَدَ ثَرِيدةً ثم شَعْشَعَها ثم لبَّقها ثم صَعْنَبَها قال ابن المبارك شَعْشَعَها خلَط بعضَها ببعض كما يُشَعْشَعُ الشرابُ بالماء إِذا مُزِجَ به ورُوِيتْ هذه اللفظةُ سَغْسَغَها بالسين المهملة والغين المعجمة أَي روَّاها دَسَماً وقال بعضهم شَعْشَعَ الثريدة إِذا رفع رأْسها وكذلك صَعْلَكَها وصعْنَبَها وقال ابن شميل شَعْشَعَ الثَّريدة إِذا أَكْثَرَ سَمْنَها وقيل شَعْشَعَها طَوَّلَ رأْسها من الشَّعْشاعِ وهو الطويل من الناس وهو في الخمر أَكثر منه في الثريد والشَّعْشَّعُ والشَّعْشاعُ والشَّعْشَعانُ والشَّعْشَعانيُّ الطَّوِيلُ الحَسنُ الخفيفُ اللحْمِ شُبِّه بالخمر المُشَعْشَعةِ لِرِقَّتِها ياءُ النسب فيه لغير علة إِنما هو من باب أَحمرَ وأَحْمَرِيٍّ ودوَّارٍ ودَوَّارِيٍّ ووصف به العجاج المِشْفَرَ لطوله ورِقَّتِه فقال تُبادِرُ الحَوْضَ إِذا الحَوْضُ شُغِلْ بِشَعْشَعانيٍّ صُهابيٍّ هَدِلْ ومَنْكِباها خَلْفَ أَوْراكِ الإِبِلْ وقيل الشَّعْشاعُ الطويل وقيل الحسَن قال ذو الرمة إِلى كُلِّ مَشْبُوحِ الذِّراعينِ تُتَّقَى بهِ الحَرْبُ شَعْشاعٍ وآخَرَ فَدْغَمِ وفي حديث البَّيْعةِ فجاء أَبْيَضُ شَعْشاعٌ أَي طويل ومنه حديث سفيان بن نُبَيْح تراهُ عَظِيماً شَعْشَعاً وقيل الشَّعْشاعُ والشَّعْشَعانيُّ والشَّعْشَعانُ الطويلُ العُنقِ من كل شيء وعُنُقٌ شَعْشاعٌ طويل والشَّعْشَعانةُ مِن الإِبل الجَسِيمةُ وناقة شَعْشَعانة قال ذو الرمة هَيْهاتَ خَرقاءُ إِلاَّ أَنْ يُقَرِّبَها ذُو العَرْشِ والشَّعْشَعاناتُ العَياهِيم ورجل شُعْشُعٌ خفيف في السفر وقال ثعلب غلام شُعْشُع خفيف في السفر فقَصَره على الغلام ويقال الشُّعْشُعُ الغلام الحسَنُ الوجه الخفيف الرُّوحِ بضم الشين وقال الأَزهري في آخر هذه الترجمة كلُّ ما مضى في الشَّعاعِ فهو بفتح الشين وأَما ضَوءُ الشمس فهو الشُّعاعُ بضم الشين والشَّعَلَّع الطويل بزيادة اللام

( شعلع ) الشَّعَلَّعُ الطوِيلُ

( شفع ) الشفع خلاف الوَتْر وهو الزوج تقول كانَ وَتْراً فَشَفَعْتُه شَفْعاً وشَفَعَ الوَتْرَ من العَدَدِ شَفْعاً صيَّره زَوْجاً وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لسويد بن كراع وإِنما هو لجرير وما باتَ قَوْمٌ ضامِنينَ لَنا دَماً فَيَشْفِينَا إِلاَّ دِماءٌ شَوافِعُ أَي لم نَكُ نُطالِبُ بِدَمِ قتيل منّا قوماً فَنَشْتَفيَ إِلا بقتل جماعة وذلك لعزتنا وقوتنا على إِدراك الثَّأْر والشَّفِيعُ من الأَعْداد ما كان زوجاً تقول كان وَتْراً فشَفَعْتُه بآخر وقوله لِنَفْسِي حدِيثٌ دونَ صَحْبي وأَصْبَحَتْ تَزِيدُ لِعَيْنَيَّ الشُّخُوصُ الشَّوافِعُ لم يفسره ثعلب وقوله ما كانَ أَبْصَرَني بِغِرَّاتِ الصِّبا فالآنَ قد شُفِعَتْ ليَ الأَشْباحُ معناه أَنه يحسَبُ الشخص اثنين لضَعْفِ بصره وعين شافِعةٌ تنظُر نَظَرَيْنِ والشَّفْعُ ما شُفِع به سمي بالمصدر والجمع شِفاعٌ قال أَبو كبير وأَخُو الإِباءَةِ إِذْ رَأَى خُلاَّنَه تَلَّى شِفاعاً حوْلَه كالإِذْخِرِ شَبَّهَهم بالإِذْخِرِ لأَنه لا يكاد ينبُتُ إِلا زَوْجاً زَوْجاً وفي التنزيل والشَّفْعِ والوَتْرِ قال الأَسود بن يزيد الشَّفْعُ يَوْمُ الأَضْحى والوَتْرُ يومُ عَرَفةَ وقال عطاء الوتْرُ هو الله والشفْع خلْقه وقال ابن عباس الوَتر آدمُ شُفِعَ بزَوْجَتِه وقيل في الشفْع والوتْر إِنّ الأَعداد كلها شَفْع وَوِتْر وشُفْعةُ الضُّحى رَكْعتا الضحى وفي الحديث مَنْ حافَظَ على شُفْعةِ الضُّحى غُفِرَ له ذنوبُه يعني ركعتي الضحى من الشفْعِ الزَّوْجِ يُرْوى بالفتح والضم كالغَرْفة والغُرْفة وإِنما سمّاها شَفْعة لأَنها أَكثر من واحدة قال القتيبي الشَّفْعُ الزَّوْجُ ولم أَسمع به مؤنثاً إِلا ههنا قال وأَحسَبُه ذُهِبَ بتأْنيثه إِلى الفَعْلةِ الواحدة أَو إِلى الصلاةِ وناقة شافِعٌ في بطنها ولد يَتْبَعُها أو يَتْبَعُها ولد بَشْفَعَها وقيل في بطنها ولو يَسْبعُها آخَرُ ونحو ذلك تقول منه شَفَعَتِ الناقةُ شَفْعاً قال الشاعر وشافِعٌ في بَطْنِها لها وَلَدْ ومَعَها مِن خَلْفِها لها ولَدْ وقال ما كانَ في البَطْنِ طَلاها شافِعُ ومَعَها لها وليدٌ تابِعُ وشاةٌ شَفُوعٌ وشافِعٌ شَفَعها ولَدُها وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُصَدِّقاً فأَتاه رجل بشاة شافِعٍ فلم يأْخُذْها فقال ائْتِني بِمُعْتاطٍ فالشافِعُ التي معَها ولدها سمّيت شافِعاً لأَن ولدها شَفَعها وشفَعَتْه هي فصارا شَفْعاً وفي رواية هذه شاةُ الشافِعِ بالإِضافة كقولهم صلاةُ الأُولى ومَسْجِدُ الجامِع وشاةٌ مُشْفِعٌ تُرْضِعُ كل بَهْمةٍ عن ابن الأَعرابي والشَّفُوعُ من الإِبل التي تَجْمع بين مِحْلَبَيْنِ في حَلْبةٍ واحدة وهي القَرُونُ وشَفَعَ لي بالعَداوة أَعانَ عَليّ قال النابغة أَتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضةً له مِنْ عَدُوٍّ مِثْلُ ذلك شافِعُ وتقول إِنَّ فلاناً ليَشْفَعُ لي بعَداوةٍ أَي يُضادُّني قال الأَحوص كأَنَّ مَنْ لامَني لأَصْرِمَها كانُوا عَلَيْنا بِلَوْمِهِمْ شَفَعُوا معناه أَنهم كانوا أَغْرَوني بها حين لامُوني في هَواها وهو كقوله إِنَّ اللَّوْم إِغْراءُ وشَفَع لي يَشْفَعُ شَفاعةً وتَشَفَّعَ طَلب والشَّفِيعُ الشَّافِعُ والجمع شُفَعاء واسْتَشْفَعَ بفُلان على فلان وتَشَفَّع له إِليه فشَفَّعَه فيه وقال الفارسيّ اسْتَشْفَعه طلَب منه الشَّفاعةَ أَي قال له كُنْ لي شافِعاً وفي التنزيل من يَشْفَعْ شَفاعةً حسَنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كِفْلٌ منها وقرأَ أَبو الهيثم من يَشْفَعُ شَفاعةً حسَنة أَي يَزْدادُ عملاً إِلى عَمَل وروي عن المبرد وثعلب أَنهما قالا في قوله تعالى مَنْ ذا الذي يَشْفَعُ عنده إِلاّ بإِذنه قالا الشفاعة الدُّعاءُ ههنا والشَّفاعةُ كلام الشَّفِيعِ لِلْمَلِكِ في حاجة يسأَلُها لغيره وشَفَعَ إِليه في معنى طَلَبَ إِليه والشَّافِعُ الطالب لغيره يَتَشَفَّعُ به إِلى المطلوب يقال تَشَفَّعْتُ بفلان إِلى فلان فَشَفّعَني فيه واسم الطالب شَفِيعٌ قال الأَعشى واسْتَشْفَعَتْ مَنْ سَراةِ الحَيِّ ذا ثِقةٍ فَقَدْ عَصاها أَبُوها والذي شَفَعا واسْتَشْفَعْتُه إِلى فلان أَي سأَلته أَن يَشْفَعَ لي إِليه وتَشَفَّعْتُ إِليه في فلان فشَفَّعَني فيه تَشْفِيعاً قال حاتم يخاطب النعمان فَكَكْتَ عَدِيًّا كُلَّها من إِسارِها فَأَفْضِلْ وشَفِّعْني بِقَيْسِ بن جَحْدَرِ وفي حديث الحُدُود إِذا بَلَغَ الحَدُّ السلطانَ فَلَعَنَ اللهُ الشَّافِعَ والمُشَفِّعَ وقد تكرر ذكر الشَّفاعةِ في الحديث فيما يتَعَلَّق بأُمُور الدنيا والآخرة وهي السُّؤالُ في التَّجاوُزِ عن الذنوب والجَرائِمِ والمُشَفِّعُ الذي يَقْبَل الشفاعة والمُشَفَّعُ الذي تُقْبَلُ شَفاعَتُه والشُّفْعَةُ والشُّفُعَةُ في الدَّارِ والأَرضِ القَضاء بها لصاحِبها وسئل أَبو العباس عن اشتِقاقِ الشُّفْعةِ في اللغة فقال الشُّفْعَةُ الزِّيادةُ وهو أَنْ يُشَفِّعَك فيما تَطْلُب حتى تَضُمَّه إِلى ما عندك فَتَزِيدَه وتَشْفَعَه بها أَي أَن تزيده بها أَي أَنه كان وتراً واحداً فَضَمَّ إِليه ما زاده وشَفَعَه به وقال القتيبي في تفسير الشُّفْعة كان الرجل في الجاهلية إِذا أَراد بَيْعَ منزل أَتاه رجل فشَفَع إِليه فيما باعَ فَشَفَّعَهُ وجَعَله أَولى بالمَبِيعِ ممن بَعُدَ سَبَبُه فسميت شُفْعَةً وسُمِّي طالبها شَفِيعاً وفي الحديث الشُّفْعَةُ في كُلّ ما يُقْسَمُ الشفعة في الملك معروفة وهي مشتقة من الزيادة لأَن الشفِيع يضم المبيع إِلى ملكه فَيَشْفَعُه به كأَنه كان واحداً وتراً فصار زوجاً شفعاً وفي حديث الشعبي الشُّفْعة على رؤوس الرجال هو أَن تكون الدَّار بين جماعة مختلفي السِّهام فيبيع واحد منهم نصيبه فيكون ما باع لشركائه بينهم على رؤوسهم لا على سِهامِهم والشفِيعُ صاحب الشُّفْعة وصاحبُ الشفاعةِ والشُّفْعةُ الجُنُونُ وجمعها شُفَعٌ ويقال للمجنون مَشْفُوعٌ ومَسْفُوعٌ ابن الأَعرابي في وجهه شَفْعةٌ وسَفْعةٌ وشُنْعةٌ ورَدَّةٌ ونَظْرةٌ بمعنى واحد والشُّفْعةُ العين وامرأَة مَشْفُوعةٌ مُصابةٌ من العين ولا يوصف به المذكر والأَشْفَعُ الطوِيلُ وشافِعٌ وشفِيعٌ اسمان وبنو شافِعٍ من بني المطلب بنِ عَبد مناف منهم الشافعيّ الفقيهُ الإِمام المجتهد رحمه الله ونفعنا به

( شقع ) شَقَعَ في الإِناءِ يَشْقَعُ شَقْعاً إِذا شَرِبَ وكَرَعَ منه وقيل شَقَعَ شَرِبَ بغير إِناءٍ كَكَرع ويقال قَمَعَ ومَقَعَ وقَبَعَ كل ذلك من شِدّة الشرب ويقال شَقَعَه بعينه إِذا لقَعَه وقيل شَقَعَه ولَقَعَه بمعنى عانَه قال الأَزهريّ لَقَعه معروف وشَقَعه مُنْكَر لا أَحُقّه

( شقدع ) الشُّقْدُعُ الضِّفْدَعُ الصغير

( شكع ) شَكِعَ يَشْكَعُ شَكَعاً فهو شاكِعٌ وشَكِعٌ وشَكُوعٌ كَثُرَ أَنِينُه وضَجَرُه من المرض والوجَعِ يُقْلِقُه وقيل الشَّكِعُ الشديدُ الجَزَعِ الضُّجُورُ والشَّكَعُ بالتحريك الوجَعُ والغضَبُ ويقال لكل مُتَاَذٍّ من شيء شَكِعٌ وشاكِعٌ وباتَ شَكِعاً أَي وَجِعاً لا ينام وشَكِعَ فهو شَكِعٌ طال غضَبُه وقيل غَضِبَ وأَشْكَعَه أَغْضَبَه ويقال أَمَلَّه وأَضْجَرَه الأَحمر أَشْكَعَنِي وأَحْمَشَني وأَدْرأَني وأَحْفَظَنِي كلُّ ذلك أَغْضَبَنِي وفي حديث عمر رضي الله عنه لَمّا دَنا من الشام ولقِيَه الناسُ جعَلوا يَتَراطَنُون فأَشْكَعَه ذلك وقال لأَسْلَم إِنهم لن يَرَوْا على صاحِبِك بَزّةَ قَوْمٍ غضِبَ الله عليهم الشَّكَعُ بالتحريك شدّة الضَّجر وقيل أَغْضَبَه
( * قوله « شدة الضجر وقيل أغضبه كذا بالأصل والذي في النهاية بعد قوله شدة الضجر يقال شكع وأَشكعه غيره وقيل معناه أغضبه ) وفي الحديث أَنه دخل على عبد الرحمن ابن سهيل وهو يَجُودُ بنفسِه فإِذا هو شَكِعُ البِزَّةِ أَي ضَجِرُ الهيئة والحالةِ وشَكِعَ شَكَعاً غَرِضَ وشَكِعَ شَكَعاً مالَ ويقال للبخِيل اللئيم شَكِعٌ والشُّكاعَى نَبْتٌ قال الأَزهري رأَيته بالبادية وهو من أَحْرار البُقُولِ والشُّكاعَى شجرة صغيرة ذاتُ شَوْك قيل هو مِثْلُ الحُلاوَى لا يكاد يُفْرَقُ بينهما وزَهْرَتُهاحَمْراءُ ومَنْبَتُها مثل مَنْبَتِ الحُلاوَى ولهما جميعاً
( * قوله « ولهما جميعاً إلخ كذا بالأصل ) يابستين ورطبتين وهما كثيرتا الشوكن وشَوْكُهما أَلْطَفُ من شوْك الخُلّةِ ولهما ورق صغير مثل ورق السَّذابِ يقع على الواحد والجمع وربما سَلِمَ جمعها وقد يقال شَكاعَى بالفتح قال ابن سيده ولم أَجد ذلك معروفاً وقال أَبو حنيفة الشُّكاعَى من دِقّ النبات وهي دَقِيقةُ العيدان صغيرة خضراءُ والناس يَتَداوَوْنَ بها قال عمرو بن أَحمر الباهلي يذكر تَداوِيَه بها وقد شُفِيَ بَطْنُه شَرِبْتُ الشُّكاعَى والتَدَدْتُ أَلِدَّةً وأَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا قال واسمها بالفارسية جرحه الأَخفش شُكاعاةٌ فإِذا صح ذلك فأَلفها لغير التأْنيث قال سيبويه هو واحد وجمع وقال غيره الواحدة منها شُكاعةٌ والشُّكاعة شَوْكةٌ تملأ فم البعير لا ورق لها إِنما هي شَوْكٌ وعِيدانٌ دِقاق أَطرافها أَيضاً شوك وجمعها شُكاعٌ وما أَدرِي أَين شَكَعَ أَي ذهَب والسين أَعلى

( شلع ) قال الفراء الشَّلَّعُ الطويلُ

( شمع ) الشَّمَعُ والشَّمْعُ مُومُ العَسل الذي يُسْتَصْبَحُ به الواحدة شَمَعةٌ وشَمْعة قال الفراء هذا كلام العرب والمُوَلَّدون يقولون شَمْعٌ بالتسكين والشَّمَعةُ أَخص منه قال ابن سيده وقد غَلِطَ لأَن الشَّمَع والشَّمْعَ لغتان فصيحتان وقال ابن السكيت قُلِ الشَّمَعَ للموم ولا تقل الشَّمْعَ وأَشْمَعَ السِّراجُ سَطَع نورُه قال الراجز كَلَمْحِ بَرْقٍ أَو سِراجٍ أَشْمَعا والشَّمْعُ والشُّمُوعُ والشِّماعُ والشِّماعةُ والمَشْمَعةُ الطَّرَبُ والضَّحِك والمِزاحُ واللَّعِبُ وقد شَمَعَ يَشْمَعُ شَمْعاً وشُمُوعاً ومَشْمَعةً إِذا لم يَجِدَّ قال المتنخل الهذلي يذكر أَضيافَه سَأَبْدَؤُهُمْ بِمَشمَعةٍ وأَثْنِي بِجُهْدِي من طَعامٍ أَو بِساطِ أَراد من طَعامٍ وبِساطٍ يريد أَنه يبدأُ أَضيافه عند نزولهم بالمِزاحِ والمُضاحكة ليُؤَنِّسَهم بذلك وهذا البيت ذكره الجوهري وآتي بِجُهْدِي قال ابن بري وصوابه وأَثْنِي بجُهْدي أَي أُتْبِعُ يريد أَنه يَبْدَأُ أَضيافَه بالمَِزاحِ لِيَنْبَسِطُوا ثم يأْتيهم بعد ذلك بالطعام وفي الحديث من تَتَبَّع المَشْمَعةَ يُشَمِّعُ اللهُ به أَراد صلى الله عليه وسلم أَنَّ مَن كان مِن شأْنه العَبَثُ بالناس والاستهزاءُ أَصارَه الله تعالى إِلى حالة يُعْبَثُ به فيها ويُسْتَهْزَأُ منه فمن أَراد الاستهزاء بالناس جازاه الله مُجازاةَ فِعْلِه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم إِذا كنا عندك رَقَّت قلوبنا وإِذا فارقناكَ شَمَعْنا أَو شَمَمْنا النساء والأَولادَ أَي لاعَبْنا الأَهْلَ وعاشَرْناهُنّ والشِّماعُ اللَّهْوُ واللَّعِبُ والشَّمُوعُ الجارية اللَّعُوبُ الضَّحُوكُ الآنِسةُ وقيل هي المَزّاحةُ الطَّيِّبةُ الحديث التي تُقَبِّلُكَ ولا تُطاوِعُك على سِوَى ذلك وقيل الشَّمُوعُ اللَّعُوبُ الضحوك فقط وقد شَمَعَتْ تَشْمَعُ شَمْعاً وشُمُوعاً ورجل شَموعٌ لَعُوبٌ ضَحُوكٌ والفِعْلُ كالفِعْل والمصدر كالمصدر وقولُ أَبي ذُؤَيْبٍ يصف الحِمارَ فَلَبِثْنَ حِيناً يَعْتَلِجْنَ بِرَوْضة فَيَجِدُّ حِيناً في المِراحِ ويَشْمَعُ قال الأَصمعي يَلْعَبُ لا يُجادُّ

( شنع ) الشَّناعةُ الفَظاعةُ شَنُعَ الأَمرُ أَو الشيء شَناعةً وشَنَعاً وشُنعاً وشُنُوعاً قَبُح فهو شَنِيعٌ والاسم الشُّنْعةُ فأَما قول عاتكة بنت عبد المطلب سائِلْ بِنا في قَوْمِنا ولْيَكْفِ من شرٍّ سَماعُهْ قَيْساً وما جَمَعُوا لَنا في مَجْمَعٍ باقٍ شَناعُهْ فقد يكون شَناعٌ من مصادر شَنُعَ كقولهم سَقُمَ سَقاماً وقد يجوز أَن تريد شناعته فحذفُ الهاء للضرورة كما تأَوَّل بعضهم قول أَبي ذؤيب أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَنَظَّر خالِدٌ عِيادِي على الهِجْرانِ أَمْ هو يائِسُ ؟ من أَنه أَراد عيادتي فحذف التاء مُضْطَرّاً وأَمرٌ أَشْنَعُ وشَنِيعٌ قَبِيحٌ ومنه قول أَبي ذؤَيب مُتَحامِيَيْن المَجْدَ كلٌّ واثِقٌ بِبَلائه واليَوْمُ يَوْمٌ أَشْنَعُ
( * قوله « متحاميين المجد في شرح القاموس يتناهبان المجد )
ومثله لمتمم بن نُويْرة ولقد غُبِطْتُ بما أُلاقي حِقْبةً ولقد يَمُرُّ عليَّ يَوْمٌ أَشْنَعُ وفي حديث أَبي ذر وعنده امرأَة سوْداء مُشَنَّعةٌ أَي قبِيحةٌ يقال مَنْظَرٌ شَنِيعٌ وأَشْنَعُ ومُشَنَّعٌ وشَنَّع عليه الأَمرَ تشْنيعاً قَبَّحَه وشَنِعَ بالأَمر
( * قوله « وشنع بالامر في القاموس ورأى امراً شنع به كعلم شنعأ بالضم اي استشنعه ) شُنْعاً واسْتَشْنَعه رآه شَنِيعاً وتَشَنَّعَ القومُ قَبُحَ أَمرُهم باختِلافِهم واضْطِرابِ رأْيِهم قال جرير يَكْفِي الأَدِلَّةَ بعد سُوءِ ظُنُونِهم مَرُّ المَطِيِّ إِذا الحُداةُ تَشَنَّعُوا وتَشَنَّع فُلان لهذا الأَمر إِذا تَهَيَّأَ له وتَشَنَّع الرجل هَمّ بأَمْرٍ شَنِيعٍ قال الفرزدق لَعَمْري لقد قالَتْ أُمامةُ إِذْ رَأَتْ جَريراً بِذاتِ الرَّقْمَتَيْنِ تَشَنَّعا وشَنَعَه شَنْعاً سَبَّه عن ابن الأَعرابي وقيل اسْتَقْبَحَه وسَئِمَهُ
( * قوله « وسئمه هو كذلك في الصحاح والذي في القاموس وشتمه )
وأَنشد لكثير وأَسماءُ لا مَشْنُوعةٌ بِمَلامةٍ لَدَيْنا ولا مَقْلِيّةٌ باعْتِلالِها
( * قوله « مقلية كتب بطرة الأصل في نسخة معذورة )
والشَّنَعُ والشَّناعةُ والمَشْنُوعُ كلُّ هذا من قُبْحِ الشيء الذي يُسْتَشْنَعُ قُبْحُه وهو شَنِيعٌ أَشْنَعُ وقصة شَنْعاءُ ورجل أَشْنَعُ الخلق وأَنشد شمر وفي الهامِ منه نَظْرةٌ وشُنُوعُ أَي قُبْح يتعجب منه وقال الليث تقول رأَيت أَمراً شَنِعْتُ به شُنْعاً أَي اسْتَشْنَعْتُه وأَنشد لمرْوان فَوِّضْ إِلى اللهِ الأُمورَ فإِنه سَيَكْفيكَ لا يَشْنَعْ بِرأْيِكَ شانِعُ أَي لا يَسْتَقْبِحُ رأَيَك مُسْتَقْبِحٌ وقد اسْتَشْنَعَ بفلان جَهْلُه خَفَّ وشَنَعَنا فُلان وفَضَحنا والمَشْنوع المشهور والتَّشْنِيعُ التَّشْمير وشَنَّع الرجلُ شَمَّر وأَسْرعَ وشَنَّعَتِ الناقةُ وأَشْنَعَتْ وتَشَنَّعَتْ شَمَّرَت في سَيْرِها وأَسْرَعَتْ وجَدَّت فهي مُشَنِّعةٌ قال الراجز كأَنَّه حِينَ بَدا تَشَنُّعُهْ وسالَ بعد الهَمَعانِ أَخْدَعُهْ جأْبٌ بِأَعْلى قُنَّتَيْنِ مَرْتَعُه والتشنُّع الجِدّ والانْكِماشُ في الأَمر عن ابن الأَعرابي تقول منه تشَنَّعَ القومُ والشَّنَعْنَعُ الرجل الطوِيلُ وتَشَنَّعْتُ الغارةَ بَثَثْتُها والفرسَ والرّاحلةَ والقِرْنَ رَكِبْتُه وعَلَوْتُه والسِّلاحَ لَبِسْتُه

( شوع ) الشَّوَعُ انْتِشارُ الشَّعر وتَفَرُّقُه كأَنه شَوْك قال الشاعر ولا شَوَعٌ بخَدَّيْها ولا مُشْعَنَّةٌ قَهْدا ورجل أَشْوَعُ وامرأَة شَوْعاءُ وبه سمي الرجل أَشْوَعَ ابن الأَعرابي شَوُعَ رأْسُه يَشُوعُ شَوْعاً إِذا اشْعانَّ قال الأَزهري هكذا رواه عنه أَبو عمرو والقِياسُ شَوِعَ يَشْوَعُ شَوَعاً ابن الأَعرابي يقال للرجل شُعْ شُعْ إِذا أَمرته بالتَّقَشُّفِ وتطويل الشعر ومنه قيل فُلانٌ ابن أَشْوَعَ وبَوْلٌ شاعٌ مُنْتَشِرٌ مُتَفَرِّق قال ذو الرمة يُقَطِّعْنَ لِلإِبْساسِ شاعاً كأَنَّه جَدايا على الأَنْساءِ مِنها بَصائِر وشَوَّعَ القومَ جمعهم وبه فسر قول الأَعشى نُشَوِّعُ عُوناً ونَجتابُها قال ومنه شِيعةُ الرجل والأَكثر أَن تكون عين الشِّيعة ياء لقولهم أَشياعٌ اللهم إِلا أَن يكون من باب أَعياد أَو يكون يُشَوِّعُ على المُعاقبة وشاعةُ الرجل امرأَتُه وإِن حملتها على معنى المُشايَعةِ واللُّزوم فأَلفها ياء ومضَى شَوْعٌ من الليل وشُواعٌ أَي ساعة حكي عن ثعلب ولست منه على ثقة والشُّوعُ بالضم شجر البان وهو جَبَليٌّ قال أُحَيْحَةُ بن الجُلاح يصف جبلاً مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبّاره بِجافَتَيْه الشُّوعُ والغِرْيَفُ وهذا البيت اسْتَشْهَد الجوهريّ بعَجُزه ونسبه لقيس ابن الخطيم ونسبه ابن بَرّي أَيضاً لأُحَيْحةَ بن الجُلاح وواحدتُه شُوعةٌ وجمعها شِياعٌ ويقال هذا شَوْعُ هذا بالفتح وشَيْعُ هذا للذي وُلِدَ بعده ولم يُولَدْ بينهما

( شيع ) الشَّيْعُ مِقدارٌ من العَدَد كقولهم أَقمت عنده شهراً أَو شَيْعَ شَهْرٍ وفي حديث عائشة رضي الله عنها بَعْدَ بَدْرٍ بِشهر أَو شَيْعِه أَي أَو نحو من شهرٍ يقال أَقمت به شهراً أَو شَيْعَ شهر أَي مِقْدارَه أَو قريباً منه ويقال كان معه مائةُ رجل أَو شَيْعُ ذلك كذلك وآتِيكَ غَداً أَو شَيْعَه أَي بعده وقيل اليوم الذي يتبعه قال عمر بن أَبي ربيعة قال الخَلِيطُ غَداً تَصَدُّعُنا أَو شَيْعَه أَفلا تُشَيِّعُنا ؟ وتقول لم أَره منذ شهر وشَيْعِه أَي ونحوه والشَّيْعُ ولد الأَسدِ إِذا أَدْرَكَ أَنْ يَفْرِسَ والشِّيعةُ القوم الذين يَجْتَمِعون على الأَمر وكلُّ قوم اجتَمَعوا على أَمْر فهم شِيعةٌ وكلُّ قوم أَمرُهم واحد يَتْبَعُ بعضُهم رأْي بعض فهم شِيَعٌ قال الأَزهري ومعنى الشيعة الذين يتبع بعضهم بعضاً وليس كلهم متفقين قال الله عز وجل الذين فرَّقوا دِينَهم وكانوا شِيَعاً كلُّ فِرْقةٍ تكفِّر الفرقة المخالفة لها يعني به اليهود والنصارى لأَنّ النصارى بعضُهُم بكفراً بعضاً وكذلك اليهود والنصارى تكفِّرُ اليهود واليهودُ تكفرهم وكانوا أُمروا بشيء واحد وفي حديث جابر لما نزلت أَو يُلْبِسَكُمْ شِيَعاً ويُذيقَ بعضَكم بأْس بعض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتان أَهْوَنُ وأَيْسَرُ الشِّيَعُ الفِرَقُ أَي يَجْعَلَكُم فرقاً مختلفين وأَما قوله تعالى وإِنَّ من شيعته لإِبراهيم فإِن ابن الأَعرابي قال الهاءُ لمحمد صلى الله عليه وسلم أَي إِبراهيم خَبَرَ نَخْبَره فاتَّبَعَه ودَعا له وكذلك قال الفراء يقول هو على مِناجه ودِينه وإِن كَان ابراهيم سابقاً له وقيل معناه أَي من شِيعة نوح ومن أَهل مِلَّتِه قال الأَزهري وهذا القول أَقرب لأَنه معطوف على قصة نوح وهو قول الزجاج والشِّيعةُ أَتباع الرجل وأَنْصارُه وجمعها شِيَعٌ وأَشْياعٌ جمع الجمع ويقال شايَعَه كما يقال والاهُ من الوَلْيِ وحكي في تفسير قول الأَعشى يُشَوِّعُ عُوناً ويَجْتابُها يُشَوِّعُ يَجْمَعُ ومنه شيعة الرجل فإِن صح هذا التفسير فعين الشِّيعة واو وهو مذكور في بابه وفي الحديث القَدَرِيَّةُ شِيعةُ الدَّجَّالِ أَي أَولِياؤُه وأَنْصارُه وأَصلُ الشِّيعة الفِرقة من الناس ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد وقد غلَب هذا الاسم على من يَتَوالى عَلِيًّا وأَهلَ بيته رضوان الله عليهم أَجمعين حتى صار لهم اسماً خاصّاً فإِذا قيل فلان من الشِّيعة عُرِف أَنه منهم وفي مذهب الشيعة كذا أَي عندهم وأَصل ذلك من المُشايَعةِ وهي المُتابَعة والمُطاوَعة قال الأَزهري والشِّيعةُ قوم يَهْوَوْنَ هَوى عِتْرةِ النبي صلى الله عليه وسلم ويُوالونهم والأَشْياعُ أَيضاً الأَمثالُ وفي التنزيل كما فُعِلَ بأَشْياعِهم من قبل أَي بأَمْثالهم من الأُمم الماضية ومن كان مذهبُه مذهبهم قال ذو الرمة أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْياعِهِم خَبَراً أَمْ راجَعَ القَلْبَ من أَطْرابِه طَرَبُ ؟ يعني عن أَصحابهم يقال هذا شَيْعُ هذا أَي مِثْله والشِّيعةُ الفِرْقةُ وبه فسر الزجاج قوله تعالى ولقد أَرسلنا من قبلك في شِيَعِ الأَوّلينَ والشِّيعةُ قوم يَرَوْنَ رأْيَ غيرهم وتَشايَعَ القومُ صاروا شِيَعاً وشيَّعَ الرجلُ إِذا ادَّعى دَعْوى الشِّيعةِ وشايَعَه شِياعاً وشَيَّعَه تابَعه والمُشَيَّعُ الشُّجاعُ ومنهم من خَصَّ فقال من الرجال وفي حديث خالد أَنه كان رجُلاً مُشَيَّعاً المُشَيَّع الشُّجاع لأَنَّ قَلْبَه لا يَخْذُلُه فكأَنَّه يُشَيِّعُه أَو كأَنَّه يُشَيَّعُ بغيره وشَيَّعَتْه نفْسُه على ذلك وشايَعَتْه كلاهما تَبِعَتْه وشجَّعَتْه قال عنترة ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ كُنْتُ مُشايِعي لُبِّي وأَحْفِزُهُ بِرأْيٍ مُبْرَمٍ
( * في معلقة عنترة ذلُلٌ جِمالي حيث شِئتُ مشايعي )
قال أَبو إِسحق معنى شَيَّعْتُ فلاناً في اللغة اتَّبَعْتُ وشَيَّعه على رأْيه وشايَعه كلاهما تابَعَه وقَوَّاه ومنه حديث صَفْوانَ إِني أَرى مَوضِعَ الشَّهادةِ لو تُشايِعُني نفْسي أَي تُتابِعُني ويقال شاعَك الخَيرُ أَي لا فارقك قال لبيد فَشاعَهُمُ حَمْدٌ وزانَتْ قُبورَهُم أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بِقاعٍ مُنَوَّرِ ويقال فلان يُشَيِّعُه على ذلك أَي يُقَوِّيه ومنه تَشْيِيعُ النار بإِلقاء الحطب عليها يُقَوِّيها وشَيَّعَه وشايَعَه كلاهما خرج معه عند رحيله ليُوَدِّعَه ويُبَلِّغَه مَنْزِله وقيل هو أَن يخرج معه يريد صُحْبته وإِيناسَه إِلى موضع مّا وشَيَّعَ شَهْرَ رمضان بستة أَيّامٍ من شَوَّال أَي أَتبَعَه بها وقيل حافظ على سِيرتِهِ فيها على المثل وفلان شِيعُ نِساء يُشَيِّعُهُنَّ ويُخالِطُهُنَّ وفي حديث الضَّحايا لا يُضَحَّى بالمُشَيِّعةِ من الغَنم هي التي لا تزال تَتبَعُ الغنم عَجَفاً أَي لا تَلْحَقُها فهي أَبداً تُشَيِّعُها أَي تمشي وراءها هذا إِن كسرت الياء وإِن فتحتها فهي التي تحتاج إِلى من يُشَيِّعُها أَي يَسُوقُها لتأَخّرها عن الغنم حتى يُتْبِعَها لأَنها لا تَقْدِرُ على ذلك ويقال ما تُشايِعُني رِجْلي ولا ساقي أَي لا تَتبَعُني ولا تُعِينُني على المَشْيِ وأَنشد شمر وأَدْماءَ تَحْبُو ما يُشايِعُ ساقُها لدى مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ ومَأْتَمِ الضارِي الذي قد ضَرِيَ من الضَّرْب به يقول قد عُقِرَتْ فهي تحبو لا تمشي قال كثير وأَعْرَض مِنْ رَضْوى مَعَ الليْلِ دونَهُم هِضابٌ تَرُدُّ الطَّرْفَ مِمَّنْ يُشَيِّعُ أَي ممن يُتبعُه طَرْفَه ناظراً ابن الأَعرابي سَمِع أَبا المكارِمِ يَذُمُّ رجلاً فقال هو ضَبٌّ مَشِيعٌ أَراد أَنه مثل الضَّبِّ الحقود لا ينتفع به والمَشِيعُ من قولك شِعْتُه أَشِيعُه شَيْعاً إِذا مَلأتَه وتَشَيَّعَ في الشيء اسْتَهلك في هَواه وشَيَّعَ النارَ في الحطبِ أَضْرَمَها قال رؤبة شَداً كما يُشَيَّعُ التَّضْريمُ
( * قوله « شداً كذا بالأصل )
والشَّيُوعُ والشِّياعُ ما أُوقِدَتْ به النار وقيل هو دِقُّ الحطب تُشَيَّعُ به النار كما يقال شِبابٌ للنار وجِلاءٌ للعين وشَيَّعَ الرجلَ بالنار أَحْرَقَه وقيل كلُّ ما أُحْرِقَ فقد شُيِّعَ يقال شَيَّعْتُ النار إِذا أَلْقَيْتَ عليها حطباً تُذْكيها به ومنه حديث الأَحنف وإِن حَسَكى
( * قوله « حسكى كذا بالأصل وفي نسخة من النهاية مضبوطة بسكون السين وبهاء تأْنيث ولعله سمي بواحدة الحسك محركة ) كان رجلاً مُشَيَّعاً قال ابن الأَثير أَراد به ههنا العَجولَ من قولك شَيَّعْتُ النارَ إِذا أَلقيت عليها حَطباً تُشْعِلُها به والشِّياعُ صوت قَصَبةٍ ينفخ فيها الراعي قال حَنِين النِّيبِ تَطْرَبُ للشِّياعِ وشَيَّعَ الراعي في الشِّياعِ رَدَّدَ صَوْتَه فيها والشاعةُ الإِهابةُ بالإِبل وأَشاعَ بالإِبل وشايَع بها وشايَعَها مُشايَعةً وأَهابَ بمعنى واحد صاح بها ودَعاها إِذا استأْخَرَ بعضُها قال لبيد تَبكِّي على إِثْرِ الشَّبابِ الذي مَضَى أَلا إِنَّ إِخإوانَ الشّبابِ الرَّعارِعُ
( * في قصيدة لبيد أخدان مكان إخوان )
أَتَجْزَعُ مما أَحْدَثَ الدَّهْرُ بالفَتَى ؟ وأَيُّ كرِيمٍ لم تُصِبْه القَوارِعُ ؟ فَيَمْضُونَ أَرْسالاً ونَخْلُفُ بَعْدَهُم كما ضَمَّ أُخْرَى التالياتِ المُشايِعُ
( * قوله « فيمضون إلخ في شرح القاموس قبله
وما المال والأَهلون إلا وديعة ... ولا بد يوماً أن ترد
الودائع )
وقيل شايَعْتُ بها إِذا دَعَوْتَ لها لتَجْتَمِعَ وتَنْساقَ قال جرير يخاطب الراعي فأَلْقِ اسْتَكَ الهَلْباءَ فَوْقَ قَعودِها وشايِعْ بها واضْمُمْ إِليك التَّوالِيا يقول صوّت بها ليلحَق أُخْراها أُولاها قال الطرمّاح إِذا لم تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعْياً تَطَوَّقَتْ شمارِيخَ لم يَنْعِقْ بِهِنَّ مُشَيِّعُ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ مَرْيم ابنة عِمْرانَ سأَلت ربها أَنْ يُطْعِمَها لحماً لا دم فيه فأَطْعَمها الجراد فقالت اللهم أَعِشْه بغير رَضاع وتابِعْ بينه بغير شِياعٍ الشِّياعُ بالكسر الدعاء بالإِبل لتَنْساق وتجتمع المعنى يُتابِعُ بينه في الطيران حتى يَتَتابع من غير أَنْ يُشايَع كما يُشايِعُ الراعي بإِبله لتجتمع ولا تتفرق عليه قال ابن بري بغير شِياعٍ أَي بغير صوت وقيل لصوت الزَّمّارة شِياعٌ لأَن الراعي يجمع إِبله بها ومنه حديث عليّ أُمِرْنا بكسر الكُوبةِ والكِنّارةِ والشِّياعِ قال ابن الأَعرابي الشِّياعُ زَمّارةُ الراعي ومنه قول مريم اللهم سُقْه بلا شِياعٍ أَي بلا زَمّارة راع وشاعَ الشيْبُ شَيْعاً وشِياعاً وشَيَعاناً وشُيُوعاً وشَيْعُوعةً ومَشِيعاً ظهَرَ وتفرَّقَ وشاعَ فيه الشيبُ والمصدر ما تقدّم وتَشَيَّعه كلاهما استطار وشاعَ الخبَرُ في الناس يَشِيعُ شَيْعاً وشيَعاناً ومَشاعاً وشَيْعُوعةً فهو شائِعٌ انتشر وافترَقَ وذاعَ وظهَر وأََشاعَه هو وأَشاعَ ذِكرَ الشيءِ أَطارَه وأَظهره وقولهم هذا خبَر شائع وقد شاعَ في الناس معناه قد اتَّصَلَ بكل أَحد فاستوى علم الناس به ولم يكن علمه عند بعضهم دون بعض والشاعةُ الأَخْبار المُنتشرةُ وفي الحديث أَيُّما رجلٍ أَشاع على رجل عَوْرة ليَشِينَه بها أَي أَظهر عليه ما يُعِيبُه وأَشَعْتُ المال بين القوم والقِدْرَ في الحَيّ إِذا فرقته فيهم وأَنشد أَبو عبيد فقُلْتُ أَشِيعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا وأَيُّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ ؟ وأَشَعْتُ السِّرّ وشِعْتُ به إِذا أَذعْتَ به ويقال نَصِيبُ فلان شائِعٌ في جميع هذه الدار ومُشاعٌ فيها أَي ليس بمَقْسُوم ولا مَعْزول قال الأَزهري إِذا كان في جميع الدار فاتصل كل جزء منه بكل جزء منها قال وأَصل هذا من الناقة إِذا قَطَّعت بولها قيل أَوزَغَتْ به إِيزاغاً وإِذا أَرسلته إِرسالاً متصلاً قيل أَشاعت وسهم شائِعٌ أَي غير مقسوم وشاعٌ أَيضاً كما يقال سائِرُ اليوم وسارُه قال ابن بري شاهده قول ربيعة بن مَقْروم له وهَجٌ من التَّقْرِيبِ شاعُ أَي شائعٌ ومثله خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ فكلٌّ ناعُ أَي نائِعٌ وما في هذه الدار سهم شائِعٌ وشاعٍ مقلوب عنه أَي مُشْتَهِرٌ مُنْتَشِرٌ ورجل مِشْياعٌ أَي مِذْياعٌ لا يكتم سِرّاً وفي الدعاء حَيّاكم اللهُ وشاعَكم السلامُ وأَشاعَكم السلامَ أَي عَمَّكم وجعله صاحِباً لكم وتابِعاً وقال ثعلب شاعَكم السلامُ صَحِبَكُم وشَيَّعَكم وأَنشد أَلا يا نَخْلةً مِن ذاتِ عِرْقٍ بَرُودِ الظِّلِّ شاعَكُمُ السلامُ أَي تَبِعكم السلامُ وشَيَّعَكم قال ومعنى أَشاعكم السلامَ أَصحبكم إِيَّاه وليس ذلك بقويّ وشاعَكم السلامُ كما تقول عليكم السلامُ وهذا إِنما بقوله الرجل لأَصحابه إِذا أَراد أَن يفارقهم كما قال قيس بن زهير لما اصطلح القوم يا بني عبس شاعكم السلامُ فلا نظرْتُ في وجهِ ذُبْيانية قَتَلْتُ أَباها وأَخاها وسار إِلى ناحية عُمان وهناك اليوم عقِبُه وولده قال يونس شاعَكم السلامُ يَشاعُكم شَيْعاً أَي مَلأَكم وقد أَشاعكم اللهُ بالسلام يُشِيعُكم إِشاعةً ونصِيبُه في الشيء شائِعٌ وشاعٍ على القلب والحذف ومُشاعٌ كل ذلك غير معزول أَبو سعيد هما مُتشايِعانِ ومُشتاعانِ في دار أَو أَرض إِذا كانا شريكين فيها وهم شُيَعاءُ فيها وكل واحد منهم شَيِّعٌ لصاحبه وهذه الدار شَيِّعةٌ بينهم أَي مُشاعةٌ وكلُّ شيء يكون به تَمامُ الشيء أَو زيادتُه فهو شِياعٌ له وشاعَ الصَّدْعُ في الزُّجاجة استطارَ وافترق عن ثعلب وجاءت الخيلُ شَوائِعَ وشَواعِيَ على القلب أَي مُتَفَرِّقة قال الأَجْدَعُ بن مالك بن مسروق بن الأَجدع وكأَنَّ صَرْعاها قِداحُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ على شَرَنٍ فَهُنّ شَواعِي ويروى كِعابُ مُقامِرٍ وشاعتِ القطرةُ من اللبن في الماء وتَشَيَّعَتْ تَفَرَّقَت تقول تقطر قطرة من لبن في الماء
( * قوله « تقول تقطر قطرة من لبن في الماء كذا بالأصل ولعله سقط بعده من قلم الناسخ من مسودة المؤلف فتشيع أو تتشيع فيه أي تتفرق ) وشَيّع فيه أَي تفرَّق فيه وأَشاعَ ببوله إِشاعةً حذف به وفَرَّقه وأَشاعت الناقة ببولها واشتاعَتْ وأَوْزَغَتْ وأَزْغَلَتْ كل هذا أَرْسَلَتْه متفَرِّقاً ورَمَتْه رَمْياً وقَطَّعَتْه ولا يكون ذلك إِلا إِذا ضَرَبَها الفحل قال الأَصمعي يقال لما انتشر من أَبوال الإِبل إِذا ضرَبَها الفحل فأَشاعَتْ ببولها شاعٌ وأَنشد يُقَطِّعْنَ لإِبْساسِ شاعاً كأَنّه جَدايا على الأَنْساءِ منها بَصائِر قال والجمل أَيضاً يُقَطِّعُ ببوله إِذا هاج وبوله شاعٌ وأَنشد ولقد رَمَى بالشّاعِ عِنْدَ مُناخِه ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهْدِيرِ وأَشاعَتْ أَيضاً خَدَجَتْ ولا تكون الإِشاعةُ إِلا في الإِبل وفي التهذيب في ترجمة شعع شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعّاً وشَعاعاً كلاهما إِذا تفرَّقَ وشاعةُ الرجلِ امرأَتُه ومنه حديث سيف بن ذي يَزَن قال لعبد المطلب هل لك من شاعةٍ ؟ أَي زوجة لأَنها تُشايِعُه أَي تُتابِعُه والمُشايِعُ اللاحِقُ وينشد بيت لبيد أَيضاً فيَمْضُون أَرْسالاً ونَلْحَقُ بَعْدَهُم كما ضَمَّ أُخْرَى التالِياتِ المُشايِعُ
( * روي هذا البيت في سابقاً في هذه المادة وفيه نخلف بعدهم وهو هكذا في قصيدة لبيد )
هذا قول أَبي عبيد وعندي أَنه من قولك شايَعَ بالإِبل دعاها والمِشْيَعة قُفَةٌ تضَعُ فيها المرأة قطنها والمِشْيَعةُ شجرة لها نَوْر أَصغرُ من الياسمين أَحمر طيب تُعْبَقُ به الثياب عن أَبي حنيفة كذلك وجدناه تُعْبَق بضم التاء وتخفيف الباء في نسخة موثوق بها وفي بعض النسخ تُعَبَّقُ بتشديد الباء وشَيْعُ اللهِ اسم كتَيْمِ الله وفي الحديث الشِّياعُ حرامٌ قال ابن الأَثير كذا رواه بعضهم وفسره بالمُفاخَرةِ بكثرة الجماع وقال أَبو عمرو إِنه تصحيف وهو بالسين المهملة والباء الموحدة وقد تقدم قال وإِن كان محفوظاً فلعله من تسمية الزوجة شاعةً وبَناتُ مُشيّع قُرًى معروفة قال الأَعشى من خَمْرِ بابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزاجِها أَو خَمْرِ عانةَ أَو بنات مُشَيّعا

( صبع ) الأَصْبَعُ واحدة الأَصابِع تذكر وتؤنث وفيه لغات الإِصْبَعُ والأُصْبَعُ بكسر الهمزة وضمها والباء مفتوحة والأَصْبُعُ والأُصْبِعُ والأَصْبِعُ والإِصْبِعُ مثال اضْرِبْ والأُصْبُعُ بضم الهمزة والباء والإِصْبُعُ نادِرٌ والأُصْبُوعُ الأُنملة مؤنثة في كل ذلك حكى ذلك اللحياني عن يونس روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه دَمِيَتْ إِصْبَعُه في حَفْر الخَنْدَق فقال هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيتِ وفي سَبِيلِ اللهِ ما لَقِيتِ فأَما ما حكاه سيبويه من قولهم ذهبتْ بعض أَصابِعه فإِنه أَنث البعض لأَنه إِصبع في المعنى وإِن ذَكَّرَ الإِصبعَ مُذَكِّر جاز لأَنه ليس فيها علامة التأْنيث وقال أَبو حنيفة أَصابع البُنَيّاتِ
( * « اصابع البنيات في القاموس اصابع الفتيات قال شارحه كذا في العباب والتكملة وفي المنهاج لابن جزلة اصابع الفتيان وفي اللسان اصابع البنيات ) نبات يَنْبُت بأَرض العرب من أَطراف اليمن وهو الذي يسمى الفَرَنْجَمُشْكَ قال وأَصابِعُ العذارَى أَيضاً صنف من العنب أَسود طِوال كأَنه البَلُّوطُ يشبّه بأَصابِع العذارَى المُخَضَّبةِ وعُنْقُودُه نحو الذراع متداخِسُ الحب وله زبيب جيِّد ومَنابِتُه الشّراةُ والإِصْبَعُ الأَثَر الحسَنُ يقال فلان من الله عليه إِصْبَعٌ حسَنة أَي أَثَرٌ نعمة حسنة وعليك منك اصْبَعٌ خسَنة أَي أتَرٌ حسَن قال لبيد مَنْ يَجْعَلِ اللهُ إِصْبَعا في الخَيْرِ أَو في الشّرِّ يَلْقاهُ مَعا وإِنما قيل للأَثر الحسن إِصبع لإِشارة الناس إِليه بالإِصبع ابن الأَعرابي إِنه لحسنُ الإِصْبَعِ في ماله وحسَنُ المَسِّ في ماله أَي حسَن الأَثر وأَنشد أَورَدَها راعٍ مَرِيءِ الإِصْبَعِ لم تَنْتَشِرْ عنه ولم تَصَدَّعِ وفلانٌ مُغِلُّ الإِصْبَع إِذا كان خائناً قال الشاعر حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوَفاءِ ولم تَكُنْ للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإِصْبَعِ وفي الحديث قَلْبُ المؤمِن بين إِصْبَعَيْنِ من أَصابِع الله يُقَلّبُه كيف يشاء وفي بعض الروايات قلوب العباد بين إِصبعين معناه أَن تقلب القلوب بين حسن آثاره وصُنْعِه تبارك وتعالى قال ابن الأَثير الإِصبع من صفات الأَجسام تعالى الله عن ذلك وتقدّس وإِطلاقها عليه مجاز كإِطلاق اليد واليمين والعين والسمع وهو جار مجرى التمثيل والكناية عن سرعة تقلب القلوب وإِن ذلك أَمر معقود بمشيئة الله سبحانه وتعالى وتخصيص ذكر الأَصابع كناية عن أَجزاء القدرة والبطش لأَن ذلك باليد والأَصابع أَجزاؤها ويقال للراعي على ماشيته إِصبع أَي أَثر حسن وعلى الإِبل من راعيها إِصبع مثله وذلك إِذا أَحسن القيام عليها فتبين أَثره فيها قال الراعي يصف راعياً ضَعِيفُ العَصا بادِي العُروقِ تَرَى له عليها إِذا ما أَجْدَبَ الناسُ إِصْبَعا ضَعِيفُ العَصا أَي حاذِقُ الرَّعْيةِ لا يضرب ضرباً شديداً يصفه بحسن قيامه على إِبله في الجدب وصَبَعَ به وعليه يَصْبَعُ صَبْعاً أَشار نحوَه بإِصْبَعِه واغتابه أَو أَراده بشَرٍّ والآخر غافل لا يُشْعُر وصَبَعَ الإِناء يَصْبَعُه صَبْعاً إِذا كان فيه شَرابٌ وقابَلَ بين إِصْبَعَيْهِ ثم أَرسل ما فيه في شيء ضَيِّقِ الرأْس وقيل هو إِذا قابل بين إِصبعيه ثم أَرسل ما فيه في إِناء آخَرَ أَيَّ ضَرْبٍ من الآنيةِ كان وقيل وضَعْتَ على الإِناءِ إِصْبَعَك حتى سال عليه ما في إِناء آخر غيره قال الأَزهري وصَبْعُ الإِناء أَن يُرْسَل الشَّرابُ الذي فيه بين طرفي الإِبهامين أَو السبَّابتين لئلا ينتشر فيندفق وهذا كله مأْخوذ من الإِصبع لأَن الإِنسان إِذا اغتاب إِنساناً أَشار إِليه بإِصبعه وإِذا دل إِنساناً على طريق أَو شيء خفي أَشار إِليه بالإِصبع ورجل مَصْبُوعٌ إِذا كان متكبراً والصَّبْعُ الكِبْر التامُّ وصَبَعَ فلاناً على فلان دَلَّه عليه بالإِشارة وصَبَعَ بين القوم يَصْبَعُ صَبْعاً دل عليهم غيرهم وما صَبَعَك علينا أَي ما دَلَّك وصَبَع على القوم يَصْبَعُ صَبْعاً طلع عليهم وقيل إِنما أَصله صَبَأَ عليهم صَبْأً فأَبْدَلُوا العين من الهمزة وإِصْبَعٌ اسم جبل بعينه

( صتع ) الصَّتَعُ حِمارُ الوَحْش والصَّتَعُ الشابّ القَوِيُّ قال الشاعر يا ابْنَةَ عَمْرٍو قد مُنِحتِ وُدِّي والحَبْلَ ما لَمْ تَقْطَعِي فَمُدِّي وما وِصالُ الصَّتَعِ القُمُدِّ ويقال جاء فلان يَتَصَتَّعُ علينا بلا زادٍ ولا نفقة ولا حقّ واجب وجاء فلان يَتَصَتّعُ إِلينا وهو الذي يجيء وحده لا شيء معه وفي نوادر الأَعراب هذا بَعِير يَتَسَمَّحُ ويَتَصَتَّعُ إِذا كان طَلْقاً ويقال للإِنسان مثل ذلك إِذا رأَيته عُرْياناً وتَصَتَّعَ تَرَدَّدَ أَنشد ابن الأَعرابي وأَكَلَ الخَمْسَ عِيالٌ جُوَّعُ وتُلِّيَتْ واحِدةٌ تَصَتَّعُ قال تُلِّيَ فلان بعدَ قَوْمِه وغَدر إِذا بَقيَ
( * قوله « وغدر إذا بقي في الصحاح وغدرت الناقة عن الابل والشاة عن الغنم إذا تخلفت عنها )
قال وتَصَتُّعُها تَرَدُّدها وقال غيره تَصَتَّع في الأَمر إِذا تَلَدَّدَ فيه لا يدري أَين يَتَوَجَّه والصَّتَعُ الْتِواءٌ في رأْس الظَّلِيم وصَلابةٌ قال الشاعر عارِي الظَّنابِيبِ مُنْحَصٌّ قَوادِمُه يَرْمَدُّ حَتَّى تَرَى فِي رأْسِه صَتَعَا

( صدع ) الصَّدْعُ الشَّقُّ في الشيءِ الصُّلْبِ كالزُّجاجةِ والحائِطِ وغيرهما وجمعه صُدُوعٌ قال قيس ابن ذريح أَيا كَبِداً طارتْ صُدُوعاً نَوافِذاً ويا حَسْرَتا ماذا تَغَلْغَلَ بِالْقَلْبِ ؟ ذهب فيه أَي أَن كل جزء منها صار صَدْعاً وتَأْوِيل الصَّدْعِ في الزجاج أَن يَبِينَ بعضُه من بعض وصَدَعَ الشيءَ يَصْدَعُه صَدْعاً وصَدَّعَه فانْصَدَعَ وتَصَدَّعَ شَقّه بنصفين وقيل صَدّعه شقّه ولم يفترق وقوله عز وجل يومئذ يَصَّدَّعُون قال الزجاج معناه يَتَفَرَّقُون فيصيرون فَرِيقَيْنِ فريق في الجنة وفريق في السعير وأَصلها يَتَصَدَّعُون فقلب التاء صاداً وأُدغمت في الصاد وكل نصف منه صِدْعةٌ وصَدِيعٌ قال ذو الرمة عَشِيّةَ قَلْبِي في المُقِيم صَدِيعُه وراحَ جَنابَ الظاعِنينَ صَدِيعُ وصَدَعْتُ الغنم صِدْعَتَيْن بكسر الصاد أَي فِرْقَتَيْن وكل واحدة منهما صِدْعة ومنه الحديث أَنَّ المُصَدِّقَ يجعل الغنم صدْعَيْنِ ثم يأْخذ منهما الصَّدَقةَ أَي فِرْقَيْنِ وقول قيس بن ذريح فلَمّا بَدا منها الفِراقُ كما بَدا بِظَهْرِ الصَّفا الصَّلْدِ الشُّقُوقُ الصَّوادِعُ يجوز أَن يكون صَدَعَ في معنى تَصَدع لغة ولا أَعرفها ويجوز أَن يكون على النسب أَي ذاتُ انْصِداعٍ وتَصَدُّعٍ وصَدَع الفَلاةَ والنهرَ يَصْدَعُهما صَدْعاً وصَدَّعَهما شَقَّهما وقَطَعَهما على المثل قال لبيد فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعا مَسْجُورةً مُتَجاوِراً قُلاَّمُها وصَدَعْتُ الفَلاةَ أَي قَطَعْتُها في وسَط جَوْزها والصَّدْعُ نباتُ الأَرض لأَنه يَصْدَعُها يَشُقُّها فَتَنْصَدِعُ به وفي التنزيل والأَرضِ ذاتِ الصَّدْعِ قال ثعلب هي الأَرضُ تَنْصَدِعُ بالنبات وتَصَدَّعَتِ الأَرضُ بالنبات تشَقَّقَت وانْصَدَعَ الصبحُ انشَقَّ عنه الليلُ والصَّدِيعُ الفجرُ لانصِداعِه قال عمرو بن معديكرب تَرَى السِّرْحانَ مُفْتَرِشاً يَدَيْهِ كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِه صَدِيعُ ويسمى الصبح صَدِيعاً كما يسمى فَلَقاً وقد انْصَدَعَ وانْفَجَرَ وانْفَلَقَ وانْفَطَرَ إِذا انْشَقَّ والصَّدِيعُ انصِداعُ الصُّبْح والصَّدِيعُ الرُّقْعةُ الجديدة في الثوب الخَلَق كأَنها صُدِعَتْ أَي شُقَّتْ والصَّدِيعُ الثوب المُشَقَّقُ والصِّدْعةُ القِطْعةُ من الثوب تُشَقُّ منه قال لبيد دَعِي اللَّوْمَ أَوْ بِينِي كشقِّ صَدِيعِ قال بعضهم هو الرِّداءُ الذي شُقَّ صِدْعَيْن يُضْرب مثلاً لكل فُرْقةٍ لا اجتِماعَ بعدها وصَدَعْتُ الشيءَ أَظهَرْتُه وبَيَّنْتُه ومنه قول أَبي ذؤيب وكأَنَّهُنَّ رِبابةٌ وكأَنَّه يَسَرٌ يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ وصَدَعَ الشيءَ فَتَصَدَّعَ فزّقه فتفرَّقَ والتصديعُ التفريقُ وفي حديث الاستسقاء فتَصَدَّعَ السَّحابُ صِدْعاً أَي تقطَّعَ وتفرَّقَ يقال صَدَعْتُ الرّداء صَدْعاً إِذا شَقَقْتَه والاسم الصِّدْعُ بالكسر والصَّدْع في الزجاجة بالفتح ومنه الحديث فأَعطانِي قُبْطِيّةً وقال اصْدَعْها صَدْعَيْنِ أَي شُقَّها بنصفين وفي حديث عائشة رضي الله عنها فَصَدَعَتْ منه صَدْعةً فاخْتَمَرَتْ بها وتصَدَّعَ القوم تفرَّقُوا وفي الحديث فقال بعدما تَصَدّعَ كذا وكذا أَي بعدما تفرّقوا وقوله فلا يُبْعِدَنْكَ اللهُ خَيْرَ أَخِي امْرئٍ إِذا جَعَلَتْ نَجْوى الرِّجالِ تَصَدَّعُ معناه تَفَرَّقُ فتَظْهَرُ وتُكْشَفُ وصَدَعَتْهم النَّوَى وصَدَّعَتْهم فرَّقَتْهم والتَّصْداعُ تَفْعالٌ من ذلك قال قيس بن ذريح إِذا افْتَلَتَتْ مِنْكَ النَّوَى ذا مَوَدّةٍ حَبِيباً بِتَصْداعٍ مِنَ البَيْنِ ذِي شَعبِ ويقال رأَيتُ بين القوم صَدَعاتٍ أَي تفرُّقاً في الرأْي والهَوَى ويقال أَصْلِحوا ما فيكم من الصَّدَعاتِ أَي اجْتَمِعوا ولا تتفَرَّقُوا ابن السكيت الصَّدْعُ الفَصْلُ وأَنشد لجرير هو الخَلِيفةُ فارْضَوْا ما قَضَى لكُمُ بالحَقِّ يَصْدَعُ ما في قوله جَنَفُ قال يَصْدع يفْصِلُ ويُنَفِّذُ وقال ذو الرمة فأَصْبَحْتُ أَرْمي كُلَّ شَبْحٍ وحائِلٍ كأَنِّي مُسَوِّي قِسْمةِ الأَرضِ صادِعُ يقول أَصبحتُ أَرْمي بعيني كل شَبْحٍ وهو الشخص وحائِل كل شيء يَتَحَرَّكُ يقول لا يأْخُذُني في عينَيّ كَسْرٌ ولا انْثِناءٌ كأَني مُسَوٍّ يقول كأَني أُرِيكَ قِسْمةَ هذه الأَرض بين أَقوام صادِعٌ قاضٍ يَصْدَعُ يَفْرُقُ بين الحقّ والباطل والصُّداعُ وجَعُ الرأْس وقد صُدِّعَ الرجلُ تَصْدِيعاً وجاء في الشعر صُدِعَ بالتخفيف فهو مَصْدُوعٌ والصّدِيعُ الصِّرْمةُ من الإِبل والفِرْقةُ من الغنم وعليه صِدْعةٌ من مالٍ أَي قَليلٌ والصِّدْعةُ والصَّدِيعُ نحو السِّتين من الإِبل وما بين العشرة إِلى الأَربعين من الضأْن والقِطْعةُ من الغنم إِذا بلغت سِتين وقيل هو القَطِيعُ من الظّباء والغنم أَبو زيد الصِّرْمةُ والقِصْلةُ والحُدْرةُ ما بين العشرة إِلى الأَربعين من الإِبل فإِذا بلغت ستين فهي الصِّدْعةُ قال المَرَّارُ إِذا أَقْبَلْن هاجِرةً أَثارَتْ مِنَ الأَظْلالِ إِجْلاً أَو صَدِيعا ورجل صَدْعٌ بالتسكين وقد يحرك وهو الضَّرْب الخفِيفُ اللحم والصَّدَعُ والصَّدْعُ الفَتِيُّ الشابُّ القَوِيُّ من الأَرْعال والظِّباء والإِبل والحُمُرِ وقيل هو الوَسَطُ منها قال الأَزهري الصَّدْعُ الوَعِلُ بين الوَعِلَيْنِ ابن السكيت لا يقال في الوَعِل إِلا صَدَعٌ بالتحريك وَعِلٌ بَيْنَ الوَعِلَيْنِ وهو الوَسط منها ليس بالعظيم ولا الصغير وقيل وهو الشيء بين الشيئين من أَيّ نوع كان بين الطويل والقصير والفَتِيّ والمُسِنّ والسمين والمَهْزول والعظيم والصغير قال يا رُبَّ أَبَّازٍ مِنَ العُفْرِ صَدَعْ تَقَبَّضَ الذِّئْبُ إِليه واجْتَمَعْ ويقال هو الرجل الشابُّ المُسْتَقُِمُ القَناة وفي حديث عمر رضي الله عنه حين سأَل الأُسْقُفَّ عن الخلفاء فلمّا انتَهى إِلى نعْت الرابع قال صَدَعٌ من حديد فقال عمر وادَفَراه قال شمر قوله صَدَعٌ من حَدِيدٍ يريد كالصَّدَعِ من الوُعُولِ المُدَمَّجِ الشديد الخلق الشابّ الصُّلْبِ القَوِيِّ وإِنما يوصف بذلك لاجتماع القوة فيه والخفة شبّهه في نَهْضَتِه إِلى صِعابِ الأُمور وخِفَّته في الحروب حتى يُفْضى الأمرُ إِليه بالوَعِلِ لتوَقُّلِه في رُؤوس الجبال وجعلَه من حديد مبالغة في وصفه بالشدّة والبأْس والصبر على الشدائدِ وكان حماد بن زيد يقول صَدَأٌ من حديد قال الأَصمعي وهذا أَشبه لأَن الصَّدَأَ له دَفَرٌ وهو النَّتْنُ وقال الكسائي رأَيت رجلاً صَدَعاً وهو الرَّبْعةُ القليل اللحم وقال أَبو ثَرْوانَ تقول إِنهم على ما تَرى من صَداعَتِهم
( * قوله « صداعتهم » كذا ضبط في الأصل ولينظر في الضبط والمعنى وما الغرض من حكاية أبي ثروان هذه هنا ) لَكِرامٌ وفي حديث حذيفة فإِذا صَدَعٌ من الرجال فقلتُ مَن هذا الصَّدَعُ ؟ يعني هذا الرَّبْعةَ في خَلْقِه رجلٌ بين الرجلين وهو كالصَّدَعِ من الوُعُول وعِلٌ بين الوَعِلينِ والصَّدِيعُ القميص بين القميصين لا بالكبير ولا بالصغير وصَدَعْتُ الشيء أَظْهَرْتُه وبَيَّنْتُه ومنه قول أَبي ذؤيب يَسَرٌ يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ ورجل صَدَعٌ ماضٍ في أَمرِهِ وصَدَعَ بالأَمرِ يَصْدَعُ صَدْعاً أَصابَ به موضِعَه وجاهَرَ به وصَدَعَ بالحق تكلم به جهاراً وفي التنزيل فاصدع بما تؤمر قال بعض المفسرين اجْهَرْ بالقرآن وقال ابن مجاهد أَي بالقرآن وقال أَبو إِسحق أَظْهِرْ ما تُؤْمَرُ به ولا تَخفْ أَحداً أُخِذَ من الصَّدِيع وهو الصبح وقال الفراء أَراد عز وجل فاصْدَعْ بالأَمر الذي أَظْهَرَ دِينَك أَقامَ ما مُقامَ المصدر وقال ابن عرفة أَي فَرِّقْ بين الحق والباطل من قوله عز وجل يومئذ يَصَدَّعون أَي يتفرَّقُون وقال ابن الأَعرابي في قوله فاصْدَعْ بما تُؤْمَرُ أَي شُقَّ جماعتهم بالتوحيد وقال غيره فَرِّقِ القول فيهم مجتمعين وفُرادى قال ثعلب سمعت أَعرابيّاً كان يَحْضُر مجلس ابن الأَعرابي يقول معنى اصْدَعْ بما تُؤْمَرُ أَي اقْصِدْ ما تُؤْمَرُ قال والعرب تقول اصدع فلاناً أَي اقصده لأَنه كريم ودلِيلٌ مِصْدَعٌ ماضٍ لوجهه وخطِيبٌ مِصْدَعٌ بَلِيغٌ جرِيءٌ على الكلام قال أَبو زيد هُمْ إِلْبٌ عليه وصَدْعٌ واحد وكذلك هم وَعْلٌ عليه وضِلْعٌ واحد إِذا اجتمعوا عليه بالعَداوةِ والناسُ علينا صَدْعٌ واحد أَي مجتمعون بالعَداوة وصَدَعْتُ إِلى الشيء أَصْدَعُ صُدُوعاً مِلْتُ إِليه وما صَدَعَكَ عن هذا الأَمرِ صَدْعاً أَي صَرَفَكَ والمَصْدَعُ طريق سهل في غِلَظٍ من الأَرض وجَبَلٌ صادِعٌ ذاهِبٌ في الأَرض طولاً وكذلك سبيل صادِعٌ ووادٍ صادِعٌ وهذا الطريق يَصْدَعُ في أَرض كذا وكذا والمِصْدَعُ المِشْقَصُ من السهام

( صرع ) الصَرْعُ الطَّرْحُ بالأَرض وخَصَّه في التهذيب بالإِنسان صارَعَه فصَرَعَه يَصْرَعُه صَرْعاً وصِرْعاً الفتح لتميم والكسر لقيس عن يعقوب فهو مصروعٌ وصرِيعٌ والجمع صَرْعَى والمُصارَعةُ والصِّراعُ مُعالَجَتُهما أَيُّهُما يَصْرَعُ صاحِبَه وفي الحديث مثَلُ المؤمِن كالخامةِ من الزَّرْعِ تَصْرَعُها الريحُ مرة وتَعْدِلُها أُخْرى أَي تُمِيلُها وتَرْمِيها من جانب إِلى جانب والمَصْرَعُ موضِعٌ ومَصْدَرٌ قال هَوْبَرٌ الحارثيّ بمَصْرَعِنا النُّعْمانَ يومَ تأَلَّبَتْ علينا تَمِيمٌ من شَظًى وصَمِيمِ تَزَوَّدَ مِنّا بَيْنَ أُذْنَيْه طَعْنةً دَعَتْه إِلى هابِي التُّرابِ عَقِيمِ ورجل صَرّاعٌ وصَرِيعٌ بَيِّنُ الصّراعةِ وصَرِيعٌ شَدِيد الصَّرْع وإِن لم يكن معروفاً بذلك وصُرَعةٌ كثير الصَّرْع لأَقْرانِه يَصْرَعُ الناسَ وصُرْعةٌ يُصْرَعُ كثيراً يَطَّرِدُ على هذين بابٌ وفي الحديث أَنه صُرِعَ عن دابَّة فجُحِشَ شِقُّه أَي سقَطَ عن ظهرها وفي الحديث أَيضاً أَنه أَردَفَ صَفِيّةَ فَعَثَرَتْ ناقتُه فصُرِعا جميعاً ورجُلٌ صِرِّيعٌ مثال فِسِّيقٍ كثير الصَّرْع لأَقْرانه وفي التهذيب رجل صِرِّيعٌ إِذا كان ذلك صَنْعَتَه وحالَه التي يُعْرَفُ بها ورجل صَرّاعٌ إِذا كان شديد الصَّرْعِ وإِن لم معروفاً ورجل صَرُوعُ الأَقْرانِ أَي كثير الصَّرْع لهم والصُّرَعة هم القوم الذين يَصْرَعُون من صَارَعُوا قال الأَزهري يقال رجل صُرَعةٌ وقوم صُرَعةٌ وقد تَصارَعَ القومُ واصْطَرَعُوا وصارَعَه مُصارَعةً وصِراعاً والصِّرْعانِ المُصْطَرِعانِ ورجل حَسَنُ الصِّرْعةِ مثل الرِّكْبةِ والجِلْسةِ وفي المَثلِ سُوءُ الاسْتِمْساكِ خَيْر من حُسْنِ الصِّرْعةِ يقول إِذا اسْتَمْسَكَ وإِن لم يُحْسِنِ الرّكْبةَ فهو خير من الذي يُصْرَعُ صَرْعةً لا تَضُرُّه لأَن الذي يَتماسَكُ قد يَلْحَقُ والذي يُصْرَعُ لا يَبْلُغُ والصَّرْعُ عِلّة مَعْرُوفة والصَّريعُ المجنونُ ومررت بِقَتْلى مُصَرَّعِين شُدِّد للكثرة ومَصارِعُ القوم حيث قُتِلُوا والمَنِيّةُ تَصْرَعُ الحيوانَ على المَثل والصُّرَعةُ الحلِيمُ عند الغَضَبِ لأَن حِلْمَه يَصْرَعُ غَضَبَه على ضِدّ معنى قولهم الغَضَبُ غُولُ الحِلْمِ وفي الحديث الصُّرَعةُ بضم الصاد وفتح الراء مثل الهُمَزةِ الرجلُ الحليمُ عِندَ الغَضَب وهو المبالغ في الصِّراعِ الذي لا يُغْلَبُ فَنَقَلَه إِلى الذي يَغْلِبُ نفسه عند الغضب ويَقْهَرُها فإِنه إِذا مَلَكها كان قد قَهَرَ أَقْوى أَعْدائِه وشَرَّ خُصُومِه ولذلك قال أَعْدَى عَدُوٍّ لك نفسُك التي بين جَنْبَيْكَ وهذا من الأَلفاظ التي نقَلها اللغويون
( * قوله « نقلها اللغويون إلخ كذا بالأصل والذي في النهاية نقلها عن وضعها اللغوي والمتبادر منه أن اللغوي ضفة للوضع وحينئذ فالناقل النبي صلى الله عليه وسلم ويؤيده قول المؤلف قبله فنقله الى الذي يغلب نفسه ) عن وضعها لِضَرْبٍ من التَّوَسُّع والمجاز وهو من فصيح الكلام لأَنه لما كان الغضبانُ بحالة شديدة من الغَيْظِ وقد ثارَتْ عليه شهوة الغضب فَقَهَرها بحلمه وصَرَعَها بثباته كان كالصُّرَعَةِ الذي يَصْرَعُ الرجالَ ولا يَصْرَعُونه والصَّرْعُ والصِّرعُ والضِّرْعُ الضرْبُ والفَنُّ من الشيء والجمع أَصْرُعٌ وصُرُوعٌ وروى أَبو عبيد بيت لبيد وخَصْمٍ كَبادِي الجِنّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُمْ بِمُسْتَحْوذٍ ذِي مِرّةٍ وصُرُوعِ بالصاد المهملة أَي بِضُروبٍ من الكلام وقد رواه ابن الأَعرابي بالضاد المعجمة وقال غيره صُرُوعُ الحبل قُواه ابن الأَعرابي يقال هذا صِرْعُه وصَرْعُه وضِرْعُه وطَبْعُه وطَلْعُه وطِباعُه وطِبَيعُه وسِنُّه وضَرْعُه وقَرْنُه وشِلْوُهُ وشُلَّتُه أَي مِثْلُه وقول الشاعر ومَنْجُوبٍ له منْهُنَّ صِرْعٌ يَمِيلُ إِذا عَدَلْتَ بهِ الشّوارا هكذا رواه الأَصمعي أَي له مِنْهُنَّ مثل قال ابن الأَعرابي ويروى ضِرْعٌ بالضاد المعجمة وفسره بأَنه الحَلْبة والصَّرْعانِ إِبلان تَرِدُ إِحداهما حين تَصْدُر الأُخرى لكثرتها وأَنشد ابن الأَعرابي مِثْل البُرامِ غَدا في أصْدةٍ خَلَقٍ لم يَسْتَعِنْ وحَوامِي المَوْتِ تَغْشاهُ فَرَّجْتُ عنه بِصَرْعَيْنا لأَرْملةٍ وبائِسٍ جاءَ مَعْناهُ كَمَعْناه قال يصف سائلاً شَبَّهَه بالبُرام وهو القُراد لم يَسْتَعِنْ يقول لم يَحْلِقْ عانته وحَوامِي الموت وحَوائِمُهُ أَسبابُه وقوله بصَرْعَيْنا أَراد بها إِبلاً مختلفة التِّمْشاء تجيء هذه وتذهب هذه لكثرتها هكذا رواه بفتح الصاد وهذا الشعر أَورده الشيخ ابن بري عن أَبي عمرو وأَورد صدر البيت الأَول ومُرْهَق سالَ إِمْتاعاً بأصْدتِه والصِّرْعُ المِثْلُ قال ابن بري شاهِدُه قول الراجز إِنَّ أَخاكَ في الأَشاوٍي صِرْعُكا والصِّرْعانِ والضِّرْعانِ بالكسر المِثْلانِ يقال هما صِرْعانِ وشِرْعانِ وحِتْنانِ وقِتْلانِ كله بمعنى والصَّرْعانِ الغَداةُ والعشِيُّ وزعم بعضهم أَنهم أَرادوا العَصْرَيْنِ فقُلِبَ يقال أَتيتُه صَرْعَى النهارِ وفلان يأْتينا الصَّرْعَيْنِ أَي غُدْوةً وعَشِيَّةً وقيل الصَّرْعانِ نصف النهار الأَول ونصفه الآخر وقول ذي الرمة كأَنَّني نازِعٌ يَثْنِيهِ عن وَطَنٍ صَرْعانِ رائحةً عَقْلٌ وتَقْيِيدُ أَراد عَقْلٌ عَشِيّةً وتَقْيِيدٌ غُدْوةً فاكتفى بذكر أَحدهما يقول كأَنني بعير نازعٌ إِلى وَطَنِه وقد ثناه عن إِرادته عَقْلٌ وتَقْيِيدٌ فَعَقْلُه بالغداةِ ليَتَمَكَّنَ في المَرْعَى وتقييدُه بالليل خوفاً من شِرادِه ويقال طلبْتُ من فلان حاجة فانصَرَفْتُ وما أَدرِي على أَيّ صِرْعَيْ أَمرِه هو أَي لم يتبين لي أَمرُه قال يعقوب أَنشدني الكلابي فَرُحْتُ وما ودَّعْتُ لَيْلى وما دَرَتْ على أَيِّ صِرْعَيْ أَمرِها أَتَرَوَّحُ يعني أَواصلاً تَرَوَّحْتُ من عندها أَو قاطعاً ويقال إِنه لَيَفْعَلُ ذلك على كلِّ صِرْعةٍ
( * قوله « على كل صرعة هي بكسر الصاد في الأصل وفي القاموس بالفتح ) أَي يَفْعَلُ ذلك على كلّ حال ويقال للأَمر صَرْعان أَي طَرَفان ومِصْراعا البابِ بابان منصوبان ينضمان جميعاً مَدْخَلُهما في الوَسَط من المِصْراعَيْنِ وقول رؤبة إِذْ حازَ دُوني مِصْرَعَ البابِ المِصَكّْ يحتمل أَن يكون عندهم المِصْرَعُ لغة في المِصْراعِ ويحتمل أَن يكون محذوفاً منه وصَرَعَ البابَ جعَل له مِصْراعَيْنِ قال أَبو إِسحق المِصْراعانِ بابا القصيدة بمنزلة المِصْراعَيْنِ اللذين هما بابا البيت قال واشتِقاقهما الصَّرْعَيْنِ وهما نصفا النهار قال فمن غُدْوةٍ إِلى انتصاف النهار صَرْعٌ ومن انتصاف النهار إِلى سقوط القُرْص صَرْع قال الأَزهري والمِصْراعانِ من الشعْر ما كان فيه قافيتان في بيت واحد ومن الأَبواب ما له بابان منصوبان ينضَمّان جميعاًمَدْخَلُهما بينهما في وسط المصراعين وبيتٌ من الشعْر مُصَرَّعٌ له مِصْراعانِ وكذلك باب مُصَرَّعٌ والتصريعُ في الشعر تَقْفُِهُ المِصْراعِ الأَول مأْخوذ من مِصْراعِ الباب وهما مُصَرَّعانِ وإِنما وقع التصريعُ في الشعر ليدل على أَنّ صاحبه مبتدِئٌ إِما قِصّةً وإِما قصِيدة كما أَن إِمّا إِنما ابْتُدِئَ بها في قولك ضربت إِما زيداً وإِمّا عمراً ليعلم أَن المتكلم شاكّ فمما العَرُوضُ فيه أَكثر حروفاً من الضرب فَنَقَصَ في التصريعِ حتى لحق بالضرب قَوْلُ امرِئِ القَيْسِ لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُه فَشَجَاني كَخَطِّ زَبُورٍ في عَسِيبِ يَماني ؟ فقوله شَجاني فعولن وقوله يماني فعولن والبيت من الطويل وعروضه المعروف إِنما هو مفاعلن ومما زِيد في عروضه حتى ساوَى الضرْبَ قول امرئ القيس أَلا انْعِمْ صَباحاً أَيُّها الطَّلَلُ البالي وهل يَنْعَمَنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي ؟ وصَرَّعَ البيتَ من الشعر جعلَ عَرُوضه كضربه والصرِيعُ القضِيبُ من الشجر يَنْهَصِرُ إِلى الأَرض فيسقط عليها وأَصله في الشجرة فيبقى ساقطاً في الظل لا تُصِيبُه الشمس فيكون أَلْيَنَ من الفَرْعِ وأَطيَبَ رِيحاً وهو يُسْتاكُ به والجمع صُرُعٌ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أَن يَسْتاكَ بالصُّرُعِ قال الأَزهري الصَّرِيعُ القضِيبُ يَسْقُطُ من شجر البَشام وجمعه صِرْعانٌ والصَّريعُ أَيضاً ما يَبِسَ من الشجر وقيل إنما هو الصَّرِيفُ بالفاء وَقيل الصَّرِيعُ السوْطُ أَو القَوْسُ الذي لم يُنْحَتْ منه شيء ويقال الذي جَفَّ عُوده على الشجرة وقول لبيد منها مَصارِعُ غايةٍ وقِيامُها
( * في معلقة لبيد منه مصرَّعُ غابةٍ وقيامها )
قال المَصارِعُ جمع مَصْرُوعٍ من القُضُب يقول منها مَصْرُوعٌ ومنها قائم والقياس مَصارِيعُ وذكر الأَزهري في ترجمة صعع عن أَبي المقدام السُّلَمِيّ قال تَضَرَّعَ الرجلُ لصاحبه وتَصَرَّعَ إِذا ذَلَّ واسْتَخْذَى

( صرقع ) الأَزهري يقال سَمِعْتُ لرجله صَرْقَعَةً وفَرْقَعَةً بمعنى واحد

( صطع ) قال الأَزهري روى أَبو تراب له في كتابه خَطِيبٌ مِصْطَعٌ ومِصْقَعٌ بمعنى واحد

( صعع ) الصَّعْصَعَةُ الحركة والاضطِرابُ والصَّعْصَعةُ التحريك وأَنشد لأَبي النجم تَحْسَبُه يُنْحِي لَها المَغاوِلا لَيْثاً إِذا صَعْصَعْتَه مُقاتِلا أَي حرَّكته للقتال وصَعْصَعَهم أَي حَرَّكهم أَو فَرَّقَ بينهم والزَّعْزَعةُ والصَّعْصَعةُ بمعنى واحد وصَعْصَعْتُ القومَ صَعْصَعةً وصَعْصاعاً فتَصَعْصَعوا فرَّقْتُهم فتفرَّقوا وكلُّ ما فرَّقْتَه فقد صَعْصَعْتَه والصَّعْصَعةُ التفريق والصَّعْصَعُ المُتَفرِّقُ قال أَبو النجم في التفريق ومُرْثَعِنٍّ وبْلُه يُصَعْصِعُ أَي يفرِّقُ الطير ويُنْفِّرُه وقال جرير باز يُصَعْصِعُ بالدَّهْنا قَطاً جُونا وفي الحديث فَتَصَعْصَعَتِ الراياتُ أَي تفرَّقَتْ وقيل تحركت واضطربت وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه تَصَعْصَعَ بهم الدهرُ فأَصْبَحُوا كَلا شيءَ أَي بَدَّدَهم وفرَّقَهم ويروى بالضاد المعجمة أَي أَذَلَّهم وأَخضَعَهم وذهبتِ الإِبلُ صَعاصِعَ أَي متفرِّقة نادَّةً والصَّعْصَعةُ الجَلَبةُ وقال أَبو سعيد الصَّعْصَعةُ نبت يُسْتَمْشَى به وقيل هو نبت يُشرب ماؤُه للمَشْيِ وقال تَصَعْصَعَ وتَضَعْضَع بمعنى واحد إِذا ذَلَّ وخضَع قال وسمعت أَبا المقدام السُّلميّ يقول تَضَرَّعَ الرجلُ لصاحبه وتَصَرَّعَ إِذا ذلَّ واسْتَخْذَى وقال أَبو السميوع تَصَعْصَعَ الرجلُ إذا جَبُن قال والصَّعْصَعَةُ الفَرَقُ قال ذو الرمة واضْطَرَّهم مِنْ أَيْمَنٍ وأَشْأَمِ صِرَّةُ صَعْصاعٍ عِتاقٍ قُتَّمِ أَي يُصَعْصِعُ الطير فَيُفْرِقُها والعِتاقُ البُزاةُ والصُّقُورُ والعِقْبانُ والصَّعْصَعُ طائِرٌ أَبْرَشُ يَصِيدُ الجَنادِبَ وجمعه صَعاصِعُ وصَعْصَعَ رأْسَه بالدُّهْن إِذا روَّاهُ ورَوَّغَه وقال أَبو منصور لا أَعرف صَعَّ يَصِعُّ في المضاعف وأَحسب الأَصل في الصَّعْصَعةِ من صاعَه يَصُوعُه إِذا فرَّقه وصَعْصَعةُ أَبو قبيلة من هَوازِنَ وهو صَعْصَعةُ بن مُعاوِيةَ بن بكر بن هوازن

( صفع ) صَفَعَه يَصْفَعُه صَفْعاً إِذا ضرب بِجُمْعِ كَفِّه قفاه وقيل هو أَن يَبْسُطَ الرجل كفه فيضرب بها قفا الإِنسان أَو بدنه فإِذا جمع كفَّه وقبضها ثم ضرب بها فليس بِصَفْعٍ ولكن يقال ضربه بِجُمْعِ كفِّه ورجل مَصْفَعانيٌّ يُفْعَلُ به ذلك وقيل الصَّفْعُ كلمة مولَّدة والرجل صَفْعان قال ابن دريد الصَّوْفَعةُ هي أَعْلى الكُمَّة والعمامةِ يقال ضربه على صَوْفَعَتِه إِذا ضربه هُنالِك قال والصَّفْعُ أصله من الصَّوْفَعةِ والصوفعةُ معروفة

( صقع ) صَقَعَه يَصْقَعُه صَقْعاً ضربه بِبَسْطِ كفِّه وصَقَع رأْسَه علاه بأَيِّ شيءٍ كان أَنشد ابن الأَعرابي وعَمْرُو بنُ هَمّامٍ صَقَعْنا جَبينَه بشَنْعاءَ تَنْهَى نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ المُتَظَلِّمُ هنا الظالِمُ وفي الحديث من زَنَى مِنَ امْبِكْر فاصْقَعُوه مائة أَي اضربوه هو من ذلك وقوله مِنَ امْبِكْر لغة أَهل اليمن يُبْدلُون لام التعريف ميماً ومنه الحديث أَيضاً أَن مُنْقِذاً صُقِعَ آمّةً في الجاهلية أَي شُجَّ شَجَّةً بلغَتْ أُمَّ رأْسِه وصُقِعَ الرجل آمّةً وهي التي تبلُغ أُمَّ الدِّماغِ وقد يُسْتَعارُ ذلك للظهر قال في صفة السيوف إِذا اسْتُعِيرَتْ مِنْ جُفُونِ الأَغْماد فَقَأْنَ بالصَّقْعِ يَرابِيعَ الصَّاد أَراد الصيد وقيل الصَّقْعُ ضربُ الشيء اليابس المُصْمَتِ بمثله كالحجر بالحجر ونحوه وقيل الصَّقْعُ الضربُ على كل شيء يابس قال العجاج صَقْعاً إِذا صابَ اليَآفِيخَ احْتَقَرْ وصُقِعَ الرجل كصُعِقَ والصاقِعةُ كالصاعِقةِ حكاه يعقوب وأَنشد يَحْكُونَ بالمَصْقُولةِ القَواطِعِ تَشقُّقَ البَرْقِ عنِ الصَّواقِعِ ويقال صَقَعَتْه الصاقِعةُ قال الفراء تميم تقول صاقِعةٌ في صاعِقةٍ وأَنشد لابن أَحمر أَلم تَرَ أَنَّ المجرمينَ أَصابَهُم صَواقِعُ لا بلْ هُنَّ فوقَ الصَّواقِعِ ؟ والصقِيعُ الجلِيدُ قال وأَدْرَكَه حُسامٌ كالصَّقِيعِ وقال تَرَى الشَّيبَ في رأْسِ الفرَزْدَقِ قد عَلا لهازِمَ قِرْدٍ رَنَّحَتْه الصَّواقِعُ وقال الأَخطل كأَنَّما كانوا غُراباً واقِعا فَطارَ لَمّا أَبْصَرَ الصَّواقِعا والصقِيعُ الذي يَسْقُطُ من السماء بالليل شَبيهٌ بالثلج وصُقِعَتِ الأَرض وأُصْقِعَتْ فهي مصقوعةٌ أَصابَها الصقِيعُ ابن الأَعرابي صُقِعَتِ الأَرضُ وأُصْقِعْنا وأَرضٌ صَقِعةٌ ومَصْقوعةٌ وكذلك ضُرِبَتِ الأَرضُوأُضْرِبْنا وجُلِدَت وأُجْلِدَ الناسُ وقد ضُرِبَ البَقْلُ وجُلِدَ وصُقِعَ ويقال أَصْقَعَ الصقِيعُ الشجرَ والشجرُ صَقِعٌ ومُصْقَعٌ وأَصبحتِ الأَرضُ صَقِعةً وضَرِبةً والصَقَعُ الضلالُ والهلاكُ والصِّقِعُ الغائبُ البعيدُ الذي لا يُدْرَى أَين هو وقيل الذي قد ذهَب فنزل وحده وقوْلُ أَوْس أَنشده ابن الأَعرابي أَأَبا دُلَيْجةَ مَنْ لِحَيٍّ مُفْرَدٍ صَقِعٍ من الأَعْداءِ في شَوّالِ ؟ صَقِع مُتَنَحٍّ بعِيد من الأَعداء وذلك أَن الرجل كان إِذا اشتدَّ عليه الشتاء تَنَحَّى لئلا ينزل به ضيف وقوله في شوّال يعني أَن البَرْد كان في شوّال حين تنحى هذا المُتَنَحِّي والأَعداءُ الضَّيفانُ الغُرَباءُ وقد صَقِعَ أَي عَدَلَ عن الطريق والصاقِعُ الذي يَصْقَعُ في كل النواحي وصَوْقَعةُ الثرِيد وَقْبَتُه وقيل أَعلاه وصَقَعَ الثرِيدَ يَصْقَعُه صَقْعاً أَكَله من صَوْقَعتِه وصنع رجل لأَعرابيّ ثريدة يأْكلُها ثم قال لا تَصْقَعْها ولا تَشْرِمْها ولا تَقْعَرْها قال فمن أَين آكُل لاأَبا لَك تَشْرِمْها تَخْرِقْها وتَقْعَرْها تأْكل من أَسْفَلها وصَوْقَعَ الثريدةَ إِذا سطَحَها قال وصَوْمَعَها وصَعْنَبَها إِذا طَوَّلها والصَّوْقَعةُ ما نَتَأَ من أَعلى رأْسِ الإِنسانِ والجبل والصَّوْقَعَةُ ما بقي الرأْسَ من العِمامةِ والخِمارِ والرِّداءِ والصَّوْقَعةُ خِرْقةٌ تُقْعَدُ في رَأْسِ الهَوّدَجِ يُصَفِّقُها الريحُ والصَّوْقَعةُ والصِّقاعُ جميعاً خِرْقة تكون على رأْس المرأَة تُوَقِّي بها الخِمار من الدُّهْنِ وربما قيل للبرقع صِقاعٌ والصَّوْقَعةُ من لبُرْقُع رأْسُه ويقال لِكَفِّ عَيْنِ البُرْقُع الضِّرْسُ ولِخَيْطَيْه لشِّبامانِ والصِّقاعُ الذي يَلي رأْسَ الفَرَسِ دون البُرْقُعِ الأَكبر والصِّقاعُ ما يُشَدُّ به أَنف الناقة إِذا أَرادوا أَن تَرْأَمَ ولدها أَو ولد غيرها قال القطامي إِذا رَأْسٌ رَأيْتُ به طِماحاً شَدَدْت له الغَمائِمَ والصِّقاعا قال أَبو عبيد يقال للخرقة التي تُشَدُّ بها الناقةُ إِذا ظُئِرَتِ الغِمامةُ والتي يُشَدُّ بها عيناها الصِّقاعُ وقد ذكر ذلك في ترجمة درج والصِّقاعُ صِقاعُ الخِباءِ وهو أَن يُؤْخَذ حَبْل فيُمدّ على أَعلاه ويُوَتَّرَ ويُشدَّ طرَفاه إِلى وَتِدَيْنِ رُزّا في الأَرض وذلك إِذا اشتدَّت الريح فخافوا تَقَوُّضَ الخِباء والعرب تقول اصْقَعُوا بيتكم فقد عَصَفتِ الريحُ فَيَصْقَعُونه بالحبْل كما وصفته والصِّقاعُ حديدة تكون في موضع الحكَمَةِ من اللِّجامِ قال ربيعة ابن مقروم الضَّبِّي وخَصْمٍ يَرْكَبُ العَوْصاءَ طاطٍ عن المُثْلَى غُناماهُ القِذاعُ طَمُوحِ الرأْسِ كُنْتُ له لِجاماً يُخَيِّسُه له منه صِقاعُ ويقال صَقَعْتُه بِكَيٍّ أَي وسَمْتُه على رأْسه أَو وجهه والأَصْقَعُ من الطير والخيل وغيرهما ما كان على رأْسه بياض قال كأَنَّها حِينَ فاضَ الماءُ واحْتَفَلَتْ صَقْعاءُ لاحَ لها بالقَفْرَةِ الذِّيبُ يعني العُقابَ وعُقابٌ أَصْقَعُ إِذا كان في رأْسِه بياض قال ذو الرمة من الزُّرْقِ أَو صُقْعٍ كأَنَّ رُؤُوسَها من القِهْزِ والقُوهِيِّ بِيضُ المَقانِعِ وظليم أَصْقَعُ قد ابْيَضَّ رأْسُه ونعامة صَقْعاءُ في وسط رأْسها بياض على أَيّةِ حالاتِها كانت والأَصْقَعُ طائر كالعُصْفور في ريشه ورأْسه بياض وقيل هو كالعصفور في ريشه خُضْرةٌ ورأْسه أَبيض يكون بِقُرْبِ الماءِ إِن شِئت كسَّرته تكسيرَ الأَسماء لأَنه صفة غابة وإِن شئت كسرته على الصفة لأَنها أَصله وقيل الأَصْقَعُ طائر وهو الصُّفارِيّةُ قاله قطرب وقال أَبو حاتم الصَّقْعاءُ دُخَّلةٌ كَدْراءُ اللَّوْنِ صغيرة رأْسها أَصفر قصيرةُ الزِّمِكَّى أَبو الوازع الصُّقْعَةُ بياض في وسط رأْس الشاة السوداء ومَوْضِعُها من الرأْس الصَّوْقَعةُ وصَقَعْتُه ضربته على صَوْقَعَتِه قال رؤبة بالمَشْرَفِيَّاتِ وطَعْنٍ وَخْزِ والصَّقْعِ من خابِطَةٍ وجُرْزِ وفرسٌ أَصقَعُ أَبيضُ أَعلى الرأْسِ والأَصْقَعُ من الفرس ناصِيَتُه وقيل ناصيته البيضاء والصَّقْعُ رَفْعُ الصوْتِ وصَقَعَ بصوته يَصْقَعُ صَقْعاً وصُقاعاً رفَعه وصَقْعُ الدِّيكِ صوْتُه والصقِيعُ أَيضاً صوتُه وقد صَقَعَ الدِّيكُ يَصْقَعُ أَي صاح والصُّقْعُ ناحيةُ الأَرضِ والبيت وصُقْعُ الرَّكِيّةِ ما حَوْلَها وتحتها من نواحيها والجمع أَصْقاعٌ وقوله قُبِّحْتِ من سالِفةٍ ومن صُدُغْ كأَنَّها كُشْيَةُ ضَبٍّ في صُقُعْ إِنما معناه في ناحية وجمع بين العين والغين لتقارب مخرجيهما وبعضهم يرويه في صُقُغ بالغين قال ابن سيده فلا أَدْرِي أَهو هَرَبٌ من الإِكْفاءِ أَم الغين في صُقُغ وضع وزعم يونس أَن أَبا عمرو بن العلاء رواه كذلك وقال أَعني أَبا عمرو لولا ذلك لم أَروِها قال ابن جني فإِذا كان الأَمر على ما رواه أَبو عمرو فالحال ناطقة بأَن في صُقع لغتين العين والغين جميعاً وأَن يكون إِبدال الحرف للحرف وفلان من أَهل هذا الصُّقْعِ أَي من أَهل هذه الناحية وخَطِيبٌ مِصْقَعٌ بَلِيغٌ قال قيس بن عاصم خُطَباءُ حِينَ يَقُومُ قائِلُنا بِيضُ الوُجُوهِ مَصاقِعٌ لُسن قيل هو من رَفْعِ الصَّوْتِ وقيل يذهب في كل صُقْعٍ من الكلام أَي ناحية وهو للفارسي ابن الأَعرابي الصَّقْعُ البلاغة في الكلام والوُقُوعُ على المعاني والصَّقْعُ رَفْعُ الصَّوْتِ قال الفرزدق وعُطارِدٌ وأَبوه مِنْهم حاجِبٌ والشَّيْخُ ناجِيةُ الخِضَمُّ المِصْقَعُ وفي حديث حذيفة بن أُسَيْدٍ شَرُّ الناسِ في الفِتْنةِ الخطيبُ المِصْقَعُ أَي البلِيغُ الماهِرُ في خطبته الداعي إِلى الفِتَن الذي يُحرِّضُ الناس عليها وهو مِفْعَلٌ من الصَّقْعِ رَفْعِ الصَّوْتِ ومُتابَعَتِه ومِفْعَلٌ من أَبنية المبالغة والعرب تقول صَهْ صاقِعُ تَقوله للرجل تَسْمَعُه يَكْذِبُ أَي اسكُتْ يا كَذَّابُ فقد ضَلَلْتَ عن الحقِّ والصاقِعُ الكَذَّابُ وصَقَع في كل النَّواحِي يَصْقَعُ ذَهَبَ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وعَلِمْتُ أَني إِنْ أُخِذْتُ بِحِيلَةٍ نَهِشَتْ يَدايَ إِلى وَجَى لَمْ يَصْقَعِ
( * قوله « نهشت يداي إِلى وجى كذا بالأصل ولعله بهشت )
هو من هذا أَي لم يذهب عن طريق الكلام ويقال ما أَدْرِي أَين صَقَعَ وبَقَعَ أَي ما أَدْرِي أَينَ ذَهَبَ قَلَّما يُتكلم به إِلاَّ بحرف النفي وما أَدري أَين صَقَعَ أَي ما أَدري أَين توجه قال و صُعْلُوكٌ تَشَدَّدَ هَمُّه عليه وفي الأَرض العَرِيضةِ مَصْقَعُ أَي مُتَوَجَّه وصَقَعَ فلانٌ نحو صُقْعِ كذا وكذا أَي قَصَدَه وصَقِعَتِ الرَّكيَّةُ تَصْقَعُ صَقَعاً انهارت كصَعِقَتْ والصَّقَعُ القَزَعُ في الرأْس وقيل هو ذَهابُ الشعر وكل صاد وسين تجيءُ قبل القاف فللعرب فيها لغتان منهم من يجعلها سيناً ومنهم من يجعلها صاداً لا يبالون متصلة كانت بالقاف أَو منفصلة بعد أَن تكونا في كلمة واحدة إِلاَّ أَنَّ الصاد في بعض أَحْسَنُ والسين في بعض أَحسن والصَّقَعِيُّ الذي يُولَدُ في الصَّفَرِيَّة ابن دريد الصَّقَعِيُّ الحُوار الذي يُنْتَجُ في الصَّقِيعِ وهو من خير النِّتاجِ قال الراعي خَراخِرُ تُحْسِبُ الصَّقَعِيَّ حتى يَظَلّ يَقُرّه الرَّاعِي سِجالا الخَراخِرُ الغَزِيراتُ الواحِدةُ خِرْخِرةٌ يعني أَنَّ اللبن يكثر حتى يأْخذه الراعي فيصبه في سقائه سجالاً سجالاً قال والإِحْسابُ الإِكْفاءُ وقال أَبو نصر الصَّقَعِيُّ أَوَّلُ النِّتاج وذلك حين تَصْقَعُ الشمسُ فيه رؤُوسَ البَهْمِ صَقْعاً قال وبعض العرب تسميه الشَّمْسِيّ والقَيْظِيَّ ثم الصَّفَرِيُّ بعد الصَّقَعِيّ وأَنشد بيت الراعي قال أَبو حاتم سمعت طائِفِيّاً يقول لِزُنْبُورٍ عندهم الصقيعُ والصَّقِعُ كالغَمِّ يأْخذ بالنفْس من شدَّة الحر قال سويد بن أَبي كاهل في حُرُورٍ يَنْضَجُ اللحمُ بها يأْخُذُ السائِرَ فيها كالصَّقَعْ والصَّقْعاءُ الشمس قالت ابنة أَبي الأَسود الدُّؤَليّ لأَبيها في يوم شديد الحر يا أَبت ما أَشدُّ الحر قال إِذا كانت الصَّقْعاءُ من فوْقِكِ والرَّمْضاءُ من تحتِك فقالت أَرَدْتُ أَن الحرَّ شديدٌ قال فقولي ما أَشدَّ الحر فحينئذ وضع باب التعجب

( صلع ) الصَّلَعُ ذَهابُ الشعر من مقدَّم الرأْس إِلى مُؤَخره وكذلك إِن ذهب وسَطُه صَلِعَ يَصْلَعُ صَلَعاً وهو أَصْلَعُ بَيِّنُ الصَّلَعِ وهو الذي انْحَسَرَ شعَرُ مُقَدَّم رأْسِه وفي حديث الذي يَهْدِمُ الكعبةَ كأَني به أُفَيْدِعَ أُصَيْلِعَ هو تصغيرُ الأَصْلَعِ الذي انحسَرَ الشعرُ عن رأْسِه وفي حديث بدر ما قتلنا إِلاَّ عجائزَ صُلْعاً أَي مشايِخَ عَجَزَةً عن الحرب ويجمع الأَصْلَعُ على صُلْعانٍ وفي حديث عمر أَيُّما أَشرَفُ الصُّلعْانُ أَو الفُرْعانُ ؟ وامرأَةٌ صَلْعاءُ وأَنكرها بعضهم قال إِنما هي زَعْراءُ وقَزْعاءُ والصَّلَعةُ والصُّلْعةُ موضِعُ الصَّلَعِ من الرأْس وكذلك النَّزَعةُ والكَشَفةُ والجَلَحَةُ جاءَتْ مُثَقَّلاتٍ كلُّها وقوله أَنشده ابن الأَعرابي يَلُوحُ في حافات قَتْلاهُ الصَّلَعْ أَي يَتَجَنَّبُ الأَوْغادَ ولا يقتُل إِلاَّ الأَشرافَ وذَوِي الأَسْنانِ لأَن أَكثر الأَشرافِ وذوِي الأَسنانِ صُلْع كقوله فَقُلْتُ لَها لا تُنْكِرِيني فَقَلَّما يَسُودُ الفَتَى حتى يشِيبَ ويَصْلَعا والصَّلْعاءُ من الرِّمال ما ليس فيها شجر وأَرضٌ صَلْعاءُ لا نبات فيها وفي حديث عمر في صفة التمر
( * قوله « حديث عمر في صفة التمر » كذا بالأصل والذي في النهاية هنا وفي مادة حرش أيضا حديث أبي حثمة في صفة التمر وساق ما هنا بلفظه ) وتُحْتَرَشُ به الضِّبابُ من الأَرضِ الصَّلْعاء يريد الصحراء التي لا تنبت شيئاً مثل الرأْس الأَصْلَعِ وهي الحَصَّاءُ مثل الرأْس الأَحَصّ وصَلِعَتِ العُرْفُطة صَلَعاً وعُرْفُطةٌ صَلْعاءُ إِذا سقطت رُؤُوس أَغصانِها أَو أَكلَتْها الإِبل قال الشماخ في وصف الإِبل إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه من الأَسالِقِ عارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ
( * قوله « إن تمس إلخ » جوابه في البيت بعده كما في شرح القاموس تصبح وقد ضمنت ضراتها غرقاً من طيّب الطعم حلو غير مجهود )
والصَّلْعاءُ الداهيةُ الشديدةُ على المَثَل أَي أَنه لا مُتَعَلَّقَ منها كما قيل لها مَرْمَريسٌ من المَراسةِ أَي المَلاسةِ يقال لَقِيَ منه الصَّلْعاءَ قال الكميت فَلَمّا أَحَلُّوني بِصَلْعاءَ صَيْلَمٍ بإحْدَى زُبى ذِي اللِّبْدَتَيْنِ أَبي الشِّبْلِ أَراد الأَسد وفي الحديث أَن معاوية قَدِمَ المدينة فدخل على عائشة رضي الله عنها فذكرت له شيئاً فقال إِنَّ ذلك لا يَصْلُح قالت الذي لا يَصْلُح ادِّعاؤُك زِياداً فقال شَهِدَت الشهودُ فقالت ما شَهِدَت الشُّهودُ ولكن رَكِبْتَ الصُّلَيعاء
( * قوله « ركبت الصليعاء » هو بهذا الضبط في القاموس والناية ونص القاموس بعد قولها ركبت الصليعاء تعني في ادعائه زياداً وعمله بخلاف الحديث الصحيح الولد للفراش وللعاهر الحجر وسمية لم يكن لأبي سفيان فراشاً ) معنى قولها ركبت الصُّليعاء أَي شَهِدوا بِزُور وقال ابن الأَثير أَي الداهيةَ والأَمرَ الشديدَ أَو السَّوْءةَ الشنيعةَ البارزة المكشوفة قال المعتمر قال أَبي الصُّلَيْعاءُ الفخْرُ والصَّلْعاءُ في كلام العرب الداهيةُ والأَمر الشديد قال مُزَرِّدٌ أَخو الشمّاخ تَأَوُّهَ شَيْخٍ قاعِدٍ وعَجوزه حَرِيَّيْنِ بالصَّلْعاءِ أَو بالأَساوِدِ والأَصْلَعُ رأْس الذكر مُكَنًّى عنه وفي التهذيب الأُصَيْلِعُ الذكر كنى عنه ولم يُقَيِّدْ برأْسه والأَصْلَعُ حيّة دقيقة العنق مُدَحْرَجةُ الرأْس كأَنّ رأْسها بندقة ويقال الأُصيلع وأَراه على التشبيه بذلك وقال الأَزهري الأُصَيْلِعُ من الحيّاتِ العريضُ العُنُق كأَنّ رأْسه بندقة مدحرجة والصَّلَعُ والصُّلَّعُ الموضع الذي لا نَبْتَ فيه وقول لقمانَ بن عادٍ إِن أَرَ مَطْمَعي فَحِدَأٌ وُقَّعٌ وإِلاَّ أَرَ مَطمَعي فوَقَّاعٌ بِصُلَّعٍ قيل هو الحبْل الذي لا نبت عليه أَو الأَرض التي لا نبات عليها وأَصله من صَلَعِ الرأْس وهو انحِسارُ الشعَر عنه وفي الحديث يكون كذا وكذا ثم تكون جَبَرُوّةٌ صَلْعاءُ قال الصلعاءُ ههنا البارزةُ كالجبل الأَصْلَعِ البارزِ الأَمْلسِ البرّاقِ وقول أَبي ذؤيب فيه سِنانٌ كالمَنارةِ أَصْلَعُ أَي بَرَّاق أَمْلَسُ وقال آخر يَلوحُ بها المُذَلَّقُ مُذْ رماه خُروجَ النَّجْمِ من صَلَعِ الغِيامِ وفي الحديث ما جَرى اليَعْفورُ بصُلَّعٍ وفي الحديث أَن أَعرابيّاً سأَل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصُّلَيْعاء والقُرَيْعاء هي تصغير الصلعاء الأَرض التي لا تُنْبِتُ والصُّلَّعُ الحجر والصُّلاّعُ بالضم والتشديد الصُّفّاحُ العريضُ من الصخْر الواحدة صُلاّعةٌ والصُّلَّعةُ الصخرة الملساء وصَلَّع الرجلُ إِذا أَعْذَرَ وهو التَّصْلِيعُ والتصْلِيعُ والسُّلاحُ اسم كالتَّنْبيت والتَّمْتين وقد صَلَّع إِذا بَسَطه والصَّوْلَعُ السَّنانُ المَجْلُوُّ وصِلاعُ الشمسِ حرُّها وقد صَلَعَتْ تكبَّدَتْ وسَطَ السماء وانْصَلَعَت وتصَلَّعَت بدت في شدّة الحرّ ليس دونها شيء يسترها وخرجت من تحت الغَيمِ ويوم أَصلع شديد الحرّ وتصَلَّعتِ السماء تَصَلُّعاً إِذا انقطع غَيمُها وانجَرَدت والسماء جَرْداء إِذا لم يكن فيها غيم وصَيْلَعٌ موضع قال ابن بري ويقال صَلَّعَ الرجلُ إِذا أَحدَث ويقال للعِذْيَوْطِ إِذا أَحدَث عند الجماع صَلَّعَ

( صلفع ) الصَّلْفَعةُ الإِعْدامُ صَلْفَع الرجلُ أَفلَس وصَلْفَع عِلاوتَه ورأْسَه ضرَب عُنُقه والقاف فيهما أَيضاً منقولة وكذلك السَّلْفَعةُ بالسين والقاف وصَلْفَعَ رأْسَه حلقه

( صلقع ) الصَّلْقَعُ والصَّلْقَعةُ الإِعدام وقد صَلْقَعَ الرجلُ فهو مُصَلْقِعٌ عَدِيم مُعْدِم وصَلْقَعٌ إِتباع لِبَلْقَع وهو القَفْر ولا يُفْرد والصَّلَنْقَعُ الماضي الشديدُ ويقال رجل صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعٌ إِذا كا فقيراً معدماً قال ويجوز فيه السين وهو نعت يتبع البلقع لا يفرد وصَلْقَعَ عِلاوتَه بالفاء والقاف جميعاً أَي ضرب عنقه

( صلمع ) صَلْمَعَ الشيءَ قَلَعَه من أَصله صَلْمَعةً وصَلْمَعةُ بن قَلْمَعةَ كناية عمن لا يعرف ولا يُعْرَفُ أَوه قال مغلس بن لقيط أَصَلْمَعةُ بنَ قَلْمَعةَ بنِ فَقْعٍ لَهِنَّك لا أِبا لك تَزْدَرِيني ويقال للرجل الذي لا يُعرف هو ولا أَبوه صَلمعة بن قلمعة وهو هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيَّانُ بنُ بَيّانٍ وطامِرُ بنُ طامِر والضَّلالُ بنُ بُهْلُلَ وحكى ابن بري قال يقال تركته صَلمعة بن قَلْمعة إِذا أَخذت كل شيء عنده وصَلْمَعَ رأْسه حلقه كقَلْمَعه وصَلْمَعَ الشيءَ مَلَّسه وصَلمع الرجلُ أَفلس والصَّلْمَعةُ الإِفلاسُ مثل الصَّلْفَعةِ وهو ذَهابُ المال ورجل مُصَلْمِعٌ ومُصَلْفِعٌ مُفْقِعٌ مُدْقِعٌ وصَلْفَعَ رأْسَه وصَلْمَعه وضَلْفَعه وقَلْمَعَه وجَلْمَطه إِذا حلقه وقول عامر بن الطفيل يهجو قوماً سُودٌ صَناعِيةٌ إِذا ما أَوْرَدُوا صَدَرَتْ عَتُومُهُمُ ولَمَّا تُحْلَب صُلْعٌ صَلامِعةٌ كأَنَّ أُنُوفَهُم بَعْرٌ يُنَظِّمُه الولِيدُ بِمَلْعَبِ لا يَخْطُبونَ إِلى الكِرامِ بَناتِهم وتَشِيبُ أُمُّهُمُ ولَمَّا تُخْطَب صَناعِيةٌ الذين يَصْنعون المال ويُسَمِّنون فُصْلانهم ولا يَسقون أَلبانَ إِبلهم الأَضْيافَ صَلامِعةٌ دِقاقُ الرؤوس عَتومٌ ناقة غزيزة يؤخَّر حِلابُها إِلى آخر الليل

( صمع ) صَمِعَتْ أُذنه صَمَعاً وهي صَمْعاءُ صَغُرَت ولم تُطَرَّفْ وكان فيها اضْطِمارٌ ولُصوقٌ بالرأْس وقيل هو أَن تَلْصَقَ بالعِذارِ من أَصلها وهي قصيرة غير مُطَرَّفة وقيل هي التي ضاق صِماخُها وتَحدَّدَت رجل أَصْمَع وامرأَة صَمْعاءُ والصَّمِعُ الصغير الأُذن المليحها والصَّمْعاءُ من المَعز التي أُذنها كأُذن الظبي بين السَّكّاء والأَذْناءِ والأَصْمَعُ الصغير الأُذن والأُنثى صمعاءُ وقال الأَزهري الصمعاء الشاة اللطيفة الأُذن التي لَصِقَ أُذناها بالرأْس يقال عنز صمعاء وتيس أَصمع إِذا كانا صغيري الأُذن وفي حديث علي رضي الله عنه كأَني برجل أَصْعَلَ أَصْمَعَ حَمِشِ الساقَينِ يَهْدِمُ الكعبةَ الأَصْمَعُ الصغير الأُذنين من الناس وغيرهم وفي الحديث أَن ابن عباس كان لا يَرى بأْساً بأَن يُضَحَّى بالصَّمْعاءِ أَي الصغيرةِ الأُذنين وظبيٌ مُصَمَّعٌ أَصْمَعُ الأُذن قال طرفة لعَمْرِي لقد مَرَّتْ عَواطِسُ جَمّةٌ ومَرَّ قُبَيْلَ الصُّبْحِ ظَبْيٌ مُصَمَّعُ وظبي مُصَمَّعٌ مُؤَلَّلُ القَرْنينِ والأَصْمَعُ الظليم لصِغَرِ أُذنه ولُصوقِها برأْسه وأَما قول أَبي النجم في صفة الظَّلِيم إِذا لَوى الأَخْدَعَ من صَمْعائِه صاحَ به عشْرُونَ من رِعائِه يعني الرِّئالَ قالوا أَراد بصَمْعائِه سالِفَتَه وموضعَ الأُذن منه سميت صمعاء لأَنه لا أُذن للظليم وإِذا لَزِقَتِ الأُذن بالرأْس فصاحبها أَصْمَع والصَّمَعُ في الكُعوب لَطَافَتها واستِواؤها وامرأَة صمعاءُ الكعبين لطيفتمها مُسْتَوِيَتُهما وكعْبٌ أَصمَعُ لطيف مُحَدَّدٌ قال النابغة فَبَثَّهُنّ عليه واسْتَمَرّ به صُمْعُ الكُعوبِ بَرِيئَاتٌ مِنَ الحَرَدِ عَنى بها القَوائِمَ والمَفْصِل أَنها ضامرةٌ ليست بمنتفخةٍ ويقال للكِلاب صُمْعُ الكُعوب أَي صغار الكعوب قال الشاعر أَصْمَعُ الكَعْبَيْنِ مَهْضُومُ الحَشا سَرْطَمُ اللَّحْيَيْنِ مَعَّاجٌ تَئِقْ وقوائِمُ الثَّوْر الوَحْشِيّ تكون صُمْعَ الكُعوبِ ليس فيها نُتُوء ولا جَفاءٌ وقال امرؤ القيس وساقانِ كَعْباهُما أَصْمَعا نِ لَحْمُ حَماتَيْهِما مُنْبَتِرْ أَراد بالأَصمع الضامر الذي ليس بمنتفخ والحَماةُ عَضَةُ الساقِ والعرب تَسْتَحِبُّ انبِتارَها وتَزَيُّمَها أَي ضُمورَها واكْتِنازَها وقناةٌ صَمْعاءُ الكُعوبِ مُكْتَنِزة الجوْفِ صُلْبةٌ لطيفة العُقد وبَقْلةٌ صَمْعاءُ مُرْتَوية مكتنزة وبُهْمَى صَمْعاءُ غَضّةٌ لم تَتَشَقَّقْ قال رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جمِيعاً وبُسْرةً وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْها نِصالُها
( * قوله « رعت وآنفتها » هذا ما بالأصل وفي الصحاح رعى وآنفته بالتذكير ) آنَفَتْها أَوجَعَتْها آنُفَها بسَفاها ويروى حتى أَنْصَلَتها قال ابن الأَعرابي قالوا بُهْمَى صَمْعاءُ فبالغوا بها كما قالوا صِلَّيانٌ جَعْدٌ ونَصِيٌّ أَسْحَمُ قال وقيل الصَّمْعاء التي نبتت ثمرها في أَعلاها وقيل الصمعاء البُهمى إِذا ارتفعت قبل أَن تَتَفَقَّأَ وفي الحديث كإِبل أَكَلَتْ صَمْعاءَ هو من ذلك وقيل الصمعاء البقْلةُ التي ارْتَوَتْ واكْتَنَزَت قال الأَزهري البُهْمَى أَوّل ما يبدو منها البارِضُ فإِذا تحرّك قليلاً فهو جَمِيمٌ فإِذا ارتفع وتَمَّ قبل أَن يَتَفَقَّأَ فهو الصمْعاء يقال له ذلك لضُمورة والرِّيشُ الأَصْمَعُ اللطيفُ العَسِيبِ ويجمع صُمْعاناً ويقال تَصَمَّعَ رِشُ السَّهمِ إِذا رُمِيَ به رمية فتلطخ بالدم وانضمَّ والصُّمْعانُ ما رِيشَ به السهم من الظُّهارِ وهو أَفضل الرِّيش والمُتَصَمِّعُ المتلطخ بالدم فأَما قول أَبي ذؤيب فَرَمَى فأَنْفَذَ من نَحُوصٍ عائِطٍ سَهْماً فَخَرَّ ورِيشُه مُتَصَمِّعُ فالمُتَصَمِّعُ المضَمّ الريش من الدم من قولهم أُذن صمعاء وقيل هو المتلطخ بالدم وهو من ذلك لأَن الريش إِذا تلطخ بالدم انضم ويقال للسهم خرج مُتَصَمِّعاً إِذا ابْتَلَّتْ قُذَذُه من الدم وغيره فانْضَمَّت وصَمَعُ الفُؤادِ حِدَّتُه صَمِعَ صمَعاً وهو أَصمَعُ وقلب أَصمَعُ ذَكِيٌّ مُتَوَقِّدٌ فَطِنٌ وهو من ذلك وكذلك الرأْيُ الحازم على المَثَل كأَنه انضمّ وتجمّع والأَصمعانِ القلبُ الذَّكِيّ والرأْيُ العازم الأَصمعي الفُؤاد الأَصْمَعُ والرأْيُ الأَصْمَع العازِمُ الذكِيّ ورجل أَصمع القلب إِذا كان حادّ الفِطْنة والصَّمِعُ الحديدُ الفُؤادِ وعَزْمةٌ صَمْعاءُ أَي ماضيةٌ ورجل صَمِيعٌ بَيِّنُ الصَّمَعِ شُجاعٌ لأَن الشجاع يوصَفُ بتَجَمُّع القلب وانضمامه ورجل أَصْمَعُ القلب إِذا كان مُتَيَقِّظاً ذَكِيًّا وصَمَّعَ فلان على رأْيه إِذا صمم عليه والصَّوْمَعةُ من البناء سميت صَوْمَعةً لتلطيف أَعلاها والصومعة مَنارُ الراهِبِ قال سيبويه هو من الأَصْمَعِ يعني المحدَّدَ الطرَفِ المُنْضَمَّ وصَوْمَعَ بِناءَه عَلاَّه مشتق من ذلك مثَّل به سيبويه وفسّره السيرافي وصَوْمَعةُ الثريد جُثَّته وذِارْوَتُه وقد صَمَّعَه ويقال أَتانا بثريدة مُصَمَّعة إِذا دُقِّقَت وحُدِّد رأْسُها ورُفِعَت وكذلك صَعْنَبَها وتسمى الثريدة إِذا سُوِّيت كذلك صَوْمَعةً وصومعةُ النصارى فَوْعَلةٌ من هذا لأَنها دقيقة الرأْس ويقال للعُقابِ صَوْمَعةٌ لأَنها أَبداً مرتفعة على أَشرفِ مكان تَقْدِرُ عليه هكذا حكاه كراع منوناً ولم يقل صومعةَ العُقابِ والصَّوامِعُ البَرانِسُ عن أَبي عليٍّ ولم يذكر لها واحداً وأَنشد تَمَشَّى بها الثِّيرانُ تَرْدِي كأَنَّها دَهاقِينُ أَنباطٍ عليها الصَّوامِعُ قال وقيل العِيابُ وصَمَعَ الظَّبْيُ ذهبُ في الأَرضِ وروي عن المؤرّج أَنه قال الأَصمع الذي يترقى أَشرف موضع يكون والأَصْمَعُ السيْفُ القاطعُ ويقال صَمِعَ فلان في كلامه إِذا أَخْطأَ وصَمِعَ إِذا رَكِبَ رأْسَه فمضَى غيرَ مُكْتَرِثٍ والأَصْمَعُ السادِرُ قال الأَزهري وكلُّ ما جاء عن المؤرّج فهو مما لا يُعَرَّجُ عليه إِا أَن تصح الرواية عنه والتَّصَمُّع التَّلَطُّف وأَصْمَعُ قبيلة وقال الأَزهري قَعْطَرَه أَي صَرَعَه وصَمَعَه أَي صَرَعَه

( صملكع ) ابن بري الصَّمَلْكَعُ الذي في رأْسه حِدّةٌ قال مِرْداسٌ الدُّبَيْرِي قالَتْ ورَبِّ البيتِ إِنِّي أُحِبُّها وأَهْوَى ابنَها ذاكَ الخَلِيعَ الصَّمَلْكَعا

( صنع ) صَنَعَه يَصْنَعُه صُهْعاً فهو مَصْنوعٌ وصُنْعٌ عَمِلَه وقوله تعالى صُنْعَ اللهِ الذي أَتْقَنَ كُلَّ شيء قال أَبو إِسحق القراءة بالنصب ويجوز الرفع فمن نصب فعلى المصدر لأَن قوله تعالى وترى الجِبالَ تَحْسَبُها جامِدةً وهي تَمُرُّ مَرَّ السّحابِ دليل على الصَّنْعةِ كأَنه قال صَنَعَ اللهُ ذلك صُنْعاً ومن قرأَ صُنْعُ الله فعلى معنى ذلك صُنْعُ الله واصْطَنَعَه اتَّخَذه وقوله تعالى واصْطَنَعْتُك لنفسي تأْويله اخترتك لإِقامة حُجَّتي وجعلتك بيني وبين خَلْقِي حتى صِرْتَ في الخطاب عني والتبليغ بالمنزلة التي أَكون أَنا بها لو خاطبتهم واحتججت عليهم وقال الأَزهري أَي ربيتك لخاصة أَمري الذي أَردته في فرعون وجنوده وفي حديث آدم قال لموسى عليهما السلام أَنت كليم الله الذي اصْطَنَعَك لنفسه قال ابن الأَثير هذا تمثيل لما أَعطاه الله من منزلة التقْرِيبِ والتكريمِ والاصطِناع افتِعالٌ من الصنِيعة وهي العَطِيّةُ والكرامة والإِحسان وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تُوقِدُوا بليل ناراً ثم قال أَوْقِدوا واصْطَنِعُوا فإِنه لن يُدرِك قوم بعدكم مُدَّكم ولا صاعَكُم قوله اصطَنِعوا أَي اتَّخِذوا صَنِيعاً يعني طَعاماً تُنْفِقُونه في سبيل الله ويقال اططَنَعَ فلان خاتماً إِذا سأَل رجلاً أَن يَصْنَع له خاتماً وروى ابن عمر أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصطَنَعَ خاتماً من ذهب كان يجعل فَصَّه في باطن كَفِّه إِذا لبسه فصنَعَ الناسُ ثم إِنه رَمى به أَي أَمَر أَن يُصْنَعَ له كما تقول اكتَتَبَ أَي أَمَر أَن يُكْتَبَ له والطاءُ بدل من تاء الافتعال لأَجل الصاد واسْتَصْنَعَ الشيءَ دَعا إِلى صُنْعِه وقول أَبي ذؤَيب إِذا ذَكَرَت قَتْلى بَكَوساءَ أَشْعَلَتْ كَواهِيةِ الأَخْرات رَثّ صُنُوعُها قال بان سيده صُنوعُها جمع لا أَعرف له واحداً والصَّناعةُ حِرْفةُ الصانِع وعَمَلُه الصَّنْعةُ والصِّناعةُ ما تَسْتَصْنِعُ من أَمْرٍ ورجلٌ صَنَعُ اليدِ وصَنَاعُ اليدِ من قوم صَنَعَى الأَيْدِي وصُنُعٍ وصُنْع وأَما سيبويه فقال لا يُكَسَّر صَنَعٌ اسْتَغْنَوا عنه بالواو والنون ورجل صَنِيعُ اليدين وصِنْعُ اليدين بكسر الصاد أَي صانِعٌ حاذِقٌ وكذلك رجل صَنَعُ اليدين بالتحريك قال أَبو ذؤيب وعليهِما مَسْرُودتانِ قَضاهُما داودُ أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ هذه رواية الأَصمعي ويروى صَنَعَ السَّوابِغَ وصِنْعُ اليدِ من قوم صِنْعِي الأَيْدِي وأَصْناعِ الأَيْدِي وحكى سيبويه الصِّنْعَ مُفْرداً وامرأَة صَناعُ اليدِ أَي حاذِقةٌ ماهِرة بعمل اليدين وتُفْرَدُ في المرأَة من نسوة صُنُعِ الأَيدي وفي الصحاح وامرأَة صَناعُ اليدين ولا يفرد صَناعُ اليد في المذكر قال ابن بري والذي اختاره ثعلب رجل صَنَعُ اليد وامرأَة صَناعُ اليد فَيَجْعَلُ صَناعاً للمرأَة بمنزلة كَعابٍ ورَداحٍ وحَصانٍ وقال ابن شهاب الهذلي صَناعٌ بِإِشْفاها حَصانٌ بِفَرْجِها جوادٌ بقُوتِ البَطْنِ والعِرْقُ زاخِرُ وجَمْعُ صَنَع عند سيبويه صَنَعُون لا غير وكذلك صِنْعٌ يقال رجال صِنْعُو اليد وجمعُ صَناعٍ صُنُعٌ وقال ابن درستويه صَنَعٌ مصدرٌ وُصِفَ به مثل دَنَفٍ وقَمَنٍ والأَصل فيه عنده الكسر صَنِعٌ ليكون بمنزلة دَنِفٍ وقَمِنٍ وحكي أَنَّ فِعله صَنِع يَصْنَعُ صَنَعاً مثل بَطِرَ بَطَراً وحكى غيره أَنه يقال رجل صَنِيعٌ وامرأَة صنِيعةٌ بمعنى صَناع وأَنشد لحميد بن ثور أَطافَتْ به النِّسْوانُ بَيْنَ صَنِيعةٍ وبَيْنَ التي جاءتْ لِكَيْما تَعَلَّما وهذا يدل أَنَّ اسم الفاعل من صَنَعَ يَصْنَعُ صَنِيعٌ لا صَنِعٌ لأَنه لم يُسْمَعْ صَنِعٌ هذا جميعُه كلا ابن بري وفي المثل لا تَعْدَمُ صَناعٌ ثَلَّةً الثَّلَّةُ الصوف والشعر والوَبَر وورد في الحديث الأَمةُ غيرُ الصَّناعِ قال ابن جني قولهم رجل صَنَع اليدِ وامرأَة صَناعُ اليدِ دليل على مشابهة حرف المدّ قبل الطرَف لتاء التأْنيث فأَغنت الأَلفُ قبل الطرَف مَغْنَى التاء التي كانت تجب في صنَعة لو جاء على حكم نظيره نحو حسَن وحسَنة قال ابن السكيت امرأَة صَناعٌ إِذا كانت رقِيقةَ اليدين تُسَوِّي الأَشافي وتَخْرِزُ الدِّلاء وتَفْرِيها وامرأَة صَناعٌ حاذقةٌ بالعمل ورجل صَنَعٌ إِذا أُفْرِدَتْ فهي مفتوحة محركة ورجل صِنْعُ اليدِ وصِنْعُ اليدين مكسور الصاد إِذا أُضيفت قال الشاعر صِنْعُ اليَدَيْنِ بحيثُ يُكْوَى الأَصْيَدُ وقال آخر أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا وفي حديث عمر حين جُرِحَ قال لابن عباس انظر مَن قَتَلَني فقال غلامُ المُغِيرةِ بنِ شُعْبةَ قال الصَّنَعُ ؟ قال نعم يقال رجل صَنَعٌ وامرأَة صَناع إِذا كان لهما صَنْعة يَعْمَلانِها بأَيديهما ويَكْسِبانِ بها ويقال امرأَتانِ صَناعانِ في التثنية قال رؤبة إِمّا تَرَيْ دَهْرِي حَناني حَفْضا أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا ونسوة صُنُعٌ مثل قَذالٍ وقُذُلٍ قال الإِيادي وسمعت شمراً يقول رجل صَنْعٌ وقَومٌ صَنْعُونَ بسكون النون ورجل صَنَعُ اللسانِ ولِسانٌ صَنَعٌ يقال ذلك للشاعر ولكل بيِّن
( * قوله « بين » في القاموس وشرحه يقال ذلك للشاعر الفصيح ولكل بليغ بين ) وهو على المثل قال حسان بن ثابت أَهدَى لَهُم مِدَحي قَلْبٌ يُؤازِرُه فيما أَراد لِسانٌ حائِكٌ صَنَعُ وقال الراجز في صفة المرأَة وهْيَ صناعٌ باللِّسان واليَدِ وأَصنَعَ الرجلُ إِذا أَعانَ أَخْرَقَ والمَصْنَعةُ الدَّعْوةُ يَتَّخِذُها الرجلُ ويَدْعُو إِخوانه إِليها قال الراعي ومَصْنَعة هُنَيْدَ أَعَنْت فيها قال الأَصمعي يعني مَدْعاةً وصَنْعةُ الفرَسِ حُسْنُ القِيامِ عليه وصَنَعَ الفَرَسَ يَصْنَعُه صَنْعاً وصَنْعةً وهو فرس صنِيعٌ قام عليه وفرس صنِيعٌ للأُنثى بغير هاء وأرى اللحياني خص به الأُنثى من الخيل وقال عدي بن زيد فَنَقَلْنا صَنْعَه حتى شَتا ناعِمَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ وقوله تعالى ولِتُصْنَعَ على عَيْني قيل معناه لِتُغَذَّى قال الأَزهري معناه لتُرَبَّى بِمَرْأَى مِنّي يقال صَنَعَ فلان جاريته إِذا رَبّاها وصَنَع فرسه إِذا قام بِعَلَفِه وتَسْمِينه وقال الليث صَنع فرسه بالتخفيف وصَنَّعَ جاريته بالتشديد لأَن تصنيع الجارية لا يكون إِلا بأَشياء كثيرة وعلاج قال الأَزهري وغير الليث يُجِيز صنع جاريته بالخفيف ومنه قوله ولتصنع على عيني وتَصَنَّعَتِ المرأَة إِذا صَنَعَتْ نَفْسها وقومٌ صَناعيةٌ أَي يَصْنَعُون المال ويُسَمِّنونه قال عامر بن الطفيل سُودٌ صَناعِيةٌ إِذا ما أَوْرَدُوا صَدَرَتْ عَتُومُهُمُ ولَمَّا تُحْلَب الأَزهري صَناعِيةٌ يصنعون المال ويُسَمِّنُون فُصْلانهم ولا يَسْقُون أَلبان إِبلهم الأَضياف وقد ذكرت الأَبيات كلها في ترجمة صلمع وفرَسٌ مُصانِعٌ وهو الذي لا يُعْطِيك جميع ما عنده من السير له صَوْنٌ يَصُونه فهو يُصانِعُكَ ببَذْله سَيْرَه والصنِيعُ الثَّوْبُ الجَيِّدُ النقي وقول نافع بن لقيط الفقعسي أَنشده ابن الأَعرابي مُرُطٌ القِذاذِ فَلَيْسَ فيه مَصْنَعٌ لا الرِّيشُ يَنفَعُه ولا التَّعْقِيبُ فسّره فقال مَصْنَعٌ أَي ما فيه مُسْتَمْلَحٌ والتَّصَنُّعُ تكَلُّفُ الصَّلاحِ وليس به والتَّصَنُّعُ تَكَلُّفُ حُسْنِ السَّمْتِ وإِظْهارُه والتَّزَيُّنُ به والباطنُ مدخولٌ والصِّنْعُ الحَوْضُ وقيل شِبْهُ الصِّهْرِيجِ يُتَّخَذُ للماء وقيل خشبة يُحْبَسُ بها الماء وتُمْسِكُه حيناً والجمع من كل ذلك أَصناعٌ والصَّنَّاعةُ كالصِّنْع التي هي الخشبَة والمَصْنَعةُ والمَصْنُعةُ كالصِّنْعِ الذي هو الحَوْض أَو شبه الصِّهْرِيجِ يُجْمَعُ فيه ماءُ المطر والمَصانِعُ أَيضاً ما يَصْنَعُه الناسُ من الآبار والأَبْنِيةِ وغيرها قال لبيد بَلِينا وما تَبْلى النُّجومُ الطَّوالِعُ وتَبْقى الدِّيارُ بَعْدَنا والمَصانِعُ قال الأَزهري ويقال للقُصور أَيضاً مَصانعُ وأَما قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّواتِي في المَصانِيعِ لا يَنِينَ اطِّلاعا فقد يجوز أَن يُعْنى بها جميع مَصْنعةٍ وزاد الياء للضرورة كما قال نَفْيَ الدّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ وقد يجوز أَن يكون جمع مَصْنُوعٍ ومَصْنوعةٍ كَمَشْؤومٍ ومَشائِيم ومَكْسُور ومكاسِير وفي التنزيل وتَتَّخِذون مصانِعَ لعلكم تَخْلُدُون المَصانِعُ في قول بعض المفسرين الأَبنية وقيل هي أَحباسٌ تتخذ للماء واحدها مَصْنَعةٌ ومَصْنَعٌ وقيل هي ما أُخذ للماء قال الأَزهري سمعت العرب تسمي أَحباسَ الماءِ الأَصْناعَ والصُّنوعَ واحدها صِنْعٌ وروى أَبو عبيد عن أَبي عمرو قال الحِبْسُ مثل المَصْنَعةِ والزَّلَفُ المَصانِعُ قال الأَصمعي وهي مَساكاتٌ لماءِ السماء يَحْتَفِرُها الناسُ فيَمْلَؤُها ماءُ السماء يشربونها وقال الأَصمعي العرب تُسَمِّي القُرى مَصانِعَ واحدتها مَصْنَعة قال ابن مقبل أَصْواتُ نِسوانِ أَنْباطٍ بِمَصْنَعةٍ بجَّدْنَ لِلنَّوْحِ واجْتَبْنَ التَّبابِينا والمَصْنعةُ والمَصانِعُ الحُصون قال ابن بري شاهده قول البعيث بَنى زِيادٌ لذِكر الله مَصْنَعةً مِنَ الحجارةِ لم تُرْفَعْ مِنَ الطِّينِ وفي الحديث مَنْ بَلَغَ الصِّنْعَ بِسَهْمٍ الصِّنْعُ بالكسر المَوْضِعُ يُتَّخَذُ للماء وجمعه أَصْناعٌ وقيل أَراد بالصِّنْع ههنا الحِصْنَ والمَصانِعُ مواضِعُ تُعْزَلُ للنحل مُنْتَبِذةً عن البيوت واحدتها مَصْنَعةٌ حكاه أَبو حنيفة والصُّنْعُ الرِّزْق والصُّنْعُ بالضم مصدر قولك صَنَعَ إِليه معروفاً تقول صَنَعَ إِليه عُرْفاً صُنْعاً واصْطَنَعه كلاهما قَدَّمه وصَنَع به صَنِيعاً قَبيحاً أَي فَعَلَ والصَّنِيعةُ ما اصْطُنِعَ من خير والصَّنِيعةُ ما أَعْطَيْتَه وأَسْدَيْتَه من معروف أَو يد إِلى إِنسان تَصْطَنِعُه بها وجمعها الصَّنائِعُ قال الشاعر إِنَّ الصَّنِيعةَ لا تَكونُ صَنِيعةً حتى يُصابَ بِها طَرِيقُ المَصْنَعِ واصْطَنَعْتُ عند فلان صَنِيعةً وفلان صَنيعةُ فلان وصَنِيعُ فلات إِذا اصْطَنَعَه وأَدَّبَه وخَرَّجَه ورَبَّاه وصانَعَه داراه ولَيَّنَه وداهَنَه وفي حديث جابر كالبَعِيرِ المَخْشُوشِ الذي يُصانِعُ قائدَهُ أَي يداريه والمُصانَعةُ أَن تَصْنَعَ له شيئاً ليَصْنَعَ لك شيئاً آخر وهي مُفاعَلةٌ من الصُّنْعِ وصانِعَ الوالي رَشاه والمُصانَعةُ الرَّشْوةُ وفي لمثل من صانَعَ بالمال لم يَحْتَشِمْ مِنْ طَلَب الحاجةِ وصانَعَه عن الشيء خادَعه عنه ويقال صانَعْتُ فلاناً أَي رافَقْتُه والصِّنْعُ السُّودُ
( * قوله « والصنع السود » كذا بالأصل وعبارة القاموس مع شرحه والصنع بالكسر السفود هكذا في سائر النسخ ومثله في العباب والتكملة ووقع في اللسان والصنع السود ثم قال فليتأمل في العبارتين ) قال المرّارُ يصف الإِبل وجاءَتْ ورُكْبانُها كالشُّرُوب وسائِقُها مِثْلُ صِنْعِ الشِّواء يعني سُودَ الأَلوان وقيل الصِّنْعُ الشِّواءُ نَفْسُه عن ابن الأَعرابي وكلُّ ما صُنِعَ فيه فهو صِنْعٌ مثل السفرة أَو غيرها وسيف صَنِيعٌ مُجَرَّبٌ مَجْلُوٌّ قال عبد الرحمن بن الحكم بن أَبي العاصي يمدح معاوية أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطُوعُ بِأَبْيَضَ مِنْ أُميّة مَضْرَحِيٍّ كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ وسهم صَنِيعٌ كذلك والجمع صُنُعٌ قال صخر الغيّ وارْمُوهُمُ بالصُّنُعِ المَحْشُورَهْ وصَنْعاءُ ممدودة ببلدة وقيل هي قَصَبةُ اليمن فأَما قوله لا بُدَّ مِنْ صَنْعا وإِنْ طالَ السَّفَرْ فإِنما قَصَرَ للضرورة والإِضافة إِليه صَنْعائي على غير قياس كما قالوا في النسبة إِلى حَرّانَ حَرْنانيٌّ وإِلى مانا وعانا مَنَّانِيّ وعَنَّانِيٌّ والنون فيه بدل من الهمزة في صَنْعاء حكاه سيبويه قال ابن جني ومن حُذَّاقِ أَصحابنا من يذهب إِلى أَنَّ النون في صنعانيّ إِنما هي بدَل من الواو التي تبدل من همزة التأْنيث في النسب وأَن الأَصل صَنْعاوِيّ وأَن النون هناك بدل من هذه الواو كما أَبدلت الواو من النون في قولك من وَّافِدِ وإن وَّقَفْتَ وقفتُ ونحو ذلك قال وكيف تصرّفتِ الحالُ فالنون بدل من بدل من الهمزة قال وإِنما ذهب من ذهب إِلى هذا لأَنه لم ير النون أُبْدِلَتْ من الهمزة في غير هذا قال وكان يحتج في قولهم إِن نون فَعْلانَ بدل من همزة فَعْلاء فيقول ليس غرضهم هنا البدل الذي هو نحو قولهم في ذِئْبٍ ذيب وفي جُؤْنةٍ وإِنما يريدون أَن النون تُعاقِبُ في هذا الموضع الهمزة كما تعاقب امُ المعرفة التنوينَ أَي لا تجتمع معه فلما لم تجامعه قيل إِنها بدل منه وكذلك النون والهمزة والأَصْناعُ موضع قال عمرو بن قَمِيئَة وضَعَتْ لَدَى الأَصْناعِ ضاحِيةً فَهْيَ السّيوبُ وحُطَّتِ العِجَلُ وقولهم ما صَنَعْتَ وأَباك ؟ تقديره مَعَ أَبيك لأَن مع والواو جميعاً لما كانا للاشتراك والمصاحبة أُقيم أَحدهما مُقامَ الآخَر وإِنما نصب لقبح العطف على المضمر المرفوع من غير توكيد فإِن وكدته رفعت وقلت ما صنعت أَنت وأَبوك ؟ واما الذي في حديث سعد لو أَنّ لأَحدكم وادِيَ مالٍ مرّ على سبعة أَسهم صُنُعٍ لَكَلَّفَتْه نفْسُه أَن ينزل فيأْخذها قال ابن الأَثير كذا قال صُنُع قاله الحربي وأَظنه صِيغةً أَي مستوية من عمل رجل واحد وفي الحديث إِذا لم تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ ما شئتَ قال جرير معناه أَن يريد الرجل أَن يَعْمَلَ الخيرَ فَيَدَعَه حَياء من الناس كأَنه يخاف مذهب الرياء يقول فلا يَمْنَعَنك الحَياءُ من المُضِيّ لما أَردت قال أَبو عبيد والذي ذهب إِليه جرير معنى صحيح في مذهبه ولكن الحديث لا تدل سِياقتُه ولا لفظه على هذا التفسير قال ووجهه عندي أَنه أَراد بقوله إِذا لم تَسْتَحْي فاصنع ما شئت إِنما هو من لم يَسْتَحِ صَنَعَ ما شاء على جهة الذمّ لترك الحياء ولم يرد بقوله فاصنع ما شئت أَن يأْمرع بذلك أَمراً ولكنه أَمرٌ معناه الخبر كقوله صلى الله عليه وسلم من كذب عليّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه من النار والذي يراد من الحديث أَنه حَثَّ على الحياء وأَمرَ به وعابَ تَرْكَه وقيل هو على الوعيد والتهديد اصنع ما شئت فإِن الله مجازيك وكقوله تعالى اعملوا ما شئتم وذكر ذلك كله مستوفى في موضعه وأَنشد إِذا لَمْ تَخْشَ عاقِبةَ اللّيالي ولمْ تَسْتَحْي فاصْنَعْ ما تشاءُ وهو كقوله تعالى فمن شاء فَلْيُؤْمِنْ ومن شاء فَلْيَكْفُرْ وقال ابن الأَثير في ترجمة ضيع وفي الحديث تُعِينُ ضائِعاً أَي ذا ضياعٍ من قَفْر أَو عِيالٍ أَو حال قَصَّر عن القيام بها قال ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون وقيل إِنه هو الصواب وقيل هو في حديث بالمهملة وفي آخر بالمعجمة قال وكلاهما صواب في المعنى

( صنبع ) الأَزهري تقول رأَيتُه يُصَنْبِعُ لُؤْماً وصُنَيْبِعاتٌ مَوْضِعٌ سمي بهذه الجماعة أَبو عمرو الصُّنْبُعةُ الناقةُ الصُّلْبة

( صنتع ) الصُّنْتُع الشابُّ الشديد وحِمار صُنْتُعٌ صُلْبُ الرأْس ناتِئُ الحاجِبَيْنِ عَرِيضُ الجبهة وظَلِيمٌ صُنْتُعٌ صُلْب الرأْس قال الطرماح بن حكيم صُنْتُعُ لحاجِبَيْنِ خَرَّطَه البَقْ لُ بَدِيًّا قَبْلَ اسْتِكاكِ الرِّياضِ قل وهو فُنْعُلٌ من الصَّتَعِ وقال ابن بري الصُّنْتُعُ في البيت من صفة عَيْرٍ تَقَدَّم ذكره في بيت قبله وهو مِثْل عَيْرِ الفَلاة شاخَس فاهُ طُولُ شِرْسِ اللّطَى وطُولُ العَضاضِ ويقال للحمار الوَحْشِيّ صُنْتُعٌ وفرس صُنْتُعٌ قَويّ شديد الخَلْقِ نَشِيطٌ عن الحامض وأَنشد ابن الأَعرابي ناهَبْتُها القَوْمَ على صُنْتُعٍ أَجْرَدَ كالقِدْحِ منَ السَّاسَمِ وقال أَبو دوادٍ فَلَقَدْ أَغْتَدي يُدافِعُ رَأْي صُنْتُعُ الخَلْقِ أَيِّدُ القَصَراتِ والصُّنْتُعُ عند أَهل اليمن الذِّئْبُ عن كراع

( صوع ) صاعَ الشُّجاعُ أَقْرانَه والراعي ماشيته يَصُوعُ جاءهم من نَواحِيهِمْ وفي بعض العبارة حازَهُم من نَواحيهم حكى ذلك الأَزهري عن الليث وقال غَلِط الليث فيما فسّر ومعْنَى الكَمِيُّ يَصُوعُ أَقْرانَه أَي يَحْمِلُ عليهم فَيُفَرِّق جمعهم قال وكذلك الرّاعي يَصُوعُ إِبله إِذا فَرَّقَها في المَرْعَى قال والتيْسُ إِذا أُرْسِلَ في الشاءِ صاعَها إِذا أَراد سفادها أَي فَرَّقَها والرجلُ يَصُوعُ الإِبل والتيْسُ يصوعُ المَعَزَ وصاعَ الغَنَمَ يَصُوعُها صَوْعاً فرّقها قال أَوْسُ بن حَجَر يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَرِيمُ قال ابن بري البيت للمعلى بن جمال العبدي وصَوَّعَها فَتَصَوَّعَتْ كذلك وعمّ به بعضهم فقال صاعَ الشيءَ يَصُوعُه صَوْعاً فانْصاعَ وصَوَّعَه فَرَّقه والتَّصَوُّعُ التفرّق قال ذو الرمة عَسَفْتُ اعْتِسافاً دُونَها كُلّ مَجْهَل تَظَلُّ بِها الآجالُ عَنِّي تَصَوَّعُ وتَصَوَّعَ القومُ تَصَوُّعاً تَفَرَّقُوا وتَصَوَّعَ الشعر تَفَرَّقَ وصاعَ القومُ حَمَل بعضُهم على بعض كلاهما عن اللحياني وصاعَ الشيءَ صَوْعاً ثَناه ولواه وانْصاعَ القومُ ذَهَبُوا سِراعاً وانْصاعَ أَي انْفَتَلَ راجعاً ومَرَّ مُسْرِعاً والمُنْصاعُ المُعَرّدُ والناكِصُ قال ذو الرمة فانْصاعَ جامِبهُ الوَحْشِيُّ وانْكَدَرَتْ يَلْحَبْنَ لا يَأْتَلي المَطْلُوبُ والطَّلَبُ وفي حديث الأَعرابي فانْصاعَ مُدْبراً أَي ذَهَبَ سَرِيعاً وقول رؤبة فَظَلَّ يَكْسوها النَّجاءَ الأَصيْعا
( * قوله « النجاء » كذا بالأصل وسيأتي في صنع يكسوها الغبار )
عاقَبَ بالياء والأَصل الواو ويروى الأَصْوعا قال الأَزهري لو ردّ إِلى الواو لقال الأَصْوعا وصَوَّعَ موضِعاً للقُطن هَيّأَه لنَدْفِه والصاعةُ اسم موضع ذلك قال ابن شميل ربما اتُّخِذَت صاعةٌ من أَدِيمٍ كالنِّطع لنَدْف القطن أَو الصوف عليه وقال الليث إِذا هَيَّأَتِ المرأَةُ لندف القطن موضعاً يقال صَوَّعَتْ موضعاً والصاعةُ البقعة الجَرْداءُ ليس فيها شيء قال والصاحةُ يَكْسَحُها الغلامُ ويُنَحِّي حجارتها ويَكْرُو فيها بكُرَته فتلك البقعة هي الصاعةُ وبعضهم يقول الصاعُ والصاعُ المطمئنُّ من الأَرض كالحُفْرة وقيل مطمئنّ مُنْهَبِط من حروفه المُطِيفةِ به قال المسيِّب بن علس مَرِحَتْ يَداها للنَّجاءِ كأَنَّما تَكْرُو بِكَفَّيْ لاعِبٍ في صاعِ والصاعُ مِكيالٌ لأَهل المدينة يأُخذ أَربعة أَمدادٍ يذكر ويؤنث فمن أَنت قال ثلاث أَصْوُعٍ مثل ثلاث أَدْوُرٍ ومن ذكَّره قال أَصْواع مثل أَثواب وقيل جمعه أَصْوُعٌ وإِن شئت أَبْدلتَ من الواو المضمومة همزة وأَصْواعٌ وصِيعانٌ والصُّواعُ كالصاع وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بالصاعِ ويتوضَّأُ بالمُدّ وصاعُ النبيّ صلى الله عليه وسلم الذي بالمدينة أَربعةُ أَمدادٍ بمُدِّهم المعروفِ عندهم قال وهو يأْخذ من الحَبّ قَدْرَ ثُلُثَيْ مَنّ بَلدنا وأَهلُ الكوفة يقولون عِيارُ الصاعِ عندهم أَربعة أَمْناءٍ والمُدُّ رُبْعُه وصاعُهم هذا هو القَفِيزُ الحجازي ولا يعرفه أَهل المدينة قال ابن الأَثير والمُدُّ مُخْتَلَف فيه فقيل هو رِطْل وثلث بالعِراقيّ وبه يقول الشافعي وفقهاء الحجاز فيكون الصاع خمسة أَرْطال وثلثاً على رأْيهم وقيل هو رطلان وبه أَخذ أَبو حنيفة وفقهاء العراق فيكون الصاع ثمانية أَرطال على رأْيهم وفي أَمالي ابن بري أَوْدَى ابن عِمْرانَ يَزِيد بالوَرِقْ فاكْتَلْ أُصَيّاعَكَ منه وانطَلقْ وفي الحديث أَنه أَعْطى عَطِيّةَ بن مالك صاعاً من سحَرّةِ الوادي أَي موضعاً يُبْذَرُ فيه صاعٌ كما يقال أَعطاه جَرِيباً من الأَرض أَي مَبْذَرَ جَرِيبٍ وقيل الصاع المطمئن من الأَرض والصُّواعُ والصِّواعُ والصَّوْعُ والصُّوعُ كله إِناء يشرب فيه مذكر وفي التنزيل قالوا نَفْقِدُ صُواعَ الملِك قال هو الإِناء الذي كان الملك يشرب منه وقال سعيد بن جبير في قوله صُواعَ الملك قال هو المَكُّوكُ الفارسي الذي يلتقي طرَفاه وقال الحسن الصُّواعُ والسِّقايةُ شيء واحد وقد قيل إِنه كان من وَرِق فكان يُكالُ به وربما شربوا به وأَما قوله تعالى ثم استخرجها من وِعاء أَخيه فإِنّ الضمير رجع إِلى السِّقاية من قوله جعل السقاية في رَحْل أَخيه وقال الزجاج هو يذكر ويؤنث وقرأَ بعضهم صَوْعَ الملِك ويقرأُ صوْغَ الملِك كأَنه مصدر وُضِع مَوضِع مفعول أَي مَصُوغَه وقرأَ أَبو هريرة صاع الملِك قال الزجاج جاء في التفسير أَنه كان إِناءً مستطيلاً يشبه المكُّوكَ كان يشرَب الملِك به وهو السقاية قال وقيل إِنه كان مصوغاً من فضة مُمَوَّهاً بالذهب وقيل إِنه كان يشبه الطاسَ وقيل إِنه كان مِنْ مِسْ
( * قوله « من مس » في شرح القاموس والمس بالكسر النحاس قال ابن دريد لا أدري أعربي هو أم لا قلت هي فارسية والسين مخففة )
وصَوَّعَ الطائرُ رأْسه حركه وصَوَّعَ الفرسُ جَمَحَ برأْسه وفي حديث سلمان كان إِذا أَصابَ الشاةَ من المَغْنَمِ في دار الحرب عَمَدَ إِلى جلدها فجعَل منه جِراباً وإِلى شعرها فجعل منه حبْلاً فينظر رجلاً صَوَّعَ به فرسُه فيُعْطِيه أَي جَمَحَ برأْسه وامتنع على صاحبه وتَصَوَّعَ الشعرُ تَقَبَّضَ وتشقّق وتصوّع البقلُ تَصَوُّعاً وتَصَيَّعَ تَصَيُّعاً هاجَ كتَصَوَّحَ وصَوَّعَتْه الريحُ صَيَّرَتْه هَيْجاً كصَوَّحَتْه قال ذو الرمة وصَوَّعَ البَقْلَ نَأْآجٌ نَجِيءُ به هَيْفٌ يَمانِيةٌ في مَرِّها نَكَبُ ويروى وصَوَّحَ بالحاء

( صيع ) صِعْتُ الغنم وأَصَعْتُها أَصُوعُها وأَصِيعُها فرَّقْتُها وصُعْتُ القومَ حملت على بعض وكذلك صِعْتُهم وتَصَيَّعَ البقلُ تَصَيُّعاً وتَصَوَّعَ تَصَوُّعاً هاجَ وتَصَيَّعَ الماءُ اضطَرَبَ على وجه الأَرض والسين أَعلى قال رؤبة فانصاعَ يَكْسُوها الغُبارَ الأَصْيَعا

( ضبع ) الضَّبْعُ بسكون الباء وسَطُ العَضُدِ بلحمه يكون للإِنسان وغيره والجمع أَضْباعٌ مثلُ فَرْخٍ وأَفْراخٍ وقيل العَضُدُ كلُّها وقيل الإِبْطُ وقال الجوهري يقال للإِبْط
( * قوله « يقال للابط إلخ » قال شارح القاموس لم أجده للجوهري في الصحاح اه والامر كما قال وإنما هي عبارة ابن الاثير في نهايته حرفاً حرفاً ) الضَّبْعُ لمُجاوَرةِ وقيل ما بين الإِبط إِلى نصف العضد من أَعلاه تقول أَخَذ بضَبْعَيْه أَي بعَضُدَيْه وفي الحديث أَنه مَرَّ في حَجِّه على امرأَة معها ابن صغير فأَخَذَتْ بضَبْعَيْه وقالت أَلِهذا حَجٌّ ؟ فقال نعم ولك أَجر والمَضْبَعةُ اللحمة التي تحتَ الإِبط من قُدُمٍ واضْطَبَعَ الشيءَ أَدخَله تحت ضَبْعَيْه ولاضطِباعُ الذي يُؤْمَر به الطائفُ بالبيت أَن تُدْخِلَ الرِّداءَ من تحت إِبْطِك الأَيمَنِ وتُغَطِّيَ به الأَيسر كالرجل يريد أَن يُعالِجَ أَمْراً فيتهيأَ له يقال قد اضْطَبَعْتُ بثوبي وهو مأْخوذ من الضَّبْع وهو العَضُدُ ومنه الحديث إِنه طافَ مُضْطَبِعاً وعليه بُرْد أَخضر قال ابن الأَثير هو أَن يأْخذ الإِزارَ أَو البرد فيجعل وسطه تحت إِبطه الأَيمن ويُلْقِيَ طَرَفَيْهِ على كتفه اليسرى من جهتي صدره وظهره وسمي بذلك لإِبْداءِ الضبْعَيْنِ وهو التأَبط أَيضاً عن الأَصمعي وضَبَعَ البعيرُ البعيرَ إِذا أَخذ بضبْعيه فصَرَعَه وضَبَعَ الفرسُ يَضْبَعُ ضَبْعاً لَوى حافِرَه إِلى ضَبْعِه قال الأَصمعي إِذا لَوى الفرسُ حافِرَه إِلى عضُده فذلك الضبْعُ فإِذا هَوى بحافره إِلى وَحْشِيَّة فذلك الخِنافُ قال لأَصمعي مرت النّجائِبُ ضَوابِعَ وضَبْعُها أَن تَهْوِي بِأَخْفافِها إِلى العَضُدِ إِذا سارَتْ والضَّبْعُ والضِّباعُ رفعُ اليدين في الدعاء وضَبَعَ يَضْبَعُ على فلان ضَبْعاً إِذا مدَّ ضَبْعَيْه فَدَعا وضَبَعَ يده إِليه بالسيف يَضْبَعُها مدّها به قال رؤْبة وما تَني أَيْدٍ عَلَيْنا تَضْبَعُ بما أَصَبْناها وأُخْرَى تَطْمَعُ معناه تَمُدُّ أَضْباعَها بالدعاء علينا وضضبَعَتِ الخيلُ والإِبل تَضْبَعُ ضَبْعاً إِذا مدّت أَضْباعَها في سيرها وهي أَعْضادُها والناقةُ ضابِعٌ وضَبَعتِ الناقةُ تَضْبَعُ ضَبْعاً وضُبُوعاً وضَبَعاناً وضَبَّعَتْ تَضْبيعاً مدّتْ ضَبْعَيها في سيرها واهتزت وضَبَعَتْ أَيضاً أَسْرَعَتْ وفرس ضابِعٌ شديدُ الجَرْيِ وجمعه ضَوابِعُ وضَبَعَتِ الخيلُ كََضَبَحَتْ وضَبَعْتُ الرجلَ مَدَدْتُ إِليه ضَبْعِي للضَّرْبِ وضَبَعَ القومُ للصُّلْحِ ضَبْعاً مالُوا إِليه وأَرادوه يقال ضابَعْناهم بالسُّيوفِ أَي مَدَدْنا أَيْدِيَنا إِليهم بالسُّيوفِ ومَدُّوها إِلينا وهذا القول من نوادر أَبي عمرو قل عمرو بن شاس نَذُودُ المُلُوكَ عَنْكُمُ وتَذُودُنا ولا صُلْحَ حَتَّى تَضْبَعُونا ونَضْبَعا نَذُودُ المُلُوكَ عَنْكُمُ وتَذُودُنا إِلى المَوْتِ حتى تَضْبَعُوا ثُمَّ نَضْبَعا أَي تمدّون أَضباعكم إِلينا بالسيوف ونَمُدّ أَضْباعنا إِليكم وقال أَبو عمرو أَي تَضْبَعُون للصلح والمُصافَحة وضَبَعُوا لنا من الشيء ومن الطريق وغيره يَضْبَعُونَ ضَبْعاً أَسْهَموا لنا فيه وجعلوا لنا قسماً كما تقول ذَرَعُوا لنا طريقاً والضَّبْعُ الجَوْرُ وفلان يَضْبَعُ أَي يجور والضَّبَعُ بالتحريك والضَّبَعةُ شِدّة شَهْوة الفحلِ الناقةَ وضَبِعَتِ الناقةُ بالكسر تَضْبَعُ ضَبْعاً وضَبَعةً وضَبَعَتْ وأَضْبَعَتْ بالأَلف واسْتَضْبَعَتْ وهي مُضْبِعةٌ اشْتَهَتِ الفَحْلَ والجمع ضِباعَى وضَباعى وقد اسْتُعْمِلَت الضَّبَعةُ في النِّساءِ قال ابن الأَعرابي قيل لأَعرابي أَبامْرأَتِك حَمْلٌ ؟ قال ما يُدْرِيني والله ما لَها ذَنَب فَتَشُول به ولا آتيها إِلاَّ على ضَبَعَةٍ والضَّبُعُ والضَّبْعُ ضَرْبٌ من السِّباعِ إُنثى والجمع أَضْبُعٌ وضِباعٌ وضُبُعٌ وضُبْعٌ وضَبُعاتٌ ومَضْبَعةٌ قال جرير مِثْل الوِجَار أَوَتْ إِلَيْهِ الأَضْبُعُ والضِّبْعانةُ الضَّبُع والذكر ضِبْعانٌ وفي قصة إِبراهيم عليه السلام وشفاعته في أَبيه فَيَمْسَخُه الله ضِبْعاناً أَمْدَر الضِّبْعانُ ذكر الضِّباع لا يكون بالنون والأَلف إِلا للمذكر قال ابن بري وأَما ضِبْعانةٌ فليس بمعروف والجمع ضِبْعاناتٌ وضَباعِينُ وضِباعٌ وهذا الجمع للذكر والأُنثى مثل سَبُعٍ وسِباعٍ وقال وبُهْلُولٌ وشِيعَتُه تَرَكْنا لِضِبْعاناتِ مَعْقُلةٍ مَنابا جمع بالتاء كما يقال فلان من رِجالاتِ العَرَب وقالوا جِمالاتٌ صُفْرٌ ويقال للذكر والأُنثى ضَبْعَانث يُغلِّبون التأْنيث لخفته هنا ولا تَقُلْ ضَبُعةً وقوله يا ضَبُعاً أَكَلَتْ آيارَ أَحْمِرةٍ فَفي البُطُونِ وقَدْ راحَتْ قَراقِيرُ هَلْ غَيْرُ هَمْزٍ ولَمْزٍ للصَّدِيقِ ولا يُنْكِي عَدُوَّكُمُ مِنْكُمْ أَظافِيرُ ؟ حمله على الجنس فأَفْرَدَه ويروى يا أَضْبُعاً ورواه أَبو زيد يا ضُبُعاً أَكَلَتْ الفارسي كأَنه جمع ضَبْعاً على ضِباعٍ ثم جمع ضِباعاً على ضُبُعٍ قال الأَزهري الضَّبُعُ الأُنثى من الضِّباع ويقال للذكر وجارُّ الضَّبُعِ المطَرُ الشديد لأَن سَيْلَه يُخْرِج الضِّباعَ من وُجُرِها وقولهم ما يخفى ذلك على الضَّبُع يذهبون إِلى اسْتِحْماقِها والضَّبُعُ السَّنةُ الشديدة المُهْلِكة المُجْدبة مؤنث قال عباس بن مرداس أَبا خُراشةَ أَمَّا أَنْتَ ذا نَفَرٍ فإِنَّ قَوْمِي لَمْ تَأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ قال الأَزهري الكلام الفصيح في إِمّا وأَما أَنه بكسر الأَلف من إِمّا إِذا كان ما بعده فعلاً كقولك إِما أَن تمشي وإِما أَن تركب وإِن كان ما بعده اسماً فإِنك تفتح الأَلف من أَما كقولك أَما زيد فَحَصيفٌ وأَما عمرو فأَحْمَقُ ورواه سيبويه بفتح الهمزة ومعناه أَن قَوْمِي ليسوا بِأَذلاَّءَ فتأْكلهم الضَّبُع ويَعْدُو عليهم السبُع وقد روي هذا البيت لمالك ابن ربيعة العامري ورُوِيَ أَبا خُباشةَ يقوله لأَبي خُباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أَبي بكر ابن كلاب قال ثعلب جاء أَعرابي إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أَكلتنا الضبع فدعا لهم قال ابن الأَثير هو في الأَصل الحيوان المعروف والعرب تكني به عن سَنة الجَدْب ومنه حديث عمر رضي الله عنه خَشِيتُ أَن تأْكلهم الضَّبُعُ والضبع الشرّ قال ابن الأَعرابي قالت العُقَيْلِيّة كان الرجل إِذا خفنا شره فتحوّل عنا أَوْقَدْنا ناراً خلفه قال فقيل لها ولم ذلك ؟ قالت لتَتَحَوَّلَ ضَبُعُه معه أَي ليذهب شره معه وضَبُعٌ اسم رجل وهو والد الربيع بن ضبع الفَزاريّ وضَبُعٌ اسم مكان أَنشد أَبو حنيفة حَوَّزَها مِنْ عَقبٍ إِلى ضَبُعْ في ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ وضُباعة اسم امرأَة قال القطامي قِفي قَبْلَ التَّفَرُّق يا ضُباعا ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْكِ الوَداعا وضُبَيْعةُ قبيلة وهو أَبو حيّ من بكر وهو ضُبَيْعةُ بن قيس بن ثعلبة بن عُكابةَ بن صَعْب بن بكر بن وائل وهم رهط الأَعشى ميمون بن قيس قال الأَزهري وضُبَيْعةُ قبيلة في ربيعة والضَّبْعانِ موضع وقوله أَنشده ثعلب كساقِطةٍ إِحْدَى يَدَيْهِ فَجانِبٌ يُعاشُ به مِنْه وآخَرُ أَضْبَعُ إِنما أَراد أَعْضَب فقلب وبهذا فسره والضُّبْعُ فِناءُ الإِنسان وكُنّا في ضُبْعِ فلان بالضم أَي في كَنَفِه وناحيته وفِنائهِ وضِبْعانٌ أَمْدَرُ أَي منتفخ الجنبين عظيم البطن ويقال هو الذي تَتَرَّبَ جنباه كأَنه من المدَارِ والتراب ابن الأَعرابي الضَّبْعُ من الأَرض أَكَمَةٌ سَوداءُ مستطيلة قليلاً وفي نوادر الأَعراب حِمارٌ مَضْبُوعٌ ومَخْنُوقٌ ومَذْؤُوبٌ أَي بها خناقة
( * قوله « أي بها خناقة » كذا بالأصل بلا ضبط وبضمير المؤنث وفي القاموس في ماة خنق وكغراب داء يمتنع معه نفوذ النفس إلى الرئة والقلب ثم قال والخناقية داء في حلوق الطير والفرس وضبطت الخناقية فيه ضبط القلم بضم الخاء وكسر القاف وتشد الياء مخففة النون ) وذِئْبةٌ وهما داءَانِ ومعنى المَضْبوعِ دعاءٌ عليه أَن تأْكلَه الضَّبُع قال ابن بري وأَما قوله الشاعر وهو مما يُسْأَلُ عنه تَفَرَّقَتْ غَنَمِي يَوْماً فَقُلْتُ لَها يا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيْها الذِّئْبَ والضَّبُعا فقيل في معناه وجهان أَحدهما أَنه دعا عليها بأَن يقتل الذئب أَحياءها وتأْكل الضبع موتاها وقيل بل دعا لها بالسلامة لأَنهما إِذا وقعا في الغنم اشتغل كل واحد منهما بصاحبه فتسلم الغنم وعلى هذا قولهم اللهم ضَبْعاً وذِئْباً فدعا بأَن يكونا مجتمعين لتسلم الغنم ووجه الدعاء لها بعيد عندي لأَنها أَغضبته وأَحْرَجَتْه بتفرقها وأَتعبته فدعا عليها وفي قوله أَيضاً سلط عليها إِشعار بالدعاء عليها لأَن من طلب السلامة بشيء لا يدعو بالتسليط عليه وليس هذا من جنس قوله اللهم ضَبُعاً وذئباً فإِن ذلك يؤذن بالسلامة لاشتغال أَحدهما بالآخر وأَما هذا فإِن الضَّبُع والذئب مُسَلَّطانِ على الغنم والله اعلم

( ضتع ) الضَّتْع دُوَيْبّةٌ والضَّوْتَعُ دويبة أَو طائر وقيل الضَّوْتَعُ الأَحمق وقيل هو الضَّوْكَعةُ قال وهذا أَقرب للصواب

( ضجع ) أَصل بناء الفعل من الاضْطِجاعِ ضَجَعَ يَضْجَعُ ضَجْعاً وضُجُوعاً فهو ضاجِعٌ وقلما يُسْتَعْمَلُ والافتعال منه اضْطَجَع يَضْطجِعُ اضْطِجاعاً فهو مُضْطَجِعٌ قال ابن المظفر كانت هذه الطاء تاء في الأَصل ولكنه قبح عندهم أَن يقولوا اضتجع فأَبدلوا التاء طاء وله نظائر هي مذكورة في مواضعها واضْطَجَع نام وقيل اسْتَلْقَى ووضع جنبه بالأَرض وأَضْجَعْتُ فلاناً إِذا وضعت جنبه بالأَرض وضَجَعَ وهو يَضْجَعُ نَفْسُه فأَما قول الراجز لَمَّا رَأَى أَنْ لا دَعَهْ ولا شِبَعْ مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فالْطَجَعْ فإِنه أَراد قاضْطَجَعَ فأَبْدَلَ الضاد لاماً وهو شاذ وقد روي فاضْطَجَع ويروى فاطَّجَعَ على إِبدال الضاد طاء ثم إِدْغامِها في الطاء ويروى أَيضاً فاضّجع بتشديد الضاد أَدغم الضاد في التاء فجعلهما ضاداً شديدة على لغة من قال مُصَّبِر في مُصْطَبِر وقيل لا يقال اطّجَعَ لأَنهم لا يدغمون الضاد في الطاء وقال المازني إِن بعض العرب يكره الجمع بين حرفين مطبقين فيقول الْطجع ويبدل مكان الضاد أَقرب الحروف إِليها وهو اللام وهو نادر قال الأَزهري وربَّما أَبدلوا اللامَ ضاداً كما أَبدلوا الضادَ لاماً قال بعضهم الْطِرادٌ واضْطِرادٌ لِطِرادِ الخيل وفي الحديث عن مجاهد أَنه قال إِذا كان عند اضْطِراد الخيلِ وعند سَلِّ السيوفِ أَجْزَأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُه تكبيراً فسره ابن إِسحق الْطِراد بإِظهار اللام وهو افْتِعالٌ من طِرادِ الخيل وهو عَدْوُها وتتابعها فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً وهذا الحرف ذكره ابن الأَثير في حرف الضاد مع الطاء واعتذر عنه بأَن موضعه حرف الطاء وإِنما ذكره هنا لأَجل لفظه وإِنه لحَسنُ الضِّجْعةِ مثل الجِلْسةِ والرِّكْبة ورجل ضُجَعةٌ مثال هُمَزةٍ يُكثر الاضْطِجاعَ كَسْلانُ وقد أَضْجَعَه وضاجَعَه مُضاجَعَة اضْطَجَعَ معه وخصّص الأَزهري هنا فقال ضاجَعَ الرجلُ جاريته إِذا نام معها في شِعار واحد وهو ضَجِيعُها وهي ضَجِيعَتُه والضَّجِيعُ المُضاجِعُ والأُنثى مُضاجِع وضَجِيعة قال قيس بن ذَزيح لَعَمْرِي لَمَنْ أَمْسَى وأَنْتِ ضَجِيعُه من الناسِ ما اخْتِيرَتْ عليه المَضاجِعُ وأَنشد ثعلب كُلُّ النِّساءِ على الفراش ضَجِيعةٌ فانْظُرْ لنفسك بالنّهار ضَجِيعا وضاجَعَه الهَمُّ على المثل يَعْنون بذلك مُلازمَته إِياه قال فلم أَرَ مِثْلَ الهَمِّ ضاجَعَه الفَتى ولا كَسَوادِ اللَّيْلِ أَخْفَقَ صَاحِبُهْ ويروى مِثْلَ الفقر أَي مثل هَمّ الفقر والضِّجْعَةُ هيئةُ الاضْطِجاعِ والمَضاجِعُ جمع المَضْجَعِ قال الله عز وجل تَتَجافى جُنُوبهم عن المَضاجِعِ أَي تَتَجافى عن مضاجِعِها التي اضْطَجَعَتْ فيها والاضْطِجاعُ في السجود أَن يَتَضامَّ ويُلْصِق صدره بالأَرض وإِذا قالوا صَلَّى مُضْطَجعاً فمعناه أَن يَضْطَجع على شِقِّه الأَيمن مستقبلاً للقبيلة وقول الأَعشى يخاطب ابنته فَإِنَّ لِجَنْبِ المَرْءِ مُضْطَجَعا أَي مَوْضِعاً يَضْطَجِعُ عليه إِذا قُبِرَ مُضْجَعاً على يمينه وفي الحديث كانت ضِجْعةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَدَماً حَشْوُها ليفٌ الضِّجْعةُ بالكسر مِنَ الاضْطِجاعِ وهو النوم كالجِلْسةِ من الجلوس وبفتحها المرّة الواحدة والمراد ما كان يَضْطَجِعُ عليه فيكون في الكلام مضاف محذوف تقديره كانت ذاتُ ضِجْعته أَو ذاتُ اضْطِجاعِه فِراشَ أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ وفي حديث عمر جَمَعَ كُومةً من رَمْل وانْضَجَع عليها هو مُطاوِعُ أَضْجَعه فانْضَجَعَ نحو أَزْعَجْتُه فانْزَعَجَ وأَطْلَقْتُه فانْطَلَقَ والضَّجْعَةُ الخَفْضُ والدَّعةُ قال الأَسدي وقارَعْتُ البُعُوثَ وقارَعُوني فَفاز بِضَجْعةٍ في الحَيِّ سَهْمِي وكل شيء تَخْفِضُه فقد أَضْجَعْتَه والتَّضْجِيعُ في الأَمر التَّقْصِيرُ فيه وضَجَعَ في أَمره واضَّجَعَ وأَضْجَعَ وَهَنَ والضَّجُوعُ الضَّعِيفُ الرأْي ورجل ضُجَعةٌ وضاجِعٌ وضِجْعِيٌّ وضُجْعِيٌّ وقِعْدِيٌّ وقُعْدِيٌّ عاجز مقيم وقيل الضُّجْعةُ والضُّجْعِيّ الذي يلزم البيت ولا يكاد يَبْرَحُ منزله ولا يَنْهَضُ لِمَكْرُمةٍ وسحابةٌ ضَجُوعٌ بَطِيئة من كثرة مائها وتَضَجَّعَ السَّحابُ أَرَبَّ بالمكان ومَضاجِعُ الغَيْث مَساقِطُه ويقال تَضاجَعَ فلان عن أَمر كذا وكذا إِذا تَغافَلَ عنه وتَضَجَّعَ في الأَمر إِذا تَقَعَّدَ ولم يَقُمْ به والضَّاجِعُ الأَحْمقُ لعجزه ولُزُومِه مكانَه وهو من الدوابِّ الذي لا خير فيه وإِبل ضاجِعةٌ وضَواجِعُ لازمة للحَمْضِ مُقِيمة فيه قال أَلاكَ قَبائِلٌ كَبَناتِ نَعْشٍ ضَواجِعَ لا يَغُرْنَ مَعَ النُّجومِ قال ابن برِّيّ ويقال لمن رَضِيَ بِفَقْره وصار إِلى بيته الضَّاجِعُ والضِّجْعِيّ لأَن الضَّجْعةَ خَفْضُ العيش وإِلى هذا المعنى أَشار القائل بقوله أَلاكَ قَبائلُ كَبَناتِ نَعْشٍ ضَواجِعَ لا يَغُرْنَ مع النُّجُومِ أَي مقيمة لأَنَّ بنات نَعْشٍ ثوابِتُ فهنّ لا يَزُلْنَ ولا ينتقلن وضَجَعَت الشمسُ وضَجَّعَتْ وخَفَقَتْ وضَرَّعَتْ مالت للمَغِيب وكذلك ضَجَعَ النجم فهو ضاجِعٌ ونُجُومٌ ضَواجِعٌ قال على حِينَ ضَمَّ الليْلُ منْ كُلِّ جانِبٍ جَناحَيْهِ وانْصَبَّ لنُّجُومُ الضَّواجِعُ ويقال أَراك ضاجعاً إِلى فلان أَي مائلاً إِايه ويقال ضِجْعُ فلان إِلى فلان كقولك صِغْوُه إِليه ورجلٌ أَضْجَعُ الثنايا مائِلُها والجمع الضُّجْع والضَّجُوعُ من الإِبل التي تَرْعى ناحية والضَّجْعاءُ والضَّاجِعةُ الغنم الكثيرة وغنم ضاجِعةٌ كثيرة ودَلْوٌ ضاجِعةٌ مُمْتَلِئةٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد ضاجِعةً تَعْدِلُ مِيْلَ الدَّفِّ وقيل هي الملأَى التي تَمِيلُ في ارْتِفاعِها من البئْرِ لثقلها وأَنشد لبعض الرُّجَّاز إِنْ لمْ تَجئْ كالأَجْدَلِ المُسِفِّ ضاجِعةً تَعْدِلُ مَيِلَ الدَّفِّ إِذاً فَلا آبَتْ إِليَّ كَفِّي أَوْ يُقْطَع العِرْقُ مِنَ الأَلَفِّ الأَلَفُّ عِرْقٌ في العَضُد وأَضْجَعَ فلانُ جُوالقه إِذا كان ممتلئاً فَفَرَّغَه ومنه قول الراجز تُعْجِل إِضْجاعَ الجَشِير القاعِدِ والجَشِيرُ الجُوالِقُ والقاعِدُ المُمْتَلئُ والضَّجْعُ صَمْغُ نبت تُغْسَلُ به الثيابُ والضَّجْع أَيضاً مثل الضَّغابِيسِ وهو في خِلْقة الهِلْيَوْنِ وهو مُرَبّع القُضْبان وفيه حُموضةٌ ومَزازةٌ يؤخذ فَيُشْدخُ ويعصر ماؤه في اللبن الذي قد رابَ فيَطِيبُ ويُحْدِث فيه لذْعَ اللسانِ قليلاً ومَرارةً ويجعل ورقة في اللبن الحازِر كما يفعل بورق الخَرْدَل وهو جَيِّدٌ كل ذلك عن أَبي حنيفة وأَنشد ولا تأْكلُ الخرشانَ خَوْدٌ كَرِيمةٌ ولا الضَّجْعَ إِلاَّ مَن أَضَرَّ به الهَزْلُ
( * قوله « الخرشان » كذا بالأصل ولعله الحرشاء بوزن حمراء ففي القاموس والحرشاء نبت أو خردل البر )
والإِضْجاعُ في القَوافي الإِقْواءُ قال رؤبة يصف الشِّعْر والأَعْوَج الضاجِع من إِقْوائها ويروى من إِكْفائِها وخَصَّصَ به الأَزهريّ الإِكْفاء خاصة ولم يذكر الإِقْواء وقال وهو أَن يَخْتَلِف إِعرابُ القَوافي يقال أَكْفأَ وأَضجَعَ بمعنى واحدٍ والإِضْجاعُ في باب الحركات مثلُ الإِمالة والخفض وبنو ضِجْعانَ قبيلة والضَّواجِعُ موضعٌ وفي التهذب الضَّواجِعُ مَصابُّ الأَودية واحدتها ضاجعةٌ كأَنَّ الضاجعةَ رحبَة ثم تَسْتَقِيمُ بَعْدُ فتصيرُ وادِياً والضَّجُوعُ رملةٌ بعينها معروفة والضَّجُوعُ موضع قال أَمِنْ آل لَيْلى بالضَّجُوعِ وأَهلُنا بِنَعْفِ اللِّوى أَو بالصُّفَيَّةِ عِيرُ والمَضاجِعُ
( * قوله « والمضاجع » قال ياقوت ويروى أيضا بضم اليم فيكون بزنة اسم الفاعل ) اسم موضع وأَما قول عامر بن الطفيل لا تَسْقِني بيَدَيْكَ إِنْ لم أَغْتَرِفْ نِعْمَ الضَّجُوعُ بِغارةٍ أَسْرابِ فهو اسم موضع أَيضاً وقال الأَصمعي هو رحبة لبني أَبي بكر بن كلاب والضَّواجِعُ الهِضابُ قال النابغة وعِيدُ أَبي قابُوسَ في غيرِ كُنْهِه أتاني ودُوني راكِسٌ فالضَّواجِعُ يقال لا واحد لها والضُّجُوعُ بضم الضاد حيّ في بني عامر

( ضرع ) ضَرَعَ إِليه يَضْرَعُ ضَرَعاً وضَراعةً خضع وذلَّ فهو ضارِعٌ من قوم ضَرَعةٍ وضُرُوعٍ وتضرَّع تذلَّل وتخشَّع وقوله عز وجل فلولا إِذْ جاءهم بأْسُنا تضَرَّعوا فمعناه تذلَّلوا وخضَعوا ويقال ضرَع فلان لفلان وضَرِعَ له إِذا ما تخشَّع له وسأَله أَن يُعْطِيَه قال الأعشى سائِلْ تَميماً به أَيّامَ صَفْقَتِهمْ لَمّا أَتَوْه أَسارى كلُّهُم ضَرَعا أَي ضرَع كلُّ واحدٍ منهم له وخضَع ويقال ضرَع له واستَضْرَعَ والضارِعُ المتذلِّلُ للغَنِيّ وتضرَّع إِلى الله أَي ابْتَهَلَ قال الفواء جاء فلان يَتَضَرَّعُ ويَتَعَرَّضُ ويَتَأَرَّضُ ويَتصَدَّى ويَتَأَتَّى بمعنًى إِذا جاء يَطْلُبُ إِليك الحاجةَ وأَضرَعَتْه إِليه الحاجةُ وأَضرَعَه غيره وفي المثل الحُمَّى أَضرَعَتْني لَكَ وخَدٌّ ضارِعٌ وجَنْبٌ ضارعٌ مُتَخَشِّعٌ على المثل والتضرُّعُ التَّلَوِّي والاستغاثةُ وأَضرَعْتُ له مالي أَي بَذَلْتُه له قال الأَسود وإِذا أَخِلاَّئي تَنَكَّبَ ودُّهُمْ فأَبُو الكُدادةِ مالُه لي مُضْرَعُ أَي مبذولٌ والضَّرَعُ بالتحريك والضارِعُ الصغير من كل شيء وقيل الصغير السنّ الضعيف الضاوي النحيفُ وإِنَّ فلاناً لضارِعُ الجسمِ أَي نحيف ضعيف وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم رأَى ولَدَيْ جَعْفَرٍ الطَّيَّار فقال ما لي أَراهُما ضارِعَيْن ؟ فقالوا إِنَّ العَيْنَ تُسْرِعُ إِليهما الضَّارِعُ النَّحِيفُ الضَّاوي الجسم يقال ضَرِعَ يَضْرَعُ فهو ضارِعٌ وضَرَعٌ بالتحريك ومنه حديث قيس بن عاصم إِني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرَعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي أُعِيرُهُما للرّكوب يعني الجمل الضعيف والناقة الهَرِمةَ التي هَرِمَتْ فأَدْبَرَ خيرُها ومنه حديث المِقْداد وإِذا فيهما فرس آدَمُ ومُهْرٌ ضَرَعٌ وحديث عمرو بن العاصِ لَسْتُ بالضَّرَعِ ويقال هو الغُمْرُ الضَّعِيفُ من الرجال وقال الشاعر أَناةً وحِلْماً وانْتِظاراً بِهِمْ غَداً فَما أَنا بالواني ولا الضَّرَعِ الغُمْرِ ويقال جَسَدُك ضارِعٌ وجَنْبُكَ ضارِعٌ وأَنشد مِنَ الحُسْنِ إِنْعاماً وجَنْبُكَ ضارِعُ ويقال قوم ضَرَعٌ ورجل ضَرَعٌ وأَنشد وأَنْتُمُ لا أُشاباتٌ ولا ضَرَعُ وقد ضَرُعَ ضَراعةً وأَضْرَعَه الحُبُّ وغيره قال صخر ولَما بَقِيتُ لَيَبْقَيَنَّ جَوًى بَيْنَ الجَوانِحِ مُضْرِعٌ جِسْمِي ورجل ضارعٌ بيِّنُ الضُّرُوعِ والضَّراعةِ ناحِل ضعيفٌ والضَّرَعُ الجمل الضَّعِيفُ والضَّرَعُ الجَبانُ والضَّرَعُ المُتهالِكُ مِنَ الحاجةِ للغنى وقول أَبي زبيد مُسْتَضْرِعٌ ما دَنا مِنْهُنَّ مُكْتَنِتٌ من الضَّرَعِ وهو الخاضِعُ والضَّارِعُ مثله وقوله عزَّ وجل تدعونه تضرُّعاً وخفية المعنى تدعونه مظهرين الضراعة وهي شدة القر والحاجة إِلى الله عز وجل وانتصابهما على الحال وإِن كانا مصدرين وفي حديث الاستسقاء خرج مُتَبَدِّلاً مُتَضَرِّعاً التضَرُّعُ الذلُّلُ والمبالغة في السؤَال والرغْبة يقال ضَرِعَ يَضْرَعُ بالكسر والفتح وتَضَرَّعَ إِذا خَضَعَ وذلَّ وفي حديث عمر فقد ضَرَعَ الكبيرُ ورقَّ الصغير ومنه حديث علي أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكم أَي أَذلَّها ويقال لفلان فَرَسٌ قدْ ضَرِعَ به أَي غَلَبَه وقد ورد في حديث سلمان قد ضَرِع به وضَرَعَتِ الشمسُ وضَرَّعَتْ غابَتْ أَو دَنَتْ من المَغِيبِ وتَضْريعُها دُنُوُّها للمغيب وضَرَّعَتِ القِدْرُ تَضْرِيعاً حان أَنْ تُدْرِكَ والضَّرْعُ لكل ذات ظِلْف أَو خُفّ وضَرْعُ الشاةِ والناقةِ مَدَرُّ لبنها والجمع ضُرُوعٌ وأَضْرَعَتِ الشاةُ والناقة وهي مُضْرِعٌ نَبَتَ ضَرْعُها أَو عَظُم والضَّرِيعةُ والضَّرْعاءُ جميعاً العظيمة الضَّرْعِ من الشاءِ والإِبل وشاة ضَرِيعٌ حَسَنة الضَّرْعِ وأَضْرَعَتِ الشاةُ أَي نزل لبنها قبيل لنِّتاجِ وأَضْرَعَتِ الناقةُ وهي مُضْرِعٌ نزل لبنها من ضَرْعها قُرْب النتاج وقيل هو إِذا قرب نتاجها وما له زرع ولا ضَرْعٌ يعني بالضرع الشاة والناقة وقول لبيد وخَصْمٍ كبادِي الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُم بِمُسْتَحْوِذٍ ذِي مِرَّة وضُرُوعِ فسره ابن الأَعرابي فقال معناه واسع له مَخارِجُ كمخارج اللبن ورواه أَبو عبيد وصُرُوع بالصاد المهملة وهي الضُّروبُ من الشيء يغني ذي أَفانِينَ قال أَبو زيد الضَّرْعُ جِماع وفيه الأَطْباءُ وهي الأَخْلافُ واحدها طُبْيٌ وخِلْفٌ وفي الأَطْباءِ الأَحالِيلُ وهي خُروقُ اللبن والضُّروعُ عِنَبٌ أَبيض كبير الحب قليل الماء عظيم العناقيد والمُصارِعُ المُشْبِهُ والمُضارَعةُ المشابهة والمُضارعة للشيء أَن يُضارِعه كأَنه مثله أَو شبْهه وفي حديث عدِيّ رضي الله عنه قال له لا يَخْتَلِجَنَّ في صدرك شيء ضارَعْتَ فيه النصرانية المُضارَعةُ المُشابَهةُ والمُقارَبةُ وذلك أَنه سأَله عن طعام النصارى فكأَنه أَراد لا يتحرَّكنَّ في قلبك شكّ أَنَّ ما شابَهْتَ فيه النصارى حرام أَو خبيث أَو مكروه وذكره الهروي لا يَتَحَلَّجنَّ ثم قال يعني أَنه نظيف قال ابن الأَثير وسياقُ الحديث لا يناسب هذا التفسير ومنه حديث معمر بن عبد الله إِني أَخافُ أَن تُضارِعَ أَي أَخاف أَن يُشْبِه فعلُك الرِّياء وفي حديث معاوية لستُ بنُكَحةٍ طُلَقةٍ ولا بسُبَبةٍ ضُرَعةٍ أَي لست بشَتَّام للرجال المُشابِه لهم والمُساوِي ويقال هذا ضِرْعُ هذا وصِرْعُه بالضاد والصاد أَي مِثْله قال الأَزهري والنحويون يقولون للفعل المستَقْبَلِ مُضارِعٌ لمشاكلته الأَسماء فيما يلحقه من الإِعراب والمُضارِعُ من الأَفعال ما أَشبه الأَسماء وهو الفعل الآتي والحاضر والمُضارِعُ في العَرُوضِ مفاعيل فاع لاتن مفاعيل فاع لاتن كقوله دَعاني إِلى سُعاد دَواعِي هَوَى سُعاد سمِّي بذلك لأَنه ضارَعَ المُجْتَثَّ والضُّروعُ والصُّروعُ قُوَى الحبْل واحدها ضِرْعٌ وصِرْعٌ والضَّرِيعُ نبات أَخضَر مُنْتِنٌ خفيف يَرْمي به البحرُ وله جوْفٌ وقيل هو يَبِيسُ العَرْفَجِ والخُلَّةِ وقيل ما دام رطباً فهو ضرِيعٌ فإِذا يَبِسَ فهو ضرِيعٌ فإِذا يَبِسَ فهو الشَّبْرِقُ وهو مَرْعَى سَوءٍ لا تَعْقِدُ عليه السائمةُ شَحْماً ولا لحماً وإِن لم تفارقه إِلى غيره ساءَت حالها وفي التنزيل ليس لهم طعام إِلاَّ من ضريع لا يُسْمِنُ ولا يُغني من جوع قال الفراء الضرِيعُ نبت يقال له الشَّبْرِقُ وأَهل الحجاز يسمونه الضريع إِذا يبس وقال ابن الأَعرابي الضريع العوْسَجُ الرطْب فإِذا جَفَّ فهو عَوْسَجٌ فإِذا زاد جُفوفاً فهو الخَزِيزُ وجاءَ في التفسير أَن الكفار قالوا إِنَّ الضريعَ لتَسْمَنُ عليه إِبلنا فقال الله عز وجل لا يُسْمِنُ ولا يُغْني من جوع وجاء في حديث أَهل النار فيُغاثون بطعام من ضريع قال ابن الأَثير هو نبت بالحجاز له شوْكٌ كبار يقال له الشبرق وقال قَيْسُ بن عَيْزارةَ الهذليّ يذكر إِبلاً وسُوءَ مَرْعاها وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضَّرِيعِ فكُلُّها حَدْباءُ دامِيةُ اليَدَيْنِ حَرُودُ هَزْمُ الضرِيعِ ما تَكَسَّر منه والحَرُودُ التي لا تكاد تَدِرُّ وصف الإِبل بشدَّة الهُزال وقيل الضرِيعُ طعام أَهل النار وهذا لا يعرفه العرب والضَّرِيعُ القِشْرُ الذي على العظم تحت اللحم وقيل هو جلد على الضِّلَعِ وتَضْرُوعُ بلدة قال عامر ابن الطفيل وقد عُقِرَ فرسُه ونِعْمَ أَخُو الضُّعْلُوكِ أَمسِ تَرَكْتُه بِتَضْرُوعَ يَمْرِي باليَدَيْنِ ويَعْسِفُ قال ابن برِّي أَخو الصُّعْلوك يعني به فرسه ويَمْرِي بيديه يحرّكهما كالعابث ويَعْسِف ترجُف حَنْجَرتُه من النَّفَسِ وهذا المكان وهذا البيت أَورده الجوهري بتَضْرُع بغير واو قال ابن بري ورواه ابن دريد بتَضْرُوعَ مثل تَذْنُوب وتُضارُعٌ بضم التاء والراء موضع أَو جبل بنجد وفي التهذيب بالعَقِيق وفي الحديث إِذا سال تُضارُعٌ فهو عامُ ربِيعٍ وفيه إِذا أَخصبت تُضارُعٌ أَخصبت البلاد قال أَبو ذؤيب كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَيْنَ تُضارُعٍ وشابةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبِيجُ قال ابن بري صوابه تُضارِع بكسر الراء قال وكذا هو في بيت أَبي ذؤيب فأَمّا بضم التاء والراء فهو غلط لأَنه ليس في الكلام تُفاعُل ولا فُعالُلٌ قال ابن جني ينبغي أَن يكون تُضارِعٌ فُعالِلاً بمنزلة عُذافِرٍ ولا نحكم على التاء بالزيادة إِلا بدليل وأَضرُعٌ موضع وأَما قول الراعي فأَبصَرْتُهُمْ حتى تَواراتْ حُمُولُهُم بأَنْقاءٍ يَحْمُومٍ ووَرَّكْنَ أَضْرُعا فإِنَّ أَضْرُعاً ههنا جبال أَو قاراتٌ صِغار قال خالد ابن جبلة هي أُكَيْمات صغار ولم يذكر لها واحداً

( ضرجع ) الضَّرْجَعُ النَّمِرُ

( ضعع ) الضَّعْضَعةُ الخُضُوعُ والتذلُّلُ وقد ضَعْضَعه الأَمر فَتَضَعْضَعَ قال أَبو ذؤيب وتَجَلُّدِي للشامِتِينَ أُرِيهِمُ أنّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لا أَتَضَعْضَعُ وفي الحديث ما تَضَعْضَعَ امرؤٌ لآخَرَ يريد به عَرَضَ الدنيا إِلاَّ ذهَب ثُلثَا دينِه يعني خضَع وذَلَّ وضَعْضَعَه الدهرُ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه في إِحدى الروايتين قد تَضَعْضَعَ بهم الدهرَ فأَصْبَحُوا في ظُلُماتِ القُبُور أَي أَذلّهم والضَّعْضاعُ الضعِيفُ من كل شيء يقال رجل ضَعْضاعٌ أَي لا رأْيَ له ولا حزم وكذلك الضَّعْضَعُ وهو مقصور منه وتَضَعْضَعَ الرجل ضَعُفَ وخفّ جسمه من مرض أَو حزن وتَضَعْضَعَ ماله قلّ وتضعضع أَي افتقر وكأَنَّ أَصل هذا من ضَعَّ وضَعْضَعَه أَي هدَمه حتى الأَرض وتَضَعْضَعَت أَركانُه أَي اتَّضَعَت والعرب تسمي الفقير مُتَضَعْضِعاً قال ابن الأَعرابي الضَّعُّ راياضةُ البعير والناقةِ وتأْديبهُما إِذا كانا قضيبين وقال ثعلب هو أَن يقال له ضَعْ ليتأَدّب

( ضفع ) ضَفَعَ الرجلُ يَضْفَعُ ضَفْعاً جَعَسَ وأَحْدَثَ وقيل أَبْدَى وفَضَعَ لغة فيه ويقال ضَفَعَ وقَعَ بِبَوْلِه وسَلَحَ وقال ابن الأَعرابي نَجْوُ الفيل الضَّفْعُ وجِلْدُه الحَوْرانُ وباطِنُ جِلْده الحِرْصِيانُ قال الأَزهري والضَّفْعانةُ ثَمرَةُ السَّعْدانة ذاتُ الشوْكِ وهي مستديرة كأَنها فَلْكةٌ لا تراها إِذا هاج السَّعْدانُ وانْتَثَرَ ثَمَرُها إِلا مستلقية قد كَشَرَتْ عن شَوْكِها وانْتَصَّتْ لِقَدَمِ من يَطَؤُها ولإِبل تَسْمَنُ على السعدان وتَطِيبُ عليها أَلبانها

( ضفدع ) الضِّفْدِعُ مثال الخِنْصِر والضَّفْدَع معروف لغتان فصيحتان والأُنثى ضِفْدِعةٌ وضَفْدَعةٌ قال الجوهري وناس يقولون ضِفْدَعٌ قال الخليل ليس في الكلام فِعْلَلٌ إِلا أَربعةَ أَحرف دِرْهَمٌ وهِجْرَعٌ وهِبْلَعٌ وقِلْعَمٌ وهو اسم الأَزهري الضفدع جمعه ضَفادِعُ وربما قالوا ضَفَادِي وأَنشد بعضهم ولِضَفادِي جَمّه نَقانِقُ أَي لضفادِع فجعل العين ياء كما قالوا أَراني وأَرانِبَ ويقال نَقَّتْ ضَفادِعُ بطنِه إِذا جاع كما يقال نَقَّت عَصافِيرُ بَطْنِه والضِّفْدِعُ بكسر الدال فقط عظم يكون في باطن حافر الفَرَس وضَفْدَعَ الرجلُ تَقَبَّضَ وقيل سَلَح وقيل ضَرطَ قال
( * هذا البيت لجرير وفي ديوانه خُورٌ مكان خوراً )
بِئْسَ الفَوارِسُ يا نَوارُ مُجاشِعٌ خُوراً إِذا أَكَلُوا خَزِيراً ضَفْدَعُوا وقول لبيد يَمَّمْنَ أَعْداداً بِلُبْنَى أَو أَجَا مُضَفْدِعاتٍ كُلُّها مُطَحْلِبَهْ يريد مياهاً كثيرة الضَّفادع

( ضكع ) رجل ضَوْكَعةٌ أَحْمَقُ كَثير اللحم مع ثِقَل وقيل الضَّوْكَعُ المُسْتَرْخِي القَوائِم في ثِقَل

( ضلع ) الضِّلَعُ والضِّلْعُ لغتان مَحْنِيّة الجنب مؤنثة والجمع أَضْلُعٌ وأَضالِعُ وأَضْلاعٌ وضُلوعٌ قال الشاعر وأَقْبَلَ ماءُ العَيْنِ من كُلِّ زَفْرةٍ إِذا وَرَدَتْ لم تَسْتَطِعْها الأَضالِعُ وتَضَلَّعَ الرجلُ امْتَلأَ ما بين أَضْلاعِه شِبَعاً وريّاً قال ابن عَنّابٍ الطائي دَفَعْتُ إِليه رِسْلَ كَوْماءَ جَلْدةٍ وأَغْضَيْتُ عنه الطَّرْفَ حتَّى تَضَلَّعا ودابّةٌ مُضْلِعٌ لا تَقْوَى أَضْلاعُها على الحَمْلِ وحِمْلٌ مُضْلِعٌ مُثْقِلٌ للأَضْلاعِ والإِضْلاعُ الإِمالةُ يقال حِمْلٌ مُضْلِعٌ أَي مُثقِلٌ قال الأَعشى عِنْدَه البِرُّ والتُّقَى وأَسَى الشَّقْ قِ وحَمْلٌ لِمُضْلِعِ الأَثقال وداهِيةٌ مُضْلِعةٌ تُثْقِلُ الأَضْلاع وتَكْسرها والأَضْلَعُ الشَّدِيدُ القَوِيُّ الأَضْلاعِ واضْطَلَعَ بالحِمْل والأَمْرِ احْتَمَلَتْه أَضلاعُه والضَّلَعُ أَيضاً في قول سُوَيْد جَعَلَ الرَّحْمنُ والحَمْدُ له سَعَةَ الأَخْلاقِ فينا والضَّلَعْ القُوَّةُ واحتمالُ الثَّقِيلِ قاله الأَصمعي والضَّلاعةُ القوَّةُ وشِدَّة الأَضْلاعِ تقول منه ضَلُعَ الرجل بالضم فهو ضليعٌ وفرس ضلِيعٌ تامّ الخَلْق مُجْفَرُ الأَضْلاع غَلِيظُ الأَلْواحِ كثير العصب والضَّلِيع الطَّوِيلُ الأَضْلاعِ الواسِعُ الجنبين العظيم الصدر وفي حديث مَقْتَل أَبي جهل فَتَمَنَّيْتُ أَن أَكون بين أَضْلَعَ منهما أَي بين رجلين أَقوى من الرجلين اللذين كنت بينهما وأَشدّ وقيل الضَّلِيعُ الطوِيلُ الأَضْلاعِ الضَّخْم من أَيِّ الحيوان كان حتى من الجنّ وفي الحديث أَنَّ عمر رضي الله عنه صارَعَ جِنِّيّاً فَصَرَعَه عمرُ ثم قال له ما لِذِراعَيْكَ كأَنهما ذِراعا كلب ؟ يَسْتَضْعِفُه بذلك فقال له الجِنِّيّ أَما إِني منهم لَضَلِيعٌ أَي إِني منهم لعَظيم الخَلْقِ والضَّلِيعُ العظيم الخلق الشديد يقال ضَلِيعٌ بَيِّنُ الضَّلاعةِ والأَضْلَعُ يوصف به الشديد الغليظ ورجل ضَلِيعُ الفمِ واسِعُه عظِيمُ أَسْنانِه على التشبيه بالضِّلْع وفي صفته صلى الله عليه وسلم ضَلِيعُ الفَمِ أَي عَظِيمُه وقيل واسِعُه حكاه الهرويُّ في الغريبين والعرب تَحْمَدُ عِظَمَ الفَم وسَعَته وتَذُمُّ صِغَره ومنه قولهم في صفة مَنْطِقِه صلى الله عليه وسلم أَنه كان يفتتح الكلام ويختتمه بأَشْداقِه وذلك لِرَحْبِ شِدْقَيْهِ قال الأَصمعي قلت لأَعرابي ما الجَمالُ ؟ فقال غُؤُورُ العينين وإِشرافُ الحاجِبَينِ ورَحْبُ الشِّدْقينِ وقال شمر في قوله ضَلِيعُ الفم أَراد عِظَمَ الأَسنان وتَراصُفَها ويقال رجل ضَليع الثنايا غليظها ورجل أَضْلَعُ سِنُّه شبيهة بالضَّلع وكذلك امرأَة ضَلْعاءُ وقوم ضُلْعٌ وضُلُوعُ كلِّ إِنسان أَربع وعشرون ضِلعاً وللصدر منها اثنتا عشرة ضلعاً تلتقي أَطرافها في الصدر وتتصل أَطراف بعضها ببعض وتسمى الجَوانِحَ وخَلْفها من الظهر الكَتِفانِ والكَتفانِ بجِذاء الصدر واثنتا عشرة ضلعاً أَْفَلَ منها في الجنبين البطن بينهما لا تلتقي أَطْرافُها على طَرَف كل ضِلْع منها شُرْسُوف وبين الصدر والجنبين غُضْرُوفٌ يقال له الرَّهابةُ ويقال له لِسانُ الصدر وكل ضِلْع من أَضْلاعِ الجنبين أَقْصَرُ من التي تليها إِلى أَن تنتهي إِلى آخرتها وهي التي في أَسفل الجنب يقال لها الضِّلَعُ الخَلْفُ وفي حديث غَسْلِ دَمِ الحَيْضِ حُتِّيه بضِلَع بكسر الضاد وفتح اللام أَي بعود والأَصل فيه الضِّلْع ضلع الجَنْبِ وقيل للعود الذي فيه انْحِناء وعِرَضٌ ضِلَع تشبيهاً بالضِّلْع الذي هو واحد الأَضْلاعِ وهذه ضلع وثلاث أَضْلُع قال ابن بري شاهد الضِّلَعِ بالفتح قول حاجب بن ذُبْيان بَني الضِّلَعِ العَوْجاءِ أَنْتَ تُقِيمُها أَلا إِنّ تَقْوِيمَ الضُّلُوع انْكِسارُها وشاهد الضِّلْع بالتسكين قول ابن مفرِّغ ورَمَقْتُها فَوَجَدْتُها كالضِّلْعِ لَيْسَ لَها اسْتِقامهْ ويقال شَرِبَ فلان حتى تَضَلَّعَ أَي انْتَفَخَتْ أَضْلاعُه من كثرة الشرب ومثله شرب حتى أَوَّنَ أَي صار له أَوْنانِ في جنبيه من كثرة الشرب وفي حديث زمزم فأَخَذ بِعَراقِيها فشرب حتى تَضَلَّع أَي أَكثر من الشرب حتى تمدَّد جنبه وأَضلاعه وفي حديث ابن عباس أَنه كان يَتَضَلَّعُ من زمزم والضِّلَعُ خَطٌّ يُخَطُّ في الأَرض ثم يُخَطُّ آخر ثم يبذر ما بينهما وثياب مُضَلَّعةٌ مُخَطَّطة على شكل الضِّلع قال اللحياني هو المُوَشَّى وقيل المُضَلَّعُ من الثياب المُسَيَّر وقيل هو المُخْتَلِفُ النَّسْجِ الرقيق وقال ابن شميل المضلَّع الثوب الذي قد نُسِجَ بعضه وترك بعضه وقيل بُرد مُضَلَّع إِذا كانت خطوطه عَريضة كالأَضْلاع وتَضْلِيعُ الثوب جعلُ وشْيِه على هيئة الأَضلاع وفي الحديث أَنه أُهْدِيَ له صلى الله عليه وسلم ثَوْبٌ سِيَراءُ مُضَلَّعةٌ بقَزٍّ المضلع الذي فيه سيُور وخُطوط من الإِبْرَيْسَمِ أَو غيره شِبْهُ الأَضْلاع وفي حديث علي وقيل له ما القَسِّيّةُ ؟ قال ثياب مُضَلَّةٌ فيها حرير أَي فيها خطوط عريضة كالأَضْلاعْ ابن الأَعرابي الضَّوْلَعُ المائِلُ بالهَوَى والضِّلَعُ من الجبل شيءٌ مُسْتَدِقٌّ مُنْقادٌ وقيل هو الجُبَيْلُ الصغير الذي ليس بالطويل وقيل هو الجبيل المنفرد وقيل هو جبل ذلِيلٌ مُسْتَدِقٌّ طويل يقال انزل بتلك الضِّلع وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما نظر إِلى المشركين يوم بدر قال كأَني بكم يا أَعداءَ اللهِ مُقَتَّلِين بهذه الضِّلَعِ الحمْراءِ قال الأَصمعي الضِّلَع جبيل مستطيل في الأَرض ليس بمرتفع في السماء وفي حديث آخر إِنَّ ضَلْعَ قُرَيْشٍ عند هذه الضِّلَع الحمْراءِ أَي مَيْلَهم والضِّلَعُ الحَرَّةُ الرَّجِيلةُ والضَّلَعُ الجَزيرةُ في البحر والجمع أَضلاع وقيل هو جزيرة بعينها والضَّلْعُ المَيْلُ وضَلَعَ عن الشيء بالفتح يَضْلَعُ ضَلْعاً بالتسكين مالَ وجَنَفَ على المثل وضَلَعَ عليه ضَلْعاً حافَ والضالِعُ الجائِرُ والضالِعُ المائِلُ ومنه قيل ضَلْعُك مع فلان أَي مَيْلُكَ معه وهَواك ويقال هُمْ عليَّ ضِلَعٌ جائرةٌ وتسكين اللام فيهما جائز وفي حديث ابن الزبير فرَأى ضَلْعَ معاويةَ مع مَرْوانَ أَي مَيْلَه وفي المثل لا تَنْقُشِ الشوْكَةَ بالشوْكةِ فإِنَّ ضَلْعَها معها أَي مَيْلَها وهو حديث أَيضاً يضرب للرجل يخاصم آخرَ فيقول أَجْعَلُ بيتي وبيتك فلاناً لرجل يَهْوَى هَواه ويقال خاصَمْتُ فلاناً فكان ضَلْعُك عليَّ أَي مَيْلُكَ أَبو زيد يقال هم عليَّ أَلْبٌ واحد وصَدْعٌ واحد وضَلْعٌ واحد يعني اجتماعَهم عليه بالعَداوة وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال اللهم إِني أَعوذ بك من الهَمِّ والحَزَن والعَجْز والكَسَل والبُخْلِ والجُبْنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبةِ الرجال قال ابن الأَثير أَي ثِقَلِ الدَّيْنِ قال والضَّلَعُ الاعْوِجاجُ أَي يُثْقِلُه حتى يميل صاحبُه عن الاستواءِ والاعتدالِ لثقله وفي حديث علي كرم الله وجهه وارْدُدْ إِلى الله ورسوله ما يُضْلِعُكَ من الخُطوبِ أَي يُثْقِلُك والضَّلَعُ بالتحريك الاعْوِجاجُ خِلْقةً يكون في المشي من المَيْلِ قال محمد بن عبد الله الأَزديّ وقد يَحْمِلُ السَّيْفَ المُجَرَّبَ رَبُّه على ضَلَعٍ في مَتْنِه وهْوَ قاطِعُ فإِن لم يكن خلقة فهو الضَّلْعُ بسكون اللام تقول منه ضَلعَ بالكسر يَضْلَعُ ضَلَعاً وهو ضَلِعٌ ورُمْحٌ ضَلِعٌ مُعَوَّجٌ لم يُقَوَّمْ وأَنشد ابن شميل بكلِّ شَعْشاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ فَلِيقُه أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ يصف إِبلاً تَناوَلُ الماءَ من الحوض بكلِّ عُنُقٍ كجِذْعِ الزُّرْنُوق والفَلِيقُ المطمئِنُّ في عنق البعير الذي فيه الحُلْقُوم وضَلِعَ السيفُ والرمْحُ وغيرهما ضَلَعاً فهو ضَلِيعٌ اعْوَجَّ ولأُقِيمَنَّ ضَلَعَكَ وصَلَعَك أَي عِوَجَك وقَوْسٌ ضَلِيعٌ ومَضْلُوعة في عُودها عَطَفٌ وتقيومٌ وقد شاكَلَ سائرُها كَبِدَها حكاه أَبو حنيفة وأَنشد للمتنخل الهذلي واسْلُ عن الحِبِّ بمضْلُوعةٍ نَوَّقَها الباري ولم يَعْجَلِ وضَلِيعٌ
( * قوله « وضليع القوس » كذا بالأصل ولعله والضليعة )
القَوْسُ ويقال فلان مَضْطَلِعٌ بهذا الأَمر أَي قويٌّ عليه وهو مُفْتَعِلٌ من الضَّلاعةِ قال ولا يقال مُطَّلِعٌ بالإِدغام وقال أَبو نصر أَحمد بن حاتم يقال هو مُضْطلِعٌ بهذا الأَمر ومُطَّلِعٌ له فالاضْطلاعُ من الضَّلاعةِ وهي القوَّة والاطِّلاعُ من الفُلُوِّ من قولهم اطَّلَعْتُ الثَّنِيَةَ أَي عَلَوْتُها أَي هو عالٍ لذلك الأَمرِ مالِكٌ له قال الليث يقال إنِّي بهذا الأَمر مُضْطَلِعٌ ومُطَّلِعٌ الضاد تدغم في التاء فتصير طاء مشددة كما تقول اظنَّنَّي أَي اتّهَمَني واظَّلَمَ إِذا احتَمَلَ الظُّلْمَ واضْطَلَعَ الحِمْلَ أَي احْتَمَلَه أَضلاعُه وقال ابن السكية يقال هو مُضْطَلِعٌ بحَمْلِه أَي قويٌّ على حَمْلِه وهو مُفْتَعِلٌ من الضَّلاعة قال ولا يقال هو مُطَّلِع بحَمْله وروى أَب الهيثم قول أَبي زبيد أَخُو المَواطِنِ عَيّافُ الخَنى أُنُفٌ للنَّئباتِ ولو أُضْلِعْنَ مُطَّلِعٌُ
( * قوله « انف » كذا ضبط بالأصل )
أُضْلِعْنَ أُثْقِلْنَ وأُعْظِمْنَ مُطَّلِعٌ وهو القويُّ على الأَمرِ المُحْتَمِلُ أَراد مُضْطَلِعٌ فأَدْغَم هكذا رواه بخطه قال ويروى مُضْطَلِعٌ وفي حديث عليّ عليه السلام في صفة النبي صلى الله عليه وسلم كما حُمِّلَ فاضْطَلَع بأَمركَ لطاعتك اضْطَلَعَ افتَعَلَ من الضَّلاعةِ وهي القوةُ يقال اضطَلَعَ بحمله أَي قَوِيَ عليه ونَهَضَ به وفي الحديث الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الذي لا ينقطع إِظهارُ البدع المُضْلِعُ المُثْقِلُ كأَنه يَتَّكِئُ على الأَضْلاعِ ولو روي بالظاء من الظَّلَعِ والغَمْزِ لكان وجهاً

( ضلفع ) الضَّلْفَع والضَّلْفَعَةُ من النساء الواسعةُ الهَنِ وقال ابن بري الضلفع المرأَة السمينة مثل الللُّباخِيّةِ قال الأَزهري قال ابن السكيت في الأَلفاظ إن صح له الضَّلْفَعُ والضَّلْفَعةُ من النساء الواسعةُ وأَنشد أَقْبَلْنَ تَقْرِيباً وقامَت ضَلْفَعا فأَقْبَلَتْهُنَّ هِبَبلً أَبْقَعا عندَ اسْتِها مِثْلَ اسْتِها وأَوْسَعا وضَلْفَعٌ موضع أَنشد الأَزهري بِعَمايَتَينِ إلى جوانِبِ ضَلْفَعِ وأَنشد ابن بري لطفيل عَرَفْت لسلمى بَيْنَ وَقْطٍ فضَلْفَعِ مَنازِلَ أَقْوَتْ من مَصِيفٍ ومَرْبَعِ وأَنشد لابن جِذْل الطَّعان أَتَنْسَى قُشَيراً والشَّريدَ ومالِكاً وتَذكُرُ مَن أَمْسَى سَلِيماً بَضَلْفَعا ؟ الأَزهري ضَلْفَعَه وصَلْفَعه وصَلْمَعه إِذا حَلَقَه

( ضوع ) ضاعَه يَضُوعُه ضَوْعاً وضَوَّعَه كلاهما حَرَّكه وراعَه وقيل حَرَّكَه وهَيَّجَه قال بشر سَمعْتُ بِدارةِ القَلْتَينِ صَوْتاً لِحَنْتَمةَ الفُؤادُ بهِ مَضُوعُ وأَنشد ابن السكيت لبشر بن أَبي خازم وصاحَبها غَضِيضُ الطَّرْفِ أَحْوَى يَضُوعُ فُؤادَها مِنْهُ بُغامُ وتَضَوَّعَتِ الرِّيحُ أَي تَحَرَّكَتْ ويقال ضاعَني أَمرُ كذا وكذا يَضُوعُني إِذا أَفْزَعَني ورجل مَضُوعٌ أَي مَذْعُورٌ قال الكميت رِئابُ الصُّدُوعِ غِياثُ المَضُو عِ لأْمَتُه الصَّدَرُ المُبْجِلُ ويقال لايَضُوعَنْكَ ما تَسْمَعُ منها أَي لا تَكْتَرِثْ له وقال أَبو عمرو ضاعَه أَفْزَعَه وأَنشد لأَبي الأَسود العِجْلِيّ فما ضاعَني تَعْرِيضُه وانْدِراؤُه عليَّ وإِنِّي بالعُلى لَجَدِيرُ وقال ابن هَرْمةَ أَذَكَرْتَ عَصْرَكَ أَمْ شَجَتْكَ رُبُوعُ ؟ أَمْ أَنْتَ مُتَّبِلُ الفُؤادِ مَضُوعُ ؟ وقَدِ انْضاعَ الفرخُ أَي تَضَوَّرَ وتَضَوَّعَ وقال الأَزهري انْضاعَ وتَضَوَّعَ إِذا بسط جناحيه إِلى أُمه لِتَزُقَّه أَو فَزِعَ من شيء فَتَضَوّرَ منه قال أَبو ذؤَيب الهذلي فُرَيْخانِ يَنْضاعانِ في الفَجْرِ كُلَّما أَحَسَّا دَوِيَّ الرِّيحِ أَو صَوْتَ ناعِب وضاعت الريحُ الغُصْنَ أَمالَتْه وضاعتني الريحُ أثْقَلَتني وأَقْلَقَتني والضَّوْعُ تَضَوُّعُ الريحِ الطيبةِ أَي نَفْحَتُها وضاعتِ الرائحةُ ضَوْعاً وتَضَوَّعَت كلاهما نَفَحَتْ وفي الحديث جاء العباسُ فجلس على الباب وهو يَتَضَوَّعُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم رائحةً لم يَجِدْ مِثْلَها تَضَوُّعُ الريحِ تَفَرُّقُها وانْتِشارُها وسُطُوعُها وقال الشاعر إِذا الْتَفَتَتْ نَحْوِي تَضَوَّعَ ريحُها نَسِيمَ الصِّبا جاءَتْ بِرَيّا القَرَنْفُلِ وضاعَ المِسْكُ وتَضَوَّعَ وتَضَيَّعَ أَي تحرّك فانتشرت رائحته قال عبد الله بن نمير الثقفي تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ أَنْ مَشَتْ به زَيْنَبٌ في نِسْوةٍ عَطِرات ويروى خَفِرات ومن العرب من يستعمل التضَوُّعَ في الرائحة المُصِنَّةِ وحكى ابن الأَعرابي تضَوَّعَ النهَتْنُ وأَنشد يَتَضَوَّعْنَ لو تَضَمَّخْنَ بالمِسْ كِ ضِماخاً كأَنَّه رِيحُ مَرْقِ والضِّماخُ الريحُ لمُنْتِنُ المَرْقُ صُوفُ العِجاف والمَرْضَى وقال الأَزهري هو الإِهابُ الذي عُطِّنَ فأَنْتَنَ وضاعَ يَضُوعُ وتَضَوَّعَ تَضَوَّرَ في البُكاء وقد غَلب على بكاء الصبيّ قال الليث هو تَضَوُّرُ الصبيّ في البكاء في شدّة ورَفع صوت قال والصبيّ بكاؤه تَضوُّعٌ قال امرؤ القيس يصف امرأَة يَعِزُّ عليها رُقْبَتِي ويَسُوءُها بُكاه فَتَثني الجِيدَ أَنْ يَتَضَوَّعا يقول تَثني الجِيد إِلى صبيِّها حِذارَ أَنْ يَتَضَوَّعَ والضُّوعُ والضِّوَعُ كلاهما طائرٌ من طير الليل كالهامة إِذا أَحَسَّ بالصَّباح صَدَحَ قال الأَعشى يصف فلاة لا يَسْمَعُ المَرْءُ فيها ما يُؤَنِّسُه بالليلِ إِلا نَئِيمَ البُومِ والضِّوَعا بكسر الضاد وجمعه ضِيعانٌ وهما لغتان ضِوَعٌ وضُوَعٌ وأَنشد الأَصمعي فهو يَزْقُو مِثْلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ قال ونَصَبَ الضَّوَعَ بنيَّةِ النَّئِيم كأَنه قال إِلا نئيمَ البُوم وصياحَ الضِّوَع وقيل هو الكَرَوانُ وجمعه أَضْواعٌ وضِيعانٌ وقال المفضل هو ذكر البوم وقال ثعلب الضُّوَعُ أَصغر من العُصْفُور وأَنشد مَنْ لا يَدُلُّ على خَيْرٍ عَشِيرَتَه حتى يَدُلَّ على بَيْضاتِه الضُّوَعُ قال لأَنه يضَع بيضه في موضع لا يُدْرَى أَين هو والضَّواعُ صوتُه وقد تَضَوَّعَ وضاعَ الطائرُ فرْخَه يضُوعه إِذا زَقَّه ويقال منه ضَعْ ضَعْ إِذا أَمرتَه بزقه وأَضْوعٌ موضع ونظيره أَقْرُنٌ وأَخْرُبٌ وأَسقُفٌ وهذه كلها مواضع وأَذْرُحٌ اسم مدينة الشَّراةِ فأَما أَعصُرٌ اسم رجل فإِنما سمي بجمع عَصْرٍ وكذلك أَسْلُمٌ اسم رجل إِنما هو جمع سَلْمٍ

( ضيع ) : ضَيْعةُ الرجل : حِرْفَتُه وصِناعتُه ومعاشُه وكسبه . يقال : ما ضَيْعَتُك أَي ما حِرْفَتُك . وإِذا انتشرت على الرجل أَسبابه قيل : فشَت ضَيْعَتُه حتى لا يدري بأَيِّها يبدأُ ومعنى فشت أَي كثرت . قال شمر : كانت ضَيْعةُ العرب سِياسةَ الإِبل والغنم قال : ويدخل في الضَّيْعَة الحِرْفة والتجارة . يقال للرجل : قم إِلى ضَيْعَتِك . قال الأَزهري : الضَّيْعَةُ و الضِّياعُ عند الحاضرة مال الرجل من النخل والكرْم والأَرضِ والعرب لا تعرف الضيْعة إِلا الحرفةَ والصِّناعةَ قال : وسمعتهم ويقولونَ ضَيْعةُ فلان الجِزارةُ و ضيعة الآخَرِ الفَتْلُ وسَفُّ الخوص وعَمَلُ النخل ورَعْيُ الإِبل وما أَشبه ذلك كالصَّنْعةِ والزِّراعة وغير ذلك . وفي حديث ابن مسعود : لا تَتخِذُوا الضَّيْعةَ فَتَرْغَبوا في الدنيا . وفي حديث حنظلة : عافَسْنا الأَزْواجَ و الضَّيْعات أَي المَعايِشَ . و الضَّيْعةُ : العَقارُ . و الضَّيْعةُ : الأَرض المُغِلَّةُ والجمع ضِيَعٌ مثل بَدْرة وبِدَرٍ و ضِياعٌ فأَمَّا ضِيَعٌ فكأَنه إِنما جاء على أَن واحدته ضيعةٌ وذلك لأَن الياء مما سبيله أَن يأْتي تابعاً للكسرة وأَما ضِياعٌ فعلى القياس . و أَضاعَ الرجلُ : كثُرَتْ ضَيْعتُه وفَشَتْ فهو مُضِيعٌ قال ابن بري : شاهِدُهُ ما أَنشده أَبو العباس : إِنْ كُنْت ذَا زَرْعٍ ونَخْلٍ وهَجْمة فإِنِّي أَنا المُثْرِي المُضِيعُ المُسَوَّدُوفلان أَضْيَعُ من فلان أَي أَكثر ضِياعاً منه وتَصَعِيرُ الضيَّعة ضُيَيْعَةٌ ولا تقل ضُوَيْعَةٌ . وقال الليث : الضِّيَاعُ المنازل سميعت ضياعاً لأَنها إِذا ترك تعهّدها وعمارتها تَضِيعُ . وفَشَتْ عليه ضَيْعَته : كثر ماله عليه فلم يطق جِبايته وفي الحديث : أَفشى الله ضيعته أَي أَكثر عليه مَعاشه . وفشت عليه الضيعة : أَخذ فيما لا يَعْنِيه من الأُمورِ . ومن أَمثالهم : إِني لأَرى ضَيْعة لا يُصْلِحُها إِلا ضَجْعة قالها راع وفَضَتْ عليه إِبله فيالمَرْعَى فأَراد جمعها فتبدّدت عليه فاستغاث حين عجز بالنوم وقال جرير : وقُلْنَ ترَوَّحْ لا يَكُنْ لَك ضَيْعَة ٌوقَلْبُكَ مَشْغُولٌ وهُنَّ شواغِلُه وقد تكون الضَّيعةُ من الضَّياع وفي الحديث : أَنه نهى عن إِضاعةِ المال يعني إِنْفاقَه في غير طاعة الله والتَّبذير والإِسراف وأَنشد ابن بري للعرجي : أَضاعُوني وأَيَّ فَتَىً أَضاعُوا لِيَوْمِ كَرِيهةٍ وسِدادِ ثَغْرِ وفي حديث سعد : إِني أَخافُ على الأَعناب الضَّيْعةَ أَي أَنها تضيع وتتلَف . و الضَّيْعةُ في الأَصل : المرَّة من الضَّياعِ و الصَّيْعَةُ و الضَّياعُ : الإِهْمالُ ضاعَ الشيءُ يَضِيعُ ضَيْعةً و ضَياعاً بالفتح : هلك ومنه قولهم : فلان بدار مَضِيعة مثال مَعِيشة . وفي حديث عُمر رضي الله عنه : ولا تَدَعِ الكَسِيرَ بدار مَضِيعةٍ وفي حديث كعب بن مالك : ولم يَجْعَلْك اللَّهُ بدار هَوانٍ ولا مَضِيعة المضيعة بكسر الضاد مَفْعِلةٌ من الضَّياعِ الاطِّراحِ والهَوانِ كأَنه فيه ضائعٌ فلما كان عين الكلمة ياء وهي مكسورة نقلت حركتها إِلى العين فسكنت الياء فصارت بوزن معيشة والتقدير فيهما سواء . وتركَهم بِضَيْعَةٍ و مَضِيعةٍ و مَضْيَعةٍ . ومات ضِيعةً و ضِيَعاً و ضَياعاً أَي غير مُفْتَقَد و أَضاعَه و ضَيّعه . وفي التنزيل : { وما كان الله لِيُضيعُ إِيمانَكم } وفيه : { أَضاعُوا الصلاة } جاء في التفسير : أَنهم صَلَّوْها في غير وقتها وقيل : تركوها البتة وهو أَشبه لأَنه عَنَى به الكفار ودليله قوله عز وجل بعد ذلك : { إِلا مَنْ تاب وآمن } . و الضيَّاعُ : العِيالُ نَفْسُه . وفي الحديث : فمن تَرَك ضيَاعاً فإِليَّ التفسير للنضر : العِيالُ حكاه الهروي في الغريبين قال ابن الأَثير : وأَصله مصدر ضاعَ يَضِيعُ ضَياعاً فسمي العِيالُ بالمصدر كما تقول : من مات فترك فَقْراً أَي فُقَراء وإِن كَسَرْتَ الضاد كان جمع ضائعٍ كجائعٍ وجِياع ومنه الحديث : تُعِينُ ضائعاً أَي ذَا ضياعٍ من فَقْرٍ أَو عِيال أَو حال قَصَّرَ عن القيام بها ورَواه بعضهم بالصاد المهملة والنون وقيل : إِنه الصواب وقيل هو في حديث بالمهملة وفي آخر بالمعجمة وكلاهما صواب في المعنى . و أَضاعَ الرجلُ عِيالَه ومالَه و ضَيَّعَهُم إِضاعةً و تَضْيِيعاً فهو مُضِيعٌ و مُضَيِّعٌ و الإِضاعةِ و التَّضْيِيعُ بمعنى وقول الشماخ : أَعائِشَ ما لأَهْلِك لا أَراهُم ْيُضِيعُون السَّوامَ مع المُضِيعِ وكيفَ يُضِيعُ صاحِبُ مُدْفآتٍ على أَثباجِهنَّ من الصَّقِيعِ قال الباهلي : كان الشماخ صاحب إِبل يلزمها ويكون فيها فقالت له هذه المرأَة : إِنك قد أَفْنَيْتَ شبابك في رَعْي الإِبل ما لَك لا تُنْفِقُ مالَك ولا تَتَفَتَّى فقال لها الشماخ : ما لأَهلِك لا يفعلون ذلك وأَنت تأْمرينني أَن أَفعله ثم قال لها : وكيف أُضِيعُ إِبلاً هذه الصفة صفتها ودل على هذا قوله على أَثر هذا البيت : لَمالُ المَرْءِ يُصْلِحُه فيُغْني مَفاقِره أَعفُّ من القُنُوعِ يقول : لأَن يصلح المرءِ مالَه ويَقُومَ عليه ولا يضيعه خير من القُنوع وهو المسأَلة . ورجل مِضياعٌ للمال أَي مُضِيعٌ . وفي المثل : الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللبن هكذا يقال إِذا خوطب به المذكر والمؤنث والإثنان والجمع بكسر التاء لأَن أَصل المثل إِنما خوطب به امرأَة وكانت تحت رجل موسر فكرهته لكبره فطلقها فتزوّجها رجل مُمْلِقٌ فَبَعَثَت إِلى زوجها الأَول تَسْتَمِيحُه فقال لها هذا فأَجابته : هذا ومُذْقُه خَيْرٌ فجرى المثل على الأَصل والصيْفَ منصوب على الظرف . و ضاعَ عِيالُه من بعده : خَلَوا من عائل فاخْتَلُّوا و تَضَيَّعَتِ الرائحة : فاحَتْ وانتشرت كَتَضَوَّعَت . وقولهم : فلان يأْكل في مِعىً ضائعٍ أَي جائع . وقيل لابنة الخَسِّ : ما أَحَدُّ شيء قالت : نابٌ جائعٌ يُلْقِي مِعىً ضائع

( طبع ) الطبْعُ والطَّبِيعةُ الخَلِيقةُ والسَّجيّةُ التي جُبِلَ عليها الإِنسان والطِّباعُ كالطَّبِيعةِ مُؤَنثة وقال أَبو القاسم الزجاجي الطِّباعُ واحدٌ مذكر كالنِّحاسِ والنِّجارِ قال الأَزهري ويجمع طَبْعُ الإِنسان طِباعاً وهو ما طُبِعَ عليه من طِباعِ الإِنسان في مأْكَلِه ومَشْرَبِه وسُهولةِ أَخلاقِه وحُزونَتِها وعُسْرِها ويُسْرِها وشدّتِه ورَخاوَتِه وبُخْلِه وسَخائه والطِّباعُ واحد طِباعِ الإِنسان على فِعال مثل مِثالٍ اسم للقالَبِ وغِرارٌ مِثْلُه قال ابن الأَعرابي الطَّبْعُ المِثالُ يقال اضْرِبْه على طَبْعِ هذا وعلى غِرارِه وصيغَتِه وهَِدْيَتِه أَي على قَدرِه وحكى اللحياني له طابِعٌ حسن بكسر الباء أَي طَبِيعةٌ وأَنشد له طابِعٌ يَجْرِي عليه وإِنَّما تُفاضِلُ ما بَيْنَ الرّجالِ الطَّبائِعُ وطَبَعَه اللهُ على الأَمرِ يَطْبَعُه طبْعاً فَطَرَه وطبَع اللهُ الخَلْقَ على الطبائعِ التي خلقها فأَنشأَهم عليها وهي خَلائِقُهم يَطْبَعُهم طبْعاً خَلَقَهم وهي طَبِيعَتُه التي طُبِعَ عليها وطُبِعَها والتي طُبِعَ عن اللحياني لم يزد على ذلك أَراد التي طُبِعَ صاحبها عليها وفي الحديث كل الخِلال يُطْبَعُ عليها المُؤْمِنُ إِلا الخِيانةَ والكذب أَي يخلق عليها والطِّباعُ ما رُكِّبَ في الإِنسان من جميع الأَخْلاق التي لا يكادُ يُزاوِلُها من الخير والشر والطَّبْع ابتداءَ صنْعةِ الشيء تقول طبعت اللَّبِنَ طبْعاً وطَبعَ الدرهم والسيف وغيرهما يطْبَعُه طبْعاً صاغَه والطَّبّاعُ الذي يأْخذ الحديدةَ المستطيلة فَيَطْبَعُ منها سيفاً أَو سِكِّيناً أَو سِناناً أَو نحو ذلك وصنعتُه الطِّباعةُ وطَبَعْتُ من الطين جَرَّةً عَمِلْت والطَّبّاعُ الذي يعمَلها والطبْعُ الخَتْم وهو التأْثير في الطين ونحوه وفي نوادر الأَعراب يقال قَذَذْتُ قَفا الغُلامِ إِذا ضربته بأَطراف الأَصابع فإِذا مَكَّنْتَ اليد من القفا قلت طَبَعْتُ قفاه وطَبع الشيءَ وعليه يَطْبَعُ طبْعاً ختم والطابَعُ والطابِعُ بالفتح والكسر الخاتم الذي يختم به الأَخيرة عن اللحياني وأَبي حنيفة والطابِعُ والطابَعُ مِيسَم الفرائض يقال طبَع الشاةَ وطبَع الله على قلبه ختم على المثل ويقال طبَع الله على قلوب الكافرين نعوذ بالله منه أَي خَتَمَ فلا يَعِي وغطّى ولا يُوَفَّقُ لخير وقال أَبو إِسحق النحوي معنى طبع في اللغة وختم واحد وهو التغْطِيةُ على الشيء والاسْتِيثاقُ من أَن يدخله شيء كما قال ا تعالى أَم على قلوب أَقْفالُها وقال عز وجل كلاَّ بلْ رانَ على قلوبهم معناه غَطَّى على قلوبهم وكذلك طبع الله على قلوبهم قال ابن الأَثير كانوا يرون أَن الطَّبْعَ هو الرَّيْنُ قال مجاهد الرَّيْنُ أَيسر من الطبع والطبع أَيسر من الإِقْفالِ والإِقْفالُ أَشدّ من ذلك كله هذا تفسير الطبع بإِسكان الباء وأَما طَبَعُ القلب بتحريك الباء فهو تلطيخه بالأَدْناس وأَصل الطبَع الصَّدَأُ يكثر على السيف وغيره وفي الحديث من تَرَكَ ثلاث جُمَعٍ من غير عذر طبع الله على قلبه أَي ختم عليه وغشّاه ومنعه أَلطافه الطَّبْع بالسكون الختم وبالتحريك الدَّنَسُ وأَصله من الوَسَخ والدَّنَس يَغْشَيانِ السيف ثم استعير فيما يشبه ذلك من الأَوْزار والآثامِ وغيرهما من المَقابِحِ وفي حديث الدُّعاء اخْتِمْه بآمينَ فإِنّ آمينَ مِثْلُ الطابَعِ على الصحيفة الطابع بالفتح الخاتم يريد أَنه يَخْتِمُ عليها وتُرْفَعُ كما يفعل الإِنسان بما يَعِزُّ عليه وطبَع الإناءَ والسِّقاء يَطْبَعُه طبْعاً وطبَّعه تَطْبِيعاً فتطَبَّع مَلأَه وطِبْعُه مِلْؤُه والطَّبْعُ مَلْؤُكَ السِّقاءَ حتى لا مَزِيدَ فيه من شدّة مَلْئِه قال ولا يقال للمصدر طَبْعٌ لأَنّ فعله لا يُخَفَّفُ كما يخفف فِعْلُ مَلأْت وتَطَبَّعَ النهرُ بالماء فاض به من جوانبه وتَدَفَّق والطِّبْعُ بالكسر النهر وجمعه أَطباع وقيل هو اسم نهر بعينه قال لبيد فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ وقيل الطِّبْعُ هنا المِلءُ وقيل الطِّبْعُ هنا الماء الذي طُبِّعَتْ به الرّاوِيةُ أَي مُلِئَتْ قال الأَزهري ولم يعرف الليث الطِّبْعَ في بيت لبيد فتحَيَّر فيه فمرّة جعله المِلْءَ وهو ما أَخذ الإِناءُ من الماءِ ومرة جعله الماء قال وهو في المعنيين غير مصيب والطِّبْعُ في بيت لبيد النهر وهو ما قاله الأَصمعي وسمي النهر طِبْعاً لأَن الناس ابْتَدَؤُوا حفره وهو بمعنى المفعول كالقِطْف بمعنى المَقْطوف والنِّكْث بمعنى المَنْكوث من الصوف وأَما الأَنهار التي شقّها الله تعالى في الأَرض شَقًّا مثل دَجْلةَ والفُرات والنيل وما أَشبهها فإِنها لا تسمى طُبوعاً إِنما الطُّبُوعُ الأَنهار التي أَحْدَثها بنو آدم واحتفروها لمَرافِقِهم قال وقول لبيد هَمَّتْ بالوَحل يدل على ما قاله الأَصمعي لأَن الرَّوايا إِذا وُقِرَتِ المَزايِدَ مملوءة ماء ثم خاضت أَنهاراً فيها وحَلٌ عَسُر عليها المشي فيها والخُروج منها وربما ارْتَطَمَتْ فيها ارْتِطاماً إِذا كثر فيها الوحل فشبه لبيد القوم الذين حاجُّوه عند النعمان بن المنذر فأَدْحَضَ حُجَّتهم حتى زَلِقُوا فلم يتكلموا بروايا مُثْقَلة خاضت أَنهاراً ذات وحل فتساقطت فيها والله أَعلم قال الأَزهري ويجمع الطِّبْعُ بمعنى النهر على الطُّبوعِ سمعته من العرب وفي الحديث أَلقى الشَّبكةَ فطَبَّعها سَمَكاً أَي مَلأَها والطِّبْعُ أَيضاً مَغِيضُ الماءِ وكأَنه ضِدّ وجمع ذلك كله أَطباعٌ وطِباعٌ وناقة مُطْبَعةٌ ومُطَبَّعةٌ مُثْقَلةٌ بحِمْلِها على المثل كالماء قال عُوَيفُ القَوافي عَمْداً تَسَدَّيْناكَ وانشَجَرَتْ بِنا طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٍ من الوِقْرِ
( * قوله « تسديناك » تقدم في مادة شجر تعديناك )
قال الأَزهري والمُطَبَّعُ المَلآن عن أَبي عبيدة قال وأَنشد غيره أَين الشِّظاظانِ وأَيْنَ المِرْبَعهْ ؟ وأَيْنَ وَسْقُ الناقةِ المُطَبَّعهْ ؟ ويروى الجَلنْفَعهْ وقال المطبَّعة المُثْقَلةُ قال الأَزهري وتكون المطبَّعة الناقة التي مُلِئت لحماً وشحماً فتَوَثَّقَ خلقها وقِربة مُطبَّعة طعاماً مملوءة قال أَبو ذؤيب فقيلَ تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ إِنَّها مُطبَّعةٌ مَن يأْتِها لا يَضيرُها وطَبِعَ السْيفُ وغيره طَبَعاً فهو طَبِعٌ صدئ قال جرير وإِذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَرِيبةٍ وخَرَجْتَ لا طَبِعاً ولا مَبْهُورا قال ابن بري هذا البيت شاهد الطَّبِعِ الكَسِلِ وطَبِعَ الثوبُ طَبَعاً اتَّسَخَ ورجل طَبِعٌ طَمِعٌ مُتَدَنِّسُ العِرْضِ ذو خُلُقٍ دَنيء لا يستَحْيي من سَوأَة وفي حديث عمر بن عبد العزيز لا يتزوج من الموالي في العرب إِلا الأَشِرُ البَطِرُ ولا من العرب في المَوالي إِلا الطَّمِعُ الطَّبِعُ وقد طَبِعَ طَبَعاً قال ثابت بن قُطْنةَ لا خَيْرَ في طَمَعٍ يُدْني إِلى طَبَعٍ وعُفّةٌ من قَوامِ العَيْشِ تَكْفِيني قال شمر طَبِعَ إِذا دَنِسَ وطُبِّعَ وطُبِعَ إِذا دُنِّسَ وعِيبَ قال وأَنشدتنا أُم سالم الكلابية ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأَهْلُ كلُّهُمْ وتُبْغِضُ أَيضاً عن تُسَبَّ فَتُطْبَعا قال ضَمَّت التاء وفتحت الباء وقالت الطِّبْعُ الشِّيْنُ فهي تُبْغِضُ أَن تُطْبَعَ أَي تُشانَ وقال ابن الطثَريّة وعن تَخْلِطي في طَيِّبِ الشِّرْبِ بَيْنَنا منَ الكَدِرِ المأْبيّ شِرْباً مُطَبَّعا أَراد أَن تَخْلِطي وهي لغة تميم والمُطَبَّع الذي نُجِّسَ والمَأْبيُّ الماء الذي تأْبى الإِبل شربه وما أَدري من أَين طبَع أَي طلَع وطَبِعَ بمعنى كَسِلَ وذكر عمرو بن بَحْرٍ الطَّبُّوعَ في ذواتِ السُّمُومِ من الدوابّ سمعت رجلاً من أَهل مصر يقول هو من جنس القِرْدانِ إِلاَّ أَنَّ لِعَضَّتِه أَلماً شديداً وربما وَرِمَ مَعْضُوضه ويعلّل بالأَشياء الحُلْوة قال الأَزهري هو النِّبْرُ عند العرب وأَنشد الأَصمعي وغيره أُرْجوزة نسبها ابن بري للفَقْعَسي قال ويقال إِنها لحكيم بن مُعَيّة الرَّبَعِيّ إِنّا إِذا قَلَّتْ طَخارِيرُ القَزَعْ وصَدَرَ الشارِبُ منها عن جُرَعْ نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ من كلِّ عَرّاضٍ إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ مِثْلِ قُدامى النَّسْر ما مَسَّ بَضَعْ يَؤُولُها تَرْعِيةٌ غيرُ وَرَعْ لَيْسَ بِفانٍ كِبَراً ولا ضَرَعْ تَرى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً في كَلَعْ من بارِئٍ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ وفي الحديث نعوذ بالله من طَمَعٍ يَهْدِي إِلى طَبَعٍ أَي يؤدي إِلى شَيْنٍ وعَيْبٍ قال أَبو عبيد الطبَعُ الدنس والعيب بالتحريك وكل شَينٍ في دِين أَو دُنيا فهو طبَع وأما الذي في حديث الحسن وسئل عن قوله تعالى لها طلع نضيد فقال هو الطِّبِّيعُ في كُفُرّاه الطِّبِّيعُ بوزن القِنْدِيل لُبُّ الطلْعِ وكُفُرّاه وكافورُه وِعاؤُه

( طرسع ) سَرْطَعَ وطَرْسَع كلاهما عَدا عَدْواً شديداً من فَزَع

( طزع ) رجُل طَزِعٌ وطَزيع وطَسِعٌ وطَسِيعٌ لا غَيْرةَ له والطَّزَعُ النكاح وطَزِعَ طَزَعاً وطَسِعَ طَسَعاً لم يَغَرْ وقيل طَزِعَ طَزَعاً لم يكن عنده غَناءٌ

( طسع ) الطَّسِعُ والطَّزِعُ الذي لا غيرة عنده طَسِعَ طَسَعاً وطَزِعَ طَزَعاً والطَّسِيعُ والطَّزِيعُ الذي يرى مع أَهله رجلاً فلا يَغارُ عليه والطَّسْعُ كلمة يُكَنَّى بها عن النكاح ومكان طَيْسَعٌ واسع والطَّيْسَعُ الحَريصُ

( طعع ) ابن الأَعرابي الطَّعُّ اللَّحْسُ والطَّعْطَعةُ حكاية صوت اللاطِعِ والنَّاطِعِ والمُتَمَطِّق إِذا لَصِقَ لسانه بالغار الأَعلى عند اللَّطْعِ أَو التَّمَطُّق ثم لَطَعَ من طيب شيء يأْكله والطَّعْطَعُ من الأَرض المطمئن

( طلع ) طَلَعَتِ الشمس والقمر والفجر والنجوم تَطْلُعُ طُلُوعاً ومَطْلَعاً ومَطْلِعاً فهي طالِعةٌ وهو أَحَد ما جاء من مَصادرِ فَعَلَ يَفْعُلُ على مَفْعِلٍ ومَطْلَعاً بالفتح لغة وهو القياس والكسر الأَشهر والمَطْلِعُ الموضع الذي تَطْلُعُ عليه الشمس وهو قوله حتى إِذا بلغ مَطْلِعَ الشمس وجدها تَطْلُع على قوم وأَما قوله عز وجل هي حتى مَطْلِعِ الفجر فإِن الكسائي قرأَها بكسر اللام وكذلك روى عبيد عن أَبي عمرو بكسر اللام وعبيد أَحد الرواة عن أَبي عمرو وقال ابن كثير ونافع وابن عامر واليزيدي عن أَبي عمرو وعاصم وحمزة هي حتى مَطْلَع الفجر بفتح اللام قال الفراء وأَكثر القراء على مطلَع قال وهو أَقوى في قياس العربية لأَن المطلَع بالفتح هو الطلوع والمطلِع بالكسر هو الموضع الذي تطلع منه إِلا أَن العرب تقول طلعت الشمس مطلِعاً فيكسرون وهم يريدون المصدر وقال إِذا كان الحرف من باب فعَل يفعُل مثل دخل يدخل وخرج يخرج وما أَشبهها آثرت العرب في الاسم منه والمصدر فتح العين إِلا أَحرفاً من الأَسماء أَلزموها كسر العين في مفعل من ذلك المسجِدُ والمَطْلِعُ والمَغْرِبُ والمَشْرِقُ والمَسْقِطُ والمَرْفِقُ والمَفْرِقُ والمَجْزِرُ والمسْكِنُ والمَنْسِكُ والمَنْبِتُ فجعلوا الكسر علامة للاسم والفتح علامة للمصدر قال الأَزهري والعرب تضع الأَسماء مواضع المصادر ولذلك قرأَ من قرأَ هي حتى مطلِع الفجر لأَنه ذَهَب بالمطلِع وإِن كان اسماً إِلى الطلوع مثل المَطْلَعِ وهذا قول الكسائي والفراء وقال بعض البصريين من قرأَ مطلِع الفجر بكسر اللام فهو اسم لوقت الطلوع قال ذلك الزجاج قال الأَزهري وأَحسبه قول سيبويه والمَطْلِعُ والمَطْلَعُ أَيضاً موضع طلوعها ويقال اطَّلَعْتُ الفجر اطِّلاعاً أَي نظرت إِليه حين طلَع وقال نَسِيمُ الصَّبا من حيثُ يُطَّلَعُ الفَجْرُ
( * قوله « نسيم الصبا إلخ » صدره كما في الاساس إذا قلت هذا حين أسلو يهيجني )
وآتِيكَ كل يوم طَلَعَتْه الشمسُ أَي طلَعت فيه وفي الدعاء طلعت الشمس ولا تَطْلُع بِنَفْسِ أَحد منا عن اللحياني أَي لا مات واحد منا مع طُلُوعها أَراد ولا طَلَعَتْ فوضع الآتي منها موضع الماضي وأَطْلَعَ لغة في ذلك قال رؤبة كأَنه كَوْكَبُ غَيْمٍ أَطْلَعا وطِلاعُ الأَرضِ ما طَلعت عليه الشمسُ وطِلاعُ الشيء مِلْؤُه ومنه حديث عمر رحمه الله أَنه قال عند موته لو أَنَّ لي طِلاعَ الأَرضِ ذهباً قيل طِلاعُ الأَرض مِلْؤُها حتى يُطالِعَ أَعلاه أَعْلاها فَيُساوِيَه وفي الحديث جاءه رجل به بَذاذةٌ تعلو عنه العين فقال هذا خير من طِلاعِ الأَرض ذهباً أَي ما يَمْلَؤُها حتى يَطْلُع عنها ويسيل ومنه قول أَوْسِ بن حَجَرٍ يصف قوساً وغَلَظَ مَعْجِسها وأَنه يملأُ الكف كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دُونَ مِلْئِها ولا عَجْسُها عن مَوْضِعِ الكَفِّ أَفْضَلا الكَتُوم القَوْسُ التي لا صَدْعَ فيها ولا عَيْبَ وقال الليث طِلاعُ الأَرضِ في قول عمر ما طَلَعَتْ عليه الشمسُ من الأَرض والقول الأَوَّل وهو قول أَبي عبيد وطَلَعَ فلان علينا من بعيد وطَلْعَتُه رُؤْيَتُه يقال حَيَّا الله طَلْعتك وطلَع الرجلُ على القوم يَطْلُع وتَطَلَع طُلُوعاً وأَطْلَع هجم الأَخيرة عن سيبويه وطلَع عليهم أَتاهم وطلَع عليهم غاب وهو من الأَضْداد وطَلعَ عنهم غاب أَيضاً عنهم وطَلْعةُ الرجلِ شخْصُه وما طلَع منه وتَطَلَّعه نظر إِلى طَلْعَتِه نظر حُبٍّ أَو بِغْضةٍ أَو غيرهما وفي الخبر عن بعضهم أَنه كانت تَطَلَّعُه العين صورةً وطَلِعَ الجبلَ بالكسر وطلَعَه يَطْلَعُه طُلُوعاً رَقِيَه وعَلاه وفي حديث السُّحور لا يَهِيدَنَّكُمُ الطالِعُ يعني الفجر الكاذِب وطَلَعَتْ سِنُّ الصبي بَدَتْ شَباتُها وكلُّ بادٍ من عُلْوٍ طالِعٌ وفي الحديث هذا بُسْرٌ قد طَلَعَ اليَمَن أَي قَصَدَها من نجْد وأطْلَعَ رأْسه إِذا أَشرَف على شيء وكذلك اطَّلَعَ وأَطْلَعَ غيرَه واطَّلَعَه والاسم الطَّلاعُ واطَّلَعْتُ على باطِنِ أَمره وهو افْتَعَلْتُ وأَطْلَعَه على الأَمر أَعْلَمَه به والاسم الطِّلْعُ وفي حديث ابن ذي بزَن قال لعبد المطلب أَطْلَعْتُك طِلْعَه أَي أَعْلَمْتُكَه الطِّلع بالكسر اسم من اطَّلَعَ على الشيء إِذا عَلِمَه وطَلعَ على الأَمر يَطْلُع طُلُوعاً واطَّلَعَ عليهم اطِّلاعاً واطَّلَعَه وتَطَلَّعَه عَلِمَه وطالَعَه إِياه فنظر ما عنده قال قيس بم ذريح كأَنَّكَ بِدْعٌ لمْ تَرَ الناسَ قَبْلَهُمْ ولَمْ يَطَّلِعْكَ الدَّهْرُ فِيمَنْ يُطالِعُ وقوله تعالى هل أَنتم مُطَّلِعُون فاطَّلَع القرَّاء كلهم على هذه القراءة إِلا ما رواه حسين الجُعْفِيّ عن أَبي عمرو أَنه قرأَ هل أَنتم مُطْلِعونِ ساكنة الطاء مكسورة النون فأُطْلِعَ بضم الأَلف وكسر اللام على فأُفْعِلَ قال الأَزهري وكسر النون في مُطْلِعونِ شاذّ عند النحويين أَجمعين ووجهه ضعيف ووجه الكلام على هذا المعنى هل أَنتم مُطْلِعِيّ وهل أَنتم مُطْلِعوه بلا نون كقولك هل أَنتم آمِرُوهُ وآمِرِيَّ وأَما قول الشاعر هُمُ القائِلونَ الخَيْرَ والآمِرُونَه إِذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما فوجه الكلام والآمرون به وهذا من شواذ اللغات والقراء الجيدة الفصيحة هل أَنتم مُطَّلِعون فاطَّلَعَ ومعناها هل تحبون أَن تطّلعوا فتعلموا أَين منزلتكم من منزلة أَهل النار فاطَّلَعَ المُسْلِمُ فرأَى قَرِينَه في سواء الجحيم أَي في وسط الجحيم وقرأَ قارئ هل أَنتم مُطْلِعُونَ بفتح النون فأُطْلِعَ فهي جائزة في العربية وهي بمعنى هل أَنتم طالِعُونَ ومُطْلِعُونَ يقال طَلَعْتُ عليهم واطَّلَعْتُ وأَطْلَعْتُ بمعنًى واحد واسْتَطْلَعَ رأْيَه نظر ما هو وطالَعْتُ الشيء أَي اطَّلَعْتُ عليه وطالَعه بِكُتُبه وتَطَلَّعْتُ إِلى وُرُودِ كتابِكَ والطَّلْعةُ الرؤيةُ وأَطْلَعْتُك على سِرِّي وقد أَطْلَعْتُ من فوق الجبل واطَّلَعْتُ بمعنى واحد وطَلَعْتُ في الجبل أَطْلُعُ طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ فيه حتى لا يراك صاحبُكَ وطَلَعْتُ عن صاحبي طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ عنه وطَلَعْتُ عن صاحبي إِذا أَقْبَلْتَ عليه قال الأَزهري هذا كلام العرب وقال أَبو زيد في باب الأَضداد طَلَعْتُ على القوم أَطلُع طُلُوعاً إِذا غِبْتَ عنهم حتى لا يَرَوْكَ وطلَعت عليهم إِذا أَقبلت عليهم حتى يروك قال ابن السكيت طلعت على القوم إِذا غبت عنهم صحيح جعل على فيه بمعنى عن كما قال الله عز وجل ويل لمطففين الذين إِذا اكتالوا على الناس معناه عن الناس ومن الناس قال وكذلك قال أَهل اللغة أَجمعون وأَطْلَعَ الرامي أي جازَ سَهْمُه من فوق الغَرَض وفي حديث كسرى أَنه كان يسجُد للطالِعِ هو من السِّهام الذي يُجاوِزُ الهَدَفَ ويَعْلُوه قال الأَزهري الطالِع من السهام الذي يقَعُ وراءَ الهَدَفِ ويُعْدَلُ بالمُقَرْطِسِ قال المَرَّارُ لَها أَسْهُمٌ لا قاصِراتٌ عن الحَشَى ولا شاخِصاتٌ عن فُؤادي طَوالِعُ أَخبر أَنَّ سِهامَها تُصِيبُ فُؤادَه وليست بالتي تقصُر دونه أَو تجاوزه فتُخْطِئُه ومعنى قوله أَنه كان يسجد للطالع أَي أَنه كان يخفض رأْسه إِذا شخَص سهمُه فارتفع عن الرَّمِيّةِ وكان يطأْطئ رأْسه ليقوم السهم فيصيب الهدف والطَّلِيعةُ القوم يُبعثون لمُطالَعةِ خبر العدوّ والواحد والجمع فيه سواء وطَلِيعةُ الجيش الذي يَطْلُع من الجيش يُبعث لِيَطَّلِعَ طِلْعَ العدوّ فهو الطِّلْعُ بالكسر الاسم من الاطّلاعِ تقول منه اطَّلِعْ طِلْعَ العدوّ وفي الحديث أَنه كان إِذا غَزا بعث بين يديه طَلائِعَ هم القوم الذين يبعثون ليَطَّلِعُوا طِلْع العدوّ كالجَواسِيسِ واحدهم طَلِيعةٌ وقد تطلق على الجماعة والطلائِعُ الجماعات قال الأَزهري وكذلك الرَّبِيئةُ والشَّيِّفةُ والبَغِيَّةُ بمعنى الطَّلِيعةِ كل لفظة منها تصلح للواحد والجماعة وامرأَة طُلَعةٌ تكثر التَّطَلُّعَ ويقال امرأَة طُلَعةٌ قُبَعةٌ تَطْلُع تنظر ساعة ثم تَخْتَبئُ وقول الزِّبْرِقانِ بن بَدْرٍ إِن أَبْغَضَ كنائِني إِليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَةُ أَي التي تَطْلُعُ كثيراً ثم تَخْتَبِئُ ونفس طُلَعةٌ شَهِيّةٌ مُتَطَلِّعةٌ على المثل وكذلك الجمع وحكى المبرد أَن الأَصمعي أَنشد في الإِفراد وما تَمَنَّيْتُ من مالٍ ولا عُمُرٍ إِلاَّ بما سَرَّ نَفْسَ الحاسِدِ الطُّلَعَهْ وفي كلام الحسن إِنَّ هذه النفوسَ طُلَعةٌ فاقْدَعوها بالمواعِظِ وإِلا نَزَعَتْ بكم إِلى شَرِّ غايةٍ الطُّلَعةُ بضم الطاء وفتح اللام الكثيرة التطلّع إِلى الشيء أَي أَنها كثيرة الميْل إِلى هواها تشتهيه حتى تهلك صاحبها وبعضهم يرويه بفتح الطاء وكسر اللام وهو بمعناه والمعروف الأَوَّل ورجل طَلاَّعُ أَنْجُدٍ غالِبٌ للأُمور قال وقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتَى دونَ هَمِّه وقد كانَ لولا القُلُّ طَلاَّعَ أَنْجُدِ وفلان طَلاَّعُ الثَّنايا وطَلاَّعُ أَنْجُدٍ إِذا كان يَعْلُو الأُمور فيَقْهَرُها بمعرفته وتَجارِبِه وجَوْدةِ رأْيِه والأَنْجُد جمع النَّجْدِ وهو الطريق في الجبل وكذلك الثَّنِيَّةُ ومن أَمثال العرب هذه يَمِينٌ قد طَلَعَتْ في المَخارِمِ وهي اليمين التي تَجْعل لصاحبها مَخْرَجاً ومنه قول جرير ولا خَيْرَ في مالٍ عليه أَلِيّةٌ ولا في يَمِينٍ غَيْرِ ذاتِ مَخارِمِ والمَخارِمُ الطُّرُقُ في الجبال واحدها مَخْرِمٌ وتَطَلَّعَ الرجلَ غَلَبَه وأَدْرَكَه أَنشد ثعلب وأَحْفَظُ جارِي أَنْ أُخالِطَ عِرسَه ومَوْلايَ بالنَّكْراءِ لا أَتَطَلَّعُ قال ابن بري ويقال تَطالَعْتَه إِذا طَرَقْتَه ووافَيْتَه وقال تَطالَعُني خَيالاتٌ لِسَلْمَى كما يَتَطالَعُ الدَّيْنَ الغَرِيمُ وقال كذا أنشده أَبو علي وقال غيره إِنما هو يَتَطَلَّعُ لأَن تَفاعَلَ لا يتعدّى في الأكثر فعلى قول أَبي عليّ يكون مثل تَخاطأَتِ النَّبْلُ أَحشاءَه ومِثْلَ تَفاوَضْنا الحديث وتَعاطَيْنا الكأْسَ وتَباثَثْنا الأَسْرارَ وتَناسَيْنا الأَمر وتَناشَدْنا الأَشْعار قال ويقال أَطْلَعَتِ الثُّرَيَّا بمعنى طَلَعَتْ قال الكميت كأَنَّ الثُّرَيَّا أَطْلَعَتْ في عِشائِها بوَجْهِ فَتاةِ الحَيِّ ذاتِ المَجاسِدِ والطِّلْعُ من الأَرَضِينَ كلُّ مطمئِنٍّ في كلِّ رَبْوٍ إِذا طَلَعْتَ رأَيتَ ما فيه ومن ثم يقال أَطْلِعْني طِلْعَ أَمْرِكَ وطِلْعُ الأَكَمَةِ ما إِذا عَلَوْتَه منها رأَيت ما حولها ونخلة مُطَّلِعةٌ مُشْرِفةٌ على ما حولها طالتِ النخيلَ وكانت أَطول من سائرها والطَّلْعُ نَوْرُ النخلة ما دامِ في الكافُور الواحدة طَلْعةٌ وطَلَعَ النخلُ طُلوعاً وأَطْلَعَ وطَلَّعَ أَخرَج طَلْعَه وأَطْلَعَ النخلُ الطَّلْعَ إِطْلاعاً وطَلَعَ الطَّلْعُ يَطْلُعُ طُلُوعاً وطَلْعُه كُفُرّاه قبل أَن ينشقّ عن الغَرِيضِ والغَرِيضُ يسمى طَلْعاً أَيضاً وحكى ابن الأَعرابي عن المفضل الضبّيّ أَنه قال ثلاثة تُؤْكَلُ فلا تُسْمِنُ وذلك الجُمَّارُ والطَّلْعُ والكَمْأَةُ أَراد بالطَّلْع الغَرِيض الذي ينشقّ عنه الكافور وهو أَوَّلُ ما يُرَى من عِذْقِ النخلة وأَطْلَعَ الشجرُ أَوْرَقَ وأَطْلَعَ الزرعُ بدا وفي التهذيب طَلَعَ الزرعُ إِذا بدأَ يَطْلُع وظهَر نباتُه والطُّلَعاءُ مِثالُ الغُلَواء القَيْءُ وقال ابن الأَعرابي الطَّوْلَعُ الطُّلَعاءُ وهو القيْءُ وأَطْلَعَ الرجلُ إِطْلاعاً قاءَ وقَوْسٌ طِلاعُ الكَفِّ يملأُ عَجْسُها الكفّ وقد تقدم بيت أَوس بن حجر كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ وهذا طِلاعُ هذا أَي قَدْرُه وما يَسُرُّني به طِلاعُ الأَرض ذهباً ومنه قول الحسن لأَنْ أَعْلم أَنِّي بَرِيءٌ من النِّفاقِ أَحَبُّ إِليَّ من طِلاعِ الأَرض ذهباً وهو بِطَلْعِ الوادِي وطِلْعِ الوادي بالفتح والكسر أَي ناحيته أُجري مجرى وزْنِ الجبل قال الأَزهري نَظَرْتُ طَلْعَ الوادي وطِلْعَ الوادي بغير الباء وكذا الاطِّلاعُ النَّجاةُ عن كراع وأَطْلَعَتِ السماءُ بمعنى أَقْلَعَتْ والمُطَّلَعُ المَأْتى ويقال ما لهذا الأَمر مُطَّلَعٌ ولا مُطْلَعٌ أَي ما له وجه ولا مَأْتًى يُؤْتى إِليه ويقال أَين مُطَّلَعُ هذا الأَمر أَي مَأْتاه وهو موضع الاطِّلاعِ من إِشْرافٍ إِلى انْحِدارٍ وفي حديث عمر أَنه قال عند موته لو أَنَّ لي ما في الأَرض جميعاً لافْتَدَيْتُ به من هَوْلِ المُطَّلَعِ يريد به الموقف يوم القيامة أَو ما يُشْرِفُ عليه من أَمر الآخرة عَقِيبَ الموت فشبه بالمُطَّلَعِ الذي يُشْرَفُ عليه من موضع عالٍ قال الأَصمعي وقد يكون المُطَّلَعُ المَصْعَدَ من أَسفل إِلى المكان المشرف قال وهو من الأَضداد وفي الحديث في ذكر القرآن لكل حرْف حَدٌّ ولكل حدٍّ مُطَّلَعٌ أَي لكل حدٍّ مَصْعَدٌ يصعد إِليه من معرفة علمه والمُطَّلَعُ مكان الاطِّلاعِ من موضع عال يقال مُطَّلَعُ هذا الجبل من مكان كذا أَي مأْتاه ومَصْعَدُه وأَنشد أَبو زيد
( * قوله « وأنشد أبو زيد إلخ » لعل الأنسب جعل هذا الشاهد موضع الذي بعده وهو ما أنشده ابن بري وجعل ما أنشده ابن بري موضعه )
ما سُدَّ من مَطْلَعٍ ضاقَت ثَنِيَّتُه إِلاَّ وَجَدْت سَواءَ الضِّيقِ مُطَّلَعا وقيل معناه أَنَّ لكل حدٍّ مُنْتَهكاً يَنْتَهِكُه مُرْتَكِبُه أَي أَنَّ الله لم يحرِّم حُرْمةً إِلاَّ علم أَنْ سَيَطْلُعُها مُسْتَطْلِعٌ قال ويجوز أَن يكون لكل حدٍّ مَطْلَعٌ بوزن مَصْعَدٍ ومعناه وأَنشد ابن بري لجرير إني إِذا مُضَرٌ عليَّ تحَدَّبَتْ لاقَيْتُ مُطَّلَعَ الجبالِ وُعُورا قال الليث والطِّلاعُ هو الاطِّلاعُ نفسُه في قول حميد بن ثور فكانَ طِلاعاً مِنْ خَصاصٍ ورُقْبةً بأَعْيُنِ أَعْداءٍ وطَرْفاً مُقَسَّما قال الأَزهري وكان طِلاعاً أَي مُطالَعةً يقال طالَعْتُه طِلاعاً ومُطالَعةً قال وهو أَحسن من أَن تجعله اطِّلاعاً لأَنه القياس في العربية وقول الله عز وجل نارُ اللهِ المُوقَدةُ التي تَطَّلِع على الأَفْئِدةِ قال الفراءُ يَبْلُغُ أَلَمُها الأَفئدة قال والاطِّلاعُ والبُلوغُ قد يكونان بمعنى واحد والعرب تقول متى طَلَعْتَ أَرْضنا أَي متى بَلَغْت أَرضنا وقوله تطَّلع على الأَفئدة تُوفي عليها فَتُحْرِقُها من اطَّلعت إِذا أَشرفت قال الأَزهري وقول الفراء أَحب إِليَّ قال وإِليه ذهب الزجاج ويقال عافى الله رجلاً لم يَتَطَلَّعْ في فِيكَ أَي لم يتعقَّب كلامك أَبو عمرو من أَسماء الحية الطِّلْعُ والطِّلُّ وأَطْلَعْتُ إِليه مَعْروفاً مثل أَزْلَلْتُ ويقال أَطْلَعَني فُلان وأَرْهَقَني وأَذْلَقَني وأَقْحَمَني أَي أَعْجَلَني وطُوَيْلِعٌ ماء لبني تميم بالشَّاجِنةِ ناحِيةَ الصَّمَّانِ قال الأَزهري طُوَيْلِعٌ رَكِيَّةٌ عادِيَّةٌ بناحية الشَّواجِنِ عَذْبةُ الماءِ قريبة الرِّشاءِ قال ضمرة ابن ضمرة وأَيَّ فَتًى وَدَّعْتُ يومَ طُوَيْلِعٍ عَشِيَّةَ سَلَّمْنا عليه وسَلَّما
( * قوله « وأي فتى إلخ » أنشد ياقوت في معجمه بين هذين البيتين بيتاً وهو رمى بصدور العيس منحرف الفلا فلم يدر خلق بعدها أين يمما )
فَيا جازيَ الفِتْيانِ بالنِّعَمِ اجْزِه بِنُعْماه نُعْمَى واعْفُ إن كان مُجْرِما

( طمع ) الطَّمَعُ ضِدُّ اليَأْسِ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعلمن أَنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ وأَنَّ اليَأْسَ غِنًى طَمِعَ فيه وبه طَمَعاً وطَماعةً وطَماعِيةً مخفَّف وطَماعِيَّةً فهو طَمِعٌ وطَمُعٌ حَرَص عليه ورَجاه وأَنكر بعضهم التشديد ورجاٌ طامِعٌ وطَمِعٌ وطَمُعٌ من قوم طَمِعِينَ وطَماعَى وأَطْماعٍ وطُمَعاءَ وأَطْمَعَه غيره والمَطْمعُ ما طُمِعَ فيه والمَطْمَعةُ ما طُمِعَ من أَجْله وفي صفة النساء ابنةُ عشر مَطْمَعةٌ للناظِرين وامرأَة مِطْماعٌ تُطْمِعُ ولا تُمَكِّنُ من نفْسها ويقال إِنَّ قَوْلَ الخاضِعةِ من المرأَة لَمَطْمَعةٌ في الفَساد أَي مما يُطْمِعُ ذا الرِّيبةِ فيها وتَطْمِيعُ القَطْر حين يَبْدأُ فيَجِيء منه شيءٌ قليل سمي بذلك لأَنه يُطْمِعُ بما هو أَكثر منه أَنشد ابن الأَعرابي كأَنَّ حَدِيثَها تَطْمِيعُ قَطْرٍ يُجادُ به لأَصْداءٍ شِحاحِ الأَصْداءُ ههنا الأَبْدانُ يقول أَصْداؤُنا شِحاحٌ على حديثها والطَّمَعُ رِزْق الجُنْد وأَطْماع الجُند أَرزاقُهم يقال أَمَرَ لهم الأَميرُ بأَطماعِهم أَي بأَرزاقِهم وقيل أَوْقاتُ قَبْضِها واحدها طَمَعٌ قال ابن بري يقال طَمَعٌ وأَطْماعٌ ومَطْمَعٌ ومَطامِعُ ويقال ما أَطْمَعَ فلاناً على التعجُّب من طَمَعِه ويقال في التعجب طَمُعَ الرجلُ فلان بضم الميم أَي صار كثير الطَّمَعِ كقولك إِنه لَحَسُنَ الرجلُ وكذلك التعجب في كل شيء مضموم كقولك خَرُجَتِ المرأَةُ فلانة إِذا كانت كثيرة الخُروج وقَضُوَ القاضِي فلان وكذلك التعجب في كل شيء إِلاَّ ما قالوا في نِعْمَ وبِئْس رواية تروى عنهم غير لازمة لقياس التعجب جاءَت الرواية فيهما بالكسر لأَنَّ صور التعجب ثلاث ما أَحْسَنَ زيداً أَسْمِعْ به كَبُرَتْ كَلِمةً وقد شَذَّ عنها نِعْم وبِئْسَ

( طوع ) الطَّوْعُ نَقِيضُ الكَرْهِ طاعَه يَطُوعُه وطاوَعَه والاسم الطَّواعةُ والطَّواعِيةُ ورجل طَيِّعٌ أَي طائِعٌ ورجل طائِعٌ وطاعٍ مقلوب كلاهما مُطِيعٌ كقولهم عاقَني عائِقٌ وعاقٍ ولا فِعْل لطاعٍ قال حَلَفْتُ بالبَيْتِ وما حَوْلَه من عائِذٍ بالبَيْتِ أَوْ طاعِ وكذلك مِطْواعٌ ومِطْواعةٌ قال المتنخل الهذلي إِذا سُدْتَه سُدْت مِطْواعةً ومَهْما وكَلْتَ إِليه كَفاه الليحاني أَطَعْتُه وأَطَعْتُ له ويقال أَيضاً طِعْتُ له وأَنا أَطِيعُ طاعةً ولَتَفْعَلَنَّه طَوْعاً أَو كَرْهاً وطائِعاً أَو كارِهاً وجاء فلان طائعاً غير مُكْرَهٍ والجمع طُوَّعٌ قال الأَزهري من العرب من يقول طاعَ له يَطُوعُ طَوْعاً فهو طائعٌ بمعنى أَطاعَ وطاعَ يَطاعُ لغة جيدة قال ابن سيده وطاعَ يَطاعُ وأَطاعَ لانَ وانْقادَ وأَطاعَه إِطاعةً وانْطاعَ له كذلك وفي التهذيب وقد طاع له يَطُوعُ إِذا انقاد له بغير أَلِف فإِذا مضَى لأَمره فقد أَطاعَه فإِذا وافقه فقد طاوعه وأَنشد ابن بري للرَّقّاصِ الكلبي سِنانُ مَعَدٍّ في الحُرُوبِ أَداتُها وقد طاعَ مِنْهُمْ سادةٌ ودَعائِمُ وأَنشد للأَحوص وقد قادَتْ فُؤادي في هَواها وطاعَ لها الفُؤادُ وما عَصاها وفي الحديث فإِنْ هُمْ طاعُوا لك بذلك ورجل طَيِّعٌ أَي طائِعٌ قال والطاعةُ اسم من أَطاعَه طاعةً والطَّواعِيةُ اسم لما يكون مصدراً لطاوَعَه وطاوَعَتِ المرأَةُ زوجها طَواعِيةً قال ابن السكيت يقال طاعَ له وأَطاعَ سواء فمن قال طاع يقال يطاع ومن قال أَطاعَ قال يُطِيعُ فإِذا جئت إِلى الأَمر فليس إِلاَّ أَطاعَه يقال أَمَرَه فأَطاعَه بالأَلف طاعة لا غير وفي الحديث هَوًى مُتَّبَعٌ وشُحٌّ مُطاعٌ هو أَن يُطِيعَه صاحبُه في منع الحقوق التي أَوجبها الله عليه في ماله وفي الحديث لا طاعةَ في مَعْصِيةِ الله يريد طاعةَ وُلاةِ الأَمر إِذا أَمرُوا بما فيه معصية كالقتل والقطع أَو نحوه وقيل معناه أَن الطاعة لا تسلم لصاحبها ولا تخلُص إِذا كانت مشوبة بالمعصية وإِنما تصح الطاعة وتخلص مع اجتناب المعاصي قال والأَول أَشبه بمعنى الحديث لأَنه قد جاء مقيّداً في غيره كقوله لا طاعةَ لمخلوق في معصية الله وفي رواية في معصية الخالق والمُطاوَعةُ الموافقة والنحويون ربما سموا الفعل اللازم مُطاوِعاً ورجل مِطْواعٌ أَي مُطِيعٌ وفلان حسن الطَّواعِيةِ لك مثل الثمانية أَي حسن الطاعة لك ولسانه لا يَطُوعُ بكذا أَي لا يُتابِعُه وأَطاع النَّبْتُ وغيره لم يمتنع على آكله وأَطاعَ له المَرْتَعُ إِذا اتَّسَعَ له المرتع وأَمْكَنَه الرَّعْيُ قال الأَزهري وقد يقال في هذا الموضع طاعَ قال أَوس بن حجر كأَنَّ جِيادَهُنَّ بِرَعْنِ زُمٍّ جَرادٌ قد أَطاعَ له الوَراقُ أَنشده أَبو عبيد وقال الوَراقُ خُضْرَةُ الأَرض من الحشيش والنبات وليس من الورق وأَطاعَ له المَرْعَى اتَّسَعَ وأَمكن الرعْيُ منه قال الجوهري وقد يقال في هذا المعنى طاعَ له المَرْتَعُ وأَطاعَ التمرُ
( * قوله « وأطاع التمر إلخ » كذا بالأصل ) حانَ صِرامُه وأَدْرَك ثمره وأَمكن أَن يجتنى وأَطاع النخلُ والشجرُ إِذا أَدرك وأَنا طَوْعُ يَدِكَ أَي مُنْقادٌ لك وامرأَة طَوْعُ الضَّجِيعِ مُنْقادةٌ له قال النابغة فارْتاعَ مِنْ صَوْتِ كَلاَّبٍ فَباتَ له طَوْع الشَّوامِتِ مِنْ خَوْفٍ ومن صَرَدِ يعني بالشَّوامِتِ الكِلابَ وقيل أَراد بها القوائم وفي التهذيب يقال فلان طَوْعُ المكارِه إِذا كان معتاداً لها مُلَقًّى إِيّاها وأَنشد بيت النابغة وقال طوع الشوامت بنصب العين ورفعها فمن رفع أَراد بات له ما أَطاعَ شامِتُه من البرْدِ والخَوْف أَي بات له ما اشتَهى شامِتُه وهو طَوْعُه ومن ذلك تقول اللهم لا تُطِيعَنَّ بنا شامِتاً أَي لا تفعلْ بي ما يَشْتَهِيه ويُحِبُّه ومن نصب أَراد بالشَّوامِتِ قوائمه واحدتها شامِتةٌ تقول فبات الثوْرُ طَوْعَ قَوائِمِه أَي بات قائماً وفرس طَوْعُ العِنانِ سَلِسُه وناقة طَوْعةُ القِيادِ وطَوْعُ القِيادِ وطَيِّعةُ القِيادِ ليِّنة لا تُنازِعُ قائِدَها وتَطَوَّعَ للشيءِ وتَطَوَّعه كلاهما حاوَله والعرب تقول عَليَّ أَمْرةٌ مُطاعةٌ وطَوَّعَتْ له نفسُه قَتْلَ أَخِيه قال الأَخفش مثل طَوَّقَتْ له ومعناه رخّصت وسهّلت حكى الأَزهري عن الفراء معناه فَتابَعَتْ نفسُه وقال المبرد فطوَّعت له نفسه فَعَّلَتْ من الطوْع وروي عن مجاهد قال فطوَّعت له نفسه شَجَّعَتْه قال أَبو عبيد عنى مجاهد أَنها أَعانته على ذلك وأَجابته إِليه قال ولا أَدْرِي أَصله إِلاَّ من الطَّواعِيةِ قال الأَزهري والأَشبه عندي أَن يكون معنى طَوَّعَتْ سَمَحَتّْ وسهَّلت له نفسه قتل أَخيه أَي جعلت نفسُه بهواها المُرْدي قَتلَ أَخيه سهلاً وهَوِيَتْه قال وأَما على قول الفراء والمبرد فانتصاب قوله قتلَ أَخيه على إِفضاء الفعل إِليه كأَنه قال فطوَّعت له نفسه أَي انقادت في قتل أَخيه ولقتل أَخيه فحذف الخافض وأَفْضَى الفعلُ إِليه فنصبه قال الجوهري والاسْتِطاعةُ الطَّاقةُ قال ابن بري هو كما ذكر إِلاَّ أَنّ الاستطاعة للإِنسان خاصّة والإِطاقة عامة تقول الجمل مطيق لحِمْله ولا تقل مستطيع فهذا الفرق ما بينهما قال ويقال الفَرسُ صَبور على الحُضْر والاستطاعةُ القدرة على الشيء وقيل هي استفعال من الطاعة قال الأَزهري والعرب تحذف التاء فتقول اسْطاعَ يَسْطِيعُ قال وأَما قوله تعالى فما اسْطاعُوا أَن يظهروه فإِن أَصله استطاعوا بالتاء ولكن التاء والطاء من مخرج واحد فحذفت التاء ليخف اللفظ ومن العرب من يقول اسْتاعوا بغير طاء قال ولا يجوز في القراءة ومنهم من يقول أَسْطاعُوا بأَلف مقطوعة المعنى فما أَطاعُوا فزادوا السين قال قال ذلك الخليل وسيبويه عوضاً من ذهاب حركة الواو لأَن الأَصل في أَطاعَ أَطْوَعَ ومن كانت هذه لغته قال في المستقبل يُسْطِيعُ بضم الياء وحكي عن ابن السكيت قال يقال ما أَسطِيعُ وما أُسْطِيعُ وما أَسْتِيعُ وكان حمزة الزيات يقرأُ فما اسْطّاعوا بإِدغام الطاء والجمع بين ساكنين وقال أَبو إِسحق الزجاج من قرأَ بهذه القراءة فهو لاحن مخطئ زعم ذلك الخليل ويونس وسيبويه وجميع من يقول بقولهم وحجتهم في ذلك أَن السين ساكنة وإِذا أُدغمت التاء في الطاء صارت طاء ساكنة ولا يجمع بين ساكنين قال ومن قال أَطْرَحُ حركة التاء على السين فأَقرأُ فما أَسَطاعوا فخطأ أَيضاً لأَن سين استفعل لم تحرك قط قال ابن سيده واسْتَطاعَه واسْطاعَه وأَسْطاعَه واسْتاعَه وأَسْتاعَه أَطاقَه فاسْتَطاعَ على قياس التصريف وأَما اسْطاعَ موصولةً فعلى حذف التاء لمقارنتها الطاء في المخرج فاسْتُخِفَّ بِحذفها كما استخف بحذف أَحد اللامين في ظَلْتُ وأَما أَسْطاعَ مقطوعة فعلى أَنهم أَنابُوا السين منَابَ حركة العين في أَطاعَ التي أَصلها أَطْوَعَ وهي مع ذلك زائدة فإِن قال قائل إِنّ السين عوض ليست بزائدة قيل إِنها وإِن كانت عوضاً من حركة الواو فهي زائدة لأَنها لم تكن عوضاً من حرف قد ذهب كما تكون الهمزة في عَطاءٍ ونحوه قال ابن جني وتعقب أَبو العباس على سيبويه هذا القول فقال إِنما يُعَوَّضُ من الشيء إِذا فُقِدَ وذهب فأَما إِذا كان موجوداً في اللفظ فلا وجه للتعويض منه وحركة العين التي كانت في الواو قد نقلت إِلى الطاء التي هي الفاء ولم تعدم وإِنما نقلت فلا وجه للتعويض من شيء موجود غير مفقود قال وذهب عن أَبي العباس ما في قول سيبويه هذا من الصحة فإِمّا غالَطَ وهي من عادته معه وإِمّا زلّ في رأْيه هذا والذي يدل على صحة قول سيبويه في هذا وأَن السين عوض من حركة عين الفعل أَن الحركة التي هي الفتحة وإِن كانت كما قال أَبو العباس موجودة منقولة إِلى الفاء إِما فقدتها العين فسكنت بعدما كانت متحركة فوهنت بسكونها ولما دخلها من التَّهيُّؤ للحذف عند سكون اللام وذلك لم يُطِعْ وأَطِعْ ففي كل هذا قد حذف العين لالتقاء الساكنين ولو كانت العين متحركة لما حذفت لأَنه لم يك هناك التقاء ساكنين أَلا ترى أَنك لو قلت أَطْوَعَ يُطْوِعُ ولم يُطْوِعْ وأَطْوِعْ زيداً لصحت العين ولم تحذف ؟ فلما نقلت عنها الحركة وسكنت سقطت لاجتماع الساكنين فكان هذا توهيناً وضعفاً لحق العين فجعلت السين عوضاً من سكون العين الموهن لها المسبب لقلبها وحذفها وحركةُ الفاء بعد سكونها لا تدفع عن العين ما لحقها من الضعف بالسكون والتَّهيُّؤ للحذف عند سكون اللام ويؤكد ما قال سيبويه من أَن السين عوض من ذهاب حركة العين أَنهم قد عوضوا من ذهاب حركة هذه العين حرفاً آخر غير السين وهو الهاء في قول من قال أَهْرَقْتُ فسكن الهاء وجمع بينها وبين الهمزة فالهاء هنا عوض من ذهاب فتحة العين لأَن الأَصل أَرْوَقْتُ أَو أَرْيَقْتُ والواو عندي أَقيس لأَمرين أَحدهما أَن كون عين الفعل واواً أَكثر من كونها ياء فيما اعتلت عينه والآخر أَن الماء إِذا هريق ظهر جوهره وصفا فَراق رائيه فهذا أَيضاً يقوّي كون العين منه واواً على أَن الكسائي قد حكى راقَ الماءُ يَرِيقُ إِذا انْصَبّ وهذا قاطع بكون العين ياء ثم إِنهم جعلوا الهاء عوضاً من نقل فتحة العين عنها إِلى الفاء كما فعلوا ذلك في أَسطاع فكما لا يكون أَصل أَهرقت استفعلت كذلك ينبغي أَن لا يكون أَصل أَسْطَعْتُ اسْتَفْعَلْتُ وأَما من قال اسْتَعْتُ فإِنه قلب الطاء تاء ليشاكل بها السين لأَنها أُختها في الهمس وأَما ما حكاه سيبويه من قولهم يستيع فإِما أَن يكونوا أَرادوا يستطيع فحذفوا الطاء كما حذفوا لام ظَلْتُ وتركوا الزيادة كما تركوها في يبقى وإِما أَن يكونوا أَبدلوا التاء مكان الطاء ليكون ما بعد السين مهموساً مثلها وحكى سيبويه ما أَستتيع بتاءين وما أَسْتِيعُ وعدّ ذلك في البدل وحكى ابن جني استاع يستيع فالتاء بدل من الطاء لا محالة قال سيبويه زادوا السين عوضاً من ذهاب حركة العين من أَفْعَلَ وتَطاوَعَ للأَمر وتَطَوَّعَ به وتَطَوَّعَه تَكَلَّفَ اسْتِطاعَتَه وفي التنزيل فمن تَطَوَّعَ خيراً فهو خير له قال الأَزهري ومن يَطَّوَّعْ خيراً الأَصل فيه يتطوع فأُدغمت التاء في الطاء وكل حرف أَدغمته في حرف نقلته إِلى لفظ المدغم فيه ومن قرأَ ومن تطوّع خيراً على لفظ الماضي فمعناه للاستقبال قال وهذا قول حذاق النحويين ويقال تَطاوَعْ لهذا الأَمر حتى نَسْتَطِيعَه والتَّطَوُّعُ ما تَبَرَّعَ به من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه كأَنهم جعلوا التَّفَعُّلَ هنا اسماً كالتَّنَوُّطِ والمُطَّوِّعةُ الذين يَتَطَوَّعُون بالجهاد أُدغمت التاء في الطاء كما قلناه في قوله ومن يَطَّوَّعْ خيراً ومنه قوله تعالى والذين يلمزون المطَّوّعين من المؤمنين وأَصله المتطوعين فأُدغم وحكى أَحمد بن يحيى المطوِّعة بتخفيف الطاء وشد الواو وردّ عليه أَبو إِسحق ذلك وفي حديث أَبي مسعود البدري في ذكر المُطَّوِّعِينَ من المؤمنين قال ابن الأَثير أَصل المُطَّوِّعُ المُتَطَوِّعُ فأُدغمت التاء في الطاء وهو الذي يفعل الشيء تبرعاً من نفسه وهو تَفَعُّلٌ من الطّاعةِ وطَوْعةُ اسم

( طيع ) الطَّيْعُ لغة في الطوْع مُعاقِبةٌ

( ظلع ) الظَّلْعُ كالغَمْزِ ظَلَعَ الرجلُ والدابةُ في مَشْيِه يَظْلَعُ ظَلْعاً عَرَجَ وغمزَ في مَشْيِه قال مُدْرِكُ بن محصن
( * قوله « محصن » كذا في الأصل وفي شرح القاموس حصن )
رَغا صاحِبي بعد البُكاءِ كما رَغَتْ مُوَشَّمَةُ الأَطْرافِ رَخْصٌ عَرِينُها مِنَ الملْحِ لا تَدْرِي أَرِجْلٌ شِمالُها بها الظَّلْعُ لَمَّا هَرْوَلَتْ أَمْ يَمِينُها وقال كثيِّر وكنتُ كَذاتِ الظَّلْعِ لَمَّا تحامَلَتْ على ظَلْعِها يومَ العِثارِ اسْتَقَلَّتِ وقال أَبو ذؤَيب يذكر فرساً يَعْدُو به نَهِشُ المُشاشِ كأَنَّه صَدْعٌ سَلِيمٌ رَجْعُه لا يَظْلَعُ النَّهِيشُ المُشاشِ الخَفِيفُ القَوائِمِ ورَجْعُه عطْفُ يديه ودابّة ظالِعٌ وبِرْذَوْنٌ ظالِعٌ بغير هاء فيهما إِن كان مذكراً فعلى الفعل وإِن كان مؤنثاً فعلى النسب وقال الجوهريّ هو ظالِعٌ والأُنثى ظالعة وفي مَثَل ارْقَ على ظَلْعِكَ أَن يُهاضَا أَي ارْبَعْ على نفسك وافْعَلْ بقدر ما تُطِيقُ ولا تَحْمِلْ عليها أَكثر مما تطيق ابن الأَعرابي يقال ارْقَ على ظلْعِك فتقول رَقِيتُ رُقِيًّا ويقال ارْقَأْ على ظلعك بالهمز فتقول رَقَأْتُ ومعناه أَصْلِحْ أَمرَك أَوَّلاً ويقال قِ على ظَلْعِك فتجيبه وَقَيْتُ أَقي وَقْياً وروى ابن هانئ عن أَبي زيد تقول العرب ارْقَأْ على ظَلْعِكَ أَي كُفَّ فإِني عالم بمَساوِيكَ وفي النوادر فلان يَرْقَأُ على ظَلْعِه أَي يَسكُتُ على دائِه وعَيْبِه وقيل معنى قوله ارْقَ على ظَلْعِكَ أَي تَصَعَّدْ في الجبل وأَنت تعلم أَنك ظالِعٌ لا تُجْهِدُ نفسَك ويقال فرس مِظْلاعٌ قال الأَجْدَعُ الهَمْدانِيّ والخَيْلُ تَعْلَمُ أَنَّني جارَيْتُها بأَجَشَّ لا ثَلِبٍ ولا مِظْلاعِ وقيل أَصل قوله ارْبَعْ على ظَلْعِكَ من رَبَعْتُ الحجَر إِذا رَفَعْتَه أَي ارْفعْه بمقدار طاقتك هذا أَصله ثم صار المعنى ارْفُقْ على نفسك فيما تحاوله وفي الحديث فإِنه لا يَرْبَع على ظَلْعِكَ من ليس يَحْزُنه أَمرك الظلْع بالسكون العَرَجُ المعنى لا يقيم عليك في حال ضعفك وعرَجِك إِلا مَنْ يهتم لأَمرك وشأْنك ويُحْزِنُه أَمرُك وفي حديث الأَضاحِي ولا العَرْجاءُ البَيِّنُ ظَلَعُها وفي حديث عليّ يصف أَبا بكر رضي الله عنهما عَلَوْتَ إِذْ ظَلَعُوا أَي انْقَطَعُوا وتأَخَّروا لتَقْصِيرهِم وفي حديثه الآخر ولْيَسْتَأْنِ بِذاتِ النَّقْب
( * قوله « النقب » ضبط في نسخة من النهاية بالضم وفي القاموس هو بالفتح ويضم ) والظَّالِعِ أَي بذات الجَرَب والعَرْجاءِ قال ابن بري وقول بَعْثَر بنِ لقيط لا ظَلْعَ لي أَرْقِي عليه وإِنَّما يَرْقِي على رَثَياتِه المَنْكُوبُ أَي أَنا صحيح لا عِلَّة بي والظُّلاعُ يأْخذ في قوائِم الدّوابِّ والإِبل من غير سير ولا تعَب فَتظْلَعُ منه وفي الحديث أُعْطِي قوماً أَخافُ ظَلَعَهم هو بفتح اللام أَي مَيْلَهم عن الحق وضَعْفَ إِيمانهم وقيل ذَنْبَهم وأَصله داء في قوائم الدابة تَغْمِزُ منه ورجل ظالِعٌ أَي مائل مُذْنِبٌ وقيل المائل بالضاد وقد تقدم وظلَع الكلْبُ أَراد السِّفادَ وقد سَفِدَ وروى أَبو عبيد عن الأَصمعي في باب تأَخّر الحاجة ثم قضائها في آخر وقتها من أَمثالهم في هذا إِذا نام ظالِعُ الكلابِ قال وذلك أَن الظالِعَ منها لا يَقْدِرُ أَن يُعاطِلَ مع صِحاحِها لضعفه فهو يؤخر ذلك وينتظر فراغ آخرها فلا ينام حتى إِذا لم يبق منها شيء سَفِدَ حينئذ ثم ينام وقيل من أَمثال العرب لا أَفعل ذلك حتى ينام ظالِعُ الكلاب قال والظالع من الكلاب الصَّارِفُ يقال صَرَفَتِ الكلبةُ وظَلَعَتْ وأَجْعَلَتْ واسْتَجْعَلَتْ واسْتَطارَت إِذا اشتهت الفحل قال والظالع من الكلاب لا ينام فيضرب مثلاً للمُهْتَمِّ بأَمره الذي لا ينام عنه ولا يُهْمِلُه وأَنشد خالد بن زيد قول الحطيئة يُخاطِبُ خَيالَ امرأَةٍ طَرَقَه تَسَدَّيْتَنا من بعدِ ما نامَ ظالِعُ ال كِلابِ وأخْبى نارَه كلُّ مُوقِدِ ويروى وأَخْفى وقال بعضهم ظالع الكلاب الكلبة الصارِفُ يقال ظَلَعَت الكلبةُ وصَرَفَت لأَن الذكور يَتْبَعْنها ولا يَدَعْنَها تنام والظَّالِعُ المُتَّهَمُ ومنه قوله ظالِمُ الرَّبِّ ظالِعُ هذا بالظاء لا غير وقوله وما ذاكَ مِنْ جُرْمٍ أَتَيْتُهُمُ به ولا حَسَدٍ مِنِّي لَهُمْ يتَظَلَّعُ قال ابن سيده عندي أَن معناه يقوم في أَوْهامِهم ويَسْبِقُ إِلى أَفهامهم وظَلَعَ يَظْلَعُ ظَلْعاً مال قال النابغة أَتُوعِدُ عَبْداً لم يَخُنْكَ أَمانةً وتَتْرُكُ عَبْداً ظالِماً وهو ظالِعُ ؟ وظَلَعَتِ المرأَةُ عينَها كسَرَتْها وأَمالَتْها وقول رؤبة فإِنْ تَخالَجْنَ العُيُونَ الظُّلَّعا إِنما أَراد المَظْلُوعة فأَخرجه على النسب وظَلَعَتِ الأَرضُ بأَهلها تَظْلَعُ أَي ضاقتْ بهم من كثرتهم والظُّلَعُ جبل لِسُلَيْم وفي الحديث الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الذي لا يَنْقَطِعُ إِظْهارُ البِدَعِ المُضْلِعُ المُثْقِلُ وقد تقدم في موضعه قال ابن الأَثير ولو روي بالظاء من الظُّلْع العَرَجِ والغَمْزِ
( * قوله « من الظلع العرج والغمز » تقدم في مادة ضلع ضبط الظلع بتحريك اللام تبعاً لضبط نسخة النهاية )
لكان وجهاً

( عفرجع ) الأَزهري رجل عَفَرْجَعٌ سَيِّءُ الخُلُق

( عكنكع ) الأَزهري العَكَنْكَعُ الذكر من الغِيلانِ وقال غيره ويقال له الكَعَنْكَعُ الفراء الشيطان هو الكَعَنْكَعُ والعَكَنْكَعُ والقانُ قال الأَزهري العَكَنْكَعُ الخَبِيثُ من السَّعالي

( عوع ) الأَزهريّ قال الأَصمعي سمعت عَوْعاةَ القوم وغَوْغاتَهم إِذا سمعت لهم لجَبَةً وصوتاً

( عيع ) الأَزهري يقال عَيَّعَ القومُ تَعْييعاً إِذا عَيُوا عن أمرٍ قَصَدُوه وأَنشد حَطَطْتُ على شِقِّ الشِّمالِ وعَيَّعُوا حُطُوطَ رَباعٍ مُحْصِفِ الشَّدِّ قارِب وقال الحَطّ الاعتمادُ على السَّيْرِ

( فجع ) الفجيعة الرَّزِيّةُ المُوجِعةُ بما يَكْرُمُ فَجَعَه يَفْجَعُه فَجْعاً فهو مَفْجُوعٌ وفَجِيعٌ وفَجَّعَه وهي الفَجِيعةُ وكذلك التفْجِيعُ وفَجَعَتْه المُصِيبةُ أَي أَوْجَعَتْه والفَواجِعُ المَصائِبُ المُؤْلِمَةُ التي تَفْجَعُ الإِنسان بما يَعِزُّ عليه من مال أَو حَمِيم الواحدة فاجِعةٌ وفي التهذيب ودَهْرٌ فاجعٌ له حَمِيمٌ
( * كذا بالأصل ) قال لبيد فَجَّعَني الرَّعْدُ والصَّواعِقُ بال فارِسِ يَوْمَ الكَريهةِ النُّجُدِ ونزلت بفلان فاجِعةٌ والتَّفَجُّعُ التَّوَجُّعُ والتَّضَوُّر للرزيّةِ وتَفَجَّعَتْ له أَي تَوَجَّعَت والفاجِعُ الغُرابُ صفة غالبة لأَنه يَفْجَعُ لنَعْيِه بالبين ورجل فاجِعٌ ومُتَفَجِّعٌ لَهْفانُ مُتَأَسِّفٌ وميّت فاجِعٌ ومُفْجِعٌ جاء على أَفْجَع ولم يتكلم به

( فدع ) الفَدَعُ عَوَجٌ ومَيْلٌ في المَفاصِل كلِّها خِلْقةً أو داءٌ كأَنَّ المفاصل قد زالت عن مواضعها لا يُسْتطاعُ بَسْطُها معه وأَكثر ما يكون في الرُّسْغِ من اليد والقَدَمِ فَدِع فَدَعاً وهو أَفْدَعُ بَيِّنُ الفَدَعِ وهو المُعْوَجُّ الرُّسْغِ من اليد أَو الرجل فيكون منقلب الكفّ أَو القدم إِلى إِنْسِيِّهِما وأَنشد شمر لأَبي زبيد مقابِل الخَطْوِ في أَرْساغِه فَدَعُ ولا يكون الفَدَعُ إِلا في الرسغ جُسْأَةً فيه وأَصل الفَدَعِ الميل والعَوَجُ فكيفما مالَتِ الرجْلُ فقد فَدِعَتْ والأَفْدَعُ الذي يمشي على ظهر قدمه وقيل هو الذي ارْتَفَعَ أَخْمَصُ رجلِه ارتفاعاً لو وطئ صاحبها على عُصْفور ما آذاه وفي رجله قَسَطٌ وهو أن تكون الرجل مَلْساءَ الأَسْفَلِ كأَنها مالَج وأَنشد أَبو عَدْنانَ يومٌ مِن النَّثْرةِ أَو فَدْعائِها يُخْرِجُ نَفسَ العَنْز مِنْ وَجْعائِها قال يعني بفَدْعائِها الذراع يُخْرِجُ نفْس العنز من شدّة القُرِّ وقال ابن شميل الفَدَعُ في اليَدَيْنِ تَراه يَطَأُ على أُمِّ قِرْدانِه فَيَشْخَصُ صَدْرُ خُفِّه جمَل أَفْدَعُ وناقة فَدْعاءُ وقيل الفَدَع أَن تَصْطَكَّ كعباه وتَتَباعَدَ قدماه يميناً وشِمالاً وفي حديث ابن عمر أَنه مضى إِلى خَيْبَر فَفَدَعَه أَهلها الفَدَعُ بالتحريك زيغ بين القدم وبين عظم الساق وكذلك في اليد وهو أَن تزول المفاصل عن أَماكِنها وفي صفة ذي السُّوَيْقَتَيْنِ الذي يَهْدِمُ الكعبة كأَني به أُفَيْدِعَ أُصَيْلِعَ أُفَيْدِعُ تصغير أَفْدَعَ والفَدَعةُ موضع الفَدَعِ والأَفْدَعُ الظليم لانحراف أَصابعه صفة غالبة وكلُّ ظَلِيمٍ أَفْدَعُ لأَنَّ في أَصابعه اعوجاجاً وسَمْكٌ أَفْدَعُ مائِلٌ على المثل قال رؤبة عن ضَعْفِ أَطْنابٍ وسَمْكٍ أَفْدَعا فجعل السمْكَ المائِلَ أَفْدَعَ وفي الحديث أَنه دعا على عُتَيْبةَ بن أَبي لهَب فَضَغَمَه الأَسد ضَغْمةً فَدَعَته الفَدْعُ الشدْخُ والشَّقُّ اليَسِيرُ وفي الحديث في الذبْح بالحَجَر إِنْ لم يَفْدَعِ الحُلْقُومَ فكلْ لأَن الذبح بالحجر يَشْدَخُ الجلد وربما لا يَقْطَعُ الأَوْداجَ فيكون كالموْقُوذ وفي حديث ابن سيرين سئل عن الذبيحة بالعُود فقال كلْ ما لم يَفْدَعْ يريد ما قَدّ بحدّه فكله وما قدّ بِثِقَله فلا تأْكُلْه ومنه الحديث إِذاً تَفْدَعُ قُرَيْشٌ الرأْسَ

( فرع ) فَرْعُ كلّ شيء أَعْلاه والجمع فُرُوعٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك وفي حديث افْتِتاحِ الصلاة كان يَرْفَعُ يديه إِلى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ أَي أَعالِيها وفَرْعُ كل شيء أَعلاه وفي حديث قيام رمضان فما كنا نَنْصَرِفُ إِلا في فُرُوعِ الفجْر ومنه حديث ابن ذي المِشْعارِ على أَن لهم فِراعَها الفِراعُ ما عَلا من الأَرض وارْتَفَعَ ومنه حديث عطاء وسئل ومن أَين أَرْمِي الجمرتين ؟ فقال تَفْرَعُهما أَي تَقِفُ على أَعْلاهما وتَرْمِيهما وفي الحديث أيُّ الشجَرِ أَبْعَدُ من الخارِفِ ؟ قالوا فَرْعُها قال وكذلك الصفُّ الأَوَّلُ وقوله أَنشده ثعلب مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكب المَعْج بَعْدَما يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ إِنما يريد أَعالِيَهما وقَوْسٌ فَرْعٌ عُمِلَتْ من رأْس القَضِيبِ وطرَفه الأَصمعي من القِسِيّ القَضِيبُ والفَرْعُ فالقضيب التي عملت من غُصْنٍ واحد غير مشقوق والفَرْعُ التي عملت من طرف القضيب وقال أَبو حنيفة الفَرْعُ من خير القِسِيِّ يقال قَوْسٌ فَرْعٌ وفَرْعةٌ قال أَوس على ضالةٍ فَرْعٍ كأَنَّ نَذِيرها ِذا لَمْ تُخَفِّضْه عن الوَحْشِ أَفْكَلُ يقال قوس فرْع أَي غيرُ مَشْقوقٍ وقوسٌ فِلْقٌ أَي مشقوق وقال أَرْمي عليها وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ وفَرَعْتُ رأْسَه بالعَصا أَي عَلَوْته وبالقاف أَيضاً وفَرَعَ الشيءَ يَفْرَعُه فَرْعاً وفُرُوعاً وتَفَرَّعَه عَلاه وقيل تَفَرَّعَ فلانٌ القومَ عَلاهم قال الشاعر وتَفَرَّعْنا مِنَ ابْنَيْ وائِلٍ هامةَ العِزِّ وجُرْثُومَ الكَرَمْ وفَرَعَ فلان فلاناً عَلاه وفَرع القومَ وتَفَرَّعهم فاقَهم قال تُعَيِّرُني سَلْمَى وليسَ بِقَضْأَةٍ ولَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَى تَفَرَّعْتُ دارما والفَرْعةُ رأْسُ الجبل وأَعْلاه خاصّة وجمعها فِراعٌ ومنه قيل جبل فارِعٌ ونَقاً فارِعٌ عالٍ أَطْوَلُ مما يَلِيهِ ويقال ائْتِ فَرْعةً من فِراعِ الجبل فانْزِلْها وهي أَماكنُ مرتفعة وفارعةُ الجبل أَعلاه يقال انزل بفارِعة الوادي واحذر أَسفَله وتِلاعٌ فَوارِعُ مُشْرِفاتُ المَسايِلِ وبذلك سميت المرأَة فارِعةً ويقال فلان فارِعٌ ونَقاً فارِعٌ مُرْتَفِعٌ طويل والمُفْرِعُ الطويلُ من كل شيء وفي حديث شريح أَنه كان يجعل المُدَبَّر من الثلث وكان مسروق يجعله الفارِعَ من المال والفارِعُ المُرْتَفِعُ العالي الهَيِّءُ الحَسَنُ والفارِعُ العالي والفارِعُ المُسْتَفِلُ وفي الحديث أَعْطى يومَ حُنَيْنٍ
( * قوله « أعطى يوم حنين إلخ » كذا بالأصل وفي نسخة من النهاية اعطى العطايا إلخ )
فارِعةً من الغَنائِمِ أَي مُرْتَفِعة صاعِدة من أَصلها قبل أَن تُخَمَّسَ وفَرَعةُ الجُلّة أَعلاها من التمر وكَتِفٌ مُفْرِعةٌ عالية مُشْرِفة عريضة ورجل مُفْرِعُ الكتِف أَي عَرِيضُها وقيل مرتفعها وكل عالٍ طويلٍ مُفْرِعٌ وفي حديث ابن زِمْلٍ يَكادُ يَفْرَعُ الناسَ طُولاً أَي يَطُولُهم ويَعْلُوهم ومنه حديث سودةَ كانت تَفْرَعُ الناسَ
( * قوله « تفرع الناس » كذا بالأصل وفي نسخة من النهاية النساء ) طُولاً وفَرْعةُ الطريقِ وفَرَعَتُه وفَرْعاؤُه وفارِعَتُه كله أَعلاه ومُنْقَطَعُه وقيل ما ظهر منه وارتفع وقيل فارِعتُه حواشِيه والفُرُوعُ الصُّعُود وفَرَعْتُ رأْسَ الجبَلِ عَلَوْتُه وفَرَعَ رأْسَه بالعَصا والسيف فَرْعاً عَلاه ويقال هو فَرْعُ قَوْمِه للشريف منهم وفَرَعْتُ قوْمي أَي عَلَوْتُهم بالشرَف أَو بالجَمالِ وأَفْرَعَ فلانٌ طالَ وعَلا وأَفْرَعَ في قومِه وفَرَّعَ طال قال لبيد فأَفْرَعَ بالرِّبابِ يَقُودُ بُلْقاً مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عن السِّخالِ شبَّه البَرْقَ بالخيل البُلْقِ في أَوّلِ الناسِ وتَفَرَّعَ القومَ رَكِبَهم بالشتْمِ ونحوه وتَفَرَّعهم تزوَّجَ سيِّدةَ نِسائِهم وعُلْياهُنَّ يقال تَفَرَّعْتُ ببني فلان تزوَّجْتُ في الذُّرْوةِ منهم والسَّنامِ وكذلك تَذَرَّيْتُهم وتنَصَّيْتُهم وفَرَّعَ وأَفْرَعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ قال رجل من العرب لَقِيتُ فلاناً فارِعاً مُفْرِعاً يقول أَحدُنا مُصَعِّدُ والآخَرُ مُنْحَدِرٌ قال الشماخ في الإِفْراعِ بمعنى الانْحِدارِ فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي لا يُدْرِكَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدي إِفْراعي انْحِداري ومثله لبشر إِذا أَفْرَعَتْ في تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بها ومَن يَطْلُبِ الحاجاتِ يُفْرِعْ ويُصْعِد وفَرَّعْتُ في الجبل تَفْرِيعاً أَي انْحَدَرْتُ وفَرَّعْتُ في الجبل صَعَّدْتُ وهو من الأَضداد وروى الأَزهري عن أَبي عمرو فَرَّعَ الرجُلُ في الجبل إِذا صَعَّدَ فيه وفَرَّعَ إِذا انْحَدَرَ وحكى ابن بري عن أَبي عبيد أَفْرَعَ في الجبل صَعَّدَ وأَفْرَعَ منه نزل قال معن بن أَوس في التفريع بمعنى الانحدار فسارُوا فأَمّا جُلُّ حَيِّي فَفَرَّعُوا جَمِيعاً وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فَصَعَّدُوا قال شمر وأَفْرَعَ أَيضاً بالمعنيين ورواه فأَفْرَعوا أَي انحدروا قال ابن بري وصواب إِنشاد هذا البيت فَصَعَّدا لأَنّ القافيةَ منصوبة وبعده فَهَيْهاتَ مِمَّن بالخَوَرْنَقِ دارُه مُقِيمٌ وحَيٌّ سائِرٌ قد تَنَجَّدا وأَنشد ابن بري بيتاً آخر في الإِصْعاد إِنِّي امْرُؤٌ من يَمانٍ حين تَنْسُبُني وفي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْوِيبي قال والإِفْراعُ هنا الإِصعادُ لأَنه ضَمَّه إِلى التصويبِ وهو الانْحِدارُ وفَرَّعْتَ إِذا صَعَّدْتَ وفَرَّعْتَ إِذا نزلت قال ابن الأَعرابي فَرَّعَ وأَفْرعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ من الأَضْداد قال عبد الله بن همّام السّلُولي فإِمّا تَرَيْني اليَوْمَ مُزْجِي ظَعينَتي أُصَعِّدُ سِرًّا في البِلادِ وأُفْرِعُ
( * قوله « سراً » تقدم انشاده في صعد سيراً وأنشده الصحاح هناك طوراً )
وفَرعَ بالتخفيف صَعَّدَ وعَلا عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَقولُ وقد جاوَزْنَ مِنْ صَحْنِ رابِغٍ صَحاصِحَ غُبْراً يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها وأَصْعَدَ في لُؤْمِه وأَفْرَعَ أَي انحَدَرَ وبئس ما أَفْرَعَ به أَي ابتدأَ ابن الأَعرابي أَفْرَعَ هَبَطَ وفَرَّعَ صَعَّدَ والفَرَعُ والفَرَعَةُ بفتح الراء أَوَلُ نتاج الإِبل والغنم وكان أَهل الجاهلية يذبحونه لآلِهتهم يَتَبَرَّعُون بذلك فنُهِيَ عنه المسلمون وجمع الفَرَعِ فُرُعٌ أَنشد ثعلب كَغَرِيّ أَجْسَدَتْ رأْسه فُرُعٌ بَيْنَ رئاسٍ وحَامِ رئاس وحام فحلانِ وفي الحديث لا فَرَعَ ولا عَتِيرةَ تقول أَفْرَعَ القومُ إِذا ذبحوا أَوَّلَ ولدٍ تُنْتَجُه الناقة لآلِهتهم وأَفْرَعُوا نُتِجُوا والفرَعُ والفَرَعةُ ذِبْح كان يُذْبَحُ إِذا بلت الإِبل ما يتمناه صاحبها وجمعهما فِراعٌ والفَرَعُ بعير كان يذبح في الجاهلية إِذا كان للإِنسان مائة بعير نحر منها بعيراً كل عام فأَطْعَمَ الناسَ ولا يَذُوقُه هو ولا أَهلُه وقيل إِنه كان إِذا تمت له إِبله مائة قدَّم بكراً فنحره لصنمه وهو الفَرَع قال الشاعر إِذْ لا يَزالُ قَتِيلٌ تَحْتَ رايَتِنا كما تَشَحَّطَ سَقْبُ الناسِكِ الفَرَعُ وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإِسلام ثم نسخ ومنه الحديث فَرِّعُوا إِن شئتم ولكن لا تَذْبَحوه غَراةً حتى يَكْبَرَ أَي صغيراً لحمه كالغَراة وهي القِطْعة من الغِراء ومنه الحديث الآخر أَنه سئل عن الفَرَعِ فقال حق وأَن تتركه حتى يكون ابن مخاضٍ أَو ابن لَبُونٍ خير من أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بِوَبَرِه وقيل الفَرَعُ طعام يصنع لنَتاجِ الإِبل كالخُرْسِ لولادِ المرأَة والفَرَعُ أَن يسلخ جلد الفَصِيلِ فيُلْبَسَه آخَرُ وتَعْطِفَ عليه سِوَى أُمه فَتَدِرَّ عليه قال أَوس بن حجر يذكر أَزْمةً في شدَّة برد وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ ال أَقوام سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعا أَراد مُجَلَّلاً جِلْدَ فَرَعٍ فاختصر الكلام كقوله واسأَلِ القرية أَي أَهل القرية ويقال قد أَفْرَعَ القومُ إِذا فعلت إِبلهم ذلك والهَيْدَبُ الجافي الخِلْقة الكثيرُ الشعر من الرجال والعَبامُ الثَّقِيلُ والفَرَعُ المال الطائلُ المُعَدّ قال فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ مِنْ فَرْعِه مالاً ولا المَكْسِرِ أَراد من فَرَعِه فسكن للضرورة والمَكْسرُ ما تَكَسَّرَ من أَصل ماله وقيل إِنما الفَرْعُ ههنا الغُصْنُ فكنى بالفَرْعِ عن حديث ماله وبالمَكْسِرِ عن قديمه وهو الصحيح وأَفْرَعَ الوادي أَهلَه كَفاهُم وفارَعَ الرجلَ كفاه وحَمَلَ عنه قال حسان بن ثابت وأُنشِدُكُمْ والبَغْيُ مُهْلِكُ أَهْلِه إِذا الضَّيْفُ لم يُوجَدْ له مَنْ يُفارِعُهْ والفَرْعُ الشعر التام والفَرَعُ مصدر الأَفْرَعِ وهو التامُّ الشعَر وفَرِعَ الرجلُ يَفْرَعُ فَرَعاً وهو أَفْرَعُ كثر شعَره والأَفْرَعُ ضِدُّ الأَصْلَعِ وجمعهما فُرْعٌ وفُرْعانٌ وفَرْعُ المرأَة شعَرُها وجعه فُرُوعٌ وامرأَة فارِعةٌ وفَرْعاءُ طويلة الشعر ولا يقال للرجل إِذا كان عظيم اللحية والجُمَّة أَفْرَعُ وإِنما يقال رجل أَفْرَعُ لضدّ الأَصْلَع وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أَفْرَعَ ذا جُمَّة وفي حديث عمر قيل الفُرْعانُ أَفضَلُ أَمِ الصُّلْعانُففقال الفُرعان قيل فأَنت أَصْلَعُ الأَفْرَعُ الوافي الشعر وقيل الذي له جُمَّةٌ وتَفَرَّعَتْ أَغصانُ الشجرة أَي كثرت والفَرَعَةُ جِلدةٌ تزاد في القِرْبة إِذا لم تكن وفْراء تامة وأَفرَعَ به نزل وأَفرَعْنا بفلان فما أَحْمَدناه أَي نَزَلْنا به وأَفْرَعَ بنو فلان أَي انتجعوا في أَوّل الناس وفَرَعَ الأَرض وأَفْرَعَها وفرَّع فيها جوَّل فيها وعَلِمَ عِلْمَها وعَرَفَ خَبَرَها وفَرعَ بين القوم يَفْرَعُ فَرْعاً حَجَزَ وأَصلَح وفي الحديث أَن جاريتين جاءتا تَشْتَدّانِ إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فأَخذتا بركبتيه فَفَرَعَ بينهما أَي حَجَزَ وفرَّق ويقال منه فرَّع يُفَرِّعُ أَيضاً وفَرَّع بين القوم وفرَّقَ بمعنى واحد وفي الحديث عن أَبي الطفيل قال كنت عند ابن عباس فجاءه بنو أَبي لهب يختصمون في شيء بينهم فاقْتَتَلُوا عنده في البيت فقام يُفَرِّعُ بينهم أَي يَحْجُزُ بينهم وفي حديث علقمة كان يُفَرِّعُ بيْن الغنم أَي يُفَرِّقُ قال ابن الأَثير وذكره الهرويّ في القاف وقال قال أَبو موسى وهو من هَفَواته والفارِعُ عَوْنُ السلطانِ وجمعه فَرَعةٌ وهو مثل الوازِعِ وأَفْرَعَ سفَره وحاجَته أَخذ فيهما وأَفْرَعُوا من سفَره قدموا وليس ذلك أَوانَ قدومهم وفرَعَ فرسَه يَفْرَعُه فَرْعاً كبَحَه وكَفَّه وقَدَعَه قال أَبو النجم بِمُفْرَعِ الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَطَلُهْ نفْرَعُه فَرْعاً ولسْنا نَعْتِلُهْ
( * قوله « بمفرع إلخ » سيأتي إِنشاده في مادة عتل )
من مفرع الكتفين حر عطله شمر استفْرَعَ القومُ الحديثَ وافْتَرَعُوه إِذا ابتَدَؤوه قال الشاعر يرثي عبيد بن أَيوب ودلَّهْتَنِي بالحُزْنِ حتى تَرَكْتَنِي إِذا اسْتَفْرَعَ القومُ الأَحاديثَ ساهِيا وأَفرَعَتِ المرأَةُ حاضَتْ وأفْرَعَها الحَيْضُ أَدْماها وأَفْرَعَتْ إِذا رأَت دماً قَبْلَ الولادة والإِفْراعُ أَوّلُ ما تَرَى الماخِضُ من النساء أَو الدوابّ دماً وأَفْرَعَ لها الدمُ بدا لها وأَفْرَعَ اللِّجامُ الفرسَ أَدْماه قال الأَعشى صَدَدْت عن الأَعْداءِ يومَ عُباعِبٍ صُدُودَ المَذاكي أَفْرَعَتْها المَساحِلُ المَساحِلُ اللُّجُمُ واحدها مِسْحَلٌ يعني أَنَّ المَساحِل أَدْمَتْها كما أَفْرَعَ الحيضُ المرأَةَ بالدم وافْتَرَعَ البِكْرَ اقْتَضَّها والفُرْعةُ دمها وقيل له افْتِراعٌ لأَنه أَوّلُ جِماعِها وهذا أَول صَيْدٍ فَرَعَه أَي أَراقَ دمه قال يزيد بن مرة من أَمثالهم أَوّلُ الصيْدِ فَرَعٌ قال وهو مُشَبَّه بأَوَّلِ النِّتاجِ والفَرَعُ القِسْمُ وخَصَّ به بعضهم الماء وأُفْرِعَ بسيد بني فلان أُخِذَ فقتل وأَفْرَعَتِ الضَّبُعُ في الغنم قتلتها وأَفْسَدَتْها أَنشد ثعلب أَفْرَعْتِ في فُرارِي كأَنَّما ضِرارِي أرَدْتِ يا جَعارِ وهي أَفْسَدُ شيء رُؤيَ والفُرارُ الضأْن وأَما ما ورد في الحديث لا يَؤُمَّنَّكُمْ أنْصَرُ ولا أَزَنّ ولا أَفْرَعُ الأَفْرَعُ ههنا المُوَسْوِسُ والفَرَعةُ القَمْلةُ العظيمة وقيل الصغيرةُ تسكن وتحرك وبتصغيرها سميت فُرَيْعةُ وجمعها فِراعٌ وفَرْعٌ وفَرَعٌ والفِراعُ الأَوْدِيةُ والفَوارِعُ موضعٌ وفارِعٌ وفُرَيْعٌ وفُرَيْعةُ وفارِعةُ كلها أَسماء رجال وفارِعة اسم امرأَة وفُرْعانُ اسم رجل ومَنازِلُ بن فُرْعانَ من رهط الأَحْنَف بن قَيْسٍ والأَفْرَعُ بطن من حِمْيَرٍ وفَرْوَعٌ موضع قال البريق الهذلي وقَدْ هاجَنِي مِنْها بِوَعْساءِ فَرْوَعٍ وأَجْزاعِ ذي اللَّهْباءِ مَنْزِلةٌ قَفْرُ وفارِعٌ حِصْنٌ بالمدينة يقال إِنه حصن حسّان بن ثابت قال مِقْيَسُ بن صُبابةَ حين قَتَلَ رجلاً من فِهْرٍ بأَخيه قَتَلْتُ به فِهْراً وحَمَّلْتُ عَقْلَه سَراةَ بَني النّجّارِ أَرْبابَ فارِعِ وأَدْرَكْتُ ثَأْرِي واضْطَجَعْتُ مُوَسشَّداً وكُنْتُ إِلى الأَوْثانِ أَوّلَ راجِعِ والفارِعانِ اسم أَرض قال الطِّرِمّاحُ ونَحْنُ أَجارَتْ بِالأُقَيْصِرِ هَهُنا طُهَيَّةُ يَوْمَ الفارِعَيْنِ بِلا عَقْدِ والفُرْعُ موضع وهو أَيضاً ماء بِعَيْنِه عن ابن الأَعرابي وأَنشد تَرَبَّعَ الفُرْع بِمَرْعًى مَحْمُود وفي الحديث ذكر الفُرْع بضم الفاء وسكون الراء وهو موضع بين مكة والمدينة وفُرُوعُ الجَوْزاءِ أَشدّ ما يكون من الحَرّ قال أَبو خِراشٍ وظَلَّ لَنا يَوْمٌ كأَنَّ أُوارَه ذَكا النّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِيلُ قال وقرأْته على أَبي سعيد بالعين غير معجمة قال أَبو سعيد في قول الهذلي وذَكَّرَها فَيْحُ نَجْمِ الفُرو عِ مِنْ صَيْهَبِ الحَرِّ بَرْدَ الشَّمال قال هي فُروعُ الجَوْزاءِ بالعين وهو أَشدّ ما يكون من الحر فإِذا جاءت الفروغُ بالغين وهي من نُجُوم الدّلْو كان الزمان حينئذ بارداً ولا فَيْحَ يومئذ

( فرذع ) الفَرْذَعُ المرأَة البَلْهاء

( فرقع ) الفَرْقَعَةُ تَنْقِيضُ الأَصابع وقد فَرْقَعَها فَتَفَرْقَعَتْ وفي حديث مجاهد كَرِهَ أَن يُفَرْقِعَ الرجل أَصابعه في الصلاة فَرْقَعهُ الأَصابِعِ غَمْزُها حتى يُسْمَعَ لمفاصلها صوت والمصدر الافْرِنْقاعُ والفَرْقَعةُ في الأَصابع والتَّفْقِيعُ واحد والفَرْقَعةُ الصوت بين شيئين يُضْرَبان والفُرْقُعةُ الاست كالقُرْفُعةِ والفِرْقاعُ الضَّرِطُ وفي الأَزهري يقال سمعت لرجله صَرْقَعةً وفَرْقَعةً بمعنى واحد وقال تَقَرْعَفَ وتَفَرْقَعَ إِذا انْقَبَضَ وفي كلام عيسى بن عمر افْرَنْقِعُوا عني أَي انْكَشِفُوا وتَنَحَّوْا عني قال ابن الأَثير أَي تحوَّلوا وتَفَرَّقُوا قال والنون زائدة

( فزع ) الفَزَعُ الفَرَقُ والذُّعْرُ من الشيء وهو في الأَصل مصدرٌ فَزِعَ منه وفَزَعَ فَزَعاً وفَزْعاً وفِزْعاً وأَفْزَعه وفَزَّعَه أَخافَه ورَوَّعَه فهو فَزِعٌ قال سلامة كُنَّا إِذا ما أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ كانَ الصُّراخُ له قَرْعَ الظّنابِيبِ والمَفْزَعةُ بالهاء ما يُفْزَعُ منه وفُزِّعَ عنه أَي كُشِفَ عنه الخوف وقوله تعالى حتى إِذا فُزِّعَ عن قلوبهم عدّاه بعن لأَنه في معنى كُشِفَ الفَزَعُ ويُقرأُ فَزَّعَ أَي فزَّع الله وتفسير ذلك أَن ملائكة السماء كان عهدهم قد طال بنزول الوحي من السموات العلا فلما نزل جبريل إِلى النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي أَوّلَ ما بُعث ظنت الملائكة الذين في السماء أَنه نزل لقيام الساعة فَفَزِعَت لذلك فلما تقرّر عندهم أَنه نزل لغير ذلك كُشِفَ الفَزَعُ عن قلوبهم فأَقبلوا على جبريل ومن معه من الملائكة فقال كل فريق منهم لهم ماذا قال ربكم فسأَلَتْ لأَيّ شيء نزل جبريل عليه السلام قالوا الحقّ أَي قالوا قال الحَقَّ وقرأَ الحسن فُزِعَ أَي فَزِعَتْ من الفَزَعِ وفي حديث عمرو بن معديكرب قال له الأَشعث لأُضْرِطَنَّكَ فقال كلا إِنها لَعَزُومٌ مُفَزَّعةٌ أَي صحيحة تَنْزِلُ بها
( * قوله « تنزل بها » هذا تعبير ابن الاثير ) الأَفْزاعُ والمُفَزَّعُ الذي كُشِفَ عنه الفَزَعُ وأُزِيلَ ورجل فَزِعٌ ولا يكسر لقلة فَعِلٍ في الصفة وإِنما جمعه بالواو والنون وفازِعٌ والجمع فَزَعةٌ وفَزَّاعةٌ كثير الفَزَعِ وفَزَّاعةُ أَيضاً يُفَزِّعُ الناسَ كثيراً وفازَعَه فَفَزَعَه يَفْزَعُه صار أَشدَّ فَزَعاً منه وفَزِعَ إِلى القوم استغاثهم وفَزِعَ القومَ وفَزَعَهم فَزْعاً وأَفْزعَهم أَغاثَهم قال زهير إِذا فَزِعُوا طارُوا إِلى مُسْتَغِيثِهمْ طِوالَ الرِّماحِ لا ضِعافٌ ولا عُزْلُ وقال الكَلْحَبةُ اليَرْبُوعيُّ واسمه هبيرة بن عبد مناف والكَلْحَبةُ أُمُّه فقُلْتُ لكَأْسٍ أَلْجِمِيها فإِنَّما حَلَلْتُ الكَثِيبَ من زَرُودٍ لأَفْزَعا
( * قوله « حللت إلخ » في شرح القاموس نزلنا ولنفزعا وهو المناسب لما بعده من الحل )
أَي لِنُغِيثَ ونُصْرِخَ مَنِ اسْتَغاثَ بنا مثله للراعي إِذا ما فَزِعْنا أَو دُعِينا لِنَجْدةٍ لَبِسْنا عليهنّ الحَدِيدَ المُسَرَّدا فقوله فَزِعْنا أَي أَغَثنا وقول الشاعر هو الشَّمّاخُ إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرّاتُها فَزِعَتْ أَعْقابُ نَيٍّ على الأَثْباجِ مَنْضُودِ يقول إِذا قل لبن ضَرّاتها نَصَرَتْها الشُّحومُ التي على ظهورها وأَغاثَتْها فأَمدّتْها باللبن ويقال فلان مَفْزَعةٌ بالهاء يستوي فيه التذكير والتأْنيث إِذا كان يُفْزَعُ منه وفَزِعَ إِليه لَجَأَ فهو مَفْزَعٌ لمن فَزِعَ إِليه أَي مَلْجَأٌ لمن التَجَأَ إِليه وفي حديث الكسوف فافْزَعُوا إِلى الصلاة أي الجَؤُوا إِليها واستَعِينُوا بها على دَفْعِ الأَمرِ الحادِثِ وتقول فَزِعْتُ إِليك وفَزِعْتُ مِنْكَ ولا تقل فَزِعْتُكَ والمَفْزَعُ والمَفْزَعةُ الملجأ وقيل المفزع المستغاث به والمفزعة الذي يُفزع من أَجله فرقوا بينهما قال الفراء المُفَزَّعُ يكون جَباناً ويكون شُجاعاً فمن جعله شجاعاً مفعولاً به قال بمثله تُنْزَلُ الأَفزاع ومن جعله جباناً جعله يَفْزَعُ من كل شيء قال وهذا مثل قولهم للرجل إِنه لَمُغَلَّبٌ وهو غالبٌ ومُغَلَّبٌ وهو مغلوبٌ وفلان مَفْزَعُ الناسِ وامرأَة مَفْزَعٌ وهم مَفْزَعٌ معناه إِذا دَهَمَنا أَمر فَزِعْنا إِليه أَي لَجَأْنا إِليه واستغثنا به والفَزَعُ أََيضاً الإِغاثةُ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأَنصار إِنكم لتكثرون عند الفَزَعِ وتَقِلُّونَ عند الطمَعِ أَي تكثرون عند الإِغاثة وقد يكون التقدير أيضاً عند فَزَعِ الناس إِليكم لتُغِيثُوهم قال ابن بري وقالوا فَزَعْتُه فَزْعاً بمعنى أَفْزَعْتُه أَي أَغَثْتُه وهي لغة ففيه ثلاث لغات فَزِعتُ القومَ وفَزَعْتُهم وأَفزَعْتُهم كل ذلك بمعنى أَغَثْتُهم قال ابن بري ومما يُسأَل عنه يقال كيف يصح أَن يقال فَزِعْتُه بمعنى أَغَثْتُه متعدياً واسم الفاعل منه فَعِلٌ وهذا إِنما جاء في نحو قولهم حَذِرْتُه فأَنا حَذِرُه واستشهد سيبويه عليه بقوله حَذِرٌ أُمُوراً وردوا عليه وقالوا البيت مصنوع وقال الجرمي أَصله حَذِرْتُ منه فعدّى بإِسقاط منه قال وهذا لا يصح في فَزِعْتُه بمعنى أَغثته أَن يكون على تقدير من وقد يجوز أَن يكون فَزِعٌ معدولاً عن فازِعٍ كما كانَ حَذِرٌ معدولاً عن حاذِر فيكون مثل سَمِعٍ عدولاً عن سامِعٍ فيتعدّى بما تعدى سامع قال والصواب في هذا أَن فَزِعْتُه بمعنى أَغثته بمعنى فزعت له ثم أُسقطت اللام لأَنه يقال فَزِعْتُه وفَزِعْتُ له قال وهذا هو الصحيح المعول عليه والإِفْزاعُ الإِغاثةُ والإِفْزاعُ الإِخافةُ يقال فَزِعْتُ إِليه فأَفْزَعَنِي أَي لَجَأْتُ إِليه من الفَزَعِ فأَغاثني وكذلك التفْزِيعُ وهو من الأَضداد أَفْزَعْتُه إِذا أَغَثْتَه وأَفْزَعْتُه إِذا خَوَّفْتَه وهذه الأَلفاظ كلها صحيحة ومعانيها عن العرب محفوظة يقال أَفْزَعْتُه لَمَّا فَزِعَ أَي أَغَثْتُه لَمَّا استغاثَ وفي حديث المخزومية فَفَزِعُوا إِلى أٌُسامةَ أَي استغاثوا به قال ابن بري ويقال فَزِعْتُ الرجلَ أغَثْتُهُ أَفْزَعْتُه فيكون على هذا الفَزِعُ المُغِيثَ والمُسْتَغِيثَ وهو من الأَضداد قال الأَزهري والعرب تجعل الفَزَعَ فَرَقاً وتجعله إِغاثة للمفزوعِ المُرَوَّعِ وتجعله استِغاثة فأَما الفزَعُ بمعنى الاستغاثة ففي الحديث أَنه فَزِعَ أَهلُ المدينة ليلاً فركب النبي صلى الله عليه وسلم فرساً لأَبي طلحة عُرْياً فلما رجع قال لن تراعُوا إِني وجدته بحراً معنى قوله فَزِعَ أَهل المدينة أَي اسْتَصْرَخوا وظنوا أَن عدوّاً أَحاط بهم فلما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لن تراعوا سكن ما بهم من الفَزَع يقال فزِعْتُ إِليه فأَفْزَعَني أَي استغثت إِليه فأَغاثني وفي صفة عليّ عليه السلام فإِذا فُزِعَ فُزِعَ إلى ضِرْسٍ حديدٍ أَي إِذا استُغِيثَ به التُجِئَ إِلى ضرس والتقدير فإِذا فُزِعَ إِليه فُزِعَ إِلى ضرس فحذف الجار واستتر الضمير وفَزِعَ الرجلُ انتصر وأَفْزَعَه هو وفي الحديث أَنه فَزِعَ من نومه مُحْمَرّاً وجهه وفي رواية أَنه نام فَفَزِعَ وهو يضحك أي هَبَّ وانتبه يقال فَزِع من نومه وأَفْزَعْتُه أَنا وكأَنه من الفَزَعِ الخوْفِ لأَنَّ الذي يُنَبَّه لا يخلو من فَزَعٍ مّا وفي الحديث أَلا أَفْزَعْتُموني أَي أَنْبَهْتُموني وفي حديث فضل عثمان قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم ما لي لم أَركَ فَزِعْتَ لأَبي بكر وعمر كما فَزِعْتَ لعثمان ؟ فقال عثمانُ رجل حَييٌّ يقال فَزِعْتُ لِمَجيءِ فلان إِذا تأَهَّبْتَ له متحوِّلاً من حال إِلى حال كما ينتقل النائم من النوم إِلى اليقظة ورواه بعضهم بالراء والغين المعجمة من الفراغ والاهتمام والأَول الأَكثر وفَزْعٌ وفَزَّاعٌ وفُزَيْعٌ أَسماءٌ وبنو فَزَعٍ حَيٌّ

( فصع ) فَصَعَ الرُّطَبةَ يَفْصَعُها فَصْعاً وفَصَّعَها إِذا أَخذها بإِصْبَعِه فَعَصَرَها حتى تنقشر وكذلك كلّ ما دلكته بإِصْبَعَيْكَ لِيَلِينَ فينفتح عما فيه وفي الحديث أَنه نهى عن فَصْعِ الرطبة قال أَبو عبيد فَصْعُها أَن تخرجها من قشرها لتَنْضَبِحَ عاجلاً وفَصَعْتُ الشيءَ من الشيءِ إِذا أَخرجته وخَلَعْتَه وفَصَّعَ الرجلُ يُفَصِّعُ تَفْصِيعاً بَدَتْ منه رِيحُ سَوْءٍ وفَسْوٍ والفُصْعةُ في بعض اللغات غُلُفةُ الصبي إذا اتسعت حتى تخرج حشفته قبل أَن يُخْتَنَ وغلام أَفْصَعُ أَجْلَعُ بادِي القُلْفَةِ من كَمَرته وفي حديث الزبرقان أَبْغَضُ صبياننا إِلينا الأُفَيْصِعُ الكَمَرةِ الأُفَيْطِسُ النُّخَرِة الذي كأَنه يَطَّلِعُ في جِحَرة أَي هو غائر العينين يقال فَصَعَ الغلامُ وافْتَصَعَ إِذا كَشَرَ قُلْفَتَه وفَصَعَها الصبي إِذا نحَّاها عن الحشفة وفَصَعَ العمامة عن رأْسه فَصْعاً حسَرَها أَنشد ابن الأَعرابي رأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامَةَ وبعدما أَراكَ زَماناً فاصِعاً لا تَعَصَّبُ والفَصْعان المكشوفُ الرأْس أَبداً حَرارةً والتِهاباً والفَصْعاءُ الفأْرةُ وفَصَّعتُه من كذا تَفْصِيعاً أَي أَخرجته منه فانْفَصَع وافْتَصَعْتُ حَقِّي من فلان أَي أَخذته كله بقهر فلم أَترك منه شيئاً ولا يُلْتَفَتُ إلى القاف

( فضع ) فَضَعَ فَضْعاً كضَفَعَ أَي جَعَسَ وأَحْدَثَ

( فظع ) فَظُعَ الأَمرُ بالضم يَفْظُعُ فَظاعةً بالضم فهو فَظىِيعٌ وفَظِعٌ الأَخيرة على النسب وأَفْظَعَ الأَمرُ اشتَدَّ وشَنُعَ وجاوز المِقدارَ وبَرَّحَ فهو مُفْظِعٌ وفي الحديث لا تحل المسأَلة إلاَّ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ المُفْظِعُ الشديدُ الشنِيعُ وفي الحديث لم أَرَ مَنْظَراً كاليوم أَفْظَعَ أَي لم أَر منظراً فَظِيعاً كاليوم وقيل أَراد لم أَرَ مَنْظَراً أَفظَعَ منه فحذفها وهو في كلام العرب كثير وفي حديث سهل بن حُنَيْفٍ ما وَضَعْنا سيوفنا على عواتقنا إلى أَمر يُفْظِعُنا إلاَّ أَسهلَ بنا يُفْظِعُنا أَي يُوقِعُنا في أَمر فَظِيعٍ شديد وأُفْظِعُ الرجلُ على ما لم يسمَّ فاعلُه أَي نزَل به أَمْرٌ عظيم ومنه قول لبيد وهُمُ السُّعاةُ إذا العَشِيرةُ أُفْظِعَتْ وهُمُ فَوارِسُها وهم حُكَّامُها وأَفْظَعَه الأَمرُ وفَظِعَ به فَظاعةً وفَظَعاً واسْتَفْظَعَه وأَفْظَعَه رآه فَظِيعاً وقوله أَنشده المبرد قد عِشْتُ في الناسِ أَطْواراً على خُلُقٍ شَتّىً وقاسَيْتُ فيه اللِّين والفَظَعا يكون الفَظَعُ مصدر فَظِعَ به وقد يكون مصدر فَظُعَ كَكَرُمَ كَرَماً إِلاَّ أَني لم أَسمع الفَظَعَ إلاَّ هنا قال أَبو زيد فَظِعْتُ بالأَمر أَفْظَعُ فَظاعةً إِذا هالَك وغلَبك فلم تَثِق بأَن تُطِيقَه وفي الحديث لما أُسري بي وأَصبحت بمكة فَظِعْتُ بأُمري أَي اشتدَّ عليَّ وهِبْته ومنه الحديث أُرِيتُ أَنه وُضِعَ في يَدَيَّ سِوارانِ من ذهب فَفَظِعْتُهُما هكذا روي متعدياً حملاً على المعنى لأَنه بمعنى أَكْبَرْتهما وخِفْتهما والمعروف فَظِعْتُ به أَو منه وقول أَبي وجزة تَرَى العِلافيَّ مِنْها مُوافِداً فَظِعاً إِذا احْزَأَلَّ به من ظَهْرِها فِقَرُ قال فَظِعاً أَي مَلآنَ وقد فَظِعَ فَظَعاً أَي امْتَلأَ والفَظِيعُ الماءُ العذبُ والماءُ الفَظِيعُ هو الماءُ الزُّلالُ الصَّافي وضده المُضاضُ وهو الشديد المُلُوحةِ قال الشاعر يَردْنَ بُحُوزاً ما يَمِدُّ جِمامَها أَتيُّ عُيُونٍ ماؤُهُنَّ فَظِيعُ

( فعفع ) الفَعْفَعةُ والفَعْفَعُ حكاية بعض الأَصوات والفَعْفَعانيُّ الجازِرُ هُذَلِيَّة قال صخر الغيّ فَنادَى أَخاه ثم قَامَ بِشَفْرةٍ إِليه فَعَالَ الفَعْفَعِيِّ المُناهِبِ يقال للجَزَّارِ فَعْفَعانيٌّ وهَبْهَبيٌّ وسَطَّارٌ والفَعْفَعُ والفَعْفَعانيُّ الحُلْو الكلامِ الرطْبُ اللسان وفَعْفَعَ الرَّاعي بالغنم زجَرَها فقال لها فَعْ فَعْ وقيل الفَعْفَعةُ زجر المعز خاصَّة ورجل فَعْفاعٌ يفعل ذلك وراعٍ فَعفَاعٌ كقولك جَرجَرَ البعيرُ فهو جَرْجارٌ وثَرْثَرَ الرجلُ فهو ثَرْثَارٌ وفَعْفَعِيٌّ أَيضاً إِذا كان خفيفاً في ذلك ورجل فَعْفَعٌ وفَعْفاعٌ إِذا كان خفيفاً وأَنشد بيت صخر الغي فَعالَ الفَعْفَعِيُّ المُناهِبِ والفَعْفَعُ والفَعْفَعِيُّ السريع ووقع في فَعْفَعةٍ أَي اختلاطٍ ورجل فَعْفاعٌ وعْواعٌ لَعْلاعٌ رَعْراعٌ أَي جبان

( فقع ) الفَقْعُ والفِقْعُ بالفتح والكسر الأَبيض الرَّخْو من الكَمْأََ ة وهو أَرْدَؤُها قال الراعي بِلادٌ يَبُزُّ الفَقْعُ فيها قِناعَه كما ابْيَضَّ شَيْخٌ من رِفاعةَ أَجْلَحُ وجمع الفَقْعِ بالفتحِ فِقَعةٌ مثل جَبْءٍ وجِبَأَةٍ وجمع الفِقْعِ بالكسر فِقَعَةٌ أَيضاً مثل قِرْدٍ وقِرَدةٍ وفي حديث عاتكة قالت لابن جُرْموزٍ يا ابن فَقْعِ القَرْدَدِ قال ابن الأَثير الفَقْعُ ضرْب من أَردَإِ الكَمْأَةِ والقَرْدَدُ أَرض مرتفعة إلى جنب وَهْدةٍ وقال أَبو حنيفة الفَقْعُ يَطْلُعُ من الأَرض فيظهر أَبيض وهو رديء والجيِّد ما حُفِرَ عنه واستخرج والجمع أَفْقُعٌ وفُقُوعٌ وفِقَعةٌ قال ومِنْ جَنى الأَرضِ ما تأْتي الرِّعاءُ به مِنَ ابنِ أَوْبَرَ والمُغْرُود والفِقَعهْ ويُشَبَّه به الرجل الذليل فيقال هو فَقْعُ قَرْقَرٍ ويقال أَيضاً أَذَلُّ من فَقْعٍ بِقَرقَرٍ لأَنَّ الدَّواب تَنْجُلُه بأَرجلها قال النابغة يهجو النعمان بن المنذر حَدِّثوني بَني الشَّقِيقةِ ما يَمْ نَعُ فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أَن يَزُولا الليث الفقْع كَمْءٌ يخرج من أَصل الإِجْردِّ وهو نَبْتٌ قال وهو من أَرادإِ الكَمْأَةِ وأَسْرَعِها فَساداً والفِقِّيعُ
( * قوله « والفقيع » هو كسكيت كما في القاموس وقال شارحه نقله الصاغاني عن الجاحظ وهو غلط من الصاغاني في الضبط والصواب فيع الفقيع كأمير ) جنس من الحَمام أَبيض على التشبيه بهذا الجنس من الكمأَة واحدته فِقِّيعةٌ والفَقَعُ شِدَّةُ البياض وأَبيضُ فُقاعِيٌّ خالص منه والفاقِعُ الخالِصُ الصفرةِ الناصِعُها وقد فَقَعَ يَفْقَعُ ويَفْقُعُ فُقُوعاً إذا خَلَصَت صفرته وفي التنزيل صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها وأَصْفَرُ فاقِعٌ وفُقاعِيٌّ شديد الصُّفرة عن اللحياني وأَحمرُ فاقِعٌ وفُقاعيٌّ يخلِط حُمْرَتَه بياض وقيل هو الخالص الحُمُرة ويقال للرجل الأَحمر فُقاعِيّ وهو الشديد الحمرة في حُمرته شَرَقٌ من إغْرابٍ وأَنشد فُقاعِيّ يَكادُ دَمُ الوَجْنَتَيْن يُبادِرُ من وجْهِه الجِلدَهْ قال الأَزهريّ وجعله الجاحظ فَقِيعاً وهو في نوادر أَبي زيد فُسِّرَ مِثلَ ذلك فَقاعٌ وقيل الفاقِعُ الخالصُ الصّافي من الأَلْوانِ أَيَّ لَوْنٍ كان عن اللحياني ويقال أَصْفَرُ فاقِعٌ وأَبيضُ ناصِعٌ وأَحمر ناصِعٌ أَيضاً وأَحمر قانئٌ قال لبيد في الأَصفر الفاقع سُدُمٌ قَدِيمٌ عَهْدُه بأَنِيسِه مِنْ بَيْنِ أَصفَرَ فاقِعٍ ودِفانِ
( * قوله « سدم قديم » كذا بالأصل والذي في الصحاح في غير موضع سدماً قليلاً )
وقال بُرْجُ بن مُسْهِرٍ الطائي في الأَحمر الفاقع تَراها في الإِناءِ لَها حُمَيَّا كُمَيْتٌ مِثْلَ ما فَقِعَ الأَدِيم والفَقْعُ الضُّراطُ وقد فَقَّعَ به وهو يُفَقِّعُ بِمِفْقَعٍ إِذا كان شديد الضُّراطِ وفقع الحمارُ إِذا ضَرطَ وإِنه لَفَقَّاعٌ أَي ضَرَّاطٌ والتفْقِيعُ التشَدُّقُ يقال قد فَقَّعَ إِذا تَشدَّقَ وجاء بكلام لا معنى له والتفْقِيعُ صوْتُ الأَصابع إِذا ضرَب بعضها ببعض أَو فَرْقَعَها وفي حديث ابن عباس أَنه نَهى عن التفْقِيعِ في الصلاة يقال فَقَّعَ أَصابِعَه تَفْقِيعاً إِذا غَمَزَ مفاصِلَها فأَنْقَضَتْ وهي الفَرْقَعةُ أَيضاً والتفْقِيعُ أَيضاً أَن تأْخذ ورَقةً من الورد فتديرها ثم تغمزها بإِصبعك فتصوت إِذا انشقت وتَفْقِيعُ الوَردةِ أَن تُضْرَبَ بالكف فَتُفَقِّعَ وتَسْمَعَ لها صوتاً والفَقاقِيعُ هَناتٌ كأَمثالِ القَوارِيرِ الصغار مستديرة تَتَفَقَّعُ على الماء والشرابِ عند المَزْجِ بالماء واحدتها فُقَّاعةٌ قال عدي بن زيد يصف فَقاقِيعَ الخمر إِذا مُزِجَتْ وطَفا فَوْقَها فَقاقِيعُ كاليا قُوتِ حُمْرٌ يُثِيرُها التصْفِيقُ وفي حديث أُم سلمة وإِنْ تَفاقَعَتْ عيناكَ أَي رَمِصَتا وقيل ابيضَّتا وقيل انشقَّتا والفُقَّاعُ شَراب يتخذ من الشعير سمي به لما يعلوه من الزَّبَدِ والفَقَّاعُ الخبيثُ والفاقِعُ الغلامُ الذي قد تحَرَّكَ وقد تَفَقَّعَ قال جرير بَني مالِكٍ إِنَّ الفَرَزْدَقَ لَمْ يَزَلْ يَجُرُّ المَخازِي مِنْ لَدُنْ أَنْ تَفَقَّعا والإِفْقاعُ سوءُ الحالِ وأَفْقَعَ افْتَقَرَ وفَقِيرٌ مُفْقِعٌ مُدْقِعٌ فقير مجهود وهو أَسْوأُ ما يكون من الحال وأَصابته فاقِعةٌ أَي داهِيةٌ وفَواقِعُ الدهر بَوائِقُه وفي حديث شريح وعليهم خِفافٌ لها فُقْعٌ أَي خَراطِيمُ وهو خفٌّ مُفَقَّعٌ أَي مُخَرْطَمٌ

( فكع ) الفَكْعُ كالعَفْكِ سواءٌ وسنذكره في مكانه

( فلع ) فَلَعَ الشيءَ شَقَّه وفَلَعَ رأْسَه بالسيف والحجر يَفْلَعُه فَلْعاً فانْفَلَعَ وتَفَلَّع شَقَّه وشَدَخَه وقيل كلّ ما تشقق فقد انْفَلَعَ وتَفَلَّعَ وفَلَّعْتُه تَفْلىعاً قال طفيل الغنوي نَشُقُّ العِهادَ الحُوَّ لَمْ تُرْعَ قَبْلَنا كما شُقَّ بالمُوسى السَّنامُ المُفَلَّعُ والفِلْعةُ القِطْعةُ من السّنامِ وجمعها فِلَعٌ وفَلَعَ السَّنامَ بالسِّكِّينِ إِذا شقَّه وتَفَلَّعَتِ البِطِّيخةُ إِذا انشقت وتَفَلَّعَ العَقِبُ إِذا انشقَّ وهي الفُلوعُ الواحد فَلْعٌ وفِلْعٌ قال شمر يقال فَلَخْتُه وقَفَخْتُه وسَلَعْتُه وفَلَعْتُه كل ذلك إِذا أَوضَحْته وسيفٌ فَلُوعٌ ومِفْلَعٌ قاطِعٌ والفِلْعةُ القِطْعةُ وفي السَّبِّ والفُحْشِ يقال للأَمة إِذا سُبَّتْ قَبَّحَ اللهُ فِلْعَتَها قال الأزهري يعنون مَشَقَّ جهازِها أَو ما تَشَقَّقَ من عَقِبها ويقال رماه الله بفالِعةٍ أَي بداهِية وجمعها الفَوالِعُ وقال كراع الفَلَعةُ الفَرْجُ وقبح الله فَلَعَتها كأَنه اسم ذلك المكان منها

( فلدع ) الفَلَنْدَعُ المُلْتَوِي الرِّجْلِ حكاه ابن جني

( فنع ) الفَنَعُ طِيبُ الرائحةِ والفَنَعُ نَفْحةُ المِسْكِ ومِسْكٌ ذو فَنَعٍ ذَكِيُّ الرائحة قال سويد بن أَبي كاهل وفُرُوع سابِغ أَطرافُها عَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ والفَنَعُ نَشْرُ الثناءِ الحسَن والفَنَع زيادةُ المالِ وكَثْرَتُه ومالٌ ذو فَنَع وذو فَنَاءٍ على البدل أَي كثير والفَنَعُ أَعْرَفُ وأَكثر في كلامهم وفي حديث معاوية أَنه قال لابن أَبي مِحْجَنٍ الثَّقَفِيِّ أبوك الذي يقول إِذا مُتُّ فادْفِنِّي إِلى جَنْبِ كَرْمةٍ تُرَوِّي عِظامي في التُّرابِ عُرُوقُها ولا تَدْفِنَنِّي في الفَلاةِ فإِنَّني أَخافُ إِذا ما متُّ أَن لا أَذوقها فقال أَبي الذي يقول وقد أَجُودُ وما مالي بِِي فَنَعٍ وأَكْتُمُ السِّرَّ فيه ضَرْبةُ العُنُقِ الفنَعُ المالُ الكثير وروى ابن برّي عجز هذا البيت وقد أَكُرُّ وراءَ المُجْحِرِ الفَرِقِ وقال وقد روي عجزه على ما قدَّمناه والفَنَعُ الكَرَمُ والعَطاء والجُود الواسع والفضل الكثير قال الأَعشى وجَرَّبُوه فما زادَتْ تَجارِبُهُمْ أَبا قُدامَة إِلاَّ الحَزْمَ والفَنَعا وسَنِيعٌ فَنِيعٌ أَي كثير عن ابن الأَعرابي والفَنَعُ الكثير من كل شيء عنه أَيضاً وكذلك الفَنِيعُ والفَنِعُ ويقال له فَنَعٌ في الجود فأَما الاستشهاد على ذلك بقول الزبرقان البَهْدَليّ أَظِلَّ بَيْتِيَ أَمْ حَسْناءَ ناعمةً عَيَّرْتنِي أَمْ عَطاءَ اللهِ ذا الفَنَعِف فإِنه لم يضع الشاهد موضعه لأَن هذا الذي أَنشده لا يدل على الكثير إِنما يدل على الكثرة وهو إِنما استشهد به على الكثير ويقال من ذلك فَنِعَ بالكسر يَفْنَعُ وفرس ذو فَنَعٍ في سيره أَي زيادةٍ

( فنقع ) الأَزهري من أَسماء الفأْر الفُنْقُعُ الفاء قبل القاف قال والفِرْنِبُ مثله والفُنْقُعةُ والقُنْفُعةُ جمعياً الاسْتُ كلتاهما عن كراع

( فوع ) فَوْعةُ النهارِ وغيره أَوّلُه ويقال ارتفاعه ويقال أَتانا فلان عند فَوْعةِ العشاء يعني أَوّل الظلمة وفي الحديث احْبِسُوا صِبيانكم حتى تَذْهَب فوْعةُ العشاء أَي أَوّلُه كَفَوْرَتِه وفَوْعةُ الطيب ما مَلأَ أَنفك منه وقيل هو أَوّلُ ما يفوح منه ويقال وجدْتُ فَوْعةَ الطيب وفَوْغَتَه بالعين والغين وهو طيبٌ رائحتُه تطير إِلى خياشيمك وفَوْعةُ السمّ حِدَّته وحَرارته قال ابن سيده وقد قيل الأُفْعُوانُ منه فوزنه على هذا أُفْلُعانُ

( قبع ) قَبَعَ يَقْبَعُ قَبْعاً وقُبُوعاً نَخَرَ وقَبَعَ الخِنزيرُ يَقْبَعُ قَبْعاً وقِباعاً كذلك وقِبِّيعةُ الخنزير مكسورة الأَوّل مشدّدة الثاني قِنْطِيسَتُه وفي الصحاح قِبِّيعةُ الخنزير وقِنْبِيعَتُه نُخْرةُ أَنفه والقَبْعُ صوت يَرُدُّه الفرَسُ من مَنْخَرَيْه إِلى حَلْقِه ولا يكاد يكون إِلا من نفار أَو شيء يتقيه ويكرهه فال عنترة العبسي إِذا وقَعَ الرِّماحُ بِمَنْكِبَيْه تَوَلَّى قابِعاً فيه صُدُودُ ويقال لصوت الفيل القَبْعُ والنَّخْفةُ والقَبْعُ الصِّياحُ والقُبوعُ أَن يُدْخِلَ الإِنسانُ رأْسه في قميصه أَو ثوبه يقال قَبَعَ يَقْبَعُ قُبوعاً وانْقَبَعَ أَدخل رأْسه في ثوبه وقَبَعَ رأْسَه يَقْبَعُه أَدخله هناك وجاريةٌ قُبَعةٌ طُلَعةٌ تَطَلَّعُ ثم تَقْبَعُ رأْسها أَي تدخله وقيل تَطْلُعُ مرة وتَقْبَعُ أُخرى وروي عن الزبرقان بن بدر السعْدِيّ أَنه قال أَبْغَضُ كَنائِنِي إِليّ الطُّلَعةُ القُبَعةُ وهي التي تُطْلِعُ رأْسها ثم تَخْبَؤُه كأَنها قُنْفُذةٌ تقبع رأْسها والقُبَعُ القُنْفُذُ لأَنه يَخْنِسُ رأْسه وقيل لأَنه يَقْبَعُ رأْسَه بين شَوْكِه أَي يخبؤه وقيل لأَنه يقبع رأْسه أَي يردّه إِلى داخل وقول ابن مقبل ولا أَطْرُقُ الجارات بالليلِ قابِعاً قُبُوعَ القَرَنْبَى أَخْطَأَتْه مَحاجِرُه هو من ذلك أَي يدخل رأْسه في ثوبه كما يدخل القرنبى رأْسه في جسمه ويقال للقنفذ أَيضاً قُباعٌ وفي حديث ابن الزبير قاتَل الله فلاناً ضَبَحَ ضَبْحةَ الثعلب وقَبَعَ قَبْعةَ القنفذِ قَبَعَ أَي أَدخَل رأْسه واستخفى كما يفعل القنفذ والقَبْعُ أَن يُطَأْطِئَ الرجلُ رأْسه في الركوع شديداً والقَبْعُ تغطيةُ الرأْس بالليل لِرِيبة وقَنْبَعَتِ الشجرةُ إِذا صارت زهرتها في قُنْبُعةٍ أَي غِطاءٍ وقَبَعَ النجمُ ظهر ثم خفي وامرأَة قَبْعاءُ تَنْقَبِعُ إِسْكَتاها في فرجها إِذا نُكِحَتْ وهو عيب ويقال للمرأَة الواسعة الجَهازِ إِنَّها لقُباعٌ والقُبَعةُ طُوَيْئِرٌ صغير أَبْقَعُ مثل العُصفورِ يكون عند حِجَرةِ الجِرْذان فإِذا فَزِعَ أَو رُمِيَ بحجر قَبَعَ فيها أَي دخَلَها وقَبَعَ فلان رأْس القِرْبةِ والمَزادة وذلك إِذا أَراد أَن يَسْقِيَ فيها فيدخل رأْسها في جوفها ليكون أَمكن للسقي فيها فإِذا قَلَبَ رأْسها على ظاهرها قيل قمعه بالميم قال الأَزهري هكذا حفظت الحرفين عن العرب وقَبَعَ السِّقاءَ يَقْبَعُه قَبْعاً ثَنَى فمه فجعل بشرته هي الداخلة ثم صَبّ فيه لبناً أَو غيره وخَنَثَ سِقاءَه ثَنَى فمه فأَخرج أَدَمَته وهي الداخلة واقْتَبَعْتُ السِّقاءَ إِذا أَدخلت خُرْبَتَه في فمك فشربت منه قال ابن الأَثير
( * قوله « قال ابن الاثير قبعت الجوالق إلى قوله وقبع في الارض » اورده ابن الاثير عقب قوله الآتي فلقب به واشتهر فقوله يريد أي الحرث بن عبد الله والي البصرة الآتي ذكره ) قَبَعْتُ الجُوالِق إِذا ثَنَيْتَ أَطرافَه إِلى داخل أَو خارج يريد أَنه لَذُو قَعْرٍ وقَبَعَ في الأَرض يَقْبَعُ قُبُوعاً ذهب فيها وقَبَعَ أَعْيا وانْبَهَرَ والقابِعُ المُنْبَهِرُ يقال عدا حتى قَبَعَ وقَبَعَ عن أَصحابه يَقْبَعُ قَبْعاً وقُبوعاً تخلَّف وخَيْلٌ قَوابِعُ مَسْبوقة قال يُثابِرُ حتى يَتْرُكَ الخَيْلَ خَلْفَه قَوابِعَ في غَمَّي عَجاجٍ وعِثْيَرِ والقُباعُ الأَحْمَقُ وقُباعُ بن ضَبّة رجل كان في الجاهلية أَحْمَقَ أَهلِ زمانه يضرب به المثل لكل أَحمق وفي حديث قتيبة لما وَليَ خُراسانَ قال لهم إِنْ ولِيَكُم والٍ رَؤوفٌ بكم قلتم قُباعُ بن ضَبَّةَ من ذلك ويقال للرجل يا ابن قابعاءَ ويا ابنَ قُبعةَ إِذا وُصِفَ بالحُمْقِ والقُباعُ بالضم مكيال ضخم والقُباعيُّ من الرجال العظيمُ الرأْسِ مأْخوذ من القُباع وهو المِكيالُ الكبير ومِكيالٌ قُباعٌ واسع والقُباع والٍ أَحدَثَ ذلك المِكيالَ فسمي به والقُباعُ لقب الحرث بن عبد الله والي البصرة قال الشاعر أَميرَ المُؤْمِنينَ جُزِيتَ خَيْراً أَرِحْنا من قُباعِ بَني المُغِيرِ قال ابن الأَثير قيل له ذلك لأَنه ولي البصرة فَعَيَّرَ مَكايِيلَهُم فنظر إِلى مكيال صغير في مَرآةِ العين أَحاط بدقيق كثير فقال إِنّ مِكْيالَكُم هذا لقُباعٌ فَلُقِّبَ به واشتهر قال الأَزهري وكان بالبصرة مِكيالٌ واسع لأَهلها فمرّ واليها به فرآه واسعاً فقال إِنه لَقُباعٌ فَلُقِّبَ ذلك الوالي قُباعاً والقُبَعةُ خِرقةٌ تخاط كالبُرْنُسِ يلبسها الصبيان والقابُوعةُ المِحْرَضةُ والقَبِيعةُ التي على رأْس قائم السيف وهي التي يُدْخَلُ القائم فيها وربما اتخذت من فضة على رأْس السكين وفي الحديث كانت قَبِيعةُ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضّةٍ هي التي تكون على رأْس قَائمِ السيفِ وقيل هي ما تحت شاربي السيفِ مما يكون فوق الغِمْدِ فيجيء مع قائم السيف والشارِبانِ أَنْفانِ طويلان أَسفل القائم أَحدهما من هذا الجانب والآخر من هذا الجانب وقيل قبيعة السيف رأْسه الذي فيه منتهى اليد إِليه وقيل قبيعته ما كان على طَرَف مَقْبِضِه من فضة أَو حديد الأَصمعي القَوْبَعُ قَبِيعة السيف وأَنشد لمُزاحِمٍ العُقَيْلي فصاحُوا صِياحَ الطَّيْرِ مِن مُحْزَئلَّةٍ عَبُورٍ لهادِيها سِنانٌ وقَوْبَعُ والقَوْبَعة دُويْبّةٌ صغيرة وقُبَعٌ دويبة من دوابّ البحر وقوله أَنشده ثعلب يَقُودُ بها دَلِيلُ القَوْمِ نَجْمٌ كَعَينِ الكلْبِ في هُبًّى قِباعِ لم يفسره الرواية قِباعٌ جمع قابِعٍ يصف نجوماً قد قَبَعَتْ في الهَبْوة وهُبًّى جمع هابٍ أَي الداخل في الهَبْوةِ وفي حديث الأَذان أَنه اهْتَمَّ للصلاة كيفْ يَجْمَعُ لها الناسَ فَذُكِرَ له القُبْعُ فلم يعجبه ذلك يعني البُوقَ رويت هذه اللفظة بالباء والتاء والثاء والنون وأَشهرها وأَكثرها النون قال الخطابي أَما القُبَعُ بالباء المفتوحة فلا أَحسبه سمي به إِلاّ لأَنه يَقْبَعُ فم صاحبه أَي يستره أَو من قَبَعْتُ الجُوالِقُ والجِرابَ إِذا ثنيت أَطرافه إِلى داخل قال الهروي حكاه بعض أَهل العلم عن أَبي عمر الزاهد القبع بالباءِ الموحدة قال وهو البُوقُ فَعَرَضْتُه على الأَزهري فقال هذا باطل

( قتع ) قَتَعَ يَقْتَعُ قُتُوعاً انْقَمَعَ وذَلَّ والقَتَعُ دُودٌ حُمْرٌ تأْكل الخشب قال غَداةَ غادَرْتهُمْ قَتْلى كأَنَّهُمُ خُشْبٌ تَقَصَّفَ في أَجْوافِها القَتَعُ الواحدة قَتَعةٌ وقيل القَتَعُ الأَرَضةُ وقيل الدُّودُ مطلقاً ابن الأَعرابي هي السُّرْفةُ والقَتَعَةُ والهِرْنِصانةُ والحُطَيِّطةُ والبُطَيِّطةُ واليَسْرُوعُ والعَوانةُ والطُّحْنةُ وقاتَعه اللهُ قاتَله وقبل هو على البدل وليس بشيء ويقال قتَعه اللهُ وكاتَعهُ إِذا قاتله وهي المُقاتَعةُ وفي حديث الأَذان أَنه اهْتَمَّ للصلاة كيف يَجْمَعُ لها الناس فذكِر له القُتْعُ فلم يعجبه ذلك فسر في الحديث أَنه الشَّبُّورُ وهو البُوقُ رويت هذه اللفظة بالباء والتاء والنون وأَشهرها وأَكثرها النون قال ابن الأَثير قال الخطابي القَتَع بتاء بنقطتين من فوق هو دود يكون في الخشب الواحدة قَتَعةٌ قال ومدار هذا الحرف على هُشَيْمٍ وكان كثيرَ اللحن والتحريف على جَلالةِ محله في الحديث

( قثع ) لم يترجم عليها أَحد في الأُصول الخمسة غير أَنّا ذكرناها لما ورد في حديث الأَذان أَنه اهتمّ للصلاةِ كيف يجمع لها الناس فذكر له القُثْعُ فلم يعجبه فسر في الحديث أَنه الشَّبُّور وهو البوق وهذه اللفظة رويت بالباء والتاء والثاء والنون وأَشهرها وأَكثرها النون قال الخطابي سمعت أَبا عمر الزاهد يقول بالثاء المثلثة ولم أَسمعه من غيره ويجوز أَن يكون من قَثَعَ في الأَرض قُثُوعاً إِذا ذهب فسمي به لذهاب الصوت منه وقد ذكر كل لفظة من هذه الأَلفاظ المختلف فيها في بابه

( قدع ) القَدْعُ الكَفُّ والمَنْعُ قَدَعَه يَقْدَعُه قَدْعاً وأَقْدَعَه فانْقَدَعَ وقَدِعَ إِذا كَفَّه عنه ومنه حديث الحسن اقْدَعُوا هذه النُّفُوسَ فإِنها طُلَعةٌ وفي حديث الحَجَّاج اقْدَعُوا هذه الأَنْفُسَ فإنها أَسْأَلُ شيءٍ إِذا أُعْطِيَتْ وأَمْنَعُ شيءٍ إِذا سُئِلَتْ أَي كُفُّوها عما تَتَطَلَّعُ إِليه من الشهوات وقَدَعْتُ فَرَسي أَقْدَعُه قَدْعاً كَبَحْتُه وكَفَفْتُه وهو فرس قَدُوعٌ يحتاج إِلى القَدْع ليَكُفَّ بعض جريه وفي حديث أَبي ذر فذهبت أُقبل بين عينيه فَقَدَعَني بعض أَصحابه أَي كفني قال ابن الأَثير يقال قَدَعْتُه وأَقْدَعْتُه قَدْعاً وإِقْداعاً ومنه حديث ابن عباس فجعلت أَجِدُ بي قَدَعاً
( * قوله « أجد بي قدعاً » القدع محركة الجبن والانكسار ) من مَسْأَلَتِه أَي جُبْناً وانكِساراً وفي رواية أَجِدُني قَدِعْتُ عن مسأَلته والقَدُوعُ القادِعُ والمَقْدُوعُ جميعاً ضد فَعُولٌ بمعنى مفعول والقَدُوعُ الفَحْل الذي إِذا قرب من الناقةِ ليَقْعُوَ عليها قُدِعَ وضُرِبَ أَنفه بالرمح أَو غيره وحُمِلَ عليها غيره قال الشماخ إِذا ما اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ منه مكانَ الرُّمْحِ من أَنْفِ القَدُوعِ وفلان لا يَقْدَعُ أَي لا يَرْتَدِعُ وهذا فَحْلٌ لا يُقْدَعُ أَي لا يُضْرَبُ أَنفه وذلك إِذا كان كريماً وفي حديث زواجِه خديجةَ قال ورَقةُ بن نَوْفَلٍ محمد يخطب خديجة هو الفَحْلُ لا يُقْدَعُ أَنفُه قال ابن الأَثير يقال قَدَعْتُ الفحل وهو أَن يكون غير كريم فإِذا أَراد ركوب الناقة الكريمة ضُرِبَ أَنفه بالرمح أَو غيره حتى يرتدع ويَنْكَفَّ ويروى بالراء ومنه الحديث أَيضاً فإِن شاء الله أَن يَقْدَعَه بها قَدَعَه وفرس قَدُوعٌ يَكُفُّ بعض جريه أَبو مالك يقال مَرَّ به فَرَسُه يَقْدَعُ أَي يَعْدُو وفرسٌ قَدِعٌ أَي هَيُوبٌ ويقال اقْدَعْ من هذا الشراب أَي اقْطَع منه أَي اشْرَبْه قِطَعاً قِطَعاً والمِقْدَعةُ عَصاً يَقْدعُ بها ويَدْفَعُ بها الإِنسانُ عن نفسه ورجل قَدِعٌ على النسب يَنْقَدِعُ لكل شيء قال عامر بن الطفيل وإِنِّي سَوْفَ أَحْكُم غيرَ عادٍ ولا قَدِعٍ إِذا التُمِسَ الجَوابُ والقِدْعةُ من الثياب دُرَّاعةٌ قصيرة قال مُلَيْحٌ الهُذَليُّ بِتِلْكَ عَلِقْت الشوْقَ أَيامَ بِكْرُها قَصِيرُ الخُطى في قِدْعةٍ يَتَعَطَّفُ وامرأَة قَدِعةٌ وقَدُوعٌ كثيرةُ الحَياءِ قليلةُ الكلامِ وامرأَة قَدُوعٌ تأْنَفُ كل شيء قال الطرماح وإِلاَّ فَمَدْخُولُ الفِناءِ قَدُوعُ قَدُوعٌ معنى المَقْدُوعِ ههنا وانْقَدَع فلان عن الشيء إِذا استَحْيا منه وتَقَادَعَ الذُّبابُ في المَرَقِ إِذا تَهافَتَ والتَّقادُعُ التَّتابُع والتهافت في الشر وفي الصحاح في الشيء وتَقادَعَ الفَراشُ في النار تَساقَط كأَنّ كل واحد يَدْفَعُ صاحبَه أَن يَسْبِقَه وأقْدَعَ الرجلَ شَتَمه والمَقادِعُ عِوارُ الكلامِ وتَقَادَعَ القومُ بالرّماحِ تَطاعَنُوا وفي الحديث يُحْمَلُ الناسُ على الصراط يوم القيامة فَتَتقادَعُ بهم جَنَبَتا الصراط تَقادُعَ الفَراشِ في النار أَي تُسقِطُهم فيها بعضهم فوق بعض وتَقادَعَ القومُ هلك بعضُهم في إِثْرِ بعض في شهر واحد أَو عام واحد وقيل تَقادَعَ القومُ تَقادُعاً وتَعادَوْا تَعادِياً مات بعضهم في إِثر بعض فلم يُخَصَّ يومٌ ولا شهر والتَّقادُعُ التراجع عن ثعلب ابن الأَعرابي القَدَعُ انْسِلاقُ العين من كثرة البكاء وفي الحديث كان عبد الله بن عمر قَدِعاً وقد قَدِعَ فهو قَدِعٌ وقَدِعَتْ عينُه تَقْدَعُ قَدَعاً ضَعُفَتْ من طول النظر إِلى الشيء قال الشاعر كَمْ فيهمُ مِن هَجِينٍ أُمُّه أَمَةٌ في عَيْنِها قَدَعٌ في رِجْلِها فَدَع وقَدَعَ الخمسين جاوَزها بفتح الدال عن ابن الأَعرابي الأَزهري قَدَعَ الستين جازَها قال فاحتمَلَ أَن تُقْدَعَ فَتَقْدَعَ كما تقول قَدَعْتُ الرجل عن الأَمر فَقَدِعَ أَي كَفَفْتُه فكَفَّ وارْتَدَعَ وقَدِعَتْ له الخمسون دنت قال المَرّارُ الفَقْعَسِيّ ما يسْأَلُ الناسُ عن سِنِّي وقد قَدِعَتْ لي الأَرْبَعُونَ وطالَ الوِرْدُ والصَّدَرُ قل ابن بري قال الجرمي رواه ثعلب قُدِعَتْ عن ابن الأَعرابي بضم القاف وقال أَبو الطيب الأَكثر في الرواية قَدِعَتْ قال ابن الأَعرابي قُدِعَتْ لي أَربعون أَي أُمْضِيَتْ يقال قَدَعَها أَي أَمضاها كما يَقْدَعُ الرجلُ الشيء قال ابن الأَعرابي وقِدْعةُ اسم عَنْزٍ وأَنشد فَتَنازَعا شَطْراً لِقِدْعةَ واحِداً فَتَدارآ فيه فكانَ لِطامُ قال أَبو العباس المِجْوَلُ الصُّدْرةُ وهي الصِّدارُ والقِدْعةُ والعِدْقةُ

( قذع ) القَذَعُ الخَنى والفُحْشُ قَذَعَه يَقْذَعُه قَذْعاً وأَقْذَعَه وأَقْذَعَ له إِقْذاعاً رماه بالفُحْشِ وأَساء القولَ فيه قال الأَزهري لم أَسمع قَذَعْتُ بغير أَلف لغير الليث وأَقْذَعَ القولَ أَساءه وفي الحديث من قال في الإِسلام شعراً مُقْذِعاً فلسانه هَدَرٌ والقَذَعُ الفُحْشُ من الكلام الذي يَقْبُحُ ذِكْرُه وفي الحديث من روى هِجاءً مُقْذِعاً فهو أَحد الشاتِمَيْنِ الهِجاءُ المُقْذِعُ الذي فيه فُحْش وقَذْفٌ وسَبّ يَقْبُحُ نَشْرُه أَي أَنَّ إِثمه كإِثم قائله الأَول وأَقْذَعَ له أَفْحَشَ في شَتْمِه والقَناذِعُ الكلام القبيح قال أَدهم بن أَبي الزعراء بَني خَيْبَرِيٍّ نهْنِهُوا مِنْ قَناذِعٍ أَتَتْ مِنْ لَدَيْكُمْ وانْظُرُوا ما شُؤُونُها ومَنْطِقٌ قَذَعٌ وقَذِيعٌ وقَذِعٌ وأَقْذَعُ فاحِشٌ قال زهير لَيَأْتِيَنَّكَ مِنِّي مَنْطِقٌ قَذَعٌ باقٍ كما دَنَّسَ القُبْطِيَّةَ الوَدَكُ وقال العجاج يا أَيُّها القائِلُ قَوْلاً أَقْذَعا قيل أَقْذَعَ نعت للقول كأَنه قال قولاً ذا قَذَع وقيل إِنه أَراد أَنه أَقْذَعَ في القول وأَقْذَعَه بلسانه إِقْذاعاً قهره بلسانه وقَذَعَه بالعصا يَقْذَعُه قَذْعاً ضرَبه وقيل هو بالدال غير معجمة وكذلك قال الأَزهري وقال صوابهما بالدال المهملة قال أَبو عمرو قَذَعْته عن الأَمر إِذا كففته وأَقْذَعْته إِذا شتمته قال وهذا هو الصحيح قال الأَزهري وقرأَت في نوادر الأَعراب تَقَذَّعَ له بالشرّ وتقدّع بالذال والدال وتقذَّع وتقدَّع إِذا استعدّ له بالشر وفي حديث الحسن أَنه سئل عن الرجل يعطي غيره الزكاة أَيُخْبِرُه بها ؟ فقال يريد أَن يُقْذِعَه به أَي يُسْمِعَه ما يَشُقّ عليه فسماه قَذعاً وأَجْراه مُجْرى يَشْتُمُه ويؤذيه ولذلك عدَّاه بغير لام وما عليه قِذاعٌ أَي شيء عن ابن الأَعرابي والأَعرف قِزاعٌ بالزاي

( قرع ) القَرَعُ قَرَعُ الرأْس وهو أَن يَصْلَعَ فلا يبقى على رأْسه شعر وقيل هو ذَهابُ الشعر من داءٍ قَرِعَ قَرَعاً وهو أَقْرَعُ وامرأَة قَرْعاءُ والقَرَعةُ موضع القَرَعِ من الرأْسِ والقوم قُرْعٌ وقُرْعانٌ وقَرِعَتِ النَّعامةُ قَرَعاً سقَط ريشُ رأْسها من الكِبَرِ والصِّفةُ كالصِّفةِ والحَيّةُ الأَقرع إِنما يَتَمَعَّطُ شعر رأْسه زعموا لجمعه السمّ فيه يقال شُجاعٌ أَقْرَعُ وفي الحديث يَجِيءُ كَنْزُ أَحدِكم يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ له زَبِيبَتانِ الأَقْرَعُ الذي لا شعر له على رأْسه يريد حية قد تمعَّط جلد رأْسه لكثرة سمه وطُولِ عُمُره وقيل سمي أَقرع لأَنه يَقْرِي السم ويجمعه في رأْسه حتى تتمعط منه فَرْوةُ رأْسه قال ذو الرمة يصف حية قَرَى السَّمَّ حتى انْمازَ فَرْوةُ رأْسِه عن العَظْمِ صِلٌّ فاتِكُ اللَّسْعِ مارِدُهْ والتَّقْرِيعُ قَصُّ الشعَر عن كراع والقَرَعُ بَثْرٌ أَبيض يخرج بالفُصْلانِ وحَشْوِ الإِبل يُسْقِطُ وَبَرها وفي التهذيب يخرج في أَعْناق الفُصْلان وقوائمها وفي المثلِ أَحَرُّ من القَرَعِ وقد قَرِع الفَصِيلُ فهو قَرِعٌ والجمع قَرْعى وفي المثل اسْتَنَّتِ الفِصالُ حتى القَرْعَى أَي سَمِنَتْ يضرب مثلاً لمن تعدّى طَوْرَه وادّعى ما ليس له ودواءُ القَرَع المِلْح وجُبابُ أَلبانِ الإِبل فإِذا لم يجدوا مِلْحاً نَتَفُوا أَوباره ونَضَحُوا جلده بالماء ثم جرّوه على السَّبَخةِ وتَقَرَّعَ جلده تَقَوَّبَ عن القَرَعِ وقُرِّعَ الفَصِيلُ تقريعاً فُعِلَ به ما يُفْعَلُ به إِذا لم يوجد الملح قال أَوس بن حجر يذكر الخيل لَدَى كلِّ أُخْدُودٍ يُغادِرْنَ دارِعاً يُجَرُّ كما جُرَّ الفَصِيلُ المُقَرَّعُ وهذا على السلب لأَنه يُنْزَعُ قَرَعُه بذلك كما يقال قَذَّيْتُ العينَ نزعت قذاها وقَرَّدْت البعير ومنه المثل هو أَحرّ من القَرَع وربما قالوا هو أَحرّ من القرْع بالتسكين يعنون به قَرْعَ المِيسَمِ وهو المِكْواةُ قال الشاعر كأَنَّ على كَبِدِي قَرْعةً حِذاراً مِنَ البَيْنِ ما تَبْرُدُ والعامة تقوله كذلك بتسكين الراء تريد به القَرْعَ الذي يؤكل وإِنما هو بتحريكها والفَصِيلُ قَرِيعٌ والجمع قَرْعى مثل مَرِيضٍ ومَرْضَى والقَرَعُ الجَرَبُ عن ابن الأَعرابي أَراه يعني جرب الإِبل وقَرَّعَتِ الحَلُوبةُ رأْسَ فَصِيلها إِذا كانت كثيرة اللبن فإِذا رَضِعَ الفصيلُ خِلْفاً قَطَرَ اللبَنُ من الخِلفِ الآخرِ على رأْسه فَقَرَعَ رأْسَه قال لبيد لها حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ مِنْ رُؤُوسِه لها فَوْقَه مِمَّا تَحَلَّبَ واشِلُ سَمَّى الإِفالَ حَجلاً تشبيهاً بها لصغرها وقال الجعدي لها حَجَلٌ قُرْعُ الرُؤُوسِ تَحَلَّبَتْ على هامِها بالصَّيْفِ حتى تَمَوَّرا وقَرِعَتْ كُرُوشُ الإِبل إِذا انْجَرَدَتْ في الحرّ حتى لا تَسْقِ
( * قوله « لا تسق » كذا بالأصل على هذه الصورة ولعله لا تستبقي الماء أو ما في معناه ) الماءَ فيكثر عَرَقُها وتَضْعُفَ بذلك والقَرَعُ قَرَعُ الكَرِش وهو أَن يذهب زئبره ويَرِِقَّ من شدَّة الحر واسْتَقْرَعَ الكَرِش إِذا استَوْكَعَ والأَكْراشُ يقال لها القُرْعُ إِذا ذهب خَمَلُها وفي الحديث أَنه لما أَتى على محسِّرٍ قَرَعَ راحلته أَي ضرَبها بِسوْطِه وقَرَعَ الشيءَ يَقْرَعُهُ قَرْعاً ضربه الأَصمعي يقال العَصا قُرِعَتْ لِذِي الحِلْمِ أَي إِذا نُبِّه انْتَبَه ومعنى قول الحرث بن وعْلةَ الذُّهْليّ وزَعَمْتُمُ أَنْ لاحُلُومَ لنا إِنَّ العَصا قُرِعَتْ لِذِي الحِلْمِ قال ثعلب المعنى أَنكم زعمتم أَنَّا قد أَخطأْنا فقد أَخطأَ العلماءُ قبلنا وقيل معنى ذلك أَي أَنَّ الحليم إِذا نبه انتبه وأَصله أَنَّ حَكَماً من حُكَّام العرب عاش حتى أُهْتِرَ فقال لابنته إِذا أَنكَرْتِ من فَهْمِي شيئاً عند الحُكْمِ فاقْرَعِي لي المِجَنَّ بالعصا لأَرتدع وهذا الحكم هو عَمْرو بن حُمَمةَ الدَّوْسِيّ قضَى بين العرب ثلثمائة سنة فلما كَبِرَ أَلزموه السابع من ولده يقرع العصا إِذا غَلِطَ في حكومته قال المتلمس لِذِي الحِلْمِ قَبْلَ اليَوْمِ ما تُقْرَعُ العَصا وما عُلِّمَ الإِنسانُ إِلاَّ ليَعْلَما ابن الأَعرابي وقول الشاعر قَرَعْت ظَنابِيبَ الهَوَى يومَ عاقِلٍ ويومَ اللِّوَى حتى قَشَرْت الهَوَى قَشْرا أَي أَذَلَلْته كما تقرَع ظُنْبُوبَ بعيرك لِيَتَنَوَّخَ لك فتركبه وفي حديث عمار قال قال عمر بن أَسَدِ بن عبد العُزَّى حين قيل له محمد يخطب خديجة قال نِعْمَ البُضْعُ
( * قوله « البضع » هو الكفء كما في النهاية وبهامشها هو عقد النكاح على تقدير مضاف أي صاحب البضع ) لا يُقْرَعُ أَنفه وفي حديث آخر قال ورقة بن نوفل هو الفحل لا يُقْرَعُ أَنفه أَي أَنه كفءٌ كريم لا يُرَدُّ وقد ذكر في ترجمة قدع أَيضاً وقوله لا يقرع أَنفه كان الرجل يأْتي بناقة كريمة إِلى رجل له فحل يسأَله أَن يُطْرِقَها فحلَه فإِن أَخرج إِليه فحلاً ليس بكريم قَرَعَ أَنفه وقال لا أُريده والمُقْرَعُ الفحْلُ يُعْقَلُ فلا يُتْرَكُ أَن يضرب الإِبل رغبة عنه وقَرَعْتُ البابَ أَقْرَعُه قَرْعاً وقَرَعَ الدابَّةَ وأَقرَع الدابة بلجامها يَقْرَعُ كفَّها به وكبَحَها قال سُحَيْمُ بن وَثِيلٍ الرِّياحِي إِذا البَغْلُ لم يُقْرَعْ له بلِجامِه عَدا طَوْرَه في كلِّ ما يَتَعَوَّدُ وقال رؤْبة أَقْرَعَه عَنِّي لِجامٌ يُلْجِمُه وقَرَعْت رأْسه بالعَصا قَرْعاً مثل فَرَعْتُ وقَرَعَ فلان سنَّه نَدَماً وأَنشد أَبو نصر ولو أَني أَطَعْتُكَ في أُمُورٍ قَرَعْتُ نَدامةً مِنْ ذاكَ سِنِّي وأَنشد بعضهم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه مَتَى أَلْقَ زِنْباعَ بنَ رَوْحٍ ببَلْدةٍ ليَ النِّصْفُ منها يَقْرَعِ السِّنَّ مِنْ نَدَمْ وكان زِنْباعُ بن رَوْحٍ في الجاهلية ينزل مَشارفَ الشام وكان يَعْشُرُ من مَرَّ به فخرج عمر في تجارة إِلى الشام ومعه ذَهَبةٌ جعلها في دَبِيلٍ وأَلقَمَها شارِفاً له فنظر إِليها زِنْباعٌ تَذْرِفُ عيناها فقال إِن لها لَشَأْناً فنحرها ووجَد الذهبَةَ فَعَشَرَها فحينئذ قال عمر رضي الله عنه هذا البيت وقَرَعَ الشاربُ بالإِناء جبهتَه إِذا اشتفَّ ما فيه يعني أَنه شرب جميع ما فيه وأَنشد كأَنَّ الشُّهْبَ في الآذانِ منها إِذا قَرَعُوا بِحافَتِها الجَبِينا وفي حديث عمر أَنه أَخذ قَدَحَ سويق فشربه حتى قَرَعَ القَدَحُ جبينَه أَي ضرَبه يعني شرب جميع ما فيه وقال ابن مقبل يصف الخمر تَمَزَّزْتُها صِرفاً وقارَعْتُ دَنَّها بعُودِ أَراكٍ هَدَّه فَتَرَنَّما قارَعْتُ دَنَّها أي نزَفْتُ ما فيه حتى قَرِعَ فإِذا ضُرِبَ الدَّنُ بعد فَراغِه بعود تَرَنَّمَ والمِقْرعةُ خشبة تُضْرَبُ بها البغالُ والحمير وقيل كلُّ ما قُرِعَ به فهو مِقْرعةٌ الأَزهريُّ المِقْرعةُ التي تضرب بها الدابة والمِقْراعُ كالفأْس يكسر بها الحجارة قال يصف ذئباً يَسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إِذالم يَسْمَعِ بِمِثْلِ مِقْراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ
( * قوله « يستمخر إلخ » أنشده في مادة مخر لم أسمع بدل لم يسمع )
والقِراعُ والمُقارَعةُ المُضاربةُ بالسيوف وقيل مضاربة القوم في الحرب وقد تَقارعُوا وقَرِيعُك الذي يُقارِعُك وفي حديث عبد الملك وذكر سيف الزبير بِهِنَّ فُلُولٌ من قِراعِ الكَتائِبِ أَي قتال الجيوش ومحاربتها والإِقْراعُ صَكُّ الحَمِيرِ بعضُها بعضاً بحَوافِرِها قال رؤبة حَرًّا منَ الخَرْدلِ مَكْرُوهِ النَّشَقْ أَو مُقْرَعِ مِن رَكْضِها دامِي الزَّنَقْ والمِقْراعُ الساقُورُ والأَقارِعُ الشِّدادُ عن أَبي نصر والقارِعةُ من شدائدِ الدهْرِ وهي الداهِيةُ قال رؤبة وخافَ صَدْعَ القارعاتِ الكُدَّهِ قال يعقوب القارِعةُ هنا كل هَنةٍ شديدةِ القَرْعِ وهي القيامة أَيضاً قال الفراء وفي التنزيل وما أَدراك ما القارعةُ وقوله ولا رَمَيْتُ على خَصْمٍ بقارِعةٍ إِلاَّ مُنِيتُ بِخَصْمٍ فُرَّ لي جَذَعا يعني حُجّة وكله من القَرْع الذي هو الضرْبُ وقوله تعالى ولا يزال كفروا تصيبهم بما صنعوا قارِعةٌ قيل في التفسير سَرِيّةٌ من سَرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى القارعة في اللغة النازلةُ الشديدة تنزل عليهم بأَمر عظيم ولذلك قيل ليوم القيامة القارعة ويقال قَرَعَتْهم قَوارعُ الدهْرِ أَي أَصابتهم ونعوذ بالله من قَوارِعِ فلان ولواذِعِه وقَوارِصِ لسانه وفي حديث أَبي أُمامة من لم يَغْز أَو يُجَهِّزْ غازِياً أَصابه الله بقارعةٍ أَي بداهيةٍ تُهْلِكُه يقال قَرَعَه أَمرٌ إِذا أَتاه فَجْأَةً وجمعها قَوارِعُ الأَصمعي يقال أَصابته قارعة يعني أَمراً عظيماً يَقْرَعُه ويقال أَنزل الله به قَرْعاءَ وقارعةً ومُقْرِعةً وأَنزل الله به بَيْضاء ومُبَيِّضةً هي المصيبة التي لا تدَعُ مالاً ولا غيره وفي الحديث أُقسم لَتَقْرَعَنّ بها أَبا هريرة أَي لَتَفْجَأنَّه بذكرها كالصّكّ له والضربْ وقَرِعَ ماءُ البئرِ نَفِدَ فَقَرَعَ قَعْرَها الدَّلْوُ وبئر قَرُوعٌ قليلة الماء يَقْرَعُ قَعْرَها الدَّلْوُ لفَناءِ مائِها والقَرُوعُ من الرَّكايا التي تحفر في الجبل من أَعلاها إِلى أَسفلها وأَقْرَعَ الغائصُ والمائِحُ إِذا انتهى إِلى الأَرض والقَرَّاعُ طائر له مِنْقارٌ غليظ أَعْقَفُ يأْتي العُود اليابس فلا يزال يَقْرَعُه حتى يدخل فيه والجمع قَرّاعاتٌ ولم يكسّر والقَرّاعُ الصُّلْبُ الشديد وتُرْسٌ أَقْرَعُ وقَرّاعٌ صُلْبٌ شديد قال الفارسي سمي به لصبره على القَرْعِ قال أَبو قَيْسِ بن الأَسْلتِ صَدْقٍ حُسامٍ وادِقٍ حَدُّه ومُجْناءٍ أَسْمَرَ قَرَّاعِ وقال الآخر فلما فَنى ما في الكَنائِنِ ضارَبُوا إِلى القُرعِ من جِلْدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ أَي ضربوا بأَيديهم إِلى التِّرَسةِ لَمّا فَنِيَتْ سِهامُهم وفَنى بمعنى فَنِيَ في لغات طيِّءٍ والقَرّاعُ التُّرْسُ والقَرَّاعانِ السيفُ والحَجَفةُ هذه من أَمالي ابن بري والقَرّاعُ من كل شيء الصُّلْبُ الأَسفلِ الضَّيِّقُ الفم واسْتَقْرَعَ حافِرُ الدابّة إِذا اشتد والقِراعُ الضِّرابُ وقَرَعَ الفحلُ الناقةَ والثورُ يَقْرَعُها قَرْعاً وقِراعاً ضربها وناقة قَرِيعةٌ يُكْثر الفحلُ ضِرابها ويُبْطِئ لَقاحُها ويقال إِنَّ ناقتك لقَرِيعةٌ أَي مُؤَخَّرةُ الضَّبَعةِ واسْتَقْرَعَت الناقةُ اشتهت الضِّرابَ الأَصمعي إِذا أَسْرَعَتِ الناقةُ اللَّقَحَ فهي مِقْراعٌ وأَنشد تَرى كلَّ مِقْراعٍ سَرِيعٍ لَقاحُها تُسِرُّ لَقاحَ الفحْلِ ساعةَ تُقْرَعُ وفي حديث هشام يصف ناقة إِنها لَمِقْراعٌ هي التي تَلْقَحُ في أَوَّل قَرْعةٍ يَقْرَعُها الفحلُ وفي حديث علقمة أَنه كان يُقَرِّعُ غَنَمه ويَحْلُِبُ ويَعْلِفُ أَي يُنْزِي الفُحولَ عليها هكذا ذكره الزمخشري والهروي وقال أَبو موسى هو بالفاء وقال هو من هفوات الهروي واسْتَقْرَعَتِ البقرُ أَرادت الفحل الأُمَوِيُّ يقال للضأْن اسْتَوْبَلَتْ وللمِعْزى اسْتَدَرَّتْ وللبقرة استقرعت وللكلبة اسْتَحْرَمَتْ وقَرَعَ التيْسُ العَنْزَ إِذا قَفَطها وقرَّعَ القومَ أَقْلَقَهم قال أَوس بن حجر أَنشده الفراء يُقَرِّعُ للرّجالِ إِذا أَتَوْه وللنِّسْوانِ إِنْ جِئْنَ السَّلامُ أَراد يُقَرِّعُ الرجالَ فزادَ اللام كقوله تعالى قل عسَى أَن يكون رَدِفَ لكم وقد يجوزأَن يريد بيُقَرِّع يَتَقَرَّعُ والتقْرِيعُ التأْنِيبُ والتعْنِيف وقيل هو الإِيجاعُ باللَّوْمِ وقَرَّعْتُ الرجلَ إِذا وَبَّخْتَه وعَذلْتَه ومرجعه إِلى ما أَنشده الفراء لأَوس بن حجر ويقال قَرَّعَني فلان بلَوْمِه فما ارْتَقَعْتُ به أَي لم أَكْتَرِثْ به وبات بَتَقَرَّعُ ويُقَرِّعُ يَتَقَلَّبُ وبِتُّ أَتَقَرَّعُ والقُرْعةُ السُّهْمةُ والمُقارَعةُ المُساهَمةُ وقد اقْتَرَعَ القومُ وتقارَعوا وقارَع بينهم وأَقْرَعَ أَعْلى وأَقْرَعْتُ بين الشركاء في شيء يقتسمونه ويقال كانت له القُرْعةُ إِذا قرَع أَصحابه وقارَعه فقرَعَه يَقْرَعُه أَي أَصابته القُرْعةُ دونه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه رُفِعَ إِليه أَنَّ رجلاً أَعتق ستة مَمالِيكَ له عند مَوته لا مال له غيرُهم فأَقْرَعَ بينهم وأَعْتَق اثنين وأَرَقَّ أَربعة وقول خِداشِ بن زُهَيْر أَنشده ابن الأَعرابي إِذا اصْطادُوا بُغاثاً شَيَّطُوه فكانَ وفاءَ شاتِهِم القُرُوعُ فسره فقال القُرُوعُ المُقارعَةُ وإِنما وصف لُؤْمَهم يقول إِنما يتَقارَعُون على البغاثِ لا على الجُزُرِ كقوله فما يَذْبَحُونَ الشاةَ إِلاّ بمَيْسِرٍ طويلاً تَناجِيها صِغاراً قُدُورُها قال ابن سيده ولا أَدري ما هذا الذي قاله ابن الأَعرابي في هذا البيت وكذلك لا أَعرف كيف يكون القُرُوعُ المُقارَعةَ إِلا أَن يكون على حذف الزائد قال ويروى شاتِهم القَرُوعِ وفسره فقال معناه كان البُغاثُ وفاءً من شاتهم التي يتَقارَعون عليها لأَنه لا قدرة لهم أَن يتقارعوا على جُزُرٍ فيكون أَيضاً كقوله فما يذبحون الشاة إِلا بميسر قال والذي عندي أَن هذا أَصح لقوَّة المعنى بذلك قال وأَيضاً فإِنه يسلم بذلك من الإِقْواءِ لأَن القافية مجرورة وقبل هذا البيت لَعَمْرُ أَبيك لَلْخَيْلُ المُوَطّى أُمامَ القَوْمِ للرَّخَمِ الوُقوعِ أَحَقُّ بكم وأَجْدَرُ أَن تَصِيدُوا مِنَ الفُرْسانِ تَرْفُلُ في الدُّروعِ ابن الأَعرابي القَرَعُ والسَّبَقُ والخَطَرُ الذي يُسْبَقُ عليه والاقْتِراعُ الاختيارُ يقال اقتُرِعَ فلان أَي اخْتِيرَ والقَرِيعُ الخيارُ عن كراع واقتَرَعَ الشيءَ اختارَه وأَقْرَعوه خِيارَ مالهِم ونَهْبِهم أَعْطَوه إِياه وذكر في الصحاح أَقْرَعَه أَعْطاه خيرَ مالِه والقَريعةُ والقُرْعةُ خيارُ المالِ وقَرِيعةُ الإِبل كريمتها وقُرْعةُ كل شيء خياره أَبو عمرو يقال قَرَعْناكَ واقْتَرَعْناكَ وقْرَحْناكَ واقْتَرَحْناكَ ومَخَرْناكَ وامْتَخَرْناك وانتَضَلْناك أَي اخترناك وفي الحديث أَنه ركب حِمارَ سعدِ ابن عُبادةَ وكان قَطوفاً فردّه وهو هِمْلاجٌ قَرِيعٌ ما يُسايَرُ أَي فارِهٌ مختارٌ قال ابن الأَثير قال الزمخشري ولو روي فريغٌ بالفاء الموحدة والغين المعجمة لكان مُطابقاً لفراغٍ وهو الواسع المشي قال ولا آمَنُ أَن يكون تصحيفاً والقَرِيعُ الفحل سمي بذلك لأَنه مُقْتَرَعٌ من الإِبل أَي مختارٌ قال الأَزهري والقريع الفحل الذي تَصَوَّى للضِّراب والقَرِيعُ من لإِبل الذي يأْخذ بِذِراعِ الناقة فيُنيخُها وقيل سمي قَريعاً لأَنه يَقْرَعُ الناقة قال الفرزدق وجاءَ قَرِيعُ الشوْلِ قَبْلَ إِفالِها يَزِفُّ وجاءتْ خَلْفَه وهْي زُفَّفُ وقال ذو الرمة وقد لاحَ للسّارِي سُهَيْلٌ كأَنّه قَرِيعُ هِجانٍ عارَضَ الشوْلَ جافِرُ ويروى وقد عارَضَ الشِّعْرَى سُهَيْلٌ وجمعه أَقْرِعة والمَقْروعُ كالقَريع الذي هو المختار للفِحْلةِ أَنشد يعقوب ولَمَّا يَزَلْ يَسْتَسْمِعُ العامَ حوْلَه نَدى صَوْتِ مَقْروعٍ عن العَدْوِ عازِبِ قال ابن سيده إِلاَّ أَني لا أَعرف للمقروع فِعْلاً ثانياً بغير زيادة أَعني لا أَعرف قَرَعَه إِذا اختارَه والقِراعُ أَن يأُخُذَ الرجلُ الناقةَ الصعْبة فيُرَيِّضَها للفحل فيَبْسُرها ويقال قَرَّعْ لجملك
( * قوله « فيريضها » هو في الأصل بياء تحتية بعد الراء وفي القاموس بموحدة وقوله « قرع لجملك » قال شارح القاموس نقله الصاغاني هكذا )
والمَقْروعُ السيِّدُ والقَريعُ السيدُ يقال فلان قريعُ دَهْرِه وفلان قريعُ الكَتِيبةِ وقِرِّيعُها أَي رئيسها وفي حديث مسروق إِنكَ قَرِيعُ القُرّاء أَي رئيسهم والقريعُ المختارُ والقريع المَغْلوب والقَريعُ الغالب واسْتَقْرَعَه جملاً وأَقْرعَه إِياه أَي أَعطاه إِياه ليضرب أَيْنُقَه وقولهم أَلْفٌ أَقْرَعُ أَي تامّ يقال سُقْتُ إِليك أَلفاً أَقرَعَ من الخيل وغيرها أَي تامّاً وهو نعت لكل أَلفٍ كما أَنَّ هُنَيْدة اسم لكل مائة قال الشاعر قَتَلْنا لَوَ نَّ القَتْل يشْفي صُدورَنا بِتَدْمُرَ أَلْفاً مِنْ قُضاعةَ أَقْرَعا وقال الشاعر ولو طَلَبُوني بالعَقوقِ أَتيتُهم بأَلفٍ أُؤَدِّيه إِلى القَوْمِ أَقْرَعا وقِدْحٌ أَقْرَعُ وهو الذي حُكَّ بالحصى حتى بدت سَفاسِقُه أَي طرائِقُه وعُود أَقْرَعُ إِذا قُرِعَ من لِحائِه وقَرِعَ قَرَعاً فهو قَرِعٌ ارتدع عن الشيء والقَرَعُ مصدر قولك قَرِعَ الرجلُ فهو قَرِعٌ إِذا كان يقبل المَشورةَ ويَرْتَدِعُ إِذا رُدِعَ وفلان لا يُقْرَعَ إِقْراعاً إِذا كان لا يقْبَل المَشْوَرةَ والنصيحة وفلان لا يَقْرَعُ أَي لا يرتدع فإِن كان يرتدع قيل رجل قَرِعٌ ويقال أَقْرَعْتُه أَي كففته قال رؤبة دَعْني فقد يُقْرَعُ للأَضَزِّ صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه وبَهْزي أَبو سعيد فلان مُقْرِعٌ ومُقْرِنٌ له أَي مُطيقٌ وأَنشد بيت رؤبة هذا وقد يكون الإِقْراعُ كفّاً ويكون إِطاقة ابن الأَعرابي أَقْرَعْتُه وأَقْرَعتُ له وأَقدَعْتُه وقدَعْتُه وأَوزَعْتُه ووزَعْتُه وزُعْتُه إِذا كففتَه وأَقرَعَ الرجلُ على صاحبه وانقَرَعَ إِذا كَفَّ قال الفارسي قَرَعَ الشيءَ قَرْعاً سَكَّنَه وقَرَعَه صرَفه وقَوارِعُ القرآنِ منه الآياتُ التي يقرؤُها إِذا فَزِعَ من الجن والإِنس فَيَأْمن مثل آية الكرسي وآيات آخر سورة البقرة وياسينَ لأَنها تصرف الفَزعَ عمن قرأَها كأَنها تَقْرَعُ الشيطانَ وأَقرَع الفَرسَ كبَحَه وأَقرَعَ إِلى الحق إِقراعاً رجع إِليه وذَلّ يقال أَقرَعَ لي فلان وأَنشد لرؤبة دَعْني فقد يُقْرَعُ للأَضَزِّ صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه وبَهْزي أَي يُصْرَفُ صَكِّي إِليه ويُراضُ له ويَذِلُّ وقرَعَه بالحق اسْتَبْدَلَه
( * هكذا في الأصل وربما هي محرفة عن استقبله وفي اساس البلاغة رماه ) وقَرِعَ المكانُ خَلا ولم يكن له غاشيةٌ يَغْشَوْنَه وقَرِعَ مَأْوى المال ومُراحُه من المال قَرَعاً فهو قَرِعٌ هلكَت ماشيته فخلا قال ابن أُذينة إِذا آداكَ مالُك فامْتَهِنْه لِجادِيهِ وإِنْ قَرِعَ المُراحُ ويروى صَفِرَ المُراحُ آداكَ أَعانك وقال الهذلي وخَوَّالٍ لِمَوْلاهُ إِذا ما أَتاهُ عائِلاً قَرِعَ المُراحُ ابن السكيت قَرَّعَ الرجلُ مكانَ يدِه من المائدةِ تَقْريعاً إِذا ترَك مكانَ يده من المائدة فارغاً ومن كلامهم نعوذ بالله من قَرَعِ الفِناءِ وصَفَرِ الإِناء أَي خُلُوِّ الديار من سُكانها والآنيةِ من مُسْتَوْدعاتها وقال ثعلب نعوذ بالله من قَرْعِ الفِناء بالتسكين على غير قياس وفي الحديث عن عمر رضي الله عنه قَرِعَ حَجُّكم أَي خلت أَيام الحج وفي الحديث قَرِعَ أَهلُ المسجد حين أُصِيبَ أَصحاب النَّهر
( * قوله « النهر » كذا بالأصل وبالنهاية أيضاً وبهامش الأصل صوابه النهروان ) أَي قَلّ أَهلُه كما يَقْرَعُ الرأْسُ إِذا قل شعره تشبيهاً بالقَرعةِ أَو هو من قولهم قَرِعَ المُراحُ إِذا لم تكن فيه إِبل والقُرْعةُ سِمةٌ على أَيْبَس الساقِ وهي وَكزةٌ بطرَف المِيسَمِ وربما قُرِعَ منه قَرْعةً أَو قرْعَتين وبعير مَقْروعٌ وإِبل مُقَرَّعةٌ وقيل القُرْعةُ سِمةٌ خَفِيَّةٌ على وسط أَنف البعير والشاة وقارِعةُ الدارِ ساحَتُها وقارِعةُ الطريقِ أَعلاه وفي الحديث نَهى عن الصلاةِ على قارعةِ الطريق هي وسطه وقيل أَعلاه والمراد به ههنا نفس الطريق ووجهه وفي الحديث لا تُحْدِثُوا في القَرَعِ فإِنه مُصَلَّى الخافِينَ القَرَعُ بالتحريك هو أَن يكون في الأَرض ذات الكَلإِ مواضع لا نباتَ فيها كالقَرَعِ في الرأْس والخافُون الجنُّ وقَرْعاءُ الدار ساحَتُها وأَرض قَرِعةٌ لا تُنْبِتُ شيئاً وأَصبحت الرِّياضُ قُرْعاً قد جَرَّدَتْها المَواشِي فلم تترك فيها شيئاً من الكلإِ وفي حديث علي أَن أَعرابيّاً سأَل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصُّلَيْعاءِ والقُرَيْعاءِ القُرَيْعاءُ أَرض لعنها الله إِذا أَنْبَتَتْ أو زُرِعَ فيها نَبَتَ في حافَتَيْها ولم ينبت في متنها شيء ومكان أَقْرَعُ شديد صُلْبٌ وجمعه الأَقارِعُ قال ذو الرمة كَسا الأُكْمَ بُهْمَى غَضّةً حَبَشِيّةً قواماً ونقعان الظُّهُورِ الأَقارِعِ وقول الراعي رَعَيْنَ الحَمْضَ حَمْضَ خُناصِراتٍ بما في القُرْعِ من سَبَلِ الغَوادِي قيل أَراد بالقُرْعِ غُدْراناً في صلابة من الأَرض والقَرِيعةُ عَمُودُ البيتِ الذي يُعْمَدُ بالزِّرِّ والزِّرُّ أَسْفَلَ الرُّمّانة وقد قَرَعَه به وقَرِيعةُ البيتِ خيْرُ موضع فيه إِن كان في حَرٍّ فخِيارُ ظِلِّه وإِن كان في قُرٍّ فخِيارُ كِنِّه وقيل قَرِيعَتُه سَقْفُه ومنه قولهم ما دخلت لفلان قَرِيعةَ بيت قَطّ أَي سَقْفَ بيت وأَقْرَعَ في سِقائه جَمَع عن ابن الأَعرابي والمِقْرَعُ السِّقاءُ يُخْبَأُ فيه السمْن والقُرْعةُ الجِرابُ الواسع يلقى فيه الطعام وقال أَبو عمرو القُرْعةُ الجِراب الصغير وجمعها قُرَعٌ والمِقْرَعُ وِعاءٌ يُجْبَى فيه التمرُ أَي يُجْمَعُ وتميم تقول خُفّانِ مُقَرَعانِ أَي مُثْقَلانِ وأَقْرَعتُ نَعْلي وخُفِّي إِذا جعلت عليهما رُقْعةً كَثِيفةً والقَرّاعةُ القَدّاحةُ التي يُقْتَدَحُ بها النارُ والقَرْعُ حمْل اليَقْطِين الواحدة قَرْعةٌ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبّ القَرْعَ وأَكثر ما تسميه العرب الدُّبَّاء وقلّ من يسْتعمل القَرْعَ قال المَعَرِّيُّ القرع الذي يؤكل فيه لغتان الإِسكان والتحريك والأَصل التحريك وأَنشد بِئْسَ إِدامُ العَزَبِ المُعْتَلِّ ثَرِيدةٌ بقَرَعٍ وخَلِّ وقال أَبو حنيفة هو القَرَعُ واحدته قَرَعَةٌ فحرك ثانيها ولم يذكر أَبو حنيفة الإِسكان كذا قال ابن بري والمَقْرَعةُ مَنْنِتُه كالمَبْطَخَةِ والمَقْثَأَةِ يقال أَرض مَقْرَعة والقَرْعُ حَمْلُ القِثّاء من المَرْعَى ويقال جاء فلان بالسَّوْءةِ القَرْعاءِ والسوءةِ الصَّلْعاءِ أَي المتكشفة ويقال أَقرَعَ المسافر إِذا دَنا من منزله وأَقْرَع دارَه آجُرًّا إِذا فرشها بالآجرّ وأَقرَعَ الشرُّ إِذا دامَ ابن الأَعرابي قَرِعَ فلان في مِقْرَعِه وقَلَدَ في مِقْلَدِه وكَرَص في مِكْرَصِه وصرَب في مِصْرَبِه كله السِّقاءُ والزِّقُّ ابن الأَعرابي قَرِعَ الرجلُ إِذا قُمِرَ في النِّضالِ وقَرِعَ إِذا افتقر وقَرِعَ إِذا اتَّعَظَ والقَرْعاء بالمدّ موضع قال الأَزهري والقرعاء مَنْهَلٌ من مَناهِلِ طريق مكة بين القادسية والعَقَبةِ والعُذَيْب والأَقْرعانِ الأَقرع بن حابس وأَخوه مَرْثَدٌ قال الفرزدق فإِنَّكَ واجِدٌ دُوني صَعُوداً جَراثِيمَ الأُقارِعِ والحُتاتِ الحُتاتُ هو بشر بن عامر بن علقمة والأَقارِعةُ والأَقارِعُ آلُهُما على نحو المَهالِبةِ والمَهالِبِ والأَقْرَعُ هو الأَشيم بن معاذ بن سِنان سمي بذلك لبيت قاله يهجو معاوية بن قشير مُعاوِيَ مَنْ يَرْقِيكُمُ إِنْ أَصابَكُمْ شَبا حَيّةٍ مِمّا عَدا القَفْرَ أَقْرَع ؟ ومقْروعٌ لقب عبد شمس بن سعد بن زيد مَناةَ بن تميم وفيه يقول مازِنُ بن مالك بن عمرو بن تميم في هَيْجُمانةَ بنت العَنْبر بن عمرو بن تميم حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنَّى لَكِ مَقْرُوعٌ ومُقارِعٌ وقُرَيْعٌ اسمان وبنو قُرَيْع بطن من العرب الجوهري قُريع أَبو بطن من تميم رهط بني أَنف الناقة وهو قُرَيْعُ بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وهو أَبو الأَضبط

( قربع ) المُقْرَنْبِعُ المجتمع واقْرَنْبَعَ الرجل في مجلسه أَي تَقَبَّضَ من البرد قال ومثله اقْرَعَبَّ أَي انْقَبَضَ

( قرثع ) القَرْثَعُ هي المرأَة الجَرِيئةُ القليلة الحياء وقيل هي البَذِيّةُ الفاحِشةُ وقيل هي البَلْهاء التي تَلْبَس قميصها أَو دِرْعَها مقلوباً وتَكْحَلُ إِحدى عينيها وتَدَعُ الأُخرى رُعُونةً وقال الأَزهري امرأَة قَرْثَعٌ وقَرْدَعٌ وهي البَلْهاء قال ابن الأَثير في صفة المرأَة الناشز هي كالقَرْثَعِ قال هي البلهاء ومنه حديث الواصِفِ أَو الواصفةِ ومنهن القرثع ضُرّي ولا تنفع قال الأَزهري وجاء عن بعضهم أَنه قال النساء أَربع فمنهن رابعة تَرْبَع وجامِعةٌ تَجْمَع وشيطان سَمَعْمَع ومنهن القَرْثَع والقَرْثَعُ الذي يُدَنِّي ولا يُبالي ما كَسَب والقَرْثَعُ والقَرْثَعةُ وبَر صِغار تكون على الدابة ويوصف به فيقال صُوف قرثع يُشْبه المرأَة لضعفه ورداءته والقَرْثَعُ الظَّليم وقَرْثَعَتُه زَفُّه وما عليه والقِرْثِعةُ الحَسَنُ الخِيالةِ للمال ولكن لا يستعمل إِلا مضافاً يقال هو قِرْثِعةُ مال بالكسر وقِرْثِعُ مالٍ إِذا كان يُحْسِنُ رِعْيةَ المالِ ويصلح على يديه ومثله تِرْعِيةُ مال وقَرْثَعٌ اسم رجل

( قردع ) القُرْدُعةُ الزاوية في شِعْب جبل أَو جبل قال الشاعر من الثَّياتِلِ مَأْواها القَرادِيعُ الفراء القَرْدَعةُ والقَرْدَحةُ الذلُّ والقِرْدعُ بفتح الدال ويقال بكسرها قَمْلُ الإِبل كالقِرْطَع والقِرْطِع وقيل هو القِرْدَعُ واحدته قِرْدَعةٌ وقِردِعَة الأَزهري في ترجمة هرنع الهُرْنُوعُ القملة الصغيرة قال وكذلك القُرْدُوعُ

( قرسع ) المُقْرَنْسِع المنتصب عن كراع قال ابن سيده وعندي أَنه المُقْرَنْشِعُ بالشين المعجمة

( قرشع ) المُقْرَنْشِع المتهيِّء للسِّبابِ والمنْعِ قال إِنَّ الكَبِيرَ إِذا يُشافُ رأَيْتَه مُقْرَنْشِعاً وإِذا يُهانُ اسْتَزْمَرا والمقرنشع بالشين المعجمة لغة في المُقْرَنْسِع وهو المنتصب أَبو عمرو القِرْشِعُ الحائر وهو حَرٌّ يجده الرجل في صدره وحلقه وحكي عن بعض العرب أَنه قال إِذا ظهر بجسد الإِنسان شيء أَبيض كالمِلْح فهو القِرْشِع قال والمُقْرَنْشِعُ المنتصب المستبشر واقْرَنْشَعَ إِذا سُرّ وابْرَنْشَقَ مثله

( قرصع ) القَرْصعةُ مِشْيةٌ وقيل مشية قبيحة وقيل مشية فيها تقارب وقد قَرْصَعَتِ المرأَةُ قَرْصَعةً وتقَرْصَعَتْ قال إِذا مَشَتْ سالَتْ ولم تُقَرْصِعِ هَزَّ القَناةِ لَدْنةِ التَّهَزُّعِ وقَرْصَعَ الكتابَ قَرْصَعَةً قَرْمَطَه والقَرْصَعةُ أَكل ضعيف والمُقَرْصِعُ المُخْتَفي والقَرْصَعةُ الانقباضُ والاستِخْفاء وقد اقْرَنْصَعَ الرجل الأَزهري يقال رأَيته مُقْرَنْصِعاً أَي مُتَزَمِّلاً في ثيابه وقرصعتُه أَنا في ثيابه أَبو عمرو القَرْصَعُ من الأُيورِ القصير المُعَجَّرُ وأَنشد سَلُوا نِساءَ أَشْجَعْ أَيُّ الأُيورِ أَنْفَعْ ؟ أَأَلطَّوِيلُ النُّعْنُعْ ؟ أَمِ القَصِيرُ القَرْصَعْ ؟ وقال أَعرابي من بني تميم إِذا أَكل الرجل وحده من اللؤْمِ فهو مُقَرْصِعٌ

( قرطع ) القِرْطَعُ قَمْلُ الإِبل وهنّ حُمْر

( قرفع ) تَقَرْعَفَ الرجلُ واقْرَعَفَّ وتَقَرْفَعَ تَقَبَّضَ والقُرْفُعةُ الاسْتُ عن كراع ويقال الفُرْقُعةُ بتقديم الفاء ويقال للاست القُنْفُعةُ والفُنْقُعةُ

( قزع ) القَزَعُ قطع من السحاب رقاق كأَنها ظلّ إِذا مرّت من تحت السحابة الكبيرة وفي حديث الاستسقاء وما في السماء قَزَعةٌ أَي قِطْعةٌ من الغيم وقال الشاعر مَقانِبُ بعضُها يبْري لبعضٍ كأَنَّ زُهاءَها قَزَعُ الظِّلالِ وقيل القَزَعُ السحاب المتفرق واحدتها قَزَعةٌ وما في السماء قَزَعةٌ وقِزاعٌ أَي لَطْخةُ غيم وفي حديث علي كرم الله وجهه حين ذكَر يَعْسُوبَ الدِّينِ فقال يجتمعون إِليه كما يجتمع قَزَعُ الخريف يعني قِطَعَ السحاب لأَنه أَوّل الشتاء والسحابُ يكون فيه متفرّقاً غير متراكِم ولا مُطْبِقٍ ثم يجتمع بعضه إِلى بعض بعد ذلك قال ذو الرمة يصف ماء في فلاة تَرَى عُصَبَ القَطا هَمَلاً عليه كأَنَّ رِعالَه قَزَعُ الجَهامِ والقَزَعُ من الصُّوفِ ما تَناتَفَ في الربيع فسقط وكبشٌ أَقْزَعُ وناقة قَزْعاء سقط بعض صوفها وبقي بعض وقد قَزِعَ قَزَعاً وقَزَعُ الوادِي غُثاؤه وقَزَعُ الجملِ لُغامُه على نُخْرَتِه قال أَبو تراب حكايةً عن العرب أَقْزَعَ له في المَنْطِقِ وأَقْذَعَ وأَزْهَفَ إِذا تعدّى في القول وفي النوادر القَزَعةُ ولَد الزنا وقَزَعُ السهم ما رقَّ من ريشه والقزع أَيضاً أَصغر ما يكون من الريش وسَهْمٌ مُقَزَّعٌ رِيشَ بِرِيشٍ صِغار ابن السكيت ما عليه قِزاعٌ ولا قَزَعَةٌ أَي ما عليه شيء من الثياب والقُزَّعةُ والقُزْعةُ خُصَلٌ من الشعر تترك على رأْس الصبي كالذَّوائبِ متفِّرقةً في نواحي الرأْس والقَزَعُ أَن تَحْلِقَ رأْس الصبي وتترك في مواضعَ منه الشعر متفرقاً وقد نُهِيَ عنه وقَزَّعَ رأْسَه تقزيعاً حلق شعره وبقيت منه بقايا في نواحي رأْسه وفي الحديث أَنه نَهَى عن القَزَعِ هو أَن يُحْلَقَ رأْسُ الصبي ويترك منه مواضعُ متفرِّقةٌ غيرُ محلوقة تشبيهاً بِقَزَعِ السحاب والقَزَعُ بقايا الشعر المُنْتَتِفِ الواحدة قزعة وكذلك كل شيء يكون قِطَعاً متفرقة فهو قَزَعٌ ومنه قيل لقطع السحاب في السماء قَزَعٌ ورجل مُقَزَّعٌ ومُتَقَزِّعٌ رقيق شعرِ الرأْسِ متفرِّقُه لا يُرَى على رأْسه إِلا شعراتٌ متفرّقة تَطايَرُ مع الريح والقَزَعةُ موضع الشعر المُتَقَزِّعِ من الرأْس وقَزَّعْتُه أَنا فهو مُقَزَّعٌ والمُقَزَّعُ من الخيل الذي تُنْتَفُ ناصِيَتُه حتى تَرِقَّ وأَنشد نَزائِعَ للصرِيحِ وأَعْوجِيٍّ من الجُرْدِ المُقَزَّعةِ العِجالِ وقيل المُقَزَّعُ الرقيقُ الناصيةِ خِلْقةً وقيل هو المَهْلُوب الذي جُزَّ عُرُفُه وناصيته وقال أَبو عبيدة هو الفرس الشديد الخَلْقِ والأَسْرِ وقَزَّعَ الشارِبَ قصّه والقَزَعُ أَخذ بعض الشعر وترك بعضه وفي حديث ابن عمر نهى رسول الله عن القَزَعِ يعني أَخذ بعض الشعر وترك بعضه والمُقَزَّعُ السريع الخفيف من كل شيء قال ذو الرمة مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ ليس له إِلا الضِّراءَ وإِلا صَيْدَها نَشَبُ وبَشِيرٌ مُقَزَّع جُرِّد للبشارة قال مُتَمِّمٌ وجِئْتَ به تَعْدُو بَشِيراً مُقَزَّعا وكل إِنسان جَرَّدْته لأَمر ولم تَشْغَلْه بغيره فقد أَقْزَعْتَه وقَزَعَ الفرسُ يَقْزَعُ قَزْعاً وقُزُوعاً مَرّ مَرّاً شديداً أَو مَهْلاً وقيل عَدا عَدْواً شديداً وكذلك البعير والظَّبْي ومنه قولهم قَوْزَعَ الديك إِذا غُلِبَ فهرَب أَو فَرَّ من صاحبه قال يعقوب ولا تقل قَنْزَعَ لأَنه ليس بمأْخوذ من قَنازِعِ الناس وإِنما هو قَزَعَ يَقْزَعُ إِذا خَفَّ في عَدْوِه هارباً الأَصمعي العامة تقول إِذا اقتتل الديكان فهرب أَحدهما قَنْزَعَ الديكُ وإِنما يقال قَوْزَعَ الديكُ إِذا غُلِبَ ولا يقال قنزع قال أَبو منصور والأصل فيه قَزَعَ إِذا عدا هارباً وقَوْزعَ فَوْعَلَ منه قال البُشْتيّ قال يعقوب بن السكيت يقال قوزع الديك ولا يقال قنزع قال البشتي يعني تنفيشه بَرائِلَه وهي قَنازِعُه قال أَبو منصور وقد غَلِطَ في تفسير قَوْزَعَ بمعنى تنفيشِه قَنازِعَه ولو كان كما قال لجاز قنزع وهذا حرف لهج به بعض عوامّ أَهل العراق يقول قنزع الديكُ إِذا فرّ من الديكِ الذي يقاتله فوضعه أَبو حاتم في باب المذال والمفسد وقال صوابه قوزع ووضعه ابن السكيت في باب ما يلحن فيه العامة قال أَبو منصور وظن البشتي بحدسه وقلة معرفته أَنه مأْخوذ من القنزعة فأَخطأَ ظنه الأَصمعي قَزَعَ الفرس يَعْدُو ومَزَعَ يَعْدُو إِذا أَحْضَر والتقْزِيعُ الحُضْرُ الشديد وقزَع قزْعاً ومزَع مَزْعاً وهو مشي متقارب وتقزَّعَ الفرسُ تهيَّأَ للركض وقَزَّعْتُه أَنا فهو مُقَزَّعٌ والقَزَعُ صِغار الإِبل وقال ابن السكيت ما عليه قِزاعٌ أَي قطعة خرقة وقَوْزَعٌ اسم الخِزْي والعار عن ثعلب وقال ابن الأَعرابي قَلَّدْتُه قَلائِدَ قَوْزَعٍ يعني الفضائح وأَنشد للكميت بن معروف وقال ابن الأَعرابي هو للكميت بن ثعلبة الفقعسي أَبَتْ أُمُّ دِينارٍ فأَصْبَحَ فَرْجُها حَصاناً وقُلِّدْتُمْ قَلائِد قَوْزَعا خُذوا العَقلَ إِن أَعطاكُم العَقْلَ قَوْمُكُمْ وكُونوا كَمَنْ سَنَّ الهَوانَ فأَرْبَعا ولا تُكْثِرُوا فيه الضِّجاجَ فإِنَّه مَحا السَّيْفُ ما قال ابْن دارةَ أَجْمَعا فَمَهْما تَشَأْ منه فَزارةُ تُعْطِكُمْ ومَهْما تَشَأْ منه فَزارةُ تَمْنَعا وقال مرة قَلائِدَ بَوْزَعٍ ثم رجع إِلى القاف قال ابن بري والقَوْزَعُ الحِرْباء وأَنشد هذا البيت الذي للكميت وقَزَعةُ وقُزَيْعةُ ومَقْزُوعٌ أَسماء وأَرى ثعلباً قد حكى في الأَسماء قَزْعةَ بسكون الزاي

( قشع ) القَشْعُ والقَشْعةُ بيت من أَدَمٍ وقيل بيت من جِلْد فإِن كان من أَدَمٍ فهو الطِّراف قال متمم بن نويرة يرثي أَخاه ولا برَم تُهْدِي النساءُ لِعِرْسِه إِذا القَشْعُ من بَرْدِ الشتاءِ تَقَعْقَعا وربما اتخذ من جُلُودِ الإِبل صِواناً لما فيه من المتاعِ والجمع قِشْعٌ وقول الراجز فَخَيَّمَتْ في ذَنَبانٍ مُنْقَفِعْ وفي رُفُوضِ كَلإٍ غيرِ قَشِعْ أَي رطْبٍ لم يَقْشَعْ والقَشِعُ اليابسُ والمُنْقَفِعُ المُتَقَبِّضُ والقَشْعُ الرجل الكبير الذي انْقَشَعَ عنه لحمه من الكِبَرِ قال أَبو منصور القَشْع الذي في بيت متمم هو الشيخ الذي انقشع عنه لحمه من الكِبَرِ فالبرد يؤذيه ويَضُرُّ به والقَشْعُ والقَشْعةُ قِطْعة نِطَعٍ خَلَقٍ وقيل هو النطع نفسه والقَشْعُ أَيضاً الفَرْوُ الخلَقُ وجمع كل ذلك قُشُوعٌ والقَشْعةُ والقِشْعةُ القطعة الخلَقُ اليابسةُ من الجلد والجمع قِشَعٌ وقيل إِن واحده قَشْعٌ على غير قياس لأَن قياسه قشعة مثل بَدْرةٍ وبِدَرٍ إِلا أَنه هكذا يقال ابن الأَعرابي القِشَعُ الأَنْطاعُ المُخْلِقةُ وفي حديث سلمة بن الأَكوع في غزاة بني فَزارةَ قال أَغرنا عليهم فإِذا امرأَة عليها قَشْعٌ لها فأَخذتها فقدمت بها المدينة قال ابن الأَثير أَراد بالقَشْع الفَرْوَ الخَلَق وأَخرجه الهروي عن أَبي بكر قال نَفَّلَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جارية عليها قَشْعٌ لها وفي الحديث لا أَعْرِفَنَّ أَحدَكم يَحْمِلُ قَشْعاً من أَدَمٍ فينادِي يا محمد فأَقول لا أَملِك لك من الله شيئاً قد بَلَّغْتُ يعني أَدِيماً أَو نِطَعاً قاله في الغُلولِ وقال ابن الأَثير أَراد القِرْبةَ البالية وهو إِشارة إِلى الخيانةِ في الغنيمةِ أَو غيرها من الأَعمال قيل مات رجل بالبادية فأَوصَى أَن ادفنوني في مكاني ولا تنقلوني عنه ثم قال لا تَجْتَوِي القَشْعةُ الخَرْقاءُ مَبْناها الناسُ ناسٌ وأَرضُ اللهِ سَوّاها قوله مبناها حيث تنبُتُ القَشْعةُ
( * قوله « حيث تنبت القشعة » لعل المراد بها الكشوثاء ففي القاموس والقشعة الكشوثاء وان كان شارحه استشهد به على القشعة بمعنى المرأَة ) والاجْتِواء أَن لا يوافقك المكان ولا ماؤُه وقَشِعَ الشيءُ قَشَعاً جَفَّ كاللحم الذي يسمى الحُساسَ والقُشاعُ داءٌ يُؤْيِسُ الإِنسانَ والقِشاعُ الرُّقْعةُ التي توضعُ على النِّجاش عند خَرْزِ الأَدِيمِ وانْقَشَعَ عنه الشيءُ وتَقشََّعَ غَشِيَه ثم انجلى عنه كالظَّلام عن الصبح والهَمِّ عن القلبِ والسَّحابِ عن الجوِّ قال شمر يقال للشَّمالِ الجِرْبِياءُ وسَيْهَكٌ وقَشْعة لقَشْعِها السَّحاب والقَشْعُ والقِشْعُ السحابُ الذاهبُ المُتَقَشِّعُ عن وجه السماء والقَشْعةُ والقِشْعةُ قِطْعةٌ منه تبقى في أُفُقِ السماء إِذا تَقَشَّع الغيمُ وقد انْقَشَع الغيمُ وأَقْشَعَ وتَقَشَّعَ وقَشَعَتْه الريحُ أَي كَشَفَتْه فانقشَع قال ابن جني جاءَ هذا معكوساً مخالفاً للمعتاد وذلك أَنك تجد فيها فعَل متعدِّياً وأَفعَل غير متعد ومثله شَنَقَ البعِيرَ وأَشنَقَ هو وأَجفَلَ الظَّلِيمُ وجَفَلَتْه الريحُ وكل ذلك مذكور في موضعه وفي حديث الاستسقاء فَتَقَشَّعَ السحابُ أَي تصدَّع وأَقلع وكذلك أَقْشَعَ وقَشَعَتْه الريحُ وقَشَعْتُ القومَ فأَقْشَعوا وتقشَّعوا وانقشَعوا ذهبوا وافترقوا وأَقشَعَ القومُ تفرَّقوا وأَقْشَعُوا عن الماء أَقْلَعوا وعن مجلسهم ارتفعوا هذه عن ابن الأَعرابي والقَشْعُ والقُشْعُ والقِشْعُ كُناسةُ الحمَّامِ والحجَّامُ والفتح أَعلى والقَشْعةُ العجوز التي انقطع عنها لحمها من الكِبَرِ والقُشاعُ صوت الضَّبُعِ الأُنثى وقال أَبو مهراس كأَنَّ نِداءَهُنَّ قُشاعُ ضَبعٍ تَفَقَّدُ من فَراعِلَةٍ أَكِيلا والقِشْعةُ النُّخامةُ وجمعها قِشَعٌ وبه فسر حديث أَبي هريرة رضي الله عنه لو حدثتكم بكل ما أَعلم لرميتموني بالقِشَع وروي بالقَشْعِ وقال القَشْعُ ههنا البُزاقُ قال المفسر أَي بَصَقْتُم في وجهي تَفْنِيداً لي حكاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ وقال ابن الأَثير هي جمع قَشْعٍ على غير قياس وقيل هي جمع قَشْعةٍ وهي ما يُقْشَع عن وجه الأَرض من المدَر والحجر أَي يقلع كبَدْرةٍ وبِدَرٍ وقيل القِشْعةُ النُّخامة التي يَقْتَلِعُها الإِنسان من صدره ويُخْرِجُها بالتنخم أَي لبصقتم في وجهي استخفافاً بي وتكذيباً لقولي ويروى لرميتموني بالقَشْعِ على الإِفراد وهو الجِلْد أَو من القَشْعِ الأَحمق أَي لجعلتموني أَحمَق وقال أَبو منصور عقيب إِيراد هذا الحديث القِشَعُ الجُلود اليابسة وقال قال بعض أَهل اللغة القَشْعةُ ما تَقَلَّفَ من يابِس الطينِ إِذا نَشَّتِ الغُدْرانُ وجفّت وجمعها قِشَعٌ والقَشْعُ أَن تَيْبَسَ أَطرافُ الذّرةِ قبل إِناها يقال قَشَعَت الذُّرةُ تَقْشَعُ قَشْْعاً الحِرْباءُ وأَنشد وبَلْدةٍ مُغْبَرّةِ المَناكِبِ القَشْعُ فيها أَخضَرُ الغَباغِبِ وأَراكةٌ قَشِعةٌ مُلْتَفّةٌ كثيرة الورق والمِقْشَعُ الناوُوس يمانية

( قصع ) القَصْعةُ الضَّخْمةُ تشْبع العشرة والجمع قِصاعٌ وقِصَعٌ والقَصْعُ ابتلاع جُرَعِ الماء والجِرّة وقَصَعَ الماءَ قَصْعاً ابتلعه جَرْعاً وقَصَعَ الماءُ عطشَه يَقْصَعُه قَصْعاً وقَصَّعَه سكَّنه وقَتَلَه وقَصَعَ العطْشانُ غُلَّتَه بالماء إِذا سكَّنها قال ذو الرمة يصف الوحش فانْصاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائرَها وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ ولا هِيمُ وسيفٌ مِقْصَلٌ ومِقْصَعٌ قَطّاعٌ والقَصِيعُ الرَّحَى والقَصْعُ قَتْل الصُّؤابِ والقَمْلةِ بين الظُّفُرَيْنِ وفي الحديث نهى أَن تُقْصَعَ القَمْلةُ بالنَّواةِ أَي تقتل والقَصْعُ الدلْكُ بالظُفر وإِنما خصَّ النواة لأَنهم قد كانوا يأْكلونها عند الضرورة وقَصَعَ الغلامَ قَصْعاً ضربه بِبُسْطِ كفِّه على رأْسه وقَصَعَ هامَتَه كذلك قالوا والذي يُفْعَلُ به ذلك لا يَشِبُّ ولا يَزْدادُ وغلام مقصوعٌ وقَصِيعٌ كادي الشّباب إِذا كان قَمِيئاً لا يَشِبُّ ولا يَزْدادُ وقد قَصُعَ وقَصِعَ قَصاعةً وجاريةٌ قَصِيعةٌ بالهاء عن كراع كذلك وقَصَعَ اللهُ شبابَه أَكْداه ويقال للصبي إِذا كان بطيءَ الشباب قَصِيعٌ يريدون أَنه مُرَدَّدُ الخَلْقِ بعضه إِلى بعض فليس يَطُولُ وقَصْعُ الجِرّةِ شِدَّةُ المَضْغ وضمُّ الأَسنان بعضها على بعض وقَصَعَ البعيرُ بِجِرّته والناقة بِجرّتها يَقْصَعُ قَصْعاً مَضَغَها وقيل هو بعد الدَّسْعِ وقبْلَ المَضْغِ والدَّسْعُ أَن تَنْزِعَ الجِرّة من كَرِشِها ثم القَصْعُ بعد ذلك والمضْغُ والإِفاضةُ وقيل هو أَن يردّها إِلى جوفه وقيل هو أَن يخرجها ويملأَ بها فاه وفي الحديث أَنه خطبهم على راحلته وإِنها لتَقْصَعُ بجرّتها قال أَبو عبيد قَصْعُ الجِرّة شدّة المضْغِ وضمُّ بعض الأَسنان على بعض أَبو سعيد الضرير قَصْعُ الناقة الجِرّةَ استِقامة خُروجِها من الجوف إِلى الشِّدقِ غير متقطِّعة ولا نَزْرةٍ ومتابَعةُ بعضِها بعضاً وإِنما تفعل الناقةُ ذلك إِذا كانت مطمئنة ساكنة لا تسير فإِذا خافت شيئا قطعت الجِرة ولم تخرجها قال وأَصل هذا من تقصيع اليَرْبُوعِ وهو إِخراجه تراب حجره وقاصِعائِه فجعل هذه الجرة إِذا دَسَعَتْ بها الناقة بمنزلة التراب الذي يخرجه اليربوع من قاصعائه قال أَبو عبيد القَصْعُ ضمك الشيء على الشيء حتى تقتله أَو تَهْشِمَه قال ومنه قصعُ القملة ابن الأَنباري دسع البعيرُ
( * قوله « دسع البعير إلخ » بهامش الأصل الظاهر أن في العبارة سقطاً ) بِجرّته وقصع بجرته وكَظَمَ بجرته إِذا لم يَجْتَرَّ وفي حديث عائشة رضي الله عنها ما كان لإِحدانا إِلا ثوب واحد تَحِيضُ فيه فإِذا أَصابه شيء من دم قالت بريقها فَقَصَعَتْه قال ابن الأَثير أَي مَصَعَتْه ودلكته بظفرها ويروى مصعته بالميم وقَصَّعَ الجُرْحُ
( * قوله « وقصع الجرح » عبارة القاموس مع شرحه وقصع الجرح بالدم قصعاً شرق به عن ابن دريد ولكنه شدّد قصع ) شَرِقَ بالدّم وتَقَصَّعَ الدُّمَّلُ بالصَّدِيدِ إِذا امتَلأَ منه وقَصَّعَ مثله ويقال قَصَعْتُه قَصْعاً وقَمَعْتُه قَمْعاً بمعنى واحد وقَصَّعَ الرجلُ بيته إِذا لزمه ولم يبرحه قال ابن الرُّقَيّاتِ إِنِّي لأُخْلي لَها الفِراشَ إِذا قَصَّعَ في حِضْن عِرْسِه الفَرِقُ والقُصَعةُ والقُصَعاءُ والقاصِعاءُ جُحْر يَحْفِره اليَرْبُوعُ فإِذا فرغ ودخل فيه سدّ فمه لئلا يدخل عليه حية أَو دابة وقيل هي باب جُحْرِه يَنْقُبُه بعد الدامّاءِ في مواضع أُخر وقيل القاصِعاء والقُصَعةُ فم جحر اليربوع أَوّل ما يبتدئ في حفره ومأْخذه من القَصْع وهو ضم الشيء على الشيء وقيل قاصِعاؤه تراب يسدّ به باب الجحر والجمع قَواصِعُ شبَّهوا فاعِلاءَ بفاعِلةٍ وجعلوا أَلفي التأْنيث بمنزلة الهاء وقَصَّعَ الضبُّ سدّ باب جحره وقيل كل سادٍّ مُقَصِّع وقَصَّعَ الضبُّ أَيضاً دخل في قاصعائه واستعاره بعضهم للشيطان فقال إِذا الشَّيْطانُ قَصَّع في قَفاها تَنَفَّقْناه بالحبْلِ التُّؤامِ قوله تنفقناه أي استخرجناه كاستخراج الضبِّ من نافِقائه ابن الأَعرابي قُصَعةُ اليَرْبُوعِ وقاصِعاؤه أَن يَحْفِرَ حَفِيرةً ثم يسد بابها قال الفرزدق يهجو جريراً وإِذا أَخَذْتُ بقاصِعائِكَ لم تَجِدْ أَحَداً يُعِينُكَ غيرَ مَنْ يَتَقَصَّعُ يقول إِنما أَنت في ضعفك إِذا قَصَدْتُ لكَ كبني يربوع لا يعينك إِلا ضعيف مثلك وإِنما شبههم بهذا لأَنه عنى جريراً وهو من بني يربوع وقَصَّعَ الزرْعُ تَقْصيعاً أَي خرج من الأَرض قال وإِذا صار له شُعَبٌ قيل قد شعَّبَ وقَصَّعَ أَوَّلُ القوم من نَقب الجبل إِذا طلَعوا وقَصَعْتُ الرجلَ قَصْعاً صَغَّرْتُه وحَقَّرْتُه وفي حديث مجاهد كان نَفَسُ آدمَ عليه السلام قد آذى أَهلَ السماء فَقَصَعَه اللهُ قَصْعةً فاطمأَن أَي دفعه وكسره وفي حديث الزبرقان أَبغض صبياننا إِلينا الأُقَيْصِعُ الكَمرَةِ وهو تصغير الأَقْصعِ وهو القصير القُلْفةِ فيكون طرف كمرته بادياً وروى الأُقَيْعِسُ الذكَرِ

( قصنصع ) الأَزهري القَصَنْصَعُ القصيرُ

( قضع ) القَضْعُ القهر قَضَعَه قَضْعاً والقَضْعُ والقُضاعُ تقطيع في البطن شديد وفي بطنه تَقْضِيعٌ أَي تقطيع وانْقَضَعَ القومُ وتقضَّعوا تفرّقوا وتَقضَّع عن قومه تباعَدَ وقُضاعةُ اسم كلب الماء وفي التهذيب والصحاح القُضاعةُ اسم كَلْبةِ الماءِ وقُضاعةُ أَبو قبيلة سمي بذلك لانْقِضاعِه مع أُمّه وقيل هو من القهر وقيل هو أَبو حَيّ من اليمن قُضاعةُ بن مالكِ بنِ حِمْيَر بن سَبَإٍ وتزعم نُسّابُ مُضَرَ أَنه قُضاعةُ بن مَعَدِّ بن عَدْنانَ قال وكانوا أَشِدَّاءَ كَلِبِينَ في الحروب ونحو ذلك

( قطع ) القَطْعُ إِبانةُ بعض أَجزاء الجِرْمِ من بعضٍ فَضْلاً قَطَعَه يَقْطَعُه قَطْعاً وقَطِيعةً وقُطوعاً قال فما بَرِحَتْ حتى اسْتبانَ سقابها قُطُوعاً لِمَحْبُوكٍ من اللِّيفِ حادِرِ والقَطْعُ مصدر قَطَعْتُ الحبْلَ قَطْعاً فانْقَطَع والمِقْطَعُ بالكسر ما يُقْطَعُ به الشيء وقطَعه واقتطَعه فانقطَع وتقطَّع شدد للكثرة وتقطَّعوا أَمرهم بينهم زُبُراً أَي تقَسَّمُوه قال الأَزهري وأَما قوله وتقطَّعوا أَمرهم بينهم زُبراً فإِنه واقع كقولك قَطَّعُوا أَمرهم قال لبيد في الوجه اللازم وتَقَطَّعَتْ أَسْبابُها ورِمامُها أَي انْقَطَعَتْ حِبالُ مَوَدَّتِها ويجوز أَن يكون معنى قوله وتقطَّعوا أَمرهم بينهم أَي تفرقوا في أَمرهم نصب أَمرهم بنزع في منه قال الأَزهري وهذا القول عندي أَصوب وقوله تعالى وقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنّ أَي قَطَعْنَها قَطْعاً بعد قَطْعٍ وخَدَشْنَها خدشاً كثيراً ولذلك شدد وقوله تعالى وقطَّعْناهم في الأَرض أُمَماً أَي فرّقْناهم فِرَقاً وقال وتَقَطَّعَتْ بهم الأَسبابُ أَي انْقَطَعَتْ أَسْبابُهم ووُصَلُهُم قول أَبي ذؤَيب كأَنّ ابْنةَ السَّهْمِيّ دُرَّةُ قامِسٍ لها بعدَ تَقْطِيعِ النُّبُوح وَهِيجُ أَراد بعد انْقِطاعِ النُّبُوحِ والنُّبُوحُ الجماعات أَراد بعد الهُدُوِّ والسكون بالليل قال وأَحْسَبُ الأَصل فيه القِطْع وهو طائفة من الليل وشيءٌ قَطِيعٌ مقطوعٌ والعرب تقول اتَّقُوا القُطَيْعاءَ أَي اتقوا أَن يَتَقَطَّعَ بعضُكم من بعض في الحرب والقُطْعةُ والقُطاعةُ ما قُطِعَ من الحُوّارَى من النُّخالةِ والقُطاعةُ بالضم ما سقَط عن القَطْعِ وقَطَعَ النخالةَ من الحُوّارَى فَصَلَها منه عن اللحياني وتَقاطَعَ الشيءُ بانَ بعضُه من بعض وأَقْطَعَه إِياه أَذن له في قطعه وقَطَعاتُ الشجرِ أُبَنُها التي تَخْرُجُ منها إِذا قُطِعَت الواحدة قَطَعَةٌ وأَقْطَعْتُه قُضْباناً من الكَرْمِ أَي أَذِنْتُ له في قَطْعِها والقَطِيع الغُصْنُ تَقْطَعُه من الشجرة والجمع أَقْطِعةٌ وقُطُعٌ وقُطُعاتٌ وأَقاطِيعُ كحديثٍ وأَحاديثَ والقِطْعُ من الشجر كالقَطِيعِ والجمع أَقطاعٌ قال أَبو ذؤَيب عَفا غيرُ نُؤْيِ الدارِ ما إِنْ تُبِينُه وأَقْطاعُ طُفْيٍ قد عَفَتْ في المَعاقِلِ والقِطْعُ أَيضاً السهم يعمل من القَطِيعِ والقِطْعِ اللذين هما المَقْطُوعُ من الشجر وقيل هو السهم العَرِيضُ وقيل القِطْعُ نصل قَصِيرٌ عَرِيضُ السهم وقيل القِطْعُ النصل القصير والجمع أَقْطُعٌ وأَقْطاعٌ وقُطُوعٌ وقِطاعٌ ومَقاطِيعُ جاء على غير واحده نادراً كأَنه إِنما جمع مِقْطاعاً ولم يسمع كما قالوا مَلامِحَ ومَشابِهَ ولم يقولوا مَلْمَحَةً ولا مَشْبَهةً قال بعض الأَغفالِ يصف دِرْعاً لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً وتَهْزَأُ بالمَعابِلِ والقِطاعِ وقال ساعدة بن جُؤَيَّةَ وشَقَّتْ مَقاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَه إِذا يَسْمَعُ الصوتَ المُغَرِّدَ يَصْلِدُ والمِقْطَعُ والمِقْطاعُ ما قَطَعْتَه به قال الليث القِطْعُ القضيبُ الذي يُقْطَعُ لبَرْيِ السِّهامِ وجمعه قُطْعانٌ وأَقْطُعٌ وأَنشد لأَبي ذؤَيب ونَمِيمَةً من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ في كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ قال أَراد السِّهامَ قال الأَزهري وهذا غلط قال الأَصمعي القِطْعُ من النِّصالِ القصير العريضُ وكذلك قال غيره سواء كان النصل مركباً في السهم أَو لم يكن مركباً سُمِّيَ قِطْعاً لأَنه مقطوعٌ من الحديث وربما سَمَّوْه مقطوعاً والمَقاطِيعُ جمعه وسيف قاطِعٌ وقَطَّاعٌ ومِقْطَعٌ وحبل أَقْطاعٌ مقطوعٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منه قِطْعاً وإِن لم يتكلم به وكذلك ثوب أَقْطاعٌ وقِطْعٌ عن اللحياني والمَقْطُوعُ من المديد والكامل والرَّجَزِ الذي حذف منه حرفان نحو فاعلاتن ذهب منه تن فصار محذوفاً فبقي فاعلن ثم ذهب من فاعِلن النون ثم أُسكنت اللام فنقل في التقطيع إِلى فعْلن كقوله في المديد إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتةٌ أُخْرِجَتْ من كِيسِ دِهْقانِ فقوله قاني فعْلن وكقوله في الكامل وإِذا دَعَوْنَكَ عَمَّهُنَّ فإِنَّه نَسَبٌ يَزِيدُكَ عِنْدَهُنَّ خَبالا فقوله نَخَبالا فعلاتن وهو مقطوع وكقوله في الرجز دار لِسَلْمَى إِذ سُلَيْمَى جارةٌ قَفْرٌ تُرى آياتها مِثْلَ الزُّبُرْ
( * قوله « دار لسلمى إلخ » هو موفور لا مقطوع فلا شاهد فيه كما لا يخفى )
وكقوله في الرجز القَلْبُ منها مُسْتَرِيحٌ سالِمٌ والقلبُ مِنِّي جاهِدٌ مَجْهُودُ فقوله مَجْهُود مَفْعُولُنْ وتَقْطِيعُ الشعر وَزْنه بأَجزاء العَرُوضِ وتَجْزئته بالأَفعالِ وقاطَعَ الرجُلانِ بسيفيهما إِذا نظرا أَيُّهما أَقْطَعُ وقاطَعَ فلان فلاناً بسيفيهما كذلك ورجل لَطّاع قَطّاعٌ يَقْطَعُ نصف اللُّقْمةِ ويردّ الثاني واللَّطّاعُ مذكور في موضعه وكلامٌ قاطِعٌ على المَثَلِ كقولهم نافِذٌ والأَقْطَعُ المقطوعُ اليَدِ والجمع قُطْعٌ وقُطْعانٌ مثل أَسْوَدَ وسُودانٍ ويَدٌ قَطعاءُ مقطوعةٌ وقد قَطَعَ وقطِعَ قَطعاً والقَطَعَةُ والقُطْعةُ بالضم مثل الصَّلَعةِ والصُّلْعةِ موضع القَطْعِ من اليد وقيل بقيّةُ اليدِ المقطوعةِ وضربَه بقَطَعَتِه وفي الحديث أَنَّ سارِقاً سَرَقَ فَقُطِعَ فكان يَسْرِقُ بقَطَعَتِه بفتحتين هي الموضعُ المقطوعُ من اليد قال وقد تضم القاف وتسكن الطاء فيقال بقُطْعَتِه قال الليث يقولون قُطِعَ الرجلُ ولا يقولون قُطِعَ الأَقْطَعُ لأَنَّ الأَقْطَعَ لا يكون أَقْطَعَ حتى يَقْطَعَه غيره ولو لزمه ذلك من قبل نفسه لقيل قَطِعَ أَو قَطُعَ وقَطَعَ الله عُمُرَه على المَثَلِ وفي التنزيل فَقُطِعَ دابِرُ القوم الذين ظَلَموا قال ثعلب معناه استُؤْصِلُوا من آخرهم ومَقْطَعُ كل شيءٍ ومُنْقَطَعُه آخره حيث يَنْقَطِعُ كمَقاطِعِ الرِّمالِ والأَوْدِيةِ والحَرَّةِ وما أَشبهها ومَقاطِيعُ الأَوديةِ مآخيرُها ومُنْقَطَعُ كلِّ شيءٍ حيث يَنْتَهي إِليه طَرَفُه والمُنْقَطِعُ الشيءُ نفسُه وشرابٌ لذيذُ المَقْطَعِ أَي الآخِر والخاتِمَةِ وقَطَعَ الماءَ قَطْعاً شَقَّه وجازَه وقطَعَ به النهرَ وأَقْطَعَه إِياه وأَقطَعَه به جاوَزَه وهو من الفصل بين الأَجزاء وقَطَعْتُ النهر قَطْعاً وقُطُوعاً عَبَرْتُ ومَقاطِعُ الأَنهار حيث يُعْبَرُ فيه والمَقْطَعُ غايةُ ما قُطِعَ يقال مَقْطَعُ الثوبِ ومَقْطَعُ الرمْلِ للذي لا رَمْلَ وراءه والمَقْطَعُ الموضع الذي يُقْطَعُ فيه النهر من المَعابرِ ومَقاطِعُ القرآنِ مواضعُ الوقوفِ ومَبادِئُه مواضعُ الابتداءِ وفي حديث عمر رضي الله عنه حين ذَكَر أَبا بكر رضي الله عنه ليس فيكم مَنْ تَقَطَّعُ عليه
( * قوله « تقطع عليه » كذا بالأصل والذي في النهاية دونه )
الأَعْناقُ مثلَ أَبي بكر أَراد أَن السابِقَ منكم الذي لا يَلْحَقُ شَأْوَه في الفضل أَحدٌ لا يكون مِثْلاً لأَبي بكر لأَنه أَسْبَقُ السابقين وفي النهاية أَي ليس فيكم أَحدٌ سابقٌ إِلى الخيراتِ تَقَطَّعُ أَعْناقُ مُسابقِيه حتى لا يَلْحَقَه أَحدٌ مِثْلَ أَبي بكر رضي الله عنه يقال للفرَس الجَوادِ تَقَطَّعَت أَعناقُ الخيْلِ عليه فلم تَلْحَقْه وأَنشد ابن الأَعرابي للبَعِيثِ طَمِعْتُ بِلَيْلى أَن تَرِيعَ وإِنَّما تُقَطِّعُ أَعناقَ الرِّجالِ المَطامِعُ وبايَعْتُ لَيْلى في الخَلاءِ ولم يَكُنْ شُهُودي على لَيْلى عُدُولٌ مَقانِعُ ومنه حديث أَبي ذر فإِذا هي يُقَطَّعُ دونَها السَّرابُ أَي تُسْرِعُ إِسْراعاً كثيراً تقدمت به وفاتت حتى إن السراب يظهر دونها أَي من ورائها لبعدها في البر ومُقَطَّعاتُ الشيء طرائقُه التي يتحلَّلُ إِليها ويَتَرَكَّبُ عنها كَمُقَطَّعاتِ الكلامِ ومُقَطَّعاتُ الشعْرِ ومَقاطِيعُه ما تَحَلَّل إِليه وترَكَّبَ عنه من أَجْزائِه التي يسميها عَرُوضِيُّو العرب الأَسْبابَ والأَوْتادَ والقِطاعُ والقَطاعُ صِرامُ النخْلِ مِثْلُ الصِّرامِ والصَّرامِ وقَطَعَ النخلَ يَقْطَعُه قَطْعاً وقِطاعاً وقَطاعاً عن اللحياني صرَمه قال سيبويه قَطَعْتُه أَوْصَلْتُ إِليه القَطْعَ واستعملته فيه وأَقْطَعَ النخلُ إِقْطاعاً إِذا أَصرَمَ وحانَ قِطاعُه وأَقْطَعْتُه أَذِنْتُ له في قِطاعه وانْقَطَعَ الشيءُ ذهَب وقْتُه ومنه قولهم انْقَطَعَ البَرْدُ والحرُّ وانْقَطَع الكلامُ وَقَفَ فلم يَمْضِ وقَطَعَ لسانه أَسْكَتَه بإِحسانِه إِليه وانْقَطَعَ لسانه ذهبت سَلاطَتُه وامرأَة قَطِيعُ الكلامِ إِذا لم تكن سَلِيطةً وفي الحديث لما أَنشده العباس ابن مِرْداسٍ أَبياته العينية اقْطَعُوا عني لِسانه أَي أَعْطُوه وأَرْضُوه حتى يسكت فكنى باللسانِ عن الكلامِ ومنه الحديث أَتاه رجل فقال إِني شاعر فقال يا بلال اقْطَعْ لسانه فأَعطاه أَربعين درهماً قال الخطابي يشبه أَن يكون هذا ممن له حق في بيت المال كابن السبيل وغيره فتعرّض له بالشعر فأَعطاه لحقه أَو لحاجته لا لشعره وأَقْطَعَ الرجلُ إِذا انْقَطَعَت حُجَّتُه وبَكَّتُوه بالحق فلم يُجِبْ فهو مُقْطِعٌ وقَطَعَه قَطْعاً أَيضاً بَكَّتَه وهو قَطِيعُ القولِ وأَقْطَعُه وقد قَطَعَ وقَطِعَ قَطاعةً واقْطَعَ الشاعِرُ انْقَطَعَ شِعْرُه وأَقْطََعَت الدجاجةُ مثل أَقَفَّت انْقَطَعَ بيضُها قال الفارسيّ وهذا كما عادلوا بينهما بأَصْفَى وقُطِعَ به وانْقُطِعَ وأُقْطِعَ وأَقْطَعَ ضَعُفَ عن النكاح وأُقْطِعَ به إِقْطاعاً فهو مُقْطَعٌ إِذا لم يُرِدِ النساءَ ولم يَنْهَض عُجارِمُه وانْقُطِعَ بالرجل والبعيرِ كَلاَّ وقفطِعَ بفلان فهو مَقْطُوعٌ به وانْقُطِعَ به فهو مُنْقَطَعٌ به إِذا عجز عن سفره من نَفَقَةٍ ذهبت أَو قامَت عليه راحِلَتُه أَو أَتاه أَمر لا يقدر على أَن يتحرك معه وقيل هو إِذا كان مسافراً فأُبْدِعَ به وعَطِبَت راحلته وذَهَبَ زادُه وماله وقُطِعَ به إِذا انْقَطَعَ رَجاؤُهُ وقُطِعَ به قَطْعاً إِذا قُطِعَ به الطريقُ وفي الحديث فَخَشِينا أَن يُقْتَطَعَ دُونَنا أَي يُؤْخَذَ ويُنْفَرَدَ به وفي الحديث ولو شئنا لاقْتَطَعْناهم وفي الحديث كان إِذا أَراد أَن يَقْطَعَ بَعْثاً أَي يُفْرِدَ قوماً يبعثُهم في الغَزْوِ ويُعَيِّنَهُم من غيرهم ويقال للغريب بالبلد أُقْطِعَ عن أَهله إِقْطاعاً فهو مُقْطَعٌ عنهم ومُنْقَطِعٌ وكذلك الذي يُفْرَضُ لنظرائه ويترك هو وأَقْطَعْتُ الشيء إِذا انْقَطَعَ عنك يقال قد أَقْطَعْتُ الغَيْثَ وعَوْدٌ مُقْطَعٌ إِذا انْقَطَعَ عن الضِّراب والمُقْطَعُ بفتح الطاءِ البعير إِذا جَفَرَ عن الصواب قال النمر بن تَوْلَبٍ يصف امرأَته قامَت تَباكَى أَن سَبَأْتُ لِفِتْيةٍ زِقًّا وخابِيَةً بِعَوْدٍ مُقْطَعِ وقد أُقْطِعَ إِذا جَفَرَ وناقةٌ قَطُوعٌ يَنْقَطِعُ لبنها سريعاً والقَطْعُ والقَطِيعةُ الهِجْرانُ ضِدُّ الوصل والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر وهو على المثل ورجل قَطُوعٌ لإِخْوانه ومِقْطاعٌ لا يثبت على مُؤاخاةٍ وتَقَاطَعَ القومُ تَصارَمُوا وتَقَاطَعَتْ أَرْحامُهُمْ تَحاصَّتْ وقَطَعَ رَحِمَه قَطْعاً وقَطِيعةً وقَطَّعَها عَقَّها ولم يَصِلْها والاسم القَطِيعةُ ورجل قُطَعَةٌ وقُطَعٌ ومِقْطَعٌ وقَطَّاعٌ يَقْطَعُ رَحِمَه وفي الحديث من زَوَّجَ كَرِيمَةً من فاسِقٍ فقد قَطَعَ رَحمها وذلك أَن الفاسِقَ يطلقها ثم لا يبالي أَن يضاجعها وفي حديث صِلَةِ الرَّحِمِ هذا مقام العائذ بك من القَطِيعَةِ القَطِيعَةُ الهِجْرانُ والصَّدُّ وهيَ فَعِيلَةٌ من القَطْعِ ويريد به ترك البر والإِحسان إِلى الأَهل والأَقارب وهي ضِدّ صِلَة الرَّحمِ وقوله تعالى أَن تفسدوا في الأَرض وتُقَطِّعُوا أَرحامَكم أَي تعُودوا إِلى أَمر الجاهلية فتفسدوا في الأَرض وتَئِدُوا البناتِ وقيل تقطعوا أَرحامكم تقتل قريش بني هاشم وبنو هاشم قريشاً ورَحِمٌ قَطعاءُ بيني وبينك إِذا لم توصل ويقال مَدّ فلان إِلى فلان بِثَدْيٍ غير أَقْطَعَ ومَتَّ بالتاء أَي تَوَسَّلَ إِليه بقرابة قريبة وقال دَعاني فلم أُورَأْ بِه فأَجَبْتُه فَمَدّ بِثَدْيٍ بَيْنَنا غَيْرِ أَقْطَعا والأُقْطوعةُ ما تبعثه المرأَة إِلى صاحبتها علامة للمُصارَمةِ والهِجْرانِ وفي التهذيب تبعث به الجارية إِلى صاحبها وأَنشد وقالَتْ لِجارِيَتَيْها اذْهَبا إِليه بأُقْطُوعةٍ إِذْ هَجَرْ والقُطْعُ البُهْرُ لقَطْعِه الأَنفاسَ ورجل قَطِيعٌ مَبْهُورٌ بَيّنُ القَطاعةِ وكذلك الأُنثى بغير هاء ورجل قَطِيعُ القيام إِذا وصف بالضعف أَو السِّمَنِ وامرأَة قَطُوعٌ وقَطِيعٌ فاتِرةُ القِيامِ وقد قَطُعَتِ المرأَةُ إِذا صارت قَطِيعاً والقُطْعُ والقُطُعُ في الفرس وغيره البُهْرُ وانْقِطاعُ بعض عُرُوقِه وأَصابه قُطْعٌ أَو بُهْر وهو النفَس العالي من السمن وغيره وفي حديث ابن عمر أَنه أَصابه قُطْعٌ أَو بهر فكان يُطْبَخُ له الثُّومُ في الحَسا فيأْكله قال الكسائي القُطْعُ الدَّبَرُ
( * قوله « القطع الدبر » كذا بالأصل وقوله « لأبي جندب » بهامش الأصل بخط السيد مرتضى صوابه
وإني إذا ما الصبح آنست ضوءه ... يعاودني قطع علي ثقيل
والبيت لأبي خراش الهذلي ) وأَنشد أَبو عبيد لأَبي جندب الهذلي
وإِنِّي إِذا ما آنسٌ ... مُقْبَلاً
( * كذا بياض بالأصل ولعله
وإني إذا ما آنس شمت مقبلاً )
يُعاوِدُني قُطْعٌ جَواه طَوِيلُ يقول إِذا رأَيت إِنساناً ذكرته وقال ابن الأَثير القُطْعُ انْقِطاعُ النَّفَسِ وضيقُه والقُطْعُ البُهْرُ يأْخذ الفرس وغيره يقال قُطِعَ الرجلُ فهو مقطوعٌ ويقال للفرس إِذا انْقَطَعَ عِرْقٌ في بطنه أَو شَحْمٌ مقطوعٌ وقد قُطِعَ واقْتَطَعْتُ من الشيء قِطْعةً يقال اقتَطَعْتُ قَطِيعاً من غنم فلان والقِطْعةُ من الشيء الطائفةُ منه واقْتَطَعَ طائفة من الشيء أَخذها والقَطِيعةُ ما اقْتَطَعْتَه منه وأَقْطَعَني إِياها أَذِنَ لي في اقْتِطاعِها واسْتَقْطَعَه إِياها سأَلَه أَن يُقْطِعَه إِياها وأَقْطَعْتُه قَطِيعةً أَي طائفة من أَرض الخراج وأَقْطَعَه نهراً أَباحَه له وفي حديث أَبْيَضَ بن حَمّالٍ أَنه اسْتَقْطَعَه المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقْطَعَه إِياه قال ابن الأَثير سأَله أَن يجعله له إِقطاعاً يتملَّكُه ويسْتَبِدُّ به وينفرد والإِقطاعُ يكون تمليكاً وغير تمليك يقال اسْتَقْطَعَ فلان الإِمامَ قَطيعةً فأَقْطَعَه إِيّاها إِذا سأَلَه أَن يُقْطِعَها له ويبنيها مِلْكاً له فأَعطاه إِياها والقَطائِعُ إِنما تجوز في عَفْوِ البلاد التي لا ملك لأَحد عليها ولا عِمارةَ فيها لأَحد فيُقْطِعُ الإِمامُ المُسْتَقْطِعَ منها قَدْرَ ما يتهيَّأْ له عِمارَتُه بإِجراء الماء إِليه أَو باستخراج عين منه أَو بتحجر عليه للبناء فيه قال الشافعي ومن الإِقْطاعِ إِقْطاعُ إِرْفاقِ لا تمليكٍ كالمُقاعَدةِ بالأسواق التي هي طُرُقُ المسلمين فمن قعد في موضع منها كان له بقدر ما يَصْلُحُ له ما كان مقيماً فيه فإِذا فارقه لم يكن له منع غيره منه كأَبنية العرب وفساطِيطِهمْ فإِذا انْتَجَعُوا لم يَمْلِكُوا بها حيث نزلوا ومنها إِقْطاعُ السكنى وفي الحديث عن أُمّ العلاءِ الأَنصارية قالت لما قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ أَقْطَع الناسَ الدُّورَ فطار سَهْمُ عثمانَ ابن مَظْعُونٍ علَيّ ومعناه أَنزلهم في دُورِ الأَنصارِ يسكنونها معهم ثم يتحوّلون عنها ومنه الحديث أَنه أَقْطَعَ الزبير نخلاً يشبه أَنه إِنما أَعطاه ذلك من الخُمُسِ الذي هو سَهْمُه لأَنَّ النخل مالٌ ظاهِرُ العين حاضِرُ النفْعِ فلا يجوز إِقْطاعُه وكان بعضهم يتأَوّل إِقْطاعَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم المهاجرين الدُّورَ على معنى العارِيّةِ وأَما إِقْطاعُ المَواتِ فهو تمليك وفي الحديث في اليمين أَو يَقْتَطِعَ بها مالَ امرئٍ مُسْلِمٍ أَي يأْخذه لنفسه متملكاً وهو يَفْتَعِلُ من القَطْعِ ورجل مُقْطَعٌ لا دِيوانَ له وفي الحديث كانوا أَهلَ دِيوانٍ أَو مُقْطَعِينَ بفتح الطاء ويروى مُقْتَطِعينَ لأَن الجند لا يَخْلُونَ من هذين الوجهين وقَطَعَ الرجلُ بحبل يَقْطَعُ قَطْعاً اخْتَنَقَ به وفي التنزيل فَلْيَمْدُدْ بسبب إِلى السماء ثم ليَقْطَعْ فلينظر قالوا لِيَقْطَعْ أَي لِيَخْتَنِقْ لأَن المُخْتَنِقَ يَمُدّ السبب إِلى السقف ثم يَقْطَعُ نفسَه من الأَرض حتى يختنق قال الأَزهري وهذا يحتاج إِلى شرح يزيد في إِيضاحه والمعنى والله أَعلم من كان يظن أَن لن ينصر الله محمداً حتى يظهره على الدين كله فليمت غيظاً وهو تفسير قوله فليمدد بسَبَبٍ إِلى السماء والسببُ الحبل يشدّه المختنق إِلى سَقْفِ بيته وسماءُ كل شيء سقفه ثم ليقطع أَي ليمد الحبل مشدُوداً في عنقه مدّاً شديداً يُوَتِّرُه حتى ينقطع فيموت مختنقاً وقال الفراء أَراد ليجعل في سماء بيته حبلاً ثم ليختنق به فذلك قوله ثم ليقطع اختناقاً وفي قراءة عبد الله ثم ليقطعه يعني السبب وهو الحبل وقيل معناه ليمد الحبل المشدود في عنقه حتى ينقطعَ نفَسُه فيموتَ وثوبٌ يَقْطَعُكَ ويُقْطِعُكَ ويُقَطِّعُ لك تَقْطِيعاً يَصْلُح عليك قميصاً ونحوَه وقال الأَزهري إِذا صلح أَن يُقْطَعَ قميصاً قال الأَصمعي لا أَعرف هذا ثوب يَقْطَعُ ولا يُقَطِّعُ ولا يُقَطِّعُني ولا يَقْطَعُني هذا كله من كلام المولّدين قال أَبو حاتم وقد حكاه أَبو عبيدة عن العرب والقُطْعُ وجَعٌ في البطن ومَغَسٌ والتقطِيعُ مَغَسٌ يجده الإِنسان في بطنه وأَمْعائِه يقال قُطِّعَ فلان في بطنه تَقْطِيعاً والقَطِيعُ الطائفة من الغنم والنعم ونحوه والغالب عليه أَنه من عشر إِلى أَربعين وقيل ما بين خمس عشرة إِلى خمس وعشرين والجمع أَقْطاعٌ وأَقْطِعةٌ وقُطْعانٌ وقِطاعٌ وأَقاطِيعُ قال سيبويه وهو مما جمع على غير بناء واحده ونظيره عندهم حديثٌ وأَحاديثُ والقِطْعةُ كالقَطِيع والقَطِيعُ السوط يُقْطَعُ من جلد سير ويعمل منه وقيل هو مشتق من القَطِيعِ الذي هو المَقْطُوعُ من الشجر وقيل هو المُنْقَطِعُ الطرَف وعَمَّ أَبو عبيد بالقَطِيعِ وحكى الفارسي قَطَعْتُه بالقَطِيع أَي ضربته به كما قالوا سُطْتُه بالسوط قال الأَعشى تَرى عَينَها صَغْواءَ في جَنْبِ مُوقِها تُراقِبُ كَفِّي والقَطِيعَ المُحَرَّما قال ابن بري السوط المُحَرَّمُ الذي لم يُليَّن بَعْد الليث القَطِيعُ السوط المُنْقَطِعُ قال الأَزهري سمي السوط قَطِيعاً لأَنهم يأْخذون القِدّ المُحَرَّمَ فيَقْطَعونه أَربعة سُيُور ثم يَفْتِلونه ويَلْوُونه ويتركونه حتى يَيْبَسَ فيقومَ قِياماً كأَنه عَصاً سمي قَطِيعاً لأَنه يُقْطَعُ أَربع طاقات ثم يُلْوى والقُطَّعُ والقُطَّاعُ اللُّصوص يَقْطَعون الأَرض وقُطَّاعُ الطريق الذين يُعارِضون أَبناءَ السبيل فيَقْطَعون بهم السبيلَ ورجل مُقَطَّعٌ مُجَرَّبٌ وإِنه لحسَنُ التقْطِيع أَي القَدِّ وشيء حسن التقْطِيعِ إِذا كان حسن القَدِّ ويقال فلان قَطِيعُ فلان أَي شَبيهُه في قَدِّه وخَلْقِه وجمعه أَقْطِعاءُ ومَقْطَعُ الحقِّ ما يُقْطَعُ به الباطل وهو أَيضاً موضع التِقاءِ الحُكْمِ وقيل هو حيث يُفْصَلُ بين الخُصومِ بنص الحكم قال زهير وإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ ويقال الصوْمُ مَقْطَعةٌ للنكاح والقِطْعُ والقِطْعةُ والقَطِيعُ والقِطَعُ والقِطاعُ طائفة من الليل تكون من أَوّله إِلى ثلثه وقيل للفزاريِّ ما القِطْعُ من الليل ؟ فقال حُزْمةٌ تَهُورُها أَي قِطْعةٌ تَحْزُرُها ولا تَدْرِي كمْ هِيَ والقِطْعُ ظلمة آخر الليل ومنه قوله تعالى فأَسْرِ بأَهلك بقِطْعٍ من الليل قال الأَخفش بسواد من الليل قال الشاعر افْتَحي الباب فانْظُري في النُّجومِ كَمْ عَلَيْنا مِنْ قِطْعِ لَيْلٍ بَهِيمِ وفي التنزيل قِطَعاً من الليل مظلماً وقرئ قِطْعاً والقِطْعُ اسم ما قُطِعَ يقال قَطَعْتُ الشيءَ قَطْعاً واسم ما قُطِعَ فسقط قِطْعٌ قال ثعلب من قرأَ قِطْعاً جعل المظلم من نعته ومن قرأَ قِطَعاً جعل المظلم قِطَعاً من الليل وهو الذي يقول له البصريون الحال وفي الحديث إِنَّ بين يَدَيِ الساعة فِتَناً كقِطْعِ الليل المُظْلِمِ قِطْعُ الليلِ طلئفةٌ منه وقِطْعةٌ وجمع القِطْعةِ قِطَعٌ أَراد فتنة مظلمة سوْداءَ تعظيماً لشأْنها والمُقَطَّعاتُ من الثيابِ شِبْه الجِبابِ ونحوها من الخَزِّ وغيره وفي التنزيل قُطِّعَتْ لهم ثيابٌ من نار أَي خِيطَتْ وسُوِّيَتْ وجُعِلَتْ لبَوساً لهم وفي حديث ابن عباس في صفة نخل الجنة قال نخل الجنة سَعَفُها كِسْوةٌ لأَهل الجنة منها مُقَطَّعاتُهم وحُلَلُهم قال ابن الأَثير لم يكن يَصِفُها بالقِصَر لأَنه عيب وقال ابن الأَعرابي لا يقال للثياب القِصار مُقَطَّعاتٌ قال شمر ومما يقوِّي قوله حديث ابن عباس في وصف سَعَفِ الجنة لأَنه لا يصف ثياب أَهل الجنة بالقَصَرِ لأَنه عيب وقيل المقطَّعات لا واحد لها فلا يقال لجملة للجُبّةِ القصيرة مُقَطَّعةٌ ولا للقَمِيصِ مُقَطَّعٌ وإِنما يقال الثياب القصار مُقَطَّعات وللواحد ثوب وفي الحديث أَن رجلاً أَتى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه مُقَطَّعاتٌ له قال ابن الأَثير أَي ثياب قصار لأَنها قُطِعَتْ عن بلوغ التمام وقيل المُقَطَّع من الثياب كلُّ ما يُفَصَّلُ ويُخاطُ من قميصٍ وجِبابٍ وسَراوِيلاتٍ وغيرها وما لا يقطع منها كالأَردية والأُزُر والمَطارِفِ والرِّياطِ التي لم تقطع وإِنما يُتَعَطَّفُ بها مرَّة ويُتَلَفَّعُ بها أُخرى وأَنشد شمر لرؤبة يصف ثوراً وحشيّاً كأَنَّ نِصْعاً فَوْقَه مُقَطَّعا مُخالِطَ التَّقْلِيصِ إِذْ تَدَرَّعا
( * وقوله « كأن إلخ » سيأتي في نصع تخال بدل كأن )
قال ابن الأَعرابي يقول كأَنَّ عليه نِصْعاً مُقَلَّصاً عنه يقول تخال أَنه أُلْبِسَ ثوباً أَبيض مقلصاً عنه لم يبلغ كُراعَه لأَنها سُود لست على لونه وقول الراعي فَقُودُوا الجِيادَ المُسْنِفاتِ وأَحْقِبوا على الأَرْحَبِيّاتِ الحَديدَ المُقَطَّعا يعني الدروع والحديدُ المُقَطَّعُ هو المتخذ سلاحاً يقال قطعنا الحديد أَي صنعناه دُروعاً وغيره من السِّلاح وقال أَبو عمرو مُقَطَّعاتُ الثياب والشِّعرْ قِصارُها والمقطَّعات الثياب القصار والأَبياتُ القِصارُ وكل قصيرٍ مُقَطَّعٌ ومُتَقَطِّعٌ ومنه حديث ابن عباس وقتُ صلاةِ الضُّحى إِذا تقَطَّعتِ الظِّلالُ يعين قَصُرَتْ لأَنها تكون ممتدة في أَول النهار فكلما ارتفعت الشمسُ تَقَطَّعَتِ الظِّلالُ وقصرت وسميت الأَراجيز مُقَطِّعاتِ لقصرها ويروى أَن جرير بن الخَطَفى كان بينه وبين رؤبة اختلاف في شيء فقال أَما والله لئن سَهِرْتُ له ليلة لأَدَعَنَّه وقلَّما تغني عنه مقطَّعاته يعني أَبيات الرجز ويقال للرجُل القصير إِنه لَمُقَطَّعٌ مُجَذَّرٌ والمِقْطَعُ مثالٌ يُقْطَعُ عليه الأَديم والثوب وغيره والقاطِعُ كالمِقْطَعِ اسم كالكاهل والغارِبِ وقال أَبو الهيثم إِنما هو القِطاعُ لا القاطِعُ قال وهو مثل لِحافٍ ومِلْحَفٍ وقِرامٍ ومِقْرَمٍ وسِرادٍ ومِسْرَدٍ والقِطْعُ ضرب من الثياب المُوَشَّاةِ والجمع قُطوعٌ والمُقَطَّعاتُ بُرود عليها وشْيٌ مُقَطَّعٌ والقِطْعُ النُّمْرُقةُ أَيضاً والقِطْعُ الطِّنْفِسةُ تكون تحت الرَّحْلِ على كَتِفَيِ البعير والجمع كالجمع قال الأَعشى أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطوعُ قال ابن بري الشعر لعبد الرحمن بن الحكم بن أَبي العاص يمدح معاوية ويقال لِزيادٍ الأَعْجَمِ وبعده بأَبيَضَ مِنْ أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ وفي حديث ابن الزبير والجِنِّيِّ فجاء وهو على القِطع فنَفَضَه وفُسِّرَ القِطْعُ بالطِّنْفِسةِ تحت الرَّحْلِ على كتفي البعير وقاطَعَه على كذا وكذا من الأَجْرِ والعَمَلِ ونحوه مُقاطعةً قال الليث ومُقَطَّعةُ الشعَر هناتٌ صِغار مثل شعَرِ الأَرانِبِ قال الأَزهري هذا ليس بشيء وأُراه إِنما أَراد ما يقال للأَرْنَبِ السريعة ويقال للأَرنب السريعة مُقَطِّعةُ الأَسْحارِ ومقطِّعةُ النِّياطِ ومقطِّعةُ السحورِ كأَنها تَقْطَعُ عِرْقاً في بطن طالبها من شدّةِ العَدْوِ أَو رِئاتِ من يَعْدُو على أَثرها ليصيدها وهذا كقولهم فيها مُحَشِّئةُ الكِلاب ومن قال النِّياطُ بُعْدُ المَفازةِ فهي تَقْطَعُه أَيضاً أَي تُجاوِزُه قال يصف الأَرنب كأَنِّي إِذْ مَنَنْتُ عليكَ خَيْري مَنَنْتُ على مُقَطِّعةِ النِّياطِ وقال الشاعر مَرَطى مُقَطِّمةٍ سُحُورَ بُغاتِها مِنْ سُوسِها التَّوْتِيرُ مهما تُطْلَبِ ويقال لها أَيضاً مُقَطِّعةُ القلوب أَنشد ابن الأَعرابي كأَنِّي إِذْ مَنَنْتُ عليكَ فَضْلي مَنَنْتُ على مُقَطِّعةِ القُلُوبِ أُرَيْنِبِ خُلّةٍ باتَتْ تَغَشَّى أَبارِقَ كلُّها وَخِمٌ جَدِيب ويقال هذا فرس يُقَطِّعُ الجَرْيَ أَي يجري ضُرُوباً من الجَرْيِ لِمَرحِه ونشاطِه وقَطَّعَ الجَوادُ الخيلَ تَقْطِيعاً خَلَّفَها ومضى قال أَبو الخَشْناءِ ونسبه الأَزهري إِلى الجعدي يُقَطِّعُهُنَّ بِتَقْرِيبه ويَأْوي إِلى حُضُرٍ مُلْهِبِ ويقال جاءت الخيل مُقْطَوْطِعاتٍ أَي سِراعاً بعضها في إِثر بعض وفلان مُنْقَطِعُ القَرِينِ في الكرم والسّخاء إِذا لم يكن له مِثْلٌ وكذلك مُنْقَطِعُ العِقالِ في الشرّ والخُبْثِ قال الشماخ رأَيْتُ عَرابَةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو إِلى الخَيْراتِ مُنْقَطِعَ القَرِينِ أَبو عبيدة في الشِّياتِ ومن الغُرَرِ المُتَقَطِّعةُ وهي التي ارْتَفَعَ بياضُها من المَنْخَرَيْنِ حتى تبلغ الغُرَّةُ عينيه دون جَبْهته وقال غيره المُقَطَّعُ من الحَلْي هو الشيء اليسيرُ منه القليلُ والمُقَطَّعُ من الذَّهَبِ اليسِيرِ كالحَلْقةِ والقُرْطِ والشَّنْفِ والشَّذْرةِ وما أَشبهها ومنه الحديث أَنه نَهى عن لُبْسِ الذهب إِلا مُقَطَّعاً أَراد الشيء اليسير وكره الكثير الذي هو عادة أَهل السَّرَفِ والخُيَلاء والكِبْر واليسيرُ هو ما لا تجب فيه الزكاة قال ابن الأَثير ويشبه أَن يكون إِنما كره استعمال الكثير منه لأَن صاحبه ربما بَخِلَ بإِخراج زكاته فيأْثم بذلك عند منْ أَوْجَب فيه الزكاةَ وقَطَّعَ عليه العذابَ لوَّنَه وجَزَّأَه ولَوَّنَ عليه ضُرُوباً من العذاب والمُقَطَّعاتُ الدِّيارُ والقَطِيعُ شبيه بالنظير وأَرض قَطِيعةٌ لا يُدْرى أَخُضْرَتُها أَكثر أَم بياضُها الذي لا نبات به وقيل التي بها نِقاطٌ من الكَلإِ والقُطْعةُ قِطْعةٌ من الأَرض إِذا كانت مَفْروزةً وحكي عن أَعرابي أَنه قال ورثت من أَبي قُطْعةً قال ابن السكيت ما كان من شيء قُطِعَ من شيء فإِن كان المقطوعُ قد يَبْقى منه الشيء ويُقْطَعُ قلت أَعطِني قِطْعةً ومثله الخِرْقةُ وإِذا أَردت أَن تجمع الشيء بأَسره حتى تسمي به قلت أَعْطِني قُطْعةً وأَما المرة من الفِعْل فبالفتح قَطَعْتُ قَطْعةً وقال الفراء سمعت بعض العرب يقول غَلَبَني فلان على قُطْعةٍ من الأَرض يريد أَرضاً مَفْروزةً مثل القِطْعةِ فإِن أَردت بها قِطْعةً من شيء قُطِعَ منه قلت قِطْعةٍ وكل شيء يُقْطَعُ منه فهو مَقْطَع والمَقْطَعُ موضع القَطْعِ والمَقْطعُ مصدر كالقَطْعِ وقَطَّعْتُ الخمر بالماء إِذا مَزَجْتَه وقد تَقَطَّعَ فيه الماءُ وقال ذو الرمة يُقَطِّعُ مَوْضُوعَ الحَدِيثِ ابْتِسامُها تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ في نُزَفِ الخَمْر موضوعُ الحديثِ مَحْفُوظُه وهو أَن تخْلِطَه بالابْتِسام كما يُخْلَطُ الماءُ بالخَمْرِ إِذا مُزِجَ وأَقْقَعَ القومُ
( * قوله « القوم » بهامش الأصل صوابه القرم ) إِذا انْقَطَعَتْ مِياهُ السماء فرجَعوا إِلى أَعدادِ المياهِ قال أَبو وَجْزةَ تَزُورُ بيَ القومَ الحَوارِيّ إِنهم مَناهلُ أَعدادٌ إِذا الناسُ أَقْطَعوا وفي الحديث كانت يهودُ قوماً لهم ثِمارٌ لا تُصِيبها قُطْعةٌ أَي عَطَشٌ بانْقِطاعِ الماءِ عنها ويقال أَصابت الناسَ قُطْعةٌ أَي ذَهَبَتْ مِياهُ رَكاياهُم ويقال للقوم إِذا جَفَّتْ مِياهُهم قُطْعةٌ مُنْكَرةٌ وقد قَطَعَ ماءُ قَلِيبِكُم إِذا ذهَب أَو قلّ ماؤه وقَطَعَ الماءُ قُطُوعاً وأَقْطَعَ عن ابن الأَعرابي قلَّ وذهب فانْقَطَعَ والاسم القُطْعةُ يقال أَصابَ الناسَ قُطْعٌ وقُطْعةٌ إِذا انْقَطَعَ ماءُ بئرهم في القيظ وبئر مِقْطاعٌ يَنْقَطِعُ ماؤها سريعاً ويقال قَطَعْتُ الحوْضَ قَطْعاً إِذا مَلأْتَه إِلى نصْفِه أَو ثُلثه ثم قَطَعْتُ الماء ومنه قول ابن مقبل يذكر الإِبل قَطَعْنا لَهُنَّ الحوْضَ فابْتَلَّ شَطْرُه بِشِرْبٍ غشاشٍ وهْوَ ظَمْآنُ سائِرُهْ أَي باقِيه وأَقْطَعَت السماء بموضع كذا إِذا انْقَطعَ المطر هناك وأَقْلَعَتْ يقال مَطَرَتِ السماءُ ببلد كذا وأَقْطَعَتْ ببلد كذا وقَطَعَتِ الطَّيْرُ قَطاعاً وقِطاعاً وقُطوعاً واقْطوطعَت انْحَدَرَت من بلاد البرد إِلى بلاد الحر والطير تَقْطَعُ قُطُوعاً إِذا جاءت من بلد إِلى بلد في وقت حر أَو برد وهي قَواطِعُ ابن السكيت كان ذلك عند قَطاعِ الطير وقَطاعِ الماءِ وبعضهم يقول قُطُوعِ الطير وقُطوعِ الماء وقَطاعُ الطير أَن يجيء من بلد إِلى بلد وقَطاعُ الماء أَن َينْقَطِعَ أَبو زيد قطَعَتِ الغِرْبانُ إِلينا في الشتاء قُطُوعاً ورجعت في الصيف رُجُوعاً والطير التي تقيم ببلد شِتاءَها وصَيْفها هي الأَوابدُ ويقال جاءَت الطير مُقْطَوْطِعاتٍ وقَواطِعَ بمعنى واحد والقُطَيْعاءُ ممدود مثال الغُبَيْراءِ التمر الشِّهْرِيزُ وقال كراع هو صِنْفٌ من التمر فلم يُحَلِّه قال باتُوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ جارَهُمْ وعِنْدَهُمُ البَرْنيُّ في جُلَلٍ دُسْمِ وفي حديث وفد عبد القيس تَقْذِفُونَ فيه من القُطَيْعاءِ قال هو نوع من التمر وقيل هو البُسْرُ قبل أَن يُدْرِكَ ويقال لأَقْطَعَنَّ عُنُقَ دابتي أَي لأَبيعنها وأَنشد لأَعرابي تزوج امرأَة وساق إِليها مَهْرَها إِبلاً أَقُولُ والعَيْساءُ تَمْشي والفُصُلْ في جِلّةٍ منها عَرامِيسٌ عُطُلْ قَطَّعَتِ الأَحْراجُ أَعناقَ الإِبلْ ابن الأَعرابي الأَقْطَعُ الأَصم قال وأَنشدني أَبو المكارم إِنَّ الأُحَيْمِرَ حين أَرْجُو رِفْدَه عُمُراً لأَقْطَعُ سَيِّءُ الإِصْرانِ قال الإِصْرانُ جمع إِصْرٍ وهو الخِنَّابةُ وهو شَمُّ الأَنْفِ والخِنَّابَتانِ مَجْرَيا النفَسِ من المَنْخَرَيْنِ والقُطْعَةُ في طَيِّءٍ كالعَنْعَنة في تَميمٍ وهو أَن يقول يا أَبا الحَكا يريد يا أَبا الحَكَمِ فيَقْطَعُ كلامه ولبن قاطِعٌ أَي حامِضٌ وبنو قُطَيْعةَ قبيلة حيٌّ من العرب والنسبة إِليهم قُطَعِيٌّ وبنو قُطْعةَ بطن أَيضاً قال الأَزهري في آخر هذه الترجمة كلّ ما مر في هذا الباب من هذه الأَلفاظ فالأَصل واحد والمعاني مُتَقارِبةٌ وإِن اختلفت الأَلفاظ وكلام العرب يأْخذ بعضه برقاب بعض وهذا دليل على أَنه أَوسع الأَلسنة

( قعع ) القُعاعُ ماءٌ مُرّ غليظ ماءٌ قُعٌّ وقُعاعٌ مُرٌّ غليظ وقيل هو الذي لا أَشدّ مُلُوحةً منه تَحْتَرِقُ منه أَجْوافُ الإِبلِ الواحد والجمع فيه سواء قال ابن بري ماءٌ قُعاعٌ وزُعاقٌ وحُراقٌ وليس بعد الحُراقِ شيء وهو الذي يحرق أَوبار الإِبل والأُجاجُ المِلْحُ المُرّ أَيضاً وأَقَعَّ القومُ إِِقْعاعاً إِذا أَنْبَطُوه يقال أَقَعَّ أَي أَنْبَطَ ماءً قُعاعاً وأَقَعَّتِ البئرُ جاءت بهذا الضرب من الماء ومِياهُ الإِمْلاحاتِ كلُّها قُعاعٌ والقَعْقَعةُ حكايةُ أَصوات السِّلاحِ والتِّرَسةِ والجُلُودِ اليابسة والحجارة والرَّعْدِ والبَكْرةِ والحُليِّ ونحوها قال النابغة يُسَهَّدُ من لَيْلِ التَّمامِ سَلِيمُها لحَلْيِ النساءِ في يَدَيهِ قَعاقِعُ وذلك أَن المَلْدُوغَ يوضع في يديه شيء من الحَلْيِ لئلا يَنامَ فيَدِبَّ السمُّ في جسَدِه فيقتله وتَقَعْقَعَ الشيء اضْطَرَبَ وتحرّك وقَعْقَعْتُ القارُورةَ وزَعْزَعْتُها إِذا أَرَغْتَ نَزْعَ صِمامِها من رأْسها وقَعْقَعْتُه وقَعْقَعْتُ به حرَّكْته وفي حديث أُم سلمة قَعْقَعُوا لك بالسِّلاحِ فطارَ سِلاحُك
( * قوله « سلاحك » كذا بالأصل والنهاية ايضاً وبهامش الأصل صوابه فؤادك ) وفي المثل فلانٌ لا يُقَعْقَعُ له بالشِّنانِ أَي لا يُخْدَعُ ولا يُرَوَّعُ وأَصله من تحريك الجلد اليابس للبعير ليَفْزَع أَنشد سيبويه للنابغة كأَنَّكَ مِنْ جِمالِ بَني أُقَيْشٍ يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِّ أَراد كأَنك جَمَلٌ فحذف الموصوف وأَبقى الصفة كما قال لو قُلْتَ ما في قَوْمِها لم تِيثَمِ يَفْضُلُها في حَسَبٍ ومِيسَمِ أَراد من يفضلها فحذف الموضول وأَبقى الصلة والتَّقَعْقُعُ التحرّك وقال بعض الطائيين يقال قَعَّ فلان فلاناً يَقُعُّه قَعّاً إِذا اجْتَرأَ عليه بالكلام وتَقَعْقَعَ الشيءُ صَوَّتَ عند التحريك وقَعْقَعْتُه قَعْقَعةً وقِعْقاعاً حركته والاسم القَعْقاعُ بالفتح قال ابن الأَعرابي القَعْقَعةُ والعَقْعَقةُ والشَّخْشَخةُ والخَشَخَشةُ والخَفْخَفةُ والفَخْفَخةُ والنَّشْنَشةُ والشَّنْشَنةُ كله حركةُ القِرْطاسِ والثوْبِ الجديدِ وفي الحديث أَنّ ابناً لِبِنْتِ النبي صلى الله عليه وسلم حُضِرَ فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فجيءَ بالصبيّ ونفسُه تَقَعْقَعُ أَي تَضْطَرِبُ قال خالد بن جَنْبةَ معنى قوله نفسه تَقَعْقَعُ أَي كلَّما صَدَرَتْ إِلى حال لم تَلْبَثْ أَن تصير إِلى حال أُخرى تقرّبه من لموت لا تثبت على حال واحدة وفي الحديث آخُذُ بِحَلْقةِ الجنةِ فأُقَعْقِعُها أَي أُحَرِّكُها والقَعْقَعةُ حكاية حركة لشيء يُسْمَعُ له صوْتٌ ومنه حديث أَبي الدرداء شَرُّ النساء السَّلْفَعةُ التي تُسْمَعُ لأَسنانِها قَعْقَعةٌ ورجل قَعْقاعٌ وقُعْقُعانيّ تَسْمَعُ لِمَفاصِلِ رجليه تَقَعْقُعاً إِذا مشَى وكذلك العَيْرُ إِذا حَمَلَ على العانةِ وتَقَعْقَعَ لَحْياه يقال له قُعْقُعانيٌّ وحِمارٌ قُعْقُعانيُّ الصوتِ بالضم أَي شديد الصوت في صوته قَعْقَعَةٌ قال رؤبة شاحِيَ لَحْيَيْ قُعْقُعانيّ الصَّلَقْ قَعْقَعةَ المِحْوَرِ خُطَّافَ العَلَقْ والأَسَدُ ذُو قَعاقِعَ أَي إِذا مشَى سمعت لِمَفاصِله قَعْقَعةً والقَعْقَعةُ تَتابُعُ صوت الرَّعْدِ في شدَّةٍ وجمعه القَعاقِعُ ورجل قُعاقِعٌ كثير الصوت حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد وقُمْتُ أَدْعُو خالداً ورافِعا جَلْدَ القُوَى ذا مِرَّةٍ قُعاقِعا وتَقَعْقَعَ بنا الزمانُ تَقَعْقُعاً وذلك من قلة الخير وجَوْرِ السلطانِ وضِيقِ السِّعْرِ والمُقَعْقِعُ الذي يُجِيلُ القِداحَ في الميسر قال كُثيِّر يصف ناقته وتُعْرَفُ إِنْ ضَلَّتْ فَتُهْدَى لِرَبِّها لِمَوْضِعِ آلاتٍ مِنَ الطَّلْحِ أَرْبَعِ وتُؤْبَنُ مِنْ نَصِّ الهَواجِرِ والضُّحَى بِقِدْحَيْنِ فازا مِنْ قِداحِ المُقَعْقِعِ عليها ولَمَّا يَبْلُغا كلَّ جَهْدِها وقد أَشْعَراها في أَظَلَّ ومَدْمَعِ الآلات خَشَبات تبنى عليها الخيمة وتُؤْبَنُ أَي تُتَّهَمُ وتُزَنّ يقول هزلت فكأَنها ضُرِبَ عليها بالقِداحِ فخرج المُعَلَّى والرَّقِيبُ فأَخذا لحمها كله ثم قال ولما يبلغا كل جَهْدِها أَي وفيها بقية وقوله قد أَشْعَراها أَي وهذان القِدْحانِ قد اتصل عملهما بالأَظَلِّ حتى دَمِيَ فَنَقِبَ وبالعين حتى دَمَعَت من الإِعياء والضمير في أَشْعَراها يعود على الهواجِرِ والسُّرَى على ما قاله ابن بري إِن الذي وقع في شعر كثيِّر نَصَّ الهواجِرِ والسُّرَى قال وأَصله من إِشْعارِ البدنة وهو طَعْنُها في أَصل سَنامِها بحديدة قال ابن بري يقول أَثَرُ قوائم هذه الناقة في الأَرض إِذا بركت كأَثَرِ عيدان من الطلْحِ فيستدل عليها بهذه الآثار وقد نسب الأَزهريّ قوله بِقِدْحَيْنِ فازا من قِداحِ المُقَعْقِعِ إِلى ابن مُقْبلٍ ويقال للمهزول صار عظاماً يَتَقَعْقَعُ من هزاله وكل شيء يسمع عند دقه صوت واحد فإِنكَ لا تقول تَقَعْقَعَ وإِذا قلت لمثل الأَدَمِ اليابسة والسِّلاح ولها أَصوات قلت تَتَقَعْقَعُ قال الأَزهري وقول النابغة يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِّ يخالف هذا القول لأَنّ الشنّ من الأَذَمِ وقد تقدّم وقَعْقَعَ في الأَرض أَي ذهب وتمرٌ قَعْقاعٌ أَي يابس قال الأَزهري سمعت البحرانِيِّينَ يقولون للقَسْب إِذا يبِسَ وتَقَعْقَع تَمْرٌ سَحٌّ وتَمْرُ قَعْقاعٌ والقَعْقاعُ الحُمَّى النافِضُ تُقَعْقِعُ الأَضْراس قال مُزَرِّدٌ أَخو الشمّاخ إِذا ذُكِرَتْ سَلْمَى على النَّأْي عادَني ثُلاجِيّ قعْقاعٍ من الوِرْدِ مُرْدِم ويقال للقوم إِذا كانوا نزولاً ببلد فاحتملوا عنه قد تَقَعْقَعَتْ عُمُدُهم أَي ارتحلوا قال جرير تَقَعْقَعَ نَحْوَ أَرْضِكُمُ عِمادي وفي المثل مَنْ يَجْتَمِعُ تَتَقَعْقَعُ عُمُدُه كما يقال إِذا تَمَّ أَمْرٌ دنَا نَقْصُه ومعنى من يجمع تتقعقع عمده أَي من غُبِطَ بكثرة العَدَدِ واتِّساقِ الأَمر فهو بِعَرضِ الزوال والانتشار وهذا كقول لبيد يصف تغير الزمان بأَهله إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا وإِنْ أُمِرُوا يَوْماً يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ والقُعْقُعُ بالضم طائر أَبْلَقُ فيه سواد وبياض ضخم طويل المِنْقارِ وهو من طير البر والقَعْقَعةُ صوته والقُعْقُعُ بضم القافين العَقْعَقُ وقُعَيْقِعانُ جبل وقيل موضع بمكة كانت فيه حرب بين قبيلتين من قريش وهو اسم معرفة سمي بذلك لقَعْقَعةِ السِّلاح الذي كان به وقيل سمي بذلك لأَنّ جُرْهُماً كانت تجعل قِسيَّها وجِعابَها ودَرَقَها فيه فكانت تُقَعْقِعُ وتصوّت قال ابن بري وسمي بذلك لأَنه موضع سلاح تُبَّعٍ كما سمي الجبل الذي كان موضع خيله أَجْياداً وقُعَيقِعانُ أَيضاً جبل بالأَهواز في حجارته رخاوة تنحت منه الأَساطِينُ ومنه نحتت أَساطين مسجد البَصْرةِ وطريقٌ قَعْقاعٌ ومُتَقَعْقِعٌ لا يُسْلَكُ إِلا بِمَشَقّةٍ وذلك إِذا بَعُدَ واحْتاجَ السابِلُ فيه إِلى الجَدِّ وسمي قَعْقاعاً لأَنه يُقَعْقِعُ الرِّكابَ ويتعبها قال ابن مقبل يصف ناقة عَمِل قَوائِمُها على مُتَقَعْقعٍ عَتِبِ المَراقِبِ خارجٍ مُتَنَشِّرِ وقَرَبٌ قَعْقاعٌ شديدٌ لا اضْطِرابَ فيه ولا فُتُورَ وكذلك خِمْسٌ قَعْقاعٌ وحَثْحاثٌ إِذا كان بعيداً والسيرُ فيه مُتْعِباً لا وَتِيرةَ فيه أَي لا فُتُورَ فيه وسَيْرٌ قَعْقاعٌ والقَعْقاعُ طريق يأْخذ من اليمامة إِلى الكوفة وقيل إِلى مكة معروف وقَعْقاعٌ اسم رجل قال وكُنْتُ جَلِيسَ قَعْقاعِ بنِ شَوْرٍ ولا يَشْقَى بِقَعْقاعٍ جَلِيسُ وبالشُّرَيْفِ من بلادِ قَيْسٍ مواضعُ يقال لها القَعاقِعُ وقال الأَصمعي إِذا طَرَدْتَ الثور قلت له قَعْ قَعْ وإِذا زجرته قلت له وحْ وَحْ
( * قوله « وح وح » هو بهذا الضبط في الأصل وفي القاموس وح قال شارحه بالتشديد مبنياً على « الكسر ) وقد قَعْقَعتُ بالثور قَعْقَعةً

( قفع ) قَفِعَ قَفَعاً وتَقَفَّعَ وانْقَفَعَ قال حَوْزَها من عَقبٍ إِلى ضَبُعْ في ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ وفي رُفُوضِ كَلإٍ غيرِ قَشِعْ والقَفَعُ انْزِواء أَعالي الأُذن وأَسافِلِها كأَنما أَصابتها نار فانْزَوَتْ وأُذُنٌ قَفْعاء وكذلك الرِّجْلُ إِذا ارتدَّت أَصابعها إِلى القدم فَتَزَوَّتْ عِلّةً أَو خِلْقةً ورِجْلٌ قَفْعاءُ وقد قَفِعَتْ قَفَعاً يقال رجُل أَقْفَعُ وامرأَة قَفْعاءُ بيِّنةُ القَفَعِ وقَفَّعَ البَرْدُ أَصابِعَه أَيْبَسَها وقَبَّضَها وبذلك سمي المُقَفَّعُ ورجل أَقْفَعُ وامرأَة قَفْعاءُ وقوم قُفْعُ الأصابع ورجل مُقَفَّعُ اليدين ونظر أَعرابي إِلى قُنْفُذةٍ وقد تقبضت فقال أَتُرى البرد قَفَّعَها ؟ أَي قَبَّضَها والقُفاعُ داءٌ تَشَنَّجُ منه الأَصابع وقد تَقَفَّعَت هي والمِقْفَعةُ خشبة تضرب بها الأَصابع وفي حديث القاسم بن مُخَيْمِرةَ أَنّ غُلاماً مرّ به فَعَبَث به فتناوله القاسِمُ بمِقْفَعةٍ قَفْعةً شديدةً أَي ضربه المِقْفَعةُ خشبة يضرب بها الأَصابع قال ابن الأَثير وهو من قَفَعَه عما أَراد إِذا صرفه عنه يقال قَفَعْتُه عما أَراد إِذا مَنَعْتَه فانْقَفَعَ انقِفاعاً والقَفْعُ نبت والقُفّاعُ نبات مُتَقَفِّعٌ كأَنه قُرُونٌ صَلابةً إِذا يَبِسَ قال الأَزهري يقال له كَفُّ الكلْبِ والقَفْعاءُ حَشِيشةٌ ضعيفة خَوّارةٌ وهي من أَحرار البُقُولِ وقيل هي شجرة تنبت فيها حَلَقٌ كحَلَقِ الخَواتِيمِ إِلا أَنها لا تلتقي تكون كذلك ما دامت رَطْبة فإِذا يَبِسَت سقط ذلك عنها قال كعب بن زهير يصف الدُّرُوعَ بِيضٌ سَوابِغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ كأَنَّه حَلَقُ القَفْعاء مَجْدُولُ والقَفْعاءُ شجر قال أَبو حنيفة القَفْعاءُ شجرة خضراء ما دامت رَطْبةً وهي قُضْبانٌ قِصارٌ تخرج من أَصل واحد لازمة للأَرض ولها وريق صغير قال زهير جُونيَّة كَحصاةِ القَسْمِ مَرْتَعُها بالسِّيّ ما تُنْبتُ القَفْعاءُ والحَسَكُ قال الأَزهري القَفْعاءُ من أَحْرارِ البُقُولِ رأَيتها في البادية ولها نَوْرٌ أَحمر وذكرها زهير في شعره فقال جُونِيَّة قال الليث القَفْعاءُ حشيشةٌ خَوّارةٌ من نبات الربيع خَشْناء الورَقِ لها نَور أَحمر مثل شَرَرِ النار وورَقُها تَراها مُسْتَعْلِياتٍ من فوق وثمرها مُقَفَّعٌ من تحت وقال بعض الرواة القَفْعاء من أَحرار البقول تنبت مُسْلَنْطِحةً ورقها مثل ورق اليَنْبُوتِ وقد تَفَقَّعَتْ هي والقَيْفُوعُ نحوها وقيل القَيْفُوعُ نِبْتةٌ ذات ثمرة في قرونٍ وهي ذاتُ ورق وغِصنَةٍ تنبُتُ بكل مكان وشاة قَفْعاءُ وهي القصِيرةُ الذنب وقد قَفِعَتْ قَفَعاً وكَبْشٌ أَقْفَعُ وهنّ الكِباشُ القُفْعُ قال الشاعر إِنَّ وَجَدْنا العِيسَ خَيراً بَقِيّةً من القُفْعِ أَذْناباً إِذا ما اقْشَعَرَّتِ قال الأَزهريّ كأَنه أَراد بالقُفْع أَذناباً المِعْزَى لأَنها تَقْشَعِرُّ إِذا صَرِدَتْ وأَما الضأْنُ فإِنها لا تَقْشَعِرُّ من الصَّرَدِ والقَفْعاءُ الفَيْشَلةُ والقَفْعُ جُنَنٌ كالمَكابِّ من خشب يدخل تحتها الرجال إِذا مشوا إِلى الحُصونِ في الحرب قال الأَزهري هي الدّبّاباتُ التي يُقاتَلُ تحتها واحدتها قَفْعةٌ والقَفْعُ ضَبْرٌ تُتَّخَذُ من خشَبٍ يمشي بها الرجالُ إِلى الحُصونِ في الحرب يدخل تحتها الرجال والقُفّاعةُ مِصْيَدةٌ للصيْدِ قال ابن دري ولا أَحسبها عربية والقَفعاتُ الدُّوّاراتُ التي يجعل فيها الدّهّانون السِّمْسِمَ المطحون يضعون بعضه على بعض ثم يَضْغَطُونَه حتى يَسِيل منه الدهن والقَفَعةُ جماعةُ الجرادِ وفي حديث عمر أَنه ذكر عنده الجراد فقال لَيْتَ عندنا منه قَفْعةً أَو قَفْعَتَيْن القَفْعةُ هو هذا الشبيه بالزَّبِيل وقال الأَزهري هو شيء كالقفة يتخذ واسعَ الأَسفل ضَيِّقَ الأَعلى حَشْوُها مكانَ الحلفاءِ عَراجِينُ تُدَقُّ وظاهرها خُوص على عمَلِ سِلالِ الخوص وفي المحكم القَفْعةُ هَنةٌ تُتَّخَذُ من خوص تشبه الزَّبِيلَ ليس بالكبير لا عُرى لها يُجْنى فيها الثمر ونحوه وتسمى بالعِراق القُفّة وقال ابن الأَعرابي القُفْعُ القِفافُ واحدتها قَفْعةٌ وقال محمد بن يحيى القَفْعةُ الجُلّة بلغة اليمن يحمل فيها القطن ويقال أَقْفِعْ هذا أَي أَوْعِه قال ورجل قَفّاع لماله إِذا كان لا يُنْفِقُه ولا يبالي ما وقع في قَفْعَتِه أَي في وِعائِه وحكى الأَزهري عن الليث يقال أَحمر قُفاعِيّ وهو الأَحمر الذي يَتَقَشَّر أَنفه من شدة حُمْرته وقال لم أَسمع أَحمر قُفاعِيّ القاف قبل الفاء لغير الليث والمعْروفُ في باب تأْكيد صفة الألوان أَصفر فاقعٌ وقُفاعِيٌّ وقد ذكر في موضعه

( قفزع ) امرأَة قَفَنْزَعةٌ قصيرةٌ عن كراع

( قلع ) القلعُ انْتِزاعُ الشيء من أَصله قَلَعَه يَقْلَعه قَلْعاً وقَلَّعَه واقْتَلَعَه وانْقَلَعَ واقْتَلَعَ وتَقَلَّعَ قال سيبويه قَلَعْتُ الشيءَ حوَّلْتُه من موضعه واقْتَلَعْتُه اسْتَلَبْتُه والقُلاعُ والقُلاعةُ والقُلاَّعة بالتشديد والتخفيف قِشْرُ الأَرض الذي يرتفع عن الكَمْأَةِ فيدل عليها وهي القِلْفَعةُ والقِلْفِعةُ والقُلاعُ أَيضاً الطين الذي يَنْشَقُّ إِذا نَضَبَ عنه الماءُ فكل قِطْعةٍ منه قُلاعةٌ والقُلاعُ أَيضاً الطين اليابس واحدته قُلاعةٌ والقُلاعةُ المَدرةُ المُقْتَلَعةُ أَو الحجر يُقْتَلَعُ من الأَرض ويُرْمَى به ورُمِيَ بقُلاعةٍ أَي بجُجَّةٍ تُسْكِتُه وهو على المَثَلِ والقُلاَّعُ الحِجارةُ والقُلاَّعُ صُخُورٌ عِظامٌ مُتَقَلِّعَةٌ واحدته قُلاَّعَةٌ والحجارة الضَّخْمةُ هي القَلَعُ أَيضاً والقُلاعةُ صخرة عظيمة وسط فضاء سهل والقَلَعَةُ صخرةٌ عظيمة تَنْقَلِعُ عن الجبل صَعْبةُ المُرْتَقَى قال الأَزهري تُهالُ إِذا رأَيتَها ذاهِبةً في السماء وربما كانت كالمسجد الجامع ومثل الدار ومثل البيت منفردة صعبة لا تُرْتَقَى والقَلْعَةُ الحِصْنُ الممتنع في جبل وجمعها قِلاعٌ وقَلَعٌ وقِلَعٌ قال ابن بري غير الجوهري يقول القَلَعَةُ بفتح اللام الحصن في الجبل وجمعه قِلاعٌ وقَلَعٌ وقِلَعٌ وأَقْلَعُوا بهذه البلاد إِقْلاعاً بنوها فَجَعَلُوها كالقَلَعةِ وقيل القَلْعَةُ بسكون اللام حِصْنٌ مُشْرِف وجمعه قُلُوعٌ والقَلْعة بسكون اللام النخلة التي تُجْتَثُّ من أَصلها قَلْعاً أَو قَطعاً عن أَبي حنيفة وقُلِعَ الوالي قَلْعاً وقُلْعةً فانْقَلَعَ عُزِلَ والمَقْلُوعُ الأَميرُ المَعْزُولُ والدنيا دار قُلْعَةٍ أَي انْقِلاعٍ ومنزلنا منزل قُلْعَةٍ بالضم أَي لا نملكه ومجلس قُلْعَةٍ إِذا كان صاحبه يحتاج إِلى أَن يقوم مرة بعد مرة وهذا منزل قُلْعةٍ أَي ليس بِمُسْتَوْطَنٍ ويقال هم على قُلْعةٍ أَي على رِحْلةٍ وفي حديث علي كرم الله وجهه أُحَذِّرُكُم الدنيا فإِنها منزل قُلْعةٍ أَين تَحَوُّلٍ وارْتِحالٍ والقُلْعةُ من المال ما لا يَدُومُ والقُلْعَةُ أَيضاً المالُ العارِيَّةُ وفي الحديث بِئْسَ المالُ القُلْعةُ قال ابن الأَثير هو العارية لأَنه غير ثابت في يد المستعير ومُنْقَلِعٌ إِلى مالكه والقُلْعةُ أَيضاً الرجُلُ الضعيف وقُلِعَ الرجل قَلْعاً وهو قَلِعٌ وقِلْعٌ وقُلْعَةٌ وقَلاَّعٌ لم يثبت في البَطْشِ ولا على السرْج والقِلْعُ الذي لا يثبت على الخيل وفي حديث جرير قال يا رسول الله إِني رجل قِلْعٌ فادْعُ اللهَ لي قال الهروي القِلْعُ الذي لا يثبت على السرج قال ورواه بعضهم بفتح القاف وكسر اللام بمعناه قال وسَماعِي القِلْعُ والقَلَعُ مصدر قولك قَلِعَ القَدَمُ بالكسر إِذا كانت قدمه لا تثبت عند الصِّراعِ فهو قَلِعٌ والقِلْعُ والقَلِعُ الرجل البَلِيدُ الذي لا يفهم وشيخ قَلِعٌ يَتَقَلَّعُ إِذا قام عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِنِّي لأَرْجُو مُحْرِزاً أَنْ يَنْفَعا إِيَّايَ لَمَّا صِرْتُ شَيْخاً قَلِعا وتَقَلَّعَ في مَشْيَتِه مشَى كأَنه يَنْحَدِرُ وفي الحديث في صفته صلى الله عليه وسلم أَنه كان إِذا مشى تَقَلَّعَ وفي حديث ابن أَبي هالة إِذا زالَ زالَ قَلْعاً والمعنى واحد قيل أَراد قوّة مشيه وأَنه كان يرفع رجليه من الأَرض إِذا مشى رَفْعاً بائناً بقوّة لا كمن يَمْشِي اخْتِيالاً وتَنَعُّماً ويُقارِبُ خُطاه فإِنّ ذلك من مَشْي النساء ويُوصَفْنَ به وأَما إِذا زال قلعاً فيروى بالفتح والضم فبالفتح هو مصدر بمعنى الفاعل أَي يزول قالعاً لرجله من الأَرض وهو بالضم إِما مصدر أَو اسم وهو بمعنى الفتح وحكى ابن الأَثير عن الهروي قال قرأَت هذا الحرف غريب الحديث لابن الأَنباري قَلِعاً بفتح القاف وكسر اللام قال وكذلك قرأَته بخط الأَزهري وهو كما جاء وقال الأزهريّ يقال هو كقوله كأَنما يَنْحَطُّ في صَبَبٍ وقال ابن الأَثير الانْحِدارُ من الصَّبَبِ والتَّقَلُّعُ من الأَرض قريب بعضه من بعض أَراد أَنه كان يستعمل التَّثَبُّت ولا يَبِينُ منه في هذه الحال اسْتعجال ومُبادرة شديدة والقُلاعُ والخُراعُ واحد وهو أَن يكون البعير صحيحاً فَيَقَعَ ميتاً ويقال انْقَلَعَ وانْخَرَع والقَلْعُ والقِلْعُ الكِنْفُ يكونُ فيه الأَدَواتُ وفي المحكم يكون فيه زادُ الراعِي وتَوادِيه وأَصِرَّتُه وفي حديث سعدٍ قال لَمّا نُودِيَ لِيَخْرُجْ مَنْ في المسجد إِلاَّ آلَ رسولِ الله وآلَ عليّ خرجنا من المسجد نَجُرُّ قِلاعَنا أَي كنفنا
( * قوله « أي كنفنا » كذا بالأصل والذي في النهاية أي خرجنا ننقل أمتعتنا )
وأمتعتنا واحدها قَلْعٌ بالفتح وهو الكِنْفُ يكون فيه زادُ الراعي ومتاعُه قال أَبو محمد الفقعسي يا لَيْتَ أَني وقُشاماً نَلْتَقِي وهْو على ظَهْرِ البَعِيرِ الأَوْرَقِ وأَنا فَوْقَ ذاتِ غَرْبٍ خَيْفَقِ ثم اتَّقَى وأَيَّ عَصْرٍ يَتَّقِي بعُلْبَةٍ وقَلْعهِ المُعَلَّقِ ؟ أَي وأَيَّ زمانٍ يَتَّقي وجمعه قِلَعةٌ وقِلاعٌ وفي المثل شَحْمَتي في قَلْعي يضرب مثلاً لمن حَصَّلَ ما يريد وقيل للذئب ما تقول في غنم فيها غُلَيِّمٌ فقال شَعْراء في إِبْطي أَخافُ إِحْدى حُظَيَّاتِه قيل فما تقول في غنم فيها جُوَيْرِيةٌ فقال شَحْمَتي في قَلْعي الشَّعْراءُ ذُبابٌ يَلْسَعُ وحُظَيّاتُه سِهامُه تصغير حَظَواتٍ والقَلَعُ قِطَعٌ من السَّحاب كأَنها الجبالُ واحدتها قَلَعةٌ قال ابن أَحمر تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّواري وجُنَّ الخازِبازُ به جُنُونا وقيل القَلَعةُ من السّحابِ التي تأْخذ جانب السماء وقيل هي السحابة الضَّخْمةُ والجمع من كل ذلك قَلَعٌ والقَلُوعُ الناقةُ الضَّخْمةُ الجافِيةُ ولا يُوصَفُ به الجمل وهي الدَّلُوحُ أَيضاً والقَيْلَعُ المرأَة الضخْمةُ الجافِيةُ قال الأَزهري وهذا كله مأْخوذ من القَلَعةِ وهي السحابة الضخْمةُ وكذلك قَلْعةُ الجبَل والحجارة والقِلْعُ شِراعُ السَّفِينةِ والجمع قِلاعٌ وفي حديث علي كرم الله وجهه كأَنه قِلْعُ دارِيٍّ القِلْعُ بالكسر شِراعُ السفينة والدّارِيُّ البَحَّارُ والمَلاَّحُ وقال الأَعشى يَكُبُّ الخَلِيّةَ ذاتَ القِلاع وقد كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِمْ وقد يكون القِلاعُ واحداً وفي التهذيب الجمع القُلُعُ قال ابن سيده وأَرى أَن كراعاً حكى قِلَعَ السفينةِ على مثال قِمَعٍ وأَقْلَعَ السفينةَ عَمِلَ لها قِلاعاً أَو كساها إِيّاه وقيل المُقْلَعةُ من السفن العظيمة تشبه بالقِلَعِ من الجبالِ قال يصف السفن مَواخِرٌ في سماء اليَمِّ مُقْلَعةٌ إِذا علوا ظَهْرَ مَوْجٍ ثُمَّتَ انْحَدَرُوا
( * قوله « سماء إلخ » في شرح القاموس سواء بدل سماء وقف بدل موج )
قال الليث شبهها بالقَلَعةِ أُقْلِعَتْ جعلت كأَنها قَلَعةٌ قال الأَزهري أَخطأَ الليث التفسير ولم يصب ومعنى السُّفُنِ المُقْلَعةِ التي مُدَّتْ عليها القِلاعُ وهي الشِّراعُ والجِلالُ التي تَسُوقُها الريح بها وقال ابن بري ليس في قوله مُقْلَعةٌ ما يدل على السير من جهة اللفظ إِنما يفهم ذلك من فَحْوى الكلامِ لأَنه قد أَحاط العلم بأَن السفينة متى رُفع قِلْعُها فإِنها سائرة فهذا شيء حصل من جهة المعنى لا من جهة أَن اللفظ يقتضي ذلك وكذلك إِذا قلت أَقْلَعَ أَصحابُ السفُنِ وأَنت تريد أَنهم ساوا من موضع متوجهين إِلى آخر وإِنما الأَصل فيه أَقْلَعُوا سفنهم أَي رفعوا قِلاعَها وقد عُلِمَ أَنهم متى رفعوا قِلاعَ سفنهم فإِنهم سائرون من ذلك الموضع متوجهون إِلى غيره وإِلا فليس يوجد في اللغة أَنه يقال أَقْلَعَ الرجل إِذا سار وإِنما يقال أَقلع عن الشيء إِذا كَفَّ عنه وفي حديث مجاهد في قوله تعالى وله الجَواري المُنْشَآتُ في البحر كالأَعْلامِ هو ما رُفِعَ قِلْعُه والجَواري السُّفُنُ والمَراكِبُ وسُفُنٌ مُقْلَعاتٌ قال ابن بري يقال أَقْلَعْتُ السفينةَ إِذا رَفَعْت قِلْعَها عند المسير ولا يقال أَقْلَعَتِ السفينةُ لأَن الفعل ليس لها وإِنما هو لصاحبها وقَوْسٌ قَلُوعٌ تَنْفَلِتُ في النَّزْعِ فَتَنْقَلِبُ أَنشد ابن الأَعرابي لا كَزّةُ السَّهْمِ ولا قَلُوعُ يَدْرُجُ تَحْتَ عَجْسِها اليَرْبُوعُ وفي التهذيب القَلُوعُ القَوْسُ التي إِذا نُزِعَ فيها انْقَلَبَتْ قال أَبو سعيد الأَغراض التي تُرْمى أَوّلُها غَرَضُ المُقالعةِ وهو الذي يَقْرُب من الأَرض فلا يحتاجُ الرَّامي أَنْ يَمُدّ به اليدَ مَدًّا شديداً ثم غَرَضُ الفُقْرةِ والإِقْلاعُ عن الأَمر الكَفُّ عنه يقال أَقْلَعَ فلان عما كان عليه أَي كفَّ عنه وفي حديث المَزادَتَيْن لقد أَقْلَعَ عنها أَي كَفَّ وتَرَكَ وأَقْلَع الشيءُ انْجَلَى وأَقْلَعَ السحابُ كذلك وفي التنزيل ويا سَماءُ أَقْلِعي أَي أَمْسِكي عن المطر وقال خالد بن زهير فأَقْصِرْ ولم تأْخُذْكَ مِنِّي سَحابة يُنَفِّرُ شاءَ المُقْلَعِينَ خَواتُها قيل عنى بالمُقْلَعِينَ الذين لم تُصِبْهُم السحابةُ كذلك فسّره السُّكَّرِيُّ وأَقْلَعَتْ عنه الحُمَّى كذلك والقَلَعُ حِينُ إِقْلاعِها يقال تركت فلاناً في قَلَعٍ وقَلْعٍ من حُمّاه يسكن ويحرك أَي في إِقْلاعٍ من حُمّاه الأَصمعي القَلَعُ الوقتُ الذي تُقْلِعُ فيه الحُمَّى والقُلُوعُ اسم من القُلاع ومنه قول الشاعر كأَنَّ نَطاةَ خَيْبَرَ زَوَّدَتْه بُكُورَ الوِرْدِ رَيِّثَةَ القُلُوعِ والقِلْعةُ الشِّقَّةُ وجَمْعُها قِلَعٌ والقالِعُ دائِرَةٌ بمَنْسَجِ الدابَّة يُتَشاءَمُ بها وهو اسم قال أَبو عبيد دائرة القالِعِ وهي التي تكون تحت اللِّبْدِ وهي تُكره ولا تستحب وفي الحديث لا يدخل الجنةَ قَلاَّعٌ ولا دَيْبوبٌ القَلاَّعُ الساعِي إِلى السلطانِ بالباطلِ في حقِّ الناسِ والقَلاَّعُ القَوَّادُ والقَلاَّعُ النبَّاشُ والقَلاّعُ الكذَّابُ ابن الأَعرابي القَلاَّعُ الذي يقع في الناس عند الأُمَراء سمي قَلاَّعاً لأَنه يأْتي الرجلَ المتمكن عند الأَمير فلا يزال يشِي به حتى يَقْلَعَه ويُزِيلَه عن مرتبته كما يُقْلَعُ النباتُ من الأَرض ونحوُه ومنه حديث الحجاج قال لأَنس رضي الله عنه لأَقْلَعَنَّكَ قَلْعَ الصَّمْغةِ أَي لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كما يَسْتَأْصِلُ الصَّمْغَةَ قالِعُها من الشجرة والدَّيْبوبُ النَّمَّامُ القَتَّابُ والقُلاعُ بالتخفيف من أَدْواءِ الفم والحلْقِ معروف وقيل هو داءٌ يصيب الصبيان في أَفْواهِهم وبعير مَقْلُوعٌ إِذا كان بين يديك قائماً فسقط ميتاً وهو القُلاعُ عن ابن الأَعرابي وقد انْقَلَع والقَوْلَعُ طائرٌ أَحمر الرجلين كأَنَّ ريشَه شَيْبٌ مصبوغ ومنها ما يكون أَسودَ الرأْسِ وسائرُ خَلْقِه أغْبَرَ وهو يُوَطْوِطُ حكاه كراع في باب فَوْعَلَ والقَلْعَةُ وقَلَعةُ والقُلَيْعةُ كلها مواضعُ وسيفٌ قَلَعِيّ منسوب إِليه لِعِتْقِه وفي الحديث سيوفُنا قَلَعِيَّةٌ قال ابن الأَثير منسوبةٌ إِلى القَلَعةِ بفتح القاف واللام وهي موضع بالبادية تنسب السيوفُ إِليه قال الراجز مُحارَفٌ بالشَّاءِ والأَباعِرِ مُبارَكٌ بالقَلَعيِّ الباتِرِ والقَلْعيُّ الرَّصاصُ الجَيِّدُ وقيل هو الشديد البياض والقَلْعُ اسم المَعْدِنِ الذي ينسب إِليه الرصاص الجيد والقَلْعانِ من بني نُمَيْرٍ صَلاءَةُ وشُرَيْحٌ ابنا عَمْرو بن خُوَيْلِفةَ بن عبد الله بن الحرث بن نمير وقال رَغِبْنا عن دِماءِ بَني قُرَيْعٍ إِلى القَلْعَيْنِ إِنَّهما اللُّبابُ وقُلْنا للدَّلِيلِ أَقِمْ إِليهم فلا تَلْغَى لغَيْرِهِمُ كِلابُ تَلْغَى تَنْبَحُ وقَلاعٌ اسم رجل عن ابن الأَعرابي وأَنشد لبئْسَ ما مارَسْتَ يا قَلاَّعُ جِئْتَ به في صَدْرِه اخْتِضاعُ ومَرْجُ القَلَعةِ بالتحريك موضع بالبادية وقال الفراءُ مَرْجُ القلعة بالتحريك القرْبةُ التي دون حُلْوان ولا يقال القَلْعةُ ابن الأعرابي القُلاَّع نبت من الجَنْبةِ وهو نعم المَرْتَعُ رطْباً كان أَو يابساً والمِقْلاعُ الذي يُرْمَى به الحَجَرُ والقَلاَّع الشُّرَطِيُّ

( قلبع ) قَلَوْبَعٌ لُعْبةٌ

( قلفع ) القِلْفِعُ مثال الخِنْصِرِ الطين الذي إِذا نَضََبَ عنه الماءَ يبس وتشقَّق قال الجوهري واللام زائدة أَنشد أَبو بكر بن دريد عن عبد الرحمن عن عمه قِلْفَعِ رَوْضٍ شَرِبَ الدِّثاثَا مُنْبَثَّةً تَفُزُّه انْبِثاثا ورد هذا البيت في مادة دثث وفيه يفزّها مكان تفزّه ويروى شَرِبَتْ دِثاثا وحكى السيرافي فيه قِلْفَعٌ بفتح الفاء على مثال هِجْرَعٍ وليس من شرح الكتاب وقال الأَزهري القِلْفِع ما تَقَشَّر عن أَسافل مياه السُّيولِ مُتَشَقِّقاً بعد نُضُوبِها والقِلْفِعةُ قشرة الأَرض التي ترتفع عن الكمأَة فتدُلُّ عليها والقِلْفِعةُ الكَمْأَةُ قلمع قَلْمَعَ رأْسَه قَلْمَعةً ضربه فأَنْدَرَه وقَلْمَعَ الشيءَ قَلَعَه من أَصله وقَلْمَعةُ اسم يُسَبُّ به والقَلْمَعةُ السَّفِلةُ من الناس الخَسِيسُ وأَنشد أَقَلْمَعةُ بنَ صَلْفَعةَ بنِ فَقْعٍ لَهِنَّكَ لا أَبا لَكَ تَزْدَرِيني وقَلْمَعَ رأْسَه وصَلْمَعَه إِذا حَلَقَه قمع القَمْعُ مصدر قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ والقَمْعُ الذُّلُّ والقَمْعُ الدخُولُ فِراراً وهَرَباً وقمَعَ في بيته وانْقَمَعَ دخله مُسْتَخْفِياً وفي حديث عائشة والجواري اللاّتي كُنَّ يَلْعَبْنَ معها فإِذا رأَين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم انْقَمَعْنَ أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ في بيت أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ قال ابن الأَثير وأَصله من القِمَعِ الذي على رأْس الثمرة أَي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها وفي حديث الذي نَظَر في شَقِّ البابِ فلما أَن بَصُرَ به انْقَمَعَ أَي رَدَّ بصرَه ورجَع كأَنَّ المَرْدُود أَو الراجعَ قد دخل في قِمَعِه وفي حديث منكر ونكير فَيَنْقَمِعُ العذابُ عند ذلك أَي يرجع ويتداخل وقَمَعةُ بن إِلْياسَ منه كان اسمه عُمَيْراً فأُغِيرَ على إِبل أَبيه فانْقَمعَ في البيت فَرَقاً فسماه أَبوه قَمَعة وخرج أَخوه مُدْرِكةُ
( * قوله « وخرج أخوه مدركة إلخ » كذا بالأصل ولعله وخرج أخوه الثاني لبغاء إبل أبيه فأدركها فسمي مدركة ) بن إِلْياسَ لبِغاءِ إِبل أَبيه فأَدركها وقعد الأَخ الثالث يَطْبُخُ القِدْر فسمي طابِخةَ وهذا قول النسَّابين وقَمَعَه قَمْعاً رَدَعه وكَفَّه وحكى شمر عن أَعرابية أَنها قالت القَمْعُ أَن تَقْمَع آخَرَ بالكلام حتى تتصاغرَ إِليه نَفْسُه وأَقْمَعَ الرجلَ بالأَلف إِذا طَلَعَ عليه فَرَدَّه وقَمَعه قَهَره وقَمَعَ البردُ النباتَ رَدَّه وأَحْرَقَه والقَمَعةُ أَعْلى السنامِ من البعيرِ أَو الناقةِ وجمعها قَمَعٌ وكذلك القَنَعةُ بالنون قال الشاعر وهم يُطْعِمونَ الشَّحْمَ من قَمَعِ الذُّرى وأَنشد ابن بري للراجز تَتُوقُ بالليلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلى جَنْب الضَّعَهْ والقِمَعُ والقِمْعُ ما يوضع في فم السقاء والزِّقِّ والوَطْبِ ثم يصب فيه الماء والشراب أَو اللبن سمي بذلك لدخوله في الإِناء مثل نِطَعٍ ونِطْعٍ وناسٌ يقولون قَمْعٌ بفتح القاف وتسكين الميم حكاه يعقوب قال ابن الأَعرابي وقول سيف بن ذي يَزَن حين قاتَلَ الحبشة قد عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ أَنِّي إِذا امْمَوْتُ كَنَعْ أضْرِبُهم بِذا امْقَلَعْ لا أَتَوقَّى بامْجَزَعْ اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ أَراد ذاتُ النِّطَعِ وإِذا الموْتُ كَنَع وبذا القَلَع فأَبدل من لام المعرفة ميمياً وهو من ذلك ونصب قِرْفَ لأَنه أَراد يا قِرْفَ أَي أَنتم كذلك في الوسَخ والذُّلِّ وذلك أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبداً وَسِخٌ مما يَلْزَقُ به من اللبن والقِرْفُ من وَضَرِ اللبن والجمع أَقْماعٌ وقَمَعَ الإِناءَ يَقْمَعُه أَدْخَل فيه القِمَعَ ليصب فيه لبناً أَو ماء وهو القَمْعُ والقَمْعُ أَن يُوضَعَ القِمْعُ في فم السقاء ثم يُمْلأَ وقَمَعْتُ القِرْبةَ إِذا ثنيت فمها إِلى خارجها فهي مقموعةٌ وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ بالميم والنون إِذا خُنِثَ رأْسُها والاقْتماعُ إِدخال رأْس السِّقاء إِلى داخِلٍ مُشْتَقٌّ من ذلك واقْتَمَعْتُ السقاء لغة في اقْتَبَعْتُ والقِمَعُ والقِمْعُ ما التزق بأَسفل العنب والتمر ونحوهما والجمع كالجمع والقِمَعُ والقِمْعُ ما على التمرة والبسرة وقَمَعَ البُسْرة قَلَعَ قِمْعَها وهو ما عليها وعلى التمرة والقَمَعُ مِثْلُ العَجاجةِ تثُورُ في السماء وقَمَّعَتِ المرأَةُ بَنانَها بالحِنَّاء خَضَبَت به أَطرافَها فصار لها كالأَقْماعِ أَنشد ثعلب لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنانٍ منْ لُجَيْنٍ قُمِّعْنَ بالعِقْيانِ شبّه حُمْرةَ الحِنَّاء على البنان بحمرة العِقْيانِ وهو الذهب لاغير والقِمْعانِ الأُذنانِ والأَقْماعُ الآذانُ والأَسْماع وفي الحديث وَيْل لأَقْماعِ القَوْلِ ويل للمُصِرِّينَ قوله ويل لأَقْماعِ القولِ يعني الذين يسمعون القول ولا يعملون به جمع قِمَعٍ شبّه آذانَهم وكَثْرةَ ما يدخلها من المواعِظِ وهم مُصِرُّون على ترك العمل بها بالأَقْماعِ التي تُفَرَّغُ فيها الأَشْرِبةُ ولا يَبْقى فيها شيء منها فكأَنه يمر عليها مجازاً كما يمر الشراب في الأَقْماع اجْتِيازاً والقَمَعةُ ذبابٌ أَزرقُ عظيم يدخل في أُنوفِ الدَّوابِّ ويقع على الإِبل والوَحْش إِذا اشتدَّ الحر فَيَلْسَعُها وقيل يركب رؤوسَ الدوابّ فيؤذيها والجمع قَمَعٌ ومقَامِعُ الأَخيرة على غير قياس قال ذو الرمة ويَرْكُلْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ ومثله مَفاقِرُ من الفَقْر ومَحاسِنُ ونحوُهما وقَمِعَتِ الظبيةُ قَمَعاً وتَقَمَّعَتْ لَسَعَتْها القَمَعَةُ ودَخَلت في أَنفِها فحرَّكَتْ رأْسَها من ذلك وتَقَمَّعَ الحِمارُ حَرَّكَ رأْسَه من القَمَعةِ ليَطْرُدَ النُّعَرةَ عن وجهه أَو من أَنفه قال أَوس بن حجر ألم تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُزْنةً وعُفْرُ الظِّباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ ؟ يعني تحرّك رؤوسها من القَمَعِ والقَمِيعة الناتئةُ بين الأُذنين من الدوابِّ وجمعها قَمائِعُ والقَمَعُ داءٌ وغِلَظٌ في إِحْدى ركبتي الفرس فرسٌ قَمِعٌ وأَقْمَعُ وقَمَعةُ العُرُقُوبِ رأْسُه مِثْلُ قَمَعةِ الذَّنَبِ والقَمَعُ غِلَظُ قَمَعةِ العُرْقُوبِ وهو من عيوبِ الخيلِ ويستحب أَن يكون الفرسُ حَدِيدَ طَرفِ العرقوب وبعضهم يجعل القَمَعَة الرأْسَ وجمعها قَمَعٌ وقال قائل من العرب لأَجُزَّنَّ قَمَعَكم أَي لأَضْرِبَنَّ رؤوسكم وعُرْقُوبٌ أَقْمَعُ غَلُظَ رأْسُه ولم يُحَدَّ ويقال عرقوب أَقْمَعُ إِذا غَلُظَتْ إِبْرته وقَمَعةُ الفرَس ما في جَوْفِ الثُّنَّةِ وفي التهذيب ما في مؤخَّرِ الثنَّةِ من طرَف العُجايةِ مما لا يُنْبِتُ الشعَر والقَمَعةُ قُرْحةٌ في العين وقيل ورَمٌ يكون في موضع العين والقَمَعُ فسادٌ في مُوقِ العين واحْمِرارٌ والقَمَعُ كَمَدُ لَوْنِ لحم الموق وورَمُه وقد قَمِعَتْ عينُه تَقْمَعُ قَمَعاً فهي قَمِعةٌ قال الأَعشى وقَلَّبَتْ مُقْلةً ليست بمُقْرِفةٍ إِنسانَ عَيْنٍ ومُوقاً لم يكن قَمِعا وقيل القَمِعُ الأَرْمَصُ الذي لا تراه إِلا مُبْتلَّ العين والقَمَعُ بَثْرٌ يخرج في أُصول الأَشفارِ تقول منه قَمِعَتْ عينه بالكسر وفي الصحاح والقَمَعُ بَثْرةٌ تخرج في أُصول الأَشفار قال ابن بري صوابه أَن يقول القمع بثر أَو يقول والقَمَعَةُ بثرة والقَمَعُ قلة نظر العين من العَمَشِ وقَمعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً ضرَب أَعلى رأْسه والمقْمَعةُ واحدة المَقامِعِ من حديد كالمِحْجنِ يضرب على رأْس الفيل والمِقْمَعُ والمِقْمَعةُ كلاهما ما قُمِعَ به والمَقامِعُ الجِرَزةُ وأَعْمِدةُ الحديد منه يضرب بها الرأْس قال الله تعالى لهم مَقامِعُ من حديد من ذلك وقَمَعْتُه إِذا ضربته بها وفي حديث ابن عمر ثم لَقِيَني ملَكٌ في يده مِقْمَعةٌ من حديد قال ابن الأَثير المِقْمَعةُ واحدة المَقامِعِ وهي سِياطٌ تعمل من حديد رؤوسها مُعْوَجَّةٌ وقَمَعةُ الشيء خِيارُه وخَصَّ كراع به خيار الإِبل وقد اقْتَمَعَه والاسم القُمْعةُ وإِبل مَقْمُوعةٌ أُخِذَ خِيارُها وقد قَمَعْتُها قَمْعاً وتَقَمَّعْتُها إِذا أَخذْتَ قَمَعَتَها قال الراجز تَقَمَّعوا قُمْعَتَها العَقائِلا وقَمَعةُ الذَّنَبِ طَرَفُه والقَمِيعةُ طَرَفُ الذَّنَبِ وهو من الفرس مُنْقَطَعُ العَسِيبِ وجمعها قَمائِعُ وأَورد الأَزهري هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة ويَنْفُضْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ وأَذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ زُعْرِ القَمائِعِ ومُتَقَمَّعُ الدابةِ رأْسُها وجحافِلُها ويجمع على المَقامِعِ وأَنشد أَيضاً هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ ضُخْمِ المَقامِعِ قال يريد أَنَّ رؤوسها شهود
( * قوله « شهود » كذا بالأصل ) وقَمَعَ ما في الإِناء واقْتَمَعَه شربه كله أَو أَخذه ويقال خذ هذا فاقْمَعْه في فَمِه ثم اكْلِتْه في فيه والقَمْعُ والإِقْماعُ أَن يَمُرّ الشرابُ في الحَلْقِ مَرًّا بغير جَرْعٍ أَنشد ثعلب إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه ثَنَى مِشْفَرَيْه للصَّرِيحِ وأَقْمَعا ورواية المصنف فأَقْنَعا وفي الحديث أَولُ مَن يُساقُ إِلى النارِ الأَقْماعُ الذين إِذا أَكلوا لم يَشْبَعُوا وإِذا جَمَعُوا لم يَسْتَغْنُوا أَي كأَنَّ ما يأْكلونه ويَجْمَعُونه يمرُّ بهم مُجْتازاً غير ثابت فيهم ولا باقٍ عندهم وقيل أَراد بهم أَهلَ البَطالاتِ الذين لا همَّ لهم إِلا في تَزْجِيةِ الأَيامِ بالباطل فلا هُمْ في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة والقََمَعُ والقَمَعَةُ طَرَفُ الحُلْقُومِ وفي التهذيب القَمَعُ طَبَقُ الحُلْقُومِ وهو مَجْرَى النَّفَسِ إِلى الرِّئةِ والأَقْماعِيُّ عِنَبٌ أَبيضُ وإِذا انْتَهَى مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فصار كالوَرْسِ وهو مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ العَناقِيدِ كثير الماء وليس وراءَ عصيرِه شيءٌ في الجَوْدةِ وعلى زَبِيبِه المُعَوَّلُ كل ذلك عن أَبي حنيفة قال وقيل الأَقْماعِيُّ ضَرْبانِ فارِسيٌّ وعَرَبيّ ولم يزد على ذلك

( قلمع ) قَلْمَعَ رأْسَه قَلْمَعةً ضربه فأَنْدَرَه وقَلْمَعَ الشيءَ قَلَعَه من أَصله وقَلْمَعةُ اسم يُسَبُّ به والقَلْمَعةُ السَّفِلةُ من الناس الخَسِيسُ وأَنشد أَقَلْمَعةُ بنَ صَلْفَعةَ بنِ فَقْعٍ لَهِنَّكَ لا أَبا لَكَ تَزْدَرِيني وقَلْمَعَ رأْسَه وصَلْمَعَه إِذا حَلَقَه قمع القَمْعُ مصدر قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ والقَمْعُ الذُّلُّ والقَمْعُ الدخُولُ فِراراً وهَرَباً وقمَعَ في بيته وانْقَمَعَ دخله مُسْتَخْفِياً وفي حديث عائشة والجواري اللاّتي كُنَّ يَلْعَبْنَ معها فإِذا رأَين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم انْقَمَعْنَ أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ في بيت أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ قال ابن الأَثير وأَصله من القِمَعِ الذي على رأْس الثمرة أَي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها وفي حديث الذي نَظَر في شَقِّ البابِ فلما أَن بَصُرَ به انْقَمَعَ أَي رَدَّ بصرَه ورجَع كأَنَّ المَرْدُود أَو الراجعَ قد دخل في قِمَعِه وفي حديث منكر ونكير فَيَنْقَمِعُ العذابُ عند ذلك أَي يرجع ويتداخل وقَمَعةُ بن إِلْياسَ منه كان اسمه عُمَيْراً فأُغِيرَ على إِبل أَبيه فانْقَمعَ في البيت فَرَقاً فسماه أَبوه قَمَعة وخرج أَخوه مُدْرِكةُ
( * قوله « وخرج أخوه مدركة إلخ » كذا بالأصل ولعله وخرج أخوه الثاني لبغاء إبل أبيه فأدركها فسمي مدركة ) بن إِلْياسَ لبِغاءِ إِبل أَبيه فأَدركها وقعد الأَخ الثالث يَطْبُخُ القِدْر فسمي طابِخةَ وهذا قول النسَّابين وقَمَعَه قَمْعاً رَدَعه وكَفَّه وحكى شمر عن أَعرابية أَنها قالت القَمْعُ أَن تَقْمَع آخَرَ بالكلام حتى تتصاغرَ إِليه نَفْسُه وأَقْمَعَ الرجلَ بالأَلف إِذا طَلَعَ عليه فَرَدَّه وقَمَعه قَهَره وقَمَعَ البردُ النباتَ رَدَّه وأَحْرَقَه والقَمَعةُ أَعْلى السنامِ من البعيرِ أَو الناقةِ وجمعها قَمَعٌ وكذلك القَنَعةُ بالنون قال الشاعر وهم يُطْعِمونَ الشَّحْمَ من قَمَعِ الذُّرى وأَنشد ابن بري للراجز تَتُوقُ بالليلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلى جَنْب الضَّعَهْ والقِمَعُ والقِمْعُ ما يوضع في فم السقاء والزِّقِّ والوَطْبِ ثم يصب فيه الماء والشراب أَو اللبن سمي بذلك لدخوله في الإِناء مثل نِطَعٍ ونِطْعٍ وناسٌ يقولون قَمْعٌ بفتح القاف وتسكين الميم حكاه يعقوب قال ابن الأَعرابي وقول سيف بن ذي يَزَن حين قاتَلَ الحبشة قد عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ أَنِّي إِذا امْمَوْتُ كَنَعْ أضْرِبُهم بِذا امْقَلَعْ لا أَتَوقَّى بامْجَزَعْ اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ أَراد ذاتُ النِّطَعِ وإِذا الموْتُ كَنَع وبذا القَلَع فأَبدل من لام المعرفة ميمياً وهو من ذلك ونصب قِرْفَ لأَنه أَراد يا قِرْفَ أَي أَنتم كذلك في الوسَخ والذُّلِّ وذلك أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبداً وَسِخٌ مما يَلْزَقُ به من اللبن والقِرْفُ من وَضَرِ اللبن والجمع أَقْماعٌ وقَمَعَ الإِناءَ يَقْمَعُه أَدْخَل فيه القِمَعَ ليصب فيه لبناً أَو ماء وهو القَمْعُ والقَمْعُ أَن يُوضَعَ القِمْعُ في فم السقاء ثم يُمْلأَ وقَمَعْتُ القِرْبةَ إِذا ثنيت فمها إِلى خارجها فهي مقموعةٌ وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ بالميم والنون إِذا خُنِثَ رأْسُها والاقْتماعُ إِدخال رأْس السِّقاء إِلى داخِلٍ مُشْتَقٌّ من ذلك واقْتَمَعْتُ السقاء لغة في اقْتَبَعْتُ والقِمَعُ والقِمْعُ ما التزق بأَسفل العنب والتمر ونحوهما والجمع كالجمع والقِمَعُ والقِمْعُ ما على التمرة والبسرة وقَمَعَ البُسْرة قَلَعَ قِمْعَها وهو ما عليها وعلى التمرة والقَمَعُ مِثْلُ العَجاجةِ تثُورُ في السماء وقَمَّعَتِ المرأَةُ بَنانَها بالحِنَّاء خَضَبَت به أَطرافَها فصار لها كالأَقْماعِ أَنشد ثعلب لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنانٍ منْ لُجَيْنٍ قُمِّعْنَ بالعِقْيانِ شبّه حُمْرةَ الحِنَّاء على البنان بحمرة العِقْيانِ وهو الذهب لاغير والقِمْعانِ الأُذنانِ والأَقْماعُ الآذانُ والأَسْماع وفي الحديث وَيْل لأَقْماعِ القَوْلِ ويل للمُصِرِّينَ قوله ويل لأَقْماعِ القولِ يعني الذين يسمعون القول ولا يعملون به جمع قِمَعٍ شبّه آذانَهم وكَثْرةَ ما يدخلها من المواعِظِ وهم مُصِرُّون على ترك العمل بها بالأَقْماعِ التي تُفَرَّغُ فيها الأَشْرِبةُ ولا يَبْقى فيها شيء منها فكأَنه يمر عليها مجازاً كما يمر الشراب في الأَقْماع اجْتِيازاً والقَمَعةُ ذبابٌ أَزرقُ عظيم يدخل في أُنوفِ الدَّوابِّ ويقع على الإِبل والوَحْش إِذا اشتدَّ الحر فَيَلْسَعُها وقيل يركب رؤوسَ الدوابّ فيؤذيها والجمع قَمَعٌ ومقَامِعُ الأَخيرة على غير قياس قال ذو الرمة ويَرْكُلْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ ومثله مَفاقِرُ من الفَقْر ومَحاسِنُ ونحوُهما وقَمِعَتِ الظبيةُ قَمَعاً وتَقَمَّعَتْ لَسَعَتْها القَمَعَةُ ودَخَلت في أَنفِها فحرَّكَتْ رأْسَها من ذلك وتَقَمَّعَ الحِمارُ حَرَّكَ رأْسَه من القَمَعةِ ليَطْرُدَ النُّعَرةَ عن وجهه أَو من أَنفه قال أَوس بن حجر ألم تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُزْنةً وعُفْرُ الظِّباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ ؟ يعني تحرّك رؤوسها من القَمَعِ والقَمِيعة الناتئةُ بين الأُذنين من الدوابِّ وجمعها قَمائِعُ والقَمَعُ داءٌ وغِلَظٌ في إِحْدى ركبتي الفرس فرسٌ قَمِعٌ وأَقْمَعُ وقَمَعةُ العُرُقُوبِ رأْسُه مِثْلُ قَمَعةِ الذَّنَبِ والقَمَعُ غِلَظُ قَمَعةِ العُرْقُوبِ وهو من عيوبِ الخيلِ ويستحب أَن يكون الفرسُ حَدِيدَ طَرفِ العرقوب وبعضهم يجعل القَمَعَة الرأْسَ وجمعها قَمَعٌ وقال قائل من العرب لأَجُزَّنَّ قَمَعَكم أَي لأَضْرِبَنَّ رؤوسكم وعُرْقُوبٌ أَقْمَعُ غَلُظَ رأْسُه ولم يُحَدَّ ويقال عرقوب أَقْمَعُ إِذا غَلُظَتْ إِبْرته وقَمَعةُ الفرَس ما في جَوْفِ الثُّنَّةِ وفي التهذيب ما في مؤخَّرِ الثنَّةِ من طرَف العُجايةِ مما لا يُنْبِتُ الشعَر والقَمَعةُ قُرْحةٌ في العين وقيل ورَمٌ يكون في موضع العين والقَمَعُ فسادٌ في مُوقِ العين واحْمِرارٌ والقَمَعُ كَمَدُ لَوْنِ لحم الموق وورَمُه وقد قَمِعَتْ عينُه تَقْمَعُ قَمَعاً فهي قَمِعةٌ قال الأَعشى وقَلَّبَتْ مُقْلةً ليست بمُقْرِفةٍ إِنسانَ عَيْنٍ ومُوقاً لم يكن قَمِعا وقيل القَمِعُ الأَرْمَصُ الذي لا تراه إِلا مُبْتلَّ العين والقَمَعُ بَثْرٌ يخرج في أُصول الأَشفارِ تقول منه قَمِعَتْ عينه بالكسر وفي الصحاح والقَمَعُ بَثْرةٌ تخرج في أُصول الأَشفار قال ابن بري صوابه أَن يقول القمع بثر أَو يقول والقَمَعَةُ بثرة والقَمَعُ قلة نظر العين من العَمَشِ وقَمعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً ضرَب أَعلى رأْسه والمقْمَعةُ واحدة المَقامِعِ من حديد كالمِحْجنِ يضرب على رأْس الفيل والمِقْمَعُ والمِقْمَعةُ كلاهما ما قُمِعَ به والمَقامِعُ الجِرَزةُ وأَعْمِدةُ الحديد منه يضرب بها الرأْس قال الله تعالى لهم مَقامِعُ من حديد من ذلك وقَمَعْتُه إِذا ضربته بها وفي حديث ابن عمر ثم لَقِيَني ملَكٌ في يده مِقْمَعةٌ من حديد قال ابن الأَثير المِقْمَعةُ واحدة المَقامِعِ وهي سِياطٌ تعمل من حديد رؤوسها مُعْوَجَّةٌ وقَمَعةُ الشيء خِيارُه وخَصَّ كراع به خيار الإِبل وقد اقْتَمَعَه والاسم القُمْعةُ وإِبل مَقْمُوعةٌ أُخِذَ خِيارُها وقد قَمَعْتُها قَمْعاً وتَقَمَّعْتُها إِذا أَخذْتَ قَمَعَتَها قال الراجز تَقَمَّعوا قُمْعَتَها العَقائِلا وقَمَعةُ الذَّنَبِ طَرَفُه والقَمِيعةُ طَرَفُ الذَّنَبِ وهو من الفرس مُنْقَطَعُ العَسِيبِ وجمعها قَمائِعُ وأَورد الأَزهري هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة ويَنْفُضْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ وأَذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ زُعْرِ القَمائِعِ ومُتَقَمَّعُ الدابةِ رأْسُها وجحافِلُها ويجمع على المَقامِعِ وأَنشد أَيضاً هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ ضُخْمِ المَقامِعِ قال يريد أَنَّ رؤوسها شهود
( * قوله « شهود » كذا بالأصل ) وقَمَعَ ما في الإِناء واقْتَمَعَه شربه كله أَو أَخذه ويقال خذ هذا فاقْمَعْه في فَمِه ثم اكْلِتْه في فيه والقَمْعُ والإِقْماعُ أَن يَمُرّ الشرابُ في الحَلْقِ مَرًّا بغير جَرْعٍ أَنشد ثعلب إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه ثَنَى مِشْفَرَيْه للصَّرِيحِ وأَقْمَعا ورواية المصنف فأَقْنَعا وفي الحديث أَولُ مَن يُساقُ إِلى النارِ الأَقْماعُ الذين إِذا أَكلوا لم يَشْبَعُوا وإِذا جَمَعُوا لم يَسْتَغْنُوا أَي كأَنَّ ما يأْكلونه ويَجْمَعُونه يمرُّ بهم مُجْتازاً غير ثابت فيهم ولا باقٍ عندهم وقيل أَراد بهم أَهلَ البَطالاتِ الذين لا همَّ لهم إِلا في تَزْجِيةِ الأَيامِ بالباطل فلا هُمْ في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة والقََمَعُ والقَمَعَةُ طَرَفُ الحُلْقُومِ وفي التهذيب القَمَعُ طَبَقُ الحُلْقُومِ وهو مَجْرَى النَّفَسِ إِلى الرِّئةِ والأَقْماعِيُّ عِنَبٌ أَبيضُ وإِذا انْتَهَى مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فصار كالوَرْسِ وهو مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ العَناقِيدِ كثير الماء وليس وراءَ عصيرِه شيءٌ في الجَوْدةِ وعلى زَبِيبِه المُعَوَّلُ كل ذلك عن أَبي حنيفة قال وقيل الأَقْماعِيُّ ضَرْبانِ فارِسيٌّ وعَرَبيّ ولم يزد على ذلك

( قمع ) القَمْعُ مصدر قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ والقَمْعُ الذُّلُّ والقَمْعُ الدخُولُ فِراراً وهَرَباً وقمَعَ في بيته وانْقَمَعَ دخله مُسْتَخْفِياً وفي حديث عائشة والجواري اللاّتي كُنَّ يَلْعَبْنَ معها فإِذا رأَين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم انْقَمَعْنَ أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ في بيت أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ قال ابن الأَثير وأَصله من القِمَعِ الذي على رأْس الثمرة أَي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها وفي حديث الذي نَظَر في شَقِّ البابِ فلما أَن بَصُرَ به انْقَمَعَ أَي رَدَّ بصرَه ورجَع كأَنَّ المَرْدُود أَو الراجعَ قد دخل في قِمَعِه وفي حديث منكر ونكير فَيَنْقَمِعُ العذابُ عند ذلك أَي يرجع ويتداخل وقَمَعةُ بن إِلْياسَ منه كان اسمه عُمَيْراً فأُغِيرَ على إِبل أَبيه فانْقَمعَ في البيت فَرَقاً فسماه أَبوه قَمَعة وخرج أَخوه مُدْرِكةُ
( * قوله « وخرج أخوه مدركة إلخ » كذا بالأصل ولعله وخرج أخوه الثاني لبغاء إبل أبيه فأدركها فسمي مدركة ) بن إِلْياسَ لبِغاءِ إِبل أَبيه فأَدركها وقعد الأَخ الثالث يَطْبُخُ القِدْر فسمي طابِخةَ وهذا قول النسَّابين وقَمَعَه قَمْعاً رَدَعه وكَفَّه وحكى شمر عن أَعرابية أَنها قالت القَمْعُ أَن تَقْمَع آخَرَ بالكلام حتى تتصاغرَ إِليه نَفْسُه وأَقْمَعَ الرجلَ بالأَلف إِذا طَلَعَ عليه فَرَدَّه وقَمَعه قَهَره وقَمَعَ البردُ النباتَ رَدَّه وأَحْرَقَه والقَمَعةُ أَعْلى السنامِ من البعيرِ أَو الناقةِ وجمعها قَمَعٌ وكذلك القَنَعةُ بالنون قال الشاعر وهم يُطْعِمونَ الشَّحْمَ من قَمَعِ الذُّرى وأَنشد ابن بري للراجز تَتُوقُ بالليلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلى جَنْب الضَّعَهْ والقِمَعُ والقِمْعُ ما يوضع في فم السقاء والزِّقِّ والوَطْبِ ثم يصب فيه الماء والشراب أَو اللبن سمي بذلك لدخوله في الإِناء مثل نِطَعٍ ونِطْعٍ وناسٌ يقولون قَمْعٌ بفتح القاف وتسكين الميم حكاه يعقوب قال ابن الأَعرابي وقول سيف بن ذي يَزَن حين قاتَلَ الحبشة قد عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ أَنِّي إِذا امْمَوْتُ كَنَعْ أضْرِبُهم بِذا امْقَلَعْ لا أَتَوقَّى بامْجَزَعْ اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ أَراد ذاتُ النِّطَعِ وإِذا الموْتُ كَنَع وبذا القَلَع فأَبدل من لام المعرفة ميمياً وهو من ذلك ونصب قِرْفَ لأَنه أَراد يا قِرْفَ أَي أَنتم كذلك في الوسَخ والذُّلِّ وذلك أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبداً وَسِخٌ مما يَلْزَقُ به من اللبن والقِرْفُ من وَضَرِ اللبن والجمع أَقْماعٌ وقَمَعَ الإِناءَ يَقْمَعُه أَدْخَل فيه القِمَعَ ليصب فيه لبناً أَو ماء وهو القَمْعُ والقَمْعُ أَن يُوضَعَ القِمْعُ في فم السقاء ثم يُمْلأَ وقَمَعْتُ القِرْبةَ إِذا ثنيت فمها إِلى خارجها فهي مقموعةٌ وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ بالميم والنون إِذا خُنِثَ رأْسُها والاقْتماعُ إِدخال رأْس السِّقاء إِلى داخِلٍ مُشْتَقٌّ من ذلك واقْتَمَعْتُ السقاء لغة في اقْتَبَعْتُ والقِمَعُ والقِمْعُ ما التزق بأَسفل العنب والتمر ونحوهما والجمع كالجمع والقِمَعُ والقِمْعُ ما على التمرة والبسرة وقَمَعَ البُسْرة قَلَعَ قِمْعَها وهو ما عليها وعلى التمرة والقَمَعُ مِثْلُ العَجاجةِ تثُورُ في السماء وقَمَّعَتِ المرأَةُ بَنانَها بالحِنَّاء خَضَبَت به أَطرافَها فصار لها كالأَقْماعِ أَنشد ثعلب لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنانٍ منْ لُجَيْنٍ قُمِّعْنَ بالعِقْيانِ شبّه حُمْرةَ الحِنَّاء على البنان بحمرة العِقْيانِ وهو الذهب لاغير والقِمْعانِ الأُذنانِ والأَقْماعُ الآذانُ والأَسْماع وفي الحديث وَيْل لأَقْماعِ القَوْلِ ويل للمُصِرِّينَ قوله ويل لأَقْماعِ القولِ يعني الذين يسمعون القول ولا يعملون به جمع قِمَعٍ شبّه آذانَهم وكَثْرةَ ما يدخلها من المواعِظِ وهم مُصِرُّون على ترك العمل بها بالأَقْماعِ التي تُفَرَّغُ فيها الأَشْرِبةُ ولا يَبْقى فيها شيء منها فكأَنه يمر عليها مجازاً كما يمر الشراب في الأَقْماع اجْتِيازاً والقَمَعةُ ذبابٌ أَزرقُ عظيم يدخل في أُنوفِ الدَّوابِّ ويقع على الإِبل والوَحْش إِذا اشتدَّ الحر فَيَلْسَعُها وقيل يركب رؤوسَ الدوابّ فيؤذيها والجمع قَمَعٌ ومقَامِعُ الأَخيرة على غير قياس قال ذو الرمة ويَرْكُلْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ ومثله مَفاقِرُ من الفَقْر ومَحاسِنُ ونحوُهما وقَمِعَتِ الظبيةُ قَمَعاً وتَقَمَّعَتْ لَسَعَتْها القَمَعَةُ ودَخَلت في أَنفِها فحرَّكَتْ رأْسَها من ذلك وتَقَمَّعَ الحِمارُ حَرَّكَ رأْسَه من القَمَعةِ ليَطْرُدَ النُّعَرةَ عن وجهه أَو من أَنفه قال أَوس بن حجر ألم تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُزْنةً وعُفْرُ الظِّباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ ؟ يعني تحرّك رؤوسها من القَمَعِ والقَمِيعة الناتئةُ بين الأُذنين من الدوابِّ وجمعها قَمائِعُ والقَمَعُ داءٌ وغِلَظٌ في إِحْدى ركبتي الفرس فرسٌ قَمِعٌ وأَقْمَعُ وقَمَعةُ العُرُقُوبِ رأْسُه مِثْلُ قَمَعةِ الذَّنَبِ والقَمَعُ غِلَظُ قَمَعةِ العُرْقُوبِ وهو من عيوبِ الخيلِ ويستحب أَن يكون الفرسُ حَدِيدَ طَرفِ العرقوب وبعضهم يجعل القَمَعَة الرأْسَ وجمعها قَمَعٌ وقال قائل من العرب لأَجُزَّنَّ قَمَعَكم أَي لأَضْرِبَنَّ رؤوسكم وعُرْقُوبٌ أَقْمَعُ غَلُظَ رأْسُه ولم يُحَدَّ ويقال عرقوب أَقْمَعُ إِذا غَلُظَتْ إِبْرته وقَمَعةُ الفرَس ما في جَوْفِ الثُّنَّةِ وفي التهذيب ما في مؤخَّرِ الثنَّةِ من طرَف العُجايةِ مما لا يُنْبِتُ الشعَر والقَمَعةُ قُرْحةٌ في العين وقيل ورَمٌ يكون في موضع العين والقَمَعُ فسادٌ في مُوقِ العين واحْمِرارٌ والقَمَعُ كَمَدُ لَوْنِ لحم الموق وورَمُه وقد قَمِعَتْ عينُه تَقْمَعُ قَمَعاً فهي قَمِعةٌ قال الأَعشى وقَلَّبَتْ مُقْلةً ليست بمُقْرِفةٍ إِنسانَ عَيْنٍ ومُوقاً لم يكن قَمِعا وقيل القَمِعُ الأَرْمَصُ الذي لا تراه إِلا مُبْتلَّ العين والقَمَعُ بَثْرٌ يخرج في أُصول الأَشفارِ تقول منه قَمِعَتْ عينه بالكسر وفي الصحاح والقَمَعُ بَثْرةٌ تخرج في أُصول الأَشفار قال ابن بري صوابه أَن يقول القمع بثر أَو يقول والقَمَعَةُ بثرة والقَمَعُ قلة نظر العين من العَمَشِ وقَمعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً ضرَب أَعلى رأْسه والمقْمَعةُ واحدة المَقامِعِ من حديد كالمِحْجنِ يضرب على رأْس الفيل والمِقْمَعُ والمِقْمَعةُ كلاهما ما قُمِعَ به والمَقامِعُ الجِرَزةُ وأَعْمِدةُ الحديد منه يضرب بها الرأْس قال الله تعالى لهم مَقامِعُ من حديد من ذلك وقَمَعْتُه إِذا ضربته بها وفي حديث ابن عمر ثم لَقِيَني ملَكٌ في يده مِقْمَعةٌ من حديد قال ابن الأَثير المِقْمَعةُ واحدة المَقامِعِ وهي سِياطٌ تعمل من حديد رؤوسها مُعْوَجَّةٌ وقَمَعةُ الشيء خِيارُه وخَصَّ كراع به خيار الإِبل وقد اقْتَمَعَه والاسم القُمْعةُ وإِبل مَقْمُوعةٌ أُخِذَ خِيارُها وقد قَمَعْتُها قَمْعاً وتَقَمَّعْتُها إِذا أَخذْتَ قَمَعَتَها قال الراجز تَقَمَّعوا قُمْعَتَها العَقائِلا وقَمَعةُ الذَّنَبِ طَرَفُه والقَمِيعةُ طَرَفُ الذَّنَبِ وهو من الفرس مُنْقَطَعُ العَسِيبِ وجمعها قَمائِعُ وأَورد الأَزهري هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة ويَنْفُضْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ وأَذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ زُعْرِ القَمائِعِ ومُتَقَمَّعُ الدابةِ رأْسُها وجحافِلُها ويجمع على المَقامِعِ وأَنشد أَيضاً هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ ضُخْمِ المَقامِعِ قال يريد أَنَّ رؤوسها شهود
( * قوله « شهود » كذا بالأصل ) وقَمَعَ ما في الإِناء واقْتَمَعَه شربه كله أَو أَخذه ويقال خذ هذا فاقْمَعْه في فَمِه ثم اكْلِتْه في فيه والقَمْعُ والإِقْماعُ أَن يَمُرّ الشرابُ في الحَلْقِ مَرًّا بغير جَرْعٍ أَنشد ثعلب إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه ثَنَى مِشْفَرَيْه للصَّرِيحِ وأَقْمَعا ورواية المصنف فأَقْنَعا وفي الحديث أَولُ مَن يُساقُ إِلى النارِ الأَقْماعُ الذين إِذا أَكلوا لم يَشْبَعُوا وإِذا جَمَعُوا لم يَسْتَغْنُوا أَي كأَنَّ ما يأْكلونه ويَجْمَعُونه يمرُّ بهم مُجْتازاً غير ثابت فيهم ولا باقٍ عندهم وقيل أَراد بهم أَهلَ البَطالاتِ الذين لا همَّ لهم إِلا في تَزْجِيةِ الأَيامِ بالباطل فلا هُمْ في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة والقََمَعُ والقَمَعَةُ طَرَفُ الحُلْقُومِ وفي التهذيب القَمَعُ طَبَقُ الحُلْقُومِ وهو مَجْرَى النَّفَسِ إِلى الرِّئةِ والأَقْماعِيُّ عِنَبٌ أَبيضُ وإِذا انْتَهَى مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فصار كالوَرْسِ وهو مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ العَناقِيدِ كثير الماء وليس وراءَ عصيرِه شيءٌ في الجَوْدةِ وعلى زَبِيبِه المُعَوَّلُ كل ذلك عن أَبي حنيفة قال وقيل الأَقْماعِيُّ ضَرْبانِ فارِسيٌّ وعَرَبيّ ولم يزد على ذلك

( قنع ) قَنِعَ بنفسه قَنَعاً وقَناعةً رَضِيَ ورجل قانِعٌ من قوم قُنَّعٍ وقَنِعٌ من قوم قَنِيعِينَ وقَنِيعٌ من قوم قَنِيعينَ وقُنَعاءَ وامرأَة قَنِيعٌ وقَنِيعةٌ من نسوة قَنائِعَ والمَقْنَعُ بفتح الميم العَدْلُ من الشهود يقال فلان شاهدٌ مَقْنَعٌ أَي رِضاً يُقْنَعُ به ورجل قُنْعانِيٌّ وقُنْعانٌ ومَقْنَعٌ وكلاهما لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ ولا يؤنث يُقْنَعُ به ويُرْضَى برأْيه وقضائه وربما ثُنِّيَ وجمع قال البعيث وبايَعْتُ لَيْلى بالخَلاءِ ولم يَكُنْ شُهُودي على لَيْلى عُدُولٌ مَقانِعُ ورجل قُنْعانٌ بالضم وامرأَة قُنْعانٌ اسْتَوى فيه المذكر والمؤنث والتثنية والجمع أَي مَقْنَعٌ رِضاً قال الأَزهري رجالٌ مَقانِعُ وقُنْعانٌ إِذا كانوا مَرْضِيِّينَ وفي الحديث كان المَقانِعُ من أَصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون كذا المَقانِعُ جمع مَقْنَعٍ بوزن جعفر يقال فلان مَقْنَعٌ في العلم وغيره أَي رِضاً قال ابن الأَثير وبعضهم لا يثنيه ولا يجمعه لأَنه مصدر ومن ثَنَّى وجمع نظر إِلى الاسمية وحكى ثعلب رجل قُنْعانٌ مَنْهاةٌ يُقْنَعُ لرأْيه ويُنْتَهَى إِلى أَمره وفلان قُنْعانٌ من فلان لنا أَي بَدَل منه يكون ذلك في الدم وغيره قال فَبُؤْ بامْرِئٍ أُلْفِيتَ لَسْتَ كَمِثْلِه وإِن كُنْتَ قُنْعاناً لمن يَطْلُبُ الدَّما
( * قوله « فبؤ إلخ » في هامش الأصل ومثله في الصحاح فقلت له بؤ بامرئ لست مثله )
ورجل قُنْعانٌ يَرْضَى باليسير والقُنُوعُ السؤالُ والتذلُّلُ للمسأَلة وقَنَعَ بالفتح يَقْنَعُ قُنُوعاً ذل للسؤال وقيل سأَل وفي التنزيل أَطْعِمُوا القانِعَ والمُعْتَرَّ فالقانع الذي يَسْأَلُ والمُعْتَرُّ الذي يَتَعَرَّضُ ولا يسأَل قال الشماخ لَمالُ المَرْءِ يُصْلِحُه فَيُغْني مَفاقِرَه أَعَفُّ من القُنُوعِ يعني من مسأَلةِ الناس قال ابن السكيت ومن العرب من يجيز القُنُوعَ بمعنى القَناعةِ وكلام العرب الجيد هو الأَوَّل ويروى من الكُنُوعِ والكُنُوعُ التقَبُّضُ والتصاغُرُ وقيل القانِعُ السائلُ وقيل المُتَعَفِّفُ وكلٌّ يَصْلُحُ والرجلُ قانِعٌ وقَنِيعٌ قال عَدِيّ بن زيد وما خُنْتُ ذا عَهْدٍ وأُبْتُ بعَهْدهِ ولم أَحْرِمِ المُضْطَرَّ إِذ جاءَ قانِعا يعني سائلاً وقال الفراء هو الذي يَسأَلُكَ فما أَعْطَيْتَه قَبِلَه وقيل القُنُوعُ الطمَعُ وقد استعمل القُنُوعُ في الرِّضا وهي قليلة حكاها ابن جني وأَنشد أَيَذْهَبُ مالُ اللهِ في غير حَقِّه ونَعْطَشُ في أَطْلالِكم ونَجُوعُ ؟ أَنَرْضَى بهذا مِنكُمُ ليس غيرَه ويُقْنِعُنا ما ليسَ فيه قُنُوعُ ؟ وأَنشد أَيضاً وقالوا قد زُهِيتَ فقلتُ كَلاَّ ولكِنِّي أَعَزَّنيَ القُنُوعُ والقَناعةُ بالفتح الرِّضا بالقِسْمِ قال لبيد فمنْهُمْ سَعِيدٌ آخِذٌ بنَصِيبِه ومنهمْ شَقِيٌّ بالمَعِيشةِ قانِعُ وقد قَنِعَ بالكسر يَقْنَعُ قَناعةً فهو قَنِعٌ وقَنُوعٌ قال ابن بري يقال قَنِعَ فهو قانِعٌ وقَنِعٌ وقَنِيعٌ وقَنُوعٌ أَي رَضِيَ قال ويقال من القَناعةِ أَيضاً تَقَنَّعَ الرجلُ قال هُدْبةُ إِذا القوْمُ هَشُّوا للفَعالِ تَقَنَّعا وقال بعض أَهل العلم إِن القُنُوعَ يكون بمعنى الرِّضا والقانِعُ بمعنى الراضي قال وهو من الأَضداد قال ابن بري بعض أَهل العلم هنا هو أَبو الفتح عثمان بن جني وفي الحديث فأَكَلَ وأَطْعَمَ القانِعَ والمُعْتَرَّ هو من القُنُوعِ الرضا باليسير من العَطاء وقد قَنِعَ بالكسر يَقْنَعُ قُنُوعاً وقَناعةً إِذا رَضِيَ وقَنَعَ بالفتح يَقْنَعُ قُنُوعاً إِذا سأَل وفي الحديث القَناعةُ كَنْزٌ لا يَنْفَدُ لأَنّ الإِنْفاقَ منها لا يَنْقَطِع كلَّما تعذر عليه شيء من أُمورِ الدنيا قَنِعَ بما دُونَه ورَضِيَ وفي الحديث عَزَّ مَن قَنِعَ وذَلَّ مَن طَمِعَ لأَنَّ القانِعَ لا يُذِلُّه الطَّلَبُ فلا يزال عزيزاً ابن الأَعرابي قَنِعْتُ بما رُزِقْتُ مكسورة وقَنَعْتُ إِلى فلان يريد خَضَعْتُ له والتَزَقْتُ به وانْقَطَعْتُ إِليه وفي المثل خَيرُ الغِنَى القُنُوعُ وشَرُّ الفَقْرِ الخُضُوعُ ويجوز أَن يكون السائل سمي قانعاً لأَنه يَرْضَى بما يُعْطَى قلَّ أَو كَثُرَ ويَقْبَلُه فلا يردّه فيكون معنى الكلمتين راجعاً إِلى الرِّضا وأَقْنَعَني كذا أَي أَرْضاني والقانِعُ خادِمُ القومِ وأَجِيرُهم وفي الحديث لا تجوزُ شهادةُ القانِعِ من أَهل البيتِ لهم القانِعُ الخادِمُ والتابِعُ ترد شهادته للتُّهَمةِ بِجَلْبِ النفْعِ إِلى نفسِه قال ابن الأَثير والقانِعُ في الأَصل السائِلُ وحكى الأَزهريّ عن أَبي عبيد القانِعُ الرجل يكون مع الرجل يَطْلُبُ فضلَه ولا يَسْأَلُه معروفَ وقال قاله في تفسير الحديث لا تجوز شهادة كذا وكذا ولا شهادةُ القانِعِ مع أَهل البيت لهم ويقال قَنَعَ يَقْنَعُ قُنُوعاً بفتح النون إِذا سأَل وقَنِعَ يَقْنَعُ قَناعةً بكسر النون رَضِيَ وأَقْنَعَ الرجلُ بيديه في القُنوتِ مدّهما واسْتَرْحَم رَبَّه مستقبِلاً ببطونهما وجهَه ليدعو وفي الحديث تُقْنِعُ يديك في الدعاء أَي ترفعهُما وأَقْنَعَ يديه في الصلاة إِذا رفعَهما في القنوت قال الأَزهريّ في ترجمة عرف وقال الأَصمعي في قول الأَسود بن يَعْفُرَ يهجو عقال بن محمد بن سُفين فتُدْخَلُ أَيْدٍ في حَناجِرَ أُقْنِعَتْ لِعادَتِها من الخَزِيرِ المُعَرَّفِ قال أُقْنِعَتْ أَي مُدّتْ ورُفِعَتْ للفم وأَقْنَعَ رأْسَه وعنقَه رفعَه وشَخَصَ ببصره نحو الشيء لا يصْرِفُه عنه وفي التنزيل مُقْنِعي رُؤُوسِهم المُقْنِعُ الذي يَرْفَعُ رأْسه ينظر في ذلٍّ والإِقْناعُ رفع الرأْس والنظر في ذُلٍّ وخُشُوعٍ وأَقْنَعَ فلان رأْسَه وهو أَن يرفع بصره ووجهه إِلى ما حِيالَ رأْسِه من السماء والمُقْنِعُ الرافِعُ رأْسَه إِلى السماء وقال رؤْبة يصف ثور وحش أَشْرَفَ رَوْقاه صَلِيفاً مُقْنِعا يعني عنُقَ الثوْرِ لأن فيه كالانْتصابِ أَمامَه والمُقْنِع رأْسَه الذي قد رَفَعه وأَقْبَلَ بطرْفِه إِلى ما بين يديه ويقال أَقْنَعَ فلان الصبيّ فَقَبَّلَه وذلك إِذا وضَعَ إِحْدى يديه على فَأْسِ قَفاه وجعل الأُخرى تحت ذَقَنِه وأَمالَه إِليه فَقَبَّلَه وفي الحديث كان إِذا ركَع لا يُصَوِّبُ رأْسَه ولا يُقْنِعُه أَي لا يَرْفَعُه حتى يكونَ أَعْلى من ظهرِه وقد أَقْنَعَه يُقْنِعُه إِقْناعاً قال والإِقْناعُ في الصلاةِ من تمامها وأَقنع حَلقه وفمه رفعه لاستيفاء ما يشربه من ماء أَو لبن أَو غيرهما قال يُدافِعُ حَيْزُومَيْه سُخْنُ صَرِيحِها وحَلْقاً تَراهُ للثُّمالةِ مُقْنَعا والإِقْناعُ أَن يُقْنِعَ رأْسَه إِلى الحَوْضِ للشرب وهو مَدُّه رأْسَه والمُقْنَعُ من الإِبل الذي يرفع رأْسه خِلْقةً وأَنشد لِمُقْنَعٍ في رأْسِه حُحاشِر والإِقْناعُ أَن تَضَعَ الناقةُ عُثْنُونَها في الماء وتَرْفَع من رأْسِها قليلاً إِلى الماء لتَجْتَذِبَه اجْتِذاباً والمُقْنِعةُ من الشاءِ المرتفِعةُ الضَّرْعِ ليس فيه تَصوُّبٌ وقد قَنَعَتْ بضَرْعِها وأَقْنَعَتْ وهي مُقْنِعٌ وفي الحديث ناقة مُقْنِعةُ الضرْعِ التي أَخْلافُها ترتفع إِلى بطنها وأَقْنَعْتَ الإِناءَ في النهر اسْتَقْبَلْتَ به جَرْيَتَه ليمتلئَ أَو أَمَلْتَه لتصبَّ ما فيه قال يصف الناقة تُقْنِعُ للجَدْولِ منها جَدْولا شبَّه حلقها وفاها بالجدول تستقبل به جدولاً إِذا شربت والرجل يُقْنِعُ الإِناءَ للماء الذي يسيل من شِعْبٍ ويُقْنِعُ رأْسَه نحو الشيء إِذا أَقْبَلَ به إِليه لا يَصْرِفُه عنه وقَنَعةُ الجبلِ والسنامِ أعْلاهما وكذلك قَمَعَتُهما ويقال قَنَعْتُ رأْس الجبل وقَنَّعْتُه إِذا عَلَوْتَه والقَنَعةُ ما نَتَأَ من رأْس الجبل والإِنسان وقَنَّعَه بالسيف والسوْطِ والعَصا عَلاه به وهو منه والقَنُوعُ بمنزلة الحَدُورِ من سَفْحِ الجبل مؤنث والقِنْعُ ما بَقِيَ من الماء في قُرْبِ الجبل والكاف لغة والقِنْعُ مُستَدارُ الرمل وقيل أَسْفَلُه وأَعْلاه وقيل القِنْعُ أَرض سَهْلةٌ بين رمال تُنْبِتُ الشجر وقيل هو خَفْضٌ من الأَرض له حَواجِبُ يَحْتقِنُ فيه الماءُ ويُعْشِبُ قال ذو الرمة ووصف ظُعُناً فَلَمَّا رأَينَ القِنْعَ أَسْفَى وأَخْلَقَتْ من العقْرَبِيّاتِ والهُجيُوجُ الأَواخِرُ والجمع أَقْناعٌ والقِنْعةُ من القِنْعانِ ما جرَى بين القُفِّ والسهْلِ من التراب الكثيرِ فإِذا نضَبَ عنه الماءُ صار فَراشاً يابِساً والجمع قِنْعٌ وقِنَعةٌ والأَقْيَسُ أَن يكون قِنَعةٌ جَمْع قِنْعٍ والقِنْعانُ بالكسر من القِنْعِ وهو المستوى بين أَكَمَتَينِ سَهْلَتَينِ قال ذو الرمة يصف الحُمُرَ وأَبْصرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه فَراشاً وأنَّ البَقْلَ ذاوٍ ويابِسُ وأَقْنَعَ الرجلُ إِذا صادَف القِنْعَ وهو الرمل المجتمع والقِنْعُ مُتَّسَعُ الحَزْنِ حيث يَسْهُلُ ويجمع القِنْعُ قِنَعَةً وقِنْعاناً والقَنَعَةُ من الرَّمْلِ ما اسْتَوى أَسفلُه من الأَرض إِلى جَنْبِه وهو اللَّبَبُ وما اسْتَرَقَّ من الرمل وفي حديث الأَذان أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم اهْتَمَّ للصلاة كيف يَجْمَعُ لها الناسَ فَذُكِرَ له القُنْعُ فلم يعجبه ذلك ثم ذكر رؤْيا عبد الله بن زيد في الأَذان جاء تفسير القُنْعِ في بعض الرِّوايات أَنه الشَّبُّورُ والشَّبُّورُ البُوقُ قال ابن الأَثير قد اختلف في ضبط لفظة القُنْعِ ههنا فرويت بالباء والتاء والثاء والنون وأَشهرها وأَكثرها النون قال الخطابي سأَلت عنه غير واحد من أَهل اللغة فلم يثبتوه لي على شيء واحد فإِن كانت الرواية بالنون صحيحة فلا أَراه سمي إِلا لإِقْناعِ الصوت به وهو رَفْعُه يقال أَقْنَعَ الرجلُ صوتَه ورأْسَه إِذا رفعهما ومن يريد أَن ينفخ في البوق يرفع رأْسه وصوته قال الزمخشري أَو لأَنَّ أَطرافَه أُقْنِعَتْ إِلى داخله أَي عُطِفَتْ وأَما قول الراعي زَجِلَ الحُداءِ كأَنَّ في حَيْزُومِه قَصَباً ومُقْنِعَةَ الحَنِينِ عَجُولا قال عُمارةُ بن عَقِيلٍ زعم أَنه عَنى بمُقْنَعةِ الحنينِ النَّايَ لأَن الزامِرَ إِذا زَمَرَ أَقْنَعَ رأْسه فقيل له قد ذَكَرَ القَصَبَ مرة فقال هي ضُرُوبٌ وقال غيره أَراد وصَوْتَ مُقْنَعةِ الحنين فحذف الصوت وأَقام مُقْنَعة مُقامَه ومن رواه مُقْنِعةَ الحَنِين أَراد ناقةً رَفَعَتْ حنينها وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ بالميم والنون إِذا خُنِثَ رأْسُها والمِقْنَعُ والمِقْنَعةُ الأُولى عن اللحياني ما تُغَطِّي به المرأَةُ رأْسَها وفي الصحاح ما تُقَنِّعُ به المرأَةُ رأْسَها وكذلك كلُّ ما يستعمل به مَكْسورَ الأَوَّلِ يأْتي على مِفْعَلٍ ومِفعَلة وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه رأَى جاريةً عليها قِناعٌ فضربها بالدِّرّة وقال أَتُشَبَّهِين بالحَرائِر ؟ وقد كان يومئذ من لُبْسِهِنَّ وقولهم الكُشْيَتان من الضبِّ شَحْمتان على خِلْقةَ لسان الكلب صَفراوانِ عليهما مِقْنعة سوْداء إِنما يريدون مثل المِقْنعةِ والقِناعُ أَوْسَعُ من المِقْنعةِ وقد تَقَنَّعَتْ به وقَنَّعَتْ رأْسَها وقَنَّعْتُها أَلبستها القِناعَ فتَقنَّعَتْ به قال عنترة إِنْ تُغْدفي دُوني القِناعَ فإِنَّني طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ والقِناعُ والمِقْنَعةُ ما تتَقَنَّعُ به المرأَةُ من ثوب تُغَطِّي رأْسَها ومحاسِنَها وأَلقى عن وجْهه قِناعَ الحياءِ على المثل وقَنَّعه الشيبُ خِمارَه إِذا علاه الشيبُ وقال الأَعشى وقَنَّعَه الشيبُ منه خِمارا وربما سموا الشيب قِناعاً لكونه موضعَ القِناعِ من الرأْس أَنشد ثعلب حتى اكْتَسى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا أَمْلَحَ لا آذى ولا مُحَبَّبا ومن كلام الساجع إِذا طَلَعَتِ الذِّراع حَسَرتِ الشمسُ القِناع وأَشْعَلَتْ في الأُفُقِ الشُّعاع وتَرَقْرَقَ السّرابُ بكلِّ قاع الليث المِقْنَعةُ ما تُقَنِّعُ به المرأَةُ رأْسَها قال الأَزهري ولا فرق عند الثقات من أَهل اللغة بين القِناعِ والمِقْنَعةِ وهو مثل اللِّحافِ والمِلْحفةِ وفي حديث بدْرٍ فانْكَشَفَ قِناعُ قلبه فمات قِناعُ القلبِ غِشاؤُه تشبيهاً بقناعِ المرأَةِ وهو أَكْبر من المِقْنعةِ وفي الحديث أَتاه رجل مُقَنَّعٌ بالحديد هو المُتَغَطِّي بالسِّلاحِ وقيل هو الذي على رأْسه بيضة وهي الخوذةُ لأَنَّ الرأْس موضع القِناعِ وفي الحديث أَنه زارَ قبرَ أُمّه في أَلْفِ مُقَنَّعٍ أَي في أَلف فارس مُغطًّى بالسلاحِ ورجل مُقَنَّعٌ بالتشديد أَي عليه بَيضة ومِغْفَرٌ وتَقَنَّعَ في السلاح دخَل والمُقَنَّع المُغَطَّى رأْسُه وقول ليبد في كلِّ يومٍ هامَتي مُقَرَّعَهْ قانِعةٌ ولم تَكُنْ مُقَنَّعَهْ يجوز أَن يكون من هذا ومن الذي قبله وقوله قانعة يجوز أَن يكون على توهم طرح الزائد حتى كأَنه قد قيل قَنَعَتْ ويجوز أَن يكون على النسَبِ أَي ذات قِناعٍ وأُلحق فيها الهاء لتمكن التأْنيث ومنه حديث عمر رضي الله عنه أَنَّ أَحَد وُلاتِه كتب إِليه سوطاً وإِنه لَلَئِيمُ القِنْعِ بكسر القاف إِذا كان لَئِمَ الأَصْل والقِنْعانُ العظيم من الوُعولِ والقِنْعُ والقِناعُ الطَّبَقُ من عُسُبِ النخْلِ يوضع فيه الطعام والجمع أَقْناعٌ وأَقْنِعةٌ وفي حديث الرُّبَيِّعِ بنت المُعَوِّذ قالت أَتيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم بقِناعٍ من رُطَبٍ وأجْرٍ زُغْبٍ قال القِنْعُ والقِناعُ الطبَقُ الذي يؤْكل عليه الطعامُ وقال غيره ويجعل فيه الفاكِهةُ وقال ابن الأَثير يقال له القِنْعُ والقُنْع بالكسر والضم وقيل القِناعُ جمعه وفي حديث عائشة رضي الله عنها إِن كان لَيُهْدَى لنا القِناعُ فيه كَعْبٌ من إِهالةٍ فنَفْرَحُ به قال وقوله وأجْرٍ زُغْبٍ يذكر في موضعه وحكى ابن بري عن ابن خالويه القِناعُ طَبَقُ الرُّطَبِ خاصّةً وقيل القِنْعُ الطبق الذي تؤكل فيه الفاكهة وغيرها وذكر الهروي في الغريبين القُنْع الذي يؤكل عليه وجمعه أَقناعٌ مثل بُرْدٍ وأَبْرادٍ وفي حديث عائشة أَخَذَتْ أَبا بكر رضي الله عنه غَشْيةٌ عند الموت فقالت ومَنْ لا يَزالُ الدَّمْعُ فيه مُقَنَّعاً فلا بُدَّ يَوْماً أَنَّه مُهَراقُ فسروا المُقَنَّعَ بأَنه المحبوسُ في جوْفِه ويجوز أَن يراد من كان دَمْعُه مُغَطًّى في شُؤُونِه كامِناً فيها فلا بدّ أَن يبرزه البكاء والقُنْعةُ الكُوَّةُ في الحائطِ وقَنَعَتِ الإِبلُ والغنمُ بالفتح رجعَتْ إِلى مَرْعاها ومالتْ إِليه وأَقبلت نحو أَهلها وأَقْنَعَتْ لِمَأْواها وأَقْنَعْتُها أَنا فيهما وفي الصحاح وقد قَنِعَتْ هي إِذا مالتْ له وقَنَعَتْ بالفتح مالت لِمأْواها وقَنَعةُ السنامِ أَعْلاه لغة في قَمَعَتِه الأَصمعي المُقْنَعُ الفَمُ الذي يكون عطْفُ أَسنانِه إِلى داخل الفم وذلك القَويّ الذي يُقْطَعُ له كلُّ شيء فإِذا كان انصِبابُها إِلى خارج فهو أَرْفَقُ وذلك ضعيف لا خير فيه وفَمٌ مُقْنَعٌ من ذلك قال الشماخ يصف إِبلاً يُباكِرْنَ العِضاهَ بمُقْنَعاتٍ نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ وقال ابن مَيّادةَ يصف الإِبل أَيضاً تُباكِرُ العِضاهَ قَبْلَ الإِشْراق بمُقْنَعاتٍ كَقِعابِ الأَوْراق يقول هي أَفتاءٌ وأَسنانُها بِيضُ وقَنَّعَ الدِّيكُ إِذا رَدَّ بُرائِلَه إِلى رأْسه وقال ولا يَزالُ خَرَبٌ مُقَنَّعُ بُرائِلاه والجَناحُ يَلْمَعُ وقُنَيْعٌ اسم رجل

( قنبع ) القُنْبُعٌ القصير الخَسيسُ والقُنْبُعةُ خِرْقة تُخاطُ شبيهة بالبُرْنُسِ تلبسها الصيبان والقُنْبُعةُ هَنةٌ تُخاطُ مِثْلَ المِقْنَعةِ تغطي المتنين وقيل القُنْبُعةُ مثل الخُنْبُعةِ إِلاَّ أَنها أَصغر والقُنْبُعةُ غِلافُ نور الشجرة مثل الخُنْبُعة وكذلك القُنْبُعُ بغير هاء وقُنْبُعُ النَّوْرِ وقُنْبُعَتُه غِطاؤُه وأُراه على المثل بهذه القُنْبعة وقَنْبَعَتِ الشجرةُ صارت ثمرتها أَو زهرتها في قُنْبعة أَو غِطاء وقال أَبو حنيفة القُنْبُعُ وِعاء السُّنْبُلةِ وقَنْبَعَتْ صارت في القُنْبُعِ ويقال قَنْبَعَت وبَرْهَمَتْ بُرْهومةً قال الأَزهري ويقال قَنْبَعَ الرجل في بيته إِذا تَوارى وأَصله قَبَعَ فزيدت النون قاله أَبو عمرو وأَنشد وقَنْبَعَ الجُعْبوبُ في ثِيابِه وهْو على ما زَلَّ منه مُكْتَئِبْ والقُنْبُعُ وِعاءُ الحِنْطة في السنْبُل وقيل القنبعة التي فيها السنبلة

( قندع ) قال في ترجمة قنذع القُنْذُوعُ والقُنْذُعُ الدّيُّوثُ سريانية ليست بعربية محضة وقد يقال بالدال المهملة

( قنذع ) : القُنْذَعُ و القُنْذُعُ و القُنْذُوعُ كله : الدّيُّوثُ سريانية ليست بعربية محضة قال : وقد يقال بالدال المهملة . وفي حديث وهب : ذلك القُنْذُعُ هو الديوث الذي لا يَغارُ على أَهْلِهِ . ابن الأَعرابي : القَنازِعُ و القَناذِعُ القبيحُ من الكلام فاستوى عندهما الزاي والذال في القبيح من الكلام فأَما في الشَّعَر فلم أَسمع إلا القَنازِعَ . قال الأَزهريّ : وهذا راجع في المَخازِي والقبائِحِ . وفي حديث أَبي أَيوب : ما من مسلم يَمْرَضُ في سبيل الله إِلاَّ حَطّ الله عنه خَطاياه وإِن بَلَغَتْ قُنْذُعةَ رأْسِه . قال ابن الأَثير : هي ما يبقى من الشعر مفرَّقاً في نواحِي الرأْسِ كالقُنْزُعةِ قال : وذكره الهروي في القاف والنون على أَن النون أَصلية وجعل الجوهري النون منه ومن القنزعة زائدة

( قنزع ) القَنْزَعةُ والقُنْزُعُة الأَخيرة عن كراع واحدة القَنازِعِ وهي الخُصْلةُ من الشعَر تُتْرَكُ على رأْس الصبيّ وهي كالذّوائِبِ في نواحي الرأْس والقَنْزَعةُ التي تتخذها المرأَة على رأْسها وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُم سليم خَضِّلِي قَنازِعَكِ أَي نَدِّيها ورَطِّلِيها بالدُّهْنِ لِيَذْهَبَ شَعَثُها وقَنازِعُها خُصَلُ شَعَرِها التي تَطايَرُ من الشَّعَثِ وتَمَرَّطُ فأَمرها بتَرْطِيلِها بالدُّهْن ليذهب شَعَثُه وفي خبر آخر أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القَنازِعِ هو أَن يؤخذ بعض الشعر ويترك منه مواضع متفرّقة لا تؤخذ كالقَزَعِ ويقال لم يبق من شعَرِه إِلا قُنْزُعةٌ والعُنْصُوةُ مثل ذلك قال وهذا مثل نهيه عن القَزَعِ وفي حديث ابن عمر سئل عن رجل أَهَلَّ بعُمْرةٍ وقد لَبَّدَ وهو يريد الحج فقال خذ من قَنازِعِ رأسك أَي مما ارتفع من شعرك وطال وفي الحديث غَطِّي قَنازِعَكِ يا أُمّ أَيْمَنَ وقيل هو القليل من الشعر إِذا كان في وسط الرأْس خاصّةً قال ذو الرمة يصف القَطا وفِراخَها يَنُؤْنَ ولم يُكْسَيْنَ إِلاَّ قَنازِعاً من الرِّيشِ تَنْواءَ الفِصالِ الهَزائِلِ وقيل هو الشعر حَوالَي الرأْس قال حميد الأَرقط يصف الصَّلَعَ كأَنَّ طَسًّا بَيْنَ قُنْزُعاتِه مَرْتاً تَزِلُّ الكَفُّ عن قِلاته
( * قوله « قلاته » كذا بالأصل وهو جمع القلت بالفتح النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء وفي شرح القاموس صفاته واحد الصفا بالفتح فيهما )
والجمع قُنْزُعٌ قال أَبو النجم طَيَّر عنها قُنْزُعاً من قُنْزُعِ مَرُّ اللَّيالِي أَبْطِئِي وأَسْرِعِي ويروى سُيِّرَ عنه قُنْزُعٌ عن قُنْزُعِ والقُنْزُعُ والقُنْزُعةُ الريش المجتمع في رأْس الديك والقُنْزُعةُ المرأَة القصيرة الأَزهري القنزعة المرأَة القصيرة جدّاً والقَنازِعُ الدّواهِي والقُنْزُعةُ العَجْبُ وقَنازِعُ الشعر خُصَلُه وتشبه بها قنازِعُ النصِيِّ والأَسْنِمةِ قال ذو الرمة قَنازِع أَسْنامٍ بها وثُغام والقَنَازِعُ وقَنازِعُ من الشعَر ما تَبَقَّى في نَواحِي الرأْسِ متفرقاً وأَنشد صَيَّرَ مِنْكَ الرأْسَ قُنْزُعاتِ واحْتَلَقَ الشَّعْرَ على الهاماتِ والقَنازِعُ في غير هذا القبيحُ من الكلام قال عدي بن زيد فَلَمْ أَجْتَعِلْ فيما أَتيْتُ مَلامةً أَتيْتُ الجَمالَ واجْتَنَبْتُ القَنازعا ابن الأَعرابي القَنازِعُ والقَناذِعُ القبيحُ من الكلام فاستوى عندهما الزاي والذال في القبيح من الكلام فأَما في الشعَر فلم أَسمع إِلا القَنازِعَ وروى الأَزهري عن سَرْوَعةَ الوُحاظِيِّ قال كنا مع أَبي أَيوبَ في غَزْوةٍ فرَأَى رجلاً مريضاً فقال له أَبشر ما من مسلم يَمْرَضُ في سبيل الله إِلاَّ حَطّ الله عنه خَطاياه ولو بَلَغَتْ قُنْزُعةَ رأْسِه قال ورواه بُنْدارٌ عن أَبي داودَ عن شُعْبةَ قال بُنْدارٌ قلت لأَبي داود قل قُنْزُعة فقال قُنْذُعة قال شمر والمعروفُ في الشعَر القُنْزُعةُ والقَنازِعُ كما لَقَّنَ بندار أَبا داود فلم يَلْقَنْه والقَنازِعُ صِغارُ الناسِ والقُنْزُعةُ حَجر أَعظم من الجَوْزةِ

( قنفع ) القُنْفُعُ القصيرُ الخسِيسُ والقُنْفُعةُ القُنْفُذةُ الأُنثى وتَقَنْفُعُها تَقَبُّضُها والقُنْفُعةُ أَيضاً الفأْرةُ الأَزهري القُنفع الفأْرُ القاف قبل الفاء وقال أَيضاً من أَسماء الفأْر الفُنْقُعُ الفاء قبل القاف وقد تقدم ذكره والقُنْفُعةُ والفُنْقُعةُ جميعاً الاست كلتاهما عن كراع وأَنشد الأَزهري قَفَرْنِية كأَنَّ بِطَيْطَبَيْها وقُنْفُعِها طِلاءَ الأُرْجُوانِ
( * قوله « قفرنية إلخ » كذا بالأصل )
والقَفَرْنِيةُ المرأَة القصيرة

( قهع ) روى ابن شميل عن أَبي خَيْرةَ قال يقال قَهْقَعَ الدُّبُّ قِهْقاعاً وهو حكاية صوت الدب في ضَحِكِه قال أَبو منصور وهي حكاية مؤلَّفةٌ

( قوع ) قاعَ الفحلُ الناقةَ وعلى الناقة يَقُوعُها قَوْعاً وقِياعاً واقْتاعَها وتَقَوَّعَها ضرَبَها وهو قَلْبُ قَعا واقْتاعَ الفحلُ إِذا هاجَ وقوله أَنشده ثعلب يَقْتاعُها كلُّ فَصِيلٍ مُكْرَمِ كالحَبَشِيِّ يَرْتَقِي في السُّلَّمِ فسره فقال يقتاعُها يقَعُ عليها وقال هذه ناقة طويلة وقد طال فُصْلانُها فركبوها وتَقَوَّعَ الحِرْباءُ الشجرةَ إِذا عَلاها كما يَتَقَوّعُ الفحلُ الناقةُ والقَوَّاعُ الذِّئبُ الصَّيّاحُ والقَيّاعُ الخِنْزِيرُ الجَبانُ والقاعُ والقاعةُ والقِيعُ أَرض واسعةٌ سَهْلة مطمئنة مستوية حُرّةٌ لا حُزُونةَ فيها ولا ارْتِفاعَ ولا انْهِباطَ تَنْفَرِجُ عنها الجبالُ والآكامُ ولا حَصَى فيها ولا حجارةَ ولا تُنْبِتُ الشجر وما حَوالَيْها أَرْفَعُ منها وهو مَصَبُّ المِياهِ وقيل هو مَنْقَعُ الماء في حُرِّ الطين وقيل هو ما استوى من الأَرض وصَلُبَ ولم يكن فيه نبات والجمع أَقواعٌ وأَقْوُعٌ وقِيعانٌ صرت الواو ياء لكسرة ما قبلها وقِيعةٌ ولا نظير له إِلاَّ جارٌ وجِيرةٌ وذهب أَبو عبيد إِلى أَن القِيعةَ تكون للواحد وقال غيره القيعة من القاع وهو أَيضاً من الواو وفي التنزيل كسَرابٍ بِقِيعةٍ الفراء القِيعةُ جمع القاعِ قال والقاعُ ما انبسط من الأَرض وفيه يكون السَّرابُ نصف النهار قال أَبو الهيثم القاعُ الأَرض الحُرَّةُ الطينِ التي لا يخالطها رمل فيشرب ماءها وهي مستوية ليس فيها تَطامُنٌ ولا ارْتِفاعٌ وإِذا خالطها الرمل لم تكن قاعاً لأَنها تشرب الماء فلا تُمْسِكُه ويُصَغِّرُ قُوَيْعةً من أَنَّث ومن ذكَّر قال قُوَيْعٌ ودلت هذه الواو أَنَ أَلفها مرجعها إِلى الواو قال الأَصمعي يقال قاعٌ وقِيعانٌ وهي طين حُرّ ينبت السِّدْرَ وقال ذو الرمة في جمع أَقْواعٍ ووَدَّعْنَ أَقْواعَ الشَّمالِيلِ بَعْدَما ذَوى بَقْلُها أَحْرارُها وذُكورُها وفي الحديث أَنه قال لأُصَيْلٍ كيف ترَكْتَ مكة ؟ قال ترَكْتُها قد ابْيَضَّ قاعُها القاعُ المكانُ المستوي الواسعُ في وَطاءَةٍ من الأَرض يعلوه ماء السماء فيمسكه ويستوي نباته أَراد أَنَّ ماء المطر عسَله فابيضَّ أَو كثر عليه فبقي كالغَدِير الواحد وفي الحديث إِنما هي قِيعانٌ أَمْسَكَتِ الماءَ قال الأَزهري وقد رأَيت قِيعانَ الصّمّانِ وأَقمتُ بها شَتْوَتَيْنِ الواحد منها قاعٌ وهي أَرض صُلْبةُ القِفافِ حُرَّةُ طينِ القِيعانِ تُمْسِكُ الماء وتُنْبِتُ العُشْبَ ورُبَّ قاعٍ منها يكون مِيلاً في مِيلٍ وأَقل من ذلك وأَكثر وحَوالَيِ القِيعانِ سُلْقانٌ وآكامٌ في رُؤوس القِفافِ غليظةٌ تَنْصَبُّ مِياهُها في القِيعانِ ومن قِيعانِها ما يُنْبِتُ الضالَ فتُرَى حَرجاتٍ ومنها ما لا ينبت وهي أَرض مَرِيَّةٌ إِذا أَعْشَبَتْ رَبَّعَتِ العرب أَجمع والقَوْعُ مِسْطَحُ التمر أَو البُرِّ عَبْدِيَّةٌ والجمع أَقْواعٌ قال ابن بري وكذلك البَيْدَرُ والأَندَرُ والجَرينُ والقاعةُ موضعُ مُنْتَهى السانِيةِ من مَجْذَبِ الدلو وقاعةُ الدارِ ساحَتُها مثل القاحةِ وجمعها قَوَعاتٌ قال وَعْلةُ الجَرْمي وهَلْ تَرَكْت نِساءَ الحَيِّ ضاحِيةً في قاعةِ الدارِ يَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ ؟ وكذلك باحَتُها وصَرْحَتُها والقُواعُ الذكر من الأَرانِب وقال ابن الأَعرابي القُواعةُ الأَرنب الأُنثى

( كبع ) الكَبْعُ النقْدُ عن الليث وأَنشد قالوا ليَ اكْبَعْ قُلْتُ لسْتُ كابِعا وكَبَعَ الدراهِمَ كَبْعاً وزنها ونَقَدَها وكَبَعه عن الشيء يَكْبَعُه كَبْعاً منعه والكَبْعُ المَنْعُ والكَبْعُ القَطْعُ قال تَرَكْتُ لُصوصَ المِصْرِ مِنْ بَينِ بائِسٍ صَلِيبٍ ومَكْبُوعِ الكراسِيعِ بارِكِ والكُبوعُ والكُنوعُ الذلُّ والخُضوعُ والكُبَعةُ من دوابّ البحر قال الأَزهري والكُبَعُ جمل البحر ويقال للمرأَة الدَّمِيمةِ يا وجْهَ الكُبَعِ وسبٌّ للجَواري يا بُعْصوصةُ كُفِّي ويا وجْهَ الكُبَعِ الكُبَعُ سمك بحري وحْشُ المَرْآةِ

( كتع ) الكُتَعُ ولد الثعْلب وقيل أَرْدَأُ ولدِ الثعلب وجمعه كِتْعانٌ والكُتَعُ الذِّئبُ بلغة أَهل اليمن ورجال كَتِعونَ ولا يكسَّر وأَكْتَعُ رِدْفٌ لأَجْمَعَ لا يفرد منه ولا يكسَّر والأُنثى كَتْعاءُ وهي تكسَّر على كُتْعٍ ولا تُسَلَّمُ وقيل أَكْتَعُ كأَجْمَعَ لس بِرِدْفٍ وهو نادر قال عثمان بن مظعون أَتَيْم بن عَمْرٍو والذي جاءَ بِغْضةً ومِنْ دُونِه الشرْمان والبَرْكُ أَكتَعُ ورأَيت المالَ جَمْعاً كَتْعاً واشتريت هذه الدار جَمْعاءَ كَتْعاءَ ورأَيت إِخوانَكِ جُمَعَ كُتَعَ ورأَيت القوم أَجمعين أَكْتَعِين أَبْصَعِينَ أَبتعين تُوكَّدُ الكلمة بهذه التواكِيدِ كلها ولا يُقَدَّمُ كُتَعُ على جُمَعَ في التأْكيد ولا يفرد لأَنه إِتباع له ويقال إِنه مأْخوذ من قولهم أَتى عليه حَوْلٌ كَتِيعٌ أَي تامٌّ قال ابن بري شاهده ما أَنشده الفراء يا لَيْتَني كُنْتُ صَبِيًّا مُرْضَعا تَحْمِلُني الذَّلْفاءُ حَوْلاً أَكْتَعا إِذا بَكَيْتُ قَبَّلَتْني أَرْبَعا فلا أَزالُ الدَّهْرَ أَبْكِي أَجْمَعا وفي الحديث لَتَدْخُلُنَّ الجنةَ أَجْمَعون أَكْتَعون إِلاَّ من شَرَدَ على الله وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة فأَقَضَّه أَجْمَعَ أَكْتَعَ وما بالدار كَتِيعٌ أَي أَحدٌ حكاها يعقوب وسُمِعَتْ من أَعرابِ بني تميم قال مَعْدِ يكربَ وكم مِنْ غائِطٍ مِنْ دُونِ سَلْمى قَلِيلِ الأُنْسِ ليس به كَتِيعُ والكَتيعُ المنفَردُ من الناس والكُتْعةُ طرَفُ القارورةِ والكُتْعةُ الدْلوُ الصغيرة عن الزجّاجي وجمعها كُتَعٌ والكُتَعُ الذليلُ والكُتَعُ الرجل اللئيم والجمع كِتْعانٌ مثل صُرَدٍ وصِرْدانِ ورجل كُتَعٌ مُشَمِّرٌ في أَمره وقد كَتِعَ كَتَعاً وكَتَعَ وقيل كَتَعَ تَقَبَّض وانضمّ كَكَنَع وكاتَعه الله كقاتَعه أَي قاتَله وزعم يعقوب أَنَّ كاف كاتعه بدل من قاف قاتَعَه قال الفراء ومن كلام العرب أَن يقولوا قاتله الله ثم تُسْتَقْبَح فيقولوا قاتَعه الله وكاتَعه ومن ذلك قولهم وَيحَكَ ووَيْسَكَ بمعنى ويْلَك إِلا أَنها دونها وحكى ابن الأَعرابي لا والذي أُكْتَعُ به أَي أَحْلِفُ وكَتَعَ أَي هرَب وفي نوادر الأَعراب جاء فلان مُكَوْتِعاً ومُكْتِعاً ومُكْعِداً
( * قوله « ومكعداً » كذا بالأصل مضبوطاً ولم نجد هذه المادة في القاموس بهذا المعنى ولا في الصحاح ولا في اللسان نعم في مادة لغد وجاء متلغداً أي متغضباً متغيظاً حنقاً ) ومُكَعْتِراً إِذا جاء يمشي مَشْياً سريعاً

( كثع ) الكُثَعةُ الطين وكَثَّعَ أَي كَثَّأَ والكَثْعةُ والكُثْعةُ ما على اللبنِ من الدَّسَمِ والخُثُورةِ وقد كَثَعَ وكَثَّعَ أَي عَلا دَسَمُه وخُثُورَتُه رأْسَه وصَفا الماءُ من تحته وشَرِبْتُ كَثْعةً من لبن أَي حين ظهرت زُبدته ويقال للقوم ذَرُوني أُكَثِّعْ سِقاءَكم وأُكَثِّئْه أَي آكل ما علاه من الدسَم وكَثَعَتِ الغنم كُثُوعاً استرخت بطونها فَسَلَحَتْ ورَقَّ ما يجيء منها وقيل استرخت بطونها فقط ورمت الغنم بكُثُوعِها إِذا رمت بثُلُوطها الواحد كَثْعٌ وكَثَعَتِ اللِّثةُ والشَّفةُ تَكْثَعُ كُثُوعاً وكَثِعَتْ كثر دمها حتى كادت تنقلب وقيل كَثِعَتِ الشفة واللِّثةُ احمرّت أَيضاً وشَفةٌ كاثِعةٌ باثِعةٌ أَي ممتلئة غليظة وامرأَةٌ مُكَثِّعةٌ وكَثَّعَتِ اللحيةُ وكَثَّأَتْ وهي كُثَعةٌ طالت وكَثُرَتْ وكَثُفَتْ والكُثْعةُ الفَرْقُ الذي وسط ظاهر الشفة العُليا والكَوْثَعُ اللئيم من الرجال والأُنثى كَوْثَعةٌ وكَثَّعَتِ القِدْر رمت بزَبَدِها وهو الكُثْعةُ

( كدع ) كَدَعَه يَكْدَعُه كَدْعاً دَفَعَه

( كرع ) كَرِعَت المرأَةُ كَرَعاً فهي كَرِعةٌ اغْتَلَمَتْ وأَحَبَّتِ الجِماعَ وجارية كرِعةٌ مِغْلِيمٌ ورجل كَرِعٌ وقد كَرِعَتْ إِلى الفحْلِ كَرَعاً والكُراعُ من الإِنسان ما دون الركبة إِلى الكعب ومن الدوابِّ ما دون الكَعْبِ أُنْثَى يقال هذه كُراعٌ وهو الوظيف قال ابن بري وهو من ذواتِ الحافِرِ ما دُونَ الرُّسْغِ قال وقد يُسْتَعْمَلُ الكُراعُ أَيضاً للإِبل كما استعمل في ذوات الحافر قالت الخنساءُ
( * قوله « قالت الخنساء » كذا بالأصل هنا ومر في مادة كوس قالت عمرة أُخت العباس بن مرداس وأمها الخنساء ترثي أخاها وتذكر أنه كان يعرقب الابل فظلت تكوس على إلخ ) فقامَتْ تَكُوسُ على أَكْرُعٍ ثلاثٍ وغادَرْتَ أُخْرَى خَضِيبا فجعلت لها أَكارِعَ أَربعاً وهو الصحيح عند أَهل اللغة في ذوات الأَربع قال ولا يكون الكراع في الرِّجل دون اليد إِلا في الإِنسان خاصّة وأَما ما سواه فيكون في اليدين والرجلين وقال اللحياني هما مما يؤنث ويذكر قال ولم يعرف الأَصمعي التذكير وقال مرة أُخرى هو مذكر لا غير وقال سيبويه أَما كُراعٌ فإِن الوجه فيه ترك الصرْف ومن العرب من يصرفه يشبهه بذراع وهو أَخبث الوجهين يعني أَن الوجه إِذا سمي به أَن لا يصرف لأَنه مؤنث سمي به مذكر والجمع أَكْرُعٌ وأَكارِعُ جمع الجمع وأَما سيبويه فإِنه جعله مما كسر على ما لا يكسّر عليه مثلُه فِراراً من جمع الجمع وقد يكسر على كِرْعانٍ والكُراعُ من البقر والغنم بمنزلة الوَظِيفِ من الخيل والإِبل والحُمُرِ وهو مُسْتدَقُّ الساقِ العاري من اللحم يذكر ويؤنث والجمع أَكْرُعٌ ثم أَكارِعُ وفي المثل أُعْطِيَ العبدُ كُراعاً فطلَب ذِرعاً لأَن الذراع في اليد وهو أَفضل من الكُراع في الرجْلِ وكَرَعَه أَصابَ كُراعَه وكَرِعَ كَرَعاً شَكا كُراعَه ويقال للضعيف الدِّفاعِ فلان ما يُنْضجُ الكُراعَ والكَرَعُ دِقَّةُ الأَكارِعِ طويلةً كانت أَو قصيرةً كَرِعَ كَرَعاً وهو أَكْرَعُ وفيه كَرَعٌ أَي دِقَّةٌ والكَرَعُ أَيضاً دِقَّةُ الساقِ وقيل دقة مُقَدَّمِها وهو أَكْرعُ والفِعْلُ كالفِعْلِ والصِّفةُ كالصِّفةِ وفي حديث الحوض فَبَدَأَ الله بكُراعٍ أي طرَفٍ من ماءِ الجنةِ مُشَبَّهٍ بالكراع لقلته وإِنه كالكُراعِ من الدابة وتَكَرَّعَ للصلاة غَسَل أَكارِعَه وعمّ بعضهم به الوضوء قال الأَزهري تَطَهَّرَ الغلام وتَكَرَّعَ وتَمكَّنَ إِذا تطهر للصلاة وكُراعاً الجُنْدَبِ رجلاه ومنه قول أَبي زبيد ونَفَى الجُنْدَبُ الحَصى بِكُراعَيْ ه وأوْفَى في عُودِه الحِرْباءُ وكُراعُ الأَرض ناحِيَتُها وأَكارِعُ الأَرض أَطْرافُها القاصِيةُ شبهت بأَكارِعِ الشاء وهي قوائمُها وفي حديث النخعي لا بأْس بالطَّلَبِ في أَكارِعِ الأَرض أَي نواحيها وأَطْرافِها والكُراعُ كلُّ أَنف سالَ فتقدم من جبل أَو حَرّةٍ وكُراع كلِّ شيء طَرَفُه والجمع في هذا كله كِرْعانٌ وأَكارِعُ وقال الأَصمعي العُنُقُ من الحَرّة يمتدّ قال عوف بن الأَحوص أَلم أَظْلِفْ عن الشُّعَراءِ عِرْضِي كما ظُلِفَ الوَسِيقةُ بالكُراعِ ؟ وقيل الكُراعُ ركن من الجبل يَعْرِضُ في الطريق ويقال أَكْرَعَكَ الصيْدُ وأَخْطَبَكَ وأَصْقَبَك وأَقْنى لكَ بمعنى أَمْكَنَكَ وكَرِعَ الرجلُ بِطِيبٍ فَصاكَ به أَي لَصِقَ به والكُراعُ اسم يجمع الخيل والكُراعُ السلاحُ وقيل هو اسم يجمع الخيل والسلاح وأَكْرَعَ القومُ إِذا صَبَّتْ عليهم السماءُ فاسْتَنْقَعَ الماءُ حتى يَسْقُوا إِبلهم من ماء السماء والعرب تقول لماء السماء إِذا اجتمع في غَدِيرٍ أَو مَساكٍ كَرَعٌ وقد شَرِبْنا الكَرَعَ وأَرْوَيْنا نَعَمَنا بالكَرَعِ والكَرَعُ والكُراعُ ماء السماء يُكْرَعُ فيه ومنه حديث معاوية شربت عُنْفُوانَ المكْرَعِ أَي في أَوّلِ الماءِ وهو مَفْعَلٌ من الكَرَعِ أَراد به عَزَّ فَشَرِبَ صافِيَ الماء وشرب غيره الكَدِرَ قال الراعي يصف إِبلاً وراعِيَها بالرِّفْقِ في رِعايةِ الإِبلِ ونسبه الجوهري لابن الرّقاع يَسُنُّها آبِلٌ ما إِنْ يُجَزِّئُها جَزْأً شَديداً وما إِنْ تَرْتَوي كَرَعا وقيل هو الذي تَخُوضُه الماشِيةُ بأَكارِعِها وكل خائِضِ ماءٍ كارِعٌ شرِبَ أَو لم يشرب والكَرّاعُ الذي يسقي ماله بالكَرَعِ وهو ماء السماء وفي الحديث أَنّ رجلاً سمع قائلاً يقول في سَحابة اسق كَرَعَ فلان قال أَراد موضعاً يجتمع فيه ماءُ السماء فيسقي به صاحبه زرعه ويقال شربت الإِبل بالكَرَعِ إِذا شربت من ماءِ الغَدِيرِ وكَرَعَ في الماء يَكْرَعُ كُرُوعاً وكَرْعاً تناوله بِفِيه من موضعه من غير أَن يشرب بِكَفَّيْه ولا بإِناء وقيل هو أَن يدخل النهر ثم يشرب وقيل هو أَن يُصَوِّبَ رأْسَه في الماء وإِن لم يشرب وفي الحديث أَنه دخل على رجل من الأَنصار في حائِطه فقال إِن كان عندك ماءٌ بات في شَنِّه وإِلا كَرَعْنا كَرَعَ إِذا تناوَلَ الماءَ بِفِيه من موضعه كما تفعل البهائم لأَنها تدخل أَكارِعَها وهو الكَرْعُ ومنه حديث عكرمة كَرِهَ الكَرْعَ في النهر وكل شيء شربت منه بنيك من إِناءٍ أَو غيره فقد كَرَعْتَ فيه وقال الأَخطل يُرْوِي العِطاشَ لَها عَذْبٌ مُقَبَّلُه إِذا العِطاشُ على أَمثالِه كَرَعُوا والكارِعُ الذي رمى بفمه في الماء والكَرِيعُ الذي يشرب بيديه من النهر إِذا فَقَدَ الإِناء وكَرَعَ في الإِناء إِذا أَمال نحوه عنقه فشرب منه وأَنشد للنابغة بِصَهْباءَ في أَكْنافِها المِسْك كارِعُ قال والكارِعُ الإِنسانُ أَي أَنت المِسْكُ لأَنك أَنت الكارِعُ فيها المسْكَ ويقال اكْرَعْ في هذا الإِناءِ نَفَساً أَو نفسين وفيه لغة أُخرى كَرِع يَكْرَعُ كَرَعاً وأَكْرَعُوا أَصابوا الكَرَعَ وهو ماء السماء وأَوْرَدُوا والكارِعاتُ والمُكْرِعاتُ النخل
( * قوله « والمكرعات النخل » هو بكسر الراء كما في سائر نسخ الصحاح افاده شارح القاموس وعليه يتمشى ما بعده واما المكرعات في البيت فضبط بفتح الراء في الأصل ومعجم ياقوت وصرح به في القاموس حيث قال وبفتح الراء ما غرس في الماء إلخ ) التي على الماء وقد أَكْرَعَتْ وكَرَعَتْ وهي كارِعةٌ ومُكْرعةٌ قال أَبو حنيفة هي التي لا يفارق الماءُ أُصولَها وأَنشد أَو المُكْرَعات من نَخِيلِ ابن يامِنٍ دُوَيْنَ الصَّفا اللاَّئي يَلِينَ المُشَقَّرا قال والمُكْرَعاتُ أَيضاً النخل القَرِيبةُ من المَحَلِّ قال والمُكْرَعاتُ أَيضاً من النخل التي أُكْرِعَتْ في الماء قال لبيد يصف نخلاً نابتاً على الماء يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غير صادِرةٍ فكلُّها كارِعٌ في الماءِ مُغْتَمِرُ قال والمُكْرَعاتُ أَيضاً الإِبل تُدْنى من البيوت لتَدْفَأَ بالدُّخانِ وقيل هي اللَّواتي تُدْخِلُ رؤوسَها إِلى الصِّلاءِ فَتَسْوَدُّ أَعْناقُها وفي المصنف المُكْرَباتُ وأَنشد أَبو حنيفة للأَخطل فلا تَنْزلْ بِجَعْدِيٍّ إِذا ما تَرَدَّى المُكْرعاتُ من الدُّخانِ وقد جعلت المُكْرِعاتُ هنا النخيل النابتة على الماء وكَرَعُ الناس سَفِلَتُهم وأَكارِعُ الناسِ السَّفِلَةُ شُبِّهُوا بأَكارِعِ الدوابِّ وهي قوائِمُها والكَرَّاعُ الذي يُخادِنُ الكَرَعَ وهم السَّفِلُ من الناس يقال للواحد كَرَعٌ ثم هلم جرّاً وفي حديث النجاشي فهل يَنْطِقُ فيكم الكَرَعُ ؟ قال ابن الأَثير تفسيره في الحديث الدَّنيءُ النفْسِ وفي حديث علي لو أَطاعَنا أَبو بكر فيما أَشَرْنا به عليه من ترْكِ قِتالِ أَهلِ الرِّدّةِ لَغَلَبَ على هذا الأَمْرِ الكَرَعُ والأَعْرابُ قال هم السَّفِلَةُ والطَّعامُ من الناسِ وكُراعُ الغَمِيم موضع معروف بناحية الحجاز وفي الحديث خرَج عامَ الحُدَيْبِيةِ حتى بَلَغَ كُراعَ الغَمِيم هو اسم موضع بين مكة والمدينة وأَبو رِياشٍ سُوَيْدُ بن كُراعَ من فٌرْسانِ العرب وشعرائهم وكُراعُ اسم أُمه لا ينصرف قال سيبويه هو من القسم الذي يقع فيه النسب إِلى الثاني لأَن تَعَرُّفَه إِنما هو به كابن الزُّبَيْرِ وأَبي دَعْلَجٍ وأَما الكَرّاعةُ التي تَلْفِظُ بها العامّةُ فكلمة مُوَلَّدة

( كربع ) كَرْبَعَه وبَرْكَعَه فَتَبَرْكَعَ صَرَعَه فوقَع على اسْتِه وقد تقدّم في ترجمة بَرْكَعَ

( كرتع ) كَرْتَعَ الرجلُ وقع فيما لا يَعْنِيه وأَنشد يَهيمُ بها الكَرْتَعُ وكَرْتَعَه صَرَعَه والكَرْتَعُ القصير كرسع الكُرْسُوعُ حرف الزَّنْدِ الذي يلي الخِنْصِر وهو النائئُ عند الرُّسْغِ وهو الوَحْشِيُّ وهو من الشاة ونحوها عُظَيْمٌ يلي الرسغ من وظِيفِها وفي الحديث فَقَبَضَ على كُرْسُوعي هو من ذلك وكُرْسُوعُ القدم أَيضاً مَفْصِلُها من الساقِ كل ذلك مذكر والمُكَرْسَعُ النّاتئُ الكُرْسُوعِ قال ابن بري والكَرْسَعةُ عَدْوُه وامرأَة مُكَرْسَعةٌ ناتِئةُ الكُرْسُوعِ تُعابُ بذلك وبعض يقول الكُرْسُوعُ عُظَيم في طرف الوظيف مما يلي الرسغ من وظيف الشاء ونحوها وكَرْسَعَ الرجلَ ضرب كُرْسُوعه بالسيف والكَرْسَعةُ ضَرْبٌ من العَدْو

( كرسع ) الكُرْسُوعُ حرف الزَّنْدِ الذي يلي الخِنْصِر وهو النائئُ عند الرُّسْغِ وهو الوَحْشِيُّ وهو من الشاة ونحوها عُظَيْمٌ يلي الرسغ من وظِيفِها وفي الحديث فَقَبَضَ على كُرْسُوعي هو من ذلك وكُرْسُوعُ القدم أَيضاً مَفْصِلُها من الساقِ كل ذلك مذكر والمُكَرْسَعُ النّاتئُ الكُرْسُوعِ قال ابن بري والكَرْسَعةُ عَدْوُه وامرأَة مُكَرْسَعةٌ ناتِئةُ الكُرْسُوعِ تُعابُ بذلك وبعض يقول الكُرْسُوعُ عُظَيم في طرف الوظيف مما يلي الرسغ من وظيف الشاء ونحوها وكَرْسَعَ الرجلَ ضرب كُرْسُوعه بالسيف والكَرْسَعةُ ضَرْبٌ من العَدْو

( كسع ) الكَسْعُ أَنْ تَضْرِبَ بيدك أَو برجلك بصدر قدمك على دبر إِنسان أَو شيء وفي حديث زيد بن أَرقم أَنَّ رجلاً كَسَعَ رجلاً من الأَنْصار أَي ضرَب دُبُرَه بيده وكَسَعَهم بالسيفِ يَكْسَعُهم كَسْعاً اتَّبَعَ أَدبارَهم فضربهم به مثل يَكْسَؤُهم ويقال ولَّى القومُ أَدْبارَهم فَكَسَعُوهم بسيوفهم أَي ضربوا دَوابِرَهم ويقال للرجل إِذا هَزَمَ القوم فمرَّ وهو يَطْرُدُهُم مَرَّ فلان يَكْسَؤُهم ويَكْسَعُهم أَي يتبعهم وفي حديث طلحة يوم أُحد فَضَرَبْتُ عُرْقُوبَ فرَسِه فاكْتَسَعَتْ به أَي سَقَطَتْ من ناحية مُؤَخَّرِها ورَمَتْ به وفي حديث الحُدَيْبيةِ وعليٌّ يَكْسَعُها بقائِمِ السيفِ أَي يَضْرِبُها من أَسْفَلَ وورَدَتِ الخيولُ يَكْسَعُ بعضُها بعضاً وكَسَعه بما ساءَه تكلم فرماه على إِثْر قوله بكلمة يَسوءُه بها وقيل كَسَعَه إِذا هَمَزَه من ورائه بكلامٍ قبيح وقولهم مَرَّ فلان يَكْسَعُ قال الأَصمعي الكَسْعُ شدَّةُ المَرِّ يقال كَسَعَه بكذا وكذا إِذا جعله تابعاً له ومُذْهَباً به وأَنشد لأَبي شبل الأَعرابي كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْرِ أَيامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ فإِذا انْقَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنا صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مع الوَبْرِ وبآمِرٍ وأَخِيهِ مُؤْتَمِرٍ ومُعَلِّلٍ وبِمُطْفِئِ الجَمْرِ ذهَب الشِّتاءُ مُوَلِّياً هَرَباً وأَتَتْكَ واقِدَةٌ من النَّجْرِ وكَسَعَ الناقةَ بغُبْرِها يَكْسَعُها كَسْعاً ترك في خِلْفِها بِقِيَّةً من اللبن يريد بذلك تَغْرِيزَها وهو أَشدُ لها قال الحرِثُ بن حِلِّزةَ لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِها إَنَّكَ لا تَدْرِي مَنِ الناتِجُ واحْلُبْ لأَضْيافِكَ أَلْبانها فإنَّ شَرَّ اللبَنِ الوالِجُ أَغْبارُها جمع الغُبْرِ وهي بقيّةُ اللبن في الضرْعِ والوالِجُ أَي الذي يَلِجُ في ظُهُورِها من اللبن المَكْسُوعِ يقول لا تُغَزِّرْ إِبِلَك تَطلُبُ بذلك قُوَّةَ نَسْلِها واحْلُبْها لأَضْيافِكَ فلعلَّ عدوًّا يُغيرُ عليها فيكون نتاجُها له دونك وقيل الكسْع أن يُضْرَبَ ضَرْعُها بالماء البارد ليَجِفَّ لبنُها ويَترادّ في ظهرها فيكون أقوى لها على الجَدْب في العامِ القابِلِ ومنه قيل رجل مُكَسَّعٌ وهو من نعت العَزَبِ إِذا لم يَتَزَوَّجْ وتفسيره رُدَّت بقيته في ظهره قال الراجز والله لا يُخْرِجُها مِنْ قَعْرِه إِلاَّ فَتًى مُكَسَّعٌ بِغُبْرِه وقال الأَزهري الكَسْعُ أَن يؤخَذَ ماءٌ باردٌ فَيُضْرَبَ به ضُرُوعُ الإِبل الحلوبة إِذا أَرادوا تَغْزِيرَها ليَبْقَى لها طِرْقُها ويكون أَقْوى لأَولادِها التي تُنْتَجُها وقيل الكَسَعُ أَن تَتْرُكَ لبناً فيها لا تَحْتَلِبُها وقيل هو علاجُ الضرْعِ بالمَسْحِ وغيره حتى يَذْهَبَ اللبن ويَرْتَفِعَ أَنشد ابن الأَعرابي أَكْبَرُ ما نَعْلَمُه مِنْ كُفْرِه أَنْ كُلّها يَكْسَعُها بغُبْرِه ولا يُبالي وَطْأَها في قَبْرِه يعني الحديث فيمن لا يؤدِّي زكاة نعَمه أَنَّها تَطَؤُه يقول هذا كُفْرُه وعَيْبُه وفي الحديث إِنَّ الإِبلَ والغَنَمَ إِذا لم يعط صاحِبُها حَقَّها أَي زكاتَها وما يجب فيها بُطِحَ لها يومَ القيامة بِقاعٍ قَرْقَر فَوَطِئَتْه لأَنه يَمْنَعُ حَقَّها ودَرَّها ويَكْسَعُها ولا يُبالي أَن تَطَأَه بعد موته وحكي عن أَعرابي أَنه قال ضِفْتُ قوماً فأَتَوْني بكُسَعٍ جَبِيزاتٍ مُعَشِّشاتٍ قال الكُسَعُ الكِسَرُ والجِبِيزاتُ اليابِساتُ والمُعَشِّشاتُ المُكَرَّجاتُ واكْتَسَعَ الكلبُ بذَنَبِه إِذا اسْتَثْفَرَ وكَسَعَتِ الظَّبْيةُ والناقةُ إِذا أَدخلتا ذَنَبَيْهِما بين أَرْجُلِهما وناقة كاسِعٌ بغير هاء وقال أَبو سعيد إِذا خَطَرَ الفحْلُ فضرب فَخِذَيْه بذنبه فذلك الاكْتِساعُ فإِن شالَ به ثم طَواه فقد عَقْرَبَه والكُسْعُومُ الحِمارُ بالحِمْيَرِيّةِ والميم زائدة والكُسْعةُ الرِّيشُ الأَبيض المجتمع تحت ذنَب الطائِر وفي التهذيب تحت ذنب العُقابِ والصِّفةُ أَكْسَعُ وجمعها الكُسَعُ والكَسَعُ في شِياتِ الخيل من وضَحِ القوائمِ أَن يكون البياضُ في طرَفِ الثُّنَّةِ في الرجْل يقال فرَسٌ أَكْسَعُ والكُسْعَةُ النُّكْتةُ البَيْضاء في جبْهة الدابة وغيرها وقيل في جنبها والكُسْعةُ الحُمُرُ السائمةُ ومنه الحديث ليس في الكُسْعةِ صَدَقةٌ وقيل هي الحمر كلها قال الأَزهري سميت الحمر كُسْعةً لأَنها تُكْسَعُ في أَدْبارِها إِذا سِيقَتْ وعليها أَحْمالُها قال أَبو سعيد والكُسْعةُ تَقَعُ على الإِبل العَوامِل والبقَر الحَوامِلِ والحَمِيرِ والرَّقِيقِ وإِنما كُسْعَتُها أَنها تُكْسَعُ بالعصا إِذا سيقَت والحمير ليست أَولى بالكُسعةِ من غيرها وقال ثعلب هي الحمر والعبيد وقال ابن الأَعرابي الكُسْعة الرقيق سمي كسْعة لأَنك تَكْسَعُه إِلى حاجتك قال والنّخَّةُ الحمير والجَبْهةُ الخيل وفي نوادر الأَعراب كَسَعَ فلان فلاناً وكَسَحَه وثَفَنَه ولَظَّه ولاظَه يَلُظُّه ويَلُوظُه ويَلأَظُه إِذا طَرَدَه والكُسْعةُ وثَنٌ كان يُعْبَدُ وتَكَسَّعَ في ضلاله ذهَب كَتَسَكَّعَ عن ثعلب والكُسَعُ حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلانَ وقيل هم حيّ من اليمن رُماةٌ ومنهم الكُسَعِيُّ الذي يُضْرَبُ به المثلُ في النَّدامةِ وهو رجل رامٍ رَمى بعدما أَسْدَفَ الليلُ عَيْراً فأَصابَه وظن أَنه أَخْطأَه فَكَسَرَ قَوْسَه وقيل وقطع إِصْبَعَه ثم نَدِمَ من الغَدِ حين نظر إِلى العَيْر مقتولاً وسَهْمُه فيه فصار مثلاً لكل نادم على فِعْل يَفْعَلُه وإِياه عَنى الفرزدقُ بقوله نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعِيِّ لَمَّا غَدَتْ مِنِّي مُطَلَّقةً نَوارُ وقال الآخر نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعيّ لَمَّا رأَتْ عيناه ما فَعَلَتْ يَداهُ وقيل كان اسمه مُحارِبَ بن قَيْسٍ من بني كُسَيْعةَ أَو بني الكُسَعِ بطن من حمير وكان من حديث الكسعي أَنه كان يرعى إِبلاً له في وادٍ فيه حَمْضٌ وشَوْحَطٌ فإِمّا رَبَّى نَبْعةً حتى اتخذ منها قوساً وإِما رأَى قَضِيبَ شَوْحَطٍ نابتاً في صخرة فأَعْجَبَه فجعلَ يُقوِّمُه حتى بلغ أَن يكون قَوْساً فقطعه وقال يا رَبِّ سَدِّدْني لنَحْتِ قَوْسي فإِنَّها من لَذَّتي لنَفْسي وانْفَعْ بقَوْسي ولَدِي وعِرْسي أنْحَتُ صَفْراءَ كَلَوْنِ الوَرْسِ كَبْداءَ ليسَتْ كالقِسِيِّ النُّكْسِ حتى إِذا فرغ من نحتها بَرى من بَقِيَّتها خمسة أَسْهُمٍ ثم قال هُنَّ ورَبِّي أَسْهُمٌ حِسانُ يَلَذُّ للرَّمْي بها البَنانُ كأَنَّما قَوَّمَها مِيزانُ فأَبْشِرُوا بالخِصْبِ يا صِبْيانُ إِنْ لمْ يَعُقْني الشُّؤْمُ والحِرْمانُ ثم خرج ليلاً إِلى قُتْرة له على مَوارِدِ حُمُرِ الوحْش فَرَمى عَيْراً منها فأَنْفَذَه وأَوْرى السهمُ في الصوَّانة ناراً فظن أَنه أَخطأَ فقال أَعوذُ بالمُهَيْمِنِ الرحْمنِ من نَكَدِ الجَدِّ مع الحِرْمانِ ما لي رَأَيتُ السَّهْمَ في الصَّوّانِ يُورِي شَرارَ النارِ كالعِقْبانِ أَخْلَفَ ظَنِّي ورَجا الصِّبْيانِ ثم وردت الحمر ثانية فرمى عيراً منها فكان كالذي مَضى من رَمْيه فقال أَعوذُ بالرحْمنِ من شَرِّ القَدَرْ لا بارَك الرحمنُ في أُمِّ القُتَرْ أَأُمْغِطُ السَّهْمَ لإِرْهاقِ الضَّرَرْ أَمْ ذاكَ من سُوءِ احْتِمالٍ ونَظَرْ أَمْ ليس يُغْني حَذَرٌ عند قَدَرْ ؟ المَغْطُ والإِمْغاطُ سُرْعةُ النزْعِ بالسهم قال ثم وردت الحمر ثالثة فكان كما مضى من رميه فقال إِنِّي لشُؤْمي وشَقائي ونَكَدْ قد شَفَّ مِنِّي ما أَرَى حَرُّ الكَبِدْ أَخْلَفَ ما أَرْجُو لأَهْلي ووَلَدْ ثم وردت الحمر رابعة فكان كما مضى من رميه الأَوّل فقال ما بالُ سَهْمِي يُظْهِرُ الحُباحِبَا ؟ قد كنتُ أَرْجُو أَن يكونَ صائِبا إِذْ أَمكَنَ العَيْرُ وأَبْدَى جانِبا فصار رَأْبي فيه رَأْياً كاذِبا ثم وردت الحمر خامسة فكان كما مضى من رميه فقال أَبَعْدَ خَمْسٍ قد حَفِظْتُ عَدَّها أَحْمِلُ قَوْسِي وأُرِيدُ رَدَّها ؟ أَخْزَى إِلَهِي لِينَها وشَدَّها واللهِ لا تَسْلَمُ عِنْدِي بَعْدَها ولا أُرَجِّي ما حَييتُ رِفْدَها ثم خرج من قُتْرَتِه حتى جاء بها إِلى صخرة فضربها بها حتى كَسَرَها ثم نام إِلى جانبها حتى أَصبح فلما أَصبح ونظر إِلى نبله مُضَرَّجة بالدماء وإِلى الحُمُرِ مُصَرَّعةً حوله عَضَّ إِبهامه فقطعها ثم أَنشأَ يقول نَدِمْتُ نَدامةً لو أَنَّ نَفْسِي تُطاوِعُني إِذاً لَبَتَرْتُ خَمْسِي تَبَيَّنَ لي سَفاه الرَّأْي مِنِّي لَعَمْرُ الله حينَ كَسَرْتُ قَوْسِي

( كشع ) كَشَعُوا عن قَتِيلٍ تَفَرَّقُوا عنه في مَعْرَكةٍ قال شِلْو حِمارٍ كَشَعَتْ عنه الحُمُرْ

( كعع ) الكَعُّ والكاعُّ الضعِيفُ العاجُِ وزنه فَعْلٌ حكاه الفارسي ورجل كعُّ الوجه رقِيقُه ورجل كُعْكُعٌ بالضم أَي جَبانٌ ضعيف وكَعَّ يَكِعُّ ويَكُعُّ والكسر أَجْوَدُ كَعاً وكُعُوعاً وكَعاعةً وكَيْعُوعةً فهو كَعٌّ وكاعٌّ قال الشاعر إِذا كان كَعُّ القوْمِ للرَّحْلِ أَلْزَما قوله « للرحل ألزما » كذا بالأصل والذي في الصحاح للدحل لازما قال أَبو زيد كَعَعْتُ وكَعِعْتُ لغتان مثل زَلَلْتُ وزَلِلْتُ وقال ابن المظَفَّر رجل كَعٌّ كاعٌّ وهو الذي لا يَمْضِي في عَزْمٍ ولا حَزْمٍ وهو الناكِصُ على عَقِبَيْه وفي الحديث ما زالت قريش كاعّةً حتى مات أَبو طالب فلما مات اجْتَرَؤُوا عليه الكاعّةُ جمع كاعٍّ وهو الجبان أَراد أَنهم كانوا يجْبُنُون عن النبي صلى الله عليه وسلم في حياة أَبي طالب فلما مات اجترؤوا عليه ويروى بتخفيف العين وتَكَعْكَعَ هابَ القومَ وتركهم بعدما أَرادهم وجَبُنَ عنهم لغة في تَكَأْكَأَ وتَكَعْكَعَ الرجلُ وتَكَأْكَأَ إِذا ارْتَدَعَ وفي حديث الكسوف قالوا له ثم رأَيناك تَكَعْكَعْتَ أَي أَحْجَمْتَ وتأَخَّرْتَ إِلى وراءُ وأَكَعَّه الخوفُ وكعكعه حبسه عن وجهه وكعكعه فتكعكع حبسه فاحتبس وأَنشد لمتمم بن نويرة ولكِنَّني أَمْضِي على ذاكَ مُقْدِماً إِذا بَعْضُ مَنْ يَلْقَى الخُطوبَ تَكَعْكَعا وأَصل كَعْكَعْتُ كَعَّعْتُ فاستثقلت العرب الجمع بين ثلاثة أَحرف من جنس واحد ففرقوا بينهما بحرف مكرّر وأَكَعَّه الفَرَقُ إِكْعاعاً إِذا حَبَسَه عن وجهه وكَعْكَعَ في كلامِه كَعْكَعةً وأَكَعَّ تَحَبَّسَ والأَوّل أَكثر وكَعْكَعَه عن الوِرْدِ نَحّاه عن ثعلب

( كعنكع ) الكَعَنْكَعُ الذكر من الغِيلان الفراء الشيطانُ هو الكَعَنْكَعُ والعَكَنْكَعُ والقانُ

( كلع ) الكَلَعُ شُقاقٌ ووَسَخ يكون بالقَدَمَين كِلعَتْ رِجْلُه تَكْلَع كَلَعاً وكُلاعاً تَشَقَّقَت واتَّسَخَت قال حكيم بن مُعَيّةَ الرَّبَعِيّ يَؤُولُها تِرْعِيةٌ غيْرُ وَرَعْ ليسَ بِفانٍ كِبَراً ولا ضَرَعْ ترَى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً في كَلَعْ من بارِئٍ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ أَراد فيها كَلَعٌ وأَكْلَعْتُها وكَلِعَ رأْسُه كَلَعاً كذلك وأَسْوَدُ كَلِعٌ سَوادُه كالوَسَخِ ورجُلٌ كَلِعٌ كذلك وكَلَعَ البعيرُ كَلَعاً فهو كَلِعٌ انشقّ فِرْسِنُه واتَّسَخَ والكَوْلَعُ الوسَخُ وكَلِعَ فيه الوسَخُ كَلَعاً إِذا يَبِسَ وإِناءٌ كَلِعٌ ومُكْلَعٌ التبَدَ عليه الوسَخُ وسِقاءٌ كَلِعٌ والكُلاعِيُّ الشُّجاعُ مأَخوذ من الكُلاع وهو البأْسُ والشدّة والصبر في المَواطِنِ والكُلْعة والكَلْعةُ الأَخيرة عن كراع داءٌ يأْخذُ البعير في مُؤَخَّرِه فيَجْرُدُ شعَرَه عن مؤخّره ويَتَشَقَّقُ ويَسْوَدُّ وربما هَلَكَ منه والكَلَعُ أَشدُّ الجَرَبِ وهو الذي يَبِضُّ جَرَباً فَيَيْبَسُ فلا يَنْجَعُ فيه الهِناءُ والكَلَعةُ القِطْعةُ من الغَنَمِ وقيل الغنم الكثيرة والتَّكَلُّعُ التَّحالُفُ والتَّجَمُّعُ لغة يمانية وبه سمي ذُو الكَلاعِ بالفتح وهو مَلِكٌ حِمْيَرِيٌّ من ملوك اليمن من الأَذْواء وسمي ذا الكَلاعِ لأَنهم تَكَلَّعُوا على يديه أَي تَجَمَّعُوا وإِذا اجتمعت القبائل وتناصَرَتْ فقد تَكَلَّعت وأصل هذا من الكَلَعِ يَرْتَكِبُ الرِّجْل

( كمع ) كامَعَ المرأَة ضَاجَعَها والكِمْعُ والكَمِيعُ الضَّجِيعُ ومنه قيل للزوج هو كَمِيعُها قال عنترة وسَيْفِي كالعَقِيقة فهْو كِمْعِي سِلاحِي لا أَفَلَّ ولا فُطارا وأَنشد أَبو عبيد لأَوس وهَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِيلُ إِذْ باتَ كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا وقال الليث يقال كامَعْتُ المرأَة إِذا ضَمَّها إِليه يَصُونُها والمُكامَعةُ التي نُهِيَ عنها هي أَن يُضاجِع الرجُلُ الرجلَ في ثوب واحد لا سِتْرَ بينهما وفي الحديث نَهَى عن المُكامَعةِ والمُكاعَمةِ فالمُكامَعةُ أَن يَنامَ الرجلُ مع الرجلِ والمرأَةُ مع المرأَةِ في إِزارٍ واحد تَماسُّ جُلُودُهما لا حاجزَ بينهما والمُكامِعُ القريب منك الذي لا يخْفى عليه شيء من أَمرك قال دَعَوْتُ ابنَ سَلْمَى جَحْوَشاً حين أُحْضِرَتْ هُمُومِي وراماني العَدُوُّ المُكامِعُ وكَمَعَ في الماء كَمْعاً وكرَع فيه شَرَعَ وأَنشد أَو أَعْوجِيٍّ كَبَرْدِ العَضْبِ ذي حجَلٍ وغُرّةٍ زَيَّنَتْه كامِعٍ فيها ويقال كَمَعَ الفَرسُ والبعِيرُ والرجُلُ في الماء وكَرَعَ ومعناهما شَرَعَ قال عدي بن الرقاع بَرّاقة الثَّغْرِ تَسْقِي القَلْبَ لَذَّتها إِذا مُقَبِّلُها في ثَغْرِها كَمَعا معناه شَرَعَ بِفِيه في رِيق ثَغرِها قال الأَزهري ولو روي يَشْفِي القَلْبَ رِيقَتُها كان جائزاً أبو حنيفة الكِمْعُ خَفْضٌ من الأَرض لَيِّنٌ قال وكأَنَّ نَخْلاً في مُطَيْطةَ ثاوِياً بالكِمْعِ بَيْنَ قَرارِها وحَجاها حَجاها حَرْفُها والكِمْعُ ناحية الوادي وبه فُسِّرَ قول رؤبة مِنْ أَنْ عَرفْت المَنْزِلاتِ الحُسَّبا بالكِمْعِ لم تَمْلِكْ لِعَيْنٍ غَرَبا والكِمعُ المطمئنُّ من الأَرض ويقال مستقَر الماء وقال أَبو نصر الأَكْماعُ أَماكِنُ من الأَرض ترتفع حروفها وتطمئن أَوساطُها وقال ابن الأَعرابي الكِمْعُ الإِمَّعةُ من الرجال والعامة تسميه المَعْمَعِيَّ واللِّبْدِيَّ والكِمْعُ موضعٌ

( كنع ) كَنَعَ كُنُوعاً وتَكَنَّعَ تَقَبَّضَ وانضمَّ وتَشَنَّجَ يُبْساً والكَنَعُ والكُناعُ قِصَرُ اليدين والرجلين من داء على هيئة القَطْعِ والتَّعَقُّفِ قال أَنْحَى أَبو لَقِطٍ حَزًّا بشَفْرتِه فأَصْبَحَتْ كَفُّه اليُمْنى بها كَنَعُ والكَنِيعُ المكسورُ اليدِ ورجل مُكَنَّعٌ مُقَفَّعُ اليد وقيل مُقَفَّعُ الأَصابِعِ يابسها مُتَقَبِّضُها وكَنَّعَ أَصابعه ضربها فيَبِسَتْ والتكْنِيعُ التقبيض والتكَنُّعُ التقَبُّضُ وأَسيرٌ كانِعٌ ضمه القِدُّ يقال منه تَكَنَّعَ الأَسيرُ في قِدِّه قال متمم وعانٍ ثَوى في القِدِّ حتى تَكَنَّعا أَي تَقَبَّضَ واجتمع وفي الحديث أَن المشركين يوم أُحد لما قَرُبُوا من المدينةِ كَنَعُوا عنها أَي أَحْجَمُوا عن الدخول فيها وانْقَبَضُوا قال ابن الأَثير كَنَعَ يَكْنَعُ كُنُوعاً إِذا جَبُنَ وهرَب وإِذا عدَل وفي حديث أَبي بكر أَتَتْ قافِلةٌ من الحجاز فلما بلَغُوا المدينة كَنَعُوا عنها والكَنِيعُ العادِلُ من طريق إِلى غيره يقال كَنَعُوا عنا أَي عدَلوا واكْتَنَعَ القوم اجتمعوا وتَكَنَّعَت يداه ورجلاه تَقَبَّضَتا من جرْحٍ ويبستا والأَكْنَعُ والمَكْنُوعُ المقطوع اليدين منه قال تَرَكْتُ لُصُوصَ المِصْرِ من بَيْنِ بائِسٍ صَلِيبٍ ومَكْنُوعِ الكَراسِيعِ بارِكِ والمُكَنَّعُ الذي قُطِعَتْ يداه قال أَبو النجم يَمْشِي كَمَشْي الأَهْدَإِ المُكَنَّعِ وقال رؤبة مُكَعْبَرُ الأَنْساءِ أَو مُكَنَّعُ والأَكْنَعُ والكَنِعُ الذي تَشَنَّجَت يدُه والمُكَنَّعةُ اليدُ الشَّلاَّءُ وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعَث خالد بنَ الوَلِيدِ إِلى ذي الخَلَصةِ ليَهْدِمَها صَنمٌ يعبدونه فقال له السادِنُ لا تَفْعَلْ فإِنها مُكَنِّعَتُكَ قال ابن الأَثير أَي مُقَبِّضةٌ يديك ومُشِلَّتُهما قال أَبو عبيد الكانِعُ الذي تَقَبَّضَت يدُه ويَبِسَتْ وأَراد الكافر بقوله إِنها مكنعتك أَي تُخَبِّلُ أَعضاءَك وتُيَبِّسُها وفي حديث عمر أَنه قال عن طلحةَ لما عُرِضَ عليه للخلافةِ الأَكْنَعُ أَلا إِنّ فيه نَخْوةً وكِبراً الأَكْنَعُ الأَشَلُّ وقد كانت يده أُصيبت يوم أُحد لما وَقَى بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَشَلَّت وكَنَّعه بالسيفِ أَيْبَسَ جِلْدَه وكَنَعَ يَكْنَعُ كَنْعاً وكُنُوعاً تَقَبَّضَ وتَداخَلَ ورجل كَنِيعٌ مُتَقَبِّضٌ قال جَحْدَرٌ وكان في سِجْن الحجاج تأَوَّبني فَبِتُّ لها كَنِيعاً هُمُومٌ ما تُفارِقُني حَواني ابن الأَعرابي قال قال أَعرابي لا والذي أَكْنَعُ به أَي أَحْلِفُ به وكَنَعَ النجمُ أَي مال للغُروبِ وكَنَعَ الموتُ يَكْنَعُ كُنُوعاً دنا وقَرُبَ قال الأَحوص يكون حِذارَ الموْتِ والموتُ كانِعُ وقال الشاعر إِنِّي إِذا الموتُ كَنَعُ ويقال منه تَكَنَّعَ واكْتَنَعَ فلان مني أَي دنا مني وفي الحديث أَن امرأَة جاءت تحمل صبيّاً به جنون فحَبَس رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحِلة ثم اكْتَنَعَ لها أَي دنا منها وهو افْتَعَلَ من الكُنُوعِ والتكَنُّع التحصن وكَنَعَتِ العُقابُ وأَكْنَعَت جمعت جَناحَيْها للانْقِضاضِ وضَمَّتهما فهي كانِعةٌ جانِحةٌ وكَنَعَ المِسْكُ بالثوب لَزِق به قال النابغة بِزَوْراءَ في أَكْنافِها المِسكُ كانِعُ وقيل أَراد تكاثُفَ المِسْكِ وتَراكُبَه قال الأَزهري ورواه بعضهم كانعُ بالنون وقال معناه اللاصق بها قال ولست أَحُقُّه وأَمرٌ أَكْنَعُ ناقصٌ وأُمور كُنْعٌ ومنه قول الأَحنف بن قيس كل أَمرٍ ذي بال لم يُبْدَأْ فيه بحمد الله فهو أَكْنَعُ أَي أَقْطَعُ وقيل ناقص أَبْتَرُ واكْتَنَعَ الشيءُ حَضَرَ والمُكْتَنِعُ الحاضِرُ واكْتَنَعَ الليلُ إِذا حَضَرَ ودنا قال يزيد بن معاوية آبَ هذا الليلُ واكْتَنَعا وأَمَرَّ النَّوْمُ وامْتَنَعا
( * قوله « آب إلخ » في ياقوت
آب هذا الهم فاكتنعا ... وأترَّ النوم فامتنعا )
واكْتَنَعَ عليه عَطَفَ والاكْتِناعُ التَّعَطُّف والكُنُوعُ
الطَمعُ قال سِنانُ بنُ عَمْرو خَمِيص الحَشا يَطْوِي على السَّغْبِ نفْسَه طَرُود لِحَوْباتِ النُّفُوسِ الكَوانِعِ ورجل كانِعٌ نَزَلَ بك بنفسِه وأَهلِه طَمَعاً في فضلك والكانِعُ الذي تَدانى وتَصاغَر وتَقارَب بعضُه من بعض وكَنَعَ يَكْنَعُ كُنُوعاً وأَكْنَعَ خضَع وقيل دَنا من الذِّلَّةِ وقيل سأَلَ وأَكْنَع الرجلُ للشيء إِذا ذَلَّ له وخَضَعَ قال العجاج مِنْ نَفْثِه والرِّفْقِ حتى أَكْنَعا أبو عمرو الكانِعُ السائِلُ الخاضِعُ وروى بيتاً فيه رَمى اللهُ في تِلْكَ الأَكُفِّ الكَوانِعِ ومعناه الدَّواني للسؤالِ والطمَعِ وقيل هي اللازِقةُ بالوجه وكَنِعَ الشيءُ كَنَعاً لَزِمَ ودام والكَنِعُ اللازمُ قال سويد بن أَبي كاهل وتَخَطَّيْتُ إِليها مِنْ عِداً بِزِماعِ الأَمْرِ والهَمِّ الكَنِعْ وتَكَنَّعَ فلان بفلان إِذا تَضَبَّثَ به وتَعَلَّقَ الأَصمعي سمعت أَعرابياً يقول في دُعائِه يا رَبِّ أَعوذ بك من الخُنُوعِ والكُنُوعِ فسأَلته عنهما فقال الخُنُوعُ الغَدْرُ والخانِعُ الذي يَضَعُ رأْسَه للسَوْأَةِ يأْتي أَمراً قبيحاً ويرجع عارُه عليه فَيَسْتَحْيِي منه ويُنَكِّسُ رأْسه والكُنُوعُ التصاغُرُ عند المسأَلة وقيل الذلُّ والخضوع وكَنَّعَه ضربه على رأْسه قال البَعِيثُ لَكَنَّعْتُه بالسَّيْفِ أَو لَجَدَعْتُه فما عاشَ إِلاَّ وهو في الناسِ أَكْشَمُ وكَنِعَ الرجلُ إِذا صُرِعَ على حَنَكِه والكِنْعُ ما بَقِيَ قُرْبَ الجبلِ من الماء وما بالدارِ كَنِيعٌ أَي أَحَدٌ عن ثعلب والمعروف كَتِيعٌ ويقال بَضَّعَه وكَنّعَه وكَوَّعَه بمعنى واحد وكَنْعانُ بنُ سامِ بن نوحٍ إِليه ينسب الكَنْعانِيُّون وكانوا أُمة يتكلمون بلغة تُضارِعُ العربية والكَنَعْناةُ عَفَلُ المرأَة وأَنشد فَجَيَّأَها النساءُ فَحانَ منها كَنَعْناةٌ ورادِعةٌ رَذُومُ قال الكَنَعْناةُ العَفَلُ والرّادِعةُ اسْتُها والرَّذُومُ الضَّرُوطُ وجَيَّأَها النساء أَي خِطْنَها يقال جَيَّأْتُ القِرْبة إِذا خِطْتَها

( كنتع ) الكُنْتُعُ القصير

( كوع ) الكاعُ والكُوعُ طرَفُ الزند الذي يلي أَصلَ الإِبْهامِ وقيل هو من أَصل الإِبهام إِلى الزَّنْدِ وقيل هما طرفا الزندين في الذراع الكوع الذي يلي الإِبهام والكاعُ طرَفُ الزند الذي يلي الخِنْصِر وهو الكُرْسُوعُ وجمعها أَكْواعٌ قال الأصمعي يقال كاعٌ وكُوعٌ في اليد ورجل أَكْوَعُ عظيمُ الكُوعِ وقيل مُعْوَجُّه قال الشاعر دَواحِسٌ في رُسْغِ عَيْرٍ أَكْوَعا والمصدر الكَوَعُ وامرأَة كَوْعاءُ بَيّنةُ الكَوعِ وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما بعث به أبوه إِلى خيبرَ وقاسمهم الثمرةَ فَسَحَرُوه فتَكَوَّعَتْ أَصابِعُه الكَوَعُ بالتحريك أَن تَعْوَجَّ اليدُ من قِبَلِ الكُوعِ وهو رأْس اليد مما يلي الإِبهام والكُرْسُوعُ رأْسه مما يلي الخنصر وقد كَوِعَ كَوَعاً وكَوَّعه ضربه فصيره مُعَوَّجَ الأَكْواعِ ويقال أَحْمَقُ يَمْتَخِطُ بكُوعِه وفي حديث سَلَمةَ بن الأَكْوعِ يا ثَكِلَتْه أُمُّه أَكْوَعُه بُكْرَةَ يعني أَنت الأَكْوَعُ الذي كان قد تبعنا بُكْرة اليوم لأَنه كان أوَّل ما لحِقَهم صاحَ بهم أَنا ابن الأَكوع واليومُ يومُ الرُّضَّع فلما عاد قال لهم هذا القول آخر النهار قالوا أَنت الذي كنت معنا بُكْرةَ فقال نعم أَنا أَكْوَعُك بكرة قال ابن الأَثير ورأَيت الزمخشري قد ذكر الحديث هكذا قال له المشركون بِكْرَةَ أَكْوَعِه يعنون أَن سلمةَ بِكْرُ الأَكوع أَبيه قال والمروي في الصحيح ما ذكرناه أَولاً وتصغير الكاعِ كُوَيْعٌ والكَوَعُ في الناس أَن تَعْوَجَّ الكفّ من قِبَلِ الكُوعِ وقد تَكَوَّعَتْ يده وكاعَ الكلبُ يَكُوعُ مشَى في الرمل وتَمايَلَ على كُوعِه من شدّة الحر وكاعَ كَوْعاً عُقِرَ فمشى على كوعه لأَنه لا يقدر على القيام وقيل مشى في شِقّ والكَوَعُ يُبْسٌ في الرسْغَيْنِ وإِقْبالُ إِحْدى اليدين على الأُخرى بعير أَكْوَعُ وناقة كَوْعاءُ يابِسا الرسْغَيْنِ أَبو زيد الأَكْوَعُ اليابِسُ اليدِ من الرسغ الذي أَقبلت يده نحو بطن الذراع والأَكْوَعُ من الإِبل الذي قد أَقبل خفه نحو الوظيف فهو يمشي على رسغه ولا يكون الكَوَعُ إِلا في اليدين وقال غيره الكَوَعُ التواء الكُوعِ وقال في ترجمة وكع الكَوَعُ أَن يُقْبِلَ إِبهامُ الرجْلِ على أَخواتها إِقْبالاً شديداً حتى يظهر عظم أَصلها قال والكَوَعُ في اليد انْقِلابُ الكُوعِ حتى يزول فترى شخص أَصله خارجاً الكسائي كِعْتُ عن الشيء أَكِيعُ وأَكاعُ لغة في كَعَعْتُ عنه أَكِعُّ إِذا هِبْتَه وجَبُنْتَ عنه حكاه يعقوب والأَكْوَعُ اسم رجل

( كيع ) كاعَ يَكِيعُ ويَكاعُ الأَخيرة عن يعقوب كَيْعاً وكَيْعُوعةً فهو كائِعٌ وكاعٍ على القلب جَبُنَ قال حتى اسْتَفَأْنا نِساءَ الحَيِّ ضاحِيةً وأَصْبَحَ المَرْءُ عَمْرٌو مُثْبَتاً كاعِي وفي الحديث ما زالَتْ قريش كاعةً حتى مات أَبو طالب الكاعةُ جمع كائِعٍ وهو الجَبانُ كبائِعٍ وباعةٍ وقد كاع يَكِيعُ ويروى بالتشديد أَراد أَنهم كانوا يجبنون عن أَذى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته فلما مات اجترؤوا عليه

( لخع ) اللَّخْعُ اسْتِرْخاءُ الجسم يمانية واللَّخِيعةُ اسم مشتق منه ويَلْخَعُ موضع

( لذع ) اللذْعُ حُرْقةِ النار وقيل هو مسّ النارِ وحِدَّتها لَذَعَه يَلْذَعُه لَذْعاً ولَذَعَتْه النار لَذْعاً لفَحَتْه وأَحْرقتْه وفي الحديث خيرُ ما تَداوَيْتُم به كذا وكذا أَو لَذْعةٌ بنار تُصِيبُ أَلماً اللَّذْعُ الخفيفُ من إِحراق النار يريد الكَيَّ ولَذَعَ الحُبُّ قَلْبَه آلمه قال أَبو دواد فَدَمْعِيَ من ذِكْرِها مُسْبَلٌ وفي الصَّدْرِ لَذْعٌ كجَمْر الغَضا ولَذَعَه بلسانه على المثل أَي أَوْجَعَه بكلام يقول نعوذُ بالله من لَواذِعِه والتَّلَذُّعُ التوَقُّدُ وتَلَذّعَ الرجُل توقَّدَ وهو من ذلك واللَّوْذَعِيُّ الحدِيدُ الفُؤادِ واللسانِ الظريفُ كأَنه يَلْذَعُ من ذَكائِه قال الهذلي فما بالُ أَهل الدَّارِ لم يَتَفَرَّقُوا وقد خَفَّ عنها اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِلُ ؟ وقيل هو الحديد النفْسِ واللُّذَعُ نَبِيذٌ يَلْذَعُ وبعير مَلْذُوعٌ كُوِيَ كَيّةً خفيفةً في فخذه وقال أَبو علي اللَّذْعةُ لَذْعةٌ بالمِيسَم في باطن الذراع وقال أَخذته من سمات الإِبل لابن حبيب ويقال لَذَعَ فلان بعيره في فخذه لذعة أَو لَذْعَتَيْنِ بطرَفِ الميسم وجمعها اللَّذَعاتُ والتَذَعَت القَرْحةُ قاحَتْ وقد لَذَعَها القَيْحُ والقرحة إِذا قَيَّحَتْ تَلْتَذِعُ والتِذاعُ القَرْحةِ احْتِراقُها وجَعاً ولَذَعَ الطائِرُ رَفْرَفَ ثم حرك جناحَيْه قليلاً والطائر يَلْذَعُ الجناحَ من ذلك وفي حديث مجاهد في قوله أَولم يروا إِلى الطير فوقهم صافَّاتٍ ويَقْبِضْنَ قال بَسْطُ أَجْنِحَتِهِنَّ وتَلَذُّعُهُنَّ ولَذَعَ الطائرُ جَناحَيْه إِذا رَفْرفَ فحرَّكهما بعد تسكينهما وحكى اللحياني رأَيته غَضْبانَ يَتلَذَّعُ أَي يَتَلَفَّتُ ويحرّك لسانه

( لسع ) اللَّسعُ لِما ضرَب بمُؤَخَّرِه واللَّدْغُ لِما كان بالفم لَسَعَتْه الهامّةُ تَلْسَعُه لَسْعاً ولَسَّعَتْه ويقال لَسَعَتْه الحيةُ والعقربُ وقال ابن المظفر اللَّسْعُ للعقرب قال وزعم أَعرابي أَنَّ من الحَيَّاتِ ما يَلْسَع بلسانه كلسع حُمةِ العقرب وليست له أَسنانٌ ورجُل لَسِيعٌ مَلْسُوعٌ وكذلك الأُنثى والجمع لَسْعى ولُسَعاء كقتِيل وقَتْلى وقُتَلاءَ ولَسَعَه بلسانه عابَه وآذاه ورجُل لسّاعٌ ولُسَعةٌ عَيّابة مُؤْذٍ قَرَّاصةٌ للناس بلسانه وهو من ذلك قال الأَزهري السموع من العرب أَنَّ اللَّسْعَ لذوات الإِبر من العقارِب والزنابيرِ وأَما الحيَّاتُ فإِنها تَنْهَشُ وتعَضُّ وتَجْذِبُ وتَنْشُِطُ ويقال للعقرب قد لَسَعَتْه ولَسَبَتْه وأَبَرَتْه ووكَعَتْه وكَوَتْه وفي الحديث لا يُلْسَعُِ المؤمِنُ من جُحْر مرّتين وفي رواية لا يُلْذَعُِ واللَّسْعُ واللَّذْعُ سواء وهو استعارة هنا أَي لا يُدْهى المؤمن من جهة واحدة مرتين فإِنه بالأُولى يعتبر وقال الخطابي روي بضم العين وكسرها فالضم على وجه الخبر ومعناه أَنَّ المؤمن هو الكيِّسُ الحازِمُ الذي لا يُؤْتى من جهة الغفْلةِ فيخدع مرة بعد مرّة وهو لا يَفْطُنُ لذلك ولا يَشْعُرُ به والمراد به الخِداعُ في أَمْرِ الدين لا أَمْر الدنيا وأَما بالكسر فعلى وجْه النهي أَي لا يُخدَعَنَّ المؤمن ولا يُؤْتَيَنَّ من ناحية الغفلة فيقع في مكروه أَو شرّ وهو لا يشعر به ولكن يكون فَطِناً حَذِراً وهذا التأْويل أَصلح أَن يكون لأَمر الدين والدنيا معاً ولُسِّعَ الرجلُ أَقامَ في منزله فلم يبْرَحْ والمُلَسَّعةُ المقيمُ الذي لا يبرح زادُوا الهاء للمبالغة قال مُلَسَّعةٌ وَسْطَ أَرْساغِه به عَسَمٌ يَبْتَغِي أَرْنَبا
( * ورد هذا البيت في مادة يسع على هذه الرواية )
ويروى مُلَسَّعةٌ بين أَرْباقِه مُلَسَّعةٌ تَلْسَعُه الحيّات والعقارِبُ فلا يبالي بها بل يقيم بين غنمه وهذا غريب لأَن الهاء إِنما تلحق للمبالغة أَسْماء الفاعلين لا أَسماء المفعولين وقوله بين أَرْباقِه أَراد بين بَهْمِه فلم يستقم له الوزن فأَقام ما هو من سببها مُقامَها وهي الأَرْباقُ وعين مُلَسِّعةٌ ولَسْعا موضع يُمَدُّ ويُقْصَرُ واللَّيْسَعُ اسم أَعجمي وتوهم بعضهم أَنها لغة في إِليَسَع

( لطع ) اللَّطْعُ لَطْعُكَ الشيء بلسانك وهو اللحْسُ لَطَعَه يَلْطَعُه لَطْعاً لَعِقَه لَعْقاً وقيل لحِسه بلسانه وحكى الأَزهريّ عن الفراء لَطَعْتُ الشيء أَلْطَعُه لَطْعاً إِذا لَعِقْتَه قال وقال غيره لَطِعْته بكسر الطاء ورجل لَطّاعٌ قَطّاعٌ فَلَطَّاعٌ يَمُصُّ أَصابعَه إِذا أَكل ويَلْحَسُ ما عليها وقَطَّاعٌ يأْكل نصف اللقمة ويرد النصف الثاني واللَّطَعُ تَقَشُّرٌ في الشفةِ وحُمْرةٌ تعلوها واللَّطَعُ أَيضاً رِقَّةُ الشفة وقلة لحمها وهي شَفةٌ لَطْعاء ولِثةٌ لَطْعاء قليلة اللحم وقال الأَزهريّ بل اللَّطَعُ رقة في شفة الرجُلِ الأَلْطَع وامرأَة لَطْعاءُ بَيِّنةُ اللطَعِ إِذا انْسَحَقَت أَسنانها فَلَصِقَتْ باللِّثةِ واللطَع بالتحريك بياض في باطن الشفة وأَكثر ما يعتري ذلك السُّودانَ وفي تهذيب الأَزهري بياض في الشفة من غير تخصيص بباطن والأَلْطَعُ الذي ذهبت أَسنانه من أُصولها وبقيت أَسْناخُها في الدُّرْدُرِ يكون ذلك في الشابّ والكبير لَطِعَ لَطَعاً وهو أَلْطَعُ وقيل اللَّطَعُ أَن تَحاتَّ الأَسْنانُ إِلا أَسْناخَها وتَقْصُر حتى تَلْتزِقَ بالحنَك رجل أَلْطَعُ وامرأَة لَطْعاء قال الراجز جاءتْكَ في شَوْذَرها تَمِيسُ عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبِيسُ أَحْسَنُ منها مَنْظَراً إِبْلِيسُ وقيل هو أَن تُرى أُصولُ الأَسنانِ في اللحم واللَّطْعاءُ اليابسة الفرج وقيل هي المهزولة وقيل هي الصغيرة الجَهازِ وقيل هي القلِيلةُ لحمِ الفَرْج والاسم من كل ذلك اللَّطَعُ وفي نوادر الأَعراب لَطَعْتُه بالعَصا والْطَعِ اسمَه أَثْبِتْه والْطَعْه أَي امْحُه وكذلك اطْلِسْه ورجل لُطَعٌ لَئِيمٌ كَلُكَعٍ واللَّطْعُ أَن تَضْرِبَ مؤخَّر الإِنسانِ برجلك تقول لَطِعْتُه بالكسر أَلْطَعُه لَطْعاً والتَطَعَ شرب جميع ما في الإِناءِ أَو الحوْضِ كأَنه لَحِسَه

( لعع ) امرأة لَعَّةٌ ملِيحةٌ عفِيفةٌ وقيل خفيفة تُغازِلُكَ ولا تُمَكِّنكَ وقال اللحياني هي الملِيحةُ التي تُدِيمُ نَظَرَك إِليها من جَمالِها ورجل لَعَّاعة يَتَكَلَّف الأَلْحانَ من غير صواب وفي المحكم بلا صوْتٍ واللُّعاعةُ الهِنْدِبَاءُ واللُّعاعُ أَوَّل النَّبْتِ وقال اللحياني أَكثر ما يقال ذلك في البُهْمَى وقيل هو بقل ناعم في أَوَّلِ ما يَبْدُو رقِيقٌ ثم يَغْلُظ واحدته لُعاعةٌ ويقال في بلد بني فان لُعاعةٌ حسَنةٌ ونعاعة حسنة وهو نبت ناعِمٌ في أَوَّلِ ما ينبت ومنه قيل في الحديث إِنما الدنيا لُعاعةٌ يعني أَنَّ الدنيا كالنبات الأَخضرِ قَليل البقاء ومنه قولهم ما بقي في الدنيا إِلاَّ لُعاعةٌ أَي بقِيَّةٌ يسيرة ومنه الحديث أَوجَدْتُم يا معاشِرَ الأَنْصارِ من لُعاعةٍ من الدنيا تأَلَّفْتُ بها قوماً ليُسْلِمُوا ووَكَلْتُكم إِلى إِسْلامِكم وقال سويد بن كراع ووصف ثوراً وكلاباً رَعَى غيرَ مَذْعُورٍ بِهِنّ وراقَه لُعاعٌ تَهاداهُ الدَّكادِكُ واعِدُ راقَه أَعْجَبَه واعِدٌ يُرْجَى منه خَيْرٌ وتمامُ نباتٍ وقيل اللُّعاعةُ كل نبات ليِّن من أَحْرارِ البُقُولِ فيها ماءٌ كثير لَزِجٌ ويقال له النُّعاعةُ أَيضاً قال ابن مقبل كادَ اللُّعاعُ من الحَوْذانِ يَسْحَطُها ورِجْرِجٌ بين لَحْييَها خَناطِيلُ قال ابن بري يَسْحَطُها يَذْبَحُها أَي كادت هذه البقرة تَغَصُّ بما لا يُغَصُّ به لحُزْنها على ولدها حين أَكله الذئب وبقي لُعابُها بين لَحْيَيْها خَناطِيلَ أَي قِطَعاً متفرِّقة واللُّعاعةُ أَيضاً بَقْلةٌ من تمر الحشيش تؤْكل وألعَّتِ الأَرضُ تُلِعُّ إِلْعاعاً أَنبتت اللُّعاعَ وتَلَعَّى اللُّعاعَ أَكَله وهو من مُحَوَّلِ التضعيف يقال خرجنا نَتَلَعّى أَي نأْكل اللُّعاعَ كان في الأَصل نتلَعَّعُ مكرر العينات فقلبت إِحداها ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظَّنِّ ويقال عسَلٌ مُتَلَعِّعٌ ومُتَلَعٍّ مثله والأَصل مُتَلَعِّعٌ وهو الذي إِذا رَفَعْتَه امتدَّ معك فلم ينقطع للزوجته وفي الأَرض لُعاعةٌ من كَلإٍ للشيءِ الرقيق قال أَبو عمرو واللُّعاعةُ الكَلأُ الخفيف رُعِيَ أَو لم يُرْعَ اللُّعاعةُ ما بقي في السقاء وفي الإِناءِ لُعاعةٌ أَي جَرْعةٌ من الشراب ولُعاعةُ الإِناء صَفْوتُه وقال اللحياني بَقِيَ في الإِناءِ لُعاعةٌ أَي قليل ولُعاعُ الشمس السرابُ والأَكثر لُعابُ الشمس واللَّعْلَع السرابُ واللَّعْلَعةُ بَصِيصُه والتلَعْلُعْ التَّلأْلُؤْ ولَعْلَع عظْمَه ولَحْمَه لَعْلَعةً كَسره فتكسَّر وتَلَعْلَع هو تكسر قال رؤْبة ومَنْ هَمَزْنا رأْسَه تَلَعْلَعا وتَلَعْلَعَ من الجُوعِ والعطش تَضَوَّر وتَلَعْلَعَ الكلب دلَعَ لسانَه عطَشاً وتَلَعْلَعَ الرجُل ضَعُفَ واللَّعْلاعُ الجبانُ واللَّعْلَعُ الذئب عن ابن الأَعرابي وأَنشد واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوسُ ولَعْلَعٌ موضع قال فَصَدَّهُم عن لَعْلَعٍ وبارِقِ ضَرْبٌ يُشِيطُهم على الخَنادِقِ وقيل هو جبل كانت به وقْعة وفي الحديث ما أَقامَتْ لَعْلَعُ فسره ابن الأَثير فقال هو جبل وأَنثه لأَنه جعله اسماً للبقعة التي حول الجبل وقال حميد بن ثور لقد ذاقَ مِنَّا عامِرٌ يومَ لَعْلَعٍ حُساماً إِذا ما هُزّ بالكَفِّ صَمَّما وقيل هو ماءٌ بالبادية معروف واللَّعِيعةُ خبز الجاوَرْسِ ولَعْ لَعْ زجر حكاه يعقوب في المقلوب

( لفع ) الالْتِفاعُ والتلَفُّعُ الالتحاف بالثوب وهو أَن يشتمل به حتى يُجَلِّلَ جسده قال الأَزهريّ وهو اشتمال الصَّمَّاء عند العرب والتَفَع مثله قال أَوس بن حجر وهَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِيلُ وإِذْ باتَ كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا ولَفَّعَ رأْسه تَلْفِيعاً أَي غَطَّاه وتَلَفَّعَ الرجلُ بالثوب والشجرُ بالورق إِذا اشتملَ به وتَغَطَّى به وقوله مَنَعَ الفِرارَ فجئتُ نحوَكَ هارِباً جَيشٌ يَجُرُّ ومِقْنَبٌ يَتَلَفَّعُ يعني يَتَلَفَّعُ بالقَتامِ وتَلَفَّعَتِ المرأَةُ بِمِرْطِها أَي التَحَفَت به وفي الحديث كُنَّ نساءُ المؤْمنين
( * في النهاية كنَّ نساء من المؤمنات ومتلفّفات بدل متجللات واللِفّاع بدل والمرط ) يَشْهَدْنَ مع النبي صلى الله عليه وسلم الصبحَ ثم يَرْجِعْنَ مُتَلَفِّعاتٍ بمُروطِهِن ما يُعْرَفْنَ من الغَلَسِ أَي مُتَجَلِّلاتٍ بأَكسِيَتِهنَّ والمِرْطُ كِساءٌ أَو مِطْرَفٌ يُشْتَمَلُ به كالملْحفةِ واللِّفاعُ والمِلْفَعةُ ما تُلُفِّعَ به من رِداءٍ أَو لِحاف أَو قِناعٍ وقال الأَزهري يُجَلَّلُ به الجسدُ كله كِساءً كان أَو غيرَه ومنه حديث علي وفاطمة رضوان الله عليهما وقد دخلنا في لِفاعِنا أَي لِحافِنا ومنه حديث أُبَيٍّ كانت تُرَجِّلُني ولم يكن عليها إِلاَّ لِفاعٌ يعني امرأَته ومنه قول أَبي كبير يصِفُ رِيشَ النَّصْل نُجُفٌ بَذَلْتُ لها خَوافي نَاهِضٍ حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ أَراد كالثوب الأَسْود وقال جرير لم تَتلَفَّعْ بفَضْلِ مِئْزَرِها دَعْدٌ ولم تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَبِ وإِنه لحَسَنُ اللِّفْعةِ من التلَفُّعِ ولَفَّعَ المرأَة ضمها إِليه مشتملاً عليها مشتق من اللِّقاعِ وأَما قول الحطيئة ونحنُ تَلَفَّعْنا على عَسْكَرَيْهِمُ جِهاراً وما طِبِّي ببَغْيٍ ولا فَخْرٍ أَي اشتملنا عليهم وأَما قول الراجز وعُلْبةٍ من قادِمِ اللِّفاعِ فاللِّفاعُ اسم ناقة بعينها وقيل هو الخِلْفُ المُقَدَّم وابن اللَّفَّاعة ابن المُعانِقةِ للفُحولِ ولَفَعَ الشيْبُ رأْسَه يَلْفَعُه لَفْعاً ولَفَّعَه فَتلفَّعَ شَمِلَه وقيل المُتَلَفِّعُ الأَشْيَبُ وفي الحديث لَفَعَتْكَ النارُ أَي شَمِلَتْكَ من نواحِيكَ وأَصابَكَ لَهِيبُها قال ابن الأَثير ويجوز أَن تكون العين بدلاً من حاء لَفَحَتْه النارُ وقول كعب وقد تَلفَّعَ بالقُورِ العَساقِيلُ هو من المقلوب المعنى أَراد تَلَفَّعَ القُورُ بالعَساقِيل فقلب واستعار ولَفَّع المَزادةَ قبلها فجعل أَطِبَّتَها في وسطها فهي مُلَفَّعةٌ وذلك تَلْفِيعُها والتَفَعتِ الأَرضُ اسْتوتْ خُضْرَتُها ونباتُها وتلَفَّعَ المالُ نفَعَه الرَّعْيُ قال الليث إِذا اخضرَّت الأَرضُ وانتفع المالُ بما يُصِيبُ من الرَّعْيِ قيل قد تَلَفَّعَتِ الإِبل والغنم وحكى الأَزهري في ترجمة لَقَعَ قال واللِّقاعُ الكِساءُ الغليظ قال وهذا تصحيف والذي أَراه اللِّفاعُ بالفاء وهو كساءٌ يُتَلَفَّعُ به أَي يشتمل به وأَنشد بيت أَبي كبير يصف ريش النصل

( لقع ) لَقَعَه بالبعْرةِ يَلْقَعُه لَقْعاً رماه بها ولا يكون اللَّقْعُ في غير البعرة مما يرمى به وفي الحديث فَلَقَعَه ببعرة أَي رماه بها ولَقَعَه بِشَرٍّ ومَقَعَه رماه به ولَقَعَه بعينه عانَه يَلْقَعُه لَقْعاً أَصابَه بها قال أَبو عبيد لم يسمع اللقْعُ إِلا في إِصابةِ العين وفي البعرة وفي حديث ابن مسعود قال رجل عنده إِن فلاناً لَقَعَ فرسَك فهو يَدُورُ كأَنَّه في فَلَكٍ أَي رماه بعينه وأَصابَه بها فأَصابَه دُوارٌ وفي حديث سالم بن عبد الله أَنه دخل على هشام بن عبد الملك فقال إِنك لذو كِدْنةٍ فلما خرج من عنده أَخذَتْه قَفْقَفَةٌ أَي رِعْدةٌ فقال أَظن الأَحْوَلَ لَقَعَني بعَيْنِه أَي أَصابَني بعينه يعني هشاماً وكان أَحْوَلَ واللَّقْعُ العيْبُ والفِعْل كالفعل والمصدر كالمصدر ورجُلٌ تِلِقَّاعٌ وتِلِقَّاعةٌ عُيَبةٌ وتِلِقَّاعةٌ أَيضاً كثيرُ الكلامِ لا نظير له إِلا تِكِلاَّمةٌ وامرأَة تِلِقَّاعةٌ كذلك ورجل لُقَّاعةٌ كَتِلِقَّاعةٍ وقيل اللُّقَّاعةُ بالضم والتشديد الذي يُصِيبُ مواقِعَ الكلام وقيل الحاضِرُ الجوابِ وفيه لُقَّاعاتٌ يقال رجل لُقَّاعٌ ولُقَّاعةٌ للكثير الكلام واللُّقَّاعةُ المُلَقَّبُ للناس وأَنشد لأَبي جُهَيْمةَ الذهْلي لقدْ لاعَ مِمّا كانَ بَيْني وبيْنَه وحَدَّثَ عن لُقَّاعةٍ وهْو كاذِبُ قال ابن بري ولَقَعَه أَي عابَه بالباءِ واللُّقَّاعةُ الدّاهِيةُ المُتَفَصِّحُ وقيل هو الظَّرِيفُ اللَّبِقُ واللُّقَعةُ الذي يَتَلَقَّعُ بالكلامِ ولا شيء عنده وراءَ الكلامِ وامرأَة مِلْقَعةٌ فَحّاشةٌ وأَنشد وإِن تَكلَّمْتِ فكُوني مِلْقَعه واللَّقَّاعُ واللُّقاعُ الذبابُ الأَخضر الذي يَلْسَعُ الناسَ قال شُبَيْلُ بن عَزْرَةَ كأَنَّ تَجاوُبَ اللَّقَّاعِ فيها وعَنْتَرَةٍ وأَهْمِجةٍ رِعالُ واحدته لَقّاعةٌ ولُقاعةٌ الأَزهري اللَّقَّاعُ الذُّبابُ ولَقْعُه أَخْذُه الشيءَ بمَتْكِ أَنفِه وأَنشد إِذا غَرَّدَ اللَّقَّاعُ فيها لِعَنْتَرٍ بمُغْدَوْدِنٍ مُستَأْسِدِ النَّبْتِ ذي خَبْرِ قال والعَنْتَرُ ذُبابٌ أَخْضَرُ والخَبْرُ السِّدْرُ قال ابن شميل إِذا أَخذ الذباب شيئاً بمَتْكِ أَنفِه من عسَل وغيره قيل لَقَعَه يَلْقَعُه ويقال مرَّ فلان يَلْقَعُ إِذا أَسْرَعَ قال الراجز صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعُ وَسْطَ الرِّكابِ يَلْقَعُ والتُقِعَ لَوْنُه والتُمِعَ أَي ذهب وتغيَّر عن اللحياني مثل امتُقِعَ قال الأَزهري التُقِعَ لَوْنُه واسْتُقِعَ والتُمِعَ ونُطِعَ وانْتُطِعَ واسْتُنْطِعَ لونُه بمعنى واحد وحكى الأَزهري عن الليث اللِّقاعُ الكساءُ الغليظُ وقال هذا تصحيف والذي أَراه اللِّفاعُ بالفاء وهو كساءٌ يُتَلَفَّعُ به أَي يشتمل به ومنه قول الهذلي يصف ريش النصل حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ

( لكع ) اللُّكَعُ وسِخُ القُلْفَةِ لَكِعَ عليه الوَسَخُ لَكَعاً إِذا لَصِقَ به ولَزِمَه واللَّكْعُ النَّهْزُ في الرَّضاعِ ولَكَعَ الرجُلُ الشاةَ إِذا نَهَزَها ونَكَعَها إِذا فعل بها ذلك عند حَلْبِها وهو أَن يَضْرِبَ ضَرْعَها لِتدِرَّ واللُّكَعُ المُهْرُ والجَحْشُ والأُنثى بالهاء ويقال للصبيِّ الصغير أَيضاً لُكَعٌ وفي حديث أَبي هريرة أَثَمَّ لُكَعٌ يعني الحسَنَ أَو الحُسَيْنَ عليهما السلام قال ابن الأَثير في هذا المكان فإِن أُطلق على الكبير أُريد به الصغير العِلم والعقْلِ ومنه حديث الحسن قال لرجل يا لُكَعُ يريد يا صغيراً في العِلم واللَّكِيعةُ الأَمةُ اللئيمةُ ولَكِعَ الرجُل يَلْكَعُ لَكَعاً ولَكاعةً لَؤُمَ وحَمُقَ وفي حديث أَهل البيت لا يُحِبُّنا أَلْكَعُ ورجل أَلْكَعُ ولُكَعٌ ولَكِيعٌ ولَكاعٌ ومَلْكَعانٌ ولَكُوعٌ لَئِيمٌ دَنِيءٌ وكل ذلك يوصَفُ به الحَمِقُ وفي حديث الحسن جاءه رجل فقال إِنَّ إِياسَ بنَ مُعاوِيةَ رَدَّ شَهادتي فقال يا ملْكَعانُ لِمَ رَدَدْتَ شهادَتَه ؟ أراد حَداثةَ سِنِّه أَو صِغَره في العلم والميم والنون زائدتان وقال رؤبة لا أَبْتَغي فَضْلَ امرئٍ لَكُوعِ جَعْدِ اليَدَيْنِ لَحِزٍ مَنُوعِ وأَنشد ابن بري في المَلْكَعانِ إِذا هَوْذِيّةٌ وَلَدَتْ غُلاماً لِسِدْرِيٍّ فذلك مَلْكَعانُ ويقال رجل لَكُوعٌ أَي ذلِيلٌ عَبْدُ النَّفّسِ وقوله فأَقْبَلَتْ حُمُرُهُمْ هَوابِعا في السِّكَّتَينِ تَحْمِلُ الأَلاكِعا كسَّر أَلْكَعَ تَكْسِيرَ الأَسْماءِ حين غَلَبَ وإِلا فكان حُكْمُه تحملُ اللُّكْعُ وقد يجوز أَن يكون هذا على النسب أَو على جمع الجمع والمرأَة لَكاعِ مثل قَطامِ وفي حديث ابن عمر أَنه قال لِمَوْلاةٍ له أَرادت الخُروجَ من المدينةِ اقْعُدِي لَكاعِ ومَلْكَعانةٌ ولَكِيعةٌ ولَكْعاءُ وفي حديث عمر أَنه قال لأَمة رآها يا لَكْعاءُ أَتَشَبَّهِينَ بالحَرائِرِ ؟ قال أَبو الغريب النصري أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثم آوِي إِلى بَيْتٍ قَعِيدَتُه لَكاعِ قال ابن بري قال الفراء تثنية لَكاعِ أَن تقول يا ذواتَيْ لَكِيعة أَقْبِلا ويا ذواتِ لَكِيعة أَقْبِلْنَ وقالوا في النداء للرجل يا لُكَعُ وللمرأَة يا لَكاعِ وللاثنين يا ذَوَيْ لُكَعَ وقد لَكِعَ لَكاعةً وزعم سيبويه أَنهما لا يستعملان إِلاَّ في النداء قال فلا يصرف لَكاعِ في المعرفة لأَنه معدول من أَلْكَعَ ولَكاعِ الأُمةُ أَيضاً واللُّكَعُ العبْدُ وقال أَبو عمرو في قولهم يا لُكَعُ قال هو اللئيم وقيل هو العبد وقال الأَصمعي هو العيِيُّ الذي لا يتجه لمنطق ولا غيره مأْخوذ من المَلاكِيعِ قال الأَزهري والقول قول الأَصمعي أَلا ترى أَن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيت فاطمة فقال أَين لُكَعٌ ؟ أَراد الحسن وهو صغير أَراد أَنه لصغره لا يتجه لِمَنْطِقٍ وما يُصْلِحُه ولم يُرِدْ أَنه لئيم أَو عبد وفي حديث سعد بن معاذ أَرأَيت إِنْ دخل رجل بيته فرأَى لُكاعاً قد تَفَخَّذَ امرأَته أَيذهب فيُحْضِرُ أَربعةَ شُهَداءَ ؟ جعل لُكاعاً
( * قوله « لكاعاً » كذا ضبط في الأصل وقال في شرح القاموس لكاعاً كسحاب ونصه ورجل لكاع كسحاب لئيم ومنه حديث سعد أرأيت إلخ ) صفة لرجل نعتاً على فُعالٍ قال ابن الأَثير فلعله أَراد لُكَعاً وفي الحديث يأْتي على الناسِ زمان يكون أَسْعَدَ الناسِ بالدنيا لُكَعٌ ابنُ لُكَعٍ قال أَبو عبيد اللُّكَعُ عند العرب العبدُ أَو اللئِيمُ وقيل الوَسِخُ وقيل الأَحْمَقُ ويقال رجل لَكِيعٌ وكِيعٌ ووَكُوعٌ لَكُوعٌ لئِيمٌ وعبد أَلْكَعُ أوْكَعُ وأَمَة لَكْعاءُ ووَكْعاءُ وهي الحَمْقاءُ وقال البَكْرِيُّ هذا شتم للعبد واللَّئِيم أَبو نهشل يقال هو لُكَعٌ لاكعٌ قال وهو الضيِّق الصدْرِ القليلُ الغَناءِ الذي يؤَخِّره الرجالُ عن أُمورهم فلا يكون له موْقِعٌ فذلك اللُّكَعُ وقال ابن شميل يقال للرجل إِذا كان خبيث الفِعالِ شَحِيحاً قلِيلَ الخير إِنه للَكُوعٌ وبنُو اللَّكِيعةِ قومٌ قال عليّ بن عبد الله بن عباس هُمُ حَفِظوا ذِمارِي يوم جاءت كَتائِبُ مُسْرِفٍ وبَني اللَّكيعه مُسْرِفٌ لقَبُ مُسْلِمِ بن عُقْبةَ المُرِّي صاحب وَقْعةِ الحَرَّةِ لأَنه كان أَسْرَفَ فيها واللُّكَعُ الذي لا يُبِينُ الكلامَ واللَّكْعُ اللَّسْعُ ومنه قولُ ذي الإِصْبَعِ امّا تَرَى نبْلَه فَخَشْرَمَ خَشْ شَاءَ إِذا مُسَّ دَبْرُه لَكَعا يعني نصْلَ السهم ولَكَعَتْه العَقْرَبُ تَلْكَعُه لَكْعاً ولَكَعَ الرجُلَ أَسْمَعَه ما لا يَجْمُلُ على المثل عن الهجَرِيّ ويقال للفرس الذكر لُكَعٌ والأُنثى لُكَعةٌ ويصرف في المعْرفة لأَنه ليس ذلك المَعْدُولَ الذي يقال للمونث منه لَكاعِ وإِنما هو مِثْلُ صُرَدٍ ونُغرٍ أَبو عبيدة إِذا سَقَطتْ أَضراسُ الفرَس فهو لُكَعٌ والأُنثى لُكَعةٌ وإِذا سقط فمه فهو الأَلْكَعُ والمَلاكِيعُ ما خرجَ مع السَّلَى من البطن من سُخْدٍ وصَاءةٍ وغيرهما ومن ذلك قيل للعبد ومن لا أَصْلَ له لُكَعٌ وقال الليث يقال لَكُوعٌ وأَنشد أَنتَ الفَتى ما دامَ في الزَّهَرِ النَّدَى وأنتَ إِذا اشْتَدَّ الزمانُ لَكُوعُ واللُّكاعةُ شوْكةٌ تحْتَطَبُ لها سُوَيْقةٌ قدرُ الشِّبْر ليِّنة كأَنها سيْر ولها فُرُوعٌ مملوءة شوْكاً وفي خِلالِ الشوْك ورَيْقةٌ لا بال بها تنقبض ثم يبقى الشوك فإِذا جفَّت ابيضت وجمعها لُكاعٌ

( لمع ) لَمَعَ الشيءُ يَلْمَعُ لَمْعاً ولَمَعَاناً ولُمُوعاً ولَمِيعاً وتِلِمّاعاً وتَلَمَّعَ كلُّه بَرَقَ وأَضاءَ والعْتَمَعَ مثله قال أُمية بن أَبي عائذ وأَعْفَتْ تِلِمّاعاً بِزَأْرٍ كأَنه تَهَدُّمُ طَوْدٍ صَخْرُه يَتَكَلَّدُ ولَمَعَ البرْقُ يَلْمَعُ لَمْعاً ولَمَعاناً إِذا أَضاءَ وأَرض مُلْمِعةٌ ومُلَمِّعةٌ ومُلَمَّعةٌ ولَمَّاعةٌ يَلْمَعُ فيها السرابُ واللَّمَّاعةُ الفَلاةُ ومنه قول ابن أَحمر كَمْ دُونَ لَيْلى منْ تَنْوفِيّةٍ لَمّاعةٍ يُنْذَرُ فيها النُّذُرْ قال ابن بري اللَّمَّاعةُ الفلاةُ التي تَلْمَعُ بالسرابِ واليَلْمَعُ السرابُ لِلَمَعانِه وفي المثل أَكْذَبُ من يَلْمَعٍ ويَلْمَعٌ اسم بَرْقٍ خُلَّبٍ لِلَمعانِه أَيضاً ويُشَبَّه به الكَذُوبُ فيقال هو أَكذَبُ من يَلْمَعٍ قال الشاعر إِذا ما شَكَوْتُ الحُبَّ كيْما تُثِيبَني بِوِدِّيَ قالتْ إِنما أَنتَ يَلْمَعُ واليَلْمَعُ ما لَمَعَ من السِّلاحِ كالبيضةِ والدِّرْعِ وخَدٌّ مُلْمَعٌ صَقِيلٌ ولَمَعَ بثَوْبِه وسَيْفِه لَمْعاً وأَلْمَعَ أَشارَ وقيل أَشار لِلإِنْذارِ ولَمَعَ أَعْلى وهو أَن يرفَعَه ويحرِّكَه ليراه غيره فيَجِيءَ إِليه ومنه حديث زينب رآها تَلْمَع من وراءِ الحجابِ أَي تُشِيرُ بيدها قال الأَعشى حتى إِذا لَمَعَ الدَّلِلُ بثَوْبِه سُقِيَتْ وصَبَّ رُواتُها أَوْ شالَها ويروى أَشْوالَها وقال ابن مقبل عَيْثي بِلُبِّ ابْنةِ المكتومِ إِذْ لَمَعَت بالرَّاكِبَيْنِ على نَعْوانَ أَنْ يَقَعا
( * قوله « أن يقعا » كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس هنا وفيه في مادة عيث يقفا )
عَيْثي بمنزلة عَجَبي ومَرَحي ولَمَعَ الرجلُ بيديه أَشار بهما وأَلْمَعَتِ المرأَةُ بِسِوارِها وثوبِها كذلك قال عدِيُّ بن زيد العبّاذي عن مُبْرِقاتٍ بالبُرِينَ تَبْدُو وبالأَكُفِّ اللاَّمِعاتِ سُورُ ولَمَعَ الطائِرُ بجنَاحَيْه يَلْمَعُ وأَلْمَعَ بهما حَرَّكهما في طَيَرانِه وخَفَق بهما ويقال لِجَناحَي الطائِرِ مِلْمَعاهُ قال حميد بن ثور يذكر قطاة لها مِلْمَعانِ إِذا أَوْغَفَا يَحُثَّانِ جُؤْجُؤَها بالوَحَى أَوْغَفَا أَسْرَعا والوَحَى ههنا الصوْتُ وكذلك الوَحاةُ أَرادَ حَفِيفَ جَناحيْها قال ابن بري والمِلْمَعُ الجَناحُ وأَورد بيت حُمَيْد بن ثور وأَلْمَعَتِ الناقةُ بِذَنَبها وهي مُلْمِعٌ رَفَعَتْه فَعُلِمَ أَنها لاقِحٌ وهي تُلْمِعُ إِلْماعاً إِذا حملت وأَلْمَعَتْ وهي مُلْمِعٌ أَيضاً تحرّك ولَدُها في بطنها ولَمَعَ ضَرْعُها لَوَّنَ عند نزول الدِّرّةِ فيه وتَلَمَّعَ وأَلْمَعَ كله تَلَوَّنَ أَلْواناً عند الإِنزال قال الأَزهريّ لم أَسمع الإِلْماعَ في الناقة لغير الليث إِنما يقال للناقة مُضْرِعٌ ومُرْمِدٌ ومُرِدٌّ فقوله أَلْمَعَتِ الناقةُ بذنَبِها شاذٌّ وكلام العرب شالَتِ الناقةُ بذنبها بعد لَقاحِها وشَمَذَتْ واكْتَارَت وعَشَّرَتْ فإِن فعلت ذلك من غير حبل قيل قد أبْرَقَت فهي مُبْرِقٌ والإِلْماعُ في ذوات المِخْلَبِ والحافرِ إِشْراقُ الضرْعِ واسْوِدادُ الحلمة باللبن للحمل يقال أَلْمَعَت الفرسُ والأَتانُ وأَطْباء اللَّبُوءَةِ إِذا أَشْرَقَت للحمل واسودّت حَلَماتُها الأَصمعي إِذا استبان حمل الأَتان وصار في ضَرْعِها لُمَعُ سواد فهي مُلْمِعٌ وقال في كتاب الخيل إِذا أَشرق ضرع الفرس للحمل قيل أَلمعت قال ويقال ذلك لكل حافر وللسباع أَيضاً واللُّمْعةُ السواد حول حلمة الثدي خلقة وقيل اللمعة البقْعة من السواد خاصة وقيل كل لون خالف لوناً لمعة وتَلْمِيعٌ وشيء مُلَمَّعٌ ذو لُمَعٍ قال لبيد مَهْلاً أَبَيْتَ اللَّعْنَ لا تأْكلْ مَعَهْ إِنَّ اسْتَه من بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ ويقال للأَبرص المُلَمَّعُ واللُّمَعُ تَلْمِيعٌ يكون في الحجر والثوب أَو الشيء يتلون أَلواناً شتى يقال حجر مُلَمَّعٌ وواحدة اللُّمَعِ لُمْعةٌ يقال لُمْعةٌ من سوادٍ أو بياض أَو حمرة ولمعة جسد الإِنسان نَعْمَتُه وبريق لونه قال عدي بن زيد تُكْذِبُ النُّفُوسَ لُمْعَتُها وتَحُورُ بَعْدُ آثارا واللُّمْعةُ بالضم قِطْعةٌ من النبْتِ إِذا أَخذت في اليبس قال ابن السكيت يقال لمعة قد أَحَشَّت أَي قد أَمْكَنَت أَن تُحَشَّ وذلك إِذا يبست واللُّمْعةُ الموضعُ الذي يَكْثُر فيه الخَلَى ولا يقال لها لُمْعةٌ حتى تبيضَّ وقيل لا تكون اللُّمْعةُ إِلا مِنَ الطَّرِيفةِ والصِّلِّيانِ إِذا يبسا تقول العرب وقعنا في لُمْعة من نَصِيٍّ وصِلِّيانٍ أَي في بُقْعةٍ منها ذات وضَحٍ لما نبت فيها من النصيّ وتجمع لُمَعاً وأَلْمَعَ البَلَدُ كثر كَلَؤُه ويقال هذ بلاد قد أَلْمَعَتْ وهي مُلْمِعةٌ وذلك حين يختلط كِلأُ عام أَوّلَ بكَلإِ العامِ وفي حديث عمر أَنه رأَى عمرو بن حُرَيْثٍ فقال أَين تريد ؟ قال الشامَ فقال أَما إِنَّها ضاحيةُ قَوْمِكَ وهي اللَّمّاعةُ بالرُّكْبانِ تَلْمَعُ بهم أَي تَدْعُوهم إِليها وتَطَّبِيهِمْ واللَّمْعُ الطرْحُ والرَّمْيُ واللَّمّاعةُ العُقابُ وعُقابٌ لَمُوعٌ سرِيعةُ الاختِطافِ والتَمَعَ الشيءَ اخْتَلَسَه وأَلْمَعَ بالشيء ذهَب به قال متمم بن نويرة وعَمْراً وجَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا يعني ذهب بهما الدهرُ ويقال أَراد بقوله أَلْمَعَا اللَّذَيْنِ معاً فأَدخل عليه الأَلف واللام صلة قال أَبو عدنان قال لي أَبو عبيدة يقال هو الأَلْمَعُ بمعنى الأَلْمَعِيِّ قال وأَراد متمم بقوله وعَمْراً وجَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا أَي جَوْناً الأَلْمَعَ فحذف الأَلف واللام قال ابن بزرج يقال لَمَعْتُ بالشيء وأَلْمَعْتُ به أَي سَرَقْتُه ويقال أَلْمَعَتْ بها الطريقُ فَلَمَعَتْ وأَنشد أَلْمِعْ بِهِنَّ وضَحَ الطَّرِيقِ لَمْعَكَ بالكبساءِ ذاتِ الحُوقِ وأَلْمَعَ بما في الإِناء من الطعام والشراب ذهب به والتُمِعَ لَوْنُه ذهَب وتَغَيَّرَ وحكى يعقوب في المبدل التَمَعَ ويقال للرجل إِذا فَزِعَ من شيء أَو غَضِبَ وحَزِنَ فتغير لذلك لونه قد التُمِعَ لَونُه وفي حديث ابن مسعود أَنه رأَى رجلاً شاخصاً بصَرُه إِلى السماء في الصلاة فقال ما يَدْرِي هذا لعل بَصَرَه سَيُلْتَمَعُ قبل أَن يرجع إِليه قال أَبو عبيدة معناه يُخْتَلَسُ وفي الحديث إِذا كان أَحدكم في الصلاة فلا يرفَعْ بصَره إِلى السماء يُلْتَمَعُ بصرُه أَي يُخْتَلَسُ يقال أَلْمَعْتُ بالشيء إِذا اخْتَلَسْتَه واخْتَطَفْتَه بسرعة ويقال التَمَعْنا القومَ ذهبنا بهم واللُّمْعةُ الطائفةُ وجمعها لُمَعٌ ولِماعٌ قال القُطامِيّ زمان الجاهِلِيّةِ كلّ حَيٍّ أَبَرْنا من فَصِيلَتِهِمْ لِماعا والفَصِيلةُ الفَخِذُ قال أَبو عبيد ومن هذا يقال التُمِعَ لونُه إِذا ذَهَب قال واللُّمْعةُ في غير هذا الموضع الذي لا يصيبه الماء في الغسل والوضوء وفي الحديث أَنه اغْتسل فرأَى لُمْعةً بمَنْكِبِه فدَلكَها بشَعَره أَراد بُقْعةً يسيرة من جَسَدِه لم يَنَلْها الماء وهي في الأَصل قِطعةٌ من النبْت إِذا أَخذت في اليُبْسِ وفي حديث دم الحيض فرأَى به لُمْعةً من دَمٍ واللّوامِعُ الكَبِدُ قال رؤبة يَدَعْنَ من تَخْرِيقِه اللَّوامِعا أَوْهِيةً لا يَبْتَغِينَ راقِعا قال شمر ويقال لَمَعَ فلانٌ البَابَ أَي بَرَزَ منه وأَنشد حتى إِذا عَنْ كان في التَّلَمُّسِ أَفْلَتَه اللهُ بِشِقِّ الأَنْفُسِ مُلَثَّمَ البابِ رَثِيمَ المَعْطِسِ وفي حديث لقمانَ بن عاد إِنْ أَرَ مَطْمَعِي فَحِدَوٌّ تَلَمَّع وإِن لا أَرَ مَطْمَعِي فَوَقّاعٌ بِصُلَّعٍ قال أَبو عبيد معنى تَلَمَّعُ أَي تختطف الشيء في انْفِضاضِها وأَراد بالحِدَوِّ الحِدَأَةَ وهي لغة أَهل مكة ويروى تَلْمَع من لَمَعَ الطائِرُ بجناحيه إِذا خَفَقَ بهما واللاّمِعةُ اللَّمّاعةُ اليافوخُ من الصبي ما دامت رطْبةً لَيِّنةً وجمعها اللَّوامِعُ فإِذا اشتدّت وعادت عَظْماً فهي اليافوخُ ويقال ذَهَبَت نفسُه لِماعاً أَي قِطْعةً قِطْعةً قال مَقّاسٌ بعَيْشٍ صالِحٍ ما دُمْتُ فِيكُمْ وعَيْشُ المَرْءِ يَهْبِطُه لِماعا واليَلْمَعُ والأَلْمَعُ والأَلْمَعِيُّ واليَلْمَعِيُّ الدَّاهي الذي يَتَظَنَّنُ الأُمُور فلا يُخْطِئُ وقيل هو الذَّكِيُّ المُتَوَقِّدُ الحدِيدُ اللسانِ والقَلْبِ قال الأَزهري الأَلمَعيُّ الخَفيفُ الظريفُ وأَنشد قول أَوس بن حجر الأَلمَعِيُّ الذي يَظُنُّ لَكَ الظْ ظَنَّ كأَنّْ قَدْ رَأَى وقد سَمِعا نصب الأَلمعِيَّ بفعل متقدم وأَنشد الأَصمعي في اليَلْمَعيّ لِطَرَفةَ وكائِنْ تَرى من يَلْمَعِيٍّ مُحَظْرَبٍ ولَيْسَ لَه عِنْدَ العَزائِمِ جُولُ رجل مُحَظْرَبٌ شديدُ الخَلق مَفتوله وقيل الأَلمَعِيُّ الذي إِذا لَمَعَ له أَولُ الأَمر عرف آخره يكتفي بظنه دون يقينه وهو مأْخوذ من اللَّمْعِ وهو الإِشارةُ الخفية والنظر الخفِيُّ حكى الأَزهري عن الليث قال اليَلْمَعِيُّ والأَلمِعيُّ الكذّاب مأْخوذ من اليَلْمَع وهو السرابُ قال الأَزهري ما علمت أَحداً قال في تفسير اليَلْمَعِيِّ من اللغويين ما قاله الليث قال وقد ذكرنا ما قاله الأَئمة في الأَلمعيّ وهو متقارب يصدق بعضه بعضاً قال والذي قاله الليث باطل لأَنه على تفسيره ذمّ والعرب لا تضع الأَلمعي إِلاَّ في موضع المدح قال غيره والأَلمَعِيُّ واليَلمَعيُّ المَلاَّذُ وهو الذي يَخْلِطُ الصدق بالكذب والمُلَمَّعُ من الخيل الذي يكون في جسمه بُقَعٌ تخالف سائر لونه فإِذا كان فيه استطالة فهو مُوَلَّعٌ ولِماعٌ فرس عباد بن بشير أحدِ بني حارثة شهد عليه يومَ السَّرْحِ

( لهع ) اللَّهَعُ واللَّهِعُ واللَّهِيعُ المُسْترْسِلُ إِلى كل أَحد وقد لهِعَ لَهعاً ولَهاعةً فهو لَهِعٌ ولَهِيعٌ واللَّهَعُ أَيضاً التَّفَيْهُقُ في الكلام ابن الأَعرابي في فلان لَهيعةٌ إِذا كان فيه فَتَرَةٌ وكَسَلٌ ورجل فيه لَهيعةٌ ولهَاعةٌ أَي غَفْلةٌ وقيل اللَّهيعةُ التَّواني في الشِّراء والبيع حتى يُغْبَنَ وتَلَهْيَعَ في كلامه إِذا أَفرَطَ وكذلك تَبَلْتَعَ ودخل مَعبَدُ بن طَوْقٍ العنبريّ على أَمير فتكلم وهو قائم فأَحْسَنَ فلمّا جلس تَلَهْيَعَ في كلامه فقال له يا معْبد ما أَظرَفَك قائماً وأَمْوَتَك جالساً قال إِني إِذا قمتُ جَدَدْتُ وإِذا جلستُ هَزَلْت ولَهيعةُ اسم رجل منه وقيل هي مشتقة من الهَلَعِ مقلوبة

( لوع ) اللَّوْعةُ وجع القلب من المرض والحب والحزن وقيل هي حُرْقةُ الحُزْن والهَوى والوجْد لاعَه الحبُّ يَلوعُه لَوْعاً فَلاعَ يَلاعُ والْتاعَ فُؤادُه أَي احْترقَ من الشوقِ ولَوْعةُ الحُبِّ حُرْقَتُه ورجل لاعٌ وقوم لاعُون ولاعةٌ وامرأَة لاعةٌ كذلك يقال أَتانٌ لاعةُ الفُؤادِ إِلى جَحْشِها قال الأَصمعي أَي لائعةُ الفواد وهي التي كأَنها وَلْهى من الفَزَعِ وأَنشد الأَعشى مُلْمِعٍ لاعةِ الفُؤادِ إِلى جَحْ شٍ فَلاهُ عنها فَبِئْسَ الفالي وفي حديث ابن مسعود إِني لأَجِدُ له من اللاَّعةِ ما أَجِدُ لِولدِي اللاَّعةُ واللَّوْعةُ ما يَجِدُه الإِنسان لِولَدِه وحَميمِه من الحُرْقة وشِدّة الحبِّ ورجل لاعٌ ولاعٍ حريصٌ سيِّء الخُلقِ جَزوعٌ على الجوع وغيره وقيل هو الذي يجوعُ قبل أَصحابِه وجَمْعُ اللاَّعِ أَلْواعٌ ولاعُونَ وامرأَة لاعةٌ وقد لِعْتُ لَوعاً ولاعاً ولُووعاً كَجَزِعْتُ جَزَعاً حكاها سيبويه وقال مرة لِعْتَ وأَنت لاِعٌ كبِعْتَ وأَنت بائِعٌ فوزن لِعْتَ على الأَول فَعِلْتَ ووزنه على الثاني فَعَلْتَ ورجل هاعٌ لاعٌ فهاعٌ جَزُوع ولاعٌ موجَعٌ هذه حكاية أَهل اللغة والصحيح مُتَوَجِّعٌ ليعبر عن فاعِلٍ بفاعِل وليس لاعٌ بإِتْباع لما تقدَّم من قولهم رجل لاعٌ دُونَ هاع فلو كان إِتباعاً لم يقولوه إِلاَّ معَ هاعٍ قال ابن بري الذي حكاه سيبويه لِعْتُ أَلاعُ فهو لاعٌ ولائِعٌ ولاعٌ عنده أَكثر وأَنشد أَبو زيد لمِرْداسِ بن حُصَين ولا فَرِحٌ بخَيْرٍ إِنْ أَتاه ولا جَزِعٌ من الحِدْثانِ لاع وقيل رجل هاعٌ لاعٌ أَي جَبانٌ جَزوعٌ وقد لاعَ يَلِيعُ وحكى ابن السكيت لِعْتُ أَلاعُ وهِعْتُ أَهاعُ وذكر الأَزهري في ترجمة هوع هِعْتُ أَهاعُ ولِعْتُ أَلاعُ هَيَعاناً ولَيَعاناً إِذا ضَجِرْتَ وقال عدي إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرِّجالَ فلا تَلَعْ وقُلْ مِثْلَ ما قالوا ولا تَتَرَنَّكِ قال ابن بزرج يقال لاعَ يَلاعُ لَيْعاً من الضَّجَرِ والجَزَعِ والحَزَنِ وهي اللَّوْعةُ ابن الأَعرابي لاعَ يَلاعُ لَوْعةً إِذا جَزِعَ أَو مَرِضَ ورجل هاعٌ لاعٌ وهائِعٌ لائِعٌ إِذا كان جَباناً ضَعيفاً وقد يقال لاعَني الهمُّ والحَزَنُ فالْتَعْتُ الْتِياعاً ويقال لا تَلَعْ أَي لا تَضْجَرْ قال الأَزهري قوله لا تَلَعْ من لاعَ كما يقال لا تَهَبْ من هابَ وامرأَة هاعةٌ لاعةٌ ورجل هائِعٌ لائِعٌ وامرأَة لاعةٌ كَلَعّةٍ تُغازِلُك ولا تُمَكِّنُك وقيل مليحة تديم نظرك إِليها من جمالها وقيل مليحة بعيدة من الريبة وقيل اللاَّعة المرأَة الحديدةُ الفؤادِ الشهْمةُ قال الأَزهري اللوْعةُ السواد حوْلَ حلمة المرأَة وقد أَلْعَى ثَدْيُها إِذا تَغَيَّر ابن الأَعرابي أَلواعُ الثَّدْيِ جمع لَوْعٍ وهو السوادُ الذي على الثدْيِ قال الأزهري هذا السواد يقال له لَعْوةٌ ولَوْعةٌ وهما لغتان قال زيادٌ الأَعْجَمُ كَذَبْتَ لم تَغْذُه سَوْداءُ مُقْرِفةٌ بِلَوْع ثَديٍ كأَنفِ الكلبِ دمّاعِ

( متع ) مَتَعَ النبيذُ يَمْتَعُ مُتوعاً اشتدَّت حمرته ونبي ماتِعٌ أَي شديدُ الحمْرةِ ومَتَعَ الحبْلُ اشتد وحَبْل ماتِعٌ جيِّدُ الفَتْلِ ويقال للجبل الطويل ماتِعٌ ومنه حديث كعب والدَّجّال يُسَخَّرُ معه جَبَلٌ ماتعٌ خِلاطُه ثَريدٌ أَي طويل شاهِقٌ ومَتَعَ الرجُلُ ومَتُعَ جادَ وظَرُفَ وقيل كا ما جادَ فقد مَتُعَ وهو ماتِعٌ والماتِعُ من كل شيء البالغُ في الجَوْدةِ الغاية في بابه وأَنشد خُذْه فقد أُعْطِيتَه جَيِّداً قد أُحْكِمَتْ صَنْعَتُه ماتِعا وقد ذكر الله تعالى المَتاعَ والتمتُّعَ والاسْتمتاعَ والتَّمْتِيعَ في مواضعَ من كتابه ومعانيها وإِن اختلفت راجعة إِلى أَصل واحد قال الأَزهري فأَما المَتاعُ في الأَصل فكل شيء يُنْتَفَعُ به ويُتَبَلَّغُ به ويُتَزَوَّدُ والفَناءُ يأْتي عليه في الدنيا والمُتْعةُ والمِتْعَةُ العُمْرةُ إِلى الحج وقد تَمَتَّعَ واسْتَمْتَعَ وقوله تعالى فمن تمتَّع بالعُمرة إِلى الحج صورة المُسْتَمْتِعِ بالعمرة إِلى الحجِّ أَنْ يُحْرِمَ بالعمرة في أَشهر الحج فإِذا أَحرم بالعمرة بعد إِهْلالِه شَوّالاً فقد صار متمتعاً بالعمرة إِلى الحج وسمي متمتعاً بالعمرة إِلى الحج لأَنه إِذا قدم مكة وطاف بالبيت وسعَى بين الصفا والمَرْوَةِ حلّ من عمرته وحلق رأْسه وذبح نُسُكَه الواجب عليه لتمتعه وحلّ له كل شيء كان حَرُمَ عليه في إِحْرامه من النساء والطِّيبِ ثم يُنْشِئ بعد ذلك إِحراماً جديداً للحج وقت نهوضه إِلى مِنًى أَو قبل ذلك من غير أَن يجب عليه الرجوع إِلى الميقات الذي أَنشأَ منه عمرته فذلك تمتعه بالعمرة إِلى الحج أَي انتفاعه وتبلغه بما انتفع به من حِلاق وطيب وتَنَظُّفٍ وقَضاء تَفَثٍ وإِلمام بأَهله إِن كانت معه وكل هذه الأَشياء كانت محرَّمة عليه فأُبيح له أَن يحل وينتفع بإِحلال هذه الأَشياء كلها مع ما سقط عنه من الرجوع إِلى الميقات والإِحرام منه بالحج فيكون قد تمتع بالعمرة في أَيام الحج أَي انتفع لأَنهم كانوا لا يرون العمرة في أَشهر الحج فأَجازها الإِسلام ومن ههنا قال الشافعي إِنّ المتمتع أَخَفُّ حالاً من القارنِ فافهمه وروي عن ابن عمر قال من اعتمر في أَشهر الحج في شوّال أَو ذي القعدة أَو ذي الحِجّةِ قبل الحج فقد استمتع والمُتْعةُ التمتُّع بالمرأَة لا تريد إِدامَتها لنفسك ومتعة التزويج بمكة منه وأَما قول الله عز وجل في سورة النساء بعقب ما حرم من النساء فقال وأَحلّ لكم ما وراء ذلكم أَن تبتغوا بأَموالكم مُحْصِنين غير مُسافِحينَ أَي عاقدي النكاح الحلال غير زناة فما استمتعتم به منهن فآتوهن أُجورهن فريضة فإِن الزجاج ذكر أَنّ هذه آية غلط فيها قوم غلطاً عظيماً لجهلهم باللغة وذلك أَنهم ذهبوا إِلى قوله فما استمتعتم به منهن من المتعة التي قد أَجمع أَهل العلم أَنها حرام وإِنما معنى فما استمتعتم به منهن فما نكحتم منهن على الشريطة التي جرى في الآية أَنه الإِحصان أَن تبتغوا بأَموالكم محصنينَ أَي عاقِدينَ التزويجَ أَي فما استمتعتم به منهن على عقد التزويج الذي جرى ذكره فآتوهنّ أُجورهن فريضة أَي مهورهن فإِن استمتع بالدخول بها آتى المهر تامّاً وإِن استمتع بعقد النكاح اتى نصف المهر قال الأَزهري المتاع في اللغة كل ما انتفع به فهو متاع وقوله ومَتِّعُوهُنّ على المُوسِع قَدَرُه ليس بمعنى زوّدوهن المُتَعَ إِنما معناه أَعطوهن ما يَسْتَمْتِعْنَ وكذلك قوله وللمطلَّقات متاع بالمعروف قال ومن زعم أَن قوله فما استمتعتم به منهن التي هي الشرط في التمتع الذي يفعله الرافضة فقد أَخطأَ خطأً عظيماً لأَن الآية واضحة بينة قال فإِن احتج محتج من الروافض بما يروى عن ابن عباس أَنه كان يرها حلالاً وأَنه كان يقرؤها فما استمتعتم به منهن إِلى أَجل مسمى فالثابت عندنا أَن ابن عباس كان يراها حلالاً ثم لما وقف على نهي النبي صلى الله عليه وسلم رجع عن إِحلالها قال عطاء سمعت ابن عباس يقول ما كانت المتعة إِلا رحمة رحم الله بها أُمة محمد صلى الله عليه وسلم فلولا نهيه عنها ما احتاج إِلى الزنا أَحد إِلا شَفًى والله ولكأَني أَسمع قوله إِلا شفًى عطاء القائل قال عطاء فهي التي في سورة النساء فما استمتعتم به منهن إِلى كذا وكذا من الأَجل على كذا وكذا شيئاً مسمى فإِن بدا لهما أَن يتراضيا بعد الأَجل وإِن تفرقا فهم وليس بنكاح هكذا الأصل قال الأَزهري وهذا حديث صحيح وهو الذي يبين أَن ابن عباس صح له نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن المتعة الشرطية وأَنه رجع عن إِحلالها إِلى تحريمها وقوله إِلا شفًى أَي إِلا أَن يُشْفِيَ أَي يُشْرِفَ على الزنا ولا يوافقه أَقام الاسم وهو الشَّفَى مُقام المصدر الحقيقي وهو الإِشْفاءُ على الشيء وحرف كل شيء شفاه ومنه قوله تعالى على شَفَى جُرُفٍ هارٍ وأَشْفَى على الهَلاكِ إِذا أَشْرَفَ عليه وإِنما بينت هذا البيان لئلا يَغُرَّ بعضُ الرافِضةِ غِرًّا من المسلمين فيحل له ما حرّمه الله عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فإِن النهي عن المتعة الشرطية صح من جهات لو لم يكن فيه غير ما روي عن أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب رضي الله عنه ونهيه ابن عباس عنها لكان كافياً وهي المتعة كانت ينتفع بها إِلى أَمد معلوم وقد كان مباحاً في أَوّل الإِسلام ثم حرم وهو الآن جائز عند الشيعة وَمَتَعَ النهارُ يَمْتَعُ مُتُوعاً ارْتَفَعَ وبَلَغَ غايةَ ارْتفاعِه قبل الزوال ومنه قول الشاعر وأَدْرَكْنا بها حَكَمَ بْنَ عَمْرٍو وقَدْ مَتَعَ النَّهارُ بِنا فَزَالا وقيل ارتفع وطال وأَنشد ابن بري قول سويد ابن أَبي كاهل يَسْبَحُ الآلُ على أَعْلامِها وعلى البِيدِ إِذا اليَوْمُ مَتَعْ ومَتَعَت الضُّحَى مُتُوعاً تَرَجَّلَت وبلغت الغاية وذلك إِلى أَوّل الضّحى وفي حديث ابن عباس أَنه كان يُفْتي الناس حتى إِذا مَتَعَ الضحى وسَئِمَ مَتَعَ النهارُ طالَ وامتدَّ وتعالى ومنه حديث مالك بن أَوس بينا أَناجالس في أَهلي حِينَ مَتَعَ النهارُ إِذا رسول عمَرَ رضي الله عنه فانطلقت إِليه ومَتَعَ السَّرابُ مُتُوعاً ارتفع في أَوّل النهار وقول جرير ومِنّا غَداةَ الرَّوْعِ فِتْيانُ نَجْدةٍ إِذا مَتَعَتْ بعد الأَكُفِّ الأَشاجِعُ أَي ارتفعت من وقولك مَتَعَ النهارُ والآلُ ورواه ابن الأَعرابي مُتِعَتْ ولم يفسره وقيل قوله إِذا مَتَعَتْ أَي إِذا احمرّت الأَكُفُّ والأَشاجِعُ من الدم ومُتْعةُ المرأَة ما وُصِلَتْ به بعدَ الطلاقِ وقد مَتَّعَها قال الأَزهريّ وأَما قوله تعالى وللمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بالمَعْروفِ حَقّاً على المتقين وقال في موضع آخر لا جُناح عليكم إِن طلقتم الناساء ما لم تمسوهن أَو تفرضوا لهن فريضة ومَتّعُوهُنّ على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقّاً على المحسنين قال الأَزهريّ وهذا التمتيع الذي ذكره الله عز وجل للمطلقات على وجهين أَحدهما واجب لا يسعه تركه والآخر غير واجب يستحب له فعله فالواجب للمطلقة التي لم يكن زوجها حين تزوّجها سمَّى لها صداقاً ولم يكن دخل بها حتى طلقها فعليه أَن يمتعها بما عز وهان من متاع ينفعها به من ثوب يُلبسها إِياه أَو خادم يَخْدُمُها أَو دراهم أَو طعام وهو غير مؤقت لأَن الله عز وجل لم يحصره بوقت وإِنما أَمر بتمتيعها فقط وقد قال على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف وأَما المُتْعةُ التي ليست بواجبة وهي مستحبة من جهة الإِحسان والمحافظة على العهد فأَن يتزوّج الرجل امرأَة ويسمي لها صداقاً ثم يطلقها قبل دخوله بها أَو بعده فيستحب له أَن يمتعها بمتعة سوى نصف المهر الذي وجب عليه لها إِن لم يكن دخل بها أَو المهر الواجب عليه كله إِن كان دخل بها فيمتعها بمتعة ينفعها بها وهي غير واجبة عليه ولكنه استحباب ليدخل في جملة المحسنين أَو المتقين والعرب تسمي ذلك كله مُتْعةً ومَتاعاً وتَحْميماً وحَمّاً وفي الحديث أَنّ عبد الرحمن طلق امرأَة فَمَتَّعَ بِوَليدة أَي أَعطاها أَمةً هو من هذا الذي يستحب للمطلق أَن يُعْطِيَ امرأَته عند طلاقها شيئاً يَهَبُها إِيّاه ورجلٌ ماتِعٌ طويل وأَمْتَعَ بالشيء وتَمَتَّعَ به واسْتَمْتَع دام له ما يسْتَمِدُّه منه وفي التنزيل واسْتَمْتَعْتُمْ بها قال أَبو ذؤَيب مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ مِنَ هْلِها جِهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجبْلِ يريد أَن الناس كلهم مُتْعةٌ للمَنايا والأَنسُ كالإِنْسِ والجبْلُ الكثير ومَتَّعه الله وأَمْتَعه بكذا أَبْقاه لِيَسْتَمْتِع به يقال أَمْتَعَ الله فُلاناً بفلانٍ إِمْتاعاً أَي أَبقاه لِيَسْتَمْتِع به فيما يُحِبُّ من الانْتفاعِ به والسُّرور بمكانه وأَمْتَعه الله بكذا ومَتَّعَه بمعنًى وفي التنزيل وأَن استغفِروا ربكم ثم توبوا إِليه يُمَتّعكم مَتاعاً حسَناً إِلى أَجلٍ مُسمًّى فمعناه أَي يُبْقِكم بَقاء في عافِيةٍ إِلى وقت وفاتكم ولا يَسْتَأْصِلْكُمْ بالعذاب كما استأْصل القُرى الذين كفروا ومَتَّعَ الله فلاناً وأمْتَعه إِذا أَبقاه وأَنْسَأَه إِلى أَن يَنْتَهِيَ شَبابُه ومنه قول لبيد يصف نخلاً نابتاً على الماء حتى طالَ طِوالُه إِلى السماء فقال سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصّفا وسَرِيُّه عُمٌّ نواعِمُ بَيْنَهُنَّ كُرُومُ والصَّفا والسَّرِيُّ نهرانِ مُتَخَلِّجانِ من نهر مُحَلِّمٍ الذي بالبحرين لسقي نخيل هَجَرَ كلّها وقوله تعالى مَتاعاً إِلى الحوْلِ غيرَ إِخْراجٍ أَرادَ مَتِّعُوهُنّ تمتيعاً فوضع متاعاً موضع تمتيع ولذلك عدَّاه بإِلى قال الأَزهري هذه الآية منسوخة بقوله والذين يُتَوَفَّوْنَ منكم ويَذَرُونَ أَزواجاً يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفسهن أَربعة أَشهر وعشراً فَمُقامُ الحولِ منسوج باعتداد أَربعة أَشهر وعشر والوصية لهن منسوخة بما بين الله من ميراثها في آية المواريث وقرئ وصيَّةٌ لأَزواجهم ووصيةً بالرفع والنصب فمن نصب فعلى المصدر الذي أُريد به الفعل كأَنه قال لِيُوصُوا لهن وصية ومن رفع فعلى إِضمار فعليهم وصية لأَزواجهم ونصب قوله متاعاً على المصدر أَيضاً أَراد متِّعوهن متاعاً والمَتاعُ والمُتْعةُ اسْمانِ يَقُومانِ مَقامَ المصدر الحقيقي وهو التمتيع أَي انفعوهن بما تُوصُونَ به لهن من صِلةٍ تَقُوتُهن إِلى الحول وقوله تعالى أَفرأَيت إِنْ مَتَّعْناهُم سِنينَ ثم جاءهم ما كانوا يُوعَدُونَ قال ثعلب معناه أَطلنا أَعمارهم ثم جاءهم الموت والماتِعُ الطويل من كل شيء ومَتَّعَ الشيءَ طَوَّله ومنه قول لبيد البيت المقدّم وقول النابغة الذبياني إِلى خَيْرِ دِينٍ سُنَّةٍ قد عَلِمْته ومِيزانُه في سُورةِ المَجْدِ ماتِعُ أَي راجِحٌ زائِدٌ وأَمْتَعَه بالشيء ومَتَّعَه مَلأَه إِياه وأَمْتَعْتُ بالشيء أَي تَمَتَّعْتُ به وكذلك تَمَتَّعْتُ بأَهلي ومالي ومنه قول الراعي خَلِيلَيْنِ من شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجاوَرا قليلاً وكانا بالتَّفَرُّقِ أَمْتَعا
( * قوله « خليلين » الذي في الصحاح وشرح القاموس خليطين )
أَمتَعا ههنا تَمتَّعا والاسم من كل ذلك المَتاعُ وهو في تفسير الأَصمعي مُتَعَدّ بمعن مَتَّعَ وأَنشد أَبو عمرو للراعي ولكِنَّما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّه بِفِرْقٍ يُخَشِّيه بِهَجْهَجَ ناعِقُه أَي تَمَتَّعَ جَدُّه بِفِرْقٍ من الغنم وخالف الأَصمعي أَبا زيد وأَبا عمرو في البيت الأَوّل ورواه وكانا للتفَرُّقِ أَمْتَعا باللام يقول ليس من أَحد يفارق صاحبه إِلا أَمْتَعَه بشيء يذكره به فكان ما أَمتَعَ كل واحد من هذين صاحبه أَن فارَقه أَي كانا مُتجاوِرَيْن في المُرْتَبَعِ فلما انقضى الرَّبِيعُ تفرقا وروي البيت الثاني وأَمْتَعَ جَدَّه بالنصب أَي أَمتعَ الله جَدَّه وقال الكسائي طالما أُمْتِعَ بالعافية في معنى مُتِّعَ وتَمَتَّعَ وقول الله تعالى فاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاقِكم قال الفراء اسْتَمْتَعُوا يقول رَضُوا بنصيبهم في الدنيا من أَنصبائهم في الآخرة وفعلتم أَنتم كما فعلوا ويقال أَمْتَعْتُ عن فلان أَي اسْتَغْنَيْتُ عنه والمُتْعةُ والمِتْعةُ والمَتْعةُ أَيضاً البُلْغةُ ويقول الرجل لصاحبه ابْغِني مُتْعةً أَعِيشُ بها أَي ابْغِ لي شيئاً آكُلُه أَو زاداً أَتَزَوَّدُه أَو قوتاً أَقتاته ومنه قول الأَعشى يصف صائداً مِنْ آلِ نَبْهانَ يَبْغِي صَحْبَه مُتَعا أَي يَبْغِي لأَصحابه صيداً يعيشون به والمُتَعُ جمع مُتْعةٍ قال الليث ومنهم من يقول مِتْعةٌ وجمعها مِتَعٌ وقيل المُتْعةُ الزاد القليل وجمعها مُتَعٌ قال الأَزهري وكذلك قوله تعالى يا قوم إِنما هذه الحياة الدنيا مَتاعٌ أَي بُلْغةٌ يُتَبلَّغُ به لا بقاء له ويقال لا يُمْتِعُني هذا الثوبُ أَي لا يَبْقى لي ومنه يقال أَمْتَعَ الله بك أَبو عبيدة في قوله فأُمَتِّعُه أي أُؤخره ومنه يقال أَمْتَعَك الله بطول العمر وأَما قول بعض العرب يهجو امرأَته لو جُمِعَ الثلاث والرُّباعُ وحِنْطةُ الأَرضِ التي تُباعُ لم تَرَهُ إِلاّ هُوَ المَتاعُ فإِنه هجا امرأَته والثلاث والرباع أَحدهما كيل معلوم والآخر وزن معلوم يقول لو جُمِعَ لها ما يكالُ أَو بوزن لم تره المرأَة إِلا مُتْعةً قليلة قال الله عز وجل ما هذه الحياة الدنيا إِلاّ متاع وقول الله عز وجلّ ليس عليكم جُناح أَن تدخلا بيوتاً غير مسكونة فيها متاعٌ لكم جاء في التفسير أَنه عنى ببيوت غير مسكونة الخانات والفنادِقَ التي تنزلها السابِلةُ ولا يُقيمون فيها إِلا مُقامَ ظاعن وقيل إِنه عنى بها الخَراباتِ التي يدخلها أَبناء السبيل للانتِفاصِ من بول أَو خَلاء ومعنى قوله عز وجل فيها متاعٌ لكم أَي مَنْفَعةٌ لكم تَقْضُون فيها حوائجكم مسترين عن الأَبْصارِ ورُؤية الناس فذلك المَتاعُ والله أَعلم بما أَراد وقال ابن المظفر المَتاعُ من أَمْتِعةِ البيت ما يَسْتَمْتِعُ به الإِنسان في حَوائِجه وكذلك كل شيء قال والدنيا متاع الغرور يقول إنما العَيْشُ متاع أَيام ثم يزول أَي بَقاء أَيام والمَتاعُ السَّلْعةُ والمَتاعُ أَيضاً المنفعة وما تَمَتَّعْتَ به وفي حديث ابن الأَكْوَعِ قالوا يا رسول الله لولا مَتَّعْتنا به أَي تركتنا ننتفع به وفي الحديث أَنه حرّم المدينة ورخّص في متاعِ الناصح أَراد أَداة البعير التي تؤخذ من الشجر فسماها متاعاً والمتاعُ كل ما يُنْتَفعُ به من عُروضِ الدنيا قليلِها وكثيرِها ومَتَعَ بالشيء ذهب به يَمْتَعُ مَتْعاً يقال لئن اشتريت هذا الغلام لتَمْتَعَنّ منه بغلام صالح أَي لتَذْهَبَنَّ به قال المُشَعَّثُ تَمَتَّعْ يا مُشَعَّثُ إِنَّ شيئاً سَبَقْتَ به المَماتَ هو المَتاعُ وبهذا البيت سمي مُشَعَّثاً والمَتاعُ المالُ والأَثاث والجمع أَمْتعةٌ وأَماتِعُ جمع الجمع وحكى ابن الأَعرابي أَماتِيعَ فهو من باب أَقاطِيعَ ومتاعُ المرأَةِ هَنُها والمَتْعُ والمُتْعُ الكيْدُ الأَخيرة عن كراع والأُولى أَعلى قال رؤبة من مَتْعِ أَعْداءٍ وحوْضٍ تَهْدِمُه وماتِعٌ اسم

( مثع ) المَثَعُ مِشْيةٌ قبيحة للنساء مَثَعَتِ المرأَة تَمْثَعُ مَثْعاً وتَمْثُعُ ومَثِعَت كلاهما مَشَتْ مِشْيةً قبيحة وضَبُعٌ مَثْعاء كذلك قال المعْنيُّ كالضَّبُعِ المَثْعاء عَنَّاها السُّدُمْ تَحْفِرُه من جانِبٍ ويَنْهَدِمْ المَثْعاءُ الضَّبُعُ المُنْتِنةُ

( مجع ) المَجْعُ والتمجُّعُ أَكل التمر اليابس ومَجَعَ يَمْجُعُ مَجْعاً وتَمَجَّعَ أَكل التمر باللبن معاً وقيل هو أَن يأْكل التمر ويشرب عليه اللبن يقال هو لا يزال يَتَمَجَّعُ وهو أَن يَحْسُوَ حَسْوةً من اللبن ويَلْقَمَ عليها تَمْرةً وذلك المَجِيعُ عند العرب وربما أُلْقِيَ التمرُ في اللبن حتى يتشربه فيؤكل التمرُ وتَبْقى المَجاعةُ وفي حديث بعضهم دخلت على رجل وهو يَتَمَجَّعُ من ذلك وقيل المَجِيعُ التمر يُعْجَنُ باللبن وهو ضرب من الطعام وقال إِنَّ في دارِنا ثلاثَ حَبالى فَوَدِدْنا أنْ لو وَضَعْنَ جَمِيعا جارَتي ثم هِرَّتي ثم شاتي فإِذا ما وَضَعْنَ كُنّ رَبيعا جارتي للخَبِيص والهرُّ للفأْ رِ وشاتي إِذا اشْتَهَيْنا مَجِيعا كأَنه قال وشاتي للمَجِيع إِذا اشْتَهَيْناه والمجاعةُ فُضالةُ المَجِيع ورجل مَجّاعٌ ومَجّاعةٌ ومُجّاعةٌ إِذا كان يجب المَجِيعَ وهو كثير التمجُّع وتماجَعَ الرجلانِ تَماجَنا وتَرافَثا ومَجِعَ الرجلُ بالكسر يَمْجَعُ مَجاعةً إِذا تماجَنَ والمِجْعُ والمُجْعةُ والمُجَعةُ مثال الهُمَزةِ الرجل الأَحمق الذي إِذا جلس لم يَكَدْ يَبْرَحُ مكانه والأُنثى مِجْعةٌ قال ابن سيده وأرى أَنه حُكِيَ فيه المِجَعةُ قال ابن بري المِجْعُ الجاهِلُ وقيل المازِحُ ويقال مَجُعَ مَجاعةً بالضم مِثل قَبُحَ قباحةً وفي حديث عمر بن عبد العزيز أَنه دخل على سليمان ابن عبد الملك فَمازَحَه بكلمة فقال إِياي وكلامَ المِجَعةِ واحدهم مِجْعٌ مثل قِرَدةٍ وقِرْدٍ قال الزمخشري لو روي بالسكون لكان المراد إِياي وكلامَ المرأَةِ الغَزِلةِ ويروى إِيّايَ وكلامَ المَجاعة أَي التصريح بالرَّفَثِ يقال في نساء بني فلان مَجاعةٌ أَي يُصَرِّحْنَ بالرَّفَثِ الذي يكنى عنه وقوله إِياي يقول احْذَرُوني وجَنِّبُوني وتَنَحَّوا عَني وامرأَة مَجِعةٌ قليلةُ الحَياءِ مثال جَلِعةٍ في الوزْنِ والمعنى عن يعقوب والمَجِعةُ المتكلمة بالفُحْشِ والاسم المَجاعةُ والمِجْعُ والمَجْعُ الداعِرُ وهو مِجْع نساء يُجالِسُهُنّ ويَتَحَدَّثُ إِليهن ومَجّاعٌ اسم

( مدع ) مَيْدُوعٌ فرس عبد الحرث بن ضِرار الضَّبِّيّ

( مذع ) مَذَعَ يَمْذَعُ مَذْعاً أَخبر ببعض الأَمر ثم كَتَمَه وقيل قَطَعَه وأَخذ في غيره ورجل مَذَّاعٌ مُتَمَلِّقٌ كَذَّابٌ لا يَقِي ولا يَحْفَظُ أَحداً بظهر الغَيْبِ وقد مَذَعَ إِذا كَذَبَ ومَذَعَ فلان يميناً إِذا حلف والمَذَّاعُ أَيضاً الذي لا يَكْتُم سِرًّا ومِذْعى حَفْرٌ بالحَزِيز حَزِيزَ رامةَ مؤنث مقصور قال جرير سَمَتْ لَكَ منها حاجةٌ بَيْنَ ثَهْمَدٍ ومِذْعى وأَعناقُ المَطِيِّ خَواضِعُ والمَذْعُ سَيَلانُ المَزادةِ والمَذْعُ السَّيَلانُ من العيون التي تكون في شَعَفاتِ الجبالِ ومَذَعَ ببوله أَي رَمى به وقال الأَزهري في ترجمة بذع البَذْعُ قَطْرُ حُبِّ الماءِ قال وهو المَذْعُ أَيضاً يقال بَذَعَ ومَذَعَ إِذا قَطَرَ

( مرع ) المَرْعُ الكَلأُ والجمع أَمْرُعٌ وأَمْراعٌ مثل يَمْنٍ وأَيْمُنٍ وأَيمانٍ قال أَبو ذؤيب يعني عَضَّ السِنِينَ المُجْدِبةِ أَكَلَ الجَمِيمَ وطاوَعَتْه سَمْحجٌ مثْلُ القَناةِ وأَزْعَلَتْه الأَمْرُعُ ذكر الجوهري في هذا الفصل المَرِيعُ الخَصِيبُ والجمع أَمْرُعٌ وأَمْراعٌ قال ابن بري لا يصح أَن يجمع مَرِيعٌ على أَمْرُعٍ لأَنّ فَعِيلاً لا يجمع على أَفْعُلٍ إِلا إِذا كان مؤنثاً نحو يمِينٍ وأَيْمُنٍ وأَما أَمْرُعٌ في بيت أَبي ذؤيب فهو جمع مَرْعٍ وهو الكَلأُ قال أَعرابي أَتَتْ علينا أَعوامٌ أَمْرُعٌ إِذا كانت خَصْبةً ومَرَعَ المكانُ والوادِي مَرْعاً ومَراعةً ومَرِعَ مَرَعاً وأَمْرَعَ كلُّه أَخْصَبَ وأَكْلأَ وقيل لم يأْت مَرَعَ ويجوز مَرُعَ ومَرِعَ الرجل إِذا وَقَعَ في خِصْبٍ ومَرِع إِذا تَنَعَّمَ ومكانٌ مَرِعٌ ومَرِيعٌ خَصِيب مُمْرِع ناجِعٌ قال الأَعشى سَلِسٌ مُقَلَّدُه أَسِي لٌ خَدُّه مَرِعٌ جَنابُهْ وأَمْرَعَ القومُ أَصابوا الكَلأَ فأَخْصَبُوا وفي المثل أَمْرَعْتَ فانْزِلْ وأَنشد ابن بري بما شِئْتَ من خَزٍّ وأَمْرَعْتَ فانْزِلِ ويقال للقوم مُمْرِعُون إِذا كانت مواشِيهم في خِصْبٍ وأَرض أُمْرُوعةٌ أَي خصيبة ابن شميل المُمْرِعةُ الأَرض المُعْشِبةُ المُكْلِئةُ وقد أَمْرَعَت الأَرضُ إِذا شَبِعَ غنمها وأَمْرَعَتْ إِذا أَكْلأَتْ في الشجر والبقل ولا يزال يقال لها مُمْرِعةٌ ما دامت مُكْلِئةً من الربيع واليَبِيسِ وأَمْرَعَتِ الأَرضُ إِذا أَعْشَبَتْ وغَيْثٌ مَرِيعٌ ومِمْراعٌ تُمْرِعُ عنه الأَرضُ وفي حديث الاستسقاء أَن النبي صلى الله عليه وسلم دَعا فقال اللهم اسْقِنا غَيْثاً مَرِيئاً مَرِيعاً مُرْبِعاً المَرِيعُ ذُو المَراعةِ والخِصْبِ يقال أَمْرَعَ الوادي إِذا أَخْصَبَ قال ابن مقبل وغَيْث مَرِيع لم يُجَدَّعْ نَباتُه أَي لم ينقطع عنه المطر فَيُجَدَّعَ كما يجدّع الصبي إِذا لم يَرْوَ من اللبن فيسوءَ غِذاؤه ويُهْزَلَ ومَمارِيعُ الأَرضِ مَكارِمُها قال أَعني بمكارمها التي هي جمع مَكْرُمةٍ حكاه أَبو حنيفة ولم يذكر لها واحداً ورجل مَرِيعُ الجنابِ كثير الخير على المثل وأَمْرَعَتِ الأَرضُ شَبِعَ مالُها كلُّه قال أَمْرَعَتِ الأرضُ لَوَ نَّ مالا لو أَنَّ نُوقاً لَكَ أَو جِمالا أَو ثَلّةً من غَنَمٍ إِمَّالا والمُرَعُ طير صِغار لا يظهر إِلا في المطر شبيه بالدُّرّاجة واحدته مُرَعةٌ مثل هُمَزةٍ مثل رُطَبٍ ورُطَبةٍ قال سيبويه ليس المُرَعُ تكسير مُرَعةٍ إِنما هو من باب ثَمْرة وتَمْر لأَن فُعَلةَ لا تكسَّر لقلها في كلامها أَلا تراهم قالوا هذا المُرَعُففذكّروا فلو كان كالغُرَفِ لأَنَّثُوا ابن الأَعرابي المُرْعةُ طائر طويل وجمعها مُرَعٌ وأَنشد لمليح سَقَى جارَتَيْ سُعْدَى وسُعْدَى ورَهْطَها وحيثُ التَقَى شَرْقٌ بِسُعْدَى ومَغْرِبُ بِذي هَيْدبٍ أَيْما الرُّبا تحتَ وَدْقِه فَترْوَى وأَيْما كلُّ وادٍ فَيَرْعَبُ له مُرَعٌ يَخْرُجْنَ من تحتِ وَدْقِه منَ الماءِ جُونٌ رِيشُها يَتَصَبَّبُ قال أَبو عمرو المُرْعةُ طائر أَبيض حسَنُ اللونِ طيب الطعم في قدر السُّمانَى وفي حديث ابن عباس أَنه سئل عن السَّلْوى فقال هي المُرَعةُ قال ابن الأَثير هو طائر أَبيض حسن اللون طويل الرجلين بقدر السُّمانى قال إِنه يقع في المطر من السماء ومارِعةُ مِلكٌ في الدهْرِ الأوّل وبنو مارِعةَ بطن يقال لهم الموارِعُ ومَرْوَعُ أَرض قال رؤْبة في جَوْفِ أَجْنَى من حِفافى مَرْوَعا وأَمْرَعَ رأْسَه بدُهْنٍ أَي أَكْثَرَ منه وأَوْسَعَه يقال أَمرِعْ رأْسك وامْرَعْه أَي أَكثر منه قال رؤبة كَغُصْنِ بانٍ عُودُه سَرََعْرَعُ كأَنَّ وَرْداً من دِهانٍ يُمْرَعُ لَوْنِي ولو هَبَّتْ عَقِيمٌ تَسْفَعُ يقول كأَنَّ لونه يُعْلَى بالدُّهْنِ لصَفائِه ابن الأَعرابي أَمْرَعَ المكانُ لا غير ومَرَعَ رأْسَه بالدهن إِذا مَسَحَه

( مزع ) المَزْعُ شدّةُ السير قال النابغة والخَيْلَ تَمْزَعُ غَرْباً في أَعِنَّتها كالطَّيْرِ تَنْجُو من الشُّؤْبُوبِ ذي البَرَدِ مَزَعَ البعيرُ في عَدْوِه يَمْزَعُ مَزْعاً أَسْرَع في عَدْوه وكذلك الفرسُ والظبْيُ وقيل العَدْو الخفيف وقيل هو أَوّل العدْو وآخر المشْي ويقال للظبي إِذا عَدا مَزَعَ وقَزَعَ وفرس مِمْزَعٌ قال طفيل وكلّ طَمُوحِ الطَّرْفِ شَقَّاءَ شَطْبةٍ مُقَرِّبةِ كَبْداءَ جَرْداءَ مِمْزَعِ والمَزْعِيُّ النَّمّامُ وقد يكون السيّارَ بالليل والقنافِذُ تَمْزَعُ بالليل مَزْعاً إِذا سَعَتْ فأَسْرَعَتْ وأَنشد الرياشي لعبدة بن الطبيب يضرب مثلاً للنمام قومٌ إِذا دَمَسَ الظّلامُ عليهمُ حَدَجُوا قَنافِذَ بالنميمةِ تَمْزَعُ لبن الأَعرابي القُنْفُذُ يقال لها المَزّاعُ ومَزَعَ القُطْنَ يَمْزَعُه مَزْعاً نَفَشَه ومَزَّعَتِ المرأَةُ القطنَ بِيَدِها إِذا زَبَّدَتْه وقَطَّعَتْه ثم أَلَّفَتْه فجوّدته بذلك والمُزْعةُ القِطْعةُ من القُطْنِ والرِّيشِ واللحم ونحوِها والمِزْعةُ بالكسر من الريش والقطن مثل المِزْقةِ من الخِرَقِ وجمعها مِزَعٌ ومنه قول الشاعر يصف ظليماً مِزعٌ يُطَيِّره أَزَفُّ خَذُومُ أَي سريع ومُزاعةُ الشيء سُقاطَتُه ومَزَّعَ اللحمَ فَتَمزَّع فَرَّقَه فتفرق وفي حديث جابر فقال لهم تَمَزَّعُوه فأَوفاهُمُ الذي لهم أَي تقاسَموه وفَرَّقُوه بينكم والتَّمزِيعُ التفْرِيقُ يقال مَزَّعَ فلان أَمرَه تَمْزِيعاً إِذا فَرَّقَه والمُزْعةُ بقيَّةُ الدسَمِ وتَمَزَّعَ غيظاً تقطّع وفي الحديث أَنه غَضِبَ غَضَباً شديداً حتى تَخَيَّلَ لي أَنّ أَنفه يَتَمَزَّعُ من شدةِ غَضَبِه أَي يَتَقَطَّعُ ويتشقّق غَضَباً قال أَبو عبيد ليس يتمزع بشيء ولكني أَحسبه يَتَرَمَّعُ وهو أَن تراه كأَنه يُرْعِدُ من الغضب ولم ينكر أَبو عبيد أَن يكون التمزع بمعنى التقَطّع وإِنما استبعد المعنى والمُزْعةُ بالضم قِطْعةُ لحم يقال ما عليه مُزْعةُ لحم أَي ما عليه حُزّةُ لحم وكذلك ما في وجهه لُحادةُ لحم أَبو عبيد في باب النفي ما عليه مُزْعةُ لحم وفي الحديث لا تَزالُ المسأَلة بالعبد حتى يلقى الله وما في وجهه مُزْعةُ لحم أَي قِطْعةٌ يسيرة من اللحم أَبو عمرو ما ذُقْتُ مُزْعةَ لحم ولا حذْفةً ولا حِذْيةً ولا لحبةً ولا حِرْباءةً ولا يَرْبوعةً ولا ملاكاً ولا ملُوكاً بمعنى واحد ومَزَّعَ اللحمَ تَمْزِيعاً قطَّعه قال خبيب وذلكَ في ذاتِ الإِلَهِ وإِن يَشَأ يُبارِكْ على أَوْصالِ شِلْوٍ مُمَزّعِ وما في الإِناءِ مُزْعةٌ من الماءِ أَي جُرعةٌ

( مسع ) الأَصمعي يقال لريح الشَّمالِ مِسْعٌ ونِسْعٌ وأَنشد الجوهري للمُتَنَخِّل الهُذَلي وقال ابن بري هو لأَبي ذؤيب لا للمتنخل قد حالَ بَيْنَ دَرِيسَيْه مُؤَوِّبةٌ مِسْعٌ لها عِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ قوله مُؤَوِّبةٌ أَي ريحٌ تجيءُ مع الليل والمَسْعِيُّ من الرجال الكثير السيْرِ القويُّ عليه

( مشع ) المَشْعُ ضرْبٌ من الأَكل كأَكلِكَ القِثّاء وقد مَشَعَ القِثّاءَ مَشْعاً أَي مَضَغَه وقيل المَشْعُ أَكلُ القِثّاء وغيره مما له جَرْسٌ عند الأَكل ويقال مَشَعْنا القَصْعةَ أَي أَكلنا كلّ ما فيها والمَشْعُ السير السهل والتمشُّعُ الاستنجاءُ والتمْشِيعُ التمْسِيح وفي الحديث أَنه نهى أَن يُتَمَشَّعَ برَوْثٍ أَو عَظْمٍ التمشُّعُ التمسُّحُ في الاستنجاء قال الأَزهري وهو حرف صحيح وتَمَشَّعَ وامْتَشَعَ إِذا أَزال عنه الأَذى ومَشَعَ القُطْنَ يَمْشَعُه مَشْعاً نَفَشَه بيده والمِشْعةُ والمَشِيعةُ القِطْعةُ منه والمَشْعُ الكَسَبُ ومَشَعَ يَمْشَعُ مَشْعاً ومُشُوعاً كَسَبَ وجَمَع ورجل مَشُوعٌ كَسُوبٌ قال وليس بخَيْرٍ من أَبٍ غيرَ أَنه إِذا اغْبَرّ آفاقُ البلادِ مَشُوعُ ومَشَعْتُ الغنَمَ حَلَبْتُها وامْتَشَعْتُ ما في الضّرْعِ وامْتَشَقْتُه إِذا لم تدَع فيه شيئاً وكذلك امْتَشَعْتُ ما في يَدَيْ فلان وامْتَشَقْته إِذا أَخذت ما في يده كله وامتشع السفَ من غِمْدِه وامْتَلَخه إِذا امْتَعَدَه وسلَّه مُسْرِعاً ويقال امْتَشِعْ من فلان ما مَشَعَ لك أَي خُذْ منه ما وجدْت قال ابن الأَعرابي امْتَشَعَ الرجل ثوب صاحبه أَي اخْتَلَسَه وذنبٌ مَشُوعٌ

( مصع ) المَصْع التحريك وقيل هو عَدْوٌ شديد يحرك فيه الذنب ومرّ يَمْصَعُ أَي يُسْرِعُ مثل يَمْزَعُ وأَنشد أَبو عمرو يَمْصَع في قِطْعةِ طَيْلَسانِ مَصْعاً كَمَصْعِ ذكَرِ الوِرْلانِ ومَصَعَتِ الدابةُ بذَنَبِها مَصْعاً حركته من غير عَدْوٍ والدابة تَمْصَعُ بذنبها قال رؤبة إِذا بَدا مِنْهُنّ إِنْقاضُ النُّقَقْ بَصْبَصْنَ واقْشَعْرَوْنَ من خوْفِ الرَّهَقْ يَمْصَعْنَ بالأَذْنابِ من لُوحٍ وَبَقْ اللوح العطش والإِنْقاض الصوتُ والنُّقَقُ الضَّفادِعُ جمع نَقُوقٍ وكان حقه نُقُقٌ ففتح لتوالي الضمتين وفي حديث زيد بن ثابت والفتنةُ قد مَصَعَتْهم أَي عَرَكَتْهم ونالت منهم هو من المَصْعِ الذي هو الحركة والضرْبُ والمُماصَعةُ والمِصاعُ المُجالدَة والمُضارَبةُ وفي حديث عبيد ابن عمير في الموقوذة إِذا مَصَعَتْ بذَنبها أَي حرّكَتْه وضربَتْ به وفي حديث دم الحيض فَمَصَعَتْه بظُفُرِها أَي حرّكته وفَرَكَتْه ومَصَعَ الفرسُ يَمْصَعُ مَصْعاً مَرَّ مَرًّا خفيفاً ومَصَع البعيرُ يَمْصَعُ مَصْعاً أَسْرَعَ ومَصَعَ الرجُلُ في الأَرض يَمْصَعُ مَصْعاً وامْتَصَعَ إِذا ذهب فيها قال الأَغلب العجلي وهُنَّ يَمْصَعْنَ امْتِصاعَ الأَظْبِ مُتَّسِقاتٍ كاتِّساقِ الجَنْبِ ومَصَعَ لبنُ الناقة منه يَمْصَعُ مُصُوعاً الآتي والمصدر جميعاً عن اللحياني ذهب فهي ماصِعةُ الدَّرِّ وكلّ شيء ولَّى وقد ذهَب فقد مَصَعَ وأَمْصَعَ الرجلُ إِذا ذهَب لبَنُ إِبِلِه وأَمْصَعَ القومُ مَصَعَتْ أَلْبانُ إِبِلِهم ومَصَعَت إِبلهم ذهَبَت أَلبانُها واستعاره بعضهم للماء فقال أَنشده اللحياني أَصْبَحَ حوْضاكَ لِمَنْ يَراهما مُسَمِّلَيْنِ ماصِعاً قِراهُما ومَصَعَ البردُ أَي ذهَب ومَصَعْتُ ضَرْعَ الناقةِ إِذا ضَرَبْتَه بالماءِ البارِدِ والمَصْعُ القِلّةُ ومَصَعَ الحوْضَ بماء قليل بَلَّه ونضحَه ومَصَعَ الحوضُ إِذا نَشِفَ ماؤه ومَصَعَ ماءُ الحوض إِذا نَشَّفَه الحوضُ ومَصَعَت الناقةُ هُزالاً قال وكلُّ مُولٍّ ماصِعٌ والمَصْعُ السوْقُ ومَصَعَه بالسوط ضرَبه ضرَباتٍ قليلةً ثلاثاً أَو أَربعاً والمصْع الضرْبُ بالسيف ورجل مَصِعٌ وأَنشد رُبْ هَيْضَلٍ مَصِعٍ لَفَفْتُ بِهَيْضَلِ والمُماصَعةُ المُقاتَلةُ والمُجالَدة بالسيوف وأَنشد القُطامي تَراهُم يَغْمِزُونَ مَنِ اسْتَرَكُّوا ويَجْتَنِبُونَ مَنْ صَدَقَ المِصاعا وفي حديث ثقِيفٍ تركوا المِصاعَ أَي الجِلادَ والضِّرابَ وماصَعَ قِرْنَه مُماصَعةً ومِصاعاً جالَده بالسيف ونحوه وأَنشد سيبويه للزبرقان يَهْدِي الخَمِيسَ نِجاداً في مَطالِعِها إِمّا المِصاعُ وإِمّا ضَرْبةٌ رُعبُ وأَنشد الأَصمعي يصف الجواري إِذا هُنَّ نازَلْنَ أَقْرانَهُنَّ وكان المِصاع في الجُؤَنْ يعني قتال النساءِ الرجالَ بما عليهن من الطيب والزينة ورجل مَصِعٌ مقاتل بالسيف قال ووراء الثَّأْرِ مِنِّي ابن أُخْتٍ مَصِعٌ عُقْدَتُه ما تُحَلُّ والمَصِعُ الغلامُ الذي يَلْعَب بالمِخْراقِ ومَصَعَ البرْعقُ أَي أَوْمَضَ قال ابن الأَعرابي وسئل أَعرابي عن البرق فقال مَصْعةُ مَلَكٍ أَي يَضْرِبُ السحابةَ ضَرْبةً فَتَرى النِّيرانَ وفي حديث مجاهد البرْقُ مَصْعُ مَلَكٍ يسُوقُ السحابَ أَي يضرب السحاب ضربة فتَرى البرْقَ يَلْمَعُ وقيل معناه في اللغة التحريك والضرب فكأَن السوط يقع به للسحاب وتحريك له والماصِعُ البَرَّاقُ وقيل المُتَغيرُ ومنه قول ابن مقبل فأَفْرَغْنَ من ماصِعٍ لوْنُه على قُلُصٍ يَنْتَهِبْنَ السِّجالا هكذا رواه أَبو عبيد والرواية فأَفْرَغْتُ من ماصِعٍ لأَن قبله فأَوْرَدْتُها مَنْهَلاً آجِناً نُعاجِلُ حِلاًّ به وارْتِحالا ويروى نُعالِجُ قوله فأَفْرَغْتُ من ماصِعٍ لوْنُه أَي سَقَيْتُها من ماء خالص أَبيض له لَمَعانٌ كَلَمْعِ البرق من صَفائِه والسِّجالُ جمع سَجْلٍ للدَّلْوِ وقال الأَزهري في ترجمة نصع عند ذكر هذا البيت وقد قال ذو الرمة ماصِع فجعله ماء قليلاً وقال شمر ماصِعٌ يريد ناصِعٌ صير النون ميماً قال الأَزهري وقد قال ابن مقبل في شِعْرٍ له آخَرَ فجعل الماصِعَ كَدراً فقال عَبَّتْ بِمِشْفَرِها وفضْلِ زِمامِها في فَضْلةٍ من ماصِعٍ مُتَكَدِّرِ والمَصِعُ الشيْخُ الزَّحّارُ قال الأَزهريّ ومن هذا قولهم قَبَّحَه اللهُ وأُمًّا مَصَعَتْ به وهو أَن تُلْقِيَ المرأَةُ ولدَها بزَحْرةٍ واحدةٍ وتَرْمِيَه ومَصَعَ بالشيء رمى به ومَصَعَ الطائرُ بذَرْقِه مَصْعاً رمى وقال الأَصمعي يقال مَصَعَتِ الأُمّ بولدها وأَمْصَعَت به بالأَلف وأَخْفَدَت به وحَطَأَتْ به وزَكَبَت به ومَصَعَ بسَلْحِه مَصْعاً رمى به من فَرَقٍ أَو عَجَلةٍ وقيل كلُّ ما رُمِيَ به فقد مُصِعَ به مَصْعاً وقوله أَنشده ثعلب ولم يفسره تَرى أَثَرَ الحيّاتِ فيها كأَنَّها مَماصِعُ وِلْدانٍ بقُضْبانِ إِسْحِلِ قال ابن سيده وعندي أَنها المَرامي أَو المَلاعِبُ أَو ما أَشْبَه ذلك والمَصُوعُ الفَرُوقُ والمُصْعُ والمُصَعُ حَمْلُ العَوْسَجِ وثَمَرُه وهو أَحمر يؤكل الواحدة مُصْعةٌ ومُصَعة يقال هو أَحمر كالمُصَعَةِ يعني ثمرة العوْسَجِ ومنه ضَرْبٌ أَسود لا يؤكل على أَرْدإِ العَوْسَجِ وأَخْبَثِه شوْكاً قال ابن بري شاهد المُصَعِ قول الضبّيّ أَكانَ كَرِّي وإِقْدامي بِفي جُرَذٍ بين العَواسِجِ أَحْنى حَوْلَه المُصَعُ ؟ والمُصْعةُ والمُصَعةُ مثال الهُمَزة طائر صغير أَخضرُ يأْخذه الفخ والأَخيرة عن كراع ويروى قول الشمّاخِ يصِفُ نَبْعةً فَمَظَّعَها شَهْرَيْن ماءَ لِحائِها ويَنْظُرُ فيها أَيَّها هو غامِزُ بالصاد غير معجمة يقول ترَك عليها قِشْرها حتى جَفَّ عليها لِيطُها وأَيَّها منصوب بغامِزٌ والصحيح في الرواية فمَظَّعَها أَي شَرَّبَها ماءَ لِحائِها وهو فِعْلٌ مُتَعَدٍّ إِلى مفعولين كَشَرَّبَ وفي نوادر الأَعراب يقال أَنْصَعْتُ له بالحقّ وأَمْصَعْتُ وعَجَّرْتُ وعَنَّقْتُ إِذا أَقرّ به وأَعطاه عفواً

( مضع ) مَضَعَه يَمْضَعُه مَضْعاً تَناوَلَ عِرْضَه والمُمْضَعُ المُطْعَمُ للصيد عن ثعلب وأَنشد رَمَتْنيَ مَيٌّ بالهَوى رَمْيَ مُمْضَعٍ من الوَحْشِ لَوْطٍ لم تَعُقْه الأَوانِسُ

( مطع ) المَطْعُ ضربٌ من الأَكل بأَدنى الفَمِ والتناوُلُ في الأَكل بالثنايا وما يليها من مُقَدّمِ الأَسنان يقال هو ماطِعٌ ناطِعٌ بمعنى واحد وهو القَضْمُ ومَطَعَ في الأَرض مَطْعاً ومُطُوعاً ذهَب فلم يوجد

( مظع ) مَظَعَ الوَتَرَ يَمْظَعُه مَظْعاً ومَظَّعَه تَمْظِيعاً مَلَّسَه ويبَّسَه وقيل وأَلانه وكذلك الخشبة وقيل كلُّ ما أَلانَه ومَلَّسَه فقد مَظَعَه ومَظَعَتِ الريحُ الخَشَبة امْتَخَرَتْ نُدُوَّتَها ومَظَّعْتُ الخشَبةَ إِذا قَطَعْتَها رطْبةً ثم وَضعْتَها بِلِحائها في الشمس حتى تَتَشَرَّبَ ماءَها ويُتْرَك لِحاؤها عليها لئَلا تَتَصَدَّعَ وتَتَشَقَّقَ قال أَوس ابن حجر يصف رجلاً قطع شجرة يتخذ منها قوْساً فَمَظَّعَها حَوْلَيْنِ ماءَ لِحائِها تُعالى على ظَهْر العَرِيشِ وتُنْزَلُ العريش البيت يقول تُرْفَع عليه بالليل وتُنْزَلُ بالنهار لئلا تصيبها الشمس فتتفطر والتَّمَظُّعُ شرب القضِيب ماء اللِّحاء تتركه عليه حتى يَتَشَرَّبَه فيكون أَصلب له وقد مَظَّعَه الماءَ قال أَوس بن حجر فلمّا نَجا من ذلكَ الكَرْبِ لم يَزَلْ يُمَظِّعُها ماءَ اللِّحاءِ لِتَذْبُلا ويقال للرجل إِذا رَوَّى بالدسَمِ الثَّرِيدَ قد رَوَّغَه ومَرَّغَه ومَظَّعَه ومَرْطَلَه وسَغْبَلَه وسَغْسَغَه وقال أَبو حنيفة مَظَّعَ القوْسَ والسَّهْمَ شَرّبهما وقال الشماخ يصف قوساً فمَظّعَها شَهْرَيْنِ ماءَ لحائِها ويَنْظُرُ فِيها أَيَّها هو غامِزُ والمَظْعُ فعله مُماتٌ ومنه اشتقاق مَظَّعْت العود إِذا تركته في لِحائِه ليشرب ماءه ومَظَّعَ فلان الإِهابَ إِذا سقاه الدُّهْنَ حتى يَشْرَبَه وتَمَظَّعَ ما عنده تَلَحَّسَه كله وفلان يَتَمَظّعُ الظلَّ أَي يَتَتَبَّعُه من موضع إِلى موضع والمُظْعةُ بَقِيّةٌ من الكَلإِ

( معع ) المَعُّ الذّوَبانُ والمَعْمَعةُ صوت الحَريقِ في القَصَبِ ونحوه وقيل هو حكايةُ صوتِ لهب النار إِذا شُبَّتْ بالضِّرامِ ومنه قولُ امرئ القيس كمَعْمَعةِ السَّعَفِ المُوقَدِ وقال كعب بن مالك مَنْ سَرَّه ضرْبٌ يُرَعْبِلُ بعضُه بعضاً كمَعْمَعةِ الأَباءِ المُحْرَقِ والمَعْمَعةُ صوت الشُجَعاءِ في الحرب وقد مَعْمَعوا قال العجاج ومَعْمَعَتْ في وَعْكةٍ ومَعْمَعا ويقال للحرب مَعْمَعةٌ وله معنيان أَحدهما صوت المُقاتلةِ والثاني اسْتِعارُ نارِها وفي حديث لا تَهْلِكُ أُمَّتي حتى يكون بينهم التمايُلُ والتمايُزُ والمَعامِعُ المَعامِعُ شدَّة الحرْبِ والجِدُّ في القِتالِ وهَيْجُ الفِتَنِ والْتِهابُ نِيرانِها والأَصل فيه مَعْمعةُ النارِ وهي سُرْعةُ تَلَهُّبِها ومثله مَعْمَعةُ الحرِّ وهذا مثل قولهم الآن حَمِيَ الوَطِيسُ والمَعْمَعةُ شدَّةُ الحرّ قال لبيد إِذا الفَلاةُ أَوحَشَتْ في المَعْمَعهْ والمَعْمَعانُ كالمَعْمَعةِ وقيل هو أَشدُّ الحرّ وليلة مَعْمَعانةٌ ومَعْمَعانيَّةٌ شديدةُ الحرّ وكذلك اليومُ مَعْمَعانيٌّ ومَعْمَعانٌ وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما كان يَتَتَبَّعُ اليومَ المَعْمَعانِيَّ فيصومُه أَي الشديدَ الحرّ وفي حديث ثابت قال بكر بن عبد الله إِنه لَيَظَلُّ في اليوم المَعْمَعانيِّ البعيدِ ما بين الطرَفَيْنِ يُراوِحُ ما بين جَبْهَتِه وقدَمَيْه ويومٌ مَعْماعٌ كمَعْمَعانيٍّ قال يومٌ من الجَوْزاءِ مَعْماعٌ شَمِسْ ومَعْمَعَ القومُ أَي ساروا في شدَّةِ الحرّ والمَعْمَعُ المرأَة التي أَمرُها مُجْمَعٌ لا تُعْطِي أَحداً من مالها شيئاً وفي حديث أَوْفى بن دَلْهَمٍ النساء أَربع فمنهن مَعْمَع لها شَيْئُها أَجْمَع هي المسْتَبدةُ بمالها عن زوجها لا تواسِيه منه قال ابن الأَثير هكذا فسر والمَعْمَعِيُّ الرجل الذي يكون مع مَن غَلَب ويقال مَعْمَعَ الرجلُ إِذا لم يحْصُل على مذهَبٍ كأَنه يقول لكّلٍ أَنا معَك ومنه قيل لمثله رجل إِمَّعٌ وإِمَّعةٌ والمَعْمَعةُ الدَّمْشَقةُ وهو عَمَلٌ في عَجَلٍ وامرأَة مَعْمَعٌ ذكِيَّةٌ مُتَوَقِّدةٌ وكذلك الرجل ومَعَ بتحريك العين كلمة تضم الشيء إِلى الشيء وهي اسم معناه الصحبة وأَصلها مَعاً وذكرها الأَزهري في المعتلِّ قال محمد بن السريّ الذي يدل على أَن مَعَ اسمٌ حركة آخره مع تحرك ما قبله وقد يسَكن ويُنَوَّنُ تقول جاؤوا مَعاً الأَزهري في ترجمة معاً وقال الليث كنا معاً معناه كنا جميعاً وقال الزجاج في قوله تعالى إِنَّا معَكم إِنما نحن مستهزئُون نصب معكم كنصب الظروف تقول أَنا معكم وأَنا خَلْفَكم معناه أَنا مستقِرّ معكم وأَنا مستقر خلفكم وقال تعالى إِنَّ الله مع الذين اتقَوْا والذين هم محسنون أَي ناصِرُهم وكذلك قوله لا تحزن إِن الله معنا أَي الله ناصِرنا وقوله وكونوا مع الصادقين معناه كونوا صادِقين وقوله عز وجل إِنَّ مع العُسْرِ يُسْراً معناه بعدَ العسر يُسْر وقيل إِنَّ بمعناها مَعْ بسكون العين غير إِنَّ مع المتحركة تكون اسماً وحرفاً ومع الساكنة العين حرف لا غير وأَنشد سيبويه ورِيشِي مِنْكُمُ وهَوايَ مَعْكُمْ وإِنْ كانتْ زِيارَتُكم لِماما وحكى الكسائي عن ربيعة وغَنْمٍ أَنهم يسكِّنون العين مِنْ مَعْ فيقولون معْكم ومعْنا قال فإِذا جاءت الأَلف واللام وأَلف الوصل اختلفوا فيها فبعضهم يفتح العين وبعضهم يكسرها فيقولون مَع القومِ ومَعَ ابنِك وبعضهم يقول مَعِ القوم ومَعِ ابنِك أَما من فتح العين مع الأَلف واللام فإِنه بناه على قولك كنا مَعاً ونحن معاً فلما جعلها حرفاً وأَخرجها من الاسم حذف الأَلف وترك العين على فتحها فقال معَ القوم ومعَ ابنك قال وهو كلام عامة العرب يعني فتح العين مع الأَلف واللام ومع أَلف الوصل قال وأَما من سكَّن فقال معْكم ثم كسر عند أَلف الوصل فإِنه أَخرجَه مُخْرَجَ الأَدَواتِ مثل هَلْ وبَلْ وقدْ وكمْ فقال معِ القومِ كقولك كمِ القومُ وبلِ القوم وقد ينوَّن فيقال جاؤوني معاً قال ابن بري مَعاً تستعمل للاثنين فصاعِداً يقال هم مَعاً قِيامٌ وهنَّ معاً قيامٌ قال أُسامةُ بن الحرث الهذلي فسامُونا الهِدانةَ مِن قَريبٍ وهُنَّ مَعاً قِيامٌ كالشُّجُوبِ والهِدانةُ المُوادَعةُ وقال آخر لا تُرْتَجى حِينَ تُلاقي الذَّائِدا أَسَبْعةً لاقَتْ مَعاً أَمْ واحِداً ؟ وإِذا أَكثر الجل من وقول مع قيل هو يُمَعْمِعُ مَعْمعةً قال ودرهم مَعْمَعِيٌّ كتب عليه مع مع وقوله تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ في فؤَادي فَبادِيهِ مع الخافي يَسِيرُ أَراد فبادِيهِ مضموماً إِلى خافِيه يسِيرٌ وذلك أَنه لما وصف الحبّ بالتغَلْغُلِ إِنما ذلك وصْفٌ يَخُصُّ الجَواهِرَ لا الأَحْداثَ أَلا تر أَن المتغَلغِلَ في الشيء لا بدَّ أَن يتجاوز مكاناً إِلى آخر ؟ وذلك تفرِيغُ مَكانٍ وشُغْلُ مكان وهذه أَوصاف تخص في الحقيقة الأَعيان لا الأَحداث فأَما التشبيه فلأَنه شبه ما لا ينتقل ولا يزول بما ينتقل ويزول وأما المبالغة والتواليد فإِنه أَخرجه عن ضعف العَرَضِيَّةِ إِلى قوة الجَوْهَرِيَّةِ وجئت مِن معِهم أَي من عندهم

( مقع ) المَقْعُ أَشدُّ الشُّرْبِ ومَقَعَ الفصيلُ أُمَّه يَمْقَعُها مَقْعاً وامْتَقَعها رَضَعَها بشدَّة وهو أَن يشرب ما في ضَرْعِها وامْتَقَعَ الفَصِيلُ ما في ضَرْعِ أُمه إِذا شرب ما فيه أَجمع وكذلك امْتَقَّه وامْتَكَّه ومُقِعَ فلان بسَوْءَةٍ مَقْعاً رُمِيَ بها ويقال مَقَعْتُه بشرٍّ ولقَعْتُه معناه إِذا رميْته به ويقال امْتُقِعَ لونُه إِذا تغير من حُزْنٍ أَو فزعٍ وكذلك انْتُقِعَ بالنون وابْتُقِعَ بالباء والميم أَجود وزعم يعقوب أَن ميم امْتُقِعَ بدل من نون انْتُقِعَ

( ملع ) المَلْعُ الذَّهابُ في الأَرض وقيل الطلَبُ وقيل السُّرْعةُ والخِفَّةُ وقيل شدة السير وقيل العَدْوُ الشديد وقيل فوق المشي دون الخَبَبِ وقيل هو السير السريع الخفيف مَلَعَ يَمْلَعُ مَلْعاً ومَلَعاناً وفي الحديث كنتُ أَسِيرُ المَلْعَ والخَبَبَ والوَضْعَ المَلْع السيْرُ الخفِيفُ السرِيعُ دون الخَبَبِ والوَضْعُ فوقه أَبو عبيد المَلْعُ سرعة سير الناقة وقد مَلَعَتْ وانْمَلَعَتْ وأَنشد أَبو عمرو فُتْلُ المَرافِقِ تَحْدُوها فَتَنْمَلِعُ وجمل مَلُوعٌ ومَيْلَعٌ سرِيعٌ والأُنثى مَلُوعٌ ومَيْلَعٌ ومِيلاعٌ نادر فيمن جعله فِيعالاً وذلك لاختصاص المصدر بهذا البناء الأَزهري ويقال ناقة مَيْلَعٌ مَيْلَقٌ سريعةٌ قال ولا يقال جمل مَيْلَعٌ والمَيْلَعُ الناقةُ الخفيفة السريعة وما أَسْرَع مَلْعَها في الأَرض وهو سُرْعَةُ عَنَقِها وأَنشد جاءَتْ به مَيْلَعةٌ طِمِرَّهْ وأَنشد الفراء وتَهْفُو بِهادٍ لَها مَيلَعٍ كما أَقْحَمَ القادِسَ الأَرْدَمُونا قال المَيْلَعُ المُضْطَرِبُ ههنا وههنا والمَيْلَعُ الخفيفُ والقادِسُ السفينةُ والأَرْدَمُ المَلاَّحُ وعُقابُ مَلاعٍ مضافٌ وعقابٌ مَلاعٌ
( * قوله « وعقاب ملاع » يستفاد من مجموع كلامي القاموس وياقوت أن في ملاع ثلاثة أوجه البناء على الكسر كقطام والاعراب مصروفاً كسحاب والمتع من الصرف وهو أقلها ) ومِلاعٌ ومَلُوعٌ خفيفة الضْرب والاخْتِطافِ قال امْرؤُ القيس كأَنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بلَبُونِه عُقابُ مَلاعٍ لا عُقابُ القَواعِلِ معناه أَنَّ العُقاب كلَّما علت في الجبل كان أَسْرَعَ لانْقِضاضها يقول فهذه عُقابُ مَلاعٍ أَي تَهوِي من عُلْوٍ وليست بعقاب القَواعِلِ وهي الجبالُ القِصارُ وقيل اشتقاقه من المَلْعِ الذي هو العَدْوُ الشديد وقال ابن الأَعرابي عُقاب ملاعٍ تَصِيدُ الجِرْذانَ وحَشَراتِ الأَرض والمَلِيعُ الأَرضُ الواسعةُ وقيل التي لا نبات فيها قال أَوس بن حجر ولا مَحالةَ من قَبْرٍ بمَحْنِيةٍ أَو في مَلِيعٍ كَظَهْرِ التُّرْس وضَّاحِ وكذلك المَلاعُ والمَيْلَعُ وقال ابن الأَعرابي هي الفَلاةُ الواسعةُ يحتاج فيها إِلى المَلْعِ الي المَلْعِ الذي هو السُّرْعةُ وليس هذا بقويّ والمَلِيعُ الفسيح الواسعُ من الأَرض البعيد المستَوِي وإِنما سمي مَلِيعاً لمَلْعِ الإِبلِ فيه وهو ذهابها والمَلِيعُ الفَضاءُ الواسعُ وقول عمرو بن معديكَرِبَ فأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بِنا مَلِيعُ يجوز أَن يكون المَلِيعُ ههنا الفلاة وأَن يكون مَلِيعٌ موضعاً بعينه والمَيْلَعُ الطريق الذي له سَنَدانِ مَدَّ البصرِ قال ابن شميل المَلِيعُ كهيئةِ السِّكَّةِ ذاهبٌ في الأَرض ضَيِّقٌ قَعْرُه أَقل من قامةٍ ثم لا يلبث أَن ينقطع ثم يَضْمَحِلَّ إِنما يكون فيما استوى من الأَرض في الصَّحارى ومُتُونِ الأَرض يَقُودُ المَلِيعُ الغَلْوَتَينِ أَو أَقلّ والجماعة مُلُعٌ ومَيْلَعٌ اسم كلبة قال رْبة والشَّدُّ يُدْني لاحِقاً وهِبْلَعا وصاحِبَ الحِرْجِ ويُدْني مَيْلَعا ومَلِيعٌ هَضْبةٌ بعينها قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ رأَيتُ ودُونَها هَضْباتُ سَلْمَى حُمُولَ الحَيِّ عالِيةً مَلِيعا قال مَلِيعٌ مَدَى البَصَرِ أَرضٌ مستويةٌ ومَلاعِ موضع والمَلِيعُ والمَلاعُ المَفازَةُ التي لا نبات بها ومن أَمثالها قولهم أَوْدَتْ به عُقابُ مَلاعٍ قال بعضهم ملاعٌ مضاف ويقال مَلاعٌ من نعت العُقابِ أُضِيفَتْ إِلى نَعْتِها قال أَبو عبيد يقال ذلك في الواحد والجمع وهو شبيه بقولهم طارت به العَنْقاءُ وحَلَّقَتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبٍ قال أَبو الهيثم عُقابُ مَلاعٍ وهو العُقَيِّبُ الذي يصيد الجِرْذانَ يقال له بالفارسية مُوشْ خَوارْ قال ومن أَمثالهم لأَنْتَ أَخَفُّ يَداً من عُقَيِّبِ مَلاعَ يا فتى منصوب قال وهو عُقابٌ تأْخُذُ العصافيرَ والجِرْذان ولا تأْخذ أَكبر منها والمَيْلَع السريعُ قال الحسين بن مُطَيْر الأَسدي يصف فرساً مَيْلَعُ التقْريبِ يَعبُوبٌ إِذا بادَرَ الجَوْنةَ واحْمَرَّ الأُفُقْ ابن الأَعرابي يقال مَلَعَ الفَصِيلُ إُمَّه ومَلق أُمه إِذا رَضَعَها

( منع ) المَنْعُ أَن تَحُولَ بين الرجل وبين الشيء الذي يريده وهو خلافُ الإِعْطاءِ ويقال هو تحجيرُ الشيء مَنَعَه يَمْنَعُه مَنْعاً ومَنَّعَه فامْتَنَع منه وتمنَّع ورجل مَنُوعٌ ومانِعٌ ومَنَّاعٌ ضَنِينٌ مُمْسِكٌ وفي التنزيل مَنَّاعٍ للخير وفيه وإِذا مسَّه الخيْرُ مَنُوعاً ومَنِيعٌ لا يُخْلَصُ إِليه في قوم مُنَعاءَ والاسم المَنَعةُ والمَنْعةُ والمِنْعةُ ابن الأَعرابي رجل مَنُوعٌ يَمْنَع غيره ورجل مَنِعٌ يمنع نفسه قال والمَنِيعُ أَيضاً الممتنِعُ والمَنُوع الذي منع غيره قال عمرو بن معديكرب بَراني حُبُّ مَنْ لا أَسْتَطِيعُ ومَنْ هو للذي أَهْوَى مَنُوعُ والمانِعُ من صفات الله تعالى له معنيان أَحدهما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال اللهم لا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ ولا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ فكان عز وجل يُعْطِي من استحقَّ العطاءَ ويمنع من لم يستحق إِلاَّ المنع ويعطي من يشاء ويمنع من يشاء وهو العادل في جميع ذلك والمعنى الثاني من تفسير المانع أَنه تبارك وتعالى يمنع أَهل دينه أَي يَحُوطُهم وينصرهم وقيل يمنع من يريد من خلقه ما يريد ويعطيه ما يريد ومن هذا يقال فلان في مَنَعةٍ أَي في قوم يحمونه ويمنعونه وهذا المعنى في صفة الله جل جلاله بالغ إِذ لا منعة لمن لم يمنعه الله ولا يمتنع من لم يكن الله له مانعاً وفي الحديث اللهم مَن مَنَعْتَ مَمْنُوعٌ أَي من حََرَمْتَه فهو مَحْرُومٌ لا يعطيه أَحد غيرك وفي الحديث أَنه كان ينهي عن عُقُوقِ الأُمَّهات ومَنْعٍ وهات أَي عن مَنْعِ ما عليه إِعطاؤُه وطَلبِ ما ليس له وحكى ابن بري عن النَّجِيرَمِيّ
( * قوله « النجيرمي » حكى ياقوت في مجمعه فتح الجيم وكسرها مع فتح الراء ) مَنَعةٌ جمع مانِعٍ وفي الحديث سيَعُوذُ بهذا البيتِ قومٌ ليست لهم مَنْعةٌ أَي قوَّة تمنع من يريدهم بسوء وقد تفتح النون وقيل هي بالفتح جمعُ مانِعٍ مثل كافِرٍ وكُفَرةٍ ومانَعْتُه الشيءَ مُمَانَعةً ومَنُعَ الشيءُ مَناعةً فهو مَنِيعٌ اعتَزَّ وتعسَّر وفلان في عِزٍّ ومَنَعةٍ بالتحريك وقد يُسكن يقال المَنعةُ جمعٌ كما قدَّمنا أَي هو في عِزٍّ ومن يَمْنعه من عشيرتِه وقد تمنَّع وامرأَة مَنِيعةٌ متمنِّعةٌ لا تؤاآتى على فاحِشةٍ والفعلُ كالفعل وقد مَنُعَتْ مَناعةً وكذلك حصِنٌ مَنِيعٌ وقد مَنُعَ بالضم مَناعةً إِذا لم يُرَمُ وناقة مانِعٌ مَنَعَتْ لبنها على النسب قال أُسامةُ الهُذَلي كأَني أُصادِيها على غُبْرِ مانِعٍ مُقَلِّصةٍ قد أَهْجَرَتها فُحُولُها ومَناعِ بمعنى امْنَعْ قال اللحياني وزعم الكسائي أَن بني أَسد يفتحون مَناعَها ودَراكَها وما كان من هذا الجنس والكسر أَعرف وقوسٌ مَنْعةٌ ممتنعةٌ مُتَأَبِّيةٌ شاقَّةٌ قال عمرو بن براء ارْمِ سَلاماً وأَبا الغَرَّافِ وعاصماً عن مَنْعَةٍ قَذَّافِ والمُتَمنِّعَتانِ البكْرَةُ والعَناقُ يَتَمَنَّعانِ على السَّنةِ لفَتائِهما وإِنهما يَشْبَعانِ قَبْلَ الجِلَّةِ وهما المُقاتِلتانِ الزمانَ على أَنفُسِهما ورجل مَنِيعٌ قويُّ البدن شديدُه وحكى اللحياني لا مَنْعَ عن ذاك قال والتأْويل حقّاً أَنك إِن فعلت ذلك ابن الأَعرابي المَنْعِيُّ أَكَّالُ المُنُوعِ وهي السَّرطاناتُ واحدها مَنْعٌ ومانِعٌ ومَنِيعٌ ومُنَيْعٌ وأَمْنَعُ أَسماءٌ ومَناعِ هَضْبةٌ في جبل طيِّءٍ والمَناعةُ اسم بلد قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ أَرَى الدَّهْر لا يَبْقَى على حَدَثانِه أُبُودٌ بأَطرافِ المَناعةِ جَلْعَدُ
( * قوله « بأطراف المناعة » تقدم في مادة أبد إِنشاده بأطراف المثاعد )
قال ابن جني المَناعةُ تحتمل أَمرين أَحدهما أَن تكون فَعالةً من مَنَعَ والآخر أَن تكون مَفْعَلَةً من قولهم جائِعٌ نائِعٌ وأَصلها مَنْوَعةٌ فجرَت مَجْرى مَقامةٍ وأَصلُها مَقْوَةٌ

( مهع ) في التهذيب خاصّة المَهَعُ الميم قبل الهاء تَلَوُّنُ الوجه من عارِضٍ فادِحٍ وأَما المَهْيَعُ فهو مَفْعَلٌ من هاعَ يَهِيعُ والميم ليست بأَصلية

( موع ) ماعَ الفِضّةُ والصُّفْرُ في النار ذاب

( ميع ) ماعَ والدمُ والسَّرابُ ونحوه يَمِيعُ مَيْعاً جرى على وجه الأَرض جرْياً منبسطاً في هِينةٍ وأَماعَه إِماعَةً وإِماعاً قال الأَزهري وأَنشد الليث كأَنَّه ذُو لِبَدٍ دَلَهْمَسُ بساعِدَيْه جَسَدٌ مُوَرَّسُ من الدِّماءِ مائِعٌ ويُبَّسُ والمَيْعُ مصدر قولك ماعَ السمْنُ يَمِيعُ أَي ذابَ ومنه حديث ابن عمر أَنه سئل عن فأْرةٍ وقَعَت في سَمْنٍ فقال إِن كان مائعاً فأَرِقْه وإِن كان جامِساً فأَلْقِ ما حوْلَه قوله إِن كان مائعاً أَي ذائباً ومنه سميت المَيْعَةُ لأَنها سائلةٌ وقال عطاء في تفسير الويل الوَيْلُ وادٍ في جهنم لو سُيِّرَت فيه الإِبلُ لَما عَت من حَرّه فيه أَي ذابَتْ وسالَتْ نعوذ بالله من ذلك وفي حديث عبد الله بن مسعود حين سئل عن المُهْلِ فأَذابَ فِضَّةً فجعلت تَمَيَّعُ وتَمَوَّنُ فقال هذا من أَشْبهِ ما أَنتم راؤُون بالمُهْلِ وفي حديث المدينة لا يريدها أَحد بِكَيْدٍ إِلا انْماعَ كما يَنْماعُ المِلْحُ في الماءِ أَي يَذُوبُ ويجري وفي حديث جرير ماؤُنا يَمِيعُ وجَنابُنا مَرِيعٌ وماعَ الشيءُ والصُّفْرُ والفِضَّةُ يَمِيعُ وتَمَيَّعَ ذابَ وسالَ ومَيْعةُ الحُضْرِ والشَّبابِ والسُّكْرِ والنهارِ وجرْي الفَرَسِ أَوَّلُه وأَنْشَطُه وقيل مَيْعةُ كلِّ شيء مُعْظَمُه والمَيْعةُ سَيَلانُ الشيء المَصْبُوبِ والمَيْعةُ والمائِعةُ ضرب من العِطْرِ والمَيْعةُ صَمْغٌ يسيل من شجر ببلاد الروم يؤخذ فيطبخ فما صفا منه فهو المَيْعةُ السائلةُ وما بَقِيَ منه شِبْهَ الثَّجِير فهو المَيْعةُ اليابسةُ قال الأَزهري ويقول بعضهم لهذه الهَنةِ مَيْعةٌ لسَيَلانِه وقال رؤبة والقَيْظُ يُغْشِيها لُعاباً مائِعا فَأْتَجَّ لَفَّافٌ بها المَعامِعا ائْتَجَّ تَوَهَّجَ واللَّفَّافُ القَيْظُ يَلُفُّ الحرّ أي يجمعه ومَعْمَعةُ الحرّ التِهابُه ويقال لناصِيةِ الفرَس إِذا طالَتْ وسالتْ مائعة ومنه قول عدي يهَزْهِزُ غُصناً ذا ذوائبَ مائعا أَراد بالغُصن الناصيةَ

( نبع ) نَبَعَ الماءُ ونبِعَ ونَبْعَ عن اللحياني يَنْبِعُ وينْبَعُ ويَنْبُع الأَخيرة عن اللحياني نَبْعاً ونُبُوعاً تَفعَّر وقيل خرج من العين ولذلك سميت العين يَنْبُوعاً قال الأَزهري هو يفعول من نَبَعَ الماء إِذا جرى من العين وجمعه يَنابِيعُ وبناحية الحجاز عين ماء يقال لها يَنْبُعُ تَسْقِي نخيلاً لآلِ عليّ بن أَبي طالب رضي الله عنه فأَمّا قول عنترة يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرةٍ زَيّافةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُقْرَمِ فإِنما أَراد ينْبَع فأَشْبع فتحة الباء للضرورة فنشأَت بعدها أَلف فإِن سأَل سائل فقال إِذا كان يَنْباعُ إِنما هو إِشباع فتحة باء يَنْبَعُ فما تقول في ينباع هذه اللفظة إِذا سميت بها رجلاً أَتصرفه معرفة أَم لا ؟ فالجواب أَن سبيله أَن لا يُصرف معرفة وذلك أَنه وإِن كان أَصله يَنْبَعُ فنقل إِلى يَنْباعُ فإِنه بعد النقل قد أَشبه مثالاً آخر من الفعل وهو يَنْفَعِلُ مثل يَنْقادُ ويَنْحازُ فكما أَنك لو سميت رجلاً يَنْقادُ أَو يَنْحازُ لما صرفته فكذلك ينباع وإِن كان قد فُقِدُ لفظ يَنْبَعُ وهو يَفْعَلُ فقد صار إِلى ينباع الذي هو بوزن ينحاز فإِن قلت إِنْ ينباع يَفْعالُ ويَنْحازُ يَنْفَعِلُ وأَصله يَنْحَوِزُ فكيف يجوز أَن يشبه أَلف يَفْعالُ بعين يَنْفَعِلُ ؟ فالجواب أَنه إِنما شبهناه بها تشبيهاً لفظيّاً فساغ لنا ذلك ولم نشبهه تشبيهاً معنوياً فبفسد علينا ذلك على أَن الأصمعي قد ذهب في ينباع إِلى أَنه ينفعل قال ويقال انْباعَ الشجاعُ يَنباعُ انبياعاً إِذا تحرك من الصف ماضياً فهذا ينفعل لا محالة لأَجل ماضيه ومصدره لأَن انْباعَ لا يكون إِلا انْفَعَلَ والانْبِياعُ لا يكون إِلاَّ انْفِعالاً أَنشد الأَصمعي يُطْرِقُ حِلْماً وأَناةً مَعاً ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياعَ الشُّجاع ويَنْبُوعُه مُفَجَّرُه والينْبُوعُ الجَدْوَلُ الكثير الماء وكذلك العين ومنه قوله تعالى حتى تَفْجُرَ لنا من الأَرض يَنْبوعاً والجمع اليَنابِيعُ وقول أَبي ذؤيب ذَكَرَ الوُرُود بها وساقى أَمرُه سَوْماً وأَقْبَل حَيْنُه يَتَنَبَّعُ والنَّبْعُ شجر زاد الأَزهريّ من أَشجار الجبالِ تتخذ منه القِسِيُّ وفي الحديث ذكر النَّبْعِ قيل كان شجراً يطول ويَعْلُو فدَعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا أَطالَك أَللهُ من عُودٍ فلم يَطُلْ بَعْدُ قال الشماخ كأَنَّها وقد بَراها الإِخْماسْ ودَلَجُ الليْلِ وهادٍ قَيّاسْ شَرائِجُ النَّبْعِ بَراها القَوّاسْ قال وربما اقْتُدِحَ به الواحدة نَبْعة قال الأَعشى ولو رُمْت في ظُلْمةٍ قادِحاً حَصاةً بنَبْعٍ لأَوْرَيْت نارا يعني أَنه مُؤَتًّى له حتى لو قَدَحَ حصاةً بنَبْعٍ لأَوْرَى له وذلك ما لا يتأَتّى لأَحد وجعل النبْعَ مثلاً في قِلّة النار حكاه أَبو حنيفة وقال مرة النبْعُ شجر أَصفرُ العُود رَزِينُه ثقيلُه في اليد وإِذا تقادم احْمَرَّ قال وكل القِسِيِّ إِذا ضُمَّت إِلى قوس النْبعِ كَرَمَتْها قوْسُ النبعِ لأَنها أَجمع القِسِيِّ للأَرْزِ واللِّين يعين بالأَرْزِ الشدّةَ قال ولا يكون العود كريماً حتى يكون كذلك ومن أَغصانه تتخذ السِّهامُ قال دريد بن الصمّة وأَصْفَر من قِداحِ النبْعِ فرْع به عَلَمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ يقول إِنه بُرِيَ من فرْعِ الغُصْنِ ليس بِفِلْقٍ المبرد النبْعُ والشَّوْحَطُ والشَّرْيانُ شجرة واحدة ولكنها تختلف أَسماؤها لاختلاف منابِتها وتكرم على ذلك فما كان منها في قُلّةِ الجبَلِ فهو النبْعُ وما كان في سَفْحه فهو الشَّرْيان وما كان في الحَضِيضِ فهو الشَّوْحَطُ والنبع لا نار فيه ولذلك يضرب به المثل فيقال لو اقْتَدَحَ فلان بالنبْعِ لأَوْرَى ناراً إِذا وصف بجَوْدةِ الرأْي والحِذْق بالأُمور وقال الشاعر يفضل قوس النبع على قوس الشوحط والشريان وكيفَ تَخافُ القومَ أُمُّكَ هابِلٌ وعِنْدَكَ قوْسٌ فارِجٌ وجَفِيرُ من النبْعِ لا شَرْيانةٌ مُسْتَحِيلةٌ ولا شَوْحَطٌ عند اللِّقاءِ غَرُورُ والنَّبَّاعةُ الرّمّاعةُ من رأْسِ الصبيِّ قبل أَن تَشْتَدَّ فإِذا اشْتَدَّت فهي اليافُوخُ ويَنْبُع موضع بين مكةَ والمدينةِ قال كثيِّر ومَرَّ فأَرْوَى يَنْبُعاً فجُنُوبَه وقد جِيدَ منه جَيْدَةٌ فَعَباثِرُ ونُبايِعُ اسم مكانٍ أَو جَبل أَوْ وادٍ في بلاد هذيل ذكره أَبو ذؤيب فقال وكأَنَّها بالجِزْعِ جِزْعِ نُبايِعٍ وأُولاتِ ذِي العَرْجاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ ويجمع على نُبايِعاتٍ قال ابن بري حكى المفضل فيه الياء قبل النون وروى غيره نُبايِع كما ذهب إِليه ابن القطاع ويُنابِعا مضموم الأَوّل مقصور مكانٌ فإِذا فتح أَوّله مُدّ هذا قول كراع وحكى غيره فيه المدّ مع الضم ونَبايِعات اسم مكان ويُنابِعات أَيضاً بضم أَوَّله قال أَبو بكر وهو مثال لم يذكره سيبويه وأَما ابن جني فجعله رباعيّاً وقال ما أَظرَفَ بأَبي بكر أَنْ أَوْرَدَه على أَنه أَحد الفوائت أَلا يَعْلَمُ أَن سيبويه قال ويكون على يَفاعِلَ نحو اليَحامِدِ واليَرامِعِ ؟ فأَما إِلْحاق عَلَمِ التأْنيث والجمع به فزائِدٌ على المثال غير مُحْتَسَبٍ به وإِن رواه راوٍ نُبايِعات فنُبايِعُ نُفاعِلُ كنُضارِبُ ونُقاتِلُ نُقِلَ وجُمِعَ وكذلك يُنابِعاوات ونَوابِعُ البعير المواضعُ التي يَسِيلُ منها عَرَقُه قال ابن بري والنَّبِيعُ أَيضاً العَرَقُ قال المرار تَرى بِلِحَى جَماجِمها نَبِيعا وذكر الجوهري في هذه الترجمة عن الأَصمعي قال يقال قد انْباعَ فلان علينا بالكلام أَي انْبَعَثَ وفي المثل مُخْرَنْبِقٌ ليَنباعَ أَي ساكِتٌ ليَنْبَعِثَ ومُطْرِقٌ ليَنْثالَ قال الشيخ ابن بري انْباعَ حقه أَن يذكره في فصل بوعَ لأَنه انفعل من باعَ الفرسُ يَبُوعُ إِذا انْبَسَطَ في جَرْيِه وقد ذكرناه نحن في موضعه من ترجمة بوع والنَّبَّاعةُ الاسْتُ يقال كَذَبَتْ نَبّاعَتُك إِذا رَدَمَ ويقال بالغين المعجمة أَيضاً

( نتع ) نَتَعَ العَرَقُ يَنْتُعُ نَتْعاً ونُتُوعاً كَنَبَعَ إِلا أَن نَتَعَ في العرَق أَحسنُ ونَتَعَ الدَّمُ من الجُرْحِ والماءُ من العين أَو الحجر يَنْتِعُ ويَنْتُعُ خرج قليلاً قليلاً ابن الأَعرابي أَنْتَع الرجل إِذا عَرِقَ عرَقاً كثيراً وقال خالد بن جَنْبةَ في المُتَلاحِمةِ من الشِّجاجِ وهي التي تشق الجلد فتزله فيَنْتُعُ اللحمُ ولا يكون للمِسْبارِ فيه طريق قال والنَّتْعُ أَن لا يكون دونه شيء من الجلد يُوارِيه ولا وَراءه عظم يخرج قد حال دون ذلك العظمِ فتلك المُتَلاحِمةُ

( نثع ) ابن الأَعرابي أَنْثَعَ الرجلُ إِذا قاء وأَنْثَعَ إِذا خرج الدمُ من أَنفه غالباً له أَبو زيد أَنْثَعَ القَيْءُ من فيه إِنْثاعاً وكذلك الدم من الأَنف وأَنْثَعَ القيءُ والدم تِبِعَ بعضُه بعضاً

( نجع ) النُّجْعةُ عند العرب المَذْهَبُ في طلَبِ الكلإِ في موضعه والبادِيةُ تُحْضَرُ مَحاضِرُها عند هَيْجِ العُشْبِ ونَقْصِ الخُرَفِ وفَناءِ ماء السماء في الغُدْرانِ فلا يزالون حاضرة يشربون الماء العِدَّ حتى يقع ربِيعٌ بالأَرض خَرَفِيّاً كان أَو شَتِيّاً فإِذا وقع الربيع تَوَزَّعَتْهُمُ النُّجَعُ وتتبعوا مَساقِطَ الغيث يَرْعَوْنَ الكَلأَ والعُشْبَ إِذا أَعْشَبَتِ البِلادُ ويشربون الكَرَعَ وهو ماءُ السماءِ فلا يزالون في النُّجَعِ إِلى أَن يَهيجَ العُشْبُ من عام قابل وتَنِشَّ الغُدْرانُ فَيَرْجِعون إِلى مَحاضِرهم على أَعدادِ المياه والنُّجْعةُ طَلَبُ الكَلإ والعُرْفِ ويستعار فيما سواهما فيقال فلان نُجْعَتِي أَي أَمَلي على المثال وفي حديث علي كرم الله وجهه ليْسَتْ بدارِ نُجْعةٍ والمُنْتَجَعُ المَنْزِلُ في طَلب الكلإِ والمَحْضَرُ المَرْجِعُ إِلى المياه وهؤلاء قوم ناجِعةٌ ومُنْتَجِعُون ونَجَعُوا الأَرض يَنْجَعُونها وانْتَجَعُوها وفي حديث بديل هذه هَوازِنُ تَنَجَّعَت أَرضنا التَّنَجُّعُ والانْتِجاعُ والنُّجْعة طَلبُ الكلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ وفي المثل مَن أَجدَبَ انْتَجَعَ ويقال انْتَجَعْنا أَرضاً نَطْلُبُ الرِّيف وانْتَجَعْنا فلاناً إِذا أَتيناه نطلُبُ مَعْرُوفه قال ذو الرمة فقلتُ لصَيْدَحَ انْتَجِعِي بِلالا ويقال للمُنْتَجَعِ مَنْجَعٌ وجمعه مناجِعُ ومنه قول ابن أَحمر كانَتْ مَناجِعَها الدَّهْنا وجانِبُها والقُفّ مما تَراه فِرْقةً دَرَرا
( * قوله « فرقة » كذا بالأصل مضبوطاً والذي تقدم في مادة درر فوقه )
وكذلك نَجَعَتِ الإِبلُ والغَنَمُ المَرْتَعَ وانْتَجَعَتْه قال أَعْطاكَ يا زَيْدُ الذي أَعْطَى النّعَمْ بَوائِكاً لم تَنْتَجِعْ من الغَنَمْ
( * قوله « أعطاك إلخ » كذا بالأصل هنا وسيأتي انشاده في مادة بوك أعطاك يا زيد الذي يعطي النعم من غير ما تمنن ولا عدم بوائكاً لم تنتجع مع الغنم )
واستعمل عُبَيْدٌ الانْتِجاعَ في الحرب لأَنهم إِنما يذهبون في ذلك إِلى الإِغارة والنهب فقال فانْتَجَعْنَ الحَرِثَ الأَعْرَجَ في جَحْفَلٍ كالليْلِ خَطَّارِ العَوالي ونَجع الطعامُ في الإِنسان يَنْجَعُ نُجوعاً هَنأَ آكِلَه أَو تَبَيَّنَتْ تَنْمِيَتُه واسْتَمْرأَه وصَلَح عليه ونَجع فيه الدّواءُ وأَنْجَعَ إِذا عَمِلَ ويقال أَنْجَعَ إِذا نفَع ونجَع فيه القولُ والخِطابُ والوَعْظُ عَمِلَ فيه ودخل وأَثَّرَ ونجَع فيه الدواءُ يَنْجَعُ ويَنْجِعُ ونَجَّعَ بمعنى واحد ونجَع في الدابة العلَفُ ولا يقال أَنْجَعَ والنَّجُوعُ المَدِيدُ ونَجَعَه سقاه النَّجُوعَ وهو أَن يَسْقِيَه الماء بالبِزْرِ أَو بالسِّمْسِمِ وقد نَجَعْتُ البعير وتقول هذا طعام ىننْجَعُ عنه ويُنْجَعُ به ويُسْتَنْجَعُ به ويُسْتَرْجَعُ عنه وذلك إِذا نفَع واسْتُمْرِئَ فيُسْمَنُ عنه وكذلك الرِّعْيُ وهو طعام ناجِعٌ ومُنْجِعٌ وغائِرٌ وماءٌ ناجِعٌ ونَجِيعٌ مَرِيءٌ وماء نَجِيعٌ كما يقال نَمِيرٌ وأَنْجَعَ الرجلُ إِذا أَفْلَح والنَّجِيعُ الدمُ وقيل هو دم الجَوفِ خاصَّة وقيل هو الطَّرِيُّ منه وقيل ما كان إِلى السواد وقال يعقوب هو الدمُ المَصْبُوب وبه فسر قول طرفة عالينَ رَقْماً فاخِراً لوْنُه مِنْ عَبْقَريٍّ كَنَجِيعِ الذَّبيح ونَجُوعُ الصبيّ هو اللبن ونُجِعَ الصبيّ بلبن الشاة إِذا غُذِيَ به وسُقِيَه ومنه حديث أُبيّ وسل عن النبيذ فقال عليك باللبن الذي نُجِعْتَ به أَي سُقِيتَه في الصغر وعُذِّيت به والنَّجِيعُ خَبَطٌ يُضْرَبُ بالدقيق وبالماء يُوجَرُ الجَمل وفي حديث علي كرم الله وجهه دخل عليه المِقْدادُ بالسُّقْيا وهو يَنْجَع بَكَراتٍ له دقيقاً وخَبَطاً أَي يَعْلِفُها يقال نَجَعْتُ الإِبل أَي عَلفْتها النَّجُوعَ والنَّجِيعَ وهو أَن يُخْلَطَ العلَفُ من الخبَط والدقيق بالماء ثم تسقاه الإِبلُ

( نخع ) النِّخاعُ والنُّخاعُ والنَّخاعُ عِرْقٌ أَبيض في داخل العنق ينقاد في فَقارِ الصُّلْبِ حتى يَبْلُغَ عَجْبَ الذَّنَبِ وهو يَسْقِي العِظامَ قال ربيعة ابن مَقرُومٍ الضَّبِّيّ له بُرةٌ إِذا ما لَجَّ عاجَتْ أَخادِعُه فَلانَ لَها النّخاعُ ونَخَع الشاةَ نَخْعاً قَطَعَ نخاعَها والمَنْخَعُ موضع قَطْعِ النّخاعِ وفي الحديث أَلا لا تَنْخَعُوا الذَّبِيحةَ حتى تَجِبَ أَي لا تَقْطَعُوا رقبتها وتَفْصِلُوها قبل أَن تسكن حركتها والنخْعُ للذبيحة أَن يَعْجَلَ الذابحُ فيبلغ القَطْعُ إِلى النّخاعِ قال ابن الأَعرابي النخاع خيُطٌ أَبيض يكون داخل عظم الرقبة ويكون ممتدّاً إِلى الصلب ويقال له خيط الرقبة ويقال النخاع خيط الفَقارِ المتصل بالدماغ والمَنْخَعُ مَفْصِلُ الفَهْقة بين العُنق والرأْس من باطن يقال ذبحه فنَخَعَه نَخْعاً أَي جاوز مُنْتَهَى الذبْح إِلى النّخاع يقال دابة مَنْخُوعةٌ والنخْعُ القتلُ الشديدُ مشتقّ من قطع النخاع وفي الحديث إِنّ أَنْخَعَ الأَسماء عند الله أَن يتسمى الرجلُ باسم مَلِك الأَمْلاكِ أَي قْتَلَها لصاحبه وأَهْلَكَها له قال ابن الأَثير والنخْع أَشدُّ القتل وفي بعض الرّوايات إِنّ أَخْنَعَ وقد تقدم ذكره أَي أَذلّ والناخعُ الذي قَتَلَ الأَمْرَ عِلْماً وقيل هو المُبِين للأُمور ونَخَع الشاةَ نَخْعاً ذبحها حتى جاوز المَذْبَحَ من ذلك كلاهما عن ابن الأَعرابي وتَنَخَّعَ السحابُ إِذا قاءَ ما فيه من المطر قال الشاعر وحالِكةِ اللَّيالي من جُمادَى تَنَخَّعَ في جَواشِنِها السَّحابُ والنُّخاعةُ بالضم ما تَفَلَه الإِنسان كالنُّخامةِ وتَنَخَّع الرجلُ رمَى بنُخاعتِه وفي الحديث النُّخاعةُ في المسجد خَطِيئةٌ قال هي البَزْقةُ التي تخرج من أَصل الفم يلي أَصل النّخاعِ قال ابن بري ولم يجعل أَحد النُّخاعة بمنزلة النخامة إِلا بعض البصريين وقد جاء في الحديث ونخَع بحَقِّي يَنْخَعُ نُخُوعاً ونَخِعَ أقَرَّ وكذلك بَخَعَ بالياء أَيضاً أَي أَذْعَنَ وانْتَخَعَ فلان عن أَرضه بَعُدَ عنها والنَّخَعُ قبيلة من الأَزْد وقيل النَّخَعُ قبيلة من اليمن رهْطُ إِبراهيم النَّخَعِيّ ونَخَعْتُه النصِيحةَ والوِدّ أَخْلَصْتُهما ويَنْخَع موضعٌ

( ندع ) ابن الأَعرابي أَنْدَعَ الرجلُ إِذا تَبِعَ أَخْلاقَ اللِّئامِ والأَنْذالِ قال وأَدْنَعَ إِذا تَبِعَ طريقةَ الصالحينَ

( نزع ) نَزَعَ الشيءَ يَنْزِعُه نَزْعاً فهو مَنْزُوعٌ ونزِيعٌ وانْتَزَعَه فانْتَزعَ اقْتَلَعَه فاقْتَلَعَ وفرّق سيبويه بين نَزَعَ وانْتَزَعَ فقال انْتَزَعَ اسْتَلَبَ ونزَع حوّل الشيء عن موضعه وإِن كان على نحو الاسْتِلاب وانْتَزَعَ الرمحَ اقْتَلَعَه ثم حَمل وانتزَع الشيءُ انقلَع ونزَع الأَمِيرُ العامِلَ عن عمله أَزالَه وهو على المثَل لأَنه إِذا أَزالَه فقد اقْتَلَعَه وأَزالَه وقولهم فلان في النزْعِ أَي في قَلْعِ الحياةِ يقال فلان يَنْزِعُ نَزْعاً إِذا كان في السِّياقِ عند الموْتِ وكذلك هو يَسُوقُ سَوْقاً وقوله تعالى والنازِعاتِ غَرْقاً والناشِطاتِ نَشْطاً قال الفراء تَنْزِعُ الأَنْفُس من صدورِ الكفَّارِ كما يُغْرِقُ النازِعُ في القوْسِ إِذا جَذَبَ الوَتَرَ وقيل في التفسير يعين به الملائكةَ تَنْزِعُ رُوحَ الكافر وتَنْشِطُه فيَشْتَدُّ عليه أَمرُ خروجِ رُوحِه وقيل النازعاتُ غَرْقاً القِسِيُّ والناشِطاتُ نَشْطاً الأَوْهاقُ وقيل النازعاتُ والناشطاتُ النجومُ تَنْزِعُ من مكان إِلى مكان وتَنْشِطُ والمِنْزَعةُ بكسر الميم خشبة عريضة نحو المِلْعَقةِ تكون مع مُشْتارِ العَسلِ يَنْزِعُ بها النحْلَ اللَّواصِقَ بالشهْدِ وتسمى المِحْبَضَ ونزَع عن الصبي والأَمر يَنْزِعُ نُزُوعاً كَفَّ وانْتَهَى وربما قالوا نَزْعاً ونازَعَتْنِي نفسي إِلى هَواها نِزاعاً غالَبَتْنِي ونَزَعْتُها أَنا غَلَبْتُها ويقال للإِنسان إِذا هَوِيَ شيئاً ونازَعَتْه نفسُه إِليه هو يَنْزِعُ إِليه نِزاعاً ونزَع الدلْوَ من البئر يَنْزِعُها نزْعاً ونزَع بها كلاهما جَذَبَها بغير قامة وأَخرجها أَنشد ثعلب قد أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ تُوزِغُ من مَلْءٍ كَإِيزاغِ الفَرَسْ تَقَطِّيها خروجُها قليلاً قليلاً بغير قامة وأَصل النزع الجَذْبُ والقَلْعُ ومنه نَزْعُ الميتِ رُوحه ونزَع القوْسَ إِذا جذَبَها وبئرٌ نَزُوعٌ ونَزِيعٌ قريبة القَعْرِ تُنْزَعُ دِلاؤُها بالأَيْدِي نَزْعاً لقربها ونَزوعٌ هنا للمفعول مثل رَكُوبٍ والجمع نِزاعٌ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال رأَيْتُنِي أَنْزِعُ على قلِيبٍ معناه رأَيْتُنِي في المنامِ أَستَقِي بيدِي من قليب يقال نزَع بيده إِذا استقى بدَلْوٍ عُلِّقَ فيها الرِّشاءُ وجَمل نَزُوعٌ يُنْزَعُ عليه الماءُ من البئر وحده والمَنْزَعةُ رزْسُ البئر الذي يُنْزَعُ عليه قال يا عَيْنُ بَكّي عامراً يومَ النَّهَلْ عند العشاءِ والرِّشاءِ والعَمَلْ قامَ على مَنْزَعةٍ زَلْجٍ فَزَلْ وقال ابن الأَعرابي هي صخرةٌ تكون على رأْسِ البئر يقوم عليها الساقي والعُقابانِ من جَنْبَتَيْها تُعَضِّدانِها وهي التي تُسَمَّى القِبيلةَ وفلان قريب المَنْزَعةِ أَي قريب الهِمّةِ ابن السكيت وانْتِزاعُ النّيّةِ بُعْدُها ومنه نَزَعَ الإِنسانُ إِلى أَهله والبعيرُ إِلى وطَنِه يَنْزِعُ نِزاعاً ونُزُوعاً حَنَّ واشتاقَ وهو نَزُوعٌ والجمع نُزُعٌ وناقة نازِعٌ إِلى وطنِها بغير هاء والجمع نَوازِعُ وهي النّزائِعُ واحدتها نَزِيعةٌ وجَمل نازِعٌ ونَزُوعٌ ونَزِيعٌ قال جميل فقلتُ لَهُمْ لا تَعْذِلُونِيَ وانْظُرُوا إِلى النازِعِ المَقْصُورِ كيفَ يكون ؟ وأَنْزَعَ القومُ فهم مُنْزِعُون نَزَعَتْ إِبلهم إِلى أَوطانِها قال فقد أَهافُوا زَعَمُوا وأَنْزَعُوا أَهافُوا عَطِشَتْ إِبلهم والنَّزِيعُ والنازعُ الغريب وهو أَيضاً البعيد والنَّزِيعُ الذي أُمُّه سَبيَّةٌ قال المرّارُ عَقَلْت نِساءَهُم فِينا حدِيثاً ضَنِينَ المالِ والوَلَدَ النَّزِيعا ونُزّاعُ القَبائِلِ غُرَباؤُهم الذين يُجاوِرُون قَبائِلَ ليسوا منهم الواحد نَزِيعٌ ونازعٌ والنَّزائِعُ والنُّزّاعُ الغُرَباءُ وفي الحديث طُوبَى للغُرَباء قيل مَنْ هُم يا رسولَ اللهِ ؟ قال النُّزّاعُ من القبائِلِ هو الذي نزَع عن أَهله وعشِيرَتِه أَي بَعُدَ وغابَ وقيل لأَنه نزَع إِلى وطنه أَي يَنْجَذِبُ ويميلُ والمراد الأَوّل أَي طوبى للمهاجرين الذين هجَروا أَوطانَهم في الله تعالى ونزَع إِلى عِرْقٍ كريم أَو لُؤْم يَنْزِعُ نُزُوعاً ونزَعَت به أَعراقُه ونَزَعَتْه ونَزَعها ونزَع إِليها قال ونزَع شَبَهَه عِرْقٌ وفي حديث القَذْفِ إِنما هو عِرْقٌ نزَعَه والنَّزِيعُ الشريفُ من القوم الذي نزَع إِلى عِرْق كريم وكذلك فرَس نَزِيعٌ ونزَع فلان إِلى أَبيه يَنْزِعُ في الشَّبَه أَي ذهَب إِليه وأَشْبهه وفي الحديث لقد نَزَعْتَ بمثْلِ ما في التوراةِ أَي جئتَ بما يُشْبهها والنَّزائِعُ من الخيل التي نَزَعَتْ إِلى أَعْراقٍ واحدتها نَزِيعةٌ وقيل النَّزائِعُ من الإِبل والخيل التي انْتُزِعَت من أَيْدِي الغُرباء وفي التهذيب من أَيدي قوم آخَرِين وجُلِبَتْ إِلى غير بلادها وقيل هي المُنْتَقَذةُ من أَيديهم وهي من النساء التي تُزَوَّجُ في غير عشيرتها فتنقل والواحدة من كل ذلك نَزِيعةٌ وفي حديث ظبيان أَن قَبائِلَ من الأَزْد نَتَّجُوا فيها النَّزائِعَ أَي الإِبل الغرائبَ انْتَزَعُوها من أَيدي الناس وفي حديث عمر قال لآلِ السائب قد أَضْوَيْتُم فانكِحوا في النَّزائِعِ أَي في النساء الغرائبِ من عشيرتكم ويقال هذه الأَرض تُنازِعُ أَرضَ كذا أَي تَتَّصِلُ بها وقال ذو الرمة لَقًى بين أَجْمادٍ وجَرْعاء نازَعَتْ حِبالاً بِهِنًّ الجازِئاتُ الأَوابِدُ والمَنْزَعةُ القوْسُ الفَجْواءُ ونَزَع في القوْسِ يَنْزِعُ نَزْعاً مَدَّ بالوتَر وقيل جذَبَ الوتر بالسهم والنّزَعةُ الرُّماةُ واحدُهم نازِعٌ وفي مثلٍ عادَ السهمُ إِلى النَّزَعةِ أَي رجع الحقّ إِلى أَهله وقامَ بأِصْلاحِ الأَمرِ أَهلُ الأَناةِ وهو جمع نازِعٍ وفي التهذيب وفي المثل عادَ الرَّمْيُ على النَّزَعةِ يُضْرَبُ مثلاً للذي يَحِيقُ به مَكْرُه وفي حديث عمر لَنْ تَخُورَ قُوىً ما دامَ صاحِبُها يَنْزِعُ ويَنْزُو أَي يَجْذِبُ قوْسَه ويَثِبُ على فرسه وانْتَزَعَ للصيْدِ سَهْماً رماه به واسمُ السهْمِ المِنْزَعُ ومنه قول أَبي ذؤيب فَرَمَى ليُنْفِذَ فُرَّهاً فَهَوَى له سَهْمٌ فأَنْقَذَ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ فُرَّهاً جمع فاره قال ابن بري أَنشد الجوهري عجز هذا البيت ورَمَى فأَنفَذَ والصواب ما ذكرناه والمِنْزَعُ أَيضاً السهم الذي يُرْمَى به أَبْعَدَ ما يُقْدَرُ عليه لتُقَدَّر به الغَلْوةُ قال الأَعشى فهْو كالمِنْزَعِ المَرِيشِ من الشَّوْ حَطِ غالَتْ به يَمِينُ المُغالي وقال أَبو حنيفة المِنْزَعُ حديدة لا سِنْخَ لها إِنما هي أَدْنى حديدةٍ لا خير فيها تؤخَذ وتُدْخَلُ في الرُّغْظِ وانْتَزَعَ بالآية والشّعْرِ تمثَّلَ ويقال للرجل إِذا استنبط معنى آيةٍ من كتاب الله عز وجل قد انْتَزَعَ معنًى جيِّداً ونَزَعَه مثله أَي اسْتَخْرَجَه ومُنازَعةُ الكأْس مُعاطاتُها قال الله عز وجل يَتَنازَعون فيها كأْساً لا لَغْوٌ فيها ولا تأْثِيمٌ أَي يَتَعاطَوْن والأَصل فيه يتجاذَبُون ويقال نازَعني فلانٌ بَنانَه أَي صافحني والمُنازعةُ المُصافَحةُ قال الراعي يُنازِعْنَنا رَخْصَ البَنانِ كأَنما يُنازِعْنَنا هُدَّابَ رَيطٍ مُعَضَّدِ والمُنازعةُ المُجاذَبةُ في الأَعْيانِ والمَعاني ومنه الحديث أَنا فَرَاطُكم على الحوْضِ فَلأُلْفِيَنَّ ما نُوزِعْتُ في أَحدِكم فأَقولُ هذا مِني أَي يُجْذَبُ ويؤخَذُ مني والنَّزاعةُ والنِّزاعةُ والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ الخُصومة والمُنازَعةُ في الخُصومةِ مُجاذَبةُ الحُجَجِ فيما يَتنازَعُ فيه الخَصْمانِ وقد نازَعَه مُنازَعةً ونِزاعاً جاذَبه في الخصومة قال ابن مقبل نازَعْتُ أَلْبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ من الأَحاديثِ حتى زِدْنَنِي لِينَا أَي نازَعَ لُبِّي أَلْبابَهُنَّ قال سيبويه ولا يقال في العاقبة فَنَزَعْتُه استَغْنَوْا عنه بِغَلَبْتُه والتنازُع التخاصُمُ وتنازَعَ القومُ اخْتَصَمُوا وبينهم نِزاعةٌ أَي خصومةٌ في حقّ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم صلَّى يوماً فلما سلَّم من صلاته قال ما لي أُنازَعُ القرآنَ أَي أُجاذَبُ في قراءته وذلك أَن بعض المأْمومين جَهَرَ خَلْفه فنازَعه قِراءتَه فشغله فنهاه عن الجهر بالقراءة في الصلاة خلفه والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ ما يرجِعُ إِليه الرجل من أَمره ورأْيِه وتدبيرِه قال الأَصمعي يقولون والله لَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَضْعَفُ مِنْزَعةً بكسر الميم ومَنْزَعةً بفتحها أَي رأْياً وتدبيراً حكى ذلك ابن السكيت في مِفْعلة ومَفْعلة وقيل المنزَعةُ قوّة عزْمِ الرأْي والهِمّة ويقال للرجل الجيِّد الرأْي إِنه لجيِّد المنزعة ونَزَعَتِ الخيل تَنْزِعُ جَرَتْ طِلْقاً وأَنشد والخيْلَ تَنْزِعُ قُبًّا في أَعِنَّتِها كالطيرِ تَنْجُو من الشُّؤْبوبِ ذي البَرَدِ ونزَع المريضُ يَنْزِعُ نزْعاً ونازَع نِزاعاً جادَ بنفسِه ومَنْزعة الشرابِ طِيبُ مَقْطَعِه يقال شرابٌ طيِّبُ المنزعةِ أَي طيب مقطع الشرب وقيل في قوله تعالى خِتامُه مِسْك إِنهم إِذا شربوا الرَّحيقَ فَفَنِيَ ما في الكأْس وانقطع الشرْب انختم ذلك بريح المسك والنَّزَعُ انْحِسارُ مقدَّم شعَر الرأْسِ عن جانبي الجَبْهةِ وموضِعُه النَّزَعةُ وقد نَزِعَ يَنْزَعُ نَزَعاً وهو أَنْزَعُ بَيِّنُ النَّزَعِ والاسم النَّزَعةُ وامرأَة نَزْعاءُ وقيل لا يقال امرأَة نزعاء ولكن يقال زَعْراءُ والنَّزَعتانِ ما يَنْحَسِرُ عنه الشعر من أَعلى الجَبينَينِ حتى يُصَعِّدَ في الرأْس والنَّزْعاءُ من الجِباهِ التي أَقبلت ناصيتها وارتفع أَعلى شعَرِ صُدْغِها وفي حديث القرشي أَسَرني رجل أَنْزَعُ وفي صفة علي رضي الله عنه البَطِينُ الأَنْزَعُ والعرب تحبُّ النزَع وتَتَيَمَّنُ بالأَنْزع وتَذُمُّ الغَمَمَ وتَتَشاءَم بالأَغَمّ وتَزْعُمُ أَن الأَغم القفا والجبين لا يكون إِلا لَئِيماً ومنه وقول هُدْبةَ بن خَشْرَمٍ ولا تَنْكِحي إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعا وأَنْزَع الرجلُ إِذا ظهرت نَزَعَتاه ونَزَعَه بنَزِيعةٍ نَخَسَه عن كراع وغنم نُزُعٌ ونُزَّعٌ حَرامَى تَطْلُبُ الفحْلَ وبها نِزاعٌ وشاة نازِعٌ والنزائِعُ من الرِّياحِ هي النُّكْبُ سميت نزائِعَ لاختلاف مَهابِّها والنَّزَعةُ بقلة كالخَضِرةِ وثُمام مُنَزَّعٌ شُدِّدَ للكثرة قال أَبو حنيفة النَّزَعةُ تكون بالرَّوْضِ وليس لها زَهْرٌ ولا ثَمَرٌ تأْكلها الإِبل إِذا لم تجد غيرها فإِذا أَكلتها امتنعت أَلبانها خُبْثاً ورأَيت في التهذيب النزعةُ نَبت معروف ورأَيت فلاناً مُتَنَزِّعاً إِلى كذا أَي مُتَسَرِّعاً نازِعاً إِليه

( نسع ) النِّسْعُ سَيْرٌ يُضْفَرُ على هيئة أَعِنَّةِ النِّعالِ تُشَدُّ به الرِّحالُ والجمع أَنْساعٌ ونُسُوعٌ ونُسْعٌ والقِطْعةُ منه نِسْعةٌ وقيل النِّسْعةُ التي تُنْسَجُ عريضاً للتصدير وفي الحديث يَجُرُّ نِسْعةً في عُنُقِه قال ابن الأَثير هو سير مضفور يجعل زماماً للبعير وغيره وقد تنسج عريضةً تجعل على صدر البعير قال عبد يغوث أَقولُ وقد شَدُّوا لِساني بِنِسْعةٍ والأَنْساعُ الحِبالُ واحدها نُسْعٌ قال عاليْتُ أَنْساعي وجِلْبَ الكُورِ قال ابن بري وقد جاء في شعر حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ النِّسْعُ للواحد قال رأَتْني بنِسْعَيْها فَرَدَّتْ مَخافَتي إِلى الصَّدْرِ رُوعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ
( * قوله « رأتني إلخ » في الاساس في مادة روع
رأتني بحبليها فصدت مخافة ..وفي الحمل روعاء الفؤاد فروق )
والجمع نُسْعٌ ونِسَعٌ وأَنْساعٌ قال الأَعشى
تَخالُ حَتْماً عليها كلَّما ضَمَرَتْ من الكَلالِ بأَنْ تَسْتَوْفيَ النِّسَعا ابن السكيت يقال للبِطانِ والحَقَبِ هما النِّسْعان وقال بذي النِّسْعَين
( * قوله بذي النسعين هكذا في الأصل ) والنِّسْعُ والسِّنْعُ المَفْصِلُ بين الكفّ والساعِدِ وامرأَةٌ ناسعةٌ طويلةُ الظَّهْرِ وقيل هي الطويلةُ السِّنِّ وقيل هي الطويلةُ البَظْرِ ونُسُوعُه طُولُه وقد نَسَعَتْ نُسُوعاً والمِنْسَعةُ الأَرض التي يَطُولُ نَبْتُها ونَسَعَت أَسنانُه تَنْسَعُ نُسُوعاً ونَسَّعَتْ تَنْسِيعاً إِذا طالَتْ واسْتَرْخَتْ حتى تَبْدُو أُصولُها التي كانت تُوارِيها اللِّثةُ وانْحَسَرَت اللِّثةُ عنها يقال نَسَعَ فُوه قال الراجز ونَسَعَتْ أَسْنانُ عَوْدٍ فانْجَلَعْ عُمورُها عن ناصِلاتٍ لم يَدَعْ ونِسْعٌ ومِسْعٌ كلاهما من أَسماءِ الشَّمال وزعم يعقوب أَنَّ الميم بدل من النون قال قيس بن خويلد ويْلُمِّها لَقْحةً إِمّا تُؤَوِّبُهم نِسْعٌ شَآمِيةٌ فيها الأَعاصِيرُ قال الأَزهري سميت الشَّمالُ نِسْعاً لدقَّة مَهَبِّها شبهت بالنِّسْعِ المَضْفُورِ من الأَدمِ قال شمر هذيل تسمي الجَنُوبَ مِسْعاً قال وسمعت بعض الحجازيين يقول هو يُسْعٌ وغيرهم يقول هو نِسْعٌ قال ابن هرمة مُتَتَبِّعٌ خَطَئِي يَوَدُّ لَو نَّني هابٍ بمَدْرَجةِ الصَّبا مَنْسُوعُ ويروى مَيْسُوعُ وقول المنتخل الهذلي قد حالَ دُونَ دَرِيسَيْه مُؤَوِّبةٌ نِسْعٌ لها بعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ أَبْدَلَ فيه نِسْعاً من مُؤَوِّبةٍ وإِنما قلت هذا لأَنَّ قوماً من المتأَخرين جعلوا نِسْعاً من صفات الشَّمالِ واحتجوا بهذا البيت ويروى مُؤَوِّيةٌ أَي تحمله على أن يأْوِيَ كأَنها تُؤْويه ابن الأَعرابي انْتَسَعَتِ الإِبل وانْتَسَغَت بالعين والغين إِذا تفَرَّقَتْ في مَراعِيها قال الأَخطل رَجَنَّ بحيثُ تَنْتَسِعُ المَطايا فلا بَقًّا تَخافُ ولا ذُبابا
( * في ديوان الأخطل دجنّ بدل رجنّ والمعنى واحد )
وأَنْسَعَ الرجلُ إِذا كَثُرَ أَذاهُ لِجيرانِه ابن الأَعرابي هذا سِنْعُه وسَنْعُه وشِنْعُه وشَنْعُه وسِلْعُه وسَلْعُه ووَفْقُه ووِفاقُه بمعنى واحد وأنْساعُ الطريق شَرَكُه ونِسْعٌ بلد وقيل هو جبل أَسود بين الصَّفْراء ويَنْبُعَ قال كثيِّر عَزّةَ فقلتُ وأَسْرَرْتُ النَّدامةَ ليْتَني وكنت امْرَأً أَغْتَشُّ كُلَّ عَذُولِ سَلَكْتُ سَبيلَ الرائحاتِ عَشِيّةً مَخارِِمَ نِسْعٍ أَو سَلَكْنَ سَبيلي قال الأَزهري ويَنْسُوعةُ القُفِّ مَنْهَلةٌ من مَناهِلِ طريق مكة على جادَّة البصْرةِ بها رَكايا عَذْبةُ الماء عند مُنْقَطَعِ رِمالِ الدَّهْناءِ بين ماوِيّةَ والنِّباجِ قال وقد شربت من مائِها قال ابن الأَثير ونِسْعٌ موضع بالمدينة وهو الذي حماه النبي صلى الله عليه وسلم والخُلَفاءُ وهو صَدْرُ وادي العَقِيقِ =

============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جلد 3. الحيوان للجاحظ /الجزء الثالث

  الجزء الثالث بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة استنشاط القارئ ببعض الهزل وإن كنَّا قد أمَلْلناك بالجِدِّ وبالاحتجاجاتِ الصحيحة والم...