كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس


مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 مايو 2022

مجلد 14.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري من ( كسبر ) الي( خنز )

14.

مجلد 14.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري
  ( كسبر ) الكُسْبُرَة نبات الجُلْجُلانِ وقال أَبو حنيفة الكُسْبَرةُ بضم الكاف وفتح الباء عربية معروفة

( كشر ) الكَشْرُ بُدُوُّ الأَسنان عند التبسم وأَنشد إِنّ مِنَ الإِخْوانِ كِشْرَةٍ وإِخْوانَ كَيْفَ الحالُ والبالُ كلُّه قال والفِعْلَة يجيء في مصدر فاعَلَ تقول هاجَرَ هِجْرَةً وعاشَرَ عِشْرَةً وإنما يكون هذا التأْسيس
( * قوله « وانما يكون هذا التأْسيس إلخ » كذلك بالأصل )
فيما يدخل الافتعال على تفاعلا جميعاً الجوهري الكَشْرُ التبسم يقال كَشَرَ الرجلُ وانْكَلَّ وافْتَرَّ وابْتَسَمَ كل ذلك تَبْدَوُ منه الأَسنان ابن سيده كَشَرَ عن أَسنانه يَكْشِرُ كَشْراً أَبْدى يكون ذلك في الضحك وغيره وقد كاشَرَهُ والاسم الكِشْرَةُ كالعِشْرَةِ وكَشَرَ البعيرُ عن نابه أَي كَشَفَ عنه وروي عن أَبي الدرداء إنا لَنَكْشِرُ في وُجُوهِ أَقوام وإِن قُلُوبَنا لتَقْلِيهم أَي نَبْسِمُ في وُجوههم وكاشَرَه إذا ضَحِكَ في وجهه وباسطه ويقال كَشَرَ السبعُ عن نابه إذا هَرَّ الحِراش وكَشَرَ فلانٌ لفلان إذا تَنَمَّرَ له وأَوْعَدَه كأَنه سبع ابن الأَعرابي العُنْقُود إذا أُكل ما عليه وأُلقي قهو الكَشَرُ والكَشْرُ الخُبْزُ اليابس قال ويقال كَشِرَ إِذا هَرَبَ وكَشَرَ إذا افْتَرَّ والكَشْرُ ضرب من النكاح والبَضْعُ الكاشِرُ ضربٌ منه ويقال بأضَعها بُضْعاً كاشِراً ولا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ

( كشمر ) كَشْمَر أَنْفَه بالشين بعد الكاف كَسَره

( كصر ) أَبو زيد الكَصِيرُ لغة في القَصِير لبعض العرب

( كظر ) الكُظْرُ حرف الفَرْج أَبو عمرو الكُظْرُ جانب الفرج وجمعه أَكْظار وأَنشد واكْتَشَفَتْ لِنَاشِئٍ دَمَكْمَكِ عن وارِمٍ أَكْظارُه عَضَنَّكِ قال ابن برّيّ وذكر ابن النحاس أَن الكُظْرَ رَكَبُ المرأَة وأَنشد وذاتِ كُظْرٍ سَبِطِ المَشافِرِ ابن سيده والكُظْرُ والكُظْرَةُ شَحْمُ الكُلْيَتَيْن المحيطُ بهما والكُظْرَة إَيضاً الشحمة التي قُدّام الكُلْية فإذا انْتُزِعَت الكُلْية كان موضعُها كُظْراً وهما الكُظْرانِ والكُظْرُ ما بين التَّرْقُوَتَيْنِ قال الجوهري هذا الحرف نقلته من كتاب من غير سماع والكُظْرُ مَحَزُّ القوس
( * قوله « والكظر محز القوس إلخ » هذا والذي قبله بضم الكاف كالذي بعده وأما بكسرها فهو العقبة تشدّ في أصل فوق السهم نبه عليه المجد )
الذي تقع فيه حَلَقَةُ الوَتَرِ وجمعه كِظارٌ وقد كَظَرَ القوسَ كَظْراً الأَصمعي في سِيَةِ القَوْسِ الكُظْرُ وهو الفَرْضُ الذي فيه الوَتَرُ وجمعه الكِظارَةُ ويقال اكْظُرْ زَنْدَتك أَي حُز فيها حَزّاً

( كعر ) كَعِرَ الصبيُّ كَعَراً فهو كَعِرٌ وأَكْعَرُ امْتَلأَ بطنُه وسَمِنَ وقيل امتلأ بطنه من كثرة الأَكل وكَعِرَ البطنُ ونحوه تَمَلأَ وقيل سَمِنَ وقيل الكَعَرُ تَمَلُّؤُ بطنِ الصبي من كثرة الأَكل وأَكْعَرَ البعيرُ اكْتَنَزَ سَنامه وكَعِر الفَصِيلُ وأَكْعَرَ وكَعَّرَ وكَوْعَرَ اعْتَقَدَ في سَنامه الشحمُ فهو مُكْعِر وإِذا حَمَلَ الحُوارُ في سَنامه شَحْماً فهو مُكَعِّر ويقال مرّ فلان مُكْعِراً إِذا مَرَّ يَعْدُو مُسْرِعاً والكَعْرَةُ عُقْدَة كالغُدَّة والكُعْرُ شَوْكٌ ينبسط له وَرَقٌ كِبار أَمثال الذراع كثيرة الشوك ثم تخرج له شُعَبٌ وتظهر في رؤوس شعبه هَناتٌ أَمثالُ الرَّاح يُطِيفُ بها شوك كثير طِوالٌ وفيها وردة حمراء مُشْرِقة تَجْرُسُها النحل وفيها حَبٌّ أَمثال العُصْفُر إِلا أَنه شديد السواد والكَيْعَرُ من الأَشْبال الذي قد سَمِنَ وخَدِرَ لَحْمُه وكَوْعَرُ اسم

( كعبر ) الكَعْبَرَةُ من النساء الجافية العِلْجَةُ الكَعْباءُ في خَلْقِها وأَنشد عَكْباءُ كَعْبَرَةُ اللَّحْيَينِ جَحْمَرِشٌ والكُعْبُرَةُ عُقدَةُ أُنْبوبِ الزَّرْع والسُّنبلِ ونحوه والجمع الكَعابِرُ والكُعْبُرة والكُعْبورةُ كل مُجْتَمِعٍ مُكَتَّلٍ والكُعْبُورَة ما حاد من الرأْس قال العجاج كعابر الرؤوس منها أَو نسر
( * قوله « كعابر الرؤوس إلخ » كذا بالأصل )
وكُعْبُرة الكنف المستديرةُ فيها كالخرزة وفيها مَدارُ الوابِلَةِ الأَزهري الكُعْبُرة من اللحم الفِدْرَةُ اليسيرة أَو عظم شديد مُتَعَقِّد وأَنشد لو يَتَغَدَّى جَملاً لم يُسْئِرِ منه سِوَى كُعْبُرةٍ وكُعْبُرِ ابن شميل الكَعابِرُ رؤوس الفخذين وهي الكَراديسُ وقال أَبو زيد يسمى الرأْسُ كله كُعْبُورَةً وكُعْبُرةً والجمع كَعابِر وكَعابِير أَبو عمرو كُعْبُرة الوَظِيفِ مُجْتَمَعُ الوَظيفِ في الساق والكُعْبُرة والكُعْبورَة ما يُرْمى من الطعام كالزُّؤانِ ونحوه وحكى اللحياني كُعْبُرَّة والكُعْبُرة واحدة الكَعابِر وهو شيء يخرج من الطعام إِذا نُقِّي غليظ الرأْس مجتمع ومنه سميت رؤوس العظام الكَعابر اللحياني أَخْرَجْتُ من الطعام كَعابِرَه وسَعابِرَه بمعنى واحد والكُعْبُرة الكوع وكَعْبَرَ الشيءَ قطعه والمُكَعْبِرُ العَجَمِيُّ لأَنه يقطع الرؤوس والمُكَعْبِرُ العَرَبيُّ كلتاهما عن ثعلب والمُكَعْبَرُ والمُكَعْبِرُ من أَسماء الرجال وبَعْكَرَ الشيءَ قطعَه ككَعْبَره ويقال كَعْبَره بالسيف أَي قطعه ومنه سمي المُكَعْبِرُ الضَّبِّيُّ لأَنه ضرب قوماً بالسيف

( كعتر ) كَعْتَر في مشيه تمايل كالسكران

( كعور ) الأَزهري الكَعْوَرَةُ من الرجال الضَّخْمُ الأَنفِ كهيئة الزِّنْجِيِّ

( كفر ) الكُفْرُ نقيض الإِيمان آمنَّا بالله وكَفَرْنا بالطاغوت كَفَرَ با يَكْفُر كُفْراً وكُفُوراً وكُفْراناً ويقال لأَهل دار الحرب قد كَفَرُوا أَي عَصَوْا وامتنعوا والكُفْرُ كُفْرُ النعمة وهو نقيض الشكر والكُفْرُ جُحود النعمة وهو ضِدُّ الشكر وقوله تعالى إِنا بكلٍّ كافرون أَي جاحدون وكَفَرَ نَعْمَةَ الله يَكْفُرها كُفُوراً وكُفْراناً وكَفَر بها جَحَدَها وسَتَرها وكافَرَه حَقَّه جَحَدَه ورجل مُكَفَّر مجحود النعمة مع إِحسانه ورجل كافر جاحد لأَنْعُمِ الله مشتق من السَّتْر وقيل لأَنه مُغَطًّى على قلبه قال ابن دريد كأَنه فاعل في معنى مفعول والجمع كُفَّار وكَفَرَة وكِفارٌ مثل جائع وجِياعٍ ونائم ونِيَامٍ قال القَطامِيّ وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحاب موسى وغُرِّقَتِ الفَراعِنةُ الكِفَارُ وجمعُ الكافِرَة كَوافِرُ وفي حديث القُنُوتِ واجْعَلْ قلوبهم كقُلوبِ نساءٍ كوافِرَ الكوافرُ جمع كافرة يعني في التَّعادِي والاختلاف والنساءُ أَضعفُ قلوباً من الرجال لا سيما إِذا كُنَّ كوافر ورجل كَفَّارٌ وكَفُور كافر والأُنثى كَفُورٌ أَيضاً وجمعهما جميعاً كُفُرٌ ولا يجمع جمع السلامة لأَن الهاء لا تدخل في مؤنثه إِلا أَنهم قد قالوا عدوة الله وهو مذكور في موضعه وقوله تعالى فأَبى الظالمون إِلا كُفُرواً قال الأَخفش هو جمع الكُفْر مثل بُرْدٍ وبُرودٍ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال قِتالُ المسلمِ كُفْرٌ وسِبابُه فِسْقٌ ومن رغِبَ عن أَبيه فقد كَفَرَ قال بعض أَهل العلم الكُفْرُ على أَربعة أَنحاء كفر إِنكار بأَن لا يعرف الله أَصلاً ولا يعترف به وكفر جحود وكفر معاندة وكفر نفاق من لقي ربه بشيء من ذلك لم يغفر له ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فأَما كفر الإِنكار فهو أَن يكفر بقلبه ولسانه ولا يعرف ما يذكر له من التوحيد وكذلك روي في قوله تعالى إِن الذين كفروا سواء عليهم أَأَنذرتهم أَم لم تنذرهم لا يؤمنون أَي الذين كفروا بتوحيد الله وأَما كفر الجحود فأَن يعترف بقلبه ولا يقرّ بلسانه فهو كافر جاحد ككفر إِبليس وكفر أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْتِ ومنه قوله تعالى فلما جاءهم ما عَرَفُوا كَفَرُوا به يعني كُفْرَ الجحود وأَما كفر المعاندة فهو أَن يعرف الله بقلبه ويقرّ بلسانه ولا يَدِينَ به حسداً وبغياً ككفر أَبي جهل وأَضرابه وفي التهذيب يعترف بقلبه ويقرّ بلسانه ويأْبى أَن يقبل كأَبي طالب حيث يقول ولقد علمتُ بأَنَّ دينَ محمدٍ من خيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دِينَا لولا المَلامةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ لوَجَدْتَني سَمْحاً بذاك مُبِيناً وأَما كفر النفاق فأَن يقرّ بلسانه ويكفر بقلبه ولا يعتقد بقلبه قال الهروي سئل الأَزهري عمن يقول بخلق القرآن أَنسميه كافرراً ؟ فقال الذي يقوله كفر فأُعيد عليه السؤال ثلاثاً ويقول ما قال ثم قال في الآخر قد يقول المسلم كفراً قال شمر والكفر أَيضاً بمعنى البراءة كقول الله تعالى حكاية عن الشيطان في خطيئته إِذا دخل النار إِني كفرت بما أَشْركْتُمونِ من قَبْلُ أَي تبرأْت وكتب عبدُ الملك إِلى سعيد بن جُبَيْر يسأَله عن الكفر فقال الكفر على وجوه فكفر هو شرك يتخذ مع الله إِلهاً آخر وكفر بكتاب الله ورسوله وكفر بادِّعاء ولد الله وكفر مُدَّعي الإِسْلام وهو أَن يعمل أَعمالاً بغير ما أَنزل الله ويسعى في الأَرض فساداً ويقتل نفساً محرّمة بغير حق ثم نحو ذلك من الأَعمال كفرانِ أَحدهما كفر نعمة الله والآخر التكذيب بالله وفي التنزيل العزيز إِن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم قال أَبو إِسحق قيل فيه غير قول قال بعضهم يعني به اليهود لأَنهم آمنوا بموسى عليه السلام ثم كفروا بعزيز ثم كفروا بعيسى ثم ازدادوا كفراً بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وقيل جائز أَن يكون مُحاربٌ آمن ثم كفر وقيل جائز أَن يكون مُنافِقٌ أَظهر الإِيمانَ وأَبطن الكفر ثم آمن بعد ثم كفر وازداد كفراً بإِقامته على الكفر فإِن قال قائل الله عز وجل لا يغفر كفر مرة فلمَ قيل ههنا فيمن آمن ثم كفر ثم آمن ثم كفر لم يكن الله ليغفر لهم ما الفائدة في هذا ففالجواب في هذا والله أَعلم أَن الله يغفر للكافر إِذا آمن بعد كفره فإِن كفر بعد إِيمانه لم يغفر الله له الكفر الأَول لأَن الله يقبل التوبة فإِذا كَفَر بعد إِيمانٍ قَبْلَه كُفْرٌ فهو مطالبَ بجميع كفره ولا يجوز أَن يكون إِذا آمن بعد ذلك لا يغفر له لأَن الله عز وجل يغفر لكل مؤْمن بعد كفره والدليل على ذلك قوله تعالى وهو الذي يقبل التوبة عن عباده وهذا سيئة بالإِجماع وقوله سبحانه وتعالى ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون معناه أَن من زعم أَن حكماً من أَحكام الله الذي أَتت به الأَنبياء عليهم السلام باطل فهو كافر وفي حديث ابن عباس قيل له ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون وليسوا كمن كفر بالله واليوم الآخر قال وقد أَجمع الفقهاء أَن من قال إِن المحصنَين لا يجب أَن يرجما إِذا زنيا وكانا حرين كافر وإِنما كفر من رَدَّ حُكماً من أَحكام النبي صلى الله عليه وسلم لأَنه مكذب له ومن كذب النبي صلى الله عليه وسلم فهو قال كافر وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه إذا الرجل للرجل أَنت لي عدوّ فقد كفر أَحدهما بالإِسلام أَراد كفر نعمته لأَن الله عز وجل أَلف بين قلوبهم فأَصبحوا بنعمته إِخواناً فمن لم يعرفها فقد كفرها وفي الحديث من ترك قتل الحيات خشية النار فقد كفر أَي كفر النعمة وكذلك الحديث الآخر من أَتى حائضاً فقد كفر وحديث الأَنْواء إِن الله يُنْزِلُ الغَيْثَ فيُصْبِحُ قومٌ به كافرين يقولون مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا وكذا أَي كافرين بذلك دون غيره حيث يَنْسُبون المطر إِلى النوء دون الله ومنه الحديث فرأَيت أَكثر أَهلها النساء لكفرهن قيل أَيَكْفُرْنَ بالله ؟ قال لا ولكن يَكْفُرْنَ الإِحسانَ ويَكْفُرْنَ العَشِيرَ أَي يجحدن إِحسان أَزواجهن والحديث الآخر سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ومن رغب عن أَبيه فقد كفر ومن ترك الرمي فنعمة كفرها والأَحاديث من هذا النوع كثيرة وأَصل الكفر تغطية الشيء تغطية تستهلكه وقال الليث يقال إِنما سمي الكافر كافراً لأَن الكفر غطى قلبه كله قال الأَزهري ومعنى قول الليث هذا يحتاج إِلى بيان يدل عليه وإِيضاحه أَن الكفر في اللغة التغطية والكافر ذو كفر أَي ذو تغطية لقلبه بكفره كما يقال للابس السلاح كافر وهو الذي غطاه السلاح ومثله رجل كاسٍ أَي ذو كُسْوَة وماء دافق ذو دَفْقٍ قال وفيه قول آخر أَحسن مما ذهب إِليه وذلك أَن الكافر لما دعاه الله إِلى توحيده فقد دعاه إِلى نعمة وأَحبها له إِذا أَجابه إِلى ما دعاه إِليه فلما أَبى ما دعاه إِليه من توحيده كان كافراً نعمة الله أَي مغطياً لها بإِبائه حاجباً لها عنه وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع أَلا لا تَرْجِعُنَّ بعدي كُفَّاراً يَضْرِب بعضُكم رقابَ بعض قال أَبو منصور في قوله كفاراً قولان أَحدهما لابسين السلاح متهيئين للقتال من كَفَرَ فوقَ دِرْعِه إِذا لبس فوقها ثوباً كأَنه أَراد بذلك النهيَ عن الحرب والقول الثاني أَنه يُكَفِّرُ الماسَ فيَكْفُر كما تفعل الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ فيُكَفِّرونهم وهو كقوله صلى الله عليه وسلم من قال لأَخيه يا كافر فقد باء به أَحدهما لأَنه إِما أَن يَصْدُقَ عليه أَو يَكْذِبَ فإِن صدق فهو كافر وإِن كذب عاد الكفر إِليه بتكفيره أَخاه المسلم قال والكفر صنفان أَحدهما الكفر بأَصل الإِيمان وهو ضده والآخر الكفر بفرع من فروع الإِسلام فلا يخرج به عن أَصل الإِيمان وفي حديث الردّة وكفر من كفر من العرب أَصحاب الردّة كانوا صنفين صنف ارتدوا عن الدين وكانوا طائفتين إِحداهما أَصحاب مُسَيْلِمَةَ والأَسْودِ العَنْسِيّ الذين آمنوا بنبوتهما والأُخرى طائفة ارتدوا عن الإِسلام وعادوا إِلى ما كانوا عليه في الجاهلية وهؤلاء اتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم واستولد عليّ عليه السلام من سبيهم أُمَّ محمدِ بن الحنيفة ثم لم ينقرض عصر الصحابة رضي الله عنهم حتى أَجمعوا أَن المرتد لا يُسْبى والصنف الثاني من أَهل الردة لم يرتدوا عن الإِيمان ولكن أَنكروا فرض الزكاة وزعموا أَن الخطاب في قوله تعالى خذ من أَموالهم صدقة خاصة بزمن النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك اشتبه على عمر رضي الله عنه قِتالهم لإِقرارهم بالتوحيد والصلاة وثبت أَبو بكر رضي الله عنه على قتالهم بمنع الزكاة فتابعه الصحابة على ذلك لأَنهم كانوا قَرِيبي العهد بزمان يقع فيه التبديل والنسخ فلم يُقَرّوا على ذلك وهؤلاء كانوا أَهل بغي فأُضيفوا إِلى أَهل الردة حيث كانوا في زمانهم فانسحب عليهم اسمها فأَما بعد ذلك فمن أَنكر فرضية أَحد أَركان الإِسلام كان كافراً بالإِجماع ومنه حديث عمر رضي الله عنه أَلا لا تَضْرِبُوا المسلمين فتُذِلُّوهم ولا تَمْنَعُوهم حَقَّهم فتُكَفِّروهم لأَنهم ربما ارتدُّوا إِذا مُنِعوا عن الحق وفي حديث سَعْدٍ رضي الله عنه تَمَتَّعْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومُعَاوية كافر بالعُرُش قبل إِسلامه والعُرُش بيوت مكة وقيل معناه أَنه مقيم مُخْتَبِئٌ بمكة لأَن التمتع كان في حجة الوداع بعد فتح مكة ومُعاوية أَسلم عام الفتح وقيل هو من التكفير الذُّلِّ والخضوعِ وأَكْفَرْتُ الرجلَ دعوته كافراً يقال لا تُكْفِرْ أَحداً من أَهل قبلتك أَي لا تَنْسُبْهم إِلي الكفر ولا تجعلهم كفاراً بقولك وزعمك وكَفَّرَ الرجلَ نسبه إِلى الكفر وكل من ستر شيئاً فقد كَفَرَه وكَفَّره والكافر الزرَّاعُ لستره البذر بالتراب والكُفَّارُ الزُّرَّاعُ وتقول العرب للزَّرَّاعِ كافر لأَنه يَكْفُر البَذْر المَبْذورَ بتراب الأَرض المُثارة إِذا أَمَرّ عليها مالَقَهُ ومنه قوله تعالى كمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكفارَ نباتُه أَي أَعجب الزُّرَّاْعَ نباته وإِذا أَعجب الزراع نباته مع علمهم به غاية ما فهو يستحسن والغيث المطر ههنا وقد قيل الكفار في هذه الآية الكفار بالله وهم أَشد إِعجاباً بزينة الدنيا وحرثها من المؤمنين والكَفْرُ بالفتح التغطية وكَفَرْتُ الشيء أَكْفِرُه بالكسر أَي سترته والكافِر الليل وفي الصحاح الليل المظلم لأَنه يستر بظلمته كل شيء وكَفَرَ الليلُ الشيءَ وكَفَرَ عليه غَطَّاه وكَفَرَ الليلُ على أَثَرِ صاحبي غَطَّاه بسواده وظلمته وكَفَرَ الجهلُ على علم فلان غَطّاه والكافر البحر لسَتْرِه ما فيه ويُجْمَعُ الكافِرُ كِفَاراً وأَنشد اللحياني وغُرِّقَتِ الفراعِنَةُ الكِفَارُ وقول ثعلب بن صُعَيْرة المازني يصف الظليم والنعامة ورَواحَهما إِلى بيضهما عند غروب الشمس فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رثِيداً بَعْدَما أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ وذُكاء اسم للشمس أَلقت يمينها في كافر أَي بدأَت في المغيب قال الجوهري ويحتمل أَن يكون أَراد الليل وذكر ابن السكيت أَن لَبِيداً سَرَق هذا المعنى فقال حتى إِذا أَلْقَتْ يداً في كافِرٍ وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها قال ومن ذلك سمي الكافر كافراً لأَنه ستر نعم الله عز وجل قال الأَزهري ونعمه آياته الدالة على توحيده والنعم التي سترها الكافر هي الآيات التي أَبانت لذوي التمييز أَن خالقها واحد لا شريك له وكذلك إِرساله الرسل بالآيات المعجزة والكتب المنزلة والبراهين الواضحة نعمة منه ظاهرة فمن لم يصدّق بها وردّها فقد كفر نعمة الله أَي سترها وحجبها عن نفسه ويقال كافرني فلان حقي إِذا جحده حقه وتقول كَفَر نعمةَ الله وبنعمة الله كُفْراً وكُفْراناً وكُفُوراً وفي حديث عبد الملك كتب إِلى الحجاج من أَقرّ بالكُفْر فَخَلِّ سبيله أَي بكفر من خالف بني مَرْوانَ وخرج عليهم ومنه حديث الحجاج عُرِضَ عليه رجلٌ من بني تميم ليقتله فقال إِني لأَر رجلاً لا يُقِرّ اليوم بالكُفْر فقال عن دَمي تَخْدَعُني ؟ إِنّي أَكْفَرُ من حِمَارٍ وحمار رجل كان في الزمان الأَول كفر بعد الإِيمان وانتقل إِلى عبادة الأَوثان فصار مثلاً والكافِرُ الوادي العظيم والنهر كذلك أَيضاً وكافِرٌ نهر بالجزيرة قال المُتَلَمِّسُ يذكر طَرْحَ صحيفته وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي من جَنْبِ كافِرٍ كذلك أَقْنِي كلَّ قِطٍّ مُضَللِ وقال الجوهري الكافر الذي في شعر المتلمس النهر العظيم ابن بري في ترجمة عصا الكافرُ المطرُ وأَنشد وحَدَّثَها الرُّوَّادُ أَنْ ليس بينهما وبين قُرَى نَجْرانَ والشامِ كافِرُ وقال كافر أَي مطر الليث والكافِرُ من الأَرض ما بعد الناس لا يكاد ينزله أَو يمرّ به أحد وأَنشد تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَرِّ عِكْرِشَةٍ في كافرٍ ما به أَمْتٌ ولا عِوَجُ وفي رواية ابن شميل فأَبْصَرَتْ لمحةً من رأْس عِكْرِشَةٍ وقال ابن شميل أَيضاً الكافر لغائطُ الوَطِيءُ وأَنشد هذا البيت ورجل مُكَفَّرٌ وهو المِحْسانُ الذي لا تُشْكَرُ نِعْمَتُه والكافِرُ السحاب المظلم والكافر والكَفْرُ الظلمة لأَنها تستر ما تحتها وقول لبيد فاجْرَمَّزَتْ ثم سارَتْ وهي لاهِيَةٌ في كافِرٍ ما به أَمْتٌ ولا شَرَفُ يجوز أَن يكون ظلمةَ الليل وأَن يكون الوادي والكَفْرُ الترابُ عن اللحياني لأَنه يستر ما تحته ورماد مَكْفُور مُلْبَسٌ تراباً أَي سَفَتْ عليه الرياحُ الترابَ حتى وارته وغطته قال هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ ؟ قد دَرَسَتْ غَيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ والكَفْرُ ظلمة الليل وسوادُه وقد يكسر قال حميد فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ وابْنُ ذُكاءٍ كامِنٌ في كَفْرِ أَي فيما يواريه من سواد الليل وقد كَفَر الرجلُ متاعَه أَي أَوْعاه في وعاءٍ والكُفْر القِيرُ الذي تُطْلى به السُّفُنُ لسواده وتغطيته عن كراع ابن شميل القِيرُ ثلاثة أَضْرُبٍ الكُفْرُ والزِّفْتُ والقِيرُ فالكُفْرُ تُطْلى به السُّفُنُ والزفت يُجْعَل في الزقاق والقِيرُ يذاب ثم يطلى به السفن والكافِرُ الذي كَفَر دِرْعَه بثوب أَي غطاه ولبسه فوقه وكلُّ شيء غطى شيئاً فقد كفَرَه وفي الحديث أَن الأَوْسَ والخَزْرَجَ ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إِلى بعض بالسيوف فأَنزلَ اللهُ تعالى وكيف تكفرون وأَنتم تُتْلى عليكم آيات الله وفيكم رَسولُه ؟ ولم يكن ذلك على الكفر بالله ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الأُلْفَة والمودّة وكَفَر دِرْعَه بثوب وكَفَّرَها به لبس فوقها ثوباً فَغَشَّاها به ابن السكيت إِذا لبس الرجل فوق درعه ثوباً فهو كافر وقد كَفَّرَ فوقَ دِرْعه وكلُّ ما غَطَّى شيئاً فقد كَفَره ومنه قيل لليل كافر لأَنه ستر بظلمته كل شيء وغطاه ورجل كافر ومُكَفَّر في السلاح داخل فيه والمُكَفَّرُ المُوثَقُ في الحديد كأَنه غُطِّيَ به وسُتِرَ والمُتَكَفِّرُ الداخل في سلاحه والتَّكْفِير أَن يَتَكَفَّرَ المُحارِبُ في سلاحه ومنه قول الفرزدق هَيْهاتَ قد سَفِهَتْ أُمَيَّةُ رَأْيَها فاسْتَجْهَلَت حُلَماءَها سُفهاؤُها حَرْبٌ تَرَدَّدُ بينها بتَشَاجُرٍ قد كَفَّرَتْ آباؤُها أَبناؤها رفع أَبناؤها بقوله تَرَدَّدُ ورفع آباؤها بقوله قد كفَّرت أَي كَفَّرَتْ آباؤها في السلاح وتَكَفَّر البعير بحباله إِذا وقعت في قوائمه وهو من ذلك والكَفَّارة ما كُفِّرَ به من صدقة أَو صوم أَو نحو ذلك قال بعضهم كأَنه غُطِّيَ عليه بالكَفَّارة وتَكْفِيرُ اليمين فعل ما يجب بالحنث فيها والاسم الكَفَّارةُ والتَّكْفِيرُ في المعاصي كالإِحْباطِ في الثواب التهذيب وسميت الكَفَّاراتُ كفَّاراتٍ لأَنها تُكَفِّرُ الذنوبَ أَي تسترها مثل كَفَّارة الأَيْمان وكَفَّارة الظِّهارِ والقَتْل الخطإِ وقد بينها الله تعالى في كتابه وأَمر بها عباده وأَما الحدود فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ما أَدْرِي أَلْحُدُودُ كفاراتُ لأَهلها أَم لا وفي حديث قضاء الصلاة كَفَّارَتُها أَن تصليها إِذا ذكرتها وفي رواية لا كفارة لها إِلا ذلك وتكرر ذكر الكفارة في الحديث اسماً وفعلاً مفرداً وجمعاً وهي عبارة عن الفَعْلَة والخَصْلة التي من شأْنها أَن تُكَفِّرَ الخطيئة أَي تمحوها وتسترها وهي فَعَّالَة للمبالغة كقتالة وضرابة من الصفات الغالبة في باب الأَسمية ومعنى حديث قضاء الصلاة أَنه لا يلزمه في تركها غير قضائها من غُرْم أَو صدقة أَو غير ذلك كما يلزم المُفْطِر في رمضان من غير عذر والمحرم إِذا ترك شيئاً من نسكه فإِنه تجب عليه الفدية وفي الحديث المؤمن مُكَفَّرٌ أَي مُرَزَّأٌ في نفسه وماله لتُكَفَّر خَطاياه والكَفْرُ العَصا القصيرة وهي التي تُقْطَع من سَعَف النخل ابن الأَعرابي الكَفْرُ الخشبة الغليظة القصيرة والكافُورُ كِمُّ العِنَب قبل أَن يُنَوِّر والكَفَرُ والكُفُرَّى والكِفِرَّى والكَفَرَّى والكُفَرَّى وعاء طلع النخل وهو أَيضاً الكافُورُ ويقال له الكُفُرَّى والجُفُرَّى وفي حديث الحسن هو الطِّبِّيعُ في كُفُرَّاه الطِّبِّيعُ لُبُّ الطَّلْع وكُفُرَّاه بالضم وتشديد الراء وفتح الفاء وضمها هو وعاء الطلع وقشره الأَعلى وكذلك كافوره وقيل هو الطَّلْعُ حين يَنْشَقُّ ويشهد للأَول
( * قوله « ويشهد للاول إلخ » هكذا في الأصل والذي في النهاية ويشهد للاول قوله في قشر الكفرى ) قولُه في الحديث قِشْر الكُفُرَّى وقيل وعاء كل شيء من النبات كافُوره قال أَبو حنيفة قال ابن الأَعرابي سمعت أُمَّ رَباح تقول هذه كُفُرَّى وهذا كُفُرَّى وكَفَرَّى وكِفِرَّاه وكُفَرَّاه وقد قالوا فيه كافر وجمع الكافُور كوافير وجمع الكافر كوافر قال لبيد جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنْوءُ به من الكَوَافِرِ مَكْمُومٌ ومُهْتَصَرُ والكافُور الطَّلْع التهذيب كافُورُ الطلعة وعاؤُها الذي ينشق عنها سُمِّي كافُوراً لأَنه قد كَفَرها أَي غطَّاها وقول العجاج كالكَرْم إِذ نَادَى من الكافُورِ كافورُ الكَرْم الوَرَقُ المُغَطِّي لما في جوفه من العُنْقُود شبهه بكافور الطلع لأَنه ينفرج عمَّا فيه أَيضاً وفي الحديث أَنه كان اسم كِنانَةِ النبي صلى الله عليه وسلم الكافُورَ تشبيهاً بغِلاف الطَّلْع وأَكْمامِ الفَواكه لأَنها تسترها وهي فيها كالسِّهام في الكِنانةِ والكافورُ أَخْلاطٌ تجمع من الطيب تُرَكَّبُ من كافور الطَّلْع قال ابن دريد لا أَحسب الكافور عَرَبيًّا لأَنهم ربما قالوا القَفُور والقافُور وقوله عز وجل إِن الأَبرار يَشْرَبُون من كأْس كان مِزاجُها كافُوراً قيل هي عين في الجنة قال وكان ينبغي أَن لا ينصرف لأَنه اسم مؤنث معرفة على أَكثر من ثلاثة أَحرف لكن صرفه لتعديل رؤوس الآي وقال ثعلب إِنما أَجراه لأَنه جعله تشبيهاً ولو كان اسماً للعين لم يصرفه قال ابن سيده قوله جعله تشبيهاً أَراد كان مزاجُها مثل كافور قال الفراء يقال إِنها عَيْنٌ تسمى الكافور قال وقد يكون كان مِزاجُها كالكافور لطيب ريحه وقال الزجاج يجوز في اللغة أَن يكون طعم الطيب فيها والكافور وجائز أَن يمزج بالكافور ولا يكون في ذلك ضرر لأَن أَهل الجنة لا يَمَسُّهم فيها نَصَبٌ ولا وَصَبٌ الليث الكافور نبات له نَوْرٌ أَبيض كنَوْر الأُقْحُوَان والكافورُ عينُ ماءٍ في الجنة طيبِ الريح والكافور من أَخلاط الطيب وفي الصحاح من الطيب والكافور وعاء الطلع وأَما قول الراعي تَكْسُو المَفَارِقَ واللَّبَّاتِ ذَا أَرَجِ من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرَّاجِ قال الجوهري الظبي الذي يكون منه المسك إِنما يَرْعَى سُنْبُلَ الطيب فجعله كافوراً ابن سيده والكافورُ نبت طيب الريح يُشَبَّه بالكافور من النخل والكافورُ أَيضاً الإَغْرِيضُ والكُفُرَّى الكافُورُ الذي هو الإِغْرِيضُ وقال أَبو حنيفة مما يَجْرِي مَجْرَى الصُّمُوغ الكافورُ والكافِرُ من الأَرضين ما بعد واتسع وفي التنزيل العزيز ولا تُمَسِّكُوا بِعصَمِ الكَوافِر الكوافرُ النساءُ الكَفَرة وأَراد عقد نكاحهن والكَفْرُ القَرْية سُرْيانية ومنه قيل وكَفْرُ عاقِبٍ وكَفْرُبَيَّا وإِنما هي قرى نسبت إِلى رجال وجمعه كُفُور وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه أَنه قال لَتُخرِجَنَّكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً إِلى سُنْبُكٍ من الأَرض قيل وما ذلك السُّنْبُكُ ؟ قال حِسْمَى جُذام أَي من قرى الشام قال أَبو عبيد قوله كفراً كفراً يعني قرية قرية وأَكثر من يتكلم بهذا أَهل الشام يسمون القرية الكفر وروي عن مُعَاوية أَنه قال أَهل الكُفُورِ هم أَهل القُبُور قال الأَزهري يعني بالكفور القُرَى النائيةَ عن الأَمصار ومُجْتَمَعِ اهل العلم فالجهل عليهم أَغلب وهم إِلى البِدَع والأَهواء المُضِلَّة أَسرعُ يقول إِنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأَمصارَ والجُمعَ والجماعاتِ وما أَشبهها والكَفْرُ القَبْرُ ومنه قيل اللهم اغفر لأَهل الكُفُور ابن الأَعرابي اكْتَفَر فلانٌ أَي لزم الكُفُورَ وفي الحديث لا تسكُنِ الكُفُورَ فإن ساكنَ الكُفور كساكن القُبور قال الحَرْبيّ الكُفور ما بَعْدَ من الأَرض عن الناس فلا يمرّ به أَحد وأَهل الكفور عند أَهل المدن كالأَموات عند الأَحياء فكأَنهم في القبور وفي الحديث عُرِضَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أُمَّته من بعده كَفْراً كَفْراً فَسُرَّ بذلك أَي قرية قرية وقول العرب كَفْرٌ على كَفْرٍ أَي بعض على بعض وأَكْفَرَ الرجلُ مُطِيعَه أَحْوَجَه أَن يَعْصِيَه التهذيب إِذا أَلجأْت مُطِيعَك إِلى أَن يعصيك فقد أَكْفَرْتَه والتَّكْفِير إِيماءُ الذمي برأْسه لا يقال سجد فلان لفلان ولكن كَفَّرَ له تَكْفِيراً والكُفْرُ تعظيم الفارسي لِمَلكه والتَّكْفِيرُ لأَهل الكتاب أَن يُطَأْطئ أَحدُهم رأْسَه لصاحبه كالتسليم عندنا وقد كَفَّر له والتكفير أَن يضع يده أَو يديه على صدره قال جرير يخاطب الأَخطل ويذكر ما فعلت قيس بتغلب في الحروب التي كانت بعدهم وإِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قيْسٍ بَعْدَها فَضَعُوا السِّلاحَ وكَفِّرُوا تَكْفِيرَا يقول ضَعُوا سِلاحَكم فلستم قادرين على حرب قيس لعجزكم عن قتالهم فكَفِّروا لهم كما يُكَفِّرُ العبد لمولاه وكما يُكَفِّر العِلْجُ للدِّهْقانِ يضع يده على صدره ويَتَطامَنُ له واخْضَعُوا وانْقادُوا وفي الحديث عن أَبي سعيد الخدريّ رفعه قال إِذا أَصبح ابن آدم فإن الأَعضاء كلها تُكَفِّرُ للسان تقول اتق الله فينا فإِن استقمت استقمنا وإِن اعوججت اعوججنا قوله تكفر للسان أَي تَذِلّ وتُقِرّ بالطاعة له وتخضع لأَمره والتَّكْفِير هو أَن ينحني الإِنسان ويطأْطئ رأْسه قريباً من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه والتكفير تتويج الملك بتاج إِذا رؤي كُفِّرَ له الجوهري التكفير أَن يخضع الإِنسان لغيره كما يُكَفِّرُ العِلْجُ للدَّهاقِينِ وأَنشد بيت جرير وفي حديث عمرو بن أُمية والنجاشي رأَى الحبشة يدخلون من خَوْخَةٍ مُكَفِّرين فوَلاَّه ظهره ودخل وفي حديث أَبي معشر أَنه كان يكره التكفير في الصلاة وهو الانحناء الكثير في حالة القيام قبل الركوع وقال الشاعر يصف ثوراً مَلكٌ يُلاثُ برأْسِه تَكْفِيرُ قال ابن سيده وعندي أَن التكفير هنا اسم للتاج سمّاه بالمصدر أَو يكون اسماً غير مصدر كالتَّمْتِينِ والتَّنْبِيتِ والكَفِرُ بكسر الفاء العظيم من الجبال والجمع كَفِراتٌ قال عبدُ الله بن نُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ له أَرَجٌ من مُجْمِرِ الهِنْدِ ساطِعٌ تُطَلَّعُ رَيَّاهُ من الكَفِراتِ والكَفَرُ العِقابُ من الجبال قال أَبو عمرو الكَفَرُ الثنايا العِقَاب الواحدة كَفَرَةٌ قال أُمية وليس يَبْقَى لوَجْهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ إِلا السماءُ وإِلا الأَرْضُ والكَفَرُ ورجل كِفِرِّينٌ داهٍ وكَفَرْنى خاملٌ أَحمق الليث رجل كِفِرِّينٌ عِفِرِّينٌ أَي عِفْريت خبيث التهذيب وكلمة يَلْهَجُونَ بها لمن يؤمر بأَمر فيعمل على غير ما أُمر به فيقولون له مَكْفورٌ بِكَ يا فلان عَنَّيْتَ وآذَيْتَ وفي نوادر الأَعراب الكافِرَتانِ والكافِلَتانِ الأَلْيَتانِ

( كفهر ) المُكْفَهِرُّ من السحاب الذي يَغْلُظُ ويَسْوَدُّ ويركب بعضُه بعضاً والمُكْرَهِفُّ مثله وكلُّ مُتَراكِبٍ مُكْفَهِرّ ووجه مُكْفَهِرٌّ قليل اللحم غليظ الجلد لا يَسْتَحِي من شيء وقيل هو العَبُوسُ ومنه قول ابن مسعود إِذا لقيت الكافر فالْقَه بوجه مُكْفَهِرّ أَي بوجه منقبض لا طَلاقةَ فيه يقول لا تَلْقَه بوجه مُنْبَسِط وفي الحديث أَيضاً الُقَوُا المُخالِفِين بوجه مُكْفَهِرٍّ أَي عابس قَطوبٍ وعامٌ مُكْفَهِرٌّ كذلك ويقال رأَيته مُكْفَهِرَّ الوجه وقد اكْفَهَرَّ الرجلُ إِذا عَبَّسَ واكْفَهَرَّ النجم إِذا بدا وَجْهُه وضوءُه في شدة ظلمة الليل حكاه ثعلب وأَنشد إِذا الليل أَدْجَى واكْفَهَرَّتْ نُجومُه وصاحَ من الأَفْراطِ هامٌ جواثِمُ والمُكْرَهِفُّ لغة في المُكْفَهِرّ وفلان مُكْفَهِرُّ الوجه إِذا ضَرَبَ لوْنُه إِلى الغُبْرة مع الغِلَظ قال الراجز قامَ إِلى عَذْراءَ في الغُطَاطِ يَمْشِي بمِثْلِ قائِم الفُسْطاطِ بمُكْفَهِرِّ اللَّوْنِ ذي حَطاطِ أَبو بكر فلان مُكْفَهِرٌّ أَي منقبض كالح لا يُرَى فيه أَثرُ بِشْرٍ ولا فَرَحٍ وجَبَلٌ مُكْفَهِرٌّ صلب شديد لا يناله حادِثٌ والمُكْفَهِرُّ الصُّلْبُ الذي لا تغيره الحوادث

( كمر ) الكَمَرَةُ رأْس الذكر والجمع كَمَرٌ والمَكْمُور من الرجال الذي أَصابَ الخاتنُ طَرَفَ كَمَرَته وفي المحكم الذي أَصاب الخاتنُ كَمَرته والمَكْمُورُ العظيم الكَمَرَة وهم المَكْمُوراء ورجل كِمِرَّى إِذا كان ضخم الكَمَرَةِ مِثالُ الزِّمِكَّى وتَكامَرَ الرجلانِ نَظَرا أَيُّهما أَعظمُ كَمَرَةً وقد كامَرَه فكَمَرَه غلبه بعِظَمِ الكَمَرَة قال تاللهِ لَولا شَيْخُنا عَبَّادُ لَكامَرُونا اليومَ أَو لَكادُوا ويروى لَكَمَرونا اليومَ أَو لكادوا وامرأَة مَكْمُورَة منكوحة والكِمْرُ من البُسْرِ ما لم يُرْطِبْ على نخله ولكنه سقط فأَرْطَبَ في الأَرض قال ابن سيده وأَظنهم قالوا نخلة مِكْمارٌ والكِمِرَّى القصير قال قد أَرْسَلَتْ في عِيرها الكِمِرَّى والكِمِرَّى موضع عن السيرافي

( كمتر ) الكَمْتَرَةُ مِشْيَةٌ فيها تَقارُبٌ مثل الكَرْدَحَة ويقال قَمْطَرة وكمْتَرَة بمعنى وقيل الكَمْتَرَةُ من عَدْوِ القصير المُتَقارِبِ الخُطى المجتهدِ في عَدْوِه قال الشاعر حيثُ تَرَى الكَوَأْلَلَ الكُماتِرا كالهُبَعِ الصَّيْفيِّ و يَكْبُو عاثِرا وكَمْتَرَ إِناءَه والسقاءَ ملأَه وكَمْتَر القربة سَدَّها بوِكائه والكُمْتُرُ والكُماتِرُ الصُّلْبُ الشديد مثل الكُنْدُرِ والكُنادِر

( كمثر ) الكَمْثَرةُ فِعْلٌ مُمات وهو تداخل الشيء بعضه في بعض والكُمَّثْرَى معروف من الفواكه هذا الذي تسميه العامة الإِجَّاصَ مؤنث لا ينصرف قال ابن مَيَّادَةَ أَكُمَّثْرَى يَزِيدُ الحَلْقَ ضِيقاً أَحَبُّ إِليكَ أَم تِينٌ نَضِيجُ ؟ واحدته كُمَّثْراة وتصغيرها كُمَيْمِثْرةٌ وحكى ثعلب في تصغير الواحدة كُمَيْمِثْراة قال ابن سيده والأَقيس كُمَيْمِثْرة كما قدّمنا والكُماثِر القصير قال الأَزهري سأَلت جماعة من الأَعراب عن الكُمَّثْرى فلم يعرفوها ابن دريد الكَمْثَرة تداخلُ الشيء بعضه في بعض واجْتِماعُه قال فإِن يكن الكُمَّثْرَى عربيّاً فمنه اشتقاقه التهذيب وتصغيرها كُمَيْمِثْرَى وكُمَيْثِرَةٌ وكُمَيْمِثْراة وأَنشد بيت ابن ميادة كُمَيْمِثْرَى يزيدُ الحَلْقَ ضِيقاً

( كمعر ) كَمْعَرَ سنامُ البعير مثل أَكْعَرَ

( كنر ) الكِنَّارَةُ وفي المحكم الكِنَّارُ الشُّقَّة من ثياب الكَتَّانِ دَخيلٌ وفي حديث معاذ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لُبْسِ الكِنَّار هو شُقة الكتان قال ابن الأَثير كذا ذكره أَبو موسى قال ابن سيده والكِنَّاراتُ يختلف فيها فيقال هي العيدان التي يضرب بها ويقال هي الدُّفُوف ومنه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما إِن الله تبارك وتعالى أَنزَلَ الحقَّ ليُذْهِبَ به الباطل ويُبْطِلَ به اللَّعِبَ والزَّفْنَ والزَّمَّاراتِ والمَزاهِرَ والكِنَّارات وفي صفته صلى الله عليه وسلم في التوراة بعثتك تمحو المَعازِفَ والكِنَّاراتِ هي بالفتح والكسر العيدان وقيل البَرابِطُ وقيل الطُّنْبُورُ وقال الحَربي كان ينبغي أَن يقال الكِرانات فقدّمت النون على الراء قال وأَظن الكِرانَ فارسيّاً معرّباً قال وسمعت أَبا نصر يقول الكَرِينَةُ الضاربة بالعُود سميت به لضربها بالكِرانِ وقال أَبو سعيد الضرير أَحسبها بالباء جمع كِبارٍ وكبار جمع كَبَرٍ وهو الطبل كجَمَل وجِمال وجِمالات ومنه حديث عليّ عليه السلام أُمِرنا بكسر الكُوبَةِ والكِنَّارة والشِّياع ابن الأَعرابي الكَنانِيرُ واحدتها كِنَّارَة قال قوم هي العيدان ويقال هي الطنابير ويقال الطُّبُول التهذيب في ترجمة قنر رجل مُقَنْوِرٌ ومُقَنِّرٌ ومُكَنْوِرٌ ومُكَنِّر إِذا كان ضَخْماً سَمِجاً أَو مُعْتَمًّا عِمَّةً جافية

( كنبر ) الكِنْبارُ حَبْلُ النَّارَجِيلِ وهو نخيل الهند تتخذ من ليفه حبال للسفن يبلغ منها الحبل سبعين ديناراً والكِنْبِرَةُ الأَرْنَبَة الضخمة

( كنثر ) رجل كُنْثُرٌ وكُناثِرٌ وهو المجتمع الخلق

( كندر ) الكُنْدُورُ والكُنادِرُ والكُنَيدِرُ من الرجال الغليظ القصير مع شدّة ويوصف به الغليظ من حُمُر الوحش وروى شمر لابن شميل كُنَيْدِرٌ على فعيلل وكُنَيْدِرٌ تصغير كُنْدُر وحمار كُنْدُر وكُنادِرٌ عظيم وقيل غليظ وأَنشد للعجاج كأَنّ تَحْتي كُنْدُوراً كُنادِرا جَأْباً قَطَوْطى يَنْشِجُ المَشاجِرَا يقال حمار كُدُرٌ وكُنْدُورٌ وكُنادِرٌ للغليظ والجأْب الغليظ والقَطَوطى الذي يمشي مُقْطَوْطِياً وهو ضرب من المشي سريعٌ وقوله يَنْشِجُ المَشاجر أَي يصوّت بالأَشجار وذهب سيبويه إِلى أَنه رباعي وذهب غيره إِلى أَنه ثلاثي بدليل كَدَرَ وهو مذكور في موضعه وقال أَبو عمرو إِنه لذو كِنْدِيرَة وأَنشد يَتْبَعْنَ ذا كِنْدِيرَةٍ عَجَنَّسا إِذا الغرابانِ به تَمَرَّسا لم يَجِدا إِلا أَدِيماً أَمْلَسا ابن شميل الكُنْدُر الشديد الخَلْقِ وفِتْيانٌ كَنادِرَة والكُنْدُر اللُّبانُ وفي المحكم ضَرْبٌ من العِلْكِ الواحدة كُنْدُرة والكُنْدُرة من الأَرض ما غَلُظ وارتفع وكُنْدُرة البازي مَجْثِمُه الذي يُهَيَّأُ له من خَشَب أَو مَدَر وهو دخيل ليس بعربي وبيان ذلك أَنه لا يلتقي في كلمة عربية حرفان مثلان في حشو الكلمة إِلا بِفَصْلٍ لازم كالعَقَنْقَل والخَفَيْفَد ونحوه قال أَبو منصور قد يلتقي حرفان مثلان بلا فصل بينهما في آخر الاسم يقال رَمادٌ رِمْدَِدٌ وفرس سُقْدُدٌ إِذا كان مُضمَّراً والخَفَيْدَدُ الظلم وما لَهُ عُنْدُدٌ وقال المبرد ما كان من حرفين من جنس واحد فلا إِدغام فيها إِذا كانت في ملحقات الأَسماء لأَنها تنقص عن مقادير ما أُلحقت به نحو قَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ لأَنه ملحق بجَعْفَر وكذلك الجمع نحو قَرادِدَ ومهادِدَ مثل جَعافِرَ فإِن لم يكن ملحقاً لزمه الإِدغام نحو أَلَدّ وأَصَمّ والكَنْدَر ضرب من حساب الروم وهو حساب النجوم وكِنْدِيرٌ اسم مثل به سيبويه وفسره السيرافي

( كنعر ) الكَنْعَرَةُ الناقة العظيمة الجسيمة السمينة وجمعها كناعِرُ الأَزهري كَنْعَرَ سَنامُ الفصيل إِذا صار فيه شحم وهو مثل أَكْعَرَ

( كنهر ) الكَنَهْوَرُ من السحاب المتراكبُ الثخين قال الأَصمعي وغيره هو قِطَعٌ من السحاب أَمثالُ الجبال قال أَبو نُخَيْلَةَ كَنَهْوَر كان من أَعقاب السُّمِيّ
( * هذا الشطر لا وزن له معروف )
واحدته كَنَهْوَرَة وقيل الكَنَهْوَر السحاب المتراكم قال ابن مُقْبِل لها قاتِدٌ دُهْمُ الرِّبابِ وخَلْفَهُ روايا يُبَجِّسْنَ الغَمامَ الكَنَهْورا وفي حديث علي عليه السلام وَمِيضُه في كَنَهْوَرِ رَبابه الكَنَهْوَرُ العظيم من السحاب والرَّبابُ الأَبيضُ منه والنون والواو زائداتان ونابٌ كَنَهْوَرَةٌ مُسِنَّة وقال في موضع آخر كَنْهَرَةُ موضع بالدَّهْناء بين جبلين فيها قِلاتٌ يملؤها ماءُ السماء والكَنَهْوَرُ منه أُخِذَ

( كهر ) كَهَرَ الضُّحى ارتفع قال عَدِيُّ بن زيد العَبَّادي مُسْتَخِفِّينَ بلا أَزْوادِنا ثقةً بالمُهْرِ من غيرِ عَدَمْ فإِذا العانَةُ في كَهْرِ الضُّحى دُونها أَحْقَبُ ذو لَحْمٍ زِيَمْ يصف أَنه لا يحمل معه زاداً في طريقه ثقة بما يصيده بمُهرِه والعانة القطيع من الوحش والأَحقب الحمار الذي في حِقْوَيْهِ بياض ولحم زِيَمٌ لحم متفرق ليس بمجتمع في مكان وكَهَرَ النهارُ يَكْهَرُ كَهْراً ارتفع واشتدّ حَرُّه الأَزهري كَهْرُ النهارِ ارتفاعُه في شدة الحر والكَهْرُ الضحك واللهو وكَهَرَه يَكْهَرُه كَهْراً زَبَرَهُ واستقبله بوجه عابسٍ وانْتَهره تَهاوناً به والكَهْرُ الانْتِهارُ قال ابنُ دارة الثَّعْلَبيّ فقامَ لايَحْفِلُ ثَمَّ كَهْرا ولا يُبالي لو يُلاقي عَهْرا قال الكَهْرُ الانْتِهارُ وكَهَرَه وقَهَره بمعنى وفي قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فأَما اليتيم فلا تَكْهَرْ وزعم يعقوب أَن كافه بدل من قاف تَقْهَرْ وفي حديث مُعَاوية بن الحَكَمِ السّلَمِيّ أَنه قال ما رأَيت مُعَلِّماً أَحْسَنَ تعليماً من النبي صلى الله عليه وسلم فبأَبي هو وأُمي ما كَهَرني ولا شَتَمَني ولا ضَرَبني وفي حديث المَسْعى أَنهم كانوا لا يُدَعُّون عنه ولا يُكْهَرون قال ابن الأَثير هكذا يروى في كتب الغريب وبعض طرق مسلم قال والذي جاء في الأَكثر يُكْرَهُون بتقديم الراء من الإِكراه ورجل كُهْرُورَةٌ عابس وقيل قبيح الوجه وقيل ضحَّاك لعَّاب وفي فلان كُهْرُورةٌ أَي انْتِهارٌ لمن خاطبه وتعبيس للوجه قال زَبْدُ الخيل ولستُ بذِي كُهْرورَةٍ غيرَ أَنَّني إِذا طَلَعَتْ أُولى المُغِيرَةِ أَعْبَسُ والكَهْرُ القَهْرُ والكَهْرُ عُبُوسُ الوجه والكَهْرُ الشَّتْمُ الأَزهري الكَهْرُ المُصاهَرة وأَنشد يُرَحَّبُ بي عند بابِ الأَمِير وتُكْهَرُ سَعْدٌ ويُقْضى لها أَي تُصاهَرُ

( كور ) الكُورُ بالضم الرحل وقيل الرحل بأَداته والجمع أَكْوار وأَكْوُرٌ قال أَناخَ بِرَمْلِ الكَوْمَحَيْن إِناخَةَ الْ يَماني قِلاصاً حَطَّ عنهنّ أَكْوُرا والكثير كُورانٌ وكُؤُور قال كُثَيِّر عَزَّة على جِلَّةٍ كالهَضْبِ تَخْتالُ في البُرى فأَحْمالُها مَقْصورَةٌ وكُؤُورُها قال ابن سيده وهذا نادر في المعتل من هذا البناء وإِنما بابه الصحيح منه كبُنُودٍ وجُنُودٍ وفي حديث طَهْفَة بأَكْوارِ المَيسِ تَرْتَمِي بنا العِيسُ الأَكْوارُ جمع كُورٍ بالضم وهو رَحْل الناقة بأَداته وهو كالسَّرْج وآلتِه للفرس وقد تكرّر في الحديث مفرداً ومجموعاً قال ابن الأَثير وكثير من الناس يفتح الكاف وهو خطأ وقول خالد بن زهير الهذلي نَشَأْتُ عَسِيراً لم تُدَيَّثْ عَرِيكَتي ولم يَسْتَقِرَّ فوقَ ظَهْرِيَ كُورُها استعار الكُورَ لتذليل نفسه إِذ كان الكُورُ مما يذلل به البعير ويُوَطَّأُ ولا كُورَ هنالك ويقال للكُورِ وهو الرحل المَكْوَرُ وهو المُكْوَرُّ إِذا فتحت الميم خففت الراء وإِذا ثقلت الراء ضممت الميم وأَنشد قول الشاعر قِلاص يَمانٍ حَطَّ عنهن مَكْوَرا فخفف وأَنشد الأَصمعي كأَنّ في الحََبْلَيْنِ من مُكْوَرِّه مِسْحَلَ عُونٍ قَصَدَتْ لضَرِّهِ وكُورُ الحَدَّاد الذي فيه الجَمْر وتُوقَدُ فيه النار وهو مبنيّ من طين ويقال هو الزِّقُّ أَيضاً والكَوْرُ الإِبل الكثيرة العظيمة ويقال على فلان كَوْرٌ من الإِبل والكَوْرُ من الإِبل العَطيِعُ الضَّخْم وقيل هي مائة وخمسون وقيل مائتان وأَكثر والكَوْرُ القطيع من البقر قال ذؤيب ولا شَبُوبَ من الثِّيرانِ أَفْرَدَه من كَوْرِه كَثْرَةُ الإِغْراءِ والطَّرَدُ والجمع منهما أَكْوار قال ابن بري هذا البيت أَورده الجوهري ولا مُشِبَّ من الثِّيرانِ أَفْرَده عن كَوْرِه كَثْرَةُ الإِغراءِ والطَّرَدِ بكسر الدال قال وصوابه والطردُ برفع الدال وأَول القصيدة تالله يَبْقى على الأَيَّامِ مُبْتَقِلٌ جَوْنُ السَّراةِ رَباعٌ سِنُّه غَرِدُ يقول تالله لا يبقى على الأَيَّام مُبْتَقِلٌ أَي الذي يَرْعى البقل والجَوْنُ الأَسْوَدُ والسَّراةُ الظَّهْر وغَرِدٌ مُصَوِّتٌ ولا مُشِبَّ من الثيران وهو المُسِنّ أَفرده عن جماعته إِغراءُ الكلب به وطَرَدُه والكَوْرُ الزيادة الليث الكَوْرُ لَوْثُ العمامة يعني إِدارتها على الرأْس وقد كَوَّرْتُها تَكْوِيراً وقال النضر كل دارة من العمامة كَوْرٌ وكل دَوْرٍ كَوْرٌ وتكْوِيرُ العمامة كَوْرُها وكارَ العِمامَةَ على الرأْس يَكُورُها كَوْراً لاثَها عليه وأَدارها قال أَبو ذؤيب وصُرَّادِ غَيْمٍ لا يزالُ كأَنه مُلاءٌ بأَشْرافِ الجِبالِ مَكُورُ وكذلك كَوَّرَها والمِكْوَرُ والمِكْوَرَةُ والكِوارَةُ العمامةُ وقولهم نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ قيل الحَوْرُ النقصان والرجوع والكَوْرُ الزيادة أُخذ من كَوْرِ العمامة يقول قد تغيرت حاله وانتقضت كما ينتقض كَوْرُ العمامة بعد الشدّ وكل هذا قريب بعضه من بعض وقيل الكَوْرُ تَكْوِيرُ العمامة والحَوْرُ نَقْضُها وقيل معناه نعوذ بالله من الرجوع بعد الاستقامة والنقصان بعد الزيادة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يتعوّذ من الحَوْر بعد الكَوْرِ أَي من النقصان بعد الزيادة وهو من تَكْوِير العمامة وهو لفها وجمعها قال ويروى بالنون وفي صفة زرع الجنة فيبادِرُ الطَّرْفَ نَباتُه واستحصادُه وتَكْوِيرُه أَي جَمْعُه وإِلقاؤه والكِوارَة خرقة تجعلها المرأَة على رأْسها ابن سيده والكِوارَةُ لوث تَلْتاثه المرأَة على رأْسها بخمارها وهو ضَرْبٌ من الخِمْرَةِ وأَنشد عَسْراءُ حينَ تَرَدَّى من تَفَحُّشِها وفي كِوارَتِها من بَغْيِها مَيَلُ وقوله أَنشده الأَصْمَعِيُّ لبعض الأَغْفال جافِيَة مَعْوى ملاث الكَوْر قال ابن سيده يجوز أَن يعني موضع كَوْرِ العمامة والكِوارُ والكِوارَة شيء يتخذ للنحل من القُضْبان وهو ضيق الرأْس وتَكْوِيرُ الليل والنهار أَن يُلْحَقَ أَحدُهما بالآخر وقيل تَكْوِيرُ الليل والنهار تَغْشِيَةُ كل واحد منهما صاحبه وقيل إِدخال كل واحد منهما في صاحبه والمعاني متقاربة وفي الصحاح وتَكْوِيرُ الليل على النهار تَغْشيته إِياه ويقال زيادته في هذا من ذلك وفي التنزيل العزيز يُكَوِّرُ الليلَ على النهار ويُكَوِّرُ النهارَ على الليل أَي يُدْخِلُ هذا على هذا وأَصله من تَكْوِيرِ العمامة وهو لفها وجمعها وكُوِّرَتِ الشمسُ جُمِعَ ضوءُها ولُفَّ كما تُلَفُّ العمامة وقيل معنى كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ وهو بالفارسية « كُورْبِكِرْ » وقال مجاهد كُوِّرَت اضمحلت وذهبت ويقال كُرْتُ العمامةَ على رأْسي أَكُورُها وكَوَّرْتُها أُكَوِّرُها إِذا لففتها وقال الأَخفش تُلَفُّ فَتُمْحَى وقال أَبو عبيدة كُوِّرَتْ مثل تَكْوِير العمامة تُلَفُّ فَتُمْحَى وقال قتادة كُوِّرَتْ ذهب ضوءُها وهو قول الفراء وقال عكرمة نُزِعَ ضوءُها وقال مجاهد كُوِّرَتْ دُهْوِرَتْ وقال الرَّبيعُ بن خَيثَمٍ كُوِّرَتْ رُميَ بها ويقال دَهْوَرْتُ الحائطَ إِذا طرحته حتى يَسْقُطَ وحكى الجوهري عن ابن عباس كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ وفي الحديث يُجاءُ بالشمس والقمر ثَوْرَيْنِ يُكَوَّرانِ في النار يوم القيامة أَي يُلَفَّانِ ويُجْمَعانِ ويُلْقَيانِ فيها والرواية ثورين بالثاء كأَنهما يُمْسَخانِ قال ابن الأَثير وقد روي بالنون وهو تصحيف الجوهري الكُورَةُ المدينة والصُّقْعُ والجمع كُوَرٌ ابن سيده والكُورَةُ من البلاد المِخْلافُ وهي القرية من قُرَى اليمن قال ابن دريد لا أَحْسِبُه عربيّاً والكارَةُ الحالُ الذي يحمله الرجل على ظهره وقد كارها كَوْراً واسْتَكارَها والكارَةُ عِكْمُ الثِّياب وهو منه وكارةُ القَصَّار من ذلك سميت به لأَنه يُكَوِّر ثيابه في ثوب واحد ويحمِلها فيكون بعضُها على بعض وكوّر المتاعَ أَلقى بعضه على بعض الجوهري الكارةُ ما يُحمل على الظهر من الثِّياب وتَكْوِيرُ المتاع جمعُه وشدّه والكارُ سُفُن مُنحدِرة فيها طعام في موضع واحد وضربه فكَوَّره أَي صرَعه وكذلك طعنه فكَوّرَه أَي أَلقاه مجتمعاً وأَنشد أَبو عبيدة ضَرَبْناه أُمَّ الرَّأْسِ والنَّقْعُ ساطِعٌ فَخَرَّ صَرِيعاً لليَدَيْنِ مُكَوَّرَا وكَوَّرْته فتكَوَّر أَي سقَط وقد تكَوَّر هو قال أَبو كبير الهذلي مُتَكَوِّرِينَ على المَعارِي بينهم ضرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ وقيل التَّكْوِير الصَّرْع ضرَبه أَو لم يضربْه والاكتيارُ صرعُ الشيءِ بعضُه على بعضٍ والاكْتِيار في الصِّراع أَن يُصرَع بعضه على بعض والتَّكَوُّر التَّقَطُّر والتَّشَمُّر وكارَ الرجلُ في مشْيته كَوْراً واسْتَكار أَسْرع والكِيار رَفْع الفَرس ذنبه في حُضْره والكَيِّر الفرس إِذا فعل ذلك ابن بزرج أَكارَ عليه يضربه وهما يَتَكايرانِ بالياء وفي حديث المُنافق يَكِير في هذه مرّة وفي هذه مرّة أَي يجري يقال كارَ الفرسُ يَكِيرُ إِذا جرى رافعاً ذنبه ويروى يَكْبِنُ واكْتار الفرسُ رفع ذنَبه في عَدْوِه واكْتارَتِ الناقة شالت بذنَبها عند اللِّقاح قال ابن سيده وإِنما حملنا ما جُهل من تصرّفه من باب الواو لأَن الأَلف فيه عين وانقلاب الأَلف عن العين واواً أَكثر من انقلابها عن الياء ويقال جاء الفرس مُكْتاراً إِذا جاء مادّاً ذنبه تحت عَجُزِه قال الكميت يصف ثوراً كأَنه من يَدَيْ قِبْطِيَّة لَهِقاً بالأَتْحَمِيّة مُكْتارٌ ومُنْتَقِبُ قالوا هو من اكْتار الرجلُ اكْتِياراً إِذا تعمَّم وقال الأَصمعي اكْتارَتِ الناقة اكْتِياراً إِذا شالت بذنَبها بعد اللِّقاح واكْتار الرجل للرجل اكْتِياراً إِذا تهيأَ لِسبابه وقال أَبو زيد أَكَرْت على الرجل أُكِيرُ كيارةً إِذا استذللته واستضعفته وأَحَلْت عليه إِحالة نحو مائةٍ والكُورُ بناء الزَّنابير وفي الصحاح موضِع الزَّنابير والكُوَّارات الخَلايا الأَهْلِيَّة عن أَبي حنيفة قال وهي الكَوائر أَيضاً على مثال الكَواعِر قال ابن سيده وعندي أَن الكَوائر ليس جمع كُوَّارة إِنما هو جمع كُوَارة فافهم والكِوَار والكِوارة بيت يُتَّخذ من قُضبانٍ ضيِّقُ الرأْس للنحل تُعَسِّلُ فيه الجوهري وكُوَّارة النحل عسلها في الشمَع وفي حديث عليّ عليه السلام ليس فيما تُخْرِج أَكْوارُ النَّحْل صدَقة واحدها كُور بالضم وهو بيت النحل والزَّنابير أَراد أَنه ليس في العسل صدقة وكُرْت الأَرض كَوْراً حفرتُها وكُور وكُوَيْرٌ والكَوْر جبال معروفة قال الراعي وفي يَدُومَ إِذا اغْبَرَّتْ مَناكِبُه وذِرْوَةِ الكَوْرِ عن مَرْوانَ مُعْتَزَلُ ودارَةُ الكَوْر بفتح الكاف موضع عن كُراع والمِكْوَرَّى القصير العريض ورجل مِكْوَرَّى أَي لئيم والمَكْوَرَّى الرَّوْثة العظيمة وجعلها سيبويه صفة فسرها السيرافي بأَنه العظيم رَوثَةِ الأَنف وكسر الميم فيه لغة مأْخوذ من كَوَّره إِذا جَمعه قال وهو مَفْعَلَّى بتشديد اللام لأَن فَعْلَلَّى لم يَجِئ وقد يحذف الأَلف فيقال مَِكْوَرٌّ والأُنثى في كل ذلك بالهاء قال كراع ولا نظير له ورجل مَكْوَرٌّ فاحش مكثار عنه قال ولا نظير له أَيضاً ابن حبيب كَوْرٌ أَرض باليمامة

( كير ) الكِيرُ كِيرُ الحدّاد وهو زِقّ أَو جلد غليظ ذو حافاتٍ وأَما المبني من الطين فهو الكُورُ ابن سيده الكِير الزِّقّ الذي يَنْفُخ فيه الحدّاد والجمع أَكْيارٌ وكِيَرة وفي الحديث مثَلُ الجلِيس السَّوْء مثَلُ الكِير هو من ذلك ومنه الحديث المدينة كالكِيرِ تَنفي خَبَثها ويَنْصَع طِيبُها ولما فسر ثعلب قول الشاعر ترَى آنُفاً دُغماً قِباحاً كأَنها مَقادِيمُ أَكْيارٍ ضخامَ الأَرانِب قال مَقادِيم الكِيرانِ تسودُّ من النار فكسَّر كِيراً على كيران وليس ذلك بمعروف في كتب اللغة إِنما الكِيران جمع الكُور وهو الرّحْل ولعل ثعلباً إِنما قال مَقادِيم الأَكْيار وكِير بلد قال عروة بن الورد إِذا حَلَّتْ بأَرض بني عليٍّ وأَهْلُكَ بين إِمَّرَة وكِير ابن بزرج أَكارَ عليه يضربه وهُما يتكايران بالياء وكِير اسم جبل

( لهبر ) ابن الأَثير في الحديث لا تَتَزَوَّجَنَّ لَهْبَرَةً هي الطويلة الهزيلة

( مأر ) المِئْرَةُ بالهمزة الذَّجْلُ والعَدَاوَةُ وجمعها مِئَرٌ ومَئِرَ عليه وامْتَأَرَ اعْتَقَدَ عَداوتَه ومَأَرَ بينهم يَمْأَرُ مَأْراً وماءَرَ بينهم مُماءَرَةً ومِئاراً أَفسد بينهم وأَغرى وعادى وماءَرْتُهُ مُماءَرَةً على فاعَلْتُه وامْتَأَر فلانٌ على فلان أَي احتقد عليه ورجل مَئِرٌ وَمِئَرٌ مفسد بين الناس وتَمَاءَرُوا تفاخروا وماءَرَهُ وماءَرَةً فاخَرَهُ وماءَرَهُ في فِعْلِه ساواه قال دَعْتْ ساقَ حُرٍّ فانْتَحى مِثْلَ صَوْتِها يُمائِرُها في فِعْله وتُمائِرُهْ وَتَماءَرَا تساويا عن ابن الأَعرابي وأَنشد تَماءَرْتُمُ في العِزِّ حَتَّى هَلَكْتُمُ كما أَهْلَكَ الغارُ النِّساءَ الضَّرائِرا وَأَمْرٌ مَئِرٌ وَمَئِيرٌ شديد يقال هم في أَمر مَئِرٍ أَي شديد وَمَأَرَ السِّقاءَ مَأْراً وَسَّعَه

( متر ) مَتَرَهُ مَتْراً قطعه ورأَيته يَتَماتَرُ أَي يتجاذب وتَماتَرَتِ النارُ عند القَدْحِ كذلك قال الليثُ والنارُ إِذا قُدِحَتْ رأَيتَها تَتَماتَرُ قال أَبو منصور لم أَسمع هذا الحرف لغير الليث والمَتْرُ السَّلْحُ إِذا رُمي به وَمَتَرَ بِسَلْحِهِ إِذا رَمَى به مثل مَتَحَ والمَتْرُ المَدُّ وَمَتَرَ الحَبْلَ يَمْتُرُهُ مَدَّهُ وامْتَرَّ هو امْتَدَّ قال وربما كني به عن البِضَاعِ والمَتْرُ لغة في البَتْرِ وهو القطع

( مجر ) المَجْرُ ما في بُطون الحوامل من الإِبل والغنم والمَجْرُ أَن يُشْتَرَى ما في بطونها وقيل هو أَن يشترى البعير بما في بطن الناقة وقد أَمْجَرَ في البيع ومَاجَرَ مُمَاجَرَةً ومِجَاراً الجوهري والمَجْرُ أَن يباع الشيء بما في بطن هذه الناقة وفي الحديث أَنه نَهى عن المَجْرِ أَي عن بيع المَجْرِ وهو ما في البطون كنهيه عن الملاقيح ويجوز أَن يكون سُمِّي بَيعُ المَجْرِ مَجْراً اتساعاً ومجازاً وكان من بِياعاتِ الجاهلية وقال أَبو زيد المَجْرُ أَن يُبَاع البعير أَو غيره بما في بطن الناقة يقال منه أَمْجَرْتُ في البيع إِمْجَاراً مُمَاجَرَةً ولا يقال لما في البطن مَجْرٌ إِلا إِذا أَثْقَلَتِ الحامِلُ فالمَجْرُ اسم للحَمْلِ الذي في بطن الناقة وحَمْلُ الذي في بطنها حَبَلُ الحَبَلَةِ ومَجِرَ من الماء واللَّبَنِ مَجَراً فهو مَجِرٌ تَمَلأَ ولم يَرْوَ وزعم يعقوب أَن ميمه بدل من نون نَجِرَ وزعم اللحياني أَن ميمه بدل من باء بَجِرَ ويقال مَجِرَ ونَجِرَ إِذا عَطِشَ فأَكثر من الشرب فلم يَرْوَ لأَنهم يبدلون الميم من النون مثل نَخَجْتُ الدَّلْوَ ومَخَجْتُ ومَجِرَتِ الشاة مَجَراً وأَمْجَرَتْ وهي مُمْجِر إِذا عَظُمَ ولدها في بطنها فَهُزِلَتْ وثَقُلَت ولن تطق على القيام حتى تقام قال تَعْوِي كِلابُ الحَيِّ مِنْ عُوَائها وتَحْمِلُ المُمْجِرَ في كِسائها فإِذا كان ذلك عادة لها فهي مِمْجَارٌ والإِمْجارُ في النُّوق مثلُه في الشاء عن ابن الأَعرابي غيره والمَجَرُ بالتحريك الاسم من قولك أَمجرت الشاة فهي مُمْجِرٌ وهو أَن يعظم ما في بطنها من الحمل وتكون مهزولة لا تقدر على النهوض ويقال شاة مَجْرَةٌ بالتسكين عن يعقوب ومنه قيل للجيش العظيم مَجْرٌ لِثِقَلِه وضِخَمِه والمَجَرُ انتفاخ البطن من حَبَلٍ أَو حَبَنٍ يقال مَجِرَ بطنها وأَمْجَرَ فهي مَجِرَةٌ ومُمْجِرٌ والإِمْجَارُ أَن تَلْقَحَ الناقةُ والشاة فتَمْرَضَ أَو تَحْدَبَ فلا تقدر أَن تمشي وربما شق بطنها فأُخرج ما فيه لِيُرَبُّوه والمَجَرُ أَن يعظم بطن الشاة الحامل فَتُهْزَلَ يقال شاة مُمْجِرٌ وغَنَمٌ مَمَاجِرُ قال الأَزهري وقد صح أَن بطنَ النعجة المَجِرَ
( * كذا بياض بالأصل المنقول من مسودة المؤلف ) شيء على حدة وأَنه يدخل في البيوع الفاسدة وأَن المَجَرَ شيء آخر وهو انتفاخ بطن النعجة إِذا هزلت وفي حديث الخليل عليه السلام فيلتفت إِلى أَبيه وقد مسخه الله ضِبْعَاناً أَمْجَرَ الأَمْجَرُ العظيمُ البطنِ المهزولُ الجسم ابن شميل المُمْجِرُ الشاةُ التي يصيبها مرض أَو هُزال وتعسر عليها الولادة قال وأَما المَجْرُ فهو بيع ما في بطنها وناقة مُمْجِرٌ إِذا جازت وقتها في النِّتَاج وأَنشد ونَتَجُوها بَعْدَ طُولِ إِمْجَار وأَنشد شمر لبعض الأَعراب أَمْجَرْتَ إِرْباءً ببيعٍ غالِ مُحَرَّمٍ عليك لا حَلالِ أَعْطَيْتَ كَبْشاً وارِم الطِّحَالِ بالغَدَوِيَّاتِ وبالفِصَالِ وعاجلاً بآجِلِ السِّخَالِ في حَلَقِ الأَرْحامِ ذي الأَقْفَالِ حَتَّى يُنَتَّجْنَ مِنَ المَبَالِ ثُمَّتَ يُفْطَمْنَ على إِمْهَالِ والمَجْرُ بَيْعُ اللَّحْمِ بالأَحْبالِ لحُومِ جُزْرٍ غَثَّةٍ هِزَالِ فَطائِم الأَغْنامِ والآبالِ أَلعَيْنَ بالضِّمَارِ ذي الآجالِ والشِّفَّ بالناقص لا تُبالي والمِجَارُ العِقَالُ والأَعْرَفُ الهِجَارُ وجَيْشٌ مَجْرٌ كثيرٌ جدّاً الأَصمعي المَجْرُ بالتسكين الجيش العظيم المجتمع وما له مَجْرٌ أَي ما له عَقْلٌ وجعل ابن قتيبة تفسير نهيه عن المَجْرِ غَلَطاً وذهب بالمجْر إِلى الولد يعظم في بطن الشاة قال الأَزهري والصواب ما فسر أَبو زيد أَبو عبيدة المَجْرُ ما في بطن الناقة قال والثاني حَبَلُ الحَبَلَةِ والثالث الغَمِيسُ قال أَبو العباس وأَبو عبيدة ثقة وقال القتيبي هو المَجَرُ بفتح الجيم قال ابن الأَثير وقد أُخذ عليه لأَن المَجَرَ داء في الشاء وهو أَن يعظم بطن الشاة الحامل فتهزل وربما رَمَتْ بولدها وقد مجَرَتْ وأَمْجَرَتْ وفي الحديث كلُّ مَجْرٍ حَرَامٌ قال أَلَمْ تَكُ مَجْراً لا تَحِلُّ لِمُسْلِمٍ نهاه أَمِيرُ المِصْرِ عَنْهُ وعامِلُهْ ؟ ابن الأَعرابي المَجْرُ الولد الذي في بطن الحامل والمَجْرُ الرِّبا والمَجْرُ القِمَارُ والمُحاقَلَةُ والمُزابَنَةُ يقال لهما مَجْر قال الأَزهري فهؤلاء الأثمة أَجمعوا في تفسير المجر بسكون الجيم على شيء واحد إِلا ما زاد ابن الأَعرابي على أَنه وافقهم على أَن المجر ما في بطن الحامل وزاد عليهم أَن المجر الربا وأَما المَجَرُ فإِن المنذريَّ أَخبر عن أَبي العباس أَنه أَنشده أَبْقَى لَنا اللهُ وتَقْعِيرَ المَجَرْ قال والتقعير أَن يسقط
( * قوله « يسقط » أي حملها لغير تمام ) فيذهب الجوهري وسئل ابنُ لِسانِ الحُمَّرَةِ عن الضأْن فقال مالُ صِدْقٍ قَرْيَةٌ لا حُمَّى
( * قوله « حمى » كذا ضبط بنسخة من الصحاح يظن بها الصحة ويحتمل كسر الحاء وفتح الميم ) بها إِذا أَفلتت من مَجَرَتَيها يعني من المَجَرِ في الدهر الشديد والنشر وهو أَن تنتشر بالليل فتأْتي عليها السباع فسماهما مَجَرَتَيْنِ كما يقال القمران والعمران وفي نسخة بُنْدارٍ حَزَّتَيْها وفي حديث أَبي هريرة الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمثالها والصومُ لي وأَنا أَجْزي به يَذَرُ طَعامَه وشرابه مِجَرايَ أَي من أَجلي وأَصله مِنْ جَرَّايَ فحذف النون وخفف الكلمة قال ابن الأَثير وكثيراً ما يرد هذا في حديث أَبي هريرة

( محر ) الليث المَحَارَةُ دابة في الصَّدَفَيْنِ قال ويسمى باطن الأُذن مَحارَةً قال وربما قالوا لها
( * قوله « وربما قالوا لها إلخ » كذا بالأصل ) محارة بالدابة والصدفين وروي عن الأَصمعي قال المحارةُ الصَّدَفَةُ قال الأَزهري ذكر الأَصمعي وغيره هذا الحرف أَعني المحارة في باب حار يحور فدل ذلك على أَنه مَفْعَلَةٌ وأَن الميم ليست بأَصلية قال وخالفهم الليث فوضع المحارة في باب محر قال ولا نعرف محر في شيء من كلام العرب

( مخر ) مَخَرَتِ السفينةُ تَمْخَرُ وتَمْخُر مَخْراً ومُخُوراً جرت تَشُقُّ الماءَ مع صوت وقيل استقبلتِ الريح في جريتها فَهي ماخِرَةٌ ومَخَرَتِ السفينةُ مَخْراً إِذا استقبلتَ بها الريح وفي التنزيل وترى الفُلْكَ فيه مَوَاخِرَ يعني جَوارِيَ وقيل المواخر التي تراها مُقْبِلةً ومُدْبِرةً بريح واحدة وقيل هي التي تسمع صوت جريها وقيل هي التي تشق الماء وقال الفراء في قوله تعالى مواخر هو صوت جري الفلك بالرياح يقال مَخَرَتْ تَمْخُرُ وتَمْخَرُ وقيل مواخِرَ جوارِيَ والماخِرُ الذي يشق الماء إِذا سبَح قال أَحمد بن يحيى الماخرة السفينة التي تَمْخَرُ الماء تدفعه بصدرها وأَنشد ابن السكيت مُقَدِّمات أَيْدِيَ المَواخِرِ يصف نساء يتصاحبن ويستعن بأَيديهن كأَنهن يسبحن أَبو الهيثم مَخْرُ السفينةِ شَقُّها الماء بصدرها وفي الحديث لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشامَ أَربعين صباحاً أَراد أَنها تدخل الشام وتخوضه وتَجُوسُ خِلالَه وتتمكن فيه فشبهه بمَخْرِ السفينةِ البحرَ وامتخر الفرسُ الريحَ واستمخرها قابلها بأَنفه ليكون أَرْوَحَ لنَفْسِه قال الراجز يصِفُ الذِّئْبَ يَسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إِذا لمْ يسْمَعِ بمِثْلِ مِقْراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ وفي الحديث إِذا أَراد أَحدُكم البَوْلَ فَلْيَتَمَخَّرِ الرِّيحَ أَي فلينظُرْ من أَين مَجْراها فلا يستقبلَها كي لا تَرُدَّ عليه البول ويَتَرَشَّشَ عليه بَوْلُه ولكن يستدبرُها والمَخْرُ في الأَصل الشَّقُّ مَخَرَتِ السفينةُ الماءَ شقَّتْه بِصَدْرها وجَرَتْ ومَخَرَ الأَرضَ إِذا شقها للزراعة وقال ابن شميل في حديث سراقة إِذا أَتيتم الغائط فاسْتَمْخِرُوا الريح يقول اجعلوا ظُهورَكُم إِلى الريحِ عند البول لأَنه إِذا ولاها ظهره أَخذَتْ عن يمينه ويساره فكأَنه قد شقها به وفي حديث الحرث بن عبد الله بن السائب قال لنافع ابن جبير من أَين ؟ قال خرجتُ أتَمَخَّرُ الريحَ كأَنه أَراد أَسْتَنْشِقُها وفي النوادر تَمَخَّرَتِ الإِبلُ الريحَ إِذا استَقْبَلَتْها واستنْشَتْها وكذلك تَمَخَّرت الكلأَ إِذا استقبلَتْه ومَخَرْتُ الأَرضَ أَي أَرْسَلْتُ فيها الماء ومَخَرَ الأَرضَ مَخْراً أَرْسَلَ في الصيْفِ فيها الماءَ لِتَجُودَ فهي مَمْخُورَةٌ ومَخَرَتِ الأَرضُ جادَت وطابَتْ من ذلكَ الماءِ وامْتَخَرَ الشيءَ اخْتارَه وامْتَخَرْتُ القومَ أَي انتَقَيْتُ خِيارَهُم ونُخْبَتَهم قال الراجز مِنْ نُخْبَةِ الناسِ التي كانَ امْتَخَرْ وهذا مِخْرَةُ المال أَي خِيارُه والمِخْرَةُ والمُخْرَةُ بكسر الميم وضمها ما اخْتَرْتَه والكَسْرُ أَعلى ومَخَرَ البيْتَ يَمْخَرُه مَخْراً أَخَذَ خِيارَ متاعِه فذهب به ومَخَرَ الغُرْزُ الناقَةَ يَمْخَرُها مَخْراً إِذا كانت غَزِيرَةً فأُكْثِرَ حَلْبُها وجَهَدَها ذلكَ وأَهْزَلَها وامْتَخَرَ العَظْمَ استخرَجَ مُخَّه قال العجاج مِنْ مُخَّةِ الناس التي كان امْتَخر واليُمْخُور واليَمْخُور الطويل من الرجال الضمُّ على الإِتباع وهو من الجمال الطَّوِيلُ العُنُقِ وعُنُقٌ يَمْخُورٌ طويلٌ وجَمَلٌ يَمْخُورُ العُنُقِ أَي طويله قال العجاج يصف جملاً في شَعْشَعانٍ عُنُق يَمْخُور حابي الحُيودِ فارِض الحُنْجور وبعض العرب يقول مَخَرَ الذئبُ الشاةَ إِذا شَقَّ بَطْنَها والماخُورُ بَيْتُ الريبة وهو أَيضاً الرجل الذي يَلي ذلك البيتَ ويقود إِليه وفي حديث زياد حين قَدِمَ البصرةَ أَميراً عليها ما هذه المَواخِيرُف الشرابُ عليه حَرامٌ حتى تُسَوَّى بالأَرضِ هَدْماً وإِحْراقاً هي جمع ماخُورٍ وهو مَجْلِسُ الرِّيبَةِ ومَجْمَعُ أَهلِ الفِسْقِ والفَسادِ وبُيوتُ الخَمَّارِينَ وهو تعريب مَيْ خُور وقيل هو عربي لتردّد الناس إِليه من مَخْرِ السفينةِ الماءِ وبَناتُ مَخْرٍ سَحائِبُ يَأْتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ مُنْتَصِباتٌ رِقاقٌ بِيضٌ حسانٌ وهُنَّ بنات المَخْرِ قال طرفة كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ كما أَنْبَتَ الصَّيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ وكل قطعة منها على حيالها بنات مخر وقوله أَنشده ابن الأَعرابي كأَن بناتِ المَخْرِ في كُرْزِ قَنْبَرٍ مَوَاسِقُ تَحْدُوهُنَّ بالغَوْرِ شَمْأَلُ إِنما عنى ببناتِ المَخْر النَّجْمَ شبَّهَه في كُرْزِ هذا العَبْدِ بهذا الضَّرْبِ من السَّحابِ قال أَبو علي كان أَبو بكر محمد بن السَّرِيِّ يَشْتَقُّ هذا من البُخارِ فهذا يَدُلُّك على أَنّ الميم في مَخْرٍ بدل من الباء في بَخْر قال ولو ذَهَب ذاهِبٌ إِلى أَن الميم في مخر أَصْلٌ أَيضاً غَيْرُ مُبْدَلَةٍ على أَن تجعله من قوله عزَّ اسمه وترى الفُلك فيه مواخِرَ وذلك أَن السحابَ كأنها تَمْخَرُ البحر لأَنها فيما تَذْهَبُ إِليْهِ عنه تَنْشَأُ ومنه تَبْدَأُ لكان مصيباً غيرَ مُبْعِدٍ أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب شَرِبْنَ بِماء البَحْرِ ثم تَرَفَّعَتْ مَتى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ

( مدر ) المَدَرُ قِطَعُ الطينِ اليابِسِ وقيل الطينُ العِلْكُ الذي لا رمل فيه واحدته مَدَرَةٌ مأَما قولُهُم الحِجارَةُ والمِدارَةُ فعَلى الإِتْباعِ ولا يُتَكَلَّم به وجَدَه مُكَسَّراً على فِعالَة هذا معنى قول أَبي رياش وامْتَدَر المَدَرَ أَخَذَه ومدَرَ المكانَ يَمْدُرُهُ مَدْراً ومَدَّرَه طانَه ومَكانٌ مَدِيرٌ مَمْدُورٌ والمَدْرُ لِلْحَوْضِ أَنْ تُسَدَّ خصاصُ حِجارَتِه بالمَدَرِ وقيل هو كالْقَرْمَدَةِ إِلا أَنّ القَرْمَدَةَ بالجِصِّ والمدْر بالطين التهذيب والمَدْرُ تَطْيينُك وجْهَ الحَوْضِ بالطين الحُرّ لئلا يَنْشَفَ الجوهري والمَدَرَةُ بالفتح الموضع الذي يُؤخَذُ مِنهُ المَدَرُ فَتُمْدَرُ به الحِياضُ أَي يُسَدُّ خَصاصُ ما بَيْنَ حِجارَتِها ومَدَرْتُ الحَوْضَ أَمْدُرُه أَي أَصلحته بالمَدَرِ وفي حديث جابر فانطلق هو وجَبَّارُ بن صخر فنزعا في الحض سَجْلاً أَو سَجْلَيْن ثم فَدَاره أَي طَيَّناه وأَصلحاه بالمدر وهو الطين المتماسك لئلا يخرج منه الماء ومنه حديث عمر وطلحة في الإِحرام إِنما هو مَدَرٌ أَي مَصْبُوغٌ بالمَدَرِ والمِمْدَرَةُ والمَمْدَرَةُ الأَخيرة نادرة موضع فيه طين حُرٌّ يُسْتَعَدُّ لذلك فأَما قوله يا أَيُّها السَّاقي تَعَجَّلْ بِسَحَرْ وأَفْرِغِ الدَّلْو على غَيْر مَدَرْ قال ابن سيده أَراد بقوله على غير مدر أَي على غير إصلاح للحوض يقول قد أَتتك عِطاشاً فلا تنتظر إِصلاح الحوض وأَنْ يَمْتَلئَ فَصُبَّ على رُؤوسها دَلْواً دلواً قال وقال مرة أُخرى لا تصبه على مَدَرٍ وهو القُلاعُ فَيذُوبَ ويَذْهَبَ الماء قال والأَوّل أَبين ومَدَرَةُ الرجلِ بَيْتُه وبنو مَدْراءَ أَهل الحَضَر وقول عامر للنبي صلى الله عليه وسلم لنا الوَبَرُ ولكُمُ المَدَرُ إِنما عن به المُدُنَ أَو الحَضَرَ لأَن مبانيها إِنما هي بالمَدَرِ وعنى بالوبر الأَخبية لأَن أَبنية البادية بالوبر والمَدَرُ ضِخَمُ البِطْنَةِ ورجل أَمْدَرُ عظيمُ البَطْنِ والجنْبَيْنِ مُتَتَرِّبُهما والأُنثى مَدْراءُ وضَبُعٌ مَدْراءُ عظيمةُ البَطْنِ وضِبْعانٌ أَمْدَرُ على بَطْنِه لُمَعٌ من سَلْحِه ورجل أَمْدَرُ بيِّن المدَر إِذا كان منتفخ الجنبين وفي حديث إِبراهيم النبي صلى الله عليه وسلم أَنه يأْتيه أَبوه يوم القيامة فيسأَلُه أَن يشفَعَ له فيلتفتُ إِليه فإِذا هو بِضِبْعانٍ أَمْدَرَ فيقول ما أَنت بأَبي قال أَبو عبيد الأَمدَرُ المنتفِخُ الجنبين العظيمُ البطْنِ قال الراعي يصف إِبلاً لها قَيِّم وقَيِّمٍ أَمْدَرِ الجَنْبَيْن مُنْخَرِقٍ عنه العَباءَةُ قَوَّام على الهَمَلِ قوله أَمدر الجنبين أَي عظيمهما ويقال الأَمْدَرُ الذي قد تَتَرَّبَ جنباه من المَدَر يذهب به إِلى التراب أَي أَصابَ جسدَه الترابُ قال أَبو عبيد وقال بعضهم الأَمْدَرُ الكَثيرُ الرَّجيع الذي لا يَقْدِرُ على حَبْسه قال ويستقيم أَن يكون المعنيان جميعاً في ذلك الضِّبْعان ابن شميل المَدْراءُ من الضِّباعِ التي لَصِقَ بِها بَوْلُها ومَدِرَتِ الضَّبُعُ إِذا سَلَحَتْ الجوهري الأَمْدَرُ من الضباع الذي في جسده لُمَعٌ من سَلْحِه ويقال لَوْنٌ له والأَمْدَرُ الخارئُ في ثيابه قال مالك بن الريب إِنْ أَكُ مَضْرُوباً إِلى ثَوْبِ آلِفٍ منَ القَوْمِ أَمْسى وَهْوَ أَمْدَرُ جانِبُهْ ومادِرٌ وفي المثل أَلأَمُ من مادِرٍ هو جد بني هلال بن عامر وفي الصحاح هو رجل من هلال بن عامر بن صَعْصَعَةَ لأَنه سقى إِبله فبقي في أَسفل الحوْضِ ماء قليل فَسَلَحَ فيه ومدَرَ به حَوْضَهُ بُخْلاً أَنْ يُشْرَبَ مِن فَضْلِه قال ابن بري هذا هلال جدّ لمحمد بن حرب الهلالي صاحب شرطة البصرة وكانت بنو هلال عَيَّرَتْ بني فَزارَة بأَكل أَيْرِ الحِمار ولما سمعت فزارة بقول الكميت بن ثعلبة نَشَدْتُكَ يا فزارُ وأَنت شيْخٌ إِذا خُيِّرْتَ تُخطئُ في الخِيارِ أَصَيْحانِيَّةٌ أُدِمَتْ بِسَمْنٍ أَحَبُّ إِليكَ أَمْ أَيْرُ الحمارِ ؟ بَلى أَيْرُ الحِمارِ وخُصْيَتاهُ أَحَبُّ إِلى فَزارَةَ مِنْ فَزَارِ قالت بنو فزارة أَليس منكم يا بَني هِلالٍ مَنْ قرى في حوضه فسقى إِبله فلما رَوِيَتْ سلح فيه ومدره بخلاً أَن يُشرب منه فضلُهُف وكانوا جعلوا حَكَماً بينهم أَنس بن مُدْرِك فقضى على بني هلال بعظم الخزي ثم إِنهم رمَوْا بني فَزَارَةَ بِخِزْيٍ آخرَ وهو إِتيان الإِبل ولهذا يقول سالم بن دارَة لا تأْمَنَنَّ فزارِيًّا خَلَوْتَ به على قَلُوصِكَ واكْتُبْها بِأَسْيارِ لا تَأْمَنَنْهُ ولا تَأْمَنْ بَوائِقَه بَعد الَّذي امْتَكَّ أَيْرَ العَيْرِ في النَّارِ
( * وفي رواية أخرى امتلَّ )
فقال الشاعر لَقَدْ جَلَّلَتْ خِزْياً هِلالُ بنُ عامِرِ بَني عامِرٍ طُرًّا بِسَلْحةِ مادِرِ فأُفٍّ لَكُم لا تَذكُروا الفَخْرَ بَعْدَها بني عامِرٍ أَنْتُمْ شِرارُ المَعاشِرِ ويقال للرجل أَمْدَرُ وهو الذي لا يَمْتَسِحُ بالماء ولا بالحجر والمَدَرِيَّةُ رِماحٌ كانت تُرَكَّبُ فيها القُرونُ المُحدّدةُ مكانَ الأَسِنَّة قال لبيد يصف البقرة والكلاب فَلحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لَها مَدَرِيَّةٌ كالسَّمْهَرِيَّةِ حَدُّها وتَمامُها يعني القرون ومَدْرَى مَوْضِعٌ
( * قوله « مدرى موضع » في ياقوت مدرى بفتح اوّله وثانيه والقصر جبل بنعمان قرب مكة ومدرى بالفتح ثم السكون موضع )
وثَنِيَّةُ مِدْرانَ من مَساجِدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بين المدينة وتَبُوكَ وقال شمر سمعت أَحمد بن هانئ يقول سمعت خالد بن كلثوم يروي بيت عمرو بن كلثوم ولا تُبْقِي خُمُورَ الأَمْدَرِينَا بالميم وقال الأَمْدَرُ الأَقْلَفُ والعرب تسمي القَرْيَةَ المبنية بالطين واللَّبِنِ المَدَرَةَ وكذلك المدينة الضخْمةُ يقال لها المَدَرَةُ وفي الصحاح والعرب تسمي القرية المَدَرَةَ قال الراجز يصف رجلاً مجتهداً في رَعْيَهِ الإِبل يقوم لوردها من آخر الليل لاهتمامه بها شَدَّ على أَمْرِ الوُرُودِ مِئْزَرَهْ لَيْلاً وما نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ والأَذِينُ ههنا المُؤَذِّن ومنه قول جرير هَلْ تَشْهَدُونَ مِنَ المشاعِرِ مَشْعَراً أَوْ تَسْمَعُونَ لَدَى الصَّلاةِ أَذِينا ؟ ومَدَر قرية باليمن ومنه فلان المَدَرِيُّ وفي الحديث أَحَبُّ إِليَّ من أَن يكونَ لي أَهْلُ الوَبَرِ والمَدَرِ يريد بأَهْلِ المَدَرِ أَهْلَ القُرَى والأَمْصارِ وفي حديث أَبي ذرّ أَمَا إِنَّ العُمْرَةَ مِنْ مَدَرِكم أَي من بَلَدكم ومَدَرَةُ الرجلِ بَلْدَتُه يقول من أرادَ العُمْرَةَ ابْتَدَأَ لها سَفَراً جديداً من منزله غيرَ سفَرِ الحج وهذا على الفضِيلة لا الوجوب

( مذر ) مَذِرَتِ البيْضَةُ مَذَراً إِذا غَرْقَلَتْ فهي مَذِرَةٌ فَسَدَتْ وأَمْذَرَتْها الدَّجاجَةُ وإِذا مَذِرَتِ البيضةُ فهي الثَّعِطَةُ وامْرَأَةٌ مَذِرَةٌ قَذِرَةٌ رائحتها كرائحة البيضة المَذِرَةِ وفي الحديث شَرُّ النساء المَذِرَةُ الوذِرَةُ المذَرُ الفسادُ وقد مَذِرَتْ تَمْذَرُ فهي مَذِرَةٌ ومنه مَذِرَتِ البيضةُ أَي فَسدَتْ والتَّمَذُّرُ خُبْثُ النفْس ومَذِرَت نَفْسُه ومَعِدَتُه مذَراً وتَمَذَّرَتْ خَبُثَتْ وفسدت قال شوّال بن نعيم فَتَمَذَّرَتْ نَفْسِي لِذاك ولَم أَزَلْ مَذِلاً نَهارِي كُلَّه حَتَّى الأُصُلْ ويقال رأَيت بيضةً مَذِرَةً فَمَذِرَتْ لذلك نفسي أَي خبثت وذهبَ القَوْمُ شَذَرَ مَذَرَ وشِذَرَ مِذَرَ أَي متفرّقين ويقال تفرقت إِبله شَذَر مَذَر وشِذَرَ مِذَرَ إِذا تفرقت في كل وجه ومَذَرَ إِتباع ورجل هَذِرٌ مَذِرٌ إِتباع والأَمْذَرُ الذي يكثر الاختلاف إِلى الخلاء قال شمر قال شيخ من بني ضبة المُمْذَقِرُّ من اللبن يَمَسُّه الماءُ فَيَتَمَذَّرُ قلت وكيف يَتَمَذَّر ؟ فقال يُمَذِّرُه الماء فيتفرق قال ويَتَمَذَّرُ يتفرّق قال ومنه قوله تفرّق القومُ شذر مذر

( مذقر ) امْذَقَرَّ اللبَنُ واذْمَقَرَّ تَقَطَّع وتفلَّقَ والثانية أَعرف وكذلك الدم وقيل المُمْذَقِرُّ المختلط ابن شميل الممذقرّ اللبن الذي تفلَّق شيئاً فإِذا مُخِضَ اسْتَوى ولَبَنٌ مُمْذَقِرٌّ إِذا تَقَطَّع حَمْضاً غيره المُمْذَقِرُّ اللبن المُتَقَطِّع يقال امذقَرَّ الرائبُ امْذِقْراراً إِذا انْقَطَعَ وصار اللبن ناحية والماء ناحية وفي حديث عبد الله بن خَبَّاب أَنه لما قتله الخوارج بالنَّهْروان سال دمه في النهر فما امْذَقَرّ دمُه بالماء وما اختلط قال الراوي فأَتبعته بصري كأَنه شِراكٌ أَحمر قال أَبو عبيد معناه أَنه ما اختلط ولا امتزج بالماء وقال محمد بن يزيد سال في لماء مستطيلاً قال والأَوّل أَعرف وفي التهذيب قال أَبو عبيد معناه أَنه امتزج بالماء وقال شمر الامْذِقرارُ أَن يجتمع الدم ثم يَتَقَطَّعَ قِطَعاً ولا يختلط بالماءِ يقول فلم يكن كذلك ولكنه سال وامتزج بالماء وقال أَبو النضر هاشم بن القاسم معنى قوله فما امْذَقَرَّ دَمُه أَي لم يتفرّق في الماء ولا اختلط قال الأَزهري والأَوّل هو الصواب قال والدليل على ذلك قوله رأَيت دمَه مثل الشِّراكِ في الماء وفي النهاية في سياق الحديث أَنه مر فيه كالطريقة الواحدة لم يختلط به ولذلك شبهه بالشراك الأَحْمَرِ وهو سَير من سُيُورِ النعل قال وقد ذكر المبرد هذا الحديث في الكامل قال فأَخذوه وقرّبوه إِلى شاطئ النهر فذبحوه فامْذَقَرَّ دَمُه أَي جَرى مستطيلاً متفرقاً قال هكذا رواه بغير حرف النفي ورواه بعضهم فما ابْذَقَرَّ دَمُه وهي لغة معناه ما تَفَرَّق ولا تَمَذَّر ومثله قوله تَفَرَّق القَوْمُ شَذَرَ مَذَر قال والدليل على ما قلناه ما رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي إِذا انقطع اللبن فصار اللبن ناحية والماء ناحية فهو مُمْذَقِرٌّ

( مرر ) مَرَّ عليه وبه يَمُرُّ مَرًّا أَي اجتاز ومَرَّ يَمُرُّ مرًّا ومُروراً ذهَبَ واستمرّ مثله قال ابن سيده مرَّ يَمُرُّ مَرًّا ومُروراً جاء وذهب ومرَّ به ومَرَّه جاز عليه وهذا قد يجوز أَن يكون مما يتعدَّى بحرف وغير حرف ويجوز أَن يكون مما حذف فيه الحرف فأَُوصل الفعل وعلى هذين الوجهين يحمل بيت جرير تَمُرُّون الدِّيارَ ولَمْ تَعُوجُوا كَلامُكُمُ عليَّ إِذاً حَرَامُ وقال بعضهم إِنما الرواية مررتم بالديار ولم تعوجوا فدل هذا على أَنه فَرقَ من تعدّيه بغير حرف وأَما ابن الأَعرابي فقال مُرَّ زيداً في معنى مُرَّ به لا على الحذف ولكن على التعدّي الصحيح أَلا ترى أَن ابن جني قال لا تقول مررت زيداً في لغة مشهورة إِلا في شيء حكاه ابن الأَعرابيف قال ولم يروه أَصحابنا وامْتَرَّ به وعليه كَمَرّ وفي خبر يوم غَبِيطِ المَدَرَةِ فامْتَرُّوا على بني مالِكٍ وقوله عز وجل فلما تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِه أَي استمرّت به يعني المنيّ قيل قعدت وقامت فلم يثقلها وأَمَرَّهُ على الجِسْرِ سَلَكه فيه قال اللحياني أَمْرَرْتُ فلاناً على الجسر أُمِرُّه إِمراراً إِذا سلكت به عليه والاسم من كل ذلك المَرَّة قال الأَعشى أَلا قُلْ لِتِيَّا قَبْلَ مَرَّتِها اسْلَمي تَحِيَّةَ مُشْتاقٍ إِليها مُسَلِّمِ وأَمَرَّه بِه جَعَله يَمُرُّه ومارَّه مَرَّ معه وفي حديث الوحي إِذا نزل سَمِعَتِ الملائكةُ صَوْتَ مِرَارِ السِّلْسِلَةِ على الصَّفا أَي صوْتَ انْجِرارِها واطِّرادِها على الصَّخْرِ وأَصل المِرارِ الفَتْلُ لأَنه يُمَرُّ
( * قوله « لأنه يمرّ » كذا بالأصل بدون مرجع للضمير ولعله سقط من قلم مبيض مسودة المؤلف بعد قوله على الصخر والمرار الحبل ) أَي يُفْتل وفي حديث آخر كإِمْرارِ الحدِيدِ على الطَّسْتِ الجَدِيدِ أَمْرَرْتُ الشيءَ أُمِرُّه إِمْراراً إِذا جعلته يَمُرُّ أَي يذهب يريد كجَرِّ الحَدِيدِ على الطسْتِ قال وربما رُوِيَ الحديثُ الأَوّلُ صوتَ إِمْرارِ السلسة واستمر الشيءُ مَضى على طريقة واحدة واستمرَّ بالشيء قَوِيَ على حَمْلِه ويقال استمرّ مَرِيرُه أَي استحك عَزْمُه وقال الكلابيون حَمَلَتْ حَمْلاً خَفيفاً فاسْتَمَرَّتْ به أَي مَرَّتْ ولم يعرفوا فمرتْ به قال الزجاج في قوله فمرّت به معناه استمرتّ به قعدت وقامت لم يثقلها فلما أثقلت أَي دنا وِلادُها ابن شميل يقال للرجل إِذا استقام أَمره بعد فساد قد استمرّ قال والعرب تقول أَرْجَى الغِلْمانِ الذي يبدأُ بِحُمْقٍ ثم يستمر وأَنشد للأَعشى يخاطب امرأَته يا خَيْرُ إِنِّي قد جَعَلْتُ أَسْتَمِرّْ أَرْفَعُ مِنْ بُرْدَيَّ ما كُنْتُ أَجُرّْ وقال الليث كلُّ شيء قد انقادت طُرْقَتُه فهو مُسْتَمِرٌّ الجوهري المَرَّةُ واحدة المَرِّ والمِرارِ قال ذو الرمة لا بَلْ هُو الشَّوْقُ مِنْ دارٍ تَخَوَّنَها مَرًّا شَمالٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ يقال فلان يَصْنَعُ ذلك الأَمْرَ ذاتَ المِرارِ أَي يصنعه مِراراً ويدعه مراراً والمَمَرُّ موضع المُرورِ والمَصْدَرُ ابن سيده والمَرَّةُ الفَعْلة الواحدة والجمع مَرٌّ ومِرارٌ ومِرَرٌ ومُرُورٌ عن أَبي علي ويصدقه قول أَبي ذؤيب تَنَكَّرْت بَعدي أَم أَصابَك حادِثٌ من الدَّهْرِ أَمْ مَرَّتْ عَلَيك مُرورُ ؟ قال ابن سيده وذهب السكري إِلى أَنّ مرُوراً مصدر ولا أُبْعِدُ أَن يكون كما ذكر وإِن كان قد أَنث الفعل وذلك أَنّ المصدر يفيد الكثرة والجنسية وقوله عز وجل سنُعَذِّبُهُمْ مرتين قال يعذبون بالإِيثاقِ والقَتْل وقيل بالقتل وعذاب القبر وقد تكون التثنية هنا في معنى الجمع كقوله تعالى ثم ارجع البصر كَرَّتَيْنِ أَي كَرَّاتٍ وقوله عز وجل أُولئك يُؤْتَوْنَ أَجْرَهم مَرَّتَيْنِ بما صبروا جاء في التفسير أَن هؤلاء طائفة من أَهل الكتاب كانوا يأْخذون به وينتهون إِليه ويقفون عنده وكانوا يحكمون بحكم الله بالكتاب الذي أُنزل فيه القرآن فلما بُعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم وتلا عليهم القرآنَ قالوا آمنَّا به أَي صدقنا به إِنه الحق من ربنا وذلك أَنّ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم كان مكتوباً عندهم في التوارة والإِنجيل فلم يعاندوا وآمنوا وصدَّقوا فأَثنى الله تعالى عليهم خيراً ويُعْطَون أَجرهم بالإِيمان بالكتاب قبل محمد صلى الله عليه وسلم وبإِيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وَلَقِيَه ذات مرَّةٍ قال سيبويه لا يُسْتَعْمَلُ ذات مَرةٍ إِلا ظرفاً ولقِيَه ذاتَ المِرارِ أَي مِراراً كثيرة وجئته مَرًّا أَو مَرَّيْنِ يريد مرة أَو مرتين ابن السكيت يقال فلان يصنع ذلك تارات ويصنع ذلك تِيَراً ويَصْنَعُ ذلك ذاتَ المِرارِ معنى ذلك كله يصنعه مِراراً ويَدَعُه مِراراً والمَرَارَةُ ضِدُّ الحلاوةِ والمُرُّ نَقِيضُ الخُلْو مَرَّ الشيءُ يَمُرُّ وقال ثعلب يَمَرُّ مَرارَةً بالفتح وأَنشد لَئِنْ مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي لَطالَما حَلا بَيْنَ شَطَّيْ بابِلٍ فالمُضَيَّحِ وأَنشد اللحياني لِتَأْكُلَني فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي فأَذْرَقَ مِنْ حِذارِي أَوْ أَتاعَا وأَنشده بعضهم فأَفْرَقَ ومعناهما سَلَحَ وأَتاعَ أَي قاءَ وأَمَرَّ كَمَرَّ قال ثعلب تُمِرُّ عَلَيْنا الأَرضُ مِنْ أَنْ نَرَى بها أَنيساً ويَحْلَوْلي لَنا البَلَدُ القَفْرُ عدّاه بعلى لأَنَّ فيه مَعْنى تَضِيقُ قال ولم يعرف الكسائي مَرَّ اللحْمُ بغر أَلفٍ وأَنشد البيت لِيَمْضغَني العِدَى فأَمَرَّ لَحْمي فأَشْفَقَ مِنْ حِذاري أَوْ أَتاعا قال ويدلك على مَرَّ بغير أَلف البيت الذي قبله أَلا تِلْكَ الثَّعالِبُ قد تَوالَتْ عَلَيَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعَا لِتَأْكُلَنى فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي ابن الأَعرابي مَرَّ الطعامُ يَمَرُّ فهومُرٌّ وأَمَرَّهُ غَيْرُهُ ومَرَّهُ ومَرَّ يَمُرُّ من المُرُورِ ويقال لَقَدْ مَرِرْتُ من المِرَّةِ أَمَرُّ مَرًّا ومِرَّةً وهي الاسم وهذا أَمَرُّ من كذا قالت امرأَة من العرب صُغْراها مُرَّاها والأَمَرَّانِ الفَقْرُ والهَرَمُ وقول خالد بن زهير الهذلي فَلَمْ يُغْنِ عَنْهُ خَدْعُها حِينَ أَزْمَعَتْ صَرِيمَتَها والنَّفْسُ مُرٌّ ضَمِيرُها إِنما أَراد ونفسها خبيثة كارهة فاستعار لها المرارة وشيء مُرٌّ والجمع أَمْرارٌ والمُرَّةُ شجَرة أَو بقلة وجمعها مُرٌّ وأَمْرارٌ قال ابن سيده عندي أَنّ أَمْراراً جمعُ مُرٍّ وقال أَبو حنيفة المُرَّةُ بقلة تتفرّش على الأَرض لها ورق مثل ورق الهندبا أَو أَعرض ولها نَوْرة صُفَيْراء وأَرُومَة بيضاء وتقلع مع أَرُومَتِها فتغسل ثم تؤكل بالخل والخبز وفيها عليقمة يسيرة التهذيب وقيل هذه البقلة من أَمرار البقول والمرّ الواحد والمُرارَةُ أَيضاً بقلة مرة وجمعها مُرارٌ والمُرارُ شجر مُرٌّ ومنه بنو آكِلِ المُرارِ قومٌ من العرب وقيل المُرارُ حَمْضٌ وقيل المُرارُ شجر إِذا أَكلته الإِبل قلَصت عنه مَشافِرُها واحدتها مُرارَةٌ هو المُرارُ بضم الميم وآكِلُ المُرارِ معروف قال أَبو عبيد أَخبرني ابن الكلبي أَن حُجْراً إِنما سُمِّي آكِلَ المُرارِ أَن ابنةً كانت له سباها ملك من ملوك سَلِيحٍ يقال له ابن هَبُولَةَ فقالت له ابنة حجر كأَنك بأَبي قد جاء كأَنه جملٌ آكِلُ المُرارِ يعني كاشِراً عن أَنيابه فسمي بذلك وقيل إِنه كان في نفر من أصحابه في سَفَر فأَصابهم الجوع فأَما هو فأَكل من المُرارِ حتى شبع ونجا وأَما أَصحابه فلم يطيقوا ذلك حتى هلك أَكثرهم فَفَضَلَ عليهم بصبره على أَكْلِه المُرارَ وذو المُرارِ أَرض قال ولعلها كثيرة هذا النبات فسمِّيت بذلك قال الراعي مِنْ ذِي المُرارِ الذي تُلْقِي حوالِبُه بَطْنَ الكِلابِ سَنِيحاً حَيثُ يَنْدَفِقُ الفراء في الطعام زُؤانٌ ومُرَيْراءُ ورُعَيْداءُ وكله ما يُرْمَى به ويُخْرَجُ منه والمُرُّ دَواءٌ والجمع أَمْرارٌ قال الأَعشى يصف حمار وحش رَعَى الرَّوْضَ والوَسْمِيَّ حتى كأَنما يَرَى بِيَبِيسِ الدَّوِّ أَمْرارَ عَلْقَمِ يصف أَنه رعى نبات الوسْمِيِّ لطِيبه وحَلاوتِه يقول صار اليبيس عنده لكراهته إِياه بعد فِقْدانِه الرطْبَ وحين عطش بمنزلة العلقم وفي قصة مولد المسيح على نبينا وعليه الصلاة والسلام خرج قوم معهم المُرُّ قالوا نَجْبُرُ به الكَسِيرَ والجُرْحَ المُرُّ دواء كالصَّبرِ سمي به لمرارته وفلان ما يُمِرُّ وما يُحْلِي أَي ما يضر ولا ينفع ويقال شتمني فلان فما أَمْرَرْتُ وما أَحْلَيْتُ أَي ما قلت مُرة ولا حُلوة وقولهم ما أَمَرَّ فلان وما أَحْلى أَي ما قال مُرًّا ولا حُلواً وفي حديث الاسْتِسْقاءِ وأَلْقَى بِكَفَّيْهِ الفَتِيُّ اسْتِكانَةً من الجُوعِ ضَعْفاً ما يُمِرُّ وما يُحْلي أَي ما ينطق بخير ولا شر من الجوع والضعف وقال ابن الأَعرابي ما أُمِرُّ وما أُحْلِي أَي ما آتي بكلمة ولا فَعْلَةٍ مُرَّة ولا حُلوة فإِن أَردت أَن تكون مَرَّة مُرًّا ومَرَّة حُلواً قلت أَمَرُّ وأَحْلو وأَمُرُّ وأَحْلو وعَيْشٌ مُرٌّ على المثل كما قالوا حُلْو ولقيت منه الأَمَرَّينِ والبُرَحَينِ والأَقْوَرَينِ أَي الشرَّ والأَمْرَ العظيم وقال ابن الأَعرابي لقيت منه الأَمَرَّينِ على التثنية ولقيت منه المُرَّيَيْنِ كأَنها تثنية الحالة المُرَّى قال أَبو منصور جاءت هذه الحروف على لفظ الجماعة بالنون عن العرب وهي الدواهي كما قالوا مرقه مرقين
( * قوله « مرقه مرقين » كذا بالأصل ) وأَما قول النبي صلى الله عليه وسلم ماذا في الأَمَرَّينِ من الشِّفاء فإِنه مثنى وهما الثُّفَّاءُ والصَّبِرُ والمَرارَةُ في الصَّبِرِ دون الثُّفَّاءِ فغَلَّبَه عليه والصَّبِرُ هو الدواء المعروف والثُّفَّاءُ هو الخَرْدَلُ قال وإِنما قال الأَمَرَّينِ والمُرُّ أَحَدُهما لأَنه جعل الحُروفةَ والحِدَّةَ التي في الخردل بمنزلة المرارة وقد يغلبون أَحد القرينين على الآخر فيذكرونهما بلفظ واحد وتأْنيث الأَمَرِّ المُرَّى وتثنيتها المُرَّيانِ ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الوصية هما المُرَّيان الإِمْساكُ في الحياةِ والتَّبْذِيرُ عنْدَ المَمات قال أَبو عبيد معناه هما الخصلتان المرتان نسبهما إِلى المرارة لما فيهما من مرارة المأْثم وقال ابن الأَثير المُرَّيان تثنية مُرَّى مثل صُغْرى وكبرى وصُغْرَيان وكُبْرَيانِ فهي فعلى من المرارة تأْنيث الأَمَرِّ كالجُلَّى والأَجلِّ أَي الخصلتان المفضلتان في المرارة على سائر الخصال المُرَّة أَن يكون الرجل شحيحاً بماله ما دام حيّاً صحيحاً وأَن يُبَذِّرَه فيما لا يُجْدِي عليه من الوصايا المبنية على هوى النفس عند مُشارفة الموت والمرارة هَنَةٌ لازقة بالكَبد وهي التي تُمْرِئُ الطعام تكون لكل ذي رُوحٍ إِلاَّ النَّعامَ والإِبل فإِنها لا مَرارة لها والمارُورَةُ والمُرَيرَاءُ حب أَسود يكون في الطعام يُمَرُّ منه وهو كالدَّنْقَةِ وقيل هو ما يُخرج منه فيُرْمى به وقد أَمَرَّ صار فيه المُرَيْراء ويقال قد أَمَرَّ هذا الطعام في فمي أَي صار فيه مُرّاً وكذلك كل شيء يصير مُرّاً والمَرارَة الاسم وقال بعضهم مَرَّ الطعام يَمُرّ مَرارة وبعضهم يَمَرُّ ولقد مَرَرْتَ يا طَعامُ وأَنت تَمُرُّ ومن قال تَمَرُّ قال مَرِرْتَ يا طعام وأَنت تَمَرُّ قال الطرمَّاح لَئِنْ مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي لرُبَّما حَلا بَيْنَ شَطَّي بابِلٍ فالمُضَيَّحِ والمَرارَةُ التي فيها المِرَّةُ والمِرَّة إِحدى الطبائع الأَربع ابن سيده والمِرَّةُ مِزاجٌ من أَمْزِجَةِ البدن قال اللحياني وقد مُررْتُ به على صيغة فعل المفعول أُمَرُّ مَرًّا ومَرَّة وقال مَرَّة المَرُّ المصدر والمَرَّة الاسم كما تقول حُمِمْتُ حُمَّى والحمى الاسم والمَمْرُور الذي غلبت عليه المِرَّةُ والمِرَّةُ القوّة وشده العقل أَيضاً ورجل مرير أَي قَوِيُّ ذو مِرة وفي الحديث لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لغَنِيٍّ ولا لِذي مِرَّةَ سَوِيٍّ المِرَّةُ القُوَّةُ والشِّدّةُ والسَّوِيُّ الصَّحيحُ الأَعْضاءِ والمَرِيرُ والمَرِيرَةُ العزيمةُ قال الشاعر ولا أَنْثَني مِنْ طِيرَةٍ عَنْ مَرِيرَةٍ إِذا الأَخْطَبُ الدَّاعي على الدَّوحِ صَرْصَرا والمِرَّةُ قُوّةُ الخَلْقِ وشِدّتُهُ والجمع مِرَرٌ وأَمْرارٌ جمع الجمع قال قَطَعْتُ إِلى مَعْرُوفِها مُنْكراتِها بأَمْرارِ فَتْلاءِ الذِّراعَين شَوْدَحِ ومِرَّةُ الحَبْلِ طاقَتُهُ وهي المَرِيرَةُ وقيل المَرِيرَةُ الحبل الشديد الفتل وقيل هو حبل طويل دقيق وقد أمْرَرْتَه والمُمَرُّ الحبل الذي أُجِيدَ فتله ويقال المِرارُ والمَرُّ وكل مفتول مُمَرّ وكل قوّة من قوى الحبل مِرَّةٌ وجمعها مِرَرٌ وفي الحديث أَن رجلاً أَصابه في سيره المِرَارُ أَي الحبل قال ابن الأَثير هكذا فسر وإِنما الحبل المَرُّ ولعله جمعه وفي حديث عليّ في ذكر الحياةِ إِنّ الله جعل الموت قاطعاً لمَرائِر أَقرانها المَرائِرُ الحبال المفتولة على أَكثَر من طاق واحدها مَريرٌ ومَرِيرَةٌ وفي حديث ابن الزبير ثم اسْتَمَرَّتْ مَريرَتي يقال استمرت مَرِيرَتُه على كذا إِذا استحكم أَمْرُه عليه وقويت شَكِيمَتُه فيه وأَلِفَه واعْتادَه وأَصله من فتل الحبل وفي حديث معاوية سُحِلَتْ مَريرَتُه أَي جُعل حبله المُبْرَمُ سَحِيلاً يعني رخواً ضعيفاً والمَرُّ بفتح الميم الحبْل قال زَوْجُكِ ا ذاتَ الثَّنايا الغُرِّ والرَّبَلاتِ والجَبِينِ الحُرِّ أَعْيا فَنُطْناه مَناطَ الجَرِّ ثم شَدَدْنا فَوْقَه بِمَرِّ بَيْنَ خَشاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ الرَّبَلاتُ جمع رَبَلَة وهي باطن الفخذ والحَرُّ ههنا الزَّبيلُ وأَمْرَرْتُ الحبلَ أُمِرُّه فهو مُمَرٌّ إِذا شَدَدْتَ فَتْلَه ومنه قوله عز وجل سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ أَي مُحْكَمٌ قَوِيٌّ وقيل مُسْتَمِرٌّ أَي مُرٌّ وقيل معناه سَيَذْهَبُ ويَبْطُلُ قال أَبو منصور جعله من مَرَّ يَمُرُّ إِذا ذهَب وقال الزجاج في قوله تعالى في يوم نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ أَي دائمٍ وقيل أَي ذائمِ الشُّؤْمِ وقيل هو القويُّ في نحوسته وقيل مستمر أَي مُر وقيل مستمر نافِذٌ ماضٍ فيما أُمِرَ به وسُخّر له ويقال مَرَّ الشيءُ واسْتَمَرَّ وأَمَرَّ من المَرارَةِ وقوله تعالى والساعة أَدْهَى وأَمَرُّ أَي أَشد مَرارة وقال الأَصمعي في قول الأَخطل إِذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوقَه حَمَلا وصف رجلاً يَتَحَمَّلُ الحِمَالاتِ والدِّياتِ فيقول إِذا اسْتُوثِقَ منه بأَن يحمِل المِئينَ من الإِبل ديات فأُمِرَّتْ فوق ظهره أَي شُدَّتْ بالمِرارِ وهو الحبل كما يُشَدُّ على ظهر البعير حِمْلُه حَمَلَها وأَدّاها ومعنى قوله حَمَلا أَي ضَمِنَ أَداءَ ما حَمَل وكفل الجوهري والمَرِيرُ من الحبال ما لَطُفَ وطال واشتد فَتْلُه والجمع المَرائِرُ ومنه قولهم ما زال فلان يُمِرُّ فلاناً ويُمارُّه أَي يعالجه ويَتَلَوَّى عليه لِيَصْرَعَه ابن سيده وهو يُمارُّه أَي يَتَلَوَّى عليه وقول أَبي ذؤيب وذلِكَ مَشْبُحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ خَشُوفٌ إِذا ما الحَرْبُ طالَ مِرارُها فسره الأَصمعي فقال مِرارُها مُداوَرَتُها ومُعالجتُها وسأَل أَبو الأَسود
( * قوله « وسأل أبو الاسود إلخ » كذا بالأصل ) الدؤلي غلاماً عن أَبيه فقال ما فَعَلَتِ امْرأَةُ أَبيك ؟ قال كانت تُسارُّه وتُجارُّه وتُزارُّه وتُهارُّه وتُمارُّه أَي تَلتَوي عليه وتخالِفُه وهو من فتل الحبل وهو يُمارُّ البعيرَ أَي يريده ليصرعه قال أَبو الهيثم مارَرْت الرجلَ مُمارَّةً ومِراراً إِذا عالجته لتصرعه وأراد ذلك منك أَيضاً قال والمُمَرُّ الذي يُدْعى لِلبَكْرَةِ الصَّعْبَةِ لِيَمُرَّها قَبْلَ الرائِضِ قال والمُمَرُّ الذي يَتَعَقَّلُ
( * قوله « يتعقل » في القاموس يتغفل )
البَكْرَةَ الصعْبَةَ فيَسْتَمْكِنُ من ذَنَبِها ثم يُوَتِّدُ قَدَمَيْهِ في الأَرض كي لا تَجُرَّه إِذا أَرادتِ الإِفلاتَ وأَمَرَّها بذنبها أَي صرفها شِقًّا لشِقٍّ حتى يذللها بذلك فإِذا ذلت بالإِمرار أَرسلها إِلى الرائض وفلان أَمَرُّ عَقْداً من فلان أَي أَحكم أَمراً منه وأَوفى ذمةً وإِنه لذو مِرَّة أَي عقل وأَصالة وإِحْكامٍ وهو على المثل والمِرَّةُ القوّة وجمعها المِرَرُ قال الله عز وجل ذو مِرَّةٍ فاسْتَوَى وقيل في قوله ذو مِرَّةٍ هو جبريل خلقه الله تعالى قويّاً ذا مِرَّة شديدة وقال الفراء ذو مرة من نعت قوله تعالى علَّمه شدِيدُ القُوى ذو مِرَّة قال ابن السكيت المِرَّة القوّة قال وأَصل المِرَّةِ إِحْكامُ الفَتْلِ يقال أَمَرَّ الحبلَ إِمْراراً ويقال اسْتَمَرَّت مَريرَةُ الرجل إِذا قويت شَكِيمَتُه والمَريرَةُ عِزَّةُ النفس والمَرِيرُ بغير هاء الأَرض التي لا شيء فيها وجمعها مَرائِرُ وقِرْبة مَمْرورة مملوءة والمَرُّ المِسْحاةُ وقيل مَقْبِضُها وكذلك هو من المِحراثِ والأَمَرُّ المصارِينُ يجتمع فيها الفَرْثُ جاء اسماً للجمع كالأَعَمِّ الذي هو الجماعة قال ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَلِيهِ ولا تُهْدِنّ مَعْرُوقَ العِظامِ قال ابن بري صواب إِنشاد هذا البيت ولا بالواو تُهْدِي بالياء لأَنه يخاطب امرأَته بدليل قوله ولا تهدنّ ولو كان لمذكر لقال ولا تُهْدِيَنَّ وأَورده الجوهري فلا تهد بالفاء وقبل البيت إِذا ما كُنْتِ مُهْدِيَةً فَأَهْدِي من المَأْناتِ أَو فِدَرِ السَّنامِ يأْمُرُها بمكارِم الأَخلاقِ أَي لا تْهدي من الجَزُورِ إِلا أَطايِبَه والعَرْقُ العظم الذي عليه اللحم فإِذا أُكِلَ لحمه قيل له مَعْرُوقٌ والمَأْنَةُ الطَّفْطَفَةُ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كره من الشَّاءِ سَبْعاً الدَّمَ والمَرارَ والحَياءَ والغُدّةَ والذَّكَرَ والأُنْثَيَيْنِ والمَثانَةَ قال القتيبي أَراد المحدث أَن يقول الأَمَرَّ فقال المَرارَ والأَمَرُّ المصارِينُ قال ابن الأَثير المَرارُ جمع المَرارَةِ وهي التي في جوف الشاة وغيرها يكون فيها ماء أَخضر مُرٌّ قيل هي لكل حيوان إِلاَّ الجمل قال وقول القتيبي ليس بشيء وفي حديث ابن عمر أَنه جرح إِصبعه فأَلْقَمَها مَرارَةً وكان يتوضأُ عليها ومَرْمَرَ إِذا غَضِبَ ورَمْرَمَ إِذا أَصلح شأْنَه ابن السكيت المَرِيرَةُ من الحبال ما لَطُف وطال واشتد فتله وهي المَرائِرُ واسْتَمَرَّ مَرِيرُه إِذا قَوِيَ بعد ضَعْفٍ وفي حديث شريح ادّعى رجل دَيْناً على ميِّت فأَراد بنوه أَن يحلفوا على عِلْمِهِم فقال شريح لَتَرْكَبُنَّ منه مَرَارَةَ الذَّقَنِ أَي لَتَحْلِفُنَّ ما له شيء لا على العلم فيركبون من ذلك ما يَمَرُّ في أَفْواهِهم وأَلسِنَتِهِم التي بين أَذقانهم ومَرَّانُ شَنُوءَةَ موضع باليمن عن ابن الأَعرابي ومَرَّانُ ومَرُّ الظَّهْرانِ وبَطْنُ مَرٍّ مواضعُ بالحجاز قال أَبو ذؤَيب أَصْبَحَ مِنْ أُمِّ عَمْرٍو بَطْنُ مَرَّ فأَكْ نافُ الرَّجِيعِ فَذُو سِدْرٍ فأَمْلاحُ وَحْشاً سِوَى أَنّ فُرَّاطَ السِّباعِ بها كَأَنها مِنْ تَبَغِّي النَّاسِ أَطْلاحُ ويروى بطن مَرٍّ فَوَزْنُ « رِنْ فَأَكْ » على هذا فاعِلُنْ وقوله رَفَأَكْ فعلن وهو فرع مستعمل والأَوّل أَصل مَرْفُوض وبَطْنُ مَرٍّ موضع وهو من مكة شرفها الله تعالى على مرحلة وتَمَرْمَرَ الرجلُ
( * قوله « وتمرمر الرجل إلخ » في القاموس وتمرمر الرمل ) مارَ والمَرْمَرُ الرُّخامُ وفي الحديث كأَنَّ هُناكَ مَرْمَرَةً هي واحدةُ المَرْمَرِ وهو نوع من الرخام صُلْبٌ وقال الأَعشى كَدُمْيَةٍ صُوِّرَ مِحْرابُها بِمُذْهَبٍ ذي مَرْمَرٍ مائِرِ وقال الراجز مَرْمارَةٌ مِثْلُ النَّقا المَرْمُورِ والمَرْمَرُ ضَرْبٌ من تقطيع ثياب النساء وامرأَة مَرْمُورَةٌ ومَرْمارَةٌ ترتَجُّ عند القيام قال أَبو منصور معنى تَرْتَجُّ وتَمَرْمَرُ واحد أَي تَرْعُدُ من رُطوبتها وقيل المَرْمارَةُ الجارية الناعمة الرَّجْراجَةُ وكذلك المَرْمُورَةُ والتَّمَرْمُرُ الاهتزازُ وجِسْمٌ مَرْمارٌ ومَرْمُورٌ ومُرَامِرٌ ناعمٌ ومَرْمارٌ من أَسماء الداهية قال قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَةُ بالغَمِيسِ لَيْلَةَ مَرْمارٍ ومَرْمَرِيسِ والمرْمارُ الرُّمانُ الكثير الماء الذي لا شحم له ومَرَّارٌ ومُرَّةُ ومَرَّانُ أَسماء وأَبو مُرَّةَ كنية إِبليس ومُرَيْرَةٌ والمُرَيْرَةُ موضع قال كأَدْماءَ هَزَّتْ جِيدَها في أَرَاكَةٍ تَعاطَى كَبَاثاً مِنْ مُرَيْرَةَ أَسْوَدَا وقال وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياضِ تَسُوفُه ولو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرَةِ آجِما أَراد آجنا فأَبدل وبَطْنُ مَرٍّ موضعٌ والأَمْرَارُ مياه معروفة في ديار بني فَزَارَةَ وأَما قول النابغة يخاطب عمرو بن هند مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ آيةً ؟ ومِنَ النَّصِيحَةِ كَثْرَةُ الإِنْذَارِ لا أَعْرِفَنَّك عارِضاً لِرِماحِنا في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمْرَارِ فهي مياه بالبادِيَة مرة قال ابن بري ورواه أَبو عبيدة في جف ثعلب يعني ثعلبة بن سعد بن ذبيان وجعلهم جفّاً لكثرتهم يقال للحي الكثير العدد جف مثل بكر وتغلب وتميم وأَسد ولا يقال لمن دون ذلك جف وأَصل الجف وعاء الطلع فاستعاره للكثرة لكثرة ما حوى الجف من حب الطلع ومن رواه في جف تغلب أَراد أَخوال عمرو بن هند وكانت له كتيبتان من بكر وتغلب يقال لإِحداهما دَوْسَرٌ والأُخرى الشَّهْباء قوله عارضاً لرماحنا أَي لا تُمَكِّنها من عُرْضِكَ يقال أَعرض لي فلان أَي أَمكنني من عُرْضِه حتى رأَيته والأَمْرارُ مياهٌ مَرَّةٌ معروفة منها عُِراعِرٌ وكُنَيْبٌ والعُرَيْمَةُ والمُرِّيُّ الذي يُؤْتَدَمُ به كأَنَّه منسوب إِلى المَرارَةِ والعامة تخففه قال وأَنشد أَبو الغوث وأُمُّ مَثْوَايَ لُباخِيَّةٌ وعِنْدَها المُرِّيُّ والكامَخُ وفي حديث أَبي الدرداء ذكر المُرِّيِّ هو من ذلك وهذه الكلمة في التهذيب في الناقص ومُرامِرٌ اسم رجل قال شَرْقيُّ بن القُطَامي إِن أَوّل من وضع خطنا هذا رجال من طيء منهم مُرامِرُ بن مُرَّةَ قال الشاعر تَعَلَّمْتُ باجاداً وآلَ مُرامِرٍ وسَوَّدْتُ أَثْوابي ولستُ بكاتب قال وإِنما قال وآل مرامر لأَنه كان قد سمى كل واحد من أَولاده بكلمة من أَبجد وهي ثمانية قال ابن بري الذي ذكره ابن النحاس وغيره عن المدايني أَنه مُرامِرُ بن مَرْوَةَ قال المدايني بلغنا أَن أَوَّل من كتب بالعربية مُرامِرُ بن مروة من أَهل الأَنبار ويقال من أَهل الحِيرَة قال وقال سمرة بن جندب نظرت في كتاب العربية فإِذا هو قد مَرَّ بالأَنبار قبل أَن يَمُرَّ بالحِيرَةِ ويقال إِنه سئل المهاجرون من أَين تعلمتم الخط ؟ فقالوا من الحيرة وسئل أَهل الحيرة من أَين تعلمتم الخط ؟ فقالوا من الأَنْبار والمُرّانُ شجر الرماح يذكر في باب النون لأَنه فُعَّالٌ ومُرٌّ أَبو تميم وهو مُرُّ بنُ أُدِّ بن طابِخَةَ بنِ إِلْياسَ بنِ مُضَرَ ومُرَّةُ أَبو قبيلة من قريش وهو مُرّة بن كعب بن لُؤَيِّ بن غالبِ بن فهر بن مالك بن النضر ومُرَّةُ أَبو قبيلة من قَيْسِ عَيْلانَ وهو مُرَّةُ بن عَوْف بن سعد بن قيس عيلانَ مُرَامِراتٌ حروف وها
( * قوله « حروف وها » كذا بالأصل ) قديم لم يبق مع الناس منه شيء قال أَبو منصور وسمعت أَعرابيّاً يقول لَهِمٌ وَذَلٌ وذَلٌ يُمَرْمِرُ مِرْزةً ويَلُوكُها يُمَرْمِرُ أَصلُه يُمَرِّرُ أَي يَدْحُوها على وجه الأَرض ويقال رَعَى بَنُو فُلانٍ المُرَّتَيْنِ
( * في القاموس المريان بالياء التحتية بعد الراء بدل التاء المثناة ) وهما الأَلاءُ والشِّيحُ وفي الحديث ذكر ثنية المُرارِ المشهور فيها ضم الميم وبعضهم يكسرها وهي عند الحديبية وفيه ذكر بطن مَرٍّ ومَرِّ الظهران وهما بفتح الميم وتشديد الراء موضع بقرب مكة الجوهري وقوله لتَجِدَنَّ فُلاناً أَلْوى بَعيدَ المُسْتَمَرِّ بفتح الميم الثانية أَي أَنه قَوِيٌّ في الخُصُومَةِ لا يَسْأَمُ المِراسَ وأَنشد أَبو عبيد إِذا تَخازَرْتُ وما بي من خَزَرْ ثم كَسَرْتُ العَيْنَ مِنْ غَيْرِ عَوَرْ وجَدْتَني أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرّْ أَحْمِلُ ما حُمِّلْتُ مِنْ خَيْرٍ وشَرّْ قال ابن بري هذا الرجز يروى لعمرو بن العاص قال وهو المشهور ويقال إِنه لأَرْطاةَ بن سُهَيَّةَ تمثل به عمرو رضي الله عنه

( مزر ) المِزْرُ الأَصل والمزرُ نَبِيذُ الشعير والحنطة والحبوب وقيل نبيذ الذُّرَة خاصَّة غيره المِزْر ضَرْبٌ من الأَشربة وذكر أَبو عبيد أَن ابن عمر قد فسر الأَنبذة فقال البِتْعُ نبيذ العَسَل والجِعَةُ نبيذ الشعيرِ والمزر من الذرة والسَّكَرُ من التمر والخَمْرُ من العنب وأَما السُّكُرْكَة بتسكين الراء فخمر الحَبَش قال أَبو موسى الأَشعري هي من الذرة ويقال لها السُّقُرْقَعُ أَيضاً كأَنه معرب سُكُرْكَةٍ وهي بالحبشية والمَزْرُ والتَّمَزُّرُ التَّرَوُّقُ والشُّرْبُ القَلِيلُ وقيل الشرْبُ بمَرَّةٍ قال والمِزْرُ الأَحْمَقُ والمَزْرُ بالفتح الحَسْوُ لِلذَّوْقِ ويقال تَمَزَّرْتُ الشرابَ إِذا شَرِبْتَه قليلاً قليلاً وأَنشد الأُموي يصف خمراً تَكُونُ بَعْدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ في فَمِهِ مِثْلَ عَصِيرِ السُّكَّرِ والتَّمَزُّرُ شُرْبُ الشرابِ قليلاً قليلاً بالراء ومثله التَّمَزُّرُ وهو أَقل من التمزر وفي حديث أَبي العالية اشْرَبِ النبيذَ ولا تُمَزِّرْ أَي اشْرَبْه لتسكين العطش كما تشرب الماء ولا تشربه للتلذذ مرة بعد أُخرى كما يصنع شارِبُ الخمر إِلى أَن يَسْكَر قال ثعلب مما وجدنا عن النبي صلى الله عليه وسلم اشْرَبُوا ولا تَمَزَّرُوا أَي لا تُدِيرُوه بينكم قليلاً قليلاً ولكن اشربوه في طِلْقٍ واحد كما يُشْرَبُ الماء أَو اتركوه ولا تشربوه شرْبة بعد شربة وفي الحديث المَزْرَةُ الواحدة تحرِّمُ أَي المصَّةُ الواحدة قال والمَزْرُ والتَّمَزُّرُ الذوْقُ شيئاً بعد شيء قال ابن الأَثير وهذا بخلاف المرويّ في قوله لا تُحَرِّمُ المَصَّةُ ولا المصتانِ قال ولعله لا تحرم فحرَّفه الرواة ومَزَرَ السقاءَ مَزْراً مَلأَه عن كراع ابن الأَعرابي مَزَّرَ قِرْبَتَه تَمْزِيراً ملأَها فلَم يتْرُكْ فيها أَمْتاً وأَنشد شمر فَشَرِبَ القَوْمُ وأَبْقَوْا سُورا ومَزَّرُوا وِطابَها تَمْزِيرا والمَزِيرُ الشَّدِيدُ القلبِ القَوِيُّ النافِذُ بَيِّنُ المَزَارَةِ وقد مَزُرَ بالضم مَزَارَةً وفلان أَمْزَرُ منه قال العباس بن مِرْداسٍ تَرَى الرَّجُلَ النَّحِيفَ فَتَزْدَرِيه وفي أَثْوابِه رَجُلٌ مَزِيرُ ويروى أَسد مَزِيرُ والجمع أَمازِرُ مثل أَفِيل وأَفائِلَ وأَنشد الأَخفش إِلَيْكِ ابْنَةَ الأَعْيارِ خافي بَسَالَةَ ال رجالِ وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ ولا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ في كُلِّ شَرْمَحٍ طُوالٍ فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ قال يريد أَقاصِرُهُم وأَمازِرُهم كما يقال فلان أَخبث الناس وأَفْسَقُه وهي خَيْرُ جاريةٍ وأَفْضَلُهُ وكل تَمْرٍ استحكم فقد مَزُرَ يَمْزُرُ مَزَارَةً والمَزِيرُ الظَّرِيفُ قاله الفراء وأَنشد فلا تذهبن عيناك في كل شرمح طوال فإِن الأَقصرين أَمازره أَراد أَمازر ما ذكرنا وهم جمع الأَمزر

( مسر ) مَسَرَ الشيءَ يَمْسُرُه مَسْراً استخرجه من ضيق والمَسْرُ فعل الماسِرِ ومَسَرَ الناسَ يَمْسُرُهُمْ مَسْراً غَمزَ بهم ويقال هو يَمْسُرُ الناسَ أَي يُغْرِيهِمْ ومَسَرْتُ به ومَحَلْتُ به أَي سَعَيْتُ به والماسِرُ الساعِي

( مستفشر ) من المعرّب المُسْتَفْشارُ وهو العسَل المعتَصَرُ بالأَيدي إِذا كان يسيراً وإِن كان كثيراً فبالأَرجل ومنه قول الحجاج في كتابه إِلى بعض عماله بفارس أَن ابْعَثْ إِليّ بعَسَلٍ من عسَلِ خُلاَّر من النحْلِ الأَبْكار من المُسْتفْشار الذي لم تمسَّه نار

( مشر ) المَشْرَةُ شِبه خُوصة تخرج في العِضاه وفي كثير من الشجر أَيام الخريف لها ورقٌ وأَغصان رَخْصَة ويقال أَمْشَرَت العِضاهُ إِذا خرج لها ورق وأَغصان وكذلك مَشَّرَتِ العضاه تمشيراً وفي صفة مكة شرفها الله وأَمْشَرَ سَلَمُها أَي خرج ورَقُه واكتسى به والمَشْرُ شيءٌ كالخوص يخرج في السَّلَم والطَّلْحِ واحدته مَشْرَةٌ وفي حديث أَبي عبيد فأَكلوا الخبط وهو يومئذ ذو مَشْرٍ والمَشْرَةُ من العُشْبِ ما لم يَطُلْ قال الطرماح بن حكيم يصف أُرْوِيَّةً لها تَفَراتٌ تَحْتَها وقُصارُها إِلى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ والتَّفَرات ما تَساقَطَ من ورَقِ الشَّجَرِ والمَشْرَةُ ما يَمْتَشِرُه الراعي من ورق الشجر بِمِحْجَنِهِ يقول إِن هذه الأُرْوِيَّةَ ترعى من ورق لا يُمْتَشَرُ لها بالمحاجن وقُطارُها أَن تَأْكُلَ هذه المَشْرَة التي تحت الشجر من غير تعب وأَرْضٌ ماشِرَةٌ وهي التي اهْتَزَّ نباتُها واسْتَوَتْ ورَوِيَتْ من المطرِ وقال بعضهم أَرض ناشِرَةٌ بهذا المعنى وقد مَشِرَ الشجرُ ومَشَّرَ وأَمْشَرَ وتَمَشَّرَ وقيل التَّمَشُّرُ أَن يُكْسَى الورقُ خُضْرةً وتَمَشَّرَ الشجرُ إِذا أَصابه مطرٌ فخرجت رِقَتُه أَي وَرَقَتُه وتَمَشَّرَ الرجلُ إِذا اكتسى بعد عُرْيٍ وامْرَأَةٌ مَشْرَةُ الأَعضاءِ إِذا كانت رَبَّا وأَمْشَرَتِ الأَرضُ أَي أَخرجتْ نباتَها وتَمَشَّرَ الرجلُ استغنى وفي المحكم رُؤِيَ عليه أَثر غِنًى قال الشاعر ولَوْ قَدْ أَتانا بُرُّنا ودقِيقُنا تَمَشَّرَ مِنكُم مَنْ رَأَيناهُ مُعْدِمَا ومَشَّرَه هو أَعطاهُ وكساهُ عن ابن الأَعرابي وقال ثعلب إِنما هو مَشَرَه بالتخفيف والمَشْرَةُ الكُِسْوَةُ وتَمَشَّرَ لأَهله اشترى لهم مَشْرَةً وتَمَشَّرَ القومُ لبِسُوا الثِّيابَ والمَشْرَةُ الورَقَة قبل أَن تَتَشَعَّبَ وتَنْتشِر ويقال أُذُنٌ حَشْرَة مَشْرَةٌ أَي مُؤَلَّلَةٌ عليها مَشْرَةُ العِيقِ أَي نَضارَتُه وحُسْنُه وقيل لطيفَةٌ حَسَنَةٌ وقوله وأُذْنٌ لها حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ كإِعْلِيطِ مَرْخٍ إِذا ما صَفِرْ إِنما عنى أَنها دَقِيقَةٌ كالورَقَةِ قبل أَن تَتَشَعَّب وحَشْرَةٌ مُحَدَّدَةُ الطرَف وقيل مَشْرَةٌ إِتباع حَشْرَة قال ابن بري البيت للنمر بن تولب يصف أُذن ناقته ورِقَّتها ولُطفها شبهها بإِعْلِيطِ المَرْخِ وهو الذي يكون فيه الحب وعليه مَشْرَةُ غِنى أَي أَثَرُ غِنى وأَمْشَرَت الأَرضُ ظَهَرَ نباتُها وما أَحسن مَشَرَتَها بالتحريك أَي نَشَرَتَها ونباتَها وقال أَبو خيرة مَشَرَتُها ورَقُها ومشْرَة الأَرضِ أَيضاً بالتسكين وأَنشد إِلى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِن وتَمَشَّرَ فلان إِذا رُؤِي عليه آثارُ الغِنى والتَّمْشِيرُ حُسْنُ نَباتِ الأَرض واسْتِواؤُه ومَشَرَ الشيءَ يَمْشُرُهُ مَشْراً أَظهره والمَشارَةُ الكَرْدَةُ قال ابن دريد وليس بالعربي الصحيح وتَمَشَّرَ لأَهله شيئاً تَكَسَّبَه أَنشد ابن الأَعرابي تَرَكْتُهُمْ كَبِيرُهُمْ كالأَصْغَرِ عَجْزاً عَنِ الحِيلَةِ والتَّمَشُّرِ والتَّمْشِيرُ القِسْمَةُ ومَشَّرَ الشيءَ قَسَّمَه وفَرَّقَه وخَصَّ بعضُهم به اللحمَ قال فَقُلْتُ لأَهْلي مَشِّرُوا القِدْرَ حَوْلكم وأَيَّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ أَي لم يُقَسَّمْ ما فيها وهذا البيت أَورد الجوهري عجزه وأَورده ابن سيده بكماله قال ابن بري البيت للمَرَّارِ بن سعيدٍ الفَقْعَسِيِّ وهو وقُلْتُ أَشِيعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا وأَيَّ زمانٍ قِدْرُنا لم تُمَشَّرِ قال ومعنى أَشِيعَا أَظْهِرا أَنَّا نُقَسِّمُ ما عندنا من اللحم حتى يَقْصِدَنا المُسْتَطْعِمون ويأْتينا المُسْتَرْفِدُون ثم قال وأَيّ زمان قِدْرُنا لم تمشر أَي هذا الذي أَمرتكما به هو خُلُق لنا وعادة في الأَزمنة على اختلافها وبعده فَبِتْنا بِخَيْرٍ في كرامَةِ ضَيْفِنا وبِتْنا نُؤَدِّي طُعْمَةً غَيْرَ مَيْسِرِ أَي بِتْنا نُؤَدِّي إِلى الحيّ من لَحْمِ هذه الناقة من غير قِمارٍ وخص بعضهم به المُقَسَّم من اللحم وقيل المُمَشِّرُ المُفَرِّقُ لكل شيء والتَّمْشِيرُ النشاطُ لِلجماع عن ابن الأَعرابي وفي الحديث إِنّي إِذا أَكَلْتُ اللحمَ وجدت في نفسي تَمْشِيراً أَي نَشاطاً للجماع وجعله الزمخشري حديثاً مرفوعاً والأَمْشَرُ النَّشِيطُ والمُشَرَةُ طائِرٌ صغير مُدَبَّج كأَنه ثَوْبُ وشْيٍ ورجل مِشْرٌ أَقْشَرُ شديد الحُمْرَةِ وبنو المِشْرِ بَطْن من مَذْحج

( مصر ) مَصَرَ الشاةَ والناقَةَ يَمْصُرُها مَصْراً وتَمَصَّرها حَلَبها بأَطراف الثلاث وقيل هو أَن تأْخذ الضَّرْعَ بكفك وتُصَيِّرَ إِبهامَك فوق أَصابِعِك وقيل هو الحَلْبُ بالإِبهامِ والسَّبابةِ فقط الليث المَصْرُ حَلْب بأَطراف الأَصابع والسبابة والوسطى والإِبهام ونحو ذلك وفي حديث عبد الملك قال لحالب ناقَتِه كيف تَحْلُبها مَصْراً أَم فَطْراً ؟ وناقة مَصُور إِذا كان لَبَنُها بطيء الخروج لا يُحْلَبُ إِلا مَصْراً والتَّمَصُّرُ حَلْبُ بقايا اللَّبَن في الضَّرْع بعد الدرِّ وصار مستعملاً في تَتَبُّعِ القِلَّة يقولون يَمْتَصِرونها الجوهري قال ابن السكيت المَصْرُ حَلْبُ كل ما في الضَّرْعِ وفي حديث عليّ عليه السلام ولا يُمْصَرُ لبنُها فَيَضُرَّ ذلك بولدها يريد لا يُكْثَرُ من أَخذ لبنها وفي حديث الحسن عليه السلام ما لم تَمْصُرْ أَي تَحْلُب أَراد أَن تسرق اللبن وناقة ماصِرٌ ومَصُورٌ بطيئة اللبن وكذلك الشاة والبقرة وخص بعضهم به المِعْزى وجمعها مِصارٌ مثل قِلاصٍ ومَصائِرُ مثل قَلائِصَ والمَصْرُ قِلة اللبن الأَصمعي ناقة مَصُورٌ وهي التي يُتَمَصَّرُ لبنها أَي يُحْلَب قليلاً قليلاً لأَن لبنها بَطِيءُ الخروج الجوهري أَبو زيد المَصُورُ من المَعزِ خاصَّة دون الضأْن وهي التي قد غَرَزَتْ إِلا قليلاً قال ومثلها من الضأْن الجَدُودُ ويقال مَصَّرَتِ العَنْزُ تَمْصِيراً أَي صارت مَصُوراً ويقال نعجة ماصِرٌ ولَجْبَةٌ وجَدُودٌ وغَرُوزٌ أَي قليلة اللبن وفي حديث زياد إِنّ الرجلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكلمة لا يقطع بها ذَنَبَ عَنْزٍ مَصُورٍ لو بلغت إِمامَه سَفَكَ دَمَه حكى ابن الأَثير المصور من المعز خاصة وهي التي انقطع لبنها والتَّمَصُّر القليل من كل شيء قال ابن سيده هذا تعبير أَهل اللغة والصحيح التَّمَصُّر القِلَّةُ ومَصَّر عليه العَطاءَ تَمْصِيراً قَلَّله وفَرَّقَه قليلاً قليلاً ومَصَّرَ الرجلُ عَطِيَّتَه قَطَّعَها قليلاً قليلاً مشتق من ذلك ومُصِرَ الفَرسُ اسْتُخْرِجَ جَرْيهُ والمُصارَةُ الموضع الذي تُمْصَرُ فيه الخيل قال حكاه صاحب العين والتمصر التتبع وجاءت الإِبل إِلى الحوض مُتَمَصِّرة ومُمْصِرَة أَي متفرقة وغرة مُتَمَصِّرة ضاقت من موضع واتسعت من آخر والمَصْرُ تَقَطُّعُ الغزْلِ وتَمَسُّخُه وقَدِ امَّصَرَ الغزْلُ إِذا تَمَسَّخَ والمُمَصَّرَةُ كُبَّةُ الغزْلِ وهي المُسَفَّرَةُ والمِصْرُ الحاجِزُ والحَدُّ بين الشيئين قال أُمية يذكر حِكْمة الخالق تبارك وتعالى وجَعَلَ الشمسَ مِصْراً لا خَفاءَ به بين النهارِ وبين الليلِ قد فَصَلا قال ابن بري البيت لعدي بن زيد العبادي وهذا البيت أَورده الجوهري وجاعل الشمس مصراً والذي في شعره وجعل الشمس كما أَوردناه عن ابن سيده وغيره وقبله والأَرضَ سَوّى بِساطاً ثم قَدّرَها تحتَ السماءِ سَواءً مثل ما ثَقَلا قال ومعنى ثَقَلَ تَرَفَّعَ أَي جعل الشمس حَدًّا وعَلامةً بين الليلِ والنهارِ قال ابن سيده وقيل هو الحدُّ بين الأَرضين والجمع مُصُور ويقال اشترى الدارَ بِمُصُورِها أَي بحدودها وأَهلُ مِصْرَ يكتبون في شروطهم اشترى فلان الدارَ بِمُصُورِها أَي بحدودها وكذلك يَكْتُبُ أَهلُ هَجَرَ والمِصْرُ الحدّ في كل شيء وقيل المصر الحَدُّ في الأَرض خاصة الجوهري مِصْر هي المدينة المعروفة تذكر وتؤنث عن ابن السراج والمِصْر واحد الأَمْصار والمِصْر الكُورَةُ والجمع أَمصار ومَصَّروا الموضع جعلوه مِصْراً وتَمَصَّرَ المكانُ صار مِصْراً ومِصْرُ مدينة بعينها سميت بذلك لتَمَصُّرِها وقد زعموا أَن الذي بناها إِنما هو المِصْرُ بن نوح عليه السلام قال ابن سيده ولا أَدري كيف ذاك وهي تُصْرفُ ولا تُصْرَفُ قال سيبويه في قوله تعالى اهْبِطُوا مِصْراً قال بلغنا أَنه يريد مِصْرَ بعينها التهذيب في قوله اهبطوا مصراً قال أَبو إِسحق الأَكثر في القراءَة إِثبات الأَلف قال وفيه وجهان جائزان يراد بها مصرٌ من الأَمصار لأَنهم كانوا في تيه قال وجائز أَن يكون أَراد مِصْرَ بعينها فجعَلَ مِصْراً اسماً للبلد فَصَرفَ لأَنه مذكر ومن قرأَ مصر بغير أَلف أَراد مصر بعينها كما قال ادخلوا مصر إِن شاء الله ولم يصرف لأَنه اسم المدينة فهو مذكر سمي به مؤنث وقال الليث المِصْر في كلام العرب كل كُورة تقام فيها الحُدود ويقسم فيها الفيءُ والصدَقاتُ من غير مؤامرة للخليفة وكان عمر رضي الله عنه مَصَّر الأَمصارَ منها البصرة والكوفة الجوهري فلان مَصَّرَ الأَمْصارَ كما يقال مَدّن المُدُنَ وحُمُرٌ مَصارٍ ومَصارِيُّ جمع مَصْرِيٍّ عن كراع وقوله وأَدَمَتْ خُبْزِيَ مِنْ صُيَيْرِ من صِيرِ مِصْرِينَ أَو البُحَيْرِ أَراه إِنما عنى مصر هذه المشهورة فاضطر إِليها فجمعها على حدّ سنين قال ابن سيده وإِنما قلت إِنه أَراد مصر لأَن هذا الصِّيرَ قلما يوجد إِلا بها وليس من مآكل العرب قال وقد يجوز أَن يكون هذا الشاعر غَلِطَ بمصر فقال مِصْرينَ وذلك لأَنه كان بعيداً من الأَرياف كمصر وغيرها وغلطُ العربِ الأَقْحاح الجُفاةِ في مثل هذا كثير وقد رواه بعضهم من صِيرِ مِصْرَيْن كأَنه أَراد المِصْرَيْنِ فحذف اللام والمِصْران الكوفةُ والبصْرةُ قال ابن الأَعرابي قيل لهما المصران لأَن عمر رضي الله عنه قال لا تجعلوا البحر فيما بيني وبينكم مَصِّروها أَي صيروها مِصْراً بين البحر وبيني أَي حدّاً والمصر الحاجز بين الشيئين وفي حديث مواقيت الحج لمَّا قُتِحَ هذان المِصْرانِ المِصْر البَلَد ويريد بهما الكوفةَ والبَصْرَةَ والمِصْرُ الطِّينُ الأَحْمَرُ وثوب مُمَصَّرٌ مصبوغ بالطين الأَحمر أَو بحُمْرة خفيفة وفي التهذيب ثَوْب مُمَصَّرٌ مصبوغ بالعِشْرِقِ وهو نبات أَحْمَرُ طيِّبُ الرائِحَةِ تستعمله العرائس وأَنشد مُخْتلِطاً عِشْرِقُه وكُرْكُمُهْ أَبو عبيد الثياب المُمَصَّرَةُ التي فيها شيء من صفرة ليست بالكثيرة وقال شمر المُمَصَّرُ من الثياب ما كان مصبوغاً فغسل وقال أَبو سعيد التَّمْصِيرُ في الصَّبْغِ أَن يخرج المَصْبُوغُ مُبَقَّعاً لم يُسْتَحْكْم صَبْغُه والتمصير في الثياب أَن تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غيرِ بلى وفي حديث عيسى عليه السلام ينزل بين مُمَصَّرَتَيْن المُمَصَّرَةُ من الثياب التي فيها صُفْرة خفيفة ومنه الحديث أَتى عليٌّ طَلْحَةَ رضي الله عنهما وعليه ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ والمَصِيرُ المِعى وهو فَعِيلٌ وخص بعضُهم به الطيرَ وذواتِ الخُفِّ والظِّلْف والجمع أَمْصِرَة ومُصْرانٌ مثل رَغِيفٍ ورُغْفانٍ ومَصارِينُ جمع الجمع عند سيبويه وقال الليث المَصارِينُ خطأٌ قال الأَزهري المصارين جمع المُصْران جمعته العرب كذلك على توهُّم النونِ أَنها أَصلية وقال بعضهم مَصِير إِنما هو مَفْعِلٌ من صار إِليه الطعام وإِنما قالوا مُصران كما قالوا في جمع مَسِيل الماء مُسْلان شبهوا مَفْعِلاً بفَعِيل وكذلك قالوا قَعود وقِعْدانٌ ثم قَعادِينُ جمع الجمع وكذلك توهموا الميم في المصير أَنها أَصلية فجمعوها على مُصْران كما قالوا لجماعة مَصادِ الجَبَل مُصْدانٌ والمِصْرُ الوعاء عن كراع ومِصْرٌ أَحدُ أَولاد نوح عليه السلام قال ابن سيده ولست منه على ثقة التهذيب والماصِرُ في كلامهم الحَبْل يلقى في الماءِ لِيَمْنَعَ السفُنَ عن السير حتى يُؤدِّيَ صاحبُها ما عليه من حق السلطان هذا في دجلة والفرات ومُصْرانُ الفارةِ ضرب من رديءِ التمر

( مصطر ) المُصْطارُ والمُصْطارَةُ الحامض من الخمر قال عديّ بن الرقاع مُصْطارَة ذهَبَتْ في الرأْسِ نَشْوَتُها كأَنَّ شارِبَها مما به لَمَمُ أَي كأَنّ شاربها مما به ذو لمم أَو يكون التقدير كأَنّ شاربها من النوع الذي به لمم وأَوقع ما على من يعقل كما حكاه أَبو زيد من قول العرب سبحان ما يُسَبِّح الرعدُ بحمده وكما قالت كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم حين تلا عليهم إِنكم وما تعبدون من دون الله حصَبُ جهنم أَنتم لها واردون قالوا فالمسيح معبود فهل هو في جهنم ؟ فأَوقعوا ما على من يعقل فأَنزل الله تعالى إِن الذين سبقت لهم منا الحسنى أُولئك عنها مبعدون قال والقياس أَن يكون أَراد بقوله وما تعبدون الأَصنام المصنوعة وقال أَيضاً فاستعاره للبن نَقْري الضُّيُوفَ إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ مُصْطار مَاشِيَةٍ لم يَعْدُ أَنْ عُصِرا قال أَبو حنيفة جعل اللبن بمنزلة الخمر فسماه مصطاراً يقول إِذا أَجدب الناس سقيناهم اللبن الصَّرِيفَ وهو أَحْلى اللبَنِ وأَطيَبُه كما نسقي المُصْطارَ قال أَبو حنيفة إِنما أُنْكِر قول من قال إِن المُصْطارَ الحامِضُ لأَن الحامض غير مختار ولا ممدوح وقد اختير المصطار كما ترى من قول عدي بن الرقاع وغيره وأَنشد الأَزهري للأَخطل يصف الخمر تَدْمَى إِذا طَعَنُوا فيها بِجائِفَةٍ فَوْقَ الزُّجاجِ عتِيقٌ غيرُ مُصْطارِ
( * في ديوان الأخطل غير مسطار بالسين والمعنى هوَ هوَ في كلتا اللَّفظتين )
قالوا المصطار الحديثة المتغيرة الطعم قال الأَزهري وأَحسب الميم فيها أَصلية لأَنها كلمة رومية ليست بعربية محضة وإِنما يتكلم بها أَهل الشام ووجد أَيضاً في أَشعار من نشأَ بتيك الناحية

( مضر ) مَضَرَ اللَّبَنُ يَمْضُرُ مُضُوراً حَمُضَ وابْيَضَّ وكذلك النبيذ إِذا حَمُضَ ومَضَرَ اللبنُ أَي صار ماضِراً وهو الذي يَحْذِي اللسانَ قبل أَن يَرُوبَ ولبن مَضِيرٌ حامِضٌ شديد الحُموضة قال الليث يقال إِن مُضَر كان مُولَعاً بشربه فسمي مُضَرَ به قال ابن سيده مُضَرُ اسم رجل قيل سمي به لأَنه كان مولعاً بشرب اللبن الماضر وهو مُضَرُ بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان وقيل سمي به لبياض لونه من مَضِيرة الطبيخ والمَضِيرَة مُرَيْقَة تطبخ بلبن وأَشياء وقيل هي طبيخ يتخذ من اللبن الماضر قال أَبو منصور المضيرة عند العرب أَن تطبخ اللحم باللبن البحث الصريح الذي قد حذى اللسانَ حتى يَنْضَجَ اللحمُ وتَخْثُرَ المضيرة وربما خلطوا الحليب بالحَقِين وهو حينئذ أَطيب ما يكون ويقال فلان يَتَمَضَّرُ أَي يتعَصَّبُ لمضر ونقل لي مُتَحَدِّث أَن في الروض الأُنف للسهيلي قال في الحديث لا تَسُبُّوا مُضَرَ ولا ربيعة فإِنهما كانا مُؤمِنَيْن الجوهري وقيل لمُضَرَ الحَمْراءُ ولربيعَةَ الفَرَسُ لأَنهما لما اقتسما الميراث أُعْطِيَ مُضَرُ الذهبَ وهو يؤنث وأُعطي ربيعةُ الخيل ويقال كان شِعارهم في الحرب العمائم والراياتِ الحُمْر ولأَهل اليمن الصفر وقال الجوهري سمعت بعض أَهل العلم يفسر قول أَبي تمام يصف الربيع مُحْمَرَّة مُصْفَرَّة فكأَنها عُصُبٌ تَيَمَّنُ في الوغى وتَمَضَّرُ ابن الأَعرابي لبَن مَضِرٌ قال ابن سيده وأُراه على النسب كَمَضِرٍ وطَعِمٍ لأَن فِعْله إِنما هو مَضَر بفتح الضاد لا كسرها قال وقلما يجيء اسم الفاعل من هذا على فَعِلٍ ومُضارَةُ اللبن ما سال منه والماضِرُ اللبن الذي يَحْذي اللسانَ قبل أَن يُدْرِك وقد مَضَرَ يَمْضُر مُضُوراً وكذلك النبيذ وفي حديث حذيفة وذكر خروج عائشة فقال يُقاتِلُ معها مُضَرُ مَضَّرَها الله في النار أَي جعلها في النار فاشتق لذلك لفظاً من اسمها يقال مَضَّرْنا فلاناً فَتَمَضَّرَ أَي صيرناه كذلك بأَن نسبناه إِليها وقال الزمخشري مَضَّرها جَمَعها كما يقال جَنَّدَ الجُنودَ وقيل مَضَّرها أَهلكها من قولهم ذهَب دمُهُ خِضْراً مِضْراً أَي هَدَراً ومِضْرٌ إِتباع وحكى الكسائي بِضْراً بالباء قال الجوهري نُرَى أَصلَه من مُضُورِ اللبنِ وهو قَرْصُه اللسانَ وحَذْيُه له وإِنما شدد للكثرة والمبالغة والتَّمَضُّرُ التشبه بالمُضَرِيَّةِ وفي الحديث سأَله رجلٌ فقال يا رسولَ الله ما لي مِنْ ولَدِي ؟ قال ما قَدَّمْتَ منهم قال فَمَنْ خَلَّفْتُ بَعْدِيف قال لك منهم ما لِمُضَرَ من ولَدِه أَي أَنّ مُضَر لا أَجْرَ له فيمن مات من ولده اليَوْمَ وإِنما أَجره فيمن مات من ولده قبله وخذ الشيء خِضْراً مِضْراً وخَضِراً مَضِراً أَي غَضًّا طَرِيًّا والعرب تقول مَضَّرَ اللهُ لك الثناء أَي طَيَّبَه وتُماضِرُ اسم امرأَة مشتق من هذه الأَشياء قال ابن دريد أَحسبَهُ من اللبن الماضر

( مطر ) المَطَرُ الماء المنكسب من السَّحابِ والمَطرُ ماءُ السحابِ والجمع أَمْطارٌ وَمَطَرٌ اسم رجل سمي به من حيث سمي غَيْثاً قال لامَتْكَ بِنْتُ مطَرٍ ما أَنت وابْنَةَ مَطرْ والمَطَرُ فِعْل المَطَرِ وأَكثر ما يجيء في الشعر وهو فيه أَحسن والمَطْرَةُ الواحِدَة ومَطَرَتْهُم السماء تَمْطُرُهُمْ مَطْراً وأَمْطَرَتْهم أَصابَتْهُم بالمطَرِ وهو أَقبحهما ومطَرتِ السماءُ وأَمْطَرها اللهُ وقد مُطِرْنا وناس يقولون مَطَرتِ السماء وأَمْطرتْ بمعنى وأَمْطرهم اللهُ مَطَراً أَو عذاباً ابن سيده أَمطَرهم الله في العذاب خاصَّة كقوله تعالى وأَمْطَرْنا عليهم مطَراً فساء مطَرُ المُنْذَرِين وقوله عز وجل وأَمْطَرْنا عليهم حِجارَة من سِجِّيل جعل الحجارة كالمَطر لنزولها من السماء ويَوْمٌ مُمْطِرٌ وماطِرٌ ومطِرٌ ذُو مطَر الأَخيرة على النسب ويوم مَطِيرٌ ماطِر ومكان مَمْطُورٌ ومطِير أَصابه مطَر ووادٍ مَطِير مَمْطورٌ ووادٍ مطِرٌ بغير ياءٍ إِذا كان مَمْطُوراً ومنه قوله فَوادٍ خَطاءٌ ووادٍ مطِرْ وأَرض مَطِير ومطِيرَة كذلك وقوله يُصَعِّد في الأَحْناءِ ذُو عَجْرَفيَّةٍ أَحَمُّ حَبَرْكَى مُزْحِفٌ مُتماطِرُ قال أَبو حنيفة المتماطر الذي يَمْطُر ساعةً ويَكُفُّ أُخْرى ابن شميل من دعاء صبيان العرب إِذا رأَوا حالاً للمطَر مُطَّيْرَى والمِمْطَرُ والمِمْطَرَةُ ثوب من صوف يلبس في المطر يُتَوَقَّى به من المطر عن اللحياني واسْتَمْطَرَ الرجلُ ثَوبَهُ لبِسَه في المَطَر واسْتَمْطَرَ الرجلُ أَي استكَنّ من المطَر قالوا وإِنما سمي المِمْطَر لأَنه يَسْتَظِلُّ به الرجل وأَنشد أَكُلَّ يومٍ خَلَقِي كالمِمْطَر اليَوْمَ أَضْحَى وغَداً أظَلَّل
( * في قوله كالممطرِ وقوفٌ على حرف غير ساكن وهذا من عيوب الشعر )
واسْتَمْطَر للسياطِ صبَرَ عليها والاسْتِمطار الاسْتِسْقاءُ ومنه قول الفرزدق اسْتَمْطِرُوا مِنْ قُرَيْشٍ كُلَّ مُنْخَدِعِ أَي سلوه أَن يعطي كالمطر مثلاً ومكانٌ مُسْتَمْطِرٌ محتاج إِلى المطر وإِن لم يُمْطَر قال خفاف بن ندبة لم يَكْسُ مِنْ ورَقٍ مُسْتَمْطِرٌ عُودَا ويقال نزل فلان بالمسْتَمْطَر أَي في برازٍ من الأَرض مُنْكَشف قال الشاعر ويَحِلُّ أَحْياءٌ وراءَ بُيوتِنا حذَر الصَّباح ونَحْنُ بالمُسْتَمْطَرِ ويقال أَراد بالمُسْتَمْطَرِ مَهْوى العادات ومُخْترَقَها ويقال لا تَسْتَمْطِر الخيل أَي لا تَعْرِضْ لها الفراء إِنّ تلك الفعلة من فلان مَطِرة أَي عادة بكسر الطاء وقال ابن الأَعرابي ما زال على مَطْرَةٍ واحدةٍ ومطِرَةٍ واحدة ومطَرٍ واحد إِذا كان على رأْيٍ واحد لا يفارقه وتلك منه مُطْرَة أَي عادة ورجل مُسْتَمْطِرٌ طالب للخير وقال الليث طالب خير من إِنسان ومطَرَني بخير أَصابني وما أَنا من حاجتي عندك بِمُسْتَمْطِرٍ أَي لا أَطمَع منك فيها عن ابن الأَعرابي ورجل مُسْتَمْطَرٌ إِذا كان مُخَيِّلاً للخير وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وصاحبٍ قُلْتُ له صالحٍ إِنكَ لِلخَير لَمُسْتَمْطَرُ فسره فقال معناه إِنك صالٍ
( * قوله صالٍ هكذا في الأصل وربما كانت من صلي بالأمر إذا قاسى شدته به ) قال أَبو الحسن وتلخيص ذلك إِنك للخير مستمطَر أَي مَطْمَعٌ ومَزَرَ قِرْبَتَه ومَطَرَها إِذا مَلأَها وحكي عن مبتكر الكلابي كلمت فلاناً فأَمْطَرَ واسْتَمْطَر إِذا أَطرق وقال غيره أَمْطَر الرجلُ عَرِقَ جَبِينُه واسْتَمْطَرَ سكت يقال ما لك مُسْتَمْطِراً أَي ساكتاً ابن الأَعرابي المَطَرَةُ القِرْبة مسموع من العرب ومَطَرَتِ الطيرُ وتَمَطَّرَتْ أَسْرَعَتْ في هُوِيِّها وتَمَطَّرَتِ الخيلُ ذهبت مسرعة وجاءت مُتَمَطِّرة أَي جاءت مسرعة يسبق بعضها بعضاً قال من المُتَمَطِّرَاتِ بِجانِبَيْها إِذا ما بَلَّ مَحْزِمَها الحَمِبمُ قال ثعلب أَراد أَنها
( * كذا بياض بالأصل ) من نشاطها إِذا عَرِقَتِ الخيل وقال رؤبة والطَّيْرُ تَهْوِي في السماءِ مُطَّرا وفي شعر حسان تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ يُلَطِّمُهُنَّ بالخُمُرِ النساءُ يقال تَمَطَّرَ به فَرَسُه إِذا جرى وأَسرعَ والمُتَمَطِّرُ فرس لبني سَدُوسٍ صفة غالبة ومَطَرَ في الأَرض مُطُوراً ذهب وتَمَطَّرَ بهذا المعنى قال الشاعر كأَنَّهُنّ وقد صدَرْنَ مِنْ عَرَقٍ سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلُولُ تَمَطَّرَ أَسرع في عَدْوه وقيل تَمَطَّرَ بَرَزَ للمطر وبَردِه ومَرّ الفرسُ يَمْطُرُ مَطْراً ومُطوراً أَي أَسرع والتَّمَطُّر مثله قال لبيد يرثي قيسَ بن جَزْءٍ في قتلى هَوازِنَ أَتَتْه المَنايا فَوْقَ جَرْداءَ شِطْبَةٍ تَدُفُّ دَفِيفَ الطائِرِ المُتَمَطِّر وراكبه مُتَمَطِّر أَيضاً وذهب ثوبي وبعيري فلا أَدري من مَطَر بهما أَي أَخذهما ومَطَرَةُ الحَوضِ وسَطُه والمُطْرُ سُنْبُولُ الذُّرَةِ ورجل مَمْطورٌ إِذا كان كثيرَ السواكِ طَيّب النكْهة وامرأَة مَطِرة كثيرةُ السواك عَطِرة طيبة الجِرْم وإِن لم تُطَيَّب والعرب تقول خير النساء الخَفِرَةُ العَطِرَةُ المَطِرة وشرهن المَذِرَةُ الوَذِرَةُ القَذِرةُ تعني بالوذِرة الغليظة الشفتين أَو التي ريحها ريح الوَذَرِ وهو اللحم قال ابن الأَثير والعَطِرة المَطِرة هي التي تنظف بالماء أُخِذَ من لفظ المطر كأَنها مُطِرت فهي مَطِرة أَي صارت مَمْطورة مغسوله ومُطارٌ ومَطارٌ بضم الميم وفتحها موضع قال حَتى إِذا كان على مُطارِ يُسْراه واليُمْنى على الثَّرْثارِ قالت له رِيحُ الصَّبا قَرْقارِ قال عليّ بن حمزة الرواية مُطار بضم الميم قال وقد يجوز أَن يكون مُطار مُفْعلاً ومَطار مَفْعلاً وهو أَسبق التهذيب ومَطارِ موضعٌ بين الدهناء والصَّمانِ والماطِرُون موضع آخر ومنه قوله ولهَا بالماطِرُونَ إِذا أَكَلَ النملُ الذي جَمَعا وأَبو مطَر من كُناهم قال إِذا الرِّكابُ عَرَفَتْ أَبا مَطَرْ مَشَتْ رُوَيْداً وأَسَفَّتْ في الشجرْ يقول إِن هذا حادٍ ضعِيفُ السَّوْقِ للإِبل فإِذا أَحَسَّت به تَرَفَّقَتْ في المشي وأَخَذَتْ في الرعي وعدّى أَسَفَّت بفي لأَنه في معنى دخلت وقال أَتَطْلُبُ مَنْ أُسُودُ بِئْشَةَ دُونَه أَبو مَطَرٍ وعامِرٌ وأَبو سَعْدِ ؟

( معر ) مَعِرَ الظُّفُرُ يَمْعَرُ مَعَراً فهو مَعِرٌ نَصَلَ من شيء أَصابه قال لبيد وتَصُكُّ المَرْوَ لَمَّا هَجَّرَتْ بِنَكِيبٍ مَعِرٍ دَامِي الأَظَل والمَعَرُ سُقوطُ الشَعر ومَعِرَ الشعَرُ والرِّيشُ مَعَراً فهو مَعِرٌ وأَمْعَرَ قَلَّ ومَعِرَت الناصِيةُ مَعَراً وهي مَعْراء ذهب شعَرُها كلُّه حتى لم يبق منه شيء وخص بعضهم به ناصية الفرس وتَمَعَّر رأْسُه إِذا تَمَعَّط وتَمَعَّر شعَرُه تساقط وشعر أَمْعَرُ متساقط وخُفٌّ مَعِر لا شعرَ عليه وأَمْعَرَ ذهَب شعَرُه أَو وَبرُه والأَمْعَرُ من الحافِرِ الشعر الذي يَسْبُغُ عليه من مُقَدَّم الرُّسْغِ لأَنه متهيء لذلك فإِذا ذهب ذلك الشعر قيل مَعِر الحافِرُ مَعَراً وكذلك الرأْس والذنب قال ابن شميل إِذا تَفَقَّأَتِ الرَّهْصَةُ من ظاهر فذلك المَعر ومَعِرتْ مَعَراً وجمل مَعِرٌ وخُفٌّ مَعِرٌ لا شعَر عليه وقال أَبو عبيد الزَّمِرُ والمعِرُ القليل الشر وأَرض معِرَةٌ إِذا انْجَرَد نَبْتها وأَرض معِرَة قليلةُ النباتِ وأَمْعَرَتِ الأَرض لم يك فيها نباتٌ وأَمْعَرَتِ المواشي الأَرضَ إِذا رعتْ شجرَها فلم تدَعْ شيئاً يُرْعَى وقال الباهلي في قول هشام أَخي ذي الرمة حتى إِذا أَمْعَرُوا صَفْقَيْ مَباءَتِهِمْ وجرَّدَ الخَطْبُ أَثْباجَ الجَراثِيمِ قال أَمْعَرُوه أَكلوهُ وأَمْعَرَ الرجلُ افتقَرَ وأَمْعَرَ القومُ إِذا أَجْدَبُوا وفي الحديث ما أَمْعَرَ حَجَّاجٌ قط أَي ما افتقر حتى لا يبقى عنده شيء والحجاجُ المُداوِم للحَجِّ وأَصله من مَعَرِ الرأْس وهو قلة شعره وقد مَعِرَ الرجل بالكسر فهو معِرٌ والأَمْعَرُ القليل الشعر والمكانُ القليلُ النباتِ والمعنى ما افُتقرَ من يَحُجُّ ويقال أَمْعَرَ الرجلُ ومعَرَ ومعَّرَ إِذا أَفْنى زادَهُ وورد رؤبةُ ماءً لعُكْلٍ وعليه فَتِيَّةٌ تَسْقِي صِرْمَة لأَبيها فأُعجب بها فخطَبها فقالت أَرَى سِنًّا فهل من مالٍ ؟ قال نعم قطعةٌ من إِبلٍ قالت فهل من ورِقٍ ؟ قال لا قالت يا لَعُكْلٍ أَكِبَراً وإِمْعاراً ؟ فقال رؤبة لمَّا ازْدَرَتْ نَقْدِي وقلَّتْ إِبْلي تأَلَّقَتْ واتَّصَلَتْ بعُكْلِ خِطْبي وهَزَّتْ رأْسَها تَسْتَبْلي تسأَلُني عَنِ السِّنِينَ كمْ لِي ؟ وأَمْعَرَهُ غيرُهُ سَلَبه مالَهُ فأَفقرَهُ قال دريد ابن الصِّمَّةِ جَزَيْتُ عِياضاً كُفْرَهُ وفُجُورَهُ وأَمْعَرْتُه مِنَ المُدَفِّئَةِ الأَدْمِ ورجل مَعِرٌ بخيلٌ قليلُ الخيرِ وهو أَيضاً القليلُ اللحمِ والمَعِرُ الكثيرُ اللَّمْسِ للأَرض وغضِبَ فلان فتَمَعَّرَ لونُه ووجهُه تغير وعَلَتْهُ صُفْرَةٌ وفي الحديث فَتَمَعَّرَ وجهُه أَي تغير وأَصلُه قِلةُ النَّضارةِ وعدمُ إِشْراقِ اللون من قولهم مكان أَمْعَرُ وهو الجَدْبُ الذي لا خِصْبَ فيه ومَعَّرَ وجهَه غَيَّرَهُ والمَمْعُورُ المقَطِّب غَضباً تعالى وأَورد ابن الأَثير في هذه الترجمة قول عمر رضي الله عنه اللهم إِني أَبْرَأُ إِليكَ من مَعَرَّةِ الجَيْشِ وقال المَعَرَّةُ الأَذى والميمُ زائدةٌ وسنذكره نحن في موضعه

( مغر ) المَغَرَةُ والمَغْرَةُ طِينٌ أَحمرُ يُصْبَغُ به وثوبٌ مُمَغَّرٌ مصبوغ بالمغرة وبُسْرٌ مُمَغَّر لونُه كلونِ المَغْرَةِ والأَمْغَرُ من الإِبل الذي على لون المَغْرَةِ والمَغَرُ والمُغْرَةُ لونٌ إِلى الحُمْرَةِ وفرس أَمْغَرُ من المَغْرَةِ ومن شِياتِ الخيل أَشْقَرُ أَمْغَرُ وقيل الأَمْغَرُ الذي ليس بناصِع الحُمرَة وليست إِلى الصفرة وحمرته كلَوْن المَغْرَةِ ولون عُرْفِهِ وناصيتِه وأُذنَيه كلون الصُّهْبة ليس فيها من البياض شيء وقيل هو الذي ليس بناصع الحمرة وهو نحوٌ من الأَشقَرِ وشُقْرَتُهُ تَعلوها مُغْرَةٌ أَي كُدْرَةٌ والأَشقَرُ الأَقْهَبُ دون الأَشقَرِ في الحُمْرَة وفوق الأَفْضَحِ ويقال إِنه لأَمْغَرُ أَمْكَرُ أَي أَحمر والمَكْرُ المَغْرَةُ الجوهري الأَمْغَرُ من الخيل نحوٌ من الأَشقَرِ وهو الذي شُقْرته تعلوها مُغْرَة أَي كدرةٌ وفي حديث يأْجوج ومأْجوج فَرَمَوْا بِنِبالِهِمْ فخرّت عليهم مُتَمَغِّرَةً دماً أَي مُحْمرَّة بالدَّم وصقر أَمْغَرُ ليس بناصِع الحمرة والأَمغرُ الأَحمرُ الشعَرِ والجِلدِ على لونِ المَغَرَةِ والأَمغرُ الذي في وجهه حمرةٌ وبياضٌ صافٍ وقيل المَغَرُ حمرة ليست بالخالصة وفي الحديث أَن أَعرابيّاً قدِم على النبي صلى الله عليه وسلم فرآه مع أَصحابه فقال أَيُّكُم ابنُ عبد المطلب ؟ فقالوا هو الأَمغرُ المرتَفِقُ أَرادوا بالأَمغرِ الأَبيضَ الوجهِ وكذلك الأَحمرُ هو الأَبيضُ قال ابن الأَثير معناه هو الأَحمرُ المتَّكِئُ على مِرْفَقِه مأْخوذ من المَغْرَةِ وهو هذا المدَرُ الأَحمرُ الذي يُصْبَغُ به وقيل أَراد بالأَمغرِ الأَبيضَ لأَنهم يسمُّون الأَبيضَ أَحمرَ ولبنٌ مَغِيرٌ أَحمرُ يخالِطه دمٌ وأَمْغَرتِ الشاةُ والناقةُ وأَنْغَرَتْ وهي مُمْغِرٌ احمرَّ لبنُها ولم تُخْرِطْ وقال اللحياني هو أَن يكون في لبنها شُكْلَةُ من دم أَي حمرة واختلاط وقيل أَمغرَتْ إِذا حُلِبت فخرج مع لبنها دم من داءٍ بها فإِن كان ذلك لها عادةً فهي مِمْغارٌ ونخلة مِمْغارٌ حمراء التَّمرِ ومغَرَ فلان في البلاد إِذا ذهب وأَسرع ومغَرَ به بعيره يَمْغَرُ أَسرع ورأَيته يَمْغَرُ به بعيره ومغَرَتْ في الأَرض مَغْرَةٌ من مطَرَةٍ هي مطرة صالحة وقال ابن الأَعرابي المَغْرَةُ المطَرة الخفيفة ومَغْرَةُ الصيف وبَغْرَتُه شدة حره وأَوْسُ بن مَغْراء أَحد شعراء مُضَر وقول عبد الملك لجرير يا جرير مَغِّرْ لنا أَي أَنشِدْ لنا قولَ ابن مَغْرَاء والمغراء تأْنيث الأَمغرِ ومَغْرَانُ اسم رجل وماغِرَةُ اسم موضع قال الأَزهري ورأَيت في بلاد بني سعد رَكِيَّةً تعرف بمكانها وكان يقال له الأَمغرُ وبحذائها ركيةٌ أُخرى يقال لها الحِمارَةُ وهما شَرُوبٌ وفي حديث الملاعنة إِنْ جاءت به أُمَيْغِرَ سَبِطاً فهو لزوجها هو تصغير الأَمغرِ

( مقر ) المَقْرُ دَقُّ العنق مَقَرَ عنقه يَمْقُرُها مَقْراً إِذا دقها وضربها بالعصا حتى تكسَّر العظم والجلد صحيحٌ والمَقْرُ إِنقاعُ السمك المالح في الماء ومقَرَ السمكة المالحة مَقْراً أَنْقَعَها في الخل وكل ما أُنْقِع فقد مُقِرَ وسمك مَمْقُورٌ الأَزهري الممقور من السمك هو الذي يُنقع في الخل والملح فيصير صِباغاً بارِداً يُؤتَدَمُ به ابن الأَعرابي سمك مَمْقُورٌ أَي حامض ويقال سمك مَلِيحٌ ومَمْلوحٌ ومالح لغة أَيضاً الجوهري سمك مَمْقُورٌ يُمْقَرُ في ماء وملح ولا تقل مَنْقُورٌ وشيء مُمْقِرٌ ومَقِرٌ بَيِّنُ المَقَرِ حامض وقيل المَقِرُ والمَقْرُ والمُمْقِرُ المُرُّ وقال أَبو حنيفة هو نبات يُنْبِتُ ورَقاً في غير أَفنان وأَمقر الشرابَ مَرَّرَهُ أَبو زيد المُرُّ والمُمْقِرُ اللَّبنُ الحامض الشديد المحوضة وقد أَمْقَرَ إِمْقاراً أَبو مالك المُزُّ القليل الحموضة وهو أَطيب ما يكون والمُمْقِرُ الشديد المرارة والمَقِرُ شبيه بالصَّبِرِ وليس به وقيل هو الصَّبِرُ نفسه وربما سكن قال الراجز أَمَرّ مِنْ صَبْرٍ ومَقْرٍ وحُظَظْ وصواب إِنشاده أَمرَّ بالنصب لأَن قبله أَرْقَش ظَمآن إِذا عُصْرَ لَفَظْ يصف حيَّة واختلاف الأَلفاظ في حُظَظ كل منها مذكور في موضعه وقيل المَقِرُ السُّمُّ وقال أَبو عمرو المَقِرُ شجر مُرٌّ ابن السكيت أَمْقَرَ الشيءُ فهو مُمْقِرٌ إِذا كان مرًّا ويقال للصبر المَقِرُ قال لبيد مُمْقِرٌ مُرٌّ على أَعدائِه وعلى الأَدْنَيْنَ حُلْوٌ كالعسلْ ومَقِرَ الشيءُ بالكسر يَمْقَرُ مَقَراً أَي صار مرًّا فهو شيء مَقِرٌ وفي حديث لقمان أَكلتُ المَقِرَ وأَكلت على ذلك الصَّبِر المَقِرُ الصَّبِرُ وصَبَرَ على أَكله وفي حديث عليّ أَمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ والمَقِرِ ورجل مُمْقَرُّ النَّسَا بتشديد الراء ناتِئُ العِرْق عن ابن الأَعرابي وأَنشد نَكَحَتْ أُمامةُ عاجِزاً تَرْعِيَّةً مُتَشَقِّقَ الرِّجْلَيْنِ مُمْقَرَّ النَّسَا الليث المُمْقِرُ من الرَّكايا القليلة الماء قال أَبو منصور هذا تصحيف وصوابه المُنْقُرُ بضم الميم والقاف وهو مذكور في موضعه

( مكر ) الليث المَكْرُ احتيال في خُفية قال وسمعنا أَن الكيد في الحروف حلال والمكر في كل حلال حرام قال الله تعالى ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون قال أَهل العلم بالتأْويل المكر من الله تعالى جزاء سُمي باسم مكر المُجازَى كما قال تعالى وجزاء سيئة سيئة منها فالثانية ليست بسيئة في الحقيقة ولكنها سميت سيئة لازدواج الكلام وكذلك قوله تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه فالأَول ظلم والثاني ليس بظلم ولكنه سمي باسم الذنب ليُعلم أَنه عِقاب عليه وجزاءٌ به ويجري مَجْرَى هذا القول قوله تعالى يخادعون الله وهو خادعهم والله يستهزئ بهم مما جاء في كتاب الله عز وجل ابن سيده المَكْرُ الخَدِيعَة والاحتيال مَكَرَ يَمْكُرُ مَكْراً ومَكَرَ به وفي حديث الدعاء اللهم امْكُرْ لي ولا تَمْكُرْ بي قال ابن الأَثير مَكْرُ الله إِيقاعُ بلائه بأَعدائه دون أَوليائه وقيل هو استدراج العبد بالطاعات فَيُتَوَهَّمُ أَنها مقبولة وهي مردودة المعنى أَلْحِقْ مَكْرَكَ بِأَعْدائي لا بي وأَصل المَكْر الخِداع وفي حديث عليّ في مسجد الكوفة جانِبُهُ الأَيْسَرُ مَكْرٌ قيل كانت السوق إِلى جانبه الأَيسر وفيها يقع المكر والخداع ورجل مَكَّارٌ ومَكُورٌ ماكِرٌ التهذيب رجل مَكْوَرَّى نعت للرجل يقال هو القصير اللئيم الخلقة ويقال في الشتيمة ابنُ مَكْوَرَّى وهو في هذا القول قذف كأَنها توصف بِزَنْيَةٍ قال أَبو منصور هذا حرف لا أَحفظه لغير الليث فلا أَدري أَعربي هو أَم أَعجمي والمَكْوَرَّى اللئيم عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي قال ابن سيده ولا أُنكِر أَن يكون من المكر الذي هو الخديعة والمَكْرُ المَغْرَةُ وثوب مَمْكُورٌ ومُمْتَكَرٌ مصبوغ بالمَكْرِ وقد مَكَرَه فامْتَكَرَ أَي خَضَبَه فاخْتَضَبَ قال القُطامي بِضَرْبٍ تَهْلِكُ الأَبْطالُ مِنهُ وتَمْتَكِرُ اللِّحَى منه امْتِكَارَا أَي تَخْتَضِبُ شبَّه حمرة الدم بالمَغْرَةِ قال ابن بري الذي في شعر القُطامي تَنْعسُ الأَبطالُ منه أَي تَتَرَنَّحُ كما يَتَرَنَّحُ الناعِسُ ويقال للأَسد كأَنه مُكِرَ بالمَكْرِ أَي طُليَ بالمَغْرَةِ والمَكْرُ سَقْيُ الأَرض يقال امْكُرُوا الأَرض فإِنها صُلْبَةٌ ثم احرثوها يريد اسقوها والمَكْرَةُ السقْية للزرع يقال مررت بزرع مَمْكُورٍ أَي مَسْقِيٍّ ومَكَرَ أَرضه يَمْكُرُها مَكْراً سقاها والمَكْرُ نَبْتٌ والمَكْرَةُ نبتة غُبَيْراءُ مُلَيْحاءُ إِلى الغُبرة تُنْبِت قَصَداً كأَن فيها حَمْضاً حين تمضغ تَنْبُتُ في السهل والرمل لها ورق وليس لها زهر وجمعها مَكْرٌ ومُكُورٌ وقد يقع المُكُورُ على ضروب من الشجر كالرُّغْل ونحوه قال العجاج يَسْتَنُّ في عَلْقَى وفي مُكُورِ قال وإِنما سميت بذلك لارتوائها ونُجُوع السَّقْي فيها وأَورد الجوهري هذا البيت فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكُورِ الواحد مَكْرٌ وقال الكميت يصف بكرة تَعاطَى فِرَاخَ المَكْرِ طَوْراً وتارَةً تُثِيرُ رُخَامَاها وتَعْلَقُ ضَالَها فراخ المَكْرِ ثمره والمَكْرُ ضرْب من النبات الواحدة مَكْرَة وأَما مُكور الأَغْصان فهي شجرة على حدة وضُرُوبُ الشجر تسمى المُكورَ مثل الرُّغْل ونحوه والمَكْرَة شجرة وجمعها مُكور والمَكْرَةُ الساقُ الغليظة الحسناء ابن سيده والمَكْرُ حُسن خَدالَةِ الساقين وامرأَة مَمْكُورَةٌ مستديرة الساقين وقيل هي المُدْمَجَةُ الخَلْقِ الشديدة البَضْعَةِ وقيل المَمْكُورَةُ المطوية الخَلْقِ يقال امرأَة مَمْكُورَةُ الساقين أَي خَدْلاء وقال غيره مَمْكُورَةٌ مُرْتَوِيَةُ الساق خَدْلَةٌ شبهت بالمَكْر من النبات ابن الأَعرابي المَكْرَة الرُّطبَة الفاسدة والمَكْرَةُ التدبير والحيلة في الحرْب ابن سيده والمَكْرَةُ الرُّطَبَة التي قد أَرطبت كلها وهي مع ذلك صُلْبَة لم تنهضم عن أَبي حنيفة والمَكْرَةُ أَيضاً البُسْرَةُ المُرْطِبة ولا حلاوة لها ونخلة مِمْكارٌ يكثر ذلك من بُسرها

( مهر ) المَهْرُ الصَّداق والجمع مُهور وقد مهر المرأَة يَمْهَرها ويَمْهُرها مَهْراً وأَمهرها وفي حديث أُمِّ حبيبة وأَمهرها النجاشيُّ من عنده ساق لها مهرها وهو الصداق وفي المثل أَحمقُ من المَمْهُورة إِحدى خَدَمَتَيْها يضرب مثلاً للأَحمق البالغ في الحمق الغايةَ وذلك أَنّ رجلاً تزوج امرأَة فلما دخل عليها قالت لا أُطيعك أَو تُعطِيَني مهري فنزع إِحدى خدمتَيْها من رجلها ودفعها إِليها فرضيت بذلك لحمقها وقال ساعدة بن جؤية إِذا مُهِرتْ صُلْباً قليلاً عِراقُهُ تَقول أَلا أَدّيْتَني فَتَقَرَّبِ وقال آخر أُخِذْنَ اغْتِصاباً خِطْبَةً عَجْرَفِيَّةً وأُمْهِرْنَ أَرْماحاً مِنَ الخَطِّ ذُبَّلا وقال بعضهم مَهَرْتها فهي ممهورة أَعطيتها مهراً وأَمهرتها زوّجتها غيري على مهر والمَهِيرة الغالية المهر والمَهارة الحِذق في الشيء والماهر الحاذق بكل عمل وأَكثر ما يوصف به السابح المُجِيد والجمع مَهَرَة قال الأَعشى يذكر فيه تفضيل عامر على علقمة ابن عُلاثة إِنّ الذي فيه تمارَيْتُما بَيَّنَ لِلسامِع والنَّاظرِ ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الذي جُنِّب صَوْب اللَّجِبِ المَاطِر مثلَ الفُراتيِّ إِذا ما طَما يَقْذِف بالبُوصِيِّ والماهِر قال الجُدُّ البئر والظَّنون التي لا يوثق بمائها والفراتيّ الماء المنسوب إِلى الفرات وطما ارتفع والبُوصي الملاَّح والماهر السابح ويقال مَهَرْتُ بهذا الأَمر أَمهَرُ به مَهارة أَي صرتُ به حاذقاً قال ابن سيده وقد مَهَر الشيءَ وفيه وبه يَمْهَر مَهْراً ومُهُوراً ومَهارة ومِهارة وقالوا لم تفعل به المِهَرَة ولم تُعْطِه المِهَرَة وذلك إِذا عالجت شيئاً فلم ترفُق به ولم تُحسِن عملَه وكذلك إِن غَذَّى إِنساناً أَو أَدّبه فلم يحسن أَبو زيد لم تعط هذا الأَمر المِهَرَة أَي لم تأْته من قِبَل وجهه ويقال أَيضاً لم تأْت إِلى هذا البناء المِهَرَة أَي لم تأْته من قِبَل وجهه ولم تَبْنِه على ما كان ينبغي وفي الحديث مَثَلُ الماهِر بالقرآن مَثَل السَّفَرَة الماهر الحاذق بالقراءة والسفَرة الملائكة الأَزهري والمُهْر ولد الرَّمَكَة والفرسِ والأُنثى مُهْرة والجمع مُهَر ومُهَرات قال الربيع بن زياد العبسي يحرِّض قومه في طلب دم مالك بن زهير العبسي وكانت فزارة قتلته لما قَتَلَ حذيفة بن بدر الفزاري أَفبَعْدَ مَقْتَلِ مالك بنِ زُهَيْر تَرْجو النساءُ عَواقِبَ الأَطْهارِ ؟ ما إِنْ أَرَى في قتله لِذوِي الحِجى إِلا المَطِيَّ تُشدُّ بالأَكْوارِ ومُجَنَّباتٍ ما يَذُقْنَ عَذُوفاً يَقْذِفْنَ بالمُهَرات والأَمْهارِ
( * وقوله « عذوفاً » أورده المؤلف هنا وأورده في عدف بمهملتين وهاء تأنيث ) المجنبات الخيل تُجَنَّب إِلى الإِبل ابن سيده المُهْر ولدُ الفرس أَوّل ما يُنْتَج من الخيل والحُمُرِ الأَهلية وغيرها والجمع القليل أَمْهار قال عدي بن زيد ودي تَناوِيرَ مَمْعُونٍ له صَبَحٌ يَغْذُو أَوابِدَ قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهارا يعني بالأَمْهار ههنا أَولادَ الوحش والكثير مِهار ومِهارة قال كأَن عَتِيقاً مِن مِهارة تَغلِب بأَيْدِي الرِّجال الدَّافِنين ابنَ عَتَّابْ وقد فَرَّ حَرْبٌ هارباً وابنُ عامِرٍ ومن كان يرجو أَنْ يَؤُوبَ فلا آبْ قال ابن سيده هكذا روته الرواة بإِسكان الباء ووزن نَعَتْتَابْ ووزن فلا آب مفاعيلْ والأُنثى مُهْرَة قال الأَزهري ومنه قولهم لا يَعْدَمُ شَقِيٌّ مُهَيْراً يقول من الشَّقاءِ مُعالَجَة المِهارَةِ وفرس مُمْهِرٌ ذات مُهْر وأُمُّ أَمْهار اسم قارَة وفي التهذيب هَضْبَة وقال ابن جبلة أُمُّ أَمْهار أُكُمٌ حُمْر بأَعْلى الصَّمَّان ولعلها شبهت بالأَمْهار من الخيل فسميت بذلك قال الراعي مَرَّتْ على أُمِّ أَمْهارٍ مُشَمِّرَةً تَهْوِي بها طُرُقٌ أَوساطُها زُورُ وأَما قول أَبي زبيد في صفة الأَسد أَقْبَلَ يَرْدِي كما يَرْدِي الحِصانُ إِلى مُسْتَعْسِبٍ أَرِبٍ مِنْهُ بِتَمْهِيرِ أَرِبٍ ذي إِرْبَةٍ أَي حاجة وقوله بِتَمْهِير أَي يَطْلُب مُهْراً ويقال للخَرَزَة المُهْرة قال وما أُراه عربيّاً والمِهارُ عُود غليظ يُجْعَل في أَنْفِ البُخْتيِّ والمُهَرُ مَفاصِلُ مُتلاحِكَةٌ في الصَّدْرِ وقيل هي غَراضِيفُ الضُّلوعِ واحدتها مُهْرَةٌ قال أَبو حاتم وأُراها بالفارسية أَراد فُصُوصَ الصدْرِ أَو خَرَزَ الصدْرِ في الزوْر أَنشد ابن الأَعراي لغُداف عن مُهْرَةِ الزَّوْرِ وعنْ رَحاها وأَنشد أَيضاً جافي اليدَين عن مُشاشِ المُهْر الفراء تحت القلب عُظَيْم يقال له المُهْر والزِّرُّ وهو قِوامُ القلب وقال الجوهري في تفسير قوله مشاش المهر يقال هو عَظْم في زُوْر الفرس ومَهْرَةُ بن حَيْدان أَبو قبيلة وهم حيّ عظيم وإِبل مَهْرِيَّة منسوبة إِليهم والجمع مَهارِيُّ ومَهارٍ ومَهارَى مخففة الياء قال رؤبة به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ بنا حَراجِيجُ المَهارَى النُّفَّهِ وأَمْهَرَ الناقةَ جلعها مَهْرِيَّة والمَهْرِيَّة ضَرْب من الحِنْطَة قال أَبو حنيفة وهي حمراء وكذلك سَفاها وهي عظيمة السُّنْبُلِ غَلِيظة القَصَب مُرَبَّعة وماهِرٌ ومُهَيْر اسمان ومَهْوَرٌ موضع قال ابن سيده وإِنما حملناه على فَعْوَل دون مَفْعل من هار يَهُورُ لأَنه لو كان مفعلاً منه كان مُعْتَلاًّ ولا يحمل على مُكرَّرِه لأَن ذلك شاذ للعلمية ونَهْرُ مِهْرانَ نَهر بالسند وليس بعربي الجوهري المَهِيرَةُ الحُرّةُ والمَهائِرُ الحرائِرُ وهي ضِدُّ السَّرائرِ

( مور ) مار الشيءُ يَمورُ مَوْراً تَرَهْيَأَ أَي تحرّك وجاء وذهب كما تتكفأُ النخلة العَيْدانَةُ وفي المحكم تَردّدَ في عَرْض والتَّمَوُّرُ مثله والمَوْرُ الطريق ومنه قول طرفة تُبارِي عِتاقاً ناجِياتٍ وأَتْبَعَتْ وَظِيفاً وظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ تُبارِي تُعارِض والعِتاقُ النُّوقُ الكِرامُ والناجِياتُ السريعاتُ والوظيفُ عظم الساق والمُعَبَّدُ المُذَلَّلُ وفي المحكم المَوْرُ الطريق المَوطوء المستوي والمور المَوْجُ والمَوْرُ السرْعة وأَنشد ومَشْيُهُنَّ بالحَبِيبِ مَوْر ومارَتِ الناقةُ في سيرها مَوْراً ماجَتْ وتَردّدتْ وناقة مَوَّارَةُ اليد وفي المحكم مَوَّارَةٌ سَهْلَةُ السيْرِ سَرِيعة قال عنترة خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرى مَوَّارَةٌ تَطِسُ الإِكامَ بِذاتِ خُفٍّ مِيثَمِ
( * في معلقة عنترة زيّافةٌ ووخدُ خفٍّ في مكان موّارة وذات خفّ )
وكذلك الفرس التهذيب المُورُ جمع ناقة مائِرٍ ومائِرَةٍ إِذا كانت نَشِيطة في سيرها قَتْلاءَ في عَضُدها والبعير يَمُورُ عضداه إِذا تَردّدا في عَرْضِ جنبه قال الشاعر على ظَهْرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ ومارَ جَرى ومارَ يَمورُ مَوْراً إِذا جعل يَذْهَبُ ويجيء ويَتَردّد قال أَبو منصور ومنه قوله تعالى يوم تَمُورُ السماءُ مَوْراً وتسير الجبال سيراً قال في الصحاح تَمُوجُ مَوْجاً وقال أَبو عبيدة تَكَفَّأُ والأَخفش مثله وأَنشد الأَعشى كأَنّ مِشْيَتَها منْ بَيْتِ جارَتِها مَوْرُ السَّحابةِ لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ
( * في قصيدة الأعشى مَرُّ السحابة )
الأَصمعي سايَرْتُه مسايَرةً ومايَرْتُه مُمايَرةً وهو أَن تفْعل مثل ما يَفْعل وأَنشد يُمايِرُها في جَرْيِه وتُمايِرُهْ أَي تُبارِيه والمُماراةُ المُعارَضةُ ومار الشيءُ مَوْراً اضْطَرَب وتحرّك حكاه ابن سيده عن ابن الأَعرابي وقولهم لا أَدْري أَغارَ أَمْ مارَ أَي أَتى غَوْراً أَم دارَ فرجع إِلى نَجْد وسَهْم مائِرٌ خَفِيفٌ نافِذٌ داخِلٌ في الأَجسام قال أَبو عامر الكلابي لَقَدْ عَلِم الذِّئْبُ الذي كان عادِياً على الناسِ أَنِّي مائِرُ السَّهْم نازِعُ ومَشْيٌ مَوْرٌ لَيِّنٌ والمَوْرُ ترابٌ والمَور أَنْ تَمُورَ به الرِّيحُ والمُورُ بالضم الغُبارُ بالريح والمُورُ الغُبارُ المُتَرَدِّدُ وقيل التراب تُثيرُه الريحُ وقد مارَ مَوْراً وأَمارَتْه الريحُ وريحٌ موَّارة وأَرياحٌ مُورٌ والعرب تقول ما أَدْري أَغارَ أَمْ مارَ حكاه ابن الأَعرابي وفسره فقال غار أَتى الغَوْرَ ومارَ أَتى نَجْداً وقَطاةٌ مارِيَّةٌ مَلْساءُ وامرأَةٌ مارِيَّةٌ بيضاءُ بَرَّاقَةٌ كأَنّ اليَدَ تَمُورُ عليها أَي تَذهَبُ وتَجِيءُ وقد تكون المارِيَّةُ فاعُولة من المَرْيِ وهو مذكور في موضعه والمَوْرُ الدَّوَرانُ والمَوْرُ مصدر مُرْتُ الصُّوفَ مَورْاً إِذا نَتَفْتَهُ وهي المُوَارَةُ والمُراطَةُ ومُرْتُ الوَبَرَ فانْمار نَتَفْتُهُ فانْتَتَفَ والمُوارَةُ نَسِيلُ الحِمارِ وقد تَمَوَّرَ عنه نَسِيلُه أَي سقط وانمارَتْ عقِيقةُ الحِمار إِذا سقطت عنه أَيامَ الربيعِ والمُورَة والمُوارَةُ ما نَسَلَ من عَقِيقَةِ الجحش وصُوفِ الشاةِ حيَّةً كانت أَو مَيِّتَةً قال أَوَيْتُ لِعَشْوَةٍ في رأْسِ نِيقٍ ومُورَةِ نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالا قال وكذلك الشيء يسقط من الشيء والشيءُ يفنى فيبقى منه الشيء قال الأَصمعي وقع عن الحمار مُوارَتُه وهو ما وقع من نُسالهِ ومارَ الدمْعُ والدمُ سال وفي الحديث عن ابن هُرْمُز عن أَبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قال مَثَلُ المُنْفِقِ والبخيلِ كمثلِ رجلين عليهما جبتان من لدن تراقيهما إِلى أَيديهما فأَما المُنْفِقُ فإِذا أَنْفَقَ مارَتْ عليه وسَبَغَتْ حتى تَبلُغَ قَدَمَيْهِ وتَعْفُوَ أَثَرَه وأَما البخيل فإِذا أَراد أَن يُنْفِق أَخذَتْ كلُّ حَلْقَةٍ مَوْضِعَها ولَزِمَتْه فهو يريد أَن يُوسِّعَها ولا تَتَّسِع قال أَبو منصور قوله مارت أَي سالت وتردّدت عليه وذهبت وجاءت يعني نفقته وابن هُرْمُز هو عبد الرحمن بن هرمز الأَعرج وفي حديث ابن الزبير يُطْلَقُ عِقالُ الحَرْبِ بكتائِبَ تَمُورُ كرِجْلِ الجراد أَي تتردّد وتضطرب لكثرتها وفي حديث عِكْرِمة لما نُفِخ في آدمَ الروحُ مارَ في رأْسِهِ فَعَطَسَ أَي دار وتَردّد وفي حديث قُسٍّ ونجوم تَمُورُ أَي تَذهَبُ وتجيء وفي حديثه أَيضاً فتركت المَوْرَ وأَخذت في الجبل المَوْرُ بالفتح الطريق سمي بالمصدر لأَنه يُجاء فيه ويُذهب والطعنة تَمُورُ إِذا مالت يميناً وشمالاً والدِّماءُ تَمورُ على وجه الأَرض إِذا انْصَبَّتْ فتردّدت وفي حديث عديِّ بن حاتم أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أَمِرِ الدمَ بما شئت قال شمر من وراه أَمِرْهُ فمعناه سَيِّلْه وأَجْرِه يقال مارَ الدمُ يَمُورُ مَوْراً إِذا جَرى وسال وأَمَرْتُه أَنا وأَنشد سَوْفَ تُدْنِيكَ مِنْ لَمِيسَ سَبَنْدا ةٌ أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ ورواه أَبو عبيد امْرِ الدمَ بما شئت أَي سيِّله واسْتَخْرِجْه من مَرَيْت الناقةَ إِذا مَسَحْتَ ضَرْعها لتَدُرَّ الجوهري مار الدمُ على وجه الأَرض يَمُورُ مَوْراً وأَمارَه غيرُه قال جرير بن الخَطَفى نَدَسْنا أَبامَنْدُوسَةَ القَيْنَ بالقَنَا ومارَ دمٌ منْ جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ أَبو مَنْدُوسَة هو مُرَّة بن سُفيان بن مُجاشع ومجاشع قبيلة الفرزدق وكان أَبو مندوسة قتله بنو يَرْبوع يوم الكُلابِ الأَوّل وجارُ بَيْبَةَ هو الصِّمَّة بن الحرث الجُشَمي قتله ثعلبة اليربوعي وكان في جِوار الحرث ابن بيبة بن قُرْط بن سفيان بن مجاشع ومعنى نَدَسْناه طعنَّاه والناقِعُ المُرْوي وفي حديث سعيد بن المسبب سئل عن بعير نحروه بعُود فقال إِن كان مارَ مَوْراً فكلوه وإِنْ ثَرَّدَ فلا والمائِراتُ الدماءُ في قول رُشَيْدِ بنِ رُمَيْض بالضاد والصاد معجمة وغير معجمة العنزي حَلَفْتُ بِمائِراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ وأَنْصابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ وعَوْضٌ والسَّعِيرُ صنمان ومارَسَرْجِسَ موضع وهو مذكور أَيضاً في موضعه الجوهري مارَسَرْجِسَ من أَسماء العجم وهما اسمان جعلا واحداً قال الأَخطل لما رأَوْنا والصَّلِيبَ طالِعاً ومارَسَرْجِيسَ ومَوْتاً ناقِعا خَلَّوْا لَنا زَاذانَ والمَزارِعا وحِنْطَةً طَيْساً وكَرْماً يانِعا كأَنما كانوا غُراباً واقِعا إِلا أَنه أَشبع الكسرة لإِقامة الوزن فتولدت منها الياء ومَوْرٌ موضع وفي حديث ليلى انْتَهَيْنَا إِلى الشُّعَيْثَة فَوَجَدْنا سفينةً قد جاءت من مَوْرٍ قيل هو اسم موضع سمي به لِمَوْرِ الماء فيه أَي جَرَيانهِ

( مير ) المِيرَةُ الطعامُ يَمْتارُه الإِنسان ابن سيده المِيرَةُ جَلَب الطعام وفي التهذيب جلَب الطعام للبيع وهم يَمتارُون لأَنفسهم ويَمِيرُون غيرهم مَيْراً وقد مار عيالَه وأَهلَه يَمِيرُهم مَيْراً وامْتارَ لهم والمَيَّارُ جالبُ المِيرَة والمُيَّارُ جَلاّبة ليس بِجمْعِ مَيَّار إِنما هو جمع مائِرٍ الأَصمعي يقال مارَه يمُورُه إِذا أَتاه بِمِيرَة أَي بطعام ومنه يقال ما عنده خَيْر ولا مَيْر والامْتِيارُ مِثلُه وجمع المائِر مُيَّارٌ مثل كُفَّارٍ ومَيَّارَةٌ مثل رَجَّالةٍ يقال نحن ننتظر مَيَّارَتَنا ومُيَّارَنا ويقال للرُّفْقة التي تنهض من البادية إِلى القُرى لِتَمْتار مَيَّارَةٌ وفي الحديث والحَمُولَة المائِرَةُ لهم لاغِيةٌ يعني الإِبل التي تُحْمَلُ عليها الميرة وهي الطعام ونحوه مما يجلب للبيع لا يُؤْخَذُ منها زكاةٌ لأَنها عَوامِلُ ويقال مارَهم يَمِيرُهم إِذا أَعطاهم الميرة وتمايَرَ ما بينهم فَسَدَ كتماءَرَ وأَمارَ أَوداجَه قطعها قال ابن سيده على أَن أَلف أَمارَ قد يجوز أَن تكون منقلبة من واو لأَنها عين وأَمارَ الشيءَ أَذابَه وأَمار الزعفرانَ صَبَّ فيه الماء ثم دافَه قال الشماخ يصف قوساً كأَنّ عليها زَعْفَرَاناً تُمِيرُه خَوازِنُ عَطَّارٍ يَمانٍ كوانِزُ ويروى ثمان على الصفة للخوزان ومِرْتُ الدواءَ دُفْتُه ومِرْتُ الصُّوفَ مَيْراً نفشْتُه والمُوارَةُ ما سقط منه وواوه منقلبة عن ياء للضمة التي قبلها ومَيَّارٌ فَرس قُرطِ بن التَّوْأَم

( نأر ) نأرَتْ نائِرَةٌ في الناس هاجَتْ هائجة قال ويقال نارت بغير همز قال ابن سيده وأُراه بدلاً والنَّؤُورُ دخان الشحْم والنَّؤُورُ النِّيلَنْجُ عن ابن الأَعرابي

( نبر ) النَّبْرُ بالكلامِ الهَمْز قال وكلُّ شيء رفع شيئاً فقد نَبَرَه والنبْرُ مصدر نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه وفي الحديث قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا نَبيءَ الله فقال لا تَنْبِر باسمي أَي لا تَهْمِزْ وفي رواية فقال إِنَّا معْشَرَ قريش لا نَنْبِرُ والنبْرُ هَمْزُ الحرْفِ ولم تكن قريش تَهْمِزُ في كلامها ولما حج المهدي قدّم الكسائي يصلي بالمدينة فهمز فأَنكر أَهل المدينة عليه وقالوا تنبرُ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن والمَنْبور المهموز والنبْرَةُ الهَمْزَةُ وفي حديث عليّ عليه السلام أطْعُنُوا النَّبْرَ وانظروا الشَّزْرَ النبرُ الخَلْسُ أَي اخْتَلِسُوا الطعْنَ ورجل نَبَّارٌ فصيحُ الكلامِ ونَبَّارٌ بالكلام فصيح بَلِيغٌ وقال اللحياني رجل نبار صَيَّاحٌ ابن الأَنباري النبْر عند العرب ارتفاع الصوت يقال نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تكلم بكلمة فيها عُلُوٌّ وأَنشد إِنِّي لأَسمَعُ نبْرَةً من قَوْلِها فأَكادَ أَن يُغْشَى عليّ سُرُورا والنبْرُ صيحة الفَزَعِ ونبرة المغني رفع صوْتِه عن خَفْضٍ ونَبرَ الغلامُ تَرَعْرَعَ والنبرة وسَطُ النُّقْرَةِ وكل شيء ارتفع من شيء نَبْرَة لانْتباره والنبرَةُ الورم في الجَسدِ وقد انتبر ومنه حديث عمر رضي الله عنه إِياكم والتخلُّلَ بالقَصَب فإِن الفمَ يَنْتَبِرُ منه أَي يَتَنَفَّطُ وكلُّ مرتَفِع مُنْتَبِرٌ وكلُّ ما رفَعْتَهُ فقد نبرْتَه تنبِره نبْراً وانتبر الجرحُ ارتفَعَ وورِمَ الجوهري نبَرْتُ الشيءَ أَنبِره نبْراً رفعتُه وفي حديث نَصَلَ رافعُ بن خَدِيجٍ غير أَنه بقيَ مُنتبراً أَي مرتفِعاً في جسمه وانتَبَرتْ يدُه أَي تنفطت وفي الحديث إِن الجرح ينتبر في رأْس الحول أَي يَرم والمِنْبَرُ مَرْقاةُ الخاطب سمي مِنْبَراً لارتفاعه وعُلُوِّه وانتبر الأَميرُ ارتفع فوق المنبر والنُّبَرُ اللُّقَمُ الضِّخامُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَخذتُ من جَنْبِ الثَّرِيدِ نُبَرا والنَّبِيرُ الجُبْنُ فارسي ولعل ذلك لِضِخَمه وارتفاعه حكاه الهَرَوِيُّ في الغريبين والنَّبُورُ الاسْتُ عن أَبي العَلاءِ قال ابن سيده وأَرى ذلك لانْتِبارِ الأَلْيَتَيْنِ وضِخَمِهِما ونَبَرَه بلسانه ينبِرهُ نبْراً نال منه ورجل نَبْرٌ قليل الحياءِ يَنْبرُ الناسَ بلسانه والنِّبْرُ القُرادُ وقيل النِّبر بالكسر دُوَيْبَّة شبيهة بالقراد إِذا دَبَّتْ على البعير تورَّمَ مَدَبُّها وقيل النِّبْر دوَيْبَّة أَصغر من القراد تلْسَعُ فينتبر موضع لسعتها ويَرِمُ وقيل هو الحُرْقُوص والجمع نِبارٌ وأَنبارٌ قال الراجز وذكر إِبلاً سَمِنَتْ وحملت الشُّحومَ كأَنها من بُدُنٍ واسْتِيقارْ دَبَّتْ عليها ذَرِباتُ الأَنبارْ يقول كأَنها لَسعَتْها الأَنبار فورِمَتْ جُلُودُها وحَنَِطَتْ قال ابن بري البيتُ لِشَبِيبِ بن البَرْصاءِ ويروى عارِماتُ الأَنْبار يريد الخَبِيثاتِ مأْخوذ من العُرامِ ومن روى ذَرِباتُ فهو مأْخوذ من الذَّرَبِ وهو الحِدَّةُ ويروى كأَنها من سِمَنٍ وإِيقار وقوله من بُدُنٍ واسْتِيقار هو بمعنى إِيقارٍ يريد أَنها قد أُوقِرَتْ من الشَّحْم وقد روي أَيضاً واسْتِيفار بالفاء مأْخوذ من الشيء الوافِرِ وفي حديث حذيفة أَنه قال تُقْبَضُ الأَمانةُ من قلْبِ الرجلِ فَيَظَلُّ أَثَرُها كأَثر جَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ على رِجْلِكَ فَنَفِطَ تراه مُنْتَبِراً وليس فيه شيءٌ قال أَبو عبيد المُنْتَبِرُ المُتَنَفِّطُ والنِّبْرُ ضَرْبٌ مِنَ السِّباعِ الليث النِّبْرُ مِنَ السِّباعِ ليس بِدُبٍّ ولا ذِئْبٍ قال أَبو منصور ليس النِّبْرُ من جنس السِّباعِ إِنما هي دابَّة أصْغَرُ من القُرادِ قال والذي أَراد الليثُ البَبْر بباءين قال وأَحْسَبُهُ دَخِيلاً وليس من كلام العرب والفُرْسُ تُسَمِّيه بقرا والأَنْبارُ أَهْراءُ الطَّعامِ واحدُها نَبْرٌ ويُجْمَعُ أَنابِيرَ جمعَ الجمع ويسمى الهُرْيُ نِبْراً لأَن الطعامَ إِذا صُبَّ في موضعه انْتَبَرَ أَي ارتَفَعَ وأَنبارُ الطعام أَكْداسُهُ واحدُها نِبْرٌ مثلُ نِقسٍ وأَنْقاسٍ والأَنبارُ بيتُ التاجر الذي يُنَضِّدُ فيه مَتاعَهُ والأَنبارُ بَلَدٌ ليس في الكلام اسمٌ مُفْردٌ على مثال الجمعِ غيرُ الأَنبارِ والأَبْواءِ والأَبْلاءِ وإِن جاء فإِنما يجيءُ في أَسماءِ المواضع لأَن شَوَاذَّها كثيرةٌ وما سوى هذه فإِنما يأْتي جمعاً أَو صفةً كقولهم قِدْرٌ أَعْشارٌ وثوبٌ أَخلاقٌ وأَسمالٌ وسراويلُ أَسماطٌ ونحو ذلك والأَنبارُ مواضِعُ معروفةٌ بين الرِّيفِ والبَرِّ وفي الصحاح وأَنْبار اسم بَلَدٍ

( نتر ) النَّتْرُ الجَذْبُ بِجَفاءٍ نَتَرَهُ يَنْتُرُه نَتْراً فانْتَترَ واسْتَنْترَ الرجلُ من بَوْلِهِ اجْتَذَبَهُ واستخرج بقيته من الذَّكَرِ عند الاستنجاء وفي الحديث إِذا بال أَخدكم فلْيَنْتُرْ ذكَرَهُ ثلاث نَتَراتٍ يعني بعد البول هو الجَذْب بقوّة وفي الحديث أَما أَحدُهما فكان لا يَسْتَنْتِرُ من بولِهِ قال الشافعي في الرجل يَسْتَبْرِئُ ذَكَرَهُ إِذا بال أَن يَنْتُرَهُ نَتْراً مرة بعد أُخرى كأَنه يجتَذِبُهُ اجتذاباً وفي النهاية في الحديث إِنّ أَحدكم يُعَذَّبُ في قبره فيقالُ إِنه لم يكن يَسْتَنْتِرُ عند بوله قال الاسْتِنْتارُ اسْتِفْعالٌ من النَّتْرِ يريد الحِرْصَ عليه والاهتمامَ به وهو بَعْثٌ على التَّطَهُّرِ بالاستبراءِ من البول ونَتَرَ الثوبَ نَتْراً شَقَّهُ بأَصابعه أَو أَضراسه وطَعْنٌ نَتْرٌ مبالَغٌ فيه كأَنه ينتُر ما مر به في المطعون قال ابن سيده وأُراه وُصِفَ بالمصدر ابن السكيت يقال رَمْيٌ سَعْرٌ وضَرْبٌ هَبْرٌ وطَعْنٌ نَتْرٌ وهو مثْلُ الخَلْسِ يَخْتَلِسُها الطاعنُ اختلاساً ابن الأَعرابي النَّتْرَةُ الطعنةُ النافِذةُ وفي حديث عليّ كرم الله وجهه قال لأَصحابه اطْعُنُوا النَّتْرَ أَي الخَلْسَ وهو من فعل الحُذَّاق يقال ضَرْبٌ هَبْرٌ وطَعْنٌ نَتْرٌ ويروى بالباء بدل التاء والنَّتَرُ بالتحريك الفسادُ والضَّياعُ قال العجاج واعلم بأَن ذَا الجَلالِ قَدْ قَدَرْ في الكُتُبِ الأُولى التي كان سَطَرْ أَمْرَكَ هذا فاجْتَنِبْ منه النَّتَرْ والنَّتْرُ الضَّعْفُ في الأَمْرِ والوَهْنُ والإِنسانُ يَنْتُرُ في مشيِه نَتْراً كأَنه يَجْذِبُ شيئاً ونَتَرَ في مِشْيَتِهِ وانْتَتَرَ اعتمد والنَّواتِرُ القِسِيُّ المنقطعةُ الأَوتارِ وقَوْسٌ ناتِرَةٌ تَقْطَعُ وتَرَها لصلابتها قال الشماخ بن ضرار يصف حماراً أَوْرَدَ أُتُنَه الماءَ فلما رَوِيَتْ ساقها سَوْقاً عنِيفاً خوفاً من صائدٍ وغيره فَجالَ بها من خِيفَةِ المَوْتِ والِهاً وبادَرَها الخَلاَّتِ أَيَّ مُبادَرِ يَزُرُّ القَطَا منها ويضْرِبُ وجْهَهُ قَطُوفٌ بِرِجْلٍ كالقِسِيّ النَّوَاتِرِ قال ابن بري والذي في شعره يُضْرب وجْهُهُ بِمُخْتَلِفاتٍ كالقِسِيِّ النَّوَاتِرِ وقوله يَزُرُّ يَعَضُّ والقطا جمع قَطاةٍ وهو موضِعُ الرِّدْفِ والخلات جمعُ خَلٍّ وهو الطريق في الرمل كلما عَضَّ الحمارُ أَكفالَ الأُتُنِ نَفَحَتْه بأَرجلها والقَطُوفُ من الدوابِّ البطيءُ السَّيْرِ يريد أَن الأُتُنَ لما رَوِيَتْ من الماءِ وامتلأَت بطونُها منه بَطُؤَ سَيْرُها

( نثر ) الليث النَّثْرُ نَثْرُكَ الشيءَ بيدك تَرْمي به متفرقاً مثلَ نَثْرِ الجَوْزِ واللَّوْزِ والسُّكَّرِ وكذلك نَثْرُ الحَبِّ إِذا بُذرَ وهو النِّثَارُ وقد نَثَرَهُ يَنْثُرُهُ ويَنْثِرُهُ نَثراً ونِثاراً ونَثَّرَه فانْتَثَرَ وتناثَرَ والنُّثارةُ ما تناثَرَ منه وخص اللحياني به ما يَنْتَثِرُ من المائدة فَيُؤكل فيرجى فيه الثوابُ التهذيب والنُّثارُ فُتاتُ ما يَتَناثَرُ حَوالي الخِوانِ من الخبز ونحو ذلك من كل شيء الجوهري النُّثارُ بالضم ما تناثر من الشيء ودُرٌّ مُنَثَّرٌ شُدِّدَ للكثرة وقيل نُثارةُ الحِنْطة والشعيرِ ونحوهما ما انْتَثَرَ منه وشيءٌ نَثَرٌ مُنْتَثِرٌ وكذلك الجمع قال حَدَّ النهارِ تُراعِي ثِيرَةً نَثَرا ويقال شَهِدتُ نِثارَ فلان وقوله أَنشده ثعلب هِذْرِيانٌ هَذِرٌ هَذَّاءَةٌ مُوشِكُ السَّقْطةِ ذُو لُبٍّ نَثِر قال ابن سيده لم يفسر نَثِراً قال وعندي أَنه مُتَناثِرٌ مُتساقطٌ لا يَثْبُتْ وفي حديث ابن مسعود وحذيفةَ في القراءة هَذًّا كهَذِّ الشِّعْرِ ونَثْراً كَنَثْرِ الدَّقَلِ أَي كما يَتساقَطُ الرُّطَبُ اليابِسُ من العِذْقِ إِذا هُزَّ وفي حديث أَبي ذر يُوافِقُكُمُ العَدُوُّ حَلْبَ شاةٍ نَثورٍ هي الواسعة الإِحليلِ كأَنها تَنْثُرُ اللَّبنَ نَثْراً وتَفْتَحُ سَبِيلَه ووجأَه فَنَثَر أَمْعاءَهُ وتَناثَرَ القوم مَرِضُوا فماتوا والنَّثورُ الكثِيرُ الولد وكذلك المرأَة وقد نَثَرَ ولداً ونثر كلاماً أَكثره وقد نَثَرَتْ ذا بَطْنِها ونَثَرَتْ بَطْنَها وفي الحديث فلما خلا سِنِّي ونَثَرْتُ له ذا بَطْني أَرادت أَنها كانت شابَّةً تَلِدُ الأَولادَ عنده وقيل لامرأَةٍ أَيُّ البُغاةِ أَبغضُ إِليكِف فقالت التي إِنْ غَدَتْ بَكَرَتْ وإِن حَدَّثَتْ نَثَرَتْ ورجلٌ نَثِرٌ بَيِّنُ النَّثَرِ ومِنْثَرٌ كِلاهُما كثيرُ الكلام والأُنثى نَثِرَةٌ فقط والنَّثْرةُ الخَيْشومُ وما والاه وشاةٌ ناثِرٌ ونَثُورٌ تَطْرَحُ من أَنفها كالدُّود والنَّثِيرُ للدّواب والإِبلِ كالعُطاسِ للناس زاد الأَزهري إِلا أَنه ليس بغالب له ولكنه شيءٌ يفعله هو بأَنفه يقال نَثَرَ الحِمارُ وهو يَنْثِرُ نَثِيراً الجوهري والنَّثْرةُ للدواب شِبْهُ العَطْسةِ يقال نَثَرَتِ الشاةُ إِذا طرحَتْ من أَنفها الأَذى قال الأَصمعي النافر والناثِرُ لشاةُ تَسْعُلُ فَيَنْتَثرُ من أَنفها شيءٌ وفي حديث ابن عباس الجرادُ نَثْرةُ الحوتِ أَي عَطْسَتُهُ وحدثِ كعبٍ إِنما هو نَثْرَةُ حوتٍ وقد نَثَرَ يَنْثِرُ نَثِيراً أَنشد ابن الأَعرابي فما أَنْجَرَتْ حتى أَهَبَّ بِسُدْفَةٍ علاجِيمَ عيرُ ابني صُباحٍ نَثِيرُها واستَنْثَر الإِنسانُ استَنْشَقَ الماء ثم استخرج ذلك بِنَفَسِ الأَنفِ والانْتِثارُ والاستِنْثارُ بمعنى وهو نَثْرُ ما في الأَنف بالنَّفَسِ وفي الحديث إِذا استَنْشَقْتَ فانْثُر وفي التهذيب فانْثِر وقد روي فأَنْثِرْ بقطع الأَلف قال ولا يعرفه أَهل اللغة وقد وُجِدَ بخطه في حاشية كتابه في الحديث من توضأَ فَلْيَنْثِرْ بكسر الثاء يقال نَثَرَ الجوزَ والدُّرَّ يَنْثُرُ بضم الثاء ونَثَرَ من أَنفه يَنْثِرُ بكسر الثاء لا غير قال وهذا صحيح كذا حفظه علماء اللغة ابن الأَعرابي النَّثْرَةُ طَرَفُ الأَنفِ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الطهارة اسْتَنْثِرْ قال ومعناه اسْتَنْشِقْ وحَرِّكِ النَّثْرةَ الفراء نَثَرَ الرجلُ وانْتَثَرَ واسْتَنْثَرَ إِذا حَرَّكَ النَّثْرَةَ في الطهارة قال أَبو منصور وقد روي هذا الحرف عن أَبي عبيد أَنه قال في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إِذا توضأْت فأَنْثِرْ من الإِنْثار إِنما يقال نَثَرَ يَنْثِرُ وانْتَثَرَ يَنْتَثِرُ واسْتَنْثَرَ يَسْتَنْثِرُ وروى أَبو الزناد عن الأَعرج عن أَبي هريرة رضي الله عنه أَنه قال إِذا توضأَ أَحدُكم فليجعلِ الماءَ في أَنْفِه ثم لِيَنْثِرْ قال الأَزهري هكذا رواه أَهل الضبط لأَلفاظ الحديث قال وهو الصحيح عندي وقد فسر قوله لِيَنْثِرْ واسْتَنْثِرْ على غير ما فسره الفراء وابن الأَعرابي قال بعض أَهل العلم معنى الاستنثارِ والنَّثْر أَن يستنشق الماء ثم يستخرج ما فيه من أَذى أَو مُخاط قال ومما يدل على هذا الحديث الآخر أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَستنشِق ثلاثاً في كل مرة يَسْتَنْثِرُ فجعل الاستنثار غير الاستنشاق يقال منه نَثَر يَنْثِر بكسر الثاء وفي الحديث من توضأَ فَلْيَنْثِر بكسر الثاء لا غير والإِنسان يستنثر إِذا استنشق الماء ثم استخرج نَثِيرَه بنَفَس الأَنفِ ابن الأَثير نَثَرَ يَنثِرُ بالكسر إِذا امتخط واستَنْثَر استفعل منه استنشق الماء ثم استخرج ما في الأَنف وقيل هو من تحريك النَّثْرةِ وهي طرَف الأَنف قال ويروى فأَنْثِر بأَلف مقطوعة قال وأَهل اللغة لا يجيزونه والصواب بأَلف الوصل ونَثَر السُّكَّر يَنْثُره بالضم قال وأَما قول ابن الأَعرابي النَّثْرةُ طرف الأَنف فهو صحيح وبه سمي النجْم الذي يقال له نَثْرةُ الأَسد كأَنها جعلت طرَف أَنفه والنثرة فُرْجة ما بين الشاربين حِيالَ وتَرةِ الأَنف وكذلك هي من الأَسَدِ وقيل هي أَنف الأَسد والنَّثْرةُ نَجْم من نُجوم الأَسَد ينزلها القمر قال كادَ السِّماكُ بها أَو نَثْرةُ الأَسَدِ التهذيب النثْرة كوكب في السماء كأَنه لَطْخُ سَحابٍ حِيالَ كَوكبين تسميه العرب نثرة الأَسد وهي من منازل القمر قال وهي في علم النجوم من بُرْجِ السرَطانِ قال أَبو الهيثم النثرة أَنف الأَسد ومنْخراه وهي ثلاثة كواكبَ خَفِيَّة متقاربة والطرْفُ عينا الأَسَد كوكبان الجبهة
أَمامَها ... قوله « كوكبان الجبهة امامها » كذا بالأصل وعبارة القاموس الطرف
كوكبان يقدمان الجبهة وهي أَربعةُ كواكِبَ الجوهري النثرة كوكبان بينهما مقدار شبر وفيهما لَطْخ بياض كأَنه قِطْعة سحاب وهي أَنف الأَسد ينزلها القمر والعرب تقول إِذا طَلَعَتِ النثْرةُ قَنأَتِ البُسْرةُ أَي داخَلَ حُمْرَتها سَوادٌ وطلوع النثرة على إِثْر طُلُوع الشِّعْرَى وطعَنه فأَنْثَره عن فرسه أَي أَلقاه على نَثْرَتِه قال إِنّ عليها فارِساً كَعَشَرَهْ إِذا رَأَى فارِسَ قَوْمٍ أَنْثَرَهْ قال ثعلب معناه طَعَنَه فأَخرج نَفَسَه من أَنفه ويروى رئِيسَ الجوهري ويقال طعنه فأَنْثَره أًي أَرعفه وأَنشد الراجز إِذا رأَى فارس قوم أَنثره والنثْرةُ الدِّرْعُ السَّلِسةُ المَلْبَس وقيل هي الدرْعُ الواسِعةُ ونَثَر دِرْعَه عليه صَبَّها ويقال للدِّرعِ نثْرةٌ ونَثْلَةٌ قال ابن جني ينبغي أَن تكون الراء في النثرة بدلاً من اللام لقولهم نَثَلَ عليه دِرْعَه ولم يقولوا نثرها واللام أَعمّ تصرفاً وهي الأَصل يعني أَن باب نَثَلَ أَكثر من باب نثر وقال شمر في كتابه في السلاح النثرة والنثْلةُ اسم من أَسماء الدرْعِ قال وهي المَنْثُولةُ وأَنشد وضاعَفَ مِنْ فَوْقِها نَثْرَةً تَرُدُّ القَواضِبَ عنها فُلُولا وقال ابن شميل النَّثْلُ الأَدْراعُ يقال نَثَلَها عليه ونَثَلَها عنه أَي خَلَعها ونَثَلَها عليه إِذا لَبِسَها قال الجوهري يقال نَثَر دِرْعه عنه إِذا أَلقاها عنه قال ولا يقال نَثَلَها وفي حديث أُم زرع ويَمِيسُ في حَِلَقِ النثْرةِ قال هي ما لَطُفَ من الدُّرُوع أَي يَتَبَخْتَرُ في حَِلَقِ الدِّرْعِ وهو ما لطُف منها

( نجر ) النَّجْر والنِّجارُ والنُّجارُ الأَصْلُ والحَسَبُ ويقال النَّجْرُ اللَّوْنُ قال الشاعر انجارُ كلِّ إِبِلٍ نِجارُها ونارُ إِبْلِ العالَمِينَ نارُها هذه إِبلٌ مسروقةٌ من آبالٍ شَتَّى وفيها من كلِّ ضَرْبٍ ولَوْنٍ وسِمةٍ ضَرْب الجوهريّ ومن أَمثالهم في المخلط كلُّ نِجارِ إِبلٍ نِجارُها أَي فيه من كل لَوْن من الأَخلاقِ وليس له رأْي يثبت عليه عن أَبي عبيدة وفي حديث عليّ واختَلَفَ النَّجْر وتَشَتَّتَ الأَمْر النَّجْر الطبْعُ والأَصْل ابن الأَعرابي النجر شَكْل الإِنسان وهيئتُه قال الأَخطل وبَيْضاء لا نَجْرُ النجاشِيِّ نَجْرُها إِذا التَهَبَتْ منها القَلائدُ والنَّحْرُ والنَّجْرُ القَطْع ومنه نَجْرُ النَّجَّارِ وقد نَجَرَ العُودَ نَجراً التهذيب الليث النَّجْرُ عمل النَّجَّارِ ونحْتُه والنجْرُ نَحْتُ الخَشَبة نَجَرَها يَنْجُرها نَجْراً نَحَتها ونُجارةُ العُود ما انْتُحِتَ منه عند النِّجْرِ والنجَّارُ صاحبُ النَّجْر وحِرْفَتُه النِّجارةُ والنَّجْرانُ الخَشَبة التي تَدُور فيها رِجْل الباب وأَنشد صَبَبْتُ الماءَ في النَّجْرانِ صَبّاً تَرَكْتُ البابَ ليس له صَرِيرُ ابن الأَعرابي يقال لأَنف الباب الرِّتاجُ ولِدَرَوَنْدِه النَّجْرانُ ولِمِتْرَسه القُنَّاحُ والنِّجافُ وقال ابن دريد هو الخشبة التي يَدُور فيها والنَّوْجَرُ الخَشبة التي تُكْرَبُ بها الأَرضُ قال ابن دريد لا أَحسبها عربية محضة والمنْجُور في بعض اللغات المَحالةُ التي يُسْنى عليها والنَّجِيرةُ سَقِيفةٌ من خشب ليس فيها قَصَبٌ ولا غيره ونَجَر الرجلَ يَنْجُرهُ نَجْراً إِذا جَمَعَ يده ثم ضَرَبه بالبُرْجُمةِ الوُسْطى الليث نَجَرْتُ فلاناً بيدي وهو أَن تَضُمَّ من كفِّك بُرْجُمةَ الإِصبَعِ الوُسْطى ثم تَضْرِبَ بها رأْسَه فَضَرْبُكَه النَّجْرُ قال الأَزهري لم أَسمعه لغيره والذي سمعناه نَجَرْتُه إِذا دفعْتَه ضَرْباً وقال ذو الرمة يَنْجُرْنَ في جانِبَيْها وهْيَ تَنْسَلِبُ وأَصله الدقُّ ويُقال لِلهاوُنِ مِنْجارٌ والنَّجِيرةُ بَيْنَ الحَسُوِّ وبين العَصِيدةِ قال ويقال انْجُرِي لِصِبْيانِك ورِعائِك ويقال ماءٌ مَنْجُور أَي مُسَخَّنٌ ابن الأَعرابي هي العَصيدةُ ثم النجِيرة ثم الحَسُوُّ والنَّجِيرة لَبن وطَحِينٌ يُخْلَطان وقيل هو لبنٌ حليبٌ يجعل عليه سَمْن وقيل هو ماء وطَحِين يُطْبخ ونَجَرْتُ الماء نَجْراً أَسخنته بالرَّضَفَةِ والمِنْجَرةُ حجر مُحْمى يُسخَّن به الماء وذلك الماء نَجِيرةٌ ولأَنْجُرَنّ نَجِيرَتَك أَي لأَجْزِينَّك جَزاءَك عن ابن الأَعرابي والنَّجَرُ والنَّجَرانُ العطشُ وشِدّة الشرْب وقيل هو أَن يمتلئ بطنه من الماء واللبَنِ الحامض ولا يَرْوَى من الماء نَجِرَ نَجَراً فهو نَجِرٌ والنجَرُ أَن تأْكل الإِبل والغنم بُزُورَ الصحْراءِ فلا تَرْوَى والنجَرُ بالتحريك عطَشٌ يأْخذ الإِبل فتشرب فلا تروَى وتمرَض عنه فتموت وهي إِبل نَجْرَى ونَجارَى ونَجِرَةٌ الجوهري النَّجَرُ بالتحريك عطش يصيب الإِبل والغنم عن أَكل الحِبَّةِ فلا تكاد تروَى من الماء يقال نَجِرَتِ الإِبلُ ومَجِرَتْ أَيضاً قال أَبو محمد الفقعسي حتى إِذا ما اشْتَدّ لُوبانُ النَّجَرْ ورشَفَتْ ماءَ الإِضاءِ والغُدُرْ ولاحَ لِلعَيْنِ سُهَيْلٌ بِسَحَرْ كَشُعْلةِ القابِس تَرْمي بالشَّرَرْ يصف إِبلاً أَصابها عطش شديد واللُّوبانُ واللُّوابُ شِدّةُ العطشِ وسُهَيْلٌ يجيء في آخر الصيف وإِقْبالِ البَرْدِ فَتَغْلُظُ كُروشُها فلا تُمْسِكُ الماءَ ولذلك يُصِيبُها العطشُ الشديد التهذيب نَجِرَ يَنْجَرُ نَجَراً إِذا أَكثر من شرب الماء ولم يكَدْ يروَى قال يعقوب وقد يصيب الإِنسانَ
( * قوله « قال يعقوب وقد يصيب الانسان » عبارة يعقوب كما في الصحاح وقد يصيب الانسان النجر من شرب اللبن الحامض فلا يروى من الماء )
ومنه شهرُ ناجِرٍ وكل شهر في صَمِيمِ الحَرِّ فاسمه ناجِرٌ لأَن الإِبل تَنْجَرُ فيه أَي يَشتَدُّ عطشها حتى تَيْبَسَ جُلُودُها وصَفَرٌ كان في الجاهلية يقال له ناجرٌ قال ذو الرمة صَرَّى آجِنٌ يَزْوِي له المَرْءُ وجْهَه إِذا ذاقَه الظَّمْآنُ في شهر ناجِرٍ ابن سيده والنَّجْر الحرُّ قال الشاعر ذَهَبَ الشِّتاءُ مُوَلِّياً هَرَباً وأَتتكَ وافِدةٌ من النَّجْرِ وشهرا ناجرٍ وآجرٍ أَشدّ ما يكون من الحرّ ويزعم قوم أَنهما حَزِيرانُ وتَمُّوزُ قال وهذا غلط إِنما هو وقت طلوع نجمين من نجوم القَيْظ وأَنشد عركة الأَسدي تُبَرِّدُ ماء الشَّنِّ في ليلة الصَّبا وتَسْقِينِيَ الكُرْكورَ في حَرِّ آجِرِ وقيل كل شهر من شهور الصيف ناجر قال الحطيئة كنِعاج وَجْرَةَ ساقَهُنّ إِلى ظِلال السِّدْرِ ناجِرْ وناجِرٌ رَجَبٌ وقيل صفر سمي بذلك لأَن المال إِذا ورد شرب الماء حتى يَنْجَرَ أَنشد ابن الأَعرابي صَبَحْناهُمُ كأْساً من الموتِ مُرَّةً بناجِرَ حتى اشتَدّ حَرُّ الودائِقِ وقال بعضهم إِنما هو بِناجَرَ بفتح الجيم وجمعها نواجر المفضل كانت العرب تقول في الجاهلية للمحرَّم مُؤْتَمِرٌ ولصفرٍ ناجِرٌ ولربيع الأَول خَوَّانٌ والنَّجْر السَّوقُ الشديد ورجل مِنْجَر أَي شديدُ السَّوْقِ للإِبِل وفي حديث النجاشيِّ لما دخل عليه عَمْرو بنُ العاصِ والوَفْدُ قال لهم نَجِّرُوا أَي سَوِّقوا الكلامَ قال أَبو موسى والمشهور بالخاء وسيجيء ونَجَرَ الإِبل يَنْجُرْها نَجْراً ساقَها سَوْقاً شديداً قال الشماخ جَوَّاب أَرْضٍ مِنْجَر العَشِيَّات قال ابن سيده هكذا أَنشده أَبو عبيدة جَوَّاب أَرض قال والمعروف جوّاب لَيْل قال وهو أَقعد بالمعنى لأَن الليل والعَشِيّ زمانان فأَما الأَرض فليست بزمان ونَجَرَ المرأَة نَجْراً نكَحها والأَنْجَرُ مِرْساةُ السفينة فارسي في التهذيب هو اسم عِراقيٌّ وهو خَشبات يُخالَفُ بينها وبين رؤوسها وتُشدّ أَوساطها في موضع واحد ثم يفرغ بينها الرَّصاص المذاب فتصير كأَنها صخرة ورؤوسها الخشب ناتئة بها الحبال وترسل في الماء فإِذا رَسَتْ رَسَتِ السفينة فأَقامت ومن أَمثالهم يقال فلان أَثْقلُ مِن أَنجَرة والإِنْجارُ لغة في الإِجَّارِ وهو السَّطْح وقول الشاعر رَكِبْتُ من قَصْدِ الطريق مَنْجَرَهْ قال ابن سيده فهو المَقْصِدُ الذي لا يَعْدِلُ ولا يَجُورُ عن الطريق والمِنْجارُ لُعْبة للصبيان يَلْعَبُون بها قال والوَرْدُ يَسْعى بِعُصْمٍ في رِحالِهِمُ كأَنه لاعِبٌ يَسْعى بِمِنْجارِ والنُّجَيرُ حِصْن باليَمن قال الأَعشى وأَبْتَعِثُ العِيسَ المَراسِيلَ تَفْتَلي مسافةَ ما بين النُّجَيرِ وصَرْخَدَا وبنو النَّجَّار قبيلة من العرب وبنو النَّجَّار الأَنصار
( * قوله « وبنو النجار الأنصار » عبارة القاموس وبنو النجار قبيلة من الأنصار ) قال حسان نَشَدْتُ بَني النَّجَّارِ أَفعالَ والِدي إِذا العارُ لم يُوجَدْ له من يُوارِعُهْ أَي يُناطِقُه ويروى يُوازِعُه والنَّجيرَةُ نَبْت عَجِرٌ قَصِيرٌ لا يَطولُ الجوهري نَجْرُ أَرض مكة والمدينة ونَجْرَان بلد وهو من اليمن قال الأَخطل مِثْل القَنافِذِ هَدّاجُونَ قد بَلَغَتْ نَجْرَانَ أَو بَلَغَتْ سَوآتِهِم هَجَرُ
( * في ديوان الأخطل على العِياراتِ هذّاجون )
قال والقافية مرفوعة وإِنما السوأَة هي البالِغَةُ إِلاَّ أَنه قَلَبَها وفي الحديث أَنه كُفِّن في ثلاثة أَثواب نَجْرَانِيَّة هي منسوبة إِلى نَجْرانَ وهو موضع معروف بين الحجاز والشام واليمن وفي الحديث قَدِمَ عليه نَصارى نَجْرَانَ

( نحر ) النَّحْرُ الصَّدْر والنُّحُورُ الصدُور ابن سيده نَحْرُ الصدر أَعلاه وقيل هو موضعُ القلادة منه وهو المَنْحَر مدكر لا غير صرح اللحياني بذلك وجمعه نُحور لا يُكَسَّر على غير ذلك ونَحَره ينْحَره نَحْراً أَصاب نَحْرَه ونَحَر البعيرَ ينحَره نحراً طَعَنه في مَنْحَرِه حيث يبدو الحُلقوم من أَعلى الصدْر وجَمَلٌ نَحِير في جمال نَحْرى ونُحَراء ونَحائِرَ وناقة نَحِير ونَحِيرَة في أَنْيُق نَحْرى ونُحَرَاء ونَحائرَ ويومُ النَّحر عاشر ذي الحجة يومُ الأَضحى لأَن البُدْنَ تُنحر فيه والمنْحَر الموضع الذي يُنحر فيه الهدْي وغيره وتَناحَرَ القومُ على الشيء وانْتَحَرُوا تَشاحُّوا عليه فكاد بعضهم يَنْحَر بعضاً من شِدّة حِرْصِهم وتناحَرُوا في القِتال والنَّاحِرَانِ والنَّاحِرَتانِ عِرْقان في النحر وفي الصحاح الناحِران عِرْقانِ في صَدر الفَرَس المحكم والناحِرَتانِ ضِلعان من أَضلاع الزَّوْرِ وقيل هما الواهِنَتانِ وقال ابن الأَعرابي الناحِرَتان التَّرْقُوَتانِ من الناس والإِبِل وغيرهم غيرُه والجَوانِحُ ما رُفِع عليه الكَتِف من الدابة والبعير ومن الإِنسان الدَّأْيُ والدَّأْيُ ما كان من قِبَلِ الظهر وهي سِتٌّ ثلاثٌ من كل جانب وهي من الصدر الجوانح لِجُنُوحِها على القلب وقال الكتف على ثلاثة أَضلاع من جانب وستة أَضلاع من جانب وهذه الستة يقال لها الدَّأَياتُ أَبو زيد الجوانح أَدنى الضلوع من المنحر وفيهن الناحِرات وهي ثلاث من كل جانب ثم الدَّأَياتُ وهي ثلاث من كل شقٍّ ثم يبقى بعد ذلك ست من كل جانب متصلات بالشَّراسِيفِ لا يسمونها إِلا الأَضلاع ثم ضِلَع الخَلْفِ وهي أَواخر الضلوع ونَحْرُ النهار أَولُه وأَتيتُه في نَحْرِ النهار أَي أَوله وكذلك في نَحْرِ الظهيرة وفي حديث الهجرة أَتانا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في نَحْرِ الظَّهِيرَةِ هو حين تبلغ الشمس مُنتهاها من الارتفاع كأَنها وصَلَتْ إِلى النحر وهو أَعلى الصدر وفي حديث الإِفْكِ حتى أَتينا الجيشَ في نَحْرِ الظهيرة وفي حديث وابِصَةَ أَتاني ابن مسعود في نَحْرِ الظهيرة فقلت أَيَّةُ ساعةِ زيادةٍ ونُحُورُ الشُّهور أَوائِلُها وكل ذلك على المَثَلِ والنَّحِيرَةُ أَوّل يوم من الشهر ويقال لآخر ليلة من الشهرِ نَحِيرَةٌ لأَنها تَنْحَرُ الهلال قال الكميت فَبادَرَ لَيْلَةَ لا مُقْمِرٍ نَحِيرَةَ شهرٍ لِشهرٍ سَِرَارَا أَراد ليلة لا رَجُلٍ مُقْمِرٍ والسِّرارُ مردودٌ على الليلة ونَحِيرَة فعيلة بمعنى فاعلة لأَنها تَنْحَر الهلال أَي تَسْتقبِله وقيل النَّحِيرَة آخر يوم من شهر لأَنه يَنْحَر الذي يَدخل بعده وقيل النَّحِيرة لأَنها تنحَر التي قبلها أَي تستقبلها في نحرها والجمع ناحِراتٌ ونَواحِرُ نادران قال الكميت يصف فعل الأَمطار بالديار والغَيْثُ بالمُتَأَلِّقا تِ من الأَهلَّة في النَّواحِرْ
( * قوله « والغيث إلخ » أورده الصحاح في مادة نحر بالواو بدل في فقال والنواحر )
وقال النَّحِيرة آخر ليلة من الشهر مع يومها لأَنها تَنْحَر الذي يدخل بعدها أَي تصير في نحره فهي ناحرة وقال ابن أَحمر الباهلي ثم اسْتمرّ عليه واكِفٌ هَمِعٌ في ليلة نَحَرَتْ شعبانَ أَو رجبا قال الأَزهري معناه أَنه يَستقبل أَوّل الشهر ويقال له ناحِرٌ وفي الحديث أَنه خرج وقد بَكَّروا بصلاة الضحى فقال نَحَرُوها نَحَرَهُمُ لله أي صَلَّوْها في أَول وقتها من نَحْرِ الشهر وهو أَوله قال ابن الأَثير وقوله نحرهم الله يحتمل أَن يكون دعاءً لهم أَي بكَّرهم الله بالخير كما بكَّروا بالصلاة في أَول وقتها ويحتمل أَن يكون دعاءً عليهم بالنَّحْرِ والذبح لأنهم غَيَّروا وقتها وقوله أَنشده ثعلب مرفوعةٌ مِثلُ نَوْءِ السِّمَا كِ وافَقَ غُرَّةَ شهرٍ نَحِيرا قال ابن سيده أَرى نَحِيراً فعيلاً بمعنى مفعول فهو هلى هذا صفة لِلْغُرَّة قال وقد يجوز أَن يكون النَّحِيرُ لغة في النَّحِيرة والدَّارَانِ تَتناحَرَانِ أَي تَتقابلانِ وإِذا استقبلتْ دَارٌ دَاراً قيل هذه تَنْحَرُ تلك وقال الفرّاء سمعت بعض العرب يقول منازلُهم تَناحَرُ هذا بِنَحْرِ هذا أَي قُبالَتِهِ قال وأَنشدني بعض بني أَسد أَبا حَكَمٍ هل أَنتَ عمُّ مُجالِدٍ وسيِّدُ أَهلِ الأَبْطَحِ المُتناحِرِ ؟ وفي الحديث حتى تُدْعَقَ الخيول في نَواحِرِ أَرضهم أَي مُقابِلاتِها يقال منازل بني فلان تَتَناحَرُ أَي تَتَقابَلُ وقول الشاعر أَوْرَدْتُهم وصُدورُ العِيسِ مُسْنَفَةٌ والصبحُ بالكَوكَبِ الدُّرِّيِّ مَنْحُورُ أَي مستقبَلٌ ونَحَرَ الرجلُ في الصلاة يَنْحَرُ انتصب ونَهَدَ صَدْرُه وقوله تعالى فصلِّ لربك وانحرْ قيل هو وضع اليمين على الشمال في الصلاة قال ابن سيده وأَراها لغة شرعية وقيل معناه وانْحَرِ البُدْن وقال طائفة أُمِرَ بنحر النُّسك بعد الصلاة وقيل أَمر بأَن ينتصِب بنَحْره بإِزاء القبلة وأَن لا يلتفتَ يميناً ولا شمالاً وقال الفراء معناه استقبل القبلة بِنَحْرِك ابن الأَعرابي النَّحْرَة انتصاب الرجلُ في الصلاة بإِزاء المحراب والنَّحْرُ والنِّحْريرُ الحاذق الماهر العاقل المجرِّب وقيل النِّحريرُ الرجل الطَّبِنُ الفطِن المُتْقِن البصِير في كل شيء وجمعه النَّحارِير وفي حديث حُذيفة وُكِّلَتِ الفِتنةُ بثلاثة بالحادِّ النحرير وهو الفطِن البصير بكل شيء والنَّحْرُ في اللَّبَّة مثلُ الذبح في الحلق ورجل مِنْحار وهو للمبالغة يوصف بالجود ومن كلام العرب إِنه لَمِنْحارٌ بَوائِكَها أَي يَنْحَرُ سِمانَ الإِبلِ ويقال للسحاب إِذا انْعَقَّ بماء كثير انْتَحَرَ انْتِحاراً وقال الراعي فمرّ على منازِلِها وأَلقى بها الأَثْقالَ وانْتَحر انْتِحارا وقال عديّ بن زيد يصف الغيث مَرِحٌ وَبْلُهُ يَسُحُّ سُيُوبَ ال ماءِ سَحّاً كأَنه مَنْحُورُ ودائرةُ الناحِرِ تكون في الجِرَانِ إِلى أَسفل من ذلك ويقال انْتَحر الرجلُ اي نَحَر نفسه وفي المثل سُرِقَ السارِقُ فانْتَحَر وبَرَقَ نَحْرُهُ اسم رجل وأَورد الجوهري في نخر بيتاً لغَيلان بن حُريث شاهداً على مُنْخورِه لغة في الأَنْفِ وهو من لَدُ لَحْيَيْه إِلى مُنْخُورِه قال ابن بري صواب إِنشاده كما أَنشده سيبويه إِلى مُنْحُورِهِ بالحاء والمُنْحُورُ النحر وصف الشاعر فرساً بطول العنق فجعله يستوعب من حبله مقدار باعين من لحييه إِلى نَحْرِه

( نخر ) النَّخِيرُ صوتُ الأَنفِ نَخَرَ الإِنسانُ والحمار والفرس بأَنفه يَنْخِرُ ويَنْخُرُ نَخِيراً مدّ الصوت والنفَس في خَياشِيمه الفراء في قوله تعالى أَئذا كنا عِظاماً نَخِرَةً وقرئ ناخِرَةً قال وناخِرَةً أَجود الوجهين لأَن الآيات بالأَلف أَلا ترى أَن ناخرة مع الحافِرة والساهِرة أَشبه بمجيء التأْويلفقال والناخِرة والنَّخِرة سواء في المعنى بمنزلة الطامِع والطمِع قال ابن بري وقال الهَمْداني يوم القادسية أَقْدِمْ أَخا نَهْمٍ على الأَساوِرَهْ ولا تَهُولَنْكَ رؤوسٌ نادِرَهْ فإِنما قَصْرُكَ تُرْبُ الساهِرَه حتى تعودَ بعدَها في الحافِرَهْ من بعدِ ما صِرتَ عِظاماً ناخِرَهْ ويقال نَخِرَ العَظْمُ فهو نَخِرٌ إِذا بَليَ ورَمَّ وقيل ناخِرة أَي فارِغة يجيء منها عند هُبوب الريح كالنَّخير والمَنْخِرُ والمَنْخَرُ والمِنْخِرُ والمُنْخُرُ والمُنْخورُ الأَنف قال غيلان بن حريث يَسْتَوْعِبُ البُوعَينِ من جَرِيرِهِ من لَدُ لَحْيَيْهِ إِلى مُنْخُورِهِ قال ابن بري وصواب إِنشاده كما أَنشده سيبويه إِلى مُنْحورهِ بالحاء والمنحور النَّحْر وصف الشاعر فَرَساً بطول العُنُق فجعله يَستوعِب حَبْله مقدار باعَين من لحْيَيْه إِلى نَحْرِه الجوهري والمَنْخِرُ ثُقْبُ الأَنْفِ قال وقد تكسر الميم إِتباعاً لكسرة الخاء كما قالوا مِنْتِن وهما نادران لأن مِفْعِلاً ليس من الأَبنية وفي الحديث أَنه أَخذ بِنُخْرَة الصبيّ أَي بأَنفِه والمُنْخُران أَيضاً ثُقْبا الأَنْف وفي حديث الزِّبْرِقان الأُفَيْطِس النُّخْرَةِ لِلذي كان يَطْلُع في حِجْرِه التهذيب ويقولون مِنْخِراً وكان القياس مَنْخِراً ولكن أَرادوا مِنْخِيراً ولذلك قالوا مِنْتِن والأَصل مِنْتِين وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه أَُتِيَ بسكران في شهر رمضان فقال لِلمَنْخِرَين دُعاءٌ عليه أَي كَبَّه الله لِمَنْخِرَيهِ كقولهم بْعداً له وسُحْقاً وكذلك لليدين والفَم قال اللحياني في كل ذي مَنْخِرٍ إِنه لَمُنْتَفِخُ المَناخِر كما قالوا إِنه لمُنْتَفِخ الجوانِب قال كأَنهم فَرَّقوا الواحد فجعلوه جمعاً قال ابن سيده وأَما سيبويه فذهب إِلى تعظيم العُضْوِ فجعل كلَّ واحد منه مَنْخِراً
( * قوله « فجعل كل واحد إلخ » لعل المناسب فجعل كل جزء )
والغَرَضان مُقْترِبان والنُّخْرة رأْس الأَنفِ وامرأَةٌ مِنْخار تَنْخِرُ عند الجماع كأَنها مجنونة ومن الرجال من يَنْخِرُ عند الجماع حتى يُسمع نَخِيره ونُخْرَتا الأَنْف خَرْقاه الواحدة نُخْرة وقيل نُخْرَتُه مُقدّمه وقيل هي ما بين المُنْخُرَين وقيل أَرْنَبَتُهُ يكون للإِنسان والشاء والناقة والفرس والحمار وكذلك النُّخَرة مثال الهُمَزَة ويقال هَشَم نُخْرَتَه أَي أَنفه غيره النُّخْرة والنُّخَرة مثال الهُمَزة مُقدَّم أَنف الفرس والحمار والخنزير ونَخَرَ الحالِبُ الناقةَ أَدخل يده في مَنْخرها ودلَكه أَو ضرَب أَنفَها لتَدِرَّ وناقة نَخُور لا تَدِرُّ إِلاّ على ذلك الليث النَّخُور الناقة التي يَهلِك ولدُها فلا تَدِرّ حتى تُنَخَّر تَنْخِيراً والتَّنْخِير أَن يدلُك حالبُها مُنْخُرَيها بإِبهامَيه وهي مُناخة فتثُور دارَّة الجوهري النَّخُور من النُّوق التي لا تَدِرّ حتى تضرِب أَنفَها ويقال حتى تُدخِل إِصْبَعَك في أَنفها ونَخِرَت الخشَبة بالكسر نَخَراً فهي نَخِرة بَلِيَتْ وانْفَتَّت أَو اسْتَرْخَت تَتَفَتَّت إِذا مُسَّت وكذلك العظْم يقال عَظْم نَخِر وناخِر وقيل النَّخِرَة من العظام الباليةُ والناخِرة التي فيها بقيَّة
( * قوله « التي فيها بقية » كذا في الأصل وعبارة القاموس المجوفة التي فيها ثقبة ) والناخر من العظام الذي تَدخل الريح فيه ثم تخرج منه ولها نَخِير وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما لما خلق الله إِبليس نَخَرَ النَّخِير صوت الأَنف ونَخَر نَخِيراً مدّ الصَّوت في خياشيمه وصوَّت كأَنه نَغْمة جاءت مضطرِبة وفي الحديث ركِب عمرو بن العاص على بغلة سَمِطَ وجهُها هرَماً فقيل له أَتركب بغلة وأَنت على أَكرمِ ناخرة بمصر ؟ وقيل ناجِرة بالجيم قال المبرّد قوله الناخِرة يريد الخيل يقال للواحد ناخِر وللجماعة ناخرة كما يقال رجل حَمَّار وبغَّال وللجماعة الحمَّارة والبغَّالة وقال غيره يريد وأَنت على ذلك أَكرم
( * قوله « وانت على ذلك أكرم إلخ » كذا في الأصل ) ناخِرة يقال إِن عليه عَكَرَةً من مال أَي إِنّ له عَكَرة والأَصل فيه أَنها تَرُوحُ عليه وقيل للحمير الناخِرة للصَّوت الذي خرج من أُنوفها وأَهلُ مِصر يُكثِرون ركوبها أَكثرَ من ركوب البِغال وفي الحديث أَفضلُ الأَشياءِ الصلاةُ على وقتها أَي لوقتها وقال غيره الناخِر الحمار الفراء هو الناخِر والشاخِر نخيرُه من أَنفِه وشَخِيرُه من حلقِه وفي حديث النَّجاشيِّ لما دخل عليه عمرو والوفْدُ معه قال لهم نَخِّرُوا أَي تكلموا قال ابن الأَثير كذا فُسر في الحديث قال ولعله إِن كان عربيّاً مأْخوذ من النَّخير الصَّوتِ ويروى بالجيم وقد تقدم وفي الحديث أَيضاً فتناخَرَتْ بَطارِقَتُه أَي تكلمت وكأَنه كلام مع غضب ونُفور والناخِر الخِنزير الضَّارِي وجمعه نُخُرٌ ونُخْرة الريح بالضم شِدّةُ هُبوبها والنَّخْوَرِيُّ الواسع الإِحلِيل وقال أَبو نصر في قول عَدِيِّ بن زيد بعدَ بنِي تُبَّعٍ نَخاوِرَة قدِ اطمأَنَّتْ بهم مَرازِبُها قال النَّخاوِرَة الأَشراف واحدهم نِخْوارٌ ونَخْوَرِيّ ويقال هم المتكبرون ويقال ما بها ناخِر أَي ما بها أَحد حكاه يعقوب عن الباهلي ونُخَير ونَخَّار اسمانِ

( ندر ) نَدَرَ الشيءُ يَنْدُرُ نُدُوراً سَقَط وقيل سَقَطَ وشذَّ وقيل سقط من خَوْف شيء أَو من بين شيء أَو سقط من جَوْف شيء أَو من أَشياء فظهرَ ونوادِرُ الكلام تَنْدُر وهي ما شَذَّ وخرج من الجمهور وذلك لظُهوره وأَندَرَه غيرُه أَي أَسقطه ويقال أَندَر من الحِساب كذا وكذا وضرب يدَه بالسيف فأَندَرَها وقول أَبي كَبير الهذلي وإِذا الكُمَاةُ تَنادَرُوا طَعْنَ الكُلى نَدْرَ البِكارة في الجَزاءِ المُضْعَفِ يقول أُهْدِرَتْ دِماؤكم كما تُنْدَرُ البِكارة في الدِّية وهي جمع بَكْرٍ من الإِبل قال ابن بري يريد أَن الكُلى المطعونة تُنْدَر أَي تُسقط فلا يحتسب بها كما يُنْدَر البَكْر في الدية فلا يُحتَسب به والجَزاء هو الدية والمُضْعَف المُضاعَف مَرَّة بعد مرة وفي الحديث أَنه ركِب فرساً له فمرّت بشجرة فطار منها طائِرٌ فحادتْ فنَدَرَ عنها على أَرض غليظة أَي سقَط ووقع وفي حديث زَواج صفِيَّة فعَثَرَتِ الناقة ونَدَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونَدَرَتْ وفي حديث آخر أَن رجلاً عَضَّ يد آخر فندَرَت ثَنِيَّتُه وفي رواية فنَدَر ثنيَّتَه وفي حديث آخر فضرب رأْسَه فنَدَر وأَندَر عنه من ماله كذا أَخرج ونَقَدَه مائة نَدَرَى أَخرجها له من ماله ولقيه ندْرة وفي النَّدْرة والنَّدَرة ونَدَرى والنَّدَرى وفي النَّدَرَى أَي فيما بين الأَيام وإِن شئت قل لقيتُه في نَدَرَى بلا أَلف ولام ويقال إِنما يكون ذلك في النَّدْرة بعد النَّدْرة إِذا كان في الأَحايين مرة وكذلك الخطِيئة بعد الخطيئة ونَدَرتِ الشجرةُ ظهَرت خُوصَتُها وذلك حين يَستمكِن المالُ من رَعْيِها وندَرَ النباتُ يَنْدُرُ خرج الورَق من أَعراضِه واستندرتِ الإِبلُ أَراغَتْه للأَكل ومارسَتْه والنَّدْرة الخَضْفَة بالعَجَلة وندَرَ الرجلُ خَضَفَ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن رجلاً ندَرَ في مجلسِه فأَمَرَ القومَ كلهم بالتطهر لئلا يَخْجَل النادِرُ حكاها الهَرَوِيّ في الغَرِيبَين معناه أَنه ضَرطَ كأَنها ندَرَت منه من غير اختيار ويقال للرجل إِذا خَضَفَ ندَرَ بها ويقال ندَرَ الرجلُ إِذا مات وقال ساعدة الهذلي كِلانا وإِن طال أَيامُهُ سَيَنْدُرُ عن شَزَنٍ مُدْحِضِ سَيَنْدُرُ سَيَموت والنَّدْرة القِطعة من الذهب والفضة توجد في المَعْدِن وقالوا لو ندَرْت فلاناً لوجدتَه كما تُحِب أَي لو جرّبتَه والأَندَرُ البَيْدَرُ شامِيَّة والجمع الأَنادِر قال الشاعر دَقَّ الدِّياسِ عَرَمَ الأَنادِرِ وقال كُراع الأَنْدَر الكُدْس من القمح خاصة والأَندَرُون فِتْيان من مواضع شتى يجتمعون للشُّرب قال عمرو بن كلثوم ولا تُبْقِي خُمُور الأَندَرِينا واحدهم أَندَرِيٌّ لمَّا نسَب الخمرَ إِلى أَهل القرية اجتمعتْ ثلاثُ ياءات فخفَّفها للضرورة كما قال الراجز وما عِلْمِي بِسِحْرِ البابِلِينا وقيل الأَندَرُ قرية بالشام فيها كروم فجمَعها الأَندَرِين تقول إِذا نسَبتَ إِليها هؤلاء الأَندَرِيُّون قال وكأَنه على هذ المعنى أَراد خمور الأَندَرِيِّين فخفَّف ياء النسبة كما قولوا الأَشْعَرِين بمعنى الأَشعريين وفي حديث عليّ كرم لله وجهه أَنه أَقبل وعليه أَندَرْوَرْدِيَّةُ قيل هي فوق التُّبَّان ودون السراوِيل تُغطِّي الركبة منسوبة إِلى صانع أَو مكانٍ أَبو عمرو الأَندَرِيّ الحَبْل الغليظ وقال لبيد مُمَرٍّ كَكَرِّ الأَندَرِيّ شَتيم

( نذر ) النَّذْرُ النَّحْبُ وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه نَحْباً واجباً وجمعه نُذُور والشافعي سَمَّى في كتاب جِراحِ العَمْد ما يجب في الجِراحات من الدِّيات نَذْراً قال ولغة أَهل الحجاز كذلك وأَهل العراق يسمونه الأَرْش وقال أَبو نَهْشَل النَّذْرُ لا يكون إِلا في الجِراح صِغارها وكِبارها وهي مَعاقِل تلك الجِراح يقال لي قِبَل فلان نذْر إِذا كان جُرْحاً واحداً له عَقْل وقال أَبو سعيد الضرير إِنما قيل له نَذْر لأَنه نُذِرَ فيه أَي أَوجب من قولك نَذَرتُ على نفسي أَي أَوجبْت وفي حديث ابن المسيَّب أَن عمر وعثمان رضي الله عنهما قَضَيا في المِلْطاة بنصف نَذْرِ المُوضِحَة أَي بنصف ما يجب فيها من الأَرْش والقِيمة وقد نَذَرَ على نفسه لله كذا يَنْذِرُ ويَنْذُر نَذْراً ونُذُوراً والنَّذِيرة ما يُعطيه والنَّذِيرة الابن يجعله أَبواه قَيِّماً أَو خادماً للكَنيسة أَو للمتعبَّد من ذكر وأُنثى وجمعه النَّذَائر وقد نَذَرَه وفي التنزيل العزيز إِني نَذَرْتُ لكَ ما في بطني مُحَرَّراً قالته امرأَة عِمران أُمُّ مريم قال الأَخفش تقول العرب نَذَرَ على نفسه نَذْراً ونذَرتُ مالي فأنا أَنذِرُه نذْراً رواه عن يونس عن العرب وفي الحديث ذِكْرُ النَّذْرِ مُكرّراً تقول نذَرْتُ أَنذِرُ وأَنذُر نذْراً إِذا أَوجبتَ على نفسِك شيئاً تبرعاً من عبادة أَو صدقة أَو غيرِ ذلك قال ابن الأَثير وقد تكرّر في أَحاديثه ذِكْرُ النهي عنه وهو تأْكيدٌ لأَمرِه وتحذيرٌ عن التَّهاوُن به بعد إِيجابه قال ولو كان معناه الزَّجْرُ عنه حتى لا يُفعلَ لكان في ذلك إِبطالُ حُكمِهِ وإِسقاطُ لُزُومِ الوَفاء به إِذْ كان بالنهي يصير معصية فلا يَلزمُ وإِنما وجهُ الحديث أَنه قد أَعلمهم أَن ذلك أَمرٌ لا يَجرُّ لهم في العاجل نفعاً ولا يَصرِف عنهم ضَرًّا ولا يَرُدَ قضاء فقال لا تَنْذِرُوا على أَنكم تُدرِكون بالنَّذرِ شيئاً لم يُقدِّرْه الله لكم أَو تَصرفون به عنكم ما جرى به القضاء عليكم فإِذا نذَرْتم ولم تعتقدوا هذا فاخرُجوا عنه بالوَفاء فإِن الذي نذَرْتُمُوه لازم لكم ونَذِرَ بالشيء وبالعدوّ بكسر الذال نذْراً عَلِمَهُ فحَذِرَه وأَنذَرَه بالأَمر
( * قوله « وأنذره بالامر إلخ » هكذا بالأصل مضبوطاً وعبارة القاموس مع شرحه وأَنذره بالأمر انذاراً ونذراً بالفتح عن كراع واللحياني ويضم وبضمتين ونذيراً ) إِنْذاراً ونُذْراً عن كراع واللحياني أَعلَمَهُ والصحيح أَن النُّذْر الاسم والإِنذار المصدرُ وأَنذَره أَيضاً خوّفه وحذَّره وفي التنزيل العزيز وأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ وكذلك حكى الزجاجي أَنذَرْتهُ إِنذاراً ونذِيراً والجيِّد أَن الإِنذار المصدر والنذِير الاسم وفي التنزيل العزيز فستعلمون كيف نَذِير وقوله تعالى فكيف كان نَذِيرِ معناه فكيف كان إِنذاري والنذِير اسمُ الإِنذار وقوله تعالى كَذَّبَتْ ثَمُودُ بالنُّذُرِ قال الزجاج النُّذُر جمع نَذِير وقوله عز وجل عُذْراً أَو نُذْراً قرئت عُذُراً أَو نُذُراً قال معناهما المصدر وانتصابُهما على المفعول له المعنى فالمُلْقِيات ذكراً للإِعذارِ أَو الإِنذار ويقال أَنذَرْتُه إِنذاراً والنُّذُر جمع النذِير وهو الاسم من الإِنذار والنذِيرة الإِنذار والنذِيرُ الإِنذار والنذِير المُنْذِر والجمع نُذُرٌ وكذلك النذِيرة قال ساعدة بن جُؤيَّة وإِذا تُحُومِيَ جانبٌ يَرْعَوْنَه وإِذا تَجيء نَذِيرة لم يَهْربوا وقال أَبو حنيفة النذيرُ صَوْت القَوْس لأَنه يُنْذِر الرَّمِيَّة وأَنشد لأَوس بن حجر وصَفْراء من نَبْعٍ كأَن نذِيرَها إِذا لم تُخفِّضه عن الوَحْشِ أَفْكَلُ وتَناذَر القوم أَنذر بعضُهم بعضاً والاسم النُّذْر الجوهري تَناذرَ القومُ كذا أَي خَوّف بعضُهم بعضاً وقال النابغة الذُّبياني يصف حَيَّة وقيل يصف أَن النعمان توعَّده فبات كأَنه لديغ يَتململ على فِراشه فبِتُّ كأَني ساوَرَتْني ضَئِيلَةٌ من الرُّقْشِ في أَنيابِها السُّمُّ ناقِعُ تَناذَرَها الرَّاقُون من سُوء سَمِّها تُطَلّقُه طَوْراً وطَوْراً تُراجِعُ ونَذِيرة الجيش طَلِيعَتُهم الذي يُنْذِرُهم أَمرَ عَدُوّهم أَي يُعلمهم وأَما قول ابن أَحمر كَم دون لَيْلى من تَنُوفِيَّةٍ لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُّذُرْ فيقال إِنه جمع نَذْر مثل رَهْن ورُهُن ويقال إِنه جمع نَذِير بمعنى مَنْذُور مثل قَتيل وجَديد والإِنذارُ الإِبلاغ ولا يكون إِلا في التخويف والاسم النُّذُر ومنه قوله تعالى فكيف كان عذابي ونُذُرِ أَي إِنذاري والنَّذِير المُحذِّر فعيل بمعنى مُفْعِل والجمع نُذُر وقوله عز وجل وجاءكُمُ النَّذِيرُ قال ثعلب هو الرسول وقال أَهل التفسير يعني النبي صلى الله عليه وسلم كما قال عز وجل إِنا أَرسَلْناك شاهِداً ومُبَشِّراً ونَذِيراً وقال بعضهم النَّذِير ههنا الشَّيْب قال الأَزهري والأَوّل أَشبَه وأَوضح قال أَبو منصور والنذِيرُ يكون بمعنى المُنْذِر وكان الأَصلَ وفعلُه الثُّلاثيُّ أُمِيتَ ومثله السميعُ بمعنى المُسمِعِ والبديعُ بمعنى المُبدِعِ قال ابن عباس لما أَنزل الله تعالى وأَنْذِرْ عَشِيرتَكَ الأَقْرَبِين أَتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّفا فصعَّد عليه ثم نادى يا صباحاه فاجتمع إِليه الناسُ بين رجُل يَجيء ورجُل يَبعثُ رسوله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني عبدِ المطَّلِب يا بني فلان لو أَخبرْتُكم أَن خَيْلاً ستَفْتَحُ هذا الجبَلَ
( * قوله « ستفتح هذا الجبل » هكذا بالأصل والذي في تفسير الخطيب والكشاف بسفح هذا الجبل ) تُريدُ أَن تُغِيرَ عليكم صدّقتُموني ؟ قالوا نعم قال فإِني نَذِيرٌ لكم بين يَدَيْ عذابٍ شديدٍ فقال أَبو لَهَب تَبًّا لكم سائرَ القَومِ أَما آذنْتُمونا إِلا لهذا ؟ فأَنزل الله تعالى تَبَّتْ يَدَا أَبي لَهَبٍ وتَبَّ ويقال أَنذَرْتُ القومَ سَيْرَ العدُوّ إِليهم فنَذِروا أَي أَعلمتُهم ذلك فعَلِموا وتحرّزوا والتَّناذُر أَن يُنْذِر القومُ بعضُهم بعضاً شرًّا مَخُوفاً قال النابغة تَناذَرَها الرَّاقُون من شرِّ سَمِّها يعني حيَّة إِذا لَدَغَتْ قتلت ومن أَمثال العرب قد أَعذَرَ من أَنذَر أَي من أَعلَمك أَنه يُعاقِبُك على المكروهِ منك فيما يَستقبِله ثم أَتيتَ المكروه فعاقَبَك فقد جَعَل لنفسه عُذْراً يكُفُّ به لائِمَةَ الناس عنه والعرب تقول عُذْراك لا نُذراك أَي أَعْذِر ولا تُنْذِر والنَّذِيرُ العُرْيانُ رجُل من خَثْعَمَ حَمَلَ عليه يومَ ذِي الخَلَصَةِ عَوْفُ بنُ عامر فقطَع يَده ويَدَ امرأَتِه وحكى ابن بَرّي في أَماليه عن أَبي القاسم الزجاجي في أَماليه عن ابن دريد قال سأَلت أَبا حاتم عن قولهم أَنا النَّذِيرُ العُرْيان فقال سمعت أَبا عُبيدة يقول هو الزبير بن عمرو الخثْعَمي وكان ناكِحاً في بني زُبَيْد فأَرادت بنو زبيد أَن يُغِيروا على خَثْعَمَ فخافوا أَن يُنْذِر قومَه فأَلقَوْا عليه بَراذِعَ وأَهْداماً واحتَفَظوا به فصادف غِرّة فحاضَرَهم وكان لا يُجارَى شَدًّا فأَتى قومَه فقال أَنا المُنْذِرُ العُرْيان يَنْبِذ ثَوبَه إِذا الصَّدْقُ لا يَنْبِذْ لَكَ الثَّوبَ كاذِبُ الأَزهري من أَمثال العرب في الإِنذار أَنا النَّذِيرُ العُرْيان قال أَبو طالب إِنما قالوا أَنا النذِيرُ العريان لأنّ الرجُل إِذا رأَى الغارة قد فَجِئَتْهُم وأَراد إِنذار قومه تجرّد من ثيابه وأَشار بها ليُعلم أَن قد فَجِئَتْهُم الغارة ثم صار مثلاً لكل شيء تخاف مُفاجأَته ومنه قول خُفاف يصف فرساً ثَمِلٌ إِذا صَفَرَ اللِّجامُ كأَنه رجُل يُلوِّحُ باليدَيْن سَلِيبُ وفي الحديث كان إِذا خَطَب احْمرَّت عيناه وعلا صَوْتُه واشتدّ غضبُه كأَنه مُنذِر جَيش يقول صَبَّحَكُم ومَسَّاكم المُنْذِر المعلِم الذي يُعْرّف القومَ بما يكون قد دهَمَهم من عَدُوّ أَو غيره وهو المخوِّف أَيضاً وأَصل الإِنذار الإِعلام يقال أَنذَرْته أُنْذِرُه إِنْذاراً إِذا أَعلمته فأَنا مُنْذِر ونَذير أَي مُعْلِم ومُخوِّف ومُحذِّر ونَذِرْت به إِذا عَلِمْت ومنه الحديث انذَرِ القوم أَي احْذَرْ منهم واستعِدّ لهم وكُنْ منهم على عِلم وحَذَرٍ ومُنذِر ومُناذِر اسْمان وبات بليلة ابن المُنذِر يعني النعمان أَي بليلة شديدة قال ابن أَحمر وبات بنو أُمّي بِليلِ ابنِ مُنذِر وأَبناءُ أَعمامي عذُوباً صَوادِيا عذُوب وُقُوف لا ماء لهم ولا طعام ومُناذِر ومحمد بن مَناذِر بفتح الميم اسم وهُمُ المَناذِرة يريد آل المُنذِر أَو جماعةَ الحيّ مثل المَهالِبة والمَسامِعة قال الجوهري ابن مناذِر شاعر فمن فتح الميم منه لم يصرفه ويقول إِنه جمع مُنذِر لأَنه محمد بن مُنذِر بن مُنذِر بن مُنذِر ومن ضمها صرَفه

( نزر ) النَّزْر القليل التافِه قال ابن سيده النَّزْر والنَّزِير القليل من كل شيء نَزُرَ الشيء بالضم يَنْزُرُ نَزْراً ونَزارة ونُزُورة ونُزْرَة ونَزَّر عطاءه قَلَّلَهُ وطَعم مَنْزُورٌ وعَطاء مَنزُور أَي قليل وقيل كل قليل نَزْرٌ ومَنْزُورٌ قال بَطِيءٌ من الشيء القَليلِ احْتِفاظُهُ عليكَ ومَنْزورُ الرِّضا حِينَ يَغْضَبُ وقول ذي الرمة لها بَشَرٌ مثلُ الحَرِير ومَنْطِقٌ رَخِيمُ الحَواشي لا هُراءٌ ولا نَزْرُ يعني أَن كلامَها مختصرُ الأَطرافِ وهذا ضِدّ الهَذْرِ والإِكثار وذاهِبٌ في التخفيف والاختصار فإِن قال قائل وقد قال ولا نَزْر فَلَسْنا ندفع أَن الخَفَرَ يَقِلُّ معه الكلام وتُحذَف منه أَحْناءُ المقال لأَنه على كل حال لا يكون ما يَجري منه وإِن خَفَّ ونَزَرَ أَقلَّ من الجُمل التي هي قواعد الحديث الذي يَشُوق مَوْقِعُه ويَرُوق مَسْمَعُه والتَّنَزُّر التَّقلُّل وامرأَة نَزُورٌ قليلة الولد ونِسوةٌ نُزُرٌ والنَّزُور المرأَة القليلة الولَد وفي حديث ابن جُبَير إِذا كانت المرأَة نَزرَةً أَو مِقْلاتاً أَي قليلةَ الولَد يقال امرأَة نَزِرَة ونَزُورٌ وقد يُستعمل ذلك في الطير قال كُثيِّر يُغاثُ الطَّيْر أَكثرها فِراخاً وأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاتٌ نَزُورُ وقال النضر النَّزُورُ القليل الكلامِ لا يتكلم حتى تُنْزِرَه وفي حديث أُمِّ مَعْبَد لا نَزْر ولا هَذَر النَّزْر القليل أَي ليس بقليل فيدُلَّ على عِيٍّ ولا كثيرٍ فاسد قال الأَصمعي نَزَرَ فلان فلاناً يَنْزُره نَزْراً إِذا استخرج ما عنده قليلاً قليلاً ونَزَرَ الرجلَ احتقَره واستقلَّه عن ابن الأَعرابي وأَنشد قد كنتُ لا أُنزَرُ في يوم النَّهَلْ ولا تَخُونُ قُوَّتي أَن أُبْتَذَلْ حتى تَوَشَّى فيَّ وَضَّاحٌ وَقَلْ يقول كنتُ لا أُسْتَقَلُّ ولا أُحتقَرُ حتى كَبِرت وتَوَشَّى ظهَر فيّ كالشِّيَة ووضَّاح شَيْب وقَلَّ مُتَوَقِّل والنَّزْرُ الإِلحاحُ في السؤال وقولهم فلان لا يُعطي حتى يُنْزَر أَي يُلحَّ عليه ويُصغَّرَ من قدرِه وفي حديث عائشة رضي الله عنها وما كان لكم أَن تَنْزُرُوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصَّلاة أَي تُلِحُّوا عليه فيها ونَزَرَه نَزْراً أَلحَّ عليه في المسأَلة وفي الحديث أَن عمرَ رضي الله عنه كان يُسايِرُ النبي صلى الله عليه وسلم في سفَرٍ فسأَلهُ عن شيء فلم يُجِبْه ثم عاد يسأَلهُ فلم يُجِبْه فقال لنفسه كالمُبَكِّت لها ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا ابنَ الخطَّابِ نَزَرْتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِراراً لا يُجِيبُك قال الأَزهري معناه أَنك أَلْحَحْتَ عليه في المسأَلة إِلْحاحاً أَدَّبك بسكوته عن جوابك وقال كثير لا أَنْزُرُ النَّائِلَ الخليلَ إِذا ما اعْتلَّ نَزْرُ الظُّؤُورِ لم تَرَمِ أَراد لم تَرْأَمْ فحذف الهمزة ويقال أَعطاه عطاء نَزْراً وعطاء مَنْزُوراً إِذا أَلَحَّ عليه فيه وعطاءً غير مَنْزُور إِذا لم يُلِحَّ عليه فيه بل أَعطاه عفواً ومنه قوله فَخُذْ عَفْوَ ما آتاك لا تَنْزُرَنَّهُ فعندَ بُلوغِ الكدْرِ رَنْقُ المَشارِبِ
( * قوله « ما آتاك إلخ » في الاساس فخذ عفو من آتاك إلخ )
أَبو زيد رجلٌ نَزْر وفَزر وقد نَزُرَ نَزارَة إِذا كان قليل الخير وأَنْزَرَه الله وهو رجلٌ مَنْزُور ويقال لكل شيء يَقِل نَزُورٌ ومنه قول زيد بن عدي أَو كماءِ المَثْمُودِ بَعْدَ جمامٍ رَذِم الدَّمْعِ لا يَؤُوب نَزُورا قال وجائز أَن يكون النَّزُور بمعنى المنزور فعول بمعنى مفعول والنَّزُور من الإِبل التي لا تَكاد تَلقَحُ إِلا وهي كارهة وناقة نَزُورٌ بينة النَّزار والنَّزور أَيضاً القليلة اللبن وقد نَزُرَتْ نَزْراً قال والنَّاتِق التي إِذا وجَدت مسَّ الفحل لَقِحَت وقد نَتَقَت تَنتُقُ إِذا حَمَلت والنَّزُور الناقة التي مات ولدها فهي تَرْأَم ولدَ غيرها ولا يجيء لبنُها إِلا نَزْراً وفرس نَزُور بطيئة اللِّقاح والنَّزْر ورمٌ في ضَرْع الناقة ناقة مَنْزُورة ونَزَرْتُك فأَكثرت أَي أَمرتُك قال شمر قال عِدَّة من الكِلابِييِّن النَّزْر الاستعجال والاسْتِحْثاث يقال نَزَرَه إِذا أَعجلَه ويقال ما جئتَ إِذا نَزْراً أَي بطيئاً ونِزَار أَبو قبيلة وهو نِزارُ بن مَعَدّ بن عَدنان والتَّنَزُّر الانتِساب إِلى نِزار بن معد ويقال تَنَزَّر الرجل إِذا تشَبَّه بالنَّزَارية أَو أَدخَل نفسَه فيهم وفي الروض الأُنُفِ سُمي نِزارٌ نِزاراً لأَن أَباه لمَّا وُلد له نظر إِلى نُور النبوّة بين عينيه وهو النُّور الذي كان يُنقل في الأَصلاب إِلى محمد صلى الله عليه وسلم ففرِح فرَحاً شديداً ونَحَر وأَطعم وقال إِن هذا كلَّه لَنَزْرٌ في حق هذا المولود فسمي نِزاراً لذلك

( نسر ) نَسَرَ الشيءَ كشَطَه والنَِّسْر طائر
( * قوله « والنسر طائر » هو مثلث الاول كما في شرح القاموس نقلاً عن شيخ الاسلام ) معروف وجمعه أَنْسُر في العدد القليل ونُسُور في الكثير زعم أَبو حنيفة أَنه من العتاق قال ابن سيده ولا أَدري كيف ذلك ابن الأَعرابي من أَسماء العُقاب النُّسارِيَّة شبهت بالنَّسْر الجوهري يقال النَّسْر لا مِخْلَب له وإِنما له الظُّفُر كظُفُر الدَّجاجة والغُراب والرَّخَمَة وفي النجوم النَّسْر الطائر والنَّسْر الواقع ابن سيده والنَّسْران كوكبان في السماء معروفان على التشبيه بالنَّسْر الطائر يقال لكل واحد منهما نَسْر أَو النَّسْر ويَصِفونهما فيقولون النَّسْر الواقع والنَّسْر الطائر واستنسر البُغاث صار نَسْراً وفي الصحاح صار كالنَّسْر وفي المثل إِنّ البُِغاث بأَرضنا يسْتنسِر أَي أَن الضعيف يصير قوِيّاً والنَّسْر نتف اللحم بالمِنْقار والنَّسْر نَتْف البازي اللحمَ بِمَنْسِره ونسَر الطائر اللحم يَنْسِرُه نَسْراً نتفه والمَنْسِر والمِنْسَر مِنْقاره الذي يَسنتسِر به ومِنقار البازي ونحوِه مَنْسِره أَبو زيد مِنْسَر الطائر مِنْقاره بكسر الميم لا غير يقال نَسَره بِمِنْسَره نَسْراً الجوهري والمِنْسَر بكسر الميم لسِباع الطير بمنزلة المِنقار لغيرها والمِنْسَر أَيضاً قطعة من الجيش تمرّ قدام الجيش الكبير والميم زائدة قال لبيد يَرْثي قتلى هوازن سَمَا لهمُ ابنُ الجَعْد حتى أَصابهمْ بذي لَجَبٍ كالطَّودِ ليس بِمِنْسَرِ والمَنْسِر مثال المجلس لغة فيه وفي حدث عليّ كرم الله وجهه كلما أَظلَّ عليكم مَنْسِر من مَناسِر أَهل الشأْم أَغلق كلُّ رجل منكم بابه ابن سيده والمَنْسِر والمِنْسَر من الخيل ما بين الثلاثة إِلى العشرة وقيل ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين وقيل ما بين الأَربعين إِلى الخمسين وقيل ما بين الأَربعين إِلى الستين وقيل ما بين المائة إِلى المائتين والنَّسْر لَحْمَة صُلْبة في باطن الحافِرِ كأَنها حَصاة أَو نَواة وقيل هو ما ارتفع في باطن حافر الفرَس من أَعلاه وقيل هو باطن الحافر والجمع نُسُور قال الأَعشى سَوَاهِمُ جُذْعانُها كالجِلا مِ قد أَقرَحَ القَوْدُ منها النُّسُورا ويروى قد أَقْرَحَ منها القِيادُ النُّسُورا التهذيب ونَسْرُ الحافر لحمُه تشبّه الشعراء بالنوى قد أَقْتَمَها الحافِر وجمعه النُّسُور قال سلمة بن الخُرشُب عَدَوْتُ بها تُدافِعُنِي سَبُوحٌ فَرَاشُ نُسُورِها عَجَمٌ جَرِيمُ قال أَبو سعيد أَراد بفَراش نُسُورِها حَدّها وفَراشة كل شيء حدّه فأَراد أَن ما تَقَشَّر من نُسُورها مثل العَجَم وهو النَّوى قال والنُّسُور الشَّواخِص اللَّواتي في بطن الحافر شُبهت بالنوى لصلابتها وأَنها لا تَمَسُّ الأَرض وتَنَسَّر الحبلُ وانتَسَر طرَفُه ونَسَره هو نَسْراً ونَسَّره نَشَره وتَنَسَّر الجُرْحُ تَنَقَّض وانتشرت مِدّتُه قال الأَخطل يَخْتَلُّهُنَّ بِحدِّ أَسمَرَ ناهِل مثلِ السِّنانِ جِراحُهُ تَتَنَسَّرُ والنَّاسُور الغاذُّ التهذيب النَّاسُور بالسين والصاد عِرْق غَبِرٌ وهو عرق في باطنه فَساد فكلما بدا أَعلاه رجَع غَبِراً فاسداً ويقال أَصابه غَبَرٌ في عِرْقه وأَنشد فهو لا يَبْرَأُ ما في صَدرِه مِثْل ما لا يَبرأُ العِرْق الغَبِرْ وقيل النَّاسُور العِرْق الغَبِر الذي لا يَنقطع الصحاح الناسُور بالسين والصاد جميعاً عِلة تحدث في مآقي العين يَسقِي فلا يَنقطع قال وقد يحدث أَيضاً في حَوَالَيِ المَقعدة وفي اللِّثة وهو مُعَرَّب والنِّسْرِين ضرْب من الرَّياحين قال الأَزهري لا أَدري أَعربيّ أَم لا والنِّسار موضع وهو بكسر النون قيل هو ماء لبني عامر ومنه يوم النِّسار لِبَني أَسد وذُبْيان على جُشَم بن معاوية قال بشر بن أَبي خازم فلمَّا رأَوْنا بالنِّسار كأَنَّنا نَشاصُ الثُّرَيَّا هَيّجَتْه جَنُوبُها ونَسْرٌ وناسِر اسمان ونَسْر والنَّسْر كلاهما اسم لِصَنم وفي التنزيل العزيز ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً وقال عبد الحق أَما ودِماءٍ لا تزالُ كأَنها على قُنَّة العُزَّى وبالنَّسْر عَنْدَمَا الصحاح نَسْر صنم كان لذي الكَلاع بأَرض حِمْير وكان يَغُوثُ لِمذْحِج ويَعُوقُ لهَمْدان من أَصنام قوم نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام وفي شعر العباس يمدح سيدَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نُطْفة تَرْكبُ السَّفِين وقدْ أَلْجَمَ نَسْراً وأَهلَه الغرَقُ قال ابن الأَثير يريد الصنم الذي كان يعبده قوم نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام

( نسطر ) النُّسْطُورِيَّة
( * قوله « النسطورية » قال في القاموس بالضم وتفتح ) أُمة من النصارى يخالفون بقيتَهم وهم بالرُّومية نَسْطُورِسْ والله أَعلم

( نشر ) النَّشْر الرِّيح الطيِّبة قال مُرَقِّش النَّشْر مِسْك والوُجُوه دَنا نِيرٌ وأَطرافُ الأَكفِّ عَنَمْ أَراد النَّشْرُ مثلُ ريح المسك لا يكون إِلا على ذلك لأَن النشر عَرضٌ والمسك جوهر وقوله والوُجوه دنانير الوجه أَيضاً لا يكون ديناراً إِنما أَراد مثل الدنانير وكذلك قال وأَطراف الأَكف عَنَم إِنما أَراد مثلَ العَنَم لأَن الجوهر لا يتحول إِلى جوهر آخر وعَمَّ أَبو عبيد به فقال الَّشْر الريح من غير أَن يقيّدها بطيب أَو نَتْن وقال أَبو الدُّقَيْش النَّشْر ريح فَمِ المرأَة وأَنفها وأَعْطافِها بعد النوم قال امرؤُ القيس كأَن المُدامَ وصَوْبَ الغَمَامِ ورِيحَ الخُزامى ونَشْرَ القُطُرْ وفي الحديث خرج معاوية ونَشْرُه أَمامَه يعني ريحَ المسك النَّشْر بالسكون الريح الطيبة أَراد سُطوعَ ريح المسك منه ونَشَر الله الميت يَنْشُره نَشْراً ونُشُوراً وأَنْشره فَنَشَر الميتُ لا غير أَحياه قال الأَعشى حتى يقولَ الناسُ مما رَأَوْا يا عَجَباً للميّت النَّاشِرِ وفي التنزيل العزيز وانْظُرْ إِلى العظام كيف ننشرها قرأَها ابن عباس كيف نُنْشِرُها وقرأَها الحسن نَنْشُرها وقال الفراء من قرأَ كيف نُنشِرها بضم النون فإِنْشارُها إِحياؤها واحتج ابن عباس بقوله تعالى ثم إِذا شاء أَنْشَرَهُ قال ومن قرأَها نَنْشُرها وهي قراءة الحسن فكأَنه يذهب بها إِلى النَّشْرِ والطيّ والوجه أَن يقال أَنشَرَ الله الموتى فَنَشَرُوا هُمْ إِذا حَيُوا وأَنشَرَهم الله أَي أحْياهم وأَنشد الأَصمَعي لأَبي ذؤيب لو كان مِدْحَةُ حَيٍّ أَنشرَتْ أَحَداً أَحْيا أُبوَّتَك الشُّمَّ الأَمادِيحُ قال وبعض بني الحرث كان به جَرَب فَنَشَر أَي عاد وحَيِيَ وقال الزجاج يقال نَشَرهُم الله أَي بعثَهم كما قال تعالى وإِليه النُّشُور وفي حديث الدُّعاء لك المَحيا والمَمَات وإِليك النُّشُور يقال نَشَر الميتُ يَنْشُر نُشُوراً إِذا عاش بعد الموت وأَنْشَره الله أَي أَحياه ومنه يوم النُّشُور وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما فَهلاَّ إِلى الشام أَرضِ المَنْشَر أَي موضِع النُّشُور وهي الأَرض المقدسة من الشام يحشُر الله الموتى إِليها يوم القيامة وهي أَرض المَحْشَر ومنه الحديث لا رَضاع إِلا ما أَنشر اللحم وأَنبت العظم
( * قوله « الا م أنشر اللحم وأنبت العظم » هكذا في الأصل وشرح القاموس والذي في النهاية والمصباح الا ما أنشر العظم وأنبت اللحم ) أَي شدّه وقوّاه من الإِنْشار الإِحْياء قال ابن الأَثير ويروى بالزاي وقوله تعالى وهو الذي يرسل الرياح نُشُراً بين يَدَيْ رَحمتِه وقرئ نُشْراً ونَشْراً والنَّشْر الحياة وأَنشر اللهُ الريحَ أَحياها بعد موت وأَرسلها نُشْراً ونَشَراً فأَما من قرأَ نُشُراً فهو جمع نَشُور مثل رسول ورسُل ومن قرأَ نُشْراً أَسكن الشينَ اسْتِخفافاً ومن قرأَ نَشْراً فمعناه إِحْياءً بِنَشْر السحاب الذي فيه المطر الذي هو حياة كل شيء ونَشَراً شاذّة عن ابن جني قال وقرئ بها وعلى هذا قالوا ماتت الريح سكنتْ قال إِنِّي لأَرْجُو أَن تَمُوتَ الرِّيحُ فأَقعُد اليومَ وأَستَرِيحُ وقال الزجاج من قرأَ نَشْراً فالمعنى وهو الذي يُرسِل الرياح مُنْتَشِرة نَشْراً ومن قرأَ نُشُراً فهو جمع نَشور قال وقرئ بُشُراً بالباء جمع بَشِيرة كقوله تعالى ومن آياته أَن يُرْسِل الرياحَ مُبَشِّرات ونَشَرتِ الريحُ هبت في يوم غَيْمٍ خاصة وقوله تعالى والنَّاشِراتِ نَشْراً قال ثعلب هي الملائكة تنشُر الرحمة وقيل هي الرياح تأْتي بالمطر ابن الأَعرابي إِذا هبَّت الريح في يوم غيم قيل قد نَشَرت ولا يكون إِلا في يوم غيم ونَشَرتِ الأَرض تنشُر نُشُوراً أَصابها الربيعُ فأَنبتتْ وما أَحْسَنَ نَشْرها أَي بَدْءَ نباتِها والنَّشْرُ أَن يخرج النَّبْت ثم يبطئَ عليه المطر فييبَس ثم يصيبَه مطر فينبت بعد اليُبْسِ وهو رَدِيء للإِبل والغنم إِذا رعتْه في أَوّل ما يظهر يُصيبها منه السَّهام وقد نَشَر العُشْب نَشْراً قال أَبو حنيفة ولا يضر النَّشْرُ الحافِرَ وإِذا كان كذلك تركوه حتى يَجِفَّ فتذهب عنه أُبْلَتُه أَي شرُّه وهو يكون من البَقْل والعُشْب وقيل لا يكون إِلا من العُشْب وقد نَشَرت الأَرض وعمَّ أَبو عبيد بالنَّشْر جميعَ ما خرج من نبات الأَرض الصحاح والنَّشْرُ الكلأُ إِذا يَبِسَ ثم أَصابه مطر في دُبُرِ الصيف فاخضرّ وهو رديء للراعية يهرُب الناس منه بأَموالهم وقد نَشَرتِ الأَرض فهي ناشِرة إِذا أَنبتتْ ذلك وفي حديث مُعاذ إِن كلَّ نَشْرِ أَرض يُسلم عليها صاحِبُها فإِنه يُخرِج عنها ما أُعطِيَ نَشْرُها رُبْعَ المَسْقَوِيّ وعُشْرَ المَظْمَئِيِّ قوله رُبعَ المَسْقَوِيّ قال أَراه يعني رُبعَ العُشْر قال أَبو عبيدة نَشْر الأَرض بالسكون ما خرج من نباتها وقيل هو في الأَصل الكَلأُ إِذا يَبِسَ ثم أَصابه مطر في آخر الصَّيف فاخضرّ وهو رديء للرّاعية فأَطلقه على كل نبات تجب فيه الزكاة والنَّشْر انتِشار الورَق وقيل إِيراقُ الشَّجَر وقوله أَنشده ابن الأَعرابي كأَن على أَكتافِهم نَشْرَ غَرْقَدٍ وقد جاوَزُوا نَيَّان كالنَّبََطِ الغُلْفِ يجوز أَن يكون انتشارَ الورق وأَن يكون إِيراقَ الشجر وأَن يكون الرائحة الطيّبة وبكل ذلك فسره ابن الأَعرابي والنَّشْر الجَرَب عنه أَيضاً الليث النَّشْر الكلأُ يهيج أَعلاه وأَسفله ندِيّ أَخضر تُدْفِئُ منه الإِبل إِذا رعته وأَنشد لعُمير بن حباب أَلا رُبَّ مَن تدعُو صَدِيقاً ولو تَرى مَقالتَه في الغَيب ساءَك ما يَفْرِي مَقالتُه كالشَّحْم ما دام شاهِداً وبالغيب مَأْثُور على ثَغرة النَّحْرِ يَسرُّك بادِيهِ وتحت أَدِيمِه نَمِيَّةُ شَرٍّ تَبْتَرِي عَصَب الظَّهر تُبِينُ لك العَيْنان ما هو كاتِمٌ من الضِّغْن والشَّحْناء بالنَّظَر الشَّزْر وفِينا وإِن قيل اصطلحنا تَضاغُنٌ كما طَرَّ أَوْبارُ الجِرابِ على النَّشْر فَرِشْني بخير طالَما قد بَرَيْتَني فخيرُ الموالي من يَرِيشُ ولا يَبرِي يقول ظاهرُنا في الصُّلح حسَن في مَرْآة العين وباطننا فاسد كما تحسُن أَوبار الجَرْبى عن أَكل النَّشْر وتحتها داءٌ منه في أَجوافها قال أَبو منصور وقيل النَّشْر في هذا البيت نَشَرُ الجرَب بعد ذهابه ونَباتُ الوبَر عليه حتى يخفى قال وهذا هو الصواب يقال نَشِرَ الجرَب يَنْشَر نَشَراً ونُشُوراً إِذا حَيِيَ بعد ذهابه وإِبل نَشَرى إِذا انتشر فيها الجَرب وقد نَشِرَ البعيرُ إِذا جَرِب ابن الأَعرابي النَّشَر نَبات الوبَر على الجرَب بعدما يَبرأُ والنَّشْر مصدر نَشَرت الثوب أَنْشُر نَشْراً الجوهري نَشَر المتاعَ وغيرَه ينشُر نَشْراً بَسَطَه ومنه ريح نَشُور ورياح نُشُر والنَّشْر أَيضاً مصدر نَشَرت الخشبة بالمِنْشار نَشْراً والنَّشْر خلاف الطيّ نَشَر الثوبَ ونحوه يَنْشُره نَشْراً ونَشَّره بَسَطه وصحف مُنَشَّرة شُدّد للكثرة وفي الحديث أَنه لم يخرُج في سَفَر إِلا قال حين ينهَض من جُلوسه اللهم بك انتَشَرت قال ابن الأَثير أَي ابتدأْت سفَري وكلُّ شيء أَخذته غضّاً فقد نَشَرْته وانْتَشَرته ومَرْجِعه إِلى النَّشْر ضدّ الطيّ ويروى بالباء الموحدة والسين المهملة وفي الحديث إِذا دَخَل أَحدكم الحمَّام فعليه بالنَّشِير ولا يَخْصِف هو المِئْزر سمي به لأَنه يُنْشَر ليُؤْتَزَرَ به والنَّشِيرُ الإِزار من نَشْر الثوب وبسْطه وتَنَشَّر الشيءُ وانْتَشَر انْبَسَط وانْتَشَر النهارُ وغيره طال وامْتدّ وانتشَر الخبرُ انْذاع ونَشَرت الخبرَ أَنشِره وأَنشُره أَي أَذعته والنَّشَر أَن تَنْتَشِر الغنمُ بالليل فترعى والنَّشَر أَن ترعَى الإِبل بقلاً قد أَصابه صَيف وهو يضرّها ويقال اتق على إِبلك النَّشَر ويقال أَصابها النَّشَر أَي ذُئِيَتْ على النَّشَر ويقال رأَيت القوم نَشَراً أَي مُنْتشِرين واكتسى البازِي ريشاً نَشَراً أَي مُنتشِراً طويلاً وانتشَرت الإِبلُ والغنم تفرّقت عن غِرّة من راعيها ونَشَرها هو ينشُرها نشْراً وهي النَّشَر والنَّشَر القوم المتفرِّقون الذين لا يجمعهم رئيس وجاء القوم نَشَراً أَي متفرِّقين وجاء ناشِراً أُذُنيه إِذا جاء طامِعاً عن ابن الأَعرابي والنَّشَر بالتحريك المُنتشِر وضَمَّ الله نَشَرَك أَي ما انتشَر من أَمرِك كقولهم لَمَّ الله شَعَثَك وفي حديث عائشة رضي الله عنها فرَدَّ نَشَر الإِسلام على غَرِّهِ أَي رَدَّ ما انتشر من الإِسلام إِلى حالته التي كانت على عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني أَمرَ الرِّدة وكفاية أَبيها إِيّاه وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول أَبو العباس نَشَرُ الماء بالتحريك ما انتشر وتطاير منه عند الوضوء وسأَل رجل الحسَن عن انتِضاح الماء في إِنائه إِذا توضأَ فقال ويلك أَتملك نَشَر الماء ؟ كل هذا محرّك الشين من نَشَرِ الغنم وفي حديث الوضوء فإِذا اسْتنْشَرتْ واستنثرتَ خرجتْ خَطايا وجهك وفيك وخَياشِيمك مع الماء قال الخطابي المحفوظ اسْتَنْشيت بمعنى استنْشقْت قال فإِن كان محفوظاً فهو من انتِشار الماء وتفرّقه وانتشَر الرجل أَنعظ وانتشَر ذكَرُه إِذا قام ونَشَر الخشبة ينشُرها نشراً نَحتها وفي الصحاح قطعها بالمِنْشار والنُّشارة ما سقط منه والمِنْشار ما نُشِر به والمِنْشار الخَشَبة التي يُذرَّى بها البُرُّ وهي ذات الأَصابع والنواشِر عَصَب الذراع من داخل وخارج وقيل هي عُرُوق وعَصَب في باطن الذراع وقيل هي العَصَب التي في ظاهرها واحدتها ناشرة أَبو عمرو والأَصمعي النواشِر والرَّواهِش عروق باطِن الذراع قال زهير مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ الجوهري النَّاشِرة واحدة النَّواشِر وهي عروق باطن الذراع وانتِشار عَصَب الدابة في يده أَن يصيبه عنت فيزول العَصَب عن موضعه قال أَبو عبيدة الانْتِشار الانتِفاخ في العصَب للإِتعاب قال والعَصَبة التي تنتشِر هي العُجَاية قال وتحرُّك الشَّظَى كانتِشار العَصَب غير أَن الفرَس لانتِشار العَصَب أَشدُّ احتمالاً منه لتحرك الشَّظَى شمر أَرض ماشِرة وهي التي قد اهتزَّ نباتها واستوت وروِيت من المطَر وقال بعضهم أَرض ناشرة بهذا المعنى ابن سيده والتَّناشِير كتاب للغِلمان في الكُتَّاب لا أَعرِف لها واحداً والنُّشرةُ رُقْيَة يُعالَج بها المجنون والمرِيض تُنَشَّر عليه تَنْشِيراً وقد نَشَّر عنه قال وربما قالوا للإِنسان المهزول الهالكِ كأَنه نُشْرة والتَّنْشِير من النُّشْرة وهي كالتَّعوِيذ والرُّقية قال الكلابي وإِذا نُشِر المَسْفُوع كان كأَنما أُنْشِط من عِقال أَي يذهب عنه سريعاً وفي الحديث أَنه قال فلعل طَبًّا أَصابه يعني سِحْراً ثم نَشَّره بِقُلْ أَعوذ بربّ الناس أَي رَقَاهُ وكذلك إِذا كَتب له النُّشْرة وفي الحديث أَنه سُئل عن النُّشْرة فقال هي من عَمَل الشيطان النُّشرة بالضم ضرْب من الرُّقية والعِلاج يعالَج به من كان يُظن أَن به مَسًّا من الجِن سميت نُشْرة لأَنه يُنَشَّر بها عنه ما خامَرَه من الدَّاء أَي يُكشَف ويُزال وقال الحسن النُّشْرة من السِّحْر وقد نَشَّرت عنه تَنشِيراً وناشِرة اسم رجل قال لقد عَيَّل الأَيتامَ طَعنةُ ناشِرَهْ أَناشِرَ لا زالتْ يمينُك آشِرَهْ أَراد يا ناشِرَةُ فرخَّم وفتح الراء وقيل إِنما أَراد طعنة ناشِر وهو اسم ذلك الرجل فأَلحق الهاء للتصريع قال وهذا ليس بشيء لأَنه لم يُرْوَ إِلا أَناشِر بالترخيم وقال أَبو نُخَيلة يذكُر السَّمَك تَغُمُّه النَّشْرة والنَّسِيمُ ولا يَزالُ مُغْرَقاً يَعُومُ في البحر والبحرُ له تَخْمِيمُ وأُمُّه الواحِدة الرَّؤُومُ تَلْهَمُه جَهْلاً وما يَرِيمُ يقول النَّشْرة والنسيم الذي يُحيي الحيوان إِذا طال عليه الخُمُوم والعَفَن والرُّطُوبات تغُم السمك وتكرُ به وأُمّه التي ولدته تأْكله لأَن السَّمَك يأْكل بعضُه بعضا وهو في ذلك لا يَرِيمُ موضعه ابن الأَعرابي امرأَة مَنْشُورة ومَشْنُورة إِذا كانت سخيَّة كريمة قال ومن المَنْشُورة قوله تعالى نُشُراً بين يدَيْ رحمتِه أَي سَخاء وكَرَماً والمَنْشُور من كُتب السلطان ما كان غير مختوم ونَشْوَرَت الدابة من عَلَفها نِشْواراً أَبقتْ من علفها عن ثعلب وحكاه مع المِشْوار الذي هو ما أَلقتِ الدابة من عَلَفها قال فوزنه على هذا نَفْعَلَتْ قال وهذا بناء لا يُعرف الجوهري النِّشْوار ما تُبقيه الدابة من العَلَف فارسي معرب

( نصر ) النَّصر إِعانة المظلوم نصَره على عدوّه ينصُره ونصَره ينصُره نصْراً ورجل ناصِر من قوم نُصَّار ونَصْر مثل صاحب وصحْب وأَنصار قال واللهُ سَمَّى نَصْرَك الأَنْصَارَا آثَرَكَ اللهُ به إِيْثارا وفي الحديث انصُر أَخاك ظالِماً أَو مظلوماً وتفسيره أَن يمنَعه من الظلم إِن وجده ظالِماً وإِن كان مظلوماً أَعانه على ظالمه والاسم النُّصْرة ابن سيده وقول خِدَاش بن زُهَير فإِن كنت تشكو من خليل مَخانَةً فتلك الحَوارِي عَقُّها ونُصُورُها يجوز أَن يكون نُصُور جمع ناصِر كشاهد وشُهود وأن يكون مصدراً كالخُروج والدُّخول وقول أُمية الهذلي أُولئك آبائي وهُمْ لِيَ ناصرٌ وهُمْ لك إِن صانعتَ ذا مَعْقِلُ
( * « أولئك آبائي إلخ » هكذا في الأصل والشطر الثاني منه ناقص )
أَراد جمع ناصِر كقوله عز وجل نَحْنُ جميع مُنْتَصِر والنَّصِير النَّاصِر قال الله تعالى نِعم المولى ونِعم النَّصير والجمع أَنْصَار مثل شَرِيف وأَشرافٍ والأَنصار أَنصار النبي صلى الله عليه وسلم غَلبت عليهم الصِّفة فجرى مَجْرَى الأَسماء وصار كأَنه اسم الحيّ ولذلك أُضيف إِليه بلفظ الجمع فقيل أَنصاري وقالوا رجل نَصْر وقوم نَصْر فَوصَفوا بالمصدر كرجل عَدْلٍ وقوم عَدْل عن ابن الأَعرابي والنُّصْرة حُسْن المَعُونة قال الله عز وجل من كان يَظُنّ أَن لَنْ ينصُره الله في الدنيا والآخرة المعنى من ظن من الكفار أَن الله لا يُظْهِر محمداً صلى الله عليه وسلم على مَنْ خالفَه فليَخْتَنِق غَيظاً حتى يموت كَمَداً فإِن الله عز وجل يُظهره ولا يَنفعه غيظه وموته حَنَقاً فالهاء في قوله أَن لن يَنْصُرَه للنبيّ محمد صلى الله عليه وسلم وانْتَصَر الرجل إِذا امتَنَع من ظالِمِه قال الأَزهري يكون الانْتصَارَ من الظالم الانْتِصاف والانْتِقام وانْتَصَر منه انْتَقَم قال الله تعالى مُخْبِراً عن نُوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام ودعائِه إِياه بأَن يَنْصُره على قومه فانْتَصِرْ ففتحنا كأَنه قال لِرَبِّه انتقم منهم كما قال رَبِّ لا تَذَرْ على الأَرض من الكافرين دَيَّاراً والانتصار الانتقام وفي التنزيل العزيز ولَمَنِ انْتَصَر بعد ظُلْمِه وقوله عز وجل والذين إِذا أَصابهم البغي هم يَنْتَصِرُون قال ابن سيده إِن قال قائل أَهُمْ مَحْمُودون على انتصارهم أَم لاف قيل من لم يُسرِف ولم يُجاوِز ما أمر الله به فهو مَحْمُود والاسْتِنْصار اسْتِمْداد النَّصْر واسْتَنْصَره على عَدُوّه أَي سأَله أَن ينصُره عليه والتَّنَصُّرُ مُعالَجَة النَّصْر وليس من باب تَحَلَّم وتَنَوَّر والتَّناصُر التَّعاون على النَّصْر وتَناصَرُوا نَصَر بعضُهم بعضاً وفي الحديث كلُّ المُسْلِمِ عَنْ مُسْلِمٍ مُحَرَّم أَخَوانِ نَصِيرانَ أَي هما أَخَوانِ يَتَناصَران ويَتعاضَدان والنَّصِير فعيل بمعنى فاعِل أَو مفعول لأَن كل واحد من المتَناصِرَيْن ناصِر ومَنْصُور وقد نصره ينصُره نصْراً إِذا أَعانه على عدُوّه وشَدَّ منه ومنه حديث الضَّيْفِ المَحْرُوم فإِنَّ نَصْره حق على كل مُسلم حتى يأْخُذ بِقِرَى ليلته قيل يُشْبه أَن يكون هذا في المُضْطَرّ الذي لا يجد ما يأْكل ويخاف على نفسه التلف فله أَن يأْكل من مال أَخيه المسلم بقدر حاجته الضرورية وعليه الضَّمان وتَناصَرَتِ الأَخبار صدَّق بعضُها بعضاً والنَّواصِرُ مَجاري الماء إِلى الأَودية واحدها ناصِر والنَّاصِر أَعظم من التَّلْعَةِ يكون مِيلاً ونحوَه ثم تمج النَّواصِر في التِّلاع أَبو خيرة النَّواصِر من الشِّعاب ما جاء من مكان بعيد إِلى الوادي فَنَصَرَ سَيْلَ الوادي الواحد ناصِر والنَّواصِر مَسايِل المِياه واحدتها ناصِرة سميت ناصِرة لأَنها تجيء من مكان بعيد حتى تقع في مُجْتَمع الماء حيث انتهت لأَن كل مَسِيل يَضِيع ماؤه فلا يقع في مُجتَمع الماء فهو ظالم لمائه وقال أَبو حنيفة الناصِر والناصِرة ما جاء من مكان بعيد إِلى الوادي فنَصَر السُّيول ونصَر البلاد ينصُرها أَتاها عن ابن الأَعرابي ونَصَرْتُ أَرض بني فلان أَي أَتيتها قال الراعي يخاطب خيلاً إِذا دخل الشهرُ الحرامُ فَوَدِّعِي بِلادَ تميم وانْصُرِي أَرضَ عامِرِ ونَصر الغيثُ الأَرض نَصْراً غاثَها وسقاها وأَنبتها قال من كان أَخطاه الربيعُ فإِنما نصر الحِجاز بِغَيْثِ عبدِ الواحِدِ ونَصَر الغيثُ البلَد إِذا أَعانه على الخِصْب والنبات ابن الأَعرابي النُّصْرة المَطْرَة التَّامّة وأَرض مَنْصُورة ومَضْبُوطَة وقال أَبو عبيد نُصِرَت البلاد إِذا مُطِرَت فهي مَنْصُورة أَي مَمْطُورة ونُصِر القوم إِذا غِيثُوا وفي الحديث إِنَّ هذه السَّحابةَ تَنصُر أَرضَ بني كَعْب أَي تُمطرهم والنَّصْر العَطاء قال رؤبة إِني وأَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرا لَقائِلٌ يا نَصْرُ نَصْراً نَصْراً ونَصَره ينصُره نَصْراً أَعطاه والنَّصائِرُ العطايا والمُسْتَنْصِر السَّائل ووقف أَعرابيّ على قوم فقال انْصُرُوني نَصَركم الله أَي أَعطُوني أَعطاكم الله ونَصَرى ونَصْرَى وناصِرَة ونَصُورِيَّة
( * قوله « ونصورية » هكذا في الأصل ومتن القاموس بتشديد الياء وقال شارحه بتخفيف الياء ) قرية بالشام والنَّصارَى مَنْسُوبُون إِليها قال ابن سيده هذا قول أَهل اللغة قال وهو ضعيف إِلا أَن نادِر النسب يَسَعُه قال وأَما سيبويه فقال أَما نَصارَى فذهب الخليل إِلى أَنه جمع نَصْرِيٍّ ونَصْران كما قالوا ندْمان ونَدامى ولكنهم حذفوا إِحدى الياءَين كما حذفوا من أُثْفِيَّة وأَبدلوا مكانها أَلفاً كما قالوا صَحارَى قال وأَما الذي نُوَجِّهه نحن عليه جاء على نَصْران لأَنه قد تكلم به فكأَنك جمعت نَصْراً كما جمعت مَسْمَعاً والأَشْعَث وقلت نَصارَى كما قلت نَدامى فهذا أَقيس والأَول مذهب وإِنما كان أَقْيَسَ لأَنا لم نسمعهم قالوا نَصْرِيّ قال أَبو إِسحق واحِد النصارَى في أَحد القولين نَصْرَان كما ترى مثل نَدْمان ونَدامى والأُنثى نَصْرانَة مثل نَدْمانَة وأَنشد لأَبي الأَخزر الحماني يصف ناقتين طأْطأَتا رؤوسهما من الإِعياء فشبه رأْس الناقة من تطأْطئها برأْس النصوانية إِذا طأْطأَته في صلاتها فَكِلْتاهُما خَرَّتْ وأَسْجَدَ رأْسُها كما أَسْجَدَتْ نَصْرانَة لم تحَنَّفِ فَنَصْرانَة تأْنيث نَصْران ولكن لم يُستعمل نَصْران إِلا بياءي النسب لأَنهم قالوا رجل نَصْراني وامرأَة نَصْرانيَّة قال ابن بري قوله إِن النصارى جمع نَصْران ونَصْرانَة إِنما يريد بذلك الأَصل دون الاستعمال وإِنما المستعمل في الكلام نَصْرانيٌّ ونَصْرانِيّة بياءي النسب وإِنما جاء نَصْرانَة في البيت على جهة الضرورة غيره ويجوز أَن يكون واحد النصارى نَصْرِيّاً مثل بعير مَهْرِيّ وإِبِل مَهارَى وأَسْجَد لغة في سَجَد وقال الليث زعموا أَنهم نُسِبُوا إِلى قرية بالشام اسمها نَصْرُونة التهذيب وقد جاء أَنْصار في جمع النَّصْران قال لما رأَيتُ نَبَطاً أَنْصارا بمعنى النَّصارى الجوهري ونَصْرانُ قرية بالشأْم ينسب إِليها النَّصارى ويقال ناصِرَةُ والتَّنَصُّرُ الدخول في النَّصْرانية وفي المحكَم الدخول في دين النصْري
( * قوله « في دين النصري » هكذا بالأصل ) ونَصَّرَه جعله نَصْرانِيّاً وفي الحديث كلُّ مولود يولد على الفِطْرة حتى يكونَ أَبواه اللذان يَهَوِّدانِه ويُنَصِّرانِه اللَّذان رفع بالابتداء لأَنه أُضمر في يكون كذلك رواه سيبويه وأَنشد إِذا ما المرء كان أَبُوه عَبْسٌ فَحَسْبُك ما تُرِيدُ إِلى الكلامِ أَي كان هو والأَنْصَرُ الأَقْلَفُ وهو من ذلك لأَن النصارى قُلْف وفي الحديث لا يَؤمَّنَّكُم أَنْصَرُ أَي أَقْلَفُ كذا فُسِّر في الحديث ونَصَّرُ صَنَم وقد نَفَى سيبويه هذا البناء في الأَسماء وبُخْتُنَصَّر معروف وهو الذي كان خَرَّب بيت المقدس عَمَّره الله تعالى قال الأَصمعي إِنما هو بُوخَتُنَصَّر فأُعرب وبُوخَتُ ابنُ ونَصَّرُ صَنَم وكان وُجد عند الصَّنَم ولم يُعرف له أَب فقيل هو ابن الصنم ونَصْر ونُصَيْرٌ وناصِر ومَنْصُور أَسماء وبنو ناصِر وبنو نَصْر بَطْنان ونَصْر أَبو قبيلة من بني أَسد وهو نصر ابن قُعَيْنٍ قال أَوس بن حَجَر يخاطب رجلاً من بني لُبَيْنى بن سعد الأَسَدِي وكان قد هجاه عَدَدْتَ رِجالاً من قُعَيْنٍ تَفَجُّساً فما ابنُ لُبَيْنى والتَّفَجُّسُ والفَخْرُف شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمِينُها وأَنت السَّهُ السُّفْلى إِذا دُعِيَتْ نَصْرُ التَّفَجُّس التعظُّم والتكبر وشأَتك سَبَقَتْك والسَّه لغة في الاسْتِ

( نضر ) : النَّضْرة : النَّعْمة والعَيْش والغِنى ِ وقيل : الحُسْن والرَّوْنَقِ وقد نَضَرَ الشجرُ والورقُ والوَجهُ واللونِ وكل شيء يَنْضُر نَضْراً نَضْرة نَضارة نُضُوراً نَضِر نَضُرِ فهو ناضِر نَضِير نَضِرٌ أَي حَسَنِ والأُنثى نَضِرَة
و أَنْضَر : كنَضَر
و نَضَره اللَّه و نَضَّره و أَنْضَره و نَضَر اللَّهُ وجهه يَنْضُره نَضْرة أَي حَسَّن
ونَضَر وجهه يتعدى ولا يتعدى
ويقال : نَضُرِ بالضمِ نَضَارة ِ وفيه لغة ثالثة نَضِرِ بالكسر ; حكاها أَبو عبيد
ويقال : نَضَّر اللَّه وجههِ بالتشديدِ أَنْضَر اللَّه وجهه بمعنى وإِذا قلت : نَضَر اللَّه امرأً يعني نَعَّمَه
وفي الحديث عن النبي : نَضَر اللَّه عبداً سمِع مقالتي فَوَعاها ثم أَدّاها إِلى من يسمعها ; نَضَره و نَضَّره وأَنْضَره أَي نَعَّمَهِ يروى بالتخفيف والتشديد من النَّضارة ِ وهي في الأَصل حُسْن الوجه والبَرِيقُِ وإِنما أَراد حُسْنَ خلُقِه وقَدْرِه قال شَمِر : الرُّواة يَرْوُون هذا الحديث بالتخفيف والتشديد وفسره أَبو عبيدة فقال : جعله اللَّه ناضِراً ; قال : وروي عن الأَصمعي فيه التشديد : نَضَّر اللَّه وجهه ; وأَنشد : نَضَّرَ اللَّه أَعْظُماً دَفَنُوها بِسِجِسْتانَ طَلْحَة َ الطَّلَحَاتِ وأَنشد شمر في لغة من رواه بالتخفيف قول جرير : والوَجْه لا حَسَناً ولا مَنْضُورا و مَنْضُور لا يكون إِلا من نَضَرهِ بالتخفيف
قال شمر : وسمعت ابن الأَعرابي يقول : نَضَره اللَّه فنَضُر يَنَضُر و نَضِرَ يَنْضَر
وقال ابن الأَعرابي : نَضَر وجهه و نَضِر وجهه و نَضُر و أَنْضَر و أَنْضَره اللَّهِ بالتخفيفِ و نَضَرهِ بالتخفيف أَيضاً
أَبو داود عن النَّضْر : نَضَّر اللَّه امرأً و أَنْضَر اللَّه امرأً فعل كذا و نَضَر اللَّه امرأً ; قال الحسن المؤدّب : ليس هذا من الحُسن في الوجه إِنما معناه حَسَّن اللَّه وجهه في خُلُقِه أَي جاهِه وقَدْرِهِ قال : وهو مثل قوله : اطْلُبُوا الحوائِج إِلى حِسان الوُجوهِ يعني به ذَوي الوجُوه في الناس وذَوي الأَقدار
أَبو الهُزَيل : نَضَر اللَّه وجهَه و نَضَر وجهُ الرجل سواء
وفي الحديث : يا مَعْشَر مُحاربِ نَضَّركم اللَّه لا تُسْقُوني حَلَب امرأَة ; قال : كان حلْب النِّساء عندهم عَيْباً يتعايَرُون عليه
وقال الفراء في قوله عز وجل : { وُجُوهٌ يومئِذ ناضِرة } قال : مُشْرِقة بالنَّعِيمِ قال وقوله : { تَعْرِفُ في وجُوهِهم نَضْرَة النَّعِيم } ِ قال : بَرِيقُه ونَداهِ و النَّضْرة نَعِيمُ الوجه
وقال الزجاج في قوله تعالى : { وُجُوه يومِئذٍ ناضِرة إِلى رَبها ناظِرة } قال ; نَضَرَتْ بنعيم الجنة والنَّظَر إِلى ربها عز وجلِ و أَنضرَ النَّبْتُ : نَضَر ورَقُه
وغلام نَضِير : ناعمِ والأُنثى نَضِيرة
ويقال : غلام غَضٌّ نَضِير : وجارية غَضَّة نَضِيرة ِ وقد أَنْضَر الشجرُ إِذا اخضرَّ ورقهِ وربما صار النَّضْر نعتاً يقال : شيء نَضْر و نَضِير و ناضِر
و النَّاضِر : الأَخضر الشديدُ الخضرة
يقال : أَخضر ناضِر كما يقال : أَبيض ناصِع وأَصفرُ فاقِعِ وقد يبالغ بالناضِر في كل لون
يقال : أَحمر ناضِر وأَصفر ناضِر ; رُوي ذلك عن ابن الأَعرابي وحكاه في نوادره
أَبو عبيد : أَخضر ناضِر معناه ناعِم
ابن الأَعرابي : الناضِر في جميع الأَلوان ; قال أَبو منصور : كأَنه يُجيز أَبيض ناضِر وأَحمر ناضِر ومعناه الناعم الذي له بَرِيق في صَفاته
و النَّضِيرُ و النُّضار و الأَنْضَر : اسم الذهب والفضة ِ وقد غلب على الذهبِ وهو النَّضْر ; عن ابن جني ; وقال الأَعشى : إِذا جُرِّدَتْ يوماً حَسِبتَ خَمِيصة ً عليها وجِرْيالَ النَّضِير الدُّلامِصا وجمعه نِضار و أَنْضُر ; قال أَبو كبير الهذلي : وبَياضُ وجهٍ لم تَحُلْ أَسْرارهُ مثل الوَذِيلَة ِ أَو كشَنْفِ الأَنْضُرِ التهذيب : النَّضْر الذهبِ وجمعه أَنْضُر ; قال الشاعر : كَناحِلَة ٍ من زَيْنِها حَلْيَ أَنْضُر بغير نَدَى مَن لا يُبالي اعْتطالها وأَنشد الجوهري للكميت : تَرى السَّابِحَ الخِنْذيذَ منهاِ كأَنما جَرى بين لِيتَيْهِ إِلى الخَدّ أَنْضُرُ و النَّضْرة : السَّبِيكة من الذهبِ وذهب نُضَار : صار ههنا نعتاً
و نُضارة كلِّ شيء : خالِصُه
و النُّضَار : الخالص من كل شيء ; قالت الخِرنِق بنت هَفَّان : لا يَبْعَدَنْ قَوْمي الَّذين هُمُ سُمُّ العُداة وآفَة ُ الجُزرِ الخالِطِين نَحِيتَهمْ بِنُضَارِهم وذوي الغِنى منهم بذي الفَقْرِ ويروى هذا البيت لحاتم الطائي في قصيدة له مشهورة أَولها : إِن كنتِ كارِهة لِعِيشَتِنا هاتا فَحُلّي في بني بَدْرِ و النَّضْر : أَبو قُرَيْشِ وهو النَّضْر بن كِنانة بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بنِ إِلياس بنِ مُضَر
ابن سيده : النضر بن كِنانة أَبو قريش خاصَّة ِ من لم يَلِدْه النَّضْر فليس من قريش النَّضَار : الأَثْلِ وقيل : هو ما كان عِذْياً على غير ماءِ وقيل : هو الطويل منه المُسْتقيم الغُصونِ وقيل : هو ما نبت منه في الجبلِ وهو أَفضله ; قال رؤبة : فَرْعٌ نَما منه نُضارُ الأَثْلِ طَيِّبُ أَعْراقِ الثَّرَى في الأَصْلِ قال أَبو حنيفة : النُّضار و النِّضار لغتانِ والأَول أَعرفِ قال : وهو أَجود الخشب للآنية لأَنه يُعمل منه ما رَقَّ من الأَقداح واتَّسع وما غَلُظ ولا يحتمله من الخشب غيره
قال : ومِنْبر سيدِنا رسول اللَّه ِ نُضار
وقدَح نُضارٌ : اتُّخِذ من نُضار الخشبِ وقيل : هو يُتخذ من أَثْل ورْسِيّ اللَّونِ يُضافُ ولا يُضافِ يكون بالغَوْرِ
وفي حديث إِبراهيم النَّخَعي : لا بأْس أَن يَشربَ في قدح النُّضار ; قال شمر : قال بعضهم معنى النُّضار هذه الأَقداح الحُمر الجِيشانيَّة سميت نُضاراً
ابن الأَعرابي : النُّضار النَّبْعِ و النُّضار شجر الأَثْلِ و النُّضار الخالِص من كل شيء
وقال يحيى بن نُجيم : كل شجر أَثْل ينبت في جبل فهو نُضار ; وقال الأَعشى : تراموا به غَرَباً أَو نُضارا والغَرَب و النُّضار : ضَرْبان من الشجر تُعمل منهما الأَقداح
وقال مؤرج : النُّضار من الخِلاف يُدفن خشبه حتى يَنْضُر ثم يعمل فيكون أَمكن لعامله في تَرْقِيقِه ; وقال ذو الرمة : نُقِّح جِسمي عن نُضار العُودِ بعد اضطِراب العُنُق الأَمْلودِ قال : نُضاره حُسْن عُودِه ; وأَنشد : أَلْقَوَم نَبْع ونُضار وعُشَرْ وزعم أَن النُّضار تُتَّخذ منه الآنية التي يُشْرَب فيها ; قال : وهي أَجود العِيدان التي تتخذ منها الأَقداح
قال الليث : النُّضار الخالص من جَوْهَرِ التِّبر والخشبِ وجمعه أَنْضُر
وفي حديث عاصم الأَحول : رأَيت قَدَح رسول اللَّه ِ عند أَنس وهو قَدَح عَرِيض من نُضار أَي من خشب نُضارِ وهو خشب معروفِ وقيل هو الأَثْل الوَرْسِيّ اللونِ وقيل النَّبعِ وقيل الخِلافِ وقيل أَقداح النُّضار حُمْر من خشب أَحمر
شمر فيها روى عنه الإِيادي : امرأَة الرجل يقال لها هي الحَدَادَة وهي النِّضْرِ بالضادِ قال : وهي شاعَتُه أَي امرأَته
و النَّاضِرِ : الطُّحْلُب
و بنو النَّضِير : حيّ من يهود خَيْبَرَ من آل هرون أَو موسى ِ عليهما السلامِ وقد دخلوا في العربِ و النَّضْرة و النَّضِيرة : اسم امرأَة ; قال حسان : حَيِّ النَّضِيرة رَبَّة َ الخِدْرِِ أَسْرَتْ إِليك ولم تكن تَسْرِي

( نطر ) النَّاطِر والنَّاطور من كلام أَهل السَّواد حافظ الزرع والتَّمر والكَرْم قال بعضهم وليست بعربية محضة وقال أَبو حنيفة هي عربية قال الشاعر أَلا يا جارَتَا بأُباضَ إِني رأَيتُ الريحَ خَيْراً منكِ جارَا تُغَذِّينا إِذا هبَّت علينا وتَمْلأُ وَجْهَ ناطِرِكم غُبارَا قال النَّاطِر الحافظ ويُروى إِذا هبَّت جَنُوباً قال أَبو منصور ولا أَدري أَخذه الشاعر من كلام السَّوادِيِّين أَو هو عَربيّ قال ورأَيت بالبَيْضاء من بلاد بني جَذِيمة عَرازِيل سُوِّيت لمن يحفظ ثمر النخيل وقت الصَِّرَام فسأَلت رجلاً عنها فقال هي مَظالُّ النَّواطِير كأَنه جمع النَّاطُور وقال ابن أَحمر في النَّاطُور وبُسْتان ذي ثورَين لا لِين عندَه إِذا ما طَغَى ناطُوره وتَغَشْمَرَا وجمع النَّاطِر نُطَّار ونُطَراء وجمع النَّاطُور نَواطِير والفعل النَّطْر والنِّطارة وقد نَطَر يَنْطُر ابن الأَعرابي النَّطْرة الحفظ بالعينين بالطاء قال ومنه أُخذ النَّاطُور والنَّاطِرُون موضع
( * قوله « الناطرون موضع إلخ » عبارة القاموس وغلط الجوهري في قوله ناطرون موضع بالشأم وإنما هو ماطرون بالميم اه ولهذا أنشد ياقوت في معجم البلدان البيت بالميم فقال ولها بالماطرون إلخ ولم يذكر ناطرون في فصل النون بناحية الشأْم قال الجوهري والقول في إِعرابه كالقول في نَصيبِين وينشد هذا البيت بكسر النون )
ولها بالنَّاطِرُونَ إِذا أَكلَ النَّمْلُ الذي جَمَعا وذكره الأَزهري في مَطَر بالميم وقد تقدم فقال هو موضع

( نظر ) النَّظَر حِسُّ العين نَظَره يَنْظُره نَظَراً ومَنْظَراً ومَنْظَرة ونَظَر إِليه والمَنْظَر مصدر نَظَر الليث العرب تقول نَظَرَ يَنْظُر نَظَراً قال ويجوز تخفيف المصدر تحمله على لفظ العامة من المصادر وتقول نَظَرت إِلى كذا وكذا مِنْ نَظَر العين ونَظَر القلب ويقول القائل للمؤمَّل يرجوه إِنما نَنْظُر إِلى الله ثم إِليك أَي إِنما أَتَوَقَّع فضل الله ثم فَضْلك الجوهري النَّظَر تأَمُّل الشيء بالعين وكذلك النَّظَرانُ بالتحريك وقد نَظَرت إِلى الشيء وفي حديث عِمران بن حُصَين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّظَر إِلى وجه عليّ عِبادة قال ابن الأَثير قيل معناه أَن عليًّا كرم الله وجهه كان إِذا بَرَزَ قال الناس لا إِله إِلا الله ما أَشرفَ هذا الفتى لا إِله إِلا الله ما أَعلمَ هذا الفتى لا إِله إِلا الله ما أَكرم هذا الفتى أَي ما أَتْقَى لا إِله إِلا الله ما أَشْجَع هذا الفتى فكانت رؤيته عليه السلام تحملُهم على كلمة التوحيد والنَّظَّارة القوم ينظُرون إِلى الشيء وقوله عز وجل وأَغرقنا آل فرعون وأَنتم تَنظُرون قال أَبو إِسحق قيل معناه وأَنتم تَرَوْنَهم يغرَقون قال ويجوز أَن يكون معناه وأَنتم مُشاهدون تعلمون ذلك وإِن شَغَلهم عن أَن يَروهم في ذلك الوقت شاغل تقول العرب دُور آل فلان تنظُر إِلى دُور آل فلان أَي هي بإِزائها ومقابِلَةٌ لها وتَنَظَّر كنَظَر والعرب تقول داري تنظُر إِلى دار فلان ودُورُنا تُناظِرُ أَي تُقابِل وقيل إِذا كانت مُحاذِيَةً ويقال حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ أَي متجاورون ينظر بعضهم بعضاً التهذيب وناظِرُ العَيْنِ النُّقْطَةُ السوداء الصافية التي في وسط سواد العين وبها يرى النَّاظِرُ ما يَرَى وقيل الناظر في العين كالمرآة إِذا استقبلتها أَبصرت فيها شخصك والنَّاظِرُ في المُقْلَةِ السوادُ الأَصغر الذي فيه إِنْسانُ العَيْنِ ويقال العَيْنُ النَّاظِرَةُ ابن سيده والنَّاظِرُ النقطة السوداء في العين وقيل هي البصر نفسه وقيل هي عِرْقٌ في الأَنف وفيه ماء البصر والناظران عرقان على حرفي الأَنف يسيلان من المُوقَين وقيل هما عرقان في العين يسقيان الأَنف وقيل الناظران عرقان في مجرى الدمع على الأَنف من جانبيه ابن السكيت الناظران عرقان مكتنفا الأَنف وأَنشد لجرير وأَشْفِي من تَخَلُّجِ كُلِّ جِنٍّ وأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ من الخُنَانِ والخنان داء يأْخذ الناس والإِبل وقيل إِنه كالزكام قال الآخر ولقد قَطَعْتُ نَواظِراً أَوجَمْتُها ممن تَعَرَّضَ لي من الشُّعَراءِ قال أَبو زيد هما عرقان في مَجْرَى الدمع على الأَنف من جانبيه وقال عتيبة بن مرداس ويعرف بابن فَسْوة قَلِيلَة لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ يَزِينُها شَبَابٌ ومخفوضٌ من العَيْشِ بارِدُ تَناهَى إِلى لَهْوِ الحَدِيثِ كأَنها أَخُو سَقْطَة قد أَسْلَمَتْهُ العَوائِدُ وصف محبوبته بأَسالة الخدّ وقلة لحمه وهو المستحب والعيش البارد هو الهَنِيُّ الرَّغَدُ والعرب تكني بالبَرْدِ عن النعيم وبالحَرِّ عن البُؤسِ وعلى هذا سُمِّيَ النَّوْمُ بَرْداً لأَنه راحة وتَنَعُّمٌ قال الله تعالى لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شَراباً قيل نوماً وقوله تناهى أَي تنتهي في مشيها إِلى جاراتها لِتَلْهُوَ مَعَهُنَّ وشبهها في انتهارها عند المشي بعليل ساقط لا يطيق النهوض قد أَسلمته العوائد لشدّة ضعفه وتَناظَرَتِ النخلتان نَظَرَتِ الأُنثى منهما إِلى الفُحَّالِ فلم ينفعهما تلقيح حتى تُلْقَحَ منه قال ابن سيده حكى ذلك أَبو حنيفة والتَّنْظارُ النَّظَرُ قال الحطيئة فما لَكَ غَيْرُ تَنْظارٍ إِليها كما نَظَرَ اليَتِيمُ إِلى الوَصِيِّ والنَّظَرُ الانتظار ويقال نَظَرْتُ فلاناً وانْتَظَرْتُه بمعنى واحد فإِذا قلت انْتَظَرْتُ فلم يُجاوِزْك فعلك فمعناه وقفت وتمهلت ومنه قوله تعالى انْظُرُونا نَقْتَبِسْ من نُوركم قرئ انْظُرُونا وأَنْظِرُونا بقطع الأَلف فمن قرأَ انْظُرُونا بضم الأَلف فمعناه انْتَظِرُونا ومن قرأَ أَنْظِرُونا فمعناه أَخِّرُونا وقال الزجاج قيل معنى أَنْظِرُونا انْتَظِرُونا أَيضاً ومنه قول عمرو بن كلثوم أَبا هِنْدٍ فلا تَعْجَلْ علينا وأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقِينا وقال الفرّاء تقول العرب أَنْظِرْني أَي انْتَظِرْني قليلاً ويقول المتكلم لمن يُعْجِلُه أَنْظِرْني أَبْتَلِع رِيقِي أَي أَمْهِلْنِي وقوله تعالى وُجُوهٌ يومئذ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ الأُولى بالضاد والأُخرى بالظاءِ قال أَبو إِسحق يقول نَضِرَت بِنَعِيم الجنة والنَّظَرِ إِلى ربها وقال الله تعالى تَعْرِفُ في وُجُوههم نَضْرَةَ النَّعِيم قال أبو منصور ومن قال إِن معنى قوله إِلى ربها ناظرة يعني منتظرة فقد أَخطأَ لأَن العرب لا تقول نَظَرْتُ إِلى الشيء بمعنى انتظرته إِنما تقول نَظَرْتُ فلاناً أَي انتظرته ومنه قول الحطيئة نَظَرْتُكُمُ أَبْناءَ صَادِرَةٍ لِلْوِرْدِ طَالَ بها حَوْزِي وتَنْساسِي وإِذا قلت نَظَرْتُ إِليه لم يكن إِلا بالعين وإِذا قلت نظرت في الأَمر احتمل أَن يكون تَفَكُّراً فيه وتدبراً بالقلب وفرس نَظَّارٌ إِذا كان شَهْماً طامِحَ الطَّرْفِ حدِيدَ القلبِ قال الراجز أَبو نُخَيْلَةَ يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّةً لم تُهْجَمِ نَظَّارِيَّةٌ ناقة نجيبة من نِتاجِ النَّظَّارِ وهو فحل من فحول العرب قال جرير والأَرْحَبِيّ وجَدّها النَّظَّار لم تُهْجَم لم تُحْلَبْ والمُناظَرَةُ أَن تُناظِرَ أَخاك في أَمر إِذا نَظَرْتُما فيه معاً كيف تأْتيانه والمَنْظَرُ والمَنْظَرَةُ ما نظرت إِليه فأَعجبك أَو ساءك وفي التهذيب المَنْظَرَةُ مَنْظَرُ الرجل إِذا نظرت إِليه فأَعجبك وامرأَة حَسَنَةُ المَنْظَرِ والمَنْظَرة أَيضاً ويقال إِنه لذو مَنْظَرَةٍ بلا مَخْبَرَةٍ والمَنْظَرُ الشيء الذي يعجب الناظر إِذا نظر إِليه ويَسُرُّه ويقال مَنْظَرُه خير من مَخْبَرِه ورجل مَنْظَرِيٌّ ومَنْظَرانيٌّ الأَخيرة على غير قياس حَسَنُ المَنْظَرِ ورجل مَنْظَرانيٌّ مَخْبَرانيّ ويقال إِن فلاناً لفي مَنْظَرٍ ومُستَمَعٍ وفي رِيٍّ ومَشْبَع أَي فيما أَحَبَّ النَّظَرَ إِليه والاستماع ويقال لقد كنت عن هذا المَقامِ بِمَنْظَرٍ أَي بمَعْزَل فيما أَحْبَبْتَ وقال أَبو زيد يخاطب غلاماً قد أَبَقَ فَقُتِلَ قد كنتَ في مَنْظَرٍ ومُسْتَمَعٍ عن نَصْرِ بَهْرَاءَ غَيرَ ذي فَرَسِ وإِنه لسديدُ النَّاظِرِ أَي بَرِيءٌ من التهمة ينظر بمِلءِ عينيه وبنو نَظَرَى ونَظَّرَى أَهلُ النَّظَرِ إِلى النساء والتَّغَزُّل بهن ومنه قول الأَعرابية لبعلها مُرَّ بي على بَني نَظَرَى ولا تَمُرَّ بي على بنات نَقَرَى أَي مُرَّ بي على الرجال الذين ينظرون إِليّ فأُعجبهم وأَرُوقُهم ولا يَعِيبُونَني من ورائي ولا تَمُرَّ بي على النساء اللائي ينظرنني فيَعِبْنَني حسداً ويُنَقِّرْنَ عن عيوب من مَرَّ بهن وامرأَة سُمْعُنَةٌ نُظْرُنَةٌ وسِمْعَنَةٌ نِظْرَنة كلاهما بالتخفيف حكاهما يعقوب وحده وهي التي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَنَظَّرَتْ فلم تَرَ شيئاً فَظَنَّتْ والنَّظَرُ الفكر في الشيء تُقَدِّره وتقيسه منك والنَّظْرَةُ اللَّمْحَة بالعَجَلَة ومنه الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فإِن لك الأُولى وليست لك الآخرةُ والنَّظْرَةُ الهيئةُ وقال بعض الحكماء من لم يَعْمَلْ نَظَرُه لم يَعْمَلْ لسانُه ومعناه أَن النَّظْرَةَ إِذا خرجت بإِبكار القلب عَمِلَتْ في القلب وإِذا خرجت بإِنكار العين دون القلب لم تعمل ومعناه أَن من لم يَرْتَدِعْ بالنظر إِليه من ذنب أَذنبه لم يرتدع بالقول الجوهري وغيره ونَظَرَ الدَّهْرُ إِلى بني فلان فأَهلكهم قال ابن سيده هو على المَثَلِ قال ولستُ منه على ثِقَةٍ والمَنْظَرَةُ موضع الرَّبِيئَةِ غيره والمَنظَرَةُ موضع في رأْس جبل فيه رقيب ينظر العدوَّ يَحْرُسُه الجوهري والمَنظَرَةُ المَرْقَبَةُ ورجلٌ نَظُورٌ ونَظُورَةٌ وناظُورَةٌ ونَظِيرَةٌ سَيِّدٌ يُنْظَر إِليه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء الفراء يقال فلان نَظُورةُ قومه ونَظِيرَةُ قومهِ وهو الذي يَنْظُرُ إِليه قومه فيمتثلون ما امتثله وكذلك هو طَرِيقَتُهم بهذا المعنى ويقال هو نَظِيرَةُ القوم وسَيِّقَتُهم أَي طَلِيعَتُهم والنَّظُورُ الذي لا يُغٌفِلُ النَّظَرَ إِلى ما أَهمه والمَناظِر أَشرافُ الأَرضِ لأَنه يُنْظَرُ منها وتَناظَرَتِ الدَّارانِ تقابلتا ونَظَرَ إِليك الجبلُ قابلك وإِذا أَخذت في طريق كذا فَنَظَر إِليك الجبلُ فَخُذْ عن يمينه أَو يساره وقوله تعالى وتَراهُمْ يَنْظُرونَ إِليك وهم لا يبصرون ذهب أَبو عبيد إِلى أَنه أَراد الأَصنام أَي تقابلك وليس هنالك نَظَرٌ لكن لما كان النَّظَرُ لا يكون إِلا بمقابلةٍ حَسُنَ وقال وتراهم وإِن كانت لا تعقل لأَنهم يضعونها موضع من يعقل والنَّاظِرُ الحافظ وناظُورُ الزرع والنخل وغيرهما حَافِظُه والطاء نَبَطِيَّة وقالوا انْظُرْني اي اصْغ إِليَّ ومنه قوله عز وجل وقولوا انْظُرْنا واسمعوا والنَّظْرَةُ الرحمةُ وقوله تعالى ولا يَنْظُر إِليهم يوم القيامة أَي لا يَرْحَمُهُمْ وفي الحديث إِن الله لا يَنْظُر إِلى صُوَرِكم وأَموالكم ولكن إِلى قلوبكم وأَعمالكم قال ابن الأَثير معنى النظر ههنا الإِحسان والرحمة والعَطْفُ لأَن النظر في الشاهد دليل المحبة وترك النظر دليل البغض والكراهة ومَيْلُ الناسِ إِلى الصور المعجبة والأَموال الفائقة والله سبحانه يتقدس عن شبه المخلوقين فجعل نَظَرَهُ إِلى ما هو للسَّرِّ واللُّبِّ وهو القلب والعمل والنظر يقع على الأَجسام والمعاني فما كان بالأَبصار فهو للأَجسام وما كان بالبصائر كان للمعاني وفي الحديث مَنِ ابتاعَ مِصَرَّاةً فهو بخير النَّظَرَيْنِ أَي خير الأَمرين له إِما إِمساك المبيع أَو ردُّه أَيُّهما كان خيراً له واختاره فَعَلَه وكذلك حديث القصاص من قُتل له قتيل فهو بخير النَّظَرَيْنِ يعني القصاص والدية أَيُّهُما اختار كان له وكل هذه معانٍ لا صُوَرٌ ونَظَرَ الرجلَ ينظره وانْتَظَرَه وتَنَظَّرَه تَأَنى عليه قال عُرْوَةُ بن الوَرْدِ إِذا بَعُدُوا لا يأْمَنُونَ اقْتِرابَهُ تَشَوُّفَ أَهلِ الغائبِ المُنتَنَظَّرِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ولا أَجْعَلُ المعروفَ حلَّ أَلِيَّةٍ ولا عِدَةً في النَّاظِرِ المُتَغَيِّبِ فسره فقال الناظر هنا على النَّسَبِ أَو على وضع فاعل موضع مفعول هذا معنى قوله ومَثَّلَه بِسِّرٍ كاتم أَي مكتوم قال ابن سيده وهكذا وجدته بخط الحَامِضِ
( * قوله « الحامض » هو لقب ابي موسى سليمان بن محمد بن أحمد النحوي أخذ عن ثعلب صحبه اربعين سنة وألف في اللغة غريب الحديث وخلق الانسان والوحوش والنبات روى عنه أبو عمر الزاهد وأبو جعفر الاصبهاني مات سنة ؟ ؟ ) بفتح الياء كأَنه لما جعل فاعلاً في معنى مفعول استجاز أَيضاً أَن يجعل مُتَفَعَّلاً في موضع مُتَفَعِّلٍ والصحيح المتَغَيِّب بالكسر والتَّنَظُّرُ تَوَقَّع الشيء ابن سيده والتَّنَظُّرُ تَوَقُّعُ ما تَنْتَظِرُهُ والنَّظِرَةُ بكسر الظاء التأْخير في الأَمر وفي التنزيل العزيز فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وقرأَ بعضهم فناظِرَةٌ كقوله عز وجل ليس لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ أَي تكذيبٌ ويقال بِعْتُ فلاناً فأَنْظَرْتُه أَي أَمهلتُه والاسم منه النَّظِرَةُ وقال الليث يقال اشتريته منه بِنَظِرَةٍ وإِنْظارٍ وقوله تعالى فَنَظِرَة إِلى مَيْسَرَةٍ أَي إِنظارٌ وفي الحديث كنتُ أُبايِعُ الناس فكنتُ أُنْظِر المُعْسِرَ الإِنظار التأْخير والإِمهال يقال أَنْظَرْتُه أُنْظِره ونَظَرَ الشيءَ باعه بِنَظِرَة وأَنْظَرَ الرجلَ باع منه الشيء بِنَظِرَةٍ واسْتَنْظَره طلب منه النَّظرَةَ واسْتَمْهَلَه ويقول أَحد الرجلين لصاحبه بيْعٌ فيقول نِظْرٌ أَي أَنْظِرْني حتى أَشْتَرِيَ منك وتَنَظَّرْه أَي انْتَظِرْهُ في مُهْلَةٍ وفي حديث أَنس نَظَرْنا النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلة حتى كان شَطْرُ الليلِ يقال نَظَرتُهُ وانْتَظَرْتُه إِذا ارْتَقَبْتَ حضورَه ويقال نَظَارِ مثل قَطامِ كقولك انْتَظِرْ اسم وضع موضع الأَمر وأَنْظَرَه أَخَّرَهُ وفي التنزيل العزيز قال أَنْظِرْني إِلى يوم يُبْعَثُونَ والتَّناظُرُ التَّراوُضُ في الأَمر ونَظِيرُك الذي يُراوِضُك وتُناظِرُهُ وناظَرَه من المُناظَرَة والنَّظِيرُ المِثْلُ وقيل المثل في كل شيء وفلان نَظِيرُك أَي مِثْلُك لأَنه إِذا نَظَر إِليهما النَّاظِرُ رآهما سواءً الجوهري ونَظِيرُ الشيء مِثْلُه وحكى أَبو عبيدة النِّظْر والنَّظِير بمعنًى مثل النِّدِّ والنَّدِيدِ وأَنشد لعبد يَغُوثَ بن وَقَّاصٍ الحارِثيِّ أَلا هل أَتى نِظْرِيُ مُلَيْكَةَ أَنَّني أَنا الليثُ مَعْدِيّاً عليه وعادِيا ؟
( * روي هذا البيت في قصيدة عبد يغوث على الصورة التالية
وقد عَلِمت عِرسِي مُلَيكةُ أنني ... أنا الليثُ مَعدُوّاً عليّ
وعَاديا )
وقد كنتُ نَجَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْ سَطِيِّ وأَمْضِي حيثُ لا حَيَّ ماضِيَا ويروى عِرْسِي مُلَيْكَةَ بدل نِظْرِي مليكة قال الفرّاء يقال نَظِيرَةُ قومه ونَظُورَةُ قومه للذي يُنْظَر إِليه منهم ويجمعان على نَظَائِرَ وجَمْعُ النَّظِير نُظَرَاءُ والأُنثى نَظِيرَةٌ والجمع النَّظائر في الكلام والأَشياء كلها وفي حديث ابن مسعود لقد عرفتُ النَّظائِرَ التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُومُ بها عشرين سُورَةً من المُفَصَّل يعني سُوَرَ المفصل سميت نظائر لاشتباه بعضها ببعض في الطُّول وقول عَديّ لم تُخطِئْ نِظارتي أَي لم تُخْطِئْ فِراسَتي والنَّظائِرُ جمع نَظِيرة وهي المِثْلُ والشِّبْهُ في الأَشكال الأَخلاق والأَفعال والأَقوال ويقال لا تُناظِرْ بكتاب الله ولا بكلام رسول الله وفي رواية ولا بِسُنَّةِ رسول الله قال أَبو عبيد أَراد لا تجعل شيئاً نظيراً لكتاب ا ولا لكلام رسول الله فتدعهما وتأْخذ به يقول لا تتبع قول قائل من كان وتدعهما له قال أَبو عبيد ويجوز أَيضاً في وجه آخر أَن يجعلهما مثلاً للشيء يعرض مثل قول إِبراهيم النخعي كانوا يكرهون أَن يذكروا الآية عند الشيء يَعْرِضُ من أَمر الدنيا كقول القائل للرجل إِذا جاء في الوقت الذي يُرِيدُ صاحبُه جئت على قَدَرٍ يا موسى هذا وما أَشبهه من الكلام قال والأَوّل أَشبه ويقال ناظَرْت فلاناً أَي صِرْتُ نظيراً له في المخاطبة وناظَرْتُ فلاناً بفلان أَي جعلته نَظِيراً له ويقال للسلطان إِذا بعث أَميناً يَسْتبرئ أَمْرَ جماعةِ قريةٍ بَعث ناظِراً وقال الأَصمعي عَدَدْتُ إِبِلَ فلان نَظائِرَ أَي مَثْنَى مثنى وعددتها جَمَاراً إِذا عددتها وأَنت تنظر إِلى جماعتها والنَّظْرَةُ سُوءُ الهيئة ورجل فيه نَظْرَةٌ أَي شُحُوبٌ وأَنشد شمر وفي الهامِ منها نَظْرَةٌ وشُنُوعُ قال أَبو عمرو النَّظْرَةُ الشُّنْعَةُ والقُبْحُ ويقال إِن في هذه الجارية لَنَظْرَةً إِذا كانت قبيحة ابن الأَعرابي يقال فيه نَظْرَةٌ ورَدَّةٌ أَي يَرْتَدُّ النظر عنه من قُبْحِهِ وفيه نَظْرَةٌ أَي قبح وأَنشد الرِّياشِيُّ لقد رَابَني أَن ابْنَ جَعْدَةَ بادِنٌ وفي جِسْمِ لَيْلى نَظْرَةٌ وشُحُوبُ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم رأَى جارية فقال إِن بها نَظْرَةً فاسْتَرْقُوا لها وقيل معناه إِن بها إِصابة عين من نَظَرِ الجِنِّ إِليها وكذلك بها سَفْعَةٌ ومنه قوله تعالى غيرَ ناظِرِينَ إِناهُ قال أَهل اللغة معناه غير منتظرين بلوغه وإِدراكه وفي الحديث أَن عبد الله أَبا النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بامرأَة تَنْظُرُ وتَعْتافُ فرأَتْ في وجهه نُوراً فدعته إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها وتُعْطِيَهُ مائةً من الإِبل فأَبى قوله تَنْظُرُ أَي تَتَكَهَّنُ وهو نَظَرُ تَعَلُّمٍ وفِراسةٍ وهذه المرأَة هي كاظمةُ بنتُ مُرٍّ وكانت مُتَهَوِّدَةً قد قرأَت الكتب وقيل هي أُختُ ورَقَةَ بن نَوْفَلٍ والنَّظْرَةُ عين الجن والنَّظْرَةُ الغَشْيَةُ أَو الطائف من لجن وقد نُظِرَ ورجل فيه نَظْرَةٌ أَي عيبٌ والمنظورُ الذي أَصابته نَظْرَةٌ وصبي مَنْظُورٌ أَصابته العين والمنظورُ الذي يُرْجَى خَيْرُه ويقال ما كان نَظِيراً لهذا ولقد أَنْظَرْتُه وما كان خَطِيراً ولقد أَخْطَرْتُه ومَنْظُورُ بن سَيَّارٍ رجلٌ ومَنْظُورٌ اسمُ جِنِّيٍّ قال ولو أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أَسْلما لِنَزْعِ القَذَى لم يُبْرِئا لي قَذَاكُما وحَبَّةُ اسم امرأَة عَلِقَها هذا الجني فكانت تَطَبَّبُ بما يُعَلِّمُها وناظِرَةُ جبل معروف أَو موضع ونَواظِرُ اسم موضع قال ابن أَحمر وصَدَّتْ عن نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ قَتَاماً هاجَ عَيْفِيًّا وآلا
( * قوله « عيفياً » كذا بالأصل )
وبنو النَّظَّارِ قوم من عُكْلٍ وإِبل نَظَّاريَّة منسوبة إِليهم قال الراجز يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّة سَعُومَا السَّعْمُ ضَرْبٌ من سير الإِبل

( نعر ) النُّعْرَةُ والنُّعَرَةُ الخَيْشُوم ومنها يَنْعِرُ النَّاعِرُ والنَّعْرَةُ صوتٌ في الخَيْشُوم قال الراجز إِني وربِّ الكَعْبَةِ المَسْتُورَه والنَّعَراتِ من أَبي مَحْذُورَه يعني أَذانه ونَعَرَ الرجلُ يَنْعَرُ ويَنْعِرُ نَعِيراً ونُعاراً صاحَ وصَوَّتَ بخيشومه وهو من الصَّوْتِ قال الأَزهري أَما قول الليث في النَّعِيرِ إِنه صوت في الخيشوم وقوله النُّعَرَةُ الخيشومُ فما سمعته لأَحد من الأَئمة قال وما أَرى الليث حفظه والنَّعِيرُ الصِّياحُ والنَّعِيرُ الصُّراخُ في حَرْب أَو شَرّ وامرأَة نَعَّارَةٌ صَخَّابَةٌ فاحشة والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر ويقال غَيْرَى نَعْرَى للمرأَة قال الأَزهري نَعْرَى لا يجوز أَن يكون تأْنيث نَعْرانَ وهو الصَّخَّابُ لأَن فَعْلانَ وفَعْلى يجيئان في باب فَعِلَ يَفْعَلُ ولا يجيئان في باب فَعَلَ يَفْعِلُ قال شمر النَّاعِرُ على وجهين النَّاعِرُ المُصَوِّتُ والنَّاعِرُ العِرْقُ الذي يسيل دماً ونَعَرَ عِرْقُه يَنْعِرُ نُعوراً ونَعِيراً فهو نَعَّارٌ ونَعُورٌ صَوَّتَ لخروج الدم قال العجاج وبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ قَضْبَ الطَّبِببِ نائِطَ المَصْفُورِ وهذا الرجز نسبه الجوهري لرؤبة قال ابن بري وهو لأَبيه العجاج ومعنى بَجَّ شَقَّ يعني أَن الثور طعن الكلبَ فشق جلده والعَانِدُ العرق الذي لا يَرْقَأُ دَمُه وقوله قَضْبَ الطبيب أَي قَطْعَ الطبيب النائطَ وهو العرق والمصفور الذي به الصُّفَارُ وهو الماء الأَصفر والنَّاعُورُ عِرْقٌ لا يرقأُ دمه ونَعَرَ الجُرْحُ بالدم يَنْعَرُ إِذا فار وجُرْحٌ نَعَّارٌ لا يرفأُُ وجُرْحٌ نَعُورٌ يُصَوِّت من شدّة خروج دمه منه ونَعَرَ العرقُ يَنْعَرُ بالفتح فيهما نَعْراً أَي فار منه الدم قال الشاعر صَرَتْ نَظْرَةً لو صادَفَتْ جَوْزَ دَارِعٍ غَدَا والعَواصِي من دَمِ الجَوْفِ تَنْعَرُ وقال جندل بن المثنى رأَيتُ نيرانَ الحُروبِ تُسْعَرُ منهم إِذا ما لُبِسَ السَّنَوَّرُ ضَرْبٌ دِرَاكٌ وطِعانٌ يَنْعَرُ ويروى يَنْعِرُ أَي واسع الجراحات يفور منه الدم وضربٌ دِراكٌ أَي متتابع لا فُتُور فيه والسَّنَوَّرُ الدروع ويقال إِنه اسم لجميع السلاح وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أَعوذ بالله من شَرِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ من ذلك ونَعرَ الجُرْحُ يَنْعَرُ ارتفع دمه ونَعَر العِرْقُ بالدم وهو عِرْقٌ نَعَّارٌ بالدم ارتفع دمه قال الأَزهري قرأَت في كتاب أَبي عمر الزاهد منسوباً إِلى ابن الأَعرابي أَنه قال جرح تَعَّارٌ بالعين والتاء وتَغَّارٌ بالغين والتاء ونَعَّارٌ بالعين والنون بمعنى واحد وهو الذي لا يَرْقَأُ فجعلها كلها لغات وصححها والنُّعَرَةُ ذبابٌ أَزْرَقُ يدخل في أُنوف الحمير والخيل والجمع نُعَرٌ قال سيبويه نُعَرٌ من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلاَّ بالهاء قال ابن سيده وأُراه سمع العرب تقول هو النُّعَرُ فحمله ذلك على أَن تأَوَّل نُعَراً في الجمع الذي ذكرنا وإِلاَّ فقد كان توجيهه على التكسير أَوْسَعَ ونَعِرَ الفرسُ والحمارُ يَنْعَرُ نَعَراً فهو نَعِرٌ دخلت النُّعَرَةُ في أَنفه قال امرؤُ القيس فَظَلَّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ كما يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِرْ أَي فظل الكلب لما طعنه الثور بقرنه يستدير لأَلم الطعنة كما يستدير الحمار الذي دخلت النُّعَرَةُ في أَنفه والغَيْطَلُ الشجر الواحدة غَيْطَلَةٌ قال الجوهري النُّعَرَةُ مثال الهُمَزَةِ ذباب ضخم أَزرق العين أَخضر له إِبرة في طرف ذنبه يلسع بها ذوات الحافر خاصة وربما دخل في أَنف الحمار فيركب رأْسه ولا يَرُدُّه شيء تقول منه نَعِرَ الحمار بالكسر يَنْعَرُ نَعَراً فهو حمار نَعِرٌ وأَتانٌ نَعِرَةٌ ورجل نَعِرٌ لا يستقر في مكان وهو منه وقال الأَحمر النُّعَرَةُ ذبابة تسقط على الدواب فتؤذيها قال ابن مقبل تَرَى النُّعَراتِ الخُضْرَ حَوْلَ لَبَانِهِ أُحادَ ومَثْنَى أَصْعَقَتْها صَواهِلُه أَي قتلها صيهله ونَعَرَ في البلاد أَي ذَهَب وقولهم إِن في رأْسه نُعَرَةً أَي كِبْراً وقال الأُمَوِيُّ إِن في رأْسه نَعَرَةً بالفتح أَي أَمْراً يَهُمُّ به ويقال لأُطِيرَنَّ نُعَرَتَكَ أَي كبرك وجهلك من رأْسك والأَصل فيه أَنَّ الحمار إِذا نَعِرَ رَكِب رأْسَه فيقال لكل من رَكِبَ رأْسَه فيه نُعَرَةٌ وفي حديث عمر رضي الله عنه لا أُقْلِعُ عنه حتى أُطِيرَ نُعَرَتَهُ وروي حتى أَنْزِعَ النُّعَرَةَ التي في أَنفه قال ابن الأَثير هو الذباب الأَزرق ووصفه وقال ويَتَولََّعُ بالبعير ويدخل في أَنفه فيركب رأْسَه سميت بذلك لنَعِيرِها وهو صوتها قال ثم استعيرت للنَّخْوَةِ والأَنَفَةِ والكِبْرِ أَي حتى أُزيل نَخْوَتَهُ وأُخْرِجَ جهله من رأْسه أَخرجه الهروي من حديث عمر رضي الله عنه وجعله الزمخشري حديثاً مرفوعاً ومنه حديث أَبي الدرداء رضي الله عنه إِذا رأَيت نُعَرَةَ الناس ولا تستطيع أَن تُغَيِّرَها فدَعْها حتى يكون الله يغيرها أَي كِبْرَهُمْ وجهلهم والنُّعَرَةُ والنُّعَرُ ما أَجَنَّتْ حُمُرُ الوحش في أَرحامها قبل أَن يتم خلقه شبه بالذباب وقيل إِذا استحالت المضغة في الرحم فهي نُعَرَةٌ وقيل النُّعَرُ أَولاد الحوامل إِذا صَوَّتَتْ وما حملت الناقةُ نُعَرَةً قط أَي ما حملت ولداً وجاءَ بها العَجَّاجُ في غير الجَحْدِ فقال والشَّدنِيَّات يُسَاقِطْنَ النُّعَرْ
( * قوله « والشدنيات » الذي تقدم كالشدنيات ولعلهما روايتان )
يريد الأَجنة شبهها بذلك الذباب وما حملت المرأَة نُعَرَةً قط أَي ملقوحاً هذا قول أَبي عبيد والملقوح إِنما هو لغير الإِنسان ويقال للمرأَة ولكل أُنثى ما حملت نُعَرَةً قط بالفتح أَي ما حملت ملقوحاً أَي ولداً والنُّعَرُ ريح تأْخذ في الأَنف فَتَهُزُّهُ والنَّعُورُ من الرياح ما فاجَأَكَ بِبَرْدٍ وأَنت في حَرٍّ أَو بحَرٍّ وأَنت في بَرْدٍ عن أَبي علي في التذكرة ونَعَرَتِ الريحُ إِذا هَبَّتْ مع صوت ورياح نَواعِرُ وقد نَعَرَتْ نُعاراً والنَّعْرَةُ من النَّوْءِ إِذا اشتدَّ به هُبُوبُ الريح ومنه قوله عَمِل الأَنامِل ساقِط أَرْواقُه مُتَزَحِّر نَعَرَتْ به الجَوْزاءُ والنَّاعُورَةُ الدُّولابُ والنَّاعُورُ جَنَاحُ الرَّحَى والنَّاعُورُ دَلْوٌ يستقى بها والنَّاعُورُ واحد النَّواعِير التي يستقى بها يديرها الماءُ ولها صوتٌ والنُّعَرَةُ الخُيَلاءُ وفي رأْسه نُعرَةٌ ونَعَرَةٌ أَي أَمْرٌ يَهُمُّ به ونِيَّةٌ نَعُورٌ بعيدة قال ومنتُ إِذا لم يَصِرْنِي الهَوَى ولا حُبُّها كان هَمِّي نَعُورَا وفلان نَعِيرُ الهَمّ أَي بَعِيدُه وهِمَّةٌ نَعُورٌ بعيدةٌ والنَّعُورُ من الحاجات البعيدة ويقال سَفَرٌ نَعُورٌ إِذا كان بعيداً ومنه قول طرفة ومِثْلِي فاعْلَمِي يا أُمَّ عَمرٍو إِذا ما اعْتادَهُ سَفَرٌ نَعُورُ ورجل نَعَّارٌ في الفتن خَرَّاجٌ فيها سَعَّاءٌ لا يراد به الصوتُ وإِنما تُعْنَى به الحركةُ والنَّعَّارُ أَيضاً العاصي عن ابن الأَعرابي ونَعَرَ القومُ هاجوا واجتمعوا في الحرب وقال الأَصمعي في حديث ذكره ما كانت فتنةٌ إِلاَّ نَعَرَ فيها فلانٌ أَي نَهَضَ فيها وفي حديث الحَسَنِ كلما نَعَرَ بهم ناعِرٌ اتَّبَعُوه أَي ناهِضٌ يدعوهم إِلى الفتنة ويصيح بهم إِليها ونَعَر الرجل خالف وأَبى وأَنشد ابن الأَعرابي للمُخَبَّلِ السَّعْدِي إِذا ما هُمُ أَصْلَحُوا أَمرَهُمْ نَعَرْتَ كما يَنْعَرُ الأَخْدَعُ يعني أَنه يفسد على قومه أَمرهم ونَعْرَةُ النَّجْمِ هُبُوبُ الريح واشتداد الحر عند طلوعه فإِذا غرب سكن ومن أَين نَعَرْتَ إِلينا أَي أَتيتنا وأَقبلت إِلينا عن ابن الأَعرابي وقال مرة نَعَرَ إِليهم طَرَأَ عليهم والتَّنْعِيرُ إِدارة السهم على الظفر ليعرف قَوامه من عِوَجه وهكذا يَفْعَلُ من أَراد اختبار النَّبْلِ والذي حكاه صاحب العين في هذا إِنما هو التَّنْفِيزُ والنُّعَرُ أَوَّل ما يُثْمِرُ الأَراكُ وقد أَنْعَرَ أَي أَثْمر وذلك إِذا صار ثمره بمقدار النُّعَرَةِ وبنو النَّعِير بطن من العرب

( نغر ) نَغِرَ عليه بالكسر نَغَراً ونَغَرَ يَنْغِرُ نَغَراناً وتَنَغَّر غَلَى وغَضِبَ وقيل هو الذي يَغْلِي جوفه من الغيظ ورجل نَغِر وامرأَة نَغِرَة غَيْرَى وفي حديث علي عليه السلام أَن امرأَة جاءَته فذكرت له أَن زوجها يأْتي جاريتها فقال إِن كنتِ صادقةً رجمناه وإِن كنتِ كاذبةً جَلَدْناكِ فقالت رُدُّوني إِلى أَهلي غَيْرَى نَغِرَةً أَي مغتاظة يغلي جوفي غَلَيانَ القِدْرِ قال الأَصمعي سأَلني شُعْبَةُ عن هذا الحرف فقلت هو مأْخوذ من نَغَرِ القِدر وهو غَلَيانُها وفَوْرُها يقال منه نَغِرَتِ القِدر تَنْغَر نَغَراً إِذا غلت فمعناه أَنها أَرادت أَن جوفها يغلي من الغيظ والغَيْرَةِ ثم لم تجد عند عليّ عليه السلام ما تريد وكانت بعض نساء الأَعراب عَلِقَةً ببعلها فتزوج عليها فتاهت وتَدَلَّهَتْ من الغَيْرَةِ فمرت يوماً برجل يرعى إِبلاً له في رأْس أَبرق فقالت أَيها الأَبرق في رأْس الرجل عسى رأَيت جَرِيراً يَجُرُّ بَعِيراً فقال لها الرجل أَغَيْرَى أَنت أَم نَعِرَةٌ فقالت له ما أَنا بالغَيْرَى ولا النَّغِرَة أُذِيبُ أَحْمالي وأَرْعَى زُبْدَتي قال ابن سيده وعندي أَن النَّغِرَةَ هنا الغَضْبى لا الغَيْرَى لقوله أَغْيْرَى أَنتِ أَم نَعِرَةٌ ؟ فلو كانت النَّغِرَةُ هنا هي الغَيْرَى لم يعادل بها قوله أُغَيْرَى كما لا تقول للرجل أَقاعد أَنت أَم جالس ؟ ونَغَرَتِ القِدْرُ تَنْغِرُ نَغِيراً ونَغَراناً ونَغِرَتْ غَلَتْ وظَلَّ فلان يَتَنَغَّرُ على فلان أَي يَتَذَمَّرُ عليه وقيل أَي يغلي عليه جوفه غَيْظاً ونَغَرَتِ الناقةُ تَنْغِرُ ضَمَّتْ مُؤَخَّرَها فَمَضَتْ ونَغَرَها صاحَ بها قال وعَجُز تَنْغِرُ للتَّنْغِير وروى بعضهم تنفر للتنفير يعني تطاوعه على ذلك والنُّغَرُ فِراخُ العصافير واحدته نُغَرَةٌ مثال هُمَزَة وقيل النُّغَرُ ضربٌ من الحُمَّرِ حُمْرُ المناقير وأُصُولِ الأَحْناكِ وجمعها نِغْرانٌ وهو البُلْبُلُ عند أَهل المدينة قال يصف كَرْماً يَحْمِلْنَ أَرقاقَ المُدامِ كأَنما يحْمِلْنَها بأَظافِرِ النِّغْرانِ شَبَّهَ مَعالق العِنَبِ بأَظافِرِ النَّغْرانِ الجوهري النَغَرَةُ مثال الهُمَزة واحدة النُّغَرِ وهي طير كالعصافير حُمْرُ المناقير قال الراجز عَلِقَ حَوْضِي نُغَرٌ مُكِبُّ إِذا غَفَلْتُ غَفْلَةً يَعُبُّ وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ ويتصغيره جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لِبُنَيٍّ كان لأَبي طلحة الأَنصاري وكان له نُغَرٌ فمات فما فعل النُّغَيرُ يا أَبا عُمَيرٍ ؟ قال الأَزهري النُّغَر طائر يُشبه العُصْفُورَ وتصغيره نُغَيْرٌ ويجمع نِغْراناً مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ شمر النُّغَرُ فرخ العصفور وقيل هو من صغار العصافير تراه أَبداً صغيراً ضاوِيّاً والنُّغَرُ أَولاد الحوامل إِذا صَوَّتَتْ ووزَّغَتْ أَي صارت كالوَزَغِ في خلقتها صِغَرٌ قال الأَزهري هذا تصحيف وإِنما هو النُّعَرُ بالعين ويقال منه ما أَجَنَّتِ الناقةُ نُغَراً قط أَي ما حملت وقد مر تفسيره وأَنشد ابن السكيت كالشَّدَنِيَّاتِ يُساقِطْنَ النُّغَرْ ونَغِرَ من الماء نَغَراً أَكثر وأَنْغَرَت الشاةُ لغة من أَمْغَرَتْ وهي مُنْغِرٌ احمَرَّ لبنها ولم تُخْرِطْ وقال اللحياني هو أَن يكون في لبنها شُكْلَةُ دَمٍ فإِذا كان ذلك لها عادة فهي مِنغارٌ قال الأَصمعي أَمْغَرَتِ الشاةُ وأَنْغَرَتْ وهي شاة مُمْغِرٌ ومُنْغِرٌ إِذا حُلِبَتْ فخرج مع لبنها دم وشاة مِنْغارٌ مثل مِمْغار وجُرْحٌ نَغَّارٌ يسيل منه الدم قال أَبو مالك يقال نَغَرَ الدم ونَعَرَ وتَغَرَ كل ذلك إِذا انفجر وقال العُكْلِيُّ شَخَبَ لعِرْقُ ونَغَر ونَغَرَ قال الكُمَيْتُ بن زيد وعاثَ فيهنَّ من ذي ليَّةٍ نُتِقَتْ أَو نازِفٌ من عُرُوقِ الجَوْفِ نَغَّارُ وقال أَبو عمرو وغيره نَغَّارٌ سَيَّالٌ

( نفر ) النَّفْرُ التَّفَرُّقُ ويقال لقيته قبل كل صَيْحٍ ونَفْرٍ أَي أَولاً والصَّيْحُ الصِّياحُ والنَّفْرُ التفرق نَفَرَتِ الدابةُ تَنْفِرُ وتَنْفُر نِفاراً ونُفُوراً ودابة نافِرٌ قال ابن الأَعرابي ولا يقال نافِرَةٌ وكذلك دابة نَفُورٌ وكلُّ جازِعٍ من شيء نَفُورٌ ومن كلامهم كلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ وقول أَبي ذؤيب إِذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرُها كَقِتْر الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صيابُها قال ابن سيده إِنما هو اسم لجمع نافر كصاحب وصَحْبٍ وزائر وزَوْرٍ ونحوه ونَفَرَ القومُ يَنْفِرُون نَفْراً ونَفِيراً وفي حديث حمزة الأَسلمي نُفِّرَ بنا في سَفَرٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال أَنْفَرْنا أَي تَفَرَّقَتْ إِبلنا وأُنْفِرَ بنا أَي جُعِلنا مُنْفِرِين ذَوِي إِبلٍ نافِرَةٍ ومنه حديث زَيْنَبَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَنْفَرَ بها المشركون بَعِيرَها حتى سَقَطَتْ ونَفَرَ الظَّبْيُ وغيره نَفْراً ونَفَراناً شَرَدَ وظَبْيٌ نَيْفُورٌ شديد النِّفارِ واسْتَنْفَرَ الدابة كَنَفَّرَ والإِنْفارُ عن الشيء والتَّنْفِيرُ عنه والاسْتِنْفارُ كلُّه بمعنًى والاسْتِنْفارُ أَيضاً النُّفُورُ وأَنشد ابن الأَعرابي ارْبُطْ حِمارَكَ إِنه مُسْتَنْفِرٌ في إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ أَي نافر ويقال في الدابة نِفارٌ وهو اسمٌ مِثْلُ الحِرانِ ونَفَّرَ الدابة واسْتَنْفَرَها ويقال اسْتَنْفَرْتُ الوحشَ وأَنْفَرْتُها ونَفَّرْتُها بمعنًى فَنَفَرَتْ تَنْفِرُ واسْتَنْفَرَتْ تَسْتَنْفِرُ بمعنى واحد وفي التنزيل العزيز كأَنهم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ من قَسْوَرَةٍ وقرئت مستنفِرة بكسر الفاء بمعنى نافرة ومن قرأَ مستنفَرة بفتح الفاء فمعناها مُنَفَّرَةٌ أَي مَذْعُورَةٌ وفي الحديث بَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا أَي لا تَلْقَوْهُمْ بما يحملهم على النُّفُورِ يقال نَفَرَ يَنْفِر نُفُوراً ونِفاراً إِذا فَرَّ وذهب ومنه الحديث إِن منكم مُنَفِّرِينَ أَي من يَلْقى الناسَ بالغِلْظَةِ والشِّدَّةِ فَيَنْفِرُونَ من الإِسلام والدِّين وفي حديث عمر رضي الله عنه لا تُنَفِّرِ الناسَ وفي الحديث أَنه اشْتَرَطَ لمن أَقْطَعَهُ أَرضاً أَن لا يُنَفَّرَ مالُه أَي لا يُزْجَرَ ما يرعى من ماله ولا يُدْفَعَ عن الرَّعْي واسْتَنْفَرَ القومَ فَنَفَرُوا معه وأَنْفَرُوه أَي نصروه ومَدُّوه ونَفَرُوا في الأَمر يَنْفِرُون نِفاراً ونُفُوراً ونَفِيراً هذه عن الزَّجَّاج وتَنافَرُوا ذهبوا وكذلك في القتال وفي الحديث وإِذا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا والاسْتِنْفارُ الاسْتِنْجادُ والاسْتِنْصارُ أَي إِذا طلب منكم النُّصْرَةَ فأَجيبوا وانْفِرُوا خارجين إِلى الإِعانة ونَفَرُ القومِ جماعَتُهم الذين يَنْفِرُون في الأَمر ومنه الحديث أَنه بعث جماعة إِلى أَهل مكة فَنَفَرَتْ لهم هُذَيْلٌ فلما أَحَسُّوا بهم لجَؤُوا إِلى قَرْدَدٍ أَي خرجوا لقتالهم والنَّفْرَةُ والنَّفْرُ والنَّفِيرُ القومُ يَنْفِرُونَ معك ويَتَنافَرُونَ في القتال وكله اسم للجمع قال إِنَّ لها فَوارِساً وفَرَطَا ونَفْرَةَ الحَيِّ ومَرْعًى وَسَطَا يَحْمُونَها من أَنْ تُسامَ الشَّطَطَا وكل ذلك مذكور في موضعه والنَّفِيرُ القوم الذين يتَقَدَّمُونَ فيه والنَّفيرُ الجماعةُ من الناس كالنَّفْرِ والجمع من كل ذلك أَنْفارٌ ونَفِير قريش الذين كانوا نَفَرُوا إِلى بَدْرٍ ليمنعوا عِيْرَ أَبي سفيان ويقال جاءت نَفْرَةُ بني فلان ونَفِيرُهم أَي جماعتهم الذين يَنْفِرُون في الأَمر ويقال فلان لا في العِيْرِ ولا في النَّفِير قيل هذا المثل لقريش من بين العرب وذلك أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إِلى المدينة ونهض منها لِتَلَقِّي عِير قريش سمع مشركو قريش بذلك فنهضوا ولَقُوه ببَدْرٍ ليَأْمَنَ عِيرُهم المُقْبِلُ من الشأْم مع أَبي سفيان فكان من أَمرهم ما كان ولم يكن تَخَلَّفَ عن العِيْرِ والقتال إِلا زَمِنٌ أَو من لا خير فيه فكانوا يقولون لمن لا يستصلحونه لِمُهِمٍّ فلان لا في العِيرِ ولا في النَّفِيرِ فالعيرُ ما كان منهم مع أَبي سفيان والنفير ما كان منهم مع عُتْبَةَ بن ربيعة قائدهم يومَ بَدْرٍ واسْتَنْفَرَ الإِمامُ الناسَ لجهاد العدوّ فنفروا يَنْفِرُونَ إِذا حَثَّهُم على النَّفِيرِ ودعاهم إِليه ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم وإِذا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا ونَفَرَ الحاجُّ من مِنًى نَفْراً ونَفرَ الناسُ من مِنًى يَنْفِرُونَ نَفْراً ونَفَراً وهو يوم النَّفْرِ والنَّفَرِ والنُّفُورِ والنَّفِيرِ وليلةُ النَّفْر والنَّفَرِ بالتحريك ويومُ النُّفُورِ ويومُ النَّفِير وفي حديث الحج يومُ النَّفْرِ الأَوّل قال ابن الأَثير هو اليوم الثاني من أَيام التشريق والنَّفْرُ الآخِرُ اليومُ الثالث ويقال هو يوم النَّحْرِ ثم يوم القَرِّ ثم يوم النفر الأَول ثم يوم النفر الثاني ويقال يوم النفر وليلة النفر لليوم الذي يَنْفِرُ الناس فيه من منى وهو بعد يوم القرِّ وأَنشد لِنُصَيْبٍ الأَسْوَدِ وليس هو نُصَيْباً الأَسْوَدَ المَرْوانِيَّ أَمَا والذي حَجَّ المُلَبُّونَ بَيْتَهُ وعَلَّمَ أَيامَ الذبائحِ والنَّحْرِ لقد زَادَني لِلْغَمْرِ حُبّاً وأَهْلهِ لَيالٍ أَقامَتْهُنَّ لَيْلى على الغَمْرِ وهل يَأْثَمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلةَ النَّفْرِ وسَكَّنْتُ ما بي من كَلالٍ ومن كرً وما بالمَطايا من جُنُوحٍ ولا فَتْرِ ويروى وهل يأْثُمَنِّي بضم الثاء والنَّفَرُ بالتحريك والرَّهْطُ ما دون العشرة من الرجال ومنهم من خصص فقال للرجال دون النساءِ والجمع أَنفار قال أَبو العباس النَّفَرُ والقومُ والرَّهْطُ هؤلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم قال سيبويه والنسبُ إِليه نَفَرِيٌّ وقيل النَّفَرُ الناسُ كلهم عن كراع والنَّفِيرُ مثلُه وكذلك النَّفْرُ والنَّفْرَةُ وفي حديث أَبي ذَرٍّ لو كان ههنا أَحدٌ من أَنْفارِنا أَي من قومنا جمع نَفَرٍ وهم رَهْطُ الإِنسان وعشيرته وهو اسم جمع يقع على جماعة من الرجال خاصة ما بين الثلاثة إِلى العشرة وفي الحديث ونَفَرُنا خُلُوفٌ أَي رجالنا الليث يقال هؤلاء عَشَرَةُ نَفَرٍ أَي عشرة رجال ولا يقال عشرون نَفَراً ولا ما فوق العشرة وهم النَّفَرُ من القوم وقال الفراء نَفْرَةُ الرجل ونَفَرُهُ رَهْطُه قال امرؤ القيس يصف رجلاً بِجَوْدَةِ الرَّمْي فَهْوَ لا تَنْمِي رَمِيَّتُهُ ما لَه ؟ لا عُدَّ من نَفَرِه فدعا عليه وهو يمدحه وهذا كقولك لرجل يعجبك فعله ما له قاتله اللهُ أَخزاه اللهُ وأَنت تريد غير معنى الدعاء عليه وقوله تعالى وجعلناكم أَكْثَرَ نَفِيراً قال الزجاج النَّفِيرُ جمع نَفْرٍ كالعَبِيدِ والكَلِيبِ وقيل معناه وجعلناكم أَكثر منهم نُصَّاراً وجاءنا في نُفْرَتِه ونافِرَتِه أَي في فَصِيلَتِه ومن يغضب لغضبه ويقال نَفْرَةُ الرجل أُسْرَتُه يقال جاءنا في نَفْرَتِه ونَفْرِه وأَنشد حَيَّتْكَ ثُمَّتَ قالتْ إِنَّ نَفْرَتَنا أَلْيَوْمَ كلَّهُمُ يا عُرْوَ مُشْتَغِلُ ويقال للأُسْرَةِ أَيضاً النُّفُورَةُ يقال غابتْ نُفُورَتُنا وغَلَبَتْ نُفُورَتُنا نُفُورَتَهُمْ وورد ذلك في الحديث غَلَبَتْ نُفُورَتُنا نُفُورَتَهُم يقال للأَصحاب الرجل والذين يَنْفِرُونَ معه إِذا حَزَبَه أَمر نَفْرَتُه ونَفْرُهُ ونافِرَتُه ونُفُورَتُه ونافَرْتُ الرجلَ مُنافَرَةً إِذا قاضيتَه والمُنافَرَةُ المفاخرة والمحاكمة والمُنافَرَةُ المحاكمة في الحَسَبِ قال أَبو عبيد المُنافَرَةُ أَن يفتخر الرجلان كل واحد منهما على صاحبه ثم يُحَكِّما بينهما رجلاً كَفِعْلِ عَلْقَمَةَ بن عُلاثَةَ مع عامر بن طُفَيْلٍ حين تَنافرا إِلى هَرِمِ بن قُطْبَةَ الفَزارِيِّ وفيهما يقول الأَعشى يمدح عامر بن الطفيل ويحمل على عَلْقَمَةَ بن عُلاثَةَ قد قلتُ شِعْري فمَضى فيكما واعْتَرَفَ المَنْفُورُ للنَّافِرِ والمَنْفُورُ المغلوب والنَّافِرُ الغالب وقد نافَرَهُ فَنَفَرَهُ يَنْفُرُه بالضم لا غير أَي غلبه وقيل نَفَرَهُ يَنْفِرُه ويَنْفُرُهُ نَفْراً إِذا غلبه ونَفَّرَ الحاكمُ أَحدهما على صاحبه تَنْفِيراً أَي قضى عليه بالغلبة وكذلك أَنْفَرَه وفي حديث أَبي ذَرٍّ نافَرَ أَخي أُنَيْسٌ فلاناً الشاعِرَ أَراد أَنهما تَفاخَرا أَيُّهما أَجْوَدُ شِعْراً ونافَرَ الرجلَ مُنافَرَةً ونِفاراً حاكَمَهُ واسْتُعْمِلَ منه النُّفُورَةُ كالحُكومَةِ قال ابن هَرْمَةَ يَبْرُقْنَ فَوْقَ رِواقِ أَبيضَ ماجِدٍ يُرْعى ليومِ نُفُورَةٍ ومَعاقِلِ قال ابن سيده وكأَنما جاءت المُنافَرَةُ في أَوّل ما اسْتْعْمِلَتْ أَنهم كانوا يسأَلون الحاكم أَيُّنا أَعَزُّ نَفَراً ؟ قال زهير فإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثلاثٌ يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ وأَنْفَرَهُ عليه ونَفَّرَه ونَفَرَهُ يَنْفُرُه بالضم كل ذلك غَلَبَه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ولم يَعْرِفْ أَنْفُرُ بالضم في النِّفارِ الذي هو الهَرَبُ والمُجانَبَةُ ونَفَّرَه الشيءَ وعلى الشيء وبالشيء بحرف وغير حرف غَلَبَهُ عليه أَنشد ابن الأَعرابي نُفِرْتُمُ المَجْدَ فلا تَرْجُونَهْ وجَدْتُمُ القومَ ذَوِي زَبُّونَهْ كذا أَنشده نُفِرْتُمْ بالتخفيف والنُّفارَةُ ما أَخَذَ النَّافِرُ من المَنْفَورِ وهو الغالبُ
( * قوله « هو الغالب » عبارة القاموس أي الغالب من المغلوب ) وقيل بل هو ما أَخذه الحاكم ابن الأَعرابي النَّافِرُ القَامِرُ وشاة نافِرٌ وهي التي تُهْزَلُ فإِذا سعلت انتثر من أَنفها شيء لغة في النَّاثِرِ ونَفَرَ الجُرْحُ نُفُوراً إِذا وَرِمَ ونَفَرَتِ العينُ وغيرها من الأَعضاء تَنْفِرُ نُفُوراً هاجت ووَرِمَتْ ونَفَرَ جِلْدُه أَي وَرِمَ وفي حديث عمر أَن رجلاً في زمانه تَخَلَّلَ بالقَصَبِ فَنَفَرَ فُوهُ فنهى عن التخلل بالقصب قال الأَصمعي نَفَرَ فُوه أَي وَرِمَ قال أَبو عبيد وأُراهُ مأْخوذاً من نِفارِ الشيء من الشيء إِنما هو تَجافِيهِ عنه وتَباعُدُه منه فكأَن اللحْمَ لما أَنْكَرَ الداء الحادث بينهما نَفَرَ منه فظهر فذلك نِفارُه وفي حديث غَزْوانَ أَنه لَطَمَ عينه فَنَفَرَتْ أَي وَرِمَتْ ورجل عِفْرٌ نِفْرٌ وعِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ وعِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ وعُفارِيَةٌ نُفارِيَةٌ إِذا كان خبيثاً مارِداً قال ابن سيده ورجل عِفْرِيتَةٌ نِفْرِيتَةٌ فجاء بالهاء فيهما والنِّفْرِيتُ إِتباعٌ للعِفْرِيت وتوكيدٌ وبنو نَفْرٍ بطنٌ وذو نَفْرٍ قَيْلٌ من أَقيال حِمْيَرَ وفي الحديث إِن الله يُبْغِضُ العِفْرِيَةَ النِّفْرِيَةَ أَي المُنْكَرَ الخَبيثَ وقيل النِّفْرِيَةُ والنِّفْرِيتُ إِتباع للعِفْرِيَةِ والعِفْرِيتِ ابن الأَعرابي النَّفائِرُ العصافير
( * قوله « النفائر العصافير » كذا بالأصل وفي القاموس النفارير العصافير ) وقولهم نَفِّرْ عنه أَي لَقِّبْهُ لَقَباً كأَنه عندهم تَنْفِيرٌ للجن والعينِ عنه وقال أَعرابي لما وُلدتُ قيل لأَبي نَفِّرْ عنه فسماني قُنْفُذاً وكنَّاني أَبا العَدَّاءِ

( نفطر ) التهذيب في الرباعي ابن الأَعرابي النَّفاطِير البَثْرُ وأَنشد المفضل نَفاطِيرُ المِلاحِ بوَجْهِ سَلْمى زماناً لا نَفاطِيرُ القِباحِ قال الأَزهري وقرأَْت بخط أَبي الهَيْثَمِ بيتاً للحطيئة في صفة إِبل نَزَعَتْ إِلى نَبْتِ بَلَدٍ فقال طَباهُنَّ حتى أَطْفَلَ الليلُ دونها نَفاطِيرُ وَسْمِيٍّ رَواءٌ جُذُورُها أَي دعاهن نفاطِيرُ وَسْمِيٍّ والنفاطير نَبْذٌ من النبت يقع في مواقع من الأَرض مختلفة ويقال النفاطير أَول النبت قال الأَزهري ومن هذا أُخِذَ نَفاطِيرُ البَثْرِ وأَطْفَلَ الليلُ أَي أَظلم وقال بعضهم النفاطير من النبات وهو رواية الأَصمعي والتَّفاطِيرُ بالتاء النَّوْرُ

( نقر ) النَّقْرُ ضربُ الرَّحى والحجرِ وغيره بالمِنْقارِ ونَقَرَهُ يَنْقُره نَقْراً ضربه والمِنْقارُ حديدة كالفأْس يُنْقَرُ بها وفي غيره حديدة كالفأْس مُشَكَّكَةٌ مستديرة لها خَلْفٌ يُقطع به الحجارة والأَرض الصُّلْبَةُ ونَقَرْتُ الشيء ثَقَبْتُه بالمِنْقارِ والمِنْقَر بكسر الميم المِعْوَل قال ذو الرمة كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ ونَقَرَ الطائرُ الشيءَ يَنْقُره نَقْراً كذلك ومِنْقارُ الطائر مِنْسَرُه لأَنه يَنْقُرُ به ونَقَرَ الطائر الحَبَّة يَنْقُرُها نَقْراً التقطها ومِنْقارُ الطائر والنَّجَّارِ والجمع المَناقِيرُ ومِنْقارُ الخُفِّ مُقَدَّمُه على التشبيه وما أَغْنى عَنِّي نَقْرَةً يعني نَقْرَةَ الديك لأَنه إِذا نَقَرَ أَصاب التهذيب وما أَغنى عني نَقْرَةً ولا فَتْلَةً ولا زُبالاً وفي الحديث أَنه نهى عن نَقْرَةِ الغراب يريد تخفيف السجود وأَنه لا يمكث فيه إِلا قدر وضع الغراب مِنْقارَهُ فيما يريد أَكله ومنه حديث أَبي ذر فلما فرغوا جعل يَنْقُرُ شيئاً من طعامهم أَي يأْخذ منه بأُصبعه والنِّقْرُ والنُّقْرَةُ والنَّقِيرُ النُّكْتَةُ في النواة كأَنَّ ذلك الموضعَ نُقِرَ منها وفي التنزيل العزيز فإِذاً لا يُؤْتُونَ الناس نَقيراً وقال أَبو هذيل أَنشده أَبو عمرو بن العلاء وإِذا أَرَدْنا رِحْلَةً جَزِعَتْ وإِذا أَقَمْنا لم نُفِدْ نِقْرا ومنه قول لبيد يرثي أَخاه أَرْبَدَ وليس النَّاسُ بَعْدَكَ في نَقِيرٍ ولا هُمْ غَيْرُ أَصْداءٍ وهامِ أَي ليسوا بعدك في شيء قال العجاج دَافَعْت عنهمْ بِنَقِيرٍ مَوْتتي قال ابن بري البيت مغير وصواب إِنشاده دَافَعَ عَنِّي بِنَقِيرٍ قال وفي دافع ضمير يعود على ذكر الله سبحانه وتعالى لأَنه أَخبر أَن الله عز وجل أَنقذه من مرض أَشْفى به على الموت وبعده بَعْدَ اللُّتَيَّا واللَّتَيَّا والَّتي وهذا مما يعبر به عن الدواهي ابن السكيت في قوله ولا يظلمون نَقِيراً قال النقير النكتة التي في ظهر النواة وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال النَّقِيرُ نُقْرَةٌ في ظهر النواة منها تنبت النخلة والنَّقِيرُ ما نُقِبَ من الخشب والحجر ونحوهما وقد نُقِرَ وانْتُقِرَ وفي حديث عمر رضي الله عنه على نَقِير من خشب هو جِذْعٌ يُنْقَرُ ويجعل فيه شِبْهُ المَراقي يُصْعَدُ عليه إِلى الغُرَفِ والنَّقِيرُ أَيضاً أَصل خشبة يُنْقَرُ فَيُنْتَبَذ فيه فَيَشْتَدُّ نبيذه وهو الذي ورد النهي عنه التهذيب النَّقِيرُ أَصل النخلة يُنْقَرُ فَيُنْبَذُ فيه ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدُّبَّاء والحَنْتَمِ والنَّقِيرِ والمُزَفَّتِ قال أَبو عبيد أَما النقير فإِن أَهل اليمامة كانوا يَنْقُرُونَ أَصل النخلة ثم يَشْدَخُون فيها الرُّطَبَ والبُسْرَ ثم يَدَعُونه حتى يَهْدِرَ ثم يُمَوَّتَ قال ابن الأَثير النَّقِيرُ أَصل النخلة يُنْقَرُ وسَطُه ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء فيصير نبيذاً مسكراً والنهي واقع على ما يعمل فيه لا على اتخاذ النقير فيكون على حذف المضاف تقديره عن نبيذ النَّقِيرِ وهو فعيل بمعنى مفعول وقال في موضع آخر النَّقِيرُ النخلة تُنْقَرُ فيجعل فيها الخمر وتكون عروقها ثابتة في الأَرض وفَقِيرٌ نَقِيرٌ كأَنه نُقِرَ وقيل إِتباع لا غير وكذلك حقِير نَقِير وحَقْرٌ نَقْرٌ إِتباع له وفي الحديث أَنه عَطَسَ عنده رجل فقال حَقِرْتَ ونَقِرْتَ يقال به نَقِيرٌ أَي قُرُوحٌ وبَثْرٌ ونَقِرَ أَي صار نَقِيراً كذا قاله أَبو عبيدة وقيل نَقِيرٌ إِتباعُ حَقِير والمُنْقُر من الخشب الذي يُنْقَرُ للشراب وقال أَبو حنيفة المِنْقَرُ كل ما نُقِرَ للشراب قال وجمعه مَناقِيرُ وهذا لا يصح إِلا أَن يكون جمعاً شاذّاً جاء على غير واحده والنُّقْرَةُ حفرة في الأَرض صغيرة ليست بكبيرة والنُّقْرَةُ الوَهْدَةُ المستديرة في الأَرض والجمع نُقَرٌ ونِقارٌ وفي خبر أَبي العارم ونحن في رَمْلَةٍ فيها من الأَرْطى والنِّقارِ الدَّفَئِيَّةِ ما لا يعلمه إِلا الله والنُّقْرَةُ في القفا مُنْقَطَعُ القَمَحْدُوَةِ وهي وَهْدَةٌ فيها وفلان كَريمُ النَّقِيرِ أَي الأَصل ونُقْرَةُ العينِ وَقْبَتُها وهي من الوَرِك الثَّقْبُ الذي في وسطها والنُّقْرَةُ من الذهب والفضة القِطْعَةُ المُذابَةُ وقيل هو ما سُبِكَ مجتمعاً منها والنُّقْرَةُ السَّبِيكَةُ والجمع نِقارٌ والنَّقَّارُ النَّقَّاشُ التهذيب الذي يَنْقُشُ الرُّكُبَ واللُّجُمَ ونحوها وكذلك الذي يَنْقُرُ الرَّحَى والنَّقْرُ الكتابُ في الحَجَرِ ونَقَرَ الطائرُ في الموضع سَهَّلَهُ ليَبِيضَ فيه قال طرفة يا لَكِ من قُبَّرَةٍ بِمَعْمَرِ خَلا لَكِ الجَوُّ فَبِيضِي واصْفِري ونَقِّري ما شِئْتِ أَنْ تُنَقِّرِي وقيل التَّنْقِيرُ مثلُ الصَّفِير وينشد ونَقِّرِي ما شِئْتِ أَنْ تُنَقِّري والنُّقْرَةُ مَبِيضُهُ قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ لِلقارِياتِ من القَطَا نُقَرٌ في جانِبَيْهِ كأَنَّها الرَّقْمُ ونَقَرَ البَيْضَةَ عن الفَرْخ نَقَبَها والنَّقْرُ ضَمُّكَ الإِبهام إِلى طَرَفِ الوُسْطَى ثم تَنْقُر فيسمع صاحبك صوت ذلك وكذلك باللسان وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى ولا يُظْلَمُونَ نَقِيراً وضَعَ طَرَفَ إِبهامه على باطن سَبَّابَتِهِ ثم نَقَرَها وقال هذا التفسير وما له نَقِرٌ أَي ماء والمِنْقَرُ والمُنْقُرُ بضم الميم والقاف بئر صغيرة وقيل بئر ضيقة الرأْس تحفر في الأَرض الصُّلْبَةِ لئلاَّ تَهَشَّمَ والجمع المَناقِرُ وقيل المُنْقُر والمِنْقَرُ بئر كثيرة الماء بعيدة القعر وأَنشد الليث في المِنْقَرِ أَصْدَرَها عن مِنْقَرِ السَّنابِرِ نَقْرُ الدَّنانِيرِ وشُرْبُ الخازِرِ واللَّقْمُ في الفاثُورِ بالظَّهائِرِ الأَصمعي المُنْقُرُ وجمعها مَناقِرُ وهي آبار صغار ضيقة الرؤُوس تكون في نَجَفَةٍ صُلْبة لئلاَّ تَهَشَّمَ قال الأَزهري القياس مِنْقَرٌ كما قال الليث قال والأَصمعي لا يحكي عن العرب إِلا ما سمعه والمُنْقُرُ أَيضاً الحوض عن كراع وفي حديث عثمانَ البَتِّيِّ ما بهذه النُّقْرَةِ أَعلم بالقضاءِ من ابن سِيْرينَ أَراد بالبصرة وأَصل النُّقْرَةِ حُفْرَةٌ يُسْتَنْقَعُ فيها الماء ونَقَرَ الرجلَ يَنْقُره نَقْراً عابه ووقع فيه والاسم النَّقَرَى قالت امرأَة من العرب لبعلها مُرَّ بي على بني نَظَرى ولا تَمُرَّ بي على بنات نَقَرَى أَي مُرَّ بي على الرجال الذين ينظرون إِليّ ولا تَمُرَّ بي على النساءِ اللَّوَاتي يَعِبْنَنِي ويروى نَظَّرَى ونَقَّرَى مشدَّدين وفي التهذيب في هذا المثل قالت أَعرابية لصاحبة لها مُرِّي بي على النَّظَرَى ولا تَمُرِّي بي على النَّقَرَى أَي مري بي على من ينظر إِليّ ولا يُنَقِّرُ قال ويقال إِن الرجال بنو النَّظَرَى وإِن النساءَ بنو النَّقَرَى والمُناقَرَةُ المُنازَعَةُ وقد ناقَرَهُ أَي نازعه والمُناقَرَةُ مُرَاجَعَةُ الكلام وببني وبينه مُناقَرَةٌ ونِقارٌ وناقِرَةٌ ونِقْرَةٌ أَي كلام عن اللحياني قال ابن سيده ولم يفسره قال وهو عندي من المراجعة وجاءَ في الحديث متى ما يَكْثُرْ حَمَلَةُ القرآن يُنَقِّرُوا ومتى ما يُنَقِّرُوا يختلفوا التَّنْقِيرُ التَّفْتِيشُ ورجل نَقَّارٌ ومُنَقِّرٌ والمُناقَرَةُ مراجعةُ الكلام بين اثنين وبَثُّهُما أَحادِيثَهما وأُمُورَهما والنَّاقِرَةُ الداهيةُ ورَمَى الرامي الغَرَضَ فَنَقَره أَي أَصابه ولم يُنْفِذْهُ وهي سِهامٌ نَواقِرُ ويقال للرجل إِذا لم يستقم على الصواب أَخْطَأَتْ نَواقِرُه قال ابن مقبل وأَهْتَضِمُ الخَالَ العَزِيزَ وأَنْتَحِي عليه إِذا ضَلَّ الطَّرِيقَ نَواقِرُه وسهم ناقِرٌ صائبٌ والنَّاقِرُ السهم إِذا أَصاب الهَدَفَ وتقول العرب نعوذ بالله من العَواقِرِ والنَّواقِرِ وقد تقدم ذكر العواقر وإِذا لم يكن السهم صائباً فليس بِناقِرٍ التهذيب ويقال نعوذ بالله من العَقَرِ والنَّقَرِ فالعَقَرُ الزَّمانَة في الجسد والنَّقَرُ ذهاب المال ورماه بِنَواقِرَ أَي بِكَلِمٍ صَوائِبَ وأَنشد ابن الأَعرابي يف النواقر من السهام خَواطِئاً كأَنها نَواقِرُ أَي لم تخطئْ إِلاَّ قريباً من الصواب وانْتَقَرَ الشيءَ وتَنَقَّرَه ونَقَّرَه ونَقَّرَ عنه كل ذلك بحث عنه والتَّنْقيرُ عن الأَمرِ البحث عنه ورجل نَقَّارٌ مُنَقِّرٌ عن الأُمور والأَخبار وفي حديث ابن المسيب بلغه قول عكرمة في الحين أَنه ستة أَشهر فقال انْتَقَرَها عِكْرِمَةُ أَي استنبطها من القرآن قال ابن الأَثير والتَّنْقير البحث هذا إِن أَراد تصديقه وإِن أَراد تكذيبه فمعناه أَنه قالها من قِبَل نفسه واختص بها من الانتقار الاختصاص يقال نَقَّرَ باسم فلان وانْتَقَر إِذا سماه من بين الجماعة وانْتَقَر القومَ اختارهم ودعاهم النَّقَرَى إِذا دعا بعضاً دون بعض يُنَقِّرُ باسم الواحد بعد الواحد قال وقال الأَصمعي إِذا دعا جماعتهم قال دَعَوْتُهم الجَفَلَى قال طرفة بن العبد نحن في المَشْتَاةِ نَدْعُو الجَفَلَى لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ الجوهري دعوتهم النَّقَرَى أَي دَعْوَةً خاصةً وهو الانْتِقار أَيضاً وقد انْتَقَرَهُم وقيل هو من الانتقار الذي هو الاختيار أَو من نَقَرَ الطائر إِذا لقط من ههنا وههنا قال ابن الأَعرابي قال العُقَيليّ ما ترك عندي نُقارَةً إِلاَّ انْتَقَرَها أَي ما ترك عندي لَفْظَةً مُنْتَخَبَةً مُنْتَقاةً إِلاَّ أَخذها لذاته ونَقَّر باسمه سماه من بينهم والرجل يُنَقِّرُ باسم رجل من جماعة يخصه فيدعوه يقال نَقَّرَ باسمه إِذا سماه من بينهم وإِذا ضرب الرجل رأْس رجل قلت نَقَرَ رأْسه والنَّقْرُ صوت اللسان وهو إِلزاق طرفه بمخرج النون ثم يُصَوِّتُ به فَيَنْقُر بالدابة لتسير وأَنشد وخانِقٍ ذي غُصَّةٍ جِرْياضِ راخَيْتُ يومَ النَّقْرِ والإِنْقاضِ وأَنشده ابن الأَعرابي وخانِقَيْ ذي غُصَّةٍ جَرَّاضِ وقيل أَراد بقوله وخانِقَيْ هَمَّيْن خَنَقَا هذا الرجل وراخيت أَي فَرَّجْتُ والنَّقْرُ أَن يضع لسانه فوق ثناياه مما يلي الحَنَكَ ثم يَنْقُرَ ابن سيده والنَّقْرُ أَن تُلْزِقَ طرف لسانك بحنكك وتَفْتَحَ ثم تُصَوِّتَ وقيل هو اضطراب اللسان في الفم إِلى فوق وإِلى أَسفل وقد نَقَرَ بالدابة نَقْراً وهو صُوَيْتٌ يزعجه وفي الصحاح نَقَرَ بالفرس قال عبيد بن ماوِيَّةَ الطائي أَنا ابنُ ماوِيَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ وجاءَتِ الخَيْلُ أَثابِيَّ زُمَرْ أَراد النَّقْرَ بالخيل فلما وقف نقل حركة الراء إِلى القاف وهي لغة لبعض العرب تقول هذا بَكُرْ ومررت بِبَكِر وقد قرأَ بعضهم وتواصَوْا بالصَّبِرْ والأَثابِيُّ الجماعات الواحد منهم أُثْبِيَّة وقال ابن سيده أَلقى حركة الراء على القاف إِذ ان ساكناً ليعلم السامع أَنها حركة الحرف في الوصل كما تقول هذا بَكُر ومررت بِبَكِر قال ولا يكون ذلك في النصب قال وإِن شئت لم تنقل ووقفت على السكون وإِن كان فيه ساكن ويقال أَنْقَرَ الرجلُ بالدابة يُنْقِرُ بها إِنْقاراً ونَقْراً وأَنشد طَلْحٌ كأَنَّ بَطْنَهُ جَشِيرُ إِذا مَشَى لكَعْبِه نَقِيرُ والنَّقْرُ صُوَيْتٌ يسمع من قَرْع الإِبهام على الوُسْطى يقال ما أَثابَهُ نَقْرَةً أَي شيئاً لا يستعمل إِلا في النفي قال الشاعر وهُنَّ حَرًى أَن لا يُثِبْنَكَ نَقْرَةً وأَنتَ حَرًى بالنار حين تُثِيبُ والنَّاقُور الصُّورُ الذي يَنْقُر فيه المَلَكُ أَي ينفخ وقوله تعالى فإِذا نُقِرَ في النَّاقُور قيل الناقور الصور الذي يُنْفَخُ فيه للحشر أَي نُفِخَ في الصور وقيل في التفسير إِنه يعني به النفخة الأُولى وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي قال النَّاقُور القلبُ وقال الفرّاء يقال إِنها أَوّل النفختين والنقير الصوتُ والنَّقِير الأَصلُ وأَنْقَرَ عنه أَي كف وضربه فما أَنْقَرَ عنه حتى قتله أَي ما أَقلع عنه وفي الحديث عن ابن عباس ما كان الله ليُنْقِرَ عن قاتل المؤمن أَي ما كان الله ليُقْلِعَ وليَكُفَّ عنه حتى يهلكه ومنه قول ذؤيب بن زُنَيم الطُّهَوِيِّ لعَمْرُك ما وَنَيْتُ في وُدِّ طَيِّءٍ وما أَنا عن أَعْداء قَوْمِي بِمُنْقِرِ والنُّقَرَةُ داء يأْخذ الشاة فتموت منه والنُّقَرَةُ مثل الهُمَزَةِ داء يأْخذ الغنم فتَرِمُ منه بطون أَفخاذها وتَظْلَعُ نَقِرَتْ تَنْقَرُ نَقْراً فهي نَقِرَةٌ قال ابن السكيت النُّقَرَةُ داء يأْخذ المِعْزَى في حوافرها وفي أَفخاذها فَيُلْتَمَسُ في موضعه فيُرَى كأَنه وَرَمٌ فيكوى فيقال بها نُقَرَةٌ وعَنْزٌ نَقِرَةٌ الصحاح والنُّقَرَةُ مثال الهُمَزَةِ داء يأْخذ الشاء في جُنُوبها وبها نُقَرَةٌ قال المَرَّارُ العَدَوِيُّ وحَشَوْتُ الغَيْظَ في أَضْلاعِهِ فَهْوَ يَمْشِي خَضَلاناً كالنَّقِرْ ويقال النَّقِرُ الغضبان يقال هو نَقِرٌ عليك أَي غضبان وقد نَقِرَ نَقَراً ابن سيده والنُّقَرَةُ داء يصيب الغنم والبقر في أَرجلها وهو التواء العُرْقوبَينِ ونَقِرَ عليه نَقَراً فهو نَقِرٌ غضب وبنو مِنْقَرٍ بطن من تميم وهو مِنْقَرُ بن عبيد بن الحرث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مَنَاة بن تميم وفي التهذيب وبنو مِنْقَرٍ حَيّ من سعد ونَقْرَةُ منزل بالبادية والنَّاقِرَةُ موضع بين مكة والبصرة والنَّقِيرَةُ موضع بين الأَحْساءِ والبصرة والنَّقِيرَةُ رَكِيَّةٌ معروفة كثيرة الماء بين ثاجَ وكاظِمَةَ ابن الأَعرابي كل أَرض مُتَصَوِّبَة في هَبْطَةٍ فهي النَّقِرَةُ ومنها سميت نَقِرَةُ بطريق مكة التي يقال لها مَعْدِنُ النَّقِرَة ونَقَرَى موضع قال لما رَأَيْتُهُمُ كأَنَّ جُمُوعَهُمُ بالجِزْعِ من نَقَرَى نِجاءُ خَرِيفِ
( * قوله « كأن جموعهم » كذا بالأصل والذي في ياقوت كأن نبالهم إلخ ثم قال أي نبالهم مطر الخريف وقوله واما قول الهذلي عبارة ياقوت مالك بن خالد الخناعي الهذلي )
وأَما قول الهُذَليّ ولما رَأَوْا نَقْرَى تَسِيلُ أَكامُها بأَرْعَنَ جَرَّارٍ وحامِيَةٍ غُلْبِ فإِنه أَسكن ضرورة ونَقِيرٌ موضع قال العجاج دَافَعَ عَنِّي بِنَقِيرٍ مَوْتَتي وأَنْقِرَةُ موضع بالشأْم أَعجمي واستعمله امرؤ القيس على عُجْمَتِهِ قد غُودِرَتْ بأَنْقِرَه وقيل أَنْقِرَةُ موضع فيه قَلْعَةٌ للروم وهو أَيضاً جمع نَقِيرٍ مثل رغيف وأَرْغِفَةٍ وهو حفرة في الأَرض قال الأَسود بن يَعْفُرَ نَزَلوا بأَنْقِرَةٍ يَسِيلُ عليهِمُ ماءُ الفُرَاتِ يَجِيءُ من أَطْوَادِ أَبو عمرو النَّواقِرُ المُقَرْطِسات قال الشماخ يصف صائداً وسَيِّرْهُ يَشْفِي نفسَه بالنَّواقِر والنَّواقِرُ الحُجَجُ المُصِيباتُ كالنَّبْلِ المصيبة وإِنه لَمُنَقَّرُ العين أَي غائر العين أَبو سعيد التَّنَقُّرُ الدعاء على الأَهل والمال أَراحني الله منه ذهب الله بماله وقوله في الحديث فأَمَرَ بنُقْرَةٍ من نحاس فأُحميت ابن الأَثير النُّقْرَةُ قِدْرٌ يُسَخَّنُ فيها الماء وغيره وقيل هو بالباء الموحدة وقد تقدم الليث انْتَقَرَتِ الخيلُ بحوافرها نُقَراً أَي احْتَفَرَتْ بها وإِذا جَرَتِ السُّيُولُ على الأَرض انْتَقَرتْ نُقَراً يحتبس فيها شيء من الماء ويقال ما لفلان بموضع كذا نَقِرٌ ونَقِزٌ بالراء وبالزاي المعجمة ولا مُلْكٌ ولا مَلْكٌ ولا مِلْكٌ يريد بئراً أَو ماء

( نكر ) النُّكْرُ والنَّكْراءُ الدَّهاءُ والفِطنة ورجل نَكِرٌ ونَكُرٌ ونُكُرٌ ومُنْكَرٌ من قوم مَناكِير دَاهٍ فَطِنٌ حكاه سيبويه قال ابن جني قلت لأَبي عليّ في هذا ونحوه أَفتقول إِنّ هذا لأَنه قد جاء عنهم مُفْعِلٌ ومِفْعالٌ في معنى واحد كثيراً نحو مُذْكِرٍ ومِذْكارٍ ومُؤْنِثٍ ومِئْناثٍ ومُحْمِق ومِحْماقٍ وغير ذلك فصار جمع أَحدهما كجمع صاحبه فإِذا جَمَعَ مُحْمِقاً فكأَنه جمع مِحْماقاً وكذلك مَسَمٌّ ومَسامّ كما أَن قولهم دِرْعٌ دِلاصٌ وأَدْرُعٌ دِلاصٌ وناقة هِجانٌ ونوقٌ هِجانٌ كُسِّرَ فيه فِعالٌ على فِعالٍ من حيث كان فِعالٌ وفَعِيلٌ أُختين كلتاهما من ذوات الثلاثة وفيه زائدة مَدَّة ثالثة فكما كَسَّرُوا فَعِيلاً على فِعالٍ نحو ظريف وظراف وشريف وشراف كذلك كَسَّرُوا فِعالاً على فِعال فقالوا درع دِلاصٌ وأَدْرُعٌ دِلاصٌ وكذلك نظائره ؟ فقال أَبو عليّ فلست أَدفع ذلك ولا آباه وامرأَة نَكرٌ ولم يقولوا مُنْكَرَةٌ ولا غيرها من تلك اللغات التهذيب امرأَة نَكْراء ورجل مُنْكرٌ دَاهٍ ولا يقال للرجل أَنْكَرُ بهذا المعنى قال أَبو منصور ويقال فلان ذو نَكْراءَ إِذا كان داهِياً عاقلاً وجماعة المُنْكَرِ من الرجال مُنْكَرُونَ ومن غير ذلك يجمع أَيضاً بالمناكير وقال الأُقيبل القيني مُسْتَقْبِلاً صُحُفاً تدْمى طَوابِعُها وفي الصَّحائِفِ حَيَّاتٌ مَناكِيرُ والإِنْكارُ الجُحُودُ والمُناكَرَةُ المُحارَبَةُ وناكَرَهُ أَي قاتَلَهُ لأَن كل واحد من المتحاربين يُناكِرُ الآخر أَي يُداهِيه ويُخادِعُه يقال فلان يُناكِرُ فلاناً وبينهما مُناكَرَةٌ أَي مُعاداة وقِتالٌ وقال أَبو سفيان بن حرب إِن محمداً لم يُناكِرْ أَحداً إِلا كانت معه الأَهوالُ أَي لم يحارب إِلا كان منصوراً بالرُّعْبِ وقوله تعالى أَنْكَرَ الأَصواتِ لَصَوْتُ الحمير قال أَقبح الأَصوات ابن سيده والنُّكْرُ والنُّكُرُ الأَمر الشديد الليث الدَّهاءُ والنُّكْرُ نعت للأَمر الشديد والرجل الداهي تقول فَعَلَه من نُكْرِه ونَكارَتِه وفي حديث معاوية رضي الله عنه إِني لأَكْرَهُ النَّكارَةَ في الرجل يعني الدَّهاءَ والنَّكارَةُ الدَّهاء وكذلك النُّكْرُ بالضم يقال للرجل إِذا كان فَطِناً مُنْكَراً ما أَشدّ نُكْرَه ونَكْرَه أَيضاً بالفتح وقد نَكُرَ الأَمر بالضم أَي صَعُبَ واشتَدَّ وفي حديث أَبي وائل وذكر أَبا موسى فقال ما كان أَنْكَرَه أَي أَدْهاهُ من النُّكْرِ بالضم وهو الدَّهاءُ والأَمر المُنْكَرُ وفي حديث بعضهم
( * قوله « وفي حديث بعضهم » عبارة النهاية وفي حديث عمر بن عبد العزيز ) كنتَ لي أَشَدَّ نَكَرَةٍ النكرة بالتحريك الاسم من الإِنْكارِ كالنَّفَقَةِ من الإِنفاق قال والنَّكِرَةُ إِنكارك الشيء وهو نقيض المعرفة والنَّكِرَةُ خلاف المعرفة ونَكِرَ الأَمرَ نَكِيراً وأَنْكَرَه إِنْكاراً ونُكْراً جهله عن كراع قال ابن سيده والصحيح أَن الإِنكار المصدر والنُّكْر الاسم ويقال أَنْكَرْتُ الشيء وأَنا أُنْكِرُه إِنكاراً ونَكِرْتُه مثله قال الأَعشى وأَنْكَرَتْني وما كان الذي نَكِرَتْ من الحوادثِ إِلا الشَّيْبَ والصَّلَعا وفي التنزيل العزيز نَكِرَهُمْ وأَوْجَسَ منهم خِيفَةً الليث ولا يستعمل نَكِرَ في غابر ولا أَمْرٍ ولا نهي الجوهري نَكِرْتُ الرجلَ بالكسر نُكْراً ونُكُوراً وأَنْكَرْتُه واسْتَنْكَرْتُه كله بمعنى ابن سيده واسْتَنْكَرَه وتَناكَرَه كلاهما كنَكِرَه قال ومن كلام ابن جني الذي رأَى الأَخفشُ في البَطِيِّ من أَن المُبْقاةَ إِنما هي الياءُ الأُولى حَسَنٌ لأَنك لا تَتَناكَرُ الياءَ الأُولى إِذا كان الوزن قابلاً لها والإِنْكارُ الاستفهام عما يُنْكِرُه وذلك إِذا أَنْكَرْتَ أَن تُثْبِتَ رَأْيَ السائل على ما ذَكَرَ أَو تُنْكِرَ أَن يكون رأْيه على خلاف ما ذكر وذلك كقوله ضربتُ زيداً فتقول مُنْكِراً لقوله أَزَيْدَنِيهِ ؟ ومررتُ بزيد فتوقل أَزَيْدِنِيهِ ؟ ويقول جاءني زيد فتقول أَزَيْدُنِيه ؟ قال سيبويه صارت هذه الزيادة عَلَماً لهذا المعنى كعَلمِ النَّدْبَةِ قال وتحركت النون لأَنها كانت ساكنة ولا يسكن حرفان التهذيب والاسْتِنْكارُ استفهامك أَمراً تُنْكِرُه واللازمُ من فَعْلِ النُّكْرِ المُنْكَرِ نَكُرَ نَكارَةً والمُنْكَرُ من الأَمر خلاف المعروف وقد تكرر في الحديث الإِنْكارُ والمُنْكَرُ وهو ضد المعروف وكلُّ ما قبحه الشرع وحَرَّمَهُ وكرهه فهو مُنْكَرٌ ونَكِرَه يَنْكَرُه نَكَراً فهو مَنْكُورٌ واسْتَنْكَرَه فهو مُسْتَنْكَرٌ والجمع مَناكِيرُ عن سيبويه قال أَبو الحسن وإِنما أَذكُرُ مثل هذا الجمع لأَن حكم مثله أَن الجمع بالواو والنون في المذكر وبالأَلف والتاء في المؤنث والنُّكْرُ والنَّكْراءُ ممدود المُنْكَرُ وفي التنزيل العزيز لقد جئت شيئاً نُكْراً قال وقد يحرك مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ قال الشاعر الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ أَتَوْني فلم أَرْضَ ما بَيَّتُوا وكانوا أَتَوْني بِشيءٍ نُكُرْ ِلأُنْكِحَ أَيِّمَهُمْ مُنْذِراً وهل يُنْكحُ العبدَ حُرٌّ لِحُرّْ ؟ ورجل نَكُرٌ ونَكِرٌ أَي داهٍ مُنْكَرٌ وكذلك الذي يُنْكِرُ المُنْكَرَ وجمعهما أَنْكارٌ مثل عَضُدٍ وأَعْضادٍ وكَبِدٍ وأَكباد والتَّنَكُّرُ التَّغَيُّرُ زاد التهذيب عن حالٍ تَسُرُّكَ إِلى حال تَكْرَهُها منه والنَّكِيرُ اسم الإِنْكارِ الذي معناه التغيير وفي التنزيل العزيز فكيف كان نَكِيري أَي إِنكاري وقد نَكَّرَه فتَنَكَّرَ أَي غَيَّرَه فتَغَيَّرَ إِلى مجهولٍ والنَّكِيرُ والإِنكارُ تغيير المُنْكَرِ والنَّكِرَةُ ما يخرج من الحُوَلاءِ والخُراجِ من دَمٍ أَو قَيْحٍ كالصَّدِيد وكذلك من الزَّحِيرِ يقال أُسْهِلَ فلانٌ نَكِرةً ودَماً وليس له فِعْلٌ مشتق والتَّناكُرُ التَّجاهُلُ وطريقٌ يَنْكُورٌ على غير قَصْدٍ ومُنْكَرٌ ونَكِيرٌ اسما ملَكَينِ مُفْعَلٌ وفَعيلٌ قال ابن سيده مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ فَتَّانا القبور وناكُورٌ اسم وابن نُكْرَةَ رجل من تَيْمٍ كان من مُدْرِكي الخيلِ السوابق عن ابن الأَعرابي وبنو نُكْرَةَ بطن من العرب

( نمر ) النُّمْرَةُ النُّكْتَةُ من أَيِّ لونٍ كان والأَنْمَرُ الذي فيه نُمْرَةٌ بيضاء وأُخرى سوداء والأُنثى نَمْراءُ والنَّمِرُ والنِّمْرُ ضربٌ من السباع أَخْبَثُ من الأَسد سمي بذلك لنُمَرٍ فيه وذلك أَنه من أَلوان مختلفة والأُنثى نَمِرَةٌ والجمع أَنْمُرٌ وأَنْمارٌ ونُمُرٌ ونُمْرٌ ونُمُورٌ ونِمارٌ وأَكثر كلام العرب نُمْرٌ وفي الحديث نهى عن ركوب النِّمارِ وفي رواية النُّمُورِ أَي جلودِ النُّمورِ وهي السباع المعروفة واحدها نَمِرٌ وإِنما نهى عن استعمالها لما فيها من الزينة والخُيَلاء ولأَنه زِيُّ العجم أَو لأَن شعره لا يقبل الدباغ عند أَحد الأَئمة إِذا كان غير ذَكِيٍّ ولعل أَكثر ما كانوا يأْخذون جُلودَ النُّمور إِذا ماتت لأَن اصطيادها عسير وفي حديث أَبي أَيوب أَنه أُتِيَ بدابة سَرْجُها نُمُورٌ فَنَزَع الصُّفَّةَ يعني المِيْثَرَةَ فقيل الجَدَياتُ نُمُورٌ يعني البِدَادَ فقال إِنما ينهى عن الصُّفَّةِ قال ثعلب من قال نُمْرٌ ردَّه إِلى أَنْمَر ونِمارٌ عنده جمع نِمْرٍ كذئبٍ وذئابٍ وكذلك نُمُورٌ عنده جمع نِمْرٍ كَسِتْرٍ وسُتُورٍ ولم يحك سيبويه نُمُراً في جمع نَمِرٍ الجوهري وقد جاء في الشعر نُمُرٌ وهو شاذ قال ولعله مقصور منه قال فيها تَماثِيلُ أُسُودُ ونُمُرْ قال ابن سيده فأَما ما أَنشده من قوله فيها عَيايِيلُ أُسُودٌ ونُمُرْ فإِنه أَراد على مذهبه ونُمْرٌ ثم وقف على قول من يقول البَكُرْ وهو فَعْلٌ قال ابن بري البيت الذي أَنشده الجوهري فيها تَماثِيلُ أُسُودٌ ونُمُرْ هو لحُكَيْم بن مُعَيَّةَ الرَّبَعِيِّ وصواب إِنشاده
( * قوله « وصواب إنشاده إلخ » نقل شارح القاموس بعد ذلك ما نصه وقال أبو محمد الاسود صحف ابن السيرافي والصواب غياييل بالمعجمة جمع غيل على غير قياس كما نبه عليه الصاغاني )
فيها عَيايِيلُ أُسُودٌ ونُمُرْ قال وكذلك أَنشده ابن سيده وغيره قال ابن بري وصف قناة تنبت في موضع محفوف بالجبال والشجر وقبله حُفَّتْ بأَطوادِ جبالٍ وسَمُرْ في أَشَبِ الغِيطانِ مُلْتَفِّ الحُظُرْ يقول حُفَّ موضع هذه القناة الذي تنبت فيه بأَطواد الجبال وبالسَّمُرِ وهو جمع سَمُرَةٍ وهي شجرة عظيمة والأَشَبُ المكان المُلْتَفُّ النَّبْتِ المتداخل والغِيطانُ جمع غائط وهو المنخفض من الأَرض والحُظُرُ جمع حظيرة والعَيَّالُ المُتَبَخْتِرُ في مشيه وعَيايِيلُ جمعه وأُسُودٌ بدل منه ونُمُر معطوفة عليه ويقال للرجل السيء الخُلُقِ قد نَمِرَ وتَنَمَّرَ ونَمَّرَ وجهَه أَي غَيَّره وعَبَّسَه والنَّمِرُ لونه أَنْمَرُ وفيه نُمْرَةٌ مُحْمَرَّةٌ أَو نُمْرَةٌ بيضاء وسوداء ومن لونه اشتق السحابُ النَّمِرُ والنَّمِرُ من السحاب الذي فيه آثار كآثار النَّمِر وقيل هي قِطَعٌ صغار متدان بعضها من بعض واحدتها نَمِرَةٌ وقول أَبي ذؤيب أَرِنِيها نَمِرَة أُرِكْها مَطِرَة وسحاب أَنْمَرُ وقد نَمِرَ السحابُ بالكسر يَنْمَرُ نَمَراً أَي صار على لون النَّمِر ترى في خَلَلِه نِقاطاً وقوله أَرنيها نَمِرَةً أُرِكْها مَطِرَةً قال الأَخفش هذا كقوله تعالى فأَخرجنا منه خَضِراً يريد الأَخْضَرَ والأَنْمَرُ من الخيل الذي على شِبْهِ النَّمِر وهو أَن يكون فيه بُقْعَة بيضاء وبقعة أُخرى على أَيّ لون كان والنَّعَمُ النُّمْرُ التي فيها سواد وبياض جمع أَنْمَر الأَصمعي تَنَمَّرَ له أَي تَنَكَّر وتَغَيَّرَ وأَوعَدَه لأَن النَّمِرَ لا تلقاه أَبداً إِلا مُتَنَكِّراً غضْبانَ وقول عمرو بن معد يكرب وعلِمْتُ أَنِّي يومَ ذا كَ مُنازِلٌ كَعْباً ونَهْدا قَوْمٌ إِذا لبِسُوا لحَدِي دِ تَنَمَّرُوا حَلَقاً وقِدَّا أَي تشبهوا بالنَّمِرِ لاختلاف أَلوان القِدِّ والحديد قال ابن بري أَراد بكعب بني الحرثِ بن كَعْبٍ وهم من مَذْحِج ونَهْدٌ من قُضاعة وكانت بينه وبينهم حروب ومعنى تنمروا تنكروا لعدوّهم وأَصله من النَّمِر لأَنه من أَنكر السباع وأَخبثها يقال لبس فلان لفلان جلدَ النَّمِرِ إِذا تنكر له قال وكانت ملوك العرب إِذا جلست لقتل إِنسان لبست جلود النمر ثم أَمرت بقتل من تريد قتله وأَراد بالحلق الدروع وبالقدِّ جلداً كان يلبس في الحرب وانتصبا على التمييز ونسب التنكر إِلى الحلق والقدِّ مجازاً إِذ كان ذلك سَببَ تَنَكُّر لابِسِيهما فكأَنه قال تَنَكَّر حَلَقُهم وقِدُّهم فلما جعل الفعل لهما انتصبا على التمييز كما تقول تَنَكَّرَتْ أَخلاقُ القوم ثم تقول تَنَكَّرَ القومُ أَخْلاقاً وفي حديث الحُدَيْبِية قد لبسوا لك جُلودَ النُّمورِ هو كناية عن شدة الحقد والغضب تشبيهاً بأَخْلاقِ النَّمِر وشَراسَتِه ونَمِرَ الرجلُ ونَمَّر وتَنَمَّر غَضِب ومنه لَبِسَ له جلدَ النَّمِرِ وأَسدٌ أَنْمَرُ فيه غُبْرَةٌ وسواد والنَّمِرَةُ الحِبَرَةُ لاختلاف أَوان خطوطها والنَّمِرَةُ شَملة فيها خطوط بيض وسود وطيرٌ مُنَمَّرٌ فيه نُقَط سود وقد يوصف به البُرودُ ابن الأَعرابي النُّمْرَةُ البَلَقُ والنَّمِرَةُ العَصْبَةُ والنَّمِرَةُ بُرْدَةٌ مُخَطَّطَةٌ والنَّمِرَةُ الأُنثى من النَّمِر الجوهري والنَّمِرَةُ بُرْدَةٌ من صوف يلبسها الأَعراب وفي الحديث فجاءه قوم مُجْتابي النِّمار كلُّ شَمْلَةٍ مُخَطَّطَةٍ من مآزِرِ الأَعراب فهي نَمِرَةٌ وجمعها نِمارٌ كأَنها أُخذت من لون النَّمِر لما فيها من السواد والبياض وهي من الصفات الغالبة أَراد أَنه جاءه قوم لابسي أُزُرٍ مخططة من صوف وفي حديث مُصْعَبِ بن عُمَيْرٍ رضي الله عنه أَقبل النبي صلى الله عليه وسلم وعليه نَمِرَةٌ وفي حديث خَبَّابٍ لكنَّ حَمْزَةَ لم يترك له إِلا نَمِرَة مَلْحاء وفي حديث سعد نَبَطِيٌّ في حُبْوَتِه أَعرابيٌّ في ثَمِرَتِه أَسَدٌ في تامُورَتِه والنَّمِرُ والنَّمِيرُ كلاهما الماء الزَّاكي في الماشية النامي عذباً كان أَو غير عذب قال الأَصمعي النَّمِير النامي وقيل ماء نَمِيرٌ أَي ناجِعٌ وأَنشد ابن الأَعرابي قد جَعَلَتْ والحمدُ للهِ تَفرْ من ماء عِدٍّ في جُلودها نَمِرْ أَي شَرِبَتْ فَعَطَنَتْ وقيل الماء النَّمِير الكثير حكاه ابن كَيْسانَ في تفسير قول امرئ القيس غَذَاها نَمِيرُ الماءِ غير المُحَلَّلِ وفي حديث أَبي ذر رضي الله عنه الحمد لله لذي أَطْعَمَنا الخَمِيرَ وسقانا النَّمِيرَ الماءُ النَّمِير الناجع في الرِّيِّ وفي حديث معاوية رضي الله عنه خُبْزٌ خَمِيرٌ وماء نَمِيرٌ وحَسَبٌ نَمِرٌ ونَمِيرٌ زَاكٍ والجمع أَنْمارٌ ونَمَرَ في الجبل
( * قوله « ونمر في الجبل إلخ » بابه نصر كما القاموس ) نَمْراً صَعَّدَ وفي حديث الحج حتى أَتى نَمِرَة هو الجبل الذي عليه أَنصابُ الحَرَمِ بعرفات أَبو تراب نَمَرَ في الجبل والشجرِ ونَمَلَ إِذا علا فيهما قال الفرّاء إِذا كان الجمع قد سمي به نسبت إِليه فقلت في أَنْمارٍ أَنْمارِيٌّ وفي مَعافِرَ مَعافِرِيٌّ فإِذا كان الجمع غير مسمى به نسبت إِلى واحده فقلت نَقِيبيٌّ وعَرِيفِيٌّ ومَنْكِبيٌّ والنَّامِرَةُ مِصْيَدَةٌ تربط فيها شاة للذئب والنَّامُورُ الدمُ كالتَّامورِ وأَنْمارٌ حَيٌّ من خُراعة قال سيبويه النسب إِليه أَنْمارِيٌّ لأَنه اسم للواحد الجوهري ونُمَيْرٌ أَبو قبيلة من قَيْسٍ وهو نُمَيْرُ بن عامر بن صَعْصَعَةَ بن معاوية بن بكر ابن هَوازِن ونَمِرٌ ونُمَيْرٌ قبيلتان والإِضافة إِلى نُمَيْرٍ نُمَيْرِيٌّ قال سيبويه وقولوا في الجمع النُّمَيْرُونَ استخفوا بحذف ياء الإِضافة كما قالوا الأَعْجَمُونَ ونَمِرٌ أَبو قبيلة وهو نَمِرُ بن قاسط ابن هِنْبِ بن أَفْصى بن دُعْمِيِّ بن جَدِيلَةَ بن أَسَدِ ابن ربيعة والنسبة إِلى نَمِر بن قاسط نَمَرِيٌّ بفتح الميم استيحاشاً لتوالي الكَسَراتِ لأَن فيه حرفاً واحداً غير مكسور ونُمارَةُ اسم قبيلة الجوهري ونِمْرٌ بكسر النون اسم رجل قال تَعَبَّدَني نِمْرُ بن سَعْدٍ وقد أُرى وَنِمْرُ بنُ سَعْدٍ لي مُطِيعٌ ومُهْطِعُ قال ابن سيده ونِمْرانُ ونُمارَةُ اسمان والنُّمَيْرَةُ موضع قال الراعي لها بِحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ تَرى الوَحْشَ عُواذاتٍ به ومَتالِيا ونُمارٌ جبلٌ قال صخر الغَيّ سَمِعْتُ وقد هَبَطْنا من نُمارٍ دُعاءَ أَبي المُثَلَّمِ يَسْتَغِيثُ

( نهر ) النَّهْرُ والنَّهَرُ واحد الأَنْهارِ وفي المحكم النَّهْرُ والنَّهَر من مجاري المياه والجمع أَنْهارٌ ونُهُرٌ ونُهُورٌ أَنشد ابن الأَعرابي سُقِيتُنَّ ما زالَتْ بكِرْمانَ نَخْلَةٌ عَوامِرَ تَجْري بينَكُنَّ نُهُورُ هكذا أَنشده ما زالت قال وأُراهُ ما دامت وقد يتوجه ما زالت على معنى ما ظهرت وارتفعت قال النابغة كأَنَّ رَحْلي وقد زالَ النَّهارُ بنا يوم الجَلِيلِ على مُسْتأْنِسٍ وَحِدِ وفي لحديث نَهْرانِ مؤمنان ونَهْرانِ كافران فالمؤمنان النيل والفرات والكافران دجلة ونهر بَلْخٍ ونَهَرَ الماءُ إِذا جرى في الأَرض وجعل لنفسه نَهَراً ونَهَرْتُ النَّهْرَ حَفَرْتُه ونَهَرَ النَّهْرَ يَنْهَرُهُ نَهْراً أَجراه واسْتَنْهَرَ النَّهْرَ إِذا أَخذ لِمَجْراهُ موضعاً مكيناً والمَنْهَرُ موضع في النَّهْزِ يَحْتَفِرُه الماءُ وفي التهذيب موضع النَّهْرِ والمَنْهَرُ خَرْق في الحِصْنِ نافذٌ يجري منه الماء وهو في حديث عبد الله بن أَنس فأَتَوْا مَنْهَراً فاختَبَؤوا وحفر البئر حتى نَهِرَ يَنْهَرُ أَي بلغ الماء مشتق من النَّهْرِ التهذيب حفرت البئر حتى نَهِرْتُ فأَنا أَنْهَرُ أَي بلغتُ الماء ونَهَر الماءُ إِذا جَرى في الأَرض وجعل لنفسه نَهْراً وكل كثير جرى فقد نَهَرَ واسْتَنْهَر الأَزهري والعرب تُسَمِّي العَوَّاءَ والسِّماكَ أَنْهَرَيْنِ لكثرة مائهما والنَّاهُور السحاب وأَنشد أَو شُقَّة خَرَجَتْ من جَوْفِ ناهُورِ ونَهْرُ واسع نَهِرٌ قال أَبو ذؤيب أَقامت به فابْتَنَتْ خَيْمَةً على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ والقصب مجاري الماء من العيون ورواه الأَصمعي وفُراتٍ نَهَرْ على البدل ومَثَّلَه لأَصحابه فقال هو كقولك مررت بظَرِيفٍ رجلٍ وكذلك ما حكاه ابن الأَعرابي من أَن سايَةَ وادٍ عظِيمٌ فيه أَكثر من سبعين عيناً نَهْراً تجري إِنما النهر بدل من العين وأَنْهَرَ الطَّعْنَةَ وسَّعها قال قيس بن الخطيم يصف طعنة مَلَكْتُ بها كَفِّي فأَنْهَرْتُ فَتْقَها يَرى قائمٌ من دونها ما وراءَها ملكت أَي شددت وقوّيت ويقال طعنه طعنة أَنْهَرَ فَتْقَها أَي وسَّعه وأَنشد أَبو عبيد قول أَبي ذؤيب وأَنْهَرْتُ الدمَ أَي أَسلته وفي الحديث أَنْهِرُوا الدمَ بما شئتم إِلا الظُّفُرَ والسِّنَّ وفي حديث آخر ما أَنْهَرَ الدمَ فَكُلْ الإِنهار الإِسالة والصب بكثرة شبه خروج الدم من موضع الذبح يجري الماء في النهر وإِنما نهى عن السن والظفر لأَن من تعرّض للذبح بهما خَنَقَ المذبوحَ ولم يَقْطَعْ حَلْقَه والمَنْهَرُ خرق في الحِصْنِ نافذٌ يدخل فيه الماء وهو مَفْعَلٌ من النَّهر والميم زائدة وفي حديث عبد الله بن سهل أَنه قتل وطرح في مَنْهَرٍ من مناهير خيبر وأَما قوله عز وجل إِن المتقين في جنات ونَهَرٍ فقد يجوز أَن يعني به السَّعَةَ والضِّياءَ وأَن يعني به النهر الذي هو مجرى الماء على وضع الواحد موضع الجميع قال لا تُنْكِرُوا القَتْلَ وقد سُبِينا في حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وقد شُجِينا وقيل في قوله جنات ونهر أَي في ضياء وسعة لأَن الجنة ليس فيها ليل إِنما هو نور يتلألأُ وقيل نهر أَي أَنهار وقال أَحمد بن يحيى نَهَرٌ جمع نُهُرٍ وهو جمع الجمع للنَّهار ويقال هو واحد نَهْرٍ كما يقال شَعَرٌ وشَعْرٌ ونصب الهاء أَفصح وقال الفرّاء في جنات ونَهَرٍ معناه أَنهار كقوله عز وجل ويولُّون الدُّبُرَ أَي الأَدْبارَ وقال أَبو إِسحق نحوه وقال الاسم الواحد يدل على الجميع فيجتزأُ به عن الجميع ويعبر بالواحد عن الجمع كما قال تعالى ويولُّون الدبر وماء نَهِرٌ كثير وناقة نَهِرَة كثيرة النَّهر عن ابن الأَعرابي وأَنشد حَنْدَلِسٌ غَلْباءُ مِصْباح البُكَرْ نَهِيرَةُ الأَخْلافِ في غيرِ فَخَرْ حَنْدَلِسٌ ضخمة عظيمة والفخر أَن يعظم الضرع فيقل اللبن وأَنْهَرَ العِرْقُ لم يَرْقَأْ دَمُه وأَنْهَرَ الدمَ أَظهره وأَساله وأَنْهَرَ دَمَه أَي أَسال دمه ويقال أَنْهَرَ بطنُه إِذا جاء بطنُه مثلَ مجيء النَّهَرِ وقال أَبو الجَرَّاحِ أَنْهَرَ بطنُه واسْتَطْلَقَتْ عُقَدُه ويقال أَنْهَرْتُ دَمَه وأَمَرْتُ دَمَه وهَرَقْتُ دَمَه والمَنْهَرَةُ فضاء يكون بين بيوت القوم وأَفْنيتهم يطرحون فيه كُناساتِهم وحَفَرُوا بئراً فأَنْهَرُوا لم يصيبوا خيراً عن اللحياني والنَّهار ضِياءُ ما بين طلوع الفجر إِلى غروب الشمس وقيل من طلوع الشمس إِلى غروبها وقال بعضهم النهار انتشار ضوء البصر واجتماعه والجمع أَنْهُرٌ عن ابن الأَعرابي ونُهُرٌ عن غيره الجوهري النهار ضد الليل ولا يجمع كما لا يجمع العذاب والسَّرابُ فإِن جمعت قلت في قليلة أَنْهُر وفي الكثير نُهُرٌ مثل سحاب وسُحُب وأَنْهَرْنا من النهار وأَنشد ابن سيده لولا الثَّرِيدَانِ لَمُتْنا بالضُّمُرْ ثَرِيدُ لَيْلٍ وثَرِيدُ بالنُّهُرْ قال ابن بري ولا يجمع وقال في أَثناء الترجمة النُّهُر جمع نَهار ههنا وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم قال النهار اسم وهو ضد الليل والنهار اسم لكل يوم والليل اسم لكل ليلة لا يقال نهار ونهاران ولا ليل وليلان إِنما واحد النهار يوم وتثنيته يومان وضد اليوم ليلة ثم جمعوه نُهُراً وأَنشد ثريد ليل وثريد بالنُّهُر ورجل نَهِرٌ صاحب نهار على النسب كما قالوا عَمِلٌ وطَعِمٌ وسَتِهٌ قال لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكني نَهِرْ قال سيبويه قوله بليليٍّ يدل أَن نَهِراً على النسب حتى كأَنه قال نَهاريٌّ ورجل نَهِرٌ أَي صاحب نَهارٍ يُغِيرُ فيه قال الأَزهري وسمعت العرب تنشد إِن تَكُ لَيْلِيّاً فإِني نَهِرُ متى أَتى الصُّبْحُ فلا أَنْتَظِرُ
( * قوله « متى أتى » في نسخ من الصحاح متى أرى )
قال ومعنى نَهِر أَي صاحب نهار لست بصاحب ليل وهذا الرجز أَورده الجوهري إِن كنتَ لَيْلِيّاً فإِني نَهِرُ قال ابن بري البيت مغير قال وصوابه على ما أَنشده سيبويه لستُ بلَيْلِيٍّ ولكني نَهِرْ لا أُدْلِجُ الليلَ ولكن أَبْتَكِرْ وجعل نَهِر في نقابلة لَيْلِيٍّ كأَنه قال لست بليليّ ولكني نهاريّ وقالوا نهارٌ أَنْهَرُ كَلَيْلٍ أَلْيَل ونَهارٌ نَهِرٌ كذلك كلاهما على المبالغة واسْتَنْهَرَ الشيءُ أَي اتسع والنَّهار فَرْخُ القَطا والغَطاط والجمع أَنْهِرَةٌ وقيل النَّهار ذكر البُوم وقيل هو ولد الكَرَوانِ وقيل هو ذكر الحُبَارَى والأُنثى لَيْلٌ الجوهري والنهار فرخ الحبارى ذكره الأَصمعي في كتاب الفرق والليل فرخ الكروان حكاه ابن بري عن يونس بن حبيب قال وحكى التَّوْزِيُّ عن أَبي عبيدة أَن جعفر بن سليمان قدم من عند المهدي فبعث إِلى يونس بن حبيب فقال إِني وأَمير المؤْمنين اختلفنا في بيت الفرزدق وهو والشَّيْبُ يَنْهَضُ في السَّوادِ كأَنه ليلٌ يَصِيح بجانِبيهِ نَهارُ ما الليل والنهار ؟ فقال له الليل هو الليل المعروف وكذلك النهار فقال جعفر زعم المهدي أَنَّ الليل فرخ الكَرَوان والنهار فرخُ الحُبارَى قال أَبو عبيدة القول عندي ما قال يونس وأَما الذي ذكره المهدي فهو معروف في الغريب ولكن ليس هذا موضعه قال ابن بري قد ذكر أَهل المعاني أَن المعنى على ما قاله يونس وإِن كان لم يفسره تفسيراً شافياً وإِنه لما قال ليل يصيح بجانبيه نهار فاستعار للنهار الصياح لأَن النهار لما كان آخذاً في الإِقبال والإِقدام والليل آخذ في الإِدبار صار النهار كأَنه هازم والليل مهزوم ومن عادة الهازم أَنه يصيح على المهزوم أَلا ترى إِلى قول الشَّمَّاخ ولاقَتْ بأَرْجاءِ البَسِيطَةِ ساطعاً من الصُّبح لمَّا صاح بالليل نَفَّرَا فقال صاح بالليل حتى نَفَر وانهزم قال وقد استعمل هذا المعنى ابن هانئ في قوله خَلِيلَيَّ هُبَّا فانْصُراها على الدُّجَى كتائبَ حتى يَهْزِمَ الليلَ هازِمُ وحتى تَرَى الجَوْزاءَ نَنثُر عِقْدَها وتَسْقُطَ من كَفِّ الثُّريَّا الخَواتمُ والنَّهْر من الانتهار ونَهَرَ الرجلَ يَنْهَرُه نَهْراً وانْتَهَرَه زَجَرَه وفي التهذيب نَهَرْتَه وانْتَهرْتُه إِذا استقبلته بكلام تزجره عن خبر قال والنَّهْرُ الدَّغْر وهي الخُلْسَةُ ونَهار اسم رجل ونهار بن تَوْسِعَةَ اسم شاعر من تميم والنَّهْرَوانُ موضع وفي الصحاح نَهْرَوانُ بفتح النون والراء بلدة والله أَعلم

( نهبر ) النَّهابير المهالك وغَشِيَ به النَّهابيرَأَي حمله على أَمر شديد والنَّهابِرُ والنَّهابير والهَنابِيرُ ما أَشرف من الأَرض واحدتها نُهْبُرَةٌ ونُهْبُورَةٌ ونُهْبُورٌ وقيل النهابر والنهابير الحُفَرُ بين الآكام وذكر كعب الجنة فقال فيها هَنابِيرُ مسْكٍ يبعث الله تعالى عليها ريحاً تسمى المُثِيرَةَ فتُثِيرُ ذلك المسك على وجوههم وقالوا الهنابير والنهابير حبالُ رمالٍ مشرفة واحدها نُهْبُورَةٌ وهُنْبورَة ونُهْبُور قال والنَّهابير الرمال واحدها نُهْبُور وهو ما أَشرف منه وروي عن عمر بن العاص أَنه قال لعثمان رضي الله عنهما إِنك قد ركبت بهذه الأُمَّة نَهابِيرَ من الأُمور فركبوها منك ومِلْتَ بهم فمالوا بك اعْدِلْ أَو اعْتَزِلْ وفي المحكم فَتُبْ يعني بالنهابير أُموراً شِدَاداً صعبة شبهها بنهابير الرمل لأَن المشي يصعب على من ركبها وقال نافع بن لقيط ولأَحْمِلَنْكَ على نَهابِرَ إِنْ تَثِبْ فيها وإِن كنتَ المُنَهِّتَ تُعْطَبِ أَنشده ابن الأَعرابي وأَنشد أَيضاً يا فتًى ما قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبُو بٍ ولا من فَوَارِه الهِنَّبْرِ قال الهِنَّبْرُ ههنا الأًديم قال وقوله في الحديث من كَسَبَ مالاً من نَهاوِشَ أَنفقه في نَهابرَ قال نهاوش من غير حِلِّه كما تَنْهَشُ الحَيَّةُ من ههنا وههنا ونهابر حرام يقول من اكتسب مالاً من غير حله أَنفقه في غير طريق الحق وقال أَبو عبيد النَّهابر المهالك ههنا أَي أَذهبه الله في مهالك وأُمور متبدِّدة يقال غَشِيتَ بي النَّهابيرَ أَي حملتني على أُمور شديدة صعبة وواحد النهابير نُهْبُور والنهابر مقصور منه كأَنَّ واحده نُهْبُرٌ قال ودونَ ما تَطْلُبُه يا عامِرُ نَهابِرٌ من دونها نَهابِرُ وقيل النَّهابر جهنم نعوذ بالله منها وقول نافع ابن لقيط ولأَحملنك على نهابر يكون النهابر ههنا أَحد هذه الأَشياء وفي الحديث لا تتزوجن نَهْبَرَة أَي طويلة مهزولة وقيل هي التي أَشرفت على الهلاك من النَّهابر المهالك وأَصلها حبال من رمل صعبة المُرْتَقَى

( نهتر ) النَّهْتَرَةُ التحدُّث بالكذب وقد نَهْتَرَ علينا

( نهسر ) النَّهْسَرُ الذئب

( نور ) في أَسماء الله تعالى النُّورُ قال ابن الأَثير هو الذي يُبْصِرُ بنوره ذو العَمَاية ويَرْشُدُ بهداه ذو الغَوايَةِ وقيل هو الظاهر الذي به كل ظهور والظاهر في نفسه المُظْهِر لغيره يسمى نوراً قال أَبو منصور والنُّور من صفات الله عز وجل قال الله عز وجل الله نُورُ السموات والأَرض قيل في تفسيره هادي أَهل السموات والأَرض وقيل مَثل نوره كمشكاة فيها مصباح أَي مثل نور هداه في قلب المؤمن كمشكاة فيها مصباح والنُّورُ الضياء والنور ضد الظلمة وفي المحكم النُّور الضَّوْءُ أَيًّا كان وقيل هو شعاعه وسطوعه والجمع أَنْوارٌ ونِيرانٌ عن ثعلب وقد نارَ نَوْراً وأَنارَ واسْتَنارَ ونَوَّرَ الأَخيرة عن اللحياني بمعنى واحد أَي أَضاء كما يقال بانَ الشيءُ وأَبانَ وبَيَّنَ وتَبَيَّنَ واسْتَبانَ بمعنى واحد واسْتَنار به اسْتَمَدَّ شُعاعَه ونَوَّرَ الصبحُ ظهر نُورُه قال وحَتَّى يَبِيتَ القومُ في الصَّيفِ ليلَةً يقولون نَوِّرْ صُبْحُ والليلُ عاتِمُ وفي الحديث فَرَض عمر بن الخطاب رضي الله عنه للجدّ ثم أَنارَها زيدُ بن ثابت أَي نَوَّرَها وأَوضحها وبَيَّنَها والتَّنْوِير وقت إِسفار الصبح يقال قد نَوَّر الصبحُ تَنْوِيراً والتنوير الإِنارة والتنوير الإِسفار وفي حديث مواقيت الصلاة أَنه نَوَّرَ بالفَجْرِ أَي صلاَّها وقد اسْتنار لأُفق كثيراً وفي حديث علي كرم الله وجهه نائرات الأَحكام ومُنِيرات الإِسلام النائرات الواضحات البينات والمنيرات كذلك فالأُولى من نارَ والثانية من أَنار وأَنار لازمٌ ومُتَعَدٍّ ومنه ثم أَنارها زيدُ بن ثابت وأَنار المكانَ وضع فيه النُّورَ وقوله عز وجل ومن لم يجعل الله له نُوراً فما له من نُورٍ قال الزجاج معناه من لم يهده الله للإِسلام لم يهتد والمنار والمنارة موضع النُّور والمَنارَةُ الشَّمْعة ذات السراج ابن سيده والمَنارَةُ التي يوضع عليها السراج قال أَبو ذؤيب وكِلاهُما في كَفِّه يَزَنِيَّةٌ فيها سِنانٌ كالمَنارَةِ أَصْلَعُ أَراد أَن يشبه السنان فلم يستقم له فأَوقع اللفظ على المنارة وقوله أَصلع يريد أَنه لا صَدَأَ عليه فهو يبرق والجمع مَناوِرُ على القياس ومنائر مهموز على غير قياس قال ثعلب إِنما ذلك لأَن العرب تشبه الحرف بالحرف فشبهوا منارة وهي مَفْعَلة من النُّور بفتح الميم بفَعَالةٍ فَكَسَّرُوها تكسيرها كما قالوا أَمْكِنَة فيمن جعل مكاناً من الكَوْنِ فعامل الحرف الزائد معاملة الأَصلي فصارت الميم عندهم في مكان كالقاف من قَذَالٍ قال ومثله في كلام العرب كثير قال وأَما سيبويه فحمل ما هو من هذا على الغلط الجوهري الجمع مَناوِر بالواو لأَنه من النور ومن قال منائر وهمز فقد شبه الأَصلي بالزائد كما قالوا مصائب وأَصله مصاوب والمَنار العَلَم وما يوضع بين الشيئين من الحدود وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله من غَيَّر مَنارَ الأَرض أَي أَعلامها والمَنارُ عَلَم الطريق وفي التهذيب المنار العَلَمُ والحدّ بين الأَرضين والمَنار جمع منارة وهي العلامة تجعل بين الحدّين ومَنار الحرم أَعلامه التي ضربها إِبراهيم الخليل على نبينا وعليه الصلاة والسلام على أَقطار الحرم ونواحيه وبها تعرف حدود الحَرَم من حدود الحِلِّ والميم زائدة قال ويحتمل معنى قوله لعن الله من غيَّر منار الأَرض أَراد به منار الحرم ويجوز أَن يكون لعن من غير تخوم الأَرضين وهو أَن يقتطع طائفة من أَرض جاره أَو يحوّل الحدّ من مكانه وروى شمر عن الأَصمعي المَنار العَلَم يجعل للطريق أَو الحدّ للأَرضين من طين أَو تراب وفي الحديث عن أَبي هريرة رضي الله عنه إِن للإِسلام صُوًى ومَناراً أَي علامات وشرائع يعرف بها والمَنارَةُ التي يؤذن عليها وهي المِئْذَنَةُ وأَنشد لِعَكٍّ في مَناسِمها مَنارٌ إِلى عَدْنان واضحةُ السَّبيل والمَنارُ مَحَجَّة الطريق وقوله عز وجل قد جاءَكم من الله نور وكتاب مبين قيل النور ههنا هو سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي جاءكم نبي وكتاب وقيل إِن موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام قال وقد سئل عن شيء سيأْتيكم النُّورُ وقوله عز وجل واتَّبِعُوا النُّورَ الذي أُنزل معه أَي اتبعوا الحق الذي بيانه في القلوب كبيان النور في العيون قال والنور هو الذي يبين الأَشياء ويُرِي الأَبصار حقيقتها قال فَمَثلُ ما أَتى به النبي صلى الله عليه وسلم في القلوب في بيانه وكشفه الظلمات كمثل النور ثم قال يهدي الله لنوره من يشاء يهدي به الله من اتبع رضوانه وفي حديث أَبي ذر رضي الله عنه قال له ابن شقيق لو رأَيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كنتُ أَسأَله هل رأَيتَ ربك ؟ فقال قد سأَلتُه فقال نُورٌ أَنَّى أَرَاه أَي هو نور كيف أَراه قال ابن الأَثير سئل أَحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال ما رأَيتُ مُنْكِراً له وما أَدري ما وجهه وقال ابن خزيمة في القلب من صحة هذا الخبر شيء فإِن ابن شقيق لم يكن يثبت أَبا ذر وقال بعض أَهل العلم النُّورُ جسم وعَرَضٌ والباري تقدّس وتعالى ليس بجسم ولا عرض وإِنما المِراد أَن حجابه النور قال وكذا روي في حديث أَبي موسى رضي الله عنه والمعنى كيف أَراه وحجابه النور أَي أَن النور يمنع من رؤيته وفي حديث الدعاء اللهمّ اجْعَلْ في قلبي نُوراً وباقي أَعضائه أَراد ضياء الحق وبيانه كأَنه قال اللهم استعمل هذه الأَعضاء مني في الحق واجعل تصرفي وتقلبي فيها على سبيل الصواب والخير قال أَبو العباس سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله لا تَسْتَضِيئُوا بنار المشركين فقال النار ههنا الرَّأْيُ أَي لا تُشاورُوهم فجعل الرأْي مَثَلاً للضَّوءِ عند الحَيْرَة قال وأَما حديثه الآخر أَنا بريء من كل مسلم مع مشرك فقيل لم يا رسول الله ؟ ثم قال لا تَراءَى ناراهُما قال إِنه كره النزول في جوار المشركين لأَنه لا عهد لهم ولا أَمان ثم وكده فقال لا تَراءَى ناراهما أَي لا ينزل المسلم بالموضع الذي تقابل نارُه إِذا أَوقدها نارَ مشرك لقرب منزل بعضهم من بعض ولكنه ينزل مع المسلمين فإنهم يَدٌ على من سواهم قال ابن الأَثير لا تراءَى ناراهما أَي لا يجتمعان بحيث تكون نار أَحدهما تقابل نار الآخر وقيل هو من سمة الإِبل بالنار وفي صفة النبي صلي الله عليه وسلم أَنْوَرُ المُتَجَرَّدِ أَي نَيِّر الجسم يقال للحسَنِ المشرِق اللَّوْنِ أَنْوَرُ وهو أَفعلُ من النُّور يقال نار فهو نَيِّر وأَنار فهو مُنِيرٌ والنار معروفة أُنثى وهي من الواو لأَن تصغيرها نُوَيْرَةٌ وفي التنزيل العزيز أَن بُورِكَ من في النار ومن حولها قال الزجاج جاءَ في التفسير أَن من في النار هنا نُور الله عز وجل ومن حولها قيل الملائكة وقيل نور الله أَيضاً قال ابن سيده وقد تُذَكَّرُ النار عن أَبي حنيفة وأَنشد في ذلك فمن يأْتِنا يُلْمِمْ في دِيارِنا يَجِدْ أَثَراً دَعْساً وناراً تأَجَّجا ورواية سيبويه يجد حطباً جزلاً وناراً تأَججا والجمع أَنْوُرٌ
( * قوله « والجمع أنور » كذا بالأصل وفي القاموس والجمع أنوار وقوله ونيرة كذا بالأصل بهذا الضبط وصوبه شارح القاموس عن قوله ونيرة كقردة ) ونِيرانٌ انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها ونِيْرَةٌ ونُورٌ ونِيارٌ الأَخيرة عن أَبي حنيفة وفي حديث شجر جهنم فَتَعْلُوهم نارُ الأَنْيارِ قال ابن الأَثير لم أَجده مشروحاً ولكن هكذا روي فإن صحت الرواية فيحتمل أَن يكون معناه نارُ النِّيرانِ بجمع النار على أَنْيارٍ وأَصلها أَنْوارٌ لأَنها من الواو كما جاء في ريح وعيد أَرْياحٌ وأَعْيادٌ وهما من الواو وتَنَوَّرَ النارَ نظر إِليها أَو أَتاها وتَنَوَّرَ الرجلَ نظر إِليه عند النار من حيث لا يراه وتَنَوَّرْتُ النارَ من بعيد أَي تَبَصَّرْتُها وفي الحديث الناسُ شُركاءُ في ثلاثة الماءُ والكلأُ والنارُ أَراد ليس لصاحب النار أَن يمنع من أَراد أَن يستضيءَ منها أَو يقتبس وقيل أَراد بالنار الحجارةَ التي تُورِي النار أَي لا يمنع أَحد أَن يأْخذ منها وفي حديث الإِزار وما كان أَسْفَلَ من ذلك فهو في النار معناه أَن ما دون الكعبين من قَدَمِ صاحب الإِزارِ المُسْبَلِ في النار عُقُوبَةً له على فعله وقيل معناه أَن صنيعه ذلك وفِعْلَه في النار أَي أَنه معدود محسوب من أَفعال أَهل النار وفي الحديث أَنه قال لعَشَرَةِ أَنْفُسٍ فيهم سَمُرَةُ آخِرُكُمْ يموت في النار قال ابن الأَثير فكان لا يكادُ يَدْفَأُ فأَمر بِقِدْرٍ عظيمة فملئت ماء وأَوقد تحتها واتخذ فوقها مجلساً وكان يصعد بخارها فَيُدْفِئُه فبينا هو كذلك خُسِفَتْ به فحصل في النار قال فذلك الذي قال له والله أَعلم وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه العَجْماءُ جُبارٌ والنار جُبارٌ قيل هي النار التي يُوقِدُها الرجلُ في ملكه فَتُطِيرها الريح إِلى مال غيره فيحترق ولا يَمْلِكُ رَدَّها فيكون هَدَراً قال ابن الأَثير وقيل الحديث غَلِطَ فيه عبدُ الرزاق وقد تابعه عبدُ الملك الصَّنْعانِيُّ وقيل هو تصحيف البئر فإِن أَهل اليمن يُمِيلُونَ النار فتنكسر النون فسمعه بعضهم على الإِمالة فكتبه بالياء فَقَرؤُوه مصفحاً بالياء والبئر هي التي يحفرها الرجل في ملكه أَو في موات فيقع فيها إِنسان فيهلك فهو هَدَرٌ قال الخطابي لم أَزل أَسمع أَصحاب الحديث يقولون غلط فيه عبد الرزاق حتى وجدته لأَبي داود من طريق أُخرى وفي الحديث فإِن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً قال ابن الأَثير هذا تفخيم لأَمر البحر وتعظيم لشأْنه وإِن الآفة تُسْرِع إِلى راكبه في غالب الأَمر كما يسرع الهلاك من النار لمن لابسها ودنا منها والنارُ السِّمَةُ والجمع كالجمع وهي النُّورَةُ ونُرْتُ البعير جعلت عليه ناراً وما به نُورَةٌ أَي وَسْمٌ الأَصمعي وكلُّ وسْمٍ بِمِكْوًى فهو نار وما كان بغير مِكْوًى فهو حَرْقٌ وقَرْعٌ وقَرمٌ وحَزٌّ وزَنْمٌ قال أَبو منصور والعرب تقول ما نارُ هذه الناقة أَي ما سِمَتُها سميت ناراً لأَنها بالنار تُوسَمُ وقال الراجز حتى سَقَوْا آبالَهُمْ بالنارِ والنارُ قد تَشْفي من الأُوارِ أَي سقوا إِبلهم بالسِّمَة أَي إِذا نظروا في سِمَةِ صاحبه عرف صاحبه فَسُقِيَ وقُدِّم على غيره لشرف أَرباب تلك السمة وخلَّوا لها الماءَ ومن أَمثالهم نِجارُها نارُها أَي سمتها تدل على نِجارِها يعني الإِبل قال الراجز يصف إِبلاً سمتها مختلفة نِجارُ كلِّ إِبلٍ نِجارُها ونارُ إِبْلِ العالمين نارُها يقول اختلفت سماتها لأَن أَربابها من قبائل شتى فأُغِيرَ على سَرْح كل قبيلة واجتمعت عند من أَغار عليها سِماتُ تلك القبائل كلها وفي حديث صعصة ابن ناجية جد الفرزدق وما ناراهما أَي ما سِمَتُهما التي وُسِمَتا بها يعني ناقتيه الضَّالَّتَيْنِ والسِّمَةُ العلامة ونارُ المُهَوِّل نارٌ كانت للعرب في الجاهلية يوقدونها عند التحالف ويطرحون فيها ملحاً يَفْقَعُ يُهَوِّلُون بذلك تأْكيداً للحلف والعرب تدعو على العدوّ فتقول أَبعد الله داره وأَوقد ناراً إِثره قال ابن الأَعرابي قالت العُقَيْلية كان الرجل إِذا خفنا شره فتحوّل عنا أَوقدنا خلفه ناراً قال فقلت لها ولم ذلك ؟ قالت ليتحَوّلَ ضبعهم معهم أَي شرُّهم قال الشاعر وجَمَّة أَقْوام حَمَلْتُ ولم أَكن كَمُوقِد نارٍ إِثْرَهُمْ للتَّنَدُّم الجمة قوم تَحَمَّلوا حَمالَةً فطافوا بالقبائل يسأَلون فيها فأَخبر أَنه حَمَلَ من الجمة ما تحملوا من الديات قال ولم أَندم حين ارتحلوا عني فأُوقد على أَثرهم ونار الحُباحِبِ قد مر تفسيرها في موضعه والنَّوْرُ والنَّوْرَةُ جميعاً الزَّهْر وقيل النَّوْرُ الأَبيض والزهر الأَصفر وذلك أَنه يبيضُّ ثم يصفر وجمع النَّوْر أَنوارٌ والنُّوّارُ بالضم والتشديد كالنَّوْرِ واحدته نُوَّارَةٌ وقد نَوَّرَ الشجرُ والنبات الليث النَّوْرُ نَوْرُ الشجر والفعل التَّنْوِيرُ وتَنْوِير الشجرة إِزهارها وفي حديث خزيمة لما نزل تحت الشجرة أَنْوَرَتْ أَي حسنت خضرتها من الإِنارة وقيل إِنها أَطْلَعَتْ نَوْرَها وهو زهرها يقال نَوَّرَتِ الشجرةُ وأَنارَتْ فأَما أَنورت فعلى الأَصل وقد سَمَّى خِنْدِفُ بنُ زيادٍ الزبيريُّ إِدراك الزرع تَنْوِيراً فقال سامى طعامَ الحَيِّ حتى نَوَّرَا وجَمَعَه عَدِيّ بن زيد فقال وذي تَناوِيرَ مَمْعُونٍ له صَبَحٌ يَغْذُو أَوَابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارَا والنُّورُ حُسْنُ النبات وطوله وجمعه نِوَرَةٌ ونَوَّرَتِ الشجرة وأَنارت أَيضاً أَي أَخرجت نَوْرَها وأَنار النبتُ وأَنْوَرَ ظَهَرَ وحَسُنَ والأَنْوَرُ الظاهر الحُسْنِ ومنه صفته صلي الله عليه وسلم كان أَنْوَرَ المُتَجَرَّدِ والنُّورَةُ الهِناءُ التهذيب والنُّورَةُ من الحجر الذي يحرق ويُسَوَّى منه الكِلْسُ ويحلق به شعر العانة قال أَبو العباس يقال انْتَوَرَ الرجلُ وانْتارَ من النُّورَةِ قال ولا يقال تَنَوَّرَ إِلا عند إِبصار النار قال ابن سيده وقد انْتارَ الرجل وتَنَوَّرَ تَطَلَّى بالنُّورَة قال حكى الأَوّل ثعلب وقال الشاعر أَجِدَّكُما لم تَعْلَما أَنَّ جارَنا أَبا الحِسْلِ بالصَّحْراءِ لا يَتَنَوَّرُ التهذيب وتأْمُرُ من النُّورةِ فتقول انْتَوِرْ يا زيدُ وانْتَرْ كما تقول اقْتَوِلْ واقْتَلْ وقال الشاعر في تَنَوّر النار فَتَنَوَّرْتُ نارَها من بَعِيد
بِخَزازَى ... هَيْهاتَ مِنك الصَّلاءُ
( * قوله « بخزازى » بخاء معجمة فزايين معجمتين جبل بين منعج وعاقل
والبيت للحرث بن حلزة كما في ياقوت )
قال ومنه قول ابن مقبل كَرَبَتْ حياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ والنَّوُورُ النَّيلَجُ وهو دخان الشحم يعالَجُ به الوَشْمُ ويحشى به حتى يَخْضَرَّ ولك أَن تقلب الواو المضمومة همزة وقد نَوَّرَ ذراعه إِذا غَرَزَها بإِبرة ثم ذَرَّ عليها النَّؤُورَ والنَّؤُورُ حصاة مثل الإِثْمِدِ تُدَقُّ فَتُسَفُّها اللِّثَةُ أَي تُقْمَحُها من قولك سَفِفْتُ الدواء وكان نساءُ الجاهلية يَتَّشِمْنَ بالنَّؤُور ومنه وقول بشر كما وُشِمَ الرَّواهِشُ بالنَّؤُورِ وقال الليث النَّؤُور دُخان الفتيلة يتخذ كحلاً أَو وَشْماً قال أَبو منصور أما الكحل فما سمعت أَن نساء العرب اكتحلن بالنَّؤُورِ وأَما الوشم به فقد جاء في أَشعارهم قال لبيد أَو رَجْع واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها كِفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها التهذيب والنَّؤُورُ دخان الشحم الذي يلتزق بالطَّسْتِ وهو الغُنْجُ أَيضاً والنَّؤُورُ والنَّوَارُ المرأَة النَّفُور من الريبة والجمع نُورٌ غيره النُّورُ جمع نَوارٍ وهي النُّفَّرُ من الظباء والوحش وغيرها قال مُضَرِّسٌ الأَسديُّ وذكر الظباء وأَنها كَنَسَتْ في شدّة الحر تَدَلَّتْ عليها الشمسُ حتى كأَنها من الحرِّ تَرْمي بالسَّكِينَةِ نُورَها وقد نارتْ تَنُورُ نَوْراً ونَواراً ونِواراً ونسوةٌ نُورٌ أَي نُفَّرٌ من الرِّيبَةِ وهو فُعُلٌ مثل قَذالٍ وقُذُلٍ إِلا أَنهم كرهوا الضمة على الواو لأَن الواحدة نَوارٌ وهي الفَرُورُ ومنه سميت المرأَة وقال العجاج يَخْلِطْنَ بالتَّأَنُّسِ النَّوارا الجوهري نُرْتُ من الشيء أَنُورُ نَوْراً ونِواراً بكسر النون قال مالك بن زُغْبَةَ الباهلي يخاطب امرأَة أَنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَرُوقُ وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكِثٌ حَذِيقُ أَراد أَنِفاراً يا فَرُوقُ وقوله سَرْعَ ماذا أَراد سَرُعَ فخفف قال ابن بري في قوله أَنوراً سرع ماذا يا فروق قال الشعر لأَبي شقيق الباهلي واسمه جَزْءُ بن رَباح قال وقيل هو لزغبة الباهلي قال وقوله أَنوراً بمعنى أَنِفاراً سَرُعَ ذا يا فروق أَي ما أَسرعه وذا فاعل سَرُعَ وأَسكنه للوزن وما زائدة والبين ههنا الوصل ومنه قوله تعالى لقد تَقَطَّعَ بَيْنُكُم أَي وصْلُكم قال ويروى وحبل البين منتكث ومنتكث منتقض وحذيق مقطوع وبعده أَلا زَعَمَتْ علاقَةُ أَنَّ سَيْفي يُفَلِّلُ غَرْبَه الرأْسُ الحَليقُ ؟ وعلاقة اسم محبوبته يقول أَزعمت أَن سيفي ليس بقاطع وأَن الحليف يفلل غربه ؟ وامرأَة نَوارٌ نافرة عن الشر والقبيح والنَوارُ المصدر والنِّوارُ الاسم وقيل النِّوارُ النِّفارُ من أَي شيء كان وقد نارها ونَوَّرها واستنارها قال ساعدة بن جؤية يصف ظبية بِوادٍ حَرامٍ لم يَرُعْها حِبالُه ولا قانِصٌ ذو أَسْهُمٍ يَسْتَنِيرُها وبقرة نَوَارٌ تنفر من الفحل وفي صفة ناقة صالح على نبينا وعليه الصلاة والسلام هي أَنور من أَن تُحْلَبَ أَي أَنْفَرُ والنَّوَار النِّفارُ ونُرْتُه وأَنرْتُه نَفَّرْتُه وفرس وَدِيق نَوارٌ إِذا استَوْدَقَت وهي تريد الفحل وفي ذلك منها ضَعْفٌ تَرْهَب صَوْلَةَ الناكح ويقال بينهم نائِرَةٌ أَي عداوة وشَحْناء وفي الحديث كانت بينهم نائرة أَي فتنة حادثة وعداوة ونارُ الحرب ونائِرَتُها شَرُّها وهَيْجها ونُرْتُ الرجلَ أَفْزَعْتُه ونَفَّرْتُه قال إِذا هُمُ نارُوا وإِن هُمْ أَقْبَلُوا أَقْبَلَ مِمْساحٌ أَرِيبٌ مِفْضَلُ ونار القومُ وتَنَوَّرُوا انهزموا واسْتَنارَ عليه ظَفِرَ به وغلبه ومنه قول الأَعشى فأَدْرَكُوا بعضَ ما أَضاعُوا وقابَلَ القومُ فاسْتَنارُوا ونُورَةُ اسم امرأَة سَحَّارَة ومنه قيل هو يُنَوِّرُ عليه أَي يُخَيِّلُ وليس بعربيّ صحيح الأَزهري يقال فلان يُنَوِّرُ على فلان إِذا شَبَّهَ عليه أَمراً قال وليست هذه الكلمة عربية وأَصلها أَن امرأَة كانت تسمى نُورَةَ وكانت ساحرة فقيل لمن فعل فعلها قد نَوَّرَ فهو مُنَوِّرٌ قال زيد بن كُثْوَةَ عَلِقَ رجلٌ امرأَة فكان يَتَنَوَّرُها بالليل والتَّنَوُّرُ مثل التَّضَوُّء فقيل لها إِن فلاناً يَتَنَوَّرُكِ لتحذره فلا يرى منها إِلا حَسَناً فلما سمعت ذلك رفعت مُقَدَّمَ ثوبها ثم قابلته وقالت يا مُتَنَوِّراً هاه فلما سمع مقالتها وأَبصر ما فعلت قال فبئسما أَرى هاه وانصرفت نفسه عنها فصيرت مثلاً لكل من لا يتقي قبيحاً ولا يَرْعَوي لحَسَنٍ ابن سيده وأَما قول سيبويه في باب الإِمالة ابن نُور فقد يجوز أَن يكون اسماً سمي بالنور الذي هو الضوء أَو بالنُّورِ الذي هو جمع نَوارٍ وقد يجوز أَن يكون اسماً صاغه لتَسُوغَ فيه الإِمالة فإِنه قد يَصوغ أَشياء فَتَسوغ فيها الإِمالة ويَصُوغ أَشياءَ أُخَرَ لتمتنع فيها الإِمالة وحكى ابن جني فيه ابن بُور بالباء كأَنه من قوله تعالى وكنتم قوماً بُوراً وقد تقدم ومَنْوَرٌ اسم موضع صَحَّتْ فيه الواوُ صِحَّتَها في مَكْوَرَةَ للعلمية قال بشر بن أَبي خازم أَلَيْلى على شَحْطِ المَزارِ تَذَكَّرُ ؟ ومن دونِ لَيْلى ذو بِحارٍ ومَنْوَرُ قال الجوهري وقول بشر ومن دون ليلى ذو بحار ومنور قال هما جبلان في ظَهْر حَرَّةِ بني سليم وذو المَنار ملك من ملوك اليمن واسمه أَبْرَهَةُ بن الحرث الرايش وإِنما قيل له ذو المنار لأَنه أَوّل من ضرب المنارَ على طريقه في مغازيه ليهتدي بها إِذا رجع

( نير ) النِّيرُ القَصَبُ والخيوط إِذا اجتمعت والنِّيرُ العَلَمُ وفي الصحاح عَلَمُ الثوب ولُحْمته أَيضاً ابن سيده نِيرُ الثوب علمه والجمع أَنْيارٌ ونِرْتُ الثوب أَنِيرُه نَيْراً وأَنَرْتُه ونَيَّرْتُه إِذا جعلت له علماً الجوهري أَنَرْتُ الثوب وهَنَرْتُ مثل أَرَقْتُ وهَرَقْتُ قال الزَّفَيانُ ومَنْهَلٍ طامٍ عليه الغَلْفَقُ يُنِيرُ أَو يُسْدي به الخَدَرْنَقُ قال بعض الأَغفال تَقْسِمُ اسْتِيًّا لها بِنَيْرِ وتَضْرِبُ النَّاقُوسَ وَسْطَ الدَّبْرِ قال ويجوز أَن يكون أَراد بِنِير فغير للضرورة قال وعسى أَن يكون النَّيْرُ لغةً في النِّيرِ ونَيَّرْتُه وأَنَرْتُه وهَنَرْتُه أُهَنِيرُه إِهْنارَةً وهو مُهنارٌ على البدل حكى الفعل والمصدر اللحياني عن الكسائي جعلت له نِيراً وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كره النِّيرَ وهو العلم في الثوب يقال نِرْتُ الثوب وأَنَرْتُه ونَيَّرْتُه إِذا جعلت له علماً وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أَنه قال لولا أَن عمر نهى عن النِّير لم نَرَ بالعَلَم بأْساً ولكنه نهى عن النِّير والاسم النِّيْرَةُ وهي الخُيُوطَةُ والقَصَبَةُ إِذا اجتمعنا فإِذا تفرّقنا سميت الخيوطة خيوطة والقَصَبَةُ قَصَبَةً وإِن كانت عصاً فعصاً وعلم الثوب نِيْرٌ والجمع أَنْيارٌ ونَيَّرْتُ الثوب تَنْيِيراً والاسم النِّيرُ ويقال لِلُحْمَةِ الثوب نِيرٌ ابن الأَعرابي يقال للرجل نِرْنِرْ إِذا أَمرته بعمل علم للمنديل وثوبٌ مُنَيَّر منسوج على نِيرَيْنِ عن اللحياني ونِيْرُ الثوب هُدْبُه عن ابن كيسان وأَنشد بيت امرئ القيس فَقُمْتُ بها تَمْشي تَجُرُّ وراءَنا على أَثَرَيْنا نِيرَ مِرْطٍ مُرَجَّلِ والنِّيْرَةُ أَيضاً من أَدوات النَّسَّاج يَنْسجُ بها وهي الخشبة المعترضة ويقال للرجل ما أَنتَ بِسَتَاةٍ ولا لُحْمَةٍ ولا نِيرَةٍ يضرب لمن لا يضر ولا ينفع قال الكميث فما تأْتوا يكن حَسَناً جَمِيلاً وما تُسْدُوا لِمَكْرُمَةٍ تُنِيرُوا يقول إِذا فعلتم فعلاً أَبرمتموه وقول الشاعر أَنشده ابن بُزُرج أَلم تسأَلِ الأَحْلافَ كيفَ تَبَدَّلُوا بأَمرٍ أَنارُوه جميعاً وأَلْحَمُوا ؟ قال يقال نائِرٌ ونارُوه ومُنِيرٌ وأَنارُوه ويقال لستَ في هذا الأَمر بِمُنِيرٍ ولا مُلْحمٍِ قال والطُّرَّةُ من الطريق تسمَّى النِّير تشبيهاً بنِيرِ الثوب وهو العَلَمُ في الحاشية وأَنشد بعضهم في صفة طريق على ظَهْرِ ذي نِيرَيْنِ أَمَّا جَنابُه فَوَعْثٌ وأَما ظَهْرُهُ فَمُوَعَّسُ وجَنابُه ما قرب منه فهو وَعْثٌ يشتد فيه المشي وأَما ظهر الطريق الموطوء فهو متين لا يشتد على الماشي فيه المشي وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي أَلا هل تُبْلِغَنِّيها على اللِّيَّان والضِّنَّهْ فلاةً ذاتَ نِيرَيْنِ بِمَرْوٍ سَمْحُها رَنَّهْ تَخالُ بها إِذا غَضيَتْ حَمَاةَ فأَصْبَحَتْ كِنَّهْ يقال ناقة ذات نِيرَيْنِ إِذا حملت شحماً على شحم كان قبل ذلك وأَصل هذا من قولهم ثوب ذو نِيرَيْنِ إِذا نُسج على خيطين وهو الذي يقال له دَيابُوذُ وهو بالفارسية « دُوباف » ويقال له في النسج المُتَاءَمَةُ وهو أَن يُنار خيطان معاً ويوضع على الحَفَّةِ خيطان وأَما ما نِير خيطاً واحداً فهو السَّحْلُ فإِذا كان خيط أَبيض وخيط أَسود فهو المُقاناة وإِذا نسج على نِيرَيْنِ كان أَصفق وأَبقى ورجل ذو نِيرَيْنِ أَي قوّته وشدّته ضِعْفُ شدّة صاحبه وناقة ذات نِيْرَيْنِ إِذا أَسَنَّت وفيها بقية وربما استعمل في المرأَة والنِّيرُ الخشبة التي تكون على عنق الثور بأَداتها قال دَنانِيرُنا من نِيرِ ثَوْرٍ ولم تكنْ من الذهب المضروب عند القَسَاطِرِ ويروى من التابَل المضروب جعل الذهب تابَلاً على التشبيه والجمع أَنْيارٌ ونِيرانٌ شآمية التهذيب يقال للخشبة المعترضة على عنقي الثورين المقرونين للحراثة نِيرٌ وهو نير الفَدّان ويقال للحرب الشديدة ذات نِيْرَيْنِ وقال الطرماح عَدَا عن سُلَيْمَى أَنني كلَّ شارِقٍ أَهُزُّ لِحَرْبٍ ذاتِ نِيرَيْنِ أَلَّتي ونِيرُ الطريق ما يتضح منه قال ابن سيده ونير الطريق أُخدود فيه واضح والنائر المُلْقي بين الناس الشرور والنائرة الحقد والعداوة وقال الليث النائرة الكائنة تقع بين القوم وقال غيره بينهم نائرة أَي عداوة الجوهري والنِّيرُ جبل لبني عاضِرَةَ وأَنشد الأَصمعي أَقْبَلْنَ من نِيرٍ ومن سُوَاجِ بالقومِ قد مَلُّوا من الإِدْلاجِ وأَبو بُرْدَةَ بن نِيار رجل من قُضاعة من الصحابة واسمه هانئٌ

( هبر ) الهَبْرُ قطع اللحم والهَبْرَةُ بضعة من اللحم أَو نَحْضَة لا عظم فيها وقيل هي القطعة من اللحم إذا كانت مجتمعة وأَعطيته هَبْرَةً من لحم إذا أَعطاه مجتمعاً منه وكذلك البِضْعَةُ والفِدْرَةُ وهَبَرَ يَهْبُرُ هَبْراً قطع قِطَعاً كباراً وقد هَبَرْت له من اللحم هَبْرَةً أَي قطعت له قِطْعَةً واهْتَبَرَهُ بالسيف إِذا قطعه وفي حديث عمر أَنه هَبَرَ المنافقَ حتى بَرَدَ وفي حديث علي عليه السلام انظروا شَزْراً واضْرِبُوا هَبْراً الهَبْرُ الضرب والقطع وفي حديث الشُّراةِ فَهَبَرْناهم بالسيوف ابن سيده وضَرْبٌ هَبْرٌ يَهْبُرُ اللحم وصف بالمصدر كما قالوا دِرْهَمٌ ضربٌ ابن السكيت ضرب هَبْرٌ أَي يُلْقِي قِطْعَةً من اللحم إِذا ضربه وطعنٌ نَتْرٌ فيه اختلاسُ وكذلك ضربٌ هَبِيرٌ وضربَةٌ هَبِيرٌ قال المتنخل كَلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ يُتِرُّ العَظْمَ سَقَّاطٌ سُراطِي وسيف هَبَّارٌ يَنْتَسِفُ القطعة من اللحم فيقطعه والهِبِرُّ المنقطع من ذلك مثل به سيبويه وفسره السيرافي وجملٌ هَبِرٌ وأَهْبَرُ كثير اللحم وقد هَبِرَ الجمل بالكسر يَهْبَرُ هَبَراً وناقة هَبِرَةٌ وهَبْراءُ ومُهَوْبِرَةٌ كذلك ويقال بعير هَبِرٌ وَبِرٌ أَي كثير الوَبَرِ والهَبْرِ وهو اللحم وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى كَعَصْفٍ مأْكول قال هو الهَبُّورُ قيل هو دُقاقُ الزرع بالنَّبَطِيَّة ويحتمل أَن يكون من الهَبْرِ القَطْع والهُبْرُ مُشاقَةُ الكتان يمانية قال كالهُبْرِ تحتَ الظُّلَّةِ المَرْشُوشِ والهِبْرِيَةُ ما طار من الزَّغَبِ الرقيق من القطن قال في هِبْرِياتِ الكُرْسُفِ المَنْفُوشِ والهِبْرِيَة والهُبارِية ما طار من الريش ونحوه والهِبْرِيَة والإِبْرِيَةُ والهُبارِيَةُ ما تعلق بأَسفل الشعر مثل النخالة من وسخ الرأْس ويقال في رأْسه هِبْرِيَةٌ مثلُ فِعْلِيَةٍ وقول أَوسِ بن حَجَرٍ لَيْثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ كالمَرْزُنانِيِّ عَيَّارٌ بأَوْصالِ قال يعقوب عنى بالهبرية ما يتناثر من القصب والبردي فيبقى في شعره متلبداً وهَوْبَرَتْ أُذُنُه احْتَشَى جَوْفُها وَبَراً وفيها شعر واكْتَسَتْ أَطرافُها وطُرَرُها وربما اكتَسَى أُصولُ الشعر من أَعالي الأُذنين والهَبْرُ ما اطمأَنَّ من الأَرض وارتفع ما حوله عنه وقيل هو ما اطمأَن من الرمل قال عدي فَتَرى مَحانِيَهُ التي تَسِقُ الثَّرَى والهَبْرَ يُونِقُ نَبْتُها رُوَّادَها والجمع هُبُور قال الشاعر هُبُور أَغْواطٍ إِلى أَغْواطِ وهو الهَبيرُ أَيضاً قال زُمَيْلُ بن أُم دينار أَغَرُّ هِجانٌ خَرَّ من بَطْنِ حُرّةٍ على كَفِّ أُخْرَى حُرَّةٍ بِهَبِيرِ وقيل الهبير من الأَرض أَن يكون مطمئناً وما حوله أَرفع منه والجمع هُبْرٌ قال عدي جَعَلَ القُفَّ شمالاً وانْتَحى وعلى الأَيْمَنِ هُبْرٌ وبُرَقْ ويقال هي الصُّخُورُ بين الرَّوابي والهَبْرَةُ خرزة يُؤَخَّذُ بها الرجال والهَوْبَرُ الفهد عن كراع وهَوْبَرٌ اسم رجل قال ذو الرمة عَشِيَّةَ فَرَّ الحارِثِيُّون بعدما قَضَى نَحْبَه من مُلْتَقَى القومِ هَوْبَرُ أَراد ابن هَوْبَر وهُبَيْرَةُ اسم وابنُ هُبَيْرَةَ رجل قال سيبويه سمعناهم يقولون ما أَكثَرَ الهُبَيْراتِ واطَّرَحُوا الهُبَيْرِينَ كراهية أَن يصير بمنزلة ما لا علامة فيه للتأْنيث والعرب تقول لا آتيك هُبَيْرَةَ بنَ سَعْدٍ أَي حتى يَؤُوبَ هُبَيْرَةُ فأَقاموا هُبَيْرَةَ مقام الدَّهْرِ ونصبوه على الظرف وهذا منهم اتساع قال اللحياني إِنما نصبوه لأَنهم ذهبوا به مذهب الصفات ومعناه لا آتيك أَبداً وهو رجل فُقِدَ وكذلك لا آتيك أَلْوَةَ بْنَ هُبَيْرَةَ ويقال إِن أَصله أَن سَعْدَ بنَ زيد مناةَ عُمِّرَ عُمُراً طويلاً وكَبِرَ ونظر يوماً إِلى شائه وقد أُهْمِلَتْ ولم تَرْعَ فقال لابنه هُبَيْرَةَ ارْعَ شاءَك فقال لا أَرعاها سِنَّ الحِسْلِ أَي أَبداً فصار مثلاً وقيل لا آتيك أَلْوَةَ هُبَيْرَةَ والهُبَيْرَةُ الضَّبُعُ الصغيرة أَبو عبيدة من آذان الخيل مُهَوْبَرَةٌ وهي التي يَحْتَشِي جَوْفُها وَبَراً وفيها شعر وتَكْتَسِي أَطرافُها وطُرَرُها أَيضاً الشَّعْرَ وقلما يكون إِلا في روائد الخيل وهي الرَّواعِي والهَوْبَرُ والأَوْبَرُ الكثير الوَبَرِ من الإِبل وغيرها ويقال للكانُونَيْنِ هما الهَبَّارانِ والهَرَّارانِ أَبو عمرو يقال للعنكبوت الهَبُورُ والهَبُونُ وعن ابن عباس رضي الله عنهما في وقوله تعالى فجعلهم كَعَصْفٍ مأْكول قال الهَبُّورُ قال سفيان وهو الذَّرُّ الصغير وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال هو الهَبُّورُ عُصافَةُ الزرع الذي يؤكل وقيل الهَبُّورُ بالنَّبَطيَِّة دُقاق الزرع والعُصافَةُ ما تفتت من ورقه والمأْكول ما أُخذ حبه وبقي لا حب فيه والهَوْبَرُ القِرْدُ الكثير الشعر وكذلك الهَبَّارُ وقال سَفَرَتْ فقلتُ لها هَجٍ فَتَبَرْقَعَتْ فذَكَرْتُ حين تَبَرْقَعَتْ هَبَّارَا وهَبَّار اسم رجل من قريش وهَبَّار وهابِرٌ اسمان والهَبِيرُ موضع والله أَعلم

( هتر ) الهَتْرُ مَزْقُ العِرْضِ هَتَرَه يَهْتِرُه هَتْراً وهَتَّرَه ورجل مُسْتَهْتَرٌ لا يبالي ما قيل فيه ولا ما قيل له ولا ما شُتِمَ به قال الأَزهري قول الليث الهَتْرُ مَزْقُ العرض غير محفوظ والمعروف بهذا المعنى الهَرْت إِلا أَن يكون مقلوباً كما قالوا جَبَذَ وجَذَبَ وأَما الاسْتِهْتارُ فهو الوُلوعُ بالشيء والإِفراط فيه حتى كأَنه أُهْتِرَ أَي خَرِفَ وفي الحديث سبق المُفْرِدُونَ قالوا وما المُفْرِدُونَ ؟ قال الذين أُهْتِرُوا في ذكر الله يَضَعُ الذِّكْرُ عنهم أَثْقالَهُمْ فيأْتون يوم القيامة خِفافاً قال والمُفْرِدُونَ الشيوخُ الهَرْمى معناه أَنهم كَبِرُوا في طاعة الله وماتت لذاتهم وذهب القَرْنُ الذين كانوا فيهم قال ومعنى أُهْتِرُوا في ذكر الله أَي خَرِفُوا وهم يذكرون الله يقال خرف في طاعة الله أَي خَرِفَ وهو يطيع الله قال والمُفْرِدُونَ يجوز أَن يكون عني بهم المُتَفَرِّدُونَ المُتَخَلُّونَ لذكر الله والمُسْتَهْتَرُونَ المُولَعُونَ بالذكر والتسبيح وجاء في حديث آخر هم الذين اسْتُهْتِرُوا بذكر الله أَي أُولِعُوا به يقال اسْتُهْتِرَ بأَمر كذا وكذا أَي أُولِعَ به لا يتحدّثُ بغيره ولا يفعلُ غيرَه وقولٌ هِتْرٌ كَذِبٌ والهِتْرُ بالكسر السَّقَطُ من الكلام والخطأُ فيه الجوهري يقال هِتْرٌ هاتِرٌ وهو توكيد له قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ أَلمَّ خَيالٌ مَوْهِناً من تُماضِرٍ هُدُوّاً ولم يَطْرُقْ من الليل باكرا وكان إِذا ما الْتَمَّ منها بِحاجَةٍ يُراجِعُ هِتْراً من تُماضِرَ هاتِرَا قوله هُدُوّاً أَي بعد هَدْءٍ من الليل ولم يطرق من الليل باكراً أَي لم يطرق من أَوله والْتَمَّ افْتَعَلَ من الإِلمام يريد أَنه إِذا أَلمَّ خَيالُها عاوَدَه خَبالُه فَقْدَ كلامِهِ وقوله يُراجِعُ هِتْراً أَي يعود إِلى أَن يَهْذِيَ بذكرها ورجلٌ مُهْتَرٌ مُخْطِئٌ في كلامه والهُتْرُ بضم الهاء ذهاب العقل من كبر أَو مرض أَو حزن والمُهْتَرُ الذي فَقَدَ عقلَه من أَحد هذه الأَشياء وقد أَهْتَرَ نادرٌ وقد قالوا أَهْتَرَ وأُهْتِرَ الرجلُ فهو مُهْتَرٌ إِذا فقد عقله من الكِبَرِ وصار خَرِفاً وروى أَبو عبيد عن أَبي زيد أَنه قال إِذا لم يَعْقِلْ من الكِبَرِ قيل أُهْتِرَ فهو مُهْتَرٌ والاستهتارُ مثله قال يعقوب قيل لامرأَة من العرب قد أُهْتِرَتْ إِن فلاناً قد أَرسل يَخْطُبُكِ فقالت هل يُعْجِلُني أَن أَحِلَّ ما لَه ؟ أُلَّ وغُلَّ معنى قولها أَن أَحلَّ أَن أَنزل وذلك لأَنها كانت على ظهر طريق راكبة بعيراً لها وابنها يقودها ورواه أَبو عبيد تُلَّ وغُلَّ أَي صُرِعَ من قوله تعالى وتَلَّهُ للجبين وفلان مُسْتَهْتَرٌ بالشراب أَي مُولَعٌ به لا يبالي ما قيل فيه وهَتَره الكِبَرُ والتَّهْتارُ تَفْعال من ذلك وهذا البناء يجاء به لتكثير المصدر والتَّهَتُّرُ كالتَّهْتارِ وقال ابن الأَنباري في قوله فلان يُهاتِرُ فلاناً معناه يُسابُّه بالباطل من القول قال هذا قول أَبي زيد وقال غيره المُهاتَرَةُ القول الذي يَنْقُضُ بعضُه بعضاً وأُهْتِرَ الرجلُ فهو مُهْتَرٌ إِذا أُولِعَ بالقول في الشيء واسْتُهْتِرَ فهو مُسْتَهْتَرٌ إِذا ذهب عقله فيه وانصرفت هِمَمُه إِليه حتى أَكثر القول فيه بالباطل وقال النبي صلي الله عليه وسلم المُسْتَبَّانِ شيطانان يَتَهاتَرانِ ويَتَكاذَبانِ ويَتقاوَلانِ ويَتَقابَحانِ في القول من الهِتْرِ بالكسر وهو الباطل والسَّقَطُ من الكلام وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما اللهم إِني أَعوذ بك أَن أَكون من المُسْتَهْتَرين يقال اسْتُهْتِر فلان فهو مُسْتَهْتَر إِذا كان كثير الأَباطيل والهِتْرُ الباطلُ قال ابن الأَثير أَي المُبْطِلينَ في القول والمُسْقِطِينَ في الكلام وقيل الذين لا يبالون ما قيل لهم وما شتموا به وقيل أَراد المُسْتَهْتَرِينَ بالدنيا ابن الأَعرابي الهُتَيْرَةُ تصغير الهِتْرَةِ وهي الحَمْقَةُ المُحْكَمَةُ الأَزهري التَّهْتارُ من الحُمْقِ والجهل وأَنشد إِن الفَزارِيَّ لا يَنْفَكُّ مُغْتَلِماً من النَّواكَةِ تَهْتاراً بِتَهْتارِ قال يريد التَّهَتُّرَ بالتَّهَتُّرِ قال ولغة العرب في هذه الكلمة خاصة دَهْداراً بِدَهْدارِ وذلك أَن منهم من يجعل بعض التاءات في الصدور دالاً نحو الدُّرْياقِ والدِّخْرِيص لغة في التِّخْرِيص وهما معرّبان والهِتْرُ العَجَبُ والداهية وهِتْرٌ هاتِرٌ على المبالغة وأَنشد بيت أَوس بن حَجَرٍ يراجع هتراً من تماضر هاترا وإِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ أَي داهية دَواهٍ الأزهري ومن أَمثالهم في الداهي المُنْكَرِ إِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ وإِنه لَصِلُّ أَصْلالٍ وتَهاتَرَ القومُ ادّعى كل واحد منهم على صاحبه باطلاً ومضى هِتْرٌ من الليل إِذا مضى أَقَلُّ من نصفه عن ابن الأَعرابي

( هتكر ) التهذب الهَيْتَكُورُ من الرجال الذي لا يستيقظ ليلاً ولا نهاراً

( هتمر ) الهَتْمَرَةُ كثرة الكلام وقد هَتْمَرَ

( هجر ) الهَجْرُ ضد الوصل هَجَره يَهْجُرُه هَجْراً وهِجْراناً صَرَمَه وهما يَهْتَجِرانِ ويَتَهاجَرانِ والاسم الهِجْرَةُ وفي الحديث لا هِجْرَةَ بعد ثلاثٍ يريد به الهَجْر َ ضدَّ الوصلِ يعني فيما يكون بين المسلمين من عَتْبٍ ومَوْجِدَةٍ أَو تقصير يقع في حقوق العِشْرَة والصُّحْبَةِ دون ما كان من ذلك في جانب الدِّين فإِن هِجْرَة أَهل الأَهواء والبدع دائمة على مَرِّ الأَوقات ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إِلى الحق فإِنه عليه الصلاة والسلام لما خاف على كعب ابن مالك وأَصحابه النفاق حين تخلفوا عن غزوة تَبُوكَ أَمر بِهِجْرانهم خمسين يوماً وقد هَجَر نساءه شهراً وهجرت عائشة ابنَ الزُّبَيْرِ مُدَّةً وهَجَر جماعة من الصحابة جماعة منهم وماتوا متهاجرين قال ابن الأَثير ولعل أَحد الأَمرين منسوخ بالآخر ومن ذلك ما جاء في الحديث ومن الناس من لا يذكر الله إِلا مُهاجِراً يريد هِجْرانَ القلب وتَرْكَ الإِخلاص في الذكر فكأَنَّ قلبه مهاجر للسانه غير مُواصِلٍ له ومنه حديث أَبي الدرداء رضي الله عنه ولا يسمعون القرآن إِلا هَجْراً يريد الترك له والإِعراض عنه يقال هَجَرْتُ الشيء هَجْراً إِذا تركته وأَغفلته قال ابن الأَثير رواه ابن قتيبة في كتابه ولا يسمعون القول إِلا هُجْراً بالضم وقال هو الخنا والقبيح من القول قال الخطابي هذا غلط في الرواية والمعنى فإِن الصحيح من الرواية ولا يسمعون القرآن ومن رواه القول فإِنما أَراد به القرآن فتوهم أَنه أَراد به قول الناس والقرآنُ العزيز مُبَرَّأٌ عن الخنا والقبيح من القول وهَجَر فلان الشِّرْك هَجْراً وهِجْراناً وهِجْرَةً حَسَنَةً حكاه عن اللحياني والهِجْرَةُ والهُجْرَةُ الخروج من أَرض إِلى أَرض والمُهاجِرُونَ الذين ذهبوا مع النبي صلي الله عليه وسلم مشتق منه وتَهَجَّرَ فلان أَي تشبه بالمهاجرين وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه هاجِرُوا ولا تَهَجَّروا قال أَبو عبيد يقول أَخْلِصُوا الهِجْرَةَ لله ولا تَشَبَّهُوا بالمهاجِرِينَ على غير صحة منكم فهذا هو التَّهَجُّر وهو كقولك فلان يَتَحَلَّم وليس بحليم ويَتَشَجَّع أَي أَنه يظهر ذلك وليس فيه قال الأَزهري وأَصل المُهاجَرَةِ عند العرب خروجُ البَدَوِيّ من باديته إِلى المُدنِ يقال هاجَرَ الرجلُ إِذا فعل ذلك وكذلك كل مُخْلٍ بِمَسْكَنِه مُنْتَقِلٍ إِلى قوم آخرين بِسُكناهُ فقد هاجَرَ قومَه وسمي المهاجرون مهاجرين لأَنهم تركوا ديارهم ومساكنهم التي نَشَؤُوا بها لله ولَحِقُوا بدار ليس لهم بها أَهل ولا مال حين هاجروا إِلى المدينة فكل من فارق بلده من بَدَوِيٍّ أَو حَضَرِيٍّ أَو سكن بلداً آخر فهو مُهاجِرٌ والاسم منه الهِجْرة قال الله عز وجل ومن يُهاجِرْ في سبيل الله يَجِدْ في الأَرض مُراغَماً كثيراً وسَعَةً وكل من أَقام من البوادي بِمَنادِيهم ومَحاضِرِهم في القَيْظِ ولم يَلْحَقُوا بالنبي صلي الله عليه وسلم ولم يتحوّلوا إِلى أَمصار المسلمين التي أُحدثت في الإِسلام وإِن كانوا مسلمين فهم غير مهاجرين وليس لهم في الفَيْءِ نصيب ويُسَمَّوْنَ الأَعراب الجوهري الهِجْرَتانِ هِجْرَةٌ إِلى الحبشة وهجرة إِلى المدينة والمُهاجَرَةُ من أَرض إِلى أَرض تَرْكُ الأُولى للثانية قال ابن الأَثير الهجرة هجرتان إِحداهما التي وعد الله عليها الجنةَ في قوله تعالى إِن الله اشترى من المؤمنين أَنْفُسَهم وأَموالَهم بأَن لهم الجنَّة فكان الرجل يأْتي النبي صلي الله عليه وسلم ويَدَعُ أَهله وماله ولا يرجع في شيء منه وينقطع بنفسه إِلى مُهاجَرِه وكان النبي صلي الله عليه وسلم يكره أَن يموت الرجل بالأَرض التي هاجر منها فمن ثم قال لكن البائِسُ سَعْدُ بن خَوْلَةَ يَرْثي له أَن ماتَ بمكة وقال حين قدم مكة اللهم لا يَجْعَلْ مَنايانا بها فلما فتحت مكة صارت دار إِسلام كالمدينة وانقطعت الهجرة والهجرة الثانية من هاجر من الأَعراب وغزا مع المسلمين ولم يفعل كما فعل أَصحاب الهجرة الأُولى فهو مهاجر وليس بداخل في فضل من هاجر تلك الهجرة وهو المراد بقوله لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة فهذا وجه الجمع بين الحديثين وإِذا أَطلق ذكر الهجرتين فإِنما يراد بهما هجرة الحبشة وهجرة المدينة وفي الحديث سيكون هِجْرَةٌ بعد هِجْرَة فخيار أَهل الأَرض أَلْزَمُهُمْ مُهاجَرَ إِبراهيمَ المُهاجَرُ بفتح الجيم موضع المُهاجَرَةِ ويريد به الشام لأَن إِبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام لما خرج من أَرض العراق مضى إِلى الشام وأَقام به وفي الحديث لا هِجْرَةَ بعد الفتح ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ وفي حديث آخر لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة قال ابن الأَثير الهِجْرة في الأَصل الاسم من الهَجْرِ ضدِّ الوصلِ وقد هاجَرَ مُهاجَرَةً والتَّهاجُرُ التَّقاطُعُ والهِجِرُّ المُهاجَرَةُ إِلى القُرَى عن ثعلب وأَنشد شَمْطاءُ جاءتْ من بِلادِ الحَرِّ قد تَرَكَتْ حَيَّهْ وقالت حَرِّ ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمِرِّ عَمْداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ تَحْسَبُ أَنَّا قُرُبَ الهِجِرِّ وهَجَرَ الشيءَ وأَهْجَرَه تركه الأَخيرة هذلية قال أُسامة كأَني أُصادِيها على غُبْرِ مانِعٍ مُقَلَّصَةً قد أَهْجَرَتْها فُحُولُها وهَجَر الرجلُ هَجْراً إِذا تباعد ونَأَى الليث الهَجْرُ من الهِجْرانِ وهو ترك ما يلزمك تعاهده وهَجَر في الصوم يَهْجُرُ هِجْراناً اعتزل فيه النكاح ولقيته عن هَجْرٍ أَي بعد الحول ونحوه وقيل الهَجْر السَّنَةُ فصاعداً وقيل بعد ستة أَيام فصاعداً وقيل الهَجْرُ المَغِيب أَيّاً كان أَنشد ابن الأَعرابي لمَّا أَتاهمْ بعد طُولِ هَجْرِه يَسْعَى غُلامُ أَهْلِه بِبِشْرِه يبشره أَي يبشرهم به أَبو زيد لقيت فلاناً عن عُفْرٍ بعد شهر ونحوه وعن هَجْرٍ بعد الحول ونحوه ويقال للنخلة الطويلة ذهبت الشجرة هَجْراً أَي طولاً وعِظماً وهذا أَهْجَرُ من هذا أَي أَطول منه وأَعظم ونخلة مُهْجِرٌ ومُهْجِرَةٌ طويلة عظيمة وقال أَبو حنيفة هي المُفْرِطَةُ الطول والعِظَم وناقة مُهْجِرَةٌ فائقة في الشحم والسَّيْرِ وفي التهذيب فائقة في الشحم والسِّمَنِ وبعير مُهْجِرٌ وهو الذي يَتَناعَتُه الناس ويَهْجُرون بذكره أَي يَنْتَعِتُونه قال الشاعر عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ أَوَّمَه رَوْضُ القِذافِ رَبيعاً أَيَّ تَأْوِيمِ قال أَبو زيد يقال لكل شيء أَفْرَطَ في طول أَو تمام وحُسْنٍ إِنه لمُهْجِرٌ ونخلة مُهْجِرَةٌ إِذا أَفْرَطَتْ في الطول وأَنشد يُعْلى بأَعلى السَّحْق منها
غشاش الهُدْهُدِ القُراقر ... قوله « يعلى إلخ » هكذا بالأصل
قال وسمعت العرب تقول في نعت كل شيء جاوز حَدَّه في التمام مُهْجِرٌ وناقة مُهْجِرَةٌ إِذا وصفت بِنَجابَةٍ أَو حُسْنٍ الأَزهري وناقة هاجِرَة فائقة قال أَبو وَجْزَةَ تُبارِي بأَجْيادِ العَقِيقِ غُدَيَّةً على هاجِراتٍ حانَ منها نُزولُها والمُهْجِرُ النجيب الحَسَنُ الجميل يَتَناعَتُه الناسُ ويَهْجُرون بكره أَي يتناعَتُونه وجارية مُهْجِرَةٌ إِذا وُصِفَتْ بالفَراهَةِ والحُسْنِ وإِنما قيل ذلك لأَن واصفها يخرج من حد المقارب الشكل للموصوف إِلى صفة كأَنه يَهْجُر فيها أَي يَهْذِي الأَزهري والهُجَيرة تصغير الهَجْرة وهي السمينة التامة وأَهْجَرَتِ الجاريةُ شَبَّتْ شباباً حسناً والمُهْجِر الجيد الجميل من كل شيء وقيل الفائق الفاضل على غيره قال لما دَنا من ذاتِ حُسْنٍ مُهْجِر والهَجِيرُ كالمُهْجِرِ ومنه قول الأَعرابية لمعاوية حين قال لها هل من غَدَاء ؟ فقالت نعم خُبْزٌ خَمِير ولَبَنٌ هَجِير وماءٌ نَمِير أَي فائق فاضل وجَمَلٌ هَجْر وكبشٌ هَجْر حسن كريم وهذا المكان أَهْجَر من هذا أَي أَحسن حكاه ثعلب وأَنشد تَبَدَّلْتُ داراً من دِيارِكِ أَهْجَرَا قال ابن سيده ولم نسمع له بفعل فعسى أَن يكون من باب أَحنك الشاتين وأَحنك البعيرين وهذا أَهْجَرُ من هذا أَي أَكرم يقال في كل شيء وينشد وماء يَمانٍ دونه طَلَقٌ هَجْرُ يقول طَلَقٌ لا طَلَقَ مثله والهَاجِرُ الجَيِّدُ الحَسَنُ من كل شيء والهُجْرُ القبيح من الكلام وقد أَهْجَرَ في منطقه إِهْجاراً وهُجْراً عن كراع واللحياني والصحيح أَن الهُجْر بالضم الاسم من الإِهْجار وأَن الإِهْجارَ المصدر وأَهْجَرَ به إِهْجاراً استهزأَ به وقال فيه قولاً قبيحاً وقال هَجْراً وبَجْراً وهُجْراً وبُجْراً إِذا فتح فهو مصدر وإِذا ضم فهو اسم وتكلم بالمَهاجِر أَي بالهُجْر ورماه بِهاجِرات ومُهْجِرات وفي التهذيب بِمُهَجِّرات أَي فضائح والهُجْرُ الهَذيان والهُجْر بالضم الاسم من الإِهْجار وهو الإِفحاش وكذلك إِذا أَكثر الكلام فيما لا ينبغي وهَجَرَ في نومه ومرضه يَهْجُرُ هَجْراً وهِجِّيرَى وإِهْجِيرَى هَذَى وقال سيبويه الهِجِّيرَى كثرة الكلام والقول السيّء الليث الهِجِّيرَى اسم من هَجَر إِذا هَذَى وهَجَر المريضُ يَهْجُر هَجْراً فهو هاجِرٌ وهَجَرَ به في النوم يَهْجُر هَجْراً حَلَمَ وهَذَى وفي التنزيل العزيز مستكبرين به سامِراً تَهْجُرُونَ وتُهْجِرُون فَتُهْجِرُون تقولون القبيح وتَهْجُرُونَ تَهْذُون الأَزهري قال الهاء في قوله عز وجل للبيت العتيق تقولون نحن أَهله وإِذا كان الليلُ سَمَرْتم وهَجَرْتُمُ النبيَّ صلي الله عليه وسلم والقرآنَ فهذا من الهَجْر والرَّفْضِ قال وقرأَ ابن عباس رضي الله عنهما تُهْجِرُون من أَهْجَرْتُ وهذا من الهُجْر وهو الفُحْش وكانوا يسبُّون النبي صلي الله عليه وسلم إِذا خَلَوْا حولَ البيت ليلاً قال الفراء وإِن قُرئَ تَهْجُرون جعل من وقولك هَجَرَ الرجلُ في منامه إِذا هَذَى أَي أَنكم تقولون فيه ما ليس فيه وما لا يضره فهو كالهَذيان وروي عن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه أَنه كان يقول لبنيه إِذا طفتم بالبيت فلا تَلْغُوا ولا تهْجُروا يروى بالضم والفتح من الهُجْر الفُحْش والتخليط قال أَبو عبيد معناه ولا تَهْذُوا وهو مثل كلام المحموم والمُبَرْسَمِ يقال هَجَر يَهْجُر هَجْراً والكلام مَهْجُور وقد هَجَر المريضُ وروي عن إِبراهيم أَنه قال في قوله عز وجل إِنَّ قومي اتَّخَذُوا هذا القرآنَ مَهْجُوراً قال قالوا فيه غير الحق أَلم ترَ إِلى المريض إِذا هجر قال غير الحق ؟ وعن مجاهد نحوه وأَما قول النبي صلي الله عليه وسلم إِني كنت نَهَيْتُكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هُجْراً فإِنَّ أَبا عبيد ذكر عن الكسائي والأَصمعي أَنهما قالا الهُجْرُ الإِفحاش في المنطق والخنا وهو بالضم من الإِهْجار يقال منه يُهْجِرُ كما قال الشماخ كماجِدَةِ الأَعْراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ عليها كلاماً جارَ فيه وأَهْجَرا وكذلك إِذا أَكثر الكلام فيما لا ينبغي ومعنى الحديث لا تقولوا فُحْشاً هَجَر يَهْجُر هَجْراً بالفتح إِذا خلط في كلامه وإِذا هَذَى قال ابن بري المشهور في رواية البيت عند أَكثر الرواة مُبَرَّأَة الأَخلاق عوضاً من قوله كماجدة الأَعراق وهو صفة لمخفوض قبله وهو كأَنَّ ذراعيها ذِراعَا مُدِلَّةٍ بُعَيْدَ السِّبابِ حاوَلَتْ أَن تَعَذَّرا يقول كأَنّ ذراعي هذه الناقة في حسنهما وحسن حركتهما ذراعا امرأَة مُدِلَّة بحسن ذراعيها أَظهرتهما بعد السباب لمن قال فيها من العيب ما ليس فيها وهو قول ابن ضرتها ومعنى تعَذَّر أَي تَعتذر من سوءِ ما رميت به قال ورأَيت في الحاشية بيتاً جُمِعَ فيه هُجْر على هواجِر وهو من الجموع الشاذة عن القياس كأَنه جمع هاجِرَةٍ وهو وإِنَّكَ يا عامِ بنَ فارِس قُرْزُلٍ مُعِيدٌ على قِيل الخنا والهَواجِرِ قال ابن بري هذا البيت لسلمة بن الخُرْشُبِ الأَنماري يخاطب عامر بن طفيل وقُرْزُلُ اسم فرس للطفيل والمعيد الذي يعاود الشيءَ مرة بعد مرة قال وكان عثمان بن جني يذهب إِلى أَن الهواجر جمع هُجْر كما ذكر غيره ويرى « أَنه من الجموع الشاذة كأَنَّ واحدها هاجرة كما قالوا في جمع حاجة حوائج كأَنَّ واحدها حائجة قال والصحيح في هواجر أَنها جمع هاجرة بمعنى الهُجْر ويكون من المصادر التي جاءَت على فاعلة مثل العاقبة والكاذبة والعافية قال وشاهد هاجرة بمعنى الهُجْر قول الشاعر أَنشده المفضل إِذا ما شئتَ نالَكَ هاجِراتِي ولم أُعْمِلْ بِهِنَّ إِليك ساقِي فكما جُمِعَ هاجِرَةٌ على هاجِرات جمعاً مُسَلَّماً كذلك تُجْمَعُ هاجرة على هواجر جمعاً مكسراً وفي الحديث قالوا ما شَأْنُه أَهَجَرَ ؟ أَي اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام أَي هل تغير كلامه واختلط لأَجل ما به من المرض قال ابن الأَثير هذا أَحسن ما يقال فيه ولا يجعل إِخباراً فيكون إِما من الفُحْشِ أَو الهَذَيانِ قال والقائلُ كان عُمَر ولا يظن به ذلك وما زال ذلك هِجِّيراه وإِجْرِيَّاه وإِهْجِيراهُ وإِهْجِيراءَه بالمد والقصر وهِجِّيره وأُهْجُورَتَهُ ودَأْبَه ودَيْدَنَهُ أَي دأْبه وشأْنه وعادته وما عنده غَناءُ ذلك ولا هَجْراؤُه بمعنى التهذيب هِجِّيرَى الرجل كلامه ودأْبه وشأْنه قال ذو الرمة رَمَى فأَخْطَأَ والأَقدارُ غالِبةٌ فانْصَعْنَ والويلُ هِجِّيراه والحَرَبُ الجوهري الهِجِّير مثال الفِسِّيق الدَّأْبُ والعادة وكذلك الهِجِّيرى والإِهْجِيرَى وفي حديث عمر رضي الله عنه ما له هِجِّيرى غيرها هي الدَّأْبُ والعادةُ والدِّيْدَنُ والهَجِير والهَجِيرة والهَجْر والهاجِرَةُ نصف النهار عند زوال الشمس إِلى العصر وقيل في كل ذلك إِنه شدة الحر الجهري هو نصف النهار عند اشتداد الحر قال ذو الرمة وبَيْداءَ مِقْفارٍ يكَادُ ارتِكاضُها بآلِ الضُّحى والهَجْرُ بالطَّرْفِ يَمْصَحُ والتَّهْجِير والتَّهَجُّر والإِهْجارُ السير في الهاجرة وفي الحديث أَنه كان صلي الله عليه وسلم يصلي الهَجِيرَ حين تَدْحَضُ الشمسُ أَراد صلاة الهَجِير يعني الظهر فحذف المضاف وقد هَجَّرَ النهارُ وهَجَّرَ الراكبُ فهو مُهَجِّرٌ وفي حديث زيد بن عمرو وهل مُهَجِّر كمن قالَ أَي هل من سار في الهاجرة كمن أَقام في القائلة وهَجَّرَ القومُ وأَهْجَرُوا وتَهَجَّرُوا ساروا في الهاجرة الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد بأَطْلاحِ مَيْسٍ قد أَضَرَّ بِطِرْقِها تَهَجُّرُ رَكْبٍ واعْتِسافُ خُرُوقِ وتقول منه هَجَّرَ النهارُ قال امرؤ القيس فَدَعْ ذا وسَلِّ الهَمَّ عنك بِجَسْرَةٍ ذَمُولٍ وإِذا صامَ النهارُ وهَجَّرا وتقول أَتَيْنا أَهْلَنا مُهْجِرين كما يقالُ مُوصِلين أَي في وقت الهاجرة والأَصِيل الأَزهري عن أَبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لو يعلم الناسُ ما في التهجير لاسْتَبَقُوا إِليه وفي حديث آخر مرفوع المُهَجِّرُ إِلى الجمعة كالمُهْدي بَدَنَةً قال الأَزهري يذهب كثير من الناس إِلى أَن التَّهْجِيرَ في هذه الأَحاديث من المُهاجَرَة وقت الزوال قال وهو غلط والصواب فيه ما روى أَبو داود المَصاحِفي عن النضر بن شميل أَنه قال التَّهجير إِلى الجمعة وغيرها التبكير والمبادرة إِلى كل شيء قال وسمعت الخليل يقول ذلك قاله في تفسير هذا الحديث يقال هَجَّرَ يُهَجِّرُ تَهْجِيراً فهو مُهَجِّر قال الأَزهري وهذا صحيح وهي لغة أَهل الحجاز ومن جاورهم من قيس قال لبيد رَاحَ القَطِينُ بهَجْرٍ بَعْدَما ابْتَكَرُوا فقرن الهَجْرَ بالابتكار والرواحُ عندهم الذهابُ والمُضيُّ يقال راح القوم أَي خَفُّوا ومَرُّوا أَيَّ وقت كان وقوله صلي الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في التَّهْجِير لاسْتَبَقُوا إِليه أَراد التَّبْكِيرَ إِلى جميع الصلوات وهو المضيّ إِليها في أَوَّل أَوقاتها قال الأَزهري وسائر العرب يقولون هَجَّر الرجل إِذا خرج بالهاجرة وهي نصف النهار ويقال أَتيته بالهَجِير وبالهَجْرِ وأَنشد الأَزهري عن ابن الأَعرابي في نوادره قال قال جِعْثِنَةُ بن جَوَّاسٍ الرَّبَعِيّ في ناقته هلَْ تَذْكُرين قَسَمِي ونَذْري أَزْمانَ أَنتِ بِعَرُوضِ الجَفْرِ إِذ أَنتِ مِضْرارٌ جَوادُ الحُضْرِ عَلَيَّ إِن لم تَنْهَضي بِوِقْري بأَربعين قُدِّرَتْ بِقَدْرِ بالخالديّ لا بصاعِ حَجْرِ وتُصْبِحي أَيانِقاً في سَفْرِ يُهَجِّرُونَ بَهَجِيرِ الفَجْرِ ثُمَّتَ تَمْشي لَيْلَهُمْ فَتَسْري يَطْوُونَ أَعْراضَ الفِجاج الغُبْرِ طَيَّ أَخي التَّجْرِ بُرُودَ التَّجْرِ قال المِضْرارُ التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِقَّها من النشاط قال الأَزهري قوله يُهَجِّرُون بهجير الفجر أَي يبكرون بوقت الفجر وحكى ابن السكيت عن النضر أَنه قال الهاجِرَة إِنما تكون في القيظ وهي قبل الظهر بقليل وبعدها بقليل قال الظهيرة نصف النهار في القيظ حين تكون الشمس بِحِيال رأْسك كأَنها لا تريد أَن تبرح وقال الليث أَهْجَرَ القومُ إِذا صاروا في ذلك الوقت وهَجَّرَ القومُ إِذا ساروا في وقته قال أَبو سيعد الهاجرة من حين نزول الشمس والهُوَيْجِرَةُ بعدها بقليل قال الأَزهري وسمعت غير واحد من العرب يقول الطعام الذي يؤْكل نصف النهار الهَجُورِيُّ والهَجير الحوض العظيم وأَنشد القَناني يَفْري الفَريَّ بالهَجِير الواسِع وجمعه هُجُرٌ وعَمَّ به ابن الأَعرابي فقال الهَجِير الحوض وفي التهذيب الحوض المَبْنِيّ قالت خَنْساء تصف فرساً فمال في الشَّدِّ حثِيثاً كما مال هَجِيرُ الرجُل الأَعْسَرِ تعني بالأَعسر الذي أَساء بناء حوضه فمال فانهدم شبهت الفرس حين مال في عدوه وجَدَّ في حُضْرِه بحوض مُلِئَ فانْثَلَم فسال ماؤه والهَجِيرُ ما يَبِس من الحَمْضِ والهَجِيرُ المتروك وقال الجوهري والهَجِيرُ يَبِيسُ الحَمْضِ الذي كَسَرَتْهُ الماشية وهُجِر أَي تُرِكَ قال ذو الرمة ولم يَبْقَ بالخَلْصاءِ مما عَنَتْ به من الرُّطْبِ إِلاَّ يَبْسُها وهَجِيرُها والهِجارُ حَبْل يُعْقَدُ في يد البعير ورجله في أَحد الشِّقَّيْنِ وربما عُقِدَ في وَظِيفِ اليَدِ ثم حُقِبَ بالطَّرَفِ الآخر وقيل الهِجارُ حبل يُشد في رُسْغ رجله ثم يُشَدُّ إِلى حَقْوِه إِن كان عُرْياناً وإِن كان مَرْحُولاً شُدَّ إِلى الحَقَبِ وهَجَرَ بعيرَه يَهْجُرُه هَجْراً وهُجُوراً شَدَّه بالهِجارِ الجوهري المَهْجُورُ الفحل يُشَدُّ رأْسه إِلى رجله وقال الليث تُشَدُّ يد الفحل إِلى إِحدى رجليه يقال فحل مَهْجُورٌ وأَنشد كأَنَّما شُدَّ هِجاراً شاكِلا الليث والهِجارُ مخالف الشِّكالِ تُشَدُّ به يد الفحل إِلى إِحدى رجليه واستشهد بقوله كأَنما شُدّ هجاراً شاكلا قال الأَزهري وهذا الذي حكاه الليث في الهِجار مقارب لما حكيته عن العرب سماعاً وهو صحيح إِلا أَنه يُهْجَرُ بالهِجار الفَحْلُ وغيره وقال أَبو الهيثم قال نُصَيْرٌ هَجَرْتُ البَكْرَ إِذا ربطت في ذراعه حبلاً إِلى حقوه وقصَّرته لئلا يقدر على العَدْوِ قال الأَزهري والذي سمعت من العرب في الهِجار أَن يؤْخذ فحل ويسوّى له عُرْوتانِ في طرفيه وزِرَّانِ ثم تُشَدَّ إِحدى العروتين في رُسْغ رجل الفرس وتُزَرَّ وكذلك العُرْوَة الأُخرى في اليد وتُزَرَّ قال وسمعتهم يقولون هَجِّرُوا خيلكم وقد هَجَّرَ فلان فرسه والمهجور الفحل يُشدّ رأْسه إِلى رجله وعَدَدٌ مُهْجِر كثير قال أَبو نُخَيْلَةَ هذاك إِسحق وَقِبْصٌ مُهْجِرُ الأَزهري في الرباعي ابن السكيت التَّمَهْجُرُ التَّكَبُّر مع الغنى وأَنشد تَمَهْجَرُوا وأَيُّما تَمَهْجُرِ وهم بَنُو العَبْدِ اللَّئِيمِ العُنْصُرِ والهاجِرِيُّ البَنَّاءُ قال لبيد كعَقْرِ الهاجِرِيِّ إِذا بَناه بأَشْباهٍ حُذِينَ على مِثالِ وهِجارُ القوس وَتَرُها والهِجارُ الوَتَرُ قال على كل ( كذا بياض بالأصل ) من ركوض لها هِجاراً تُقاسِي طائِفاً مُتَعادِيا والهجار خاتم كانت تتخذه الفُرْسُ غَرَضاً قال الأَغلب ما إِنْ رَأَيْنا مَلِكاً أَغارَا أَكْثَرَ منه قِرَةً وقارَا وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجَارَا يصفه بالحِذْق ابن الأَعرابي يقال للخاتم الهِجار والزينة وقول العجاج وغِلْمَتي منهم سَحِيرٌ وبَحِرْ وآبِقٌ من جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ فسره ابن الأَعرابي فقال الهَجِر الذي يمشي مُثْقَلاً ضعيفاً متقارِبَ الخَطْوِ كأَنه قد شدّ بهِجار لا ينبسط مما به من الشر والبلاء وفي المحكم وذلك من شدة السقي وهَجَرٌ اسم بد مذكر مصروف وفي المحكم هَجَرُ مدينة تصرف ولا تصرف قال سيبويه سمعنا من العرب من يقول كجالب التمر إِلى هَجَرٍ يا فَتى فقوله يا فتى من كلام العربي وإِنما قال يا فتى لئلا يقف على التنوين وذلك لأَنه لو لم يقل له يا فتى للزمه أَن يقول كجالب التمر إِلى هجر فلم يكن سيبويه يعرف من هذا أَنه مصروف أَو غير مصروف الجوهري وفي المثل كَمُبْضِع تمر إِلى هَجَرَ وفي حديث عمر عَجِبْتُ لتاجِر هَجَرَ وراكب البحر قال ابن الأَثير هَجَرٌ بلد معروف بالبحرين وإِنما خصها لكثرة وبائها أَي تاجرها وراكب البحر سواء في الخَطَرِ فأَما هَجَرُ التي ينسب إِليها القلال الهَجَرِيَّة فهي قرية من قرى المدينة والنسب إِلى هَجَرَ هَجَرِيٌّ على القياس وهاجِرِيٌّ على غير قياس قال ورُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فيها كَسَحِّ الهاجِرِيِّ جَرِيمَ تمْرِ ومنه قيل للبَنَّاءِ هاجِرِيٌّ والهَجْرُ والهَجِيرُ موضعان وهاجَرُ قبيلة أَنشد ابن الأَعرابي إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيئَةِ هاجَرٌ وهَكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ عُيُونُها وبنو هاجَرَ بطن من ضَبَّة غيره هاجَرُ أَوَّلُ امرأَة جَرَّتْ ذيلها وأَوّل من ثَقَبَتْ أُذنيها وأَوّل من خُفِضَ قال وذلك أَن سارة غضبت عليها فحلفت أَن تقطع ثلاثة أَعضاء من أَعضائها فأَمرها إِبراهيم عليه السلام أَن تَبَرَّ قَسَمَها بِثَقْبِ أُذنَيْها وخَفْضِها فصارت سُنَّةً في النساء

( هدر ) الهَدَرُ ما يَبْطُلُ من دَمٍ وغيره هَدَرَ يَهْدِرُ بالكسر ويَهْدُر بالضم هَدْراً وهَدَراً بفتح الدال أَي بطل وهَدَرْتُه وأَهْدَرْتُه أَنا إِهْداراً وأَهْدَرَه السُّلْطانُ أَبطله وأَباحه ودماؤهم
هَدَرٌ بينهم أَي مُهْتَدَرَةٌ ... قوله « أي مهتدرة » عبارة القاموس مهدرة
مبنياً للمفعول محذوف المثناة الفوقية وتَهادَرَ القوم أَهْدَرُوا دماءهم وذَهَبَ دَمُ فلان هَدْراً وهَدَراً بالتحريك أَي باطلاً ليس فيه قَوَدٌ ولا عَقْلٌ ولم يُدْرَكْ بثأْره وفي الحديث أَن رجلاً عَضَّ يَدَ آخرَ فنَدَرَ سِنُّه فأَهْدَرَه أَي أَبطله وفي الحديث من اطَّلَع في دار بغير إِذن فقد هَدَرَتْ عينُه أَي إِنْ فَقَؤُوها ذهبت باطلةً لا قصاص فيها ولا دية وضَرَبَهُ فهَدَر سَحْرَه أَي أَسْقَطَه وفي الصحاح ضَرَبَهُ فهَدَرَتْ رِئَتُه تَهْدِر هُدُوراً أَي سقطت والهَدْرُ والهادِرُ الساقط الأُولى عن كراع وبنو فلان هَدَرَةٌ وهِدَرَةٌ وهُدَرَةٌ ساقطون ليسوا بشيء قال ابن سيده والفتح أَقيس لأَنه جمع هادِرٍ فهو مثل كافر وكَفَرَةٍ وأَما هِدَرَةٌ فلا يُكَسَّرُ عليه فاعل من الصحيح ولا المعتل إِلا أَنه قد يكون من أَبنية الجموع وأَما هُدَرَةٌ فلا يوافق ما قاله النحويون لأَن هذا بناء من الجمع لا يكون إِلا للمعتل دون الصحيح نحو غُزاة وقُضاة اللهمّ إِلا أَن يكون اسماً للجمع والذي روى هُدَرَةً بالضم إِنما هو ابن الأَعرابي وقد أُنْكِرَ ذلك عليه ورجل هُدَرَةٌ مثال هُمَزة أَي ساقط قال الحُصَين بن بكير الرَّبَعِيُّ إِني إِذا حارَ الجَبانُ الهُدَرَه رَكِبْتُ من قَصْدِ السَّبِيلِ مَنْجَرَه والمَنْجَر الطريق المستقيم قال وهو بالدال هنا أَجود منه بالذال المعجمة وهي رواية أَبي سعيد قال ابن سيده وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث قال الأَزهري هذا الحرف رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي بفتح الهاء وهُدَرَة بضم الهاء وبُدَرَة قال وقال بعضهم واحد الهِدَرَةِ هِدْرٌ مثل قِرْدٍ وقِرَدَةٍ وأَنشد بيت الحصين بن بكير وقال أَبو صخر الهذلي إِذا اسْتَوْسَنَتْ واسْتُثْقِلَ الهَدَفُ الهِدْرُ وقال الباهلي في وقول العجاج وهَدَرَ الجَدُّ من الناسِ الهَدَرْ فَهَدَرَ ههنا معناه أَهْدَر أَي الجَدُّ أَسقط من لا خير فيه من الناس والهَدَرُ الذين لا خير فيهم وهَدَرَ البعيرُ يَهْدِرُ هَدْراً وهَدِيراً وهُدُوراً صَوَّتَ في غير شِقْشِقَةٍ وكذلك الحمام يَهْدِرُ والجَرَّةُ تَهْدِرُ هَدِيراً وتَهْداراً قال الأَخطل يصف خمراً كُمَّتْ ثلاثَةَ أَحوال بِطِينَتِها حتى إِذا صَرَّحَتْ من بعدِ تَهْدارِ وجَرَّةٌ هَدُورٌ بغير هاء قال دَلَفْتُ لهم بباطِيَةٍ هَدُور الجوهري هَدَرَ البعيرُ هدِيراً أَي رَدَّدَ صوته في حَنْجَرَتِه وفي الحديث هَدَرْتَ فأَطْنَبْتَ الهَدِيرُ تَرَدُّدُ صوت البعير في حنجرته وإِبل هَوادِرُ وكذلك هَدَّرَ تَهْدِيراً وفي المثل كالمُهَدِّرِ في العُنَّةِ يُضْرَبُ مَثَلاً للرجل يصيح ويُجَلِّبُ وليس وراء ذلك شيء كالبعير الذي يحبس في الحظيرة ويمنع من الضِّرابِ وهو يُهَدِّرُ قال الوليد بن عقبة يخاطب معاوية قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِمِ المُعَنَّى تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ فما تَرِيمُ وجَرَّة النبيذ تَهْدِرُ وهَدَرَ الطائر وهَدَلَ يَهْدِرُ ويَهْدِلُ هَدِيراً وهَدِيلاً الأَصمعي هَدَرَ الغلام وهدَلَ إِذا صوّت قال أَبو السَّمَيْدَعِ هَدَرَ الغلام إِذا أَراغَ الكلامَ وهو صغير وجَوْفٌ أَهْدَرُ أَي منتفخ وهَدَرَ العَرْفَجُ أَي عَظُمَ نباتُه والهادِرُ اللبنُ الذي خَثُرَ أَعلاه ورَقَّ أَسفله وذلك بعد الحُزُور وهَدَرَ العُشْبُ هَدِيراً كَثُرَ وتَمَّ وقال أَبو حنيفة الهادِرُ من العشب الكثيرُ وقيل هو الذي لا شيء أَطول منه وقد هَدَرَ يَهْدِرُ هُدُوراً وأَرض هادِرَة كثيرة العشب متناهية ابن شميل يقال للبَقْلِ قد هَدَر إِذا بلغ إِناه في الطُّول والعِظَمِ وكذلك قد هَدَرَت الأَرضُ هَدِيراً إِذا انتهى بقلها طولاً والهَدَّارُ موضع أَو واد وفي حديث مُسَيْلِمة ذكر الهَدَّار هو بفتح الهاء وتشديد الدال ناحية باليمامة كان بها مولد مسيلمة وقوله في الحديث لا تتزوّجنَّ هَيْدَرَةً أَي عجوزاً أَدبرت شهوتها وحَرارَتُها وقيل هو بالذال المعجمة من الهَذْر وهو الكلام الكثير والياء زائدة وأَبو الهَدَّار اسم شاعر عن ابن الأَعرابي وأَنشد يَمْتَحِقُ الشيخُ أَبو الهَدَّارِ مثلَ امْتِحاقِ قَمَرِ السِّرارِ الجوهري هَدَرَ الشرابُ يَهْدِرُ هَدْراً وتَهْداراً أَي غلى

( هدكر ) رجل هُداكِرٌ مُنَعَّم وامرأَة هَيْدَكُرٌ وهُدْكُورَةٌ وهَيْدَكُورَة كثيرة اللحم ابن شميل الهَيْدَكُور الشابة من النساء الضخمة الحسنة الدَّلِّ في الشباب وأَنشد بَهْكَنَةٌ هَيْفاءُ هَيْدَكُورُ قال أَبو علي سأَلت محمد بن الحسن عن الهَيْدَكور فقال لا أَعرفه قال وأَظنه من تحريف النَّقلَةِ أَلا ترى إِلى بيت طَرَفَةَ فَهْيَ بَدَّاءُ إِذا ما أَقْبَلَتْ فَخْمَةُ الجِسْمِ رَداحٌ هَيْدَكُرْ فكأَنّ الواو حذفت من هَيْدَكُور ضرورة والهَيْدَكُورُ اللبن الخاثر قال قُلْنَ له اسْقِ عَمَّكَ النَّمِيرَا ولَبَناً يا عَمْرُو هَيْدَكُورَا النضر الهُدَكِرُ أَخْثَرُ اللبنِ ولم يَحْمُضْ جِدًّا وهَيْدَكُورٌ لقب رجل من العرب

( هذر ) الهَذَرُ الكلام الذي لا يُعْبَأُ به هَذرَ كلامُه هَذَراً كثر في الخطإِ والباطل والهَذَرُ الكثير الرديء وقيل هو سَقَطُ الكلام هَذَرَ الرجلُ في منطقه يَهْذِرُ ويَهْذُر هَذْراً بالسكون وتَهْذاراً وهو باء يدل على التكثير والاسم الهَذَرُ بالتحريك وهو الهَذَيانُ والجل هَذِرٌ بكسر الذال قال سيبويه هذا باب ما يكثر فيه المصدر من فَعَلْتُ فَتُلْحِقُ الزوائدَ وتبنيه بناء آخر كما أَنك قلت في فَعَلْتُ فَعَّلْتُ ثم ذكر المصادر التي جاءت على التَّفْعال كالتَّهْذارِ ونحوها قل وليس شيء من هذا مَصْدَرَ فَعَّلْتُ ولكن لما أَردتَ التكسير بنيتَ المصدر على هذا كما بنيت فَعَلْت على فَعَّلت وأَهْذَر الرجلُ في كلامه أَكثر ورجل هِذْرِيانٌ إِذا كان غَثَّ الكلام كثيره الجوهري رجل هِذْرِيانٌ خفيف الكلام والخدمة قال عبد العزيز بن زُرارَةَ الكِلابيُّ يصف كَرَمَهُ وكثرة خَدَمِه فضيوفه يأْكلون من الجَزُورِ التي نحرها لهم على أَيّ نوع يشتهون مما يصنع لهم من مَشْوِيٍّ ومطبوخ وغير ذلك من غير أَن يَتَوَلَّوْا ذلك بأَنفسهم لكثرة خَدَمِهم والمسارعين إِلى ذلك إِذا ما اشْتَهَوْا منها شِواءً سَعَى لهم به هِذْرِيانٌ للكرام خَدُومُ قوله منها أَي من الجزور وحكى ابن الأَعرابي من أَكْثَرَ أَهْذَر أَي جاء بالهَذَرِ ولم يقل أَهْجَرَ ورجل هَذِرٌ وهَذُرٌ وهُذَرَةٌ وهُذُرَّةٌ قال طُرَيْحٌ واتْرُكْ مُعانَدَةَ اللَّجُوجِ ولا تكن بين النَّدِيِّ هُذُرَّةً تَيَّاها وهَذَّار وهَيْذارٌ وهَيْذارَةٌ وهِذْرِيانٌ ومِهْذارٌ قال الشاعر إِنِّي أُذَرِّي حَسَبي أَن يُشْتَما بِهَذْرِ هَذَّارٍ يَمُجُّ البَلْغَما والأُنثى هَذِرَةٌ ومِهْذارٌ والجمع المَهاذِيرُ قال ابن سيده ولا يجمع مِهْذارٌ بالواو والنون لأَن مؤنثه لا يدخله الهاء الأَزهري يقال رجل هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ ومَنْطِقٌ هِذْرِيانٌ أَنشد ثعلب لها مَنْطِقٌ لا هِذْرِيانٌ طَمَى به سَفَاءٌ ولا بادِي الجَفاءِ جَشِيبُ وفي الحديث لا تَتَزَوَّجنَّ هَيْذَرَةً هي الكثيرة الهَذْرِ من
الكلام والميم زائدة ... قوله والميم زائدة هكذا في الأصل وفي النهاية لابن
الاثير ولا أثر لهذا الحرف الزائد في الحديث المرويّ وفي حديث أُم معْبَدٍ لا نَزْرٌ ولا هَذْرٌ أَي لا قليل ولا كثير ابن الأَثير وفي حديث سلمان رضي الله عنه مَلْغاةُ أَوّلِ الليلِ مَهْذَرَةٌ لآخره قال هكذا جاء في رواية وهو من الهَذْر السُّكونِ قال والرواية بالنون وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه ما شَبِعَ رسول الله صلي الله عليه وسلم من الكِسَرِ اليابسة حتى فارق الدنيا وقد أَصبحتم تَهْذِرُونَ الدنيا أَي تتوسعون فيها قال الخطابي يريد تَبْذِيرَ المال وتفريقَه في كل وَجْهٍ قال ويروى وتَهُذُّون وهو أَشبه بالصواب يعني تقتطعونها إِلى أَنفسكم وتجمعونها أَو تُسْرِعُون إِنفاقها

( هذخر ) الأَزهري أُهملت الهاء مع الخاء في الرباعي فلم أَجد فيه شيئاً غير حرف واحد وهو التَّهَذْخُرُ أَنشد بعض اللغويين لكلِّ مَوْلًى طَيْلَسانٌ أَخْضَرُ وكامَخٌ وكَعَكٌ مُدَوَّرُ وطِفْلَةٌ في بَيْتِهِ تهْذَخَرُ أَي تَبَخْتَرُ ويقال تقوم له بأَمر بيته

( هرر ) هَرَّ الشيءَ يَهُرُّه ويَهِرُّه هَرّاً وهَريراً كَرِهَهُ قال المفضل بن المهلب بن أَبي صُفْرَةَ ومَنْ هَرَّ أَطْرافَ القَنَا خَشْيَةَ الرَّدَى فليسَ لمَجْدٍ صالحٍ بِكَسُوبِ وهَرَرْتُه أَي كَرِهْتُه أَهُرُّه وأَهِرُّه بالضم والكسر وقال ابن الأَعرابي أَجِد في وَجْهِهِ هِرَّةً وهَرِيرَةً أَي كراهية الجوهري والهِرُّ الاسم من وقولك هَرَرْتُه هَرّاً أَي كرهته وهَرَّ فلان الكأْسَ والحرْبَ هَرِيراً أَي كرهها قال عنترة حَلَفْنا لهم والخَيْلُ تَرْدي بنا معاً نُزايِلُكُمْ حتى تَهِرُّوا العَوالِيا الرَّدَيانُ ضَرْبٌ من السَّيْرِ وهو أَن يَرْجُمَ الفَرَسُ الأَرضَ رَجْماً بحوافره من شدَّة العَدْوِ وقوله نزايلكم هو جواب القسم أَي لا نزايلكم فحذف لا على حدِّ قولهم تالله أَبْرَحُ قاعداً أَي لا أَبرح ونزايلكم نُبارِحُكُمْ يقال ما زايلته أَي ما بارحته والعوالي جمع عاليةِ الرمح وهي ما دون السِّنان بقدر ذراع وفلان هَرَّهُ الناسُ إِذا كرهوا ناحِيته قال الأَعشى أَرَى الناسَ هَرُّونِي وشُهِّرَ مَدْخَلِي ففي كلِّ مَمْشًى أَرْصُدُ الناسَ عَقْربَا وهَرَّ الكلبُ إِليه يَهِرُّ هَرِيراً وهِرَّةً وهَرِيرُ الكلبِ صوته وهو دون النُّبَاحِ من قلة صبره على البرد قال القَطَامِيُّ يصف شدَّة البرد أَرى الحَقَّ لا يعْيا عَلَيَّ سبيلُه إِذا ضافَنِي ليلاً مع القُرِّ ضائِفُ إِذا كَبَّدَ النجمُ السَماءَ بشَتْوَةٍ على حينَ هَرَّ الكلبُ والثَّلْجُ خاشِفُ ضائف من الضيف وكَبَّدَ النجمُ السماءَ يريد بالنجم الثريا وكَبَّدَ صار في وسط السماء عند شدَّة البرد وخاشف تسمع له خَشْفَة عند المشي وذلك من شدة البرد ابن سيده وبالهَرِيرِ شُبِّهَ نَظَرُ بعض الكُماةِ إِلى بعض في الحرب وفي الحديث أَنه ذكر قارئ القرآن وصاحب الصدقة فقال رجل يا رسول الله أَرأَيْتَكَ النَّجْدَةَ التي تكون في الرجل ؟ فقال ليستْ لها بِعِدْلٍ إِن الكلب يَهِرُّ من وراءِ أَهله معناه أَن الشجاعة غَرِِيزة في الإِنسان فهو يَلقَى الحروبَ ويقاتل طبعاً وحَمِيَّةً لا حِسبَةً فضرب الكلب مثلاً إِذ كان من طبعه أَن يَهِرَّ دون أَهله ويَذُبَّ عنهم يريد أَنَّ الجهاد والشجاعة ليسا بمثل القراءَة والصدقة يقال هَرَّ الكلبُ يَهِرُّ هَرِيراً فهو هارٌّ وهَرَّارٌ إِذا نَبَحَ وكَشَرَ عن أَنيابه وقيل هو صوته دون نُباحه وفي حديث شُرَيْحٍ لا أَعْقِلُ الكلبَ الهَرَّارَ أَي إِذا قتل الرجلُ كلبَ آخر لا أُوجب عليه شيئاً إِذا كان نَبَّاحاً لأَنه يؤْذي بِنُباحِه وفي حديث أَبي الأَسود المرأَة التي تُهارُّ زوجَها أَي تَهِرُّ في وجهه كما يَهِرُّ الكلب وفي حديث خزيمة وعاد لها المَطِيُّ هارّاً أَي يَهِرُّ بعضها في وجه بعض من الجهد وقد يطلق الهرير على صوت غير الكلب ومنه الحديث إِني سمعت هَرِيراً كَهَرِيرِ الرَّحَى أَي صوت دورانها ابن سيده وكلب هَرَّارٌ كثير الهَرِير وكذلك الذئب إِذا كَشَرَ أَنيابه وقد أَهَرَّه ما أَحَسَّ به قال سيبويه وفي المثل شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ وحَسُنَ الابتداءُ بالنكرة لأَنه في معنى ما أَهَرَّ ذا ناب إِلاَّ شَرٌّ أَعني أَنَّ الكلام عائد إِلى معنى النفي وإِنما كان المعنى هذا لأَن الخبرية عليه أَقوى أَلا ترى أَنك لو قلت أَهَرَّ ذا نابٍ شَرٌّ لكنت على طرف من الإِخبار غير مؤَكدف فإِذا قلت ما أَهَرَّ ذا نابٍ إِلاَّ شَرٌّ كان أَوْكَدَ أَلا ترى أَن قولك ما قام إِلاَّ زيد أَوْ كَدُ من قولك قام زيد ؟ قال وإِنما احتيج في هذا الموضع إِلى التوكيد من حيث كان أَمراً مُهِماً وذلك أَن قائل هذا القول سمع هَرِيرَ كلب فأَضاف منه وأشفق لاستماعه أَن يكون لطارِقِ شَرٍّ فقال شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ أَي ما أَهَرَّ ذا ناب إِلاَّ شَرٌّ تعظيماً للحال عند نفسه وعند مُستَمِعِه وليس هذا في نفسه كأَن يطرقه ضيف أَو مسترشد فلما عناه وأَهمه أَكد الإِخبار عنه وأَخرجه مخرج الإِغاظ به وهارَّه أَي هَرَّ في وجهه وهَرْهَرْتُ الشيءَ لغة في مَرْمَرْتُه إِذا حَرَّكْتَه قال الجوهري هذا الحرف نقلته من كتاب الاعْتِقابِ لأَبي تُرابٍ من غير سماع وهرَّت القوسُ هَرِيراً صَوَّتَتْ عن أَبي حنيفة وأَنشد مُطِلٌّ بِمُنْحاةٍ لها في شِمالِه هَرِيرٌ إِذا ما حَرَّكَتْه أَنامِلُهْ والهِرُّ السِّنَّوْرُ والجمع هِرَرَةٌ مثل قِرْدٍ وقِرَدَةٍ والأُنثى هِرَّةٌ بالهاء وجمعها هِرَرٌ مثل قِرْبةٍ وقِرَبِ وفي الحديث أَنه نهى عن أَكل الهرِّ وثَمَنِه قال ابن الأَثير وإِنما نهى عنه لأَنه كالوحشيِّ الذي لا يصح تسليمه وأَنه يَنْتابُ الدُّورَ ولا يقيم في مكان واحد فإِن حبس أَو ربط لم ينتفع به ولئلا يتنازع الناس فيه إِذا انتقل عنهم وقيل إِنما نهى عن الوحشي منه دون الإِنسي وهِرّ اسم امرأَة من ذلك قال الشاعر أَصَحَوْتَ اليومَ أَمْ شاقَتْكَ هِرُّ ؟ وهَرَّ الشِّبْرِقُ والبُهْمَى والشَّوْكُ هَرّاً اشتدَّ يُبْسُه وتَنَفَّشَ فصار كأَظفار الهِرِّ وأَنيابه قال رَعَيْنَ الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حتى إِذا ما هَرَّ وامْتَنَعَ المَذاقُ وقولهم في المثل ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ قيل معناه ما يعرف من يَهُرُّه أَي يكرهه ممن يَبَرُّه وهو أَحسن ما قيل فيه وقال الفَزاريُّ البِرُّ اللُّطف والهِرُّ العُقُوق وهو من الهَرِيرِ ابن الأَعرابي البِرُّ الإِكرام والهِرُّ الخُصُومَةُ وقيل الهِرُّ ههنَا السِّنَّوْرُ والبِرُّ الفأْر وقال ابن الأَعرابي لا يعرف هاراً من باراً لو كُتِبَتْ له وقيل أَرادوا هِرْهِرْ وهو سَوْقُ الغنم وبِرْبِرْ وهو دعاؤُها وقيل الهِرُّ دهاؤُها والبِرُّ سَوْقُها وقال أَبو عبيد ما يعرف الهَرْهَرَةَ من البَرْبَرَةِ الهَرْهَرَةُ صوت الضأْن والبَرْبَرَةُ صوتُ المِعْزَى وقال يونس الهِرُّ سَوْقُ الغنم والبِرُّ دعاءُ الغنم وقال ابن الأَعرابي الهِرُّ دعاءُ الغنم إِلى العَلَفِ والبِرُّ دعاؤُها إِلى الماء وهَرْهَرْتُ بالغنم إِذا دعوتها والهُرارُ داءٌ يأْخُذُ الإِبلَ مثلُ الوَرَمِ بين الجلد واللحم قال غَيْلانُ بن حُرَيْث فإِلاَّ يكن فيها هُرارٌ فإِنَّني بِسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائِفُ أَي خائِفٌ سِلاَّ والباء زائدة تقول منه هُرَّتِ الإِبِلُ تُهَرُّ هَرّاً وبعير مَهْرُورٌ أَصابه الهُرارُ وناقة مَهْرُورَةٌ قال الكميت يمدح خالد بن عبد الله القَسْرِيَّ ولا يُصادفْنَ إِلاَّ آجِناً كَدِراً ولا يُهَرُّ به منهنَّ مُبْتَقِلُ قوله به أَي بالماء يعني أَنه مَريءٌ ليس بالوَبِيءِ وذكر الإِبِلَ وهو يريد أَصحابها قال ابن سيده وإِنما هذا مثل يَضْرِبُه يخبر أَن الممدوح هنيءُ العطية وقيل هو داء يأْخذها فَتَسْلَحُ عنه وقيل الهُرارُ سَلْحُ الإِبل من أَيِّ داءٍ كان الكسائيُّ والأُمَوِيُّ من أَدواءِ الإِبل الهُرَارُ وهو استطلاق بطونها وقد هَرَّتْ هَرّاً وهُراراً وهَرَّ سَلْحُه وأَرَّ اسْتَطْلَقَ حتى مات وهَرَّهُ هو وأَرَّهُ أَطلقه من بطنه الهمزة في كل ذلك بدل من الهاء ابن الأَعرابي هَرَّ بِسَلْحِهِ وهَكَّ به إِذا رمى به وبه هُرارٌ إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُه حتى يموت والهَرَّارَانِ نَجْمانِ قال ابن سيده الهَرَّارانِ النَّسْرُ الواقِعُ وقلبُ العقرب قال شُبَيْلُ بن عَزْرَةَ الضُّبَعِيُّ وساق الفَجْرُ هَرَّارَيْهِ حتى بدا ضَوْآهُما غَيْرَ احتِمالِ وقد يفرد في الشعر قال أَبو النجم يصف امرأَة وَسْنَى سَخُونٌ مَطْلَعَ الهَرَّارِ والهَرُّ ضَرْبٌ من زجر الإِبل وهِرٌّ بلد وموضع قال فَوَالله لا أَنْسَى بلاءً لقيتُه بصَحْراءِ هِرٍّ ما عَدَدْتُ اللَّيالِيا ورأْس هِرّ موضع في ساحل فارسَ يرابَطُ فيه والهُرُّ والهُرّهُورُ والهَرْهارُ والهُراهِرُ الكثير من الماءِ واللَّبَنِ وهو الذي إِذا جَرى سمعت له هَرْهَرْ وهو حكاية جَرْيِهِ الأَزهري والهُرْهُورُ الكثير من الماءِ واللبن إِذا حلبته سمعت له هَرْهَرَةً وقال سَلْمٌ تَرَى الدَّالِيَّ منه أَزْوَرا إِذا يَعُبُّ في السَّرِيِّ هَرْهَرَا وسمعت له هَرْهَرَةً أَي صوتاً عند الحَلْب والهَرُورُ والهُرْهُورُ ما تناثر من حب العُنْقُود زاد الأزهري في أَصل الكَرْم قال أَعرابي مررت على جَفنةٍ وقد تحركت سُرُوغُها بقُطُوفها فَسَقَطَتْ أَهْرارُها فأَكلتُ هُرْهُورَةً فما وقعت ولا طارت قال الأَصمعي الجفنة الكَرْمَة والسُّروغُ قضبان الكرم واحدها سَرْغٌ رواه بالغين والقطوف العناقيد قال ويقال لما لا ينفع ما وَقَعَ ولا طارَ وهرّ يَهُرُّ إِذا أَكل الهَرُور وهو ما يتساقط من الكرم وهَرْهَرَ إِذا تَعَدَّى ابن السكيت يقال للناقة الهَرِمَة هِرْهِرٌ وقال النضر الهِرْهِرُ الناقة التي تَلْفِظُ رَحِمُها الماءَ من الكِبَر فلا تَلْقَحُ والجمع الهَراهِرُ وقال غيره هي الهِرْشَفَّةُ والهِرْدِشَةُ أَيضاً ومن أَسماءِ الحيات القَزَازُ والهِرْهِيرُ ابن الأَعرابي هَرَّ يَهَرُّ إِذا ساءَ خُلُقُه والهُرْهُور ضرب من السُّفُن ويقال للكانُونَيْنِ هما الهَرَّارانِ وهما شَيْبان ومِلْحانُ وهَرْهَرَ بالغنم دعاها إِلى الماءِ فقال لها هَرْهَرْ وقال يعقوب هَرْهَرَ بالضأْن خصها دون المعز والهَرْهَرَةُ حكاية أَصوات الهند في الحرب غيره والهَرْهَرَةُ والغَرْغَرَةُ يحكى به بعض أَصوات الهند والسِّنْدِ عند الحرب وهَرْهرَ دعا الإِبل إِلى الماءِ وهَرْهَرةُ الأَسد تَرْديدُ زئِيرِه وهي الي تسمى الغرغرة والهَرْهَرَةُ الضحك في الباطل ورجل هَرْهارٌ ضَحَّاك في الباطل الأَزهري في ترجمة عقر التَّهَرْهُرُ صوت الريح تَهَرْهَرَتْ وهَرْهَرَتْ واحدٌ قال وأَنشد المؤَرِّجُ وصِرْتَ مملوكاً بِقاعٍ قَرْقَرِ يَجْري عليك المُورُ بالتَّهَرْهُرِ يا لك من قُنْبُرَةٍ وقُنْبُرِ كنتِ على الأَيَّام في تَعَقُّرِ أَي في صر وجلادة والله أَعلم

( هزر ) الهَزْرُ والبَزْرُ شدة الضرب بالخشب هَزَرَهُ هَزْراً كما يقال هَطَرَة وهَبَجَهُ ابن سيده هَزَرَه يَهْزِرُهُ هَزْراً بالعصا ضربه بها على جنبه وظهره ضرباً شديداً الجوهري هَزَرَه بالعصا هَزَرات أَي ضربه وفي حديث وَفْدِ عبد القيس إِذا شرب قام إِلى ابن عمه فَهَزَر ساقَه الهَزْرُ الضرب الشديد بالخشب وغيره وهو مَهْزُورٌ وهَزِيرٌ والهَزْرُ الغَمْزُ الشديد هَزَرَهُ يَهْزِرُه هَزْراً فيهما ورجل مِهْزَر بكسر الميم وذو هَزَراتٍ وذو كَسَراتٍ يُغْبَنُ في كل شيءٍ قال إِلاَّ تَدَعْ هَزَراتٍ لستَ تاركها تُخْلَعْ ثِيابُكَ لا ضأْنٌ ولا إِبلُ يقول لا يبقى له ضَأْن ولا إِبل الفرّاء في فلان هَزَراتٌ وكَسَراتٌ ودَغَوات ودَغَيات كله الكسل والهُزَيْرَة تصغير الهَزْرَةِ وهي الكسل التام والهَزْرُ في البيع التَّقَحُّمُ فيه والإِغلاء وقد هَزَرْتُ له في بيعه هَزْراً أَي أَغلبت له والهازِرُ المُشْتَري المُقَحِّمُ في البيع ورجل هِزْرٌ مغبون أَحمق يطمع به والهَزْرَةُ والهَزَرَةُ الأَرض الرقيقة والهُزَرُ قبيلة من اليمن يُبِّتُوا فَقُتِلُوا والهُزَرُ موضع قال أَبو ذؤَيب لقالَ الأَباعدُ والشَّامِتُو ن كانوا كَليْلَةِ أَهلِ الهُزَرْ يعني تلك القبيلة أَو ذلك الموضع وقال بعضهم الهُزَرُ ثَمُودُ حيث أُهلكوا فيقال كما باد أَهلُ الهُزَرِ وقال الأَصمعي هي وقعة كانت لهم منكرة ومَهْزُورٌ واد بالحجاز وفي الحديث أَنه قضى في سيل مَهْزُورٍ أَن يُحْبَسَ حتى يبلغ الماء الكعبين قال ابن الأَثير مَهْزُورٌ وادي بني قُرَيْظَة بالحجاز قال فأَما بتقديم الراء على الزاي فموضع سوق المدينة تصدق به رسول الله صلي الله عليه وسلم على المسلمين وهَيْزَرٌ اسم والهَزَوَّرُ الضعيف زعموا

( هزبر ) الهِزْبْرُ من أَسماء الأَسد والهَزَنْبَرُ والهَزَنْبَرانُ الحديد السَّيِّءُ الخُلُقِ وقال ابن السكيت رجل هَزَنْبَرٌ وهَزَنْبَران أَي حديد وثَّابٌ ابن الأَعرابي ناقة هِزَبْرَةٌ صُلْبَةٌ وأَنشد هِزَبْرَةٌ ذاتُ نَسِيبٍ أَصْهَبَا

( هزمر ) الهَزْمَرَةُ الحركة الشديدة وهَزْمَرَه عَنَّفَ به

( هسر ) ابن الأَعرابي قال الهُسَيْرةُ تصغير الهُسْرَةِ وهم قرابات الرجل من طرفيه أَعمامُه وأَخوالُه

( هشر ) الهَشْرُ خِفَّة الشيء ورِقَّتُه ورجل هَيْشَرٌ رِخْوٌ ضعيف طويل والهَيْشَرُ والهَيْشُور شجر وقيل نبات رِخْوٌ فيه طول على رأْسه بُرْعُومَةٌ كأَنه عنق الرَّأْلِ قال ذو الرمة يصف فراخ النَّعام كأَن أَعْناقَها كُرَّاثُ سائِفَةٍ طارَتْ لَفائِفُه أَوْ هَيْشَرٌ سُلُبُ أَي مَسْلُوبُ الورق وقال الراجز باتتْ تَعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيم
لُبايَةً من هَمِقٍ هَيْشُور ... قوله « لباية » بموحدة فمثناة تحتية بينهما
ألف كذا بالأصل ونسخة من القاموس شرح عليها السيد مرتضى وصوَّبها وفي نسخ من الصحاح والقاموس لبابة بموحدتين وفي رواية هَيْشُوم وقيل الهيشور شجر ينبت في الرمل يطول ويستوي وله كمأَة البَزْرُ في رأْسه والسائفة ما استرق من الرمل غيره الهَيْشَرُ كَنْكَرُ البَرِّ ينبت في الرمال ابن الأَعرابي الهُشَيْرَةُ تصغير الهُشْرَةِ وهي البَطَرُ وفي النوادر شجرة هَشُورٌ وهَشِرَةٌ وهَمُورٌ وهَمِرَةٌ إِذا كان ورقها يسقط سريعاً وقال أَبو حنيفة من العُشْب الهَيْشَرُ وله ورقة شاكَةٌ فيها شَوْكٌ ضخم وهو يُسَمِّقُ وزهرته صفراء وتطولُ له قصبةٌ من وسطه حتى تكون أَطول من الرجل واحدته هَيْشَرَةٌ
والمِهْشارُ من الإِبل التي تَضْبعُ قَبْلَها ... قوله « التي تضبع قبلها » أي
تشتهي الفحل قبل الابل ووقع في القاموس التي تضع أي من الوضع قبلها أي بضمتين وخطأه شارحه وصوّت ما في اللسان وصوّب وتَلْقَحُ في أَوّل ضَرْبَة ولا تُمارِنُ والمَهْشُورُ من الإِبل المُحْتَرِقُ الرِّئَةِ

( هصر ) الهَصْرُ الكسْرُ هَصَرَ الشيءَ يَهْصِرُه هَصْراً جَبَذَه وأَماله واهْتَصَرَه أَبو عبيدة هَصَرْتُ الشيء ووَقَصْتُه إِذا كسرته والهَصْرُ عطف الشيء الرَّطْبِ كالغصن ونحوه وكَسْرُه من غير بَيْنُونَةٍ وقيل هو عَطْفُك أَيَّ شيء كان هَصَرَه يَهْصِرُه هَصْراً فانْهَصَرَ واهْتَصَرَه فاهْتَصَر الجوهري هَصَرْتُ الغُصْنَ وبالغُصْنِ إِذا أَخذت برأْسه فأَملته إِليك وفي الحديث كان إِذا رَكَعَ هَصَرَ ظَهْرَه أَي ثناه إِلى الأَرض وأَصل الهَصْرِ أَن تأْخذ برأْس عود فتثنيَه إِليك وتَعْطِفَه وفي الحديث لما بنى مسجدَ قُباءٍ رفع حَجَراً ثقيلاً فَهَصَرَه إِلى بطنه أَي أَضافه وأَماله وقال أَبو حنيفة الانْهِصار والاهْتِصار سُقُوط الغصن على الأَرض وأَصله في الشجرة واستعاره أَبو ذؤيب في العرض فقال وَيْلُ مّ قَتْلى فُوَيْقَ القَاعِ من عُشَرٍ من آل عُجْرَةَ أَمْسَى جَدُّهُمْ هَصِرَا التهذيب اهْتَصَرْتُ النخلة إِذا ذَلَّلْت عُذُوقَها وسَوَّيْتَها وقال لبيد جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنُوءُ به من الكَوافِرِ مَهْضُومٌ ومُهْتَصَرُ ويروى مَكْمُومٌ أَي مُغَطًّى وفي الحديث أَنه كان مع أَبي طالب فنزل تحت شجرة فَتَهَصَّرَتْ أَغصانُ الشجرة أَي تَهَدّلَتْ عليه والهَيْصَرُ الأَسدُ والهَصَّارُ الأَسد وأَسدٌ هُصُورٌ وهَصَّارٌ وهَيْصَرٌ وهَيْصارٌ ومِهْصارٌ وهُصَرَةٌ وهُصَرٌ ومُهْتَصِرٌ يَكْسِرُ ويُمِيلُ من ذلك أَنشد ثعلب وخَيْل قد دَلَفْتُ لها بِخَيْلٍ عليها الأُسْدُ تَهْتَصِرُ اهْتِصارَا وفي حديث ابن أُنَيْسٍ كأَنه الرِّئْبالُ الهَصُورُ أَي الأَسد الشديد الذي يَفْتَرِسُ ويَكْسِرُ ويجمع على هَواصِرَ وفي حديث عمرو بن مرة ودارَتْ رَحاها باللُّيُوثِ الهواصِرِ وفي حديث سَطِيح فربما أَضْحَوْا بِمنْزِلَةٍ
تَهابُ صَوْلَهُمُ الأَُسْدُ الهَواصِيرُ ... كذا بياض بالأصل
جمع مِهْصارٍ وهو مفعال منه والهَصْرُ شدّة الغَمْزِ ورجل هَصِرٌ وهُصَرٌ وهَصَرَ قرْنَه يَهْصِرُه هَصْراً غمزه والهَصْرُ أَن تأْخذ برأْس شيء ثم تكسره إِليك من غير بينونة وأَنشد لامرئ القيس ولما تَنازَعْنا الحَدِيثَ وأَسْمَحَتْ هَصَرْتُ بغُصْنٍ ذي شَمارِيخ مَيَّالِ قوله تنازعنا الحديث أَي حَدّثَتْنِي وحَدَّثْتُها وأَسْمَحَتْ انقادت وتَسَهَّلَتْ بعد صعوبتها وهَصَرْتُ جذبت وأَراد بالغصن جِسْمَها وقَدَّها في تَثَنِّيهِ ولينه كتثني الغصن وشبه شعرها بشماريخ النخل في كثرته والتفافه والمُهاصِريُّ ضَرْبٌ من البُرُود وفي التهذيب من برود اليمن والهَصْرَةُ والهَصَرَةُ خَرَزَة يُؤَخَّذُ بها الرجال وهاصِرٌ وهَصَّارٌ ومُهاصِر أَسماء

( هطر ) هَطَرَ الكلبَ يَهْطِرُه هَطْراً قتله بالخشب قال الليث هَطَرَه يَهْطِرُه هَطْراً كما يُهَيِّجُ الكلبَ بالخشبة ابن الأَعرابي الهَطْرَةُ تَذَلُّلُ الفقير للغنيّ إِذا سأَله

( هعر ) الهَيْعَرَةُ من النساء التي لا تستقر من غير عفة كالعَيْهَرَة والفعل كالفعل وقال الليث هَيْعَرَتِ المرأَةُ وتَهَيْعَرَت إِذا كانت لا تستقر في مكان قال أَبو منصور كأَنه عنده مقلوب من العَيْهَرَةِ لأَنه جعل معناهما واحداً وترجم الأَزهري بعد هذه ترجمة أُخرى وأَعاد هذه الترجمة وقال قال بعضهم الهَيْعَرُونُ الداهية ويقال للعجوز المُسِنَّة هَيْعَرُونٌ سميت بالداهية قال ولا أَحُقُّ الهَيْعَرُونَ ولا أُثْبِتُه ولا أَدري ما صحته

( هقر ) الهَقَوَّرُ الطويل الضَّخْمُ الأَحمقُ ويقال للرجل الطويل العظيم الجسم هِرطالٌ وهِرْدَبَّةٌ وهَقَوَّر وقَنَوَّرٌ وأَنشد أَبو عمرو لِنجادٍ الخَيْبَرِيِّ ليس بِجِلْحابٍ ولا هَقَوَّرِ لكنه البُهْتُرُ وابْنُ البُهْتُرِ عِضٌّ لَئِيمُ المُنْتَمى والعُنْصُرِ الجلحات الكثير الهم والبُهْتُرِ القصير لغة في البُحْتُر والعِضُّ العَسِرُ يقال غَلَقٌ عِضٌّ إِذا كان لا يكاد ينفتح والهُقَيْرَةُ تصغير الهَقْرَةِ وهو وجع من أَوجاع الغنم

( هكر ) الهَكْرُ العَجَبُ وقيل الهَكْرُ أَشدُّ العجبِ هَكِرَ يَهْكَرُ هَكَراً وهِكْراً فهو هَكِرٌ اشتدَّ عَجَبُه مثال عَشِقَ يَعشَقُ عِشْقاً وعَشَقاً قال أَبو كَبِير الهذلي أَزُهَيْرُ وَيْحَكِ لِلشَّبابِ المُدْبِرِ والشَّيْبُ يَغْشَى الرأْسَ غَيْرَ المُقْصِرِ فَقَدَ الشَّبابَ أَبوكِ إِلا ذِكْرَه فاعْجَبْ لذلك رَيْبَ دَهْرٍ واهْكَرِ بدأَ بخطاب ابنته زهيرة ثم رجع فخاطب نفسه فقال اعجب لذلك واهْكَر أَي تعجب أشدّ العجب والهَكِرُ المُتَعَجِّبُ وفي حديث عمر والعجوز أَقبلت من هَكْرانَ وكَوكَبٍ هما جبلان معروفان ببلاد العرب وفيه مَهْكَرَة أَي عُجْبٌ والهَكُرُ والهَكِرُ الناعِسُ وقد هَكِرْتُ أَي نَعِسْتُ وهَكِرَ الرجلُ هَكَراً سَكِرَ من النوم وقيل اشتد نومه وقيل هو أَن يعتريه نُعاس فتسترخي عظامه ومفاصله وتَهَكَّرَ تَحَيَّرَ وهَكْرٌ وهَكِرٌ موضع قال امرؤ القيس لَدَى أَو كَبَعْضِ دُمى هَكِرْ وقد يجوز أَن يكون أَراد دُمى هَكْرِ فنقل الحركة للوقف كما حكاه سيبويه من قولهم هذا البَكُرْ ومن البَكِرْ قال الأَزهري هَكِرٌ موضع أَو دَيْرٌ قال أُراه رُومِيًّا وأَنشد بيت امرئ القيس

( همر ) الهَمْرُ الصَّبُّ ... قوله « الهمر الصب » بابه ضرب ونصر كما في
القاموس غيره الهَمْرُ صَبُّ الدمع والماء والمطر هَمَرَ الماءُ والدَّمْعُ يَهْمِرُ هَمْراً صَبَّ قال ساعدة بن جؤية وجاءَ خَلِيلاه إِليها كِلاهما يَفِيضُ دُموعاً لا يَرِيثُ هُمُورُها وانْهَمَرَ كَهَمَر فهو هامِرٌ ومُنْهَمِرٌ سال وهَمَرَ الماءَ والدمعَ وغيره يَهْمِرُه هَمْراً صَبَّه والهَمْرَة الدُّفْعَةُ من المطر والهَمَّارُ السحاب السَّيَّال قال أَناخَتْ بهَمَّارِ الغَمامِ مُصَرِّحٍ يَجُودُ بمطلُوقٍ من الماءِ أَصْحَمَا وهَمَرَ الكلام يَهْمِرُه هَمْراً أَكثر فيه ورجل مِهْمارٌ كثير الكلام والهَمْرُ شدة العَدْوِ وهَمَرَ الفرسُ الأَرضَ يَهْمِرُها هَمْراً واهْتَمَرها وهو شدة ضربه إِياها بحوافره وأَنشد عَزَازَة ويَنْهَمِرنَ ما انْهَمَرْ وهَمَرَ ما في الضَّرْع أَي حلَبَه كله وهَمَرَ له من ماله أَي أَعطاه ورجل هَمَّارٌ ومِهْمارٌ ومِهْمَر أَي مِهْذارٌ يَنْهَمِرُ بالكلام وقال يمدح رجلاً بالخَطابَةِ تَرِيغُ إِليه هَوادي الكلام إِذا خَطِلَ النَّثِرُ المِهْمَرُ الأَزهري الهَمَّارُ النَّمَّامُ قال الأَزهري صوابه الهَمَّاز بالزاي فأَما الهَمَّارُ فالمِكْثارُ والمِهْمارُ الذي يَهْمِرُ عليك الكلامَ هَمْراً أَي يكثر واهْتَمَر الفرسُ إِذا جرى والهَمرَى الصَّخَّابة من النساء والهَمْرَةُ والدَّمْدَمَةُ وقيل الدَّمْدَمَةُ بغضب وهَمَرَ الغُزْرُ الناقةَ يَهْمِرُها هَمْراً جَهَدَها وحكى بعضهم هَمَزَها وليس بصحيح والهَمِرُ واليَهْمُورُ من أَسماء الرمال قال الشاعر من الرِّمالِ هَمِرٌ يَهْمُورُ وقال الشاعر يُهامِرُ السَّيْلَ ويُولي الأَخْشَبَا والهَمْرَةُ خَرَزَة الحُبِّ يُستعطف بها الرجالُ يقال يا هَمْرَةُ اهْمِرِيه ويا غَمْرَةُ اغْمُرِيِه إِن أَقبل فَسُرِّيه وإِن أَدبر فَضُرِّيه ورجل هَمِر غليظ سمين وبنو هَمْرة بطن وبنو هُمَيْر بطن منهم

( هنر ) الهَنْرَةُ وَقْبَةُ الأُذُنِ المليحة لم يحكها غير صاحب العين وقال الأَزهري يقال هَنَرْتُ الثوبَ بمعنى أَنَرْتُه أَهَنِيرُه وهو أَن تُعَلِّمَه قاله اللحياني هنبر الهِنْبِرَةُ الأَتان وهي أُم الهِنْبِرِ وأُم الهِنْبِرِ الضبع في لغة بني فَزارة قال الشاعر القتال الكلابي واسمه عبيد بن المُصَرِّجي يا قاتَلَ اللهُ صبياناً تَجيءُ بِهِمْ أُمُّ الهُنَيْبِرِ من زَنْدٍ لها وَاري من كُلِّ أَعْلَمَ مَشْقُوقٍ وَتِيرَتُهُ لم يُوفِ خَمْسَةَ أَشْبارٍ بشَبَّار ويروى يا قبح الله ضبعاناً وفي شعره من زند لها حاري والحاري الناقص والواري السمين والأَعلم المشقوق الشفة العليا والوتيرة إِطار الشفة وأَبو الهِنْبِر الضِّبْعانُ وقول الشاعر ملقينَ لا يَرْمُونَ أُمَّ الهِنْبِرِ الأَصمعي هي الضبع وغيره هي الحِمَارَةُ الأَهلية والأَصمعي الهِنْبِرُ مثل الخِنْصِرِ ولد الضَّبُعِ والهِنْبِرُ الجحش ومنه قيل للأَتان أُم الهِنْبِرِ ابن سيده هو الهِنْبِرُ والهِنَّبْرُ الثور والفرس وهو أَيضاً الأَديم الرديء وأَنشد ابن الأَعرابي يا فَتًى ما قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبُو بٍ ولا من قُوارَةِ الهِنَّبْرِ قال الهِنَّبر ههنا الأَديم وفي حديث كعب في صفة الجنة فقال فيها هَنابِيرُ مسك يبعث الله تعالى عليها ريحاً تسمى المُثيرَةَ فَتُثِير ذلك المسكَ على وجوههم وقالوا الهَنابِيرُ والنَّهابيرُ رمال مُشْرِفَةٌ واحدتها نُهْبورة وهُنْبُورة وقيل في قوله فيها هنابير مسك وقيل أَراد أَنابير جمع أَنبار قلبت الهمزة هاء وهي كُثْبانٌ مُشْرِفَة أُخذ من انْتِبار الشيء وهو ارتفاعه والأَنْبار من الطعام مأْخوذ منه

( هنبر ) الهِنْبِرَةُ الأَتان وهي أُم الهِنْبِرِ وأُم الهِنْبِرِ الضبع في لغة بني فَزارة قال الشاعر القتال الكلابي واسمه عبيد بن المُصَرِّجي يا قاتَلَ اللهُ صبياناً تَجيءُ بِهِمْ أُمُّ الهُنَيْبِرِ من زَنْدٍ لها وَاري من كُلِّ أَعْلَمَ مَشْقُوقٍ وَتِيرَتُهُ لم يُوفِ خَمْسَةَ أَشْبارٍ بشَبَّار ويروى يا قبح الله ضبعاناً وفي شعره من زند لها حاري والحاري الناقص والواري السمين والأَعلم المشقوق الشفة العليا والوتيرة إِطار الشفة وأَبو الهِنْبِر الضِّبْعانُ وقول الشاعر ملقينَ لا يَرْمُونَ أُمَّ الهِنْبِرِ الأَصمعي هي الضبع وغيره هي الحِمَارَةُ الأَهلية والأَصمعي الهِنْبِرُ مثل الخِنْصِرِ ولد الضَّبُعِ والهِنْبِرُ الجحش ومنه قيل للأَتان أُم الهِنْبِرِ ابن سيده هو الهِنْبِرُ والهِنَّبْرُ الثور والفرس وهو أَيضاً الأَديم الرديء وأَنشد ابن الأَعرابي يا فَتًى ما قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبُو بٍ ولا من قُوارَةِ الهِنَّبْرِ قال الهِنَّبر ههنا الأَديم وفي حديث كعب في صفة الجنة فقال فيها هَنابِيرُ مسك يبعث الله تعالى عليها ريحاً تسمى المُثيرَةَ فَتُثِير ذلك المسكَ على وجوههم وقالوا الهَنابِيرُ والنَّهابيرُ رمال مُشْرِفَةٌ واحدتها نُهْبورة وهُنْبُورة وقيل في قوله فيها هنابير مسك وقيل أَراد أَنابير جمع أَنبار قلبت الهمزة هاء وهي كُثْبانٌ مُشْرِفَة أُخذ من انْتِبار الشيء وهو ارتفاعه والأَنْبار من الطعام مأْخوذ منه

( هنزمر ) الهِنْزَمْرُ والهِنْزَمْنُ والهِيزَمْنُ كلها عيد من أَعياد النصارى أَو سائر العجم وهي أَعجمية قال الأَعشى إِذا كان هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما

( هور ) هارَه بالأَمرِ هَوْراً أَزَنَّه وهُرْتُ الرجلَ بما ليس عنده من خير إِذا أَزْنَنْتَه أَهُورُه هَوْراً قال أَبو سعيد لا يقال ذلك في غير الخبر وهارَه بكذا أَي ظنه به قال أَبو مالك بن نُوَيْرَة يصف فرسه رَأَى أَنَّني لا بالكثير أَهُورُه ولا هُوَ عَنِّي في المُواساةِ ظاهرُ أَهُورُه أَي أَظن القليلَ يكفيه يقال هو يُهارُ بكذا أَي يُظَنُّ بكذا وقال آخر يصف إِبلاً قد عَلِمَتْ جِلَّتُها وخُورُها أَني بِشِرْبِ السُّوءِ لا أَهُورُها أَي لا أَظن أَن القليل يكفيها ولكن لها الكثير ويقل هُرْتُ الرجلَ هَوْراً إِذا غَشَتشْتَه وهُرْتُه بالشيء اتَّهَمْتُه به والاسم الهُورَةُ وهارَ الشيءَ حَزَرَه وقيل للفَزارِيِّ ما القطعة من الليل ؟ فقال حُزْمَةٌ يَهُورُها أَي قطعة يَحْزُرها وهُرْتُه حملته على الشيء وأَردته به وضَرَبَه فَهارَه وهَوَّره إِذا صرعه وهارَ النباءَ هَوْراً هَدَمَه وهار البناءُ والجُرْفُ يَهُورُ هَوْراً وهُؤُوراً فهو هائِرٌ وهارٍ على القلب

( هير ) هارَ الجُرْفُ والبِناءُ وتَهَيَّرَ انهدم وقيل إِذا انصدع الجرف من خلفه وهو ثابت بعد في مكانه فقد هارَ فإِذا سقط فقد انْهارَ وتَهَيَّر وهَيَّرْتُ الجُرْفَ فَتَهَيَّر لغة في هَوَّرْتُه ورجل هَيارٌ يَنْهار كما يَنْهار الرمل قال كثيِّر فما وَجَدُوا منكَ الضَّريبَةَ هَدَّةً هَيَاراً ولا سَقْطَ الأَلِيَّةِ أَخْرَما والهَيْرَةُ الأَرضُ السهلة وهِيرٌ وهَيْرٌ وهَيِّرٌ من أَسماء الصَّبا وكذلك إِيْرٌ وأَيْرٌ وأَيِّرٌ وقيل هِيْرٌ وإِيْرٌ من أَسماء الشَّمال والهائر الساقط والراهي المستقيم والهَوْرَةُ الهَلَكَةُ يقال اسْتَيْهِرْ بإِبلك واقْتَيِلْ وارْتَجِعْ أَي استبدل بها إِبلاً غيرها واقتيل هو افْتَعِلْ من المُقايَلَةِ في البيع المبادلة ومضى هِيْرٌ من الليل أَي أَقل من نصفه عن ابن الأَعرابي وحكي فيه هِتْرٌ وقد ذكر وهِيْرُورٌ ضرب
( * قوله « وهيرور ضرب إلخ » بكسر الهاء بضبط الأصل وضبط في القاموس بفتحها وتكلم الشارح عليهما وعزا الأول لأئمة اللغة ) من التمر والذي حكاه أَبو حنيفة هِيْرُونُ بضم النون فإِن كان ذلك فهو يحتمل أَن يكون فِعْلُوناً وفِعْلُولاً واليَهْيَرُّ الحجر الصُّلْبُ الأَحمر الحجرُ اليَهْيَرُّ الصُّلْبُ ومنه سمي صمغ الطلْح يَهْيَرّاً وقيل هي حجارة أَمثال الأَكف وقيل هو حجر صغير قال وربما زادوا فيه الأَلف فقالوا يَهْيَرَّى قالوا وهو من أَسماءِ الباطل ابن شميل قيل لأَبي أَسلم ما الثَّرَّةُ اليَهْيَرَّةُ الأَخلاف ؟ ؟ فقال الثَّرَّةُ السَّاهِرَة العِرْقِ تسمع زَمِيرَ شَخْبِها وأَنت من ساعة قال واليَهْيَرَّةُ التي يسيل لبنها من كثرته وناقة ساهرة العروق كثيرة اللبن وقال أَبو حنيفة اليَهْيَرُّ مشدد الصَّمْغة الكبيرة وأَنشد قد مَلَؤُوا بُطونَهُمْ يَهْيَرَّا واليَهْيَرُّ واليَهْيَرَّى الماءُ الكثير وذهب ماله في اليَهْيَرَّى أَي الباطل أَبو الهيثم ذهب صاحبك في اليَهْيَرَّى أَي في الباطل شمر ذهب في اليَهْيَرِّ أَي في الريح ويقال للرجل إِذا سأَلته عن شيء فأَخطأَ ذهبتَ في اليَهْيَرَّى وأَين تذهبْ تذهبْ في اليَهْيَرَّى وأَنشد لما رأَتْ شيخاً لها دَوْدَرَّى في مثلِ خَيْطِ العِهِنِ المُعَرَّى طَلَّتْ كأَنَّ وجْهَها يَحْمَرَّا تَرْبُدُ في الباطلِ واليَهْيَرَّى والدَّوْدَرَّى من وقولك فرس دَرِيرٌ أَي جواد والدليل عليه قوله في مثل خيط العهن المعرى يريد الخُدْرُوفَ وزعم أَبو عبيدة أَن اليَهْيَرَّى الحجارة واليَهْيَرُّ الكذب وقولهم أَكذبُ من اليَهْيَرِّ هو السراب الليث اليَهْيَرُّ اللَّجَاجَةُ والتَّمادِي في الأَمر تقول استيهر وأَنشد وقَلْبُكَ في اللَّهْو مُستَيْهِرُ
( * قوله « وقلبك إلخ » صدره كما في شرح القاموس عن الصاغاني « صحا العاشقون وما تقصر » )
الفراء يقال قد اسْتَيْهَرْتُ أَنكم قد اصطلحتم مثل استيقنت قال أَبو تراب سمعت الجعفريين أَنا مُسْتَوْهِرٌ بالأَمر مستيقن السلميّ مُسْتَيهِرٌ واليَهْيَرُّ دُوَيْبَّة أَعظم من الجُرَذِ تكون في الصحاري واحدته يَهْيَرَّة وأَنشد فَلاةٌ بها اليَهْيَرُّ شُقْراً كأَنها خُصَى الخَيْلِ قد شُدَّتْ عليها المَسامِرُ واختلفوا في تقديرها فقالوا يَفْعَلّةٌ وقالوا فَيْعَلَّةٌ وقالوا فَعْلَلَّةٌ ابن هانئ اليَهْيَرُّ شجرة واليَهْيَرُ بالتخفيف الحنظل وهو أَيضاً السَّمُّ واليَهْيَرُ صَمْغُ الطَّلْحِ عن أَبي عمرو قال سيبويه أَما يَهْيَرُّ مشدد فالزيادة فيه أَولى لأَنه ليس في الكلام فَعْيَلُّ وقد نقل ما أَوَّله زيادة ولو كانت يَهْيَرُّ مخففة الياء كانت الأُولى هي الزائدة أَيضاً لأَن الياء إِذا كانت أَوَّلاً بمنزلة الهمزة وأَنشد أَبو عمرو في اليَهْيَرِّ صَمْغِ الطَّلْحِ أَطْعَمْتُ رَاعِيَّ من اليَهْيَرِّ فَظَلَّ يَعْوِي حَبَطاً بِشَرِّ خَلْفَ اسْتِهِ مثلَ نَقِيق الهِرِّ وهو يَفْعَلُّ لأَنه ليس في الكلام فَعْيَلُّ قال ابن بري أَسقط الجوهري ذكر تَيْهُور للرمل الذي يَنْهار لأَنه يحتاج فيه إِلى فضل صنعة من جهة العربية وساهدُ تَيْهورٍ للرمل المُنْهارِ قول العجاج إِلى أَراطٍ ونَقاً تَيْهُورِ وزنه تَفْعُول والأَصل فيه تَهْيُور فقدِّمت الياء التي هي عين إِلى موضع الفاء فصار تَيْهُوراً فهذا إِن جعلت تَيهُوراً من تَيَهَّرَ الجُرُفُ وإِن جعلته من تَهَوَّر كان وزنه فَيْعُولاً لا تَفْعُولاً ويكون مقلوب العين أَيضاً إِلى موضع الفاء والتقدير فيه بعد القلب وَيْهُور ثم قلبت الواو تاء كما قلبت في تَيْقُور وأَصله وَيْقُور من الوَقار كقول العجاج فإِن يكن أَمْسى البِلَى تَيْقورِي أَي وَقاري قال وكثيراً ما تبدل التاء من الواو في نحو تُراثٍ وتُجاهٍ وتُخَمَة وتُقًى وتُقاةٍ وقد ذكرنا نحن التَّيْهُورَ في فصل التاء كما ذكره ابن سيده وغيره

( وأر ) وَأَرَ الرجلَ يَئِرُه وأْراً فَزَّعَهُ وذَعَرَه قال لبيد يصف ناقته تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُوأَرْ بها شُعْبَةُ السَّاقِ إِذا الظِّلُّ عَقَل ومن رواه لم يُؤْرَ بها جعله من قولهم الدابةُ تَأْري الدابة إِذا انضمت إِليها وأَلفت معها مَعْلَفاً واحداً وآرَيْتُها أَنا وهو من الآرِيِّ ووَأَرَ الرجلَ أَلقاه على شَرٍّ واسْتَوْأَرَتِ الإِبلُ تتابعت على نِفارٍ وقيل هو نِفارُها في السهل وكذلك الغنم والوحش قال أَبو زيد إِذا نفرت الإِبل فَصَعَّدَتِ الجَبَلَ فإِذا كان نِفارُها في السَّهْلِ قيل اسْتَأْوَرَت قال هذا كلام بني عقيل قال الشاعر ضَمَمْنا عليهم حُجْرَتَيْهِمْ بِصادِقٍ من الطَّعْنِ حتى استأْوَرُوا وتَبَدَّدُوا ابن الأَعرابي الوَائرُ الفَزِعُ والإِرَةُ مَوْقِدُ النار وقيل هي النار نفسها والجمع إِراتٌ وإِرُون على ما يَطَّرِدُ في هذا النحو ولا يُكَسَّرُ ووَأَرَها ووَأَرَ لها وَأْراً وإِرةً عمل لها إِرَةً قال أَبو حنيفة الوُؤْرةُ في وزن الوُعْرَةِ حُفْرَة المَلَّةِ والجمع وُأَرٌ مثل وُعَرٍ ومنهم من يقول أُوَرٌ مثل عُوَرٍ صَيَّرُوا الواو لما انضمت همزة وصيروا الهمزة التي بعدها واواً والإِرَةُ شحمة السَّنام والإِرَةُ أَيضاً لحم يطبخ في كرش وفي الحديث أُهْدِيَ لهم إِرَةٌ أَي لحم في كرش ابن الأَعرابي الإِرَةُ النار والإِرَةُ الحُفْرة للنار والإِرَةُ اسْتِعارُ النار وشدَّتها والإِرَةُ الخَلْعُ وهو أَن يُغْلَى اللحم والخل إِغلاءً ثم يحمل في الأَسفار والإِرَةُ القَدِيدُ ومنه خبر بلال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمعكم شيءٌ من الإِرَةِ أَي القديد قال أَبو عمرو هو الإِرَةُ والقَدِيدُ والمُشَنَّقُ والمُشَرَّقُ والمُتَمَّرُ والموحر والمفرند
( * قوله « والموحر والمفرند » كذا بالأصل ) والوَشِيقُ ويقال ائْتِنا بِإِرَةٍ أَي بنارٍ والإِرَةُ العداوة أَيضاً وأَنشد لِمُعالِجِ الشَّحْناءِ ذي إِرَةٍ وقال أَبو عبيد الإِرَةُ الموضع الذي تكون فيه الخُبْزَةُ قال وهي المَلَّةُ قال والخبزة هي المَلِيلُ وأَرض وَئِرَةٌ مثل فَعِلَةٍ وهي شديدة الأُوارِ وهو الحَرُّ قال وهي مقلوبة الليث يقال من الإِرَةِ وأَرْتُ إِرَة وهي إِرَةٌ مَوْؤُورَةٌ قال وهي مُسْتَوْقَدُ النار تحت الحَمَّامِ وتحت أَتُّونِ الجِرارِ والحَصَّاصَةِ إِذا حَفَرْتَ حُفْرَة لإِيقاد النار يقال وأَرْتُها أَئِرُها وأْراً وإِرَةً التهذيب الوِئارُ الممدّدة وهي مَخاضُ الطين
( * قوله « وهي مخاض الطين » عبارة القاموس محافر الطين ) الذي يُلاطُ به الحِياض قال بذي وَدَعٍ يَحُلُّ بكُلّ وَهْدٍ رَوايا الماء يَظَّلِمُ الوِئارا

( وبر ) الوَبَرُ صوف الإِبل والأَرانب ونحوها والجمع أَوْبارٌ قال أَبو منصور وكذلك وَبَرُ السَّمُّور والثعالب والفَنَكِ الواحدة وَبَرَةٌ وقد وَبِرَ البعير بالكسر وحاجى به ثعلبةُ بن عبيد فاستعمله للنحل فقال شَتَتْ كَثَّةَ الأَوْبارِ لا القُرَّ تَتَّقي ولا الذِّئْبَ تَخْشى وهي بالبَلَدِ المُفْضي يقال جمل وَبِرٌ وأَوْبَرُ إِذا كان كثير الوَبَرِ وناقة وَبِرَةٌ ووَبْراءُ وفي الحديث أَحَبُّ إِليّ من أَهل الوَبَرِ والمَدَرِ أَي أَهل البوادي والمُدْنِ والقُرى وهو من وَبَرِ الإِبل لأَن بيوتهم يتخذونها منه والمَدَرُ جمع مَدَرَة وهي البِنْيَةُ وبناتُ أَوْبَرَ ضَرْبٌ من الكمأَة مُزْغِبٌ قال أَبو حنيفة بناتُ أَوبَرَ كَمْأَةٌ كأَمثال الحصى صِغارٌ يَكنَّ في النقص من واحدة إِلى عشر وهي رديئة الطعم وهي أَول الكمأَة وقال مرة هي مثل الكمأَة وليست بكمأَة وهي صغار الأَصمعي يقال للمُزْغِبَةِ من الكمأَة بناتُ أَوْبَرَ واحدها ابن أَوبر وهي الصغار قال أَبو زيد بناتُ الأَوْبَرِ كمأَةٌ صغار مُزْغِبَةٌ على لون التراب وأَنشد الأَحمر ولقد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلاً ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ أَي جنيت لك كما قال تعالى وإِذا كالوهم أَو وَزَنُوهم قال الأَصمعي وأَما قول الشاعر ولقد نهيتك عن بنات الأَوبر فإِنه زاد الأَلف واللام للضرورة كقول الراحز باعَدَ أُمَّ العَمْرِ من أَسِيرِها وقول الآخر يا ليتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صاحبي يريد أَنه عمرو فيمن رواه هذا وإِلا فالأَعرف يا ليت أُم الغَمْرِ قال وقد يجوز أَن يكون أَوْبَرُ نكرةً فعرّفه باللام كما حكى سيبويه أَن عُرْساً من ابن عُرْسٍ قد نكره بعضهم فقال هذا ابن عُرْسٍ مقبلٌ وقال أَبو حنيفة يقال إِن بني فلان مثل بَناتِ أَوْبَر يظن أَن فيهم خيراً ووَبَّرَتِ الأَرنبُ والثعلب تَوْبِيراً إِذا مشى في الخُزُونَةِ ليخفى أَثره فلا يتبين وفي حديث الشُّورى رواه الرِّياشِيُّ أَن الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته لا تُوَبِّرُوا آثارَكم فَتُولِتُوا ديْنَكُمْ وفي حديث عبد الرحمن يوم الشُّورى لا تَغْمِدوا السيوف عن أَعدائكم فَتُوَبِّرُوا آثارَكم التَّوْبِيرُ التَّعْفِيَةُ ومَحْوُ الأَثر قال الزمخشري هو من تَوْبِير الأَرنب مَشْيِها على وَبَرِ قوائمها لئلا يُقْتَصَّ أَثَرُها كأَنه نهاهم عن الأَخذ في الأَمر بالهُوَيْنا قال ويروى بالتاء وهو مذكور في موضعه رواه شمر لا تُوَتِّرُوا آثاركم ذهب به إِلى الوَتْرِ والثَّأْرِ والصواب ما رواه الرياشي أَلا ترى أَنه يقال وَتَرْتُ فلاناً أَتِرُه من الوَتْرِ ولا يقال أَوْتَرْتُ ؟ التهذيب إِنما يُوَبِّرُ من الدواب التُّفَهُ وعَناقُ الأَرض والأَرنبُ ويقال وَبَّرَتِ الأَرنب في عَدْوها إِذا جمعت بَراثِنَها لِتُعَفِّيَ أَثَرَها قال أَبو منصور والتَّوْبِيرُ أَن تَتْبَعَ المكانَ الذي لا يَسْتَبِين فيه أَثَرُها وذلك أَنها إِذا طُلِبَتْ نظرت إِلى صَلابة من الأَرض وحَزْنٍ فَوَثَبَتْ عليه لئلا يستبين أَثرها لصلابته قال أَبو زيد إِنما يُوَبِّرُ من الدواب الأَرنبُ وشيءٌ آخرُ لم نحفظه وَوَبَّرَ الرجلُ في منزله إِذا أَقام حيناً فلم يبرح التهذيب في ترجمة أَبر أَبَّرْتُ النخلَ أَصلحته وروي عن أَبي عمرو بن العلاء قال يقال نخل قد أُبِّرَتْ ووُبِرتْ وأُبِرَتْ ثلاث لغات فمن قال أُبِّرَتْ فهي مؤَبَّرَةٌ ومن قال وُبِرَتْ فهي مَوْبُورَةٌ ومن قال أُبِرَتْ فهي مأُبُورَةٌ أَي مُلَقَّحَةٌ والوَبْرُ بالتسكين دُوَيْبَّة على قدر السِّنَّوْرِ غبراء أَو بيضاء من دواب الصحراء حسنة العينين شديدة الحياء تكون بالغَوْرِ والأُنثى وَبْرَةٌ بالتسكين والجمع وَبْرٌ ووُبُورٌ ووِبارٌ ووِبارَةٌ وإِبارةٌ قال الجوهري هي طَحْلاء اللون لا ذَنَبَ لها تَدْجُنُ في البيوت وبه سمي الرجل وَبْرَةَ وفي حديث أَبي هريرة وَبْرٌ تَحَدَّرَ من قُدُومِ ضأْنٍ
( * قوله « من قدوم ضأن » كذا ضبط بالأصل بضم القاف وضبط في النهاية بفتحها ونبه ياقوت في المعجم على أنهما روايتان ) الوَبْرُ بسكون الباء دويبة كما حليناها حجازية وإِنما شبهه بالوَبْرِ تحقيراً له ورواه بعضهم بفتح الباء من وَبَرِ الإِبلِ تحقيراً له أَيضاً قال والصحيح الأَول وفي حديث مجاهد في الوَبْرِ شاةٌ يعني إِذا قتلها المحرم لأَن لها كَرِشاً وهي تَجْتَرُّ ابن الأَعرابي فلان أَسْمَجُ من مُخَّةِ الوَبْرِ قال والعرب تقول قالت الأَرنبُ للوَبْرِ وَبْر وَبْر عَجُزٌ وصَدْر وسائرك حَقْرٌ نَقْر فقال لها الوَبْرُ أَرانِ أَرانْ عَجُزٌ وكَتِفانْ وسائركِ أُكْلَتانْ ووَبَّرَ الرجلُ تَشَرَّدَ فصار مع الوَبْرِ في التَّوَحُّشِ قال جرير فما فارقْتُ كِنْدَةَ عن تَراضٍ وما وَبَّرْتُ في شعبي ارْتِعابا أَبو زيد يقال وَبَّرَ فلانٌ على فلانٍ الأَمرَ أَي عَمَّاه عليه وأَنشد أَبو مالك بيت جرير أَيضاً
وما وَبَّرْتُ في شُعَبَى ارتعابا ... ويُروى ارتغاباً كما في ديوان جرير
قال يقول ما أَخفيت أَمرك ارتعاباً أَي اضطراباً وأُمُّ الوَبْرِ اسم امرأَة قال الراعي بأَعلامِ مَرْكُوزٍ فَعَنْزٍ فَغُرَّبٍ مَغاني أُمِّ الوَبْرِ إِذ هي ما هيا وما بالدار وابِرٌ أَي ما بها أَحد قال ابن سيده لا يستعمل إِلا في النفي وأَنشد غيره فَأُبْتُ إِلى الحيّ الذين وراءَهمْ جَرِيضاً ولم يُفْلِتْ من الجيشِ وابِرُ والوَبْراءُ نبات ووَبارِ مثل قَطام أَرض كانت لعاد غلبت عليها الجن فمن العرب من يجريها مجرى نَزالِ ومنهم من يجريها مجرى سُعادَ وقد أُعرب في الشعر وأَنشد سيبويه للأَعشى ومَرَّ دَهرٌ على وَبارِ فَهَلَكَتْ جَهْرَةً وبارُ قال والقوافي موفوعة قال الليث وَبارِ أَرضٌ كانت من مَحالِّ عادٍ بين اليمن ورمال يَبْرِينَ فلما هلكت عاد أَورث الله ديارهم الجنَّ فلا يتقاربها أَحد من الناس وأَنشد مِثْل ما كان بَدْءُ أَهلِ وَبارِ وقال محمد بن إِسحق بن يسار وبَارِ بلدة يسكنها النَّسْنَاسُ والوَبْرُ يوم من أَيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء وقيل إِنما هو وَبْر بغير أَلف ولام تقول العرب صِنٌّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهما وَبْر وقد يجوز أَن يكونوا قالوا ذلك للسجع لأَنهم قد يتركون للسجع أَشياء يوجبها القياس وفي حديث أُهبانَ الأَسْلَمِيّ بينا هو يَرْعَى بِحرَّةِ الوَبْرَةِ هي بفتح الواو وسكون الباء ناحية من أَعراض المدينة وقيل هي قرية ذات نخيل ووَبَرٌ ووَبَرَةُ اسمان ووَبْرَةٌ لصٌّ معروف عن ابن الأَعرابي

( وتر ) الوِتْرُ والوَتْرُ الفَرْدُ أَو ما لم يَتَشَفَّعْ من العَدَدِ وأَوْتَرَهُ أَي أَفَذَّهُ قال اللحياني أَهل الحجاز يسمون الفَرْدَ الوَتْرَ وأَهل نجد يكسرون الواو وهي صلاة الوِتْرِ والوَتْرِ لأَهل الحجاز ويقرؤُون والشَّفْعِ والوتْر والكسر لتميم وأَهل نجد يقرؤُون والشفع والوَتْرِ وأَوْتَرَ صَلَّى الوتر وقال اللحياني أَوتر في الصلاة فعدّاه بفي وقرأَ حمزة والكسائي والوتِر بالكسر وقرأَ عاصم ونافع وابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر والوَتر بالفتح وهما لغتان معروفتان وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أَنه قال الوتر آدم عليه السلام والشَّفْع شُفِعَ بزوجته وقيل الشع يوم النحر والوتر يوم عرفة وقيل الأَعداد كلها شفع ووتر كثرت أَو قلت وقيل الوتر الله الواحد والشفع جميع الخلق خلقوا أَزواجاً وهو قول عطاء كان القوم وتراً فَشَفَعْتهم وكانوا شَفْعاً فَوَتَرْتهم ابن سيده وتَرَهُمْ وتْراً وأَوْتَرَهُمْ جعل شفعهم وتراً وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إِذا اسْتَجْمَرْتَ فأَوْتِرْ أَي اجعل الحجارة التي تستنجي بها فرداً معناه استنج بثلاثة أَحجار أَو خمسة أَو سبعة ولا تستنج بالشفع وكذلك يُوتِرُ الإِنسانُ صلاةَ الليل فيصلي مثنى مثنى يسلم بين كل ركعتين ثم يصلي في آخرها ركعة تُوتِرُ له ما قد صَلَّى وأَوْتَر صلاته وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم إِن الله وِتْرٌ يحب الوِتْرَ فأَوْتِرُوا يا أَهل القرآن وقد قال الوتر ركعة واحدة والوتر الفرد تكسر واوه وتفتح وقوله أَوتروا أَمر بصلاة الوتر وهو أَن يصلي مثنى مثنى ثم يصلي في آخرها ركعة مفردة ويضيفها إِلى ما قبلها من الركعات والوَتْرُ والوِتْرُ والتِّرَةُ والوَتِيرَةُ الظلم في الذَّحْل وقيل عو الذَّحْلُ عامةً قال اللحياني أَهل الحجاز يفتحون فيقولون وَتْرٌ وتميم وأَهل نجد يكسرون فيقولون وِتْرٌ وقد وَتَرْتُه وَتْراً وتِرَةً وكلُّ من أَدركته بمكروه فقد وَتَرْتَه والمَوْتُورُ الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه تقول منه وتَرَهُ يَتِرُه وَتْراً وتِرَةً وفي حديث محمد بن مسلمة أَنا المَوْتُور الثَّائِرُ أَي صاحب الوَتْرِ الطالبُ بالثأْر والموتور المفعول ابن السكيت قال يونس أَهل العالية يقولون الوِتْرُ في العدد والوَتْرُ في الذَّحْلِ قال وتميم تقول وِتر بالكسر في العدد والذحل سواد الجوهري الوتر بالكسر الفرد والوتر بالفتح الذَّحْلُ هذه لغة أَهل العالية فأَما لغة أَهل الحجاز فبالضد منهم وأَما تميم فبالكسر فيهما وفي حديث عبد الرحمن في الشورى لا تَغْمِدُوا السيوفَ عن أَعدائكم فَتُوتِرُوا ثأْركم قال الأَزهري هو من الوَتْرِ يقال وَتَرْتُ فلاناً إِذا أَصبته بِوَتْرٍ وأَوْتَرْتُه أَوجدته ذلك قال والثَّأْرُ ههنا العَدُوُّ لأَنه موضع الثأْر المعنى لا تُوجِدوا عدوَّكم الوَتْرَ في أَنفسكم ووَتَرْتُ الرجلَ أَفزعتُه عن الفراء ووَترَهُ حَقَّه وماله نَقَصَه إِياه وفي التنزيل العزيز ولن يَتِرَكُمْ أَعمالكم وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم من فاتته صلاة العصر فكأَنما وتر أَهله وماله أَي نقص أَهله وماله وبقي فرداً يقال وتَرْتُه إِذا نَقَصْتَه فكأَنك جعلته وتراً بعد أَن كان كثيراً وقيل هو من الوَتْرِ الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أَو نهب أَو سبي فشبه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قُتِلَ حَمِيمُهُ أَو سُلِبَ أَهله وماله ويروى بنصب الأَهل ورفعه فمن نصب جعله مفعولاً ثانياً لوُتِرَ وأَضمر فيها مفعولاً لم يسم فاعله عائداً إِلى الذي فاتته الصلاة ومن رفع لم يضمر وأَقام الأَهل مقام ما لم يسم فاعله لأَنهم المصابون المأْخوذون فمن ردَّ النقص إِلى الرجل نصبهما ومن ردّه إِلى الأَهل والمال رفعهما وذهب إِلى قوله ولم يَتِرَكُمْ أَعمالَكم يقول لن يَنْقُصَكُمْ من ثوابكم شيئاً وقال الجوهري أَي لن يَنْتَقِصَكم في أَعمالكم كما تقول دخلت البيت وأَنت تريد في البيت وتقول قد وَتَرْتُه حَقَّه إِذا نَقَصْتَه وأَحد القولين قريب من الآخر وفي الحديث اعمل من وراء البحر فإِن الله لن يَتِرَكَ من عملك شيئاً أَي لن يَنْقُصَك وفي الحديث من جلس مجلساً لم يَذْكُرِ الله فيه كان عليه تِرَةً أَي نقصاً والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة مثل وَعَدْتُه عِدَةً ويجوز نصبها ورفعها على اسم كان وخبرها وقيل أَراد بالتِّرَةِ ههنا التَّبِعَةَ الفراء يقال وَتَرْتُ الرجل إِذا قتلت له قتيلاً وأَخذت له مالاً ويقال وَتَرَه في الذَّحْلِ يَتِرُه وَتْراً والفعل من الوِتْرِ الذَّحْلِ وَتَرَ يَتِرُ ومن الوِتْرِ الفَرْد أَوْتَرَ يُوتِرُ بالأَلف وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال قَلِّدوا الخيل ولا تُقَلِّدوها الأَوْتارَ هي جمع وِتر بالكسر وهي الجناية قال ابن شميل معناه لا تَطْلُبوا عليها الأَوْتارَ والذُّحُولَ التي وُتِرْتُمْ عليها في الجاهلية قال ومنه حديث عَلِيٍّ يصف أَبا بكر فأَدْرَكْتَ أَوْتارَ ما طَلَبُوا وفي الحديث إِنها لَخَيْلٌ لو كانوا يضربونها على الأَوْتارِ قال أَبو عبيد في تفسير وقوله ولا تُقلدوها الأَوتار قال غير هذا الوجه أَشبه عندي بالصواب قال سمعت محمد بن الحسن يقول معنى الأَوتار ههنا أَوتار القِسِيِّ وكانوا يقلدونها أَوتار القِسِيِّ فتختنق فقال لا تقلدوها وروي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أَمر بقطع الأَوْتارِ من أَعناق الخيل قال أَبو عبيد وبلغني أَن مالك بن أَنس قال كانوا يُقَلِّدُونها أَوتار القِسِيِّ لئلا تصيبها العين فأَمرهم بقطعها يُعلمهم أَن الأَوْتارَ لا تَرُدُّ من أَمر الله شيئاً قال وهذا شبيه بما كره من التمائم ومنه الحديث من عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَو تَقَلَّدَ وَتَراً كانوا يزعمون أَن التَّقَلُّدَ بالأَوْتارِ يَرُدُّ العَيْنَ ويدفع عنهم المكاره فنهوا عن ذلك والتَّواتُرُ التتابُعُ وقيل هو تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ وقال اللحياني تواتَرَت الإِبل والقَطا وكلُّ شيء إِذا جاء بعضه في إِثر بعض ولم تجئ مُصْطَفَّةً وقال حميد بن ثور قَرِينَةُ سَبْعٍ وإِن تواتَرْنَ مَرَّةً ضُرِبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنُوبُ وليست المُتَواتِرَةُ كالمُتَدارِكَةِ والمُتَتابِعة وقال مرة المُتَواتِرُ الشيء يكون هُنَيْهَةً ثم يجيء الآخر فإِذا تتابعت فليست مُتَواتِرَةً وإِنما هي مُتَدارِكة ومتتابعة على ما تقدّم ابن الأَعرابي تَرى يَتْري إِذا تَراخى في العمل فعمل شيئاً بعد شيء الأَصمعي واتَرْتُ الخَبَرَ أَتْبَعْتُ وبين الخبرين هُنَيْهَةٌ وقال غيره المُواتَرَةُ المُتابَعَةُ وأَصل هذا كله من الوَتِرْ وهو الفَرْدُ وهو أَني جعلت كل واحد بعد صاحبه فَرْداً فَرْداً والمُتَواتِرُ كل قافية فيها حرف متحرّك بين حرفين ساكنين نحو مفاعيلن وفاعلاتن وفعلاتن ومفعولن وفَعْلُنْ وفَلْ إِذا اعتمد على حرف ساكن نحو فَعُولُنْ فَلْ وإِياه عنى أَبو الأَسود بقوله وقافيةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِيُّها كَسَرْدِ الصَّنَاعِ ليس فيها تواتُرُ أَي ليس فيها توقف ولا فتور وأَوْتَرَ بين أَخباره وكُتُبه وواتَرَها مُواتَرَةً ووِتاراً تابَعَ وبين كل كتابين فَتْرَةٌ قليلة والخَبَرُ المُتَواتِرُ أَن يحدِّثه واحد عن واحد وكذلك خبر الواحد مثل المُتواتِرِ والمُواتَرَةُ المتابعة ولا تكون المُواتَرَةُ بين الأَشياء إِلا إِذا وقعت بينها فترة وإِلا فهي مُدارَكَة ومُواصَلة ومُواتَرَةُ الصوم أَن يصوم يوماً ويفطر يوماً أَو يومين ويأْتي به وِتْراً قال ولا يراد به المواصلة لأَن أَصله من الوِتْرِ وكذلك واتَرْتُ الكُتُبَ فَتَواتَرَت أَي جاءت بعضُها في إِثر بعض وِتْراً وِتْراً من غير أَن تنقطع وناقة مُواتِرَةٌ تضع إِحدى ركبتيها أَوّلاً في البُرُوكِ ثم تضع الأُخرى ولا تضعهما معاً فتشق على الراكب الأَصمعي المُواتِرَةُ من النوق هي التي لا ترفع يداً حتى تستمكن من الأُخرى وإِذا بركت وضعت إِحدى يديها فإِذا اطمأَنت وضعت الأُخرى فإِذا اطمأَنت وضعتهما جميعاً ثم تضع وركيها قليلاً قليلاً والتي لا تُواتِرُ تَزُجُّ بنفسها زَجّاً فتشق على راكبها عند البروك وفي كتاب هشام إِلى عامله أَن أَصِبْ لي ناقة مُواتِرَةً هي التي تضع قوائمها بالأَرض وِتْراً وِتْراً عند البُروك ولا تَزُجُّ نفسها زَجّاً فَتَشُقَّ على راكبها وكان بهشام فَتْقٌ وفي حديث الدعاء أَلِّفْ جَمْعَهُم وواتِرْ بين مِيَرِهم أَي لا تقطع المِيْرَةَ واجْعَلْها تَصِلُ إِليهم مَرَّةً بعد مرة وجاؤوا تَتْرى وتَتْراً أَي مُتَواتِرِين التاء مبدلة من الواو قال ابن سيده وليس هذا البدل قياساً إِنما هو في أَشياء معلومة أَلا ترى أَنك لا تقول في وَزِير يَزِيرٌ ؟ إِنما تَقِيسُ على إِبدال التاء من الواو في افْتَعَل وما تصرف منها إِذا كانت فاؤه واواً فإِن فاءه تقلب تاء وتدغم في تاء افتعل التي بعدها وذلك نحو اتَّزَنَ وقوه تعالى ثم أَرسلنا رسلنا تَتْرى من تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ لأَن بين كل رسولين فَتْرَةً ومن العرب من ينوّنها فيجعل أَلفها للإِلحاق بمنزلة أَرْطى ومِعْزى ومنهم من لا يصرف يجعل أَلفها للتأْنيث بمنزلة أَلف سَكْرى وغَضْبى الأَزهري قرأَ أَبو عمرو وابن كثير تَتْرًى منوّنة ووقفا بالأَلف وقرأَ سائر القراء تَتْرى غير منوّنة قال الفراء وأَكثر العرب على ترك تنوين تترى لأَنها بمنزلة تَقْوى ومنهم من نَوَّنَ فيها وجعلها أَلفاً كأَلف الإِعراب قال أَبو العباس من قرأَ تَتْرى فهو مثل شَكَوْتُ شَكْوى غير منوّنة لأَن فِعْلى وفَعْلى لا ينوّن ونحو ذلك قال الزجاج قال ومن قرأَها بالتنوين فمعناه وَتْراً فأَبدل التاء من الواو كما قالوا تَوْلَج من وَلَجَ وأَصله وَوْلَجٌ كما قال العجاج فإِن يكن أَمْسى البِلى تَيْقُورِي أَرادَ وَيْقُورِي وهو فَيْعُول من الوَقار ومن قرأَ تَتْرى فهو أَلف التأْنيث قال وتَتْرى من المواترة قال محمد بن سلام سأَلت يونس عن قوله تعالى ثم أَرسلنا رسلنا تترى قال مُتَقَطِّعَةً مُتَفاوِتَةً وجاءت الخيل تَتْرى إِذا جاءت متقطعة وكذلك الأَنبياء بين كل نبيين دهر طويل الجوهري تَتْرى فيها لغتن تنوّن ولا تنوّن مثل عَلْقى فمن ترك صرفها في المعرفة جعل أَلفها أَلف تأْنيث وهو أَجود وأَصلها وَتْرى من الوِتْرِ وهو الفرد وتَتْرى أَي واحداً بعد واحد ومن نونها جعلها ملحقة وقال أَبو هريرة لا بأْس بقضاء رمضان تَتْرى أَي متقطعاً وفي حديث أَبي هريرة لا بأْس أَن يُواتِرَ قضاءَ رمضان أَي يُفَرِّقَهُ فيصومَ يوماً ويُفْطِرَ يوماً ولا يلزمه التتابع فيه فيقضيه وِتْراً وِتْراً والوتيرة الطريقة قال ثعلب هي من التَّواتُرِ أَي التتابع وما زال على وَتِيرةٍ واحدة أَي على صفة وفي حديث العباس بن عبد المطلب قال كان عمر بن الخطاب لي جاراً فكان يصوم النهار ويقوم الليل فلما وَلِيَ قلت لأَنظرنّ اليوم إِلى عمله فلم يزل على وَتِيرَةٍ واحدة حتى مات أَي على طريقة واحدة مطردة يدوم عليها قال أَبو عبيدة الوَتِيرَةُ المداومة على الشيء وهو مأْخوذ من التَّواتُرِ والتتابُع والوَتِيرَةُ في غير هذا الفَتْرَةُ عن الشيء والعمل قال زهير يصف بقرة في سيرها نَجَأٌ مُجِدٌّ ليس فيه وَتِيرَةٌ ويَذُبُّها عنها بأَسْحَمَ مِذْوَدِ يعني القَرْنَ ويقال ما في عمله وَتِيرَةٌ وسَيْرٌ ليست فيه وَتِيرَةٌ أَي فتور والوَتِيرَةُ الفَتْرَةُ في الأَمر والغَمِيزَةُ والتواني والوَتِيرَةُ الحَبْسُ والإِبطاء ووَتَرَهُ الفخِذِ عَصَبَةٌ بين أَسفل الفخذ وبين الصَّفنِ والوَتِيرَةُ والوَتَرَةُ في الأَنف صِلَةُ ما بين المنخرين وقيل الوَتَرَةُ حرف المنخر وقيل الوَتِيرَةُ الحاجز بين المنخرين من مقدّم الأَنف دون الغُرْضُوف ويقال للحاجز الذي بين المنخرين غرضوف والمنخران خرقا الأَنف ووَتَرَةُ الأَنف حِجابُ ما بين المنخرين وكذلك الوَتِيرَة وفي حديث زيد في الوَتَرَةِ ثلث الدية هي وَتَرَةُ الأَنف الحاجزة بين المنخرين اللحياني الوَترَةُ ما بين الأَرْنَبَةِ والسَّبَلَةِ وقال الأَصمعي خِتارُ كل شيء وَتَرُه ابن سيده والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ غُرَيضيفٌ في أَعلى الأُذن يأْخُذُ من أَعلى الصِّماخ وقال أَبو زيد الوتيرة غريضيف في جوف الأُذن يأْخذ من أَعلى الصماخ قبل الفَرْع والوَتَرَةُ من الفَرَسِ ما بين الأَرْنَبَةِ وأَعلى الجَحْفَلةِ والوَتَرَتان هَنَتانِ كأَنهما حلقتان في أُذني الفرس وقيل الوَتَرَتانِ العَصَبتان بين رؤوس العُرْقُوبين إِلى المَأْبِضَيْنِ ويقال تَوَتَّرَ عَصَبُ فرسه والوَتَرَة من الذَّكر العِرْقُ الذي في باطن الحَشَفَة وقال اللحياني هو الذي بين الذكر والأُنثيين والوترتان عصبتان بين المأْبضين وبين رؤوس العُرقوبين والوَتَرَةُ أَيضاً العَصَبَةُ التي تضم مَخْرَجَ رَوْثِ الفرس الجوهري والوَتَرَةُ العرق الذي في باطن الكَمَرَة وهو جُلَيْدَةٌ ووَتَرَةُ كل شيء حِتارُه وهو ما استدار من حروفه كَحِتارِ الظفر والمُنْخُلِ والدُّبُر وما أَشبهه والوَتَرَةُ عَقَبَة المَتْنِ وجمعها وَتَرٌ ووَتَرَةُ اليد ووَتِيرَتُها ما بين الأَصابع وقال اللحياني ما بين كل إِصبعين وَتَرَةٌ فلم يخص اليد دون الرجل والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ جُلَيْدَة بين السبابة والإِبهام والوَتَرَةُ عصبة تحت اللسان والوتِيرَةُ حَلْقَةٌ يتعلم عليها الطعن وقيل هي حَلْقَةٌ تُحَلِّقُ على طَرَفِ قَناةٍ يتعلم عليها الرمي تكون من وَتَرٍ ومن خيط فأَما قول أُم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حامي الحقيقةِ ماجِدٌ يَسْمُو إِلى طَلَبِ الوَتِيرَهْ قال ابن الأَعرابي فسر الوَتِرة هنا بأَنها الحَلْقَةُ وهو غلط منه إِنما الوتيرة هنا الذَّحْلُ أَو الظلم في الذحلِ وقال اللحياني الوَتِيرة التي يتعلم الطعن عليها ولم يخص الحَلْقَةَ والوَتِيرة قطعة تستكن وتَغْلُظ وتنقاد من الأَرض قال لقد حَبَّبَتْ نُعْمٌ إِلينا بوجهها مَنازِلَ ما بين الوَتائِرِ والنَّقْعِ وربما شبهت القبور بها قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف ضَبُعاً نبشت قبراً فَذاحَتْ بالوَتائِر ثم بَدَّتْ يديها عند جانبها تَهِيلُ ذَاحَتْ يعني ضَبُعاً نَبَشَتْ عن قبر قتيل وقال الجوهري ذاحت مَشَتْ قال ابن بري ذاحَتْ مَرَّتْ مَرّاً سريعاً قال والوَتائِرُ جمع وَتِيرَةٍ الطريقة من الأَرض قال وهذا تفسير الأَصمعي وقال أَبو عمرو الشَّيْبانيُّ الوتائر ههنا ما بين أَصابع الضبع يريد أَنها فَرَّجَتْ بين أَصابعها ومعنى بَدَّتْ يديها أَي فرّقت بين أَصابع يديها فحذف المضاف وتَهِيل تَحْثُو الترابَ الأَصمعي الوَتِيرَةُ من الأَرض ولم يَحُدَّها الجوهري الوَتِيرَةُ من الأَرض الطريقة والوَتِيرَةُ الأَرض البيضاء قال أَبو حنيفة الوَتِيرُ نَوْرُ الوردِ واحدته وَتِيرَةٌ والوَتِيرَةُ الوَرْدَةُ البيضاء والوتِيرَةُ الغُرّة الصغيرة ابن سيده الوَتِيرَة غرّة الفرس إِذا كانت مستديرة فإِذا طالت فهي الشَّادِخَة قال أَبو منصور شبهت غرّة الفرس إِذا كانت مستديرة بالحلقة التي يتعلم عليها الطعن يقال لها الوتيرة الجوهري الوتيرة حَلْقَةٌ من عَقَبٍ يتعلم فيها الطعن وهي الدَّرِيئَةُ أَيضاً قال الشاعر يصف فرساً تُبارِي قُرْحَةً مثل الْ وَتِيرَةِ لم تكن مَغْدَا المَغْدُ النَّتْفُ أَي مَمْغُودَةً وضع المصدر موضع الصفة يقول هذه القرحة خلقة لم تنتف فتبيضَّ والوتر بالتحريك واحد أَوتار القوس ابن سيده الوَتَرُ شِرْعَةُ القوس ومُعَلَّقُها والجمع أَوتارٌ وأَوْتَرَ القوسَ جعل لها وَتَراً وَوتَرَها وَوتَّرها شدَّ تَرَها وقال اللحياني وَتَّرَها وأَوْتَرَها شَدَّ وَتَرَها وفي المثل إِنْباضٌ بغير تَوْتِير ابن سيده ومن أَمثالهم لا تَعْجَلْ بالإِنْباضِ قبل التَّوتِيرِ وهذا مثل في استعجال الأَمر قبل بلوغ إِناه قال وقال بعضهم وَتَرَها خفيفة عَلَّق عليها وترها والوَتَرَةُ مجرى السهم من القوس العربية عنها يزل السهم إِذا أَراد الرامي أَن يرمي وتَوَتَّرَ عَصَبُه اشتدّ فصار مثل الوَتَر وتَوَتَّرَتْ عروقه كذلك كلُّ وَتَرَة في هذا الباب فجمعها وتَرٌ وقول ساعدة بن جؤية فِيمَ نِساءُ الحَيِّ من وَتَرِيَّةٍ سَفَنَّجَةٍ كأَنَّها قَوْسُ تَأْلَبِ ؟ قيل هجا امرأَة نسبها إِلى الوتائر وهي مساكن الذين هجا وقيل وَتَرِيَّة صُلْبَة كالوَتَرِ والوَتِيرُ موضع قال أُسامة الهذلي ولم يَدَعُوا بين عَرْضِ الوَتِير وبين المناقِب إِلا الذِّئابا

( وثر ) وثَرَ الشيءَ وثْراً ووَثَّرَهُ وَطَّأَه وقد وَثُر بالضم وَثارَة أَي وَطُؤَ فهو وَثِيرٌ والأُنثى وَثِيرَةٌ الوَثيرُ الفِراشُ الوَطِيءُ وكذلك الوِثْرُ بالكسر وكل شيء جلست عليه أَو نمت عليه فوجدته وطيئاً فهو وَثِير يقال ما تحته وِثْرٌ ووِثارٌ وشيء وَثْرٌ ووَثِرٌ ووَثير والاسم الوِثارُ والوَثارُ وفي حديث ابن عباس قال لعمر لو اتخذت فِراشاً أَوْثَرَ منه أَي أَوْطَأَ وأَلْيَنَ وامرأَة وثِيرَةُ العَجِيزَة وطِيئَتُها والجمع وَثائِرُ ووِثارٌ وقال ابن دريد الوَثيرَة من النساء الكثيرة اللحم والجمع كالجمع ويقال للمرأَة السمينة الموافقة للمضاجعة إِنها لوَثِيرَةٌ فإِذا كانت ضَخْمَةَ العَجُزِ فهي وَثِيرَةُ العَجُزِ أَبو زيد الوَثارَةُ كَثْرَةُ الشحم والوَثاجَةُ كثرة اللحم قال القَطَاميُّ وكأَنَّما اشْتَمَلَ الضَّجِيعُ بِرَيْطَةٍ لا بَلْ تَزِيدُ وَثارَةً ولَيانا وفي حديث ابن عمر وعُيَيْنَةَ بن حِصْنٍ ما أَخَذْتَها بيضاء غَريرَةً ولا نَصَفاً وثِيرَةً والمِيثَرَة الثوبُ الذي تُجَلَّلُ به الثياب فيعلوها والمِيْثَرَة هنَةٌ كهيئة المِرْفَقَةِ تتخذ للسَّرْج كالصُّفَّة وهي المَواثِرُ والمَياثِرُ الأَخيرة على المعاقَبَةِ وقال ابن جني لَزِمَ البَدَلُ فيه كما لزم في عِيدٍ وأَعْيادٍ التهذيب والمِيثَرَةُ مِيْثَرَةُ السَّرْجِ والرَّحْلِ يُوَطَّآن بها ومِيثَرَةُ الفَرَسِ لِبْدَتُه غير مهموز قال أَبو عبيد وأَما المَياثِرُ الحُمْرُ التي جاء فيها النهي فإِنها كانت من مراكب الأَعاجم من ديباج أَو حرير وفي الحديث أَنه نهى عن مِيثَرَة الأُرْجُوان هي وِطاءٌ محشوّ يُترَكُ على رحل البعير تحت الراكب والمِيثَرَةُ بالكسر مِفْعَلَةٌ من الوثَارَةِ وأَصلها مِوْثَرَةٌ فقلبت الواو ياء لكسرة الميم والأُرْجُوانُ صِبْغ أَحمر يتخذ كالفِراشِ الصغير ويحشى بقطن أَو صوف يجعهل الراكب تحته على الرحال فوق الجمال قال ابن الأَثير ويدخل فيه مَياثِرُ السُّروج لأَن النهي يشتمل على كل مِيْثَرَةٍ حمراءَ سواء انت على رحل أَو سرج والوَاثِرُ الذي يَأْثُرُ أَسفلَ خُفِّ البعير وأَرى الواو فيه بدلاً من الهمزة في الآثِرِ والوَثْرُ بالفتح ماء الفحل يجتمع في رحم الناقة ثم لا تَلْقحُ ووَثَرَها الفحلُ يَثِرُها وَثْراً أَكثر ضِرابَها فلم تَلْقَحْ أَبو زيد المَسْطُ أَن يُدْخِلَ الرجلُ اليدَ في الرحم رحمِ الناقة بعد ضِرابِ الفحل إِياها فيستخرج وَثْرَها وهو ماء الفحل يجتمع في رحمها ثم لا تَلْقَحُ منه وقال النضرُ الوَثْرُ أَن يضربها على غير ضَبْعَةٍ قال والمَوْثُورَةُ تُضْرَبُ في اليوم الواحد مراراً فلا تَلْقَحُ وقال بعض العرب أَعْجَبُ النكاح وَثْرٌ على وِثْرٍ أَي نكاحٌ على فِراشٍ وَثِير واسْتوْثَرْتُ من الشيء أَي استكثرت منه مثل اسْتَوْثَنْتُ واسْتَوْثَجْتُ ابن الأَعرابي التَّواثِيرُ الشُّرَطُ وهم العَتَلَةُ والفَرَعَةُ والأَمَلَةُ واحدهم آمِلٌ مثل كافر وكَفَرَةٍ ابن سيده والوَثْرُ جلد يُقَدُّ سُيُوراً عَرْضُ السير منها أَربع أَصابع أَو شِبْرٌ تلبَسُه الجارية الصغيرة قبل أَن تُدْرِكَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد عَلِقْتُها وهي عليها وَثِرْ حتى إِذا ما جُعِلَتْ في الخِدِرْ وأَتْلَعَتْ بمثلِ جِيدِ الوَبِرْ وقال مرة وتلبسه أَيضاً وهي حائض وقيل الوَثْرُ النُّقْبَةُ التي تلبس والمعنيان متقاربان قال وهو الرَّيْطُ أَيضاً

( وجر ) الوَجْرُ أَن توجِرَ ماء أَو دواء في وسط حلق صبي الجوهري الوَجُورُ الدواء يُوجَرُ في وسط الفم ابن سيده الوَجُورُ من الدواء في أَيِّ الفَمِ كان وَجَرَه وَجْراً وأَوْجَرَه وأَوْجَرَه إِياه وأَوْجَرَه الرُّمْحَ لا غير طعنه به في فيه وأَصله من ذلك الليث أَوْجَرْتُ فلاناً بالرمح إِذا طعنته في صدره وأَنشد أَوْجَرْتُه الرُّمْحَ شَذْراً ثم قلتُ له هَذِي المُرُوءَةُ لا لِعْبُ الزَّحالِيقِ وفي حديث عبد الله بن أُنَيْسٍ رضي الله عنه فوَجَرْته بالسيف وَجْراً أَي طعنته قال ابن الأَثير من المعروف في الطعن أَوْجَرْتُه الرمح قال ولعله لغة فيه وتَوَجَّرَ الدواءَ بلعه شيئاً بعد شيء أَبو خَيْرَةَ الرجل إِذا شرب الماء كارهاً فهو التَّوَجُّرُ والتَّكارُه والمِيجَرُ والمِيجَرَةُ شبه المُسْعُطِ يُوجَرُ به الدواءُ واسم ذلك الدواء الوَجُورُ ابن السكيت الوَجُورُ في أَيِّ الفم كان واللَّدُودُ في أَحد شقيه وقد وَجَرْتُه الوَجُورَ وأَوْجَرْتُه وقال أَبو عبيدة أَوْجَرْتُه الماء والرمح والغيظ أَفْعَلْتُ في هذا كله أَبو زيد وَجَرْتُه الدواء وَجْراً جعلته في فيه واتَّجَرَ أَي تداوَى بالوَجُور وأَصله اوْتَجَرَ والوَجْرُ الخوف وَجِرْتُ منه بالكسر أَي خفت وإِني منه لأَوْجَرُ مثل لأَوْجَلُ ووَجِرَ من الأَمر وَجَراً أَشفَقَ وهو أَوْجَرُ وَوَجِرٌ والأُنثى وَجِرَةٌ ولم يقولوا وَجْراءُ في المؤنث والوَجْرُ مثل الكهف يكون في الجبل قال تأَبط شرّاً إِذا وَجْرٌ عظيمٌ فيه شيخٌ من السُّودَانِ يُدْعَى الشَّرَّتَيْنِ
( * قوله « يدعى الشرتين » كذا بالأصل )
والوَجارُ والوِجارُ سَرَبُ الضَّبُعِ وفي المحكم جُحْرُ الضبع والأَسد والذئب والثعلب ونحو ذلك والجمع أَوْجِرَةٌ ووُجُرٌ واستعاره بعضهم لموضع الكلب قال كِلابُ وِجارٍ يَعْتَلِجْنَ بغائِطٍ دُمُوسَ اللَّيالي لا رُواءٌ ولا لُبُّ قال ابن سيده ولا أبعد أن تكون الرواية ضِباعُ وِجارٍ على أَنه قد يجوز أَن تسمى الضباع كلاباً من حيث سَمَّوْا أَولادها جِراءً أَلا ترى أَن أَبا عبيد لما فسر قول الكميت حتى غال أَوسٌ عِيالَها قال يعني أَكل جِراءَها ؟ التهذيب الوِجارُ سَرَبُ الضبع ونحوه إِذا حفر فأَمْعَنَ وفي حديث الحسن لو كنت في وِجار الضَّبِّ ذكره للمبالغة لأَنه إِذا حفر أَمعن وقال العجاج تَعَرَّضَتْ ذا حَدَبٍ جَرْجارَا أَمْلَسَ إِلا الضِّفْدَعَ النَّقَّارَا يَرْكُضُ في عَرْمَضِه الطَّرَّارا تَخالُ فيه الكواكبَ الزَّهَّارَا لُؤْلُؤَةً في الماءِ أَو مِسْمارَا وخافَت الرامِينَ والأَوْجارَا قال الأَوجار حفر يجعل للوحوش فيها مناجل فإِذا مرت بها عرقبتها الواحدة وَجْرَةٌ ووَجَرَةٌ حتى إِذا ما بَلَّتِ الأَغْمارَا رِيًّا ولَمَّا تَقْصَعِ الإِصْرارَا يعني جمع غِمْرٍ وهو حَرٌّ يَجِدْنَهُ في صدورهن وأَراد بالأِصرارِ إِصْرارَ العطش وفي حديث عليّ رضي الله عنه وانْجَحر انْجِحارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِها والضَّبُعِ في وِجارِها هو جُحْرُها الذي تأْوي إِليه وفي حديث الحجاج جِئْتُكَ في مِثْلِ وِجارِ الضَّبُعِ قال ابن الأَثير قال الخطابي هو خطأٌ وإِنما هو في مثل جارِ الضبع يقال غَيْثٌ جارُ الضبع أَي يدخل عليها في وِجارِها حتى يخرجها منه قال ويشهد لذلك أَنه جاء في رواية أُخرى وجئتك في ماءٍ يَجُرُّ الضَّبُعَ ويستخرجُها من وِجارِها أَبو حنيفة الوِجارانِ الجُرْفانِ اللذان حفرهما السيل من الوادي ووَجْرَةُ موضع بين مكة والبصرة قال الأَصمعي هي أَربعون ميلاً ليس فيها منزل فهي مَرْتٌ للوَحْشِ وقد أَكثرت الشعراء ذكرها قال الشاعر تَصُدُّ وتُبْدي عن أَسِيلٍ وتَتَّقي بناظِرَةٍ من وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِلِ

( وحر ) الوَحَرَةُ وزَغَة تكون في الصَّحاري أَصغرُ من العِظاءَةِ وهي على شكل سامِّ أَبْرَصَ وفي التهذيب وهي لف سوامّ أَبرص خلقةً وجمعها وَحَرٌ غيره والوَحَرَة ضرب من العظاءِ وهي صغيرة حمراء تعدو في الجَبابِينِ لها ذنب دقيق تَمْصَعُ به إِذا عَدَتْ وهي أَخبث العظاء لا تطأُ طعاماً ولا شراباً إِلا شمته ولا يأْكله أَحد إِلاَّ دَقِيَ بطنُه وأَخذه قَيْءٌ وربما هلك آكله قال الأَزهري وقد رأَيت الوَحَرَةَ في البادية وخِلقتها خلقة الوَزَغ إِلا أَنها بيضاء منقطة بحمرة وهي قذرة عند العرب لا تأْكلها الجوهري الوحرة بالتحريك دويبة حمراء تلتزق بالأَرض كالعظاء وفي حديث الملاعنة إِن جاءَت به أَحمر قصيراً مثل الوَحَرَةِ فقد كذب عليها هو بالتحريك ما ذكرناه ووَحِرَ الرجلُ وَحَراً أَكل ما دَبَّتْ عليه الوَحَرَةُ أَو شربه فأَثر فيه سَمُّها ولَبَنٌ وَحِرٌ وقعت فيه الوَحَرَةُ ولحم وَحِرٌ دَبَّ عليه الوَحَرُ قال أَبو عمرو الوَحَرَةُ إِذا دبت على اللحم أَوْحَرَتْه وإِيحارها إِياه أَن يأْخذَ آكلَه القيءُ والمَشِيُّ وقال أَعرابي من أَكل الوَحَرَة فأُمّه منتحرة بغائط ذي جحرة وامرأَة وَحَرةٌ سوداء دَميمة وقيل حمراء والوَحَرَةُ من الإِبل القصيرة ابن شميل الوَحَرُ أَشدّ الغضْب يقال إِنه لوَحِرٌ عَليَّ قال ابن أَحمر هل في صُدُورهمُ من ظُلْمنا وَحَرُ ؟ الوَحَرُ الغيظ والحِقْدُ وبَلابِلُ الصدر ووساوسه والوَحَرُ في الصدر مثل الغِلّ وفي الحديث الصومُ يَذْهَبُ بوَحَرِ الصُّدور وهو بالتحريك غِشُّه ووساوسه وقيل الحقد والغيظ وقيل العداوة وفي الحديث من سَرَّه أَن يذهب كثيرٌ من وَحَرِ صدرِه فَلْيَصُمْ شهرَ الصَّبْر وثلاثةَ أَيام من كل شهر قال الكسائي والأَصمعي في قوله وَحِرَ صدرُه الوَحَرُ غش الصدر وبلابله ويقال إِن أَصل هذا من الدُّوَيْبَّة التي يقال لها الوَحَرَةُ شبهت العداوة والغلّ ها شبهوا العداوة ولزوقها بالصدر بالتزاق الوَحَرَةِ بالأَرض وفي صدره وَحَرٌ ووَحْرٌ أَي وَغْرٌ من غيظ وحقد وقد وَحِرَ صدره عليّ يَحِرُ وَحَراً ويَوْحَرُ أَعلى أَي وَغِرَ فهو وَحِرٌ وفي صدره وَحْرٌ بالتسكين أَي وَغْرٌ وهو اسم والمصدر بالتحريك

( ودر ) وَدَّر الرجلَ تَوْدِيراً أَوقعه في مَهْلَكَةٍ وقيل هو أَن يُغْرِيَهُ حتى يتكلف ما يقع منه في هَلكَةٍ يكون ذلك في الصدق والكذب وقيل إِنما هو إِيرادك صاحبك الهَلَكَةَ ابن شميل تقول وَدَّرْتُ رسولي قِبَلَ بَلْخٍ إِذا بعثته قال الأَزهري وسمعت غير واحد يقول للرجل إِذا تَجَهَّم له وردّه ردّاً قبيحاً ودِّرْ وجهك عني أَي نَحِّه وبَعِّدْه ابن الأَعرابي تَهَوَّل في الأَمر وتَورَّطَ وتَوَدَّرَ بمعنى مال

( وذر ) الوَذْرَةُ بالتسكين من اللحم القطعة الصغيرة مثل الفِدْرَةِ وقيل هي البَضْعَةُ لا عظم فيها وقيل هي ما قطع من اللحم مجتمعاً عَرْضاً بغير طُولٍ وفي الحديث فأَتينا بثريدة كثيرة الوَذْرِ أَي كثيرة قِطَعِ اللحم والجمع وَذْرٌ ووَذَرٌ عن كراع قال ابن سيده فإِن كان ذلك فوَذْرٌ اسم جمع لا جمع ووَذَرَه وَذْراً قَطَعَه والوَذْرُ بَضْعُ اللحم وقد وَذَرْتُ الوَذْرَةَ أَذِرُها وَذْراً إِذا بَضَعْتَها بَضْعاً ووَذَّرْتُ اللحم تَوْذِيراً قطعته وكذلك الجُرْح إِذا شرطته والوَذْرَتانِ الشَّفَتانِ عن أَبي عبيدة قال أَبو حاتم وقد غلط إِنما الوَذْرَتان القطعتان من اللحم فشبهت الشفتان بهما وعَضُدٌ وذِرَة كثيرة الوَذْرِ وامرأَة وَذِرَةٌ رائحتها رائحة الوَذْرِ وقيل هي الغليظة الشفة ويقال للرجل يا ابنَ شَامَّة الوَذْرِ وهو سَبٌّ يكنى به عن القذف وفي حديث عثمان رضي الله عنه أَنه رُفِعَ إِليه رجلٌ قال لرجل يا ابن شامَّة الوَذْرِ فحَدَّه وهو من سِبابِ العَرَبِ وذَمِّهم وإِنما أَراد يا ابن شامَّة المَذاكير يعنون الزنا كأَنها كانت تَشُمُّ كَمَراً مختلفة فكني عنه والذكر قطعة من بدن صاحبه وقيل أَرادوا بها القُلَفَ جمع قُلْفَةِ الذكر لأَنها تقطع وكذلك إِذا قال له يا ابن ذات الرايات ويا ابن مُلْقى أَرحُل الرُّكْبانِ ونحوها وقال أَبو زيد في قولهم يا ابن شامّة الوَذْرِ أَراد بها القُلَفَ وهي كلمة قذف ابن الأَعرابي الوَدَفَةُ والوَذَرَةُ بُظارةُ المرأَة وفي الحديث شر النساء الوَذِرَةُ المَذِرَةُ وهي التي لا تستحي عند الجماع ابن السكيت يقال ذَرْ ذا ودَعْ ذا ولا يقال وَذَرْتُه ولا وَدَعْتُه وأَما في الغابر فيقال يَذَرُه ويَدَعُه وأَصله وَذِرَهُ يَذَرُه مثال وَسِعَه يَسَعُه ولا يقال واذِرٌ لا واَدِعٌ ولكن تركته فأَنا تارك وقال الليث العرب قد أَماتت المصدر من يَذَرُ والفعلَ الماضي فلا يقال وَذِرَهُ ولا وَاذِرٌ ولكن تركه وهو تارك قال واستعمله في الغابر والأَمر فإِذا أَرادوا المصدر قالوا ذَرْهُ تَرْكاً ويقال هو يَذَرُه تركاً وفي حديث أُم زرع إِني أَخاف أَن لا أَذَرَه أَي أَخاف أَن لا أَترك صفته ولا أَقطعها من طولها وقيل معناه أَخاف أَن لا أَقدر على تركه وفراقه لأَن أَولادي منه والأَسباب التي بيني وبينه وحكم يَذَرُ في التصريف حكم يَدَعُ ابن سيده قالوا هو يَذَرُه تَرْكاً وأَماتوا مصدره وماضيه ولذلك جاء على لفظ يَفْعَلُ ولو كان له ماض لجاء على يَفْعُلُ أَو يَفْعِلُ قال وهذا كُلُّه أَو جُلُّه قِيلُ سيبويه وقوله عز وجل فَذَرْني ومن يكذب بهذا الحديث معناه كِلْه إِليّ ولا تَشْغَلْ قَلْبَكَ به فإِني أُجازيه وحكي عن بعضهم لم أَذِرْ وَرائي شيئاً وهو شاذ والله أَعلم

( ورر ) الوَرَّةُ الحَفِيرَةُ ومن كلامهم أَرَّة في وَرَّةٍ وَوَرْوَرَ نَظَرَه أَحَدَّه وما كلامُه إِلا وَرْوَرَةً إِذا كان يُسْرِعُ في كلامه الفراء الوَرْوَرِيُّ الضعيف البصر والوَرُّ الوَرِكُ وقيل الوَرَّةُ بالهاء والوَرِكُ

( وزر ) الوَزَرُ المَلْجَأُ وأَصل الوَزَرِ الجبل المنيع وكلُّ مَعْقِلٍ وَزَرٌ وفي التنزيل العزيز كَلاَّ لا وَزَرَ قال أَبو إِسحق الوَزَرُ في كلام العرب الجبل الذي يُلْتَجَأُ إِليه هذا أَصله وكل ما الْتَجَأْتَ إِليه وتحصنت به فهو وَزَرٌ ومعنى الآية لا شيء يعتصم فيه من أَمر الله والوِزْرُ الحِمْلُ الثقيل والوِزْرُ الذَّنْبُ لِثِقَلهِ وجمعهما أَوْزارٌ وأَوْزارُ الحرب وغيرها الأَثْقالُ والآلات واحدها وِزرٌ عن أَبي عبيد وقيل لا واحد لها والأَوْزارُ السلاح قال الأَعشى وأَعْدَدْت للحربِ أَوْزارَها رِماحاً طِوالاً وخَيْلاً ذُكُورَا قال ابن بري صواب إِنشاده فأَعددتَ وفتح التاء لأَنه يخاطب هَوْذةَ بن علي الحنفي وقبله ولما لُقِيتَ مع المُخْطِرِين وَجَدْتَ الإِلهَ عليهم قَدِيرَا المخطرون الذين جعلوا أَهلهم خَطَراً وأَنفسهم إِما أَن يظفروا أَو يظفر بهم ووضعت الحربُ أَوْزارَها أَي أَثقالها من آلة حرب وسلاح وغيره وفي التنزيل العزيز حتى تَضَعَ الحربُ أَوْزارَها وقيل يعني أَثقال الشهداء لأَنه عز وجل يُمَحِّصُهم من الذنوب وقال الفراء أَوزارها آثامها وشِرْكها حتى لا يبقى إِلا مُسْلم أَو مُسالم قال والهاء في أَوزارها للحرب وأَتت بمعنى أَوزار أَهلها الجوهري الوَزَرُ الإِثم والثِّقْلُ والكارَةُ والسلاحُ قال ابن الأَثير وأَكثر ما يطلق في الحديث على الذنب والإِثم يقال وَزَرَ يَزِرُ إِذا حمل ما يُثْقِلُ ظهرَه من الأَشياء المُثْقِلَةِ ومن الذنوب ووَزَرَ وِزْراً حمله وفي التنزيل العزيز ولا تَزِرُ وازرَةٌ وِزْرَ أُخرى أَي لا يؤخذ أَحد بذنب غيره ولا تحملُ نفسٌ آثمةٌ وِزْرَ نَفْسٍ أُخرى ولكن كلٌّ مَجْزِيٌّ بعلمه والآثام تسمى أَوْزاراً لأَنها أَحمال تُثْقِلُه واحدها وِزْرٌ وقال الأَخفش لا تأْثَمُ آثِمَةٌ بإِثم أُخرى وفي الحديث قد وضعت الحرب أَوزارها أَي انقى أَمرها وخفت أَثقالها فلم يبق قتال ووَزَرَ وَزْراً ووِزْراً وَوِزْرَةً أَثم عن الزجاج وَوُزِرَ الرجلُ رُمِيَ بِوِزْرٍ وفي الحديث ارْجِعْنَ مأْزُورات غير مأْجورات أَصله موْزورات ولكنه أَتبع مأْجورات وقيل هو على بدل الهمزة من الواو في أُزِرَ وليس بقياس لأَن العلة التي من أَجلها همزت الواو في وُزِرَ ليست في مأْزورات الليث رجل مَوْزُورٌ غير مأْجور وقد وُزِرَ يُوزَرُ وقد قيل مأْزور غير مأْجور لما قابلوا الموزور بالمأْجور قلبوا الواو همزة ليأْتلف اللفظان ويَزْدَوِجا وقال غيره كأَن مأْزوراً في الأَصل مَوْزُورٌ فَبَنَوْه على لفظ مأْجور واتَّزَرَ الرجلُ رَكِبَ الوِزْرَ وهو افْتَعَلَ منه تقول منه وَزِرَ يَوْزرُ ووَزَرَ يَزِرُ ووُزِرَ يُوزَرُ فهو موزورٌ وإِنما قال في الحديث مأْزورات لمكان مأْجورات أَي غير آثمات ولو أَفرد لقال موزورات وهو القياس وإِنما قال مأْزورات للازدواج والوَزِيرُ حَبَأُ المَلِكِ الذي يحمل ثِقْلَه ويعينه برأْيه وقد اسْتَوْزَرَه وحالَتُه الوَزارَةُ والوِزارَةُ والكسر أَعلى ووَازَرَه على الأَمر أَعانه وقوّاه والأَصل آزره قال ابن سيده ومن ههنا ذهب بعضهم إِلى أَن الواو في وزير بدل من الهمزة قال أَبو العباس ليس بقياس لأَنه إِذا قل بدل الهمزة من الواو في هذا الضرب من الحركات فبدل الواو من الهمزة أَبعد وفي التنزيل العزيز واجْعَلْ لي وَزيراً من أَهلي قال الوزير في اللغة استقاقه من الوَزَرِ والوَزَرُ الجبلُ الذي يعتصم به ليُنْجى من الهلاك وكذلك وَزِيرُ الخليفة معناه الذي يعتمد على رأْيه في أُموره ويلتجئ إِليه وقيل قيل لوزير السلطان وَزِيرٌ لأَنه يَزِرُ عن السلطان أَثْقال ما أُسند إِليه من تدبير المملكة أَي يحمل ذلك الجوهري الوَزِيرُ المُوازِرُ كالأَكِيلِ المُواكِلِ لأَنه يحمل عنه وِزْرَه أَي ثقله وقد اسْتُوزِرَ فلان فهو يُوازِرُ الأَمير ويَتَوَزَّرُ له وفي حديث السَّقِيفة نحن الأُمراء وأَنتم الوزراء جمع وزير وهو الذي يُوازِرُه فيحمل عنه ما حُمِّلَه من الأَثقال والذي يلتجئ الأَمير إِلى رأْيه وتدبيره فهو ملجأٌ له ومَفْزَعٌ ووَزَرْتُ الشيءَ أَزِرُه وزْراً أَي حملته ومنه قوله تعالى ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى أَبو عمرو أَوْزَرْتُ الشيء أَحرزته ووَزَرْتُ فلاناً أَي غلبته وقال قد وَزَرَتْ جِلَّتَها أَمْهارُها التهذيب ومن باب وَزَرَ قال ابن بُزُرج يقول الرجل منا لصاحبه في الشركة بينهما إِنك لا تَوَزَّرُ حُظُوظَةَ القوم ويقال قد أَوْزَرَ الشيءَ ذهب به واعْتَبَأَه ويقال قد اسْتَوْزَرَه قال وأَما الاتِّزارُ فهو من الوِزْر ويقال اتَّزَرْتُ وما اتَّجَرْتُ ووَزَرْتُ أَيضاً ويقال وازَرَني فلان على الأَمر وآزَرَني والأَوّل أَفصح وقال أَوْزَرْتُ الرجل فهو مُوزَرٌ جعلت له وَزَراً يأْوي إِليه وأَوْزَرْتُ الرجل من الوِزْرِ وآزَرْتُ من المُوازَرَةِ وفعلتُ منها أَزَرْتُ أَزْراً وتَأَزَّرْتُ

( وشر ) وَشَرَ الخَشَبَةَ وشْراً بالمِيشار غير مهموز نَشَرَها لغة في أَشَرها والمئشار ما وُشِرَتْ به والوَشْرُ لغة في الأَشْرِ الجوهري والوَشْرُ أَن تُحَدِّدَ المرأَةُ أَسنانها وتُرَقِّقَها وفي الحديث لعن الله الواشرةَ والمُوتَشِرَةَ الواشرة المرأَة التي تحدّد أَسنانها وترقق أَطرافها تفعله المرأَة الكبيرة تتشبه بالشواب والموتشرة التي تأْمر من يفعل بها ذلك قال وكأَنه من وشَرْتُ الخشبة بالمِيْشار غير مهموز لغة في أَشَرْتُ

( وصر ) الوِصْرُ السِّجِلُّ وجمعه أَوْصارٌ والوَصِيرَةُ الصَّكُ كلتاهما فارسية معرّبة الليث الوَصَرَّةُ معربة وهي الصك وهو الأَوْصَرُ وأَنشد وما اتَّخَذْتُ صَدَاماً لِلمُكُوثِ بها وما انْتَقَيْتُكَ إِلا لِلوَصَرَّاتِ وروي عن شريح في الحديث أَن رجلين احتكما إِليه فقال أَحدهما إِن هذا اشترى مني داراً وقبض مني وِصْرَها فلا هو يعطيني الثمن ولا هو يردّ إِلي الوِصْرَ الوِصْرُ بالكسر كتاب الشراء والأَصل إِصْرٌ سمي إِصْراً لأَن الإِصْرَ العهد وسمي كتاب الشروط كتاب العهد والوثائق قلبت الهمزة واواً وجمع الوِصْر أَوْصارٌ وقال عدي بن زيد فأَيُّكُمْ لم يَنَلْه عُرْفُ نائِلِه دَثْراً سَواماً وفي الأَرْيافِ أَوصارَا أَي أَقطعكم وكتب لكم السجلات في الأَرياف الجوهري الوِصْرُ لغة في الإِصْرِ وهو العهد كما قالوا إِرث ووِرْثٌ وإِسادَةٌ ووِسادَةٌ والوِصْرُ الصَّكُ وكتاب العهد والله أَعلم

( وضر ) الوَضَرُ الدَّرَنُ والدَّسَمُ ابن سيده الوَضَرُ وسَخُ الدسمِ واللبن وغُسالَةُ السِّقاء والقصعة ونحوهما وأَنشد إِن تَرْحضُوها تَزدْ أَعْراضُكم طَبَعاً أَو تَتْرُكوها فَسُودٌ ذاتُ أَوْضارِ ابن الأَعرابي يقال للفُنْدُورَةِ وَضْرَى وقد وَضِرَت القصعةُ تَوْضَرُ وَضَراً أَي دَسِمَتْ قال أَبو الهندي واسمه عبد المؤْمن بن عبد القدوس سَيُغْنِي أَبا الهِنْدِيِّ عن وَطْبِ سالمٍ أَبارِيقُ لم يَعْلَقْ بها وَضَرُ الزُّبْدِ مُفَدَّمَةٌ قَزّاً كأَنَّ رِقابَها رِقابُ بناتِ الماءِ تَفْزَعُ للرَّعْدِ الوَطْبُ زِقُّ اللبن وهو في البيت زق الخمر والمُفَدَّم الإِبريق الذي على فمه فِدَامٌ وهو خِرْقَةٌ من قَزٍّ أَو غيره وشبه رقابها في الإِشراف والطول برقاب بنات الماء وهي الغَرانِيقُ لأَنها إِذا فَزِعَت نصبت أَعناقها وَوَضِرَ الإِناءُ يَوْضَرُ وَضَراً إِذا اتسخ فهو وَضِرٌ ويكون الوَضَرُ من الصُّفْرَة والحُمرة والطِّيب وفي حديث عبد الرحمن بن عوف رأَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم به وَضَراً من صفرة فقال له مَهْيَمْ المعنى أَنه رأَى به لَطْخاً من خَلُوق أَو طيب له لون فسأَل عنه فَأَخبره أَنه تزوَّج وذلك من فعل العرس إِذا دخل على زوجته والوَضَرُ الأَثر من غير الطيب قال والوَضَرُ ما يشمه الإِنسان من ريح يجده من طعام فاسد أَبو عبيدة يقال لبقية الهِناءِ وغيره الوَضَرُ وفي الحديث فجعل يأْكل ويتتبع باللقمة وَضَرَ الصَّحْفَةِ أَي دَسَمَها وأَثَرَ الطعامِ فيها وفي حديث أُمّ هانئ رضي الله عنها فَسَكَبْتُ له في صَحْفَة إِني لأَرَى فيها وَضَرَ العجين وامرأَة وَضِرَةٌ ووَضْرَى قال إِذا مَلا بَطْنَه أَلْبانُها حَلَباً باتَتْ تُغَنِّيهِ وَضْرَى ذاتُ أَجْراسِ أَراد ملأَ فأَبدل للضرورة قال ومثله كثير

( وطر ) الليث الوَطَرُ كلُّ حاجةٍ كان لصاحبها فيها همة فهي وَطَرُه قال ولم أَسمع لها فعلاً أَكثر من قولهم قضيت من أَمر كذا وَطَرِي أَي حاجتي وجمع الوَطَرِ أَوْطارٌ قال الله تعالى فلما قَضَى زَيْدٌ منها وَطَراً قال الزجاج الوَطَرُ في اللغة والأَرَبُ بمعنى واحد ثم قال قال الخليل الوَطَرُ كل حاجة يكون لك فيها هِمَّةٌ فإِذا بلغها البالغ قيل قضى وَطَرَه وأَرَبَهُ ولا يبنى منه فعل

( وعر ) الوَعْرُ المكانُ الحَزْنُ ذو الوُعُورَةِ ضدّ السَّهْل طريقٌ وَعْرٌ ووَعِرٌ ووَعِيرٌ وأَوْعَرُ وجمع الوَعِرِ أَوْعُرٌ قال يصف بحراً وتارَةً يُسْنَدُ في أَوْعُرِ والكثير وعُورٌ وجمع الوَعِرِ والوَعِيرِ أَوْعارٌ وقد وعُرَ يَوْعُرُ ووَعَرَ يَعِرُ وَعْراً ووُعُورَةً ووَعارَةً ووُعُوراً ووَعِرَ وَعَراً ووُعُورَةً ووَعارَةً ويقال رمل وَعِرٌ ومكان وَعِرٌ وقد تَوَعَّر وحكى اللحياني وَعِرَ يَعِرُ كَوَثِقَ يَثِقُ وأَوْعَرَ به الطريقُ وَعُرَ عليه أَو أَفْضَى به إِلى وَعْرٍ من الأَرض وجبل وَعْرٌ بالتسكين ووَاعِرٌ والفعل كالفعل قال الأَصمعي لا تَقُلْ وَعِرٌ وأَوْعَرَ القومُ وقعوا في الوَعْرِ وفي حديث أُم زرع زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثّ على جبلٍ وَعْرٍ لا سَهْلٌ فيُرْتَقَى ولا سَمِينٌ فَيُنْتَقَى أَي غليظ حَزْنٌ يصعُب الصعود إِليه شبهته بلحم هزيل لا ينتفع به وهو مع هذا صعب الوصول والمَنالِ قال الأَزهري والوُعُورَة تكون غِلَظاً في الجبل وتكون وُعُوثَة في الرمل والوَعْرُ المكانُ الصُّلْبُ والوَعْرُ الموضعُ المُخِيفُ الوَحْشُ واسْتَوْعَرُوا طرِيقَهم رأَوْه وَعْراً وتَوَعَّرَ عليَّ تَعَسَّر أَي صار وَعْراً ووَعَّرْتُه أَنا تَوْعِيراً والوُعُورَةُ القِلَّةُ قال الفرزدق وَفَتْ ثمَّ أَدَّتْ لا قَلِيلاً ولا وَعْرَا يصف أُم تميم لأَنها وَلَدَتْ فأَنْجَبَتْ وأَكْثَرَتْ ووَعُرَ الشيءُ وعارَةً ووُعُورَةً قَلَّ وأَوْعَرَه قَلَّلَه وأَوْعَرَ الرجلُ قَلَّ مالُه وَوعِرَ صدرُه عليَّ لغة في وَغرَ وزعم يعقوب أَنها بدل قال لأَن الغين قد تبدل من العين وقال الأَزهري هما لغتان بالعين والغين والوَعْرُ المكان الصُّلب ووَعَرَ الرجلَ ووَعَّرَه حبسه عن حاجته ووجْهَتِه وفلان وَعْرُ المعروف أَي قليله وأَوْعَرَه قَلَّلَه ومطلب وَعْرٌ يقال قليل وَعْرٌ ووَتْحٌ وعر إِتباع له قال الأَزهري يقال قليل شَقْنٌ ووَتْحٌ ووَعْرٌ وهي الشُّقُونَة والوُتُوحَةُ والوُعُورَةُ بمعنى واحد وقال الأَصمعي شَعَرٌ مَعِرٌ وَعِرٌ زَمِرٌ بمعنى واحد ووُعَيْرَةُ موضع قال كثير عزة فأَمْسَى يَسُحُّ الماءَ فوقَ وُعَيْرَةٍ له باللِّوَى والوَادِيَيْنِ حَوائِرُ والأَوْعارُ موضع بالسَّماوَةِ سَماوَةِ كَلْبٍ قال الأَخطل في عانَةٍ رَعَتِ الأَوْعارَ صيَفْتَها حتى إِذا زَهِمَ الأَكْفالُ والسُّرَرُ

( وغر ) الوَغْرَةُ شدَّةُ تَوَقُّدِ الحَرِّ والوَغْرُ احتراق الغيظ ومنه قيل في صدره عليَّ وَغْرٌ بالتسكين أَي ضِغْنٌ وعداوة وتَوَقُّدٌ من الغيظ والمصدر بالتحريك ويقال وَغِرَ صدرُه عليه يَوْغَرُ وَغَراً ووَغَر يَغِرُ إِذا امتلأَ غيظاً وحقداً وقيل هو أَن يحترق من شدة الغيظ ويقال ذهب وَغَرُ صدره ووَغَم صدره أَي ذهب ما فيه من الغِلِّ والعداوة ولقيته في وَغْرَةِ الهاجرة وهو حين تتوسط الشمس السماء وقوله في حديث الإِفك فأَتينا الجيشَ مُوغِرِين في نَحْرِ الظَّهيرة أَي في وقت الهاجرة وقت توسط الشمس السماء يقال وَغَرَتِ الهاجرة وَغْراً أَي رَمِضَتْ واشتدّ حرها ويقال نزلنا في وَغْرَةِ القَيْظِ على ماء كذا وأَوغَرَ الرجلُ دخل في ذلك الوقت كما يقال أَظهر إِذا دخل في وقت الظهر ويروى في الحديث فأَتينا الجيشَ مُغَوِّرِينَ وأَوغَرَ القومُ دخلوا في الوَغْرَةِ والوَغْرُ والوَغَرُ الحِقْدُ والذَّحْلُ وأَصله من ذلك وقد وَغِرَ صدره يَوْغَرُ وَغَراً ووَغَرَ يَغِرُ وَغْراً فيهما قال ويَوْغَرُ أَكثر وأَوْغَرَه وهو واغِرُ الصدر عليّ وفي الحديث الهَدِيَّةُ تُذْهِبُ وَغَرَ الصدر هو بالتحريك الغِلُّ والحرارة وأَصله من الوَغْرَة وشدة الحرّ ومنه حديث مازن رضي الله عنه ما في القلوب عليكُمْ فاعْلَموا وَغَرُ وفي حديث المغيرة واغِرَةُ الضمير وقيل الوَغَرُ تَجَرُّع الغيظ والحقد والتَّوْغِيرُ الإِغراء بالحقد وأَنشد سيبويه للفرزدق دَسَّتْ رَسُولاً بأَنَّ القومَ إن قَدَروا عليكَ يَشْفُوا صُدُوراً ذاتَ تَوغِيرِ وأَوغَرْتُ صدرَه على فلان أَي أَحْمَيْتُه من الغيظ والوَغِيرُ لحم يُشْوَى على الرَّمْضاءِ والوَغِيرُ اللبن تُرْمى فيه الحجارَةُ المُحْماةُ ثم يُشْرَبُ والمستوغِرُ بن ربيعةَ الشاعرُ المعروف منه سمي بذلك لقوله يصف فرساً عرقت يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منها نَشِيشَ الرَّضْفِ في اللبنِ الوَغِيرِ والرَّبَلات جمع رَبْلَةٍ ورَبَلَة وهي باطن الفخذ والرَّضْف حجارة تحمى وتطرح في اللبن ليَجْمُد وقيل الوغِيرُ اللبن يُغْلى ويُطْبَخُ الجوهري الوَغِيرَةُ اللبن يُسَخَّنُ بالحجارة المحماة وكذلك الوغير ابن سيده والوَغِيرَةُ اللبن وحده مَحْضاً يسخن حتى يَنْضَجَ وربما جعل فيه السمن وقد أَوغَرَه وكذلك التوغِيرُ قال الشاعر فَسائِلْ مُراداً عن ثلاثةِ فِتْيَةٍ وعن أُثْر ما أَبْقى الصَّرِيحُ المُوَغَّرُ والإِيغارُ أَن تُسخن الحجارة وتُحْرِقَها ثم تلقيها في الماء لتسخنه وقد أَوغَرَ الماءَ إِيغاراً إِذا أَحرقه حتى غلى ومنه المثل كَرِهَتِ الخنازِيرُ الحَمِيمَ المُوغَرَ وذلك لأَن قوماً من النصارى كانوا يَسْمُطون الخنزير حيًّا ثم يَشْوُونه قال الشاعر ولقد رأَيتُ مكانَهم فكرِهْتُهمْ كَكَراهَةِ الخِنزيرِ للإِيغار وَوَغْرُ الجيشِ صوتهم وجَلَبَتُهُمْ قال ابن مقبل في ظَهْرِ مَرْتٍ عَساقِيلُ السَّرابِ به كأَنَّ وَغْرَ قَطاهُ وَغْرُ حادينا المَرْتُ القَفْر الذي لا نبات له وعساقيل السراب قِطَعُه واحدها عُسْقُول شبه أَصوات القطا فيه بأَصوات رجال حادين والأَلف في آخره للإِطلاق وقال الراجز كأَنما زُهاؤُه لمَنْ جَهَرْ ليلٌ ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ الوَغْرُ الصوت ووَغَرُهُمْ كَوَغْرِهم ولم يحك ابن الأَعرابي في وَغْرِ الجيش إِلا الإِسكانَ فقط وصرح بأَن الفتح لا يجوز والإِيغارُ المستعمل في باب الخراج قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً صحيحاً غيره يقال أَوْغَرَ العاملُ الخراجَ أَي استوفاه وفي التهذيب وَغَرَ ويقال الإِيغار أَن يُوغِرَ المَلِكُ لرجلٍ الأَرضَ يجعلها له من غير خراج قال وقد يسمى ضمانُ الخراج إِيغاراً وهي لفظة مولَّدة وقيل الإِيغار أَن يُسْقِطَ الخراجَ عن صاحبه في بلد ويُحَوِّلَ مثلَه إِلى بلد آخر فيكون ساقطاً عن الأَوّل وراجعاً إِلى بيت المال وقيل سمي الإِيغارَ لأَنه يُوغِرُ صدور الذين يزاد عليهم خَراجٌ لا يلزمهم وأَوْغرْتُ صدرَه أَي أَوقدته من الغيظ وأَحميته أَبو سعيد أَوغَرْتُ فلاناً إِلى كذا أَي أَلجأْته وأَنشد وتَطاوَلَتْ بك هِمَّةٌ محطوطَةٌ قد أَوْغَرَتْكَ إِلى صِباً ومُجُونِ أَي أَلجأَتك إِلى الصبا قال واشتقاقه من إِيغار الخراج وهو أَن يؤدي الرجل خراجه إِلى السلطان الأَكبر فراراً من العمال يقال أَوْغَرَ الرجلُ خَراجَه إِذا فعل ذلك قال ابن سيده وهو بالواو لوجود أَوْغَرَ وعدم أَيْغَر والله تعالى أَعلم

( وفر ) الوَفْرُ من المال والمتاع الكثيرُ الواسعُ وقيل هو العامُّ من كل شيء والجمع وُفُورٌ وقد وَفَرَ المالُ والنباتُ والشيءُ بنفسه وَفْراً ووُفُوراً وَفِرَةً وفي حديث عليّ رضي الله عنه ولا ادَّخَرْتُ من غنائمها وَفْراً الوَفْرُ المال الكثير وفي التهذيب المال الكثير الوافر الذي لم ينقص منه شيء وهو موفور وقد وَفَرْناه فِرَةً قال والمستعمل في التعدّي وفَّرْناه تَوْفِيراً وفي الحديث الحمد لله الذي لا يَفِرُه المَنْعُ أَي لا يُكْثِرُه من الوافِر الكثير يقال وَفَرَه يَفِرُه كوَعَدَه يَعِدُه وأَرض وَفْراءُ في نباتها فِرَةٌ وهذه أَرض في نباتها وَفْرٌ ووَفْرَةٌ وفِرَةٌ أَيضاً أَي وُفُورٌ لم تُرْعَ والوَفْراءُ الأَرضُ التي لم يَنْقُصْ من نبتها قال الأَعشى عَرَنْدَسَةٌ لا يَنْقُصُ السَّيْرُ غَرْضَها كأَحْقَبَ بالوَفْراءِ جَأْبٍ مُكَدَّمِ العرندسة الشديدة من النوق والغَرْضُ للرَّحْلِ بمنزلة الحزام للسرج يريد أَنها لا تَضْمُر في سيرها وكَلالها فَيَقْلَقَ غَرْضُها ويقال إِنها لعظم جوفها تستوفي الغَرْضَ والأَحقب الحمار الذي بموضع الحَقَبِ منه بياض وإِنما تشبه الناقة بالعير لصلابته ولهذا يقال فيها عَيْرانة والجأْب الغليظ ومكدَّم مُعَضَّض أي كَدَّمَتْهُ الحمير وهو يطردها عن عانته ووَفَّرَ عليه حقه تَوْفِيراً واستوفَرَه أَي استوفاه وتَوَفَّرَ عليه رَعى حُرُماتِه ويقال هم مُتوافِرونَ أَي هم كثير ووفُرَ الشيءُ وَفْراً وفِرَةً ووفَّره كثره وكذلك وَفَرَه مالَه وَفْراً وفِرَةً ووَفَّرَه جعله وافِراً ووَفَرَه عِرْضَه ووَفَّره له لم يَشْتِمْه كأَنه أَبقاه له كثيراً طيباً لم يَنْقُصْه بشتم قال أَلِكْنِي وَفِرْ لابنِ الغَرِيرَةِ عِرْضَه إِلى خالِدٍ من آلِ سَلْمى بنِ جَنْدَلِ ووَفُرَ عِرْضُه ووَفَرَ وُفوراً كَرُمَ ولم يُبْتَذَلْ قال وهو من الأَوّل
( * قوله « وهو من الاول » لعل المراد انه من باب ضرب او هو محرف عن وهو من اللازم بدليل ما بعده ) وفي التنزيل العزيز جَزاءً مَوْفوراً هو من وَفَرْتُه أَفِرُه وَفْراً وفِرَةً وهذا معتمد واللازم قولك وَفَرَ المالُ يَفِرُ وُفوراً وهو وافر وسِقاءٌ أَوْفَرُ وهو الذي لم ينقص من أَديمه شيء والموفور الشيء التام ووَفَرْتُ الشيءَ وَفْراً وقولهم تُوفَرُ وتُحْمَدُ من وقولك وَفَرْتُه عِرْضَه وماله قال الفراء إِذا عُرِضَ عليك الشيء تقول تُوفَرُ وتُحْمَدُ ولا تقل تُوثَر يُضْرَب هذا المثل للرجل تعطيه الشيء فيردُّه عليك من غير تسخُّط وقول الراجز كأَنها من بُدُنٍ وإِيفارْ دَبَّتْ عليها ذَرِباتُ الأَنْبارْ إِنما هو من الوفور والتمام يقول كأَنها مما أَوْفَرَها الراعي دَبَّتْ عليها الأَنْبار ويروى واستيفار والمعنى واحد ويروى وإِيغار من أَوغَرَ العاملُ الخراج أَي استوفاه ويروى بالقاف من أَوقَرَه أَي أَثقله ووَفَرَ الشيءَ أَكمَلَهُ ووَفَر الثوبَ قطعه وافراً وكذلك السقاء إِذا لم يقطع من أَديمه فَضْلٌ ومَزادة وَفْراءُ وافِرَةُ الجلد تامة لم يُنْقَصْ من أَديمها شيء وسِقاءٌ أَوْفَرُ قال ذو الرمة وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزُها مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْهُ بَيْنَها الكُتَبُ
( * قوله « مشلشل » أي مقطر نعت لسرب كما نص عليه الصحاح والكتب جمع كتبه كغرفة وغرف خروف الخرز وأثأى خرم والخوارز جمع خازرة )
والوفْراءُ أَيضاً الملأَى المُوَفَّرَةُ المِلْءِ وتَوَفّرَ فلانٌ على فلان بِبِرّه ووَفَّرَ اللهُ حظه من كذا أَي أَسبغه والموفورُ في العروض كل جزء يجوز فيه الزحاف فيسلم منه قال ابن سيده هذا قول أَبي إِسحق قال وقال مرة الموفور ما جاز أَن يخرم فلم يخرم وهو فعولن ومفاعلين ومفاعلتن وإِن كان فيها زحاف غير الخرم لم تخلُ من أَن تكون موفورة قال وإِنما سميت موفورة لأَن أَوتادها توفرت وأُذُنٌ وَفْراءُ ضَخْمَةُ الشحمة عظيمة وقول الشاعر وابْعَثْ يَساراً إِلى وَفْرٍ مُدَمَّعَةٍ واجْدَحْ إِليها معناه أَنه لم يُعْطُوا منها الديات فهي موفورةٌ يقول له أَنت راع ووَفَرَه عطاءَه إِذا رَدَّه عليه وهو راضٍ أَو مستقل له والوَفْرَةُ الشعر المجتمع على الرأْس وقيل ما سال على الأُذنين من الشعر والجمع وِفارٌ قال كثير عزة كأَنَّ وِفارَ القومِ تحتَ رِحالِها إِذا حُسِرَتْ عنها العمائمُ عُنْصُلُ وقيل الوَفْرَةُ أَعظم من الجُمَّةِ قال ابن سيده وهذا غلط إِنما هي وَفْرَةٌ ثم جُمَّة ثم لِمَّة والوَفْرَةُ ما جاوز شحمة الأُذنين واللِّمَّةُ ما أَلمَّ بالمَنْكِبَينِ التهذيب والوَفْرَةُ الجُمَّة من الشعر إِذا بلغت الأُذنين وقد وفَرَها صاحبها وفلان مُوَفَّرُ الشعر وقيل الوَفْرَةُ الشعرة إِلى شمحة الأُذن ثم الجُمَّة ثم اللِّمَّةُ وفي حديث أَبي رِمْثَةَ انطلقتُ مع أَبي نَحْوَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فإِذا هو ذو وَفْرَة فيها رَدْعٌ من حِنَّاءِ الوَفْرَة شَعر الرأْس إِذا وصل إِلى شحمة الأُذن والوافِرَةُ أَلْيَةُ الكبش إِذا عظمت وقيل هي كل شحمة مستطيلة وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وعَلَّمَنَا الصَّبْرَ آباؤُنا وخُطَّْ لنا الرَّمْيُ في الوافِرَه الوافرة الدنيا وقيل الحياة والوافِرُ ضَرْب من العَرُوض وهو مفاعلتن مفاعلتن فعولن مرتين أَو مفاعلتن مفاعلتن مرتين سمي هذا الشطر وافراً لأَن أَجزاءه موفرةٌ له وُفورَ أَجزاء الكامل غير أَنه حذف من حروفه فلم يكمل

( وقر ) الوَقْرُ ثِقَلٌ في الأُذن بالفتح وقيل هو أَن يذهب السمع كله والثِّقَلُ أَخَفُّ من ذلك وقد وَقِرَتْ أُذنه بالكسر تَوْقَرُ وقْراً أَي صَمَّتْ ووَقَرَتْ وَقْراً قال الجوهري قياس مصدره التحريك إِلا أَنه جاء بالتسكين وهو موقور ووَقَرَها الله يَقِرُها وَقْراً ابن السكيت يقال منه وُقِرَتْ أُذُنُه على ما لم يسم فاعله تُوقَرُ وَقْراً بالسكون فهي موقورة ويقال اللهم قِرْ أُذُنَه قال الله تعالى وفي آذاننا وَقْرٌ وفي حديث علي عليه السلام تَسْمَعُ به بعد الوَقْرَةِ هي المرّة من الوَقْرِ بفتح الواو ثِقَلُ السمع والوِقْرُ بالكسر الثِّقْلُ يحمل على ظهر أَو على رأْس يقال جاء يحمل وِقْرَه وقيل الوِقَرُ الحِمْل الثقيل وعَمَّ بعضهم به الثقيل والخفيف وما بينهما وجمعه أَوقارٌ وقد أَوقَرَ بعيرَه وأَوْقَرَ الدابة إِيقاراً وقِرَةً شديدةً الأَخيرة شاذة ودابَّةٌ وَقْرَى مُوقَرَةٌ قال النابغة الجعدي كما حُلَّ عن وَقْرَى وقد عَضَّ حِنْوُها بغارِبها حتى أَرادَ ليَجْزِلا قال ابن سيده أَرى وَقْرَى مصدراً على فَعْلى كحَلْقى وعَقْرَى وأَراد حُلَّ عن ذات وَقْرَى فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه قال وأَكثر ما استعمل الوِقْرُ في حِمل البغل والحمار والوَسْقُ في حمل البعير وفي حديث عمر والمجوس فأَلْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ أَو بغلين من الوَرِقِ الوِقْرُ بكسر الواو الحِمْلُ يريد حمل بغل أَو حملين أَخِلَّةً من الفضة كانوا يأْكلون بها الطعام فأَعْطَوْها ليُمَكَّنُوا من عادتهم في الزَّمْزَمَةِ ومنه الحديث لعله أَوقَرَ راحلته ذهباً أَي حَمَّلَها وِقْراً ورجل مُوقَرٌ ذو وِقْرٍ أَنشد ثعلب لقد جَعَلَتْ تَبْدُو شَواكِلُ منكما كأَنَّكما بي مُوقَرانِ من الجَمْرِ وامرأَةٌ مُوقَرَةٌ ذاتُ وِقْرٍ الفراء امرأَة مُوقَرَة بفتح القاف إِذا حملت حملاً ثقيلاً وأَوْقَرَتِ النخلةُ أَي كَثُرَ حَمْلُها ونخلة مُوقِرَة ومُوقِرٌ وموقَرة ومُوقَر ومِيقار قال من كُلِّ بائنة تَبِينُ عُذُوقُها منها وخاصِبَةٍ لها مِيقارِ قال الجوهري نخلة مُوقَرٌ على غير القياس لأَن الفعل ليس للنخلة وإِنما قيل مُوقِر بكسر القاف على قياس قولك امرأَة حامل لأَن حمل الشجر مشبه بحمل النساء فأَما موقَر بالفتح فشاذ قد روي في قول لبيد يصف نخلاً عَصَبٌ كَوارِعُ في خَليج مُحَلِّمٍ حَمَلَتْ فمنها موقَر مَكْمُومُ والجمع مَواقِر وأَما قول قُطْبَة بن الخضراء من بني القَيْنِ لمن ظُعُنٌ تَطالَعُ من سِتارِ مع الإِشْراقِ كالنَّخْلِ الوِقارِ قال ابن سيده ما أَدري ما واحده قال ولعله قَدَّرَ نخلة واقِراً أَو وَقِيراً فجاء به عليه واسْتَوْقَرَ وِقْرَه طعاماً أَخذه واسْتَوْقَرَ إِذا حَمَلَ حِمْلاً ثقيلاً واسْتَوْقَرَتِ الإِبلُ سمنت وحملت الشُّحُوم قال كأَنها من بُدُنٍ واسْتِيقارْ دَبَّتْ عليها عَرِماتُ الأَنْبارْ وقوله عز وجل فالحاملاتِ وِقْراً يعني السحاب يحمل الماء الذي أَوْقَرها والوَقار الحلم والرَّزَانة وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً ووَقارَةً ووَقَرَ قِرَةً وتَوَقَّرَ واتَّقَرَ تَرَزَّنَ وفي الحديث لم يَسْبِقْكم أَبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكنه بشيء وَقَرَ في القلب وفي رواية لِسِرٍّ وقَرَ في صدره أَي سكن فيه وثبت من الوَقارِ والحلم والرزانة وقد وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً والتَّيْقُور فَيْعُول منه وقيل لغة في التَّوْقِير قال والتيقور الوَقارُ وأَصله وَيْقُور قلبت الواو تاء قال العجاج فإِن يكن أَمْسى البِلى تَيْقُوري أَي أَمسى وَقاري ويروى فإِن أَكن أُمْسي البِلى تَيْقُوري وفي يكن على هذا ضمير الشأْن والحديث والتاء فيه مبدلة من واو قيل كان في الأَصل وَيْقُوراً فأَبدل الواو تاء حمله على فَيْعُول ويقال حمله على تفعول مثل التَّذْنُوب ونحوه فكره الواو مع الواو فأَبدلها تاء لئلا يشتبه بفَوْعُول فيخالف البناء أَلا ترى أَنهم أَبدلوا الواو حين أَعربوا فقالوا نَيْروزٌ ؟ ورجل وَقارٌ ووَقُورٌ ووَقَرٌ
( * قوله « ووقر » في القاموس أنه بضم القاف ) قال العجاج يمدح عمر بن عبيد الله بن مَعمَر هذا أَوانُ الجِدِّ إِذ جَدَّ عُمَرْ وصَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لمن ذَمَرْ منها بِكُلّ أَخلاق الشُّجاعِ قد مَهَرْ ثَبْتٌ إِذا ما صِيحَ بالقوم وَقَرْ
( * قوله « ثبت إذا ما صيح إلخ » استشهد به الجوهري على أن وقر فيه فعل حيث قال ووقر الرجل إذا ثبت يقر وقاراً وقرة فهو وقور قال العجاج « ثبت إذا ما صيح بالقوم وقر » )
قوله ثبت أَي هو ثبت الجنان في الحرب وموضع الخوف ووَقَرَ الرجل من الوَقار يَقِرُ فهو وَقُورٌ ووَقُرَ يَوْقُرُ ومَرَةٌ وَقُورٌ ووَقَرَ وَقْراً جلس وقوله تعالى وَقِرْنَ في بيوتكن قيل هو من الوَقارِ وقيل هو من الجلوس وقد قلنا إِنه من باب قَرَّ يَقِرُّ ويَقَرُّ وعللناه في موضعه من المضاعف الأَصمعي يقال وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً إِذا سكن قال الأَزهري والأَمْرُ قِرْ ومنه قوله تعالى وقِرْنَ في بيوتكن قال وَوَقُرَ يَوْقُرُ والأَمر منه اوْقُرْ وقرئ وقَرْنَ بالفتح فهذا من القَرار كأَنه يريد اقْرَرْنَ فتحذف الراء الأُولى للتخفيف وتلقى فتحتها على القاف ويستغنى عن الأَلف بحركة ما بعدها ويحتمل قراءة من قرأَ بالكسر أَيضاً أَن يكون من اقْرِرْنَ بكسر الراء على هذا كما قرئ فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ بفح الظاء وكسرها وهو من شواذ التخفيف ووَقَّرَ الرجلَ بحَّلَهُ وتُعَزِّرُوه وتُوَقِّرُوه والتوقير التعظيم والتَّرْزِينُ التهذيب وأَما قوله تعالى ما لكم لا تَرْجُونَ لله وقاراً فإِن الفرّاء قال ما لكم لا تخافون لله عظمة ووَقَّرْتُ الرجل إِذا عظمته وفي التنزيل العزيز وتعزروه وتوقروه والوَقار السكينة والوَداعَةُ ورجل وَقُورٌ ووقارٌ ومُتَوَقِّر ذو حلم ورَزانَة ووَقَّر الدابة سَكَّنَها قال يَكادُ يَنْسَلُّ من التَّصْدِيرِ على مُدَالاتِيَ والتَّوْقِيرِ والوَقْرُ الصَّدْعُ في الساق والوقْرُ والوَقْرَةُ كالوَكْتَةِ أَو الهَزْمَةِ تكون في الحجر أَو العين أَو الحافر أَو العظم والوَقْرَةُ أَعظم من الوَكْتَةِ الجوهري الوَقْرَةُ أَن يصيب الحافرَ حَجَرٌ أَو غيره فيَنْكُبَه تقول منه وَقِرَت الدابةُ بالكسر وأَوْقَرَها الله مثلَ رَهِصَتْ وأَرْهَصَها الله قال العجاج وَأْباً حَمَتْ نُسُورُه الأَوْقارا ويقال في الصبر على المصيبة كانتْ وَقْرَةً في صَخْرة يعني ثَلْمَةً وهَزْمَةً أَي أَنه احتمل المصيبة ولم تؤثر فيه إِلا مثلَ تلك الهزمة في الصخرة ابن سيده وقد وُقِرَ العظمُ وَقْراً فهو موقور ووقِير ورجل وَقِير به وَقرة في عظمه أَي هَزْمَة أَنشد ابن الأعرابي حَياء لنَفْسي أَن أُرى مُتَخَشِّعاً لوَقْرَةِ دَهْرٍ يَسْتَكِينُ وَقِيرُها لِوَقْرَةِ دَهْرٍ أَي لخَطْبٍ شديد أُتَيَفَّنُ في حالة كالوَقْرَةِ في العظْمِ الأَصمعي يقال ضربه ضربة وَقَرَتْ في عظمه أَي هَزَمَتْ وكَلَّمته كلمةً وَقَرَتْ في أُذنه أَي ثبتت والوَقْرَةُ تصيب الحافر وهي أَن تَهْزِمَ العظمَ والوَقْرُ في العظم شيء من الكسر وهو الهَزْمُ وربما كُسِرَتْ يَدُ الرجل أَو رجلُه إِذا كان بها وَقْرٌ ثم تُجْبَرُ فهو أَصلب لها والوَقْرُ لا يزال واهِناً أَبداً وَوقَرْتُ العظم أَقِرُه وقْراً صَدَعْتُه قال الأَعشى يا دَهْرُ قد أَكْثَرْتَ فَجْعَتَنا بِسَراتِنا ووَقَرْتَ في العَظْمِ والوَقير والوَقِيرَةُ النُّقْرَةُ العظيمة في الصخرة تُمْسِكُ الماء وفي التهذيب النقرة في الصخرة العظيمة تمسك الماء وفي الصحاح نقرة في الجبل عظيمة وفي الحديث التَّعَلُّمُ في الصِّبا كالوَقْرَةِ في الحجر الوَقْرَةُ النقرة في الصخرة أَراد أَنه يثبت في القلب ثبات هذه النُّقْرَةِ في الحجر ابن سيده تَرَكَ فلان قِرَةً أَي عِيالاً وإِنه عليه لَقِرَةٌ أَي عيال وما علي منك قِرَةٌ أَي ثِقَلٌ قال لما رأَتْ حَلِيلَتي عَيْنَيَّه ولِمَّتي كأَنها حَلِيَّه تقولُ هذا قِرَةٌ عَلَيَّه يا ليتني بالبَحْرِ أَو بِلِيَّه والقِرَةُ والوَقِيرُ الصغار من الشاء وقيل القِرَةُ الشاء والمال والوَقِير الغنم وفي المحكم الضخم من الغنم قال اللحياني زعموا أَنها خمسمائة وقيل هي الغنم عامة وبه فسر ابن الأَعرابي قول جرير كأَنَّ سَليطاً في جَواشِنِها الحَصى إِذا حَلَّ بين الأَمْلَحَيْنِ وََقِيرُها وقيل هي غنم أَهل السواد وقيل إِذا كان فيها كلابها ورُعاؤُها فهي وَقِير قال ذو الرمة يصف بقرة الوحش مُوَلَّعَةً خَنْساءَ ليستْ بِنَعجَةٍ يُدَمِّنُ أَجوافَ المِياه وَقِيرُها وكذلك القِرَةُ والهاء عوض الواو وقال الأَغلب العجلي ما إِنْ رأَينا مَلِكاً أَغارا أَكثَرَ منه قِرَةً وقارا قال الرَّمادي دخلت على الأَصمعي في مرضه الذي مات فيه فقلت يا أَبا سعيد ما الوَقِير ؟ فأَجابني بضعف صوت فقال الوَقِيرُ الغنم بكلبها وحمارها وراعيها لا يكون وَقِيراً إِلا كذلك وفي حديث طَهْفَةَ ووَقِير كثيرُ الرَّسَلِ الوَقِيرُ الغَنَمُ وقيل أَصحابها وقيل القطيع من الضأْن خاصة وقيل الغنم والكلاب والرُّعاءُ جميعاً أَي أَنها كثيرة الإِرْسال في المَرْعى والوَقَرِيُّ راعي الوَقِير نسب على غير قياس قال الكميت ولا وَقَرِيِّينَ في ثَلَّةٍ يُجاوِبُ فيها الثُّؤَاجُ اليُعارا ويروى ولا قَرَوِيِّينَ نسبة إِلى القرية التي هي المصر التهذيب والوَقِيرُ الجماعة من الناس وغيرهم ورجل مُوَقَّر أَي مُجَرَّبٌ ورجل مُوَقَّر إِذا وقَّحَتْه الأُمورُ واستمر عليها وقد وَقَّرَتني الأَسفار أَي صَلَّبَتْني ومَرَّنَتْني عليها قال ساعدة الهذلي يصف شهدة أُتِيحَ لها شَتْنُ البَراثِنِ مُكْزَمٌ أَخُو حُزَنٍ قد وَقَّرَتْه كُلُومُها لها للنخل مكزم قصير حُزَنٌ من الأَرض واحدتها حُزْنَةٌ وفقير وَقِيرٌ جعل آخره عماداً لأَوّله ويقال يعني به ذِلَّته مَهانته كما أَن الوقير صغار الشاء قال أَبو النجم نَبحَ كِلاب الشاءِ عن وَقِيرِها وقال ابن سيده يُشَبَّه بصغار الشاءِ في مَهانته وقيل هو الذي قد أَوْقَرَه الدِّيْنُ أَي أَثقله وقيل هو من الوَقْرِ الذي هو الكسر وقيل هو إِتباع وفي صدره وَقْرٌ عليك بسكون القاف عن اللحياني والمعروف وَغْرٌ الأَصمعي بينهم وَقْرَةٌ ووَغْرَةٌ أَي ضِغْنٌ وعداوة وواقِرَةُ والوَقِيرُ موضعان قال أَبو ذؤيب فإِنك حَقًّا أَيّ نَظْرَةِ عاشِقٍ نَظَرْتَ وقُدْسٌ دونَها ووَقِيرُ والمُوَقَّرُ موضع بالشام قال جرير أَشاعتْ قُرَيْشٌ للفَرَزْدَقِ خَزْيَةً وتلك الوُفُودُ النازلونَ المُوَقَّرا

( وكر ) وَكْرُ الطائر عُشُّه ابن سيده الوَكْرُ عُشُّ الطائر وإِن لم يكن فيه وفي التهذيب موضع الطائر الذي يبيض فيه ويُفَرِّخُ وهو الخُرُوقُ في الحيطان والشجر والجمع القليل أَوْكُرٌ وأَوكارٌ قال إِن فِراخاً كفراخِ الأَوْكُرِ تَرَكْتُهُمْ كبيرُهم كالأَصْغَرِ وقال من دُونِهِ لِعتاقِ الطَّيْرِ أَوكارُ والكثير وُكُورٌ ووُكَرٌ وهي الوَكْرَةُ الأَصمعي الوَكْرُ والوَكْنُ جميعاً المكان الذي يدخل فيه الطائر وقد وَكَنَ يَكِنُ وكْناً قال أَبو يوسف وسمعت أَبا عمرو يقول الوَكْرُ العُشُّ حيثما كان في جبل أَو شجر ووَكَرَ الطائرُ يَكِرُ وكْراً ووُكُرواً أَتى الوَكْرَ ودخل وَكْرَه ووَكَرَ الإِناءَ والسِّقاءَ والقِرْبَةَ والمكيالَ وَكْراً ووَكَّرَه توكيراً كلاهما مَلأَه ووَكَّرَ فلانٌ بطنه وأَوْكَرَه ملأه وتَوَكَّر الصبيُّ امْتَلأَ بطنُه وتَوَكَّرَ الطائر امتلأتْ حَوْصَلَتُه وقال الأَحمر وكَرْتُه ووَرَكْتُه وَرْكاً قال الأَصمعي شَرِبَ حتى تَوَكَّرَ وحتى تَضَلَّعَ والوَكْرَةُ والوَكَرَةُ الوَكِيرَةُ الطعامُ يتخذه الرجل عند فراغه من بنيانه فيدعو إِليه وقد وَكَّرَ لهم توكيراً الفراء قال الوَكِيرةُ تَعْمَلُها المرأَةُ في الجِهازِ قال وربما سمعتهم يقولون التَّوْكِير والتَّوْكِيرُ اتخاذ الوكيرة وهي طعام البِناء والتَّوْكِيرُ الإِطعام والوَكَرُ والوَكَرى ضربٌ من العَدْوِ وقيل هو العَدْوُ الذي كأَنه يَنْزُر أَبو عبيد هو يَعْدُو الوَكَرى أَي يُسْرِعُ وأَنشد غيره لِحُمَيدِ بن ثَوْرٍ إِذا الجَمَلُ الرِّبْعِيُّ عارَضَ أُمَّه عَدَتْ وَكَرى حتى تَحِنَّ الفَراقِدُ والوَكَّارُ العَدَّاءُ وناقة وَكَرى سريعة وقيل الوَكَرى من الإِبل القصيرة اللَّحِيمَةُ الشديدة الأَبْزِ وقد وكَرَتْ فيهما ووَكَرَ الظَّبْيُ وَكْراً وَثَبَ وَوكَرَتِ الناقةُ تَكِرُ وَكْراً إِذا عدت الوَكَرى وهو عَدْوٌ فيه نَزْوٌ وكذلك الفرس وقوله في الحديث إِنه نهى عن المُواكَرَةِ قال هي المخابرة وأَصله الهمز من الأُكْرَةِ وهي الحُفْرَةُ

( وهر ) تَوَهَّرَ الليل والشتاء كَتَهَوَّرَ وتَوَهَّرَ الرملُ كتهوّر أَيضاً والوَهَرُ تَوَهُّجُ وَقْعِ الشمس على الأَرض حتى ترى له اضطراباً كالبُخارِ يمانية ولَهَبٌ واهِرٌ ساطِعٌ وتَوَهَّرْتُ الرجلَ في الكلام وتَوَعَّرْتُه إِذا اضْطَرَرْتَه إِلى ما بقي به متحيراً ويقال وَهَّرَ فلانٌ
( * قوله « ويقال وهر فلان إلخ « ويقال أيضاً وهره كوعده كما في القاموس ) فلاناً إِذا أَوقعه فيما لا مخرج له منه ووَهْرانُ اسم رجل وهو أَبو بطن

( يبر ) يَبْرِينُ اسم موضع يقال له رَمْلُ يَبْرِينَ وفيه لغتان يَبْرُونَ في الرفع وفي الجر والنصب يَبْرِينَ لا ينصرف للتعريف والتأْنيث فجرى إِعرابه كإِعرابه وليست يَبْرِينُ ههذ العلمية منقولةً من قولك هُنَّ يَبْرِينَ لفلانٍ أَي يُعارِضْنَه كقول أَبي النجم يَبْري لها من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ يدل على أَنه ليس منقولاً منه قوله فيه يَبْرونَ وليس لك أَن تقول إِن يَبْرِينَ من بَرَيْتُ القَلَم ويَبْرونَ من بَرَوْتُه ويكون العلم منقولاً منهما فقد حكى أَبو زيد بريت القلم وبروته قال ولهذا نظائر كَقَنَيْتُ وقَنَوْتُ وكَنَيْتُ وكَنَوْتُ فيكون يَبْرونَ على هذا كَيَكْنُونَ من قولك هُنَّ يَكْنُونَ ويَبْرِينَ كَيَكْنِينَ من قولك هُنَّ يَكْنِينَ وإِنما منعك أَن تحمل يَبْرِينَ ويَبْرُونَ على بَرَيْتُ وبَرَوْتُ أَن العرب قالت هذه يَبْرِينُ فلو كانت يَبْرُونَ من بَرَوْتُ لقالوا هذه يَبْرُونَ ولم يقله أَحد من العرب أَلا ترى أَنك لو سميت رجلاً بِيَغْزُونَ فيمن جعل النون علامة الجمع لقلت هذا يَغْزُونَ ؟ قال فدل ما ذكرناه على أَن الياء والواو في يَبْرِينَ ويَبْرُونَ ليستا لامين وإِنما هما كهيئة الجمع كفَلَسْطِينَ وفَلَسْطُونَ وإِذا كانت واو جمع كانت زائدة وبعدها النون زائدة أَيضاً فحروف الاسم على ذلك ثلاثة كأَنه يَبْرِ ويَبْرُ وإِذا كانت ثلاثة فالياء فيها أَصل لا زائدة لأَن الياء إِذا طرحتها من الاسم فبقي منه أَقل من الثلاثة لم يحكم عليها بالزيادة البتة على ما أَحكمه لك سيبويه في باب عِلَلِ ما تجعله زائداً من حروف الزوائد يدلك على أَن ياءَ يَبْرِين ليست للمضارعة أَنهم قالوا أَبْرين فلو كان حرف مضارعة لم يبدلوا مكانه غيره ولم نجد ذلك في كلامهم النتة فأَما قولهم أَعْصُرُ ويَعْصُرُ اسم رجل فليس مسمى بالفعل وإِنما سمي بأَعْصُرٍ جمع عَصْرٍ الذي هو الدهر وإِنما سمي به لقوله أَنشده أَبو زيد أَخُلَيْدُ إِنَّ أَباكَ غَيَّرَ رأْسَه مَرُّ الليالِي واخْتلافُ الأَعْصُرِ وسهل ذلك في الجمع لأَن همزته ليست للمضارعة وإِنما هي لصيغة الجمع والله تعالى أَعلم

( يجر ) المِيجار الصَّوْلَجانُ

( يرر ) اليَرَرُ مصدر قولهم حَجَرٌ أَيَرُّ أَي صَلْد صُلب الليث اليَرَرُ مصدر الأَيَرِّ يقال صخرة يَرَّاءُ وحَجَرٌ أَيَرُّ وفي حديث لقمان عليه السلام إِنه ليُبْصِرُ أَثَرَ الذَّرّ في الحجر الأَيَرِّ قال العجاج يصف جيشاً فإِن أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدَرْ سَنابِكُ الخيلِ يُصَدِّعنَ الأَيَرّْ قال أَبو عمرو الأَيَرُّ الصَّفا الشديد الصلابة وقال بعده من الصفا القاسي ويَدْهَسْنَ الغَدَرْ عَزازَةً ويَهْتَمِرْنَ ما انْهَمَرْ يدهس الغَدَرَ أَي يَدَعْنَ الجِرْفَةَ وما تَعادَى من الأَرضِ دَهاساً وقال بعده من سَهْلَةٍ ويَتَأَكَّرْنَ الأُكَرْ يعني الخيل وضربها الأَرضَ العَزازَ بحوافرها والجمع يُرٌّ وحَجَرٌ يَارٌّ وأَيَرُّ على مثال الأَصَمِّ شديدٌ صُلْبٌ يَرَّ يَيَرُّ يَرّاً وصخرة يَرَّاءُ وقال الأَحمر اليَهْيَرُّ الصلب وحارٌّ يارٌّ إِتباع وقد يَرَّ يَرّاً ويَرَراً واليَرَّةُ النار وقال أَبو الدُّقَيْش إِنه لحارٌّ يارٌّ عنى رَغيفاً أُخرج من التنور وكذلك إِذا حميت الشمس على حَجَر أَو شيء غيره صُلْبٍ فلزمته حرارة شديدة يقال إِنه لحارٌّ يارٌّ ولا يقال لماءٍ ولا طين إِلا لشيءٍ صلب قال والفعل يَرَّ يَيَرُّ يَرَراً وتقول الحَرُّ لم يَيَر ولا يوصف به على نعت أَفعل وفعلاء إِلا الصَّخر والصفا يقال صفاة يَرَّاءُ وصَفاً أَيَرُّ ولا يقال إِلا مَلَّةٌ حارَّة يارَّة وكل شيءٍ من نحو ذلك إِذا ذكروا اليارَّ لم يذكروه إِلا وقبله حارٌّ وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ذكر الشُّبْرُمَ فقال إِنه حارٌّ يارٌّ وقال أَبو عبيد قال الكسائي حارٌّ يارٌّ وقال بعضهم حارٌّ جارٌّ وحَرَّانُ يَرَّانُ إِتباع ولم يَخُصَّ شيئاً دون شيء

( يسر ) اليَسْرُ
( * قوله « اليسر » بفتح فسكون وبفتحتين كما في القاموس )
اللِّينُ والانقياد يكون ذلك للإِنسان والفرس وقد يَسَرَ ييْسِرُ وياسَرَه لايَنَهُ أَنشد ثعلب قوم إِذا شُومِسُوا جَدَّ الشِّماسُ بهم ذاتَ العِنادِ وإِن ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا وياسَرَه أَي ساهَلَه وفي الحديث إِن هذا الدّين يُسْرٌ اليُسْرُ ضِدُّ العسر أَراد أَنه سَهْلٌ سَمْح قليل التشديد وفي الحديث يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا وفي الحديث الآخر من أَطاع الإِمام وياسَرَ الشَّريكَ أَي ساهله وفي الحديث كيف تركتَ البلاد ؟ فقال تَيَسَّرَتْ أَي أَخصبت وهو من اليُسْرِ وفي الحديث لن يغلب عُسْرٌ يُسْرَيْنِ وقد ذكر في فصل العين وفي الحديث تَياسَرُوا في الصَّداق أَي تساهلوا فيه ولا تُغالُوا وفي الحديث اعْمَلُوا وسَدِّدوا وقاربوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له أَي مُهَيَّأٌ مصروفٌ مُسَهَّلٌ ومنه الحديث وقد يُسِّرَ له طَهُورٌ أَي هُيِّئَ ووُضِع ومنه الحديث قد تَيَسَّرا للقتال أَي تَهَيَّآ له واسْتَعَدّا الليث يقال إِنه ليَسْرٌ خفيف ويَسَرٌ إِذا كان لَيِّنَ الانقياد يوصف به الإِنسان والفرس وأَنشد إِني على تَحَفُّظِي ونَزْرِي أَعْسَرُ وإِن مارَسْتَنِي بعُسْرِ ويَسْرٌ لمن أَراد يُسْرِي ويقال إِن قوائم هذا الفرس ليَسَرَات خِفافٌ يَسَرٌ إِذا كُنَّ طَوْعَه والواحدة يَسْرَةٌ ويَسَرَةٌ واليَسَرُ السهل وفي قصيد كعب تَخْدِي على يَسَراتٍ وهي لاهِيةٌ اليَسَراتُ قوائم الناقة الجوهري اليَسَرات القوائم الخفاف ودابةٌ حَسَنَةُ التَّيْسُورِ أَي حسنة نقل القوائم ويَسَّرَ الفَرَسَ صَنَعه وفرس حسنُ التَّيْسورِ أَي حَسَنُ السِّمَنِ اسم كالتَّعْضُوضِ أَبو الدُّقَيْش يَسَرَ فلانٌ فرسَه فهو مَيْسُورٌ مصنوعٌ سَمِين قال المَرَّارُ يصف فرساً قد بلَوْناه على عِلاَّتِه وعلى التَّيْسُورِ منه والضُّمُرْ والطَّعْنُ اليَسْرُ حِذاءَ وجهِك وفي حديث علي رضي الله عنه اطْعَنُوا اليَسْرَ هو بفتح الياء وسكون السين الطعن حذاءَ الوجه وولدت المرأَة ولداً يَسَراً أَي في سهولة كقولك سَرَحاً وقد أَيْسَرَتْ قال ابن سيده وزعم اللحياني أَن العرب تقول في الدعاء وأَذْكَرَتْ أَتَتْ بذكر ويَسَرَتِ الناقةُ خرج ولدها سَرَحاً وأَنشد ابن الأَعرابي فلو أَنها كانت لِقَاحِي كثيرةً لقد نَهِلَتْ من ماءِ حُدٍّ وعَلَّتِ ولكنها كانت ثلاثاً مَياسِراً وحائلَ حُولٍ أَنْهَرَتْ فأَحَلَّتِ ويَسَّرَ الرجلُ سَهُلَتْ وِلادَةُ إِبله وغنمه ولم يَعْطَبْ منها شيء عن ابن الأَعرابي وأَنشد بِتْنا إِليه يَتَعاوَى نَقَدُه مُيَسِّرَ الشاءِ كثيراً عَدَدُه والعرب تقول قد يَسَرَتِ الغَنَمُ إِذا ولدت وتهيأَت للولادة ويَسَّرَتِ الغنم كثرت وكثر لبنها ونسلها وهو من السهولة قال أَبو أُسَيْدَةَ الدُّبَيْرِيُّ إِنَّ لنا شَيْخَيْنِ لا يَنْفَعانِنَا غَنِيَّيْن لا يُجْدِي علينا غِناهُما هما سَيِّدَانا يَزْعُمانِ وإِنما يَسُودَانِنا أَنْ يَسَّرْتْ غَنَماهما أَي ليس فيهما من السيادة إِلا كونهما قد يَسَّرَتْ غنماهما والسُّودَدَ يوجب البذلَ والعطاء والحِراسَة والحماية وحسن التدبير والحلم وليس غندهما من ذلك شيء قال الجوهري ومنه قولهم رجل مُيَسِّرٌ بكسر السين وهو خلاف المُجَنِّب ابن سيده ويَسَّرَتِ الإِبلُ كثر لبنها كما يقال ذلك في الغنم واليُسْرُ واليَسارُ والمِيسَرَةُ والمَيْسُرَةُ كله السُّهولة والغِنى قال سيبويه ليست المَيْسُرَةُ على الفعل ولكنها كالمَسْرُبة والمَشْرُبَة في أَنهما ليستا على الفعل وفي التنزيل العزيز فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ قال ابن جني قراءة مجاهد فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسُرهِ قال هو من باب مَعْوُنٍ ومَكْرُمٍ وقيل هو على حذف الهاء والمَيْسَرَةُ والمَيْسُرَةُ السَّعَة والغنى قال الجوهري وقرأَ بعضهم فنظرة إِلى مَيْسُرِهِ بالإِضافة قال الأَخفش وهو غير جائز لأَنه ليس في الكلام مَفْعُلٌ بغير الهاء وأَما مَكْرُمٌ ومَعْوُن فهما جمع مَكْرُمَةٍ ومَعُونَةٍ وأَيْسَرَ الرجلُ إِيساراً ويُسْراً عن كراع واللحياني صار ذا يَسارٍ قال والصحيح أَن اليُسْرَ الاسم والإِيْسار المصدر ورجلٌ مُوسِرٌ والجمع مَياسِيرُ عن سيبويه قال أَبو الحسن وإِنما ذكرنا مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يجمع بالواو والنون في المذكر وبالأَلف والتاء في المؤنث واليُسْر ضدّ العُسْرِ وكذلك اليُسُرُ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ التهذيب واليَسَرُ والياسِرُ من الغنى والسَّعَة ولا يقال يَسارٌ الجوهري اليَسار واليَسارة الغِنى غيره وقد أَيْسَر الرجل أَي استغنى يُوسِرُ صارت الياء واواً لسكونها وضمة ما قبلها وقال ليس تَخْفَى يَسارَتي قَدْرَ يومٍ ولقد يُخْفي شِيمَتي إِعْسارِي ويقال أَنْظِرْني حتى يَسارِ وهو مبني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر وهو المَيْسَرَةُ قال الشاعر فقلتُ امْكُثي حتى يَسارِ لَعَلَّنا نَحُجُّ معاً قالتْ أَعاماً وقابِلَه ؟ وتَيَسَّر لفلان الخروجُ واسْتَيْسَرَ له بمعنى أَي تهيأَ ابن سيده وتَيَسَّر الشيء واسْتَيْسَر تَسَهَّل ويقال أَخذ ما تَيَسَّر وما اسْتَيْسَر وهو ضدّ ما تَعَسَّر والْتَوَى وفي حديث الزكاة ويَجْعَلُ معها شاتين إِن اسْتَيْسَرتا له أَو عشرين درهماً استيسر استفعل من اليُسْرِ أَي ما تيسر وسَهُلَ وهذا التخيير بين الشاتَيْنِ والدراهم أَصل في نفسه وليس ببدل فجرى مجرى تعديل القيمة لاختلاف ذلك في الأَزمنة والأَمكنة وإِنما هو تعويض شرعي كالغُرَّةِ في الجنين والصَّاع في المُصَرَّاةِ والسِّرُّ فيه أَن الصدقة كانت تؤخذ في البراري وعلى المياه حيث لا يوجد سُوقٌ ولا يُرى مُقَوِّمٌ يرجع إِليه فَحَسُنَ في الشرع أَن يُقَدَّر شيء يقطع النزاع والتشاجر أَبو زيد تَيَسَّر النهار تَيَسُّراً إِذا بَرَدَ ويقال أَيْسِرْ أَخاك أَي نَفِّسْ عليه في الطلب ولا تُعْسِرْهُ أَي لا تُشَدِّدْ عليه ولا تُضَيِّقْ وقوله تعالى فما اسْتَيْسَرَ من الهَدْي قيل ما تَيَسَّر من الإِبل والبقر والشاء وقيل من بعير أَو بقرة أَو شاة ويَسَّرَه هو سَهَّله وحكى سيبويه يَسَّرَه ووَسَّعَ عليه وسَهَّلَ والتيسير يكون في الخير والشر وفي التنزيل العزيز فَسَنُيَسِّرُه لليُسْرَى فهذا في الخير وفيه فسنيسره للعُسْرَى فهذا في الشر وأَنشد سيبويه أَقام وأَقْوَى ذاتَ يومٍ وخَيْبَةٌ لأَوَّلِ من يَلْقَى وشَرٌّ مُيَسَّرُ والميسورُ ضدّ المعسور وقد يَسَّرَه الله لليُسرى أَي وفَّقَه لها الفرّاء في قوله عز وجل فسيسره لليسرى يقول سَنُهَيِّئُه للعَوْد إِلى العمل الصالح قال وقال فسنيسره للعسرى قال إِن قال قائل كيف كان نيسره للعسرى وهل في العُسْرى تيسير ؟ قال هذا كقوله تعالى وبَشِّرِ الذين كفروا بعذاب أَليم فالبشارَةُ في الأَصل الفَرَحُ فإِذا جمعت في كلامين أَحدهما خير والآخر شر جاز التيسير فيهما والميسورُ ما يُسِّرَ قال ابن سيده هذا قول أَهل اللغة وأَما سيبويه فقال هو من المصادر التي جاءت على لفظ مفعول ونظيره المعسور قال أَبو الحسن هذا هو الصحيح لأَنه لا فعل له إِلا مَزِيداً لم يقولوا يَسَرْتُه في هذا المعنى والمصادر التي على مثال مفعول ليست على الفعل الملفوظ به لأَن فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ إِنما مصادرها المطردة بالزيادة مَفْعَل كالمضرب وما زاد على هذا فعلى لفظ المُفَعَّل كالمُسَرَّحِ من قوله أَلم تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافي وإِنما يجيء المفعول في المصدر على توهم الفعل الثلاثي وإِن لم يلفظ به كالمجلود من تَجَلَّد ولذلك يخيل سيبويه المفعول في المصدر إِذا وجده فعلاً ثلاثيّاً على غير لفظة أَلا تراه قال في المعقول كأَنه حبس له عقله ؟ ونظيره المعسورُ وله نظائر واليَسَرَةُ ما بين أَسارير الوجه والراحة التهذيب واليَسَرَة تكون في اليمنى واليسرى وهو خط يكون في الراحة يقطع الخطوط التي في الراحة كأَنها الصليب الليث اليَسَرَة فُرْجَةُ ما بين الأَسِرَّةِ من أَسرارِ الراحة يُتَيَمَّنُ بها وهي من علامات السخاء الجوهري اليسرة بالتحريك أَسرار الكف إِذا كانت غير ملتزقة وهي تستحب قال شمر ويقال في فلان يَسَرٌ وأَنشد فَتَمَتَّى النَّزْعَ في يَسَرِه قال هكذا روي عن الأَصمعي قال وفسره حِيَال وجهه واليَسْرُ من الفَتْلِ خلاف الشَّزْر الأَصمعي الشَّزْرُ ما طَعَنْتَ عن يمينك وشمالك واليَسْرُ ما كان حِذاء وجهك وقيل الشَّزْرُ الفَتْلُ إِلى فوق واليَسْرُ إِلى أَسفل وهو أَن تَمُدَّ يمينكَ نحوَ جَسَدِكَ وروي ابن الأَعرابي فتمتى النزع في يُسَرِه جمع يُسْرَى ورواه أَبو عبيد في يُسُرِه جمع يَسارٍ واليَسارُ اليَدُ اليُسْرى والمَيْسَرَةُ نقيضُ الميمنةِ واليَسار واليِسار نقيضُ اليمين الفتح عند ابن السكيت أَفصح وعند ابن دريد الكسر وليس في كلامهم اسم في أَوّله ياء مكسورة إِلا في اليَسار يِسار وإِنما رفض ذلك استثقالاً للكسرة في الياء والجمع يُسْرٌ عن اللحياني ويُسُرٌ عن أَبي حنيفة الجوهري واليسار خلاف اليمين ولا تقل
( * قوله « ولا تقل إلخ » وهمه المجد في ذلك ويؤيده قول المؤلف وعند ابن دريد الكسر )
اليِسار بالكسر واليُسْرَى خلاف اليُمْنَى والياسِرُ كاليامِن والمَيْسَرَة كالمَيْمَنة والياسرُ نَقِيضُ اليامن واليَسْرَة خلافُ اليَمْنَة وياسَرَ بالقوم أَخَذَ بهم يَسْرَةً ويَسَر يَيْسِرُ أَخذ بهم ذات اليَسار عن سيبويه الجوهري تقول ياسِرْ بأَصحابك أَي خُذْ بهم يَساراً وتياسَرْ يا رجلُ لغة في ياسِرْ وبعضهم ينكره أَبو حنيفة يَسَرَني فلانٌ يَيْسِرُني يَسْراً جاء على يَسارِي ورجلٌ أَعْسَرُ يَسَرٌ يعمل بيديه جميعاً والأُنثى عَسْراءُ يَسْراءُ والأَيْسَرُ نقيض الأَيْمَنِ وفي الحديث كان عمر رضي الله عنه أَعْسَرَ أَيْسَرَ قال أَبو عبيد هكذا روي في لحديث وأَما كلام العرب فالصواب أَنه أَعْسَرُ يَسَرٌ وهو الذي يعمل بيديه جميعاً وهو الأَضْبَطُ قال ابن السكيت كان عمر رضي الله عنه أَعْسَرَ يَسَراً ولا تقل أَعْسَرَ أَيْسَرَ وقعد فلانٌ يَسْرَةً أَي شَأْمَةً ويقال ذهب فلان يَسْرَةً من هذا وقال الأَصمعي اليَسَرُ الذي يساره في القوة مثل يمينه قال وإِذا كان أَعْسَرَ وليس بِيَسَرٍ كانت يمينه أَضعف من يساره وقال أَبو زيد رجل أَعْسَرُ يَسَرٌ وأَعْسَرُ أَيْسَرُ قال أَحسبه مأْخوذاً من اليَسَرَةِ في اليد قال وليس لهذا أَصل الليث رجل أَعْسَرُ يَسَرٌ وامرأَة عَسْراءُ يَسَرَةٌ والمَيْسِرُ اللَّعِبُ بالقِداح يَسَرَ يَيْسَرُ يَسْراً واليَسَرُ المُيَسَّرُ المُعَدُّ وقيل كل مُعَدٍّ يَسَرٌ واليَسَرُ المجتمعون على المَيْسِرِ والجمع أَيْسار قال طرفة وهمُ أَيْسارُ لُقْمانَ إِذا أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْداءَ الجُزُرْ واليَسَرُ الضَّرِيبُ والياسِرُ الذي يَلي قِسْمَةَ الجَزُورِ والجمع أَيْسارٌ وقد تَياسَرُوا قال أَبو عبيد وقد سمعتهم يضعون الياسِرَ موضع اليَسَرِ واليَسَرَ موضعَ الياسِرِ التهذيب وفي التنزيل العزيز يسأَلونك عن الخمر والمَيْسِرِ قال مجاهد كل شيء فيه قمارٌ فهو من الميسر حتى لعبُ الصبيان بالجَوْزِ وروي عن علي كرم الله وجهه أَنه قال الشِّطْرَنْج مَيْسِرُ العَجَمِ شبه اللعب به بالميسر وهو القداح ونحو ذلك قال عطاء في الميسر إِنه القِمارُ بالقِداح في كل شيء ابن الأَعرابي الياسِرُ له قِدْحٌ وهو اليَسَرُ واليَسُورُ وأَنشد بما قَطَّعْنَ من قُرْبى قَرِيبٍ وما أَتْلَفْنَ من يَسَرٍ يَسُورِ وقد يَسَرَ يَيْسِرُ إِذا جاء بِقِدْحِه للقِمار وقال ابن شميل الياسِرُ الجَزَّار وقد يَسَرُوا أَي نَحَرُوا ويَسَرْتُ الناقة جَزَّأْتُ لحمها ويَسَرَ القومُ الجَزُورَ أَي اجْتَزَرُوها واقتسموا أَعضاءها قال سُحَيْمُ بن وُثَيْلٍ اليربوعي أَقولُ لهم بالشَّعْبِ إِذ يَيْسِرونَني أَلم تَعْلَمُوا أَنِّي ابْنُ فارِسِ زَهْدَم ؟ كان وقع عليه سِباءٌ فضَربَ عليه بالسهام وقوله يَيْسِرونَني هو من المَيْسر أَي يُجَزِّئُونني ويقتسمونني وقال أَبو عُمَر الجَرْمِيُّ يقال أَيضاً اتَّسَرُوها يَتَّسرُونها اتِّساراً على افْتَعَلُوا قال وناس يقولون يأْتَسِرُونها ائْتِساراً بالهمز وهم مُؤْتَسِرون كما قالوا في اتَّعَدَ والأَيْسارُ واحدهم يَسَرٌ وهم الذين يَتقامَرُون والياسِرونَ الذين يَلُونَ قِسْمَةَ الجَزُور وقال في قول الأَعشى والجاعِلُو القُوتِ على الياسِرِ يعني الجازرَ والمَيْسِرُ الجَزُورُ نفسه سمي مَيْسِراً لأَنه يُجَزَّأُ أَجْزاء فكأَنه موضع التجزئة وكل شيء جَزَّأْته فقد يَسَرْتَه والياسِرُ الجازرُ لأَنه يُجَزِّئ لحم الجَزُور وهذا الأَصل في الياسر ثم يقال للضاربين بالقداح والمُتَقامِرِينَ على الجَزُور ياسِرُون لأَنهم جازرون إِذا كانوا سبباً لذلك الجوهري الياسِرُ اللاَّعِبُ بالقداحِ وقد يَسَر يَيْسِرُ فهو ياسِرٌ ويَسَرٌ والجمع أَيْسارٌ قال الشاعر فأَعِنْهُمُ و يْسِرْ ما يَسَرُوا به وإِذا هُمُ نَزَلوا بضَنْكٍ فانزِلِ قال هذه رواية أَبي سعيد ولن تحذف الياء فيه ولا في يَيْعِرُ ويَيْنِعُ كما حذفت في يَعِد وأَخواته لتَقَوِّي إِحدى الياءَين بالأُخرى ولهذا قالوا في لغة بني أَسد يِيْجَلُ وهم لا يقولون يِعْلَم لاستثقالهم الكسرة على الياء فإِن قال فكيف لم يحذفوها مع التاء والأَلف والنونفقيل له هذه الثلاثة مبدلة من الياء والياء هي الأَصل يدل على ذلك أَن فَعَلْتُ وفَعَلْتَ وفَعَلَتا مبنيات على فَعَلَ واليَسَر والياسِرُ بمعنى قال أَبو ذؤيب وكأَنهنَّ رِبابَةٌ وكأَنه يَسَرٌ يَفِيض على القِداحِ ويَصْدَعُ قال ابن بري عند قول الجوهري ولم تحذف الياء في بَيْعِر ويَيْنع كما حذفت في يعد لتقوّي إِحدى الياءَين بالأُخرى قال قد وهم في ذلك لأَن الياء ليس فيها تقوية للياء أَلا ترى أَن بعض العرب يقول في يَيْئِسُ يَئِسُ مثل يَعِدُ ؟ فيحذفون الياء كما يحذفون الواو لثقل الياءين ولا يفعلون ذلك مع الهمزة والتاء والنون لأَنه لم يجتمع فيه ياءان وإِنما حذفت الواو من يَعِدُ لوقوعها بين ياء وكسرة فهي غريبة منهما فأَما الياء فليست غريبة من الياء ولا من الكسرة ثم اعترض على نفسه فقال فكيف لم يحذفوها مع التاء والأَلف والنونفقيل له هذه الثلاثة مبدلة من الياء والياء هي الأَصل قال الشيخ إِنما اعترض بهذا لأَنه زعم أَنما صحت الياء في يَيْعِرُ لتقوّيها بالياء التي قبلها فاعترض على نفسه وقال إِن الياء ثبتت وإِن لم يكن قبلها ياء في مثل تَيْعِرُ ونَيْعِرُ وأَيْعِرُ فأَجاب بأَن هذه الثلاثة بدل من الياء والياء هي الأَصل قال وهذا شيء لم يذهب إِليه أَحد غيره أَلا ترى أَنه لا يصح أَن يقال همزة المتكلم في نحو أَعِدُ بدل من ياء الغيبة في يَعِدُف وكذلك لا يقال في تاء الخطاب أَنت تَعِدُ إِنها بدل من ياء الغيبة في يَعِدُ وكذلك التاء في قولهم هي تَعِدُ ليست بدلاً من الياء التي هي للمذكر الغائب في يَعِدُ وكذلك نون المتكلم ومن معه في قولهم نحن نَعِدُ ليس بدلاً من الياء التي للواحد الغائب ولو أَنه قال إِن الأَلف والتاء والنون محمولة على الياء في بنات الياء في يَيْعِر كما كانت محمولة على الياء حين حذفت الواو من يَعِدُ لكان أَشبه من هذا القول الظاهر الفساد أَبو عمرو اليَسَرَةُ وسْمٌ في الفخذين وجمعها أَيْسارٌ ومنه قول ابن مُقْبِلٍ فَظِعْتَ إِذا لم يَسْتَطِعْ قَسْوَةَ السُّرى ولا السَّيْرَ راعي الثَّلَّةِ المُتَصَبِّحُ على ذاتِ أَيْسارٍ كأَنَّ ضُلُوعَها وأَحْناءَها العُلْيا السَّقِيفُ المُشَبَّحُ يعني الوَسْمَ في الفخذين ويقال أَراد قوائم لَيِّنَةً وقال ابن بري في شرح البيت الثلة الضأْن والمشبح المعرّض يقال شَبَّحْتُه إِذا عَرَّضْتَه وقيل يَسَراتُ البعير قوائمه وقال ابن فَسْوَةَ لها يَسَراتٌ للنَّجاءِ كأَنها مَواقِعُ قَيْنٍ ذي عَلاةٍ ومِبْرَدِ قال شبه قوائمها بمطارق الحدَّاد وجعل لبيد الجزور مَيْسِراً فقال واعْفُفْ عن الجاراتِ وامْ نَحْهُنَّ مَيْسِرَكَ السَّمِينا الجوهري المَيْسِرُ قِمارُ العرب بالأَزلام وفي الحديث إِن المسلم ما لم يَغْشَ دَناءَةً يَخْشَعُ لها إِذا ذُكِرَتْ ويَفْري به لِئامُ الناس كالياسِرِ الفالِجِ الياسِرُ من المَيْسِر وهو القِمارُ واليُسْرُ في حديث الشعبي لا بأْس أَن يُعَلَّقَ اليُسْرُ على الدابة قال اليُسْرُ بالضم عُودٌ يُطْلِق البولَ قال الأَزهري هو عُودُ أُسْرٍ لا يُسْرٍ والأُسْرُ احتباس البول واليَسِيرُ القليل ويء يسير أَي هَيِّنٌ ويُسُرٌ دَحْلٌ لبني يربوع قال طرفة أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لم يَقِرْ طاف والركْبُ بِصَحْراءِ يُسُرْ وذكر الجوهري اليُسُرَ وقال إِنه بالدهناء وأَنشد بيت طرفة يقول أَسهر عيني خيال طاف في النوم ولم يَقِرْ هو من الوَقارِ يقال وَقَرَ في مجلسه أَي خَيالُها لا يزال يطوف ويَسْري ولا يَتَّدعُ ويَسارٌ وأَيْسَرُ وياسِرٌ أَسماء وياسِرُ مُنْعَمٍ مَلِكٌ من ملوك حمير ومَياسِرُ ويَسارٌ اسم موضع قال السُّلَيْكُ دِماء ثلاثةٍ أَرْدَتْ قَناتي وخادِف طَعْنَةٍ بقَفا يَسارِ أَراد بخاذِفِ طعنةٍ أَنه ضارِطٌ من أَجل الطعنة وقال كثير إِلى ظُعُنٍ بالنَّعْفِ نَعْفِ مياسِرٍ حَدَتْها تَوالِيها ومارَتْ صُدورُها وأَما قول لبيد أَنشده ابن الأَعرابي دَرى باليَسارى جِنَّةً عبْقَرِيَّةً مُسَطَّعَةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِم قال ابن سيده فإِنه لم يفسر اليسارى قال وأُراه موضعاً والمَيْسَرُ نَبْتٌ رِيفيّ يُغْرَسُ غرساً وفيه قَصَفٌ الجوهري وقول الفرزدق يخاطب جريراً وإِني لأَخْشَى إِن خَطَبْتَ إِليهمُ عليك الذي لاقى يَسارُ الكَواعِبِ هو اسم عبد كان يتعرّض لبنات مولاه فَجَبَبْنَ مذاكيره

( يستعر ) اليَسْتَعُور شجر تصنع منه المساويك ومساويكه أَشَدُّ المساويك إِنْقاءً للثَّغْرِ وتبييضاً له ومَنابِتُه بالسَّراةِ وفيها شيء من مَرارة مع لِين قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ أَطَعْتُ الآمِرِينَ بِصَرْمِ سَلْمى فطارُوا في البلادِ اليَسْتَعُورِ الجوهري اليَستعور الذي في شعر عروة موضع ويقال شجر وهو فَعْلَلُولٌ قال سيبويه الياء في يَسْتَعُور بمنزلة عين عَضْرَفُوط لأَن الحروف الزوائد لا تلحق بنات الأَربعة أَوّلاً إِلا الميم التي في الاسم المبني الذي يكون على فعله كمدحرج وشبهه فصار كفعل بنات الثلاثة المزيد ورأَيت حاشية بخط الشيخ رضي الدين الشاطبي ورحمه الله قال اليستعور بفتح أَوله وإِسكان ثانيه بعده تاء معجمة باثنتين من فوقها مفتوحة وعين مهملة وواو وراء مهملة على وزن يفتعول ولم يأْت في الكلام على هذا البناء غيره قال وهو موضع قبل حَرَّةِ المدينة كثير العضاه موحش لا يكاد يدخله أَحد وأَنشد بيت عروة فطاروا في البلاد اليستعور قال أَي تفرقوا حيث لا يُعْلم ولا يُهْتدى لمواضعهم وقال ابن بري معنى البيت أَن عروة كان سبى امرأَة من بني عامر يقال لها سلمى فمكثت عنده زماناً وهو لها شديد المحبة ثم إنها استزارته أَهلها فحملها حتى انتهى بها إِليهم فلما أَراد الرجوع أَبت أَن ترجع معه وأَراد قومها قتله فمنعتهم من ذلك ثم إِنه اجتمع به أَخوها وابن عمها وجماعة فشربوا خمراً وسقوه وسأَلوه طلاقها فطلقها فلما صحا ندم على ما فرط منه ولهذا يقول بعد البيت سَقَوْني الخَمْرَ ثم تَكَنَّفُوني عُداةَ اللهِ من كَذِبٍ وزُورِ ونصب عداة الله على الذم وبعده أَلا يا ليتني عاصَيْتُ طَلْقاً وجَبَّاراً ومَنْ لي من أَمِيرِ طَلْق أَخوها وجبار ابن عمها والأَمير هو المستشار قال المبرد الياء من نفس الكلمة

( يعر ) اليَعْرُ واليَعْرَةُ الشاة أَو الجَدْيُ يُشَدُّ عند زُِبْيَةِ الذئب أَو الأَسد قال البُرَيْقُ الهُذَليُّ وكان قد توجه إِلى مصر في بَعْثٍ فبكى على فقدهم فإِن أُمْسِ شيخاً بالرَّجِيع ووُلْدُهُ ويُصْبِحُ قَوْمي دون أَرضِهِمُ مِصْرُ أُسائِلُ عنهم كلما جاءَ راكِبٌ مقيماً بأَمْلاحٍ كما رُبِطَ اليَعْرُ والرجيع والأَملاح موضعان وجعل نفسه في ضَعْفِه وقِلَّةِ حيلته كالجَدْيِ المربوط في الزُّبْيَةِ وارتفع قوله وُلْدُه بالعطف على المضمر الفاعل في أَمس وفي حديث أُم زرع وتُرْوِيه فيِقَةُ اليَعْرَةِ هي بسكون العين العَناق واليَعْرُ الجَدْيُ وبه فسر أَبو عبيد قول البريق والفِيقَةُ ما يجتمع في الضرع بين الحلبتين قال الأَزهري وهكذا قال ابن الأَعرابي وهو الصواب رُبط عند زُبْيَةِ الذئب أَو لم يُرْبَطْ وفي المثل هو أَذلُّ من اليَعْرِ واليُعارُ صوتُ الغنم وقيل صوتُ المِعْزى وقيل هو الشديد من أَصوات الشاء ويَعَرَتْ تَيْعَرُ وتَيْعِرُ الفتح عن كراع يُعاراً قال وأَما أَشْجَعُ الخُنْثى فَوَلَّوْا تُيوساً بالشَّظِيِّ لها يُعارُ ويَعَرَتِ العَنْزُ تَيْعِرُ بالكسر يُعاراً بالضم صاحت وقال عَرِيضٌ أَرِيضٌ باتَ يَيْعِرُ حولَه وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَّعالِبِ هذا رجل ضاف رجلاً وله عَتُودٌ يَيْعِرُ حوله يقول فلم يذبحه لنا وبات يُسْقِينا لبناً مَذِيقاً كأَنه بطون الثعالب لأَن اللبن إِذا أُجْهِدَ مَذْقُه اخْضَرَّ وفي الحديث لا يجيء أَحدكم بشاة لها يُعارٌ وفي حديث آخر بشاة تَيْعَِرُ أَي تصيح وفي كتاب عُمَيْر ابن أَفْصى إِن لهم الياعِرَة أَي ما له يُعارٌ وأَكثر ما يقال لصوت المعز وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه مَثَلُ المُنافِقِ كالشاة الياعِرَة بين الغَنَمَيْنِ قال ابن الأَثير هكذا جاء في مسند أَحمد فيحتمل أَن يكون من اليُعار الصوت ويحتمل أَن يكون من المقلوب لأَن الرواية العائِرَة وهي التي تذهب كذا وكذا واليَعُورَةُ واليَعُورُ الشاة تبول على حالبها وتَبْعَرُ فيفسد اللبن قال الجوهري هذا الحرف هكذا جاء قال وقال أَبو الغَوْثِ هو البَعُورُ بالباء يجعله مأُخوذاً من البَعَرِ والبَوْلِ قال الأَزهري هذا وهَمٌ شاة يَعُور إِذا كانت كثيرة اليُعارِ وكأَن الليث رأَى في بعض الكتب شاة يعور فصحَّفه وجلعه شاة بعور بالباء واليَعارَةُ أَن يُعارِضَ الفحلُ الناقةَ فيعارضها معارضة من غير أَن يُرْسَلَ فيها قال ابن سيده واعترض الفحلُ الناقةَ يَعارَةً إِذا عارضها فَتَنَوَّخَها وقيل اليَعارَةُ أَن لا تُضْرَبَ مع الإِبل ولكن يُقادُ إِليها الفحلُ وذلك لكرمها قال الراعي يصف إِبلاً نجائب وأَن أَهلها لا يَغْفُلون عن إِكرامها ومراعاتها وليست للنتاج فهنّ لا يضرب فيهن فحل إِلا معارضة من غير اعتماد فإِن شاءت أَطاعته وإِن شاءت امتنعت منه فلا تُكره على ذلك قلائص لا يُلْقَحْنَ إِلا يَعارَةً عِراضاً ولا يُشْرَيْنَ إِلا غَوالِيا لا يشرين إِلا غواليا أَي لكونها لا يوجد مثلها إِلا قليلاً قال الأَزهري قوله يقاد إِليها الفحل محال ومعنى بيت الراعي هذا أَنه وصف نجائب لا يرسل فيها الفحل ضِنّاً بِطِرْقِها وإِبقاءً لقوّتها على السير لأَن لِقاحَها يُذهِبُ مُنَّتَها وإِذا كانت عائطاً فهو أَبقى لسيرها وأَقل لتعبها ومعنى قوله إِلا يَعارَةً يقول لا تُلْقَحُ إِلا أَن يُفْلِتَ فحل من إِبل أُخرى فَيَعِير ويضربها في عَيرَانِه وكذلك قال الطِّرِمَّاحُ في نجيبة حَمَلَت يَعارَةً فقال سَوْفَ تُدْنِيكَ من لَمِيسٍ سَبَنْتا ةٌ أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ أَنْضَجَتْهُ عشرينَ يوماً ونِيلَتْ حين نِيلَتْ يَعارَةً في عِراضِ أَراد أَن الفحل ضربها يَعارَةً فلما مضى عليها عشرون ليلة من وقتِ طَرَقها الفحلُ أَلقت ذلك الماء الذي كانت عقدت عليه فبقيت مُنَّتُها كما كانت قال أَبو الهيثم معنى اليَعارَةِ أَن الناقة إِذا امتنعت على الفحل عارَتْ منه أَي نَفَرَتْ تعارُ فَيُعارِضها الفحلُ في عَدوِها حتى يَنالها فَيَسْتَنِيخَها ويضربها قال وقوله يَعارَةً إِنما يريد عائرةً فجعل يَعارة اسماً لها وزاد فيه الهاء وكان حقه أَن يقال عارَتْ تَعِيرُ فقال تعارُ لدخول أَحد حروف الحلق فيه واليَعْرُ ضرب من الشجر وفي حديث خزيمة وعاد لها اليَعارُ مُجْرَنْثِماً قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية وفسر أَنه شجرة في الصحراء تأْكلها الإِبل وقد وقع هذا الحديث في عدّة تراجم ويَعْرٌ بلد وبه فسر السُّكَّرِيُّ قول ساعدة بن العَجْلان تَرَكْتَهُمُ وظَلْتَ بِجَرِّ يَعْرٍ وأَنتَ زَعَمْتَ ذو خَبَبٍ مُعِيدُ

( يمر ) اليامُورُ بغير همز الذَّكَرُ من الأَيِّل الليث اليامُورُ من البحر يجري على من قتله في الحرم أَو الإِحرام الحكْمُ وذكر عمرو بن بحر اليامُورَ في باب الأَوعال الجبلية والأَياييل والأَرْوَى وهو اسم لجنس منها بوزن اليَعْمُور واليَعْمُورُ الجَدْيُ وجمعه اليَعامِيرُ

( يهر ) اليَهْيَرُّ اللجاجة والتمادي في الأَمر وقد اسْتَيْهَرَ والمُسْتَيْهِرُ الذاهب العقل عن ثعلب وأَنشد يَسْعَى ويَجْمَعُ دائباً مُسْتَيْهِراً جِدًّا وليس بآكِلٍ يَجْمَعُ واسْتَيْهَرَتِ الحُمُرُ فَزِعَتْ عنه أَيضاً والله أَعلم

( ز ) الزاي من الحروف المجهورة والزاي والسين والصاد في حيز واحد وهي الحروف الأَسَلِيَّة لأَن مبدأَها من أَسَلَةِ اللسان قال الأَزهري لا تأْتلف الصاد مع السين ولا مع الزاي في شيء من كلام العرب

( أبز ) أَبَزَ الظَّبْيُ يأْبِزُ أَبْزاً وأُبوزاً وثَبَ وقَفَزَ في عَدْوِه وقيل تَطَلَّقَ في عَدْوه قال يَمُرُّ كَمَرِّ الآبِزِ المُتَطَلِّقِ والاسم الأَبَزَى وظبي أَبَّازٌ وأَبُوزٌ وكذلك الأُنثى ابن الأَعرابي الأَبوزُ القَفَّارُ من كل الحيوان وهو أَبوزٌ والأَبَّازُ الوَثَّابُ قال الشاعر يا رُبَّ أَبَّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ تَقَبَّضَ الذئبُ إِليه فاجْتَمَعْ لَمَّا رَأَى أَن لا دَعَهْ ولا شِبَعْ مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ قال ابن السكيت الأَبَّازُ القَفَّازُ قال ابن بري وصف ظيباً والعُفْر من الظباء التي يعلو بياضها حمرة وتَقَبَّضَ جمع قوائمه ليَثِبَ على الظبي فلما رأَى الذئب أَنه لا دَعَةَ له ولا شِبَعَ لكونه لا يصل إِلى الظبي فيأْكله مال إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ والأَرطاة واحدة الأَرْطَى وهو شجر يدبغ بورقه والحِقْفُ المُعْوَجُّ من الرمل وجمعه أَحقاف وحُقُوفٌ وقال جِرانُ العَوْدِ لقد صَبَحْتُ حَمَلَ بْنَ كُوزِ عُلالَةً من وَكَرَى أَبُوزِ تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ إِراحَةَ الجِدَايَةِ النَّفُوزِ قال أَبو الحسن محمد بن كَيْسان قرأْته على ثعلب جَمَلَ بن كُوز بالجيم وأَخذه عليٌّ بالحاء قال وأَنا إِلى الحاءِ أَميل وصبحته سقيته صبوحاً وجعل الصبوح الذي سقاه له عُلالَةً من عَدْوِ فَرَسٍ وَكَرى وهي الشديدة العَدْوِ يقول سقيته عُلالَةَ عَدْوِ فَرَسٍ صباحاً يعني أَنه أَغار عليه وقت الصبح فجعل ذلك صَبوحاً له واسم جِرانِ العَوْدِ عامرُ
( * قوله « واسم جران العود عامر إلخ » في الصحاح واسمه المستورد ) بن الحرث وإِنما لقب جِرانَ العَوْدِ لقوله خُذَا حَذَراً يا خَِلَّتَيَّ فإِنَّنِي رأَيتُ جِرانَ العَوْدِ قد كادَ يَصْلُحُ
( * قوله « يا خلتي » تثنية خلة بكسر الخاء المعجمة مؤنث الخل بمعنى الصديق وفي الصحاح يا جارتي )
يقول لامرأَتيه احذرا فإِني رأَيت السَّوْطَ قد قرب صلاحه والجران باطن عنق البعير والعَوْدُ الجمل المسن وحَمَلٌ اسم رجل وقوله بعد النَّفَسِ المحفوز يريد النفس الشديد المتتابع الذي كأَن دافعاً يدفعه من سِباق وتُرِيح تَتَنَفَّسُ ومنه قول امرئ القيس لما مَنْخَرٌ كوِجارِ السِّباع فمنه تُرِيحُ إِذا تَنْبَهِرْ والجِدايَةُ الظبية والنَّفُوز التي تَنْفِزُ أَي تَثِبُ وأَبَزَ الإِنسانُ في عَدْوِه يأْبِزُ أَبْزاً وأُبوزاً استراح ثم مضى وأَبَزَ يَأْبِزُ أَبْزاً لغة في هَبَزَ إِذا مات مُغافَصَةً

( أجز ) اسْتَأْجَزَ عن الوِسادَة تَنَحَّى عنها ولم يَتَّكِئْ وكانت العرب تَسْتَأْجِزُ ولا تَتَّكِئ وآجَزُ اسمٌ التهذيب الليث الإِجازَةُ ارْتِفاقُ العرب كانت العرب تَحْتَبئ وتَسْتَأْجِزُ على وسادة ولا تتكئ على يمين ولا شمال قال الأَزهري لم أَسمعه لغير الليث ولعله حفظه وروي عن أَحمد بن يحيى قال دَفَعَ إِليَّ الزُّبَيرُ إِجازَةً وكتب بخطه وكذلك عبد الله بن شبيب فقلت ايش أَقول فيهماففقالا قل إِن شئت حدّثنا وإِن شئت أَخبرنا وإِن شئت كتب إِليّ

( أرز ) أَرَزَ يَأْرِزُ أُرُوزاً تَقَبَّضَ وتَجَمَّعَ وثَبَتَ فهو آرِزٌ وأَرُوزٌ ورجل أَرُوزٌ ثابت مجتمع الجوهري أَرَزَ فلان يَأْرِزُ أَرْزاً وأُرُوزاً إِذا تَضامَّ وتَقَبَّضَ من بخْلِه فهو أَرُوزٌ وسئل حاجة فأَرَزَ أَي تَقَبَّضَ واجتمع قال رؤبة فذاكَ بَخَّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ يعني أَنه لا ينبسط للمعروف ولكنه ينضم بعضه إِلى بعض وقد أَضافه إِلى المصدر كما يقال عُمَرُ العَدْلِ وعُمَرُ الدَّهاءِ لما كان العدل والدهاء أَغلب أَحواله وروي عن أَبي الأَسود الدؤلي أَنه قال إِن فلاناً إِذا سئل أَرَزَ وإِذا دُعِيَ اهْتَزَّ يقول إِذا سئل المعروفَ تَضامَّ وتَقَبَّضَ من بخله ولم ينبسط له وإِذا دعي إِلى طعام أَسرع إِليه ويقال للبخيل أَزُوزٌ ورجل أَرُوزُ البخل أَي شديد البخل وذكر ابن سيده قول أَبي الأسود أَنه قال إِن اللئيم إِذا سئل أَرَزَ وإِن الكريم إِذا سئل اهتز واستشير أَبو الأَسود في رجل يُعَرَّف أَو يُوَلَّى فقال عَرّفُوه فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ أَلَدُّ مِلْحَسٌ إِن أُعْطِيَ انْتَهزَ وإِن سئل أَرَزَ وأَرَزَتِ الحيةُ تأْرِزُ ثبتت في مكانها وأَرَزَتْ أَيضاً لاذت بجحرها ورجعت إِليه وفي الحديث إِن الإِسلام ليأْرِزُ إِلى المدينة كما تأْرِزُ الحية إِلى جُحْرِها قال الأَصمعي يأْرِزُ أَي ينضم إِليها ويجتمع بعضه إِلى بعض فيها ومنه كلام عليّ عليه السلام حتى يأْرِزَ الأَمْرُ إِلى غيركم والمَأْرِزُ المَلْجَأُ وقال زيد بن كُثْوَةَ أَرَزَ الرجلُ إِلى مَنَعَتِه أَي رحل إِليها وقال الضرير الأَرْزُ أَيضاً أَن تدخل الحية جحرها على ذنبها فآخر ما يبقى منها رأْسها فيدخل بعد قال وكذلك الإِسلام خرج من المدينة فهو يَنْكُصُ إِليها حتى يكون آخره نكوصاً كما كان أَوّله خروجاً وإِنما تأْرِزُ الحية على هذه الصفة إِذا كانت خائفة وإِذا كانت آمنة فهي تبدأُ برأْسها فتدخله وهذا هو الانجحار وأَرَزَ المُعْيِي وَقَفَ والآرِزُ من الإِبل القوي الشديد وفَقارٌ آرِزٌ متداخل ويقال للناقة القوية آرِزَةٌ أَيضاً قال زهير يصف ناقة بآرِزَةِ الفَقارَة لم يَخُنْها قِطافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاءُ قال الآرِزَةُ الشديد المجتَمعُ بعضها إِلى بعض قال أَبو منصور أَراد مُدْمَجَةُ الفَقارِ متداخلته وذلك أَقوى لها ويقال للقوس إِنها لذات أَرْزٍ وأَرْزُها صَلابَتُها أَرَزَتْ تأْرِزُ أَرْزاً قال والرميُ من القوس الصُّلبة أَبلغ في الجَرْحِ ومنه قيل ناقة آرِزَةُ الفَقار أَي شيديدة وليلة آرِزَةٌ باردة أَرَزَتْ تأْرِزُ أَرِيزاً قال في الأرَز ظَمآن في ريحٍ وفي مَطِيرِ وأَرْزِ قُرٍّ ليس بالقَرِيرِ ويوم أَرِيزٌ شديد البرد عن ثعلب ورواه ابن الأَعرابي أَزِيزٌ بزايين وقد تقدم والأَرِيزُ الصَّقِيعُ وقوله وفي اتِّباعِ الظُّلَلِ الأَوارِزِ يعني الباردة والظلل هنا بيوت السجن وسئل أَعرابي عن ثوبين له فقال إِن وجدتُ الأَرِيزَ لبستُهما والأَرِيزُ والحَلِيتُ شِبْهُ الثلج يقع بالأَرض وفي نوادر الأَعراب رأَيت أَرِيزَتَه وأَرائِزَهُ تَرْعُدُ وأَرِيزَةُ الرجل نَفَسُه وأَرِيزَةُ القوم عَمِيدُهم والأُرْزُ والأُرُزُ والأُرُزُّ كله ضربٌ من البُرِّ الجوهري الأُرْزُ حبٌّ وفيه ست لغات أَرُزٌّ وأُرُزٌّ تتبع الضمةُ الضمةَ وأُرْزٌ وأُرُزٌ مثل رُسْلٍ ورُسُلٍ ورُزٌّ ورُنْزٌ وهي لعبد القيس أَبو عمرو الأَرَزُ بالتحريك شجر الأَرْزَنِ وقال أَبو عبيدة الأَزْرَةُ بالتسكين شجر الصَّنَوْبَرِ والجمع أَرْزٌ والأَرْزُ العَرْعَرُ وقيل هو شجر بالشام يقال لثمرة الصَّنَوْبَرُ قال لها رَبَذاتٌ بالنَّجاءِ كأَنها دَعائِمُ أَرْزٍ بينهنَّ فُرُوعُ وقال أَبو حنيفة أَخبرني الخَبِرُ أَن الأَرْزَ ذَكَرُ الصنوبر وأَنه لا يحمل شيئاً ولكن يستخرج من أَعجازه وعروقه الزِّفْتُ ويستصبحُ بخشبه كما يستصبح بالشمع وليس من نبات أَرض العرب واحدته أَرْزَةٌ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَثَلُ الكافر مَثَلُ الأَرْزَةِ المُجْذِيَةِ على الأَرض حتى يكون انْجِعافُها مرةً واحدة قال أَبو عمرو هي الأَرَزَةُ بفتح الراء من الشجر الأَرْزَنِ ونحوَ ذلك قال أَبو عبيدة قال أَبو عبيد والقول عندي غير ما قالا إِنما هي الأَرْزَةُ بسكون الراء وهي شجرة معروفة بالشام تسمى عندنا الصنوبر من أَجل ثمره قال وقد رأَيت هذا الشجر يسمى أَرْزَةً ويسمى بالعراق الصنوبر وإِنما الصنوبر ثمر الأَرْزِ فسمي الشجر صنوبراً من أَجل ثمره أَراد النبي صلى الله عليه وسلم أَن الكافر غيرُ مَرْزُوءٍ في نفسه وماله وأَهله وولده حتى يموت فشبه موته بانجعاف هذه الشجرة من أَصلها حتى يلقى الله بذنوبه حامَّةً وقال بعضهم هي آرِزَةٌ بوزن فاعلة وأَنكرها أَبو عبيد وشجرة آرِزَةٌ أَي ثابتة في الأَرض وقد أَرَزَتْ تأْرِزُ وفي حديث عليّ كرم الله وجهه جعل الجبالَ للأَرضِ عِماداً وأَرَزَ فيها أَوتاداً أَي أَثبتها إِن كانت الزاي مخففة فهي من أَزَرَت الشجرةُ تأْرِزُ إِذا ثبتت في الأَرض وإِن كانت مشددة فهو من أَرَزَّت الجَرادَةُ ورَزَّتْ إِذا أَدخلت ذنبها في الأَرض لتلقي فيها بيضها ورَزَزْتُ الشيءَ في الأَرض رَزّاً أَثبته فيها قال وحينئذٍ تكون الهمزة زائدة والكلمة من حروف الراء والأُرْزَةُ والأَرَزَةُ جميعاً الأَرْزَةُ وقيل إِن الأَرْزَةَ إِنما سميت بذلك لثباتها وفي حديث صَعْصَعَةَ بن صُوحانَ ولم ينظر في أَرْزِ الكلام أَي في حَصْرِه وجمعِه والتروّي فيه

( أزز ) أزّت القِدْرُ تَؤُزُّ وتَئِزُّ أَزّاً وأَزِيزاً وأَزازاً وائْتَزَّتِ ائْتِزازاً إِذا اشتدّ غليانها وقيل هو غليان ليس بالشديد وفي الحديث عن مُطَرِّفٍ عن أَبيه رضي الله عنه قال أَتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أَزِيزٌ كأَزِيزِ المِرْجَلِ من البكاءِ يعني يبكي أَي أَن جوفه يَجِيش ويغلي بالبكاءِ وقال ابن الأَعرابي في تفسيره خَنِين بالخاء المعجمة في الجوف إِذا سمعه كأَنه يبكي وأَزَّ بها أَزّاً أَوقد النار تحتها لتغلي أَبو عبيدة الأَزِيزُ الالتهابُ والحركة كالتهاب النار في الحطب يقال أُزَّ قِدْرَك أَي أَلْهِبِ النارَ تحتها والأَزَّةُ الصوتُ والأَزِيزُ النَّشِيشُ والأَزِيزُ صوت غليان القدر والأَزِيزُ صوت الرعد من بعيد أَزَّت السحابةُ تَئِزُّ أَزّاً وأَزِيزاً وأَما حديث سَمُرَة كَسَفَتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت إِلى المسجد فإِذا هو يأْزَزُ فإِن أَبا إِسحق الحَرْبيَّ قال في تفسيره الأَزَزُ الامتلاءُ من الناس يريد امتلاءَ المجلس قال ابن سيده وأُراه مما تقدّم من الصوت لأَن المجلس إِذا امتلأَ كثرت فيه الأَصوات وارتفعت وقوله يأْزَزُ بإظهار التضعيف هو من باب لَحِحَتْ عينُه وأَللَ السِّقاءُ ومَشِشَت الدابةُ وقد يوصف بالمصدر منه فيقال بيت أَزَز والأَزَزُ الجمعُ الكثير من الناس وقوله المسجد يأْزَزُ أَي مُنْغَصٌّ بالناس ويقال البيت منهم بأَزَزٍ إِذا لم يكن فيه مُتَّسَعٌ ولا يشتق منه فعل يقال أَتيت الوالي والمجلسُ أَزَزٌ أَي كثير الزحام ليس فيه متسع والناس أَزَزٌ إِذا انضم بعضهم إِلى بعض وقد جاءَ حديث سَمُرة في سنن أَبي داود فقال وهو بارِزٌ من البُروز والظهور قل وهو خطأٌ من الراوي قاله الخطابي في المعالم وكذا قاله الأَزهري في التهذيب وفي الحديث فإِذا المجلس يَتَأَزَّزُ أَي تموج فيه الناس مأْخوذ من أَزِيزِ المِرْجَل وهو الغليان وبيت أَزَزٌ ممتلئ بالناس وليس له جمع ولا فعل والأَزَزُ الضِّيق أَبو الجَزْلِ الأَعرابي أَتيت السُّوق فرأَيت النساءَ أَزَزاً قيل ما الأَزَزُ ؟ قال كأَزَزِ الرُّمَّانة المحتشية وقال الأَسَدِيُّ في كلامه أَتيت الوالي والمجلس أَزَزٌ أَي ضَيِّق كثير الزِّحام قال أَبو النجم أَنا أَبو النَّجْمِ إِذا شُدَّ الحُجَزْ واجْتَمَع الأَقْدامُ في ضَيْقٍ أَزَزْ والأَزُّ ضَرَبانُ عِرْق يَأْتَزُّ أَو وجَعٌ في خُراج وأَزُّ العروق ضَرَبانُها والعرب تقول اللهم اغفر لي قبل حَشَكِ النَّفْسِ وأَزِّ العروق الحَشَكُ اجتهادها في النَّزْعِ والأَزُّ الاختلاطُ والأَزُّ التَّهْيِيجُ والإِغراءُ وأَزَّهُ يَؤُزُّهُ أَزّاً أَغراه وهيجه وأَزَّهُ حَثَّه وفي التنزيل العزيز إِنا أَرسلنا الشياطين على الكافرين تَؤُزُّهم أَزّاً قال الفراء أَي تُزْعِجُهم إِلى المعاصي وتُغْرِيهم بها وقال مجاهد تُشْليهم إِشْلاءً وقال الضحاك تغريهم إِغراءً ابن الأَعرابي الأُزَّازُ الشياطين الذين يَؤُزُّونَ الكفارَ وأَزَّه أَزَّاً وأَزِيزاً مثل هَزَّه وأَزَّ يَؤُزُّ أَزّاً وهو الحركة الشديدة قال ابن سيده هكذا حكاه ابن دريد وقول رؤْبة لا يأْخُذُ التأْفِيكُ والتَّحَزِّي فينا ولا قَوْلُ العِدَى ذُو الأَزِّ يجوز أَن يكون من التحريك ومن التهييج وفي حديث الأَشْتَرِ كان الذي أَزَّ أُمَّ المؤْمنين على الخروج ابنَ الزبير أَي هو الذي حركها وأَزعجها وحملها على الخروج وقال الحَرْبِيُّ الأَزُّ أَن تحمل إِنساناً على أَمْر بحيلة ورفق حتى يفعله وفي رواية أَنَّ طلحة والزبير رضي الله عنهما أَزَّا عائشة حتى خرجت وغَداةٌ ذاتُ أَزِيزٍ أَي بَرْدٍ وعَمَّ ابنُ الأَعرابي به البَرْدُ فقال الأَزِيزُ البردُ ولم يَخُصَّ بَرْدَ غَداةٍ ولا غيرها فقال وقيل لأَعرابي ولَبِسَ جَوْرَبَيْن لِمَ تَلْبَسُهما ؟ فقال إِذا وجدت أَزِيزاً لبستهما ويومٌ أَزِيزٌ بارد وحكاه ثعلب أَرِيزٌ وأَزَّ الشيءَ يَؤُزُّه إِذا ضم بعضه إِلى بعض أَبو عمرو أَزَّ الكتائبَ إِذا أَضاف بعضها إِلى بعض قال الأَخطل ونَقْضُ العُهُودِ بِإِثْرِ العُهود يَؤُزُّ الكتائبَ حتى حَمِينا الأَصمعي أَزَزْتُ الشيءَ أَؤُزُّه أَزّاً إِذا ضممت بعضه إِلى بعض وأَزَّ المرأَةَ أَزّاً إِذا نكحها والراء أَعلى والزاي صحيحة في الاشتقاق لأَن الأَزَّ شِدَّةُ الحركة وفي حديث جَمَلِ جابر رضي الله عنه فَنَخَسَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقَضِيب فإِذا تحتي له أَزِيزٌ أَي حركةٌ واهتياجٌ وحِدَّةٌ وأَزَّ الناقةَ أَزّاً حلبها حلباً شديداً عن ابن الأَعرابي وأَنشد كأَنْ لم يُبَرِّكْ بالقُنَيْنِيِّ نيبُها ولم يَرْتَكِبْ منها الزِّمِكَّاءَ حافِلُ شديدَةُ أَزِّ الآخِرَيْنِ كأَنها إِذا ابْتَدَّها العِلْجانِ زَجْلَةُ قافِلِ قال الآخِرَينِ ولم يقل القادِمَيْنِ لأَن بعض الحيوان يختار آخِرَيْ أُمِّهِ على قادِمَيْها وذلك إِذا كان ضعيفاً يجثو عليه القادمان لجَثْمِهما والآخران أَدَقُّ والزَّجْلَةُ صوت الناس شَبَّهَ حَفِيفَ شَخْبِها بحفيف الزَّجْلَةِ وأَزَّ الماءَ يَؤُزُّه أَزّاً صَبَّهُ وفي كلام بعض الأَوائل أُزَّ ماءً ثم غَلِّه قال ابن سيده هذه رواية ابن الكلبي وزعم أَنّ أُزَّ خَطَأٌ وروى المُفَضَّلُ أَنَّ لُقْمانَ قال لِلُقَيْم اذهبْ فَعَشِّ الإِبلَ حتى تَرَى النجمَ قِمَّ رأْسٍ وحتى تَرى الشِّعْرَى كأَنها نارٌ وإِلاَّ تكن عَشَّيْتَ فقد آنَيْتَ وقالَ له لُقَيْمٌ واطْبُخْ أَنت جَزُورَك فأُزَّ ماءً وغَلِّهِ حتى ترى الكَرادِيسَ كأَنها رُؤُوس شُيوخٍ صُلْعٍ وحتى ترى اللحم يدعو غُطَيْفاً وغَطَفان وإِلاَّ تكن أَنْضَجْتَ فقد آنَيْتَ قال يقول إِن لم تُنْضِجْ فقد آنيت وأَبطأْتَ إِذا بلغت بها هذا وإِن لم تنضج وأَزَزْتُ القِدْرَ آؤُزُّها أَزّاً إِذا جمعت تحتها الحطب حتى تلتهب النار قال ابن الطَّثَرِيَّةِ يصف البرق كأَنَّ حَيْرِيَّةً غَيْرَى مُلاحِيَةً باتتْ تَؤُزُّ به من تَحْتِه القُضُبا الليث الأَزَزُ حسابٌ من مَجاري القمر وهو فُضُولُ ما يدخل بين الشهور والسنين أَبو زيد ائْتَرَّ الرجلُ ائتِراراً إِذا استعجل قال أَبو منصور لا أَدري أَبالزاي هو أَم بالراء

( أفز ) أَبو عمرو الأَفْزُ بالزاي الوثْبَةُ بالعَجَلَة والأَفْرُ بالراء العَدْوُ

( ألز ) ابن الأَعرابي الأَلْزُ اللزوم للشيء وقد أَلَزَ به يأْلِزُ أَلْزاً وأَلِزَ في مكانه يأْلَزُ أَلَزاً مثل أَرَزَ قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ أَلِزٌ إِنْ خَرَجَتْ سَلَّتُه وَهِلٌ تَمْسَحُه ما يَسْتَقِر السَّلَّةُ أَن يَكْبُوَ الفرسُ فَيَرْتَدَّ ذلك الرَّبْوُ فيه

( أوز ) الأَوْزُ حِسابٌ من مجاري القمر وهو فضول ما يدخل بين الشهور والسنين ورجل إِوَزٌّ قصير غليظ والأُنثى إِوَزَّةٌ وفرس إِوَزٌّ مُتَلاحِكُ الخَلْقِ شديده فِعَلٌّ قال ابن سيده ولا يجوز أَن يكون إِفَعْلاً لأَن هذا البناء لم يجئ صفة قال حكى ذلك أَبو علي وأَنشد إِن كنتَ ذا خَزٍّ فإِنَّ بَزِّي سابِغةٌ فوقَ وَأًى إِوَزِّ والإِوَزَّى مِشْيَةٌ فيها تَرَقُّصٌ إِذا مشى مرةً على الجانب الأَيمن ومرةً على الجانب الأَيسر حكاه أَبو علي وأَنشد أَمْشِي الإِوَزَّى ومَعِي رُمْحٌ سَلِبْ قال ويجوز أَن يكون إِفْعَلَّى وفِعَلَّى عند أَبي الحسن أَصح لأَن هذا البناء كثير في المشي كالجِيَضَّى والدِّفَقَّى الجوهري الإِوَزَّةُ والإِوَزُّ البَطُّ وقد جمعوه بالواو والنون فقالوا إِوَزُّونَ

( بأز ) البَأْزُ لغة في البازي والجمع أَبْؤُزٌ وبُؤُوزٌ وبِئْزانٌ عن ابن جني وذهب إِلى أَن همزته مبدلة من أَلف لقربها منها واستمر البدل في أَبْؤُزٍ وبِئْزانٍ كما استمرَّ في أَعياد

( بخز ) التهذيب بَخَزَ عينه وبَخَسَها إِذا فقأَها وبَخَصَها كذلك

( برز ) البَرازُ بالفتح المكان الفَضاء من الأَرض البعيدُ الواسعُ وإِذا خرج الإِنسان إِلى ذلك الموضع قيل قد بَرَزَ يَبْرُزُ بُرُوزاً أَي خرج إِلى البَرازِ والبَرازُ بالفتح أَيضاً الموضع الذي ليس به خَمَر من شجر ولا غيره وفي الحديث كان إِذا أَراد البَراز أَبْعَدَ البراز بالفتح اسم للفضاء الواسع فَكَنَوْا به عن قضاء الغائط كما كَنَوْا عنه بالخلاء لأَنهم كانوا يَتَبَرَّزُون في الأَمكنة الخالية من الناس قال الخطابي المحدّثون يروونه بالكسر وهو خطأٌ لأَنه بالكسر مصدر من المُبارَزَةِ في الحرب وقال الجوهري بخلافه وهذا لفظه البِرازُ المُبارَزَةُ في الحرب والبِرازُ أَيضاً كناية عن ثُفْلِ الغذاء وهو الغائط ثم قال والبَرازُ بالفتح الفضاء الواسع وتَبَرَّزَ الرجلُ خرج إِلى البَراز للحاجة وقد تكرر المكسور في الحديث ومن المَفْتُوحِ حديث عليّ كرم الله وجهه أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأَى رجلاً يغتسل بالبَرازِ يريد الموضع المنكشف بغير سُتْرَةٍ والمَبْرَزُ المُتَوَضَّأُ وبَرَزَ إِليه وأَبْرَزَهُ غيره وأَبْرَزَ الكتابَ أَخرجه فهو مَبْرُوزٌ وأَبْرَزَهُ نَشَرَه فهو مُبْرَزٌ ومَبْرُوزٌ شاذ على غير قياس جاء على حذف الزائد قال لبيد أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ على أَلواحِهِ أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ قال ابن جني أَراد المَبْرُوزَ به ثم حذف حرف الجر فارتفع الضمير واستتر في اسم المفعول به وعليه قول الآخر إِلى غيرِ مَوْثُوقٍ من الأَرض يَذْهَبُ أَراد موثوق به وأَنشد بعضهم المُبْرَزُ على احتمال الخَزْلِ في متفاعلن قال أَبو حاتم في قول لبيد إِنما هو أَلنَّاطقُ المُبْرَزُ والمَخْتُومُ مزاحف فغيره الرواة فراراً من الزحاف الصحاح أَلناطق بقطع الأَلف وإِن كان وصلاً قال وذلك جائز في ابتداء الأَنصاف لأَن التقدير الوقف على النصف من الصدر قل وأَنكر أَبو حاتم المبروز قال ولعله المَزْبُورُ وهو المكتوب وقال لبيد أَيضاً في كلمة له أُخرى كما لاحَ عُنْوانُ مَبْرُوزَةٍ يَلُوحُ مع الكَفِّ عُنْوانُها قال فهذا يدل على أَنه لغته قال والرواة كلهم على هذا قال فلا معنى لإِنكار من أَنكره وقد أَعطوه كتاباً مَبْرُوزاً وهو المنشور قال الفراء وإِنما أَجازوا المبروز وهو من أَبرزت لأَن يبرز لفظه واحد من الفعلين وكلُّ ما ظهر بعد خفاء فقد بَرَزَ وبَرَّزَ الرجلُ فاق على أصحابه وكذلك الفرس إِذا سَبَقَ وبارَزَ القِرْنَ مُبارَزَةً وبِرازاً بَرَزَ إِليه وهما يَتَبارَزانِ وامرأَة بَرْزَةٌ بارِزَةُ المَحاسِنِ قال ابن الأَعرابي قال الزبيري البَرْزَة من النساء التي ليست بالمُتَزايِلَةِ التي تُزايِلُك بوجهها تستره عنك وتَنْكَبُّ إِلى الأَرض والمُخْرَمِّقَةُ التي لا تتكلم إِن كُلِّمَتْ وقيل امرأَة بَرْزَةٌ مُتَجالَّةٌ تَبْرُزُ للقوم يجلسون إِليها ويتحدَّثون عنها وفي حديث أُم مَعْبَدٍ وكانت امرأَةً بَرْزَةً تَخْتَبِئُ بِفِناءِ قُبَّتِها أَبو عبيدة البَرْزَةُ من النساءِ الجليلة التي تظهر للناس ويجلس إِليها القوم وامرأَة بَرْزَة موثوق برأْيها وعفافها ويقال امرأَة بَرْزَة إِذا كانت كَهْلَةً لا تحتجب احتجابَ الشَّوابِّ وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدِّثهم من البُروزِ وهو الظهور والخروج ورجلٌ بَرْزٌ ظاهر الخلقِ عَفِيفٌ قال العجاج بَرْزٌ وذو العَفَافَةِ البَرْزِيُّ وقال غيره بَرْزٌ أَراد أَنه متكشف الشأْن ظاهر ورجل بَرْزٌ وامرأَة بَرْزَةٌ يوصفان بالجَهارَة والعقل وأَما قول جرير خَلِّ الطَّرِيقَ لمن يَبْنِي المَنارَ به وابْرُزْ ببَرْزَةَ حيثُ اضْطَرَّكَ القَدَرُ فهو اسم أُم عمر بن لَجَإٍ التَّيْمِيِّ ورجل بَرْزٌ وبَرْزِيٌّ مَوثوق بفضله ورأْيه وقد بَرُزَ بَرازَةً وبَرَّزَ الفرسُ على الخيل سَبَقها وقيل كلُّ سابق مُبَرِّزٌ وبَرَّزَه فرسُه نَجَّاه قال رؤْبة لو لم يُبَرِّزْهُ جَوادٌ مِرْأَسُ وإِذا تسابقت الخيل قيل لسابقها قد بَرَّزَ عليها وإِذا قيل بَرَزَ مخففٌ فمعناه ظهر بعد الخفاء وإِنما قيل في التَّغَوُّطِ تَبَرَّزَ فلان كناية أَي خرج إِلى بَرازٍ من الأَرض للحاجة والمُبارَزَةُ في الحرب والبِرازُ من هذا أُخذ وقد تَبارَزَ القِرْنانِ وأَبْرَزَ الرجلُ إِذا عزم على السفر وبَرَزَ إِذا ظهر بعد خُمول وبَرَزَ إِذا خرج إِلى البرازِ وهو الغائط وقوله تعالى وتَرى الأَرضَ بارِزَةً أَي ظاهرة بلا جبل ولا تَلٍّ ولا رمل وذَهَبٌ إِبْرِيزٌ خالص عربي قال ابن جني هو إِفْعِيلٌ من بَرَزَ وفي الحديث ومنه ما يَخْرُجُ كالذهب الإِبْرِيزِ أَي الخالص وهو الإِبْرِزِيُّ أَيضاً والهمزة والياء زائدتان ابن الأَعرابي الإِبْريزُ الحَلْيُ الصافي من الذهب وقد أَبْرَزَ الرجلُ إِذا اتخذ الإِبْرِيزَ وهو الإِبْرِزِيُّ قال النابغة مُزَيَّنَةٌ بالإِبْرِزِيِّ وجشْوُها رَضِيعُ النَّدَى والمُرْشِفاتِ الحَوَاضِنِ وروى أَبو أُمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إِنَّ الله لَيُجَرِّبُ أَحدَكم بالبلاءِ كما يُجَرِّبُ أَحدُكم ذهبَه بالنار فمنه ما يخرج كالذهب الإِبْرِيزِ فذلك الذي نجاه الله من السيِّئات ومنهم من يخرج من الذهب دون ذلك وهو الذي يشك بعض الناس ومنهم من يخرج كالذهب الأَسود وذلك الذي أُفْتِن قال شمر الإِبْرِيزُ من الذهب الخالص وهو الإِبْرِزيُّ والعِقْيانُ والعَسْجَدُ النهاية لابن الأَثير في حديث أَبي هريرة رضي الله عنه لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ وهم البازَرُ قيل بازَرُ ناحية قريبة من كِرْمانَ بها جبال وفي بعض الروايات هم الأَكراد فإِن كان من هذا فكأَنه أَراد أَهل البازر أَو يكون سُمُّوا باسم بلادهم قال هكذا أَخرجه أَبو موسى في حرف الباء والزاي من كتابه وشَرَحَه قال والذي رويناه في كتاب البخاري عن أَبي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين يدي الساعة تُقاتِلُون قوماً نعالهم الشعر وهو هذا البازر وقال سفيانُ مَرَّةً هم أَهلُ البارِز يعني بأَهل البارز أَهل فارس هكذا هو بلغتهم وهكذا جاءَ في لفظ الحديث كأَنه أَبدل السين زاياً فيكون من باب الباء والراء وهو هذا الباب لا من باب الباء والزاي قال وقد اختلف في فتح الراء وكسرها وكذلك اختلف مع تقديم الزاي وقد ذكر أَيضاً في موضعه متقدماً والله أَعلم

( برغز ) البَرْغَزُ والبُرْغُزُ ولد البقرة وقيل البقرة الوحشية والأُنثى بَرْغَزَةٌ قال الشاعر كأَطُومٍ فَقَدَتْ بُرْغُزَها أَعْقَبَتْها الغُبْسُ منه عَدَمَا غَفَلَتْ ثم أَتَتْ تَرْقُبُهُ فإِذا هي بعِظامٍ ودَمَا قال الأَطُوم ههنا البقرة الوحشية والأَصل في الأَطُوم أَنها سمكة غليظة الجلد تكون في البحر شبه البقرة بها والغُبْسُ الذئاب الواحد أَغْبَسُ وقوله بعظام ودما أَراد ودم ثم ردَّ إِليه لامه في الشعر ضرورة وهو الياء فتحركت وانفتح ما قبلها فانقلبت أَلِفاً وصار الاسم مقصوراً قال ابن بري وعلى هذا قول الآخر فَلَسْنا على الأَعقابِ تَدْمَى كُلُومُنا ولكن على أَعقابنا يَقْطُرُ الدَّما والدما في موضع رفع بيقطر وهو اسم مقصور وقال ابن الأَعرابي البُرْغُزُ هو ولدُ البقرة إِذا مشى مع أُمه قال النابغة يصف نساء سُبِينَ ويَضْرِبْنَ بالأَيْدِي وراءَ بَرَاغِزٍ حِسَانِ الوجُوه كالظِّباءِ العواقد أَراد بالبراغِز أَولادَهُنَّ الواحد بَرْغَزٌ ابن الأَعرابي يقال لولد بقر الوحش بَرْغَزٌ وجُؤْذَرٌ

( بزز ) البَزُّ الثياب وقيل ضرب من الثياب وقيل البَزُّ من الثياب أَمتعة البَزَّاز وقيل البَزُّ متاع البيت من الثياب خاصة قال أَحسَن بيتٍ أَهَراً وبَزَّا كأَنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزَّا والبَّزَّازُ بائع البَزِّ وحِرْفَتُهُ البِزَازَةُ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي شَمْطاءُ أَعلى بَزِّها مُطَرَّحُ يعني أَنها سمنت فسقط وَبَرُها وذلك لأَن الوبر لها كالثياب والبِزَّة بالكسر الهيئة والشَّارةُ واللِّبْسَةُ وفي حديث عمر رضي الله عنه لما دنا من الشام ولقيه الناس قال لأَسْلَمَ إِنهم لم يروا على صاحبك بِزَّةَ قوم غضب الله عليهم البِزَّةُ الهيئة كأَنه أَراد هيئة العجم والبَزُّ والبِزَّةُ السلاح يدخل فيه الدِّرْعُ والمِغْفَرُ والسيف قال الشاعر ولا بِكَهامٍ بَزُّهُ عن عَدُوِّهِ إِذا هُوَ لاقَى حاسِراً أَو مُقَنَّعا فهذا يدل على أَنه السيف أَبو عمرو البَزَرُ السلاح التامُّ قال الهذلي فَوَيْلُ مِّ بَزٍّ جَرَّ شَعْلٌ على الحَصى ووُقِّرَ بَزٌّ ما هُنالك ضائعُ الوَقْرُ الصدعُ وُقِّرَ بَزٌّ أَي صُدِعَ وفُلِّلَ وصارت فيه وَقَراتٌ وشَعْلٌ لَقَبُ تأَبَّطَ شَرًّا وكان أَسَرَ قَيْسَ بن عَيْزَارَة الهذليَّ قائلَ هذا الشعر فسلبه سلاحه ودرعه وكان تأَبط شرّاً قصيراً فلما لبس درع قيس طالت عليه فسحبها على الحصى وكذلك سيفه لما تقلده طال عليه فسبحه فوقره لأَنه كان قصيراً فهذا يعني السلاح كله وقال الشاعر كأَنِّي إِذْ غَدَوْا ضَمَّنْتُ بَزِّي من العِقْبَانِ خائِتَةً طَلُوبا أَي سلاحي والبِزِّيزَى السلاح والبَزُّ السَّلْبُ ومنه قولهم في المثل من عَزَّ بَزَّ معناه من غَلَبَ سَلَبَ والاسم البِزِّيزَى كالخِصِّيصَى وهو السَّلْبُ وابْتَزَزْتُ الشيءَ اسْتَلَبْتُه وبَزَّهُ يَبُزُّهُ بَزًّا غلبه وغصبه وبَزَّ الشيءَ يَبُزُّ بَزًّا انتزعه وبَزَّهُ ثيابَهُ بَزًّا وبَزَّه حَبَسَه وحكي عن الكسائي لن يأْخذه أَبداً بَزَّةً مني أَي قَسْراً وابْتَزَّهُ ثيابَه سَلبَهُ إِياها وفي حديث أَبي عبيدة إِنه سيكون نبُوَّةٌ ورحمةٌ ثم كذا وكذا ثم يكون بِزِّيزَى وأَخْذ أَموال بغير حق البِزِّيزَى بكسر الباء وتشديد الزاي الأُولى والقصر السَّلْبُ والتَّغَلُّبُ ورواه بعضهم بَزْبَزِيّاً قال الهَرَوِيُّ عرضته على الأَزهري فقال هذا لا شيء قال وقال الخطابي إِن كان محفوظاً فهو من البَزْبَزة الإِسراع في السير يريد به عَسْفَ الوُلاةِ وإِسراعَهم إِلى الظلم فمن الأَول الحديث فَيَبْتَزُّ ثيابي ومتاعي أَي يُجَرِّدُني منها ويغلبني عليها ومن الثاني الحديث الآخر
من أَخرج ضيفه ... قوله « من أخرج ضيفه » كذا بالأصل والنهاية فلم يَجِدْ
إِلاَّ بَزْبَزِيّاً فيردّها قال هكذا جاء في مسند أحمد بن حنبل رحمه الله ويقال ابْتَزَّ الرجلُ جاريتَهُ من ثيابها إِذا جَرَّدَها ومنه قول امرئ القيس إِذا ما الضَّجِيعُ ابْتَزَّها من ثيابها تَميلُ عليه هَوْنَةً غيرَ مِتْفالِ وقول خالد بن زهير الهذلي يا قَوْمُ ما لي وأَبا ذؤيبِ كنتُ إِذا أَتَوْتُهُ من غَيْبِ يَشُمُّ عِطْفِي ويَبُزُّ ثَوْبي كأَنني أَرَبْتُهُ بِرَيبِ أَي يَجْذِبُه إِليه وغلام بُزْبُزٌ خفيف في السفر عن ثعلب ابن الأَعرابي البُزْبُزُ الغلام الخفيفُ الرُّوحِ وبَزْبَزَ الرجلُ وعَبَّدَ إِذا انهزم وفَرَّ والبَزْبازُ والبُزابِزُ السريعُ في السير قال لا تَحْسِبِنِّي يا أُمَيْمُ عاجِزَا إِذا السِّفارُ طَحْطَحَ البَزابِزَا قال ابن سيده كذا أَنشده ابن الأَعرابي بفتح الباء على أَنه جمع بَزْبازٍ والبَزْبَزَةُ الشِّدَّة في السوق ونحوه وقيل كثرة الحركة والاضطراب وقال الشاعر ثم اعْتَلاها فَزَحاً وارْتَهَزَا وساقَها ثَمَّ سِياقاً بَزْبَزَا والبَزْبَزَةُ معالجة الشيء وإِصلاحه يقال للشيء الذي أُجيد صنعته قد بَزْبَزْتُه وأَنشد وما يَسْتَوِي هِلْباجَةٌ مُتَنَفِّخٌ وذو شُطَبٍ قد بَزْبَزَتْه البَزابِزُ أَراد ما يستوي رجل ثقيل ضخم كأَنه لبن خاثر ورجل خفيف ماض في الأُمور كأَنه سيف ذو شطب قد سوّاه وصقله الصانع والبُزَابِزُ الشديد من الرجال إِذا لم يكن شجاعاً ورجل بَزْبَزٌ وبُزَابِزٌ للقوي الشديد من الرجال وإِن لم يكن شجاعاً وفي حديث عن الأَعْشَى أَنه تَعَرَّى بإِزاءِ قوم وسَمَّى فَرْجَه البَزْبازَ ورَجَزَ بِهِمْ قال إِيهاً خُثَيْمُ حَرِّك البَزْبازا إِنَّ لنا مجالِساً كِنازَا أَبو عمرو البَزْبازُ قَصَبَةٌ من حديد عَلَمُ فَم الكِيرِ يَنْفُخُ النارَ وأَنشد الرجز إِيهاً خثيم حرك البزبازا وبَزْبَزُوا الرجلَ تَعْتَعُوه عن ابن الأَعرابي وبَزْبَزَ الشيء رمى به ولم يردّه

( بغز ) البَغْزُ الضرب بالرِّجل أَو العصا والباغِزُ المقيم على الفجور وقيل هو منه قال ابن دريد ولا أَحقُّه والبَغْزُ النَّشاطُ في الإِبل خاصة والباغِزُ مثل ذلك اسم كالكاهِلِ قال ابن مقبل واسْتَحْمل السَّيْرَ مِنِّي عِرْمِساً أُجُداً تَخالُ باغِزَها باللَّيْلِ مَجْنُونا قال الأَزهري جعل الليث البَغْزَ ضَرْباً بالرِّجْلِ وحَثّاً وكأَنه جعل الباغِزَ الراكبَ الذي يَركُضُها بِرِجْلهِ وقال غيره بَغَزَتِ الناقةُ إِذا ضربتْ برجلها الأَرضَ في سيرها نشاطاً وقال أَبو عمرو في قوله تخال باغزها أَي نشاطها وقد بَغَزها باغِزُها أَي حَرّكها محرِّكها من النشاط وقال بعض العرب ربما ركبت الناقَةَ الجوادَ فَبَغَزَها باغِزُها فتجري شوطاً وقد تَقَحَّمَتْ بي فَلأْياً ما أَكُفُّها فيقال لها باغِزٌ من النشاط والباغِزِيَّةُ ضرب من الثياب قال أَبو عمرو الباغِزية ثياب ولم يزد على هذا قال الأَزهري ولا أَدري أَي جنس هي من الثياب

( بلأز ) بَلأَزَ الرجلُ فَرَّ كَبَلأَصَ

( بلز ) امرأَة بِلِزٌ وبِلِزٌّ ضخمة مكتنزة الجوهري امرأَة بِلِزٌ على فِعِلٍ بكسر الفاء والعين أَي ضخمة قال ثعلب لم يأْت من الصفات على فِعِلٍ إِلاَّ حرفان امرأَة بِلِزٌ وأَتان إِبِدٌ وجَمَل بَلَنْزى غليظ شديد أَبو عمرو امرأَة بِلِزٌ خفيفة قال والبِلِزُ الرجل القصير الفراء من أَسماء الشيطان البَلأَزُ والجَلأَزُ والجانُ

( بلنز ) التهذيب في الرباعي عن ابن الأَعرابي جمل جَلَنْزَى وبَلَنْزَى إِذا كان غليظاً شديداً

( بهز ) بَهَزَهُ عَنِّي يَبْهَزُه بَهْزاً دفعه دفعاً عنيفاً ونَحَّاه وبَهَزْتُه عني والبَهْزُ الضَّرْبُ والدفع في الصدر بالرجل واليد أَو بكلتا اليدين وفي الحديث أَنه أُتِيَ بشاربٍ فَخُفِقَ بالنِّعالِ وبُهِزَ بالأَيْدِي البَهْزُ الدفع العنيف قال ابن الأَعرابي هو البَهْزُ واللَّهْزُ وَبَهَزَهُ ولَهَزَه إِذا دفعه والبَهْزُ الضَّرْبُ بالمِرْفَقِ قال رؤبة دَعْني فقد يُقْرَعُ للأَضَرِّ صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه وبَهْزي ورجل مِبْهَزٌ مِفْعَلٌ من ذلك عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَنا طَلِيقُ اللهِ وابنِ هُرْمُزِ أَنْقَذَني من صاحِبٍ مُشَرَّزِ شَكْسٍ على الأَهْلِ مِتَلٍّ مِبْهَزِ إِن قام نَحْوي بالعَصَا لم تُحْجَزِ مِثَلٍّ يَصْرَعُه ورواه ثعلب مِثَلٍّ يَثُلُّهُم يُهْلِكُهُم والمُشارَزَةُ المُشارَّة بين الناس وبَهْزُ بن حَكيم بن معاوية بن حَيْدَةَ القُشَيْرِيُّ صَحِبَ جَدُّهُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وبَهْزٌ من اسماء العرب وبَهْزٌ حَيٌّ من بني سُلَيْمٍ قال الشاعر كانتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ عَقْدُ الجِوَارِ وكانوا مَعْشراً غُدُرا

( بهوز ) التهذيب في الرباعي البَهاوِيزُ من النوق والنخيل الجِسَامُ الصَّفايا الواحدة بَهْوازَةٌ قال الأَزهري أَظنه تصحيفاً وهي البَهازِيرُ وقد تقدم أَن البهازِرَ من النخل والإِبل العظام والله تعالى أَعلم بوز البَازُ لغة في البازي قال الشاعر كأَنه بازُ دَجْنٍ فَوْقَ مَرْقَبَة جَلَّى القَطا وَسْطَ قاعٍ سَمْلَقٍ سَلَقِ والجمع أَبْوازٌ وبيزانٌ وجمع البازي بُزاةٌ وكان بعضهم يهمز الباز قال ابن جني هو مما همز من الألفات التي لا حظ لها في الهمز كقول الآخر يا دارَ سَلْمَى بدكادِيكِ البُرَقْ صبراً فقد هَيَّجْتِ شَوْقَ المشْتأَقْ وبازَ يَبُوزُ إِذا زال من مكان إِلى مكان آمناً أَبو عمرو البَوْزُ الزَّوَلانُ من موضع إِلى موضع

( بوز ) البَازُ لغة في البازي قال الشاعر كأَنه بازُ دَجْنٍ فَوْقَ مَرْقَبَة جَلَّى القَطا وَسْطَ قاعٍ سَمْلَقٍ سَلَقِ والجمع أَبْوازٌ وبيزانٌ وجمع البازي بُزاةٌ وكان بعضهم يهمز الباز قال ابن جني هو مما همز من الألفات التي لا حظ لها في الهمز كقول الآخر يا دارَ سَلْمَى بدكادِيكِ البُرَقْ صبراً فقد هَيَّجْتِ شَوْقَ المشْتأَقْ وبازَ يَبُوزُ إِذا زال من مكان إِلى مكان آمناً أَبو عمرو البَوْزُ الزَّوَلانُ من موضع إِلى موضع

( بيز ) بازَ عنه يَبيزُ بَيْزاً وبُيُوزاً حادَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد كأَنها ما حَجَرٌ مَكْزُوزُ لُزَّ إِلى آخر ما يَبيزُ أَراد كأَنها حجر وما زائدة والله أَعلم

( تبرز ) التهذيب في الرباعي تِبْرِزُ موضع

( ترز ) التَّارِزُ اليابس الذي لا رُوحَ فيه تَرِزَ تَرْزاً وتُرُوزاً وتَرِزَ ماتَ ويَبِسَ قال أَبو ذؤيب فَكَبا كما يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزُ بالخَبْتِ إِلاَّ أَنه هو أَبْرَعُ وتَرَزَ الماءُ إِذا جَمَدَ قال أَبو منصور ومنهم من أَجاز تَرَزَ بالفتح إِذا هَلَكَ وتَرَزَ اللحمُ صَلُبَ وكلُّ قويّ صُلْب تارِزٌ وأَتْرَزَتِ المرأَة عجينها وأَتْرَزَ العَدْوُ لحمَ الفَرسِ أَيْبَسَه ابن سيده وأَتْرَزَ الجَرْيُ لحم الدابة صَلَّبَهُ وأَصله من التَّارِزِ اليابس الذي لا رُوحَ فيه قال امرؤ القيس بِعِجْلِزَةٍ قد أَتْرَزَ الجَرْيُ لَحْمَها كُمَيْتٍ كأَنها هِراوَةُ مِنْوالِ ثم كثر ذلك في كلامهم حتى سَمَّوا الموتَ تارِزاً قال الشماخ كأَنَّ الذي يَرْمي من الموت تارِزٌ وفي حديث مجاهد لا تقوم الساعة حتى يَكْثُرَ التُّرازُ هو بالضم والكسر موت الفجأَة وأَصله من تَرَزَ الشيءُ إِذا يَبِسَ وسُمِّيَ المَيِّتُ تارزاً لأَنه يابِسٌ وفي حديث الأَنصاري الذي كان يَسْتَقي لِيَهُودِيٍّ كلَّ دلو بتمرة واشترط أَن لا يأْخذ تمرةً تارِزَةً أَي حَشَفَةً يابسةً

( ترمز ) التُّرامِزُ من الإِبل الذي إِذا مَضَغَ رأَيتَ دماغه يَرْتَفِعُ ويَسْفُلُ وقيل هو القوي الشديد قال ابن جني ذهب أَبو بكر إِلى أَن التاء فيها زائدة ولا وجه لذلك لأَنها في موضع عين عذافر فهذا يقضي بكونها أَصلاً وليس معنى اشتقاق فيقطع بزيادتها أَنشد أَبو زيد إِذا أَرَدْتَ طَلَبَ المَفاوِزِ فاعْمِدْ لكُلِّ بازِلٍ تُرامِزِ وقال أَبو عمرو جَمَلٌ تُرامِزُ إِذا أَسَنَّ فترى هامته تَرَمَّزُ إِذا اعتلف وارْتَمَزَ رأْسُه إِذا تحرك قال أَبو النجم شُمُّ الذُّرَى مُرْتَمِزاتُ الهام

( توز ) التُّوزُ الطبيعة والخُلُقُ كالتُّوسِ والتُّوزُ الأَصل والأَتْوَزُ الكريم الأَصل والتُّوزُ أَيضاً شجر وتُوزُ موضع بين مكة والكوفة قال بَيْنَ سَمِيراءَ وبَيْنَ تُوزِ

( تيز ) التَّيَّاز الرجل المُلَزَّزُ المفاصل الذي يَتَتَيَّزُ في مِشْيَتِه لأَنه يَتَقَلَّعُ من الأَرض تَقَلُّعاً وأَنشد تَيَّازَةٌ في مَشْيِها قُناخِرَهْ الفراء رجل تَيَّازٌ كثيرُ العَضَلِ وهو اللحم وتازَ يَتُوزُ تَوْزاً ويَتِيزُ تَيْزاً إِذا غَلُظَ وأَنشد تُسَوَّى على غُسْنٍ فَتازَ خَصِيلُها قال فمن جعل تازَ من يَتِيزُ جعل التَّيَّازَ فَعَّالاً ومن جعله من يَتُوزُ جعله فَيْعالاً كالقَيَّام والدَّيَّار من قامَ ودَارَ وقوله تازَ خَصِيلُها أَي غَلُظَ وتازَ السهم في الرَّمِيَّةِ أَي اهتزَّ فيها وتَتَيَّزَ في مشْيَتِه تَقَلَّعَ والتَّيَّازُ من الرجال القصير الغليظ المُلَزَّزُ الخَلْقِ الشديدُ العَضَلِ مع كثرة لحم فيها ويقال للرجل إِذا كان فيه غلظ وشدة تَيَّازٌ قال القَطَامِيُّ يصف بَكْرَةً اقْتَضَبَهَا وقد أَحسن القيام عليها إِلى أَن قويت وسمِنت وصارت بحيث لا يقدر على ركوبها لقوَّتها وعزة نفسها فلما أَنْ جَرَى سِمَنٌ عليها كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السِّيَاعا أَمَرْتُ بها الرِّجالَ ليَأْخُذُوها ونحن نظُنُّ أَن لا تُسْتَطاعا إِذا التَّيَّازُ ذو العَضَلاتِ قلنا إِليكَ إِليكَ ضاقَ بها ذِراعا قال ابن بري هكذا أَنشده الجوهري وغيره إِليك إِليك وفسر في شعره أَن إِليك بمعنى خذها لتركبها وتَرُوضَها قال وهذا فيه إِشكال لأَن سيبويه وجميع البصريين ذهبوا إِلى أَن إِليك بمعنى تَنَحَّ وأَنها غير متعدية إِلى مفعول وعلى ما فسروه في البيت يقضي أَنها متعدية لأَنهم جعلوها بمعنى خذها قال ورواه أَبو عمرو الشَّيْبانِيُّ لَدَيْكَ لَدَيْكَ عوضاً من إِليك إِليك قال وهذا أَشبه بكلام العرب وقول النحويين لأَن لديك بمعنى عندك وعندك في الإِغراء تكون متعدية كقولك عِنْدَكَ زيداً أَي خذ زيداً من عندك وقد تكون أَيضاً غير متعدية بمعنى تَأَخَّرْ فتكون خلاف فَرْطَكَ التي بمعنى تَقَدَّمْ فعلى هذا يصح أَن تقول لديك زيداً بمعنى خذه وقوله ذو العضلات أَي ذو اللحمات الغليظة الشديدة وكل لحمة غليظة شديدة في ساق أَو غيره فهي عَضَلَةٌ وإِذا في البيت داخلة على جملة ابتدائية لأَن التياز مبتدأٌ وقلنا خبره والعائد محذوف تقديره قلنا له وضاق بها ذراعاً جواب إِذا قال ومثله قول الآخر وهَلاَّ أَعَدُّوني لمِثْلي تَفاقَدُوا إِذا الخَصْمُ أَبْزَى مائِلُ الرأْسِ أَنكَبُ وقوله كما بطَّنت بالفدن السياعا قال الفدن القَصْرُ والسياع الطين قال وهذا من المقلوب أَراد كما يُطَيَّنُ بالسِّياعِ الفَدَنُ قال ومثله قول خُفَاف بنِ نُدْبَةَ كَنَواحِ رِيشِ حَمامَةٍ نَجْدِيَّةٍ ومَسَحْتُ باللِّثَتَيْنِ عَصْفَ الإِثْمِدِ وعصف الإِثم غباره تقديره ومسحت بعصف الإِثمد اللثتين قال ومثله لعروة بن الورد فَدَيْتُ بنفْسِه نَفْسي ومالي وما آلُوكَ إِلا ما أُطِيقُ أَي فديت بنفسي ومالي نفسه قال وقد حمل بعضهم قوله سبحانه وتعالى وامْسَحُوا برؤُوسكم على القلب لأَنه قدّر في الآية مفعولاً محذوفاً تقديره وامسحوا برؤُوسكم الماء والتقدير عنده وامسحوا بالماءِ رؤُوسكم فيكون مقلوباً ولا يجعل الباء زائدة كما يذهب إِليه الأَكثر

( جأز ) الجَأْزُ بالتسكين الغَصَصُ في الصدر وقيل هو الغَصَصُ بالماء قال رؤبة يَسْقِي العِدَى غَيْظاً طَوِيلَ الجأْزِ أَي طويل الغَصَصِ لأَنه ثابت في حلوقهم وجَئِزَ بالماء يَجْأَزُ جَأَزاً إِذا غَصَّ به فهو جَئزٌ وجَئِيزٌ على ما يطرد عليه هذا النحو في لغة قوم

( جبز ) الجِبْزُ من الرجال الكَزُّ الغليظ والجِبْزُ بالكسر اللئيم البخيل وقيل الضعيف وقد ذكره رؤبة في قصيدته الزائية وكُرَّزٍ يَمْشي بَطِينَ الكُرْزِ أَجْرَدَ أَو جَعْدَ اليَدَيْنِ جِبْزِ والجَبِيز الخُبْزُ اليلبس وجاء بخبزته جَبِيزاً أَي فَطِيراً وأَكلت خبزاً جَبِيزاً أَي يابساً قَفاراً وجَبَزَ له من ماله جَبْزَةً قطع له منه قطعة عن ابن الأَعرابي

( جرز ) جَرَزَ يَجْرُزُ جَرْزاً أَكل أَكلاً وَحِيًّا والجَرُوزُ الأَكُولُ وقيل السريع الأَكل وإِن كان قسا
( * كذا بالأصل مع بياض )
وكذلك هو من الإِبل والأُنثى جَرُوزٌ أَيضاً وقد جَرُزَ جَرَازَةً ويقال امرأَة جَرُوزٌ إِذا كانت أَكولاً الأَصمعي ناقة جَرُوزٌ إِذا كانت أَكولاً تأْكل شيء وإِنسان جَرُوزٌ إِذا كان أَكولاً والجَرُوزُ الذي إِذا أَكل لم يترك على المائدة شيئاً وكذلك المرأَة ويقال للناقة إِنها لجُرازُ الشجر تأْكله وتكسره وأَرض مَجْرُوزَةٌ وجُرُزٌ وجُرْزٌ وجَزْرٌ لا تنبت كأَنها تأْكل النبت أَكلاً وقيل هي التي قد أُكل نباتها وقيل هي الأَرض التي لم يصبها مطر قال تُسَرُّ أَن تَلْقَى البِلادَ فِلاًّ مَجْرُوزَةً نَفاسَةً وعلاَّ والجمع أَجْرازٌ وربما قالوا أَرض أَجْرازٌ وجَرِزَتْ جَرَزاً وأَجْرَزَتْ صارت جُرُزاً قال الله تعالى أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسوقُ الماءَ إِلى الأَرضِ الجُرُزِ قال الفراء الجُرُزُ أَن تكون الأَرضُ لا نبات فيها يقال قد جُرِزَتِ الأَرضُ فهي مَجْرُوزَةٌ جَرَزَها الجَرادُ والشَّاءُ والإِبل ونحو ذلك ويقال أَرض جُرُزٌ وأَرَضُونَ أَجْرازٌ وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم بَيْنا هو يَسِيرُ إِذ أَتَى على أَرضٍ جُرُزٍ مُجْدِبَةٍ مثل الأَيّمِ التي لا نبات بها وفي حديث الحجاج وذَكَرَ الأَرضَ ثم قال لَتُوجَدَنَّ جُرُزاً لا يبقى عليها من الحيوان أَحد وسَنَةٌ جُرُزٌ إِذا كانت جَدْبَةً والجُرُزُ السنة المُجْدِبَةُ قال الراجز قد جَرَفَتْهُنَّ السِّنُون الأَجْرازْ وقد أَبو إِسحق يجوز الجَرْزُ والجَرَزُ كل ذلك قد حكي قال وجاء في تفسير الأَرض الجُرُزِ أَنها أَرض اليمن فمن قال الجُرْزُ فهو تخفيف الجُرُزِ ومن قال الجَرْزُ والجَرَزُ فهما لغتان ويجوز أَن يكون جَرْزٌ مصدراً وصف به كأَنها أَرض ذات جَرْزٍ أَي ذات أَكل للنبات وأَجْرَزَ القومُ وقعوا في أَرض جُرُز الجوهري أَرض جُرُزٌ لا نبات بها كأَنه انقطع عنها أَو انقطع عنها المطر وفيها أَربع لغات جُرْزٌ وجُرُزٌ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ وجَرْزٌ وجَرَزٌ مثل نَهْرٍ ونَهَرٍ وجمع الجُرْزِ جِرَزَةٌ مثل جُحْرٍ وجِحَرةٍ وجمع الجَرَزِ أَجْرازٌ مثل سبب وأَسباب تقول منه أَجْرَزَ القومُ كما تقول أَيْبَسُوا وأَجْرَزَ القومُ أَمْحَلُوا وأَرض جارِزَةٌ يابسة غليظة يكتنفها رمل أَو قاع والجمع جَوارِزُ وأَكثر ما يستعمل في جزائر البحر وامرأَة جارِزٌ عاقِر والجَرَزَةُ الهَلاكُ ويقال رماه الله بِشَرَزَةٍ وجَرَزَةٍ يريد به الهلاك وأَجْرَزَتِ الناقة فهي مُجْرِزٌ إِذا هُزِلَتْ والجُرْزُ من السلاح والجمع الجَِرَزَةُ والجُرْزُ والجُرُزُ العمود من الحديد معروف عربي والجمع أَجْرازٌ وجِرَزَةٌ ثلاثة جِرَزَة مثل جُحْر وجِحَرَةٍ قال يعقوب ولا تقل أَجْرِزَةٌ قال الراجز والصَّقْعُ من خابِطَةٍ وجُرْزِ وجَرَزَهُ يَجْرُزُه جَرْزاً قطعه وسيف جُرازٌ بالضم قاطع وكذلك مُدْيَةٌ جُرازٌ كما قالوا فيهما جميعاً هُذامٌ ويقال سيف جُرازٌ إِذا كان مستأْصلاً والجُرازُ من السيوف الماضي النافذ وقولهم لم تَرْضَ شانِئةٌ إِلا بِجَرْزَةٍ أَي أَنها من شدة بَغْضائِها لا ترضى للذين تُبْغِضُهم إِلا بالاستئصال وقوله كلّ عَلَنْداةٍ جُرازٍ للشَّجَرْ إِنما عنى به ناقة شبهها بالجُرازِ من السيوف أَي أَنها تفعل في الشجر فعل السيوف فيها والجِرزُ بالكسر لباس النساء من الوَبَرِ وجلود الشاء ويقال هو الفَرْوُ الغليظ والجمع جُرُوزٌ والجُرْزَةُ الحُزْمَةُ من القَتِّ ونحوه وإِنه لذو جَرَزٍ أَي قوَّة وخُلُق شديد يكون للناس والإِبل وقولهم إِنه لذو جَرَزٍ بالتحريك أَي غِلَظٍ وقال الراجز يصف حية إِذا طَوَى أَجْرازَهُ أَثْلاثَا فَعادَ بَعْدَ طَرْقَةٍ ثَلاثَا أَي عاد ثلاثَ طَرَقٍ بَعْدما كان طَرَقَةً واحدة وجَرَزُ الإِنسان صدرُه وقيل وسَطُه ابن الأَعرابي الجَرَزُ لحم ظهر الجمل وجمعه أَجْرازٌ وأَنشد للعجاج في صفة جمل سمين فَضَخَه الحِمْلُ وانْهَمَّ هامُومُ السَّدِيفِ الوارِي عن جَرَزٍ منه وجَوْزٍ عارِي أَراد القتل كالسُّم الجُرازِ والسيف الجُراز والجَرَزُ الجِسْمُ قال رؤبة بَعْدَ اعتمادِ الجَرَزِ البَطِيشِ قال ابن سيده كذا حكي في تفسيره قال ويجوز أَن يكون ما تقدم من لقوة والصدر والجارِزُ من السُّعال الشديدُ وجَرَزَه يَجْرُزُه جَرْزاً نَخَسَه ابن سيده وقول الشماخ يصف حُمُرَ الوحش يُحَشْرِجُها طَوْراً وطَوْراً كأَنها لها بالرُّغامَى والخَياشِيمِ جارِزُ يجوز أَن يكون السُّعال وأَن يكون النخس واستشهد الأَزهري بهذا البيت على السُّعال خاصة وقال الرغامى زيادة الكبد وأَراد بها الرِّئَةَ ومنها يهيج السُّعال وأَورد ابن بري هذا البيت أَيضاً وقال الضمير في يحشرجها ضمير العير والهاء المفعولة ضمير الأُتن أَي يصيح بأُتنه تارة حَشْرَجَةً والحشرجة تردد الصوت في الصدر وتارة يصيح بهن كأَن به جارِزاً وهو السعال والرُّغامَى الأَنْفُ وما حوله القُتَيْبِيُّ الجُرُزُ الرَّغِيبَةُ التي لا تَنْشَفُ مطراً كثيراً ويقال طَوَى فلانٌ أَجْرازَه إِذا تراخى وأَجْرازٌ جمع الجَرْزِ والجَرْزُ القَتْلُ قال رؤبة حتى وَقَمْنا كَيْدَهُ بالرِّجْزِ والصَّقْعُ من قاذِفَةٍ وجَرْزِ قال أَراد بالجَرْزِ القَتْلَ وجَرَزَه بالشَّتْمِ رماه به والتَّجارُزُ يكون بالكلام والفعال والجَرازُ نبات يظهر مثل القَرْعَةِ بلا ورق يعظم حتى يكون كأَنه الناس القُعُودُ فإِذا عظمت دقت رؤُوسها ونَوَّرَتْ نَوْراً كَنَوْرِ الدِّفْلَى حَسَناً تَبْهَجُ منه الجبال ولا ينتفع به في شيء من مَرْعًى ولا مأْكل عن أَبي حنيفة

( جربز ) جَرْبَزَ الرجلُ ذهب أَو انقبضَ والجُرْبُزُ الخِبُّ من الرجال وهو دخيل ورجل جُرْبُزٌ بالضم بَيِّنُ الجَرْبَزَةِ بالفتح أَي خَِبّ قال وهو القُرْبُزُ أَيضاً وهما مُعَرَّبانِ
( * قوله « وهما معربان » أي عن كربز بالكاف الفارسية كما في القاموس وشرحه )

( جرمز ) جَرْمَزَ واجْرَمَّزَ انْقَبَض واجتمع بعضه إِلى بعض والمُجْرَنْمِزُ المُجْتَمِعُ قال الأَزهري وإِذا أَدغمت النون في الميم قلت مُجْرَمِّزٌ وجَرْمَزَ الشيءُ واجْرَنْمَزَ أَي اجتمع إِلى ناحية والجَرْمَزَةُ الانقباض عن الشيء قال ويقال ضَمَّ فلانٌ إِليه جَرامِيزَهُ إِذا رفع ما انتشر من ثيابه ثم مضى وجَرامِيزُ الوَحْشِيِّ قوائمه وجَسَدُه قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي يصف حماراً وأَسْحَمَ حامٍ جَرامِيزَهُ حَزابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ وإِذا قلتَ للثّوْرِ ضَمَّ جَرامِيزَه فهي قوائمه والفعل منه اجْرَمَّزَ إِذا انقبض في الكِناسِ وأَنشد مُجْرَمِّزٌ كضَجْعَةِ المأْسُورِ ورماه بِجَرامِيزِه أَي بنفسه أَبو زيد رمى فلانٌ الأَرض بِجَرامِيزِه وأَرْواقِهِ إِذا رَمى بنفْسه وجَرامِيزُ الرجل أَيضاً جَسَدُه وأَعضاؤه ويقال جَمَعَ جَرامِيزَه إِذا تَقَبَّضَ لِيَثِبَ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كان يجمع جَرامِيزَه ويَثِبُ على الفرس قيل هي اليدان والرجلان وقيل هي جملة البدن وتَجَرْمَزَ إِذا اجتمع ومنه حديث المغيرة رضي الله عنه لما بُعِثَ إِلى ذي الحاجبين قال قلتُ في نفسي لو جمعتَ جَرامِيزَكَ ووَثَبْتَ فَقَعَدْتَ مع العِلْج وفي حديث عيسى بن عمر أَقْبَلْتُ مُجْرَمِّزاً حتى اقْعَنْبَيْتُ بين يَدَي الحَسَنِ أَي تَجَمَّعْتُ وانُقَبَضْتُ والاقْعِنْباءُ الجلوسُ وأَخَذَ الشيءَ بِجَرامِيزِه وحَذافِيرِه أَي بجميعه ويقال جَمَعَ فلانٌ لفلان جَرامِيزَه إِذا استعدّ له وعزم على قصده وتَجَرْمَزَ إِذا ذهب وتَجَرْمَزَ الليلُ ذهب قال الراجز لما رأَيتُ الليلَ قد تَجَرْمَزَا ولم أَجِدْ عَمَّا أَمامي مَأْرِزَا وجَرْمَزَ الرجلُ نَكَصَ وقيل أَخطأَ وفي حديث الشَّعْبيِّ وقد بلغه عن عكرمة فُتْيا في طلاق فقال جَرْمَزَ مَوْلى ابنِ عباس أَي نَكَصَ عن الجواب وفَرَّ منه وانقبض عنه وتَجَرْمَزَ واجْرَمَّزَ ذهب وتَجَرْمَزَ عليهم سقط أَبو داود عن النضر قال قال المُنْتَجِعُ يُعْجِبُهُم كلُّ عامٍ مُجْرَمِّزِ الأَوّلِ أَي ليس في أَوّله مطر والجَرْمُوزُ حوضٌ قيل هو الحوض الصغير قال أَبو محمد الفَقْعَسِيُّ كأَنها والعَهْد مُذْ أَقْياظِ أُسُّ جَرامِيزَ على وِجاذِ قال والضمير في كأَنها يعود على أَثافيَّ ذكرها قبل البيت وهي حجارة القِدْرِ شبهها بأُسِّ أَحْواضٍ على وِجاذٍ وهي جمع وَجْذٍ لنُقْرَةٍ في الجبل تُمْسِكُ الماء وقوله والعهد مذ أَقياظ أَي في وقت القَيْظ فليس في الوِجاذِ ولا الأَحواض ماء وقال ذو الرمة ونَشَّتْ جَرامِيزُ اللِّوَى والمَصانِع الليث الجُرمُوزُ حَوْضٌ مُتَّخَذٌ في قاع أو روضةٍ مُرْتَفِع الأَعْضادِ فيسيل منه الماء ثم يَفْرُغُ بعد ذلك وقيل الجُرْمُوزُ البيت الصغير وبنو جُرْمُوزٍ بطن وابن جُرْمُوزٍ قاتلُ الزُّبَيْرِ رحمه الله

( جزز ) الجَزَزُ الصوف لم يستعمل بعدما جُزَّ تقول صوف جَزَزٌ وجَزَّ الصوفَ والشعر والنخل والحشيش يَجُزُّهُ جَزّاً وجِزَّةً حَسَنَةً هذه عن اللحياني فهو مَجْزُوزٌ وجَزِيزٌ واجْتَزَّه قطعه أَنشد ثعلب والكسائي ليزيد بن الطَّثَرِيَّةِ وقلتُ لصاحِبي لا تَحْبِسَنَّا بنَزْعِ أُصُولِهِ واجْتَزَّ شِيحَا ويروى واجْدَزَّ وذكر الجوهري أَن البيت ليزيد ابن الطثرية وذكره ابن سيده ولم ينسبه لأَحد بل قال وأَنشد ثعلب قال ابن بري ليس هو ليزيد وإِنما هو لمُضَرِّسِ بن رِبْعِيٍّ الأَسَدِي وقبله وفِتْيانٍ شَوَيْتُ لهم شِواءً سَرِيعَ الشَّيِّ كنت به نَجِيحا فَطِرْتُ بِمُنْصُلٍ في يَعْمَلاتٍ دَوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا وقلت لصاحبي لا تحبسنَّا بنزع أُصوله واجتزَّ شيحا قال والبيت كذا في شعره والضمير في به يعود على الشيء والنَّجِيحُ المُنْجِحُ في عمله والمنصل السيف واليعملات النوق والدوامي التي قد دَمِيَتْ أَيديها من شدّة السير والسريح خِرَقٌ أَو جلود تُشَدُّ على أَخفافها إِذا دَمِيَتْ وقوله لا تحبسنا بنزع أُصوله يقول لا تحبسنا عن شَيِّ اللحم بأَن تقلع أُصول الشجر بل خذ ما تيسر من قُضْبانِهِ وعيدانه وأَسْرِع لنا في شَيِّه ويروى لا تَحْبِسانا وقال في معناه إِن العرب ربما خاطبت الواحد بلفظ الاثنين كما قال سُوَيْدُ بن كُراعٍ العُكْلِيُّ وكان سويد هذا هجا بني عبد الله بن دارم فاسْتَعْدَوْا عليه سعيدَ بن عثمان فأَراد ضربه فقال سويد قصيدة أَوّلها تقول ابْنَةُ العَوْفيّ لَيْلى أَلا تَرى إِلى ابن كُراعٍ لا يَزالُ مُفَزَّعا ؟ مَخافَةُ هذين الأَمِيرَيْنِ سَهَّدَتْ رُقادِي وغَشَّتْني بَياضاً مُقَزَّعا فإِن أَنتما أَحْكَمْتُمانيَ فازْجُرَا أَراهِطَ تُؤْذِيني من الناسِ رُضَّعا وإِن تَزْجُراني يا ابنَ عفَّانَ أَنْزَجِرْ وإِن تَدَعاني أَحْمِ عِرْضاً مُمَنَّعَا قال وهذا يدل على أَنه خاطب اثنين سعيد بن عثمان ومن ينوب عنه أَو يَحْضُر معه وقوله فإِن أَنتما أَحكمتماني دليل أَيضاً على أَنه يخاطب اثنين وقوله أَحكمتماني أَي منعتماني من هجائه وأَصله من أَحْكَمْتُ الدابة إِذا جعلتَ فيها حَكَمَةَ اللّجام وقوله وإِن تدعاني أَحم عِرضاً ممنَّعا أَي إِن تركتماني حَمَيْتُ عِرْضِي ممن يؤذيني وإِن زجرتماني انزجرت وصبرت والرُّضَّعُ جمع راضع وهر اللئيم وخص ابن دُرَيْدٍ به الصُّوف والجَزَزُ والجُزَازُ والجُزَازَةُ والجِزَّةُ ما جُزَّ منه وقال أَبو حاتم الجِزَّةُ صوف نعجة أَو كبش إِذا جُزَّ فلم يخالطه غيره والجمع جِزَزٌ وجَزائِزُ عن اللحياني وهذا كما قالوا ضَرَّةٌ وضَرائِرُ ولا تَحْتَفِلْ باختلاف الحركتين ويقال هذه جِزَّةُ هذه الشاة أَي صُوفُها المجزوزُ عنها ويقال قد جَزَزْتُ الكَبْشَ والنعجةَ ويقال في العَنْزِ والتَّيْسِ حَلَقْتُهما ولا يقال جَزَزْتُهما والجِزَّةُ صوفُ شاةٍ في السنة يقال أَقْرِضْني جِزَّةً أَو جِزَّتَيْنِ فتعطيه صوفَ شاة أَو شاتين وفي حديث حَمَّادٍ في الصوم وإِن دخل حَلْقَك جِزَّةٌ فلا تَضُرُّكَ الجِزة بالكسر ما يُجَزُّ من صوف الشاة في كل سنة وهو الذي لم تستعمل بعدما جُزَّ ومنه حديث قتادة رضي الله عنه في اليتيم تكون له ماشية يقوم وليه على إِصلاحها ويُصِيبُ من جِزَزها ورِسْلِها وجُزازَةُ كل شيء ما جُزَّ منه والجَزُوزُ بغير هاء الذي يُجَزُّ عن ثعلب والمِجَزُّ ما يُجَزُّ به والجَزُوزُ والجَزُوزَةُ من الغنم التي يُجَزُّ صوفها قال ثعلب ما كان من هذا الضرب اسماً فإِنه لا يقال إِلا بالهاء كالقَتُوبَةِ والرَّكُوبَةِ والحَلُوبَةِ والعَلُوفَةِ أَي هي مما يُجَزُّ وأَما اللحيان فقال إِن هذا الضرب من الأَسماء يقال بالهاء وبغير الهاء قال وجَمْع ذلك كله على فُعُلٍ وفَعائِلَ قال ابن سيده وعندي أَن فُعُلاً إِنما هو لما كان من هذا الضرب بغير هاء كَرَكُوبٍ ورُكُبٍ وأَن فعائل إِنما هو لما كان بالهاء كَرَكوبة وركائب وأَجَزَّ الرجلَ جعل له جِزَّةَ الشاةِ وأَجَزَّ القومُ حان جَِزَازُ غنمهم ويقال للرجل الضخم اللحية كأَنه عاضٌّ على جِزَّةٍ أَي على صوف شاة جُزَّتْ والجَزُّ جَزُّ الشعر والصوف والحشيش ونحوه وجَزَّ النخلة يَجُزُّها جَزّاً وجِزازاً وجَزازاً عن اللحياني صَرَمها وجَزَّ النخلُ وأَجَزَّ حانَ أَن يُجَزَّ أَي يُقْطع ثمره ويُصْرم قال طرفة أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ به فإِذا ما جَزَّ نَجْتَرِمُهْ ويروى فإِذا أَجَزَّ وجَزَّ الزرعُ وأَجَزَّ حان أَن يزرع والجِزازُ والجَزازُ وقت الجَزّ والجِزازُ حين تُجَزُّ الغنم والجِزازُ والجَزازُ أَيضاً الحَصاد الليث الجزاز كالحَصاد واقع على الحِينِ والأَوانِ يقال أَجَزَّ النخلُ وأَحْصَد البرُّ وقال الفراء جاءنا وقت الجِزاز والجَزاز أَي زمن الحَصاد وصِرامِ النخل وأَجَزَّ النخلُ والبرّ والغنم أَي حانَ لها أَن تُجَزّ وأَجَزَّ القومُ إِذا أَجَزَّت غنمهم أَو زرعهم واسْتَجَزَّ البرُّ أَي اسْتَحْصَد واجْتَزَزْتُ الشِّيحَ وغيرَه واجْدَزَزْتُه إِذا جَزَزْتَه وفي الحديث انا إِلى جَِزازِ النخل هكذا ورد بزايين يريد به قطع التمر وأَصله من الجَزّ وهو قص الشعر والصوف والمشهور في الروايات بدالين مهملتين وجِزَازُ الزرع عَصْفُه وجُزازُ الأَديم ما فَضَل منه وسقط منه إِذا قُطِع واحدته جُزازَةٌ وجَزَّ التمرُ يَجِزّ بالكسر جُزُوزاً يبس وأَجَزَّ مثله وتمر فيه جُزُوز أَي يُبْس وخَرَزُ الجَزِيز شبيه بالجَزْعِ وقيل هو عِهْن كان يتخذ مكان الخَلاخِيل وعليه جَزَّة من مال كقولك ضَرَّة من مال وجَزَّةُ اسم أَرض يخرج منها الدَّجَّال والجِزْجِزَةُ خُصْلة من صوف تشد بخيوط يزين بها الهَوْدج والجَزاجِزُ خُصَل العِهْن والصوفِ المصبوغة تعلق على هوادج الظعائن يوم الظعن وهي الثُّكَن والجَزائِزُ قال الشماخ هوادِجُ مَشْدُودٌ عليها الجَزائِزُ وقيل الجَزِيزُ ضرب من الخَرَزِ تزين به جواري الأَعراب قال النابغة يصف نساء شَمَّرن عن أَسْؤُقِهِنَّ حتى بدت خَلاخِيلُهُن خَرَزُ الجَزِيزِ من الخِدَامِ خَوارِجٌ من فَرْجِ كل وَصِيلَةٍ وإِزارِ الجوهري الجَزِيزَة خُصْلة من صوف وكذلك الجِزْجِزَة وهي عِهْنة تعلق على الهَوْدج قال الراجز كالقَرِّ ناسَتْ فَوْقَه الجَزاجِزُ والجَزاجِز المَذاكير عن ابن الأَعرابي وأَنشد ومُرْقَصَةٍ كَفَفْتُ الخَيْل عنها وقد هَمَّتْ بإِلْقاءِ الزِّمام فقلت لها ارْفَعِي منه وسِيرِي وقد لَحِقَ الجَزاجِزُ بالحِزامِ قال ثعلب أَي قلت لها سيري ولا تُلْقي بيدك وكوني آمنة وقد كان لحق الحزامُ بِثِيلِ البعير من شدة سيرها هكذا روي عنه والأَجود أَن يقول وقد كان لَحِقَ ثِيلُ البعير بالحزام على موضوع البيت وإِلا فثعلب إِنما فسره على الحقيقة لأَن الحزام هو الذي ينتقل فيلحق بالثِّيلِ فأَما الثِّيلُ فملازم لمكانه لا ينتقل

( جعز ) الجَعْز والجَأْز الغَصَص كأَنه أُبدل من الهمز عيناً جَعِزَ جَعَزاً كجَئِزَ غَصَّ

( جفز ) الجَفْز سرعة المشي يمانية حكاها ابن دريد قال ولا أَدري ما صحتها

( جلز ) الجَلْز الطيّ والليّ جَلَزْتُه أَجْلِزُه جَلْزاً وكلّ عقد عقدته حتى يَستدير فقد جَلَزْتَه والجَلْزُ والجِلازُ العَقَب المشدود في طرف السوط الأَصْبَحيّ والجَلْز شدّة عَصْب العَقَب وكلُّ شيء يلوى على شيء فَفِعْله الجَلْز واسمه الجِلاز وجلائِزُ القوس عَقَب تلوى عليها في مواضع وكل واحدة منها جِلازَة والجِلاز أَعم أَلا ترى أَن العِصابة اسم التي للرأْس خاصةً وكلُّ شيء يعصب به شيء فهو العِصابُ وإِذا كان الرجل مَعْصوب الخَلْق واللحم قلت إِنه لَمَجْلُوز اللحمِ ومنه اشتق ناقة جَلْسٌ السين بدل من الزاي وهي الوثيقة الخَلْق وجَلَزَ السكينَ والسوط يَجْلِزُه جَلْزاً حَزَم مَقْبِضه وشدَّه بِعِلْباءِ البعير وكذلك التَّجْلِيز واسم ذلك العِلْباء الجِلاز بالكسر والجلائز عَقَبات تلوى على كل موضع من القوس واحدها جِلاز وجِلازَة قال الشماخ مُدِلّ بِزُرْقٍ لا يُداوَى رَمِيُّها وصَفْراءَ من نَبْعٍ عليها الجَلائِزُ ولا تكون الجَلائز إِلا من غير عيب وجَلَز رأْسه بِرِدائِه جَلْزاً عَصَبه قال النابغة يَحُثّ الحُداةَ جالِزاً بِرِدائِه أَراد جالزاً رأْسه بردائه وجَلْزُ السِّنان الحلقة المستديرة في أَسفله وقيل جَلْزه أَعلاه وقيل مُعْظمه ويقال لأَغْلَظ السنان جَلْز والجَلْز والجَلِيز والتَّجْلِيز الذهاب في الأَرض والإِسراع قال ثم مَضى في إِثْرِها وجَلَّزا وقد جَلَّز فذهب وقَرْضٌ مَجْلُوز يُجْزى به مرة ولا يجزى به أُخرى وهو من الذهاب قال المتنخل الهذلي هل أَجْزِيَنَّكما يوماً بقَرْضِكما ؟ والقَرْض بالقَرْضِ مَجْزيٌّ ومَجْلُوز والجِلَّوْزُ البندق عربي حكاه سيبويه التهذيب في ترجمة شكر والجِلَّوْز نبت له حب إِلى الطُّول ما هو ويؤكل مُخُّه شِبْه الفستق والجِلَّوْز الضخم الشجاع وقال النضر جَلَزَ شيئاً إِلى شيء أَي ضَمَّه إِليه وأَنشد قَضَيْت حُوَيْجَةً وجَلَزْتُ أُخْرى كما جَلَزَ الفُشاغُ على الغُصُونِ وقد سَمَّتْ جالِزاً ومِجْلَزاً وكَنَّت بأَبي مِجْلَز وكان أَبو عبيدة يقول أَبو مَجْلِزِ بفتح الميم وكسر اللام ابن السكيت هو أَبو مِجْلز قال والعامة تقول مَجْلِز وهو مشتق من جَلْز السوط وهو مَقْبِضه عند قَبِيعته وتقول هذا أَبو مِجْلَز قد جاء بكسر الميم وهو مشتق أَيضاً من جَلْز السنان وهو أَغلظه وفي الحديث قال له رجل إِني أُحب أَن أَتَجَمَّل بِجِلازِ سَوْطي الجِلاز السير الذي يشد في طرف السوط قال الخطابي رواه يحيى بن معين جِلان بالنون وهو غلط والجِلْواز الثُّؤْرُور وقيل هو الشُّرَطِيّ وجَلْوَزَتُه خِفَّته بين يدي العامل في ذهابه ومجيئه والجمع الجَلاوِزَة وجَمَلٌ جَلَنْزى غليظ شديد الفراء الجِلْئِزُ من النساء القصيرة وأَنشد أَبو ثروان فوق الطَّوِيلة والقصيرة شَبْرُها لا جِلْئِزٌ كُنُدٌ ولا قَيْدُود قال هي الفِنْئِلُ أَيضاً ويقال في نزع القوس إِذا أَغْرَق فيه حتى بَلَغ النَّصْل قال عدي أَبْلِغْ أَبا قابُوس إِذ جَلَّزَ ال نَّزْعَ ولم يؤخذ لِخَطِّي يَسَرْ

( جلبز ) ابن دريد جَلْبَزٌ وجُلابِز صلب شديد

( جلحز ) رجل جَلْحَزٌ وجِلْحاز ضيِّق بخيل قال الأَزهري هذا الحرف في كتاب الجمهرة لابن دريد مع حروف غيره لم أَجد أَكثرها لأَحد من الثقات ويجب الفحص عنها فما وجد لإِمام موثوق به أُلحق بالرباعي وإِلا فليحذر منها

( جلفز ) الجَلْفَزُ والجُلافِزُ الصلب وناقة جَلْفَزِيزٌ صلبة غليظة من ذلك والجَلْفَزِيزُ العجوز المُتَشَنّجة وهي مع ذلك عَمُول ونابٌ جَلْفَزِيز هَرِمَة عَمُول حَمُول وقيل الجَلْفَزِيز من النساء التي أَسَنَّتْ وفيها بقية وكذلك الناقة وأَنشد ابن السكيت يصف امرأَة أَسَنَّتْ وهي مع سِنِّها ضعيفة العقل السِّنُّ من جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ والحِلْمُ حِلْم صَبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَه ويقال داهية جَلْفَزِيز وقال إِني أَرى سَوْداءَ جَلْفَزِيزَا ويقال جعلها الله الجَلْفَزِيزَ إِذا صَرَم أَمره وقطعه والجَلْفَزِيز الثقيل عن السيرافي

( جلنز ) ابن الأَعرابي يقال جمل جَلَنْزَى وبَلَنْزى إِذا كان غليظاً شديداً

( جلهز ) الجَلْهَزَة إِغضاؤك عن الشيء وكَتْمك له وأَنت عالم به

( جمز ) جَمَزَ الإِنسانُ والبعيرُ والدابةُ يَجْمِزُ جَمْزاً وجَمَزَى وهو عَدْوٌ دون الحُضْر الشديد وفوق العَنَق وهو الجَمْز وبعير جَمَّاز منه والجَمَّاز البعير الذي يركبه المُجَمِّزُ قال الراجز أَنا النَّجاشِيّ على جَمَّاز حادَ ابنُ حَسَّان عن ارْتِجازي وحمار جَمَزَى وَثَّاب سريع قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي كأَني ورَحْلي إِذا رُعْتُها على جمَزَى جازِئٍ بالرّمالِ وأَصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه حَزابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ شبه ناقته بحمار وحش ووصفه بِجَمَزَى وهو السريع وتقديره على حمار جَمَزَى الكسائي الناقة تعدو الجَمَزَى وكذلك الفَرَس وحَيَدَى بالدِّحال خطأٌ لأَن فَعَلى لا يكون إِلا للمؤنث قال الأَصمعي لم أَسمع بفَعَلى في صفة المذكر إِلا في هذا البيت يعني أَن جَمَزَى وبَشَكى وزَلَجى ومَرَطى وما جاء على هذا الباب لا يكون إِلا من صفة الناقة دون الجمل قال ورواه ابن الأَعرابي لنا « حَيَدٌ بالدِّحال » يريد عن الدِّحال قال الأَزهري ومَخْرج من رواه جَمَزَى على عَيْرٍ ذي جَمَزَى أَي ذي مشية جمزى وهو كقولهم ناقة وَكَرَى أَي ذات مِشْيَة وكَرى وفي حديث ماعز رضي الله عنه فلما أَذْلَقَتْه الحجارة جَمَزَ أَي أَسرع هارباً من القتل ومنه حديث عبد الله بن جعفر ما كان إِلا الجَمْزُ يعني السير بالجنائز وفي الحديث يَرُدُّونهم عن دينهم كُفَّاراً جَمَزَى هو من ذلك وجَمَزَ في الأَرض جَمْزاً ذهب عن كراع والجُمَّازَة دُرَّاعَة من صوف وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم توضأَ فضاق عن يديه كُمَّا جُمَّازَةٍ كانت عليه فأَخرج يديه من تحتها الجُمَّازة بالضم مِدْرعة صوف ضيقة الكمين وأَنشد ابن الأَعرابي يَكْفِيكَ من طاقٍ كثير الأَثْمانْ جُمَّازَةٌ شُمِّرَ منها الكُمَّانْ وقال أَبو وجزة دَلَنْظى يَزِلُّ القَطْر عن صَهَواتِهِ هو الليث في الجُمَّازَةِ المُتَوَرِّدُ ابن الأَعرابي الجَمْز الاستهزاء والجُمْزانُ ضرب من التمر والنخل والجميز والجُمْزَةُ الكُتْلَةُ من التمر والأَقِطِ ونحو ذلك والجمع جُمَز والجُمْزَةُ بُرْعُوم النبت الذي فيه الحبة عن كراع كالقُمْزة وسنذكرها في موضعها والجَمْز ما بقي من عُرْجون النخلة والجمع جُمُوز والجُمَّيز والجُمَّيْزَى ضرب من الشجر يشبه حمله التِّين ويَعْظم عِظَم الفِرْصاد وتِينُ الجُمَّيْز من تين الشام أَحمر حلو كبير قال أَبو حنيفة تِينُ الجُمَّيز رَطْب له معاليق طِوال ويُزَبَّب قال وضرب آخر من الجُمَّيْز له شجر عظام يحمل حملاً كلتين في الخلقة ورَقََتُها أَصغر من ورَقَة التين الذكر وتينُها صِغار أَصفر وأَسود يكون بالغَوْرِ يسمى التين الذكر وبعضهم يسمى حمله الحما
( * قوله « يسمى حمله الحما » كذا بالأصل ) والأَصفر منه حلو والأَسود يُدْمي الفم وليس لتِينها عِلاقة وهو لاصق بالعُود الواحدة منه جُمَّيْزَةٌ وجُمَّيْزَى والله أَعلم

( جنز ) جَنَزَ الشيءَ يَجْنِزُه جَنْزاً ستره وذكروا أَن النَّوَار لما احْتُضِرَت أَوْصَت أَن يصلي عليها الحسن فقيل له في ذلك فقال إِذا جَنَزْتُموها فآذِنُوني والجِنَازَة والجَنَازة الميت قال ابن دريد زعم قوم أَن اشتقاقه من ذلك قال ابن سيده ولا أَدري ما صحته وقد قيل هو نَبَطِيّ والجِنازة واحدة الجَنائز والعامة تقول الجَنازة بالفتح والمعنى الميّت على السرير فإِذا لم يكن عليه الميت فهو سرير ونَعْش وفي الحديث أَن رجلاً كان له امرأَتان فَرُمِيَتْ إِحداهما في جنازتها أَي ماتت تقول العرب إِذا أَخْبَرَتْ عن موت إِنسان رُمِيَ في جِنازته لأَن الجِنازَة تصير مَرْمِيًّا فيها والمراد بالرمي الحَمْل والوَضْع والجِنازة بالكسر الميت بِسَرِيرِه وقيل بالكسر السّرِير بالفتح الميت ورُمِيَ في جَنَازته أَي مات وطُعِن في جِنازته أَي مات ابن سيده الجَنَازَة بالفتح الميت والجِنازة بالكسر السرير الذي يُحْمل عليه الميت قال الفارسي لا يسمى جِنَازة حتى يكون عليه ميت وإِلا فهو سرير أَو نعش وأَنشد الشماخ إِذا أَنْبَضَ الرَّامون فيها تَرَنَّمَتْ تَرَنُّمَ ثَكْلى أَوْجَعَتْها الجَنائِزُ واستعار بعض مُجَّان العرب الجِنَازة لِزِقِّ الخمر فقال وهو عمرو بن قعاس وكنتُ إِذا أَرى زِقًّا مَرِيضاً يُناحُ على جِنازَته بَكَيْتُ وإِذا ثقل على القوم أَمر أَو اغْتَمُّوا به فهو جِنَازة عليهم قال وما كنتُ أَخْشى أَن أَكُونَ جِنازَةً عليك ومَنْ يَغْتَرُّ بالحَدَثان ؟ الليث الجِنازة الإِنسان الميت والشيء الذي قد ثَقُل على قوم فاغْتَمُّوا به قال الليث وقد جرى في أَفواه الناس جَنازة بالفتح والنَّحارير ينكرونه ويقولون جُنِزَ الرجلُ فهو مَجْنوز إِذا جمع الأَصمعي الجِنَازة بالكسر هو الميت نفسه والعوام يقولون إِنه السرير تقول العرب تركته جِنَازة أَي ميتاً النضر الجِنَازة هو الرجل أَو السرير مع الرجل وقال عبد الله بن الحسن سميت الجِنَازة لأَن الثياب تُجْمع والرجلُ على السرير قال وجُنِزوا أَي جُمِعوا ابن شميل ضُرِب الرجُل حتى تُرِك جِنازةً قال الكميت يذكر النبي صلى الله عليه وسلم حيّاً وميتاً كانَ مَيْتاً جِنازَةً خير مَيْتٍ غَيَّبَتْه حَفائِرُ الأَقْوام

( جهز ) جَهاز العَرُوس والميت وجِهازهما ما يحتاجان إِليه وكذلك جهاز المسافر يفتح ويكسر وقد جَهَّزَه فَتَجَهَّز وجَهَّزْتُ العروسَ تَجْهِيزاً وكذلك جَهَّزت الجيش وفي الحديث من لم يغز ولم يجهز غازياً تجهيز الغازي تَحْمِيله وإِعداد ما يحتاج إِليه في غزوة ومنه تَجْهِيزُ العروس وتَجْهِيز الميت وجَهَّزت القوم تَجْهِيزاً إِذا تكلَّفت لهم بِجهازِهِمْ للسفر وكذلك جِهَاز العروس والميت وهو ما يحتاج له في وجهه وقد تَجَهَّزُوا جَهازاً قال الليث وسمعت أَهل البصرة يخطئُون الجِهَازَ بالكسر قال الأَزهري والقراء كلهم على فتح الجيم في قوله تعالى ولما جَهَّزَهُمْ بِجهَازِهم قال وجِهَاز بالكسر لغة رديئة قال عمر بن عبد العزيز تَجَهَّزي بِجهازٍ تَبْلُغِينَ به يا نَفْسُ قبل الرَّدَى لم تُخْلَقي عَبَثا وجَهاز الراحلة ما عليها وجَهَاز المرأَة حَياؤُها وهو فَرْجها وموت مُجْهِز أَي وَحِيٌّ وجَهَزَ على الجريح وأَجْهَزَ أَثْبَت قَتْله الأَصمعي أَجْهَزْتُ على الجريح إِذا أَسرعت قتله وقد تَمَّمت عليه قال ابن سيده ولا يقال
( * قوله « قال ابن سيده ولا يقال إلخ » عبارة القاموس وشرحه في مادة ج و ز وأجزت على الجريح لغة في أجهزت وأنكره ابن سيده فقال ولا يقال إلخ ) أَجاز عليه إِنما يقال أَجازَ على اسمه أَي ضَرَب وموت مُجْهِز وجَهِيز أَي سريع وفي الحديث هل تَنْظُرون إِلا مرضاً مُفْسداً أَو موتاً مُجْهِزاًف أَي سريعاً ومنه حديث علي رضوان الله عليه لا يُجْهَز على جَريحهم أَي من صُرِع منهم وكُفِيَ قِتالُه لا يُقْتل لأَنهم مُسْلمون والقصد من قتالهم دفع شرهم فإِذا لم يكن ذلك إِلا بقتلهم قُتِلوا وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أَنه أَتى على أَبي جهل وهو صَرِيع فأَجْهَزَ عليه ومن أَمثالهم في الشيء إِذا نَفَر فلم يَعُدْ ضَرَب في جَهَازه بالفتح وأَصله في البعير يسقط عن ظهره القَتَب بأَداته فيقع بين قوائمه فَيَنْفِرُ عنه حتى يذهب في الأَرض ويجمع على أَجْهِزَة قال الشاعر يَبِتْنَ يَنْقُلْنَ بأَجْهِزاتِها قال والعرب تقول ضَرَب البعيرُ في جَهازِه إِذا جَفَلَ فَنَدَّ في الأَرض والْتَبَط حتى طَوَّحَ ما عليه من أَداة وحِمْل وضَرَبَ في جَهازٍ البعيرُ إِذا شرد وجَهَّزت فلاناً أَي هَيَّأْتَ جَهاز سفره وتَجَهَّزْت لأَمْرِ كذا أَي تهيأَت له وفرس جَهِيز خفيف أَبو عبيدة فرس جَهِيز الشدّ أَي سريع العدو وأَنشد ومُقَلِّص عَتَد جَهِيز شَدُّهُ قَيْد الأَوَابِدِ في الرِّهانِ جَواد وجَهِيزَةُ اسم امرأَة رَعْناءَ تُحَمَّق وفي المثل أَحْمَقُ من جَهِيزَةَ قيل هي أُم شبِيبٍ الخَارجي كان أَبو شَبِيبٍ من مُهاجِرَة الكوفة اشترى جَهِيزَةَ من السَّبي وكانت حمراء طويلة جميلة فأَرَادَها على الإِسلام فأبت فواقعها فحملت فتحرك الولد في بطنها فقالت في بَطْني شيء يَنْقُز فقيل أَحمق من جَهِيزَة قال ابن بري وهذا هو المشهور من هذا المثل أَحمق من جَهِيزَةَ غير مصروف وذكر الجاحظ أَنه أَحمق من جَهِيزَةٍ بالصرف والجَهِيزَة عِرْسُ الذئب يَعْنون الذِّئْبَةَ ومن حُمْقها أَنها تَدَعُ ولدَها وتُرْضع أَولاد الضبع كَفِعْلِ النعامة بِبَيْض غيرها وعلى ذلك قول ابنِ جِذْلِ الطَّعَانِ كَمُرْضِعَةٍ أَولادَ أُخرى وضَيَّعَتْ بَنِيها فلم تَرْقَعْ بذلك مَرْقَعا وكذلك النعامة إِذا قامت عن بَيْضها لطلب قُوتِها فلقيت بيض نعامة أُخرى حَضَنَتْه فَحُمِّقَتْ بذلك وعلى ذلك قول ابن هرمة إِنِّي وتَرْكي نَدى الأَكْرَمِينَ وقَدْحي بِكَفَّيّ زَنْداً شَحاحا كتارِكَةٍ بَيْضها بالعَراء ومُلْبِسَةٍ بَيْض أُخرى جَناها قالوا ويشهد لما بين الذئب والضبع من الأُنْفَةِ أَن الضبع إِذا صِيدَتْ أَو قُتِلت فإِن الذئب يَكْفُل أَولادها ويأْتيها باللحم وأَنشدوا في ذلك للكميت كما خامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامِر لذي الحَبْل حتى عال أَوْسٌ عِيالَها
( * قوله « لذي الحبل » أي للصائد الذي يعلق الحبل في عرقوبها )
وقيل في قولهم أَحمق من جَهِيزَةَ هي الضبع نفسها وقيل الجَهِيزَةُ جِرْوُ الدُّبِّ والجِبْسُ أُنْثاه وقيل الجَهِيزة الدُّبَّةُ وقال الليث كانت جَهِيزَة امرأَة خَلِيقَةً في بدنها رَعْناء يضرب بها المثل في الحمق وأَنشد كأَنَّ صَلا جَهِيزَة حين قامتْ حِبابُ الماء حالاً بعد حالِ

( جوز ) جُزْتُ الطريقَ وجازَ الموضعَ جَوْزاً وجُؤُوزاً وجَوازاً ومَجازاً وجازَ به وجاوَزه جِوازاً وأَجازه وأَجاز غيرَه وجازَه سار فيه وسلكه وأَجازَه خَلَّفه وقطعه وأَجازه أَنْفَذَه قال الراجز خَلُّوا الطريقَ عن أَبي سَيَّارَه حتى يُجِيزَ سالماً حِمارَه وقال أَوسُ بن مَغْراءَ ولا يَرِيمُونَ للتَّعْريف مَوْضِعَهم حتى يُقال أَجِيزُوا آل صَفْوانا يمدحهم بأَنهم يُجيزُون الحاج يعني أَنْفِذوهم والمَجازُ والمَجازَةُ الموضع الأَصمعي جُزْت الموضع سرت فيه وأَجَزْته خَلَّفْته وقطعته وأَجَزْتُه أَنْفَذْته قال امرؤ القيس فلما أَجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ وانْتَحى بنا بَطْنُ خَبْتٍ ذي قفافٍ عَقَنْقَلِ ويروى ذي حِقاف وجاوَزْت الموضع جِوازاً بمعنى جُزْتُه وفي حديث الصراط فأَكون أَنا وأُمَّتي أَوّلَ من يُجِيزُ عليه قال يُجِيزُ لغة في يجُوز جازَ وأَجازَ بمعنى ومنه حديث المسعى لا تُجِيزوا البَطْحاء إِلاَّ شدًّا والاجْتِيازُ السلوك والمُجْتاز مُجْتابُ الطريق ومُجِيزه والمُجْتاز أَيضاً الذي يحب النَّجاءَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد ثم انْشَمَرْتُ عليها خائفاً وجِلاً والخائفُ الواجِلُ المُجْتازُ يَنْشَمِر ويروى الوَجِلُ والجَواز صَكُّ المسافر وتجاوَز بهم الطريق وجاوَزَه جِوازاً خَلَّفه وفي التنزيل العزيز وجاوَزْنا ببني إِسرائيل البحر وجَوَّز لهم إِبِلَهم إِذا قادها بعيراً بعيراً حتى تَجُوزَ وجَوائِزُ الأَمثال والأَشْعار ما جازَ من بلد إِلى بلد قال ابن مقبل ظَنِّي بِهم كَعَسى وهُمْ بِتَنُوفَةٍ يَتَنازَعُون جَوائِزَ الأَمْثال قال أَبو عبيدة يقول اليقين منهم كَعَسى وعَسى شَكٌّ وقال ثعلب يتنازعون جوائز الأَمثال أَي يجليون الرأْي فيما بينهم ويَتَمَثَّلُون ما يريدون ولا يلتفتون إِلى غيرهم من إِرخاء إِبلهم وغفلتهم عنها وأَجازَ له البيعَ أَمْضاه وروي عن شريح إِذا باع المُجِيزان فالبيع للأَول وإِذا أَنْكح المُجِيزان فالنكاح للأَول المُجِيز الولي قال هذه امرأَة ليس لها مُجِيز والمُجِيز الوصي والمُجِيز القَيّم بأَمر اليتيم وفي حديث نكاح البكر فإِن صَمَتَتْ فهو إِذنها وإِن أَبَتْ فلا جَوازَ عليها أَي لا ولاية عليها مع الامتناع والمُجِيز العبد المأْذون له في التجارة وفي الحديث أَن رجلاً خاصم إِلى شُرَيْحٍ غلاماً لزياد في بِرْذوْن باعه وكَفَلَ له الغلامُ فقال شريح إِن كان مُجيزاً وكَفَلَ لك غَرِم إِذا كان مأُذوناً له في التجارة ابن السكيت أَجَزْت على « اسمه إِذا جعلته جائزاً وجَوَّزَ له ما صنعه وأَجازَ له أَي سَوَّغ له ذلك وأَجازَ رأْيَه وجَوَّزه أَنفذه وفي حديث القيامة والحساب إِني لا أُجِيزُ اليومَ على نَفْسي شاهداً إِلا مِنِّي أَي لا أُنْفِذ ولا أُمْضِي مِنْ أَجازَ أَمره يُجِيزه إِذا أَمضاه وجعله جائزاً وفي حديث أَبي ذر رضي الله عنه قبل أَن تُجِيزُوا عليَّ أَي تقتلوني وتُنْفِذُوا فيَّ أَمْرَكم وتَجَوَّزَ في هذا الأمر ما لم يَتَجَوَّز في غيره احتمله وأَغْمَض فيه والمَجازَةُ الطريق إِذا قَطَعْتَ من أَحد جانبيه إِلى الآخر والمَجازَةُ الطريق في السَّبَخَة والجائِزَةُ العطية وأَصله أَن أَميراً واقَفَ عدوًّا وبينهما نهر فقال من جازَ هذا النهر فله كذا فكلَّما جاز منهم واحدٌ أَخذ جائِزَةً أَبو بكر في قولهم أَجازَ السلطان فلاناً بجائِزَةٍ أَصل الجائزَة أَن يعطي الرجلُ الرجلَ ماء ويُجِيزه ليذهب لوجهه فيقول الرجل إِذا وَرَدَ ماءً لقَيِّمِ الماء أَجِزْني ماء أَي أَعطني ماء حتى أَذهب لوجهي وأَجُوز عنك ثم كثر هذا حتى سَمَّوا العطية جائِزَةً الأَزهري الجِيزَة من الماء مقدار ما يجوز به المسافر من مَنْهَلٍ إِلى مَنْهَلٍ يقال اسْقِني جِيزة وجائزة وجَوْزة وفي الحديث الضِّيافَةُ ثلاثة أَيام وجائِزَتُه يوم وليلة وما زاد فهو صدقة أَي يُضافُ ثلاثَةَ أَيام فَيَتَكَلَّفُ له في اليوم الأَوّل مما اتَّسَعَ له من بِرٍّ وإِلْطاف ويقدّم له في اليوم الثاني والثالث ما حَضَره ولا يزيد على عادته ثم يعطيه ما يَجُوزُ به مسافَةَ يومٍ وليلة ويسمى الجِيزَةَ وهي قدر ما يَجُوز به المسافر من مَنْهَل إِلى منهل فما كان بعد ذلك فهو صدقة ومعروف إِن شاء فعل وإِن شاء ترك وإِنما كره له المُقام بعد ذلك لئلا تضيق به إِقامته فتكون الصدقة على وجه المَنِّ والأَذى الجوهري أَجازَه بِجائِزَةٍ سَنِيَّةٍ أَي بعطاء ويقال أَصل الجَوائِز أَنَّ قَطَنَ بن عبد عَوْف من بني هلال بن عامر بن صَعْصَعَةَ ولَّى فارس لعبد الله بن عامر فمر به الأَحنف في جيشه غازياً إِلى خُراسان فوقف لهم على قَنْطرة فقال أَجيزُوهم فجعل يَنْسِبُ الرجل فيعطيه على قدر حَسَبه قال الشاعر فِدًى لأَكْرَمِينَ بني هِلالٍ على عِلاَّتِهم أَهْلي ومالي هُمُ سَنُّوا الجَوائز في مَعَدٍّ فصارت سُنَّةً أُخْرى اللَّيالي وفي الحديث أَجِيزُوا الوَفْد بنحو ما كنت أُجِيزُهم به أَي أَعْطوهم الجِيزَة والجائِزَةُ العطية من أَجازَه يُجِيزُه إِذا أَعطاه ومنه حديث العباس رضي الله عنه أَلا أَمْنَحُك أَلا أَجِيزُكف أَي أُعطيك والأَصل الأَوّل فاستعير لكل عطاء وأَما قول القطامي ظَلَلْتُ أَسأَل أَهْلَ الماء جائِزَةً فهي الشَّرْبة من الماء والجائزُ من البيت الخشبة التي تَحْمِل خشب البيت والجمع أَجْوِزَةٌ وجُوزان وجَوائِز عن السيرافي والأُولى نادرة ونظيره وادٍ وأَوْدِيَة وفي الحديث أَن امرأَة أَتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إِني رأَيت في المنام كأَن جائِزَ بيتي قد انكسر فقال خير يَرُدّ الله غائِبَكِ فرجع زوجها ثم غاب فرأَت مثل ذلك فأَنت النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجده ووجَدَتْ أَبا بكر رضي الله عنه فأَخْبَرَتْه فقال يموت زوجُكِ فذكرَتْ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل قَصَصْتِها على أَحد ؟ قالت نعم قال هو كما قيل لك قال أَبو عبيد هو في كلامهم الخشبة التي يوضع عليها أَطراف الخشب في سقف البيت الجوهري الجائِزَة التي يقال لها بالفارسية تِير وهو سهم البيت وفي حديث أَبي الطُّفَيْل وبناء الكعبة إِذا هم بِحَيَّة مثل قطعة الجائِز والجائزَةُ مَقام السَّاقي وجاوَزْتُ الشيء إِلى غيره وتجاوَزْتُه بمعنى أَي أَجَزْتُه وتَجاوَزَ الله عنه أَي عفا وقولهم اللهم تَجَوَّز عني وتَجاوَزْ عني بمعنى وفي الحديث كنت أُبايِع الناسَ وكان من خُلُقي الجَواز أَي التساهل والتسامح في البيع والاقْتِضاء وجاوَزَ الله عن ذَنْبه وتَجاوَز وتَجَوَّز عن السيرافي لم يؤاخذه به وفي الحديث إِن الله تَجاوز عن أُمَّتي ما حَدَّثَتْ به أَنْفُسَها أَي عفا عنهم من جازَهُ يَجُوزُه إِذا تعدَّاه وعَبَرَ عليه وأَنفسها نصب على المفعول ويجوز الرفع على الفاعل وجازَ الدّرْهَمُ قُبِل على ما فيه من خَفِيّ الداخلة أَو قَلِيلِها قال الشاعر إِذا وَرَقَ الفِتْيانُ صاروا كأَنَّهم دراهِمُ منها جائِزاتٌ وزُيَّفُ الليث التَّجَوُّز في الدراهم أَن يَجُوزَها وتَجَوَّز الدراهمَ قَبِلَها على ما بها وحكى اللحياني لم أَر النفقة تَجُوزُ بمكانٍ كما تَجُوز بمكة ولم يفسرها وأَرى معناها تَزْكو أَو تؤثر في المال أَو تَنْفُق قال ابن سيده وأُرى هذه الأَخيرة هي الصحيحة وتَجاوَزَ عن الشيء أَغْضى وتَجاوَزَ فيه أَفْرط وتَجاوَزْتُ عن ذنبه أَي لم آخذه وتَجَوَّز في صلاته أَي خَفَّف ومنه الحديث أَسْمَعُ بكاء الصبي فأَتَجوَّزُ في صلاتي أَي أُخففها وأُقللها ومنه الحديث تَجَوَّزُوا في الصلاة أَي خففوها وأَسرعوا بها وقيل إِنه من الجَوْزِ القَطْعِ والسيرِ وتَجَوَّز في كلامه أَي تكلم بالمَجاز وقولهم جَعَل فلانٌ ذلك الأَمرَ مَجازاً إِلى حاجته أَي طريقاً ومَسْلكاً وقول كُثَيِّر عَسُوف بأَجْوازِ الفَلا حِمْيَريَّة مَرِيس بِذِئْبان السَّبِيبِ تَلِيلُها قال الأَجْواز الأَوساط وجَوْز كل شيء وسطه والجمع أجَْواز سيبويه لم يُكَسَّر على غير أَفْعال كراهة الضمة على الواو قال زهير مُقْوَرَّة تَتَبارى لا شَوارَ لها إِلا القُطُوع على الأَجْوازِ والوُرُكِ وفي حديث عليّ رضي الله عنه أَنه قام من جَوْز الليل يصلي جَوْزُهُ وسطه وفي حديث حذيفة ربط جَوْزَهُ إِلى سماء البيت أَو إِلى جائِزِه وفي حديث أَبي المنهال إِن في النار أَودِيَةً فيها حَيَّات أَمثال أَجْوازِ الإِبل أَي أَوساطها وجَوْز الليل مُعْظمه وشاةَ جوْزاءُ ومُجَوّزة سوداء الجسد وقد ضُرب وسطُها ببياض من أَعلاها إِلى أَسفلها وقيل المُجَوّزة من الغنم التي في صدرها تَجْويز وهو ولن يخالف سائر لونها والجَوْزاء الشاة يَبْيَضّ وسطُها والجَوْزاءُ نَجْم يقال إِنه يعترض في جَوْز السماء والجَوْزاءُ من بُرُوج السماء والجَوْزاء اسم امرأَة سميت باسم هذا البُرْجِ قال الراعي فقلتُ لأَصحابي هُمُ الحَيُّ فالحَقُوا بِجَوْزاء في أَتْرابِها عِرْس مَعْبدِ والجَوازُ الماء الذي يُسْقاه المال من الماشية والحَرْث ونحوه وقد اسْتَجَزْتُ فلاناً فأَجازَني إِذا سقاك ماء لأَرْضِك أَو لِماشِيَتك قال القطامي وقالوا فُقَيمٌ قَيِّمُ الماءِ فاسْتَجِزْ عُبادَةَ إِنَّ المُسْتَجِيزَ على قُتْرِ قوله على قُتْر أَي على ناحية وحرف إِما أَن يُسْقى وإما أَن لا يُسْقى وجَوَّز إِبلَه سقاها والجَوْزَة السَّقْية الواحدة وقيل الجَوْزَة السَّقْية التي يَجُوز بها الرجلُ إِلى غيرك وفي المثل لكل جابِهٍ جَوْزَةٌ ثم يُؤَذَّنُ أَي لكل مُسْتَسْقٍ وَرَدَ علينا سَقْيَةٌ ثم يُمْنَعُ من الماء وفي المحكم ثم تُضْرَبُ أُذُنه إِعلاماً أَنه ليس له عندهم أَكثرُ من ذلك ويقال أَذَّنْتُه تَأْذِيناً أَي رَدَدْته ابن السكيت الجَواز السَّقْي يقال أَجِيزُونا والمُسْتَجِيز المُسْتَسْقي قال الراجز يا صاحِبَ الماءِ فَدَتْكَ نَفْسي عَجِّل جَوازي وأَقِلَّ حَبْسي الجوهري الجِيزَةُ السَّقْية قال الراجز يا ابْنَ رُقَيْعٍ ورَدَتْ لِخِمْسِ أَحْسِنْ جَوَازِي وأَقِلَّ حَبْسي يريد أَحْسِنْ سقي إِبلي والجَواز العطش والجائِزُ الذي يمر على قوم وهو عطشان سُقِي أَو لم يُسْق فهو جائِزٌ وأضنشد من يَغْمِس الجائِزَ غَمْسَ الوَذَمَه خَيْرُ مَعَدٍّ حَسَباً ومَكْرُمَه والإِجازَة في الشِّعْر أَن تُتِم مِصْراع غيرك وقيل الإِجازَة في الشِّعْر أَن يكون الحرفُ الذي يلي حرفَ الرَّوِي مضموماً ثم يكسر أَو يفتح ويكون حرف الروي مُقَيّداً والإِجازَة في قول الخليل أَن تكون القافية طاءً والأُخرى دالاً ونحو ذلك وهو الإِكْفاء في قول أَبي زيد ورواه الفارسي الإِجارَة بالراء غيرَ معجمة والجَوْزة ضرب من العنب ليس بكبير ولكنه يَصْفَرُّ جدًّا إِذا أَيْنَع والجَوْز الذي يؤكل فارسي معرب واحدته جَوْزة والجمع جَوْزات وأَرض مجَازَة فيها أَشجار الجَوزْ قال أَبو حنيفة شجر الجَوْز كثير بأَرض العرب من بلاد اليمن يُحمَل ويُرَبَّى وبالسَّرَوَات شجر جَوْز لا يُرَبَّى وأَصل الجَوْز فارسي وقد جرى في كلام العرب وأَشعارها وخشبُه موصوف عندهم بالصلابة والقوة قال الجعدي كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِه إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ لُطِمْن بتُرْس شديد الصِّفَا قِ من خَشَب الجَوْز لم يُثْقَبِ وقال الجعدي أَيضاً وذكر سفينة نوح على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام فزعم أَنها كانت من خشب الجَوْز وإِنما قال ذلك لصلابة خشب الجَوْزِ وجَوْدته يَرْفَعُ بالقَارِ والحَدِيدِ من ال جَوْزِ طوالاً جُذُوعُها عُمُما وذو المَجاز موضع قال أَبو ذؤيب وراحَ بها من ذي المَجاز عَشِيَّةً يُبادر أُولى السَّابِقاتِ إِلى الحَبْل الجوهري ذو المَجاز موضع بِمِنًى كانت به سوق في الجاهلية قال الحرث بن حِلِّزة واذكروا حِلْفَ ذي المَجازِ وما قُدِّمَ فيه العُهُودُ والكُفَلاءُ وقد ورد في الحديث ذِكْر ذي المَجاز وقيل فيه إِنه موضع عند عَرَفات كان يُقام فيه سُوقٌ في الجاهلية والميم فيه زائدة وقيل سمي به لأَن إِجازَةَ الحاج كانت فيه وذو المَجازَة منزل من منازل طريق مكة بين ماوِيَّةَ ويَنْسُوعَةَ على طريق البَصْرَة والتَّجَاوِيز بُرودٌ مَوْشِيَّة من برود اليمن واحدها تِجْواز قال الكميت حتى كأَنَّ عِراصَ الدارِ أَرْدِيَةٌ من التَّجاوِيز أَو كُرَّاسُ أَسْفار والمَجازَة مَوْسم من المواسم

( جيز ) الجِيزَةُ الناحية والجانب وجمعها جِيزٌ وجِيَزٌ وعَِبْرُ النهر جِيزَتُه وجِيزَةُ قرية من قُرَى مصر إِليها ينسب الربيع بن سليمان الجِيزي والجِيزُ جانب الوادي وقد يقال فيه الجِيزَةُ وقد تكرر في الحديث ذكر الجِيزة وهي بكسر الجيم وسكون الياء مدينة تلقاء مصر على النيل المبارك والجِيزَةُ الناحية من الوادي ونحوه الأَزهري الجِيزَة من الماء مقدار ما يجوز به المسافر من مَنْهل إِلى منهل يقال اسقني جِيزَةً وجائِزَةً وجَوْزَةً والجِيزُ القبر قال المتنخل يا لَيْتَه كان حَظِّي من طعامكما أَنِّي أُجَنّ سَوَادي عَنْكما الجِيزُ وقد فُسِّر بأَنه جانب الوادي وفسره ثعلب بأَنه القبر والله تعالى أَعلم

( حجز ) الحَجْز الفصل بين الشيئين حَجَز بينهما يَحْجُِزُ حَجْزاً وحِجازَةً فاحْتَجَز واسم ما فصل بينهما الحاجِزُ الأَزهري الحَجْز أَن يَحْجِز بين مقاتلين والحِجَاز الاسم وكذلك الحاجِزُ قال الله تعالى وجَعَل بين البحرين حاجِزاً أَي حِجازاً بين ماءٍ مِلْح وماءٍ عَذْبٍ لا يختلطان وذلك الحجاز قدرة الله وحَجَزَه يَحْجُِزُه حَجْزاً منعه وفي الحديث ولأَهْل القتيل أَن يَنْحَجِزوا الأَدْنى فالأَدنى أَي يَكُفوا عن القَوَد وكل من ترك شيئاً فقد انْحَجزَ عنه والانْحِجاز مُطاوِع حَجَزَه إِذا منعه والمعنى أَن لورثة القتيل أَن يعفوا عن دمه رجالهم ونساؤهم أَيهم عفا وإِن كانت امرأَة سقط القود واستحقوا الدية وقوله الأَدنى فالأَدنى أَي الأَقرب فالأَقرب وبعض الفقهاء يقول إِنما العفو والقَوَد إِلى الأَولياء من الورثة لا إِلى جميع الورثة ممن ليسوا بأَولياء والمُحاجَزَة المُمانعة وفي المثل إِن أَرَدْتَ المُحاجَزَة فَقَبْل المُناجَزَة المُحاجَزَة المسالمة والمُناجَزَة القتال وتحاجَزَ الفريقان وفي المثل كانت بين القوم رِمِّيَّا ثم صارت إِلى حِجِّيزَى أَي تراموا ثم تَحاجَزُوا وهما على مثال خِصِّيصَى والحِجِّيزَى من الحَجْز بين اثنين والحَجَزَة بالتحريك الظَّلَمَةُ وفي حديث قَيْلة أَيُلام ابْنُ ذِهِ أَن يَفْصِل الخُطَّة ويَنْتَصر من وراء الحَجَزَة ؟ الحَجَزَة هم الذين تَحْجزونه عن حقه وقال الأَزهري هم الذين يمنعون بعض الناس من بعض ويفصلون بينهم بالحق الواحد حاجِزٌ وأَراد بابنِ ذِهِ ولدها يقول إِذا أَصابه خُطّة ضَيم فاحْتَجّ عن نفسه وعَبَّر بلسانه ما يدفع به الظلم عنه لم يكن مَلُوماً والحِجاز البلد المعروف سميت بذلك من الحَجْز الفصل بين الشيئين لأنه فصل بين الغَوْر والشام والبادية وقيل لأَنه حَجَز بين نَجْدٍ والسَّراة وقيل لأَنه حَجَز بين تِهامة ونجد وقيل سميت بذلك لأَنها حَجَزَتْ بين نَجْد والغَوْر وقال الأَصمعي لأَنها احْتُجِزَتْ بالحِرَار الخمس منها حَرَّة بني سُلَيْم وحَرَّة واقِمٍ قال الأَزهري سمي حِجازاً لأَن الحرَارَ حَجَزَتْ بينه وبين عالية نجد قال وقال ابن السكيت ما ارتفع عن بطن الرُّمَّة فهو نَجْدٌ قال والرُّمَّة وادٍ معلوم قال وهو نَجْد إِلى ثنايا ذات عِرْقٍ قال وما احْتَزَمَتْ به الحِرار
( * قوله « وما احتزمت به الحرار إلخ » نقل ياقوت هذه العبارة عن الأصمعي ونصه قال الأصمعي ما احتزمت به الحرار حرة شوران وحرة ليلى وحرة واقم وحرة النار وعامة منازل بني سليم إلى آخر ما هنا ) حَرَّةَ شَوْران وعمة منازل بني سليم إِلى المدينة فما احْتَاز في ذلك الشق كله حِجاز قال وطَرَف تِهامة من قِبَل الحجاز مَدارِج العَرْج وأَوّلها من قِبَل نجد مَدَارج ذات العِرْق الأَصمعي إِذا عرضت لك الحِرارُ بنجد فذلك الحِجاز وأَنشد وفَرُّا بالحِجاز ليُعْجِزوني أَراد بالحِجاز الحِرارَ وفي حديث حُرَيْثِ بن حسان يا رسول الله إِن رأَيْتَ أَن تجعل الدِّهْناء حِجازاً بيننا وبين بني تميم أَي حدًّا فاصلاً يَحْجِزُ بيننا وبينهم قال وبه سمي الحِجازُ الصُّقْعُ المعروف من الأَرض ويقال للجبال أَيضاً حِجاز ومنه قوله ونحن أُناس لا حِجازَ بأَرْضِنا وأَحْجَزَ القومُ واحْتَجَزُوا وانْحَجَزُوا أَتَوا الحِجازَ وتَحاجَزُوا وانْحَجَزُوا واحْتَجَزُوا تَزايَلُوا وحَجَزَه عن الأَمر يَحْجُزه حِجازَةً وحِجِّيزَى صرفه وحَجازَيْكُ كحَنانَيْك أَي احْجُزْ بينهم حَجْزاً بعد حَجْزٍ كأَنه يقول لا تقطع ذلك وَلْيَكُ بعضُه موصولاً ببعض وحُجْزة الإِزار جَنَبته وحُجْزة السراويل موضع التِّكَّة وقيل حُجْزة الإِنسان مَعْقِد السراويل والإِزار الليث الحُجْزة حيث يُثْنى طرف الإِزار في لَوْث الإِزار وجمعه حُجُزات وأَما قول النابغة رِقاق النِّعالِ طَيِّب حُجُزاتهم يُحَيَّوْن بالرَّيْحان يومَ السَّباسِب فإِنما كنى به عن الفروج يريد أَنهم أَعِفَّاء عن الفجور وفي الحديث إِن الرَّحِم أُخذت بحُجْزة الرحمن قال ابن الأَثير أَي اعتصمت به والتجأَت إِليه مستجيرة ويدل عليه قوله في الحديث هذا مقام العائِذِ بك من القَطِيعة قال وقيل معناه أَن اسم الرَّحِم مشتق من اسم الرحمن فكأَنه متعلق بالاسم آخِذٌ بوسطه كما جاء في الحديث الآخر الرَّحِمُ شِجْنَةٌ من الرحمن قال وأَصل الحُجْزة موضع شدّ الإِزار قال ثم قيل للإِزار حُجْزة للمجاورة واحْتَجز بالإِزار إِذا شدّه على وسطه فاستعاره للالتجاء والاعتصام والتمسُّك بالشيء والتعلق به ومنه الحديث الآخر والنبي صلى الله عليه وسلم آخذ بحُجْزة الله تعالى أَي بسبب منه ومنه الحديث الآخر منهم من تأْخذه النار إِلى حُجْزَته أَي إِلى مَشَدّ إِزاره ويجمع على حُجَز ومنه الحديث فأَنا آخِذٌ بحُجَزكم والحُجْزَة مَرْكَبُ مُؤَخَّر الصِّفاق في الحِقْو والمُتَحَجِّز الذي قد شَدَّ وسطه واحْتَجَز بإِزاره شدّه على وسطه من ذلك وفي حديث ميمونة رضي الله عنها كان يباشر المرأَة من نسائه وهي حائض إِذا كانت مُحْتَجِزَةً أَي شادَّةً مِئْزرها على العورة وما لا تحل مباشرته والحاجِزُ الحائل بين الشيئين وفي حديث عائشة رضي الله عنها لما نزلت سورة النور عَمَدْن إِلى حُجَز مناطِقِهِنَّ فشَقَقْنَها فاتَّخَذنها خُمُراً أَرادت بالحُجَز المآزر قال ابن الأَثير وجاء في سنن أَبي داود حُجُوز أَو حُجُور بالشك وقال الخطابي الحُجُور بالراء لا معنى لها ههنا وإِنما هو بالزاي جمع حُجَز فكأَنه جمع الجمع وأَما الحُجُور بالراء فهو جمع حَجْر الإِنسان وقال الزمخشري واحد الحُجوز حِجْز بكسر الحاء وهي الحُجْزة ويجوز أَن يكون واحدها حُجْزَةً وفي الحديث رأَى رجلاً مُحْتَجِزاً بحبل وهو مُحْرم أَي مشدود الوسط أَبو مالك يقال لكل شيء يَشُدُّ به الرجل وسطه ليشمر به ثيابه حجاز وقال الاحْتِجاز بالثوب أَن يُدْرجه الإِنسان فيشد به وسطه ومنه أُخِذَت الحُجْزَة وقالت أُم الرَّحَّال إِن الكلام لا يُحْجَز في العِكْم كما يُحْجَز العَبَاء العِكْم العِدْل والحَجْز أَن يُدْرج الحبل عليه ثم يشد أَبو حنيفة الحِجاز حبل يشد به العِكْم وتحاجز القوم أَخذ بعضهم بحُجَز بعض رجل شديد الحجْزة صَبُور على الشدّة والجَهْد ومنه حديث عليّ رضي الله عنه وسئل عن بني أُمية فقال هم أَشدُّنا حُجَزاً وفي رواية حُجْزَة وأَطْلَبُنا للأَمر لا يُنال فيَنالونَه وحُجْز الرجل أَصله ومَنْبِته وحُجْزُه أَيضاً فصل ما بين فخذه والفخذ الأُخرى من عشيرته قال فامْدَحْ كَرِيمَ المُنْتَمَى والحُجْزِ وفي الحديث تزوجوا في الحُجْزِ الصالح فإِن العِرْق دَسَّاس الحجز بالضم والكسر الأَصل والمَنْبت وبالكسر هو بمعنى الحِجْزة وهي هيئة المُحْتَجِز كناية عن العِفَّة وطِيبِ الإِزار والحُِجْز الناحية وقال الحُِجْز العَشِيرة تَحْتَجِز بهم أَي تمتنع وروى ابن الأَعرابي قوله كريم المنتمى والحجز إِنه عفيف طاهر كقول النابغة طَيِّب حُجُزاتُهم وقد تقدّم والحِجْز العفيف الطاهر والحِجاز حبل يلقى للبعير من قِبَل رجليه ثم يناخ عليه ثم يشدّ به رُسْغا رجليه إِلى حِقْوَيْه وعَجُزُه تقول منه حَجَزْت البعير أَحْجِزه حَجْزاً فهو مَحْجوز قال ذو الرمة فَهُنَّ من بين مَحْجُوزٍ بِنافِذَةٍ وقائِظٍ وكلا رَوْقَيْه مُخْتَضِب وقال الجوهري هو أَن تُنِيخ البعير ثم تشدّ حبلاً في أَصل خُفَّيْه جميعاً من رجليه ثم ترفع الحبل من تحته حتى تشدّه على حِقْوَيْه وذلك إِذا أَراد أَن يرتفع خفه وقيل الحِجاز حبل يشد بوسط يَدَي البعير ثم يخالَف فتُعْقد به رجلاه ثم يُشَدّ طرفاه إِلى حِقْويه ثم يلقى على جنبه شبه المَقْمُوط ثم تُداوَى دَبَرته فلا يستطيع أَن يمتنع إِلا أَن يجر جنبه على الأَرض وأَنشد كَوْسَ الهِبَلِّ النَّطِفِ المَحْجُوز وحاجِزٌ اسم ابن بُزُرج الحَجَزُ والزَّنَجُ واحد حَجِزَ وزَنِجَ وهو أَن تَقَبَّضَ أَمعاء الرجل ومَصَارينه من الظمإِ فلا يستطيع أَن يكثر الشرب ولا الطُّعْم والله تعالى أَعلم

( حرز ) الحِرْز الموضع الحصين يقال هذا حِرْزٌ حَرِيزٌ والحِرْزُ ما أَحْرَزَك من موضع وغيره تقول هو في حِرْزٍ لا يُوصَل إِليه وفي حديث بأَجوج ومأْجوج فَحَرِّزْ عبادي إِلى الطُور أَي ضُمَّهم إِليه واجعله لهم حِرْزاً يقال أَحْرَزْت الشيء أُحْرِزُه إِحْرازاً إِذا حفظته وضممته إِليك وصُنْتَه عن الأَخذ وفي حديث الدعاء اللهم اجعلنا في حِرْزٍ حارِزٍ أَي كَهْفٍ مَنِيع وهذا كما يقال شِعْرٌ شاعِرٌ فأَجرى اسم الفاعل صفة للشِّعْر وهو لقائله والقياس أَن يكون حِرْزاً مُحْرِزاً أَو في حِرْزٍ حَرِيزٍ لأَنه الفعل منه أَحْرَز ولكن كذا روي قال ابن الأَثير ولعله لغة ويسمى التّعْويذُ حِرْزاً واحْتَرَزْتُ من كذا وتَحَرَّزْتُ أَي تَوَقَّيْتهُ وأَحْرَزَ الشيءَ فهو مُحْرَز وحَرِيزٌ حازَه والحِرْزُ ما حِيزَ من موضع أَو غيره أَو لُجِئَ إِليه والجمع أَحْراز وأَحْرَزَني المَكانُ وحَرَّزَني أَلْجَأَني قال المتنخل الهذلي يا ليتَ شِعْري وَهَمُّ المَرءِ مُنْصِبُه والمَرْءُ ليس له في العَيْشِ تَحْرِيزُ واحْتَرَزَ منه وتَحَرَّزَ جعل نفسه في حِرْزٍ منه ومكان مُحْرِزٌ وحَرِيزٌ وقد حَرُزَ حَرازَةً وحَرَزاً وأَحْرَزَت المرأَةُ فرجها أَحْصَنَتْه وقوله ويْحَكَ يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هل لك في اللَّواقِحِ الحَرائِزِ ؟ قال ثعلب اللَّواقِح السِّياط ولم يفسر الحرائِز إِلا أَن يعني به المعدودة أَو المُتَفَقَّدة إِذا صنعت ودبغت والحَرَز بالتحريك الخَطَر وهو الجَوْز المَحْكوك يلعب به الصبيّ والجمع أَحْراز وأَخطار ومن أَمثالهم فيمن طَمِع في الربح حتى فاته رأْس المال قولهم واحَرَزَا وأَبْتَغِي النَّوافِلا يريد واحَرَزَاهُ فَحَذف وقد اختلف فيه وفي حديث الصدّيق رضي الله عنه أَنه كان يُوتِرُ من أَوّل الليل ويقول وَاحَرَزا وأَبْتَغِي النَّوافلا ويروى أَحْرزتُ نَهْبِي وأَبْتَغِي النوافلا يريد أَنه قضى وتره وأَمِن فَواتَه وأَحْرَز أَجْره فإِن استيقظ من الليل تَنَفَّل وإِلا فقد خرج من عُهْدة الوتر والحَرَز بفتح الحاء المُحْرَز فَعَل بمعنى مُفْعَل والأَلفُ في واحَرَزَا مُنْقَلبةٌ عن ياءِ الإِضافة كقولهم يا غلاما أَقْبِل في يا غلامي والنوافِلُ الزوائد وهذا مثَل للعرب يُضربُ لمن ظَفِر بمطلوبه وأَحْرَزَه وطلب الزيادة أَبو عمرو في نوادره الحَرائِزُ من الإِبل التي لا تباع نَفاسَة بها وقال الشماخ تُباعُ إِذا بِيعَ التِّلادُ الحَرائِزُ ومن أَمثالهم لا حَرِيزَ من بَيْعٍ أَي إِن أَعطيتني ثمناً أَرضاه لم أَمتنع من بيعه وقال الراجز يصف فحلاً يَهْدِرُ في عَقائِلٍ حَرائِزِ في مثل صُفْنِ الأَدَم المَخارِزِ ابن الأَثير وفي حديث الزكاة لا تأُخذوا من حَرَزات أَموال الناس شيئاً أَي من خيارِها هكذا روي بتقديم الراء على الزاي وهي جمع حَرْزة بسكون الراء وهي خيار المال لأَن صاحبَها يُحْرِزها ويصونها والروايةُ المشهورةُ بتقديم الزاي على الراء وقد تقدم ذكره في موضعه ومن الأَسماء حَرَّاز ومُحْرِز

( حرمز ) روي عن ابن المستنير أَنه قال يقال حَرْمَزَه اللهُ لعنه الله وبنو الحِرْمازِ مُشْتَقٌّ منه الجوهري الحِرْمازُ حَيٌّ من تميم ومن أَسماء العرب الحِرْمازُ وهو من الحَرْمَزَة وهي الذكاءُ وقد احْرَمَّزَ الرجلُ وتَحَرْمَزَ إِذا صار ذكِيّاً قاله ابن دريد

( حزز ) الحَزُّ قطْع في عِلاج وقيل هو في اللَّحْم ما كان غيرَ بائن حَزَّه يَحُزُّه حَزّاً واحْتَزَّه احْتِزازاً وفي الحديث أَنه احْتَزَّ من كَتِف شاة ثم صَلَّى ولم يتوضأْ هو افْتَعَل من الحَزّ القَطْع وقيل الحَزُّ القطع من الشيء في غير إِبانَة وأَنشد وعَبْد يَغُوث تَحْجِل الطَّيْرُ حَوْله قد احْتَزَّ عُرْشَيْهِ الحُسَامُ المُذَكَّرُ فجعل الحَزّ ههنا قَطْع العُنق والمَحَزّ موضعه وأَعطيته حِذْيَةً من لحم وحُزَّةً من لحم والتَّحَزُّز التَّقَطُّع والحُزَّة ما قطع من اللحم طولاً قال أَعشى باهلة تَكْفِيه حُزَّةُ فِلْذٍ إِن أَلَمَّ بها من الشِّواءِ ويُرْوِي شُرْبَه الغُمَرُ ويقال ما به وَذْيَةٌ وهو مثل حُزَّة وقيل الحُزَّة القطعة من الكَبِد خاصة ولا يقال في سَنام ولا لحم ولا غيره حُزّة والحازّ قطع في كِرْكِرَة البعير وهو اسم كالنّاكت والضَّاغط والحَزّ الفَرْض في الشيء الواحدة حَزَّة وقد حَزَزْت العود أَحُزّه حَزّاً والحَزّ فرض في العود والمِسْواك والعظم غير طائل والتَّحْزِيز كثرة الحَزِّ كأَسْنان المِنْجَل وربما كان ذلك في أَطراف الأَسنان وهو الذي يسمى الأَشَر وقد حزز أَسنانه والتَّحْزِيزُ أَثر الحَزّ أيضاً قال المتنخل الهذلي إِن الهَوان فلا يَكْذِبكُما أَحدٌ كأَنه في بَياضِ الجِلْدِ تَحْزِيز والتَّحَزُّز التقطُّع وحَزَّ الشيءُ في صدره حَزّاً حَكَّ والحَزازَة والحَزَازُ والحَزَّاز والحُزَّاز كله وجع في القلب من خوف قال الشماخ يصف رجلاً باع قوساً من رجل وغبن فيه فلما شراها فاضَت العَيْنُ عَبْرَةً وفي الصَّدْر حَزَّاز من الهَمِّ حامِزُ والحزَّاز ما حَزَّ في القلب وكلّ شيء حَكّ في صدرك فقد حَزّ ويروى حُزَّاز والحَزْحَزَة كالحُزّاز الأَزهري الحَزَازَة وجع في القلب من غيظ ونحوه ويجمع حَزَازَات والحَزَاز أَيضاً وجع كذلك قال زفر بن الحرث الكلابي وقد يَنْبُت المَرْعَى على دِمَنِ الثَّرَى وتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كما هيا قال أَبو عبيد ضربه مثلاً لرجل يُظهر مودّة وقلبه نَغِلٌ بالعداوة والحَزَاحِزُ الحركات قال أَبو كبير وتَبَوَّأَ الأَبْطال بعد حَزاحِزٍ هَكْعَ النَّواحِزِ في مُناخِ المَوْحِفِ والحَزَاز هِبْرِيَةٌ في الرأْس كأَنه نُخالة واحدته حَزَازَةٌ والحَزُّ غامِضٌ من الأَرض ينقاد بين غليظتين والحَزِيزُ من الأَرض موضع كثرت حجارته وغلظت كأَنها السَّكاكِين وقيل هو المكان الغليظ ينقاد وقال ابن دريد الحَزِيزُ غلظ في الأَرض فلم يزد على ذلك ابن شُميل الحَزِيزُ ما غلظ وصَلُبَ من جَلَد الأَرض مع إِشْرافٍ قليل قال وإِذا جلست في بطن المِرْبَد فما أَشْرَفَ من أَعلاه فهو حَزِيزٌ وفي حديث مطرّف لقيتُ عَلِيّاً بهذا الحَزِيز هو المُنْهبط من الأَرض وقيل هو الغليظ منها ويجمع على حُِزَّان ومنه قصيد كعب بن زهير تَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهَقٍ إِذا تَوَقَّدَت الحُزَّان والمِيلُ وفي المحكم والجمع أَحِزَّةٌ وحُزَّان وحِزَّانٌ عن سيبويه قال لبيد بأَحِزَّة الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَها قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُها آرَامُها وقال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة نِعْم قُرْقُور المرُورَاتِ إِذا غَرِقَ الحُزَّانُ في آلِ السَّرابِ وقال زهير تَهْوي مَدافِعُها في الحَزْنِ ناشِزَة ال أَكتاف نَكَّبَها الحِزَّانُ والأَكَمُ وقد قالوا حُزُزٌ فاحتملوا التضعيف قال كثير عزة وكم قد جاوَزَت نِقْضي إِليكمْ من الحُزُزِ الأَماعِرِ والبِرَاقِ قال وليس في القِفاف ولا في الجبال حِزَّانٌ إِنما هي جَلَد الأَرض ولا يكون الحَزيز إِلاَّ في أَرض كثيرة الحَصْباء والحَزِيزُ والحَزَازُ من الرجال الشديدُ على السَّوق والقتال والعمل قال فَهْيَ تَفادَى من حَزازٍ ذي حَزِقْ أَي من حَزَازٍ حَزِقٍ وهو الشيديد جَذْبِ الرِّباط وهذا كقولك هذا ذُو زَيْد وأَتانا ذو تَمْرٍ قال الأَزهري والمعنى هذا زيد وأَتانا تمر قال وسمعت أَعرابيّاً يقول مرّ بنا ذو عَوْن بن عَدِيّ يريد مرَّ بنا عون بن عدّي قال ومثله كثير في كلامهم قال ويقال أَخذ بحُزَّته أَي بعنقه قال وهو من السراويل حُزَّة وحُجْزَة والعنق عندي مشبه به وحُزَّة السراويل حُجْزته قال الأَزهري وقيل أَراد بحُجْزَته وهي لغة فيها الأَصمعي تقول حُجْزة السراويل ولا تقل حُزَّة ابن الأَعرابي يقال حُجْزَتُه وحُذْلته وحُزَّتُه وحُبْكَتُه والحُزَّةُ العُنق وفي الحديث آخذ بحُزَّته والحُزَّة من السراويل الحُجْزة وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه الإِثْم حُزّاز القلوب هي الأُمور التي تَحُزُّ فيها أَي تُؤَثر كما يؤَثر الحَزُّ في الشيء وهو ما يخطر فيها من أَن تكون معاصي لفقد الطمأْنينة إِليها وهي بتشديد الزاي جمع حازٍّ يقال إِذا أَصاب مِرْفَقَ البعير طَرَفُ كِرْكِرَتِه فقطعه وأَدماه قيل به حازٌّ وقال الليث يعني ما حَزَّ في القلب وحَكَّ وقال العَدَبَّس الكناني العَرَك والحازّ واحد وهو أَن يُحَزَّ في الذراع حتى يُخْلَصَ إِلى اللحم ويُقْطع الجلدُ بحدِّ الكِرْكِرَة وقال ابن الأَعرابي إِذا أَثَّر فيه قيل ناكِتٌ فإِذا حَزَّ به قيل به حازٌّ فإِذا لم يُدْمه فهو الماسح ورواه شمر الإِثم حَوَّاز القلوب بتشديد الواو أَي يَحُوزها ويتملكها ويغلب عليها ويروى الإِثم حَزَّازُ القلوب بزايين الأُولى مشددة وهو فعَّال من الحَزّ والحَزّ الحِينُ والوقت قال أَبو ذؤَيب حتى إِذا حَزَزَتْ مِياهُ رُزُونِهِ وبأَيِّ حَزّ مَلاوَةٍ يتقطع أَي بأَي حين من الدهر والحَزَّة الساعة يقال أَيَّ حَزَّة أَتيتني قضيتُ حقك وأَنشد وأَبَنْت للأَشْهاد حَزَّة أَدَّعي أَي أَبَنْت لهم قولي حين ادَّعيت إِلى قومي فقلت أَنا فلان بن فلان قال أَبو الهثيم سمعت أَبا الحسن الأَعرابي يقول لآخر أَنت أَثقل من الخاثر وفسره فقال هو حَزَّاز يأْخذ على رأْس الفؤاد يُكْره على غِبِّ تُخَمة وبعير مَحْزوز موسوم بِسِمَة الحُزّة يُحَزُّ بشَفْرة ثم يفتل ابن الأَعرابي الحَزّ الزيادة على الشرف يقال ليس في القبيل أَحد يَحُزُّ على كرم فلان أَي يزيد عليه الأَزهري قال مبتكر الأَعرابي المُحازَّة الاسْتِقْصاء تقول بيننا حِزاز شديد أَي استقصاء وبينهما شركة حِزَازٍ إِذا كان كل واحد منهما لا يَثِق بصاحبه والحَزْحَزة من فعل الرئيس في الحرب عند تَعْبِيَة الصفوف وهو أن يقدّم هذا ويؤخر هذا يقال هم في حَزاحِز من أَمرهم قال أَبو كبير الهذلي وتَبَوَّأَ الأَبْطالُ بعد حَزاحِزٍ هَكْعَ النَّواحِزِ في مُناخ المَوْحِف والموحف المَنْزل بعينه وذلك أَن البعير الذي به النُّحاز يترك في مُناخه لا يثار حتى يبرأَ أَو يموت أَبو زيد من أَمثالهم حَزَّت حازَّةٌ من كُوعِها يضرب عند اشتغال القوم يقول فالقوم مشغولون بأُمورهم عن غيرها أَي فالحازّة قد شغلها ما هي فيه عن غيرها وتَحَزْحَز عن الشيء تَنَحَّى والحَزُّ موضع بالسَّرَاة وحَزَّازٌ اسم وأَبو الحَزَّاز كنية أَرْبدَ أَخي لبيد الذي يقول فيه فَأَخي إِن شَرِبُوا من خَيْرهم وأبو الحَزَّاز من أَهل مَلِك

( حفز ) الحَفْزُ حَثُّك الشيء من خلفه سَوْقاً وغير سوق حَفَزَه يَحْفِزُه حَفْزاً قال الأَعشى لها فَخِذانِ يَحْفِزانِ مَحالَةً وَدَأْياً كبُنْيان الصُّوى مُتلاحِكا وفي حديث البُراقِ وفي فخذيه جناحان يَحْفِزُ بهما رجليه ومن مسائل سيبويه مُرْهُ يَحْفِزُها رفع على أَنه أَراد أَن يَحْفِزَها فلما حذف أَن رفع الفعل بعدها ورجل مُحْفِزٌ حافِزٌ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ومُحْفِزَة الحِزامِ بِمِرْفَقَيْها كَشاة الرَّبْلِ أَفْلَتَت الكِلابا مُحْفزة ههنا مُفْعِلَة من الحَفْز يعني أَن هذه الفرس تَدْفع الحزام بمرفقيها من شدة جريها وقوس حَفُوز شديدة الحَفْز والدفع للسهم عن أَبي حنيفة وحَفَزَه أَي دفعه من خلفه يَحْفِزُه حَفْزاً قال الراجز تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفوزِ يريد النَّفَس الشديد المتتابِع كأَنه يُحفز أَي يدفع من سياق وقال العكلي رأَيت فلاناً مَحْفُوزَ النَّفَس إِذا اشتد به والليلُ يَحفِز النهارَ حَفْزاً يَحُثُّه على الليل ويسوقه قال رؤبة حَفْز اللَّيالي أَمَدَ التَّزْيِيفِ وفي الحديث عن أَنس رضي الله عنه من أَشراط الساعة حَفْزُ الموت قيل وما حَفْزُ الموت ؟ قال موت الفَجْأَة والحَفْزُ الحَثّ والإِعْجال والرجل يَحْتَفِزُ في جلوسه يريد القيام والبطشَ بشيء ابن شميل الاحْتِفاز والاستِيفازُ والإِقْعاء واحد وروى الأَزهري عن مجاهد قال ذُكِرَ القَدَرُ عند ابن عباس رضي الله عنه فاحْتَفَزَ وقال لو رأَيت أَحدَهم لعَضَضْت بأَنفه قال النضر احْتَفَزَ استوى جالاً على ورِكَيْه وقال ابن الأَثير قلق وشَخَص ضَجَراً وقيل استوى جالساً على ركبتيه كأَنه ينهض واحْتَفَزَ في مشيه احْتَثَّ واجتهد عن ابن الأَعرابي وأَنشد مُجَنّب مثل تَيْسِ الرَّبل مُحْتَفِز بالقُصْرَيَيْنِ على أُولاهُ مَصْبُوب مُحْتَفِز أَي يجهد في مدّ يديه وقوله على أُولاه مصبوب يقول يجري على جريه الأَوّل لا يحول عنه وليس مثل قوله إِذا أَقْبَلَتْ قلتَ دبَّاءَةٌ ذاك إِنما يحمد من الإِناث وكل دَفْع حَفْز وفي حديث أَنس رضي الله عنه أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بتمر فجعل يَقْسمه وهو مُحْتَفِزٌ أَي مستعجل مُسْتَوْفِزٌ يريد القيام غير متمكن من الأَرض وفي حديث أَبي بكرة أَنه دَبَّ إِلى الصف راكعاً وقد حَفَزَه النَّفَس ويقال حافَزْت الرجل إِذا جاثيْتَه وقال الشماخ كما بادَرَ الخَصْمُ اللَّجُوجُ المُحافِزُ وقال الأَصمعي معنى حافَزْته دَانَيْتُه وقال بعض الكلابين الحَفْزُ تقارب النَّفَس في الصدر وقالت امرأَة منهم حَفَزَ النَّفَس حين يدنو من الموت والحَوْفَزان اسم رجل وفي التهذيب لقب لجَرَّارٍ من جَرَّارِي العرب وكانت العرب تقول للرجل إِذا قادَ أَلْفاً جَرَّار وقال الجوهري الحَوْفَزانُ اسم الحرث بن شَرِيكٍ الشيباني لُقّب بذلك لأَن بِسْطام بن قَيْس طعنه فأَعْجَله وقال ابن سيده سمي بذلك لأَن قيس بن عاصم التميمي حَفَزَه بالرمح حين خاف أَن يفوته فَعَزَج من تلك الحَفْزَة فسمي بتلك الحَفْزَة حَوْفَزاناً حكاه ابن قتيبة وأَنشد جرير يفتخر بذلك ونحن حَفَزْنا الحَوْفَزانَ بِطَعْنَةٍ سَقَتْهُ نَجِيعاً من دَمِ الجَوْفِ أَشْكَلا وحَفَزْتُه بالرمح طَعَنْتُه والحَوْفَزانُ فَوْعلان من الحَفْز قال الجوهري وأَما قَوْل من قال إِنما حَفَزه بِسطامُ بنُ قيس فَغَلَطٌ لأَنه شيباني فكيف يفتخر جريرٌ بهف قال ابن بري ليس البيتُ لجرير وإِنما هو لسَوّار بن حبان المِنْقَري قاله يوم جَدُودٍ وبعده وحُمْرانُ أَدَّتْه إِلينا رِماحُنا يُنازِع غُلاًّ في ذِراعَيْه مُثْقَلا يعني بحُمْران ابن حُمْرانَ بنِ عبدِ بنِ عمرو بنِ بشر ابن عمرو بنِ مَرْثَدٍ قال وأَما قول الآخر ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة سقته نجيعاً من دم الجوف آنيا فهو الأَهتم بن سُمَيٍّ المِنْقَري وأَول الشعر لما دَعَتْني للسِّيادة مِنْقَرٌ لدى مَوْطِنٍ أَضْحَى له النجمُ بادِيا شَدَدْت لها أُزْرِي وقد كنتُ قَبْلها أَشُدُّ لأَحْناءِ الأُمُور إِزاريا ورأَيته مُحْتفِزاً أَي مُستوفِزاً وفي الحديث عن عليّ رضي الله عنه إِذا صلّى الرجلُ فَلْيُخَوّ وإِذا صلَّت المرأَة فَلْتَحْتَفِزْ أَي تتضامَّ وتَجْتمع إِذا جلست وإِذا سجدت ولا تُخَوِّي كما يُخَوِّي الرجلُ وفي حديث الأَحْنف كان يُوَسِّعُ لمن أَتاه فإِذا لم يجد مُتَّسَعاً تَحَفَّزَ له تَحَفُّزاً والحَفَز الأَجَل في لغة بني سعد وأَنشد بعضهم هذا البيت واللهِ أَفْعَل ما أَرَدْتُمْ طائِعاً أَو تَضْرِبوا حَفَزاً لِعامٍ قابِلِ أَي تضربوا أَجَلاً يقال جعلت بيني وبين فلان حَفَزاً أَي أَمداً والله أَعلم

( حلز ) الحَلْز البُخْل ورجل حِلِّزٌ بخيل وامرأَة حِلِّزة بخيلة قال الجوهري وبه سُمِّيَ الحرث ابن حِلِّزَة قال الأَزهري وأَنشد الإِيادي هي ابْنَةُ عَمِّ القوم لا كلِّ حِلِّزٍ كصَخْرَة يَبْسٍ لا يُغَيِّرها البَلَلْ وحِلِّزَةُ امرأَة والحِلّزة بتشديد اللام أَيضاً القصيرة وكَبِدٌ حِلّزة وحَلِزَةٌ قَرِيحَةٌ والقلب يَتَحَلَّز عند الحزن وهو كالاعْتِصار فيه والتَّوَجُّع وقلب حالِزٌ على النسب ورجل حالِزٌ وَجِعٌ والحِلِّز ضرب من الحبوب يزرع بالشام وقيل هو ضرب من الشجرِ قصَار عن السيرافي الأَزهري قال قطرب الحِلِّزَة ضرب من النبات قال وبه سمي الحرث بن حِلِّزة اليَشْكُري قال الأَزهري وقطرب ليس من الثقات وله في اشتقاق الأَسماء حروف مُنْكرة وحِلِّزَة دُوَيْبَّةٌ معروفة الأَصمعي حَلَزُون دابة تكون في الرِّمْثِ جاء به في باب فَعَلُول وذكر معه الزَّرَجُون والقَرَقُوس فإِن كانت النون أَصيلة فالحرف رباعي وإِن كانت زائدة فالحرف ثلاثي أَصله حلز وفي نوادر الأَعراب احْتَلَزْتُ منه حقي أَي أَخذته وتَحالَزْنا بالكلام قال لي وقلت له ومثله احْتَلَجْت منه حقي وتَحالَجْنا بالكلام وتَحَلَّز الرجلُ للأَمر إِذا تَشَمَّر له وكذلك تَهَلَّز قال الراجز يَرْفَعْنَ للحادِي إِذا تَحَلَّزا هاماً إِذا هَزَزْته تَهَزْهَزا ويروى تَهَلَّزا

( حمز ) حَمَزَ اللبنُ يَحْمِز حَمْزاً حَمُض وهو دون الحازِرِ والاسم الحَمْزة قال الفراء اشْرَبْ من نَبِيذك فإِنه حَمُوزٌ لما تجد أَي يَهْضِمه والحَمْز حَرافَة الشيء يقال شَراب يَحْمِز اللسان ورُمَّانَةٌ حامِزَة فيها حُمُوضة الأَزهري الحَمْزَةُ في الطعام شبه اللَّذْعَةِ والحَرَافَةِ كطعم الخَرْدل وقال أَبو حاتم تَغَدَّى أَعرابي مع قوم فاعتمد على الخَرْدَل فقالوا ما يعجبك منه ؟ فقال حَمْزُهُ وحَرَافته قال الأَزهري وكذلك الشيء الحامض إِذا لَذَعَ اللسانَ وقَرَصه فهو حامزٌ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه شرب شراباً فيه حَمازة أَي لَذْع وحِدَّة أَي حُموضة وحَمَزه يَحْمِزُه حَمْزاً قَبَضه وضَمَّه وإِنه لحَمُوزٌ لما حَمَزه أَي محتمل له وحَمَزَت الكلمةُ فؤاد تَحْمزه قَبَضَتْه وأَوجعته وفي التهذيب حَمَز الومُ فؤاده قال اللحياني كلمت فلاناً بكلمة حَمَزَتْ فؤاده قبضته وغَمَّته فَتَقَبَّض فؤادهُ من الغم وقيل اشتدّت عليه ورجل حامِزُ الفؤاد مُتَقَبّضه والحامزُ والحَمِيزُ الشديد الذَّكيّ وفلان أَحْمَزُ أَمْراً من فلان أَي أَشدّ ابن السكيت يقال فلان أَحمَزُ أَمراً من فلان إِذا كان مُتَقَبِّض الأَمر مشمّره ومنه اشتق حَمْزة والحامِزُ القابض والحَمِيز الظريف وكلُّ ما اشتد فقد حَمُزَ وفي لغة هذيل الحَمْز التحديد يقال حَمَز حَدِيدَته إِذا حدَّدها وقد جاء ذلك في أَشعارهم وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أَيُّ الأَعمال أَفضل ؟ فقال أَحْمَزُها عليك يعني أَمْتَنها وأَقواها وأَشدّها وقيل أَمَضّها وأَشَقّها ويقال رجل حامِز الفؤاد وحَمِيزُه أَي شديده وهَمُّ حامِزٌ شديد قال الشماخ في رجل باع قَوْساً من رجل فلما شَراها فاضت العين عَبْرَةً وفي الصدر حُزَّازٌ من الوجد حامِزُ وفي التهذيب من اللَّوْم حامِزٌ أَي عاصر وقيل أَي مُمِضّ مُحْرِق وحَمْزَةُ بَقْلة وبها سمي الرجل وكُنيَ قال الجوهري الحَمْزَة بقلة حِرِّيفَةٌ قال أَنس كنَّاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِبَقْلة كنت أَجْتَنِيها وكان يُكْنى أَبا حَمْزَةَ والبقلة التي جَنَاها أَنس كان في طعمها لَذْع للّسان فسُمِّيت البقلةُ حَمْزَة لفعلها وكني أَنس أَبا حَمْزة لِجَنْيِه إِيَّاها والحَمازَةُ الشدّة وقد حَمُز الرجلُ بالضم فهو حَمِيزُ الفؤاد وحامِز أَي صلب الفؤاد ورجل مَحْموز البَنان أَي شديد قال أَبو خِراش أُقَيْدِرُ مَحْموز البَنانِ ضَئِيل

( حنز ) الحِنْزُ القليل من العطاء وهذا حِنْزُ هذا أَي مثله والمعروف حِتْن والله أَعلم

( حوز ) الحَوْزُ السير الشديد والرُّوَيْد وقيل الحَوْز والحَيْزُ السوق اللين وحازَ الإِبلَ يَحُوزُها ويَحِيزها حَوْزاً وحَيْزاً وحَوَّزَها ساقها سوقاً رُوَيْداً وسَوْقٌ حَوْزٌ وصف بالمصدر قال الأَصمعي وهو الحوز وأَنشد وقد نَظَرْتُكُمُ إِينَاء صادِرَةٍ للوِرْدِ طال بها حَوْزِي وتَنْساسِي ويقال حُزْها أَي سُقْها سوقاً شديداً وليلة الحَوْز أَول ليلة تُوَجَّه فيها الإِبل إِلى الماء إِذا كانت بعيدة منه سميت بذلك لأَنه يُرْفَقُ بها تلك الليلة فَيُسار بها رُوَيْداً وحَوَّزَ الإِبلَ ساقها إِلى الماء قال حَوَّزَها من بُرَقِ الغَمِيمِ أَهْدَأُ يَمْشِي مِشْيَةَ الظَّلِيمِ بالحَوْز والرِّفْق وبالطَّمِيمِ وقول الشاعر ولم تُحَوَّز في رِكابي العيرُ عَنى أَنه لم يشتدّ عليها في السَّوْق وقال ثعلب معناه لم يُحْمَل عليها والأَحْوَزِيّ والحُوزِي الحَسَن السِّياقة وفيه مع ذلك بعض النِّفار قال العجاج يصف ثوراً وكلاباً يَحُوزُهُنَّ وله حُوزِيّ كما يَحُوزُ الفِئَةَ الكَمِيّ والأَحْوَزِيُّ والحُوزِيّ الجادْ في أَمره وقالت عائشة في عمر رضي الله عنهما كان واللهِ أَحْوَزِيّاً نَسِيجَ وَحْدِه قال ابن الأَثير هو الحَسَن السِّياق للأُمور وفيه بعض النِّفار وكان أَبو عمرو يقول الأَحْوَزِيّ الخفيف ورواه بعضهم كان الله أَحْوَذِيّاً بالذال وهو قريب من الأَحْوَزِيّ وهو السائق الخفيف وكان أَبو عبيدة يروي رجز العجاج حُوذِيّ بالذال والمعنى واحد يعني به الثورَ أَنه يَطْرد الكلابَ وله طارِدٌ من نفسه يَطْرده من نشاطه وحَدّه وقول العجاج وله حُوزِيّ أَي مَذْخُور سَيْرٍ لم يَبْتذله أَي يغلبهن بالهُوَيْنا والحُوزِيّ المُتَنَزِّه في المَحِل الذي يحتمل ويَحُلُّ وحده ولا يخالط البيوت بنفسه ولا ماله وانْحازَ القومُ تركوا مَرْكَزهم ومَعْركة قتالهم ومالوا إِلى موضع آخر وتَحَوَّز عنه وتَحَيَّزَ إِذا تَنَحَّى وهي تَفَيْعَل أَصلها تَحَيْوَز فقلبت الواو ياء لمجاورة الياء وأُدغمت فيها وتَحَوَّزَ له عن فراشه تَنَحَّى وفي الحديث كما تَحَوَّز له عن فِراشه قال أَبو عبيدة التَّحَوُّز هو التنحي وفيه لغتان التَّحَوّز والتَّحَيّز قال الله عز وجل أَو مُتَحَيِّزاً إِلى فئة فالتَّحَوّز التَّفَعُّل والتَّحَيُّز التَّفَيْعُل وقال القطامي يصف عجوزاً استضافها فجعلت تَرُوغ عنه فقال تَحَوَّزُ عَنِّي خِيفَةً أَن أَضِيفَها كما انْحازَت الأَفْعَى مَخافَة ضارِبِ يقول تَتَنَحَّى هذه العجوز وتتأَخر خوفاً أَن أَنزل عليها ضيفاً ويروى تَحَيَّزُ مني وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى أَو مُتَحَيِّزاً إِلى فئة نصب مُتَحَيِّزاً ومُتَحَرِّفاً على الحال أَي إِلا أَن يتحرف لأَن يقاتل أَو أَن يَنْحاز أَي ينفرد ليكون مع المُقاتِلة قال وأَصل مُتَحَيِّز مُتَحَيْوِز فأُدغمت الواو في الياء وقال الليث يقال ما لك تَتَحَوَّز إِذا لم يستقر على الأَرض والاسم منه التَّحَوُّز والحَوْزاءُ الحَرب تَحُوز القوم حكاها أَبو رياش في شرح أَشعار الحماسة في وقول جابر بن الثعلب فَهَلاَّ على أَخْلاق نَعْلَيْ مُعَصِّبٍ شَغَبْتَ وذُو الحَوْزاءِ يَحْفِزُه الوِتْر الوِتْر ههنا الغضب والتَّحَوُّز التَّلبُّث والتَّمَكُّث والتَّحَيُّز والتَّحَوُّز التَّلَوّي والتقلُّب وخص بعضهم به الحية يقال تَحَوَّزَت الحية وتَحَيَّزت أَي تَلَوَّت ومن كلامه ما لك تَحَوَّزُ كما تَحَيَّزُ الحية ؟ وتَحَوَّزُ تَحَيُّز الحية وتَحَوُّزَ الحية وهو بُطْءُ القيام إِذا أَراد أَن يقوم قال غيره والتَّحَوُّس مثله وقال سيبويه هو تَفَيْعل من حُزْت الشيء والحَوْز من الأَرض أَن يتخذها رجلٌ ويبين حدودها فيستحقها فلا يكون لأَحد فيها حق معه فذلك الحَوْز تَحَوَّز الرجل وتَحَيَّز إِذا أَراد القيام فأَبطأَ ذلك عليه والحَوْز الجمع وكل من ضَمَّ شيئاً إِلى نفسه من مال أَو غير ذلك فقد حازَه حَوْزاً وحِيازَة وحازَه إِليه واحْتازَهُ إِليه وقول الأَعشى يصف إِبلاً حُوزِيَّة طُوِيَتْ على زَفَراتِها طَيَّ القَناطِرِ قد نَزَلْنَ نُزُولا قال الحُوزِيَّة النُّوق التي لها خَلِفة انقطعت عن الإِبل في خَلِفَتها وفَراهتها كما تقول مُنْقَطِعُ القَرِينِ وقيل ناقة حُوزِيَّة أَي مُنْحازة عن الإِبل لا تخالطها وقيل بل الحُوزِيَّة التي عندها سير مذخور من سيرها مَصُون لا يُدْرك وكذلك الرجل الحُوزِيُّ الذي له إِبْداءٌ من رأْيه وعقله مذخور وقال في قول العجاج وله حُوزِيّ أَي يغلبهن بالهُوَيْنا وعنده مذخور لم يَبْتَذِله وقولهم حكاه ابن الأَعرابي إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَيانِ يَحُوزُهما النهار فهناك لا يجد الحَرُّ مَزِيداً وإِذا طلعتا يَحُوزُهما الليل فهناك لا يجد القُرّ مَزيداً لم يفسره قال ابن سيده وهو يحتمل عندي أَن يكون يضمُّهما وأَن يكون يسوقهما وفي الحديث أَن رجلاً من المشركين جَميعَ اللأْمَةِ كان يحوز المسلمين أَي يجمعهم حازَه يَجُوزه إِذا قبضه ومَلَكه واسْتَبَدَّ به قال شمر حُزْت الشيء جَمَعْتُه أَو نَحَّيته قال والحُوزِيّ المُتَوَحِّد في قول الطرماح يَطُفْن بِحُوزيِّ المَراتِع لم تَرُعْ بوَادِيه من قَرْعِ القِسِيِّ والكَنَائِن قال الحُوزِيُّ المتوحد وهو الفحل منا وهو من حُزْتُ الشيء إِذا جمعته أَو نَحَّيته ومنه حديث معاذ رضي الله عنه فَتَحَوَّز كلٌّ منهم فَصَلَّى صلاة خفيفة أَي تَنَحَّى وانفرد ويروى بالجيم من السرعة والتسهل ومنه حديث يأْجوج فَحَوِّزْ عبادي إِلى الطُّور أَي ضُمَّهم إِليه والرواية فَحَرِّزْ بالراء وفي حديث عمر رضي الله عنه قال لعائشة رضي الله عنها يوم الخَنْدَقِ ما يُؤَمِّنُك أَن يكون بَلاء أَو تَحَوُّزٌ ؟ وهو من قوله تعالى أَو مُتَحَيِّزاً إِلى فئة أَي مُنْضمّاً إِليها والتَّحَوُّزُ والتَّحَيُّز والانْحِياز بمعنى وفي حديث أَبي عبيدة وقد انْحازَ على حَلْقَة نَشِبَت في جراحة النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُدٍ أَي أَكَبَّ عليها وجمع نفسه وضَمَّ بعضها إِلى بعض قال عبيد بن حرٍّ
( * قوله « عبيد بن حر » كذا بالأصل ) كنت مع أَبي نَضْرَة من الفُسْطاط إِلى الإِسْكنْدَرِيَّة في سفينة فلما دَفَعْنا من مَرْسانا أَمر بِسُفْرته فَقُرِّبت ودعانا إِلى الغداء وذلك في رمضان فقلت ما تَغَيَّبَتْ عنا منازلُنا فقال أَترغب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فلم نزل مفطرين حتى بلغنا ماحُوزَنا قال شمر في قوله ماحُوزَنا هو موضعهم الذي أَرادوه وأَهل الشام يسمون المكان الذي بينهم وبين العدوّ الذي فيه أَساميهِم ومَكاتِبُهُم الماحُوزَ وقال بعضهم هو من قولك حُزْتُ الشيء إِذا أَحْرَزْتَه قال أَبو منصور لو كان منه لقيل مَحازنا أَو مَحُوزنا وحُزت الأَرض إِذا أَعلَمتها وأَحييت حدودها وهو يُحاوِزُه أَي يخالطه ويجامعه قال وأَحسب قوله ماحُوزَنا بِلُغَةٍ غير عربية وكذلك الماحُوز لغة غير عربية وكأَنه فاعُول والميم أَصلية مثل الفاخُور لنبت والرَّاجُول للرَّجل ويقال للرجل إِذا تَحَبَّسَ في الأَمر دعني من حَوْزك وطِلْقك ويقال طَوّل علينا فلانٌ بالحَوْزِ والطِّلْق والطِّلق أَن يخلي وجوه الإِبل إِلى الماء ويتركها في ذلك ترعى لَيْلَتَئِذٍ فهي ليلة الطِّلْق وأَنشد ابن السكيت قد غَرّ زَيْداً حَوْزُه وطِلْقُه وحَوْز الدار وحَيْزها ما انضم إِليها من المَرافِقِ والمنافع وكل ناحية على حِدَةٍ حَيِّز بتشديد الياء وأَصله من الواو والحَيْز تخفيف الحَيِّز مثل هَيْن وهَيِّن وليْن وليِّن والجمع أَحْيازٌ نادر فأَما على القياس فَحَيائِز بالهمز في قول سيبويه وحَياوِزُ بالواو في قول أَبي الحسن قال الأَزهري وكان القياس أَن يكون أَحْواز بمنزلة الميت والأَموات ولكنهم فرقوا بينهما كراهة الالتباس وفي الحديث فَحَمَى حَوْزَة الإِسلام أَي حدوده ونواحيه وفلان مانع لحَوْزَته أَي لما في حَيّزه والحَوْزة فَعْلَةٌ منه سميت بها الناحية وفي الحديث أَنه أَتى عبدَ الله بن رَواحَةَ يعوده فما تَحَوَّز له عن فراشه أَي ما تَنَحَّى التَّحَوُّز من الحَوزة وهي الجانب كالتَّنَحِّي من الناحية يقال تَحَوَّز وتَحَيَّز إِلا أَن التَّحَوُّز تَفَعُّل والتَّحَيُّز تَفَيْعُل وإِنما لم يَتَنَحَّ له عن صدر فراشه لأَن السنَّة في ترك ذلك والحَوْز موضع يَحُوزه الرجل يَتَّخِذُ حواليه مُسَنَّاةً والجمع أَحْواز وهو يَحْمِي حَوْزته أَي ما يليه ويَحُوزه والحَوْزة الناحية والمُحاوَزَةُ المخالطة وحَوْزَةُ المُلْكِ بَْيضَتُه وانْحاز عنه انعدل وانحاز القومُ تركوا مركزهم إِلى آخر يقال للأَولياء انحازوا عن العدوّ وحاصُوا وللأَعداء انهزموا ووَلَّوْا مُدْبِرين وتَحاوَز الفريقان في الحَرْب أَي انْحاز كلُّ فريق منهم عن الآخر وحاوَزَه خالطه والحَوْز الملْك وحَوْزة المرأَة فَرْجها وقالت امرأَة فَظَلْتُ أَحْثي التُّرْبَ في وجهِه عَني وأَحْمِي حَوْزَةَ الغائب قال الأَزهري قال المنذري يقال حَمَى حَوْزاتِه وأَنشد يقول لها سَلَف يَعُودُ بِكُلِّ رَيْع حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَر الإِفالا قال السلَفُ الفحل حَمَى حوزاتِه أَي لا يَدْنو فحل سواه منها وأَنشد الفراء حَمَى حَوْزاتِه فَتُركْنَ قَفْراً وأَحْمَى ما يَلِيه من الإِجامِ أَراد بحَوْزاته نواحيه من المرعى قال محمد بن المكرم إِن كان للأَزهري دليل غير شعر المرأَة في قولها وأَحْمِي حَوْزَتي للغائب على أَن حَوْزة المرأَة فَرْجها سُمِعَ واستدلالُه بهذا البيت فيه نظر لأَنها لو قالت وأَحْمي حَوْزتي للغائب صح الاستدلال لكنها قالت وأَحمي حوزة الغائب وهذا القول منها لا يعطي حصر المعنى في أَن الحَوْزَة فرج المرأَة لأَن كل عِضْو للإِنسان قد جعله الله تعالى في حَوْزه وجميع أَعضاء المرأة والرجل حَوْزُه وفرج المرأَة أَيضاً في حَوْزها ما دامت أَيِّماً لا يَحُوزُه أَحد إِلا إِذا نُكِحَتْ برضاها فإِذا نكحت صار فَرْجها في حَوْزة زوجها فقولا وأَحْمي حَوْزَة الغائب معناه أَن فرجها مما حازه زوجُها فملكه بعُقْدَةِ نكاحها واستحق التمتع به دون غيره فهو إِذاً حَوْزَته بهذه الطريق لا حَوْزَتُها بالعَلَمية وما أَشبه هذا بِوَهْم الجوهري في استدلاله ببيت عبد الله بن عمر في محبته لابنه سالم بقوله وجِلْدَةُ بينِ العينِ والأَنْفِ سالِمُ على أَن الجلدة التي بين العين والأَنْف يقال لها سالم وإِنما قَصَد عبدُ الله قُرْبَه منه ومحله عنده وكذلك هذه المرأَة جَعَلَت فرجها حَوْزَة زوجها فَحَمَتْه له من غيره لا أَن اسمه حَوْزَة فالفرج لا يختص بهذا الاسم دون أَعضائها وهذا الغائب بعينه لا يختص بهذا الاسم دون غيره ممن يتزوجها إِذ لو طَلَّقها هذا الغائبُ وتزوجها غيره بعده صار هذا الفرجُ بعينه حَوْزَةً للزوج الأَخير وارتفع عنه هذا الاسم للزوج الأَول والله أَعلم ابن سيده الحَوْز النكاح وحازَ المرأَةَ حَوْزاً نكحها قال الشاعر يقولُ لَمَّا حازَها حَوْزَ المَطِي أَي جامعها والحُوَّازُ ما يَحُوزه الجُعَلُ من الدُّحْرُوج وهو الخُرْءُ الذي يُدَحْرِجُه قال سَمِينُ المَطايا يَشْرَبُ الشِّرْبَ والحِسا قِمَطْرٌ كحُوَّاز الدَّحارِيجِ أَبْتَرُ والحَوْزُ الطبيعة من خير أَو شر وحَوْز الرجل طَبيعته من خير أَو شر وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه الإِثْمُ حَوَّازُ القلوب هكذا رواه شمر بتشديد الواو من حازَ يَحُوز أَي يَجْمَعُ القلوبَ والمشهور بتشديد الزاي وقيل حَوَّازُ القلوب أَي يَحُوز القلبَ ويغلب عليه حتى يَرْكَبَ ما لا يُحَب قال الأَزهري ولكن الرواية حَزَّاز القلوب أَي ما حَزَّ في القلب وحَكَّ فيه وأَمر مُحَوَّزٌ محكم والحائِزُ الخشبةُ التي تنصب عليها الأَجْذاع وبنو حُوَيْزَة قبيلة قال ابن سيده أَظن ذلك ظنّاً وأَحْوَزُ وحَوّازٌ اسمان وحَوْزَةُ اسم موضع قال صخر بن عمرو قَتَلْتُ الخالِدَيْن بها وعَمْراً وبِشْراً يومَ حَوْزَة وابْنَ بِشْرِ

( حيز ) الحَوْزُ والحَيْزُ السير الرُّوَيْدُ والسَّوْقُ اللَّيِّنُ وحازَ الإِبلَ يَحُوزها ويحِيزُها سارَها في رِفْق والتَّحَيُّز التلوّي والتقلبُ وتَحَيَّز الرجلُ أَراد القيام فأَبطأَ ذلك عليه والواو فيهما أَعلى وحَيْزِ حَيْزِ من زجر المِعْزى قال شَمْطاء جاءَتْ من بلادِ البَرِّ قد تَرَكَتْ حَيْزِ وقالت حَرِّ ورواه ثعلب حَيْهِ
( * قوله « ورواه ثعلب حيه » تقدمت هذه الرواية في حرر وضبطت حيه بشد المثناة التحتية مفتوحة وهو خطأ والصواب كما هنا )
وتَحَوَّزت الحيةُ وتَحَيَّزت أَي تَلَوَّت يقال ما لك تَتَحَيَّزُ تَحَيُّزَ الحيةَ قال سيبويه هو تَفَيْعُلٌ من حُزْت الشيءَ قال القطامي تَحَيَّزُ مني خَشْيَةً أَن أَضِيفَها كما انحازَتِ الأَفعى مَخافَةَ ضارِبِ يقول تتنحى هذه العجوز وتتأَخر خوفاً أَن أَنزل عليها ضيفاً ويروى تَحَوَّزُ مني وتَحَوَّزَ تَحَوُّزَ الحية وتَحَيُّزَها وهو بُطْءُ القيام إِذا أَراد أَن يقوم فأَبطأَ ذلك عليه

( خبز ) الخُبْزَةُ الطُّلْمَةُ وهي عجين يوضع في المَلَّةِ حتى يَنْضَجَ والمَلَّة الرَّماد والتراب الذي أُوقد فيه النار والخُبْزُ الذي يؤكل والخَبْزُ بالفتح المصدر خَبَزَه يَخْبِزه خَبْزاً واخْتَبَزَه عمله والخَبَّاز الذي مِهْنَتُه ذلك وحِرْفَته الخِبازَة والاخْتِباز اتخاذ الخُبْز حكاه سيبويه التهذيب اخْتَبز فلانٌ إِذا عالج دقيقاً يعجنه ثم خَبَزَه في مَلَّة أَو تَنُّور وخَبَزَ القومَ يَخْبِزُهم خَبْزاً أَطعمهم الخُبْزَ ورجل خابِز أَي ذو خُبْز مثل تامِر ولابن ويقال أَخذنا خُبْزَ مَلَّةٍ ولا يقال أَكلنا مَلَّةً وقول بعض العرب أَتيت بني فلان فَخَبَزوا وحاسُوا وأَقَطُوا أَي أَطعموني كلَّ ذلك حكاها اللحياني غيرَ مُعَدَّياتٍ أَي لم يقل خَبَزُوني وحاسُوني وأَقَطُوني والخَبِيز الخُبْز المخبوز من أَيّ حَبٍّ كان والخُبْزة الثَّريدة الضَّخمة وقيل هي اللحم والخَبْزُ الضرب باليدين وقيل هو الضرب باليد وقيل هو الضرب والخَبْزُ السَّوْق الشديد خَبَزَها يَخْبِزُها خَبْزاً قال لا تَخْبِزا خَبْزاً ونُسَّا نَسَّا ولا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسا يأْمره بالرِّفق والنَّسُّ السير اللين وقال بعضهم إِنما يخاطِبُ لِصَّيْنِ ورواه وبُسَّا بَسّا من البَسِيسِ يقول لا تقعدوا للخَبْز ولكن اتخذا البَسِيسة وقال أَبو زيد الخَبْزُ السوق الشديد والبَسُّ السير الرفيق وأَنشد هذا الرجز وبُسَّا بَسَّا وقال أَبو زيد أَيضاً البَسُّ بَسُّ السويق وهو لَتُّهُ بالزيت أَو بالماء فأَمر صاحِبَيْه بِلَتّ السويق وترك المُقام على خَبْز الخُبْز ومِراسه لأَنهم كانوا في سفر لا مُعَرَّج لهم فحث صاحبيه على عُجالَةٍ يَتَبَلَّغُون بها ونهاهما عن إِطالة المُقام على عجن الدقيق وخَبْزِه والخَبْزُ ضَرْب البعير بيديه الأَرض وهو على التشبيه وقيل سمي الخَبْزُ به لضَرْبهم إِياه بأَيديهم وليس بقويّ والخُبازى والخُبَّازُ نبت بَقْلة معروفة عريضة الورق لها ثمرة مستديرة واحدته خُبَّازة قال حميد وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيه النَّدى ذُراوَةً تَنْسُجُه الهُوجُ الدُّرُجْ وانْخَبَزَ المكان انخفض واطمأَنَّ وتَخَبَّزَت الإِبلُ العُشْبَ تَخَبُّزاً إِذا خبطته بقوائمها والخَبيزاتُ خَبْزَواتٌ بِصَلْعاءِ ماوِيَّةَ وهو ماء لِبَلْعَنبر حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد ليست من اللاَّئي تَلَهَّى بالطُّنُبْ ولا الخَبِيزات مع الشَّاءِ المُغِبّْ قال وإِنما سُمِّين خَبيزات لأَنهن انْخَبَزْنَ في الأَرض أَي انخفضن واطْمَأْنَنَّ فيها

( خرز ) الخَرَزُ فُصوص من حجارة واحدتها خَرَزَةٌ وخَرَزُ الظهر فَقَارُهُ وكلُّ فَقْرَةٍ من الظهر والعنق خَرَزَةٌ وقيل الخَرَزُ فصوص من جَيّد الجوهر ورديئه من الحجارة ونحوه والخَرَزُ بالتحريك الذي يُنْظَم الواحدة خَرَزَة والخَرْزُ خياطة الأَدَم وكلُّ كُتْبَةٍ من الأَدم خُرْزَة على التشبيه بذلك يعني كلَّ ثُقْبَةٍ وخَيْطَها وفي المثل اجْمَعْ سَيْرَيْنِ في خُرْزَةٍ أَي اقْضِ حاجتين في حاجة والجمع خُرَز وقد خَرَزَ الخف وغيره يَخْرِزُه ويَخْرُزُهُ خَرْزاً والخَرَّاز صانع ذلك وحرفته الخِرازَة والمِخْرَزُ ما يُخْرَزُ به قال سيبويه هذا الضرب مما يُعْتَمَل به مكسورَ الأَوّل كانت فيه الهاء أَو لم تكن ويقال خَرَزَ الخارِزُ خَرْزَةً واحدة وهي الغَرْزَة الواحدة فأَما الخُرْزَة فهو ما بين الغُرْزَتين وكذلك خُرْزة الظهر ما بين فَقْرَتين وكذلك مفاصلُ الدَّأَياتِ خُرَزٌ ابن الأَعرابي خَرِزَ الرجلُ إِذا أَحْكَمَ أَمره بعد ضعف والمُخَرَّزُ من الطير والحمام الذي على جناحيه نَمْنَمَةٌ وتَحْبير شبيه بالخَرَز والخَرَزة حَمْضَة من النَّجِيل ترتفع قدر الذراع خضراء ترتفع خِيطاناً من أَصل واحد لا ورق لها لكنها منظومة من أَعلاها إِلى أَسفلها حَبًّا مدوّراً أَخضر في غير عِلاقة كأَنها خَرَزٌ منظوم في سِلْكٍ وهي تقتل الإِبل وخَرَزاتُ المَلِك جواهرُ تاجِهِ ويقال كان المَلِك إِذا مَلَك عاماً زيدت في تاجه خَرَزَة ليعلم عدد سِني مُلْكِه قال لبيد يذكر الحرث بن أَبي شَمِر الغَسَّاني رَعى خَرَزاتِ المُلْكِ عشرين حِجَّةً وعشرين حتى فادَ والشَّيْبُ شامِلُ ابن السكيت في باب فُعَلَة قال خَرَزَةٌ يقال لها خَرَزَةُ العُقَرِ
( * قوله « خرزة العقر » في القاموس العقرة كهمزة ) تشدّها المرأَة على حِقْوَيها لئلا تَحْمل

( خربز ) الخِرْبِزُ البطِّيخ قال أَبو حنيفة هو أَوّل ما يخرج قَعْسَرٌ ثم خَضَفٌ ثم فِجّ قال وأَصله فارسي وقد جرى في كلامهم وفي حديث أَنس رضي الله عنه رأَيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرُّطَب والخِرْبز قالوا هو البطيخ بالفارسية

( خزز ) الخُزَزُ ولد الأَرنب وقيل هو الذكر من الأَرانب والجمع أَخِزَّةٌ وخِزَّانٌ مثل صُرَد وصِرْدان وأَرض مَحَزَّة كثيرة الخِزَّان والخَزُّ معروف من الثياب مشتق منه عربي صحيح وهو من الجواهر الموصوف بها حكى سيبويه مَررت بسَرْجٍ خَزٍّ صِفَتُه قال والرفع الوجه يذهب إِلى أَن كونه جوهراً هو الأَصل قال ابن جني وهذا مما سمي فيه البعض باسم الجملة كما ذهَب إِليه في قولهم هذا خاتم حديد ونحوه والجمع خُرُوزٌ ومنه قول بعضهم فإِذا أَعرابي يَرْفُل في الخُزُوز وبائعه خَزَّاز وفي حديث علي كرم الله وجهه نهى عن ركوب الخَزِّ والجلوس عليه قال ابن الأَثير الخز المعروف أَوّلاً ثياب تنسج من صوف وإِبْرَيْسَمٍ وهي مباحة قال وقد لبسها الصحابة والتابعون فيكون النهي عنها لأَجل التشبه بالعجم وزِيِّ المُتْرَفِينَ قال وإِن أُريد بالخَزّ النوعُ الآخر وهو المعروف الآن فهو حرام لأَنه كله معمول من الإِبْرَيْسَم قال وعليه يحمل الحديث الآخر قوم يستحلون الخَزَّ والحرير والخَزِيزُ العَوْسَجُ الذي يجعل على رؤوس الحيطان ليمنع التَّسَلُّقَ وخَزَّ الحائطَ يَخُزُّه خَزًّا وضع عليه شوكاً لئلا يطلع عليه ابن الأَعرابي الضَّرِيعُ العَوْسَج الرَّطْب فإِذا جف فهو عَوْسج فإِذا زاد جُفوفه فهو الخَزِيزُ والخَزّ تغريز العوسج على رؤوس الحيطان وفلان خَزَّ حائطه أَي وضع فيه الشوك لئلا يُتَسَلَّق والخَزّ الطعن بالحِراب ويقال خَزَّهُ بسهم واختَزَّه إِذا انتظمه وطعنه قال رؤبة لاقى حِمامَ الأَجَلِ المُخْتَزّ وقال ابن أَحمر لما اخْتَزَزْتُ فُؤادَه بالمِطْرَدِ واخْتَزَّه بالرمح انتظمه قال الشاعر فاخْتَزَّهُ بِسَلبٍ مَدْرِيِّ كأَنَّما اخْتَزَّ بِراعِبِيِّ أَي انتظمه يعني الكلب بقَرْنٍ سَلِبٍ أَي طويل مَدْري مُحَدَّد واخْتَزَّه بالرمح واختلطه وانتظمه بمعنى واحد وفي النوادر اخْتَزَزْتُ فلاناً إِذا أَتيته في جماعة فأَخذته منها واخْتَزَزْتُ بعيراً من الإِبل أَي اسْتَقْتُه وتركتها وأَصل ذلك أَن الخُزَز إِذا وجد الأَرانبَ عاشية اخْتَزَّ منها أَرنباً وتركها قال أَبو عمرو تمر خازٌّ فيه شيء من الحموضة وقد خَزِزْتَ يا تمرُ تَخْزَزُ فأَنت خازٌّ واخْتَزَّ البعيرَ أَطْرَدَه من بين الإِبل عن الهجري ورجل خُزْخُزٌ وخُزَخِزٌ مثال هُدَبِدٍ وخُزاخِز قويٌّ غليظ كثير العَضَلِ وبعير خُزَخُزٌ قوي شديد قال أَعْدَدْتُ للوِرْدِ إِذا الوِرْدُ حَفَزْ غَرْباً جَرُوراً وجُلالاً خُزَخِزْ ويقال لتَجِدَنَّه بِحِمْله خُزَخِزاً أَي قويّاً عليه وخَزازٌ وخَزازى مقصور كلاهما جبل كانت العرب تُوقِد عليه غداة الغارَة ويومُ خَزازى أَحدُ أَيام العرب وخَزازى موضع معروف قال عمرو بن كلثوم ونحنُ غَداةَ أُوقِدَ في خَزازى رَفَدْنا فَوْقَ رَفْدِ الرَّافِدِينا ويروى خَزاز وفي حديث أَشراط الساعة يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرير قال ابن الأَثير هكذا رواه أَبو موسى في الحاء والراء وقال الحر بتخفيف الراء الفرج وأَصله حِرْح بكسر الحاء وسكون الراء وجمعه أَحْراحٌ ومنهم من يشدد الراء وليس بجيد فعلى التخفيف يكون في حرح لا في حرر والمشهور في رواية هذا الحديث على اختلاف طرقه يستحلون الخَزَّ بالخاء المعجمة والزاي وهو ضرب من ثياب الإِبريسم معروف قال وكذا جاء في كتاب البخاري وأَبي داود ولعله حديث آخر جاء كما ذكره أَبو موسى وهو حافظ عارف بما رَوَى وشَرَح فلا يتهم والله أَعلم

( خزبز ) الخِزْبازُ لغة في الخازِبازِ قال سيبويه هو بمنزلة سِرْبال وقال الشاعر مثل الكلاب تَهِرُّ حَوْلَ دِرابِها ورِمَتْ لهَازِمُها من الخِزْبازِ وذُكِرَ الخازِبازِ مستوفى في ترجمة خوز ابن شميل فلان يَتَخَزْبَزْ علينا أَي يَتَعَظَّم

( خمز ) قال الأَزهري لا أَعرف خمز ولا أَحفظ للعرب فيه شيئاً صحيحاً وقد
قال الليث الخَامِيزُ اسم أعجميّ إِعرابه عامص وآمص ... قوله « اعرابه عامص
إلخ » عبارة شرح القاموس تعرابه عامص وآمص وبعضهم يقول عاميص وآميص وقال ابن الاعرابي العاميص الهلام وقال الليث طعام يتخذ من لحم عجل بجلده وقال ابن سيده الخامِيزُ أَعجمي حكاه صاحب العين ولم يفسره قال وأُراه ضرباً من الطعام

( خنز ) خَنِز اللحمُ والتمرُ والجَوْزُ بالكسر خُنُوزاً ويخْنَز خَنَزاً فهو خَنِزٌ وخَنَزٌ كالهما فسد وأَنتن الفتح عن يعقوب مثل خَزَِنَ على القلب وفي الحديث لولا بنو إِسرائيل ما أَنتن اللحمُ ولا خَنِز الطعامُ كانوا يرفعون طعامهم لِغَدِهم أَي ما نَتُنَ وتغيرت ريحه والخُنَّاز اليهود الذين ادّخروا اللحم حتى خَنِز وقول الأَعلم الهذلي زعَمَتْ خَنازِ بأَنَّ بُرْمَتَنا تجري بلحم غير ذي شَحْم يعني المُنْتِنَةَ أَخذه من خَنِز اللحمُ وجَعَل ذلك اسماً لها عَلَماً والخَنِيزُ الثريد من الخُبز الفطِيرِ والخُنْزُوَةُ والخُنْزُوانَةُ والخُنْزوانِيَّة والخُنْزُوان الكِبْرُ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِذا رأَوا من مَلِكٍ تَخَمُّطا أَو خُنْزُواناً ضَرَبوه ما خَطَا وأَنشد الجوهري لَئِيم نَزَتْ في أَنْفِه خُنْزُوانَةٌ على الرَّحِمِ القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ ويقال هو ذو خُنْزُواناتٍ وفي رأْسه خُنْزُوانةٌ أَي كِبْر وأَنشد الفراء قول عدي بن زيد فَضافَ يُفَرِّي جُلَّهُ عن سَراتِه يَبُذّ الجِيادَ فارِهاً مُتَتابِعا فآض كصَدْرِ الرُّمح نَهْداً مُصَدَّراً يُكَفْكِفُ منه خُنْزُواناً مُنازِعا ويقال لأَنْزِعَنَّ خُنْزُوانَتَك ولأُطَيِّرَنَّ نُعَرَتَك وفي الحديث ذكر الخُنْزُوانة وهي الكِبْر لأَنها تُغَيِّرُ عن السَّمْت الصالح وهي فُعْلُوانة ويحتمل أَن تكون فُنْعُلانة من الخَنْز وهو القهر قال والأَوّل أَصح التهذيب في الرباعي أَبو عمرو الخَنْزُوان الخِنزير ذكره في باب الهَيْلُمان والنَّيْدُلان والكَيْذُبان والخَنْزُوان قال أَبو منصور أَصل الحرف من خَنِزَ يَخْنَزُ إِذا أَنتن وهو ثلاثي والخُنَّاز الوزَغة وفي المثل ما الخَوافي كالقِلَبَة ولا الخُنَّازُ كالثُّعَبَة فالخَوافي بلغة أَهل نجد السَّعَفات اللواتي يَلِين القِلَبة يسميها أَهل الحجاز العَواهن والثُّعَبَة دابَة أَكبر من الوَزَغَة تلدغ فتقتل وفي حديث عليّ كرم الله وجهه أَنه قضى قضاء فاعترض عليه بعض الحَرُورِيَّة فقال له اسكتْ يا خُنَّاز الخُنَّاز الوَزَغة وهي التي يقال لها سامُّ أَبْرَصَ وخَنُّوز وأُم خَنُّوز الضَّبُع والراءُ لغة والخَنْزُوانُ بالفتح ذكر الخنازير وهو الدَّوْبَل والرَّتُّ والله أَعلم

( خوز ) ابن الأَعرابي يقال خَزاهُ خَزْواً وخازَه خَوْزاً إِذا ساسَهُ قال والخَوْزُ المعاداة أَيضاً والخوز جِيلٌ من الناس معروف أَعجمي معرب وفي الحديث ذكر خُوزِ كِرْمانَ وروي خُوز وكِرْمان وخُوزا وكِرْمان قال والخُوز جبل معروف في العجم ويروى بالراء وهو من أَرض فارس قال ابن الأَثير وصوّبه الدارقطني وقيل إِذا أَردت الإِضافة فبالراء وإِذا عطفت فبالزاي والخازِبازِ ذُباب اسمان جُعِلا واحداً وبُنِيا على الكسر لا يَتَغَيَّر في الرفع والنصب والجر قال عمرو بن أَحمر تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّوارِي وجُنَّ الخَازِبازِ به حُنُونا الخازبازِ وسُمّي الذِّبَّانُ به وهما صوتانِ جُعِلا واحداً لأَن صوته خازِبازِ ومن أَعربه نزله بمنزلة الكلمة الواحدة فقال خازِبازُ وقيل أَراد النبت وقيل أَراد ذِبَّانَ الرِّياض وقيل الخازِبازِ حكاية لصوت الذباب فسماه به وقيل الخَازِبازِ ذباب يكون في الروض وقيل نبت وأَنشد أَبو نصر تقوية لقوله أَرْعَيْتُها أَكرمَ عُودٍ عُودَا الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا والخَازِبازِ السَّنِمَ المَجُودا بحيث يَدْعُو عامِرٌ مَسْعُودَا وعامر ومسعود هما راعيان قال ثعلب الخازِبازِ بقلتان فإِحداهما الدَّرْماءُ والأُخرى الكَحْلاءُ وقيل الخازِباز ثمر العُنْصُلَة والخازِبازِ في غير هذا داء يأْخذ الإِبلَ والناسَ في حُلوقها وقال ابن سيده الخازِبازِ قَرْحة تأْخذ في الحَلْق وفيه لغات قال يا خازِبازِ أَرْسِل اللَّهازِما إِني أَخافُ أَن تكون لازِما ومنهم من خص بهذا الداء الإِبلَ والخِزْبازُ لغة فيه وأَنشد الأَخفش مثل الكلاب تَهِرُّ عند جِرائِها ورِمَتْ لهَازِمُه من الخِزْباز أَراد الخازِبازِ فبنى منه فعلاً رباعيْاً قال ابن بري صواب إِنشاده مثل الكلاب تهر عند دِرابِها ورِمَت لهَازِمُها من الخِزْباز والدِّرابُ جمع دَرْب واللَّهازِم جمع لِهْزِمة وهي لحمة في أَصل الحَنَك شبههم بالكلاب النابحة عند الدُّرُوب ابن الأَعرابي خازبازُ وَرَمٌ قال أَبو علي أَما تسميتهم الورم في الحلق خازِبازَ فإِنما ذلك لأَن الحلق طريق مجرى الصوت فلهذه الشركة مّا وقعت طريق التسمية وقال ابن سيده الخازِبازِ ذباب يكون في الروض وقيل هو صوت الذباب وقيل خازِبازِ نبت وقيل كثرة النبات والخازِبازِ السِّنَّوْر عن ابن الأَعرابي قال ابن سيده وأَلف خازِبازِ واو لأَنها عين والعينُ وَاواً أَكثرُ منها ياءً=

===========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جلد 3. الحيوان للجاحظ /الجزء الثالث

  الجزء الثالث بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة استنشاط القارئ ببعض الهزل وإن كنَّا قد أمَلْلناك بالجِدِّ وبالاحتجاجاتِ الصحيحة والم...