كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس


مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 مايو 2022

مجلد 15.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري ( دحز ) الي ( عترس )

 

15.

مجلد 15.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري   

( دحز ) الدَّحْز العَزْد وهو الجماع

( درز ) الدَّرْزُ واحد دُرُوز الثوب ونحوه وهو فارسي معرّب ويقال للقمل والصِّئْبان بنات الدُّرُوز والدَّرْزُ زِئْبِرُ الثوب وماؤه وهو دَخيل وجمعه دُرُوز وبنو دَرْزٍ الخياطون والحاكَةُ وأَولادُ دَرْزَةَ الغَوْغاءُ وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال الدَّرْزُ نعيم الدنيا ولَذَّاتها ويقال للدنيا أُمُّ دَرْزٍ قال ودَرِزَ الرجلُ وذَرِزَ بالدال والذال إِذا تمكن من نعيم الدنيا قال والعرب تقول للدَّعِيِّ هو ابن دَرْزَةَ وابن تُرْنى وذلك إِذا كان ابن أَمَةٍ تُساعي فجاءت به من المُساعاة ولا يعرف له أَب ويقال هؤلاء أَولاد دَرْزَة وأَولادُ فَرْتَنى للسِّفْلَة والسُّقَاطِ قاله المبرد قال ابن الأَعرابي يقال للسَّفِلَة أَولادُ دَرْزَة كما يقال للفقراء بنو غَبراء قال الشاعر يخاطب زيد بن علي رضي الله عنهما أَولادُ دَرْزَة أَسْلَموكَ وطارُوا ويقال أَراد به الخياطين وقد كانوا خرجوا معه فتركوه وانهزموا

( دعز ) الدَّعْزُ الدَّفْع وربما كُني به عن النكاح دَعَزها يَدْعَزُها دَعْزاً جامعها والله أَعلم

( دلمز ) الدُّلَمِزُ والدُّلامِز الماضي القويّ وقيل هو الشديد الضخم وقد خففه الراجز فقال دُلامِزٌ يُرْبي على الدُّلَمْزِ وجمع الدُّلامِز دَلامِز بفتح الدال قال الراجز يَغْبَى على الدَّلامِز الخَرَارِتِ
( * قوله « يغبى إلخ » كذا بالأصل بغين معجمة وباء موحدة ومثله في الجوهري قال شارح القاموس والذي بخط الازهري يعيا بعين مهملة بعدها مثناة تحتية وكل صحيح المعنى )
ويقال دليل دُلامِز وقيل الدُّلَمِز والدُّلامِز الصلْبُ القصير من الناس والدُّلَمِز الغليظ ودلْمَزَ الرجلُ عَظَّمَ لُقْمَته ابن شميل الدَّلمزَة في اللَّقم تَضْخيم اللُّقَم الكبار ويقال دَلْمَزَ دَلْمَزَةً ابن الأَعرابي من أَسماء الشيطان الدُّلَمِز والدُّلامِز وقال الأَصمعي يقال للوَبَّاصِ من الرجال الضخمِ دُلامِزٌ ودُلَمِز ودُلامِص ودِلاص

( دهلز ) الدِّهْلِيز الدِّلِّيج فارسي معرب والدِّهْلِيز بالكسر ما بين الباب والدار فارسي معرب والجمع الدَّهالِيز الليث دِهْليز إِعراب داليج قال والدِّهْلِيز معرب بالفارسية داليز ودالاز والدِّهْلِيز الجَيْئَةُ قال وهنزمز معرّب
( * قوله « قال وهنزمز معرب » كذا بالأصل )

( دهمز ) التهذيب الدَّهْدَمُوزُ الشديدُ الأَكل وأَنشد لا تَكْرِيَنَّ بعدَها عَجُوزا واسِعَةَ الشِّدْقَيْنِ دَهْدَمُوزا تَلْقَمُ لَقْماً كالقَطا مَكْنُوزا والله أَعلم

( ذرز ) التهذيب يقال للدنيا أُم ذَرْزٍ قال ودَرِزَ الرجلُ وذَرِزَ بالدال والذال إِذا تمكن من نعيم الدنيا

( رأز ) الرَّأْزُ من آلات البنائين والجمع رَأْزَةٌ قال ابن سيده هذا قول أَهل اللغة قال وعندي اسم للجمع

( ربز ) : التهذيب : أَبو زيد الرَّبيزُ و الرَّمِيزُ من الرجال العاقل الثَّخِين وقد رَبُزَ رَبَازَةً و أَرْبَزْتُهُ إِرْبَازاً . قال : ومنهم من يقول رَمِيز بالميم . و رَبُزَ رَبَازَةً و رَمَزَ رَمَازَةٌ بمعنى واحد . وفلان رَبِيزٌ و رَمِيزٌ إِذا كان كثيراً في فَنِّه وهو مُرْتَبِزٌ و مُرْتَمِزٌ . وكَبْشٌ رَبِيزٌ أَي مُكْتَنِز أَعْجَزُ مثل رَبِيسٍ . و رَبَّزَ القربةَ و رَبَّسَها : ملأَها . وفي حديث عبدا بن بِشْر : جاء رسولا إِلى داري فوضعنا له قطِيفَةٌ رَبيزَةً أَي ضَخْمة من قولهم : كِيس رَبيزٌ وصُرَّة رَبِيزَة

( رجز ) : الرَّجَزُ : داء يصيب الإبل في أَعجازها . و الرَّجَز : أَن تضطرب رِجْلُ البعير أَو فَخْذاه إِذا أَراد القيام أَو ثارَ ساعةً ثم تنبسط . و الرَّجَزُ : ارْتعادٌ يصيب البعير والناقة في أَفخاذهما ومؤخرهما عند القيام وقد رَجِزَ رَجَزاً وهو أَرْجَزُ والأُنثى رَجْزاء وقيل : ناقة رَجْزاء ضعيفةُ العَجُزِ إِذا نهضت من مَبْرَكها لم تَسْتَقِلَّ إِلاَّ بعد نَهْضتين أَو ثلاث قال أَوس بن حَجَر يهجو الحكَم بن مَرْوانَ بن زِنْباع : هَمَمْتَ بخير ثم قَصَّرْتَ دونَه كما ناءَتِ الرَّجْزاءُ شُدَّ عِقالُها مَنَعْت قليلاً نَفْعُه وحَرَمْتَنِي قليلاً فهَبْها بَيْعَةً لا تُقالُها ويروى : عَثْرَةً وكان وَعَدَه بشيء ثم أَخلفه والذي في شِعْره : هممتَ بِباعٍ . وهو فعل خير يعطيه . قال : ومنه الحديث : يَلْحَقُني منكن أَطْوَالُكُنَّ باعاً فلما ماتت زينب رضي الله عنها عَلِمْن أَنها هي يقول : لم تُتِمَّ ما وَعَدْتَ كما أَن الرَّجْزاء أَرادت النُّهوضَ فلم تَكَدْ تَنْهَض إِلاَّ بعد ارتعاد شديد ومنه سمي الرَّجَزُ من الشعر لتقارب أَجزائه وقلة حروفه وقول الراعي يصف الأَثافِيَّ : ثَلاث صَلَيْنَ النَّارَ شَهْراً وأَرْزَمَتْ عليهِنَّ رَجْزاءُ القِيامِ هَدُوجُ يعني ريحاً تَهْدِج لها رَزَمَةٌ أَي صوت . ويقال : أَراد بَرجْزاءِ القِيام قِدْراً كبيرة ثقيلة . هَدُوجٌ : سريعة الغَلَيان قال : وهذا هو الصواب وقال أَبو النجم : حتى تَقُوم تَكَلُّفَ الرَّجْزاءِ ويقال للريح إِذا كانت دائمة : إِنها لَرَجْزاءُ وقد رَجَزَت رَجْزاً و الرَّجْزُ : مصدر رَجَز يَرْجُز قال ابن سيده : و الرَّجَزُ شِعْرٌ ابتداء أَجزائه سَبَبَان ثم وَتِدٌ وهو وَزْنٌ يسهل في السَّمْع ويقع في النَّفْس ولذلك جاز أَن يقع فيه المَشْطور وهو الذي ذهب شَطْره والمَنْهوك وهو الذي قد ذهب منه أَربعة أَجزائه وبقي جزآن نحو : يا ليتني فيها جَذَعْ أَخُبُّ فيها وأَضَعْ وقد اختلف فيه فزعم قوم أَنه ليس بشِعْر وأَن مَجازه مَجازُ السَّجْع وهو عند الخليل شِعْر صحيح ولو جاء منه شيء على جزء واحد لاحتمل الرَّجَزُ ذلك لحسن بنائه . وفي التهذيب : وزعم الخليل أَن الرَّجَزَ ليس بِشِعْر وإِنما هو أَنْصافُ أَبيات وأَثْلاث ودليل الخليل في ذلك ما روي عن النبي في قوله : سَتُبْدي لك الأَيَّامُ ما كنْتَ جاهِلاً ويأْتيك من لم تُزَوِّد بالأخْبارِ قال الخليل : لو كان نصف البيت شعراً ما جرى لسان النبي : سَتُبْدِي لك الأَيْامُ ما كنت جاهِلاً وجاء بالنصف الثاني على غير تأْليف الشِّعْر لأَن نصف البيت لا يقال له شِعْر ولا بيت ولو جاز أَن يقال لنِصْف البيت شِعْر لقيل لجزء منه شِعْر وقد جرى على لسان النبي : النبي لا كَذِبْ أَنا ابن عَبْدِ المُطَّلِبْ قال بعضهم : إِنما هو لا كَذِبَ بفتح الباء على الوصل قال الخليل : فلو كان شِعْراً لم يَجْر على لسان النبي قال الله تعالى : { وما علَّمناه الشِّعْر وما ينبغي له } أَي وما يَتَسَهَّلُ له قال الأَخفش : قول الخليل إِن هذه الأَشياء شِعْر قال : وأَنا أَقول إِنها ليست بشِعْر وذكر أَنه هو أَلْزَمَ الخليلَ ما ذكرنا وأَن الخليل اعتقده . قال الأَزهري : قول الخليل الذي كان بنى عليه أَن الرجز شعر ومعنى قول الله عز وجل : { وما علمناه الشعر وما ينبغي له } أي لم نُعَلِّمه الشَّعْر فيقوله وَيَتَدَرَّب فيه حتى يُنْشِىء منه كُتُباً وليس في إِنشاده البيت والبيتين لغيره ما يبطل هذا لأَن المعنى فيه أَنَّا لم نجعله شاعراً قال الخليل : الرَّجَزُ المَشْطُور والمَنْهوك ليسا من الشعر قال : والمَنْهُوك كقوله : أَنا النَّبِيّ لا كَذِبْ والمَشْطُور : الأَنْصاف المُسَجَّعة . وفي حديث الوليد بن المُغيِرة حين قالت قريش للنبي : إِنه شاعِرٌ فقال : لقد عرفت الشِّعْرَ ورَجَزَه وهَزَجَه وقَرِيضَه فما هو به . و الرَّجَز : بحر من بحور الشِّعْر معروف ونوعٌ من أَنواعه يكون كل مِصْراع منه مفرداً وتسمى قصائده أَراجِيزَ واحدتها أُرْجُوزَةٌ وهي كهيئة السَّجْع إلا أَنه في وزن الشِّعْر ويسمى قائله راجزاً كما يسمى قائل بحور الشِّعْر شاعراً . قال الحربي : ولم يبلغني أَنه جرى على لسان النبي من ضروب الرَّجَز إلا ضربان : المَنْهُوك والمَشْطُور ولم يَعُدَّهما الخليل شِعْراً فالمَنْهُوك كقوله في رواية البراء إِنه رأَى النبي على بغلة بيضاء يقول : أَنا النبيّ لا كَذِبْ أَنا ابن عَبْدِ المُطَّلِبْ والمَشْطُور كقوله في رواية جُنْدب : إِنه دَمِيَتْ إِصبَعُه فقال : أَنتِ إِلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وفي سبيل الله ما لَقيتِ ويروى أَن العجاج أَنشد أَبا هريرة : ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا فقال : كان النبي يُعْجبه نحو هذا من الشِّعر . قال الحربي : فأَما القصيدة فلم يبلغني أَنه أَنشد بيتاً تامّاً على وزنه إِنما كان ينشد الصدر أَو العَجُز فإِن أَنشده تامّاً لم يُقِمْه على وزنه إِنما أَنشد صدر بيت لبيد : أَلا كُلُّ شيْءٍ ما خَلا اللَّهَ باطِلُ وسكت عن عَجُزه وهو : وكلَّ نَعِيمٍ لا مَحالَةَ زَائِلُ وأَنشد عجز بيت طَرَفَةَ : ويأْتيك مَنْ لم تُزَوِّد بالأَخْبار وصَدْره : سَتُبْدِي لك الأَيامُ ما كنتَ جاهِلاً وأَنشد : أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْ بين الأَقْرَعِ وعُيَيْنَة فقال الناس : بين عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ فأَعادها : بين الأَقرع وعيينة فقام أَبو بكر رضي الله عنه فقال : أَشهد أَنك رسولا ثم قرأَ : { وما عَلَّمناه الشِّعر وما ينبغي له } قال : و الرَّجَز ليس بشِعْرٍ عند أَكثرهم . وقوله : أَنا ابْنُ عبد المُطَّلِبْ لم يقله افتخاراً به لأَنه كان يكره الانتساب إلى الآباء الكفار أَلا تراه لما قال له الأَعرابي : يا بن عبد المطلب قال : قد أَجَبْتُك ولم يتلفظ بالإجابة كراهة منه لما دعاه به حيث لم يَنْسُبْه إلى ما شرفه الله به من النبوّة والرسالة ولكنه أَشار بقوله : أَنا ابن عبد المطلب إلى رؤيا كان رآها عبدُ المطلب كانت مشهورة عندهم رأَى تصديقها فَذَكَّرهم إِياها بهذا القول . وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه : من قرأَ القرآن في أَقَلَّ من ثلاث فهو راجزٌ إِنما سماه رَاجزاً لأَن الرَّجَزَ أَخف على لسان المُنْشِدِ واللسان به أَسْرَعُ من القَصيد . قال أَبو إِسحاق . إِنما سمي الرَّجَز رَجَزاً لأَنه تتوالى فيه في أَوَّله حركة وسكون ثم حركة وسكون إلى أَن تنتهي أَجزاؤه يشبه بالرَّجَز في رِجْل الناقة ورِعْدَتها وهو أَن تتحرك وتسكن ثم تتحرك وتسكن وقيل : سمي بذلك لاضطراب أَجزائه وتقاربها وقيل : لأَنّهُ صدور بلا أَعْجاز وقال ابن جني : كل شعر تركب تركيب الرَّجزَ سمي رَجَزاً وقال الأَخفش مرة : الرَّجَز عند العرب كل ما كان على ثلاثة أَجزاء وهو الذي يَتَرَنَّمون به في عملهم وسَوْقهم ويَحْدُون به قال ابن سيده : وقد روى بعضُ من أَثِقُ به نحوَ هذا عن الخليل قال ابن جني : لم يَحْتَفِل الأَخفش ههنا بما جاء من الرَّجَز على جزأَين نحو قوله : يا ليتني فيها جَذَعْ قال : وهو لَعَمْرِي بالإِضافة إلى ما جاء منه على ثلاثة أَجزاء جُزْءٌ لا قَدْرَ له لِقِلَّته فلذلك لم يذكره الأَخفش في هذا الموضع فإِن قلت : فإِن الأَخفش لا يرى ما كان على جُزْأَين شِعْراً قيل : وكذلك لا يرى ما هو على ثلاثة أَجْزاء أَيضاً شِعْراً ومع ذلك فقد ذكره الآن وسماه رَجَزاً ولم يذكر ما كان منه على جُزْأَين وذلك لِقِلَّته لا غير وإِذا كان إِنما سُمِّيَ رَجَزاً لاضطرابه تشبيهاً بالرَّجَزِ في الناقة وهو اضطرابها عند القيام فما كان على جُزْأَين فالاضطراب فيه أَبلغ وأَوكد وهي الأُرْجُوزَةُ للواحدة والجمعُ الأَرَاجِيزُ . رَجَز الرَّاجِزُ يَرْجُزُ رَجْزاً و ارْتَجَزَ الرَّجَّاز ارْتجازاً : قال أُرْجُوزَةً و تَرَاجَزُوا و ارتَجَزُوا : تَعَاطَوْا بينهم الرَّجَزَ وهو رجَّازٌ و رَجَّازَةٌ و راجزٌ . و الارْتِجازُ : صوت الرّعْد المُتَدارِك . و ارْتَجَزَ الرعدُ ارْتِجازاً إِذا سمعت له صوتاً متتابعاً . و تَرَجَّزَ السحابُ إِذا تحرك تحركاً بَطِيئاً لكثرة مائه قال الراعي : ورَجَّافاً تَحِنُّ المُزْنُ فيه تَرَجَّزَ من تِهامَةَ فاسْتَطارَا وغيث مُرْتَجِز : ذو رعدٍ وكذلك مُتَرَجِّز قال : أَبو صخر : وما مُتَرَجِّزُ الآذِيِّ جَوْنٌ له حُبُكٌ يَطُمُّ على الجبالِ و المُرْتَجِزُ : اسم فرس سيدنا رسولا سمي بذلك لِجَهارة صَهيله وحُسنه وكان رسولا اشتراه من الأَعرابي وشهد له خُزَيْمَةُ بن ثابت وَرَدَ ذكره في الحديث . و تَرَاجَزَ القوم : تنازعوا . و الرِّجْز : القَذَر مثل الرِّجْس : و الرِّجْز : العذاب . و الرِّجْز و الرُّجْز : عبادة الأَوثان وقيل : هو الشِّرْك ما كان تأْويله أَن مَنْ عبد غير الله تعالى فهو على رَيْب من أَمره واضطراب من اعتقاده كما قال سبحانه وتعالى : { ومن الناس من يعبد الله على حَرْفٍ } أَي على شك وغير ثقَةٍ ولا مُسْكة ولا طمأْنينة وقوله تعالى : { و الرُّجْزَ فاهْجُرْ } قال قوم : هو صنم وهو قول مجاهد وا أعلم قال أبو إسحاق : قرىء و الرِّجْز و الرُّجْز بالكسر والضم ومعناهما واحد وهو العمل الذي يُؤدِّي إلى العذاب وقال عز من قائل : { لئن كشفت عنا الرِّجْزَ لنؤْمنن لك } أَي كشفت عنا العذاب . وقوله : { رجْزاً من السماء } هو العذاب وفي الحديث : أَن مُعاذاً رضي الله عنه أَصابه الطَّاعون فقال عمرو بن العاص : لا أُراه إِلاَّ رجْزاً وطُوفاناً فقال معاذ : ليس برجْزٍ ولا طُوفان هو بكسر الراء العذاب والإثم والذنبُ ويقال في قوله عز وجل : { و الرُّجْز فاهْجُرْ } أَي عبادة الأَوثان . وأَصل الرَّجز في اللغة : تتابُعُ الحركات ومن ذلك قولهم : ناقة رَجْزاءُ إِذا كانت قوائمها ترتعدُ عند قيامها ومن هذا رَجزُ الشعر لأَنه أَقصرُ أَبياتِ الشعرِ والانتقالُ من بيت إلى بيت سريعٌ نحو قوله : صَبْراً بَنِي عبد الدَّارْ وكقوله : ما هاجَ أَحْزاناً وشَجْواً قد شَجَا قال أَبو إِسحاق : ومعنى الرِّجْز في القرآن هو العذابُ المقَلْقِل لشدّته وله قلقلةٌ شديدةٌ متتابعة . وقوله عز وجل : { ويُذْهِبَ عنكم رِجْزَ الشيطان } قال المفسرون : هو وساوسُه وخطاياهُ وذلك أَن المسلمين كانوا في رَمْل تسوخ فيه الأَرجلُ وأَصابت بعضَهم الجنابةُ فوسوس إليهم الشيطانُ بأَن عدوَّهم يقدرون على الماء وهم لا يقدرون عليه وخَيَّل إليهم أَن ذلك عَوْنٌ من الله تعالى لعدوّهم فأَمطر الله تعالى المكانَ الذي كانوا فيه حتى تطهَّروا من الماء واستوت الأَرضُ التي كانوا عليها وذلك من آيات الله عز وجل . وَوَسواسُ الشيطان رِجْزٌ . و تَرَجَّزَ الرجل إِذا تحرك تحركاً بطيئاً ثقيلاً لكثرة مائه . و الرِّجَازَةُ : ما عُدِل به مَيْلُ الحِمْلِ والهَوْدَجِ وهو كساءٌ يجعل فيه حجارةٌ ويعلق بأَحد جانبي الهودج ليَعْدِله إِذا مال سمي بذلك لاضطرابه وفي التهذيب : هو شيء من وسادة وأَدَم إِذا مال أَحدُ الشِّقين وضع في الشِّق الآخر ليستوي سمي رِجازَة المَيْل . و الرِّجازَةُ : مَرْكَبٌ للنساء دون الهودج . و الرِّجازَة : ما زين به الهودجُ من صوف وشعر أَحمر قال الشَّمَّاخ : ولو ثَقِفاها ضُرِّجَتْ بدِمائها كما جَلَّلَتْ نِضْوَ القِرامِ الرَّجائزُ قال الأَصمعي : هذا خطأٌ إِنما هي الجزائزُ الواحدة جَزِيرة وقد تقدم ذكرها . و الرجائزُ : مراكبُ أَصغرُ من الهوادج ويقال : هو كساء تجعل فيه أَحجار تعلق بأَحد جانبي الهودج إِذا مال . و الرَّجَّاز : وادٍ معروف قال بدر بن عامر الهذلي : أَسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ من عُرَوائه بِمَدَافِعِ الرَّجَّازِ أَو بعُيونِ ويروى : بمدامع الرَّجَّاز وا أَعلم

( رخبز ) رَخْبَزٌ اسم

( رزز ) رَزَّ الشيءَ في الأَرض وفي الحائط يَرُزُّه رَزًّا فارْتَزَّ أَثبته فَثَبَتَ والرَّزُّ رَزُّ كلِّ شيءٍ تثبته في شيء مثل رَزَّ السِّكينَ في الحائط يَرُزُّهُ فَيَرْتَزُّ فيه قال يونس النحوي كنا مع رُؤْبَةَ في بيت سَلَمَةَ بنِ عَلْقَمة السَّعدي فدعا جارية له فجعلت تَباطأُ عليه فأَنشد يقول جاريةٌ عند الدُّعاءِ كَزَّه لو رَزَّها بالقُرْبُزِيِّ رَزَّه جاءت إِليه رَقَصاً مُهْتَزَّه ورَزَّزْتُ لك الأَمر تَرْزيزاً أَي وطَّأْتُه لك وَرَزَّت الجرادةُ ذَنَبَها في الأَرض تَرُِزَّه رَزًّا وأَرَزَّتْه أَثُبَتَتْه لِتَبِيضَ وقد رَزَّ الجرادُ يَرُزُّ رَزًّا وقال الليث يقال أَرَزَّت الجرادة إِرزازاً بهذا المعنى وهو أَن تُدْخِلَ ذَنَبَها في الأَرض فَتُلْقِيَ بَيضَها ورَزّةُ الباب ما ثبت فيه من
( * كذا بياض بالأصل ) وهو منه والرَّزَّة الحديدة التي يُدْخَل فيها القُفْلُ وقد رَزَزْتُ الباب أَي أَصلحتُ عليه الرَّزَّة وتَرْزِيزُ البياضِ صَقْلُه وهو بياض مُرَزَّز والرَّزِيزُ نَبتٌ يصبغ به والرِّزُّ بالكسر الصوتُ وقيل هو الصوت تسمعه من بعيد وقيل هو الصوت تسمعه ولا تدري ما هو يقال سمعتُ رِزَّ الرعد وغيره وأَرِيزَ الرعد والإِرْزِيزُ الطويلُ الصوت والرَّز أَن يسكت من ساعته ورِزُّ الأَسدِ ورِزُّ الإِبل الصوتُ تسمعه ولا تراه يكون شديداً أَو ضعيفاً والجَرْسُ مثله ورِزُّ الرعد ورَزيزه صوته ووجدت في بطني رِزًّا ورِزِّيزَى مثال خِصِّيصَى وهو الوجع وفي حديث عليّ بن أَبي طالب كرم الله وجهه من وجد في بطنه رِزًّا فلينصرف وليتوضأْ الرِّزُّ في الأَصل الصوت الخفيُّ قال الأَصمعي أَراد بالرِّزِّ الصوتَ في البطن من القَرْقَرَةِ ونحوها قال أَبو عبيد وكذلك كل صوت ليس بالتشديد فهو رِزٌّ قال ذو الرمة يصف بعيراً يَهْدُر في الشِّقْشِقَةِ رَقْشاء تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزابِدا دَوَّمَ فيها رِزُّهُ وأَرْعَدَا وقال أَبو النجم كأَنَّ في رَبابِهِ الكِبارِ رِزَّ عِشَارٍ جُلْنَ في عِشَارِ قال أَبو منصور وغيره في قول عليّ كرم الله وجهه من وَجَدَ رِزًّا في بطنه إِنه الصوت يحدث عند الحاجة إِلى الغائط وهذا كما جاء في الحديث أَنه يكره للرجل الصلاة وهو يدافعُ الأَخْبَثَيْنِ فأَمره بالوضوء لئلا يدافع أَحد الأَخبثين وإِلا فليس بواجب إِن لم يخرج الحدث قال وهذا الحديث هكذا جاءَ في كتب الغريب عن عليّ نفسه وأَخرجه الطبراني عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال القتيبي الرِّزُّ غَمْزُ الحَدَثِ وحَرَكَتُه في البطن للخروج حتى يحتاج صاحبُه إِلى دخول الخلاء كان بقَرْقَرَةٍ أَو بغير قَرْقَرَةٍ وأَصل الرِّزِّ الوجعُ يجده الرجل في بطنه يقال إِنه ليجد رِزًّا في بطنه أَي وجعاً وغَمْزاً للحدث وقال أَبو النجم يذكر إِبلاً عِطاشاً لو جُرَّ شَنٌّ وَسْطَها لم تَجْفُلِ من شَهْوَةِ الماءِ ورِزٍّ مُعْضِلِ أَي لو جُرَّتْ قربه يابسة وسط هذه الإِبل لم تَنْفِرْ من شدة عطشها وذُبُولها وشدّة ما تجده في أَجوافها من حرارة العطش بالوجع فسماه رِزًّا ورِزُّ الفَحْلِ هَدِيره والإِرْزِيزُ الصوتُ وقال ثعلب هو البَرَدُ والإِرْزِيزُ بالكسر الرِّعْدَةُ وأَنشد بيت المتنخل قد حالَ بين تَراقِيهِ ولَبَّتِه من جُلْبَةِ الجُوعِ جَيَّارٌ وإِرْزيزُ والإِرْزِيزُ بَرَدٌ صغار شبيه بالثلج والإِرْزِيزُ الطَّعْنُ الثابت ورَزَّهُ رَزَّةً أَي طعنه طعنة وارْتَزَّ السهمُ في القِرطاس أَي ثبت فيه وارْتَزَّ البَخيلُ عند المسأَلة إِذا بقي ثابتاً وبَخِلَ وفي حديث أَبي الأَسود إِن سُئِلَ ارْتَزَّ أَي ثبت وبقي مكانه وخَجِلَ ولم ينبسط وهو افْتَعَلَ من رَزَّ إِذا ثَبَتَ ويروى أَرَزَ بالتخفيف أَي تقبَّض والرُّزُّ والرُّنْزُ لغة في الأُرْزِ الأَخيرة لعبد القيس قال ابن سيده وإِنما ذكرتها ههنا لأَن الأَصل رُزٌّ فكرهوا التشديد فأَبدلوا من الزاي الأُولى نوناً كما قالوا إِنْجاصٌ في إِجَّاصٍ وإِن لم تكن النون مبدلة فالكلمة ثلاثية وطعام مُرَزَّرٌ فيه رُزٌّ قال الفراء ولا تقل أُرْز وقال غيره رُزٌّ ورُنْزٌ وأُرْزٌ وأَرُزٌ وأُرُزٌ

( رطز ) التهذيب أَهمله الليث وقال أَبو عمرو في كتاب الياقوت الرَّطَزُ الضعيف قال وشَعَرٌ رَطَزٌ أَي ضعيف

( رعز ) المِرْعِزُّ والمِرْعِزَّى والمِرْعِزاءُ والمَرْعِزَّى والمَرْعِزَاءُ معروف وجعل سيبويه المِرْعِزَّى صفة عنى به اللَّيِّنَ من الصوف قال كراع لا نظير للمِرْعِزَّى ولا للمِرْعِزاءِ وثوب مُمَرْعَزٌ من باب تَمَدْرَعَ وتَمَسْكَنَ وإِن شدَّدت الزاي من المِرْعِزَّى قَصَرْتَ وإِن خففت مددت والميم والعين مكسورتان على كل حال وحكى الأَزهري المِرْعِزَّى كالصوف يخلص من بين شعر العَنْزِ وثوب مِرْعِزَّى على وزن شِفْصِلَّى قال ويقال مَرْعِزاءُ فمن فتح الميم مدّه وخفف الزاي وإِذا كسر الميم كسر العين وثقل الزاي وقصر الجوهري المِرْعِزَّى الزَّغَبُ الذي تحت شعر العنز وهو مَفْعِلَّى لأَن فَعْلِلَّى لم يجئ وإِنما كسروا الميم إِتباعاً لكسرة العين كما قالوا مِنْخِر ومِنْتِن وكذلك المِرْعِزاءُ إِذا خففت مددت وإِن شددت قصرت وإِن شئت فتحت الميم وقد تحذف الأَلف فتقول مِرْعِزٌّ وهذه ذكرها الأَزهري في الرباعي

( رفز ) قال الليث قرأْت في بعض الكتب شعراً لا أَدري ما صحته وهو وبَلْدَة للدَّاء فيها غامِزُ ميت بها العِرْقُ الصَّحيحُ الرافِزُ قال هكذا كان مُقَيِّداً وفسره رَفَزَ العِرْقُ إِذا ضَرَبَ وإِن عرقه لَرَفَّاز أَي نَبَّاضٌ قال الأَزهري ولا أَعرف الرَّفَّازَ بمعنى النَّبَّاضِ ولعله راقِزٌ بالقاف قال وينبغي أَن يبحث عنه

( رقز ) التهذيب العرب تقول رَقَزَ ورَقَصَ وهو رَقَّاز ورَقَّاصٌ وأَنشد وبلدة للداء فيها غامز ميت بها العرق الصحيح الراقز وقال الراقز الضارب يقال ما يَرْقِزُ منه عرق أَي ما يضرب

( ركز ) الرَّكْزُ غَرْزُكَ شيئاً منتصباً كالرمح ونحوه تَرْكُزُه رَكْزاً في مَرْكَزِه وقد رَكَزَه يَرْكُزُه ويَرْكِزُه رَكْزاً ورَكَّزَه غَرَزَه في الأَرض أَنشد ثعلب وأَشْطانُ الرِّماحِ مُرَكَّزاتٌ وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلُولُ والمَراكِزُ منابت الأَسنان ومَرْكَزُ الجُنْدِ الموضع الذي أُمروا أَن يلزموه وأُمروا أَن لا يَبرَحُوه ومَرْكَزُ الرجل موضعُه يقال أَخَلَّ فلانٌ بِمَرْكَزِه وارْتَكَزْتُ على القوس إِذا وضعت سِيَتَها بالأَرض ثم اعتمدت عليها ومَرْكَزُ الدائرة وَسَطُها والمُرْتَكِزُ الساقِ من يلبس النبات الذي طار عنه الورق والمُرْتَكِزُ من يابس الحشيش أَن ترى ساقاً وقد تطاير عنها ورقها وأَغصانها ورَكَزَ الحَرُّ السَّفا يَرْكُزه رَكْزاً أَثبته في الأَرض قال الأَخطل فلما تَلَوَّى في جَحافِلِه السَّفا وأَوْجَعَه مَرْكُوزُه وذَوابِلُهْ وما رأَيت له رِكْزَةَ عَقْلٍ أي ثَباتَ عقل قال الفراء سمعت بعض بني أَسد يقول كلمت فلاناً فما رأَيت له رِكْزَةً يريد ليس بثابت العقل والرِّكْزُ الصوتُ الخفيُّ وقيل هو الصوت ليس بالشديد قال وفي التنزيل العزيز أَو تَسْمَعُ لهم رِكْزاً قال الفراء الرِّكْزُ الصوت والرِّكْز صوت الإِنسان تسمعه من بعيد نحو ركز الصائد إِذا ناجَى كلابَهُ وأَنشد وقد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ بنَبْأَةِ الصَّوْتِ ما في سَمْعِه كَذِب وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى فَرَّتْ من قَسْوَرَةٍ قال هو رِكْز الناس قال الرِّكْزُ الحِسُّ والصوت الخفي فجعل القَسْوَرَةَ نفسها رِكْزاً لأَن القسورة جماعة الرجال وقيل هو جماعة الرُّماة فسماهم باسم صوتهم وأصلها من القَسْرِ وهو القَهْرُ والغلبة ومنه قيل للأَسد قَسْوَرَةٌ والرِّكازُ قِطَعُ ذهب وفضة تخرج من الأَرض أَو المعدن وفي الحديث وفي الرِّكازِ الخُمْسُ وأَرْكَزَ المَعْدِنُ وُجِدَ فيه الرِّكاز عن ابن الأَعرابي وأَرْكَزَ الرجلُ إِذا وَجد رِكازاً قال أَبو عبيد اختلف أَهل الحجاز والعراق فقال أَهل العراق في الرِّكاز المعادنُ كلُّها فما استخرج منها من شيء فلمستخرجه أَربعة أَخماسه ولبيت المال الخمس قالوا وكذلك المالُ العادِيُّ يوجد مدفوناً هو مثل المعدن سواء قالوا وإِنما أَصل الركاز المعدنُ والمالُ العادِيُّ الذي قد ملكه الناس مُشَبَّه بالمعدن وقال أَهل الحجاز إِنما الركاز كنوز الجاهلية وقيل هو المال المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الإِسلام فأَما المعادن فليست بركاز وإِنما فيها مثل ما في أَموال المسلمين من الركاز إِذا بلغ ما أَصاب مائتي درهم كان فيها خمسة دراهم وما زاد فبحساب ذلك وكذلك الذهب إِذا بلغ عشرين مثقالاً كان فيه نصف مثقال وهذان القولان تحتملهما اللغة لأَن كلاًّ منهما مركوز في الأَرض أَي ثابت يقال رَكَزَهُ يَرْكُزُهُ رَكْزاً إِذا دفنه والحديث إِنما جاءَ على رأْي أَهل الحجاز وهو الكنز الجاهلي وإِنما كان فيه الخمس لكثرة نفعه وسهولة أَخذه وروى الأَزهري عن الشافعي أَنه قال الذي لا أَشك فيه أَن الرِّكاز دَفِينُ الجاهلية والذي أَنا واقف فيه الركاز في المعدن والتِّبْر المخلوق في الأَرض وروي عن عمرو بن شعيب أَن عبداً وجد رِكْزَةً على عهد عمر رضي الله عنه فأَخذها منه عمر قال ابن الأَعرابي الرِّكازُ ما أخرج المعدنُ وقد أَرْكَزَ المعدنُ وأَنالَ وقال غيره أَرْكَزَصاحِبُ المعدن إِذا كثر ما يخرج منه له من فضة وغيرها والرِّكازُ الاسم وهي القِطَع العِظام مثل الجلاميد من الذهب والفضة تخرج من المعادن وهذا يُعَضِّدُ تفسير أَهل العراق قال وقال الشافعي يقال للرجل إِذا أَصاب في المعدن البَدْرَةَ المجتمعة قد أَرْكَزَ وقال أَحمد بن خالد الرِّكازُ جمع والواحدة رِكْزَةٌ كأَنه رُكِزَ في الأَرض رَكْزاً وقد جاءَ في مسند أَحمد بن حنبل في بعض طرق هذا الحديث وفي الرَّكائزِ الخُمْسُ كأَنها جمع رَكِيزَة أَو رِكازَةٍ والرَّكِيزة والرِّكْزَةُ القطعةُ من جواهر الأَرض المركوزةُ فيها والرِّكْزُ الجل العاقل الحليم السخي والرِّكْزَة النخلة التي تُقْتلَعُ عن الجِذْعِ عن أَبي حنيفة قال شمر والنخلة التي تنبت في جذع النخلة ثم تحوَّل إِلى مكان آخر هي الرِّكْزَة وقال بعضهم هذا رِكْزٌ حَسَنٌ وهذا وَدِيٌّ حَسَنٌ وهذا قَلْعٌ حسن ويقال رِكْزُ الوَدِيِّ والقَلْعِ ومَرْكُوزٌ اسم موضع قال الراعي بأَعْلامِ مَرْكُوزٍ فَعَنْزٍ فَغُرَّبٍ مَغانِيُّ أُمّ الوَرْدِ إِذْ هي ما هيا

( رمز ) الرَّمْزُ تصويت خفي باللسان كالهَمْس ويكون تحريكَ الشفتين بكلام غير مفهوم باللفظ من غير إِبانة بصوت إِنما هو إِشارة بالشفتين وقيل الرَّمْزُ إِشارة وإِيماء بالعينين والحاجبين والشفتين والفم والرَّمْزُ في اللغة كل ما أَشرت إِليه مما يُبانُ بلفظ بأَي شيءٍ أَشرت إِليه بيد أَو بعين ورَمَزَ يَرْمُزُ ويَرْمِزُ رَمْزاً وفي التنزيل العزيز في قصة زكريا عليه السلام أَلا تكلِّمَ الناسَ ثلاثةَ أَيام إِلا رَمْزاً ورَمَزَتْه المرأَة بعينها تَرْمِزُه رَمْزاً غَمَزَتْه وجارية رَمَّازَةٌ غَمَّازَةٌ وقيل الرَّمَّازَة الفاجرة مشتق من ذلك أَيضاً ويقال للجارية الغمازة بعينها رَمَّازَةٌ أَي تَرْمُزُ بفيها وتَغْمِزُ بعينها وقال الأَخطل في الرَّمَّازة من النساء وهي الفاجرة أَحاديثُ سَدَّاها ابنُ حَدْراءَ فَرْقَد ورَمَّازَةٍ مالتْ لمن يَسْتَمِيلُها قال شمر الرمازة ههنا الفاجرة التي لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ وقيل للزانية رَمَّازَة لأَنها تَرْمُزُ بعينها ورجل رَمِيزُ الرأْي ورَزِينُ الرأْي أَي جَيِّدُ الرأْي أَصيلُه عن اللحياني وغيره والرَّمِيزُ العاقل الثَّخِين الرَّزِينُ الرأْي بَيِّنُ الرَّمَازَة وقد رَمَزَه والرَّامُوزُ البحرُ وارْتَمَزَ الرجلُ وتَرَمَّزَ تحرك وإِبل مَرامِيزُ كثيرة التحرُّك أَنشد ابن الأَعرابي سَلاجِمُ الأَلْحِي مَرامِيزُ الهامْ قوله سلاجم الأَلحي من باب أَشْفَى المرفق إِنما أَراد طول الأَلْحِي فأَقام الاسم مام الصفة وأَشباهه كثيرة وما ارْمَأَزَّ من مكانه أَي ما برح وارْمَأَزَّ عنه زال وارْتَمَزَ من الضربة أَي اضطرب منها وقال خَرَرْتُ منها لقَفايَ أَرْتَمِزْ وتَرَمَّزَ مثله وضربه فما ارْمَأَزَّ أَي ما تحرَّك وكتيبة رَمَّازَةٌ إِذا كانت تَرْتَمِزُ من نواحيها وتموج لكثرتها أَي تتحرك وتضطرب والرَّمْزُ والتَّرَمُّزُ في اللغة الحَزْمُ والتحرُّك والمُرْمَئِزُّ اللازمُ مكانه لا يبرح أَنشد ابن الأَنباري يُرِيحُ بعدَ الجِدِّ والتَّرْمِيزِ إِراحَةَ الجَِدايَةِ النَّفُوزِ قال الترميز من رَمَزَت الشاة إِذا هُزِلَتْ وارتمز البعير تحركت أَرْآدُ لَحْيِه عند الاجترار والتُّرامِزُ من الإِبل الذي إِذا مضغ رأَيت دماغه يرتفع ويَسْفُلُ وقيل هو القوي الشديد وهو مثال لم يذكره سيبويه وذهب أَبو بكر إِلى أَن التاء فيها زائدة وأَما ابن جني فجعله رباعيّاً والرَّامِزَتانِ شَحْمتان في عين الركبة ورَمُزَ الشيءُ يَرْمُزُ وارْمَأَزَّ انقبض وارْمَأَزَّ لزم مكانه والرَّمَّازَةُ الاسْتُ لانضمامها وقيل لأَنها تَمُوجُ وتَرَمَّزَتْ ضَرطَتْ ضَرطاً خفيّاً والرَّمِيزُ الكثير الحركة والرَّمِيزُ الكبير يقال فلان رَبِيز ورَمِيزٌ إِذا كان كبيراً في فنه وهو مُرْتَبِزٌ ومُرْتَمِزٌ ورَمَزَ فلانٌ غَنَمَه وإِبله لم يَرْضَ رِعْيَةَ راعيها فحوّلها إِلى راع آخر أَنشد ابن الأَعرابي إِنَّا وجَدْنا ناقَةَ العَجُوزِ خَيْرَ النِّياقاتِ على التَّرْمِيزِ

( رنز ) الرُّنْزُ بالضم لغة في الأُرْزِ وقد يكون من باب إِنْجاصٍ وإِجَّاصٍ وهي لعبدِ القيسِ والأَصل فيها رُزٌّ فكرهوا التشديد فأَبدلوا من الزاي الأُولى نوناً كما قالوا إِنْجاصٌ في إِجَّاص

( رهز ) الرَّهْزُ الحركة وقد رَهَزَها المُباضِع يَرْهَزُها رَهْزاً ورَهَزاناً فارْتَهَزَتْ وهو تحركهما جميعاً عند الإِيلاج من الرجل والمرأَة

( روز ) الرَّوْزُ التَّجْربَةُ رَازَهُ يَروزُه رَوْزاً جَرَّبَ ما عنده وخَبَرَه وفي حديث مجاهد في قوله تعالى ومنهم من يَلْمِزُكَ في الصَّدَقاتِ قال يَروزُكَ ويسأَلك والرَّوْزُ الامتحان والتقدير يقال رُزْتُ ما عند فلان إِذا اختبرته وامتحنته المعنى يمتحنك ويذوق أَمرك هل تخاف لائمته أَم لا ومنه حديث البُراق فاستصعب فَرازَهُ جبريلُ عليه السلام بإِذنه أَي اختبره ويقال رُزْ فلاناً ورُزْ ما عند فلان قال أَبو بكر قولهم قد رُزْتُ ما عند فلان أَي طلبته وأَردته قال أَبو النجم يصف البقر وطلبها الكُنُسَ من الحَرِّ إِذ رازَتِ الكُنْسَ إِلى قُعُورها و تَّقَتِ اللافِحَ من حَرُورِها يعني طلبت الظل في قُعُور الكُنُسِ ورَازَ الحَجَرَ رَوْزاً رَزَنَه ليعرف ثقله والرَّازُ رأْسُ البنَّائين قال أُراه لأَنه يَرُوزُ الحجر واللَّبِنَ ويُقَدِّرُهما والجمع الرَّازَةُ وحرفته الرِّيازَةُ قال وقد يستعمل ذلك لرأْس كل صناعة قال أَبو منصور كأَنه جعل الرازَ وهو البَنَّاء من رَازَ يَروزُ إِذا امتحن عَمَله فَحَذَقَه وعاود فيه قال أَبو عبيدة يقال رازَ الرجلُ صَنْعَتَهُ إِذا قام عليها وأَصلحها وقال في قول الأَعشى فعادا لَهُنَّ ورَازَا لَهُنَّ واشْتَركا عَمَلاً وائْتِمارا قال يريد قاما لهنّ وفي الحديث كان رَازَ سفينة نوح جبريلُ عليه السلام والعامل نوحٌ يعني رئيسَها ورأْسَ مُدَبِّريها الفراء المَرَازَانِ الثَّدْيان وهما النَّجْدانِ وأَنشد غيره فَرَوِّزَا الأَمْرَ الذي تَرُوزَان ابن الأَعرابي رَازَى فلانٌ فلاناً إِذا اختبره قال أَبو منصور قوله رَازاه إِذا اختبره مقلوب أَصله رَاوَزَهُ فأَخَّر الواو وجعلها أَلفاً ساكنة وإِذا نسبوا إِلى الرَّيِّ قالوا رَازِيٌّ ومنه قول ذو الرمة ولَيْلٍ كأَثْناءِ الرُّوَيْزِيِّ جُبْتُه أَراد بالرويزي ثوباً أَخضر من ثيابهم شبه سواد الليل به والله أَعلم

( زأز ) تَزَأّْزَ منه هابه وتصاغر له وزَأْزَأَهُ الخوف وتَزَأْزَأَ منه اخْتَبَأَ الليث تَزَأْزَأَ عني فلان إِذا هابك وفَرِقَكَ وتَزَأْزأَتِ المرأَةُ إِذا اختبأَت قال جرير تَدْنُو فَتُبْدِي جَمالاً زانه خَفَرٌ إِذا تَزَأْزَأَتِ السُّودُ العَناكِيبُ أَبو زيد تَزَأْزَأْتُ من الرجل تَزَأْزؤاً شديداً إِذا تصاغرت له وفَرِقْتَ منه وزَأْزَأَ عدا وزَأْزَأَ الظلِيم مشى مسرعاً ورفع قُطْرَيْهِ وتَزَأْزَأَتِ المرأَةُ مشت وحركت أَعطافها كمِشْيَةِ القِصَارِ وقِدْرٌ زُؤَازِئَةٌ وزُؤَزِئَةٌ عظيمة تَضُمُّ الجَزورَ

( زلز ) الزَّلَزُ الأَثاثُ والمتاع ويقال احتمل القومُ بِزَلَزِهِمْ الأَزهري شمر جَمِّعْ زَلِزَكَ أَي أَثاثك ومتاعك نصب الزايين وكسر اللام قال وهذا هو الصحيح قال وفي كتاب الإِيادي المَحاش المتاع والأَثاث قال والزَّلَزُ مثل المَحَاشِ ولم يذكر الزَّلَزِلَ والصواب الزَّلِزُ المَحاشُ ورجع على زَلَزِه أَي الطريق الذي جاء منه والزَّلِزَةُ الطَّيَّاشَةُ الخفيفة وقيل هي التي تَرُود في بيوت جاراتها أَي تصوف فيها تقول العرب تَوَقَّري يا زَلِزَةُ والزَّلِزُ الغَرِضُ الضَّجِرُ وإِني لَزَلِزٌ بمجلسي هذا أَي قَلِقٌ نَغِل عن ثعلب وزَلِزَ الرجلُ أَي قَلِقَ وعَلِزَ وجَمَعَ القومُ زَلُزاءَهُمْ أَي أَمرهم قال أَبو علي رواه محمد بن يزيد عن الرياشي

( زيز ) الزيزاة الزيزاءة بوزن زِيْزاعَة الزِّيزَى الزِّيزاءُ الأَكَمَةُ الصغيرة وقيل الأَرض الغليظة وهي الزَّازِيَةٌ قال الزَّفَيانُ السَّعْدِيُّ يا إِبلي ما ذامُهُ فَتَأْبَيَهْ ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيَهْ هَذًّا بأَفواهها حتى تَأْبَيَهْ حتى تَرْوحِي أُصُلاً تُبارِيَهْ تَباريَ العانةِ فوقَ الزَّازِيَةْ قال ابن جني هكذا رويناه عن أَبي زيد وأَما الكوفيون فيروونه خلاف هذا يقولون فتأْبَيْه ونصيّ حَوْلَيْه وحتى تأْبَيْه وفوق الزازِيْه فينشدونه من السريع لا من الرجز كما أَنشده أَبو زيد قال وهكذا رويناه هَذًّا الزِّيزاءُ بالمد ما غلظ من الأَرض الزِّيزاءَةُ أَخص منه وهي الأَكمة والهمزة فيه مبدلة من الياء يدل على ذلك قولهم في الجمع الزِّيازِي ومن قال الزَّوازِي جعل الياء الأُولى مبدلة من الواو مثل القَواقِي جمع قَيْقَاءَةٍ الفراء الزِّيزاءُ من الأَرض ممدود مكسور الأَول ومن العرب من ينصب فيقول الزَّيزاءُ وبعضهم يقول الزَّازاءُ وكله ما غلظ من الأَرض ابن شميل الزِّيزاةُ من الأَرض القُفُّ الغليظ المُشْرِفُ الخَشِنُ وجمعها الزِّيازِي قال رؤبة حتى إِذا زَوْزَى الزَّيازِي هَزَّقَا ولَفَّ سدْرَ الهَجَرِيِّ حَزَّقا الزِّيزاءُ الريش زِي زِيْ حكاية صوت الجن قال تَسْمَعُ للجِنِّ به زِيْ زِيَاوفي النوادر يقال زَازَيْتُ من فلان أَمراً شاقًّا وصاصَيْتُ والمرأَةُ تُزَازِي صبيها وزَازَيْتُ المالَ وصاصَيْتُه إِذا جمعته وصَعْصَعْته تفسيره جمعته الزِّيزاءُ أَطراف الريش وقِدْرٌ زُوازِيَةٌ عظيمة ورجل زُوازِيَةٌ أَي قصير غليظ وقوم زُوازِيَة أَيضاً ويقال رجل زَوَنْزَى زَوَزَّى للمُتَحَذْلِقِ المُتكايِس وأَنشد ابن دريد لمنظور الدُّبَيْري وزَوْجُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَى يَفْرَقُ إِنْ فُزِّعَ بالضَّبَغْطَى أَشْبَهُ شيءٍ هو بالحَبَرْكَىإِذا حَطَأْتَ رأْسَه تَشَكَّى وإِن نَقَرْتَ أَنْفَهُ تَبَكَّى الزَّوَنْزَكُ القصير الدميم والضَّبَغْطَى شيءٌ يُفَزَّعُ به الصبيان ويقال هي فَزَّاعة الزَّرع والحَبَرْكَى القصير الرجلين الطويل الظهر قالت الخَنْساء مَعاذَ اللَّهِ يَنْكِحُني حَبَرْكى قَصِيرُ الشِّبْرِ من جُشَمِ بن بَكْرِ وحَطَأَ رأْسه ضربه بيده مبسوطة قال الجوهري زَوْزَيْت به زَوْزاةً إِذا استحقرته وطردته قال ابن بري هذا وهم من الجوهري وإِنما حق زَوْزَيته أَن يذكر في المعتل لأَن لامه حرف علة وليس لامه زاياً وقد ذكره أَيضاً في فصل زوى في باب المعتل اللام فقال قِدْرٌ زُوَزِيَةٌ زُوازِيَةٌ مثل عُلَبِطَةٍ وعُلابِطَةٍ للعظيمة التي تضم الجَزُور وقوله مثل عُلَبِطَةٍ وعُلابِطَةٍ يشهد بأَن الياء من زُوَزِيَةٍ زُوازِيَةٍ أَصل كما كانت الطاء في عُلَبِطَة وعُلابِطَة أَصلاً وهي لام الكلمة قال وهذا هو الصحيح والأَصل فيه زُوَزِوَةٌ وزُوازِوَةٌ لأَنه من مضاعف الأَربعة وكذلك زَوْزي الرجلُ إِذا نصب ظهره وأَسرع في عَدْوه وإِنما قلبت الواو ياء في زُوَزِيَةٍ وزُوازِيَةٍ لانكسار ما قبلها وأَما زَوْزَيْت فإِنما قلبت الواو الأَخيرة ياء لكونها رابعة كما تقلب الواو في غَزَوْت ياء إِذا صارت رابعة في نحو أَغْزَيْت فبان لك بهذا وَهْم الجوهري في جعل زُوَزِيَةٍ في فصل زير قال وقد وَهَمَ فيه من وجهين أَحدهما أَن زُوَزِيَةً عينها واو وزَيَزَ عينه ياء والثاني أَن زُوَزِيَةً لامها علة وليس بزاي وحكى أَبو عبيد وغيره أَنه يقال قِدْرٌ زُؤَزِئَةٌ بهمزة بعد الزاي الأُولى وهمزة أُخرى بعد الزاي الثانية فيكون من باب ما جاء تارة مهموزاً وتارة معتلاً يقال زَأْزَأَ الظَّليمُ إِذا رفع قُطْرَيْه ومشى مسرعاً وقالوا زَوْزَى الرجلُ إِذا نصب ظهره وأَسرع عَدْوه فالمهموز والمعتل في هذا سواء واللَّه أَعلم

( سهرز ) السُّهْرِيز والسِّهْريز ضرب من التمر معرب وسهر بالفارسية الأَحمر وقيل هو بالفارسية شهْريز بالشين المعجمة ويقال سُِهْرِيز وشُِهْرِيز بالسين والشين جميعاً وهو بالسين أَعْرَب وإِن شئت أَضفت مثل ثوبُ خَزٍّ وثوبٌ خَزٌّ وقال أَبو عبيد لا تضف

( شأز ) مكان شَأْزٌ وشَئِزٌ غليظ كشأْسٍ وشَئِسٍ قال رؤبة شَأْز بمن عَوَّه جَدْب المُنْطَلَقْ وشَئِزَ مكانُنا شَأَزاً غلظ ويقال قَلِقَ وأَشْأَزَهُ أَقلقه وقد شَئِزَ شَأَزاً غلظ وارتفع وأَنشد لرؤبة جَدْب المُلَهَّى شَئِز المُعَوَّهِ قال وقَلَبَه في موضع آخر فقال شاز ممن عَوَّهَ جَدْب المُنْطَلَق ترك الهمز وأَخرجه مخرج عاثٍ وعائِث وعاق وعائِق وأَشْأَزَ الرجلُ عن كذا وكذا ارتفع عنه وأَنشد فلو شَهِدْتَ عَقَبي وتَقْفاز أَشْأَزْتَ عن قَوْلك أَيَّ إِشْآز ابن شميل الشَّأْزُ الموضع الغليظ الكثير الحجارة وليست الشُّؤْزَة إِلا في حجارة وخُشونة فأَما أَرضٌ غليظة وهي طين فلا تُعدّ شَأْزاً وشَئِزَ الرجلُ شَأَزاً فهو شَئِز قَلِقَ من مرض أَو هَمّ وأَشْأَزه غيرُه وفي حديث معاوية رضي الله عنه أَنه دخل على خاله هاشم بن عُتْبة وقد طُعِنَ فبكى فقال ما يبكيك يا خال ؟ أَوَجَعٌ يُشْئِزُك أَم حِرْصٌ على الدنيا ؟ قال أَبو عبيد قوله يُشْئِزُك أَي يُقْلِقُك يقال شَئِزْتُ أَي قلقت وأَشْأَزَني غيري وشُئِزَ فهو مَشْؤُوزٌ قال ذو الرُّمة يصف ثوراً وحشيّاً فباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ ويُسْهِرُه تَذَؤُّبُ الريح والوَسْواسُ والهِضَبُ وشَأَزَ المرأَة شَأْزاً نكحها

( شحز ) الشَّحْز كلمة مرغوب عنها يكنى بها عن النكاح

( شخز ) الشَّخْزُ شدّة العَناء والمشقة والشَّخْزُ الطَّعن وشَخَزَه بالرمح يَشْخَزُه شَخْزاً طعنه وشَخَز عينه يَشْخَزُها شَخْزاً فقأَها قال أَبو عمرو يقال شَخَزَ عينه وضَخَزَها وبَخَصَها بمعنى واحد قال ولم أَر أَحداً يعرفه وتَشاخَزَ القوم تباغضوا وتَعادَوْا والشَّخْز لغة في الشَّخْسِ وهو الاضطراب قال رؤبة إِذا الأُمورُ أُولِعَتْ بالشَّخْزِ

( شرز ) الشَّرْزُ الشَّرْسُ وهو الغلظ وأَنشد لمرْداس الدُّبَيْريّ إِذا قلتُ إِن اليومَ يومُ خُضُلَّةٍ ولا شَرْزَ لاقَيْتُ الأُمورَ البَجارِيا ابن سيده الشَّرْز والشَّرْزَةُ الشدّة والقوّة أَبو عمرو الشَّرْز من المُشارَزَةِ وهي المعاداة قال رؤبة يَلْقى مُعادِيهمْ عذابَ الشَّرْزِ والشَّرْزَة الشديدة من شدائد الدهر يقال رماه الله بشَرْزَةٍ لا يَنْحَلّ منها أَي أَهلكة وأَشْرَزَه أَوقعه في شدّة ومَهْلَكة لا يخرج منها وعذبه الله عذاباً شَرْزاً أَي شديداً ورجل مُشَرِّز شديد التعذيب للناس قال أَنا طَلِيقُ اللهِ وابنُ هُرْمُزِ أَنْقَذَني من صاحبٍ مُشَرِّزِ ابن الأَعرابي الشُّرَّازُ الذين يعذبون الناس عذاباً شَرْزاً أَي شديداً والمُشارِزُ الشديد الليث رجل مُشارِزٌ أَي مُحارِب مُخاشِن وشَارَزَه أَي عاداه والمُشارِزُ السيء الخُلُق قال الشماخ يصف رجلاً قطع نَبْعَةً بِفَأْسٍ فأَنْحى عليها ذاتَ حَدٍّ غُرابَها عَدُوٌّ لأَوْساطِ العِضَاهِ مُشارِزُ أَي أَمال عليها على النَّبْعة فأْساً ذات حدّ غرابها حدّها مُشارِز مُعادٍ والمُشارَزَة المنازعة والمُشارَسَةُ

( شزز ) الشَّزَازَة اليُبْس الشديد الذي لا يطاق على تَثْقِيفِه ويقال هو الذي لا ينقاد للتَّثْقِيف ويقال شَزَّ يَشِزُّ شَزِيزاً وشيء شَزٌّ وشَزِيزٌ يابس جدّاً

( شغز ) ابن الأَعرابي يقال للمِسَلَّة الشَّغِيزَةُ قال الأَزهري هذا حرف عربي سمعت أَعرابيّاً يقول سَوَّيْتُ شَغِيزَةً من الطَّرْفاء لأَسُفَّ بها سَفِيفَةً

( شغبز ) الليث في الرباعي الشَّغْبَزُ ابن آوى قال الأَزهري هكذا قال بالزاي والصحيح الشَّغْبَزُ بالراء وروي عن أَبي عمرو أَنه قال الشَّغْبَزُ ابن آوى ومن قاله بالزاي فقد صَحَّف

( شفز ) الشَّفْزُ الرَّفْسُ شَفَزَه يَشفِزُه شَفْزاً رَفَسَه برجله حكاها ابن دريد وقال ليس بعربي صحيح

( شكز ) شَكَزَه بإِصبعه يَشْكُزه شَكْزاً نَخَسه وفي نوادر الأَعراب شَكَزَ فلانٌ فلاناً وبَسَرَه وخَلَبه وخَدَبه وبَدَحَه وذَرَبه إِذا جرحه بلسانه والشَّكَّاز المُجامِع من وراء الثوب أَبو الهثيم يقال رجل شَكَّازٌ إِذا حَدَّثَ المرأَة أَنْزل قبل أَن يخالطها ثم لا يَنْتَشِر بعد ذلك لجماعها قال الأَزهري هو عند العرب الزُّمَّلِقُ والذَّوذَحُ والثَّمُوتُ والأُشْكُزُّ ضرب من الأَدَمِ أَبيض الليث الأُشْكُزُّ كالأَديم إِلا أَنه أَبيض يؤكد به السُّرُوج قال الأَزهري هو معرب وأَصله بالفارسية أَدرنج

( شلز ) التهذيب المِشْلَوْز المِشْمِشَةُ الحُلْوة المخّ قال الأَزهري أُخِذَ من المشمش واللَّوْز قال والجِلَّوْزُ نبت له حَبٌّ إِلى الطول ما هو ويؤكل مخه شبه الفُسْتُق

( شمز ) الشَّمْزُ التَّقَبُّض اشمَأَزَّ اشمِئْزازاً انقبض واجتمع بعضه إِلى بعض وقال أَبو زيد ذُعِرَ من الشيء وهو المَذْعور والشَّمْز نفور النفس من الشيء تكرهه وقال الزجاج في قوله تعالى وإِذا ذُكِرَ الله وحده اشْمَأَزَّتْ قلوبُ الذين لا يؤمنون بالآخرة معناه نَفَرَتْ وكان المشركون إِذا قيل لا إِله إِلا الله نَفَروا من هذا وقال ابن الأَعرابي اشْمَأَزَّت اقْشَعَرَّتْ وقال قتادة اشمأَزت استكبرتْ وكفرت ونَفَرَتْ وفي الحديث فَسَيَلِيكُمْ أُمراءُ تَقْشَعِرّ منهم الجلود وتشْمَئِزُّ منهم القلوب أَي تنقبض وتجتمع وهمزته زائدة وهي الشُّمَأْزِيزَة ورجل فيه شُمَأْزِيزَة من اشْمَأْزَزْت قال شمر قال خالد بن جَنْبَةَ اشْمِئزاز السعر
( * قوله « اشمئزاز السعر إِلى قوله أي مشدودة » كذا بالأصل )
اشمأَز الليل والنهار مقلولياً قلت ما المقلولي ؟ قال الندة التي تجمعها جمعة واحدة قلت ما الندة ؟ قال السَّوق الشديد حتى يكون كأَنه مُشْرَبة في الأَقْران أَي مشدودة في الحبال والمُشْمََئِزُّ أَيضاً النَّافر الكاره للشيء واشْمَأَزَّ الشيءَ كَرِهه بغير حرف جر عن كراع والمُشْمَئِزُّ المَذْعور

( شنز ) الشِّينِيزُ من البَِزْر بكسر الشين غير مهموز عن أَبي حنيفة هذه الحَبَّة السوداء قال وهو فارسي الأَصل قال والفُرْس يسمونه الشُّونِيز بضم الشين

( شهرز ) الشِّهْرِيز والشهْريز ضرب من التمر معرب وأَنكر بعضهم ضم الشين والأَكثر الشِّهْريز ويقال فيه سِهْرِيز وشِهْرِيز بالسين والشين جميعاً وإِن شئت أَضفت مثل ثوب خزٍّ وثوبٌ خَزٌّ

( شهنز ) ابن شميل في الرباعي سمعت أَبا الدُّقَيْشِ يقول للشُّونِيز الشّهْنِيز

( شئنيز ) الشِّئْنيز من البِزْر بكسر الشين وبالهمز عجمي معرّب عن ابن الأَعرابي

( شوز ) الأَشْوَز مثل الأَشْوَس وهو المتكبر

( شيز ) الشِّيزُ خشب أَسود تتخذ منه الأَمْشاط وغيرها والشِّيزَى شجر تُعْمل منه القِصَاع والجِفَان وقيل هو شجر الجَوْز وقيل إِنما هي قِصاع من خَشَب الجَوْز فَتَسْوَدّ من الدَّسَم الجوهري الشِّيزُ والشِّيزَى خشب أَسود تتخذ منه القصاع قال لبيد وصَباً غَداةَ مُقامَةٍ وزَّعْتُها بِجِفانِ شِيزَى فوقهنَّ سَنامُ التهذيب ويقال للجفان التي تسوَّى من هذه الشجرة الشِّيزَى قال ابن الزِّبَعْرَى إِلى رُدُحٍ من الشِّيزى مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ أَبو عبيد في باب فِعْلى الشِّيزى شجرة أَبو عمرو الشِّيزى يقال له الآبَنُوس ويقال السَّاسَم وفي حديث بدر في شعر ابن سَوادَةَ فماذا بالقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ من الشِّيزَى يُزَيَّنُ بالسَّنَام الشِّيزَى شجر تتخذ منه الجِفان وأَراد بالجِفان أَربابها الذين كانوا يُطْعِمون فيها وقُتِلُوا بِبَدْر وأُلْقوا في القليب فهو يَرْثِيهم وسَمَّى الجِفانَ شِيْزَى باسم أَصلها والله تعالى أَعلم

( ضأز ) ضَأَزَه حقه يَضْأَزُه ضَأْزاً وضَأَزاً منعه وقسمة ضُؤْزَى وضَأْزَى مقصوران جائرة غير عَدْل وضَازَ يَضِيزُ وضَأَزَ يَضْأَزُ مثله وأَنشد أَبو زيد إِن تَنْأَ عَنَّا نَنْتَقِصْكَ وإِن تُقِمْ فَحَظُّك مَضْؤُوز وأَنْفُك رَاغِم ابن الأَعرابي تقول العرب قسمة ضُؤْزَى بالضم والهمز وضُوزَى بالضم بلا همز وضِئْزَى بالكسر والهمز وضِيزَى بالكسر وترك الهمز قال ومعناها كلها الجَوْر الأَزهري في ترجمة ضوز قال والضُّوزَة من الرجال الحقير الصغير الشأْن قال وأَقْرأَنِيه المنذري عن أَبي الهثيم الضُّؤْزَة بالزاي مهموزة قال وكذلك ضبطته عنه قال أَبو منصور وكلاهما صحيح والضَّيْأَزُ المقتحم في الأُمور

( ضبز ) الضَّبْز شدّة اللحظ يعني نظراً في جانب وذئب ضَبِيزٌ حديد اللحظ وهو منه الليث الضَّبِيزُ الشديد المحتال من الذئابِ وأَنشد وتَسْرِق مالَ جارِكَ باحْتِيالٍ كَحَوْلِ ذُؤَالَةٍ شَرِسٍ ضَبِيز

( ضرز ) الضِّرِزُّ ما صلب من الحجارة والصُّخور والضِّرِزُّ الرجل المتشدد الشديد الشُّحِّ ورجل ضِرِزٌّ شحيح شديد يقال رجل ضِرِزّ مثل فِلِزٍّ للبخيل الذي لا يخرج منه شيء وقيل هو لئيم قصير قبيح المَنْظَر والأُنثى ضِرِزَّة مُوَثَّقَة الخَلْقِ قوية قال باتَ يُقاسي كلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ شديدةِ جَفْنِ العينِ ذاتِ ضَرِيرِ وامرأَة ضِرِزَّة قصيرة لئيمة وناقة ضِمْرِز قَلْبُ ضِرْزِم إِذا كانت قليلة اللبن عَدَّه يعقوبُ ثلاثياً واشتقه من الرجل الضِّرِزِّ وهو البخيل والميم زائدة قال وقياسه أَن يكون رباعياً النضر ضَرْزُ الأَرض كثرة هُبْرِها وقلة جَدَدِها يقال أَرض ذات ضَرْزٍ

( ضزز ) الضَّزَزُ لُزُوقُ الحنك الأَعلى بالأَسفل إِذا تكلم الرجل تكاد أَضراسه العُليا تَمَسُّ السفلى فيتكلم وفُوهُ مُنْضَمٌّ وقيل هو ضِيق الشِّدق والفم في دِقَّةٍ من ملتقَى طَرَفَي اللَّحْيين لا يكاد فمه ينفتح وقيل هو أَن يتكلم كأَنه عاضّ بأَضراسه لا يفتح فاه وقيل هو أَن تقع الأَضراس العُليا على السفلى فيتكلم وفُوهُ منضم وقيل هو تقارب ما بين الأَسنان رواه ثعلب والفعل ضَزَّ يَضَزُّ ضَزَزاً وهو أَضَزُّ والأُنثى ضَزَّاء التهذيب الأَضَزّ الضَّيِّق الفَمِ جِدّاً مصدره الضَّزَزُ وهو الذي إِذا تكلم لم يستطع أَن يُفَرِّج بين حنكيه خلقة خلق عليها وهي من صلابة الرأْس فما يقال وأَنشد لرؤبة بن العجاج دَعْنِي فقد يُقْرَعُ للأَضَزِّ صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه وبَهْزِي ابن الأَعرابي في لَحْيِهِ ضَزَزٌ وكَزَزٌ وهو ضِيق الشِّدْق وأَن تلتقي الأَضراس العليا بالسفلى إِذا تكلم لم يَبِنْ كلامه والضُّزَّاز الذين تقرُب أَلْحِيْهِمْ فيضيق عليهم مخرج الكلام حتى يستعينوا عليه بالضاد وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي نَجِيبةُ مَوْلًى ضَزَّها القَتَّ والنَّوَى بيَثْرِبَ حتى نِيُّها مُتَظاهِر أَي حشاها قَتّاً ونَوًى مأْخوذ من الضَّزَزِ الذي هو تقارب ما بين الأَسنان وضَزَّها أَكثر لها من الجماع عن ابن الأَعرابي أَبو عمرو رَكَبٌ أَضَزُّ شديد ضيِّق وأَنشد يا رُبَّ بَيْضاء تَكُزُّ كَزًّا بالفَخِذَيْن ركَباً أَضَزَّا وبئر فيها ضَزَزٌ أَي ضِيق وأَنشد وفَحَّت الأَفْعَى حِذاءَ لِحْيَتي ونَشِبَت كَفِّيَ في الجَالِ الأَضَزُّ أَي الضيِّق يريد جالَ البئر وأَضَزَّ الفرسُ على فَأْسِ اللجام أَي أَزَمَ عليه مثل أَضَرَّ

( ضعز ) الضَّعْز الوطء الشديد وضَيْعَز موضع قال ابن سيده أُراهُ دخيلاً

( ضغز ) الليث الضِّغْزُ من السباع السيءُ الخُلُق قال الشاعر فيها الجَرِيشُ وضِغْزٌ ما يَنِي ضَئِزاً يأْوِي إِلى رَشَفٍ منها وتَقْلِيص قال أَبو منصور لا أَعرف الضِّغْز من السباع ولا أَدري مَنْ قائلُ البيت

( ضفز ) الضَّفَزُ والضَّفِيزة شعير يُجَشُّ ثم يُبَلُّ وتُعْلَفُه الإِبلُ وقد ضَفَزْتُ البعير أَضْفِزُه ضَفْزاً فاضْطَفَزَ وقيل الضَّفْزُ أَن تُلْقِمَه لُقَماً كباراً وقيل هو أَن تُكْرهه على اللَّقْم وكل واحدة من اللُّقَمِ ضَفِيزَة ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه مَرَّ بوادي ثمود فقال من كان اعْتَجَنَ بمائِهِ فَلْيَضْفِزْه بَعِيرَه أَي يُلْقِمْه إِياه وفي حديث الرؤْيا فَيَضْفِزُونَه في أَحدهم أَي يدفعونه فيه من ضَفَزْت البعير إِذا علفته الضَّفائِزَ وهي اللُّقم الكبار وقال لعلي كرم الله وجهه أَلا إِنَّ قوماً يزعمون أَنهم يحبونك يُضْفَزُونَ الإِسلام ثم يَلْفِظونه قالها ثلاثاً معناه يُلَقَّنُونه ثم يتركونه فلا يقبلونه وفي بعض الحديث أَوْتَرَ بسبع أَو تسع ثم نام حتى سُمِع ضَفِيزُه إِن كان محفوظاً فهو الغَطِيطُ وبعضهم يرويه وصَفِيره بالصاد المهملة والراء والصَّفِير بالشفتين يكون وضَفَزْتُ الفرسَ اللجامَ إِذا أَدخلته في فِيهِ قال الخطابي الصَّفِير ليس بشيءٍ وأَما الضَّفِيزُ فهو كالغَطِيط وهو الصوت الذي يُسْمع من النائم عند ترديد نَفَسه وضَفَزه برجله ويده ضربه والضَّفْزُ الجماع وضَفَزَها أَكثَرَ لها من الجماع عن ابن الأَعرابي وقال أَعرابي ما زلت أَضْفِزُها أَي أَنِيكُها إِلى أَن سطع الفُرْقانُ أَي السَّحَر أَبو زيد الضَّفْزُ والأَفْزُ العَدْوُ يقال ضَفَزَ يَضْفِزُ وأَفَزَ يأْفِزُ وقال غيره أَبَزَ وضَفَزَ بمعنى واحد وفي الحديث ما على الأَرض من نَفْس تموت لها عند الله خير تُحِبُّ أَن ترجعَ إِليكم ولا تُضافِزَ الدنيا إِلاَّ القتيلَ في سبيل الله فإِنه يُحِبُّ أَن يرجع فيُقْتَلَ مرة أُخرى المضافزَة المعاودة والملابسة أَي لا يحب مُعاوَدَةَ الدنيا وملابَسَتَها إِلاَّ الشهيدُ قال الزمخشري هو عندي مُفاعَلة من الضَّفْزِ وهو الطَّفْر والوُثوب في العَدْوِ أَي لا يطمح إِلى الدنيا ولا يَنْزُو إِلى العود إِليها إِلا هو وذكره الهروي بالراء وقال المُضافَرَة بالضاد والراء التَّأَلُّبُ وقد تَضافَرَ القومُ وتَطافَروا إِذا تأَلَّبُوا وذكره الزمخشري ولم يقيده لكنه جعل اشتقاقه من الضَّفْز وهو الطَّفْر والقَفْز وذلك بالزاي قال ولعله يقال بالراء والزاي فإِن الجوهري قال في حرف الراء والضَّفْر السعي وقد ضَفَر يَضْفِر ضَفْراً قال والأَشبه بما ذهب إِليه الزمخشري أَنه بالزاي ومنه الحديث أَنه عليه السلام ضَفَزَ بين الصَّفا والمروة أَي هَرْوَل من الضَّفْزِ القَفز والوثوب ومنه حديث الخوارج لما قتل ذو الثُّدَيَّة ضَفَز أَصحابُ عليّ كرم الله وجهه أَي قَفَزُوا فرحاً بقتله والضَّفْز التَّلْقِيم والضَّفْز الدفع والضَّفْز القَفْزُ وفي الحديث عن عليّ رضوان الله عليه أَنه قال ملعونٌ كلُّ ضَفَّازٍ معناه نَمَّام مشتق من الضَّفْز وهو شعير يُجَشّ ليُعْلَفَه البعيرُ وقيل للنَّمام ضَفَّاز لأَنه يُزوِّر القول كما يُهَيَّأُ هذا الشعير لعَلْفِ الإِبل ولذلك قيل للنمامِ قَتَّات من قولهم دُهْن مُقَتَّت أَي مُطَيَّب بالرياحين

( ضكز ) ضَكَزَه يَضْكُزُه ضَكْزاً غَمَزه غَمْزاً شديداً

( ضمز ) ضَمَزَ البعيرُ يَضْمِزُ ضَمْزاً وضُمازاً وضُموزاً أَمسكَ جِرَّتَه في فِيهِ ولم يَجْتَرّ من الفزع وكذلك الناقة وبعير ضامِزٌ لا يَرْغُو وناقة ضامِزٌ لا تَرْغو وناقة ضامِزٌ وضَمُوز تضم فاها لا تَسْمَع لها رُغاء والحمار ضامِزٌ لأَنه لا يَجْتَرّ قال الشماخ يصف عَيْراً وأُتُنَه وهنَّ وقُوفٌ يَنْتَظِرْنَ قَضاءَه بِضاحِي غَداةٍ أَمْرُه وهو ضامِزُ وقال ابن مقبل وقد ضَمَزَتْ بِجِرَّتِها سُلَيمٌ مَخافَتَنا كما ضَمَز الحِمارُ ونسب الجوهري هذا البيت إِلى بشر بن أَبي خازم الأَسدي معناه قد خضعت وذلَّت كما ضَمَزَ الحمار لأَن الحمار لا يَجْتَرُّ وإِنما قال ضَمَزَتْ بِجِرَّتها على جهة المَثَل أَي سكتوا فما يتحركون ولا ينطقون ويقال قد ضَمَزَ بِجِرَّته وكَظَم بِجِرَّتِهِ إِذا لم يَجْتَرّ وقَصَعَ بِجِرَّته إِذا اجْتَرَّ وكذلك دَسَعَ بِجِرَّته وفي حديث عليّ كرم الله تعالى وجهه أَفواههم ضامِزَةٌ وقلوبهم قَرِحَةٌ الضامِزُ المُمْسِك ومنه قول كعب منه تَظَلُّ سِباع الجَوِّ ضامِزَةً ولا تَمَشَّى بِوَادِيهِ الأَراجِيلُ أَي ممسكة من خوفه ومنه حديث الحجاج إِن الإِبل ضُمُز خُنُسٌ أَي ممسكة عن الجِرّةِ ويروى بالتشديد وهما جمع ضامِزٍ وفي حديث سُبَيْعَة فَضَمَزَ لي بعضُ أَصحابه قال ابن الأَثير قد اختلف في ضبط هذه اللفظة فقيل هي بالضاد والزاي من ضَمَزَ إِذا سكت وضَمَزَ غيره إِذا سَكَّته قال ويروى فَضَمَّزَني أَي سَكَّتَني قال وهو أَشبه قال وقد روي بالراء والنون والأَوّل أَشْبَهُهُما وضَمَزَ يَضْمِزُ ضَمْزاً فهو ضامزٌ سكت ولم يتكلم والجمع ضُمُوز ويقال للرجل إِذا جَمَع شِدْقيه فلم يتكلم قد ضَمَزَ الليث الضَّامِزُ الساكت لا يتكلم وكل من ضَمَزَ فاهُ فهو ضامزٌ وكلُّ ساكتٍ ضامِزٌ وضَمُوزٌ ضَمَزَ فلانٌ على مالي جَمَدَ عليه ولَزِمه والضَّمُوز من الحيَّات المُطْرِقة وقيل الشديدة وخص بعضهم به الأَفاعي قال مُساوِرُ بن هند العَنْسِي ويقال هو لأَبي حَيَّان الفَقْعَسِي يا رَيَّها يوم تُلاقي أَسْلَما يومَ تُلاقِي الشَّيْظَم المُقَوَّما عَبْلَ المُشاشِ فَتَراهُ أَهْضَما تَحْسَبُ في الأُذْنَيْنِ منه صَمَما قد سَالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما وذاتَ قَرنَيْنِ ضمُوزاً ضِرْزَما قوله يا رَيَّها نادى الرَّيَّ كأَنه حاضر على جهة التعجب من كثرة استقائه وأَسْلم اسم راعٍ والشيظم الطويل والمقوَّم الذي ليس فيه انحناء وعبل المشاش غليظ العظام والأَهضم الضامر البطن ونسبه إِلى الصمم أَي لا يكادُ يجيب أَحداً في أَوّل ندائه لكونه مشتغلاً في مصلحة الإِبل فهو لا يسمع حتى يكرر عليه النداء ومسالمة الحيات قدمَه لغلظها وخشونتها وشدة وطئها والأُفْعُوان ذكر الأَفاعي وكذلك الشجاع هو ذكر الحيات ويقال هو ضرب معروف من الحيات والشجعم الجريء والضِّرزم المسنة وهو أَخبث لها وأَكثر لِسَمِّها وامرأَة ضَمُوز على التشبيه بالحية الضَّمُوز والضَّمْزَة أَكَمَةٌ صغيرة خاشعة والجمع ضَمْز والضُّمَّز من الآكام وأَنشد مُوفٍ بها على الإِكام الضُّمَّزِ ابن شميل الضَّمْزُ جبل من أَصاغر الجبال منفرد وحجارته حُمْر صِلاب وليس في الضَّمْز طين وهو الضَّمْزَز أَيضاً والضَّمْز من الأَرض ما ارتفع وصَلُبَ وجمعه ضُمُوز والضَّمْز الغلظ من الأَرض قال رؤبة كم جاوَزَتْ من حَدَبٍ وفَرْزِ ونَكَّبَتْ من جُوءَةٍ وضَمْزِ أَبو عمرو الضَّمْزُ المكان الغليظ المجتمع وناقة ضَمُوز مُسِنَّة وضَمَز يَضْمِز ضَمْزاً كَبَّر اللُّقَم والضَّمُوز الكَمَرة

( ضمرز ) ناقة ضِمْرِزٌ مسنة وهي فوق العَوْزَمِ وقيل كبيرة قليلة اللبن والضَّمْرَزُ من النساء الغليظة قال ثَنَّتْ عُنُقاً لم ثَتْنِها حَيْدَرِيَّةٌ عَضادٌ ولا مَكْنُوزَةُ اللحم ضَمْرَزُ وضَمْرَزُ اسم ناقة الشَّماخ قال وكلُّ بَعيرٍ أَحْسَنَ الناسُ نَعْتَه وآخَرُ لم يُنْعَتْ فِداءٌ لضَمْرَزا وبعير ضُمارِزٌ صُلب شديد قال وشِعْب كلِّ بازِلٍ ضُمارِزِ أَراد ضُمازِراً فقلب أَبو عمرو فحل ضُمارِزٌ وضُمازِرٌ غليظ وأَنشد ترد شِعْبَ الجُمَّحِ الجَوامِزِ وشِعْبَ كُلّ باجِحٍ ضُمارِزِ الباجِجُ الفَرِح كأَنه الذي هو فيه ويقال في خُلُقه ضَمْرَزَةٌ وضُمارِز أَي سوء وغلظ وعد يعقوب قوله ناقة ضِمْرزٌ ثلاثياً واشتقه من الرجل الضِّرِزّ وهو البخيل والميم زائدة قال وقياسه أَن يكون رباعيًّا وناقة ضِمْرزٌ أَي قوية

( ضهز ) ضَهَزَه يَضْهَزُه ضَهْزاً وطِئَه وطأً شديداً

( ضوز ) ضازَه يَضُوزُه ضَوْزاً أَكله وقيل مَضَغه وقيل أَكله وفَمه ملآنُ أَو أَكل على كُرْه وهو شبعان قال فَظَلَّ يَضُوزُ التَّمر والتَّمْرُ ناقِع بِوَرْد كَلَوْنِ الأُرْجُوانِ سَبائِبُه يعني رجلاً أَخذ التمر في الدِّيَةِ بدلاً من الدم الذي لونه كالأُرْجُوانِ فجعل يأْكل التمر فكأَن ذلك التمر ناقع في دم المقتول وضازَ التمرةَ لاكَها في فمه قال الشاعر باتَ يَضُوزُ الصِّلِّيانَ ضَوْزا ضَوْزَ العَجُوز العَصَبَ الدِّلَّوْصا وهذا مُكْفَأٌ جاء بالصاد مع الزاي ابن الأَعرابي الضَّوْزُ لَوْكُ الشيء والضَّوْسُ أَكل الطعام قال أَبو منصور وقد جعل ابن الأَعرابي الضاد مع السين غير مُهْملٍ كما أَهمله الليث وضازَ يَضُوزُ إِذا أَكل وضازَ البعيرُ ضَوْزاً أَكل وبعير ضِيَزٌّ أَكول عن ابن الأَعرابي قلبت الواو فيه ياء للكسرة قبلها قال يَتْبَعُها كلُّ ضِيَزٍّ شَدْقَمِ قد لاكَ أَطْرافَ النُّيُوبِ النُّجَّمِ واختار ثعلب كل ضِبِرٍّ شَدْقَم من الضَّبْر وهو العَدْوُ ويقال ضِزْتُه حقّه أَي نَقَصْته وضازَنِي يَضُوزُني نَقَصَني عن كراع والمِضْواز المِسْواك والضُّوازَة النُّفاثَةُ منه وقيل هو ما بقي بين أَسنانه فَنَفَثه ابن الأَعرابي ما أَغنى عني ضَوزَ سِواكٍ وأَنشد تَعَلَّما يا أَيُّها العَجُوزان ما هَهُنا ما كُنْتُما تَضوزَان فَرَوِّزا الأَمْرَ الذي تَرُوزان وقِسْمَةٌ ضِيزَى وضُوزَى

( ضيز ) ضازَ في المحكم أَي جار وضازَه حقَّه يَضِيزُه ضَيْزاً نقصه وبَخَسَه ومنعه وضِزْتُ فلاناً أَضِيزُه ضَيْزاً جُرْتُ عليه وضازَ يَضِيزُ إِذا جار وقد يهمز فيقال ضَأَزَه يَضْأَزُه ضَأْزاً وفي التنزيل العزيز تلك إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى وقسمة ضِيزَى وضُوزَى أَي جائرة والقراء جميعهم على ترك همز ضِيزَى قال ومن العرب من يقول ضِيزَى ولا يهمز ويقولون ضِئْزَى وضُؤْزَى بالهمز ولم يقرأْ بهما أَحد نعلمه ابن الأَعرابي تقول العرب قسمة ضُؤْزى بالضم والهمز وضُوزى بالضم بلا همز وضِئْزَى بالكسر والهمز وضِيزى بالكسر وترك الهمز ومعناها كلها الجَوْر وضِيزَى فُعْلى وإِن رأَيت أَوّلها مكسوراً وهي مثل بِيضٍ وعِين وكان أَوّلها مضموماً فكرهوا أَن يترك على ضمته فيقال بُوضٌ وعُونٌ والواحدة بَيضاء وعَيْناء فكسروا الباء لتكون بالياء ويتأَلف الجمع والاثنان والواحدة وكذلك كرهوا أَن يقولوا ضُؤْزَى فتصير بالواو وهي من الياء قال ابن سيده وإِنما قضيت على أَولها بالضم لأَن النعوت للمؤَنث تأْتي إِما بفتح وإِما بضم فالمفتوح مثل سَكْرَى وعَطْشى والمضموم مثل أُنثى وحُبْلَى وإِذا كان اسماً ليس بنعت كسر أَوله كالذِّكْرَى والشِّعْرَى قال الجوهري ليس في الكلام فِعْلَى صفةً وإِنما هو من بناء الأَسماء كالشِّعْرَى والدِّفْلَى قال الفراء وبعض العرب يقول ضِئْزَى وضُؤْزَى بالهمز وحكي عن أَبي زيد أَنه سمع العرب تهمز ضِيزَى قال وضازَ يَضِيزُ وأَنشد إِذا ضازَ عَنَّا حَقَّنا في غَنِيمَةٍ تَقَنَّعَ جارَانا فلم يَتَرَمْرَما قال وضَأَزَ يَضْأَزُ مثله والضَّيْزُ الاعوجاج والضَّيْزَنُ نُونُه عند يعقوب زائدة وهو مذكور في موضعه

( طبز ) أَبو عمرو الطِّبْزُ ركن الجبل والطِّبْز الجَمَلُ ذو السَّنامين الهائجُ وطَبَزَ فلانٌ جاريَتَه طَبْزاً جامعها

( طحز ) الطَّحْزُ في معنى الكذب قال ابن دُرَيْد وليس بعربي صحيح

( طرز ) الطِّرْزُ البَزُّ والهيئة والطِّرْز بيت إِلى الطول فارسي وقيل هو البيت الصَّيْفِيُّ قال الأَزهري أُراه معرباً وأَصله تِرْزٌ والطِّراز ما ينسج من الثياب للسلطان فارسي أَيضاً والطِّرْز والطِّراز الجيّد من كل شيء الليث الطِّراز معروف هو الموضع الذي تنسج فيه الثياب الجِيادُ وقيل هو معرب وأَصله التقدير المستوي بالفارسية جعلت التاء طاء وقد جاء في الشعر العربي قال حسان بن ثابت الأَنصاري يمدح قوماً بيضُ الوُجُوه كَرِيمَةٌ أَحْسابُهم شُمُّ الأُنُوف من الطِّرازِ الأَوَّلِ والطِّراز عَلَمُ الثوب فارسيّ معرّب وقد طَرَّزَ الثوبَ فهو مُطرَّز ابن الأَعرابي الطَّرْز والطِّرز الشَّكْل يقال هذا طِرْزُ هذا أَي شكله ويقال للرجل إِذا تكلم بشيء جيد استنباطاً وقَرِيحَةً هذا من طِرازِه وروي عن صَفِيَّةَ رضي الله عنها أَنها قالت لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم مَنْ فيكُنَّ مِثْلي ؟ أَبي نبيّ وعمّي نبي وزوجي نبي وكان صلى الله عليه وسلم علمها لِتَقُولَ ذلك فقالت لها عائشة رضي الله عنها ليس هذا من طِرازك أَي من نَفْسِك وقَرِيحَتِك ابن الأَعرابي الطَّرز الدفع باللَّكْز يقال طَرَزَه طَرْزاً إِذا دفعه

( طعز ) الطَّعْزُ كناية عن النكاح

( طنز ) طَنَزَ يَطْنِزُ طَنْزاً كلمه باستهزاء فهو طَنَّاز قال الجوهري أَظنه مولَّداً أَو معرَّباً والطَّنْز السُّخْريَةُ وفي نوادر الأَعراب هؤُلاءِ قوم مَدْنَقَة ودُنَّاق ومَطْنَزَةٌ إِذا كانوا لا خير فيهم هَيِّنَةً أَنفُسُهم عليهم

( طنبز ) التهذيب في الرباعي أَبو عمرو الشَّيْباني يقال الجَهازِ المرأَة وهو فرجها هو ظَنْبَزِيزُها والله أَعلم

( عجز ) العَجْزُ نقيض الحَزْم عَجَز عن الأَمر يَعْجِزُ وعَجِزَ عَجْزاً فيهما ورجل عَجِزٌ وعَجُزٌ عاجِزٌ ومَرَةٌ عاجِزٌ عاجِزَةٌ عن الشيء عن ابن الأَعرابي وعَجَّز فلانٌ رَأْيَ فلان إِذا نسبه إِلى خلاف الحَزْم كأَنه نسبه إِلى العَجْز ويقال أَعْجَزْتُ فلاناً إِذا أَلفَيْتَه عاجِزاً والمَعْجِزَةُ والمَعْجَزَة العَجْزُ قال سيبويه هو المَعْجِزُ والمَعْجَزُ بالكسر على النادر والفتح على القياس لأَنه مصدر والعَجْزُ الضعف تقول عَجَزْتُ عن كذا أَعْجِز وفي حديث عمر ولا تُلِثُّوا بدار مَعْجِزَة أَي لا تقيموا ببلدة تَعْجِزُون فيها عن الاكتساب والتعيش وقيل بالثَّغْر مع العيال والمَعْجِزَةُ بفتح الجيم وكسرها مفعلة من العَجْز عدم القدرة وفي الحديث كلُّ شيءٍ بِقَدَرٍ حتى العَجْزُ والكَيْسُ وقيل أَراد بالعَجْز ترك ما يُحبُّ فعله بالتَّسويف وهو عامّ في أُمور الدنيا والدين وفي حديث الجنة ما لي لا يَدْخُلُني إِلاَّ سَقَطُ الناس وعَجَزُهُم جمع عاجِزٍ كخادِمٍ وخَدَم يريد الأَغْبِياءَ العاجِزِين في أُمور الدنيا وفحل عَجِيزٌ عاجز عن الضِّراب كعَجِيسٍ قال ابن دُرَيْد فحل عَجِيزٌ وعَجِيسٌ إِذا عَجَز عن الضِّراب قال الأَزهري وقال أَبو عبيد في باب العنين هو العَجِيز بالراء الذي لا يأْتي النساء قال الأَزهري وهذا هو الصحيح وقال الجوهري العَجِيز الذي لا يأْتي النساء بالزاي والراء جميعاً وأَعْجَزَه الشيءُ عَجَزَ عنه والتَّعْجِيزُ التَّثْبِيط وكذلك إِذا نسبته إِلى العَجْز وعَجَّزَ الرجلُ وعاجَزَ ذهب فلم يُوصَل إِليه وقوله تعالى في سورة سبأ والذين سَعَوْا في آياتنا مُعاجِزِين قال الزجاج معناه ظانِّين أَنهم يُعْجِزُوننا لأَنهم ظنوا أَنهم لا يُبعثون وأَنه لا جنة ولا نار وقيل في التفسير مُعاجزين معاندين وهو راجع إِلى الأَوّل وقرئت مُعَجِّزين وتأْويلها أَنهم يُعَجِّزُون من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ويُثَبِّطُونهم عنه وعن الإِيمان بالآيات وقد أَعْجَزهم وفي التنزيل العزيز وما أَنتم بمُعْجِزِين في الأَرض ولا في السماء قال الفاء يقول القائل كيف وصفهم بأَنهم لا يُعْجِزُونَ في الأَرض ولا في السماء وليسوا في أَهل السماء ؟ فالمعنى ما أَنتم بمُعْجِزِينَ في الأَرض ولا من في السماء بمُعْجِزٍ وقال أَبو إِسحق معناه والله أَعلم ما أَنتم بمُعْجِزِين في الأَرض ولا لو كنتم في السماء وقال الأَخفش معناه ما أَنتم بمُعْجِزِين في الأَرض ولا في السماء أَي لا تُعْجِزُوننا هَرَباً في الأَرض ولا في السماء قال الأَزهري وقول الفراء أَشهر في المعنى ولو كان قال ولا أَنتم لو كنتم في السماء بمُعْجِزِينَ لكان جائزاً ومعنى الإِعْجاز الفَوْتُ والسَّبْقُ يقال أَعْجَزَني فلان أَي فاتني ومنه قول الأَعشى فَذاكَ ولم يُعْجِزْ من الموتِ رَبَّه ولكن أَتاه الموتُ لا يَتَأَبَّقُ وقال الليث أَعْجَزَني فلان إِذا عَجَزْتَ عن طلبه وإِدراكه وقال ابن عرفة في قوله تعالى مُعاجِزِينَ أَي يُعاجِزُون الأَنبياءَ وأَولياءَ الله أَي يقاتلونهم ويُمانِعُونهم ليُصَيِّروهم إِلى العَجْزِ عن أَمر الله وليس يَعْجِزُ اللهَ جل ثناؤه خَلْقٌ في السماء ولا في الأَرض ولا مَلْجَأَ منه إِلا إِليه وقال أَبو جُنْدب الهذلي جعلتُ عُزَانَ خَلْفَهُم دَلِيلاً وفاتُوا في الحجازِ ليُعْجِزُوني
( * قوله « عزان » هو هكذا بضبط الأصل وقوله « فاتوا في الحجاز » كذا بالأصل هنا والذي تقدم في مادة ح ج ز وفروا بالحجاز )
وقد يكون أَيضاً من العَجْز ويقال عَجَزَ يَعْجِزُ عن الأَمر إِذا قَصَرَ عنه وعاجَزَ إلى ثِقَةٍ مالَ إليه وعاجَزَ القومُ تركوا شيئاً وأَخذوا في غيره ويقال فلان يُعاجِزُ عن الحق إلى الباطل أَي يلجأُ إليه ويقال هو يُكارِزُ إلى ثقة مُكارَزَةً إذا مال إليه والمُعْجِزَةُ واحدة مُعْجِزات الأَنبياء عليهم السلام وأَعْجاز الأُمور أَواخِرُها وعَجْزُ الشيء وعِجْزُه وعُجْزُه وعَجُزُه وعَجِزُه آخره يذكر ويؤنث قال أَبو خِراش يصف عُقاباً بَهِسيماً غيرَ أَنَّ العَجْزَ منها تَخالُ سَرَاتَه لَبَناً حَلِيبا وقال اللحياني هي مؤنثة فقط والعَجُز ما بعد الظهر منه وجميع تلك اللغات تذكر وتؤنث والجمع أَعجاز لا يُكَسَّر على غير ذلك وحكى اللحياني إِنها لعظيمة الأَعْجاز كأَنهم جعلوا كل جزء منه عَجُزاً ثم جمعوا على ذلك وفي كلام بعض الحكماء لا تُدَبِّرُوا أَعْجازَ أُمور قد وَلَّت صُدورُها جمع عَجُزٍ وهو مؤخر الشيء يريد بها أَواخر الأُمور وصدورها يقول إِذا فاتَكَ أَمرٌ فلا تُتْبِعه نفسَك متحسراً على ما فات وتَعَزَّ عنه متوكلاً على الله عز وجل قال ابن الأَثير يُحَرِّض على تَدَبُّر عواقب الأُمور قبل الدخول فيها ولا تُتْبَع عند تَوَلِّيها وفواتها والعَجُزُ في العَرُوض حذفك نون « فاعلاتن » لمعاقبتها أَلف « فاعلن » هكذا عبر الخليل عنه ففسر الجَوْهر الذي هو العَجُز بالعَرَض الذي هو الحذف وذلك تقريب منه وإِنما الحقيقة أَن تقول العَجُز النون المحذوفة من « فاعلاتن » لمعاقبة أَلف « فاعلن » أَو تقول التَّعْجيز حذف نون « فاعلاتن » لمعاقبة أَلف « فاعلن » وهذا كله إِنما هو في المديد وعَجُز بيت الشعر خلاف صدره وعَجَّز الشاعرُ جاء بعَجُز البيت وفي الخبر أَن الكُمَيْت لما افتتح قصيدته التي أَولها أَلا حُيِّيتِ عَنَّا يا مَدِينا أَقام بُرْهة لا يدري بما يُعَجِّز على هذا الصدر إِلى أَن دخل حمَّاماً وسمع إِنساناً دخله فسَلَّم على آخر فيه فأَنكر ذلك عليه فانتصر بعض الحاضرين له فقال وهل بأْسٌ بقول المُسَلِّمِينَ ؟ فاهْتَبلَها الكُمَيْتُ فقال وهل بأْسٌ بقول مُسَلِّمِينا ؟ وأَيامُ العَجُوز عند العرب خمسة أَيام صِنّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهُما وَبْرٌ ومُطْفِئُ الجَمْر ومُكْفِئُ الظَّعْن قال ابن كُناسَة هي من نَوْءِ الصَّرْفَة وقال أَبو الغَوْث هي سبعة أَيام وأَنشد لابن أَحمر كُسِعَ الشِّتاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ أَيَّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ فإِذا انْقَضَتْ أَيَّامُها ومَضتْ صِنٌّ وصِنِّبْرٌ مع الوَبْرِ وبآمِرٍ وأَخيه مُؤْتَمِرٍ ومُعَلِّلٍ وبِمُطْفِئِ الجَمْرِ ذهبَ الشِّتاء مُوَلِّياً عَجِلاً وأَتَتْكَ واقِدَةٌ من النَّجْرِ قال ابن بري هذه الأَبيات ليست لابن أَحمر وإِنما هي لأَبي شِبْلٍ الأَعرابي كذا ذكره ثعلب عن ابن الأَعرابي وعَجِيزَةُ المرأَة عَجُزُها ولا يقال للرجل إِلا على التشبيه والعَجُزُ لهما جميعاً ورجل أَعْجَزُ وامرأَة عَجْزاءُ ومُعَجِّزَة عظيما العَجِيزَةِ وقيل لا يوصف به الرجلُ وعَجِزَت المرأَة تَعْجَزُ عَجَزاً وعُجْزاً بالضم عَظُمَتْ عَجِيزَتُها والجمع عَجِيزاتٌ ولا يقولون عَجائِز مخافة الالتباس وعَجُزُ الرجل مؤَخَّره وجمعه الأَعْجاز ويصلح للرجل والمرأَة وأَما العَجِيزَةُ فعَجِيزَة المرأَة خاصة وفي حديث البراء رضي الله عنه أَنه رفع عَجِيزَته في السجود قال ابن الأَثير العَجِيزَة العَجُز وهي للمرأَة خاصة فاستعارها للرجل قال ثعلب سمعت ابن الأَعرابي يقول لا يقال عَجِزَ الرجلُ بالكسر إِلا إِذا عظم عَجُزُه والعَجْزاء التي عَرُض بطنُها وثَقُلَت مَأْكَمَتُها فعظم عَجُزها قال هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً تَمَّتْ فليس يُرَى في خَلْقِها أَوَدُ وتَعَجَّزَ البعيرَ ركِبَ عَجُزَه وروي عن علي رضي الله عنه أَنه قال لنا حقٌّ إِن نُعْطَهُ نأْخذه وإِن نُمْنَعْه نركب أَعْجازَ الإِب وإِن طال السُّرى أَعْجاز الإِبل مآخيرها والركوب عليها شاقّ معناه إِن مُنِعْنا حقنا ركبنا مَرْكَب المشقة صابرين عليه وإِن طال الأَمَدُ ولم نَضْجَر منه مُخِلِّين بحقنا قال الأَزهري لم يرد عليٌّ رضي الله عنه بقوله هذا ركوبَ المشقة ولكنه ضرب أَعْجاز الإِبل مثلاً لتقدم غيره عليه وتأْخيره إِياه عن حقه وزاد ابن الأَثير عن حقه الذي كان يراه له وتقدّم غيره وأَنه يصبر على ذلك وإِن طال أَمَدُه فيقول إِن قُدِّمْنا للإِمامة تقدّمنا وإِن مُنِعْنا حقنا منها وأُخِّرْنا عنها صبرنا على الأُثْرَة علينا وإِن طالت الأَيام قال ابن الأَثير وقيل يجوز أَن يريد وإِن نُمْنَعْه نَبْذُل الجهد في طلبه فِعْلَ مَنْ يضرب في ابتغاء طَلِبَتِه أَكبادَ الإِبل ولا نبالي باحتمال طول السُّرى قال والوجه ما تقدم لأنه سَلَّم وصبر على التأَخر ولم يقاتل وإِنما قاتل بعد انعقاد الإِمامة له وقال رجل من ربيعة بن مالك إِن الحق بِقَبَلٍ فمن تعدّاه ظلَم ومن قَصَّر عنه عَجَزَ ومن انتهى إِليه اكتفى قال لا أَقول عَجِزَ إِلاَّ من العَجِيزَة ومن العَجْز عَجَز وقوله بِقَبَلٍ أَي واضحٌ لك حيث تراه وهو مثل قولهم إِن الحق عاري
( * قوله « عاري » هكذا هو في الأصل ) وعُقاب عَجْزاءُ بمؤخرها بياض أَو لون مخالف وقيل هي التي في ذَنَبها مَسْح أَي نقص وقصر كما قيل للذنَب أَزَلُّ وقيل هي التي ذنبها ريشة بيضاء أَو ريشتان وقيل هي الشديدة الدائرة قال الأَعشى وكأَنّما تَبِعَ الصِّوارُ بِشَخْصِها عَجْزاءَ تَرْزُقُ بالسُّلَيِّ عِيالَها والعَجَزُ داء يأْخذ الدواب في أَعْجازِها فتثقل لذلك الذكر أَعْجَزُ والأُنثى عَجْزاءُ والعِجازَة والإِعْجازَة ما تُعَظِّم به المرأَةُ عَجِيزَتَها وهي شيء شبيه بالوسادة تشده المرأَة على عَجُزِها لِتُحْسَبَ أَنها عَجْزاءُ والعِجْزَةُ وابن العِجْزَةِ آخر ولد الشيخ وفي الصحاح العِجْزَةُ بالكسر آخرُ ولد الرجل وعِجْزَةُ الرجل آخر ولد يولد له قال واسْتَبْصَرَتْ في الحَيِّ أَحْوى أَمْرَدا عَجِزَةَ شَيْخَينِ يُسَمَّى مَعْبَدا يقال فلان عِجْزَةُ ولد أَبويه أَي آخرهم وكذلك كِبْرَةُ ولد أَبويه والمذكر والمؤنث والجمع والواحد في ذلك سواء ويقال وُلِدَ لِعِجْزَةٍ أَي بعدما كَبِر أَبواه والعِجازَةُ دائرة الطائر وهي الأُصبع المتأَخرة وعَجُزُ هَوازِنَ بنو نَصْر بن معاوية وبنو جُشَمِ ابن بكر كأَنه آخرهم وعِجْزُ القوس وعَجْزها ومَعْجِزُها مَقْبِضها حكاه يعقوب في المبدل ذهب إِلى أَن زايه بدل من سينه وقال أَبو حنيفة هو العِجْز ولا يقال مَعْجِز وقد حكيناه نحن عن يعقوب وعَجْز السكين جُزْأَتُها عن أَبي عبيد والعَجُوز والعَجُوزة من النساء الشَّيْخَة الهَرِمة الأَخيرة قليلة والجمع عُجُز وعُجْز وعَجائز وقد عَجَزَت تَعْجُزْ عَجْزاً وعُجوزاً وعَجَّزَتْ تُعَجِّزُ تَعْجِيزاً صارت عَجُوزاً وهي مُعَجِّز والاسم العُجْز وقال يونس امرأَة مُعَجِّزة طعنت في السن وبعضهم يقول عَجَزَت بالتخفيف قال الأَزهري والعرب تقول لامرأَة الرجل وإِن كانت شابة هي عَجُوزُهُ وللزوج وإِن كان حَدَثاً هو شَيْخُها وقال قلت لامرأَة من العرب حالبي زوجكِ فَتَذَمَّرَتْ وقالت هلا قلتَ حالبي شَيْخَكِ ؟ ويقال للرجل عَجُوز وللمرأَة عَجُوز ويقال اتَّقِي الله في شَبِيبَتِكِ وعُجْزِك أَي بعدما تصيرين عَجُوزاً قال ابن السكيت ولا تقل عَجُوزَة والعامة تقوله وفي الحديث إِن الجنة لا يدخلها العُجُز وفيه إِياكم والعُجُزَ العُقُرَ قال ابن الأَثير العُجُز جمع عَجُوز وعَجُوزة وهي المرأَة الكبيرة المسنَّة والعُقُر جمع عاقِرٍ وهي التي لا تلد ونَوى العَجُوزِ ضرب من النَّوَى هَشٌّ تأْكله العَجُوزُ لِلينِه كما قالوا نَوى العَقُوقِ وقد تقدّم والعَجُوز الخمر لقدمها قال الشاعر لَيْتَهُ جامُ فِضَّةٍ من هَدايا هُ سِوى ما به الأَمِيرُ مُجِيزِي إِنما أَبْتَغِيهِ للعَسَلِ المَمْ زُوجِ بالماءِ لا لِشُرْبِ العَجُوزِ وفي التهذيب يقال للخمر إِذا عَتَقَتْ عَجُوز والعَجُوز القِبْلة والعَجُوز البقرة والعَجُوز نَصْل السيف قال أَبو المِقْدام وعَجُوز رأَيتُ في فَمِ كَلْبٍ جُعِلَ الكلبُ للأَمِيرِ حَمالا الكلبُ ما فوق النصل من جانبيه حديداً كان أَو فضة وقيل الكلب مسمار في قائم السيف وقيل هو ذُؤابَتُه ابن الأَعرابي الكلب مسمار مَقْبِض السيف قال ومعه الآخر يقال له العَجُوز والعَجْزاءُ حَبْل من الرمل مُنْبِت وفي التهذيب العَجْزاءُ من الرمال حَبْل مرتفع كأَنه جَلَدٌ ليس بِرُكام رمل وهو مَكْرُمَة للنبت والجمع العُجْز لأَنه نعت لتلك الرملة والعَجُوز رملة بالدَّهْناء قال يصف داراً على ظَهْرِ جَرْعاءِ العَجُوزِ كأَنها دَوائرُ رَقْمٍ في سَراةِ قِرامِ ورجل مَعْجُوزٌ ومَشْفُوهٌ ومَعْرُوكٌ ومَنْكُودٌ إِذا أُلِحَّ عليه في المسأَلة عن ابن الأَعرابي والعَجْزُ طائر يضرب إِلى الصُّفرة يُشْبه صوتُه نُباح الكلب الصغير يأْخذ السَّخْلَة فيطير بها ويحتمل الصبي الذي له سبع سنين وقيل الزُّمَّجُ وجمعه عِجْزان وفي الحديث أَنه قَدِمَ على النبي صلى الله عليه وسلم صاحبُ كِسْرى فوهب له مِعْجَزَةً فسُمِّيَ ذا المِعْجَزَة هي بكسر الميم المِنْطَقَة بلغة اليمن قال وسميت بذلك لأَنها تلي عَجُزَ المُتَنَطِّق بها والله أَعلم

( عجلز ) العِجْلِزَةُ والعَجْلَزَةُ جميعاً الفرس الشديدة الخَلْق الكسر لقَيْس والفتح لتميم وقيل هي الشديدة الأَسْر المجتمِعةُ الغليظة ولا يقولونه للفرس الذكر الأَزهري قال بعضهم أَخذ هذا من جَلْزِ الخَلْق وهو غير جائز في القياس ولكنهما اسمان اتفقت حروفهما ونحوُ ذلك قد يجيء وهو متباين في أَصل البناء ولم أَسمعهم يقولون للذكر من الخيل ولكنهم يقولون للجمل عِجْلِزٌ وللناقة عِجْلِزَة وهذا النعت في الخيل أَعْرَف وناقة عِجْلِزَةٌ وعَجْلَزَةٌ قوية شديدة وجمل عِجْلِزٌ ورملة عِجْلِزَة ضخمة صلبة وكَثِيبٌ عِجْلِز كذلك وعَجْلَزَ الكِثْيبُ ضَخُم وصَلُبَ الجوهري فرس عِجْلِزَةٌ قال بشر وخَيْلٍ قد لَبِسْتُ بِجَمْعِ خَيْلٍ على شَقَّاءَ عِجْلِزَةٍ وَقاحِ تُشَبِّه شَخْصَها والخَيْلُ تَهْفُو هُفُوًّا ظِلَّ فَتْخاءِ الجَناحِ الشقَّاء الفرس الطويلة والوقاح الصُّلبة الحافر وتهفو تعدو والفتخاء العُقاب اللينة الجناح تقلبه كيف شاءت والفَتَخ لِينُ الجناح وعِجْلِزَة اسم رملة بالبادية قال الأَزهري هي اسم رملة معروفة حذاءَ حَفَر أَبي موسى وتجمع عَجالِزَ ذكرها ذو الرمة فقال مَرَرْنَ على العَجالِزِ نِصْفَ يومٍ وأَدَّيْنَ الأَواصِرَ والخِلالا وفرس رَوْعاءُ وهي الحديدة الذكية ولا يقال للذكر أَرْوَعُ وكذلك فرس شَوْهاءُ ولا يقال للذكر أَشْوَه وهي الواسعة الأَشْداقِ

( عرز ) العَرْزُ اشتداد الشيء وغلظه وقد عَرَزَ واسْتَعْرَزَ واسْتَعْرَزَت الجلدة في النار انْزَوَتْ والمُعارَزَة المُعانَدَة والمُجانَبَة قال الشماخ وكلُّ خَلِيلٍ غيرِ هاضِمِ نَفْسِهِ لِوَصْلِ خَلِيلٍ صارِمٌ أَو مُعارِزُ وقال ثعلب المُعارِز المنقبض وقيل المعاتب والعازِرُ العاتب والعَرْز الانقباض واسْتَعْرَز الشيءُ انقبض واجتمع واسْتَعْرَز الرجل تصَعَّب والتَّعْرِيز كالتَّعْرِيض في الخصومة ويقال عَرَزْت لفلان عَرْزاً وهو أَن تقبض على شيء في كفك وتضم عليه أَصابعك وتُرِيَهُ منه شيئاً صاحبك
( * قوله « وتربة منه شيئاً صاحبك » هكذا في الأصل ولفظ صاحبك غير مذكور في عبارة القاموس ) لينظر إِليه ولا تُرِيَهُ كلَّه وفي نوادر الأَعراب أَعْرَزْتَني من كذا أَي أَعْوَزْتَني منه والعُرَّازُ المُغْتالُونَ للناس
( * قوله « المغتالون للناس » كذا بالأصل باللام قال شارح القاموس وهو الأشبه أي مما عبر به القاموس وهو المغتابون بالباء الموحدة )
والعَرَزُ ضرب من أَصغر الثُّمام وأَدَقِّ شجره له ورق صغار متفرق وما كان من شجر الثمام من ضربه فهو ذو أَماصِيخَ أُمْصُوخَةٌ في جوف أُمْصُوخَةٍ تَنْقَلع العُلا من السُّفَل انقلاعَ العِفاصِ من رأْس المُكْحُلَة الواحدة عَرَزَة وقيل هو الغَرَزُ والغَرَزَة شجرة وجمعها غَرَزٌ وعَرْزَة اسم والله أَعلم

( عرطز ) عَرْطَزَ الرجلُ تَنَحَّى كعَرْطَسَ

( عرفز ) اعْرَنْفَزَ الرجل مات وقيل كاد يموت قُرًّا

( عزز ) العَزِيزُ من صفات الله عز وجل وأَسمائه الحسنى قال الزجاج هو الممتنع فلا يغلبه شيء وقال غيره هو القوي الغالب كل شيء وقيل هو الذي ليس كمثله شيء ومن أَسمائه عز وجل المُعِزُّ وهو الذي يَهَبُ العِزَّ لمن يشاء من عباده والعِزُّ خلاف الذُّلِّ وفي الحديث قال لعائشة هل تَدْرِينَ لِمَ كان قومُك رفعوا باب الكعبة ؟ قالت لا قال تَعَزُّزاً أَن لا يدخلها إِلا من أَرادوا أَي تَكَبُّراً وتشدُّداً على الناس وجاء في بعض نسخ مسلم تَعَزُّراً براء بعد زايٍ من التَّعْزير والتوقير فإِما أَن يريد توقير البيت وتعظيمه أَو تعظيمَ أَنفسهم وتَكَبُّرَهم على الناس والعِزُّ في الأَصل القوة والشدة والغلبة والعِزُّ والعِزَّة الرفعة والامتناع والعِزَّة لله وفي التنزيل العزيز ولله العِزَّةُ ولرسوله وللمؤمنين أَي له العِزَّة والغلبة سبحانه وفي التنزيل العزيز من كان يريد العِزَّةَ فللَّه العِزَّةُ جميعاً أَي من كان يريد بعبادته غير الله فإِنما له العِزَّة في الدنيا ولله العِزَّة جميعاً أَي يجمعها في الدنيا والآخرة بأَن يَنْصُر في الدنيا ويغلب وعَزَّ يَعِزّ بالكسر عِزًّا وعِزَّةً وعَزازَة ورجل عَزيزٌ من قوم أَعِزَّة وأَعِزَّاء وعِزازٍ وقوله تعالى فسوف يأْتي اللهُ بقوم يحبهم ويحبونه أَذِلَّةٍ على المؤمنين أَعِزَّةٍ على الكافرين أَي جانبُهم غليظٌ على الكافرين لَيِّنٌ على المؤمنين قال الشاعر بِيض الوُجُوهِ كَرِيمَة أَحْسابُهُمْ في كلِّ نائِبَةٍ عِزاز الآنُفِ وروي بِيض الوُجُوه أَلِبَّة ومَعاقِل ولا يقال عُزَزَاء كراهية التضعيف وامتناع هذا مطرد في هذا النحو المضاعف قال الأَزهري يَتَذَلَّلُون للمؤمنين وإِن كانوا أَعِزَّةً ويَتَعَزَّزُون على الكافرين وإِن كانوا في شَرَف الأَحْساب دونهم وأَعَزَّ الرجلَ جعله عَزِيزاً ومَلِكٌ أَعَزُّ عَزِيزٌ قال الفرزدق إِن الذي سَمَكَ السَّماءَ بَنى لنا بَيْتاً دَعائِمُهُ أَعَزُّ وأَطْوَلُ أَي عَزِيزَةٌ طويلة وهو مثل قوله تعالى وهو أَهْوَنُ عليه وإِنما وَجَّهَ ابنُ سيده هذا على غير المُفاضلة لأَن اللام ومِنْ متعاقبتان وليس قولهم الله أَكْبَرُ بحجَّة لأَنه مسموع وقد كثر استعماله على أَن هذا قد وُجِّهَ على كبير أَيضاً وفي التنزيل العزيز ليُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ منها الأَذَلَّ وقد قرئ ليخْرُجَنَّ الأَعَزُّ منها الأَذَلَّ أَي ليَخْرُجَنَّ العزيزُ منها ذليلاً فأَدخل اللام والأَلف على الحال وهذا ليس بقويّ لأَن الحال وما وضع موضعها من المصادر لا يكون معرفة وقول أَبي كبير حتى انتهيْتُ إِلى فِراشِ عَزِيزَة شَعْواءَ رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ
( * قوله « شعواءَ » في القاموس في هذه المادة بدله سوداء )
عنى عقاباً وجعلها عَزِيزَةً لامتناعها وسُكْناها أَعالي الجبال ورجل عزِيزٌ مَنِيع لا يُغْلب ولا يُقْهر وقوله عز وجل ذُقْ إِنك أَنت العَزِيزُ الكريم معناه ذُقْ بما كنت تعَدُّ في أَهل العِزّ والكرم كما قال تعالى في نقيضه كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون ومن الأَوّل قول الأَعشى على أَنها إِذْ رَأَتْني أُقا دُ قالتْ بما قَدْ أَراهُ بَصِيرا وقال الزجاج نزلت في أَبي جهل وكان يقول أَنا أَعَزُّ أَهلِ الوادي وأَمنعُهم فقال الله تعالى ذُقْ إِنك أَنت العَزِيزُ الكريم معناه ذُقْ هذا العذاب إِنك أَنت القائل أَنا العَزِيزُ الكريم أَبو زيد عَزَّ الرجلُ يَعِزُّ عِزّاً وعِزَّةً إِذا قوي بعد ذِلَّة وصار عزيزاً وأَعَزَّه اللهُ وعَزَزْتُ عليه كَرُمْت عليه وقوله تعالى وإِنه لكتاب عَزِيزٌ لا يأْتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خَلْفه أَي أَن الكتب التي تقدّمته لا تبطله ولا يأْتي بعده كتاب يبطله وقيل هو محفوظ من أَن يُنْقَصَ ما فيه فيأْتيه الباطل من بين يديه أَو يُزاد فيه فيأْتيه الباطل من خلفه وكِلا الوجهين حَسَنٌ أَي حُفِظَ وعَزَّ مِنْ أَن يلحقه شيء من هذا ومَلِكٌ أَعَزّ وعَزِيزٌ بمعنى واحد وعِزٌّ عَزِيزٌ إِما أَن يكون على المبالغة وإِما أَن يكون بمعنى مُعِزّ قال طرفة ولو حَضَرتْهُ تَغْلِبُ ابْنَةُ وائلٍ لَكانُوا له عِزّاً عَزيزاً وناصِرا وتَعَزَّزَ الرجلُ صار عَزِيزاً وهو يَعْتَزُّ بفلان واعْتَزَّ به وتَعَزَّزَ تشرَّف وعَزَّ عَليَّ يَعِزُّ عِزّاً وعِزَّةً وعَزازَةً كَرُمَ وأَعْزَزتُه أَكرمته وأَحببته وقد ضَعَّفَ شمرٌ هذه الكلمة على أَبي زيد
( * قوله « على أبي زيد » عبارة شرح القاموس عن أبي زيد ) وعَزَّ عَلَيَّ أَنْ تفعل كذا وعَزَّ عَلَيَّ ذلك أَي حَقَّ واشتدَّ وأُعْزِزْتُ بما أَصابك عَظُم عليَّ وأَعْزِزْ عليَّ بذلك أَي أَعْظِمْ ومعناه عَظُمَ عليَّ وفي حديث عليّ رضي الله عنه لما رأَى طَلْحَةَ قتيلاً قال أَعْزِزْ عليَّ أَبا محمد أَن أَراك مُجَدَّلاً تحت نجوم السماء يقال عَزَّ عليَّ يَعِزُّ أَن أَراك بحال سيئة أَي يشتدُّ ويشق عليَّ وكلمةٌ شنعاء لأَهل الشِّحْر يقولون بِعِزِّي لقد كان كذا وكذا وبِعِزِّكَ كقولك لَعَمْري ولَعَمْرُكَ والعِزَّةُ الشدَّة والقوَّة يقل عَزَّ يَعَزُّ بالفتح إِذا اشتدَّ وفي حديث عمر رضي الله عنه اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْزَزُوا أَي تشدَّدوا في الدين وتصلَّبوا من العِزِّ القوَّةِ والشدةِ والميم زائدة كَتَمَسْكَن من السكون وقيل هو من المَعَزِ وهو الشدة وسيجيءُ في موضعه وعَزَزْتُ القومَ وأَعْزَزْتُهم وعَزَّزْتُهم قَوَّيْتُهم وشَدَّدْتُهم وفي التنزيل العزيز فَعَزَّزْنا بثالث أَي قَوَّينا وشَدَّدنا وقد قرئت فَعَزَزْنا بثالث بالتخفيف كقولك شَدَدْنا ويقال في هذا المعنى أَيضاً رجل عَزِيزٌ على لفظ ما تقدم والجمع كالجمع وفي التنزيل العزيز أذِلَّةٍ على المؤْمنين أَعِزَّةٍ على الكافرين أَي أَشِداء عليهم قال وليس هو من عِزَّةِ النَّفْس وقال ثعلب في الكلام الفصيح إِذا عَزَّ أَخوكَ فَهُنْ والعرب تقوله وهو مَثَلٌ معناه إِذا تَعَظَّم أَخوكَ شامِخاً عليك فالْتَزِمْ له الهَوانَ قال الأَزهري المعنى إِذا غلبك وقهرك ولم تقاوِمْه فتواضع له فإِنَّ اضْطِرابَكَ عليه يزيدك ذُلاً وخَبالاً قال أَبو إِسحق الذي قاله ثعلب خطأٌ وإِنما الكلام إِذا عزَّ أَخوك فَهِنْ بكسر الهاء معناه إِذا اشتد عليك فَهِنْ له ودارِه وهذا من مكارم الأَخلاق كما روي عن معاوية رضي الله عنه أَنه قال لو أَنَّ بيني وبين الناس شعرةً يمدُّونها وأَمُدُّها ما انقطعت قيل وكيف ذلك ؟ قال كنت إِذا أَرْخَوْها مَدَدْتُ وإِذا مدُّوها أَرْخَيْت فالصحيح في هذا المثل فَهِنْ بالكسر من قولهم هان يَهِينُ إِذا صار هَيِّناً لَيِّناً كقوله هَيْنُونَ لَيْنُونَ أَيْسارٌ ذَوُو كَرَمٍ سُوَّاسُ مَكْرُمَةٍ أَبناءُ أَطْهارِ ويروى أَيسار وإِذا قال هُنْ بضم الهاء كما قاله ثعلب فهو من الهَوانِ والعرب لا تأْمر بذلك لأَنهم أَعزَّة أَبَّاؤُونَ للضَّيْم قال ابن سيده وعندي أَن الذي قاله ثعلب صحيح لقول ابن أَحمر وقارعةٍ من الأَيامِ لولا سَبِيلُهُمُ لزَاحَتْ عنك حِينا دَبَبْتُ لها الضَّرَاءَ وقلتُ أَبْقَى إِذا عَزَّ ابنُ عَمِّكَ أَن تَهُونا قال سيبويه وقالوا عَزَّ ما أَنَّك ذاهبٌ كقولك حقّاً أَنك ذاهب وعَزَّ الشيءُ يَعِزُّ عِزّاً وعِزَّةً وعَزازَةً وهو عَزِيز قَلَّ حتى كاد لا يوجد وهذا جامع لكل شيء والعَزَزُ والعَزازُ المكان الصُّلْب السريع السيل وقال ابن شميل العَزازُ ما غَلُظَ من الأَرض وأَسْرَعَ سَيْلُ مطره يكون من القِيعانِ والصَّحاصِحِ وأَسْنادِ الجبال والإِكامِ وظُهور القِفاف قال العجاج من الصَّفا العاسِي ويَدْعَسْنَ الغَدَرْ عَزَازَهُ ويَهْتَمِرْنَ ما انْهَمَرْ وقال أَبو عمرو في مسايل الوادي أَبعدُها سَيْلاً الرَّحَبَة ثم الشُّعْبَةُ ثم التَّلْعَةُ ثم المِذْنَبُ ثم العَزَازَةُ وفي كتابه صلى الله عليه وسلم لوَفْدِ هَمْدانَ على أَن لهم عَزَازَها العَزَازَ ما صَلُبَ من الأَرض واشتدّ وخَشُنَ وإِنما يكون في أَطرافها ومنه حديث الزهري قال كنتُ أَخْتَلِفُ إِلى عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة فكنت أَخدُمُه وذكَر جُهْدَه في الخِدمة فَقَدَّرْتُ أَني اسْتَنْظَفْتُ ما عنده واستغنيت عنه فخرج يوماً فلم أَقُمْ له ولم أُظْهِرْ من تَكْرِمَته ما كنتُ أُظهره من قبلُ فنظر إِليَّ وقال إِنك بعدُ في العَزَازِ فَقُمْ أَي أَنت في الأَطراف من العلم لم تتوسطه بعدُ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم نهى عن البول في العَزازِ لئلا يَتَرَشَّشَ عليه وفي حديث الحجاج في صفة الغيث وأَسالت العَزازَ وأَرض عَزازٌ وعَزَّاءُ وعَزَازَةٌ ومَعْزوزةٌ كذلك أَنشد ابن الأَعرابي عَزَازَة كلِّ سائِلِ نَفْعِ سَوْءٍ لكلِّ عَزَازَةٍ سالتْ قَرارُ وأَنشد ثعلب قَرارة كل سائلِ نَفْعِ سَوْءٍ لكلِّ قَرارَةٍ سالتْ قَرارُ قال وهو أَجود وأَعْزَزْنا وقعنا في أَرضٍ عَزَازٍ وسرنا فيها كما يقال أَسْهَلْنا وقعنا في أَرض سهلةٍ وعَزَّزَ المطرُ الأَرضَ لَبَّدَها ويقال للوابلِ إِذا ضرب الأَرض السهلة فَشَدَّدَها حتى لا تَسُوخَ فيها الرِّجْلُ قد عَزَّزَها وعَزَّزَ منها وقال عَزَّزَ منه وهو مُعْطِي الإِسْهالْ ضَرْبُ السَّوارِي مَتْنَه بالتَّهْتالْ وتَعَزَّز لحمُ الناقة اشتدَّ وصَلُبَ وتَعَزَّزَ الشيءُ اشتدّ قال المُتَلَمِّسُ أُجُدٌ إِذا ضَمَرَتْ تَعَزَّزَ لَحْمُها وإِذا تُشَدُّ بِنِسْعِها لا تنْبِسُ لا تَنْبِسُ أَي لا تَرْغُو وفرسٌ مُعْتَزَّة غليظة اللحم شديدته وقولهم تَعَزَّيْتُ عنه أَي تصبرت أَصلها تَعَزَّزْت أَي تشدّدت مثل تَظَنَّيْت من تَظَنَّنْتُ ولها نظائر تذكر في مواضعها والاسم منه العَزاءُ وقول النبي صلى الله عليه وسلم مَنْ لم يَتَعَزَّ بِعَزاءِ اللهِ فليس منَّا فسره ثعلب فقال معناه من لم يَرُدَّ أَمْرَه إِلى الله فليس منا والعَزَّاءُ السَّنَةُ الشديدة قال ويَعْبِطُ الكُومَ في العَزَّاءِ إِنْ طُرِقا وقيل هي الشدة وشاة عَزُوزٌ ضيِّقة الأَحاليل وكذلك الناقة والجمع عُزُزٌ وقد عَزَّتْ تَعُزُّ عُزُوزاً وعِزازاً وعَزُزَتْ عُزُزاً بضمتين عن ابن الأَعرابي وتَعَزَّزَتْ والاسم العَزَزُ والعَزَازُ وفلان عَنْزٌ عَزُوزٌ لها دَرُّ جَمٌّ وذلك إِذا كان كثير المال شحيحاً وشاة عَزُوز ضيقة الأَحاليل لا تَدِرُّ حتى تُحْلَبَ بجُهْدٍ وقد أَعَزَّت إِذا كانت عَزُوزاً وقيل عَزُزَتِ الناقة إِذا ضاق إِحليلها ولها لبن كثير قال الأَزهري أَظهر التضعيف في عَزُزَتْ ومثله قليل وفي حديث موسى وشعيب عليهما السلام فجاءَت به قالِبَ لَوْنٍ ليس فيها عَزُوزٌ ولا فَشُوشٌ العزُوزُ الشاة البَكِيئَةُ القليلة اللبن الضَّيِّقَةُ الإِحليل ومنه حديث عمرو بن ميمون لو أَن رجلاً أَخذ شاة عَزُوزاً فحلبها ما فرغ من حَلْبِها حتى أُصَلِّيَ الصلواتِ الخمسَ يريد التجوّز في الصلاة وتخفيفَها ومنه حديث أَبي ذرٍّ هل يَثْبُتُ لكم العدوُّ حَلْبَ شاةٍ ؟ قال إِي والله وأَرْبَعٍ عُزُزٍ هو جمع عزوز كصَبُور وصُبُرٍ وعَزَّ الماءُ يَعِزُّ وعَزَّتِ القَرْحَةُ تَعِزُّ إِذا سال ما فيها وكذلك مَذَعَ وبَذَعَ وضَهَى وهَمَى وفَزَّ وفَضَّ إِذا سال وأَعَزَّتِ الشاة اسْتَبانَ حَمْلُها وعَظُمَ ضَرْعُها يقال ذلك للمَعَز والضَّأْن يقال أَرْأَتْ ورَمَّدَتْ وأَعَزَّت وأَضْرَعَتْ بمعنى واحد وعازَّ الرجلُ إِبلَه وغنمه مُعازَّةً إِذا كانت مِراضاً لا تقدر أَن ترعى فاحْتَشَّ لها ولَقَّمَها ولا تكون المُعازَّةُ إِلا في المال ولم نسمع في مصدره عِزازاً وعَزَّه يَعُزُّه عَزًّا قهره وغلبه وفي التنزيل العزيز وعَزَّني في الخِطاب أَي غلبني في الاحتجاج وقرأَ بعضهم وعازَّني في الخطاب أَي غالبني وأَنشد في صفة جَمَل يَعُزُّ على الطريقِ بمَنْكِبَيْهِ كما ابْتَرَكَ الخَلِيعُ على القِداحِ يقول يغلب هذا الجملُ الإِبلَ على لزوم الطريق فشبَّه حرصه على لزوم الطريق وإِلحاحَه على السير بحرص هذا الخليع على الضرب بالقداح لعله يسترجع بعض ما ذهب من ماله والخليع المخلوع المَقْمُور مالُه وفي المثل من عَزَّ بَزَّ أي غَلَبَ سَلَبَ والاسم العِزَّة وهي القوّة والغلبة وقوله عَزَّ على الريح الشَّبُوبَ الأَعْفَرا أَي غلبه وحال بينه وبين الريح فردَّ وجوهها ويعني بالشَّبُوب الظبي لا الثور لأَن الأَعفر ليس من صفات البقر والعَزْعَزَةُ الغلبة وعازَّني فَعَزَزْتُه أَي غالبني فغلبته وضمُّ العين في مثل هذا مطَّرد وليس في كل شيءٍ يقال فاعلني فَفَعَلْتُه والعِزُّ المطر الغَزير وقيل مطر عِزٌّ شديد كثير لا يمتنع منه سهل ولا جبل إِلا أَساله وقال أَبو حنيفة العِزُّ المطر الكثير أَرض مَعْزُوزَة أَصابها عِزٌّ من المطر والعَزَّاءُ المطر الشديد الوابل والعَزَّاءُ الشِّدَّةُ والعُزَيْزاءُ من الفرس ما بين عُكْوَتِه وجاعِرَتِه يمد ويقصر وهما العُزَيْزاوانِ والعُزَيْزاوانِ عَصَبَتانِ في أُصول الصَّلَوَيْنِ فُصِلَتا من العَجْبِ وأَطرافِ الوَرِكَينِ وقال أَبو مالك العُزَيْزاءُ عَصَبَة رقيقة مركبة في الخَوْرانِ إِلى الورك وأَنشد في صفة فرس أُمِرَّتْ عُزَيْزاءُ ونِيطَتْ كُرومُه إِلى كَفَلٍ رَابٍ وصُلْبٍ مُوَثَّقِ والكَرْمَةُ رأْس الفخذ المستدير كأَنه جَوْزَةٌ وموضعُها الذي تدور فيه من الورك القَلْتُ قال ومن مَدَّ العُزَيْزَا من الفرس قال عُزَيْزاوانِ ومن قَصَرَ ثَنَّى عُزَيْزَيانِ وهما طرفا الوَرِكين وفي شرح أَسماء الله الحسنى لابن بَرْجانَ العَزُوز من أَسماء فرج المرأَة البكر والعُزَّى شجرة كانت تُعبد من دون الله تعالى قال ابن سيده أُراه تأْنيث الأَعَزِّ والأَعَزُّ بمعنى العَزيزِ والعُزَّى بمعنى العَزِيزَةِ قال بعضهم وقد يجوز في العُزَّى أَن تكون تأْنيث الأَعَزِّ بمنزلة الفُضْلى من الأَفْضَل والكُبْرَى من الأَكْبَرِ فإِذا كان ذلك فاللام في العُزَّى ليست زائدة بل هي على حد اللام في الحَرثِ والعَبَّاسِ قال والوجه أَن تكون زائدة لأَنا لم نسمع في الصفات العُزَّى كما سمعنا فيها الصُّغْرى والكُبْرَى وفي التنزيل العزيز أَفرأَيتم اللاَّتَ والعُزَّى جاءَ في التفسير أَن اللاَّتَ صَنَمٌ كان لِثَقِيف والعُزَّى صنم كان لقريش وبني كِنانَةَ قال الشاعر أَمَا ودِماءٍ مائراتٍ تَخالُها على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَما ويقال العُزَّى سَمُرَةٌ كانت لغَطَفان يعبدونها وكانوا بَنَوْا عليها بيتاً وأَقاموا لها سَدَنَةً فبعث إِليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فهدم البيت وأَحرق السَّمُرَة وهو يقول يا عُزَّ كُفْرانَكِ لا سُبْحانَكِ إِنِّي رأَيتُ الله قد أَهانَكِ وعبد العُزَّى اسم أَبي لَهَبٍ وإِنما كَنَّاه الله عز وجل فقال تَبَّتْ يَدَا أَبي لَهَبٍ ولم يُسَمِّه لأَن اسمه مُحالٌ وأَعَزَّت البقرةُ إِذا عَسُرَ حَمْلُها واسْتَعَزَّ الرَّمْلُ تَماسَكَ فلم يَنْهَلْ واسْتَعَزَّ الله بفلان
( * قوله « واستعز الله بفلان » هكذا في الأصل وعبارة القاموس وشرحه واستعز الله به أماته )
واسْتَعَزَّ فلان بحقِّي أَي غَلَبَني واسْتُعِزَّ بفلان أَي غُلِبَ في كل شيءٍ من عاهةٍ أَو مَرَضٍ أَو غيره وقال أَبو عمرو اسْتُعِزَّ بالعليل إِذا اشتدَّ وجعُه وغُلِب على عقله وفي الحديث لما قَدِمَ المدينة نزل على كُلْثوم بن الهَدْمِ وهو شاكٍ ثم اسْتُعِزَّ بكُلْثُومٍ فانتقل إِلى سعد بن خَيْثَمة وفي الحديث أَنه اسْتُعِزَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه أَي اشتدّ به المرضُ وأَشرف على الموت يقال عَزَّ يَعَزُّ بالفتح
( * قوله « يقال عز يعز بالفتح إلخ » عبارة النهاية يقال عز يعز بالفتح إِذا اشتد واستعز به المرض وغيره واستعز عليه إذا اشتد عليه وغلبه ثم يبنى الفعل للمفعول ) إِذا اشتدَّ واسْتُعِزَّ عليه إِذا اشتد عليه وغلبه وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه أَن قوماً مُحْرِمِينَ اشتركوا في قتل صيد فقالوا على كل رجل مِنَّا جزاءٌ فسأَلوا بعضَ الصحابة عما يجبُ عليهم فأَمر لكل واحد منهم بكفَّارة ثم سأَلوا ابنَ عمر وأَخبروه بفُتْيا الذي أَفتاهم فقال إِنكم لَمُعَزَّزٌ بكم على جميعكم شاةٌ وفي لفظٍ آخر عليكم جزاءٌ واحدٌ قوله لَمُعَزَّزٌ بكم أَي مشدد بكم ومُثَقَّل عليكم الأَمرُ وفلانٌ مِعْزازُ المرض أَي شديده ويقال له إِذا مات أَيضاً قد اسْتُعِزَّ به والعَزَّة بالفتح بنت الظَّبْية قال الراجز هانَ على عَزّةَ بنتِ الشَّحَّاجْ مَهْوَى جِمالِ مالِك في الإِدْلاجْ وبها سميت المرأَة عَزَّة ويقال للعَنْز إِذا زُجِرت عَزْعَزْ وقد عَزْعَزْتُ بها فلم تَعَزْعَزْ أَي لم تَتَنَحَّ والله أَعلم

( عشز ) عَشَزَ الرجلُ يَعْشِزُ عَشَزاناً مشى مِشْيَة المقطوع الرِّجْل وهو العَشَزان والعَشْوَزُ ما صَلُب مَسْلَكُه من طريقٍ أَو أَرض قال الشماخ
( * قوله « قال الشماخ إلخ » هذا قطعة من بيت من الطويل وعبارة شرح القاموس قال الشماخ
حذاها من الصيداء نعلاً طراقها ... حوامي الكراع المؤيدات العشاوز
ويروى الموجعات قاله الصاغاني قلت ويروى المقفرات ايضاً )
المُقْفِراتِ العَشاوِزِ وقاله أَبو عمرو تَدُّقُّ شُهْبَ طِلْحِه العَشاوِزُ والعَشَوْزَنُ ما صعُب مَسْلَكَه من الأَماكن قال رؤبة أَخْذك بالمَيْسُورِ والعَشَوْزَنِ والعَشَوْزَنُ الشديد الخَلْق العظيم من الناس والإِبل وقَناة عَشَوْزَنَةٌ صُلْبَة والعَشْوَزُ والعَشَوَّزُ الشديد الخَلْق الغليظ

( عضز ) عَضَزَ يَعْضِزُ عَضْزاً مَضَغ في بعض اللغات

( عضمز ) العَيْضَمُوزُ العجوز الكبيرة وأَنشد أَعْطَى خُباسَة عَيْضَمُوزاً كَزَّةً لَطْعاءَ بئسَ هَدِيَّةُ المتَكَرِّمِ وناقة عَيْضَمُوزٌ والعَضَمَّزُ الديد من كل شيء والعَضَمَّزُ الضخمُ من كل شيء والعَضَمَّزُ البخيلُ وامرأَة عَضَمَّزٌ وقال حميد الشاعر عَضَمَّزَةٌ فيها بقاءٌ وشِدَّةٌ ورجل عَضَمَّزُ الخَلْق شديدة الأَزهري عجوز عِكْرِشَةٌ وعِجْرِمَةٌ وعَضَمَّزَةٌ وقَلَمَّزَةٌ وهي اللئيمة القصيرة

( عطمز ) الأَزهري في ترجمة عطمس ناقة عَيْطَمُوزٌ بالزاي أَي طويلة عظيمة وقال صخرة عَيْطَمُوزٌ ضَخْمة

( عفز ) العَفْزُ الملاعبة يقال بات يُعافِزُ امرأَتَه أَي يُغازِلُها قال الأَزهري هو من باب قولهم بات يُعافِسُها فأَبدل من السين زاياً ويقال للجَوْزِ الذي يؤكل عَفْزٌ وعَفَازٌ الواحدة عَفْزَةٌ وعَفَازَةٌ والعفازةُ الأَكَمَةُ يقال لَقِيته فوق عَفازَة أَي فوق أَكَمَة

( عقز ) العَقْزُ تَقارُبُ دَبيب النمل

( عقفز ) العَقْفَزَةُ أَن يجلس الرجلُ جِلْسة المُحْتَبِي ثم يضم ركبتيه وفخذيه كالذي يَهمُّ بأَمرٍ شهوةً له وأَنشد ثم أَصابَ ساعةً فَعَقْفَزَا ثم عَلاها فَدَحَا وارْتَهَزَا

( عكز ) العَكْزُ الائتمامُ بالشيءِ والاهتداءُ به والعُكَّازَةُ عَصاً في أَسفلها زُجٌّ يَتَوَكَّأُ عليها الرجل مشتق من ذلك والجمع عَكاكِيزُ وعُكَّازات والعَكِزُ الرجلُ السَّيءُ الخُلُق
( * قوله « والعكز الرجل السيء الخلق » هكذا ضبط في الأصل وعبارة القاموس والعكز بالكسر السيء الخلق قال شارحه وفي اللسان ككتف ) البخيل المَشْؤُومُ عُكَيزٌ وعاكزٌ اسمان

( عكمز ) العُكْمُوزُ التَّارَّة الحادِرةُ الطويلةُ الضَّخْمَةُ قال إِنِّي لأَقْلِي الجِلْبِحَ العَجُوزا وآمِقُ الفَتِيَّةَ العُكْمُوزا الأَزهري عُكْمُوزَةٌ حادِرةٌ تارَّةٌ وعُكْمُزٌ أَيضاً قال ويقال للأَيْرِ إِذا كان مُكْتَنِزاً إِنه لَعُكْمُزٌ وأَنشد وفَتَحَتْ للعَوْدِ بئْراً هُزْهُزا فالتَقَمَتْ جُرْدانَه والعُكْمُزا

( علز ) العَلَزُ الضَّجَرُ والعَلَزُ شِبْهُ رِعْدة تأْخذ المريض أَو الحريص على الشيءِ كأَنه لا يستقرُّ في مكانه من الوجع عَلِزَ يَعْلَزُ عَلَزاً وعَلَزاناً وهو عَلِزٌ وأَعْلَزَه الوجع تقول ما لي أَراك عَلِزاًف وأَنشد عَلَزان الأَسِيرِ شُدَّ صِفادا والعَلَزُ أَيضاً ما تَبَعَّثَ من الوجع شيئاً إِثر شيءْ كالحُمَّى يدخل عليها السُّعال والصُّداع ونحوهُما والعَلَزُ القَلَقُ والكَرْبُ عند الموت قالت أَعرابية تَرْثِي ابنها وإِذا له عَلَزٌ وحَشْرَجَةٌ مما يَجِيشُ به من الصَّدْرِ وفي حديث عليّ رضي الله عنه هل يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضاضَةِ الشَّبابِ إِلاَّ عَلَزَ القَلِقف قال العَلَزُ بالتحريك خفة وقَلقٌ وهَلَعٌ يصيب الإِنسانَ ويروى بالنون من الإعْلان وهو الإِظهارُ ويقال مات فلان عَلِزاً أَي وَجِعاً قَلِقاً لا ينام قال الأَزهري والذي ينزل به الموت يُوصَف بالعَلَز وهو سِياقُه نَفْسَه يقال هو في عَلَزِ الموت وقوله إِنَّك مِنِّي لاجِئٌ إِلى وَشَزْ إِلى قَوافٍ صَعْبَةٍ فيها عَلَزْ أَي فيها ما يُورِثُكَ ضِيقاً كالضيق الذي يكون عند الموت والعِلَّوْزُ الموتُ وعَلِزَ عَلَزاً حَرَصَ وغَرضَ قال الأزهري معنى قوله غَرِضَ ههنا أَي قَلِقَ والعَلَزُ المَيْلُ والعُدولُ والفعل كالفعل
( * قوله « والفعل كالفعل » اي على لغة من جعل مال من باب تعب )
والعِلَّوْزُ البَشَمُ قال الجوهري العِلَّوْزُ لغة في العِلَّوْصِ وهو الوجع الذي يقال وله الَّلوَى من أَوجاع البطن وعالِزٌ موضع

( علكز ) العِلْكِزُ الشديدُ الضخمُ العظيمُ

( علهز ) العِلْهِزُ وَبَرٌ يخلط بدماءِ الحَلَمِ كانت العرب في الجاهلية تأْكله في الجَدْب وفي حديث عِكْرِمَة كان طعام أَهل الجاهلية العِلْهِزَ الأَزهري العِلْهِزُ الوَبَرُ مع دَمِ الحَلَمِ وإِنما كان ذلك في الجاهلية يعالج بها الوَبَرُ مع دماء الحَلَم يأْكلونه وأَنشد ابن شميل وإِنَّ قِرَى قَحْطانَ قِرْفٌ وعِلْهِزٌ فأَقْبِحْ بهذا وَيْحَ نفسِكَ من فِعْلِ وقال أَبو الهيثم العِلْهِزُ دم يابسٌ يُدَقُّ به أَوْبار الإِبل في المجاعات ويؤْكل وأَنشد عن أَكْلِيَ العِلْهِزَ أَكْلَ الحَيْسِ وفي الحديث في دعائه عليه السلام على مُضَرَ اللهم اجعلها عليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ فابْتُلُوا بالجوع حتى أَكلوا العِلْهِزَ قال ابن الأَثير هو شيءٌ يتخذونه في سني المجاعة يخلطون الدم بأَوبار الإِبل ثم يَشْوُونه بالنار ويأْكلونه قال وقيل كانوا يخلطون فيه القِرْدانَ ويقال للقُراد الضخم عِلْهِزٌ وقيل العِلْهِزُ شيءٌ ينبت ببلاد بني سُلَيم له أَصل كأَصل البَرْدِيِّ ومنه حديث الاستسقاء ولا شيءَ مما يأْكلُ الناسُ عندنا سِوَى الحَنْظَلِ العاميّ والعِلْهِزِ الفَسْلِ وليسَ لنا إِلاَّ إِليكَ فِرارُنا وأَينَ فِرارُ الناسِ إِلا إِلى الرُّسْل ؟ ابن الأَعرابي العِلْهِزُ الصوفُ يُنْفَشُ ويُشْرَبُ بالدماءِ ويُشْوَى ويؤْكل قال ونابٌ عِلْهِزٌ ودِرْدِحٌ قال ابن شميل هي التي فيها بقيةٌ وقد أَسَنَّتْ قال ابن سيده المُعَلْهَزُ الحَسَنُ الغِذاءِ كالمُعَزْهَل الجوهري لحم مُعَلْهَزٌ إِذا لم يَنْضَجْ

( عنز ) العَنْزُ الماعِزَةُ وهي الأُنثى من المِعْزَى والأَوْعالِ والظِّباءِ والجمع أَعْنُزٌ وعُنُوزٌ وعِنازٌ وخص بعضهم بالعِنازِ جمع عَنْزِ الظِّباءِ وأَنشد ابن الأَعرابي أبُهَيُّ إِنَّ العَنْزَ تَمْنَع رَبَّها مِن أَنْ يُبَيِّتَ جارَهُ بالحائِل أَراد يا بُهَيَّةُ فرخَّم والمعنى أَن العنز يتبلغ أَهلُها بلبنها فتكفيهم الغارةَ على مال الجار المستجير بأَصحابها وحائل أَرض بعينها وأَدخل عليها الأَلف واللام للضرورة ومن أَمثال العرب حَتْفَها تَحْمِلُ ضأْنٌ بأَظلافها ومن أَمثالهم في هذا لا تَكُ كالعَنْزِ تَبْحَثُ عن المُدْيَةِ يضرب مثلاً للجاني على نفسه جناية يكون فيها هلاكه وأَصله أَن رجلاً كان جائعاً بالفلاة فوجد عنزاً ولم يجد ما يذبحها به فبحثت بيديها وأَثارت عن مدية فذبحها بها ومن أَمثالهم في الرجلين يتساويان في الشرف قولهم هما كَرُكْبَتَيِ العَنْزِ وذلك أَن ركبتيها إِذا أَرادت أَن تَرْبِضَ وقعتا معاً فأَما قولهم قَبَّحَ اللهُ عَنْزاً خَيْرُها خُطَّةٌ فإِنه أَراد جماعة عَنْزٍ أَو أَراد أَعْنُزاً فأَوقع الواحد موقع الجمع ومن أَمثالهم كُفِيَ فلانٌ يومَ العَنْزِ يضرب للرجل يَلْقَى ما يُهْلِكُه وحكي عن ثعلب يومٌ كيومِ العَنْزِ وذلك إِذا قاد حَتْفاً قال الشاعر رأَيتُ ابنَ ذِبْيانَ يَزِيدَ رَمَى به إِلى الشام يومُ العَنْزِ واللهُ شاغِلُهْ
( * قوله « رأيت ابن ذبيان » الذي في الاساس رأيت ابن دينار )
قال المفضل يريد حَتْفاً كحتف العَنْزِ حين بحثت عن مُدْيَتِها والعَنْزُ وعَنْزُ الماءِ جميعاً ضَرْبٌ من السمك وهو أَيضاً طائر من طير الماء والعَنْزُ الأُنثى من الصُّقور والنُّسور والعَنْزُ العُقاب والجمع عُنُوزٌ والعَنْزُ الباطل والعَنْزُ الأَكَمَةُ السوداء قال رؤبة وإِرَمٌ أَخْرَسُ فوقَ عَنْزِ قال الأَزهري سأَلني أَعرابي عن قول رؤبة وإِرَمٌ أَعْيَسُ فوقَ عَنْزِ فلم أَعرفه وقال العَنْزُ القارة السوداء والإِرَمُ عَلَمٌ يبنى فوقها وجعله أَعيس لأَنه بنى من حجارة بيض ليكون أَظهر لمن يريد الاهتداء به على الطريق في الفلاة وكلُّ بناءٍ أَصَمَّ فهو أَخرس وأَما قول الشاعر وقاتَلَتِ العَنْزُ نصف النَّها رِ ثم تَوَلَّتْ مع الصَّادِرِ فهو اسم قبيلة من هوزان وقوله وكانت بيومِ العَنْزِ صادَتْ فُؤادَهُ العنز أَكمة نزلوا عليها فكان لهم بها حديث والعَنْزُ صخرة في الماء والجمع عُنُوزٌ والعَنْزُ أَرض ذات حُزُونَةٍ ورمل وحجارة أَو أَثْلٍ وربما سميت الحُبارَى عَنْزاً وهي العَنْزَةُ أَيضاً والعَنَزُ والعَنَزَةُ أَيضاً ضَرْبٌ من السباع بالبادية دقيق الخَطْمِ يأْخذ البعير من قِبَلِ دُبُرِه وهي فيها كالسَّلُوقِيَّةِ وقلما يُرَى وقيل هو على قدر ابن عُرْسٍ يدنو من الناقة وهي باركة ثم يَثِبُ فيدخل في حيائها فَيَنْدَمِصُ فيه حتى يَصِلَ إِلى الرَّحِم فَيَجْتَبِذُها فَتَسْقُطُ الناقةُ فتموت ويزعمون أَنه شيطان قال الأَزهري العَنَزَةُ عند العرب من جنس الذئاب وهي معروفة ورأَيت بالصَّمَّانِ ناقةً مُخِرَتْ من قِبَلِ ذنبها ليلاً فأَصبحت وهي مَمْخُورة قد أَكلت العَنَزَةُ من عَجُزِها طائفةً فقال راعي الإِبل وكان نُمَيْرِيّاً فصيحاً طَرَقَتْها العَنَزَةُ فَمَخَرَتْها والمَخْرُ الشَّقُّ وقلما تظهر لخبثها ومن أَمثال العرب المعروفة رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا وفيها يقول الشاعر شَرَّ يَوْمَيْها وأَغواهُ لها رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا قال الأَصمعي وأَصله أَن امرأَة من طَسْمٍ يقال لها عَنْزٌ أُخِذَتْ سَبِيَّةً فحملوها في هَوْدَج وأَلطفوها بالقول والفعل فعند ذلك قالت شر يوميها وأَغواه لها تقول شَرُّ أَيامي حين صرت أُكرم للسِّباء يضرب مثلاً في إِظهار البِرِّ باللسان والفعل لمن يراد به الغوائل وحكى ابن بري قال كان المُمَلَّكُ على طَسْمٍ رجلاً يقال له عُمْلُوقٌ أَو عِمْلِيقٌ وكان لا تُزَفُّ امرأَةٌ من جَدِيسَ حتى يؤْتى بها إِليه فيكون هو المُفْتَضّ لها أَولاً وجَدِيسُ هي أُخت طَسْمٍ ثم إِن عُفَيْرَةَ بنت عَفَارٍ وهي من سادات جَدِيسَ زُفَّتْ إِلى بعلها فأَُتِيَ بها إِلى عِمْلِيقٍ فنال منها ما نال فخرجت رافعة صوتها شاقة جيبها كاشفة قُبُلَها وهي تقول لا أَحَدٌ أَذَلَّ من جَدِيسِ أَهكذا يُفْعَلُ بالعَرُوسِ فلما سمعوا ذلك عظم عليهم واشتد غضبهم ومضى بعضهم إِلى بعض ثم إِن أَخا عُفَيْرَةَ وهو الأَسود ابن عَفَار صنع طعاماً لعُرْسِ أُخته عُفَيرة ومضى إِلى عِمْلِيقٍ يسأَله أَن يَحْضُرَ طعامه فأَجابه وحضر هو وأَقاربه وأَعيان قومه فلما مَدُّوا أَيديهم إِلى الطعام غَدَرَتْ بهم جَدِيسُ فَقُتِلَ كل من حضر الطعام ولم يُفلِتْ منهم أَحد إِلا رجل يقال له رِياحُ بن مُرَّة توجه حتى أَتى حَسَّان بن تُبَّعٍ فاسْتَجاشَهُ عليهم ورَغَّبَهُ فيما عندهم من النِّعم وذكر أَن عندهم امرأَة يقال لها عَنْز ما رأَى الناظرون لها شِبْهاً وكانت طَسْم وجَدِيسُ بجَوِّ اليمامة فأَطاعه حسانُ وخرج هو ومن عنده حتى أَتوا جَوًّا وكان بها زرقاءُ اليمامة وكانت أَعلمتهم بجيش حسان من قبل أَن يأْتي بثلاثة أَيام فأَوقع بجديس وقتلهم وسبى أَولادهم ونساءَهم وقلع عيني زرقاء وقتلها وأُتِيَ إِليه بعَنْز راكبة جملاً فلما رأَى ذلك بعض شعراء جديس قال أَخْلَقَ الدَّهْرُ بِجَوٍّ طَلَلا مثلَ ما أَخْلَقَ سَيْفُ خِلَلا وتَداعَتْ أَرْبَعٌ دَفَّافَةٌ تَرَكَتْه هامِداً مُنْتَخِلا من جَنُوبٍ ودَبُورٍ حِقْبَةً وصَباً تُعْقبُ رِيحاً شَمْأَلا وَيْلَ عَنْزٍ واسْتَوَتْ راكِبَةً فوقَ صَعْب لم يُقَتَّلْ ذُلُلا شَرَّ يَوْمَيْها وأَغْواهُ لها رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا لا تُرَى من بيتها خارِجَةً وتَراهُنَّ إِليها رَسَلا مُنِعَتْ جَوّاً ورامَتْ سَفَراً تَرَكَ الخَدَّيْنِ منها سَبَلا يَعْلَمُ الحازِمُ ذو اللُّبِّ بِذا أَنما يُضْرَبُ هذا مَثَلا ونصب شر يوميها بركبت على الظرف أَي ركبت بحدج جملاً في شر يوميها والعَنَزَةُ عصاً في قَدْر نصف الرُّمْح أَو أَكثر شيئاً فيها سِنانٌ مثل سنان الرمح وقيل في طرفها الأَسفل زُجٌّ كزج الرمح يتوكأُ عليها الشيخ الكبير وقيل هي أَطول من العصا وأَقصر من الرمح والعُكَّازَةُ قريب منها ومنه الحديث لما طُعِنَ أُبيّ ابن خلف بالعَنَزَة بين ثَدْيَيْه قال قتلني ابنُ أَبي كَبْشَة وتَعَنَّزَ واعْتَنَزَ تَجَنَّب الناسَ وتنحى عنهم وقيل المُعْتَنِزُ الذي لا يُساكِنُ الناسَ لئلا يُرْزَأَ شيئاً وعَنَزَ الرجلُ عَدَلَ يقال نزل فلان مُعْتَنِزاً إِذا نزل حَرِيداً في ناحية من الناس ورأَيته مُعْتَنِزاً ومُنْتَبِذاً إِذا رأَيته متنحياً عن الناس قال الشاعر أَباتَكَ اللهُ في أَبياتِ مُعْتَنِزٍ عن المَكارِمِ لا عَفٍّ ولا قارِي أَي ولا يَقْرِي الضيفَ ورجل مُعَنَّزُ الوجه إِذا كان قليل لحم الوجه في عِرْنِينِه شَمَمٌ وعُنِّزَ وجه الرجل قَلَّ لحمه وسمع أَعرابي يقول لرجل هو مُعَنَّزُ اللِّحْيَة وفسره أَيو داود بُزْرِيش كأَنه شبه لحيته بلحية التيس والعَنْزُ وعَنْزٌ جميعاً أَكَمَةٌ بعينها وعَنْزُ اسم امرأَة يقال لها عَنْز اليمامة وهي الموصوفة بحدَّة النظر وعَنْزٌ اسم رجل وكذلك عِنازٌ وعُنَيْزَةُ اسم امرأَة تصغير عَنَزَة وعَنَزَةُ وعُنَيْزَةُ قبيلة قال الأَزهري عُنَيْزَة في البادية موضع معروف وعُنَيْزَة قبيلة قال الأَزهري وقبيلة من العرب ينسب إِليهم فيقال فلان العَنَزِيّ والقبيلة اسمها عَنَزَةُ وعَنَزَةُ أَبو حي من ربيعة وهو عَنَزَة ابن أَسد بن ربيعة بن نِزار وأَما قول الشاعر دَلَفْتُ له بِصَدْرِ العَنْزِ لَمَّا تَحامَتْهُ الفَوارِسُ والرِّجالُ فهو اسم فرس والعَنْزُ في قول الشاعر إِذا ما العَنْزُ من مَلَقٍ تَدَلَّتْ هي العُقاب الأُنثى وعُنَيْزَةُ موضع وبه فسر بعضهم قول امرئِ القيس ويوم دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ وعُنازة اسم ماء قال الأَخطل رَعَى عُنازَةَ حتى صَرَّ جُنْدُبُها وذَعْذَعَ المالَ يومٌ تالِعٌ يَقِرُ

( عنقز ) العَنْقَزُ والعُنْقُزُ الأَخيرة عن كراع المَرْزَنْجُوش قال ابن بري والعُنْقُزانُ مثله قال أَبو حنيفة ولا يكون في بلاد العرب وقد يكون بغيرها ومنه يكون هناك اللاَّذَنُ قال الأَخطل يهجو رجلاً أَلا اسْلَمْ سَلِمْتَ أَبا خالِدٍ وحَيَّاكَ رَبُّكَ بالعَنْقَزِ ورَوَّى مُشاشَكَ بالخَنْدَرِي سِ قَبْل الممات فلا تَعْجَزِ أَكَلْتَ القِطاطَ فأَفْنَيْتَها فهل في الخَنانِيصِ من مَغْمَزِ ؟ ودِيُنكَ هذا كدين الحِما رِ بل أَنتَ أَكْفَرُ من هُرْمُزِ وقيل العَنْقَزُ جُرْدانُ الحمار
( * قوله « وقيل العنقز جردان الحمار » وهو المراد في الأبيات حتى يكون هجواً ) والعَنْقَزُ أَصلُ القَصَبِ الغَضِّ وهو بالراء أَعلى وكذلك حكاه كراع بالراء أَيضاً وفي حديث قُسٍّ ذكر العُنْقُزان العُنْقُزُ أَصل القَصَب الغَضّ والعُنْقُزُ أَبناء الدَّهاقِينِ وقيل العَنْقَزُ السَّمُّ
( * قوله « وقيل العنقز السم إلخ » كذا بالأصل بوزن جعفر وتبعه شارح القاموس وعبارة المجد والعنقزة بهاء الراية والداهية والسم ) والعَنْقَزُ الداهية من كتاب أَبي عمرو والله أَعلم

( عوز ) الليث العَوَزُ أَن يُعْوِزَكَ الشيءُ وأَنت إِليه محتاج وإِذا لم تجد الشيءَ قلت عازَني قال الأَزهري عازَنِي ليس بمعروف وقال أَبو مالك يقال أَعْوزَنِي هذا الأَمْرُ إِذا اشتدَّ عليك وعَسُرَ وأَعْوَزَنِي الشيءُ يُعْوِزُنِي أَي قَلَّ عندي مع حاجتي إِليه ورجل مُعْوِزٌ قليل الشيء وأَعْوَزَه الشيءُ إِذا احتاج إِليه فلم يقدر عليه والعَوَزُ بالفتح العُدْمُ وسوءُ الحال وقال ابن سيده عازني الشيءُ وأَعْوَزَنِي أَعْجَزَنِي على شدة حاجة والاسم العَوَزُ وأَعْوَزَ الرجلُ فهو مُعْوِزٌ ومُعْوَز إِذا ساءَتْ حالُه الأَخيرة على غير قياس وأَعْوَزَه الدهرُ أَحوجه وحلَّ عليه الفَقْرُ وإِنه لَعَوِز لَوِزٌ تأْكيد له كما تقول تَعْساً له ونَعْساً والعَوَزُ ضِيقُ الشيء والإِعْوازُ الفقر والمُعْوِزُ الفقير وعَوِزَ الشيءُ عَوَزاً إِذا لم يوجد وعَوِزَ الرجلُ وأَعْوَزَ أَي افتقر ويقال ما يُعْوِزُ لفلان شيءٌ إِلاَّ ذهب به كقولك ما يُوهِفُ له وما يُشْرِفُ قاله أَبو زيد بالزاي قال أَبو حاتم وأَنكره الأَصمعي قال وهو عند أَبي زيد صحيح ومن العرب مسموع والمِعْوَزُ خرقة يلف بها الصبي والجمع المَعاوِزُ قال حسان ومَوْؤُودَةٍ مَقْرُورَةٍ في مَعاوِزٍ بآمَتِها مَرْمُوسَةٍ لم تُوَسَّدِ الموْؤُودة المدفونة حية وآمتها هَنَتُها يعني القُلْفَة وفي التهذيب المَعاوِزُ خُلْقانُ الثياب لُفَّ فيها الصبي أَو لم يلف والمِعْوَزَةُ والمِعْوَزُ الثوب الخَلَقُ زاد الجوهري الذي يُبْتَذَلُ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَمَا لك مِعْوَزٌ أَي ثوب خَلَقٌ لأَنه لباس المُعْوِزِينَ فَخُرِّجَ مَخْرَجَ الآلة والأَداة وفي حديثه الآخر رضي الله عنه تَخْرُجُ المرأةُ إِلى أَبيها يَكِيدُ بنَفْسِه فإِذا خرجت فَلْتَلْبَس مَعاوِزَها هي الخُلْقان من الثياب واحدها مِعْوَز بكسر الميم وقيل المِعْوَزَةُ كل ثوب تَصُونُ به آخَرَ وقيل هو الجديد من الثياب حكي عن أَبي زيد والجمع مَعاوِزَةٌ زادوا الهاء لتمكين التأْنيث أَنشد ثعلب رَأَى نَظْرَةً منها فلم يَمْلِكِ الهَوى مَعاوِزُ يَرْبُو تَحْتَهُنَّ كَثِيبُ فلا محالة أَن المعاوز هنا الثياب الجُدُدُ وقال ومُحْتَضَرِ المَنافِعِ أَرْيَحِيٍّ نَبِيلٍ في مَعاوِزةٍ طِوالِ أَبو الهيثم خَرَطْتُ العُنْقُودَ خَرْطاً إِذا اجتذبت ما عليه من العَوْزِ وهو الحب من العنب بجميع أَصابعك حتى تُنقيه من عُودِه وذلك الخَرْطُ وما سقط منه عند ذلك هو الخُرَاطَةُ والله سبحانه وتعالى أَعلم

( غرز ) غَرَزَ الإِبْرَةَ في الشيء غَرْزاً وغَرَّزَها أَدخلها وكلُّ ما سُمِّرَ في شيء فقد غُرِزَ وغُرِّزَ وغَرَزْتُ الشيءَ بالإبرة أَغْرِزُه غَرْزاً وفي حديث أَبي رافع مَرَّ بالحسن بن عليّ عليهما السلام وقد غَرَزَ ضَفْرَ رأْسه أَي لَوَى شعره وأَدخل أَطرافه في أُصوله وفي حديث الشَّعْبيِّ ما طَلَع السِّماكُ قَطُّ إِلا غارِزاً ذَنَبَه في بَرْدٍ أَراد السِّماكَ الأَعْزَلَ وهو الكوكب المعروف في برج الميزان وطلوعه يكون مع الصبح لخمس تخلو من تَشْرِينَ الأوّل وحينئذ يبتدئ وهو من غَرَزَ الجرادُ ذَنَبه في الأَرض إِذا أَراد أَن يَبِيضَ وغَرَزت الجَرادَةُ وهي غارِزٌ وغرَّزَتْ أَثبتت ذَنَبها في الأَرض لتبيض مثل رَزَّتْ وجَرادةٌ غارِزٌ ويقال غارِزَةٌ إِذا رَزَّتْ ذَنَبها في الأَرض لِتَسْرَأَ والمَغْرَزُ بفتح الراء موضع بيضها ويقال غَرَزْتُ عُوداً في الأَرض ورَكَزْتُه بمعنى واحد ومَغْرِزُ الضِّلَع والضِّرْس والريشة ونحوها أَصْلُها وهي المغارِزُ ومَنْكِب مُغَرَّزٌ مُلْزَقٌ بالكاهل والغَرْزُ رِكابُ الرحْل وقيل ركاب الرحْل من جُلود مخروزة فإِذا كان من حديد أَو خشب فهو رِكابٌ وكل ما كان مِساكاً للرِّجْلَين في المَرْكَب غَرْزٌ وغَرَزَ رِجْلَه في الغَرْزِ يَغْرِزُها غَرْزاً وضعها فيه ليركب وأَثبتها واغْتَرَزَ رَكِبَ ابن الأَعرابي والغَرْزُ للناقة مثل الحزام للفرس غيره الغَرْزُ للجَمَلِ مثل الركاب للبغل وقال لبيد في غَرْز الناقة وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزِي أَجْمَرَتْ أَو قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ وفي الحديث كان صلى الله عليه وسلم إِذا وَضَع رِجْلَه في الغَرْزِ يريد السفرَ يقول بسم لله الغَرْزُ رِكابُ كُورِ الجَمَلِ وفي الحديث أَن رجلاً سأَله عن أَفضل الجهاد فسكت عنه حتى اغْتَرَزَ في الجَمْرَةِ الثالثة أَي دخَل فيها كما يَدْخُلُ قَدَمُ الراكب في الغَرْزِ ومنه حديث أَبي بكر أَنه قال لعمر رضي الله عنهما اسْتَمْسِكْ بغَرْزِه أَي اعتلق به وأَمسِكْه واتَّبِعْ قولَهُ وفعلَهُ ولا تُخالِفْه فاستعار له الغَرْزَ كالذي يُمسِكُ بركاب الراكب ويسير بسيره واغْتَرَزَ السَّيْرَ اغْتِرازاً إِذا دنا مَسِيرُه وأَصله من الغَرْزِ والغارِزُ من النوق القليلةُ اللبن وغَرَزَتِ الناقَةُ تَغْرُزُ
( * قوله « وغرزت الناقة تغرز » من باب كتب كما هو صنيع القاموس ووجد كذلك مضبوطاً بنسخة صحيحة من النهاية والحاصل أن غرز بمعنى نخس وطعن وأثبت من باب ضرب وبمعنى أطاع بعد عصيان من باب سمع وغرزت الناقة قلّ لبنها من باب كتب كما في القاموس وغيره )
غِرازاً وهي غارِزٌ من إِبل غُرَّزٍ قَلَّ لبنها قال القُطامي كأَنَّ نُسُوعَ رَحْلي حينَ ضَمَّتْ حَوالِبَ غُرَّزاً ومِعًى جِياعا نسب ذلك إِلى الحوالب لأَن اللبن إِنما يكون في العروق وغَرَّزَها صاحِبُها ترك حلبها أَو كَسَع ضَرْعَها بماء بارد ليذهب لبنها وينقطع وقيل التَّغْرِيزُ أَن تَدَعَ حَلْبَةً بين حلبتين وذلك إِذا أَدبر لبن الناقة الأَصمعي الغارِزُ الناقةُ التي قد جَذَبَتْ لبنها فرفعته قال أَبو حنيفة التَّغْرِيزُ أَن يَنْضَح ضَرْعَ الناقة بالماء ثم يُلَوِّثَ الرجلُ يَدَه في التراب ثم يَكْسَعَ الضَّرْعَ كَسْعاً حتى يدفع اللبن إِلى فوق ثم يأْخذ بذنبها فيجتذبها به اجتذاباً شديداً ثم يكسعها به كسعاً شديداً وتُخَلَّى فإِنها تذهب حينئذ على وجهها ساعة وفي حديث عطاء وسئل عن تَغْرِيزِ الإِبل فقال إِن كان مُباهاةً فلا وإِن كان يريد أَن تَصْلُحَ للبيع فَنَعَمْ قال ابن الأَثير ويجوز أَن يكون تَغْرِيزُها نِتاجَها وسِمَنَها من غَرْزِ الشجر قال والأَول الوجه وغَرَزَتِ الأَتانُ قَلَّ لبنها أَيضاً أَبو زيد غَنَمٌ غَوارِزُ وعُيونٌ غَوارِزُ ما تجري لهن دُموع وفي الحديث قالوا يا رسول الله إِن غنمنا قد غَرَزَتْ أَي قلّ لبنها يقال غَرَزَت الغنم غِرازاً وغَرَّزَها صاحبُها إِذا قطع حلبها وأَراد أَن تَسْمَنَ ومنه قصيد كعب تمرُّ مِثلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ بغارِزٍ لم تُخَوِّنْهُ الأَحالِيلُ الغارِزُ الضَّرْعُ قد غَرَزَ وقَلَّ لبنه ويروى بغارب والغارِزُ من الرجال القليل النكاح والجمع غُرَّزٌ والغَرِيزَةُ الطبيعةُ والقريحةُ والسَّجِيَّة من خير أَو شر وقال اللحياني هي الأَصل والطبيعة قال الشاعر إِنّ الشَّجاعَةَ في الفَتى والجُودَ من كَرَمِ الغَرائزْ وفي حديث عمر رضي الله عنه الجُبْنُ والجُرْأةُ غَرائزُ أَي أَخلاق وطبائع صالحة أَو رديئة واحدتها غَرِيزَة ويقال الْزَمْ غَرْزَ فلان أَي أَمره ونهيه الأَصمعي والغَرَزُ محرّك نبت رأَيته في البادية ينبت في سُهولة الأَرض غيره الغَرَزُ ضَرْبٌ من الثُّمامِ صغير ينبت على شُطُوط الأَنهار لا ورق لها إِنما هي أَنابيب مركب بعضها في بعض فإِذا اجتذبتها خرجت من جوف أُخرى كأَنها عِفاصٌ أُخرج من مُكْحُلَة وهو من الحَمْضِ وقيل هو الأَسَلُ وبه سميت الرماح على التشبيه وقال أَبو حنيفة هو من وَخِيمِ المَرْعى وذلك أَن الناقة التي ترعاه تنحر فيوجد الغَرَزُ في كوشها متميزاً عن الماء لا يَتَفَشَّى ولا يورث المال قوّة واحدتها غَرَزَةٌ وهو غير العَرَز الذي تقدم في العين المهملة وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه رأَى في رَوْث فرس شعِيراً في عام مَجاعةٍ فقال لئن عِشْتُ لأَجعلنّ له من غَرَزِ النَّقِيعِ ما يُغْنيه عن قوت المسلمين أَي يَكُفُّه عن أَكل الشعير وكان يومئذ قوتاً غالباً للناس يعني الخيل والإِبل عَنى بالغَرَزِ هذا النَّبْتَ والنقيع موضع حماه عمر رضي الله عنه لِنَعَم الفَيْءِ والخيل المُعَدَّةِ للسبيل وروي عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أَن النبي صلى الله عليه وسلم حَمَى غَرَزَ النَّقِيع لخيل المسلمين النقيع بالنون موضع قريب من المدينة كان حِمًى لنعم الفيء والصدقة وفي الحديث أَيضاً والذي نفسي بيده لَتُعالِجُنَّ غَرَزَ النَّقِيع والتَّغارِيزُ ما حُوِّلَ من فَسِيل النخل وغيره وفي الحديث إِن أَهل التوحيد إِذا أُخرجوا من النار وقد امْتُحِشُوا يَنْبُتون كما تَنْبُتُ التَّغارِيزُ قال القُتَيْبيُّ هو ما حُوِّلَ من فَسِيل النخل وغيره سمي بذلك لأَنه يحوَّل من موضع إِلى موضع فيُغْرَزُ وهو التَّغْريزُ والتَّنْبِيتُ ومثله في التقدير التَّناوِيرُ لنَوْرِ الشجر ورواه بعضهم بالثاء المثلثة والعين المهملة والراءين

( غزز ) أَغَزَّت البَقَرَةُ وهي مُغِزٌّ إِذا عَسُرَ حملها قال الأَزهري الصواب أَغْزَتْ
( * قوله « الصواب أغزت إلخ » أي فيكون من المعتل واقتصر الجوهري على ذكره في المعتل وقد ذكره القاموس في المعتل والصحيح معاً )
فهي مُغْزٍ من ذوات الأَربعة أَي من أَربعة أَحرف فَغَزَا إِذا قلت منه أَغْزَتْ حصل منه أَربعة أَحرف وإِذا قلتَ من القول قلتُ حصل ثلاثة أَحرف فهذه من ذوات الثلاثة وأَغْزَتْ وما أَشبهه من ذوات الأَربعة ويقال للناقة إِذا تأَخر حملها فاستأْخر نَتاجُها قد أَغْزَتْ فهي مُغْزٍ ومنه قول رؤبة والحَرْبُ عَسْراءُ اللِّقاحِ مُغْزِي أَراد بُطْءَ إِقلاع الحرب وقال ذو الرمة بَلَحْيَيْهِ صَكُّ المُغْزِياتِ الرَّواكِدِ شَمِر أَغَزَّت الشجرة إِغْزازاً فهي مُغِزٌّ إِذا كثر شوكها والتفَّت أَبو عمرو الغَزَزُ الخُصوصية تقول العرب قد غَزَّ فلانٌ بفلان واغْتَزَّ به واغْتَزَى به إِذا اخْتَصَّه من بين أَصحابه وأَنشد ابن نَجْدَةَ عن أَبي زيد فَمَنْ يَعْصِبْ بِلِيَّته اغْتِزازاً فإِنك قد مَلأْتَ يَداً وشَاما قال أَبو العباس مَن شرط ههنا ويعصب يلزم بليته بقراباته اغتزازاً أَي اختصاصاً واليد ههنا يريد اليمن قال معناه من يلزم بِبِرِّه أَهلَ بيته فإِنك قد ملأْت بمعروفك من اليمن إِلى الشام والغُزْغُزُ الشِّدْقُ في بعض اللغات والراء لغة ابن الأَعرابي الغُزَّانِ الشِّدْقانِ واحدُهما غُزٌّ وفي الحديث إِن المَلَكَيْنِ يجلسان على ناجِذَيِ الرجلِ يكتبان خيره وشره ويَسْتَمِدَّانِ من غُزَّيْهِ الغُزَّانِ بالضم والتشديد الشِّدْقانِ الواحد غُزٌّ وفي حديث الأَحنف
( * قوله « وفي حديث الاحنف إلخ » عبارة ياقوت وقيل للاحنف بن قيس لما احتضر ما تتمنى ؟ قال شربة من ماء الغزيز وهو ماء مرّ وكان موته بالكوفة والفرات جاره ) شَرْبَةً من ماء الغُزَيزِ بضم الغين وفتح الزاي الأُولى ماء قُرْبَ اليمامة وغَزَّةُ موضع بمَشَارِف الشام بها قبر هاشم جَدِّ النبي صلى الله عليه وسلم وجاء في الشعر غَزَّات وغَزَّاة كأَذْرِعاتٍ وأَذرعاة وعانات وعاناة وأَنشد ابن الأَعرابي مَيْتٌ بِرَدْمانَ ومَيْتٌ بِسَلْ مانَ ومَيْتٌ عند غَزَّاتِ قال الأَزهري ورأَت بالسَّوْدَةِ في ديار سَعْدِ بنِ زَيْد مَناةَ رَمْلَةً يقال لها غَزَّةُ وفيها أَحْساءٌ جَمَّة والغُزُّ جنس من التُّرْكِ

( غمز ) الغَمْزُ الإِشارة بالعين والحاجب والجَفْنِ غَمَزَه يَغْمِزُه غَمْزاً قال الله تعالى وإِذا مَرُّوا بهم يَتَغامَزُون ومنه الغَمْزُ بالناس قال ابن الأَثير وقد فسر الغمز في بعض الأَحاديث بالإِشارة كالرَّمْزِ بالعين والحاجب واليد وجارية غَمَّازَةٌ حَسَنَةُ الغَمْزِ للأَعضاء وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه دخل عليه وعنده غُلَيِّم يَغْمِزُ ظهرَه وفي حديث عائشة رضي الله عنها اللَّدُود مكانَ الغَمْزِ هو أَن تَسْقُطَ اللَّهاةُ فَتُغْمَزَ باليد أَي تُكْبَسَ والغَمْزُ في الدابة الظَّلْعُ من قِبَلِ الرِّجْل غَمَزَتْ تَغْمِزُ وقيل هو ظَلْعٌ خَفِيٌّ والغَمْزُ العَصْرُ باليد قال زِيادٌ الأَعْجَمُ وكنتُ إِذا غَمَزْتُ قَناةَ قَوْمٍ كَسَرْتُ كُعُوبَها أَو تَسْتقِيما قال ابن بري هكذا ذكر سيبويه هذا البيت بنصب تسقيم بأَو وجميع البصريين قال هو في شعره تستقيم بالرفع والأَبيات كلها ثلاثة لا غير وهي أَلم تَرَ أَنَّني وَتَّرْتُ قَوْسِي لأَبْقَعَ من كِلابِ بَنِي تَمِيمِ عَوَى فَرَمَيْتُه بِسِهامِ مَوْتٍ تَرُدُّ عَوادِيَ الحَنِقِ اللَّئِيمِ وكنت إِذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أَو تَسْتَقِيمُ
( * في هذا البيت إقواء )
قال والحجة لسيبويه في هذا أَنه سمع من العرب من ينشد هذا البيت بالنصب فكان إِنشاده حجة كما عمل أَيضاً في البيت المنسوب لعُقْبَةَ الأَسَدِي وهو مُعاوِيَ إِنَّنا بَشَرٌ فأَسْجِحْ فَلَسْنا بالجِبالِ ولا الحَدِيدا هكذا سمع من ينشده بالنصب ولم تحفظ الأَبيات التي قبله والتي بعده وهذه القصيدة من شعره مخفوضة الروي وبعده أَكَلْتُمْ أَرْضَنا فَجَرَدْتُموها فهل مِنْ قائِمٍ أَو مِنْ حَصِيدِ ؟ والمعنى في شعر زياد الأَعجم أَنه هجا قوماً زعم أَنه أَثارهم بالهجاء وأَهلكهم إِلا أَن يتركوا سَبَّه وهِجاءه وكان يُهاجِي المُغِيرةَ بن حَبْناءَ التميمي ومعنى غَمَزْتُ لَيَّنْتُ وهذا مَثَلٌ والمعنى إِذا اشتدّ عليّ جانب قوم رُمْتُ تليينه أَو يستقيم وغَمَزْتُ الكَبْشَ والناقة أَغْمِزُها غَمْزاً إِذا وضعت يدك على ظهرها لتنظر أَبها طِرْقٌ أَم لا وناقة غَمُوزٌ والجمع غُمُزٌ والغَمُوزُ من النُّوق مثل العَرُوك والشَّكُوكِ عن أَبي عبيد وفي حديث الغُسْلِ قال لها اغْمِزِي قُرونَكِ أَي اكْبِسي ضفائر شعرك عند الغسل والغَمْزُ العَصْر والكبس باليد والغَمَزُ بالتحريك رُذالُ المال من الإِبل والغنم والضِّعافُ من الرجال يقال رجل غَمَزٌ من قوم غَمَزٍ وأَغْمازٍ والقَمَزُ مثل الغَمَز وأَنشد الأَصمعي أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً من النَّقَزْ ونابَ سَوْءٍ قَمَزاً من القَمَزْ هذا وهذا غَمَزٌ من الغَمَزْ وناقة غَمُوزٌ إِذا صار في سَنامِها شحم قليل يُغْمَزُ وقد أَغْمَزَتِ اناقة إِغْمازاً وأَغْمَزَ في الرجل إِغْمازاً استضعفه وعابه وصَغَّرَ شأْنه قال الكميت ومن يُطِعِ النّساءَ يُلاقِ منها إِذا أَغْمَزْنَ فيه الأَقْوَرِينا الأَقْوَرينا الدواهي يقول من يطع النساء إِذا عِبْنه وزَهِدْنَ فيه يلاقِ الدواهي التي لا طاقة له بها والغَمِيزُ والغَمِيزَةُ ضَعْفٌ في العملِ وفَهَّةٌ في العَقْل وفي التهذيب وجَهْلَة في العقل ورجل غَمَزٌ أَي ضعيف وسَمِعَ مني كلمةً فاغْتَمَزَها في عقله أَي استضعفها والغَمِيزة العَيْب وليس في فلان غَمِيزة ولا غَمِيزٌ ولا مَغْمَزٌ أَي ما فيه ما يُغْمَزُ فَيُعاب به ولا مَطْعَنٌ قال حسان وما وَجَدَ الأَعْداءُ فِيَّ غَمِيزَةً ولا طافَ لي منهم بِوَحْشِيَ صائِدُ والمَغامِزُ المعايب وفعلتُ شيئاً فاغْتَمَزَه فلانٌ أَي طَعَنَ عليّ ووجد بذلك مَغْمَزاً أَبو عمرو غَمَزَ عَيْبُ فلان وغَمَزَ داؤُه إِذا ظهر قال الشاعر وبَلْدَة لَلدَّاءُ فيها غامِزُ مَيْتٌ بها العِرْقُ الصحيحُ الرَّاقِزُ الرَّاقِزُ الضاربُ والمَغْمُوزُ المُتَّهَمُ والمَغْمَزُ المَطْمَعُ قال أَكَلْتَ القِطاطَ فأَفْنَيْتَها فهل في الخَنانِيصِ من مَغْمَزِ ؟ ويقال ما في هذا الأَمر مَغْمَزٌ أَي مَطْمَعٌ ابن السكيت أَغْمَزَني الحَرُّ أَي فَتَر فاجْتَرَأْتُ عليه وركبت الطريق وفي التهذيب غَمَزَني الحَرُّ عن أَبي عمرو وقد غَمَزْتُ الشيء غَمْزاً وغُمازٌ وغُمازَة موضع وقيل هي بئر أَو عين وفي التهذيب وعين غُمازَةَ معروفة ذكرها ذو الرمة فقال تَوَخَّى بها العَيْنَيْنِ عَيْنَيْ غُمازَة أَقَبُّ رَباعٌ أَو قُوَيْرِحُ عامِ قال وبالسَّوْدَةِ عين أُخرى يقال لها عُيَيْنَةُ غُمازَةَ نسبت إِلى غُمازَة من وَلَدِ جَرِير قال وغُمازَةُ عين أُخرى بالزاي قال ذو الرمة يصف الوحش وانتقاض جَرْوِها صَوافِنُ لا يَعْدِلْنَ بالوِرْدِ غَيْرَهُ ولكنها في مَوْردَيْنِ عِدالُها أَعَيْنُ بَني بَوٍّ غُمازَةُ مَوْرِدٌ لها حين تجْتابُ الدُّجَى أَم أُثالُها ؟ قال شمر عادلت بين كذا وكذا أَيُّهما أَتى

( غوز ) قال الأَزهري في ترجمة غَزا الغَزْو القصد وكذلك الغَوْزُ وقد غَزاه وغازَهُ غَزْواً وغَوْزاً إِذا قصده والأَغْوَزُ البارُّ بأَهله

( فجز ) الفَجْزُ لغة في الفَجْس وهو التَّكَبُّر

( فحز ) يقال رجل مُتَفَحِّز أَي متعظم متفحش حكاه الجوهري عن ابن السكيت

( فخز ) الفَخْزُ والتَّفَخُّزُ التعظم فَخَزَ فَخْزاً وتَفخَّزَ فَخَرَ وقيل تكبر وتعظم الأَصمعي يقال من الكِبْر والفَخْرِ فَخَزَ الرجلُ وجَمَخَ وجَفَخَ بمعنى واحد ورجل مُتَفَخِّز أَي متعظم متفحش ويقال هو يَتَفَخَّزُ علينا ابن الأَعرابي يقال فَخَزَ الرجلُ إِذا جاء بِفَخْزِه وفَخْزِ غيره وكَذَبَ في مُفاخَرَتِه والاسم الفَخْزُ بالزاي أَبو عبيد فرس فَيخَزٌ بالخاء والزاي إِذا كان ضَخْمَ الجُرْدانِ

( فرز ) فَرَزَ العَرَقَ فَرْزاً والفِرْزُ القِطعةُ منه والجمع أَفْرازٌ وفُرُوزٌ والفِرْزَةُ كالفِرْزِ وأُفْرِزَ له نَصِيبُهُ عُزِلَ وقوله في الحديث من أَخَذَ شَفْعاً فهو له ومن أَخذ فِرْزاً فهو له قيل في تفسيره قولان قال الليث الفِرْزُ الفَرْدُ وقال الأَزهري لا أَعرف الفِرْزَ الفَرْد والفِرْزُ في الحديث النصيبُ المفرُوزُ وقد فَرَزْتُ الشيء وأَفْرَزْتُه إِذا قسمته والفِرزُ النصيب المَفْرُوزُ لصاحبه واحداً كان أَو اثنين وفَرَزَهُ يَفْرِزُه فَرْزاً وأَفْرَزَه مازَهُ الجوهري الفَرْزُ مصدر قولك فَرَزْتُ الشيء أَفْرِزُه إِذا عزلته عن غيره ومِزْتَه والقِطعَةُ منه فِرْزَةٌ بالكسر وفارَزَ فلانٌ شريكه أَي فاصله وقاطعه قال بعض أَهل اللغة الفَرْزُ قريب من الفَزْرِ تقول فَرَزْتُ الشيء من الشيء أَي فصلته وتكلم فلان بكلامٍ فارِزٍ أَي فَصَلَ به بين أَمرين قال ولسان فارِزٌ بَيِّنٌ وأَنشد إِني إِذا ما نَشَزَ المُناشِزُ فَرَّجَ عن عِرْضِي لِسانٌ فارِزٌ القشيري يقال للفُرْصَةِ فُرْزَةٌ وهي النَّوْبَة وأَفْرَزَه الصيدُ أَي أَمكنه فرماه من قُرْبٍ والفَرْزُ الفَرْجُ بين الجبلين وقيل هو موضع مطمئن بين رَبْوَتَيْنِ قال رؤبة يصف ناقة كَمْ جاوَزَتْ من حَدَبٍ وفَرْزِ والفَرْزُ ما اطمأَنَّ من الأَرض والفَرْزَةُ شَقٌّ يكون في الغَلْظِ قال الراعي فأَطْلَعَتْ فَرْزَة الآجامِ جافِلَةً لم تَدْرِ أَنَّى أَتاها أَوّل آهر
( * قوله « فاطلعت البيت » كذا بالأصل )
والإِفْرِيزُ الطَّنْفُ ومنه ثوب مَفْرُوزٌ قال أَبو منصور الإِفْرِيزُ إِفْرِيزُ الحائط معرّب لا أَصل له في العربية قال وأَما الطَّنْفُ فهو عربي محض التهذيب الفارِزَةُ طريقة تأْخذ في رَمْلَةٍ في دَكادِكَ لَيِّنَةٍ كأَنها صَدْعٌ من الأَرض منقاد طويلٌ خِلْقَةً وفَرْوَزَ الرجلُ مات والفِرْزانُ معروف وفَيْرُوزٌ اسم فارسي

( فزز ) الفَزُّ ولد البقرة والجمع أَفْرازٌ قال زهير كما اسْتَغاثَ بسَيْءٍ فَزُّ غَيْطَلَةٍ خافَ العُيونَ ولم يُنْظَرْ به الحَشَكُ وفَزَّه فَزّاً وأَفَزّه أَفزعه وأَزعجه وطَيَّر فؤادَه وكذلك أَفْزَزْتُه قال أَبو ذؤيب والدهرُ لا يَبْقَى على حِدْثانِه شَبَبٌ أَفَزَّتْه الكِلابُ مُرَوَّعُ واسْتَفَزَّه من الشيء أَخرجه واسْتَفَزَّه خَتَلَه حتى أَلقاه في مَهْلكة واسْتَفَزَّه الخوفُ أَي استخفه وفي حديث صفيَّة لا يُغْضِبُه شيء ولا يَسْتَفِزُّه أَي لا يستخفه ورجل فَزٌّ أَي خفيف وفي التنزيل العزيز واسْتَفزِزْ من استطعت منهم بصوتك قال الفراء أَي استخف بصوتك ودعائك قال وكذلك قوله عز وجل وإِن كادوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ من الأَرض أَي ليستَخِفُّونَك وقال أَبو إِسحق في قوله ليَسْتَفِزُّونَك أَي ليقتلونك رواه لأَهل التفسير وقال أَهل اللغة كادوا ليَسْتَخِفُّونَك إِفزاعاً يحملك على خفة الهَرَب قال أَبو عبيد أَفْزَزْتُ القومَ وأَفزعتهم سواء وفَزّ الجُرْحُ والماءُ يفِزُّ فَزًّا وفَزِيزاً وفَصَّ يَفِصُّ فَصِيصاً نَدِيَ وسال بما فيه والفُزَفِزُ الثَّدْيُ عن كراع ابن الأَعرابي فَزْفَزَ إِذا طرد إِنساناً وغيره وفي النوادر افْتَزَزْتُ وابْتَزَزْتُ وابْتَذَذْتُ وقد تباذَذْنا وتَبازَزْنا وقد بَذَذْتُه وبَزَزْتُه وفَزَزْتُه إِذا غَرَرْتَهُ وغَلَبْتَه وذَكر الجوهريُّ وقَعَدَ مُسْتَوْفِزاً أَي غير مطمئن

( فطز ) فَطَزَ الرجلُ فَطْزاً مات كَفَطَس

( فلز ) الفِلَزُّ والفِلِزُّ والفُلُزُّ النُّحاس الأَبيض تجعل منه القُدور العِظامُ المُفْرَغَةُ والهَاوُناتُ والفِلَزُّ والفِلِزُّ الحجارة وقيل هو جميع جواهر الأَرض من الذهب والفضة والنحاس وأَشباهها وما يرمى من خَبَثِها وفي حديث عليّ كرم الله وجهه من فِلِزِّ اللُّجَيْنِ والعِقْيانِ وأَصله الصلابة والشدة والغلظ ورواه ثعلب الفُلُزُّ ورواه ابن الأَعرابي بالقاف وسيأْتي ذكره والفِلِزُّ أَيضاً بالكسر وتشديد الزاي خَبَثُ ما أُذيب من الذهب والفضة والحديد وما يَنْفِيه الكِيرُ مما يذاب من جواهر الأَرض وفي الحديث كلُّ فِلِزٍّ أُذيب هو من ذلك ورجل فِلِزٌّ غليظ شديد

( فوز ) الفَوْزُ النَّجاءُ والظَّفَرُ بالأُمْنِيَّة والخيرِ فازَ به فَوْزاً ومَفازاً ومَفازَةَ وقوله عز وجل إِن للمتقين مَفازاً حَدائِقَ وأَعْناباً إِنما أَراد مُوجِبات مَفاوِز ولا يجوز أَن يكون المَفازُ هنا اسْمَ الموضع لأَن الحدائق والأَعناب لسن مواضع الليث الفَوْزُ الظَّفَرُ بالخير والنَّجاةُ من الشر يقال فازَ بالخير وفازَ من العذاب وأَفازَهُ الله بكذا ففازَ به أَي ذهب به وفي التنزيل العزيز فلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازةٍ من العذاب قال الفراء معناه ببعيد من العذاب وقال أَبو إِسحق بمنْجاةٍ من العذاب قال وأَصل المَفازَةِ مَهْلَكَةٌ فتفاءلوا بالسلامة والفَوْزِ ويقال فازَ إِذا لَقِيَ ما يُغْتَبَطُ وتأْويله التباعد من المكروه والمَفازَةُ أَيضاً واحدةُ المفاوِزِ وسميت بذلك لأَنها مَهْلَكة من فَوَّزَ أَي هَلَكَ وقيل سميت تفاؤلاً من الفَوْزِ النَّجاةِ وفازَ القِدْحُ فَوْزاً أَصابَ وقيل خرج قبل صاحبه قال الطرماح وابْن سَبِيلٍ قَرَيْتُه أُصُلاً من فَوْزِ قِدْحٍ مَنْسُوبَةٍ تُلُدُهْ وإِذا تساهم القوم على المَيْسِرِ فكلما خرج قِدْح رجل قيل قد فازَ فَوْزاً والفَوْزُ أَيضاً الهلاك فازَ يَفُوزُ وفَوَّزَ أَي مات ومنه قول كعب بن زهير فَمَنْ للقَوافي شَانَها من يَحُوكُها إِذا ما تَوى كَعْبٌ وفَوَّزَ جَرْوَلُ ؟ يقولُ فلا يَعْيا بشيءٍ يَقُولُه ومن قائلِيها من يُسِيءُ ويَعْمَلُ قوله شانها أَي جاء بها شائنة أَي معيبة وتوى مات وكذا فَوَّزَ قال ابن بري وقد قيل إِنه لا يقال فوّز فلان حتى يتقدم الكلامَ كَلامٌ فيقال مات فلانٌ وفَوَّزَ فلان بعده يشبه بالمُصَلِّي من الخيل بعد المُجَلِّي وجَرْوَلٌ يعني به الحُطَيْئَةَ وقال الكميت وما ضَرَّها أَنَّ كَعْباً تَوَى وفَوَّزَ من بعدِه جَرْوَلُ قال ابن الأَعرابي فوَّز الرجل إِذا مات وأَنشد
( * قوله « فوّز إلخ »
الذي في ياقوت
لله درّ رافع أنى اهتدى ... فوّز من قراقر إلى سوى
خمساً إذا ما سارها الجبس بكى ... ما سارها من قبله انس يرى
ورواها في قراقر على غير هذا الترتيب فقدّم وأخر وجعل بدل الجبس الجيش ولعله روى بهما اذ المعنى على كل صحيح ثم ان المؤلف استشهد بالبيت على أن فوّز بمعنى هلك وعبارة ياقوت قراقر واد نزله خالد بن الوليد عند قصده الشام وفيه قيل لله در إلخ ا ه ففوّز فيه بمعنى مضى فالانسب ما ذكره المؤلف بعد وهو الذي اقتصر عليه الجوهري )
فَوَّزَ من قُراقِر إِلى سُوَى خَمْساً إِذا ما ركب الجِبسُ بَكَى ويقال للرجل إِذا مات قد فَوَّزَ أَي صار في مَفازَةٍ ما بين الدنيا والآخرة من البرزخ الممدود وفي حديث سَطِيح أَمْ فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ أَي مات قال ابن الأَثير ويروى بالدال وقد تقدم ويقال فَوَّزَ الرجل بإِبله إِذا ركب بها المَفَازَةَ ومنه قول الراجز فَوَّزَ من قُراقِر إِلى سُوَى وهما ماءان لكلب وفي حديث كعب بن مالك واسْتَقْبَلَ سفراً بعيداً ومَفازاً المَفازُ والمَفازَةُ البَرِّيَّةُ القَفْرُ وتجمع المَفاوِزَ ويقال فاوَزْتُ بين القوم وفارَضْتُ بمعنى واحد والمَفازَة المَهْلَكة على التَّطَيُّر وكلُّ قَعْرٍ مَفازَةٌ وقيل المَفازَةُ والفَلاة إِذا كان بين الماءين رِبْعٌ من وِرْدِ الإِبل وغِبٌّ من سائر الماشية وقيل هي من الأَرضين ما بين الرِّبْع من وِرْدِ الإِبلِ من الغِبِّ من وِردِ غيرها من سائر الماشية وهي الفَيفاةُ ولم يعرف أَبو زيد الفَيْفَ ابن الأَعرابي سميت الصحراء مفازَة لأَن من خرج منها وقطعها فاز وقال ابن شميل المفازة التي لا ماء فيها وإِذا كانت ليلتين لا ماء فيها فهي مَفازة وما زاد على ذلك كذلك وأَما الليلة واليوم فلا يعدّ مَفازة قال ابن الأَعرابي سميت المفازة من فَوَّزَ الرجل إِذا مات ويقال فَوَّزَ إِذا مضى وفَوَّزَ تَفْوِيزاً صار إِلى المَفازة وقيل ركبها ومضى فيها وقيل فَوَّزَ خرج من أَرض إِلى أَرض كهاجَرَ وتَفَوَّزَ كَفَوَّزَ قال النابغة الجعدي ضَلال خَوِيّ إِذ تَفَوَّزَ عن حِمًى ليَشْرَبَ غِبًّا بالنِّباجِ ونَبْتَلا
( * قوله « بالنباج » ونبتلا » هما اسما موضعين كما في ياقوت )
وفازَ الرجلُ وفَوَّزَ هلك وقيل إِن المَفازة مشتقة من هذا والأَول أَشهر وإِن كان الآخر أَقيس والفَازَةُ بناء من خِرَقٍ وغيرها تبنى في العساكر والجمع فازٌ وأَلفها مجهولة الانقلاب قال ابن سيده ولكن أَحملها على الواو لأَن بدلها من الواو أَكثر من الياء وكذلك إِذا حَقَّرَ سيبويه شيئاً من هذا النحو أَو كَسَّرَه حمله على الواو أَخذاً بالأَغلب قال الجوهري والفازَةُ مِظَلَّةٌ تمدّ بعمود عَرَبيٌّ فيما أُرى

( قبز ) التهذيب أَهمله الليث وقال أَبو عمرو القِبْزُ القصير البخيل

( قحز ) القَحْزُ الوَثْبُ والقَلَقُ قَحَزَ يَقْحَزُ قَحْزاً قَلِقَ ووَثَب واضطرب قال رؤبة إِذا تَنَزَّى قاحِزاتِ القَحْزِ يعني شدائد الأُمور وفي حديث أَبي وائل أَن الحجاج دعاه فقال له أَحْسِبُنا قد رَوَّعْناك فقال أَبو وائل أَما إِني بِتُّ أُقَحَّزُ البارِحَةَ أَي أُنَزَّى وأَقْلَقُ من الخوف وفي حديث الحسن وقد بلغه عن الحجاج شيء فقال ما زلت الليلة أَقْحَزُ كأَني على الجمر وهو رجل قاحِزٌ وقَحَزَ الرجلُ فهو قاحِزٌ إِذا سَقَط شِبْهَ الميتِ وقَحَزَ الرجلُ عن ظهر البعير يَقْحَزُ قُحوزاً سَقَط وقَحَزَ السهمُ يَقْحَزُ قَحْزاً وقع بين يدي الرامي والقاحِزُ السهم الطَّامِحُ عن كبد القوس ذاهباً في السماء يقال لَشَدَّ ما قَحَزَ سهمُك أَي شَخَصَ وقَحَزَ الكلبُ ببوله يَقْحَزُ قَحْزاً كقَزَحَ وقَحَزَ الرجلَ يَقْحَزُه قَحْزاً وقُحوزاً وقَحَزاناً أَهلكه والتَّقْحِيزُ الوعيدُ والشَّرُّ وهو من ذلك والقُحازُ داء يصيب الغنم وتقول ضربته فَقَحَزَ قال أَبو كبير يصف الطَّعْنَةَ مُسْتَنَّة سَنَنَ الغُلُوّ مُرِشَّة تَنْفي التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ يعني خروج الدم باسْتِنانٍ والمُعْرَوْرِفُ الذي له عُرْفٌ من ارتفاعه وقَحَّزَه غيرُه تَقْحِيزاً أَي نَزَّاه

( قرز ) القَرْزُ قَبْضُك الترابَ وغيره بأَطراف أَصابعك نحو القَبْضِ قال أَبو منصور كأَنَّ القَرْزَ مبدلٌ من القَرْصِ

( قربز ) القُرْبُزُ والقُرْبُزِيُّ الذكر الصُّلب الشديد الجوهري رجل جُرْبُزٌ بالضم بَيِّنُ الجَرْبَزَةِ بالفتح أَي خَبٌّ وهو القُرْبُزُ أَيضاً وهما معرّبان

( قرمز ) القِرْمِزُ صِبْغٌ أَرْمَنِيٌّ أَحمر يقال إِنه من عُصارة دود يكون في آجامهم فارسي معرب وأَنشد شمر لبعض الأَعراب جاء من الدَّهْنا ومن آرابه لا يأْكلُ القِرْمازَ في صِنابِه ولا شِواءَ الرُّغْفِ مع جُوذابِه إِلا بقايا فَضْلِ ما يُؤْتى به من اليَرابِيعِ ومن ضِبابِه أَراد بالقرماز الخبز المحوّر وهو معرّب وورد في تفسير قوله تعالى فخرج على قومه في زينته قال كالقِرْمِزِ هو صِبْعٌ أَحمر ويقال إِنه حيوان تصبغ به الثياب فلا يكاد يَنْصُلُ لونُه وهو معرّب

( قزز ) القَزازَةُ الحَياءُ قَزَّ يَقُزُّ ورجل قَزٌّ حَييٌّ والجمع أَقِزَّاءُ نادر وقَزَّتْ نفسي عن الشيء قَزًّا وقَزَّتْهُ بحرف وغير حرف أَبَتْه وعافَتْه وأَكثر ما يستعمل بمعنى عافَتْه وتَقَزَّز الرجلُ من الشيء لم يَطْعَمْه ولم يَشْرَبْهُ بإِرادة وقد تَقَزَّزَ من أَكْلِ الضَّبِّ وغيره فهو رجل قَزٌّ وقِزٌّ وقُزٌّ ثلاث لغات مُتَقَزِّزٌ وقِنْزَهْوٌ قال اللحياني ويثنى ويجمع ويؤنث ثم لم يذكر الجمع والأُنثى قَزَّةٌ وقُزَّة وقِزَّة وما في طعامه قَزٌّ ولا قُزٌّ ولا قَزازَةٌ أَي ما يُتَقَزَّزُ له والتَّقَزُّز التَّنَطُّس والتباعد من الدَّنَس والقَزَزُ الرجل الظريف المُتَوَقِّي للعيوب ابن الأَعرابي رجل قُزَّازٌ مُتَقَزِّزٌ من المعاصي والمعايب ليس من الكِبْر والتِّيه ويقال رجل قَزٌّ وقُزٌّ وقِزٌّ وقَزَزٌ وهو المُتَقَزِّزُ من المعاصي والمعايب الليث قَزَّ الإِنسانُ يَقُزُّ قَزًّا إِذا قَعَدَ كالمُسْتَوْفِز ثم انقبض ووَثَبَ والقَزَّة الوَثْبَةُ وفي الحديث إِن إِبليس لعنه الله ليَقُزُّ القَزَّةَ من المشرق فيبلغ المغربَ أَي يَثِبُ الوَثْبَةَ والقَزُّ من الثياب والإِبْرَيْسَمِ أَعجمي معرّب وجمعه قُزُوزٌ قال الأَزهري هو الذي يُسَوَّى منه الإِبريسم والقازُوزَةُ مَشْرَبَةٌ وهي قَدَح دون القَرْقارَة أَعجمية معرّبة الفراء القوازِيزُ الجماجم الصغار التي هي من قوارير وقال أَبو حنيفة هذا الحرف فارسي والحرف العجمي يعرّب على وجوه وقال الليث القاقُزَّةُ مَشْرَبَة دون القَرْقارَةِ معرّبة قال وليس في كلام العرب مما يفصل أَلف بين حرفين مثلين مما يرجع إِلى بناءِ قَفَزَ ونحوه وأَما بابِلُ فهو اسم بلدة وهو اسم خاص لا يجري مجرى اسم العوام قال وقد قال بعض العرب قازُوزَة للقاقُزَّة قال الجوهري ولا تقل قاقُزَّة وقال أَبو عبيد في كتاب ما خالفت العامةُ فيه لغاتِ العرب هي قاقُوزَة وقازُوزَة للتي تسمى قاقُزَّة وفي حديث ابن سلام قال قال موسى لجبريل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام هل ينام ربك ؟ فقال الله تعالى قل له فليأْخذ قازوزَتَيْنِ أَو قارُورَتَيْنِ وليَقُمْ على الجبل من أَوّل الليل حتى يصبح قال الخطابي هكذا روي مشكوكاً فيه والقازُوزَة مَشْرَبة كالقارُورَة

( قشنز ) القَشْنِيزَةُ عُشْبَةٌ ذاتُ جِعْثِنَةٍ واسعة تُورِق ورقاً كورق الهِنْدِباء الصغار وهي خضراء كثيرة اللبن حُلْوَة يأْكلها الناسُ ويحبها الغنم جدًّا حكاها أَبو حنيفة

( قعز ) قَعَزَ ما في الإِناء يَقْعَزُه قَعْزاً شَرِبَهُ عَبًّا وقَعَزَ الإِناءَ قَعْزاً ملأه

( قعفز ) جلس القَعْفَزى وهي جِلْسَةُ المُسْتوفِز وقد اقْعَنْفَزَ

( قفز ) : قَفَزَ يَقْفِزُ قَفْزاً و قِفازاً و قُفُوزاً و قَفَزاناً : وثب . ويقال : جاءت الخيلُ تَعْدُو القَفَزى من القَفْز . ويقال للخيل السِّراع التي تثب في عدوها : قافِزَةٌ و قَوافِزُ أَنشد : بِقافِزاتٍ تحتَ قافِزينا و القَفِيزُ من المكاييل : معروف وهو ثمانية مكاكيك عند أَهل العراق وهو من الأَرض قدر مائة وأَربع وأَربعين ذراعاً وقيل : هو مكيال تتواضَعُ الناسُ عليه والجمع أَقْفِرَةٌ و قُفْزانٌ . وفي التهذيب : القَفِيزُ مقدار من مساحة الأَرض . الأَزهري : و قفيز الطَّحان الذي نهي عنه قال ابن المبارك : هو أَن يقول أَطْحَنُ بكذا وكذا وزيادة قَفيزٍ من نفس الدقيق وقيل : إن قفيز الطحَّان هو أَن يستأْجر رجلاً ليطحن له حنطة معلومة بقَفِيزٍ من دقيقها . و القُفَّازُ بالضم والتشديد : لباس الكف وهو شيء يعمل لليدين يحشى بقطن ويكون له أَزرار تُزَرَّرُ على الساعدين من البرد تلبسه المرأَة في يديها وهما قُفَّازانِ . و القُفَّازُ : ضرب من الحلي تتخذه المرأَة في يديها ورجليها ومن ذلك يقال : تَفَقَّزَتِ المرأَة بالحناء . و تَقَفَّزَتِ المرأَة : نَقَشَتْ يديها ورجليها بالحناء وأَنشد : قُولا لذاتِ القُلْبِ والقُفَّازِ : أَما لمَوْعُودِكِ من نَجازِ وفي الحديث : لا تَنْتَقِب المحرمة ولا تَلْبَس قُفَّازاً وفي رواية : لا تنتقب ولا تَبَرْقَع ولا تَقَفَّز . وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما : أَنه كَرِهَ للمحرمة لُبْسَ القُفَّازَيْن . وفي حديث عائشة رضي الله عنها : أَنها رَخَّصَتْ للمحرمة في القُفَّازين القُفَّاز : شيء تلبسه نساء الأَعراب في أَيديهن يغطي أَصابعها ويدها مع الكف . وقال خالد بن جَنْبَةَ : القُفَّازانِ تُقَفِّزُهما المرأَة إِلى كعوب المرفقين فهو سترة لها وإِذا لبست بُرْقَعَها و قُفَّازَيْها وخفها فقد تَكَتَّنَت قال : و القُفَّازُ يتخذ من القطن فيحشى بِطانَةً وظِهارَةً ومن الجلود واللبود . ويقال للمرأَة : قَفَّازَةٌ لقلة استقرارها . وفرس مُقَفَّزٌ : استدار تحجيله في قوائمه ولم يجاوز الأَشاعِرَ نحو المُنَعَّلِ . و الأَقْفَزُ من الخيل : الذي بياض تحجيله في يديه إِلى مرفقيه دون الرجلين وكذلك المُقَفَّزُ كأَنه لبس القُفَّازَيْن . وقال أَبو عمرو في شِيَاتِ الخيل : إِذا كان البياض في يديه فهو مُقَفَّز فإِذا ارتفع إِلى ركبتيه فهو مُحَبَّبٌ وهو مأْخوذ من القَفَّازَيْنِ . و قَفَزَ الرجلُ : مات . و القُفَّيْزى : من لعب صبيان الأَعراب يَنْصِبُونَ خَشَبَةً ثم يَتَقافَزُونَ عليها

( ققز ) القَافُوزَةُ كالقازُوزَة وهي أَعلى منها أَعجمية معرّبة قال أَبو عبيد في كتاب ما خالفت فيه العامة لغات العرب هي قاقُوزَةٌ وقازُوزَة للتي تسمى قاقُزَّةً قال ابن السكيت أَما القاقُزَّة فمولَّدة وأَنشد للأُقَيْشِر الأُسَدِيِّ واسمه المُغِيرَةُ بنُ الأَسود أَفْنى تِلادي وما جَمَّعْتُ من نَشَبٍ قَرْعُ القَوافِيزِ أَفواه الأَبارِيقِ كأَنَّهُنَّ وأَيْدي الشَّرْبِ مُعْمَلَةٌ إِذا تَلأْلأْنَ في أَيدي الغَرانِيقِ بناتُ ماءٍ تُرى بِيضٌ جآجِئُها حُمْرٌ مناقِرُها صُفْرُ الحَمالِيقِ التِّلادُ المال القديم الموروث والنَّشَبُ الضِّياع والبساتين التي لا يقدر الإِنسان أَن يرحل بها والقواقيز جمع قاقُوزَة وهي أَوانٍ يشرب بها الخمر والغرانيق شُبَّان الرجال واحدهم غُرْنُوقٌ قال ويقال غِرْنَوْقٌ وغِرْناقٌ وغُرانِقٌ وبنات ماء طير من طير الماء طوال الأَعناق والجُؤْجُؤُ الصَّدْرُ ومن رفع أَفواه الأَباريق جعلها فاعلة بالقَرْع وتكون القوافيز في موضع مفعول تقديره أَن قرعت القواقيزَ أَفواه ومن نصب الأَفواه كانت القواقيز فاعلة في المعنى تقديره أَن قرعت القواقيزُ أَفواه والمعنى واحد لأَن الأَباريق تقرع القواقيز والقواقيز تقرع الأَباريق فكل منهما قارع مقروع والقاقُزَّة لغة قال النابغة الجَعْديُّ كأَنِّي إِنما نادَمْتُ كِسْرى فلي قاقُزَّة وله اثنَتانِ وقيل لا تقل قاقُزَّة وقال يعقوب القاقُزَّة مولَّدة وقال أَبو حنيفة القاقُزَّة الطَّاسُ الليث القاقُزَّة مَشْرَبَةٌ دون القَرْقارَة وهي معرّبة قال الليث وليس في كلام العرب مما يفصل أَلف بين حرفين مثلين مما يرجع إِلى بناء قَقْز وأَما بابِلُ فهو اسم بلدة وهو اسم خاص لا يجري مجرى اسم العوام والقاقُزَّانُ ثَغْرٌ بقَزْوِينَ تَهُبُّ في ناحيته ريح شديدة قال الطرماح بفَجِّ الريح فَجّ القاقُزان

( قلز ) القَلْزُ ضَرْبٌ من الشُّرْبِ قَلَزَ الرجلُ يَقْلِزُ ويَقْلُزُ قَلْزاً شرب وقيل تابع الشرب وقيل هو إِدامة الشرب وقيل هو الشرب دَفْعَةً واحدة عن ثعلب وقيل هو المَصُّ وقَلَزَ بسهم رَمَى وقَلَزه يَقْلُزه ويَقْلِزُه ضربه وقَلَزَ يَقْلِز ويَقْلُز قَلْزاً عَرجَ والقَلْزُ قَلْزُ الغُراب والعُصْفور في مِشْيَتِه وقَلَزَ الطائر يَقْلِزُ قَلْزاً وَثَبَ وذلك كالعصفور والغراب وكلُّ ما لا يمشي مشياً فقد قَلَزَ وهو يَقْلِزُ ومنه قول الشُّطَّار قَلَزَ في الشراب أَي قَذَفَ بيده النبيذ في فمه كما يَقْلِزُ العصفورُ وإِنه لَمِقْلَزٌ أَي وَثَّابٌ أَنشد ابن الأَعرابي يَقْلِزُ فيها مِقْلَزُ الحُجُولِ نَعْباً على شِقَّيْهِ كالمَشْكُولِ يَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ يصف داراً خلت من أَهلها فصار فيها الغِرْبانُ والظباء والوحش وروي نَغْباً والتَّقَلُّز النشاط ورجل قُلُزٌّ شديد وجارية قُلُزَّةٌ شديدة والقُلُزُّ من النحاس بالقاف وضم اللام الذي لا يعمل فيه الحديد عن ابن الأَعرابي وقال كراع القِلِزُّ والقُلُزُّ النحاس الذي لا يعمل فيه الحديد

( قلمز ) الأَزهري عجوز عِكْرِشَةٌ وعِجْرِمَةٌ وعَضَمَّزَة وقَلَمَّزَة وهي اللئيمة القصيرة

( قمز ) القَمَزُ صِغار المال ورَديئه ورُذالُهُ الذي لا خير فيه كالقَزَمِ وأَنشد أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً من النَّقَزْ ونابَ سَوْءٍ قَمَزاً من القَمَزْ قال الأَزهري سمعت جامعاً الحَنْظَلِيَّ يقول رأَيت الكلأَ في جُؤْجُؤَى قُمَزاً قُمَزاً أَراد أَنه لم يتصل ولكنه نبت متفرقاً لُمْعَة ههنا ولُمْعَة ههنا وقَمَزَ الشيءَ يَقْمِزُه قَمْزاً جمعه بيده وهي القُمْزَةُ وقيل قَمَزَ قُمْزَةً أَخذ بأَطراف أَصابعه والقُمْزَةُ بُرْعُومُ النبت الذي تكون فيه الحبة والقُمْزَةُ بالضم مثل الجُمْزَةِ وهي كُتْلَةٌ من التمر والقُمْزَةُ من الحصى والتراب الصُّوَّةُ وجمعها قُمَزٌ

( قمرز ) رجل قُمَرِزٌ وقُمَّرِزٌ قصير التشديد عن ثعلب أَنشد ابن الأَعرابي قُمَّرِز آذانُهم كالإِسْكابْ الإِسْكاب والإِسْكابَةُ الفَلَكَةُ التي يرقع بها الزِّقُّ قال اللحياني رجل قُمَّرِزٌ على بناء الهُمَّقِعِ وهو جَنى التَّنْضُبِ

( قنز ) القَنَزُ لغة في القَنَصِ وحكى يعقوب أَنه بدل قال غلام من بني الصارد رَمى خَنزيراً فأَخطأَه وانقطع وَتَرُه فأَقبل وهو يقول إِنك رَعْمَليٌّ بئس الطَّريدَةُ القَنَزُ ومنه قول صائد الضَّبّ ثم اعْتَمَدْتُ فَجَبَذْتُ جَبَْذةً خَرَرْتُ منها لِقَفَايَ أَرْتَمِزْ فقلتُ حَقّاً صادِقاً أَقُولُه هذا لَعَمْرُ اللهِ من شَرِّ القَنَزْ يريد القَنَص قال أَبو عمرو وسأَلت أَعرابياً عن أَخيه فقال خرج يَتَقَنَّزُ أَي يَتَقَنَّصُ كل ذلك حكاه يعقوب في المبدل قال ويقال للقانص والقَنَّاص قانِزٌ وقَنَّاز ابن الأَعرابي أَقْنَزَ الرجلُ إِذا شرب بالإِقْنِيز طَرَباً وهو الدَّنُّ الصغير قال وجِلْفَةُ الإِقْنِيزِ طينته أَبو عمرو القِنْزُ الراقُود الصغير

( قهز ) القَهْزُ والقِهْزُ والقَهْزِيُّ ضَرْبٌ من الثياب تتخذ من صوف كالمِرْعِزَّى وقال ابن سيده هي ثياب صوف كالمِرْعِزَّى وربما خالطها حرير وقيل هو القَزُّ بعينه وأَصله بالفارسية كهْزانه وقد يشبَّه الشَّعَرُ والعِفاءُ به قال رؤبة وادَّرَعَتْ من قَهْزِها سَرابِلا أَطارَ عنها الخِرَقَ الرَّعابِلا يصف حمر الوحش يقول سقط عنها العِفاءُ ونبت تحته شَعَرٌ لَيِّنٌ وقال أَبو عبيد القَهْزُ والقِهْزُ ثيابٌ بيض يخالطها حرير وأَنشد لذي الرمة يصف البُزاةَ والصُّقُور بالبياض من الزُّرْق أَو صُقْعٍ كأَنَّ رُؤوسَها من القِهْزِ والقُوهِيِّ بيضُ المَقانِعِ وقال الراجز يصف حُمُرَ الوَحْش كأَن لَوْنَ القِهْزِ في خُصُورِها والقَبْطَرِيِّ البِيضِ في تأْزِيرِها وفي حديث عليّ كرم الله وجه أَن رجلاً أَتاه وعليه ثوبٌ من قَهْزٍ هو من ذلك

( قهمز ) أَبو عمرو القَهْمَزَةُ الناقة العظيمة البَطِيئَةَ وأَنشد إِذا رَعَى شَدَّاتِها العَوائِلا والرُّقْصَ من رَيْعانِها الأَوائِلا والقَهْمَزاتِ الدُّلَّحَ الخَواذِلا
بذات جَرْسٍ تَمْلأُ المَداخِلا ... قوله « إذا رعى شداتها إلى آخر
البيتين » هكذا في الأصل الليث امرأَة قَهْمَزَةٌ قصيرة جدّاً أَبو عمرو القَهْمَزَى الإِحْضارُ أَنشد ابن الأَعرابي لبعض بني عقيل يصف أتاناً من كلِّ قَبَّاءَ نَحُوصٍ جَرْيُها إِذا عَدَوْنَ القَهْمَزَى غيرُ شَتِجْ أَي غير بطيء

( قوز ) القَوْزُ من الرَّمْلِ صغير مستدير تشبَّه به أَرداف النساء وأَنشد ورِدْفُها كالقَوْزِ بَيْنَ القَوْزَيْن قال الأَزهري وسماعي من العرب في القَوْزِ أَنه الكَثِيبُ المُشْرِفُ وفي الحديث مُحَمَّدٌ في الدَّهْمِ بهذا القَوْزِ القَوْزُ بالفتح العالي من الرمل كأَنه جبل ومنه حديث أُمِّ زَرْع زَوْجي لَحْمُ جَمَلٍ غثّ على رأْس قَوْزٍ وَعْثٍ أَرادتْ شدَّة الصعود فيه لأَن المشي في الرمل شاق فكيف الصعود فيه لا سيما وهو وَعْثٌ ؟ ابن سيده القَوْزُ نَقاً مستدير منعطف والجمع أَقْوازٌ وأَقاوِزُ قال ذو الرمة إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَقْوازَ مُشْرِفٍ شِمالاً وعن أَيمانهنّ الفَوارِسُ وقال آخر ومُخَلَّدات باللُّجَيْنِ كأَنما أَعْجازُهُن أَقاوِزُ الكُثْبانِ قال هكذا حكى أَهل اللغة أَقاوِز وعندي أَنه أَقاوِيزُ وأَن الشاعر احتاج فحذف ضرورة مخلدات في أَيديهن أَسورة ومنه قوله تعالى ولدانٌ مخلِّدُونَ والكثير قِيزانٌ قال لما رأَى الرَّمْلَ وقِيزانَ الغَضَا والبَقَرَ المُلَمَّعاتِ بالشَّوَى بَكَى وقال هل تَرَوْنَ ما أَرَى ؟ الجوهري القَوْزُ بالفتح الكثيب الصغير عن أَبي عبيدة والله أَعلم

( كرز ) الكُرْزُ ضَرْبٌ من الجُوالِقِ وقيل هو الجُوالِقُ الصغير وقيل هو الخُرْجُ وقيل الخُرْجُ الكبير يحمل فيه الراعي زاده ومتاعه وفي المثل رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ وأَصله أَن فرساً يقال له أَعوج نُتِجَتْهُ أُمُّه وتَحَمَّلَ أَصحابه فحملوه في الكُرْزِ فقيل لهم ما تصنعون به ؟ فقال أَحدهم رب شدّ في الكرز يعني عَدْوَهُ والجمع أَكرازٌ وكِرَزَةٌ مثل جُحْرٍ وجِحَرَةٍ وسعيدُ كُرْزٍ لقبٌ قال سيبويه إِذا لقبت مفرداً بمفرد أَضفته إِلى اللقب وذلك قولك هذا سعيدُ كُرْزٍ جعلت كُرْزاً معرفة لأَنك أَردت المعرفة التي أَردتها إِذا قلت هذا سعيد فلو نكَّرت كرزاً صار سعيد نكرة لأَن المضاف إِنما يكون نكرة ومعرفة بالمضاف إِليه فيصير كرز ههنا كأَنه كان معرفة قبل ذلك ثم أُضيف إِليه والكَرَّازُ الكَبْشُ الذي يضع عليه الراعي كُرْزَهُ فيحمله ويكون أَمام القوم ولا يكون إِلا أَجَمَّ لأَن الأَقْرَنَ يشتغل بالنِّطاحِ قال يا ليتَ أَنِّي وسُبَيْعاً في الغَنَمْ والخُرْجُ منها فوقَ كَرَّازٍ أَجَمّْ وكارَزَ إِلى ثِقَةٍ من إِخوان ومالٍ وغِنًى مالَ أَبو زيد إِنه ليُعاجِزُ إِلى ثِقَةٍ مُعاجَزَةً ويُكارِزُ إِلى ثقة مُكارَزَةً إِذا مال إِليه قال الشماخ فلما رَأَيْنَ المالَ قد حالَ دونَه دُعافٌ لَدَى جَنْبِ الشَّرِيعَةِ كارِزُ قيل كارز بمعنى المستخفي يقال كَرَزَ يَكْرُزُ كُرُوزاً فهو كارِزٌ إِذا استخفى في خَمَرٍ أَو غارٍ والمُكارَزَةُ منه ويقال كارَزْتُ عن فلان إِذا فَرَرْتَ منه وعاجَزْتَهُ وكارَزَ في المكان اخْتَبَأَ فيه وكارَزَ إِليه بادر وكارَزَ القومُ إِذا تركوا شيئاً وأَخذوا غيره والكَرِيصُ والكَرِيزُ الأَقِطُ والكُرِّزُ والكُرَّزِيُّ العَيِيُّ اللئيم وهو دخيل في العربية تسميه الفُرْسُ كُرَّزِيًّا وأَنشد لرؤبة أَو كُرَّز يَمْشِي بَطِينَ الكُرْزِ والكُرَّزُ المُدَرَّبُ المُجَرَّبُ وهو فارسي والكُرَّزُ اللئيم والكُرَّزُ النجيب والكُرَّزُ الرجل الحاذق كلاهما دخيل في العربية والكُرَّزُ البازي يُشَدُّ ليَسْقُطَ ريشه قال لما رَأَتْنِي راضِياً بالإِهْمادْ كالكُرَّزِ المربوط بينَ الأَوْتادْ قال الأَزهري شبهه بالرجل الحاذق وهو بالفارسية كُرُو فَعُرِّبَ وكُرِّزَ البازي إِذا سقط ريشه أَبو حاتم الكُرَّزُ البازي في سَنَتِهِ الثانية وقيل الكُرَّزُ من الطير الذي قد أَتى عليه حول وقد كُرِّزَ قال رؤبة رأَيْتُه كما رأَيْتُ النَّسْرا كُرِّزَ يُلْقِي قادِماتٍ زُعْرا وكَرَّزَ الرجلُ صَقْرَه إِذا خاط عينيه وأَطعمه حتى يذل ابن الأَنباري هو كُرَّزٌ أَي داهٍ خبيثٌ محتال شبه بالبازي في خبثه واحتياله وذلك أَن العرب تسمي البازي كُرَّزاً قال والطائر يُكَرَّزُ وهو دخيل ليس بعربي والكُرَازُ القارورة قال ابن دريد لا أَدري أَعربي أم عجمي غير أَنهم قد تكلموا بها والجمع كِرْزانٌ وكُرْزٌ وكَرِزٌ وكَارِزٌ ومُكْرَزٌ وكُرَيْز وكَرِيزٌ وكُرازٌ أَسماء وكَرازٌ فرس حُصَين بن علقمة

( كربز ) ابن الأَعرابي القَثْوُ أَكْلُ القَثَدِ والكِرْبِزِ قال فأَما القَثَدُ فهو الخيار وأَما الكِرْبِزُ فالقِثَّاءُ الكبار

( كزز ) الكَزُّ الذي لا ينبسط ووجْه كَزٌّ قبيح كَزَّ يَكُزُّ كَزازَةً وجَمَلٌ كَزٌّ صُلب شديد وذَهَبٌ كَزٌّ صلب جدّاً ورجل كَزٌّ قليل المُؤاتاةِ والخَيْرِ بَيِّنُ الكَزَزِ قال الشاعر أَنتَ للأَبْعَدِ هَيْنٌ لَيِّنٌ وعلى الأَقْرَبِ كَزٌّ جافِي ورجل كَزٌّ وقوم كُزٌّ بالضم والكَزازُ البُخْلُ ورجل كَزُّ اليدين أَي بخيل مثل جَعْد اليدين والكَزازَةُ والكَزازُ اليُبْسُ والانْقباضُ وخَشَبة كَزَّة يابسة مُعْوَجَّة وقناة كَزَّة كذلك وفيها كَزَزٌ وكَزَّ الشيءَ جعله ضيقاً ويقال للشيء إِذا جعلته ضيقاً كَزَزْته فهو مَكْزُوزٌ قال الشاعر يا رُبَّ بَيْضاءَ تَكُزُّ الدُّمْلُجا تَزَوَّجَتْ شَيْخاً طَويلاً عَفْشَجا وقوس كَزَّة لا يتباعد سَهْمُها من ضيقها أَنشد ابن الأَعرابي لا كَزَّةُ السَّهْم ولا قَلُوعُ وقال أَبو حنيفة قال أَبو زياد الكَزَّةُ أَصغر القياس ابن شميل من القسيّ الكَزَّةُ وهي الغليظة الأَزَّةِ الضَّيِّقة الفَرْج والوَطيئةُ أَكَزُّ القِسِيِّ الجوهري قَوْسٌ كَزَّة إِذا كان في عُودِها يُبْسٌ عن الانعطاف وبَكَرَةٌ كَزَّة أَي ضيقة شديدة الصَّرِيرِ والكُزازُ داء يأْخُذُ من شِدَّةِ البَرْدِ وتَعْتَرِي منه رِعْدَةٌ وهو مَكْزُوزٌ وقد كُزَّ الرجلُ على صيغة ما لم يسمَّ فاعله زُكِمَ وأَكَزَّه الله فهو مَكْزُوزٌ مثل أَحَمَّه فهو محموم وهو تَشَنُّج يصيب الإِنسان من البرد الشديد أَو من خروج دمٍ كثير ابن الأَعرابي الكُزَّازُ الرِّعْدَةُ من البَرْدِ والعامة تقول الكُزَاز وقد كَزَّ انْقَبَضَ من البرد وفي البحديث أَن رجلاً اغتسل فَكُزَّ فمات الكُزازُ داء يتولد من شدة البرد وقيل هو نفس البرد واكْلأَزَّ اكْلِئْزازاً انقبض واللام زائدة

( كعمز ) تَكَعْمَزَ الفِراشُ انتقضت خُيوطه واجتمع صوفه عن الهَجَرِيِّ

( كلز ) كَلَزَ الشيءَ يَكْلِزُه كَلْزاً وكَلَّزَهُ جمعه واكْلأَزَّ الرجلُ تَقَبَّض ولم يطمئن والمُكْلَئِزُّ المنقبض الليث يقال اكْلأَزَّ وهو انقباض في جَفاء ليس بمطمئن كالراكب إِذا لم يتمكن عَدْلاً عن ظهر الدابة وأَنشد غيره أَقولُ والناقةُ بي تَقَحَّمُ وأَنا منها مُكْلَئِزٌّ مُعْصِمُ وأميت ثلاثيُّ فعله وأَنشد شمر رُب فتاةٍ من بني العِنازِ حَيَّاكَةٍ ذاتِ حِرٍ كِنازِ ذِي عَضُدَيْن مُكْلَئِزٍّ نازِي كالنَّبتِ الأَحْمَر بالبَرازِ واكْلأَزَّ إِذا انقبض وتَجَمَّعَ وفي شعر حُميد بن ثور فَحَمّل الهَمَّ كِلازاً جَلْعَدا الكلاز المجتمع الخَلْقِ الشديدُ ويروى كِنازاً بالنون وقيل اكْلأَزَّ اكْلِئْزازاً انقبض واللام زائدة واكْلأَزَّ البازي هَمَّ بأَخذ الصيد وتَقَبَّض له وكَلاَّزٌ اسم

( كمز ) : كَمَزَ الشيءَ يَكْمِزُه كَمْزاً إِذا جمعه في يديه حتى يستدير ولا يكون ذلك إِلاَّ في الشيء المُبْتَلِّ كالعجين ونحوه . و الكُمْزَةُ : ما أُخذ بأَطراف الأَصابع وقال أَبو حنيفة : الكُمْزَةُ والجُمْزَةُ الكُتْلَةُ من التمر وغيره وقال عُرَامٌ هذه قُمْزَةٌ من تمر و كُمْزَةٌ وهي الفِدْرَةُ كجُثْمانِ القَطا أَو أَكثر . ويقال للكُثْبَةِ من التراب : كُمْزَةٌ وقُمْزَة والجمع الكُمَزُ والقُمَز

( كنز ) الكَنْزُ اسم للمال إِذا أُحرز في وعاء ولما يحرز فيه وقيل الكَنْزُ المال المدفون وجمعه كُنُوزٌ كَنَزَهُ يَكْنِزُه كَنْزاً واكْتَنَزَهُ ويقال كَنَزْتُ البُرَّ في الجِرابِ فاكْتَنَزَ وفي الحديث أُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأَحمرَ والأَبيضَ قال شمر قال العلاء بن عمرو الباهِلِيُّ الكَنْزُ الفِضَّة في قوله كأَنَّ الهِبْرِقِيَّ غَدا عليها بماءِ الكَنْزِ أَلْبَسَه قَراها قال وتسمي العربُ كلَّ كثير مجموع يتنافس فيه كنزاً وفي الحديث أَلا أُعَلِّمُكَ كَنْزاً من كُنوز الجنة لا حول ولا قوَّة إِلا بالله وفي رواية لا حول ولا قوَّة إِلا بالله كَنْزٌ من كُنُوز الجنة أَي أَجرها مُدَّخَر لقائلها والمتصف بها كما يدخر الكنز وفي التنزيل العزيز والذين يَكْنِزون الذهبَ والفضةَ وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب كِسْرَى فلا كسرى بعده ويذهب قيصر فلا قَيْصَرَ بعده والذي نفسي بيده لتُنْفَقَنَّ كنوزُهما في سبيل الله الليث يقال كَنَزَ الإِنسانُ مالاً يَكْنِزُه وكَنَزْتُ السِّقاءَ إِذا ملأْته ابن عباس في قوله تعالى في الكهف وكان تحتَه كَنْزٌ لهما قال ما كان ذهباً ولا فضة ولكن كان عِلْماً وصُحُفاً وروي عن علي كرم الله تعالى وجهه أَنه قال أَربعة آلاف وما دونها نفقةٌ وما فوقها كَنْزٌ وفي الحديث كل مالٍ لا تُؤَدَّى زكاتُه فهو كَنْزٌ الكَنْزُ في الأَصل المال المدفون تحت الأَرض فإِذا أُخرج منه الواجب عليه لم يبق كَنْزاً وإِن كان مكنوزاً وهو حكم شرعي تجوّز فيه عن الأَصل وفي حديث أَبي ذر رضي الله عنه بَشِّرِ الكَنَّازِينَ بِرَضْفٍ من جهنم هم جمع كَنَّازٍ وهو المبالغ في كنز الذهب والفضة وادّخارهما وترك إِنفاقهما في أَبواب البرِّ واكْتَنَزَ الشيءُ اجتمع وامتلأَ وكَنَزَ الشيءَ في الرِعاء والأَرض يَكْنِزُه كَنْزاً غَمَزه بيده وشَدَّ كَنْزَ القِرْبَةِ ملأَها ويقال للجارية الكثيرة اللحم كِنازٌ وكذلك الناقة وقال حَيَّاكَةٍ ذاتِ هَنٍ كِنازِ وناقة كِنازٌ بالكسر أَي مُكْتَنِزَةُ اللحمِ والكِنازُ الناقة الصُّلْبة اللحم والجمع كُنُوز وكِنازٌ كالواحد باعتقاد اختلاف الحركتين والأَلفين وجعله بعضهم من باب جُنب وهذا خطأٌ لقولهم في التثنية كِنازانِ وقد تَكَنَّزَ لحمه واكْتَنَزَ ورجل كَنِزُ اللحم ومُكْتَنِزُ اللحم وكَنيزُ اللحم ومَكْنُوزُه أَنشد سيبويه وساقِيَيْنِ مِثْلِ زَيْدٍ وجُعَلْ صَقْبَانِ مَمْشُوقان مَكْنُوزا العَضَلْ وفي شعر حُمَيد ين ثور فَحَمّل الهَمَّ كِنازاً جَلْعَدَا الكِنازُ المُجْتَمِعُ اللحم القَوِيُّه وكلُّ مُكْتَنِزٍ مجتمعٌ ويروى كِلازاً باللام وقد تقدم وفي صفته صلى الله عليه وسلم بَعَثْتُك تَمْحُو المَعازِفَ والكَنازاتِ هي بالفتح والكِنازُ والكَنازُ رَفاعُ التمر وقد كَنَزُوا التمر يَكْنِزُونَهُ كَنْزاً وكِنازاً فهو كَنِيز ومكنوز والكَنيزُ التمر يُكْتَنَزُ للشتاء في قَواصِرَ وأَوعية والفعل الاكْتِنازُ قال والبَحْرانِيُّونَ يقولون جاءَ زمن الكِنازِ إِذا كَنَزُوا التمر في الجِلالِ وهو أَن يُلْقَى جِرابٌ أَسْفَلَ الجُلَّةِ ويُكْنَزَ بالرِّجْلَين حتى يدخل بعضه في بعض ثم جرابٌ بعد جراب حتى تمتلئَ الجُلَّةُ مَكْنُوزَةً ثم تُخاطُ بالشرُطِ الأُمَوِيُّ أَتيتهم عند الكِنازِ والكَنازِ يعني حين كَنَزُوا التمر ابن السكيت هو الكَنازُ بالفتح لا غير قال ولم يسمع إِلا بالفتح وقال بعضهم هو مثل الجَدادِ والجِداد والصَّرامِ والصِّرامِ وربما استعمل الكَنازُ في البُرِّ أَنشد سيبويه للمُتَنَخِّل الهُذَلي لا دَرَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ قِرْفَ الحَتِيِّ وعندي البُرُّ مَكْنُوزُ وكَنَّاز اسم رجل

( كوز ) كازَ الشيءَ كَوْزاً جمعه وكُزْتُه أَكُوزُه كَوْزاً جمعته والكُوزُ من الأَواني معروف وهو مشتق من ذلك والجمع أَكْوازٌ وكِيزانٌ وكِوَزَةٌ حكاها سيبويه مثل عُودٍ وعِيدانٍ وأَعْوادٍ وعِوَدَةٍ وقال أَبو حنيفة الكُوزُ فارسي قال ابن سيده وهذا قول لا يُعَرَّج عليه بل الكُوزُ عربي صحيح ويقال كازَ يَكُوزُ واكْتازَ يَكْتازُ إِذا شرب بالكُوزِ قال ابن الأَعرابي كابَي َكُوبُ إِذا شرب بالكُوب وهو الكُوزُ بلا عُرْوَة فإِذا كان بعروة فهو كُوز يقال رأَيته يَكُوزُ ويَكْتازُ ويَكُوبُ ويَكْتاب واكتازَ الماءَ اغْتَرَفَهُ وهو افْتَعَلَ من الكُوزِ وفي حديث الحسن كان مَلِكٌ من ملوك هذه القرية يرى الغلامَ من غلمانه يأْتي الحُبَّ يَكْتازُ منه ثم يُجَرْجِر قائماً فيقول يا ليتني مِثْلُك يا لها نِعْمة تأْكل لَذَّةً وتُخْرجُ سَرْحاً يَكْتازُ أَي يَغْتَرِفُ بالكُوز وكان بهذا الملك أُسْرٌ وهو احتباس بوله فتمنى حال غلامه وبنو كُوزٍ بَطْنٌ من بني أَسَدٍ التهذيب وبنو الكُوز بطن من العرب وفي بني ضَبَّة كُوز بن كعب كُوَيْز ومَكْوَزَة اسمان شذَّ مَكْوَزَةُ عن حدّ ما تحتمله الأَسماءُ الأَعلام من الشذوذ نحو قولهم مَحْبَبٌ ورجاء بن حَيْوَةَ وسمَّت العرب مَكْوَزَة ومِكْوازاً وقول الشاعر وضَعْنَ على المِيزانِ كُوزاً وهاجِراً فمالتْ بنو كُوزٍ بأَبناءِ هاجِرِ ولو مَلأَتْ أَعْفاجَها من رثِيئَةٍ بنو هاجِرٍ مالتْ بهَضْبِ الأَكادِرِ ولكِنَّما اغْتَرُّوا وقد كان عندَهم قَطِيبانِ شَتَّى من حَلِيبٍ وحازِرِ كوز اسم رجل من ضبة وقال ابن بري الشعر لشَعْمَلَة بن الأَخْضر كوز وهاجر قبيلتان من ضبة ابن أُدٍّ فيقول وزنَّا إِحداهما بالأُخرى فمالت كوز بهاجر أَي كانت أَثقل منها يصف كوزاً برَجاحَةِ العقول وأَبناءَ هاجر بخفتها والأَعْفاج جمع عَفْجٍ لما يجري فيه الطعام وهي من الإِنسان كالمصارين من البهائم يقول لو ملأَت بنو هاجر أَعفاجها من رثيئة لمالت بهضب الأَكادر والهضب جمع هضبة وهي جبل ينفرش على الأَرض والأَكادر جبال معروفة والرثيئة اللبن الحامض يحلب عليه الحليب يريد بذلك عظم بطونهم وكثرة أَكلهم وعظم خلقهم يَهْزَأُ بهم على أَن بني هاجر اغتروا ولو أَنهم تأَهبوا لموازنتهم حتى يشربوا الرثيئة فتمتلئَ بطونهم لوازنوا الهِضابَ ورَجَحوا بها وكانوا أَثقل منهم وهذا كله هزء بهم والقطيبان الخليطان من حليب وحازر والحازر الحامض والله تعالى أَعلم

( لبز ) اللَّبْزُ الأَكل الجيِّد لَبَزَ يَلْبِزُ لَبْزاً أَكل وقيل أَجاد الأَكل وقال ابن السكيت اللَّبْزُ اللَّقْمُ وقد لَبَزَه يَلْبِزُه ويقال لَبَزَ في الطعام إِذا جعل يضرب فيه وكلُّ ضرب شيد لَبَزٌ واللَّبْزُ ضَرْبُ الناقة بجُمْعِ خُفها قال رؤبة خَبْطاً بأَخْفافٍ ثِقالٍ لُبْزِ واللَّبْزُ الوطء بالقدم ولَبَزَ البعيرُ الأَرض بخفه يَلْبِزُ لَبْزاً ضربها به ضرباً لطيفاً في تحامل ولَبَزَ ظهره لَبْزاً ضربه بيده ولَبَزَه كَسَرَه واللَّبْزُ بكسر اللام ضَمْدُ الجُرْحِ بالدواء رواه أَبو عمرو في باب حروف على مثال فِعْلٍ قال واللَّبْزُ الأَكلُ الشديد قال تأْكلُ في مَقْعَدِها قَفِيزا تَلْقَمُ أَمثالَ القَطا مَلْبُوزا

( لتز ) اللَّتْزُ الدَّفْعُ لَتَزَه يَلْتِزُه ويَلْتُزُه لَتْزاً دَفَعه وهو كاللَّكْزِ والوَكْزِ

( لجز ) اللَّجِزُ مقلوب اللَّزجِ قال ابن مقبل يَعْلُون بالمَرْدَقُوشِ الوَرْد ضاحِيَةً على سَعابِيبِ ماءِ الضَّالَةِ اللَّجِزِ هكذا أَنشده الجوهري قال ابن بري وصوابه ماء الضَّالَةِ اللَّجِنِ وقبله من نِسْوَةٍ شُمُسٍ لا مَكْرَهٍ عُنُفٍ ولا فَواحِشَ في سِرٍّ ولا عَلَنِ المَرْدَقُوش المَرْزَجُوشُ وضاحية بارزة للشمس والسعابيب ما جرى من الماء لَزِجاً واللَّجِنُ اللَّزِجُ وشُمُسٌ لا يَلِنَّ للخَنا الواحدة شَمُوسٌ ومَكْرَه كَرِيهاتُ المَنْظَرِ وعُنُفٌ ليس فيهنَّ خُرْقٌ ولا يُفْحِشْنَ في القول في سِرٍّ ولا عَلَنٍ

( لحز ) اللَّحِزُ الضَّيِّقُ الشَّحيح النفْس الذي لا يكاد يعطي شيئاً فإِن أَعطى فقليل وقد لَحِزَ
( * قوله « وقد لحز إلخ » اللحز بسكون الحاء بمعنى الالحاح من باب منع واللحز محركة بمعنى الشح من باب فرح كما في القاموس ) لَحزاً وتَلَحَّزَ وأَنشد تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إِذا أُمِرَّتْ عليه لماله فيها مهِينا وطريق لَحِزٌ ضَيِّق بخيل عن اللحياني واللَّحِزُ البخيل الضَّيق الخُلُق والمَلاحِزُ المَضايِقُ وتَلاحَزَ القومُ تعارضوا الكلامَ بينهم ويقال رجل لِحْزٌ بكسر اللام وإِسكان الحاء ولَحِزٌ بفتح اللام وكسر الحاء أَي بخيل وتَلاحَزَ القومُ في القول إِذا تعارضوا وشجر مُتَلاحِزٌ أَي متضايق دخل بعضه في بعض وقال ابن الأَعرابي رجل لَحِزٌ ولِحْزٌ ويروى بيت رؤبة يُعْطِيك منه الجُود قبل اللَّحْزِ أَي قبل أَن يستغلق ويشتد وفي هذه القصيدة إِذا أَقَلَّ الخَيْرَ كلُّ لِحْزِ أَي كل لِحْزٍ شحيح والتَّلَحُّزُ تَحَلُّبُ فيك من أَكل رُمَّانة أَو إِجَّاصَةٍ شَهْوَةً لذلك

( لزز ) لَزَّ الشيءَ بالشيء يَلُزُّه لَزًّا وأَلَزَّه أَلزمه إِياه واللَّزَزُ الشِّدَّةُ ولَزَّه يَلُزُّه لَزًّا ولَزازاً أَي شَدَّه وأَلصقه الليث اللَّزُّ لزوم الشيء بالشيء بمنزلة لِزازِ البيت وهي الخشبة التي يُلَزُّ بها البابُ واللَّزَزُ المَتْرَسُ ولِزازُ الباب نِطاقُه الذي يُشَدّ به وكل شيء دُونِيَ بين أَجزائه أَو قُرِنَ فقد لُزَّ واللَّزُّ الزُّرْفِين الذي
( * كذا بياض بالأصل ) طبقا المَحْبَرَة الأَعلى والاسفل ولَزُّ الحُقَّةِ زُرْفينُها قال ابن مقبل لم يَعْدُ أَنْ فَتَقَ النَّهِيقُ لهَاتَه ورأَيتُ قارِحَه كَلَزِّ المِجْمَرِ يعني كَزُرْفِينِ المِجْمَرِ إِذا فتحته ولازَّه مُلازَّةً ولِزازاً قارنه وإِنه للِزَازُ خصومة ومِلَزٌّ أَي لازم لها موكل بها يقدر عليها والأُنثى مِلَزٌّ بغير هاء وأَصل اللِّزازِ الذي يُتْرَسُ به البابُ ورجل مِلَزٌّ شديد اللُّزوم قال رؤبة ولا امْرِئٍ ذي جَلَدٍ مِلَزّ هكذا أَنشده الجوهري قال وإِنما خفض على الجوار ويقال فلان لِزاز خَصِمٌ وجعلتُ فلاناً لِزازاً لفلان أَي لا يَدَعُهُ يخالف ولا يُعاندُ وكذلك جعلته ضَيْزَناً له أَي بُنْداراً عليه ضاغِطاً عليه ويقال للبعيرين إِذا قُرِنا في قَرَنٍ واحد قد لُزَّا وكذلك وظيفا البعير يُلَزَّانِ في القَيْد إِذا ضُيِّقَ قال جرير وابنُ اللَّبُونِ إِذا ما لُزَّ في قَرَنٍ لن يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيسِ والمُلَزَّزُ الخَلْقِ المجتَمِعُه ورجل مُلَزَّزُ الخَلْق أَي شديد الخلق منضم بعضه إِلى بعض شديد الأَسْرِ وقد لَزَّزَه اللهُ ولازَزْتُه لاصقته ورجل مِلَزٌّ شديد الخصومة لَزُومٌ لما طالب قال رؤبة ولا امرؤ ذو جَلَدٍ مِلَزُّ
( * روي هذا الشطر في صفحة ؟ ؟ معرباً بالخفض )
وكَزٌّ لَزٌّ إِتباعٌ له قال أَبو زيد إِنه لَكَزٌّ لَزٌّ إِذا كان ممسكاً واللَّزِيزَةُ مجتمع اللحم من البعير فوق الزَّوْرِ مما يلي المِلاطَ وأَنشد ذي مِرْفَقٍ ناءٍ عن اللَّزائِز واللَّزائِزُ الجَناجِنُ قال إِهابُ بن عُمير إِذا أَردتَ السَّيْرَ في المَفاوِزِ فاعْمِدْ لها ببازِلٍ تُرامِزِ ذي مِرْفَقٍ بانَ عن اللَّزائِزِ التُّرامز الجمل القوي يقال جمل تُرامِزٌ قال أَبو بكر بنُ السَّرَّاج التاء فيه زائدة ووزنه تُفاعلٌ وأَنكره عثمان بن جني وقال التاء أَصلية ووزنه فُعالِلٌ مثل عُذافِرٍ لقلة تفاعل وكونِ التاء لا يُقْدَمُ على زيادتها إِلا بدليل ابن الأَعرابي عَجُوز لَزُوزٌ وكَيِّسٌ لَيِّسٌ ويقال لِزُّ شَرٍّ ولَزُّ شَرٍّ ولِزازُ شَرٍّ ونِزُّ شَرٍّ ونِزازُ شَرٍّ ونَزِيزُ شَرٍّ ولَزَّه لَزّاً طعنه ولِزازٌ اسم رجل ولِزازٌ اسم فرس سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سمي به لشدة تَلَزُّزه واجتماع خَلْقِه ولَزَّ به الشيءُ أَي لَصِقَ به كأَنه يلتزق بالمطلوب لسرعته

( لعز ) لَعَزَتِ الناقةُ فَصيلها لطَعَتْهُ بلسانها واللَّعْزُ كناية عن النكاح ولَعَزَها يَلْعَزُها لَعْزاً نكحها سُوقِيَّة غير عربية وقال الليث هو من كلام أَهل العراق

( لغز ) أَلْغَزَ الكلامَ وأَلْغَزَ فيه عَمَّى مُرادَه وأَضْمَرَه على خلاف ما أَظهره واللُّغَّيْزَى بتشديد الغين مثل اللَّغَز والياء ليست للتصغير لأَن ياء التصغير لا تكون رابعة وإِنما هي بمنزلة خُضَّارَى للزرع وشُقَّارَى نبت واللُّغْزُ واللُّغَزُ واللَّغَزُ ما أُلْغِزَ من كلام فَشُبِّه معناه مثل قول الشاعر أَنشده الفراءُ ولما رأَيتُ النَّسْرَ عَزَّ ابْنَ دَأْيَةٍ وعَشَّشَ في وَكْرَيْهِ جاشَتْ له نَفْسي أَراد بالنسر الشيب شبهه به لبياضه وشبه الشباب بابن دَأْيَةَ وهو الغراب الأَسود لأَن شعر الشباب أَسود واللُّغَزَ الكلام المُلَبَّس وقد أَلْغَزَ في كلامه يُلْغِزُ إِلغازاً إِذا ورَّى فيه وعَرَّضَ ليَخْفَى والجمع أَلغاز مثل رُطَب وأَرطاب واللُّغْزُ واللَّغْزُ واللُّغَزُ واللُّغَيْزَى والإِلْغازُ كله حفرة يحفرها اليَرْبُوع في حُجْرِه تحت الأَرض وقيل هو جُحْر الضَّبِّ والفأْرِ واليَرْبُوع بين القاصِعاءِ والنَّافِقاءِ سمي بذلك لأَن هذه الدواب تحفره مستقيماً إِلى أَسفل ثم تعدل عن يمينه وشماله عُروضاً تعترضها تُعَمِّيهِ ليخفَى مكانُه بذلك الإِلغاز والجمع أَلغازٌ وهو الأَصل في اللَّغَزِ واللُّغَيْزَى واللُّغَيْزاءُ والأُلْغوزَة كاللَّغَزِ يقال أَلْغَزَ اليَرْبُوع إلغازاً فيحفر في جانب منه طريقاً ويحفر في الجانب الآخر طريقاً وكذلك في الجانب الثالث والرابع فإِذا طلبه البَدَوِيُّ بعصاه من جانب نَفَقَ من الجانب الآخر ابن الأَعرابي اللُّغَزُ الحَفْرُ الملتوي وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه مرَّ بعلقمة بن القَعْواء يبايع أَعرابيّاً يُلْغِزُ له في اليمين ويَرَى الأَعرابيُّ أَنه قد حلف له ويَرَى علقمةُ أَنه لم يحلف فقال له عمر ما هذه اليمين اللُّغَيْزاءُ اللغيزاء ممدود من اللُّغَزِ وهي جِحَرَةُ اليربوع تكون ذات جهتين يدخل من جهة ويخرج من أُخرى فاستعير لمعاريض الكلام ومَلاحته قال ابن الأَثير وقال الزمخشري اللُّغَّيْزى مثقلة الغين جاء بها سيبويه في كتابه مع الخُلَّيْطَى وهي في كتاب الأَزهري مخففة قال وحقها أَن تكون تحقير المثقلة كما يقال في سُكَيْتٍ إِنه تحقير سِكِّيتٍ والأَلْغازُ طُرُقٌ وتُشْكِلُ على سالكها وابن أَلْغَزَ رجلٌ وفي المثل فلان أَنْكَح من ابن أَلْغَزَ وكان رجلاً أُوتيَ حظّاً من الباه وبَسْطَةً في الغَشْيَة فضربته العرب مثلاً في هذا الباب في باب التشبيه

( لقز ) لَقَزَه لَقْزاً كَلَكَزَه

( لكز ) : لَكَزَه يَلْكُزُه لَكْزاً : وهو الضرب بالجُمْعِ في جميع الجسد وقيل : اللَّكْزُ هو الوَجْءُ في الصدر بجُمْع اليد وكذلك في الحنك . وفي الحديث : لَكَزَني لَكْزَةً قال : اللَّكْزُ الدفع في الصدر بالكف ولَقَزَه ولَكَزَه بمعنى واحد وأَنشد : لولا عِذارٌ للَكَزْتُ كَرْزَمَهْ قال الأَزهري : و لُكَيْز قبيلة من ربيعة ومن أَمثال العرب : يَحْمِلُ شَنٌّ ويُفَدَّى لُكَيْزٌ وله قصة وهما ابْنا أَفْصَى بن عبدالقيس بن أَفصى بن دُعْمِيِّ بن جَدِيلَة يضرب مثلاً لمن يعاني مِرَاس العمل فَيُحْرَمُ ويَحْظَى غيره فَيُكْرَم

( لمز ) : اللَّمْزُ : كالغَمْز في الوجه تَلْمِزُه بفيك بكلام خَفِيَ قال وقوله تعالى : { ومنهم من يَلْمِزُكَ في الصدقات } أَي يحرك شفتيه . ورجل لُمَزَةٌ : يعيبك في وجهك ورجل هُمَزَةٌ : يعيبك بالغيب . وقال الزجاج : الهُمَزَةُ اللُّمَزَةُ الذي يغتاب الناس ويَغُضُّهم وكذلك قال ابن السكيت ولم يفرق بينهما . قال أَبو منصور : والأَصل في الهَمْزِ و اللَّمْزِ الدفع قال الكسائي : يقال هَمَزْتُه و لَمَزْتُه ولَهَزْتُه إِذا دفعته . وقال الفراء : الهَمْزُ و اللَّمْزُ والمَرْزُ واللَّقْسُ والنَّقْسُ العيب . وقال اللحياني : الهَمَّازُ و اللَّمَّازُ النَّمَّامُ . ويقال : لَمَزَه يَلْمِزُه لَمْزاً إِذا دفعه وضربه . و اللَّمْزُ : العيب في الوجه وأَصله الإِشارة بالعين والرأْس والشفة مع كلام خفي وقيل : هو الاغتياب لَمَزَه يَلْمِزُه و يَلْمُزُهُ وقرىءَ بهما قوله تعالى : { ومنهم من يَلْمِزُكَ في الصدقات } وفي التنزيل العزيز : { الذين يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِين من المؤمنين في الصدقات } وكانوا عابوا أَصحاب رسولا في صدقات أَتوه بها . ورجل لَمَّاز ولُمَزَة أَي عَيَّاب وكذلك امرأَة لُمَزَة الهاء فيها للمبالغة لا للتأْنيث وهُمَزَة وعَلاَّمَة في موضعهما . وفي الحديث : أَعوذ بك من هَمْزِ الشيطان و لَمْزِه اللَّمْزُ العيب والوقوع في الناس وقيل : هو العيب في الوجه والهَمْزُ العيب بالغيب . و لَمَزَ الرجلَ : دَفَعَه وضَرَبه

( لهز ) : لَهَزه الشيءُ يَلْهَزُه لَهْزاً : ظهر فيه : و لَهَزَهُ يَلْهَزُه لَهْزاً و لَهَّزَه : ضربه بِجُمْعِه في لَهازمه ورقبته وقيل : اللَّهْزُ الدفع والضرب و اللَّهْزُ : الضرب بِجُمْعِ اليد في الصدر وفي الحنك مثل اللَّكْزِ . ولَهَزْتُ القومَ أَي خالطتهم ودخلت بينهم . و لَهَزَه القَتِيرُ أَي خالطه الشيب فهو مَلْهُوزٌ ثم هو أَشْمَطُ ثم أَشْيَبُ . و لَهَزَه الشَّيْبُ و لَهْزَمَه بمعنى . قال أَبو زيد : يقال للرجل أَوَّلَ ما يظهر فيه الشَّيْبُ قد لَهَزَه الشيبُ و لَهْزَمَه يَلْهَزُه و يُلَهْزِمُه . قال الأَزهري : والميم زائدة ومنه قول رؤبة : لَهْزمَ خَدَّيَّ به مُلَهْزِمُه و لَهَزَ الفصيلُ أُمه يَلْهَزُها لَهْزاً : ضرب ضَرْعها عند الرَّضاع بفيه ليَرْضَعَ . و لَهَزَه بالرمح : طعنه به في صدره . وجمل مَلْهُوز إِذا وُسِمَ في لِهْزِمَتِهِ . وقد لَهَزْتُ البعير فهو مَلْهُوزٌ إِذا وسمته تلك السمة وقال الجميح : مَرَّتْ براكبِ مَلْهُوزٍ فقال لها : ضُرِّي جُمَيْحاً ومَسِّيه بتَعْذيبِ ودائرةُ اللاَّهِز : التي تكون على اللِّهْزِمَةِ وتُكره وذكرها أَبو عبيدة في الخيل . ابن بُزُرج : اللَّهْزُ في العُنق واللَّكْزُ بجُمعك في عنقه وصدره . الأَصمعي : لَهَزْتُه وبَهَزْتُه ولَكَمْته إِذا دفعته . وقال ابن الأَعرابي : البَهْزُ و اللَّهْزُ والوَكْزُ واحد . الكسائي : لَهَزَه وبَهَزَه ومَهَزَه ونَهَزَه ونَحَزَه وبَحَزَه ومَحَزَه ووكَزَه واحد . وفي الحديث : إِذا نُدِبَ الميتُ وُكِّلَ به ملكان يَلْهَزَانه أَي يدفعانه ويضربانه . وفي حديث أَبي ميمونه : لَهَزْتُ رجلاً في صدره . وفي حديث شارب الخمر : يَلْهَزُه هذا وهذا والرجل مِلْهَزٌ بكسر الميم قال الراجز : أَكُلَّ يومٍ لك شاطنانِ على إِزاءِ البئرِ مِلْهَزانِ إِذا يَفُوتُ الضَّرْبُ يَحْذِفانِ و اللَّهِزُ : الشديدُ قال ابن مقبل يصف فرساً : وحاجِبٍ خاضعٍ وماصِعٍ لَهِزٍ والعينُ يكْشفُ عنها ضافي الشَّعَرِ الضافي : السابغ المسترخي قال ابن سيده : وهذا عندهم غلط لأَن كثرة الشعر من الهُجْنَةِ وقد لُهِزَ الفرسُ لَهْزاً ومنه قول الأَعرابي في صفة فرس : لُهِزَ لَهْزَ العَيْرِ وأُنِّفَ تَأْنيفَ السير أَي ضُبِّرَ تَضْبِيرَ العَيْر وقُدَّ قَدَّ السَّيْر المُسْتَوِي . وقال أَبو حنيفة : اللاَّهِزَة الأَكمه إِذا شَرَعَتْ في الوادي وانْعَرَجَ عنها . النَّضِرُ : اللاهِزُ الجبل يَلْهَزُ الطريقَ ويَضُرُّ به وكذلك الأَكمة تَضُرُّ بالطريق وإِذا اجتمعت الأَكمتان أَو التقى الجبلان حتى يضيق ما بينهما كهيئة الزُّقاق فهما لاهِزانِ كل واحد منهما يَلْهَزُ صاحبه . وقد سموا لاهِزاً و لَهَّازاً و مِلْهزاً

( لوز ) اللَّوْزُ معروف من الثمار عربي وهو في بلاد العرب كثير اسم للجنس الواحدة لَوْزَة وأَرض مَلازَة فيها أَشجار من اللَّوْزِ وقيل هو صِنْفٌ من المِزْجِ والمِزْجُ ما لم يوصل إِلى أَكله إِلاَّ بكسر وقيل هو ما دَقَّ من المِزْجِ قال أَبو عمرو القُمْرُوصُ اللَّوزُ والجِلَّوْزُ البُنْدُقُ ورجل مُلَوَّز إِذا كان خفيف الصورة وفلان عَوِزٌ لَوِزٌ إِتباع له واللَّوْزِيْنَجُ من الحلواء شبه القطائف تُؤْدَمُ بدهن اللَّوْزِ والله أَعلم

( متز ) ابن دريد مَتَزَ فلانٌ بسَلْحِه إِذا رمى به قال ومَتَسَ به مثله قال الأَزهري ولم أَسمعها لغيره

( محز ) المَحْزُ النكاح مَحَزَ المرأَة مَحْزاً نكحها وأَنشد لجرير مَحَزَ الفَرَزْدَقُ أُمَّه من شاعر قال الأَزهري وقرأَت بخط شمر رُبَّ فتاة من بني العِنازِ حَيَّاكَةٍ ذاتِ هَنٍ كِنازِ ذي عَقَدَيْنِ مُكْلَئِزٍّ نازي تَأَشُّ للقُبْلَةِ والمِحازِ
( * قوله « ذي عقدين » تثنية عقد بالتحريك والذي تقدم في كلز ذي عضدين )
أَراد بالمحاز النَّيْكَ والجماع والمَاحُوزُ ضرب من الرَّياحين ويقال له مَرْوُ ماحُوزِي وفي الحديث فلم نَزَلْ مُفْطِرين حتى بلغنا ماحُوزَنا قيل هو موضعهم الذي أَرادوه وأَهل الشام يُسَمُّونَ المكان الذي بينهم وبين العدوّ وفيه أَساميهم ومَكاتبُهم ماحُوزاً وقيل هو من حُزْتُ الشيءَ أَحْرَزْتُه وتكون الميم زائدة قال ابن الأَثير قال الأَزهري لو كان منه لقيل مَحازَنا ومَحُوزَنا قال وأَحسبه بلغة غير عربية

( مرز ) : مَرزَه يَمْرُزُه مَرْزاً : قرصه وقيل : هو دون القرص وقيل : هو أَخذ بأَطراف الأَصابع قليلاً كان أَو كثيراً قيل : مَرَزْتُه أَمْرُزُه إِذا قرصته قرصاً رفيقاً ليس بالأَظفار فإِذا أَوْجَعَ المَرْزُ فهو حينئذ قَرْصٌ عند أَبي عبيد . و مَرَزَ الصبيُّ ثَدْيَ أُمه مَرْزاً : عصره بأَصابعه في رَضاعِهِ وربما سمي الثدي المِرازَ لذلك . و المِرْزَةُ : القطعة من العجين مَرَزَها يَمْرُزَها مَرْزاً : قطعها . ويقال : امْرُزْ لي من هذا العجين مِرْزةً أَي اقطع لي منه قِطْعة . و امْتَرَزَ من ماله مِرْزَةً ومَرْزَةً : نال منه وكذلك امْتَرَزَ من عِرْضه و امْتَرَزَهُ . وعِرْضٌ مَرِيزٌ : مَنِيلٌ منه . ابن الأَعرابي : عِرْض مَرِيزٌ و مُمْتَرَزٌ منه أَي قد نِيلَ منه . و المَرْزُ : العيب والشَّيْنُ . و المَرْزُ : الضرب باليد . وفي حديث عمر رضي الله عنه : أَنه أَراد أَن يشهد جنازة رجل ويصلي عليه فَ مَرَزَه حُذَيْفَةُ أَي قرصه بأَصابعه لئلا يصلي عليه كأَنه أَراد أَن يكفه عن الصلاة عليها لأَن الميت كان منافقاً عنده وكان حذيفة يعرف المنافقين . و مَارَزَ الرجلَ : كمَارَسَه عن اللحياني . و المَرْزُ : الحُبَاسُ الذي يحبس الماءَ فارسي معرب عن أَبي حنيفة والجمع مُروز

( مزز ) المِزُّ بالكسر القَدْرُ والمِزُّ الفضل والمعنيان مقتربان وشيءٌ مِزٌّ ومَزِيزٌ وأَمَزُّ أَي فاضل وقد مَزَّ يَمَزُّ مَزازَةً ومَزَّزَه رأَى له فضلاً أَو قَدْراً ومَزَّزَه بذلك الأَمر فضله قال المتنخل الهذلي لكان أُسْوَةَ حَجَّاجٍ وإِخْوَتِهِ في جُهْدِنا وله شَفٌّ وتَمْزِيز كأَنه قال ولَفَضَّلْتُه على حجاج وإِخوته وهم بنو المُتَنَخِّلِ ويقال هذا شيءٌ له مِزٌّ على هذا أَي فضل وهذا أَمَزُّ من هذا أَي أَفضل وهذا له عليَّ مِزٌّ أَي فضل وفي حديث النخعي إِذا كان المال ذا مِزٍّ فَفَرِّقْه في الأَصناف الثمانية وإِذا كان قليلاً فَأَعْطِه صنفاً واحداً أَي إِذا كان ذا فضل وكثرة وقد مَزَّ مَزَازَة فهو مَزِيزٌ إِذا كثر وما بقي في الإِناءِ إِلاَّ مَزَّةٌ أَي قليل والمَزُّ اسم الشيءِ المَزِيز والفعل مزَّ يَمَزُّ وهو الذي يقع موقعاً في بلاغته وكثرته وجَوْدَته الليث المُزُّ من الرُّمَّان ما كان طعمه بين حُموضةٍ وحلاوة والمُزُّ بين الحامض والحُلْو وشراب مُزٌّ بين الحُلْو والحامض والمُزُّ والمُزَّةُ والمُزَّاءُ الخمر اللذيذة الطعم سميت بذلك للذعها اللسان وقيل اللذيذة المَقْطَع عن ابن الأَعرابي قال الفارسي المُزَّاءُ على تحويل التضعيف والمُزَّاءُ اسم لها ولو كان نعتاً لقيل مَزَّاءُ بالفتح وقال اللحياني أَهل الشام يقولون هذه خمرة مُزَّةٌ وقال أَبو حنيفة المُزَّةُ والمُزَّاءُ الخمر التي تلذع اللسان وليست بالحامضة قال الأَخطل يعيب قوماً بِئْسَ الصُّحاةُ وبِئْسَ الشُّرْبُ شُرْبُهُمُ إِذا جَرَتْ فيهمُ المُزَّاءُ والسَّكَرُ وقال ابن عُرْسٍ في جُنَيْدِ بن عبد الرحمن المُزِّي لا تَحْسَبَنَّ الحَرْبَ نَوْمَ الضُّحَى وشُرْبَك المُزَّاءَ بالبَارِدِ فلما بلغه ذلك قال كذب عليَّ والله ما شربتها قَطُّ المُزَّاءُ من أَسماء الخمر يكون فُعَّالاً من المَزِيَّةِ وهي الفضيلة تكون من أَمْزَيْتُ فلاناً على فلان أَي فضلته أَبو عبيد المُزَّاءُ ضرب من الشراب يُسكر بالضم قال الجوهري وهي فُعَلاءُ بفتح العين فأَدغم لأَن فُعْلاءَ ليس من أَبنيتهم ويقال هو فُعَّال من المهموز قال وليس بالوجه لأَن الاشتقاق ليس يدل على الهمز كما دل في القُرَّاء والسُّلاَّء قال ابن بري في قول الجوهري وهو فُعَلاءُ فأَدغم قال هذا سهو لأَنه لو كانت الهمزة للتأْنيث لامتنع الاسم من الصرف عند الإِدغام كما امتنع قبل الإِدغام وإِنما مُزَّاءٌ فُعْلاءٌ من المزِّ وهو الفضل والهمز فيه للإِلحاق فهو بمنزلة قُوباءٍ في كونه على وزن فُعْلاءٍ قال ويجوز أَن يكون مُزَّاء فُعَّالاً من المَزِيَّةِ والمعنى فيهما واحد لأَنه يقال هو أَمْزَى منه وأَمَزُّ منه أَي أَفضل وفي الحديث أَخشى أَن تكون المُزَّاءَ التي نَهَيْتُ عنها عبدَ القَيْس وهي فُعْلاءٌ من المَزازَة أَو فُعَّالٌ من المَزِّ الفَضْلِ وفي حديث أَنس رضي الله عنه أَلا إِنَّ المُزَّاتِ حرامٌ يعني الخمور وهي جمع مُزَّةٍ الخَمْر التي فيها حموضة ويقال لها المُزَّاءُ بالمد أَيضاً وقيل هي من خِلْطِ البُسْرِ والتَّمْرِ وقال بعضهم المُزَّةُ الخمرة التي فيها مَزَازَةٌ وهو طعم بين الحلاوة والحموضة وأَنشد مُزَّة قَبْلَ مَزْجِها فإِذا ما مُزِجَتْ لَذَّ طَعْمُها من يَذُوقُ وحكى أَبو زيد عن الكلابيين شَرابكم مُزٌّ وقد مَزَّ شرابكم أَقبح المَزازَة والمُزُوزَة وذلك إِذا اشتدت حموضته وقال أَبو سعيد المَزَّة بفتح الميم الخمر وأَنشد للأَعشى نازَعْتهم قُضُبَ الرَّيْحانِ مُتَّكِئاً وقَهْوَةً مُزَّةً راوُوقُها خَضِلُ قال ولا يقال مِزَّةٌ بالكسر وقال حسان كأَنَّ فاها قَهْوَةٌ مَزَّةٌ حَدِيثةُ العَهْدِ بِفَضِّ الخِتام الجوهري المُزَّة الخمر التي فيها طعم حموضة ولا خير فيها أَبو عمرو التَّمَزُّزُ شُرْبُ الشراب قليلاً قليلا وهو أَقل من التَّمَزُّرِ وقيل هو مثله وفي حديث أَبي العالية اشْرَبِ النبيذَ ولا تُمَزِّزْ هكذا روي مرة بزايين ومرة بزاي وراء وقد تقدم ومَزَّه يَمُزُّه مَزًّا أَي مَصَّه والمَزَّة المرة الواحدة وفي الحديث لا تُحَرِّمُ المَزّةُ ولا المَزَّتانِ يعني في الرَّضاع والتَّمَزُّزُ أَكلُ المُزِّ وشُرْبُه والمَزَّةُ المَصَّةُ منه والمَزَّةُ مثل المصة من الرضاع وروي عن طاووس أَنه قال المَزَّة الواحدة تُحَرِّمُ وفي حديث المغيرة فَتُرْضِعُها جارتُها المَزّةَ والمَزَّتَيْنِ أَي المصَّة والمصتين وتَمَزَّزْتُ الشيءَ تمصصته والمَزْمَزَةُ والبَزْبَزَةُ التحريك الشديد وقد مَزْمَزَه إِذا حركه وأَقبل به وأَدبر وقال ابن مسعود رضي الله عنه في سكران أُتيَ به تَرْتِرُوه ومَزْمِزُوهُ أَي حركوه لِيُسْتَنْكَهَ ومَزْمِزُوه هو أَن يحرَّك تحريكاً عنيفاً لعله يُفِيقُ من سُكره ويَصْحُو ومَزْمَزَ إِذا تَعْتَعَ إِنساناً

( مضز ) ناقة مَضُوزٌ مُسِنَّة كضَمُوزٍِ

( مطز ) المَطْزُ كناية عن النكاح كالمصدر قال ابن دريد وليس بثبت

( معز ) الماعِزُ ذو الشَّعَر من الغنم خلاف الضأْن وهو اسم جنس وهي العَنْزُ والأُنثى ماعِزَةٌ ومِعْزاة والجمع مَعْزٌ ومَعَزٌ ومَواعِزُ ومَعِيزٌ مثل الضَّئِين ومِعازٌ قال القطامي فَصَلَّيْنا بهم وسَعَى سِوانا إِلى البَقَرِ المُسَيَّبِ والمِعازِ وكذلك أُمْعُوزٌ ومِعْزَى ومِعْزَى أَلفه مُلْحِقَةٌ له ببناء هِجْرَعٍ وكل ذلك اسم للجمع قال سيبويه سأَلت يونس عن مِعْزَى فيمن نوَّن فدل ذلك على أَن من العرب من لا ينوِّن وقال ابن الأَعرابي مِعْزَى تصرف إِذا شبهت بِمِفْعَل وهي فِعْلَى ولا تصرف إِذا حملت على فِعْلَى وهو الوجه عنده قال وكذلك فِعْلَى لا يصرف قال أَغارَ على مِعْزايَ لم يَدْرِ أَنني وصَفْراءَ منها عَبْلَةَ الصَّفَواتِ أَراد لم يدر أَنني مع صفراء وهذا من باب كلُّ رجلٍ وضَيْعَتُه وأَنت وشَأْنُكَ كما قيل للمحمرة
( * قوله « كما قيل للمحمرة إلخ » كذا بالأصل ولعل قبل كما سقطاً ) منها عاتكة قال سيبويه معزًى منوّن مصروف لأَن الأَلف للإِلحاق لا للتأْنيث وهو ملحق بدرهم على فِعْلَلٍ لأَن الأَلف المُلْحِقَةَ تجري مجرى ما هو من نفس الكلم يدل على ذلك قولهم مُعَيْزٍ وأُرَيْطٍ في تصغير مِعْزًى وأَرْطًى في قول من نوَّن فكسر وأَما بعد ياء التصغير كما قالوا دُرَيْهِم ولو كانت للتأْنيث لم يقلبوا الأَلف ياء كما لم يقلبوها في تصغير حُبْلَى وأُخرى وقال الفراء المَعْزَى مؤَنثة وبعضهم ذكرها وحكى أَبو عبيد أَن الذِّفْرى أَكثر العرب لا ينوِّنها وبعضهم ينون قال والمعزى كلهم ينوِّنونها في النكرة قال الأَزهري الميم في مِعْزًى أَصلية ومن صرف دُنْيَا شبهها بِفُعْلَلٍ والأَصل أَن لا تصرف والعرب تقول لا آتيك مِعْزَى الفِرْزِ أَي أَبداً موضعُ مِعْزَى الفِرْزِ نصب على الظرف وأَقامه مقام الدهر وهذا منهم اتساع قال اللحياني قال أَبو طيبة إِنما يُذْكَرُ مِعْزَى الفِرْزِ بالفُرْقَةِ فيقال لا يجتمع ذاك حتى تجتمع مِعْزَى الفِرْزِ وقال الفِرْزُ رجل كان له بنونَ يَرْعَوْنَ مِعْزاه فَتَواكَلُوا يوماً أَي أَبَوْا أَن يُسَرِّحوها قال فساقها فأَخرجها ثم قال هي النُّهَيْبَى والنُّهَيْبَى أَي لا يحل لأَحد أَن يأْخذ منها أَكثر من واحدة والماعِزُ جِلْدُ المَعَزِ قال الشماخ وبُرْدانِ من خالٍ وسَبْعُونَ دِرْهَماً على ذاكَ مَقْرُوظٌ من القَدِّ ماعِزُ قوله على ذاك أَي ذاك والمَعَّازُ صاحب مِعْزًى قال أَبو محمد الفقْعسي يصف إِبلاً بكثرة اللبن ويفصلها على الغنم في شدة الزمان يَكِلْنَ كَيْلاً ليس بالمَمْحُوقِ إِذْ رَضِيَ المَعَّازُ باللَّعُوقِ قال الأَصمعي قلت لأَبي عمرو بن العلاء مِعْزَى من المَعَزِفقال نعم قلت وذِفْرَى من الذَّفَرِف فقال نعم وأَمْعَزَ القومُ كثر مَعَزُهم والأُمْعُوزُ جماعة التُّيُوس من الظباء خاصة وقيل الأُمْعُوزُ الثلاثون من الظباء إِلى ما بلغت وقيل هو القطيع منها وقيل هو ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين وقيل هي الجماعة من الأَوعال وقال الأَزهري الأُمْعُوز جماعة الثَّياتِلِ من الأَوْعال والماعِزُ من الظباء خلاف الضائن لأَنهما نوعان والأَمْعَزُ والمَعْزاءُ الأَرض الحَزْنَةُ الغليظةُ ذات الحجارة والجمع الأَماعِزُ والمُعْزُ فمن قال أَماعِزُ فلأَنه قد غلب عليه الاسم ومن قال مُعْزٌ فعلى توهم الصفة قال طرفة جَمادٌ بها البَسْباسُ يُرْهِصُ مُعْزُها بَناتِ المَخاضِ والصَّلاقِمَةَ الحُمْرا والمَعْزاءُ كالأَمْعَزِ وجمعها مَعْزاواتٌ وقال أَبو عبيد في المصنف الأَمْعَزُ والمَعْزاءُ المكان الكثير الحَصَى الصُّلْبُ حكى ذلك في باب الأَرض الغليظة وقال في باب فَعْلاء المَعْزاء الحصى الصغار فعبر عن الواحد الذي هو المَعْزاء بالحصى الذي هو الجمع وأَرض مَعْزاء بَيِّنَةُ المَعَزِ وأَمْعَزَ القومُ صاروا في الأَمْعَزِ وقال الأَصمعي عِظامُ الرملِ ضَوائنُه ولِطافُه مَواعِزُه وقال ابن شميل المَعْزاءُ الصحراء فيها إِشراف وغلظ وهو طين وحصى مختلطان غير أَنها أَرض صلبة غليظة المَوْطِئِ وإِشرافها قليل لئيم تقود أَدنى من الدَّعْوَة وهي مَعِزَةٌ من النبات والمَعَزُ الصَّلابَةُ من الأَرض ورجل مَعِزٌ وماعِزٌ ومُسْتَمْعِزٌ جادٌّ في أَمره ورجل ماعِزٌ ومَعِزٌ معصوب شديد الخَلْقِ وما أَمْعَزَه من رجل أَي ما أَشَدَّه وأَصلبه وقال الليث الرجل الماعِزُ الشديد عَصْبِ الخَلْقِ وفي حديث عمر رضي الله عنه تَمَعْزَزُوا واخْشَوْشِنُوا هكذا جاء في رواية أَي كونوا أَشِدَّاء صُبُراً من المَعَزِ وهو الشِّدَّةُ وإِن جعل من العِزِّ كانت الميم زائدة مثلها في تَمَدْرَعَ وتَمَسْكَنَ قال الأَزهري رجل ماعِزٌ إِذا كان حازماً مانعاً ما وراءه شَهْماً ورجل ضائِنٌ إِذا كان ضعيفاً أَحمق وقيل ضائن كثير اللحم ابن الأَعرابي المَعْزِيُّ البخيل الذي يجمع ويمنع وما أَمْعَزَ رأْيه إِذا كان صُلْبَ الرأْي وماعِزٌ اسم رجل قال وَيحَكَ يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هل لكَ في اللَّواقِحِ الحَرائِزِ ؟ وأَبو ماعِزٍ كنية رجل وبنو ماعِزٍ بطن

( ملز ) مَلَزَ الشيءُ عَنِّي مَلْزاً وامَّلَزَ ومَلَّزَ ذهب وتَمَلَّزَ من الأَمر تَمَلُّزاً وتَمَلَّسَ تَمَلُّساً خرج منه وامَّلَزَ من الأَمر وامَّلَسَ إِذا انفلت وقد مَلَّزْتُه ومَلَّسْتُه إِذا فعلت به ذلك تَمْلِيزاً فَتَمَلَّز وما كدت أَتَمَلَّصُ من فلان ولا أَتَمَلَّزُ منه أَي أَتَخَلَّص

( موز ) الليث إِذا أَراد الرجل أَن يضرب عُنُقَ آخر فيقول أَخْرِجْ رأْسَك فقد أَخطأَ حتى يقول مازِ رأْسك أَو يقول مازِ ويسكت معناه مُدَّ رأْسك قال الأَزهري لا أَعرف مازِ رأْسك بهذا المعنى إِلاَّ أَن يكون بمعنى مايِزْ فأَخر الياء فقال مازِ وسقطت الياء في الأَمر
( * زاد في القاموس ابن الأَعرابي أصله أن رجلاً اراد قتل رجل اسمه مازن فقال ماز رأسك والسيف ترخيم مازن فصار مستعملاً وتكلمت به الفصحاء ) والمَوْزُ معروف الواحدة مَوْزَةٌ قال أَبو حنيفة المَوْزة تَنْبُتُ نباتَ البَرْدِيِّ ولها ورقة طويلة عريضة تكون ثلاثة أَذرع في ذراعين وترتفع قامة ولا تزال فراخها تنبت حولها كا واحد منها أَصغر من صاحبه فإِذا أَجْرَتْ قطعت الأُم من أَصلها وأَطْلَعَ فَرْخُها الذي كان لحق بها فيصير أُمًّا وتبقى البواقي فِراخاً ولا تزال هكذا ولذلك قال أَشْعَبُ لابنه فيما رواه الأَصمعي لم لا تكون مثليففقال مَثَلي كَمَثَلِ المَوْزَةِ لا تَصْلُحُ حتى تموت أُمها وبائعه مَوَّازٌ

( ميز ) المَيْزُ التمييز بين الأَشياء تقول مِزْتُ بعضه من بعض فأَنا أَمِيزُه مَيْزاً وقد أَمازَ بعضَه من بعض ومِزْتُ الشيءَ أَمِيزُه مَيْزاً عزلته وفَرَزْتُه وكذلك مَيَّزْتُه تمييزاً فانْمازَ ابن سيده مازَ الشيءَ مَيْزاً ومِيزَةً ومَيَّزَهُ فصل بعضه من بعض وفي التنزيل العزيز حتى يَمِيزَ الخَبِيثَ من الطَّيِّبِ قرئ يَمِيزَ من مازَ يَمِيزُ وقرئ يُمَيِّزْ من مَيَّزَ يُمَيِّزُ وقد تَمَيَّزَ وامَّازَ واسْتَمازَ كله بمعنى إِلاَّ أَنهم إِذا قالوا مِزْتُه فلم يَنْمَزُ لم يتكلموا بهما جميعاً إِلا على هاتين الصيغتين كما أَنهم إِذا قالوا زِلْتُه فلم يَنْزَلْ لم يتكلموا به إِلا على هاتين الصيغتين لا يقولون مَيَّزْته فلم يَتَمَيَّزْ ولا زَيَّلْتُه فلم يَتَزَيَّلْ وهذا قول اللحياني وتَمَيَّزَ القومُ وامْتازوا صاروا في ناحية وفي التنزيل العزيز وامْتازوا اليومَ أَيُّها المُجْرِمُونَ أَي تَمَيَّزوا وقيل أَي انْفَرِدُوا عن المؤمنين واسْتَمازَ عن الشيء تباعد منه وهو من ذلك وفي حديث إِبراهيم النخعي اسْتَمازَ رجلٌ عن رجل به بَلاءٌ فابْتُلِيَ به أَي انفصل عنه وتباعد وهو اسْتَفْعَلَ من المَيْزِ ابن الأَعرابي مازَ الرجلُ إِذا انتقل من مكان إِلى مكان ويقال امْتاز القومُ إِذا تنحَّى عِصابَةٌ منهم ناحيةً وكذلك اسْتَمازَ قال الأَخطل فإِن لا تُعَيِّرْها قريشٌ بِمَلْكِها يكن عن قُرَيْشٍ مُسْتَمازٌ ومَرْحَلُ ويقال امتازَ القومُ إِذا تميز بعضهم من بعض وفي الحديث لا تَهْلِكُ أُمتي حتى يكون بينهم التَّمايُلُ والتَّمايُزُ أَي يتحزبون أَحزاباً ويتميز بعضهم من بعض ويقع التنازع يقال مِزْتُ الشيءَ من الشيءِ إِذا فَرَّقْتَ بينهما فانْمازَ وامْتازَ ومَيَّزْتُه فَتَمَيَّزَ ومنه الحديث من مازَ أَذًى فالحسَنةُ بعشر أَمثالها أَي نَحَّاه وأَزاله ومنه حديث ابن عمر أَنه كان إِذا صلى يَنْمازُ عن مُصَلاَّه فيركع أَي يتحول عن مُقامه الذي صلى فيه وتَمَيَّزَ من الغَيْظِ تَقَطَّع وفي التنزيل العزيز تَكادُ تَمَيَّزُ من الغَيْظِ

( نبز ) النَّبَزُ بالتحريك اللَّقَبُ والجمع الأَنْبازُ والنَّبْزُ بالتسكين المصدرُ تقول نَبَزَهُ يَنْبِزُه
( * قوله « « ينبزه » بابه ضرب كما في المصباح والنبز ككتف اللئيم في حسبه وخلقه كما في القاموس )
نَبْزاً أَي لَقَّبَه والاسم النَّبَزُ كالنَّزَبِ وفلا يُنَبِّزُ بالصِّبْيان أَي يُلَقِّبُهم شدِّد للكثرة وتَنابَزُوا بالأَلقاب أَي لَقَّبَ بعضهم بعضاً والتَّنابُزُ التداعي بالأَلقاب وهو يكثر فيما كان ذمّاً ومنه الحديث أَن رجلاً كان يُنْبَزُ قُرْقُوراً أَي يلقب بقرقور وفي التنزيل العزيز ولا تَنابَزُوا بالأَلْقابِ قال ثعلب كانوا يقولون لليهودي والنصراني يا يهودي ويا نصراني فنهاهم الله عز وجل عن ذلك قال وليس هذا بشيء قال الزجاج معناه لا يقول المسلم لمن كان نصرانيّاً أَو يَهوديّاً فأَسلم لقباً يُعيِّرُه فيه بأَنه كان نصرانيّاً أَو يهوديّاً ثم وكده فقال بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بعد الإِيمان أَي بئسَ الاسم أَن يقول له يا يهودي وقد آمن قال وقد يحتمل أَن يكون في كل لقب يكرهه الإِنسان لأَنه إِنما يجب أَن يخاطب المؤْمن أَخاه بأَحب الأَسماءِ إِليه قال الخليل الأَسماءُ على وجهين أَسماءُ نَبَزٍ مثل زيد وعمرو وأَسماءُ عامٍّ مثل فرس ورجل ونحوه والنَّبْزُ كاللَّمْزِ والنِّبْزُ قشور الجِدام وهو السَّعَفُ

( نجز ) نَجِزَ ونَجَزَ الكلامُ انقطع ونَجَزَ الوعْدُ يَنْجُزُ نجْزاً حَضَر وقد يقال نَجِزَ قال ابن السكيت كأَنَّ نَجِزَ فَنِيَ وانقضى وكأَنَّ نَجَزَ قَضَى حاجَتَه وقد أَنْجَزَ الرعدَ ووَعْدٌ ناجِزٌ ونَجِيزٌ وأَنْجَزتُه أَنا ونَجَزْتُ به وإِنْجازُكَهُ وفاؤُك به ونَجَزَ هو أَي وَفَى به وهو مثل قولك حضرت المائدة ونَجَزَ الحاجةَ وأَنْجَزَها قضاها وأَنت على نَجْزِ حاجتك ونُجْزِها بفتح النون وضمها أَي على شَرَفٍ من قضائها واسْتَنْجَزَ العِدَةَ والحاجةَ وتَنَجَّزَه إِياها سأَله إِنْجازَها واستنجحها قال سيبويه وقالوا أَبِيعُكَهُ الساعةَ ناجِزاً بناجِزٍ أَي مُعَجَّلاً انتصبت الصفة هنا كما انتصب الاسم في قولهم بِعْتُ الشاءَ شاةً بدرهم والنَّاجِزُ الحاضر ومن أَمثالهم ناجِزاً بناجِزٍ كقولك يَداً بيدٍ وعاجِلاً بعاجِلٍ وأَنشد رَكْض الشَّمُوسِ ناجِزاً بناجِزِ وقال الشاعر وإِذا تُباشِرُكَ الهُمُو مُ فإِنه كالٍ وناجِزْ وقال ابن الأَعرابي في قولهم جَزا الشَّمُوسِ ناجِزاً بناجِزِ أَي جَزَيْتَ جزاءَ سَوْءٍ فَجَزَيْتُ لك مثله وقال مرة إِنما ذلك إِذا فعل شيئاً ففعلت مثله لا يقدر أَن يَفُوتك ولا يَجُوزك في كلام أَو فعل وفي الحديث لا تَبِيعُوا حاضراً
( * قوله « وفي الحديث لا تبيعوا حاضراً إلخ » لم يذكر هذا الحديث في النهاية ) بناجِزٍ وفي حديث الصَّرْف إِلاَّ ناجِزاً بناجِزٍ أَي حاضراً بحاضر ولأُنْجِزَتَّكَ نَجِيزَنَكَ أَي لأَجْزِيَنَّك جزاءَك والمُناجَزَةُ في القتال المُبارزةُ والمقاتلة وهو أَن يَتَبَارَزَ الفارسان فيتمارسا حتى يَقْتُلَ كلُّ واحد منهما صاحبه أَو يُقْتَلَ أَحدهما قال عبيد كالهُنْدُوانِيِّ المُهَنْ نَدِ هَزَّهُ القِرْنُ المُناجِزْ وقال الشاعر ووَقَفْت إِذْ جَبُنَ المُشَيْ يَعُ مَوْقِفَ القِرْنِ المُناجِزْ قال وهذا عَرُوضٌ مُرَفَّلٌ من ضرب الكامل على أَربعة أَجزاء متفاعلن في آخره حرفان زائدان وهو مقيد لا يطلق وتَناجَزََ القوم تسافكوا دماءَهم كأَنهم أَسرعوا في ذلك وتَنَجَّزَ الشرابَ أَلَحَّ في شربه هذه عن أَبي حنيفة والتَّنَجُّزُ طلبُ شيءٍ قد وُعِدْتَهُ وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت لابن السائب ثلاثٌ تَدَعُهُنَّ أَو لأُناجِزَنَّك أَي لأُقاتلنك وأُخاصمنك أَبو عبيد من أَمثالهم إِذا أَردتَ المُحاجَزَةَ فَقَبْلَ المُناجَزَة يضرب لمن يطلب الصلح بعد القتال ونَجَزَ ونَجِزَ الشيءُ فَنِيَ وذهب فهو ناجز قال النابغة الذبياني وكنتَ رَبيعاً لليتامَى وعِصْمَةً فَمُلْكُ أَبي قابوسَ أَضْحَى وقد نَجَزْ أَبو قابوس كنية للنعمان بن المنذر يقول كنت لليتامى في إِحسانك إِليهم بمنزلة الربيع الذي به عيش الناس والعِصْمَةُ ما يَعْتَصِمُ به الإِنسانُ من الهلاك وروى أَبو عبيد هذا البيت نجز بفتح الجيم وقال معناه فني وذهب وذكره الجوهري بكسر الجيم والأَكثر على قول أَبي عبيد ومعنى البيت أَي انقضَى وَقْتَ الضحى لأَنه مات في ذلك الوقت ونَجَزَتِ الحاجةُ إِذا قُضيت وإِنْجازُكَها قضاؤُها ونَجَزَ حاجَتَه يَنْجُزها بالضم نَجْزاً قضاها ونَجَزَ الوعدُ ويقال أَنْجَزَ حُرٌّ ما وَعَد ابن السكيت نَجِزَ فَنِيَ ونَجَزَ قضى حاجته قال أَبو المقدام السلمي أَنْجَزَ عليه وأَوْجَزَ عليه وأَجْهَدَ

( نحز ) النَّحْزُ كالنَّخْسِ نَحَزَه يَنْحَزُه نَحْزاً والنَّحْزُ أَيضاً الضَّرْبُ والدَّفْع والفعل كالفعل وفي حديث داود عليه السلام لما رفع رأْسه من السجود ما كان في وجهه نُجازَةٌ أَي قِطعةٌ من اللحم كأَنه من النَّحْزِ وهو الدَّقُّ والنَّخْسُ والمِنْحازُ الهَاوَنُ وقول ذي الرمة والعِيسُ من عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَباً يُنْحَزْنَ من حانِبَيْها وهي تَنْسَلِبُ أَي تُضْرَبُ هذه الإِبل من حَوْل هذه الناقة لِلَّحاقِ بها وهي تسبقهن وتَنْسَلِبُ أَمامهن وأَراد من عاسج وواسج فكره الخَبْنَ فوضع أَو موضع الواو وقال الأَزهري في تفسير هذا البيت معنى قوله يُنْحزن من جانبيها أَي يُدْفَعْنَ بالأَعقاب في مَراكلها يعني الركاب ونَحَزْتُه برجلي أَي رَكَلْتُه والنَّحْزُ الدَّقُّ بالمِنْحازِ وهو الهَاوَنُ ونَحَزَ في صدره يَنْحَزُ نَحْزاً ضرب فيه بجُمْعِهِ الجوهري نَحَزَه في صدره مثل نَهَزَه إِذا ضربه بالجُمْعِ والنَّحائِزُ الإِبل المضروبة واحدتها نَحِيزََة والنَّحْزُ شِبْهُ الدِّقِّ والسَّحْق نَحَزَ يَنْحَزُ نَحْزاً والمِنْحازُ المِدَقُّ والراكبُ يَنْحَزُ بصدره واسطةَ الرَّحْل يضربها قال ذو الرمة إِذا نَحَزَ الإِدْلاجُ ثُغْرَةَ نَحْزِه به أَنَّ مُسْتَرْخِي العِمامَةِ ناعِسُ الأَزهري وقال الليث المِنْحازُ ما يُدَقُّ فيه وأَنشد دَقَّكَ بالمِنْحاز حَبَّ الفُلْفُلِ وهو مَثَلٌ قال الراجز نَحْزاً بمِنْحازٍ وهَرْساً هَرْسا ونَحَزَ النَّسِيجَةَ جَذَبَ الصِّيصَةَ ليُحْكِمَ اللُّحْمَةَ والنَّحْزُ من عيوب الخيل وهو أَن تكون الواهِنَةُ ليست بملتئمة فيعظم ما والاها من جِلْدَةِ السُّرَّةِ لوصول ما في البطن إِلى الجلد فذلك في موضع السُّرَّة يُدعَى النَّحْزَ وفي غير ذلك الموضع من البطن يدعى الفَتْقَ والنُّحازُ داءٌ يأْخذ الدواب والإِبل في رئاتها فَتَسْعُلُ سُعالاً شديداً وقد نَحُزَ ونَحِزَ يَنْحُزُ ويَنْحَزُ نَحَزاً وبعير ناحِزٌ ومُنَحِّزٌ ونَحِزٌ الأَخيرة عن سيبويه وبه نُحازٌ قال الحرثُ بنُ مُصَرِّفٍ وهو أَبو مُزاحِمٍ العُقَيْلِيُّ أَكْوِيهِ إِمَّا أَرادَ الكَيَّ مُعْتَرِضاً كَيَّ المُطَنِّي من النَّحْزِ الطَنِي الطَّحِلا المُطَنِّي الذي يعالج الطَّنَى وهو لزوق الطِّحالِ بالجنب والطَّنِيُّ الذي أَصابه الطَّنَى ومعترضاً متقدراً على ذلك وهذا مثلٌ أَراد أَنه من تعرّض لي هجوته فيكون مثل الطَّنِيِّ من الإِبل الذي يكوى ليزول طَناهُ والطَّحِلُ الذي يشتكي طِحالَهُ وناقةٌ ناحِزٌ ومُنَحِّزَةٌ ونَحِزَةٌ ومَنْحوزة قال له ناقَةٌ مَنْحوزةٌ عند جَنْبِهِ وأُخْرَى له مَعْدودَةٌ ما يُثِيرُها وقيل النُّحازُ سُعال الإِبل إِذا اشتدَّ الجوهري الأَنْحزانِ النُّحازُ والقَرْحُ وهما داءان يصيبان الإِبل وأَنْحَزَ القومُ أَصاب إِبلَهم النُّحازُ والنَّحْزُ أَيضاً السُّعال عامَّةً ونَحِزَ الرجلُ سَعَلَ ونَحْزَةً له إِدعاء عليه والناحز أَن يصيب المِرْفَقُ كِرْكِرَةَ البعير فيقال به ناحِزٌ قال الأَزهري لم أَسمع للناحز في باب الضَّاغِطِ لغير الليث وأُراه أَراد الحَازَّ فغيَّره والنُّحازُ والنِّحازُ الأَصل والنَّحِيزَةُ الطبيعة والنَّحِيتَةُ والنَّحائِزُ النحائتُ الأَزهري نَحِيزَةُ الرجل طبيعته وتجمع على النَّحائِز والنَّحِيزَةُ طريقة من الرمل سوداء ممتدة كأَنها خط مستويةٌ مع الأَرض خَشِنَةٌ لا يكون عَرْضُها ذراعين وإِنما هي علامة في الأَرض والجماعة النحائز وإِنما هي حجارة وطين والطين أَيضاً أَسود والنَّحِيزَةُ الطريق بعينه شبه بخطوط الثوب قال الشَّمَّاخُ فأَقْبَلَها تَعْلُو النِّجادَ عَشِيَّةً على طُرُقٍ كأَنَّهُنَّ نَحائِزُ قال الجوهري وأَما قول الشماخ على طرق كأَنهن نحائز فيقال النَّحِيزة شيء يُنسج أَعرض من الحزام يُخاط على طَرَف شُقَّةِ البيت وقيل كلُّ طريقة نَحِيزَة قال ابن بري يروي هذا البيت وعارَضَها في بَطْنِ ذَرْوَةُ مُصْعِداً على طُرُقٍ كأَنهنّ نَحائِزُ وأَقبلها ما بَطْنَ ذِرْوَةَ أَي أَقبلها بطن ذروة وما لَغْوٌ وذروة موضع والمُصْعِدُ الذي يأْتي الوادي من أَسفله ثم يُصَعِّدُ يصف حماراً وأُتُنَهُ وبعده وأَصْبَحَ فوقَ الحِقْفِ حِقْفِ تَبالَةٍ له مَرْكَدٌ في مُسْتَوِي الأَرضِ بازِزُ الحِقْفُ الرملة المُعْوَجَّةُ وتَبالة موضع والمركد الموضع الذي يركد فيه والنَّحِيزَةُ المُسنَّاة في الأَرض وقيل هي مثل المُسَنَّاة في الأَرض وقيل هي السَّهْلة والنَّحِيزَةُ قطعة من الأَرض مُسْتَدِقَّة صُلْبة وقال أَبو خَيْرَةَ النَّحِيزَةُ الجبل المنقاد في الأَرض قال الأَزهري أَصل النحيزة الطريقة المستدقة وكل ما قالوا فيها فهو صحيح وليس باختلاف لأَنه يشاكل بعضه بعضاً ويقال النحيزة من الأَرض كالطِّبَّةِ ممدودة في بطن من الأَرض نحواً من ميل أَو أَكثر تقود الفراسخَ وأَقل من ذلك قال وربما جاء في الأَشعار النحائز يُعْنى بها طِبَبٌ كالخِرَقِ والأَديم إِذا قُطِّعت شُرُكاً طِوالاً والنَّحِيزَةُ طُرَّة تنسج ثم تخاط على شَفَةِ الشُّقَّة من شُقَقِ الخباء وهي الخِرْقة أَيضاً والنَّحيزة من الشَّعَرِ هَنَةٌ عَرْضُها شِبْر وعُظْمُه ذِراعٌ طويلة يُعَلِّقُونها على الهَوْدَجِ يُزَيِّنُونه بها وربما رَقَمُوها بالعِهْنِ وقيل هي مثلُ الحزام بيضاءُ وقال أَبو عمرو النَّحِيزة النَّسِيجَة شِبْهُ الحِزام تكون على الفَساطيط والبيوت تُنْسَجُ وحدها فكأَنَّ النَّحائزَ من الطُّرُقِ مُشَبَّهة بها

( نخز ) نَخَزَه بحديدة أَو نحوها وَجَأَهُ ونَخَزَه بكلمة أَوجعه بها

( نرز ) النَّرْزُ فِعْلٌ مماتٌ وهو الاستخفاء من فَزَع وبه سمي الرجل نَرْزَةَ ونارِزَةَ ولم يجئ في كلام العرب نون بعدها راء إِلا هذا وليس بصحيح والنَّيْرُوزُ والنَّوْرُوزُ أَصله بالفارسية
( * قوله « اصله بالفارسية إلخ » كذا بالأصل وقد عرضناه على متقن من علماء اللغة الفارسية فلم يعرفه وعبارة القاموس والنيروز اول يوم من السنة معرب نوروز ) نيع روز وتفسيره جديد يوم ابن الأَعرابي نَرْزٌ موضع قال وأَما النَّرِيزِيُّ الحاسب فلا أَدري إِلى أَي شيء نسب

( نزز ) النَّزُّ والنِّزُّ والكسر أَجود ما تَحَلَّب من الأَرض من الماء فارسي معرّب وأَنَزَّت الأَرضُ نبع منها النَّزُّ وأَنَزَّت صارت ذات نَزٍّ وصارت مناقع للنَّزِّ ونَزَّتِ الأَرضُ صارت ذات نَزٍّ ونَزَّتْ تَحَلَّبَ منها النَّزُّ وفي حديث الحرث ابن كِلْدَةَ قال لعمر رضي الله عنه البلاد الوَبِئةُ ذاتُ الأَنْجالِ والبعوض والنَّزِّ وفي بعض الأَوصاف أَرض مناقع النَّزِّ حَبُّها لا يُجَزُّ وقَصَبُها لا يَهْتَزُّ وأَرض نازَّة ونَزَّة ذات نَزٍّ كلتاهما عن اللحياني والنَّزُّ والنِّزُّ السحخيُّ الذَّكيُّ الخفيف وأَنشد وصاحِبٍ أَبْدَأَ حُلْواً مُزّا في حاجةِ القومِ خُفافاً نِزَّا وأَنشد بيت جرير يهجو البعيث لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وهي ضَيْفَةٌ فجاءتْ بِنَزٍّ للضِّيافة أَرْشَما قال أَراد بالنَّزِّ ههنا خفة الطيش لا خفة الروح والعقل قال وأَراد بالنُّزالة
( * قوله « واراد بالنزالة » لعل البيت روي بنز للنزالة فنقل عبارة من شرح عليها والا فالذي في البيت للضيافة وكذلك في الصحاح نعم رواه شارح القاموس من نزالة ) الماء الذي أَنزله المجامع لأُمه وناقة نَزَّةٌ خفيفة وقوله عَهْدِي بجنَّاح إِذا ما اهْتَزَّا وأَذْرَتِ الريحُ تُراباً نَزَّا أَنْ سَوْفَ يُمْطِيه وما ارْمأَزّا أَي يمضي عليه ونَزّاً أَي خفيفاً وظَلِيم نَزٌّ سريع لا يستقر في مكان قال أَو بَشَكَى وَخْدَ الظَّلِيم النَّزِّ وَخْد بدل من بَشَكَى أَو منصوب على المصدر والمِنَزُّ الكثير الحركة والمِنَزُّ المَهْدُ مَهْدُ الصبي ونَزَّ الظبيُ يَنِزُّ نَزِيزاً عدا وصَوَّتَ قال ذو الرمة فلاةٌ يَنِزُّ الظَّبْيُ في جِحَراتِها نَزِيزَ خِطامِ القوْسِ يُحْذَى بها النَّبْلُ ونَزَّزَه عن كذا أَي نَزَّهه وقتلته النَّزَّة أَي الشهوة وفي نوادر الأَعراب فلان نَزِيزٌ أَي شهوان ويقال نِزُّ شَرٍّ ونِزازُ شَرٍّ ونَزِيزُ شَرٍّ

( نشز ) النِّشْزُ والنَّشَزُ المَتْنُ المرتفعُ من الأَرض وهو أَيضاً ما ارتفع عن الوادي إِلى الأَرض وليس بالغليظ والجمع أَنْشازٌ ونُشُوزٌ وقال بعضهم جمع النَّشْزِ نُشُوز وجمع النَّشَز أَنْشازٌ ونِشازٌ مثل جَبَلٍ وأَجْبال وجِبال والنَّشازُ بالفتح كالنَّشَزِ ونَشَزَ يَنْشُزُ نُشُوزاً أَشرف على نَشَزٍ من الأَرض وهو ما ارتفع وظهر يقال اقْعُدْ على ذلك النَّشازِ وفي الحديث أَنه كان إِذا أَوْفى على نَشَزٍ كَبَّر أَي ارتفع على رابية في سَفَر قال وقد تسكن الشين ومنه الحديث في خاتم النبوة بَضْعَة ناشِزَة أَي قِطْعَة لحم مرتفعةٌ على الجسم ومنه الحديث أَتاه رجل ناشِزُ الجَبْهة أَي مرتفعها ونَشَزَ الشيءُ يَنْشِزُ نُشُوزاً ارتفع وتَلٌّ ناشِزٌ مرتفع وجمعه نَواشِزُ وقَلْبٌ ناشِزٌ إِذا ارتفع عن مكانه من الرُّعْب وأَنْشَزْتُ الشيء إِذا رفعته عن مكانه ونَشَزَ في مجلسه يَنْشِزُ ويَنْشُزُ بالكسر والضم ارتفع قليلاً وفي التنزيل العزيز وإِذا قيل انْشُزوا فانْشُزوا قال الفراء قرأَها الناس بكسر الشين وأَهل الحجاز يرفعونها قال وهما لغتان قال أَبو إِسحق معناه إِذا قيل انْهَضُوا فانْهَضُوا وقُومُوا كما قال ولا مُسْتَأْنِسِينَ لحديثٍ وقيل في قوله تعالى إِذا قيل انْشُزُوا أَي قوموا إِلى الصلاة أَو قضاء حق أَو شهادة فانْشُزُوا ونَشَزَ الرجلُ يَنْشِزُ إِذا كان قاعداً فقام ورَكَبٌ ناشِزٌ ناتئٌ مرتفع وعِرْقٌ ناشِزٌ مرتفع مُنْتَبِرٌ ناشز لا يزال يَضْرِبُ من داء أَو غيره وقوله أَنشده ابن الأَعرابي فما لَيْلى بناشِزَةِ القُصَيْرى ولا وَقْصاءَ لِبْسَتُها اعتِجارُ فسره فقال ناشزة القُصَيْرى أَي ليست بضخمة الجنبين مُشْرِفَةِ القُصَيْرى بما عليها من اللحم وأَنْشَزَ الشيءَ رفعه عن مكانه وإِنْشازُ عظام الميت رَفْعُها إِلى مواضعها وتركيبُ بعضها على بعض وفي التنزيل العزيز وانْظُرْ إِلى العظام كيف نُنْشِزُها ثم نَكْسُوها لحماً أَي نرفع بعضها على بعض قال الفراء قرأَ زيد بن ثابت نُنْشِزُها بالزاي قال والإِنشازُ نقْلها إِلى مواضعها قال وبالراء قرأَها الكوفيون قال ثعلب والمختار الزاي لأَن الإَنْشازَ تركيبُ العظام بعضها على بعض وفي الحديث لا رَضاعَ إِلا ما أَنْشَزَ العظمَ أَي رفعه وأَعلاه وأَكبر حَجْمَه وهو من النَّشَزِ المرتفع من الأَرض قال أَبو إِسحق النُّشُوزُ يكون بين الزوجين وهو كراهة كل واحد منهما صاحبه واشتقاقُه من النَّشَزِ وهو ما ارتفع من الأَرض ونَشَزَت المرأَةُ بزوجها وعلى زوجها تَنْشِزُ وتَنْشُز نُشُوزاً وهي ناشِزٌ ارتفعت عليه واستعصت عليه وأَبغضته وخرجت عن طاعته وفَرَكَتْه قال سَرَتْ تحتَ أَقْطاعٍ من اللَّيْلِ حَنَّتي لِخَمَّانِ بيتٍ فَهْيَ لا شَكَّ ناشِزُ قال الله تعالى واللاَّتي تخافُون نُشُوزَهُنَّ نُشُوزُ المرأَة استعصاؤها على زوجها ونَشَزَ هو عليها نُشُوزاً كذلك وضربها وجفاها وأَضَرّ بها وفي التنزيل العزيز وإِن امرأَةٌ خافتْ من بَعلِها نُشُوزاً أَو إِعراضاً وقد تكرر ذكر النُّشُوز بين الزوجين في الحديث والنُّشُوز كراهية كل منهما صاحبه وسُوءُ عشرته له ورجل نَشَزٌ غليظ عَبْلٌ قال الأَعشى وتَرْكَبُ مِنِّي إِنْ بَلوْتَ نَكِيثَتي على نَشَزٍ قد شابَ ليس بِتَوْأَمِ أَي غِلَظٍ ذَهَب إِلى تكبيره وتعظيمه فلذلك جعله أَشْيَبَ ونَشَزَ بالقوم في الخصومة نُشُوزاً نَهَضَ بهم للخصومة ونَشَزَ بقِرْنِه يَنْشِزُ به نُشُوزاً احتمله فصرعه قال شمر وهذا كأَنه مقلوب
( * قوله « وهذا كأنه مقلوب إلخ » أي من شزن كفرح نشط وتشزن صاحبه تشزناً صرعه كما في القاموس ) مثل جَذَبَ وجَبَذَ ويقال للرجل إِذا أَسنّ ولم يَنْقُصْ إِنه لنَشَزٌ من الرجال وصَتَمٌ إِذا انتهى سِنُّه وقُوَّتُه وشَبابه قال أَبو عبيد النَّشَزُ والنَّشْزُ الغليظ الشديد ودابة نَشِيزَةٌ إِذا لم يَكَدْ يَسْتَقِرُّ الراكبُ والسَّرْجُ على ظهرها ويقال للدابة إِذا لم يكد يستقرّ السرج والراكب على ظهرها إِنها لَنَشْزَةٌ

( نغز ) نَغَزَ بينهم أَغْرى وحَمَل بعضَهم على بعض كَنَزَعَ

( نفز ) نَفزَ الظَّبْيُ يَنْفِزُ نَفْزاً ونُفُوزاً ونَفَزاناً إِذا وَثَبَ في عَدْوِه وقيل رفع قوائمه معاً ووضعها معاً وقيل هو أَشَدُّ إِحضاره وقيل هو وَثْبُهُ ووقوعُه مُنْتَشِرَ القوائم فإِن وقع مُنْضَمَّ القوائم فهو القَفْزُ وقال ابن دريد القَفْزُ انضمام القوائم في الوثب والنَّفْزُ انتشارها وقال الأَصمعي نَفَزَ الظبيُ يَنْفِزُ وأَبَزَ يَأْبِزُ إِذا نَزا في عَدْوِه وقال أَبو زيد النَّفْزُ أَن يجمع قوائمه ثم يَثِبَ وأَنشد إِراحَةَ الجِدايَةِ النَّفُوزِ أَبو عمرو والنَّفْزُ عَدْو الظبي من الفَزَعِ والنَّوافِزُ القوائم واحدتها نافِزَةٌ قال الشماخ هَتُوفٌ إِذا ما خالَطَ الظَّبْيَ سَهْمُها وإِن رِيغَ منها أَسْلَمَتْه النَّوافِزُ يعني القوائم والمعروف النَّواقِزُ والمرأَة تُنَفِّزُ ولدها أَي تُرَقِّصُه ونَفَّزَتْهُ أَي رَقَّصَتْهُ والتَّنْفِيزُ والإِنْفازُ إِدارة السهم على الظُّفُر ليُعْرَفَ عَوَجُه من قِوامِه وقد أَنْفَزَ السهمَ ونَفَّزَه تَنْفِيزاً قال أَوْسُ بن حَجَرٍ يُحَزْنَ إِذا أُنْفِزْنَ في ساقِطِ النَّدى وإِن كانَ يوماً ذا أَهاضِيبَ مُخْضِلا التهذيب التَّنْفِيزُ أَن تضع سهماً على ظُفُرك ثم تُنَفِّزَه بيدك الأُخرى حتى يدور على الظفر ليستبين لك اعوجاجه من استقامته والنَّفِيزَةُ الزُّبْدَةُ المتفرقة في المِمْخَضِ لا تجتمع ونَفَزَ الرجلُ مات

( نقز ) النَّقَزُ والنَّقَزَانُ كالوَثَبانِ صُعُداً في مكان واحد نَفَزَ الظَّبْيُ ولم يُخَصِّصِ ابنُ سِيدَهْ شيئاً بل قال نَقَزَ يَنْقُز ويَنْقِزُ نَقْزاً ونَقَزاناً ونِقازاً ونَقَزَ وَثَبَ صُعُداً وقد غلب على الطائر المعتادِ الوَثْبِ كالغراب والعصفور والتَّنْقِيزُ التوثيب والنَّقَّازُ والنُّقَّاز كلاهما العصفور سمي به لنَقَزانِه وقيل الصغير من العصافير وقيل هما عصفور أَسود الرأْس والعنق وسائره إِلى الوُرْقَةِ قال عمرو بن بَحْر يسمى العصفور نَقَّازاً وجمعه النَّقاقيزُ لنَقَزانِه أَي وَثْبه إِذا مشى والعصفورُ طَيَرانُه نَقَزانٌ أَيضاً لأَنه لا يسمح بالطيران كما لا يسمح بالمشي قال والخُرَّقُ والقُبَّرُ والحُمَّرُ كلها من العصافير وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه كان يُصلي الظُّهْرَ والجَنادِبُ تَنْقُزُ من الرَّمْضاء أَي تَقْفِزُ وتَثِبُ من شدة حرارة الأَرض ومنه الحديث تَنْقُزانِ القِرَبُ
( * قوله « تنقزان القرب إلخ » قال في النهاية وفي نصب القرب بعد لان تنقز غير متعد وأوله بعضهم بعدم الجار ورواه بعضهم بضم التاء من أنقز فعداه بالهمز يريد تحريك القرب ووثوبها بشدة العدو والوثب وروي برفع القرب على الابتداء والجملة في موضع الحال ) على مُتُونِهما أَي تحملانها وتَقفِزانِ بها وَثْباً ومنه الحديث فرأَيتُ عَقِيصَتَيْ أَبي عُبَيْدَةَ تَنْقُزانِ وهو خَلْفَه وقد استُعمل النَّقْزُ في بَقَر الوحش قال الراجز كأَنَّ صِيرانَ المَها المُنَقَّزِ والنُّقازُ داء يأْخذ الغنم فتَثْغُو الشاة منه ثَغْوَةً واحدة وتَنْزُو وتَنْقُزُ فتموت مثل النُّزاءِ وقد انْتَقَزَتِ الغَنَمُ والنَّواقِزُ القوائم لأَن الدابة تَنْقُزُ بها وفي المصنف النَّواقِزُ وكذلك وقع في شعر الشماخ هَتوف إِذا ما خالط الظبيَ سهمُها وإِن ريغ منها أَسلمته النواقز ويروى النواقز والنَّقَزُ الرديء الفَسْلُ والنَّقْزُ والنِّقَزُ بالتحريك الخسيس والرُّذالُ من الناس والمال واحدة النَّقَزِ نَقَزَةٌ قال ابن سيده ولم أَسمع للنَّقَزِ بواحد وأَنشد الأَصمعي أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً من النَّقَزْ ونابَ سَوْءٍ قَمَزاً من القَمَزْ والنَّقَزُ من الناس صغارهم ورُذالُهُم وانْتَقَزَ له مالَه أَعطاه خسيسه وما لفلان بموضع كذا نُقْزٌ ونُقْرٌ أَي بئر أَو ماء الضم عن ابن الأَعرابي بالزاي والراء ولا شِرْبٌ ولا مِلْكٌ
( * قوله « ولا ملك إلخ » الاول مثلث الميم والثاني بضمتين والثالث بالتحريك كما في القاموس ) ولا مَلْكٌ ولا مُلُكٌ ولا مَلَكٌ ومَلَكَنا الماءُ أَي أَرْوانا ونَقَزَه عنهم دفعه عن اللحياني وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما ما كان الله ليُنْقِزَ عن قاتل المؤمن أَي ليُقْلِعَ ويَكُفَّ عنه حتى يُهْلكه وقد أَنْقَزَ عن الشيء إِذا كَفَّ وأَقْلَعَ ابن الأَعرابي أَنْقَزَ الرجلُ إِذا دام على شُرْب النَّقِزِ وهو الماء العذب الصافي والنَّقَزُ والنَّقِزُ اللَّقَبُ وأَنْقَزَ إِذا وقع في إِبله النُّقازُ وهو داء وأَنْقَزَ عَدُوَّه إِذا قتله قتلاً وَحِيًّا وأَنْقَزَ إِذا اقْتَنَى النَّقَزَ من رديء المال ومثله أَقْمَزَ وأَغْمَزَ أَبو عمرو انْتَقَزَ له شَرَّ الإِبل أَي اختار له شرها وعَطاء ناقِزٌ وذو ناقِزٍ إِذا كان خسيساً وأَنشد لا شَرَطٌ فيها ولا ذُو ناقِزِ قاظَ القَرِيَّاتِ إِلى العَجالِزِ

( نكز ) نَكَزَتِ البئرُ تَنْكُزُ نَكْزاً ونُكُوزاً وهي بئر نَكِزٌ وناكِزٌ ونَكُوز قَلَّ ماؤها وقيل فَنِيَ ماؤها وفيه لغة أُخرى نَكِزَتْ بالكسر تَنْكَزُ نَكَزاً ونَكَّزَها هو وأَنْكَزَها أَنْفَذَ ماءَها وأَنْكَزَها أَصحابُها قال ذو الرمة على حِمْيَرِيَّاتٍ كأَنَّ عُيونَها ذِمامُ الرَّكايا أَنْكَزَتْها المَواتِحُ وجاء مُنْكِزاً أَي فارغاً من قولهم نَكَزَتِ البئرُ عن ثعلب وقال ابن الأَعرابي مُنْكِزاً وإِن لم نسمعهم قالوا أَنْكَزَتِ البئرُ ولا أَنْكَزَ صاحِبُها ونَكَزَ ونَكِزَ البحرُ نقص وفلانٌ بمَنْكَزَةٍ من العَيْشِ أَي ضيق والنَّكْزُ الدفع والضرب نَكَزَهُ نَكْزاً أَي دفعه وضربه والنَّكْزُ طعن بطَرَفِ سنانِ الرمح والنَّكْزُ الطعن والغَرْزُ بشيء مُحَدَّدِ الطَّرَف وقيل بطرف شيء حديد ونَكَزَتْه الحية تَنْكُزُه نَكْزاً وأَنْكَزَتْه طعنته بأَنفها وخص بعضهم به الثعبان والدَّسَّاسَةَ والنَّكَّازُ ضرب من الحيات يَنْكُزُ بأَنفه ولا يَعَضُّ بفيه ولا يُعرف رأْسه من ذنبه لدقة رأْسه أَبو زيد النَّكْزُ من الحية بالأَلف والنَّكْزُ من كل دابة سوى الحية العَضُّ قال أَبو الجَرَّاح يقال للدَّسَّاسَةِ من الحيات وَحْدَها نَكَزَتْه ولا يقال لغيرها الأَصمعي نَكَزَتْه الحية ووَكَزَتْه ونَشَطَتْه ونَهَشَتْه بمعنى واحد أَبو زيد نَكَزَتْه الحية أَي لسعته بأَنفها فإِذا عضته الحية بأَنيابها قيل نشَطَتْه قال رؤبة لا تُوعِدَنّي حَيَّةً بالنَّكْزِ وقيل النَّكْزُ أَن يَطْعُنَ بأَنفه طَعْناً ثم النَّكَّازُ حية لا يُدْرَى ما ذنبها من رأْسها ولا تَعَضُّ إِلا نَكْزاً أَي نَقْزاً ابن شميل سُمِّيَ نَكَّازاً لأَنه يطعن بأَنفه وليس له فم يَعَضُّ به وجمعه النَّكاكِيزُ والنَّكَّازاتُ ونَكَزَ الدابةَ بعَقِبه ضربها يَسْتَحِثُّها والنَّكْزُ العَضُّ من كل دابة عن أَبي زيد الكسائي نَكَزَتْه ووَكَزَتْه ولهَزَتْه ونَفَتَتْه بمعنى واحد

( نهز ) نَهَزَه نَهْزاً دفعه وضربه مثل نَكَزَه ووَكَزَه وفي الحديث من توضأَ ثم خرج إِلى المسجد لا يَنْهَزُه إِلاَّ الصلاةُ غفر له ما خلا من ذنبه النَّهْزُ الدفعُ يقال نَهَزْتُ الرجلَ أَنْهَزُه إِذا دفعته ونَهَزَ رأْسَه إِذا حَرَّكه ومنه حديث عمر رضي الله عنه من أَتى هذا البيتَ ولا يَنْهَزُه إِليه غيرُه رَجَع وقد غُفِرَ له يريد أَنه من خرج إِلى المسجد أَو حج ولم ينو بخروجه غير الصلاة والحج من أُمور الدنيا ومنه الحديث أَنه نَهَزَ راحِلَتَه أَي دفعها في السير ونَهَزَتِ الدابةُ إِذا نهضت بصدرها للسير قال فلا يَزالُ شاحِجٌ يَأْتِيكَ بِجْ أَقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّي وَفْرَ تِجْ والنَّهْزُ التَّناوُل باليد والنُّهوضُ للتناول جميعاً والناقةُ تَنْهُزُ بصدرها إِذا نهضت لتَمْضِيَ وتسير وأَنشد نَهُوزٌ بأُولاها زَجُولٌ بصَدْرِها والدابة تَنْهَزُ بصدرها إِذا ذَبَّتْ عن نفسها قال ذو الرمة قِياماً تَذُبُّ البَقَّ عن نُخَراتِها بِنَهْزٍ كإِيماءِ الرُّؤوسِ المَواتِعِ الأَزهري النُّهْزَةُ اسم للشيء الذي هو لك مُعَرَّض كالغنيمة والنُّهْزَةُ الفُرْصَةُ تجده من صاحبك ويقال فلان نُهْزَةُ المُخْتَلِسِ أَي هو صيد لكل أَحد ومنه حديث أَبي الدَّحْداحِ وانْتَهَزَ الحَقَّ إِذا الحَقُّ وَضَحْ أَي قلبه وأَسرع إِلى تناوله وحديث أَبي الأَسود وإِن دُعِيَ انْتَهَزَ وتقول انْتَهِزُها قد أَمْكَنَتْكَ قبل الفَوْتِ والمُناهَزَةُ المُبادَرَةُ يقال ناهَزْتُ الصيدَ فَقَبَضْتُ عليه قبل إِفلاته وانْتَهَزَها وناهَزَها تناولها من قُرْب وبادرها واغتنمها وقد ناهَزَتْهُم الفُرَصُ وقال ناهَزْتُهُمْ بِنَيْطَلٍ جَرُوفِ وتَناهَزَ القومُ كذلك أَنشد سيبويه ولقز عَلِمْتُ إِذا الرِّجالُ تَناهَزُوا أَيِّي وأَيُّكمُ أَعَزُّ وأَمْنَعُ ويقال للصبي إِذا دنا للفطام نَهَزَ للفطام فهو ناهِزٌ والجارية كذلك وقد ناهَزا وأَنشد تُرْضِعُ شِبْلَيْن في مَغارِهما قد ناهَزا للفِطامِ أَو فُطِما وناهَزَ فلانٌ الحُلُمَ ونَهَزَه إِذا قاربه وناهَزَ الصبي البلوغَ أَي داناه ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما وقد ناهَزْتُ الاحتلامَ وناهَزَ الخمسين قارَبها وإِبل نَهْزُ مائةٍ ونِهازُ مائة ونُهازُ مائة أَي قُرابَتُها الأَزهري كان الناس نَهْزَ عشرة آلافٍ أَي قُرْبَها وفي الحديث أَن رجلاً اشترى من مال يَتامَى خمراً فلما نزل التحريم أَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فعرّفه فقال أَهْرِقُها وكان المالُ نَهْزَةَ عشرة آلاف أَي قُرْبَها وحقيقته كان ذا نَهْز ونَهَز الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمه مثل لهَزَه الأَزهري وفلان يَهْنَزُ دابته نَهْزاً ويَلْهَزُها لَهْزاً إِذا دفعها وحركها الكسائي نَهَزَه ولَهَزَه بمعنى واحد ونَهَزَ الناقةَ يَنْهَزُها نَهْزاً ضرب ضَرَّتَها لِتَدِرَّ صُعُداً والنَّهُوزُ من الإِبل التي يموت ولدها فلا تَدِرُّ حتى يُوجَأَ ضَرْعُها وناقة نَهُوزٌ لا تَدِرُّ حتى يُنْهَزَ لَحْياها أَي يُضْرَبا قال أَبْقَى على الذُّلِّ من النَّهُوزِ وأَنْهَزَتِ الناقةُ إِذا نَهَزَ ولدُها ضَرْعَها قال ولكِنَّها كانت ثلاثاً مَياسِراً وحاِلَ حُولٍ أَنْهَلَتْ فأَحَلَّتِ ورواه ابن الأَعرابي أَنْهَزَتْ ولا وجه له ونَهَزْتُ بالدَّلو في البئر إِذا ضربت بها إِلى الماء لتمتلئَ ونَهَزَ الدَّلْوَ يَنْهَزُها نَهْزاً نزع بها قال الشَّمَّاخ غَدَوْنَ لها صُعْرَ الخُدُودِ كما غَدَتْ على ماء يَمْؤُودَ الدِّلاءُ النَّواهِزُ يقول غدت هذه الحمر لهذا الماء كما غدت الدلاء النواهز لماء يَمْؤُودَ وقيل النَّواهِزُ اللواتي يُنْهَزْنَ في الماء أَي يُحَرَّكْنَ ليمتلئن فاعل بمعنى مفعول والأَوّل أَفضل وهما يَتناهَزانِ إِمارَةَ بلد كذا أَي يَبْتَدِرانِ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَتاه الجارودُ وابنُ سَيَّارٍ يَتَناهَزان إِمارَةً أَي يتبادران إِلى طلبها وتناولها ومنه حديث أَبي هريرة رضي الله عنه سَيَجِدُ أَحدُكم امرأَته قد ملأَت عِكْمَها من وَبَرِ الإِبل فلْيُناهِزْها وليقطعْ وليُرْسِلْ إِلى جاره الذي لا وَبَرَ له أَي يبادرها ويسابقها إِليه ونَهَزَ الرجلُ مَدَّ بعُنُقِه وناءَ بصدره ليَتَهَوَّعَ ومنه حديث عطاء أَو مَصْدُور يَنْهَزُ قَيْحاً أَي يقذفه والمَصْدُور الذي بِصَدْرِه وجع ونَهَزَ مَدَّ عُنُقَه وناءَ بصدره ليَتَهَوَّع ويقال نَهَزَتْني إِليك حاجةٌ أَي جاءت بي إِليك وأَصل النَّهْز الدفع كأَنها دفعتني وحَرَّكَتْني وناهِزٌ ومُناهِزٌ ونُهَيْز أَسماء

( نوز ) التهذيب وروى شمر عن القَعْنَبيّ عن حِزام ابن هشام عن أَبيه قال رأَيت عمر رضي الله عنه أَتاه رجل من مُزَيْنَةَ بالمُصَلَّى عامَ الرَّمادَةِ فشكا إِليه سُوءَ الحال وإِشرافَ عِيالِه على الهلاك فأَعطاه ثلاثةَ أَنيابٍ حَتائر وجعل عليهن غرائر فيهن رِزَمٌ من دَقِيق ثم قال له سِرْ فإِذا قدمت فانحر ناقة فأَطعمهم بوَدَكِها ودقيقها ولا تكثر إِطعامهم في أَول ما تطعمهم ونَوِّزْ فلَبِثَ حيناً ثم إِذا هو بالشَّيْخ فقال فعلتُ ما أَمرتني وأَتى الله بالحَيا فبعْتُ ناقتين واشتريت للعيال صُبَّةً من الغنم فهي تَروح عليهم قال شمر قال القَعْنبي قوله نَوِّزْ أَي قَلِّلْ قال شمر ولم أَسمع هذه الكلمة إِلا له وهو ثقة

( هبز ) هَبَزَ يَهْبِزُ هَبْزاً وهُبُوزاً وهَبَزاناً مات وقيل هلك فَجْأَةً وقيل هو الموت أَيّاً كان وكذلك قَحَزَ يَقْحَزُ قُحُوزاً مات والهَبْزُ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض وارتفع ما حوله وجمعه هُبُوزٌ والراء أَعلى

( هبرز ) الهِبْرِزِيُّ الإِسْوارُ من أَساوِرَة فارسَ قال ابن سيده أَعني بالإِسْوارِ الجَيِّدَ الرَّمْي بالسهام في قول الزَّجَّاج أَو هو الحَسَنُ الثَّبات على ظهر الفرس في قول الفارسي ورجل هِبْرِزِيٌّ جميل وَسِيم وقيل نافذ وخُفٌّ هِبْرِزِيٌّ جَيِّد يمانية وكل جميل وسيم عند العرب هِبْرِزِيٌّ مثل هِبْرِقِيٍّ ابن الأَعرابي الهِبْرِِزيُّ الدينار الجديد وأَنشد لرجل رثى ابناً له فما هِبْرِزِيٌّ من دَنانِير أَيْلَةٍ بأَيْدِي الوُشاةِ ناصِعٌ يَتَأَكَّلُ قال الوشاةُ ضَرَّابو الدنانير يَتَأَكَّلُ يأْكل بعضه بعضاً من حُسْنِه والهِبْرِزِيُّ والإِبْرِزِيُّ الذهب الخالص وهو الإِبرِيزُ وقول العُجَيْر أَنشده الإِيادِيُّ فإِن تَكُ أُمُّ الهِبْرِزِيِّ تَمَصَّرَتْ عِظامي فمنها ناحِلٌ وحَسِيرُ قال أُم الهِبْرِزِيِّ الحُمَّى الليث الهِبْرِزِيُّ الجَلْدُ النافذُ والهِبْرِزِيُّ الأَسد ومنه قوله بها مِثْل مَشْيِ الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَلِ قال وقال ذو الرمة يصف ماء خَفِيف الجَبَا لا يَهْتَدِي في فَلاتِهِ من القومِ إِلا الهِبْرِزِيُّ المُغامِسُ قال كلُّ مِقْدامٍ هِبْرِزِيٌّ من كل شيء

( هجز ) الهَجْزُ لغة في الهَجْسِ وهي النَّبْأَةُ الخَفِيَّة

( هرز ) هَرْوَزَ الرجلُ والدابةُ هَرْوَزَةً ماتا قال الأَزهري هو فَعْوَلَةٌ من الهَرْزِ وروي عن ابن الأَعرابي هَرِزَ الرجلُ وهُرِئَ إِذا مات وفي الحديث أَنه قضى في سَيْلِ مَهْزُورٍ أَن يُحْبَس حتى يبلغ الماءُ الكَعْبَين مَهْزُورٌ وادي قُرَيْظَة بالحجاز وأَما بتقديم الراء على الزاي فموضِعُ سُوقِ المدينة تصدّق به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين

( هرمز ) الهُرْمُزُ والهُرْمُزانُ والهارَمُوزُ الكبير من ملوك العجم وفي التهذيب هُرْمُزْ من أَسماء العجم ورَامَهُرْمُز موضع ومن العرب من يبنيه على الفتح في جميع الوجوه ومنهم من يعربه ولا يصرفه ومنهم من يضيف الأَول إِلى الثاني ولا يصرف الثاني ويُجْرِي الأَول بوجوه الإِعراب والشَّيْخُ يُهَرْمِزُ وهَرْمَزَتُهُ لَوْكَتُهُ لُقْمَتَه في فيه لا يُسِيغه وهو يديره في فيه

( هزز ) الهَزُّ تحريك الشيء كما تَهُزُّ القَناةَ فتضطرب وتَهْتَزُّ وهَزَّه يَهُزُّه هَزّاً وهَزَّ به وهَزَّزَهُ وفي التنزيل العزيز وهُزِّي إِليك بِجِذْعِ النخلة أَي حَرِّكِي والعرب تقول هَزَّه وهَزَّ به إِذا حركه ومثله خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخطام وتَعلَّق زيداً وتَعَلَّق بزيد قال ابن سيده وإِنما عَدَّاه بالباء لأَنَّ في هُزِّي معنى جُرِّي وقال المتنخل الهُذَليُّ قد حال بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ مِسْعٌ لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ مؤَوِّبة ريح تأْتي ليلاً وقد اهْتَزَّ ويستعار فيقال هَزَزْتُ فلاناً لخير فاهْتَزَّ وهَزَزْتُ الشيءَ هَزّاً فاهْتَزَّ أَي حركته فتحرك قال كَرِيمٌ هُزَّ فاهْتَزّ كذاك السَّيِّدُ النَّزّ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم اهْتَزَّ العرشُ لموت معاذ قال ابن شميل اهْتَزَّ العرشُ أَي فَرِحَ ؤأَنشد كريم هُزَّ فاهْتَزّ وقال بعضهم أُريد بالعرش ههنا السرير الذي حمل عليه سعد بن معاذ حين نقل إِلى قبره وقيل هو عرش الله ارتاح واستبشر لكرامته على ربه أَي لروح سعد بن معاذ حين رفع إِلى السماء والله أَعلم بما أَراد قال ابن الأَثير الهَزُّ في الأَصل الحركة واهْتَزَّ إِذا تحرك فاستعمله على معنى الارتياح أَي ارتاح لصعوده حين صُعِدَ به واستبشر لكرامته على ربه وكل من خَفَّ لأَمر وارتاح له فقد اهتز له وقيل أَراد فَرِحَ أَهلُ العرش بموته وفي حديث عمر رضي الله عنه فانطلقنا بالسِّقْطَينِ نَهُزُّ أَي نُسْرِعُ السَّيْرَ بهما ويروى نَهِزُ من الوَهْزِ وهو مذكور في موضعه وأَخَذَتْهُ لذلك الأَمر هِزَّة أَي أَرْيَحِيَّة وحركة واهْتَزَّ النبات تَحَرَّك وطال وهَزَّتْه الريح والرِّيُّ حَرَّكاه وأَطالاه واهتَزَّت الأَرضُ تحركت وأَنبتت وفي التنزيل العزيز فإِذا أَنزلنا عليها الماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ اهتزت أَي تحركت عند وقوع النبات بها ورَبَتْ أَي انتفخت وعَلَتْ وفي الحديث إِني سمعت هَزِيزاً كَهزِيز الرَّحَى أَي صوت دورانها والهَزُّ والهَزِيزُ في السير تحريك الإِبل في خِفَّتِها وقد هَزَّها السيرُ وهَزَّها الحادي هَزِيزاً فاهْتَزَّتْ هي إِذا تحركت في سيرها بِحُدائِه الأَصمعي الهِزَّةُ من سير الإِبل أَن يَهْتَزَّ المَوْكِبُ قال النضر يَهْتَزّ أَي يُسْرِع ابن سيده الهِزَّة أَن يتحرك الموكِبُ وقد اهْتَزَّ قال ابن قيس الرُّقَيَّاتِ أَلا هَزِئَتْ بِنا قُرَشِيْ يَةٌ يَهْتَزُّ مَوْكِبُها واهْتِزازُ الموكب أَيضاً
( * قوله « واهتزاز الموكب أيضا إلخ » عبارة الجوهري والهزة بالكسر النشاط والارتياح وصوت غليان القدر واهتزاز الموكب أيضا إلخ ) وخَلَبَتُهُم وهَزِيزُ الريح دَوِيُّها عند هَزِّها الشجرَ يقال الريح تُهَزِّزُ الشجر فَيَتَهَزَّزُ وهَزْهَزَهُ أَي حركه فَتَهَزْهَزَ وهَزِيزُ الريح صوتُ حَرَكَتِها قال امرؤُ القيس إِذا ما جَرَى شَأْوَيْنِ وابْتَلَّ عِطْفُه تقولُ هَزِيزُ الريحِ مَرَّتْ بأَثْأَبِ وهِزَّانُ بن يَقْدُمَ بطنٌ فِعْلانٌ من الهِزَّة قال الشاعر
( * قوله « قال الشاعر » هو الأعشى يخاطب امرأة وصدره « وقد كان في شبان قومك منكح » )
وفِتْيان هِزَّانَ الطِّوالُ الغَرانِقَهْ وقيل هِزَّانُ قبيلة معروفة وقيل هِزَّان قبيلة من العرب وهَزْهَزَ الشيءَ كَهزَّه والهَزْهَزَةُ تحريك الرأْس والهَزْهَزةُ تحريك البلايا والحروب للناس والهَزاهِزُ الفتن يَهْتَزُّ فيها الناس وسيف هَزْهازٌ وسيف هُزَهِزٌ وهُزاهِزٌ صافٍ وماء هُزْهُزٌ وهُزاهِزٌ وهَزْهازٌ يَهْتَزُّ من صفائه وعَيْنٌ هُزْهُزٌ كذلك وماء هُزَهِزٌ في اهْتِزازِه إِذا جَرى ونَهْرٌ هُزْهُزٌ بالضم وأَنشد الأَصمعي إِذا اسْتَراثَتْ ساقياً مُسْتَوْفِزا بَجَّتْ من البَطْحاءِ نَهْراً هُزْهُزا قال ثعلب قال أَبو العالية قلت للغَنَويِّ ما كان لك بنَجْدٍفقال ساحاتٌ فِيحٌ وعَيْنٌ هُزْهُزٌ واسعةُ مُرْتَكَضِ المَجَمِّ قلت فما أَخرجك عنهافقال إِن بني عامر جعلوني على حِنْدِيرَةِ أَعينهم يريدون أَن يَخْتَفُوا دَمِيَهْ مَرتكض مُضْطَرَب والمَجَمُّ موضع جُموم الماء أَي توفُّره واجتماعه وقوله أَن يختفوا دميه أَي يقتلوني ولا يُعْلَم بي وبعير هُزاهِزٌ شديد الصوت وقال الباهلي في قول الراجز فَوَرَدَتْ مِثْلَ اليَمانِ الهَزْهازْ تَدْفَعُ عن أَعْناقِها بالأَعْجازْ أَراد أَن هذه الإِبل وردت ماءً هَزْهازاً كالسيف اليماني في صفائه أَبو عمرو بئر هُزْهُزٌ بعيدة القَعر وأَنشد وفَتَحَتْ للعَرْدِ بِئْراً هُزْهُزا وقول أَبي وَجْزَةَ والماءُ لا قَسْمٌ ولا أَقْلادُ هُزاهِزٌ أَرْجاؤُها أَجْلادُ لا هُنَّ أَمْلاحٌ ولا ثِمادُ قيل ماء هَزْهازٌ إِذا كان كثيراً يَتَهَزْهَزُ واهْتَزَّ الكوكبُ يف انْقِضاضِه وكوكب هازٌّ والهِزَّةُ بالكسر النَّشاط والارتياح وصوت غليان القِدْرِ ويقال تَهَزْهَزَ إِليه قلبي أَي ارتاح وهَشَّ قال الراعي إِذا فاطَنَتْنا في الحديث تَهَزْهَزَتْ إِليها قلوبٌ دُونَهُنَّ الجَوانِحُ والهَزائِزُ الشدائد حكاها ثعلب قال ولا واحد لها

( هزبز ) الهَزَنْبَزُ والهَزَنْبَزانُ والهَزَنْبَزانِيُّ كلُّه الحديدُ حكاه ابن جني بزايين قال وهي من الأَمثلة التي لم يذكرها سيبويه

( همز ) هَمَزَ رأْسه يَهْمِزُه هَمْزاً غَمَزَه وقد هَمَزْتُ الشيءَ في كفي قال رؤبة ومن هَمَزْنا رأْسَه تَهَشَّما وهَمَزَ الجَوْزَة بيده يَهْمِزُها كذلك وهَمَزَ الدابة يَهْمِزُها هَمْزاً غَمَزَها والمِهْمازُ ما هُمِزَتْ به قال الشماخ أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها كما قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامِزُ أَراد المهاميز فحذف الياء ضرورة قال ابن سيده وقد يكون جمع مِهْمَزٍ قال الأَزهري وهَمَزَ القَناةَ ضَغَطها بالمَهامِز إِذا ثُقِّفَتْ قال شمر والمَهامِزُ عِصِيٌّ واحدتها مِهْمَزَة وهي عصاً في رأْسها حديدة يُنخس بها الحمار قال الأَخطل رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ في الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ دُنْسُ الثِّيابِ قَناتُهُمْ لم تُضْرَسِ بالهَمْزِ من طُولِ الثِّقافِ وجارُهُمْ يُعْطِي الظُّلامَةَ في الخُطوبِ الحُوَّسِ أَبو الهيثم المهامز مقارع النَّخَّاسِين التي يَهْمِزُون بها الدواب لتُسْرِعَ واحدتها مِهْمَزة وهي المِقْرَعَةُ والمِهْمَزُ والمِهْمازُ حديدة تكون في مؤخر خُف الرائض والهَمْزُ مثل الغَمْزِ والضَّغْطِ ومنه الهَمْزُ في الكلام لأَنه يُضْغَط وقد هَمَزْتُ الحَرْفَ فانْهَمَز وقيل لأَعرابي أَتَهْمِزُ الفار ؟ فقال السِّنَّورُ يَهْمِزُها والهَمْزُ مثل اللَّمْزِ وهَمَزَهُ دفعه وضربه وهَمَزْتُه ولَمَزْتُه ولَهَزْتُه ونَهَزْتُه إِذا دفعته قال رؤبة ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تَبَرْكَعا على اسْتِهِ زَوْبَعَةً أَو زَوْبَعا تبركع الرجل إِذا صُرعَ فوقع على استه وقوسٌ هَمُوزٌ وهَمَزَى على فَعَلى شديدة الدفع والحَفْزِ للسهم عن أَبي حنيفة وأَنشد لأَبي النجم وذكر صائداً نَحا شمالاً هَمَزَى نَصُوحا وهَتَفَى مُعْطِيَةً طَرُوحا ابن الأَنباري قوس هَمَزَى شديدة الهَمْزِ إِذا نُزِعَ عنها وقوسٌ هَتَفَى تَهْتِفُ بالوَتَرِ والهَامِزُ والهُمَّازُ العَيَّابُ والهُمَزَةُ مثله ورجل هُمَزَةٌ وامرأَة هُمَزَةٌ أَيضاً والهَمَّاز والهُمَزَة الذي يَخْلُف الناسَ من ورائهم ويأْكل لحومهم وهو مثل العُيَبَةِ يكون ذلك بالشِّدْقِ والعين والرأْس الليث الهَمَّازُ والهُمَزَة الذي يَهْمِزُ أَخاه في قفاه من خَلْفِه واللَّمْزُ في الاستقبال وفي التنزيل العزيز هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بنَمِيمٍ وفيه أَيضاً ويلٌ لكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ وكذلك امرأَة هُمَزَة لُمَزَةٌ لم تَلْحَق الهاءُ لتأْنيث الموصوف بما فيه وإِنما لحقت لإِعلام السامع أَن هذا الموصوف بما هي فيه قد بلغ الغاية والنهاية فجعل تأْنيث الصفة أَمارة لما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة ابن الأَعرابي الهُمَّازُ العَيَّابُونَ في الغيب واللُّمَّازُ المغتابون بالحضرة ومنه قوله عز وجل ويلٌ لكل هُمَزة لمزة قال أَبو إِسحق الهمزة اللمزة الذي يغتاب الناس ويَغُضُّهم وأَنشد إِذا لَقِيتُك عن شَحْطٍ تُكاشِرُني وإِن تَغَيَّبْتُ كنتَ الهامِزَ اللُّمَزَهْ ابن الأَعرابي الهَمْزُ الغَضُّ والهَمْزُ الكَسْرُ والهَمْزُ العَيْبُ وروي عن أَبي العباس في قوله تعالى ويل لكل همزة لمزة قال هو المَشَّاءُ بالنميمة المُفَرِّقُ بين الجماعة المُغْري بين الأَحبة وهَمَزَ الشيطانُ الإِنسانَ هَمْزاً هَمَسَ في قلبه وَسْواساً وهَمَزاتُ الشيطان خَطَراتُه التي يُخْطِرُها بقلب الإِنسان وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان إِذا استفتح الصلاة قال اللهم إِني أَعوذ بك من الشيطان الرجيم من هَمْزِه ونَفْثِه ونَفْخِه قيل يا رسول الله ما هَمْزه ونَفْثُه ونَفْخه ؟ قال أَما هَمْزُه فالمُوتَةُ وأَما نفثه فالشِّعْرُ وأَما نفخُه فالكِبْرُ قال أَبو عبيد المُوتَةُ الجُنُون قال وإِنما سماه هَمْزاً لأَنه جعله من النَّخْسِ والغمز وكلُّ شيء دفعته فقد هَمَزْتَهُ وقال الليث الهَمْز العَصْر يقال هَمَزْتُ رأْسَه وهمزتُ الجَوْز بكفِّي والهَمْزُ النخس والغمز والهَمْزُ الغِيبَة والوقيعة في الناس وذكر عيوبهم وقد هَمَزَ يَهْمِزُ فهو هَمَّاز وهُمَزَةٌ للمبالغة والهَمْزَة النُّقْرَة كالهَزْمَةِ وقيل هو المكان المنخسف عن كراع والهَمْزَةُ من الحروف معروفة وسميت الهَمْزَةَ لأَنها تُهْمَزُ فَتُهَتُّ فَتَنْهَمِزُ عن مخرجها يقال هو يَهُتُّ هَتًّا إِذا تكلم بالهَمْزِ وقد تقدم الكلام على الهمزة في أَوّل حرف الهمزة أَوّل الكتاب وهَمَزَى موضع وهُمَيْزٌ وهَمَّاز اسمان والله أَعلم

( هنز ) الأَزهري في نوادر الأَعراب يقال هذه قَريصَةٌ من الكلام وهَنِيزَة ولَدِيغَةٌ في معنى الأَذِيَّة

( هندز ) الهِنْدازُ معرّب وأَصله بالفارسية أَنْدازَه يقال أَعطاه بلا حساب ولا هِنْدازٍ ومنه المُهَنْدِزُ الذي يُقَدِّرُ مَجارِيَ القُنِيِّ والأَبْنِيَة إِلا أَنهم صيروا الزاي سيناً فقالوا مُهَنْدِسٌ لأَنه ليس في كلام العرب زاي قبلها دال

( هوز ) هَوَّزَ الرجلُ مات قال وما أَدري أَيُّ الهُوزِ هو أَي الخَلْقِ وما أَدري أَيُّ الطَّمْشِ هو ورواه بعضهم ما أَدري أَيُّ الهُونِ هو والزاي أَعرف قال ابن سيده والأَهْوازُ سَبْعُ كُوَرٍ بين البصرة وفارِسَ لكل واحدة منها اسم وجمعها الأَهْوازُ أَيضاً وليس للأَهواز واحد من لفظه ولا يفرد واحد منها بِهُوزٍ وهَوَّز وهَوَّاز حروف وضعت لحساب الجُمَّلِ الهاء خمسة والواو ستة والزاي سبعة ويقال ما في الهُوزِ مثله وما في الغَاطِ مثله أَي ليس في الخلق مثله

( وتز ) الوَتْزُ ضرب من الشجر قال ابن دُرَيْدٍ وليس بثَبَتٍ

( وجز ) وَجُزَ الكلامُ وَجازَةً ووَجْزاً وأَوْجَزَ قَلَّ في بلاغة وأَوْجَزَه اختصره قال ابن سيده بين الإِيجاز والاختصار فرق مَنْطِقِيٌّ ليس هذا موضعه وكلامٌ وَجْزٌ خفيف وأَمر وَجْزٌ وواجِزٌ ووَجِيزٌ ومُوجَزٌ ومُوجِزٌ والوَجْزُ الوَحَى يقال أَوْجَزَ فلانٌ إِيجازاً في كل أَمر وأَمرٌ وَجِيزٌ وكلام وَجِيز أَي خفيف مقتصر قال رؤبة لولا عَطاءٌ من كَريمٍ وَجْز أَبو عمرو الوَجْزُ السريع العطاء يقال وَجَزَ في كلامه وأَوْجَزَ قال رؤبة على جَزَابِيٍّ جُلالٍ وَجْز يعني بعيراً سريعاً وأَوْجَزْتُ الكلام قَصَرْتُه وفي حديث جَرِيرٍ قال له عليه السلام إِذا قُلْتَ فأَوجِز أَي أَسرع واقْتَصِرْ وتَوَجَّزْتُ الشيء مثل تَنَجَّزْتُه ورجل مِيْجاز يُوجِزُ في الكلام والجواب وأَوْجَزَ القولَ والعطاء قلَّله وهو الوَجْزُ قال ما وَجْزُ مَعْرُوفِكِ بالرِّماقِ ورجل وَجْزٌ سريع الحركة فيما أَخَذَ فيه والأُنثى بالهاء ووَجْزَةُ فرس يزيد بنِ سِنانٍ وهو من ذلك وأَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ سعدُ بن بَكْرٍ شاعر معروف ومُحَدِّثٌ ومُوجِزٌ من أَسماء صَفَرَ قال ابن سيده أُراها عادِيَّةً

( وخز ) الوَخْزُ الشيءُ القليل من الخُضْرَة في العِذْقِ والشيب في الرأْس وقد وَخَزَهُ وَخْزاً وقيل كلُّ قليل وَخْزٌ قال أَبو كاهل اليَشْكُرِيُّ يُشَبِّه ناقته بالعُقابِ لها أَشارِيرُ من لَحْمٍ تُتَمِّرُه من الثَّعالي ووَخْزٌ من أَرانيها الوَخْزُ شيءٌ منه ليس بالكثير قال اللحياني الوَخْزُ الخطيئةُ بعد الخطيئةِ قال أَبو منصور ومعنى الخطيئة القليلُ بين ظَهْرانَيِ الكثير وقال ثعلب هو الشيء بعد الشيء قال وقالوا هذه أَرض بني تميم وفيها وَخْزٌ من بني عامر أَي قليل وأَنشد سِوَى أَنَّ وَخْزاً من كلابِ بن مُرَّةٍ تَنَزَّوْا إلينا من نَقِيعَةِ جابِرِ ووَخَزَه بالرُّمْح والخَنْجَرِ يَخِزُه وَخْزاً طعنه طعناً غير نافذ وقيل هو الطعن النافذ في جنب المطعون وفي الحديث فإِنه وَخْزُ إِخوانكم من الجن الوَخْزُ طَعْنٌ ليس بنافِذٍ وفي حديث عمرو بن العاص وذكر الطاعونَ فقال إِنما هو وَخْزٌ من الشيطان وفي رواية رِجْزٌ أَبو عدنان الطعن الوَخْزُ التَّبْزِيغُ قال التبزيغ والتغزيب واحد غَزَبَ وبَزَغَ يقال بَزَغَ البَيْطارُ الحافِرَ إِذا عَمَدَ إِلى أَشاعره بِمِبْضَع فَوَخَزَه به وَخْزاً خفيفاً لا يبلغ العَصَبَ فيكونُ دَواءً له ومنه قول الطِّرِمَّاح كَبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ وأَما فَصْدُ عِرْقِ الدابة وإِخراج الدم منه فيقال له التَّوْدِيجُ يقال وَدِّجْ فَرَسَكَ ووَدِّجْ حمارك قال خالد بن جَنْبَةَ وَخَزَ في سَنامِها بِمِبْضَعِه قال والوَخْزُ كالنَّخْس يكون من الطعن الخفيف الضعيف وقول الشاعر قد أَعْجَلَ القومَ عن حاجاتِهم سَفَرٌ من وَخْزِ جِنٍّ بأَرض الرُّومِ مذكورِ يعني بالوَخْزِ الطاعونَ ههنا ويقال إِني لأَجد في يدي وَخْزاً أَي وجعاً عن ابن الأَعرابي ووَخَزَه الشَّيْبُ أَي خالطه ويقال وَخَزَه القَتِيرُ وَخْزاً ولَهَزَه لَهْزاً بمعنى واحد إِذا شَمَط مواضعَ من لحيته فهو مَوْخُوزٌ قال وإِذا دُعِيَ القومُ إِلى طعام فجاؤُوا أَربعة أَربعة قالوا جاؤُوا وَخْزاً وَخْزاً وإِذا جاؤوا عُصْبة قيل جاؤُوا أَفائج أَي فَوْجاً فَوْجاً قال سليمان بن المغيرة قلت للحسن أَرأَيت التمر والبُسْرَ انْجَمَعَ بينما ؟ قال لا قلت البسر الذي يكون فيه الوَخْزُ قال اقطع ذلك الوَخْزُ القليل من الإِرْطابِ فشبه ما أَرْطَبَ من البُسْر في قلته بالوَخْزِ

( وزز ) الوَزْوَزَةُ الجِفَّة والطَّيْشُ ورجل وَزْوازٌ ووُزاوِزَةٌ طائش خفيف في مشه والوَزْوَزَةُ أَيضاً مقاربة الخَطْوِ مع تحريك الجسد والوَزْوازُ الذي يُوَزْوِزُ اسْتَه إِذا مشى يُلَوِّيها والوَزْوَزُ خشبة عريضة يُجَرُّ بها ترابُ الأَرض الموتفعة إِلى الأَرض المنخفضة وهو بالفارسية زوزم والوَزَّةُ البَطَّةُ وجمعها وَزٌّ وهي الإِوَزَّةُ أَيضاً والجمع إِوَزٌّ وإِوَزُّونَ قال تَلْقَى الإِوَزِّينَ في أَكْنافِ دَارَتِها فَوْضَى وبَيْنَ يديها التِّينُ مَنْثُورُ أَي أَن هذه المرأَة تَحَضَّرَتْ فالإِوَزُّ في دارتها تأْكل التين وإِنما جعل ذلك علامة التَّحَضُّر لأَن التين إِنما يكون بالأَرياف وهناك تأْكله الإِوَزُّ وقال بعضهم إِن قال قائل ما بالُهم قالوا في جمع إِوَزَّة إِوَزُّونَ بالواو والنون وإِنما يفعل ذلك في المحذوف نحو ظُبَة وثُبَةٍ وليست إِوَزَّةٌ مما حذف شيء من أُصوله ولا هو بمنزلة أَرض في أَنه بغير هاءٍ فالجواب أَن الأَصل في إِوَزَّة إِوْزَزَة إِفْعَلَة ثم إِنهم كرهوا اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد فأَسكنوا الأَول منهما ونقلوا حركته إِلى ما قبله وأَدغموه في الذي بعده فلما دخل الكلمةَ هذا الإِعلالُ والتوهين عوَّضوها منه أَي جمعوها بالواو والنون فقالوا إِوَزّونَ وأَنشد الفارسي كأَنَّ خَزًّا تَحْتَها وَقَزَّا وفُرُشاً مَحْشُوَّةً إِوَزَّا إِما أَن يكون أَراد محشوة ريش إِوَزٍّ وإِما أَن يكون أَراد الإِوَزَّ بأَعيانها وجماعة شخوصها والأَول أَولى وأَرض مَوَزَّةٌ كثيرة الوَزِّ الليث الإِوَزُّ طير الماء الواحدة إِوَزَّة بوزن فِعَلَّة وينبغي أَن يكون المَفْعَلَةُ منها مَأْوَزَةً ولكن من العرب من يحذف الهمزة منها فيصيرها وَزَّة كأَنها فَعْلَة ومَفْعَلَةٌ منها أَرض مَوَزَّة ويقال هو البَطُّ الجوهري الوَزُّ لغة في الإِوَزِّ وهو من طير الماء ورجل إِوَزّ قصير غليظ والأُنثى إِوَزَّة وقيل هو الغليظ اللَّحِيم في غير طُول وأَنشد المفضل أَمْشِي الإِوَزَّى ومعي رُمْحٌ سَلِبْ قال وهو مشي الرجل مُتَوَقِّصاً في جانبيه ومَشْيُ الفرس النشيط وقيل الإِوَزُّ المُوَثَّقُ الخَلْقِ من الناس والخيل والإِبل أَنشد ابن الأَعرابي إِن كنتَ ذا بَزٍّ فإِنَّ بَزِّي سابِغَةٌ فوقَ وأًى إِوَزِّ

( وشز ) الوَشْزُ رفع رأْس الشيء والوَشَزُ بالتحريك والنَّشَزُ كله ما ارتفع من الأَرض والوَشَزُ الشدة في العَيْش يقال أَصابهم أَوْشازُ الأُمور أَي شدائدها وقوله يا مُرُّ قاتِلْ سَوْفَ أَكْفِيكَ الرَّجَزْ إِنك مني لاجئٌ إِلى وَشَزْ إِلى قوافٍ صَعْبَةٍ فيها عَلَزْ هو محمول على أَحد هذه الأَشياء المتقدمة والجمع من كل ذلك أَوْشازٌ ويقال لَجَأْتُ إِلى وَشَزٍ أَي تحصنت قال أَبو منصور وجعله رؤبة وَشْزاً فخففه قال وإِن حَبَتْ أَوْشازُ كلِّ وَشْزِ بعَددٍ ذي عُدَّة ورِكْزِ أَي سالت بعدد كثير وقال ابن الأَعرابي يقال إِن أَمامك أَوْشازاً فاحذرها أَي أُموراً شداداً مَخُوفة والأَوْشازُ من الأُمور غَلْظُها ولقيته على أَوْشازٍ أَي على عَجَلَةٍ واحدها وَشْزٌ ووَشَزٌ والوَشائز الوسائد المَحْشُوَّةُ جِدًّا

( وعز ) الوَعْزُ التَّقْدِمَةُ في الأَمر والتَّقَدُّمُ فيه وعَزَ ووَعَّزَ قَدَّمَ أَو تَقَدَّمَ قال قد كنتُ وَعَّزْتُ إِلى عَلاءِ في السِّرِّ والإِعْلانِ والنَّجاءِ بأَنْ يُحِقَّ وَذَمَ الدِّلاءِ ويقال وَعَّزْتُ إِليه تَوْعِيزاً قال الأَزهري ويقال أَوْعَزْتُ إِلى فلان في ذلك الأَمر إِذا تقدمت إِليه وحكي عن ابن السكيت قال يقال وَعَّزْتُ وأَوْعَزْتُ ولم يجز وَعَزْتُ مخففاً ونحو ذلك روى أَبو حاتم عن الأَصمعي أَنه أَنكر وَعَزْتُ بالتخفيف قال الجوهري وقد يخفف فيقال وَعَزْتُ إِليه وَعْزاً

( وفز ) لقيته على أَوْفازٍ أَي على عَجَلَةٍ وقيل معناه أَن تلقاه مُعِدًّا واحدها وَفَزٌ واستَوْفَزَ في قِعْدَتِه إِذا قَعَدَ قُعُوداً منتصباً غير مطمئن قال أَبو بكر الوَفْزُ أَن لا يطمئن في قعوده يقال قعد على أَوفاز من الأَرض ووِفازٍ وأَنشد أَسُوقُ عَيْراً مائِلَ الجَهازِ صَعْباً يُنَزِّيني على أَوْفازِ قال ولا تقل على وِفازٍ والوَفَزُ والوَفَزَةُ العَجَلَة والجمع أَوْفازٌ قال أَبو منصور والعرب تقول فلان على أَوفاز أَي على حَدِّ عَجَلَة وعلى وَفَزٍ ويقال نحن على أَوْفازٍ أَي على سفر قد أَشْخَصْنا وإِنا على أَوفاز وفي حديث عليّ كرم لله تعالى وجهه كونوا منها على أَوْفازٍ الوَفَزُ العَجَلة الليث الوَفَزَةُ أَن تَرَى الإِنسانَ مُسْتَوْفِزاً قد اسْتَقَلَّ على رجليه ولما يستو قائماً وقد تهيأَ للأَفْزِ والوُثُوبِ والمُضِيِّ يقال له اطْمَئِنَّ فإِني أَراك مُسْتَوْفِزاً قال أَبو معاذ المُسْتَوْفِزُ الذي قد رفع أَليتيه ووضع ركبتيه قاله في تفسير وتَرَى كل أُمَّةٍ جاثِيةً قال مجاهد على الرُّكَبِ مُسْتَوْفِزِين

( وقز ) الأَزهري قرأْتُ في نوادر أَبي عمرو المُتَوَقِّزُ الذي لا يكاد ينام يَتَقَلَّبُ

( وكز ) وَكَزَهُ وَكْزاً دفعه وضربه مثل نَكَزَه والوَكْزُ الطعن ووَكَزَه أَيضاً طعنه بجُمْعِ كفه وفي التنزيل العزيز فَوَكَزَه موسى فَقَضَى عليه وقيل وَكَزَه أَي ضربه بجُمْعِ يده على ذَقَنِه وفي حديث موسى عليه السلام فَوَكَزَ الفِرْعَوْنِيَّ فقتله أَي نَخَسه وفي حديث المعراج إِذ جاء جبريل عليه السلام فَوَكَزَ بين كَتِفَيَّ الزجاج الوَكْزُ أَن يضرب بجُمْع كفه وقيل وكَزَه بالعصا وروى ابن الفَرَج عن بعضهم رمح مَرْكُوزٌ ومَوْكوزٌ بمعنى واحد وأَنشد والشَّوْكُ في أَخْمَصِ الرِّجْلَيْنِ مَوْكُوزُ وفي التهذيب يقال وَكَزْتُ أَنفه أَكِزُه إِذا كسرت أَنفه ووَكَعْت أَنفَه فأَنا أَكَعُه مثل وَكَزْتُه الكسائي وَكَزْتُه ونَكَزْتُه ونَهَزْتُه ولَهَزْتُه بمعنى واحد ووَكَزْتْهُ الحية لدغته ووَكَزَ وَكْزاً ووَكَزَ في عَدْوِه من فَزَع أَو نحوه حكاه ابن دريد قال وليس بثَبَتٍ ووَكْزٌ موضع أَنشد ابن الأَعرابي فإَنَّ بأَجْراعِ البُرَيْراءِ فالحَشَى فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَيْنِ من وَبِعانِ

( وهز ) الكسائي وَهَزْتُه ولَهَزْتُه ونَهَزْتُه بن سيده وَهَزَه وَهْزاً دفعه وضربه وفي حديث مُجَمِّع شهدنا الحُدَيْبِيَةَ مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرفنا عنها إِذا الناس يَهزُونَ الأَباعِرَ أَي يَحُثُّونها ويدفعونها والوَهْزُ شدّة الدفع والوطِِ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن سَلَمَة بن قيس الأَسْلَمِيَّ بعث إِلى عمر من فتح فارس بِسَفَطَيْنِ مَمْلُؤَيْنِ جواهراً قال فانطلقنا بالسَّفَطَيْنِ نَهِزُهما حتى قدمنا المدينة أَي ندفعهما ونسرع بهما وفي رواية نَهِزُ بهما أَي ندفع بهما البعير تحتهما ويروى بتشديد الزاي من الهَزِّ ووَهَزْتُ فلاناً إِذا ضربته بِثِقَلِ يدك والتَّوَهُّزُ وَطْءُ البعير المُثْقَلِ الأَزهري في ترجمة لَهَزَ اللَّهْزُ الضرب في العُنُق واللَّكْزُ بجُمْعِك في عنقه وصدره والوَهْزُ بالرجلين والبَهْزُ بالمِرْفَقِ ووَهَزَ القَمْلَة بين أَصابعه وَهْزاً حكها وقصعها وأَنشد شمر يَهِزُ الهَرانِعَ لا يَزالُ ويَفْتَلِي بأَذَلَّ حيثُ يكونُ من يَتَذَلَّلُ والوَهْزُ الكسر والدَّقُّ والوَهْزُ الوطءُ أَو الوَثْبُ وتَوَهُّز الكلب تَوَثُّبُه قال تَوَهُّزَ الكَلْبَةِ خَلُفَ الأَرْنَبِ ورجل وَهْزٌ غليظ شديد مُلَزَّزُ الخَلْق قصير والجمع أَوْهازٌ قياساً وجاء يَتَوَهَّزُ أَي يمشي مِشْيَةَ الغِلاظِ ويَشُدُّ وَطْأَهُ ووَهَّزَهُ أَثقله ومَرَّ يَتَوَهَّز أَي يغمز الأَرض غَمْزاً شديداً وكذلك يَتَوَهَّسُ ابن الأَعرابي الأَوْهَزُ الحَسَنُ المِشْيَةِ مأْخوذ من الوَهازَةِ وهي مشي الخَفِرات وفي حديث أُم سلمة حُمادَياتُ النساء غَضُّ الأَطْرافِ وقِصَرُ الوَهازَةِ أَي قِصَرُ الخُطَى والوَهازَةُ
( * قوله « الوهازة » ضبطت بفتح الواو في الأصل ومتن القاموس شكلاً وضبطت في النهاية بكسرها ونقل الكسر شارح القاموس عن الصاغاني ) الخَطْوُ وقد تَوَهَّزَ يَتَوَهَّزُ إِذا وَطِئَ وَطأً ثقيلاً ومنه قول أُم سلمة لعائشة رضي الله عنهما قُصارَى النساء قِصَرُ الوَهازَةِ وقال ابن مقبل يَمِحْنَ بأَطْرافِ الذُّيولِ عَشِيَّةً كما وَهَّزَ الوَعْثُ الهِجانَ المُزَنَّما شبَّه مشي النساء بمشي إِبل في وَعْثٍ قد شَقَّ عليها وقال كلّ طَويلٍ سَلِبٍ ووَهْزِ قالوا الوَهْزُ الغليظ الرَّبْعَة والله أَعلم

( س ) الصاد والسين والزاي أَسَلِيَّةٌ لأَن مبدأَها من أَسَلَةِ اللسان وهي مُسْتَدَقُّ طرف اللسان وهذه الثلاثة في حيز واحد والسين من الحروف المهموسة ومخرج السين بين مخرجي الصاد والزاي قال الأَزهري لا تأْتلف الصاد مع السين ولا مع الزاي في شيء من كلام العرب

( أبس ) أَبَسَهُ يأْبِسهُ أَبْساً وأَبَّسَه صغَّر به وحَقَّره قال العجاج وليْث غابٍ لم يُرَمْ بأَبْسِ أَي يزجر وإذلال ويروى لُيُوثْ هَيْجا الأصمعي أَبَّسْتُ به تأْبيساً وأَبَسْتُ به أَبْساً إذا صغَّرته وحقرته وذَلَّلْتَه وكَسَّرْته قال عبّاس بن مِرْداس يخاطب خُفاف بن نُدْبَة إن تكُ جُلْمودَ صَخْرٍ لا أُؤَبِّسهُ أَوْقِدْ عليه فأَحْمِيه فيَنْصَدِعُ السِّلْمُ تأْخذ منها ما رضيتَ به والحَرْبُ يكفيكَ من أَنفاسِها جُرَعُ وهذا الشعر أَنشده ابن بري إِن تك جلمود بِصْرٍ وقال البصْرُ حجارة بيض والجُلمود القطعة الغليظة منها يقول أَنا قادر عليك لا يمنعني منك مانع ولو كنت جلمود بصر لا تقبل التأْبيس والتذليل لأَوْقَدْتُ عليه النار حتى ينصدع ويتفتت والسَِّلم المُسالمة والصلح ضد الحرب والمحاربة يقول إن السِّلم وإن طالت لا تضرك ولا يلحقك منها أذًى والحرب أقل شيء منها يكفيك ورأَيت في نسخة من أَمالي ابن بري بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي رحمه اللَّه قال أَنشده المُفَجِّع في التَّرجُمان إِن تك جُلْمودَ صَخْدٍ وقال بعد إِنشاده صَخْدٌ وادٍ ثم قال جعل أُوقِدْ جواب المجازاة وأَحْمِيه عطفاً عليه وجعل أُؤَبِّسُه نعتاً للجلمود وعطف عليه فينصدع والتَّأَبُّس التَّغَيُّر
( * قوله « والتأبس التغير إلخ » تبع فيه الجوهري وقال في القاموس وتأبس تغير هو تصحيف من ابن فارس والجوهري والصواب تأيس بالمثناة التحتية أي بمعنى تغير وتبع المجد في هذا الصاغاني حيث قال في مادة أي س والصواب ايرادهما أعني بيتي المتلمس وابن مرداس ههنا لغة واستشهاداً ملخصاً من شارح القاموس ) ومنه قول المتلمس تَطيفُ به الأَيام ما يَتأَبَّسُ والإِبْس والأَبْسُ المكان الغليظ الخشن مثل الشَّأْز ومُناخ أَبْس غير مطمئن قال منظور بن مَرثَدٍ الأَسَدي يصف نوقاً قد أَسقطت أَولادها لشدة السير والإِعياء يَتْرُكْنَ في كل مُناخٍ أَبْسِ كلَّ جَنين مُشْعَرٍ في الغِرْسِ ويروى مُناخِ إِنسِ بالنون والإِضافة أَراد مُناخ ناس أَي الموضع الذي ينزله الناس أَو كل منزل ينزله الإِنس والجَنِين المُشْعَرُ الذي قد نبت عليه الشعر والغِرْسُ جلدة رقيقة تخرج على رأْس المولود والجمع أَغراس وأَبَسَه أَبْساً قَهَرَه عن ابن الأَعرابي وأَبَسَه وأَبَّسَه غاظه ورَوَّعه والأَبْسُ بَكْع الرجل بما يسوءُه يقال أَبَسْتُه آبِسُه أَبْساً ويقال أَبَّسْتُه تأْبيساً إِذا قابلته بالمكروه وفي حديث جُبَيْر بن مُطْعِم جاء رجل إِلى قريش من فتح خَيْبَر فقال إِن أَهل خير أَسَروا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ويريدون أَن يرسلوا به إِلى قومه ليقتلوه فجعل المشركون يؤَبِّسون به العباس أَي يُعَيِّرونه وقيل يخوِّفونه وقيل يُرْغِمونه وقيل يُغضبونه ويحْمِلونه على إِغلاظ القول له ابن السكيت امرأَة أُباس إِذا كانت سيِّئة الخلق وأَنشد ليسَتْ بسَوْداءَ أُباسٍ شَهْبَرَه ابن الأَعرابي الإِبْسُ الأَصل السُّوء بكسر الهمزة ابن الأَعرابي الأَبْس ذَكر السَّلاحف قال وهو الرَّقُّ والغَيْلَمُ وإِباءٌ أَبْسٌ مُخْزٍ كاسِرٌ عن ابن الأَعرابيّ وحكي عن المُفَضَّل أَن السؤال المُلِحَّ يكْفيكَه الإِباءُ الأَبْسُ فكأَنَّ هذا وَصْف بالمصدر وقال ثعلب إِنما هو الإِباءُ الأَبْأَسُ أَي الأَشدُّ قال أَعرابي لرجل إِنك لتَرُدُّ السُّؤال المُلْحِف بالإِباءِ الأَبأَس

( أرس ) الإِرْس الأَصل والأَريس الأَكَّارُ عن ثعلب وفي حديث معاوية بلغه أَن صاحب الروم يريد قصد بلاد الشام أَيام صفين فكتب إِليه تاللَّه لئن تممْتَ علة ما بَلَغَني لأُصالحنَّ صاحبي ولأَكونن مقدمته إِليك ولأَجعلن القُسطنطينية الحمراء حُمَمَةً سوداء ولأَنْزِعَنَّك من المُلْكِ نَزْعَ الإِصْطَفْلينة ولأَرُدَّنَّك إِرِّيساً من الأَرارِسَةِ تَرْعى الدَّوابِل وفي رواية كما كنت ترعى الخَنانيص والإِرِّيس الأَمير عن كراع حكاه في باب فِعِّيل وعَدَلَه بإِبِّيلٍ والأَصل عنده فيه رِئّيسٌ عل فِعِّيل من الرِّياسةِ والمُؤرَّس المُؤمَّرُ فقُلِبَ وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كتب إِلى هِرَقْلَ عظيم الروم يدعوه إِلى الإسلام وقال في آخره إِن أَبَيْتَ فعليك إِثم الإِرِّيسين ابن الأَعرابي أَرَس يأْرِسُ أَرْساً إِذا صار أَريساً وأَرَّسَ يُؤَرِّسُ تأْريساً إِذا صار أَكَّاراً وجمع الأَرِيس أَرِيسون وجمع الإِرِّيسِ إِرِّيسُونٌ وأَرارِسَة وأَرارِسُ وأَرارِسةٌ ينصرف وأَرارِسُ لا ينصرف وقيل إِنما قال ذلك لأَن الأَكَّارينَ كانوا عندهم من الفُرْسِ وهم عَبَدَة النار فجعل عليه إِثمهم قال الأَزهري أَحسِب الأَريس والإِرِّيس بمعنى الأَكَّار من كلام أَهل الشام قال وكان أَهل السَّواد ومن هو على دين كِسْرى أَهلَ فلاحة وإِثارة للأَرض وكان أَهل الروم أَهلَ أَثاثٍ وصنعة فكانوا يقولون للمجوسي أَريسيٌّ نسبوهم إِلى الأَريس وهو الأَكَّارُ وكانت العرب تسميهم الفلاحين فأَعلمهم النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنهم وإِن كانوا أَهل كتاب فإِن عليهم من الإِثم إِن لم يؤْمنوا بنبوته مثل إِثم المجوس وفَلاَّحي السَّواد الذين لا كتاب لهم قال ومن المجوس قوم لا يعيدون النار ويزعمون أَنهم على دين إِبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وأَنهم يعبدون اللَّه تعالى ويحرّمون الزنا وصناعتهم الحراثة ويُخْرِجون العُشر مما يزرعون غير أَنهم يأْكلون المَوْقوذة قال وأَحسبهم يسجدون للشمس وكانوا يُدعَوْن الأَريسين قال ابن بري ذكر أَبو عبيدة وغيره أَن الإِرِّيسَ الأَكَّارُ فيكون المعنى أَنه عبر بالأَكَّارين عن الأَتباع قال والأَجود عندي أَن يقال إِن الإِرِّيس كبيرهم الذي يُمْتَثَلُ أَمره ويطيعونه إِذا طلب منهم الطاعة ويدل على أَن الإِرِّيس ما ذكرت لك قول أَبي حِزام العُكْليّ لا تُبِئْني وأَنتَ لي بك وَغْدٌ لا تُبِئْ بالمُؤَرَّسِ الإِرِّيسا يقال أَبَأْتُه به أَي سَوَّيته به يريد لا تُسَوِّني بك والوَغْدُ الخسيس اللئيم وفصل بقوله لي بك بين المبتدإِ والخبر وبك متعلق بتبئني أَي لا تبئني بك وأَنت لي وغد أَي عَدوٌّ لي ومخالف لي وقوله لا تبئْ بالمؤَرَّس الإِرِّيسا أَي لا تُسَوِّ الإِرِّيسَ وهو الأَمير بالمُؤَرَّس وهو المأْمور وتابعه أَي لا تُسَوِّ المولى بخادمه فيكون المعنى في قول النبي صلى اللَّه عليه وسلم لهِرَقل فعليك إِثم الإِرِّيسين يريد الذين هم قادرون على هداية قومهم ثم لم يهدوهم وأَنت إِرِّيسُهم الذي يجيبون دعوتك ويمتثلون أَمرك وإِذا دعوتهم إِلى أَمر أَطاعوك فلو دعوتهم إِلى الإِسلام لأَجابوك فعليك إِثم الإِرِّيسين الذين هم قادرون على هداية قومهم ثم لم يهدوهم وذلك يُسْخِط اللَّهَ ويُعظم إِثمهم قال وفيه وجه آخر وهو أَن تجعل الإِرِّيسين وهم المنسوبون إِلى الإِرِّيس مثل المُهَلَّبين والأَشْعَرين المنسوبين إِلى المُهَلَّب وإِلى الأَشْعَر وكان القياس فيه أَن يكون بياءَي النسبة فيقال الأَشْعَرِيُّون والمُهَلَّبيُّون وكذلك قياس الإِرِّيسين الإِرِّيسيُّون في الرفع والإِرِّيسيِّين في النصب والجر قال ويقوي هذا رواية من روى الإِرِّيسيِّين وهذا منسوب قولاً واحداً لوجود ياءَي النسبة فيه فيكون المعنى فعليك إِثم الإِرِّيسيين الذين هم داخلون في طاعتك ويجيبونك إِذا دعوتهم ثم لم تَدْعُهُم إِلى الإِسلام ولو دعوتهم لأَجابوك فعليك إِثمهم لأَنك سبب منعهم الإِسلام ولو أَمرتهم بالإِسلام لأَسلموا وحكي عن أَبي عبيد هم الخَدَمُ والخَوَلُ يعني بصَدِّه لهم عن الدين كما قال تعالى ربَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادتنا وكُبراءَنا أَي عليك مثل إِثمهم قال ابن الأَثير قال أَبو عبيد في كتاب الأَموال أَصحاب الحديث يقولون الإِريسيين مجموعاً منسوباً والصحيح بغير نسب قال ورده عليه الطحاوي وقال بعضهم في رَهط هِرَقل فرقةٌ تعرف بالأَروسِيَّة فجاءَ على النسب إِليهم وقيل إِنهم أَتباع عبد اللَّه بن أَريس رجل كان في الزمن الأَول قتلوا نبيّاً بعثه اللَّه إِليهم وقيل الإِرِّيسون الملوك واحدهم إِرِّيس وقيل هم العَشَّارون وأَرْأَسَة بن مُرِّ بن أُدّ معروف وفي حديث خاتم النبي صلى اللَّه عليه وسلم فسقط من يد عثمان رضي اللَّه عنه في بئر أَريسَ بفتح الهمزة وتخفيف الراء هي بئر معروفة قريباً من مسجد قُباء عند المدينة

( أسس ) الأُسُّ والأَسَس والأَساس كل مُبْتَدَإِ شيءٍ والأُسُّ والأَساس أَصل البناء والأَسَسُ مقصور منه وجمع الأُسِّ إِساس مثل عُسّ وعِساس وجمع الأَساس أُسس مثل قَذال وقُذُل وجمع الأَسَس آساس مثل سببٍ وأَسباب والأَسيس أَصل كل شيء وأُسّ الإِنسان قلبه لأَنه أَول مُتَكَوّن في الرحم وهو من الأَسماء المشتركة وأُسُّ البناء مُبْتَدَؤُه أَنشد ابن دريد قال وأَحْسِبُه لكذاب بني الحِرْماز وأُسُّ مَجْدٍ ثابتٌ وَطيدُ نالَ السماءَ فَرْعُه مَدِيدُ وقد أَسَّ البناءَ يَؤُسُّه أَسّاً وأَسَّسَه تأْسيساً الليث أَسَّسْت داراً إِذا بنيت حدودها ورفعت من قواعدها وهذا تأْسيس حسن وأُسُّ الإِنسان وأَسُّه أَصله وقيل هو أَصل كل شيء وفي المثل أَلْصِقُوا الحَسَّ بالأَسِّ الحَسُّ في هذا الموضع الشر والأَسُّ الأَصل يقول أَلْصِقوا الشَّر بأُصول من عاديتم أَو عاداكم وكان ذلك على أُسِّ الدهر وأَسِّ الدهر وإِسِّ الدهر ثلاث لغات أَي على قِدَم الدهر ووجهه ويقال على است الدهر والأَسيسُ العِوَضُ التهذيب والتَّأسيس في الشِّعْر أَلِفٌ تلزم القافية وبينها وبين حرف الروي حرف يجوز كسره ورفعه ونصبه نحو مفاعلن ويجوز إِبدال هذا الحرف بغيره وأَما مثل محمد لو جاء في قافية لم يكن فيه حرف تأْسيس حتى يكون نحو مجاهد فالأَلف تأْسيس وقال أَبو عبيد الروي حرف القافية نفسها ومنها التأْسيس وأَنشد أَلا طال هذا الليلُ واخْضَلَّ جانِبُه فالقافية هي الباء والأَلف فيها هي التأْسيس والهاء هي الصلة ويروى واخْضَرَّ جانبه قال الليث وإِن جاء شيء من غير تأْسيس فهو المُؤَسَّس وهو عيب في الشعر غير أَنه ربما اضطر بعضهم قال وأَحسن ما يكون ذلك إِذا كان الحرف الذي بعده مفتوحاً لأَن فتحه يغلب على فتحة الأَلف كأَنها تزال من الوَهم قال العجّاج مُبارَكٌ للأَنبياء خاتَمُ مُعَلِّمٌ آيَ الهُدى مُعَلَّمُ ولو قال خاتِم بكسر التاء لم يحسن وقيل إن لغة العجاج خأْتم بالهمزة ولذلك أَجازه وهو مثل السَّأْسَم وهي شجرة جاء في قصيدة المِيسَم والسَّأْسَم وفي المحكم التأْسيس في القافية الحرف الذي قبل الدخيل وهو أَول جزء في القافية كأَلف ناصب وقيل التأْسيس في القافية هو الأَلف التي ليس بينها وبين حرف الروي إِلا حرف واحد كقوله كِليني لِهَمٍّ يا أُمَيْمَة ناصِبِ فلا بد من هذه الأَلف إِلى آخر القصيدة قال ابن سيده هكذا سماء الخليل تأْسيساً جعل المصدر اسماً له وبعضهم يقول أَلف التأْسيس فإِذا كان ذلك احتمل أَن يريد الاسم والمصدر وقالوا في الجمع تأْسيسات فهذا يؤْذن بأَن التأْسيس عندهم قد أَجروه مجرى الأَسماء لأَن الجمع في المصادر ليس بكثير ولا أَصل فيكون هذا محمولاً عليه قال ورأى أَهل العروض إِنما تسمحوا بجمعه وإِلا فإِن الأَصل إِنما هو المصدر والمصدر قلما يجمع إِلا ما قد حدّ النحويون من المحفوظ كالأَمراض والأَشغال والعقول وأَسَّسَ بالحرف جعله تأْسيساً وإِنما سمي تأْسيساً لأَنه اشتق من أُسِّ الشيء قال ابن جني أَلف التأْسيس كأَنها أَلف وأَصلها أُخذ من أُسِّ الحائط وأَساسه وذلك أَن أَلف التأْسيس لتقدّمها والعناية بها والمحافظة عليها كأَنها أُسُّ القافية اشتق
( * قوله « كأنها اس القافية اشتق إلخ » هكذا في الأصل ) من أَلف التأْسيس فأَما الفتحة قبلها فجزء منها والأَسُّ والإِسُّ والأُسُّ الإِفساد بين الناس أَسَّ بينهم يَؤُس أَسّاً ورجل أَسَّاسٌ نَمّام مفسد الأُمَويُّ إِذا كانت البقية من لحم قيل أَسَيْتُ له من اللحم أَسْياً أَي أَبْقَيْتُ له وهذا في اللحم خاصة والأُسُّ بقية الرَّماد بين الأَثافيّ والأُسُّ المُزَيِّن للكذب وإِسْ إِسْ من زجر الشاة أَسَّها يَؤُسُّها أَسّاً وقال بعضهم نَسّاً وأَسَّ بها زجرها وقال إِسْ إِسْ وإِسْ إِسْ زجر للغنم كإِسَّ إِسَّ وأُسْ أُسْ من رُقى الحَيَّاتِ قال الليث الرَّاقون إِذا رقَوا الحية ليأْخذوها ففَرَغَ أَحدُهم من رُقْيَتِه قال لها أُسْ فإِنها تخضَع له وتَلين وفي الحديث كتب عمر إِلى أَبي موسى أَسَّسْ بين الناس في وَجْهِك وعَدْلِك أَي سَوِّ بينهم قال ابن الأَثير وهو من ساس الناسَ يَسوسُهم والهمزة فيه زائدة ويروى آسِ بين الناس من المُواساة

( ألس ) الأَلْسُ والمُؤَالَسَة الخِداع والخيانة والغشُّ والسَّرَقُ وقد أَلَس يأْلِس بالكسر أَلْساً ومنه قولهم فلان لا يُدالِسُ ولا يُؤَالِسُ فالمُدالَسَةُ من الدَّلْس وهو الظُّلْمَةُ يراد به لا يُغَمِّي عليك الشيء فيُخْفيه ويستر ما فيه من عيب والمُؤَالَسَةُ الخِيانة وأَنشد هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لا أَلْسَ فيهمُ وهمُ يَمْنَعُونَ جارَهمْ أَن يُقَرَّدا والأَلْسُ أَصله الوَلْسُ وهو الخيانة والأَلْسُ الأَصلُ السُّوء والأَلْس الغدر والأَلْسُ الكذب والأَلْسُ والأُلْسُ ذهاب العقل وتَذْهيله عن ابن الأَعرابي وأَنشد فقلتُ إِن أَسْتَفِدْ عِلْماً وتَجْرِبَةً فقد تردَّدَ فيكَ الخَبْلُ والأَلْسُ وفي حديث النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه دعا فقال اللهم إِني أَعوذ بك من الأَلْسِ والكِبْرِ قال أَبو عبيد الأَلْسُ هو اختلاط العقل وخطَّأَ ابن الأَنباري من قال هو الخيانة والمأْلُوس الضعيف العقل وأُلِسَ الرجلُ أَلْساً فهو مأْلوس أَي مجنون ذهب عقله عن ابن الأَعرابي قال الراجز يَتْبَعْنَ مِثْلَ العُجَّ المَنْسوسِ أَهْوَجَ يَمْشِي مِشْيَةَ المَأْلوسِ وقال مرة الأَلْسُ الجُنون يقال إِن به لأَلْساً أَي جُنوناً وأَنشد يا جِرَّتَيْنا بالحَبابِ حَلْسا إِنْ بنا أَو بكمُ لأَلْسا وقيل الأَلْسُ الرَّيبةُ وتَغَيُّر الخُلُق من ريبة أَو تغير الخُلُقِ من مرض يقال ما أَلَسَكَ ورجل مَأْلوس ذاهب العقل والبدن وما ذُقْتُ عنده أَلوساً أَي شيئاً من الطعام وضربه مائة فما تأَلَّسَ أَي ما تَوَجَّع وقيل فما تَحَلَّس بمعناه أَبو عمرو يقال للغريم إِنه ليَتَأَلَّس فما يُعْطِي وما يمنع والتَّأَلُّس أَن يكون يريد أَن يُعطِيَ وهو يمنع ويقال إِنه لَمَأْلوس العطية وقد أُلِسَتْ عطيته إِذا مُنِعَتْ من غير إياس منها وأَنشد وصَرَمَت حَبْلَك بالتَّأَلُّس وإِلْياسُ اسم أَعجمي وقد سمت به العرب وهو الياسُ بنُ مُضَرَ بنِ نِزار بن معدّ بن عَدْنان

( أمس ) أَمْسِ من ظروف الزمان مبني على الكسر إِلا أَن ينكر أَو يعرَّف وربما بني على الفتح والنسبة إِليه إِمسيٌّ على غير قياس قال ابن جني امتنعوا من إِظهار الحرف الذي يعرَّف به أَمْسِ حتى اضطروا بذلك إِلى بنائه لتضمنه معناه ولو أَظهروا ذلك الحرف فقالوا مَضَى الأَمسُ بما فيه لما كان خُلْفاً ولا خطأً فأَما قول نُصيب وإِني وَقَفْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه ببابِكَ حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُبُ فإِن ابن الأَعرابي قال روي الأَمْسِ والأَمْسَ جرّاً ونصباً فمن جره فعلى الباب فيه وجعل اللام مع الجر زائدة واللام المُعَرَّفة له مرادة فيه وهو نائب عنها ومُضَمن لها فكذلك قوله والأَمس هذه اللام زائدة فيه والمعرفة له مرادة فيه محذوفة عنه يدل على ذلك بناؤه على الكسر وهو في موضع نصب كما يكون مبنيّاً إِذا لم تظهر اللام في لفظه وأَما من قال والأَمْسَ فإِنه لم يضمنه معنى اللام فيبنيه لكنه عرَّفه كما عرَّف اليوم بها وليست هذه اللام في قول من قال والأَمسَ فنصب هي تلك اللام التي في قول من قال والأَمْسِ فجرّ تلك لا تظهر أَبداً لأَنها في تلك اللغة لم تستعمل مُظْهَرَة أَلا ترى أَن من ينصب غير من يجرّ ؟ فكل منهما لغة وقياسهما على ما نطق به منهما لا تُداخِلُ أُخْتَها ولا نسبة في ذلك بينها وبينها الكسائي العرب تقول كَلَّمتك أَمْسِ وأَعجبني أَمْسِ يا هذا وتقول في النكرة أَعجبني أَمْسِ وأَمْسٌ آخر فإِذا أَضفته أَو نكرته أَو أَدخلت عليه الأَلف والسلام للتعريف أَجريته بالإِعراب تقول كان أَمْسُنا طيباً ورأَيت أَمسَنا المبارك ومررت بأَمسِنا المبارك ويقال مضى الأَمسُ بما فيه قال الفراء ومن العرب من يخفض الأَمْس وإِن أَدخل عليه الأَلف واللام كقوله وإِني قَعَدْتُ اليومَ والأَمْسِ قبله وقال أَبو سعيد تقول جاءَني أَمْسِ فإِذا نسبت شيئاً إِليه كسرت الهمزة قلت إِمْسِيٌّ على غير قياس قال العجاج وجَفَّ عنه العَرَقُ الإِمْسيُّ وقال العجاج كأَنَّ إِمْسِيّاً به من أَمْسِ يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ الجوهري أَمْسِ اسم حُرِّك آخره لالتقاء الساكنين واختلفت العرب فيه فأَكثرهم يبنيه على الكسر معرفة ومنهم من يعربه معرفة وكلهم يعربه إِذا أَدخل عليه الأَلف واللام أَو صيره نكرة أَو أَضافه غيره ابن السكيت تقول ما رأَيته مُذْ أَمسِ فإِن لم تره يوماً قبل ذلك قلت ما رأَيته مذ أَوَّلَ من أَمْسِ فإِن لم تره يومين قبل ذلك قلت ما رأَيته مُذ أَوَّلَ من أَوَّلَ من أَمْسِ قال ابن الأَنباري أَدخل اللام والأَلف على أَمس وتركه على كسره لأَن أَصل أَمس عندنا من الإِمساء فسمي الوقت بالأَمر ولم يغير لفظه من ذلك قول الفرزدق ما أَنْتَ بالحَكَمِ التُرْضى حُكومَتُهُ ولا الأَصيلِ ولا ذي الرأْي والجَدَلِ فأَدخل الأَلف واللام على تُرْضى وهو فعل مستقبل على جهة الاختصاص بالحكاية وأَنشد الفراء أَخفن أَطناني إِن شكين وإِنني لفي شُغْلٍ عن دَحْليَ اليَتَتَبَّعُ
( * قوله « أخفن أطناني إلخ » كذا بالأصل هنا وفي مادة تبع )
فأَدخل الأَلف واللام على يتتبع وهو فعل مستقبل لما وصفنا وقال ابن كيسان في أَمْس يقولون إِذا نكروه كل يوم يصير أَمْساً وكل أَمسٍ مضى فلن يعود ومضى أَمْسٌ من الأُموس وقال البصريون إِنما لم يتمكن أَمْسِ في الإِعراب لأَنه ضارع الفعل الماضي وليس بمعرب وقال الفراء إِنما كُسِرَتْ لأَن السين طبعها الكسر وقال الكسائي أَصلها الفعل أُحذ من قولك أَمْسِ بخير ثم سمي به وقال أَبو الهيثم السين لا يلفظ بها إِلا من كسر الفم ما بين الثنية إِلى الضرس وكسرت لأَن مخرجها مكسور في قول الفراء وأَنشد وقافيةٍ بين الثَّنِيَّة والضِّرْسِ وقال ابن بزرج قال عُرامٌ ما رأَيته مُذ أَمسِ الأَحْدَثِ وأَتاني أَمْسِ الأَحْدَثَ وقال بِجادٌ عهدي به أَمْسَ الأَحْدَثَ وأَتاني أَمْسِ الأَحْدَثَ قال ويقال ما رأَيته قبل أَمْسِ بيوم يريد من أَولَ من أَمْسِ وما رأَيته قبل البارحة بليلة قال الجوهري قال سيبويه وقد جاء في ضرورة الشعر مذ أَمْسَ بالفتح وأَنشد لقد رأَيتُ عَجَباً مُذْ أَمْسا عَجائزاً مِثْلَ السَّعالي خَمْسا يأْكُلْنَ في رَحْلِهنَّ هَمْسا لا تَرك اللَّهُ لهنَّ ضِرْسا قال ابن بري اعلم أَن أَمْسِ مبنية على الكسر عند أَهل الحجاز وبنو تميم يوافقونهم في بنائها على الكسر في حال النصب والجرّ فإِذا جاءَت أَمس في موضع رفع أَعربوها فقالوا ذهب أَمسُ بما فيه وأَهل الحجاز يقولون ذهب أَمسِ بما فيه لأَنها مبنية لتضمنها لام التعريف والكسرة فيها لالتقاء الساكنين وأَما بنو تميم فيجعلونها في الرفع معدولة عن الأَلف واللام فلا تصرف للتعريف والعدل كما لا يصرف سَحَر إِذا أَردت به وقتاً بعينه للتعريف والعدل وشاهد قول أَهل الحجاز في بنائها على الكسر وهي في موضع رفع قول أُسْقُف نَجْران مَنَعَ البَقاءَ تَقَلُّبُ الشَّمْسِ وطُلوعُها من حيثُ لا تُمْسِي اليَوْمَ أَجْهَلُ ما يَجيءُ به ومَضى بِفَصْلِ قَضائه أَمْسِ فعلى هذا تقول ما رأَيته مُذْ أَمْسِ في لغة الحجاز جَعَلْتَ مذ اسماً أَو حرفاً فإِن جعلت مذ اسماً رفعت في قول بني تميم فقلت ما رأَيته مُذ أَمْسُ وإِن جعلت مذ حرفاً وافق بنو تميم أَهل الحجاز في بنائها على الكسر فقالوا ما رأَيته مُذ أَمسِ وعلى ذلك قول الراجز يصف إِبلاً ما زالَ ذا هزيزَها مُذْ أَمْسِ صافِحةً خُدُودَها للشَّمْسِ فمذ ههنا حرف خفض على مذهب بني تميم وأَما على مذهب أَهل الحجاز فيجوز أَن يكون مذ اسماً ويجوز أَن يكون حرفاً وذكر سيبويه أَن من العرب من يجعل أَمس معدولة في موضع الجر بعد مذ خاصة يشبهونها بمذ إِذا رفعت في قولك ما رأَيته مذ أَمْسُ ولما كانت أَمس معربة بعد مذ التي هي اسم كانت أَيضاً معربة مع مذ التي هي حرف لأَنها بمعناها قال فبان لك بهذا غلط من يقول إن أَمس في قوله لقد رأَيت عجبا مذ أَمسا مبنية على الفتح بل هي معربة والفتحة فيها كالفتحة في قولك مررت بأَحمد وشاهد بناء أَمس إِذا كانت في موضع نصب قول زياد الأَعجم رأَيتُكَ أَمْسَ خَيْرَ بني مَعَدٍّ وأَنت اليومَ خَيْرٌ منك أَمْسِ وشاهد بنائها وهي في موضع الجر وقول عمرو بن الشَّريد ولقدْ قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ ومَوْحَداً وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ المُدْبِرِ وكذا قول الآخر وأَبي الذي تَرَكَ المُلوك وجَمْعَهُمْ بِصُهابَ هامِدَةً كأَمْسِ الدَّابِرِ قال واعلم أَنك إِذا نكرت أَمس أَو عرَّفتها بالأَلف واللام أَو أَضفتها أَعربتها فتقول في التنكير كلُّ غَدٍ صائرٌ أَمْساً وتقول في الإِضافة ومع لام التعريف كان أَمْسُنا طَيِّباً وكان الأَمْسُ طيباً وشاهده قول نُصَيْب وإِني حُبِسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه ببابِك حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُب
( * ذكر هذا البيت في صفحة ؟ ؟ وفيه وإِني وقفت بدلاً من وإني حبست وهو في الأغاني وإني نَوَيْتُ )
قال وكذلك لو جمعته لأعربته كقول الآخر مَرَّتْ بنا أَوَّلَ من أُمُوسِ تَمِيسُ فينا مِشْيَةَ العَرُوسِ قال الجوهري ولا يصغر أَمس كما لا يصغر غَدٌ والبارحة وكيف وأَين ومتى وأَيّ وما وعند وأَسماء الشهور والأُسبوع غير الجمعة قال ابن بري الذي حكاه الجوهري في هذا صحيح إِلا قوله غير الجمعة لأَن الجمعة عند سيبويه مثل سائر أَيام الأُسبوع لا يجوز أَن يصغر وإِنما امتنع تصغير أَيام الأُسبوع عند النحويين لأَن المصغر إنما يكون صغيراً بالإِضافة إِلى ما له مثل اسمه كبيراً وأيام الأُسبوع متساوية لا معنى فيها للتصغير وكذلك غد والبارحة وأَسماء الشهور مثل المحرّم وصفر

( أنس ) الإِنسان معروف وقوله أَقَلْ بَنو الإِنسانِ حين عَمَدْتُمُ إِلى من يُثير الجنَّ وهي هُجُودُ يعني بالإِنسان آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وقوله عز وجل وكان الإِنسانُ أَكْثَرَ شيء جَدَلاً عنى بالإِنسان هنا الكافر ويدل على ذلك قوله عز وجل ويُجادِلُ الذين كفروا بالباطل لِيُدْحِضُوا به الحقَّ هذا قول الزجّاج فإِن قيل وهل يُجادل غير الإِنسان ؟ قيل قد جادل إِبليس وكل من يعقل من الملائكة والجنُّ تُجادل لكن الإِنسان أَكثر جدلاً والجمع الناس مذكر وفي التنزيل يا أَيها الناسُ وقد يؤنث على معنى القبيلة أَو الطائفة حكى ثعلب جاءَتك الناسُ معناه جاءَتك القبيلة أَو القطعة كما جعل بعض الشعراء آدم اسماً للقبيلة وأَنت فقال أَنشده سيبويه شادوا البلادَ وأَصْبَحوا في آدمٍ بَلَغوا بها بِيضَ الوُجوه فُحُولا والإِنسانُ أَصله إِنْسِيانٌ لأَن العرب قاطبة قالوا في تصغيره أُنَيْسِيانٌ فدلت الياء الأَخيرة على الياء في تكبيره إِلا أَنهم حذفوها لما كثر الناسُ في كلامهم وفي حديث ابن صَيَّاد قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم ذاتَ يوم انْطَلِقوا بنا إِلى أُنَيسيانٍ قد رأَينا شأْنه وهو تصغير إِنسان جاء شاذّاً على غير قياس وقياسه أُنَيْسانٌ قال وإِذا قالوا أَناسينُ فهو جمع بَيِّنٌ مثل بُسْتانٍ وبَساتينَ وإِذا قالوا أَناسي كثيراً فخففوا الياء أَسقطوا الياء التي تكون فيما بين عين الفعل ولامه مثل قَراقيرَ وقراقِرَ ويُبَيِّنُ جواز أَناسي بالتخفيف قول العرب أَناسيَة كثيرة والواحدُ إِنْسِيٌّ وأُناسٌ إِن شئت وروي عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أَنه قال إِنما سمي الإِنسان إِنساناً لأَنه عهد إِليه فَنَسيَ قال أَبو منصور إِذا كان الإِنسان في الأَصل إِنسيانٌ فهو إِفْعِلانٌ من النِّسْيان وقول ابن عباس حجة قوية له وهو مثل لَيْل إِضْحِيان من ضَحِيَ يَضْحَى وقد حذفت الياء فقيل إِنْسانٌ وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه سأَله عن الناس ما أَصله ؟ فقال الأُناس لأَن أَصله أُناسٌ فالأَلف فيه أَصيلة ثم زيدت عليه اللام التي تزاد مع الأَلف للتعريف وأَصل تلك اللام
( * قوله « وأصل تلك اللام إلى قوله فلما زادوهما » كذا بالأصل ) إِبدالاً من أَحرف قليلة مثل الاسم والابن وما أَشْبهها من الأَلفات الوصلية فلما زادوهما على أُناس صار الاسم الأُناس ثم كثرت في الكلام فكانت الهمزة واسطة فاستثقلوها فتركوها وصار الباقي أَلُناسُ بتحريك اللام بالضمة فلما تحركت اللام والنون أَدغَموا اللام في النون فقالوا النَّاسُ فلما طرحوا الأَلف واللام ابتَدأُوا الاسم فقالوا قال ناسٌ من الناس قال الأَزهري وهذا الذي قاله أَبو الهيثم تعليل النحويين وإِنْسانٌ في الأَصل إِنْسِيانٌ وهو فِعْليانٌ من الإِنس والأَلف فيه فاء الفعل وعلى مثاله حِرْصِيانٌ وهو الجِلْدُ الذي يلي الجلد الأَعلى من الحيوان سمي حِرْصِياناً لأَنه يُحْرَصُ أَي يُقْشَرُ ومنه أُخذت الحارِصَة من الشِّجاج يقال رجل حِذْريانٌ إِذا كان حَذِراً قال الجوهري وتقدير إِنْسانٍ فِعْلانٌ وإِنما زيد في تصغيره ياء كما زيد في تصغير رجل فقيل رُوَيْجِل وقال قوم أَصله إِنْسِيان على إِفْعِلان فحذفت الياء استخفافاً لكثرة ما يجري على أَلسنتهم فإِذا صغّروه ردوهما لأَن التصغير لا يكثر وقوله عز وجل أَكان للناس عَجَباً أَن أَوْحَينا إِلى رجل منهم النَّاسُ ههنا أَهل مكة الأُناسُ لغة في الناس قال سيبويه والأَصل في الناس الأُناسُ مخففاً فجعلوا الأَلف واللام عوضاً عن الهمزة وقد قالوا الأُناس قال الشاعر إِنَّ المَنايا يَطَّلِعْ نَ على الأُناس الآمِنينا وحكى سيبويه الناسُ الناسُ أَي الناسُ بكل مكان وعلى كل حال كما نعرف وقوله بلادٌ بها كُنَّا وكُنَّا نُحِبُّها إِذ الناسُ ناسٌ والبلادُ بلادُ فهذا على المعنى دون اللفظ أَي إِذ الناس أَحرار والبلاد مُخْصِبَة ولولا هذا الغَرَض وأَنه مراد مُعْتَزَم لم يجز شيء من ذلك لِتَعَرِّي الجزء الأَخير من زيادة الفائدة عن الجزءِ الأَول وكأَنه أُعيد لفظ الأَول لضرب من الإِدْلالِ والثقة بمحصول الحال وكذلك كل ما كان مثل هذا والنَّاتُ لغة في الناس على البدل الشاذ وأَنشد يا قَبَّحَ اللَّهُ بني السِّعْلاةِ عَمرو بنَ يَرْبوعٍ شِرارَ الناتِ غيرَ أَعِفَّاءٍ ولا أَكْياتِ أَراد ولا أَكياس فأَبدل التاء من سين الناس والأَكياس لموافقتها إِياها في الهمس والزيادة وتجاور المخارج والإِنْسُ جماعة الناس والجمع أُناسٌ وهم الأَنَسُ تقول رأَيت بمكان كذا وكذا أَنَساً كثيراً أَي ناساً كثيراً وأَنشد وقد تَرى بالدّار يوماً أَنَسا والأَنَسُ بالتحريك الحيُّ المقيمون والأَنَسُ أَيضاً لغة في الإِنْس وأَنشد الأَخفش على هذه اللغة أَتَوْا ناري فقلتُ مَنُونَ أَنتم ؟ فقالوا الجِنُّ قلتُ عِمُوا ظَلاما فقلتُ إِلى الطَّعامِ فقال منهمْ زَعِيمٌ نَحْسُد الأَنَسَ الطَّعاما قال ابن بري الشعر لشمر بن الحرث الضَّبِّي وذكر سيبويه البيت الأَول جاء فيه منون مجموعاً للضرورة وقياسه من أَنتم ؟ لأَن من إِنما تلحقه الزوائد في الوقف يقول القائل جاءَني رجل فتقول مَنُو ؟ ورأَيت رجلاً فيقال مَنا ؟ ومررت برجل فيقال مَني ؟ وجاءني رجلان فتقول مَنانْ ؟ وجاءَني رجال فتقول مَنُونْ ؟ فإِن وصلت قلت مَنْ يا هذا ؟ أَسقطت الزوائد كلها ومن روى عموا صباحاً فالبيت على هذه الرواية لجِذْع بن سنان الغساني في جملة أَبيات حائية ومنها أَتاني قاشِرٌ وبَنُو أَبيه وقد جَنَّ الدُّجى والنجمُ لاحا فنازَعني الزُّجاجَةَ بَعدَ وَهْنٍ مَزَجْتُ لهم بها عَسلاً وراحا وحَذَّرَني أُمُوراً سَوْف تأْتي أَهُزُّ لها الصَّوارِمَ والرِّماحا والأَنَسُ خلاف الوَحْشَةِ وهو مصدر قولك أَنِسْتُ به بالكسر أَنَساً وأَنَسَةً قال وفيه لغة أُخرى أَنَسْتُ به أُنْساً مثل كفرت به كُفْراً قال والأُنْسُ والاستئناس هو التَّأَنُّسُ وقد أَنِسْتُ بفلان والإِنْسِيُّ منسوب إِلى الإِنْس كقولك جَنِّيٌّ وجِنٌ وسِنْدِيٌّ وسِنْدٌ والجمع أَناسِيُّ كَكُرْسِيّ وكَراسِيّ وقيل أَناسِيُّ جمع إِنسان كسِرْحانٍ وسَراحينَ لكنهم أَبدلوا الياء من النون فأَما قولهم أَناسِيَةٌ جعلوا الهاء عوضاً من إِحدى ياءَي أَناسِيّ جمع إِنسان كما قال عز من قائل وأَناسِيَّ كثيراً وتكون الياءُ الأُولى من الياءَين عوضاً منقلبة من النون كما تنقلب النون من الواو إِذا نسبت إِلى صَنْعاءَ وبَهْراءَ فقلت صَنْعانيٌّ وبَهْرانيٌّ ويجوز أَن تحذف الأَلف والنون في إِنسان تقديراً وتأْتي بالياءِ التي تكون في تصغيره إِذا قالوا أُنَيْسِيان فكأَنهم زادوا في الجمع الياء التي يردّونها في التصغير فيصير أَناسِيَ فيدخلون الهاء لتحقيق التأْنيث وقال المبرد أَناسِيَةٌ جمع إِنْسِيَّةٍ والهاء عوض من الياء المحذوفة لأَنه كان يجب أَناسِيٌ بوزن زَناديقَ وفَرازِينَ وأَن الهاء في زَنادِقَة وفَرازِنَة إِنما هي بدل من الياء وأَنها لما حذفت للتخفيف عوّضت منها الهاءُ فالياءُ الأُولى من أَناسِيّ بمنزلة الياءِ من فرازين وزناديق والياء الأَخيرة منه بمنزلة القاف والنون منهما ومثل ذلك جَحْجاحٌ وجَحاجِحَةٌ إِنما أَصله جَحاجيحُ وقال اللحياني يُجْمَع إِنسانٌ أَناسِيَّ وآناساً على مثال آباضٍ وأَناسِيَةً بالتخفيف والتأْنيث والإِنْسُ البشر الواحد إِنْسِيٌّ وأَنَسيٌّ أَيضاً بالتحريك ويقال أَنَسٌ وآناسٌ كثير وقال الفراء في قوله عز وجل وأَناسِيّ كثيراً الأَناسِيُّ جِماعٌ الواحد إِنْسِيٌّ وإِن شئت جعلته إِنساناً ثم جمعته أَناسِيّ فتكون الياءُ عوضاً من النون كما قالوا للأَرانب أَراني وللسَّراحين سَراحِيّ ويقال للمرأَة أَيضاً إِنسانٌ ولا يقال إِنسانة والعامة تقوله وفي الحديث أَنه نهى عن الحُمُر الإِنسيَّة يوم خَيْبَر يعني التي تأْلف البيوت والمشهور فيها كسر الهمزة منسوبة إِلى الإِنس وهم بنو آدم الواحد إِنْسِيٌّ قال وفي كتاب أَبي موسى ما يدل على أَن الهمزة مضمومة فإِنه قال هي التي تأْلف البيوت والأُنْسُ وهو ضد الوحشة الأُنْسُ بالضم وقد جاءَ فيه الكسر قليلاً ورواه بعضهم بفتح الهمزة والنون قال وليس بشيءٍ قال ابن الأَثير إِن أَراد أَن الفتح غير معروف في الرواية فيجوز وإِن أَراد أَنه ليس بمعروف في اللغة فلا فإِنه مصدر أَنِسْت به آنَس أَنَساً وأَنَسَةً وقد حكي أَن الإِيْسان لغة في الإِنسان طائية قال عامر بن جرير الطائي فيا ليتني من بَعْدِ ما طافَ أَهلُها هَلَكْتُ ولم أَسْمَعْ بها صَوْتَ إِيسانِ قال ابن سيده كذا أَنشده ابن جني وقال إِلا أَنهم قد قالوا في جمعه أَياسِيَّ بياء قبل الأَلف فعلى هذا لا يجوز أَن تكون الياء غير مبدلة وجائز أَيضاً أَن يكون من البدل اللازم نحو عيدٍ وأَعْياد وعُيَيْدٍ قال اللحياني فلي لغة طيء ما رأَيتُ ثَمَّ إِيساناً أَي إِنساناً وقال اللحياني يجمعونه أَياسين قال في كتاب اللَّه عز وجل ياسين والقرآن الحكيم بلغة طيء قال أَبو منصور وقول العلماء أَنه من الحروف المقطعة وقال الفراءُ العرب جميعاً يقولون الإِنسان إِلا طيئاً فإِنهم يجعلون مكان النون ياء وروى قَيْسُ ابن سعد أَن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قرأَ ياسين والقرآن الحكيم يريد يا إِنسان قال ابن جني ويحكى أَن طائفة من الجن وافَوْا قوماً فاستأْذنوا عليهم فقال لهم الناس من أَنتم ؟ فقالوا ناسٌ من الجنِّ وذلك أَن المعهود في الكلام إِذا قيل للناس من أَنتم قالوا ناس من بني فلان فلما كثر ذلك استعملوه في الجن على المعهود من كلامهم مع الإِنس والشيء يحمل على الشيء من وجه يجتمعان فيه وإِن تباينا من وجه آخر والإِنسانُ أَيضاً إِنسان العين وجمعه أَناسِيُّ وإِنسانُ العين المِثال الذي يرى في السَّواد قال ذو الرمة يصف إِبلاً غارت عيونها من التعب والسير إِذا اسْتَحْرَسَتْ آذانُها اسْتَأْنَسَتْ لها أَناسِيُّ مَلْحودٌ لها في الحَواجِبِ وهذا البيت أَورده ابنُ بري إِذا اسْتَوْجَسَتْ قال واستوجست بمعنى تَسَمَّعَتْ واسْتَأْنَسَتْ وآنَسَتْ بمعنى أَبصرت وقوله ملحود لها في الحواجب يقول كأَن مَحارَ أَعيُنها جُعِلْنَ لها لُحوداً وصَفَها بالغُؤُور قال الجوهري ولا يجمع على أُناسٍ وإِنسان العين ناظرها والإِنسانُ الأُنْمُلَة وقوله تَمْري بإِنْسانِها إِنْسانَ مُقْلَتها إِنْسانةٌ في سَوادِ الليلِ عُطبُولُ فسره أَبو العَمَيْثَلِ الأَعرابيُّ فقال إِنسانها أُنملتها قال ابن سيده ولم أَره لغيره وقال أَشارَتْ لإِنسان بإِنسان كَفِّها لتَقْتُلَ إِنْساناً بإِنْسانِ عَيْنِها وإِنْسانُ السيف والسهم حَدُّهما وإِنْسِيُّ القَدَم ما أَقبل عليها ووَحْشِيُّها ما أَدبر منها وإِنْسِيٌّ الإِنسان والدابة جانبهما الأَيسر وقيل الأَيمن وإِنْسِيُّ القَوس ما أَقبل عليك منها وقيل إِنْسِيُّ القوس ما وَليَ الرامِيَ ووَحْشِيُّها ما ولي الصيد وسنذكر اختلاف ذلك في حرف الشين التهذيب الإِنْسِيُّ من الدواب هو الجانب الأَيسر الذي منه يُرْكَبُ ويُحْتَلَبُ وهو من الآدمي الجانبُ الذي يلي الرجْلَ الأُخرى والوَحْشِيُّ من الإِنسانِ الجانب الذي يلي الأَرض أَبو زيد الإِنْسِيُّ الأَيْسَرُ من كل شيء وقال الأَصمعي هو الأَيْمَنُ وقال كلُّ اثنين من الإِنسان مثل الساعِدَيْن والزَّنْدَيْن والقَدَمين فما أَقبل منهما على الإِنسان فهو إِنْسِيٌّ وما أَدبر عنه فهو وَحْشِيٌّ والأَنَسُ أَهل المَحَلِّ والجمع آناسٌ قال أَبو ذؤَيب مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها جَهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ وقال عمرو ذو الكَلْب بفِتْيانٍ عَمارِطَ من هُذَيْلٍ هُمُ يَنْفُونَ آناسَ الحِلالِ وقالوا كيف ابنُ إِنْسُك أَي كيف نَفْسُك أَبو زيد تقول العرب للرجل كيف ترى ابن إِنْسِك إِذا خاطبت الرجل عن نفْسك الأحمر فلان ابن إِنْسِ فلان أَي صَفِيُّه وأَنيسُه وخاصته قال الفراء قلت للدُّبَيْريّ إِيش كيف ترى ابنُ إِنْسِك بكسر الأَلف ؟ فقال عزاه إِلى الإِنْسِ فأَما الأُنْس عندهم فهو الغَزَلُ الجوهري يقال كيف ابنُ إِنْسِك وإِنْسُك يعني نفسه أَي كيف تراني في مصاحبتي إِياك ؟ ويقال هذا حِدْثي وإِنسي وخِلْصي وجِلْسِي كله بالكسر أَبو حاتم أَنِسْت به إِنساً بكسر الأَلف ولا يقال أُنْساً إِنما الأُنْسُ حديثُ النساء ومُؤَانستهن رواه أَبو حاتم عن أَبي زيد وأَنِسْتُ به آنَسُ وأَنُسْتُ أنُسُ أَيضاً بمعنى واحد والإِيناسُ خلاف الإِيحاش وكذلك التَّأْنيس والأَنَسُ والأُنْسُ والإِنْسُ الطمأْنينة وقد أَنِسَ به وأَنَسَ يأْنَسُ ويأْنِسُ وأَنُسَ أُنْساً وأَنَسَةً وتَأَنَّسَ واسْتَأْنَسَ قال الراعي أَلا اسْلَمي اليومَ ذاتَ الطَّوْقِ والعاجِ والدَّلِّ والنَّظَرِ المُسْتَأْنِسِ الساجي والعرب تقول آنَسُ من حُمَّى يريدون أَنها لا تكاد تفارق العليل فكأَنها آنِسَةٌ به وقد آنَسَني وأَنَّسَني وفي بعض الكلام إِذا جاءَ الليل استأْنَس كلُّ وَحْشِيٍّ واستوحش كلُّ إِنْسِيٍّ قال العجاج وبَلْدَةٍ ليس بها طُوريُّ ولا خَلا الجِنَّ بها إِنْسِيُّ تَلْقى وبئس الأَنَسُ الجِنِّيُّ دَوِّيَّة لهَولِها دَويُّ للرِّيح في أَقْرابها هُوِيُّ هُويُّ صَوْتٌ أَبو عمرو الأَنَسُ سُكان الدار واستأْنس الوَحْشِيُّ إِذا أَحَسَّ إِنْسِيّاً واستأْنستُ بفلان وتأَنَّسْتُ به بمعنى وقول الشاعر ولكنني أَجمع المُؤْنِساتِ إِذا ما اسْتَخَفَّ الرجالُ الحَديدا يعني أَنه يقاتل بجميع السلاح وإِنما سماها بالمؤْنسات لأَنهن يُؤْنِسْنَه فَيُؤَمِّنَّه أَو يُحَسِّنَّ ظَنَّهُ قال الفراء يقال للسلاح كله من الرُّمح والمِغْفَر والتِّجْفاف والتَّسْبِغَةِ والتُّرْسِ وغيره المُؤْنِساتُ وكانت العرب القدماءُ تسمي يوم الخميس مُؤْنِساً لأنَّهم كانوا يميلون فيه إلى الملاذِّ قال الشاعر أُؤَمِّلُ أَن أَعيشَ وأَنَّ يومي بأَوَّل أَو بأَهْوَنَ أَو جُبارِ أَو التَّالي دُبارِ فإِن يَفُتْني فَمُؤْنِس أَو عَروبَةَ أَو شِيارِ وقال مُطَرِّز أَخبرني الكريمي إِمْلاءً عن رجاله عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال قال لي عليّ عليه السلام إِن اللَّه تبارك وتعالى خلق الفِرْدَوْسَ يوم الخميس وسماها مُؤْنِسَ وكلب أَنُوس وهو ضد العَقُور والجمع أُنُسٌ ومكان مَأْنُوس إِنما هو على النسب لأَنهم لم يقولوا آنَسْتُ المكان ولا أَنِسْتُه فلما لم نجد له فعلاً وكان النسبُ يَسوغُ في هذا حملناه عليه قال جرير حَيِّ الهِدَمْلَةَ من ذاتِ المَواعِيسِ فالحِنْوُ أَصْبَحَ قَفْراً غيرَ مَأْنُوسِ وجارية أنِسَةٌ طيبة الحديث قال النابغة الجَعْدي بآنِسةٍ غَيْرِ أُنْسِ القِرافِ تُخَلِّطُ باللِّينِ منها شِماسا وكذلك أَنُوسٌ والجمع أُنُسٌ قال الشاعر يصف بيض النعام أُنُسٌ إِذا ما جِئْتَها بِبُيُوتِها شُمُسٌ إِذا داعي السَّبابِ دَعاها جُعلَتْ لَهُنَّ مَلاحِفٌ قَصَبيَّةٌ يُعْجِلْنَها بالعَطِّ قَبْلَ بِلاها والمَلاحِف القصبية يعني بها ما على الأَفْرُخِ من غِرْقئِ البيض الليث جارية آنِسَةٌ إِذا كانت طيبة النَّفْسِ تُحِبُّ قُرْبَكَ وحديثك وجمعها آنِسات وأَوانِسُ وما بها أَنِيسٌ أَي أَحد والأُنُسُ الجمع وآنَسَ الشيءَ أَحَسَّه وآنَسَ الشَّخْصَ واسْتَأْنَسَه رآه وأَبصره ونظر إِليه أَنشد ابن الأَعرابي بعَيْنَيَّ لم تَسْتَأْنِسا يومَ غُبْرَةٍ ولم تَرِدا جَوَّ العِراقِ فَثَرْدَما ابن الأَعرابي أَنِسْتُ بفلان أَي فَرِحْتُ به وآنَسْتُ فَزَعاً وأَنَّسْتُهُ إِذا أَحْسَسْتَه ووجدتَهُ في نفسك وفي التنزيل العزيز آنَسَ من جانب الطُور ناراً يعني موسى أَبصر ناراً وهو الإِيناسُ وآنَس الشيءَ علمه يقال آنَسْتُ منه رُشْداً أَي علمته وآنَسْتُ الصوتَ سمعته وفي حديث هاجَرَ وإِسمعيلَ فلما جاءَ إِسمعيل عليه السلام كأَنه آنَسَ شيئاً أَي أَبصر ورأَى لم يَعْهَدْه يقال آنَسْتُ منه كذا أَي علمت واسْتَأْنَسْتُ اسْتَعْلَمْتُ ومنه حديث نَجْدَةَ الحَرُورِيِّ وابن عباس حتى تُؤْنِسَ منه الرُّشْدَ أَي تعلم منه كمال العقل وسداد الفعل وحُسْنَ التصرف وقوله تعالى يا أَيها الذين آمنوا لا تَدْخُلوا بُيوتاً غيرَ بُيوتِكم حتى تَسْتَأْنِسوا وتُسَلِّموا قال الزجاج معنى تستأْنسوا في اللغة تستأْذنوا ولذلك جاءَ في التفسير تستأْنسوا فَتَعْلَموا أَيريد أَهلُها أَن تدخلوا أَم لا ؟ قال الفراءُ هذا مقدم ومؤَخَّر إِنما هو حتى تسلِّموا وتستأْنسوا السلام عليكم أَأَدخل ؟ قال والاستئناس في كلام العرب النظر يقال اذهبْ فاسْتَأْنِسْ هل ترى أَحداً ؟ فيكون معناه انظرْ من ترى في الدار وقال النابغة بذي الجَليل على مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِ أَي على ثور وحشيٍّ أَحس بما رابه فهو يَسْتَأْنِسُ أَي يَتَبَصَّرُ ويتلفت هل يرى أَحداً أَراد أَنه مَذْعُور فهو أَجَدُّ لعَدْوِه وفراره وسرعته وكان ابن عباس رضي اللَه عنهما يقرأُ هذه الآية حتى تستأْذنوا قال تستأْنسوا خطأ من الكاتب قال الأَزهري قرأ أُبيّ وابن مسعود تستأْذنوا كما قرأَ ابن عباس والمعنى فيهما واحد وقال قتادة ومجاهد تستأْنسوا هو الاستئذان وقيل تستأْنسوا تَنَحْنَحُوا قال الأَزهري وأَصل الإِنْسِ والأَنَسِ والإِنسانِ من الإِيناسِ وهو الإِبْصار ويقال آنَسْتُه وأَنَّسْتُه أَي أَبصرته وقال الأَعشى لا يَسْمَعُ المَرْءُ فيها ما يؤَنِّسُه بالليلِ إِلاَّ نَئِيمَ البُومِ والضُّوَعا وقيل معنى قوله ما يُؤَنِّسُه أَي ما يجعله ذا أُنْسٍ وقيل للإِنْسِ إِنْسٌ لأَنهم يُؤنَسُونَ أَي يُبْصَرون كما قيل للجنِّ جِنٌّ لأَنهم لا يؤنسون أَي لا يُبصَرون وقال محمد بن عرفة الواسطي سمي الإِنْسِيٍّون إِنْسِيِّين لأَنهم يُؤنَسُون أَي يُرَوْنَ وسمي الجِنُّ جِنّاً لأَنهم مُجْتَنُّون عن رؤية الناس أَي مُتَوارُون وفي حديث ابن مسعود كان إِذا دخل داره اسْتَأْنس وتَكَلَّمَ أَي اسْتَعْلَم وتَبَصَّرَ قبل الدخول ومنه الحديث أَلم تَرَ الجِنَّ وإِبلاسها ويَأْسَها من بعد إِيناسها ؟ أَي أَنها يئست مما كانت تعرفه وتدركه من استراق السمع ببعثة النبي صلى اللَه عليه وسلم والإِيناسُ اليقين قال فإِن أَتاكَ امْرؤٌ يَسْعَى بِكذْبَتِه فانْظُرْ فإِنَّ اطِّلاعاً غَيْرُ إِيناسِ الاطِّلاعُ النظر والإِيناس اليقين قال الشاعر ليَس بما ليس به باسٌ باسْ ولا يَضُرُّ البَرَّ ما قال الناسْ وإِنَّ بَعْدَ اطِّلاعٍ إِيناسْ وبعضهم يقول بعد طُلوعٍ إِيناسٌ الفراء من أَمثالهم بعد اطِّلاعٍ إِيناسٌ يقول بعد طُلوعٍ إِيناس وتَأَنَّسَ البازي جَلَّى بطَرْفِه والبازي يَتَأَنَّسُ وذلك إِذا ما جَلَّى ونظر رافعاً رأْسه وطَرْفه وفي الحديث لو أَطاع اللَّهُ الناسَ في الناسِ لم يكن ناسٌ قيل معناه أَن الناس يحبون أَن لا يولد لهم إِلا الذُّكْرانُ دون الإِناث ولو لم يكن الإِناث ذهب الناسُ ومعنى أَطاع استجاب دعاءه ومَأْنُوسَةُ والمَأْنُوسَةُ جميعاً النار قال ابن سيده ولا أَعرف لها فِعْلاً فأَما آنَسْتُ فإِنما حَظُّ المفعول منها مُؤْنَسَةٌ وقال ابن أَحمر كما تَطايَرَ عن مَأْنُوسَةَ الشَّرَرُ قال الأَصمعي ولم نسمع به إِلا في شعر ابن أَحمر ابن الأَعرابي الأَنِيسَةُ والمَأْنُوسَةُ النار ويقال لها السَّكَنُ لأَن الإِنسان إِذا آنَسَها ليلاً أَنِسَ بها وسَكَنَ إِليها وزالت عنه الوَحْشَة وإِن كان بالأَرض القَفْرِ أَبو عمرو يقال للدِّيكِ الشُّقَرُ والأَنيسُ والنَّزِيُّ والأَنِيسُ المُؤَانِسُ وكل ما يُؤْنَسُ به وما بالدار أَنِيسٌ أَي أَحد وقول الكميت فِيهنَّ آنِسَةُ الحدِيثِ حَيِيَّةٌ ليسَتْ بفاحشَةٍ ولا مِتْفالِ أَي تَأْنَسُ حديثَك ولم يرد أَنها تُؤْنِسُك لأَنه لو أَراد ذلك لقال مُؤْنِسَة وأَنَسٌ وأُنَيسٌ اسمان وأُنُسٌ اسم ماء لبني العَجْلانِ قال ابن مُقْبِل قالتْ سُلَيْمَى ببطنِ القاعِ من أُنُسٍ لا خَيْرَ في العَيْشِ بعد الشَّيْبِ والكِبَرِ ويُونُسُ ويُونَسُ ويُونِسُ ثلاث لغات اسم رجل وحكي فيه الهمز فيه الهمز أَيضاً واللَّه أَعلم

( انقلس ) الأَنْقَيْلَسُ والأَنْقَلَيْسُ سمكة على خِلقَة حية وهي عجمية ابن الأَعرابي الشَّلِقُ الأَنْكَلَيْسُ ومرة قال الأَنْقَلَيْسُ وهو السمك الجِرِّيُّ والجِرِّيتُ وقال الليث هو بفتح اللام والأَلف ومنهم من يكسر الأَلف واللام قال الأَزهري أُراها معرَّبة

( انكلس ) ابن الأَعرابي الشَّلِقُ الأَنْكَلَيْسُ ومرة قال الأَنْقَلَيْسُ وهو السمك الجِرِّيُّ والجِرِّيتُ وقال الليث هو بفتح اللام والأَلف ومنهم من يكسرهما قال الأَزهري أُراها معرّبة وفي حديث علي رضي اللَّه عنه أَنه بَعَثَ إِلى السُّوق فقال لا تَأْكلوا الأَنْكَلَيْسَ هو بفتح الهمزة وكسرها سمك شبيه بالحيات رديء الغذاء وهو الذي يسمى « المارْماهي » وإِنما كرهه لهذا لا لأَنه حرام ورواه الأَزهري عن عَمّار وقال الأَنْقَلَيْسُ بالقاف لغة فيه

( أوس ) الأَوْسُ العطيَّةُ
( * قوله « الأوس العطية إلخ » عبارة القاموس الأوس الاعطاء والتعويض ) أُسْتُ القومَ أَؤُوسُهم أَوْساً إِذا أَعطيتهم وكذلك إِذا عوَّضتهم من شيء والأَوْس العِوَضُ أُسْتُه أَؤُوسُه أَوْساً عُضتُه أَعُوضُه عَوضاً وقال الجَعْدِيُّ لَبِسْتُ أُناساً فأَفْنَيْتُهم وأَفْنَيْتُ بعدَ أُناسٍ أُناسَا ثلاثةُ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهم وكان الإِلهُ هو المُسْتَآسَا أَي المُسْتَعاضَ وفي حديث قَيْلَةَ ربِّ أُسْني لما أَمْضَيْت أَي عَوّضْني والأَوْسُ العِوَضُ والعطية ويروى رب أَثِبْني من الثواب واسْتَآسَني فأُسْتُه طلب إِليَّ العِوَضَ واسْتَآسَهُ أَي اسْتَعَاضَه والإِياسُ العِوَضُ وإِياسٌ اسم رجل منه وأَساهُ أَوْساً كَآساه قال المؤَرِّجُ ما يُواسِيهِ ما يصيبه بخير من قول العرب أُسْ فلاناً بخير أَي أَصبه وقيل ما يُواسِيه من مودّته ولا قرابته شيئاً مأْخوذ من الأَوْس وهو العِوَضُ قال وكان في الأَصل ما يُواوِسُه فقدَّموا السين وهي لام الفعل وأَخَّروا الواو وهي عين الفعل فصار يُواسِوُه فصارت الواو ياء لتحريكها ولانكسار ما قبلها وهذا من المقلوب ويجوز أَن يكون من أَسَوْتُ الجُرْحَ وهو مذكور في موضعه والأَوْسُ الذئب وبه سمي الرجل ابن سيده وأَوْسٌ الذئبي معرفة قال لما لَقِينا بالفَلاةِ أَوْسا لم أَدْعُ إِلا أَسْهُماً وقَوْسا وما عَدِمْتُ جُرْأَةً وكَيْسا ولو دَعَوْتُ عامراً وعبْسا أَصَبْتُ فيهمْ نَجْدَةً وأُنْسا أَبو عبيد يقال للذئب هذا أَوسٌ عادياً وأَنشد كما خامَرَتْ في حَضْنِها أُمُّ عامِرٍ لَدى الحَبْل حتى غالَ أَوْسٌ عِيالَها يعني أَكلَ جِراءَها وأُوَيْسٌ اسم الذئب جاءَ مُصَّغَّراً مثل الكُمَيْت واللُّجَيْن قال الهذلي يا ليتَ شِعْري عنكَ والأَمْرُ أَمَمْ ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ ؟ قال ابن سيده وأُويس حقروه مُتَفَئِّلِين أَنهم يقدرون عليه وقول أَسماء بن خارجة في كلِّ يومٍ من ذُؤَالَهْ ضِغْثٌ يَزيدُ على إِبالَهْ فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً أَوْساً أُوَيْسُ من الهَبالَهْ الهبالة اسم ناقته وأُويس تصغير أَوس وهو الذئب وأَوساً هو موضع الشاهد خاطب بهذا الذئب وقيل افترس له شاة فقال لأَضعنَّ في حَشاك مَشْقَصاً عوضاً يا أُويس من غنيمتك التي غنمتها من غنمي وقال ابن سيده أَوساً أَي عوضاً قال ولا يجوز أَن يعني الذئب وهو يخاطبه لأَن المضمر المخاطب لا يجوز أَن يبدل منه شيء لأَنه لا يلبس مع أَنه لو كان بدلاً لم يكن من متعلق وإِنما ينتصب أَوساً على المصدر بفعل دل عليه أَو بلأَحشأَنك كأَنه قال أَوساً
( * قوله « كأنه قال أوساً » كذا بالأصل ولعل هنا سقطاً كأنه قال أؤوسك أوساً أو لأحشأنك أوساً ) وأَما قوله أُويس فنداء أَراد يا أُويس يخاطب الذئب وهو اسم له مصغراً كما أَنه اسم له مكبراً فأَما ما يتعلق به من الهبالة فإِن شئت علقته بنفس أَوساً ولم تعتدّ بالنداء فاصلاً لكثرته في الكلام وكونه معترضاً به للتأْكيد كقوله يا عُمَرَ الخَيْرِ رُزِقْتَ الجَنَّهْ أُكْسُ بُنَيَّاتي وأُمَّهُنَّهْ أَو يا أَبا حَفْصٍ لأَمْضِيَنَّهْ فاعترض بالنداء بين أَو والفعل وإِن شئت علقته بمحذوف يدل عليه أَوساً فكأَنه قال أَؤوسك من الهبالة أَي أُعطيك من الهبالة وإِن شئت جعلت حرف الجر هذا وصفاً لأَوساً فعلقته بمحذوف وضمنته ضمير الموصوف وأَوْسٌ قبيلة من اليمن واشتقاقه من آسَ يَؤُوسُ أَوْساً والاسم الإِياسُ وهو من العوض وهو أَوْسُ بن قَيْلَة أَخو الخَزْرَج منهما الأَنصار وقَيْلَة أُمهما ابن سيده والأَوْسُ من أَنصار النبي صّلى اللَّه عليه وسلم كان يقال لأَِبيهم الأَوْسُ فكأَنك إِذا قلت الأَوس وأَنت تعني تلك القبيلة إِنما تريد الأَوْسِيِّين وأَوْسُ اللات رجل منهم أَعقب فله عِدادٌ يقال لهم أَوْس اللَّه محوّل عن اللات قال ثعلب إِنما قَلَّ عدد الأَوس في بدر وأُحُدِ وكَثَرَتْهُم الخَزْرَجُ فيهما لتخلف أَوس اللَّه عن الإِسلام قال وحدث سليمان بن سالم الأَنصاري قال تخلف عن الإِسلام أَوْس اللَّه فجاءت الخزرج إِلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقالوا يا رسول اللَّه ائذن لنا في أَصحابنا هؤلاء الذين تخلفوا عن الإِسلام فقالت الأَوْس لأَوْسِ اللَّه إِن الخَزْرَج تريد أَن تأْثِرَ منكم يوم بُغاث وقد استأْذنوا فيكم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فأَسْلِمُوا قبل أَن يأْذن لهم فيكم فأَسْلَموا وهم أُمَيَّة وخَطْمَةُ ووائل أَما تسميتهم الرجل أَوْساً فإِنه يحتمل أَمرين أَحدهما أَن يكون مصدر أُسْتُه أَي أَعطيته كما سموه عطاء وعطية والآخر أَن يكون سمي به كما سَمَّوْهُ ذئباً وكَنَّوْه بأَبي ذؤَيب والآسُ العَسَلُ وقيل هو منه كالكَعْب من السَّمْن وقيل الآس أَثَرُ البعر ونحوه أَبو عمرو الآس أَن تَمُرَّ النحلُ فيَسْقُطَ منها نُقَطٌ من العسل على الحجارة فيستدل بذلك عليها والآس البَلَحُ والآسُ ضرب من الرياحين قال ابن دريد الآسُ هذا المشمومُ أَحسبه دخيلاً غير أَن العرب قد تكلمت به وجاءَ في الشعر الفصيح قال الهذلي بِمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ والآسُ قال أَبو حنيفة الآس بأَرض العرب كثير ينبت في السهل والجبل وخضرته دائمة أَبداً ويَسْمو حتى يكون شجراً عظاماً واحدته آسَةٌ قال وفي دوام خضرته يقول رؤبة يَخْضَرُّ ما اخْضَرَّ الأَلى والآسُ التهذيب الليث الآس شجرة ورقها عَطِرٌ والآسُ القَبْرُ والآسُ الصاحب والآس العسل قال الأَزهري لا أَعرف الآس بالوجوه الثلاثة من جهة نصح أَو رواية عن ثقة وقد احتج الليث لها بشعر أَحسبه مصنوعاً بانَتْ سُلَيْمَى فالفُؤادُ آسِي أَشْكو كُلُوماً ما لَهُنَّ آسِي من أَجْلِ حَوْراءَ كغُصْنِ الآسِ رِيقَتُها كمثل طَعْمِ الآسِ يعني العسل وما اسْتَأَسْتُ بعدَها من آسِي وَيْلي فإِني لاحِقٌ بالآسِ يعني القبر التهذيب والآسُ بقية الرماد بين الأَثافي في المَوْقِدِ قال فلم يَبْقَ إِلا آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَتْلَبُ وقال الأَصمعي الآسُ آثارُ النار وما يعرف من علاماتها وأَوْسْ زجر العرب للمَعَزِ والبقر تقول أَوْسْ أَوْسْ

( أيس ) الجوهري أَيِسْتُ منه آيَسُ يَأْساً لغة في يَئِسْتُ منه أَيْأَسُ يَأْساً ومصدرهما واحد وآيَسَني منه فلانٌ مثل أَيْأَسَني وكذلك التأْيِيسُ ابن سيده أَيِسْتُ من الشيء مقلوب عن يئِسْتُ وليس بلغة فيه ولولا ذلك لأَعَلُّوه فقالوا إِسْتُ أَآسُ كهِبْتُ أَهابُ فظهوره صحيحاً يدل على أَنه إِنما صح لأَنه مقلوب عما تصح عينه وهو يَئِسْتُ لتكون الصحة دليلاً على ذلك المعنى كما كانت صحة عَوِرَ دليلاً على ما لا بد من صحته وهو اعْوَرَّ وكان له مصدر فأَما إِياسٌ اسم رجل فليس من ذلك إِنما هو من الأَوْسِ الذي هو العِوَضُ على نحو تسميتهم للرجل عطية تَفَؤُّلاً بالعطية ومثله تسميتهم عياضاً وهو مذكور في موضعه الكسائي سمعت غير قبيلة يقولون أَيِسَ يايسُ بغير همز والإِياسُ السِّلُّ وآس أَيْساً لان وذَلَّ وأَيََّسَه لَيَّنَه وأَيَّسَ الرجلَ وأَيْسَ به قَصَّرَ به واحتقره وتَأَيَّسَ الشيءُ تَصاغَرَ قال المُتَلَمِّسُ أَلم تَرَ أَنْ الجَوْنَ أَصْبَحَ راكِداً تَطِيفُ به الأَيامُ ما يَتَأَيَّسُ ؟ أَي يتصاغَر وما أَيَّسَ منه شيئاً أَي ما استخرج قال والتَّأْيِيسُ الاستقلال يقال ما أَيَّسْنا فلاناً خيراً أَي ما استقللنا منه خيراً أَي أَردته لأَستخرج منه شيئاً فما قدرت عليه وقد أَيَّسَ يُؤَيِّسُ تَأْيِيساً وقيل التَّأْيِيسُ التأْثير في الشيء قال الشمَّاخ وجِلْدُها من أَطْومٍ ما يُؤَيِّسُه طِلْحٌ بِضاحِيَةِ الصَّيْداءِ مَهْزولُ وفي قصيد كعب بن زهير وجِلْدُها من أَطُومٍ لا يُؤَِيِّسُه التأْييس التذليل والتأْثير في الشيء أَي لا يؤثر في جلدها شيء وجيء به من أَيْسَ وليْسَ أَي من حيث هو وليس هو قال الليث أَيْسَ كلمةٌ قد أُميتت إِلا أَن الخليل ذكر أَن العرب تقول جيءِ به من حيث أَيْسَ وليسَ لم تستعمل أَيس إِلا في هذه الكلمة وإِنَّما معناها كمعنى حيث هو في حال الكينونة والوُجْدِ وقال إِن معنى لا أَيْسَ أَي لا وُجْدَ

( بأس ) الليث والبَأْساءُ اسم الحرب والمشقة والضرب والبَأْسُ العذاب والبأْسُ الشدة في الحرب وفي حديث علي رضوان اللَّه عليه كنا إِذا اشتدَّ البأْسُ اتَّقَيْنا برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يريد الخوف ولا يكون إِلا مع الشدَّة ابن الأَعرابي البأْسُ والبَئِسُ على مثال فَعِلٍ العذاب الشديد ابن سيده البأْس الحرب ثم كثر حتى قيل لا بَأْسَ عليك ولا بَأْسَ أَي لا خوف قال قَيْسُ بنُ الخطِيمِ يقولُ ليَ الحَدَّادُ وهو يَقُودُني إِلى السِّجْنِ لا تَجْزَعْ فما بكَ من باسِ أَراد فما بك من بأْس فخفف تخفيفاً قياسياً لا بدلياً أَلا ترى أَن فيها وتَتْرُكُ عُذْري وهو أَضْحَى من الشَّمْسِ فلولا أَن قوله من باس في حكم قوله من بأْس مهموزاً لما جاز أَن يجمع بين بأْس ههنا مخففاً وبين قوله ن الشمس لأَنه كان يكون أَحد الضربين مردفاً والثاني غير مردف والبَئِسُ كالبَأْسِ وإِذا قال الرجل لعدوّه لا بأْس عليك فقد أَمَّنه لأَنه نفى البأْس عنه وهو في لغة حِمير لَبَاتِ أَي لا بأْس عليك قال شاعرهم شَرَيْنَا النَّوْمَ إِذ غَضِبَتْت غَلاب تَنَادَوْا عند غَدْرِهِمُ لَبَاتِ وقد بَرَدَتْ مَعَاذِرُ ذي رُعَيْنِ ولَبَاتِ بلغتهم لا بأْس قال الأَزهري كذا وجدته في كتاب شمر وفي الحديث نهى عن كسر السِّكَةِ الجائزة بين المسلمين إِلا من بأْس يعني الدنانير والدراهم المضروبة أَي لا تكسر إِلا من أَمر يقتضي كسرها إِما لرداءتها أَو شكٍّ في صحة نقدها وكره ذلك لما فيها من اسم اللَّه تعالى وقيل لأَن فيه إِضاعة المال وقيل إِنما نهى عن كسرها على أَن تعاد تبراً فأَما للنفقة فلا وقيل كانت المعاملة بها في صدر الإِسلام عدداً لا وزناً وكان بعضهم يقص أَطرافها فنُهوا عنه ورجلٌ بَئِسٌ شجاع بَئِسَ بَأْساً وبَؤُسَ بَأْسَةً أَبو زيد بَؤُسَ الرجل يَبْؤُسُ بَأْساً إِذا كان شديد البَأْسِ شجاعاً حكاه أَبو زيد في كتاب الهمز فهو بَئِيسٌ على فَعِيل أَي شجاع وقوله عز وجل سَتُدعَوْنَ إِلى قوم أُولي بَأْسِ شديد قيل هم بنو حنيفة قاتلهم أَبو بكر رضي اللَّه عنه في أَيام مُسَيْلمة وقيل هم هَوازِنُ وقيل هم فارس والروم والبُؤْسُ الشدة والفقر وبَئِسَ الرجل يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً وبَئِيساً إِذا افتقر واشتدت حاجته فهو بائِسٌ أَي فقير وأَنشد أَبو عمرو وبيضاء من أَهلِ المَدينةِ لم تَذُقْ بَئِيساً ولم تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِدِ قال وهو اسم وضع موضع المصدر قال ابن بري البيت للفرزدق وصواب إِنشاده لبيضاء من أَهل المدينة وقبله إِذا شِئتُ غَنَّاني من العاجِ قاصِفٌ على مِعْصَمٍ رَيَّانَ لم يَتَخَدَّدِ وفي حديث الصلاة تُقْنِعُ يَدَيكَ وتَبْأَسُ هو من البُؤْسِ الخضوع والفقر ويجوز أَن يكون أَمراً وخبراً ومنه حديث عَمَّار بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ كأَنه ترحم له من الشدة التي يقع فيها ومنه الحديث كان يكره البُؤْسَ والتَّباؤُسَ يعني عند الناس ويجوز التَبَؤُسُ بالقصر والتشديد قال سيبويه وقالوا بُؤساً له في حد الدعاء وهو مما انتصب على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره والبَأْسَاءُ والمَبْأَسَة كالبُؤس قال بِشْرُ بن أَبي خازِم فأَصْبَحُوا بعد نُعْماهُمْ بِمَبْأَسَةٍ والدَّهْرُ يَخْدَعُ أَحْياناً فَيَنْصَرِفُ وقوله تعالى أَخَذناهم بالبَأْساءِ والضَّرَّاءِ قال الزجاج البأْساء الجوع والضراء في الأَموال والأَنفس وبَئِسَ يَبْأَسُ ويَبْئِسُ الأخيرة نادرة قال ابن جني هو
( * كذا بياض بالأصل ) كرم يكرم على ما قلناه في نعم ينعم وأَبْأَسَ الرجلُ حلت به البَأْساءُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد تَبُزُّ عَضارِيطُ الخَمِيسِ ثِيابَها
فأَبْأَسْت ... يومَ ذلك وابْنَما
( * كذا بياض بالأصل ولعل موضعه بنتاً )
والبائِسُ المُبْتَلى قال سيبويه البائس من الأَلفاظ المترحم بها
كالمِسْكين قال وليس كل صفة يترحم بها وإِن كان فيها معنى البائس والمسكين وقد بَؤُسَ بَأْسَةٌ وبئِيساً والاسم البُؤْسى وقول تأَبط شرّاً قد ضِقْتُ من حُبِّها ما لا يُضَيِّقُني حتى عُدِدْتُ من البُوسِ المساكينِ قال ابن سيده يجوز أَن يكون عنى به جمع البائس ويجوز أَن يكون من ذوي البُؤْسِ فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه والبائس الرجل النازل به بلية أَو عُدْمٌ يرحم لما به ابن الأَعرابي يقال بُوْساً وتُوساً وجُوْساً له بمعنى واحد والبأْساء الشدة قال الأَخفش بني على فَعْلاءَ وليس له أَفْعَلُ لأَنه اسم كما قد يجيء أَفْعَلُ في الأَسماء ليس معه فَعْلاء نحو أَحمد والبُؤْسَى خلاف النُّعْمَى الزجاج البأْساءُ والبُؤْسى من البُؤْس قال ذلك ابن دريد وقال غيره هي البُؤْسى والبأْساءُ ضد النُّعْمى والنَّعْماء وأَما في الشجاعة والشدة فيقال البَأْسُ وابْتَأَسَ الرجل فهو مُبْتَئِس ولا تَبْتَئِسْ أَي لا تحزن ولا تَشْتَكِ والمُبْتَئِسُ الكاره والحزين قال حسان بن ثابت ما يَقْسِمُ اللَّهُ أَقْبَلْ غَيْرَ مُبتِئِسٍ منه وأَقْعُدْ كريماً ناعِمَ البالِ أَي غير حزين ولا كاره قال ابن بري الأَحسن فيه عندي قول من قال إن مُبتَئِساً مُفْتَعِلٌ من البأْسِ الذي هو الشدة ومنه قوله سبحانه فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يفعلون أَي فلا يشتدّ عليك أَمْرُهم فهذا أَصله لأَنه لا يقال ابْتَأَسَ بمعنى كره وإِنما الكراهة تفسير معنوي لأَن الإِنسان إِذا اشتد به أَمرٌ كرهه وليس اشتدّ بمعنى كره ومعنى بيت حسان أَنه يقول ما يرزق اللَّه تعالى من فضله أَقبله راضياً به وشاكراً له عليه غير مُتَسَخِّطٍ منه ويجوز في منه أَن تكون متعلقة بأَقبل أَي أَقبله منه غير متسخط ولا مُشتَدٍّ أَمره عليّ وبعده لقد عَلِمْتُ بأَني غالي خُلُقي على السَّماحَةِ صُعْلوكاً وذا مالِ والمالُ يَغْشَى أُناساً لا طَباخَ بِهِمْ كالسِّلِّ يَغْشى أُصُولَ الدِّنْدِنِ البالي والطبَّاخُ القوّة والسِّمَنُ والدِّنْدنُ ما بَليَ وعَفِنَ من أُصول الشجر وقال الزجاج المُبْتَئِسُ المسكين الحزين وبه فسر قوله تعالى فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يَعْمَلون أَي لا تَحْزَن ولا تَسْتَكِنْ أَبو زيد وابْتَأَسَ الرجل إِذا بلغه شيء يكرهه قال لبيد في رَبْرَبٍ كَنِعاج صا رَةَ يَبْتَئِسْنَ بما لَقِينا وفي الحديث في صفة أَهل الجنة إِنَّ لكم أَن تَنْعَموا فلا تَبْؤُسوا بَؤُس يَبْؤُس بالضم فيهما بأْساً إِذا اشتد والمُبْتَئِسُ الكاره والحزين والبَؤُوس الظاهر البُؤْسِ وبِئْسَ نَقيضُ نِعْمَ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إِذا فَرَغَتْ من ظَهْرِه بَطَّنَتْ له أَنامِلُ لم يُبْأَسْ عليها دُؤُوبُها فسره فقال يصف زِماماً وبئسما دأَبت
( * قوله « وبئسما دأبت » كذا بالأصل ولعله مرتبط بكلام سقط من الناسخ ) أَي لم يُقَلْ لها بِئْسَما عَمِلْتِ لأَنها عملت فأَحسنت قال لم يسمع إِلا في هذا البيت وبئس كلمة ذم ونِعْمَ كلمة مدح تقول بئس الرجلُ زَيدٌ وبئست المرأَة هِنْدٌ وهما فعلان ماضيان لا يتصرفان لأَنهما أُزيلا عن موضعهما فنِعْمَ منقول من قولك نَعِمَ فلان إِذا أَصاب نِعْمَةً وبِئْسَ منقول من بَئِسَ فلان إِذا أَصاب بؤْساً فنقلا إِلى المدح والذم فشابها الحروف فلم يتصرفا وفيهما لغات تذكر في ترجمة نعم إِن شاء اللَّه تعالى وفي حديث عائشة رضي اللَّه عنها بِئْسَ أَخو العَشِيرةِ بئس مهموز فعل جامع لأَنواع الذم وهو ضد نعم في المدح قال الزجاج بئس ونعم هما حرفان لا يعملان في اسم علم إِنما يعملان في اسم منكور دالٍّ على جنس وإِنما كانتا كذلك لآن نعم مستوفية لجميع المدح وبئس مستوفية لجميعي الذم فإِذا قلت بئس الرجل دللت على أَنه قد استوفى الذم الذي يكون في سائر جنسه وإِذا كان معهما اسم جنس بغير أَلف ولام فهو نصب أَبداً فإِذا كانت فيه الأَلف واللام فهو رفع أَبداً وذلك قولك نعم رجلاً زيد ونعم الرجل زيد وبئس رجلاً زيد وبئس الرجل زيد والقصد في بئس ونعم أَن يليهما اسم منكور أَو اسم جنس وهذا قول الخليل ومن العرب من يصل بئس بما قال اللَّه عز وجل ولبئسما شَرَوْا به أَنفسهم وروي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه قال بئسما لأَحدكم أَن يقول نَسِيتُ أَنه كَيْتَ وكَيْتَ أَمَا إِنه ما نَسِيَ ولكنه أُنْسِيَ والعرب تقول بئسما لك أَن تفعل كذا وكذا إِذا أَدخلت ما في بئس أَدخلت بعد ما أَن مع الفعل بئسما لك أَن تَهْجُرَ أَخاك وبئسما لك أَن تشتم الناس وروى جميع النحويين بئسما تزويجٌ ولا مَهْر والمعنى فيه بئس تزويج ولا مهر قال الزجاج بئس إِذا وقعت على ما جعلت ما معها بمنزلة اسم منكور لأَن بئس ونعم لا يعملان في اسم علم إِنما يعملان في اسم منكور دالٍّ على جنس وفي التنزيل العزيز بعَذابٍ بَئِيسٍ بما كانوا يَفْسُقُون قرأَ أَبو عمرو وعاصم والكسائي وحمزة بعذابٍ بَئِيسٍ علة فَعِيلٍ وقرأَ ابن كثير بِئِيس على فِعِيلٍ وكذلك قرأَها شِبْل وأَهلُ مكة وقرأَ ابن عامر بِئْسٍ علة فِعْلٍ بهمزة وقرأَها نافع وأَهل مكة بِيْسٍ بغير همز قال ابن سيده عذاب بِئْسٌ وبِيسٌ وبَئِيسٌ أَي شديد وأَما قراءَة من قرأَ بعذاب بَيْئِسٍ فبنى الكلمة مع الهمزة على مثال فَيْعِلٍ وإِن لم يكن ذلك إِلا في المعتل نحو سَيِّدٍ ومَيِّتٍ وبابهما يوجهان العلة
( * قوله « يوجهان العلة إلخ » كذا بالأصل ) وإِن لم تكن حرف علة فإِنها معرضة للعلة وكثيرة الانقلاب عن حرف العلة فأُجريت مجرى التعرية في باب الحذف والعوض وبيس كخِيس يجعلها بين بين من بِئْسَ ثم يحولها بعد ذلك وليس بشيء وبَيِّسٍ على مثال سَيِّدٍ وهذا بعد بدل الهمزة في بَيْئِسٍ والأَبْؤُسُ جمع بَؤُسٍ من قولهم يومُ بُؤْس ويومُ نُعْمٍ والأَبْؤُسُ أَيضاً الداهية وفي المثل عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً وقد أَبْأَسَ إبْآساً قال الكميت قالوا أَساءَ بنوكُرْزٍ فقلتُ لهم عسى الغُوَيْرُ بإِبْآسٍ وإِغْوارِ قال ابن بري الصحيح أَن الأَبْؤُسَ جمع بَأْس وهو بمعنى الأَبْؤُس
( * قوله « وهو بمعنى الأبؤس » كذا بالأصل ولعل الأولى بمعنى البؤس ) لأَن باب فَعْلٍ أَن يُجْمَعَ في القلة على أَفْعُلٍ نحو كَعْبٍ وأَكْعُبٍ وفَلْسٍ وأَفْلُسٍ ونَسْرٍ وأَنْسُرٍ وباب فُعْلٍ أَن يُجْمَع في القلة على أَفْعال نحو قُفْلٍ وبُرْدٍ وأَبْرادٍ وجُنْدٍ وأَجنادٍ يقال بَئِسَ الشيءُ يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً إِذا اشتدّ قال وأَما قوله والأَبْؤُسُ الداهية قال صوابه أَن يقول الدواهي لأَن الأَبْؤُس جمع لا مفرد وكذلك هو في قول الزَّبَّاءِ عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً هو جمع بأْسٍ على ما تقدم ذكره وهو مَثَلٌ أَوَّل من تكلم به الزَّبَّاء قال ابن الكلبي التقدير فيه عسى الغُوَيْرُ أَن يُحْدِثَ أَبْؤُساً قال وهو جمع بَأْسٍ ولم يقل جمعُ بُؤْسٍ وذلك أَن الزَّبَّاء لما خافت من قَصِيرٍ قيل لها ادخلي الغارَ الذي تحت قصرك فقالت عسى الغوير أَبؤُساً أَي إِن فررت من بأْس واحد فعسى أَن أَقع في أَبْؤُسٍ وعسى ههنا إِشفاق قال سيبويه عسى طمع وإِشفاق يعني أَنها طمع في مثل قولك عسى زيد أَن يسلم وإِشفاق مثل هذا المثل عسى الغوير أَبؤُساً وفي مثل قول بعض أَصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلم عسى أَن يَضُرَّني شَبَهُه يا رسول اللَّه فهذا إِشفاق لا طمع ولم يفسر معنى هذا المثل ولم يذكر في أَي معنى يتمثل به قال ابن الأَعرابي هذا المثل يضرب للمتهم بالأَمر ويشهد بصحة قوله قول عمر رضي اللَّه عنه لرجل أَتاه بمَنْبُوذٍ عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً وذلك أَنه اتهمه أَن يكون صاحب المَنْبوذَ وقال الأَصمعي هو مثل لكل شيء يخاف أَن يَأْتي منه شر قال وأَصل هذا المثل أَنه كان غارٌ فيه ناس فانْهارَ عليهم أَو أَتاهم فيه فقتلهم وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً هو جمع بأْس وانتصب على أَنه خبر عسى والغُوَيْرُ ماء لكَلْبٍ ومعنى ذلك عسى أَن تكون جئت بأَمر عليك فيه تُهَمَةٌ وشِدَّةٌ

( ببس ) البابُوسُ ولد الناقة وفي المحكم الحُوارُقال ابن أَحمر حَنَّتْ قَلُوصي إِلى بابوسِها طَرَباً
فما حَنِينُكِ أَم ما أَنتِ والذِّكَرُ ؟ ...
( * قوله « طرباً » الذي في النهاية جزعاً والذكر جمع ذكرة بكسر فسكون
وهي الذكرى بمعنى التذكر )
وقد يستعمل في الإِنسان التهذيب البابُوسُ الصبي الرضيع في مَهْدِه وفي حديث جُرَيْجٍ الراهب حين استنطق الرضيعَ في مَهْدِه مسح رأْس الصبي وقال له يا بابُوسُ مَنْ أَبوك ؟ فقال فلان الراعي قال فلا أَدري أَهو في الإِنسان أَصل أَم استعارة قال الأَصمعي لم نسمع به لغير الإِنسان إِلا في شعر ابن أَحمر والكلمة غير مهموزة وقد جاءت في غير وضع وقيل هو اسم للرضيع من أَي نوع كان واختلف في عربيته

( بجس ) البَجْسُ انشقاق في قِرْبة أَو حجر أَو أَرض يَنْبُعُ منه الماءُ فإِن لم يَنْبُعْ فليس بانْبِجاسٍ وأَنشد وَكِيفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسا وبَجَسْتُه أَبْجِسُه وأَبْجُسُه بَجْساً فانْبَجَسَ وبَجَّسْتُه فَتَبَجَّسَ وماء بَجِيسٌ سائل عن كراع قال اللَّه تعالى فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً والسحابُ يَتَبَجَّسُ بالمطر والانْبِجاسُ عامٌّ والنُّبُوع للعين خاصة وبَجَسْتُ الماءَ فانْبَجَسَ أَي فَجَرْتُه فانفجر وبَجَس الماءُ بنفسه يَبْجُسُ يتعدّى ولا يتعدّى وسحاب بُجْسٌ وانْبَجَسَ الماءُ وتَبَجَّسَ أَي تفجر وفي حديث حذيفة ما منا رجل إِلا به آمَّةٌ يَبْجُسُها الظُّفُرُ إِلا الرَّجُلَيْن يعني عليّاً وعمر رضي اللَّه عنهما الآمّة الشجة التي تبلغ أُمَّ الرأْس ويَبجُسُها يَفْجُرُها وهو مَثَلٌ أَرادَ أَنها نَغِلَة كثيرة الصديد فإِن أَراد أَحد أَن يفجرها بظفره قدر على ذلك لامتلائها ولم يحتج إِلى حديدة يشقها بها أَراد ليس منا أَحد إِلا وفيه شيء غير هذين الرجلين ومنه حديث ابن عباس أَنه دخل على معاوية وكأَنه قَزَعَةٌ يَتَبَجَّسُ أَي يتفجر وجاءَنا بثريد يَتَبَجَّسُ أُدْماً وبَجَّسَ المُخُّ دخل في السُّلامى والعين فذهب وهو آخر ما يبقى والمعروف عند أَبي عبيد بَخَّسَ وبَجْسَةُ اسم عين

( بحلس ) الأَزهري يقال جاءَ رائقاً عَثَريّاً وجاء يَنْفُضُ أَصْدَرَيْه وجاءَ يَتَبَحْلَسُ وجاءَ مُنْكَراً إِذا جاءَ فارغاً لا شيء معه

( بخس ) البَخْسُ النَّقْصُ بَخَسَه حَقَّه يَبْخَسُه بَخْساً إِذا نقصه وامرأَة باخِسٌ وباخِسَةٌ وفي المثل في الرجل تَحْسَبُه مغفلاً وهو ذو نَكْراءَ تَحسَبُها حمقاءَ وهي باخِسٌ أَو باخِسَةٌ أَبو العباس باخِسٌ بمعنى ظالم ولا تَبْخَسُوا الناس لا تظلموهم والبَخْسُ من الظلم أَنْ تَبْخَسَ أَخاك حَقَّه فتنقصه كا يَبْخَسُ الكيالُ مكياله فينقصه وقوله عز وجل فلا يَخافُ بَخْساً ولا رَهَقاً أَي لا ينقص من ثواب عمله ولا رهقاً أَي ظلماً وثَمَنٌ بَخْسٌ دونَ ما يُحَبُّ وقوله عز وجل وشَرَوْه بثمن بَخْسٍ أَي ناقص دون ثمنه والبَخْسُ الخَسِيسُ الذي بَخَس به البائعُ قال الزجاج بَخْس أَي ظُلْم لأَن الإِنسان الموجود لا يحل بيعه قال وقيل بَخْسٌ ناقص وأَكثر التفسير على أَن بَخْساً ظلم وجاءَ في التفسير أَنه بيع بعشرين درهماً وقيل باثنين وعشرين أَخذ كل واحد من إِخوته درهمين وقيل بأَربعين درهماً ويقال للبيع إِذا كان قَصْداً لا بَخْسَ فيه ولا شطط وفي التهذيب لا بَخْس ولا شُطُوط وبَخَسَ الميزانً نَقَصَه وتَباخَسَ القومُ تغابنوا وروي عن الأَوزاعي في حديث أَنه يأْتي على الناس زمانٌ يُستحلُّ فيه الربا بالبيع والخمرُ بالنبيذ والبَخْسُ بالزكاة أَراد بالبَخْس ما يأْخذه الولاة باسم العُشْر يتأَوّلون فيه أَنه الزكاة والصدقات والبَخْسُ فَقْءُ العين بالإِصبع وغيرها وبَخَسَ عينه يَبْخَسُها بخساً فقأَها لغة في بَخَصَها والصاد أَعلى قال ابن السكيت يقال بَخَصْتُ عينَه بالصاد ولا تقل بَخَسْتُها إِنما البَخْسُ نقصانُ الحق والبَخْسُ أَرض تُنْبِتُ بغير سَقْي والجمع بُخُوسٌ والبَخْسُ من الزرع ما لم يُسْقَ بماءٍ عِدٍّ إِنما سقاه ماء السماء قال أَبو مالك قال رجل من كندة يقال له العُذافَة وقد رأَيته قالتْ لُبَيْنَى اشْتَرْ لنا سَويقَا وهاتِ بُرَّ البَخْسِ أَو دَقِيقا واعْجَلْ بِشَحْمٍ نَتَّخِذْ حُرْذِيقا واشْتَرْ فَعَجِّلْ خادِماً لَبِيقا واصْبُغْ ثيابي صِبَغاً تَحْقِيقا من جَيِّدِ العُصْفُرِ لا تَشْرِيقا بِزَعْفَرَانٍ صِبَغاً رَقيقا قال البَخْسُ الذي يزرع بماء السماء تشريقاً أَي صُفِّرَ شيئاً يسيراً والأَباخِسُ الأَصابعُ قال الكُمَيْتُ جَمَعْتَ نِزَاراً وهي شَتَّى شُعُوبُها كما جَمَعَتْ كَفُّ إليها الأَباخِسا وإِنه لشديد الأَباخِسِ وهي لحم العَصَب وقيل الأَباخِسُ ما بين الأَصابع وأُصولها والبَخِيسُ من ذي الخُفِّ اللحم الداخل في خُفِّه والبَخِيسُ نِياطُ القلب ويقال بَخَّسَ المُخُّ تَبْخِيساً أَي نقص ولم يبق إِلا في السُّلامَى والعين وهو آخر ما يبقى وقال الأُموي إِذا دخل في السُّلامَى والعين فذهب وهو آخر ما يبقى

( بدس ) بَدَسَه بِكَلِمَةٍ بَدْساً رماه بها عن كراع

( برس ) البِرْسُ والبُرْسُ القُطْنُ قال الشاعر تَرْمِي اللُّغامَ على هاماتها قَزَعاً كالبُِرْسِ طَيَّرَه ضَرْبُ الكَرابِيلِ الكرابيل جمع كِرْبالٍ وهو مِنْدَفُ القطن والقَزَعُ المتفرِّق قِطَعاً وقيل البُرْسُ شبيه بالقطن وقيل البرس قُطْنُ البَرْدِيِّ وأَنشد كنَدِيفِ البِرْسِ فوقَ الجُماحْ والنِّبْرَاسُ المصباح قال ابن سيده رحمه اللَّه تعالى وإِنما قَضَينا بزيادة النون لأَن بعضهم ذهب إِلى أَن اشتقاقه من البُرْسِ الذي هو القطن إذ الفتيلة في الأَغلب إِنما تكون من قطن وذكره الأَزهري في الرباعي قال ويقال للسِّنانِ نِبْرَاسٌ وجمعه النَّبَارِسُ قال ابن مقبل إِذ رَدَّها الخَيْلُ تَعْدُو وهي خافِضَةٌ حَدَّ النَّبَارِسِ مَطْرُوراً نَواحِيها أَي خافضة الرماح والبَِرْسُ حَذَاقَة الدليل وبَرَسَ إِذا اشتد على غريمه وبُرْسَانُ قبيلة من العرب والبَرْنَساءُ الناسُ وفيه لغات بَرْنَسَاءُ ممدود غير مصروف مثل عَقْرباءَ وبَرْناساءُ وبَراساءُ وفي حديث الشعبي هو أَحل من ماءِ بُرْسٍ بُرْس أَجَمَةٌ معروفة بالعراق وهي الآن قرية واللَّه أَعلم

( بربس ) أَبو عمرو البِرْباسُ البئر العَمِيقَةُ

( برجس ) البِرْجِسُ والبِرْجِيسُ نجم قيل هو المُشتري وهو قيل المِرِّيخُ والأَعرف البِرْجِيسُ وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم سئل عن الكواكب الخُنَّسِ فقال هي البِرْجِيسُ وزُحَلُ وبَهْرَامُ وعُطارِدُ والزُّهَرَةُ البِرْجيسُ المُشْتَرِي وبَهْرام المِرِّيخ والبُرْجاسُ غَرَض في الهواء يرمى به قال الجوهري وأَظنه مولِّداً شمر البُرْجاسُ شبه الأَمارَةِ تنصب من الحجارة غيره المِرْجاسُ حجر يرمى به في البئر ليطيب ماؤُها وتفتح عيونها وأَنشد إِذا رَأَوْا كَريهَةً يَرْمُونَ بي رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي قال ووجدت هذا في أَشعار الأَزْد بالبُرْجاس في قعر الطَّوي والشعر لسعد بن المنتحر
( * قوله « لسعد بن المنتحر » كذا بالأصل بالحاء المهملة وفي شرح القاموس بالحاء المعجمة ) البارقي رواه المُؤَرِّجُ وناقة بِرْجِيسٌ أَي غزيرة

( بردس ) رجل بِرْدِيسٌ خبيث منكر وهي البَرْدَسة

( برطس ) المُبَرْطِسُ الذي يكتري للناس الإِبل والحمير ويَأْخذ جُعْلاً والاسم البَرْطَسَةُ

( برعس ) ناقة بِرْعِسٌ وبِرْعِيسٌ غزيرة وأَنشد إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدائمُ فاعْمِدْ بَراعِيسَ أَبوها الرَّاهِمُ وراهم اسم فحل وقيل ناقة بِرْعِسٌ وبِرْعِيسٌ جميلة تامة

( برنس ) البُرْنُس كل ثوب رأْسه منه مُلْتَزِقٌ به دُرَّاعَةً كان أَو مِمْطَراً أَو جُبَّة وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه سقط البُرْنُسُ عن رأْسي هو من ذلك الجوهري البُرْنُسُ قَلَنْسُوَة طويلة وكان النُّسَّاكُ يلبسونها في صدر الإِسلام وقد تَبَرْنَسَ الرجل إِذا لبسه قال وهو من البِرْس بكسر الباء القطن والنون زائدة وقيل إِنه غير عربي والتَّبَرْنُسُ مشي الكلب وإذا مشى الإِنسان كذلك قيل هو يَتَبَرْنَسُ وتَبَرْنَس الرجل مشى ذلك المشي وهو يمشي البَرْنَسَاءَ أَي في غير صَنْعَةٍ أَبو عمرو يقال للرجل إِذا مرَّ مرّاً سريعاً هو يَتَبَرْنَسُ وأَنشد فَصَبَّحَتْه سِلَقٌ تَبَرْنَسُ والبَرْنَسا والبَرْنَساءُ ابن آدم يقال ما أَدري أَيُّ البَرْنَساء هو ويقال ما أَدري أَيُّ بَرَنْساءَ هو وأَيُّ بَرْناساء هو وأَي البَرَنْساءِ هو معناه ما أَدري أَيُّ الناس هو والبَرْنَساء الناس وفيه لغات بَرْنَساء مثل عَقْرَباء ممدود غير مصروف وبَرْناساء وبَراساء والولد بالنَّبَطِيَّة بَرَقْ نَسا

( بسس ) بَسَّ السَّويقَ والدقيقَ وغيرهما يَبُسُّه بَسّاً خلطه بسمن أَو زيت وهي البَسِيسَةُ قال اللحياني هي التي تُلتُّ بسمن أَو زيت ولا تُبَلُّ والبَسُّ اتخاذ البَسيسَة وهو أَن يُلتَّ السَّويقُ أَو الدقيق أَو الأَقِطُ المطحون بالسمن أَو بالزيت ثم يؤكل ولا يطبخ وقال يعقوب هو أَشد من اللَّتِّ بللاً قال الراجز لا تَخْبِزَا خَبْزاً وبَسَّا ولا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسَا وذكر أَبو عبيدة أَنه لص من غَطَفان أَراد أَن يخبز فخاف أَن يعجل عن ذلك فأَكله عجيناً ولم يجعل البَسَّ من السَّوقِ اللَّين ابن سيده والبَسِيسَةُ الشعير يخلط بالنوى للإِبل والبسيسة خبز يجفف ويدق ويشرب كما يشرب السويق قال ابن دريد وأَحسبه الذي يسمى الفَتُوتُ وفي التنزيل العزيز وبُسَّتِ الجبالُ بَسّاً قال الفراء صارت كالدقيق وكذلك قوله عز وجل
( * قوله « وكذلك قوله عز وجل إلخ » كذا بالأصل وعبارة متن القاموس وشرحه وبست الجبال بسّاً أي فتت نقله اللحياني فصارت أرضاً قاله الفراء وقال أبو عبيدة فصارت تراباً وقيل نسفت كما قال تعالى ينسفها ربي نسفاً وقيل سيقت كما قال تعالى وسيرت إلخ ) وسيرت الجبال فكانت سراباً وبست فتت فصارت أَرضاً وقيل نسفت كما قال تعالى ينسفها ربي نسفاً وقيل سيقت كما قال تعالى وسيرت الجبال فكانت سراباً وقال الزجاج بُسَّتْ لُتَّتْ وخلطت وبَسَّ الشيءَ إِذا فَتَّتَه وفي حديث المتعة ومعي بُرْدَةٌ قد بُسَّ منها أَي نيلَ منها وبَلِيَتْ وفي حديث مجاهد من أَسماء مكة البَاسَّةُ سميت بها لأَنها تَحْطِمُ من أَخطأَ فيها والبَسُّ الحَطْمُ ويروى بالنون من النَّسِّ الطرد الأَصمعي البَسيسَة كل شيء خلطته بغيره مثل السويق بالأَقط ثم تَبُلُّه بالرُّبِّ أَو مثل الشعير بالنوى للإِبل يقال بَسَسْتُهُ أَبُسُّه بَسّاً وقال ثعلب معنى وبُسَّت الجبال بسّاً خلطت بالتراب وقال اللحياني قال بعضهم فُتَّتْ وقال بعضهم سُوِّيتْ وقال أَبو عبيدة صارت تراباً تَرِباً وجاء بالأَمر من حَسِّه وبَسِّه أَي من حيث كان ولم يكن ويقال جئْ به من حِسِّك وبِسِّك أَي ائتِ به على كل حال من حيث شئت قال أَبو عمرو يقال جاء به من حَسِّه وبَسِّه أَي من جهده ولأَطلُبَنَّه من حَسِّي وبَسِّي أَي من جُهْدي وينشد ترَكَتْ بَيْتي من الأَشْ ياءِ قَفْراً مثلَ أَمْسِ كلُّ شيءٍ كنتُ قد جَمَّ عْتُ من حَسِّي وبَسِّي وبَسَّ في ماله بَسَّةً ووَزَمَ وَزْمَةً أَذهب منه شيئاً عن اللحياني وبِسْ بِسْ ضرب من زجر الإِبل وقد أَبَّسَ بها وبَس بَسْ وبِسْ بِسْ من زجر الدابة بَسَّ بها يَبُسُّ وأَبَسَّ وقال اللحياني أَبَسَّ بالناقة دعاها للحلب وقيل معناه دعا ولدها لِتَدِرَّ على حالبها وقال ابن دريد بَسَّ بالناقة وأَبَسَّ بها دعاها للحلب وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال يخرج قوم من المدينة إِلى الشام واليمن والعراق يُبِسُّون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون قال أَبو عبيد قوله يُبِسُّون هو أَن يقال في زجر الدابة إِذا سُقْتَ حماراً أَو غيره بَسْ بَسْ وبِسْ بِسْ بفتح الباء وكسرها وأَكثر ما يقال بالفتح وهو صوت الزجر للسَّوْق وهو من كلام أَهل اليمن وفيه لغتان بَسَسْتُها وأَبْسَسْتُها إِذا سُقْتَها وزجَرْتها وقلت لها بِسْ بِسْ فيقال على هذا يَبُسُّون ويُبِسِّون وأَبَسَّ بالغنم إِذا أَسْلاها إِلى الماء وأَبْسَسْتُ بالغنم إِبْسَاساً وقال أَبو زيد أَبْسَسْتُ بالمَعَز إِذا أَشلَيْتَها إِلى الماء وأَبَسَّ بالإِبل عند الحلب إِذا دعا الفصيل إِلى أُمه وأَبَسَّ بأُمه له التهذيب وأَبْسَسْتُ بالإِبل عند الحلب وهو صُويْتُ الراعي تسكن به الناقة عند الحلب وناقة بَسُوسٌ تَدِرُّ عند الإِبْساس وبَسْبَسَ بالناقة كذلك وقال الراعي لعَاشِرَةٍ وهو قد خافَها فَظَلَّ يُبَسْبِسُ أَو يَنْقُر لعاشرة بعدما سارت عشر ليال يُبَسْبِسُ أَي يَبُسُّ بها يسكنها لتَدِرَّ والإِبْساسُ بالشفتين دون اللسان والنقر باللسان دون الشفتين والجمل لا يُبَسُّ إِذا استصعب ولكن يُشْلَى باسمه واسم أُمه فيسكن وقيل الإِبْساسُ أَن يمسح ضرع الناقة يُسَكِّنُها لتَدِرَّ وكذلك تَبُسُّ الريح بالسحابة والبُسُسُ الرُّعاة والبُسُسُ النُّوق الإِنْسِيَّة والبُسُسُ الأَسْوِقَةُ الملتوتة والإِبْساسُ عند الحلب أَن يقال للناقة بِسْ بِسْ أَبو عبيد بَسَسْتُ الإِبل وأَبْسَسْت لغتان إِذا زجرتها وقلت بِسْ بِسْ والعرب تقول في أَمثالهم لا أَفعله ما أَبَسَّ عبدٌ بناقته قال اللحياني وهو طوافه حولها ليحلبها أَبو سعيد يُبِسُّون أَي يسيحون في الأَرض وانْبَسَّ الرجلُ إِذا ذهب وبُسَّهُمْ عنك أَي اطردهم وبَسَسْتُ المالَ في البلاد فانْبَسَّ إِذا أَرسلته فتفرق فيها مثل بَثَثْتُه فانْبَثَّ وقال الكسائي أَبْسَسْتُ بالنعجة إِذا دعوتها للحلب وقال الأَصمعي لم أَسمع الإِبْساسَ إِلا في الإِبل وقال ابن دريد بَسَسْتُ الغنم قلت لها بَسْ بَسْ والبَسُوسُ الناقة التي لا تَدِرُّ إِلا بالإِبْساسِ وهو أشن يقال لها بُسُّ بُسُّ بالضم والتشديد وهو الصُّوَيْتُ الذي تُسَكَّنُ به الناقةُ عند الحلب وقد يقال ذلك لغير الإِبل والبَسُوسُ اسم امرأَة وهي خالة جَسَّاس بن مُرَّة الشَّيْباني كانت لها ناقة يقال لها سَرَابِ فرآها كُلَيْبُ وائلٍ في حِماه وقد كَسَرَتْ بَيْض طير كان قد أَجاره فَرَمى ضَرْعها بسهم فَوَثَبَ جَسَّاس علة كليب فقتله فهاجت حَربُ بكرٍ وتَغْلِبَ ابني وائل بسببها أَربعين سنة حتى ضربت بها العرب المثل في الشؤم وبها سميت حرب البَسُوس وقيل إِن الناقة عقرها جَسَّاسُ بن مرة ومن أَمثال العرب السائرة « غيره وفي الحديث » هو اَشْأَمُ من البَسُوسِ وهي ناقة كانت تَدُِرُّ على المُبِسِّ بها ولذلك سميت بَسُوساً أَصابها رجل من العرب بسهم في ضرعها فقتلها وفي البَسُوسِ قول آخر روي عن ابن عباس قال الأَزهري وهذه أَشْبه بالحق وروى بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى واتْلُ عليهم نَبَأَ الذي آتيناه آياتِنا فانسَلَخ منها قال هو رجل أُعْطِيَ ثلاث دعوات يستجاب له فيها وكان له امرأَة يقال لها البَسُوسُ وكان له منها ولد وكانت له مُحبَّة فقالت اجعل لي منها دعوة واحدة قال فلك واحدة فماذا تأْمرين ؟ قالت ادعُ اللَّه أَن يجعلني أَجمل امرأَة في بني إِسرائيل فلما علمت أَن ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأَرادت شيئاً آخر فدعا اللَّه عليها أَن يجعلها كلبة نَبَّاحَةً فذهبت فيها دعوتان وجاء بنوها فلقالوا ليس لنا على هذا قرار قد صارت أُمنا كلبة تُعَيِّرُنا بها الناسُ فادع اللَّه أَن يعيدها إِلى الحال التي كانت عليها فدعا اللَّه فعادت كما كانت فذهبت الدعوات الثلاث في البَسُوس وبها يضرب المثل في الشُّؤْمِ وبُسْ زجر للحافر وبَسْ بمعنى حَسْبُ فارسية وقد بَسْبَسَ به وأَبَسَّ به وأَسَّ به إِلى الطعام دعاه وبَسَّ الإِبل بَسّاً ساقها قال لا تَخْبِزَا خَبْزاً وبُسَّا بَسَّا وقال ابن دريد معناه لا تُبْطِئا في الخَبْزِ وبُسَّا الدقيق بالماءِ فكلاه وفي ترجمة خبز الخَبْزُ السَّوْقُ الشديد بالضرب والبَسُّ السير الرقيق بَسَسْتُ أَبُسُّ بَسّاً وبَسَسْتُ الإِبل أَبُسُّها بالضم بَسّاً إِذا سُقْتَها سوقاً لطيفاً والبَسُّ السَّوْقُ اللَّيِّنُ وقيل البَسُّ أَن تَبُلَّ الدَّقيق ثم تأْكله والخَبْزُ أَن تَخبِزَ المَلِيلَ والبَسيسَة عندهم الدقيق والسويق يلت ويتخذ زاداً ابن السكيت بَسَسْتُ السويقَ والدقيق أَبُسُّه بَسّاً إِذا بللته بشيءٍ من الماء وهو أَشد من اللَّتِّ وبَسَّ الرجلَ يَبُسُّه طرده ونحاه وانْبَسَّ تَنَحَّى وبَسَّ عَقاربه أَرسل نمائمه وأَذاه وانْبَسَّتِ الحيةُ انْسابَتْ على وجه الأَرض قال وانْبَسَّ حَيَّاتُ الكَثِيبِ الأَهْيَلِ وانْبَسَّ في الأَرض ذهب عن اللحياني وحده حكاه في باب انْبَسَّت الحيات انْبِساساً قال والمعروف عند أَبي عبيد وغيره ارْبَسَّ وفي حديث الحجاج قال للنعمان بن زُرْعَةَ أَمِنَّ أَهلِ الرَّسِّ والبَسِّ أَنت ؟ البَسُّ الدَّسُّ يقال بَسَّ فلان لفلان من يتخبر له خبره ويأَتيه به أَي دَسَّه إِليه والبَسْبَسَة السِّعايَةُ بين الناس والبَسْبَسُ شجرٌ والبَسْبَسُ لغة في السَّبْسَبِ وزعم يعقوب أَنه من المقلوب والبِسابِسُ الكذب والبَسْبَس القَفْرُ والتُّرَّهات البَسابِسُ هي الباطلُ وربما قالوا تُرَّهاتُ البَسابِسِ بالإِضافة وفي حديث قُسٍّ فبينا أَنا أَجول بَسْبَسَها البَسْبَسُ البَرُّ المُقْفِرُ الواسع ويروى سَبْسَبَها وهو بمعناه وبَسْبَس بَوْلَه كَسَبْسَبَه والبَسْباسُ بَقْلَة قال أَبو حنيفة البَسْباسُ من النبات الطيب الريح وزعم بعض الرواةى أَنه النانخاه وأَما أَبو زياد فقال البَسْباسُ طَيِّبُ الريح يُشْبِه طَعْمُه طعم الجزر واحدته بَسْباسَةٌ الليث البَسباسَة بقلة قال الأَزهري هي معروفة عند العرب قال والبَسْبَسُ شجر تتخذ منه الرجال قال الأَزهري الذي قالَه الليث في البسبس أَنه شجر لا أَعرفه قال وأَراه أَراد السَّبْسَبَ وبَسْباسَةُ اسم امرأَة والبَسُوس كذلك وبُسٌّ موضع عند حنين قال عباس بن مِرْداس السُّلَمِيُّ رَكَضْتُ الخَيْلَ فيها بين بُسٍّ إِلى الأَوْراد تَنْحِطُ بالنِّهابِ قال وأُرى عاهانَ بن كعب إياه عنى بقوله بَنِيكَ وهَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ غِلاظُ منابِتِ القَصَراتِ كُومُ يقول عليك بنيك أَو انظر بنيك ورفع هجمة على تقدير وهذه هَجْمَةٌ كالأَشاء ففيها ما يَشْغَلْك عن النعيم

( بطس ) التهذيب بِطياسُ اسم موضع على بناء الجِرْيال قال وكأَنه أَعجمي

( بغس ) البَغْسُ السَّوادُ يَمانِيَةٌ

( بكس ) التهذيب ابن الأَعرابي بَكَسَ خَصْمَه إِذا قهره قال والبُكْسَةُ خرقة يدوّرها الصبيان ثم يأْخذون حجراً فيدوّرونه كأَنه كُرَةٌ ثم يتقامرون بها وتسمى هذه اللُّعْبَةُ الكُجَّةَ ويقال لهذه الخرقة أَيضاً التُّونُ والآجُرَّةُ

( بلس ) أَبْلَسَ الرجلُ قُطِعَ به عن ثعلب وأَبْلَس سكت وأَبْلَسَ من رحمة اللَّه أَي يَئِسَ ونَدِمَ ومنه سمي إبليس وكان اسمه عزازيلَ وفي التنزيل العزيز يومئذ يُبْلِسُ المجرمون وإِبليس لعنة اللَّه مشتق منه لأَنه أُبْلِسَ من رحمة اللَّه أَي أُويِسَ وقال أَبو إِسحق لم يصرف لأَنه أَعجمي معرفة والبَلاسُ المِسْحُ والجمع بُلُسٌ قال أَبو عبيدَة ومما دخل في كلام العرب من كلام فارس المِسْحُ تسميه العرب البَلاسَ بالباء المشبع وأَهل المدينة يسمون المِسْحَ بَلاساً وهو فارسي معرب ومن دعائهم أَرانِيك اللَّهُ على البَلَسِ وهي غَرائِرُ كِبارٌ من مُسُوح يجعل فيها التَّين ويُشَهَّرُ عليها من يُنَكِّلُ به وينادى عليه ويقال لبائعه البَلاَّسُ والمُبْلِسُ اليائسُ ولذلك قيل للذي يسكت عند انقطاع حجته ولا يكون عنده جواب قد أَبْلَسَ وقال العجاج قال نَعَمْ أَعْرِفُه وأَبْلَسا أَي لم يُحِرْ إِليَّ جواباً ونحو ذلك قيل في المُبلِس وقيل إِن إِبليس سمي بهذا الاسم لأَنه لما أُويِسَ من رحمة اللَّه أَبْلَسَ يأَساً وفي الحديث فتأَشَّبَ أَصحابُه حوله وأَبْلَسُوا حتى ما أَوضحوا بضاحِكة أَبلسوا أَي سكتوا والمُبْلِسُ الساكت من الحزن أَو الخوف والإِبْلاسُ الحَيْرة ومنه الحديث أَلم تر الجِنَّ وإِبلاسَها أَي تَحَيُّرَها ودَهَشَها وقال أَبو بكر الإِبْلاسُ معناه في اللغة القُنُوط وقَطْعُ الرجاء من رحمة اللَّه تعالى وأَنشد وحَضَرَتْ يومَ خَمِيسٍ الأَخْماسْ وفي الوجوهِ صُفْرَةٌ وإِبْلاسْ ويقال أَبْلَسَ الرجلُ إِذا انقطع فلم تكن له حجة وقال به هَدَى اللَّهُ قوماً من ضلالَتِهِمْ وقد أُعِدَّتْ لهم إِذ أَبْلَسُوا سَقَرُ والإِبْلاسُ الانكسار والحزن يقال أَبْلَسَ فلان إِذا سكت غمّاً قال العجاج يا صاحِ هل تَعْرِفُ رَسْماً مُكْرَسا ؟ قال نعم أَعْرِفُه وأَُبْلَسا والمُكْرَسُ الذي صار فيه الكِرْسُ وهو الأَبوال والأَبعار وأَبْلَسَتِ الناقة إِذا لم تَرْغُ من شدة الضَّبْعَة فهي مِبْلاس والبَلَسُ التِّينُ وقيل البَلَسُ ثمر التين إذا أَدرك الواحدة بَلَسَةٌ وفي الحديث من أَحب أَن يَرِقَّ قلبه فلْيُدْمِنْ أَكل البَلَس وهو التين إِن كانت الرواية بفتح الباء واللام وإِن كانت البُلُسَ فهو العَدَسُ وفي حديث عطاء البُلُس هو العدس وفي حديث ابن جُرَيْج قال سأَلت عطاء عن صدقة الحَبِّ فقال فيه كُلِّه الصدقةُ فذكر الذُّرَةَ والدُّخْنَ والبُلُس والجُلْجُلانَ قال وقد يقال فيه البُلْسُنُ بزيادة النون الجوهري والبَلَس بالتحريك شيء يشبه التين يكثر باليمن والبُلُس بضم الباء واللام العدس وهو البُلْسُن والبَلَسانُ شجر لحبه دُهْن التهذيب في الثلاثي بَلَسانٌ شجر يجعل حبه في الدواء قال ولحبه دهن حار يتنافس فيه قال الأَزهري بَلَسان أُراه روميّاً وفي حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما بعث اللَّه الطير على أَصحاب الفيل كالبَلَسان قال عَبَّاد بن موسى أَظنها الزَّرازيرَ والبَلَسانُ شجر كثير الورق ينبت بمصر وله دهن معروف اللحياني ما ذُقْتُ عَلوساً ولا بَلُوساً أَي ما أَكلت شيئاً

( بلعس ) البَلْعَسُ والدَّلْعَسُ والدَّلْعَكُ كل هذا الضَّخْمَةُ من النوق مع استرخاء فيها ابن سيده والبَلَعُوسُ الحَمْقاءُ

( بلعبس ) البُلَعْبيسُ العَجَبُ

( بلهس ) بَلْهَسَ أَسرع في مشيه

( بنس ) بَنَّسَ عنه تَبْنِيساً تأَخر قال ابن أَحمر كأَنها من نَفا العَزَّافِ طاوِيَةٌ لَمَّا انْطَوى بطنُها واخْرَوَّطَ السَفَرُ ماوِيَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ اَوَّدَها طَلٌّ وبَنَّسَ عنها فَرْقَدٌ خَصِرُ قال ابن سيده قال ابن جني قوله بَنَّسَ عنها إِنما هو من النوم غير أَنه إنما يقال للبقرة قال ولا أَعلم هذا القول عن غير ابن جني قال وقال الأَصمعي هي أَحد الأَلفاظ التي انفرد بها بن أَحمر قال ولم يسند أَبو زيد هذين البيتين إِلى ابن أَحمر ولا هما أَيضاً في ديوانه ولا أَنشدهما الأَصمعي فيما أَنشده له من الأَبيات التي أَورد فيها كلماته قال وينبغي أَن يكون ذلك شيء جاء به غير ابن أَحمر تابعاً له فيه ومُتَقَبِّلاً أَثره هذا أَوفق من قول الأَصمعي إِنه لم يأْتِ به غيره وقال شمر ولم أَسمع بَنَّسَ إِذا تأَخر إِلا لابن أَحمر وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه بَنِّسوا عن البيوت لا تَطُمُّ امرأَة ولا صبي يسمع كلامكم أَي تأَخروا لئلا يسمعوا ما يَسْتَضِرُّون به من الرَّفَثِ الجاري بينكم وبَنِّسْ اقْعُدْ عن كراع كذلك حكاها بالأَمر والشين لغة وسيأْتي ذكرها اللحياني بَنَّسَ وبَنَّشَ إِذا قعد وأَنشد إِن كنتَ غيرَ صائدٍ فَبَنِّسِ ابن الأَعرابي أَبْنَسَ الرجلُ إِذا هرب من سلطان قال والبَنَسُ الفرار من الشر

( بهس ) البَهْسُ المُقْلُ ما دام رطباً والشين لغة فيه والبَهْسُ الجُرْأَة

( بهنس ) البَهْنَسى التبختر وهو البَهْنَسَةُ والأَسد يُبَهْنِسُ في مشيه ويَتَبَهْنَسُ أَي يتبختر خص بعضهم به الأَسد وعم بعضهم به وجَمَل بَهْنَسٌ وبُهانِسٌ ذَلُولٌ

( بوس ) البَوْسُ التقبيل فارسي معرب وقد باسَه يَبُوسه وجاء بالبَوْسِ البائِسِ أَي الكثير والشين المعجمة أَعلى

( بولس ) في الحديث يحشر المتكبرون يوم القيامة أَمثال الذَّرِّ حتى يدخلوا سجناً في جهنم يقال له بُولَسُ هكذا جاء في الحديث مُسَمًّى

( بيس ) الفراء ياسَ إِذا تبختر قال أَبو منصور ماس يميس بهذا المعنى أَكثر والباء والميم يتعاقبان وقال باسَ ارجلُ يَبِيسُ إِذا تكبر على الناس وآذاهم وبَيْسانُ موضع بالأُرْدُنِّ فيه نخل لا يثمر إِلى خروج الدجال التهذيب بَيْسانُ موضع فيه كُروم من بلاد الشام وقول الشاعر شُرْباً بِبَيسانَ من الأُردُنِّ هو موضع قال الجوهري بَيْسانُ موضع تنسب إِليه الخمر قال حسان بن ثابت نَشْرَبُها صِرْفاً ومَمْزُوجَةً ثم نُغَنِّي في بُيوتِ الرُّخامْ من خَمْرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ قال ابن بري الذي في شعره تُسْرعُ فتر العظام قال وهو الصحيح لأَن أَوشك بابه أَن يكون بعده أَن والفعل كقول جرير إِذا جَهِلَ الشَّقِيُّ ولم يُقَدِّرْ لبعضِ الأَمْرِ أَوْشَكَ أَن يُصابا وقد تحذف أَن بعده كما تحذف بعد عسى كقول أُمية يُوشِكُ مَنْ فَرَّ من مَنِيَّتِه في بعضِ غِرَّاتِه يُوافِقُها فهذا هو الأَكثر في أَوشك يوشك وحكى الفارسي بِيْسَ لغة في بِئْسَ واللَّه أَعلم

( تختنس ) دَخْتَنُوسُ اسم امرأَة وقيل دَخْدَنوس وتَخْتَنُوسُ

( ترس ) التُّرْس من السلاح المُتَوَقَّى بها معروف وجمعه أَتْراسٌ وتِراسٌ وتِرَسَةٌ وتُروسٌ قال كأَنَّ شَمْسَاً نازَعَتْ شُموسا دُروعَنا والبَيْضَ والتُّروسا قال يعقوب ولا تقل أَتْرِسَة وكل شيء تَتَرَّسْتَ به فهو مِتْرَسَةٌ لك ورجل تارِسٌ ذو تُرْسٍ ورجل تَرَّاسٌ صاحب تُرْسٍ والتَّتَرُّسُ التَّسَتُّرُ بالتُّرْسِ وكذلك التَتْريس وتَتَرَّس بالتُّرْسِ تَوَقَّى وحكى سيبويه اتَّرَسَ والمَتْروسَةُ ما تُتُرِّسَ به والتُّرْسُ خشبة توضع خلف الباب يُضَبَّبُ بها السرير وهي المَتَرْسُ بالفارسية الجوهري المَتْرَسُ خشبة توضع خلف الباب التهذيب المَتَّرَسُ الشِّجار الذي يوضع قِبَلَ البابِ دِعامَةً وليس بعربي معناه مَتَرْس أَي لا تَخَفْ

( ترمس ) التُّرْمُسُ شجرة لها حَبٌّ مُضَلَّع مُحَزَّزٌ وبه سمي الجُمانُ تَرامِسَ وتَرْمَسَ الرجلُ إِذا تغيب عن حرب أَو شَغْبٍ الليث حَفَر فلانٌ تُرْمُسَةً تحت الأَرض

( ترنس ) التُّرْنُسَةُ الحُفْرَةُ تحت الأَرض

( تعس ) التَعْسُ العَثْرُ والتَّعْسُ أَن لا يَنْتَعِشُ العاثِرُ من عَثْرَتِه وأَن يُنَكَّسَ في سَِفال وقيل التَّعْسُ الانحطاط والعُثُورُ قال أَبو إِسحق في قوله تعالى فتَعْساً لهم وأَضَلَّ أَعمالهم يجوز أَن يكون نصباً على معنى أَتْقَسَهُم اللَّهُ قال والتَّعْسُ في اللغة الانحطاط والعُثُور قال الأَعشى بِذاتِ لَوْثٍ عِفِرْناةٍ إِذا عَثَرَتْ فالتَّعْسُ أَدْنى لها من أَنْ أَقولَ لَعا ويدعو الرجل على بعيره الجواد إِذا عَثُِرَ فيقول تَعْساً فإِذا كان غير جواد ولا نَجِيب فَعَثُِر قال له لَعاً ومنه قول الأَعشى بذات لوث عفرناة قال أَبو الهيثم يقال تَعِسَ فلان يَتْعَسُ إِذا أَتْعَسه اللَّه ومعناه انْكَبَّ فَعَثَِرَ فسقط على يديه وفمه ومعناه أَنه ينكر من مثلها في سمنها وقوَّتها العِثارُ فإِذا عَثِرَت قيل لها تَعْساً ولم يقل لها تَعِسَكِ اللَّه ولكن يدعو عليها بأَن يَكُبَّها اللَّه لمَنْخَرَيْها والتَّعْسُ أَيضاً الهلاك تَعِسَ تَعْساً وتَعَسَ يَتْعَسُ تَعْساً هلك قال الشاعر وأَرْماحُهُم يَنْهَزْنَهُم نَهْزَ جُمَّةٍ يَقُلْنَ لمن أَدْرَكْنَ تَعْساً ولا لَعا ومعنى التَّعْسِ في كلامهم الشَّرُّ وقيل التَعْسُ البُعْدُ وقال الرُّسْتُمي التَعْسُ أَن يَخِرَّ على وجهه والنَكْسُ أَن يَخِرَّ على رأْسه وقال أَبو عمرو بن العلاءِ تقول العرب الوَقْسُ يُعْدِي فَتَعَدَّ الوَقْسا مَنْ يَدْنُ للوَقْسِ يُلاقِ تَعْسا وقال الوَقْسُ الجرب والتَّعْسُ الهلاك وتعدْ أَي تجنب وتَنَكَّبْ كله سواء وإِذا خاطب بالدعاء قال تَعَسْتَ بفتح العين وإِن دعا على غائب كسرها فقال تَعِسَ قال ابن سيده وهذا من الغرابة بحيث تراه وقال شمر سمعته في حديث عائشة رضي اللَّه عنها في الإِفْكِ حين عَثَرَتْ صاحِبَتُها فقالت تَعِسَ مِسْطَحٌ قال ابن الأَثير يقال تَعِسَ يَتْعَسُ إِذا عَثَر وانْكَبَّ لوجهه وقد تفتح العين وقال ابن شميل تَعَسْتَ كأَنه يدعو عليه بالهلاك وهو تَعِسٌ وجَدٌّ تَعِسٌ منه وفي الدعاء تَعْساً له أَي أَلزمه اللَّه هلاكاً وتَعِسَه اللَّه وأَتْعَسَه فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ بمعنى واحد قال مُجَمِّعُ بن هلال تقولُ وقد أَفْرَدْتُها من خَلِيلِها تَعِسْتَ كما أَتْعَسْتَني يا مُجَمِّعُ قال الأَزهري قال شمر لا أَعرف تَعِسَه اللَّه ولكن يقال تَعِس بنفسه وأَتْعَسَه اللَّه والتَّعْسُ السقوط على أَي وجه كان وقال بعض الكلابيين تَعِسَ يَتْعَسُ تَعْساً وهو أَن يُخطئ حجته إِن خاصم وبُغْيَتَه إِن طَلَبَ يقال تَعِسَ فما انْتَعَشَ وشِيكَ فلا انْتَقشَ وفي الحديث تَعِسَ عبد الدينار وعبد الدرهم وهو من ذلك

( تغلس ) أَبو عبيد وَقَع فلان في تُغُلِّسَ وهي الداهية

( تلس ) التِّلِّيسَة وعاء يُسَوَّى من الخوص شبه قَفْعَة وهي شبه العيبة التي تكون عند العَصَّارينَ

( تنس ) : تُناسُ الناس : رَعاعُهم عن كراع . قال الأزهري : أَما تَنَسَ فما وجدت للعرب فيها شيئاً قال : وأَعرف مدينة بنيت في جزيرة من جزائر بحر الروم يقال لها : تِنِّيسُ وبها تعمل الشروب الثمينة

( توس ) التُّوسُ الطبيعة والخُلُق يقال الكرَم من تُوسِه وسُوسِه أَي من خليقته وطبع عليه وجعل يعقوب تاء هذا بدلاً من سين سوسه وفي حديث جابر كان من توسي الحياءُ التُّوس الطبيعة والخِلْقَةُ يقال فلان من تُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصلِ صِدْقٍ وتُوساً له كقوله بُوساً له رواه ابن الأَعرابي قال وهو الأَصل أَيضاً قال الشاعر إِذا المُلِمَّاتُ اعْتَصَرْنَ التُّوسا أَي خَرَّجْنَ طبائعَ الناس وتاساه إِذا آذاه واستخف به

( تيس ) التَّيْسُ الذكر من المَعَزِ والجمع أَتْياسٌ وأَتْيُسٌ قال طَرَفَةُ ملك النهار ولِعْبُه بفُحُولَةٍ يَعْلُونَه بالليل عَلْوَ الأَتْيُسِ وقال الهُذَليّ من فَوْقِه أَنْسُرٌ سُودٌ وأَغْرِبَةٌ ودونه أَعْنُزٌ كُلْفٌ وأَتْياسُ والجمع الكثير تُيُوسٌ والتَّيَّاسُ الذي يمسكه والمَتْيُوساءُ جماعة التُّيُوس وتاسَ الجَدْيُ صار تَيْساً عن الهَجَري أَبو زيد إِذا أَتى على ولد المِعْزى سنة فالذكر تَيْسٌ والأُنثى عنز واسْتَتْيَسَتِ الشاة صارت كالتَّيْس قال ثعلب ولا يقال اسْتاسَتْ وعَنْزٌ تَيْساءُ إِذا كان قرناها طويلين كَقَرْن التَّيْس وهي بَيِّنَةُ التَّيَسِ وقال ابن شميل التَّيْساءُ من المِعْزى التي يُشْبه قرناها قَرْنَي الأَوعالِ الجبلية في طولها والعرب تُجْري الظِّباءَ مُجْرى العَنْزِ فيقولون في إناثها المَعَز وفي ذكورها التُّيُوس قال الهُذَليُّ وعادِيَةٍ تُلْقي الثِّيابَ كأَنَّها تُيُوسُ ظِباءٍ مَحْصُها وانْبِتارُها ولو أَجرَوها مُجْرى الضأْن لقال كباش ظباء ورجل تَيَّاسٌ وتِيْسي كلمة تقال عند إِرادة إِبطال الشيء وتكذيبه والتكذيب به ومنه حديث أَبي أَيوب أَنه ذَكرَ الغُولَ فقال قل لها تِيسِي جَعارِ فكأَنه قال لها كذبت يا خارية قال والعامة تغير هذا اللفظ وتقول طِيْزي تبدل من التاء طاء ومن السين زاياً لتقارب ما بين هذه الحروف من المخارج أَبو زيد يقال احْمَقِي وتِيسي للرجل إِذا تكلم بحُمْق وربما لا يَسُبُّه سَبّاً ومن أَمثالهم في الرجل الذليل يَتَعَزَّزُ كانت عَنْزاً فاستَتْيَستْ ويقال استَتْيَسَت العَنْزُ كما يقال استَنْوَقَ الجَمَلُ الجوهري وفي فلان تَيْسِيَّةٌ وناس يقولون تَيْسُوسِيَّة وكَيْفُوفِيَّةٌ قال ولا أَدري ما صحتهما ويقال تُوساً له وبُوساً وجُوساً ويقال للذكر من الظباء تَيْسٌ وللأُنثى عَنْزٌ وجَعارِ معدولة عن جاعِرَة كقولك قَطامِ ورَقاشِ على فَعالٍ مأْخوذ عن الجَعْر وهو الحَدَث قال وهو من أَسماء الضَّبُع قال ابن السكيت تُشْتَم المرأَةُ فيقال قُومي جَعارِ وتشبه بالضبع ويقال للضبع تِيْسي جَعار ويقال اذهبي لَكاعِ وذَفارِ وبَظارِ وفي حديث علي رضي اللَّه عنه واللَّه لأُتِيسَنَّهم عن ذلك أَي لأُبْطِلَنَّ قولهم ولأَرُدَّنَّهُمْ عن ذلك وتِيَاسٌ موضع بالبادية كان به حرب حين قُطِعت رِجل الحرث بن كعب فسمي الأَعرج وفي بعض الشعر وقتْلَى تِياسٍ عن صَلاحٍ تُعَرِّبُ

( جأس ) مكان جَأْسٌ وَعْرٌ كَشأْسٍ وقيل لا يتكلم به إِلا بعد شَأْس كأنه إِتباع

( جبس ) الجِبْسُ الجَبانُ الفَدْمُ وقيل الضعيف اللئيم وقيل الثقيل الذي لا يجيب إِلى خير والجمع أَجْباسٌ وجُبُوسٌ والأَجْبَسُ الجبان الضعيف كالجِبْسِ قال بشر بن أبي خازم على مِثلِها آتي المَهالِكِ واحِداً إِذا خامَ عن طُولِ السُّرَى كلُّ أَجْبَسِ والجِبْسُ الرَّديءُ الدَّنِيءُ الجَبانُ قال الراجز خِمْسٌ إِذا سار به الجِبْسُ بكى ويقال هو ولد زِنْيَة والجِبْسُ هو الجامد من كل شيء الثقيل الروح والفاسق ويقال إِنه لجِبْسٌ من الرجال إِذا كان عَيِيّاً والجِبْسُ من أَولاد الدِّبَبَة والجِبسُ الذي يبنى به عن كراع والتَّجَبُّسُ التبختر قال عمر بن لجَإٍ تَمْشِي إِلى رِواءِ عاطِناتها تَجَبُّسَ العانِسِ في رَيْطاتِها أَبو عبيد تَجَبَّسَ في مشيه تَجَبُّساً إِذا تبختر والمَجْبُوسُ الذي يؤتى طائعاً ابن الأَعرابي المَجْبُوسُ والجَبِيسُ نعت الرجل المأْبون

( جحس ) جَحَسَ جِلْدَه يَجْحَسُه قَشَرَه والشين أَعرف وجاحَسَه جِحاساً زاحَمَه وقاتله وزاوله على الأَمر كَجَاحَشَه حكاه يعقوب في البدل قال والجِحاسُ القتال وأَنشد إِذا كَعْكَعَ القِرْنُ عن قِرْنِه أَبى لك عِزُّكَ إِلاَّ شِماسا والاَّ جِلاداً بِذي رَوْنَقٍ وإِلاَّ نِزَالاً وإِلاَّ جِحاسا وأَنشد لرجل من بني فَزارة إِن عاشَ قاسَى لَكَ ما أُقاسِي من ضَرْبِيَ الهاماتِ واحْتِباسِي والصَّقْعِ في يوم الوَغَى الجِحاسِ الأَزهري في ترجمة جحش الجَحْشُ الجِهاد وتُحوّل الشين سيناً وأَنشد يوماً تَرانا في عِراكِ الجَحْسِ نَنْبُو بأَجْلالِ الأُمورِ الرُّبْسِ

( جدس ) الجادِسُ من كل شيء ما اشتدَّ ويَبِسَ كالجاسد وأَرضٌ جادِسَةٌ لم تُعْمَرْ ولم تُعْمَلْ ولم تُحْرَثْ من ذلك وروي عن معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه من كانت له أَرض جادِسَةٌ قد عرفت له في الجاهلية حتى أَسلم فهي لربها قال أَبو عبيدة هي التي لم تعمر ولم تحرث والجمع الجَوادِسُ ابن الأَعرابي الجَوادِسُ الأَراضي التي لم تزرع قط أَبو عمرو جَدَس الأَثَرُ وطَلَقَ ودَمَسَ ودَسَمَ إِذا دَرَسَ وجَدِيسٌ حَيٌّ من عادٍ وهم إِخوة طَسْمٍ وفي التهذيب جَديسٌ حَيٌّ من العرب كانوا يناسبون عاداً الأُولى وكانت منازلهم اليمامَة وفيهم يقول رؤبة بَوارُ طَسْمٍ بِيَدَيْ جَدِيسِ قال الجوهري جَدِيسٌ قبيلة كانت في الدهر الأَوّل فانقرضت

( جرس ) الجَرْسُ مصدرٌ الصوتُ المَجْرُوسُ والجَرْسُ الصوتُ نفسه والجَرْسُ الأَصلُ وقيل الجَرْسُ والجِرْسُ الصوت الخَفِيُّ قال ابن سيده الجَرْسُ والجِرْسُ والجَرَسُ الأَخيرة عن كراع الحركةُ والصوتُ من كل ذي صوت وقيل الجَرْس بالفتح إِذا أُفرد فإِذا قالوا ما سمعت له حِسّاً ولا جِرْساً كسروا فأَتبعوا اللفظ اللفظ وأَجْرَسَ علا صوته وأَجْرَسَ الطائرُ إِذا سمعتَ صوتَ مَرِّه قال جَنْدَلُ بنُ المُثَّنَّى الحارثي الطُّهَوِيُّ يخاطب امرأَته لقد خَشِيتُ أَن يَكُبَّ قابِرِي ولم تُمارِسْكِ من الضَّرائرِ شِنْظِيرَةٌ شائِلَةُ الجَمائِرِ حتى إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائِرِ قامتْ تُعَنْظِي بكِ سِمْعَ الحاضِرِ يقول لقد خشيت أَن أَموت ولا أَرى لك ضَرَّةً سَلِطَةً تُعَنظِي بكِ وتُسْمِعُكِ المكروه عند إِجْراس الطائر وذلك عند الصَّباح والجمائر جمع جَمِيرة وهي ضفيرة الشعر وقيل جَرَسَ الطائرُ وأَجْرَس صَوَّتَ ويقال سمعت جَرْسَ الطيرإِذا سمعت صوت مناقيرها على شيء تأْكله وفي الحديث فتسمعون صوتَ جَرْسِ طَيْرِ الجنة أَي صوتَ أَكلها قال الأَصْمَعِيُّ كنتُ في مجلس شُعْبَةَ قال فتسمعون جَرْشَ طير الجنة بالشين فقلت جَرْسَ فنظر إِليَّ وقال خذوها عنه فإِنه أَعلم بهذا منا ومنه الحديث فأَقبل القوم يَدِبُّونَ ويُخْفُونَ الجَرْسَ أَي الصوت وفي حديث سعيد بن جبير رضي اللَّه عنه في صفة الصَّلْصالِ قال أَرض خِصْبَةٌ جَرِسَةٌ الجَرْسة التي تصوِّت إِذا حركت وقلبت وأَجْرَسَ الحادي إِذا حدا للإِبل قال الراجز أَجْرِسْ لها يا ابنَ أَبي كِباشِ فما لَها الليلةَ من إِنْفاشِ غيرَ السُّرَى وسائِقٍ نَجَّاشِ أَي احْدُ لها لتَسْمَعَ الحُداءَ فتَسِيرَ قال الجوهري ورواه ابن السكيت بالشين وأَلف الوصل والرواة على خلافه وجَرَسْتُ وتَجَرَّسْتُ أَي تكلمت بشيء وتنغمت به وأَجْرَسَ الحَيُّ سمعتُ جَرْسه وفي التهذيب أَجْرَسَ الحيُّ إِذا سَمعت صوتَ جَرْسِ شيء وأَجرَسني السَّبُعُ سمع جَرْسِي وجَرَسَ الكلامَ تكلم به وفلانٌ مَجْرَسٌ لفلان يأْنس بكلامه وينشرح بالكلام عنده قال أَنْتَ لي مَجْرَسٌ إِذا ما نَبا كلُّ مَجْرَسِ وقال أَبو حنيفة فلان مَجْرَسٌ لفلان أَي مأْكلٌ ومُنتَفَعٌ وقال مرة فلان مَجْرَسٌ لفلان أَي يأْخذ منه ويأْكل من عنده والجَرَسُ الذي يُضْرَبُ به وأَجْرَسه ضربه وروي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه قال لا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفْقَةً فيها جَرَسٌ هو الجُلْجُلُ الذي يعلق على الدواب قيل إِنما كرهه لأَنه يدل على أَصحابه بصوته وكان عليه السلام يحب أَن لا يعلم العدوّ به حتى يأْتيهم فجأَةً وقيل الجَرَسُ الذي يُعلق في عنق البعير وأَجْرَسَ الحَلْيُ سُمِع له صوتٌ مثل صوت الجَرَسِ وهو صوتُ جَرْسِه قال العجاج تَسْمَعُ للحَلْيِ إِذا ما وَسْوَسا وارْتَجَّ في أَجيادِها وأَجْرَسا زَفْزَفَةَ الرِّيحِ الحَصادَ اليَبَسا وجَرْس الحَرْفِ نَغْمَتُه والحروفُ الثلاثة الجُوفُ وهي الياء والأَلف والواو وسائرُ الحروفِ مَجْرُوسَةٌ أَبو عبيد والجَرْسُ الأَكل وقد جَرَسَ يَجْرُسُ والجاروسُ الكثير الأَكل وجَرَسَت الماشيةُ الشجرَ والعُشْبَ تَجْرِسُه وتَجْرُسُه جَرْساً لَحَسَتْه وجَرَسَت البقرة ولدها جَرْساً لحسته وكذلك النحلُ إِذا أَكلت الشجر للتَّعْسِيل قال أَبو ذؤيب يصف نحلاً جَوارِسُها تَأْوي الشُّعُوفَ دَوائِباً وتَنصَبُّ أَلْهاباً مَصِيفاً كِرابُها وجَرَسَتِ النحلُ العُرْفُطَ تَجْرُِسُ إِذا أَكلته ومنه قيل للنحل جَوارِسُ وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم دخل بيت بعض نسائه فسقته عَسَلاً فَتَواطَأَتْ ثنتان من نسائه أَن تقول أَيَّتُهما دخل عليها أَكَلْتَ مَغافِيرَ فإِن قال لا قالت فَشَرِبْتَ إِذاً عسلاً جَرَسَتْ نَحْلُه العُرْفُطَ أَي أَكلتْ ورَعَتْ والعُرْفُطُ شجر ونَحْلٌ جَوارِسُ تَأْكل ثمر الشجر وقال أَبو ذؤيب الهذلي يصف النحل يَظَلُّ على الثَّمْراءِ منها جَوارِسٌ مَراضيعُ صُهْبُ الرّيشِ زُغْبٌ رِقابُها والثمراء جبل وقال بعضهم هو اسم للشجر المُثْمِر ومراضيع صغارٌ يعني أَن عسل الصِّغار منها أَفضل من عسل الكبار والصُّهْبَةُ الشُّقْرَةُ يريد أَجنحتها الليث النحلُ تَجْرُسُ العسلَ جَرْساً وتجرُسُ النَّوْرَ وهو لَحْسُها إِياه ثم تُعَسَّله ومرَّ جَرْسٌ من الليل أَي وقتٌ وطائفة منه وحكي عن ثعلب فيه جَرَسٌ بفتح الراء قال ابن سيده ولست منه على ثقة وقد يقال بالشين معجمة والجمع أَجْراسٌ وجُرُوسٌ ورجل مُجَرَّسٌ ومُجَرِّسٌ مُجَرِّبٌ للأُمور وقال اللحياني هو الذي أَصابته البلايا وقيل رجل مُجَرَّسٌ إِذا جَرَّس الأُمور وعرفها وقد جَرَّسَتْه الأُمورُ أَي جَرَّبَتْه وأَحكمته وأَنشد مُجَرِّساتٍ غِرَّة الغَرِيرِ بالزَّجْرِ والرَّيْمُ على المَزْجُورِ وأَوَّل هذه القصيدة جارِيَ لا تَسْتَنْكِري غَدِيري سَيْرِي وإِشفاقي على بعيرِي وحَذَرِي ما ليس بالمَحْذُورِ وكَثْرَةَ التَحْدِيثِ عن شُقُوري وحِفْظَةً أَكَنَّها ضَمِيرِي أَي لا تنكري حِفظَة أَي غضباً أَغضبه مما لم أَكن أَغضب منه ثم قال والعَصْرَ قَبلَ هذه العُصُورِ مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَرِيرِ بالزَّجْرِ والرَّيْمُ على المَزْجُورِ العصر الزمن والدهر والتجريس التحكيم والتجربة فيقول هذه العصور قد جَرَّسَت الغِرَّ منا أَي حكمت بالزجر عما لا ينبغي إِتيانه والرِّيْمُ الفضل فيقول من زُجِرَ فالفضل عليه لأَنه لا يُزْجَرُ إِلا عن أَمر قَصَّرَ فيه وفي حديث ناقة النبي صلى اللَّه عليه وسلم وكانت ناقةً مُجَرَّسَةً أَي مُجَرَّبة مُدَرَّبة في الركوب والسير والمُجَرَّسُ من الناس الذي قد جرَّبَ الأُمور وخَبَرَها ومنه حديث عمر رضي اللَّه عنه قال له طَلحَة قد جَرّسَتْك الدُّهورُ أَي حَنَّكَتك وأَحكمتك وجعلتك خبيراً بالأُمور مجرَّباً ويروى بالشين المعجمة بمعناه أَبو سعيد اجْتَرَسْتُ واجْتَرَشْتُ أَي كَسَبْتُ

( جرجس ) الجِرْجِسُ البَقُّ وقيل البَعُوض وكره بعضهم الجِرْجِسَ وقال إِنما هو القِرْقِسُ وسيذكر في فصل القاف الجوهري الجِرْجِسُ لغة في الفِرْقِسِ وهو البعوض الصِّغار قال شُريح ابنُ جَوَّاس الكلبي لَبِيضٌ بِنَجْدٍ لم يَبِتْنَ نَواطِراً بِزَرْعٍ ولم يَدْرُجْ عليهن جِرْجِسُ أَحَبُّ إِلينا من سَواكِن قَرْيَةٍ مُثَجَّلَةٍ داياتُها تَتَكَدَّسُ وجِرْجِيسُ اسم نَبيٍّ والجِرْجِسُ الصَّحِيفَةُ قال تَرى أَثَرَ القَرْحِ في نَفْسِه كَنَقْشِ الخَواتِيمِ في الجِرْجِسِ

( جرفس ) الجِرْفاسُ والجُرافِسُ من الإِبل الغليظ العظيم وقيل العظيم الرأْس والجُرافِسُ والجِرْفاسُ الضَّخْمُ الشديد من الرجال وكذلك الجَرَنْفَسُ والجَرْفَسَة شِدَّةُ الوَثاق وجَرْفَسَه جَرْفَسَةً صَرَعَه وأَنشد ابن الأَعرابي كأَنَّ كَبْشاً ساجِسِيّاً أَرْبَسا بين صَبِيَّيْ لَحْيِهِ مُجَرْفَسا يقول كأَن لحيته بين فَكَّيْه كَبْشٌ ساجِسِيٌّ يصف لحية عظيمة قال أَبو العباس جعل خبر كأَنَّ في الظرف يعني بين الأَزهري كل شيء أَوثقته فقد قَعْطَرْته قال وهي الجَرْفَسَةُ ومنه قوله بين صَبِيَّيْ لَحْيِهِ مُجَرْفَسا وجِرْفاسٌ من أَسماءِ الأَسد

( جرهس ) الجِرْهاسُ الجسيم وأَنشد يُكْنى وما حُوِّل عن جِرْهاسِ من فَرْسَةِ الأُسْدِ أَبا فِراسِ

( جسس ) الجَسُّ اللَّمْسُ باليد والمَجَسَّةُ مَمَسَّةُ ما تَمَسُّ ابن سيده جَسَّه بيده يَجُسُّه جَسّاً واجْتَسَّه أَي مَسَّه ولَمَسَه والمَجَسَّةُ الموضع الذي تقع عليه يده إِذا جَسَّه وجَسَّ الشخصَ بعينه أَحَدَّ النظر إِليه ليَسْتَبِينَه ويَسْتَثْبِتَه قال وفِتْيَةٍ كالذُّبابِ الطُّلْسِ قلت لهم إِني أَرى شَبَحاً قد زالَ أَوْ حالا فاعْصَوْصَبْوا ثم جَسُّوه بأَعْيُنِهم ثم اخْتَفَوْه وقَرنُ الشمس قد زالا اختفوه أَظهروه والجَسُّ جَسُّ الخَبَرِ ومنه التَجَسُّسُ وجَسَّ الخَبَرَ وتَجَسَّسه بحث عنه وفحَصَ قال اللحياني تَجَسَّسْتُ فلاناً ومن فلان بحثت عنه كتَحَسَّسْتُ ومن الشاذ قراءة من قرأَ فَتَجَسَّسُوا من يوسف وأَخيه والمَجَسُّ والمَجَسَّة مَمَسَّةُ ما جَسَسْتَه بيدك وتَجَسَّسْتُ الخبر وتَحَسَّسْته بمعنى واحد وفي الحديث لا تَجَسَّسُوا التَّجَسُّسُ بالجيم التفتيش عن بواطن الأُمور وأَكثر ما يقال في الشر والجاسُوسُ صاحب سِرِّ الشَّر والناموسُ صاحب سرِّ الخير وقيل التَّجَسُّسُ بالجيم أَن يطلبه لغيره وبالحاء أَن يطلبه لنفسه وقنيل بالجيم البحث عن العورات وبالحاء الاستماع وقيل معناهما واحد في تطلب معرفة الأَخبار والعرب تقول فلان ضَيِّقُ المَجَسِّ إِذا لم يكن واسع السِّرْبِ ولم يكن رَحيب الصدر ويقال في مَجَسِّكَ ضِيقٌ وجَسَّ إِذا اختبر والمَجَسَّةُ الموضع الذي يَجُسُّه الطبيب والجاسُوسُ العَيْنُ يَتَجَسَّسُ الأَخبار ثم يأْتي بها وقيل الجاسُوسُ الذي يَتَجَسَّس الأَخبار والجَسَّاسَةُ دابة في جزائر البحر تَجُسُّ الأَخبار وتأْتي بها الدجالَ زعموا وفي حديث تميم الداري أَنا الجَسَّاسَة يعني الدابة التي رآها في جزيرة البحر وإِنما سميت بذلك لأَنها تجُسُّ الأَخبار للدجال وجَواسُّ الإِنسان معروفة وهي خمس اليدان والعينان والفم والشم والسمع والواحدة جاسَّة ويقال بالحاء قال الخليل الجَواسُّ الحَواسُّ وفي المثل أَفواهُها مَجاسُّها لأَن الإِبل إِذا أَحسنت الأَكل اكتفى الناظر بذلك في معرفة سمنها من أَن يَجُسَّها قال ابن سيده والجَواسُّ عند الأَوائل الحَواسُّ وجَسَّاس اسم رجل قال مُهَلْهِلٌ قَتِيلٌ ما قَتِيلُ المَرْءِ عَمْرٍو ؟ وجَسَّاسُ بنُ مُرَّةَ ذو ضَريرِ وكذلك جِسَاسٌ أَنشد ابن الأعرابي أَحْيا جِساساً فلما حانَ مَصْرَعُه خَلّى جِساساً لأَقْوام سَيَحْمُونَه وجَسَّاسُ بنُ مُرَّة الشَّيْباني قاتلُ كُلَيبِ وائلٍ وجِسْ زَجْرٌ للإِبل

( جعس ) الجَعْسُ العَذِرَة جَعَسَ يَجْعَسُ جَعْساً والجَعْسُ مَوْقِعُها وأُرى الجِعْسَ بكسر الجيم لغة فيه والجُعْسُوسُ اللئيم الخِلْقَة والخُلُق ويقال اللئيم القبيح وكأَنه اشْتُقَّ من الجَعْس صفة على فُعْلُول فشبه الساقط المَهين من الرجال بالخُرْءِ ونَتْنِه والأُنثى جُعْسُوسٌ أَيضاً حكاه يعقوب وهم الجَعاسِيسُ ورجل دُعْبُوب وجُعْبُوبٌ وجُعْسُوسٌ إِذا كان قصيراً دميماً وفي حديث عثمان رضي اللَّه عنه لما أَنْفَذَه النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إِلى مكة نزل على أَبي سفيان فقال له أَهل مكة ما أَتاك به ابن عَمِّك ؟ قال سأَلني أَن أُخَلِّيَ مكة لجَعاسِيس يَثْرِبَ الجَعاسيسُ اللئام في الخَلْقِ والخُلُقِ الواحد جُعْسُوسٌ بالضم ومنه الحديث الآخر أَتُخَوِّفُنا بجعاسيس يَثْرِبَ ؟ قال وقال أَعرابي لامرأَته إِنكِ لجُعْسُوسٌ صَهْصَلِقٌ فقالت واللَّه إِنك لهِلْباجَة نَؤُوم خِرَقٌ سَؤُوم شُرْبُك اشْتِفافٌ وأَكْلُك اقْتِحافٌ ونَوْمُك الْتِحافٌ عليك العَفا وقُبِّح منك القَفا قال ابن السكيت في كتاب القلب والإِبدال جُعْسُوس وجُعْشُوش بالسين والشين وذلك إِلى قَمْأَةٍ وصِغَرٍ وقِلَّةٍ يقال هو من جَعاسِيس الناس قال ولا يقال بالشين قال عمرو بن معد يكرب تَداعَتْ حَوْلَه جُشَمُ بنُ بَكْرٍ وأَسْلَمَه جَعاسِيسُ الرَّبابِ والجَعْسُ الرَّجِيع وهو مولَّد والعرب تقول الجُعْمُوس بزيادة الميم يقال رَمى بجَعامِيس بطنه

( جعبس ) الجُعْبُس والجُعْبُوس المائق الأَحْمَق

( جعمس ) الجُعْمُوس العَذِرَةُ ورجل مُجَعْمِسٌ وجُعامِسٌ وهو أَن يَضَعَه بمَرَّةٍ وقيل هو الذي يضعه يابساً أَبو زيد الجُعْمُوس ما يطرحه الإِنسان من ذي بطنه وجمعه جَعامِيسُ وأَنشد ما لَكَ من إِبْلٍ تُرى ولا نَعَمْ إِلا جَعامِيسك وَسْطَ المُسْتَحَمْ والجَعْسُ الرَّجيع وهو مولَّد والعرب تقول الجُعْمُوس بزيادة الميم يقال رَمى بجعاميس بطنه

( جفس ) جَفِسَ من الطعام يَجْفَسُ جَفَساً اتَّخَمَ وهو جَفِسٌ وجَفِسَتْ نَفْسُه خَبُثَتْ منه والجِفْسُ والجَفِيسُ اللئيم من الناس مع ضَعْفٍ وفَدامَةٍ وحكى الفارسي جَيْفَسٌ وجِيَفْسٌ مثل بَيْطر وَبِيَطْر والأَعرف بالحاء وفي النوادر فلان جِفْسٌ وجَفِسٌ أَي ضخم جافٍ والجَفاسَةُ الاتِّخامُ

( جلس ) الجُلُوسُ القُعود جَلَسَ يَجْلِسُ جُلوساً فهو جالس من قوم جُلُوسٍ وجُلاَّس وأَجْلَسَه غيره والجِلْسَةُ الهيئة التي تَجْلِسُ عليها بالكسر على ما يطرد عليه هذا النحو وفي الصحاح الجِلْسَةُ الحال التي يكون عليها الجالس وهو حَسَنُ الجِلْسَة والمَجْلَسُ بفتح اللام المصدر والمَجلِس موضع الجُلُوس وهو من الظروف غير المُتَعَدِّي إِليها الفعلُ بغير في قال سيبويه لا تقول هو مَجْلِسُ زيد وقوله تعالى يا أَيها الذين آمنوا إِذا قيل لكم تَفَسَّحوا في المَجْلِس قيل يعني به مَجْلِسَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم وقرئَ في المجالس وقيل يعني بالمجالس مجالس الحرب كما قال تعالى مقاعد للقتال ورجل جُلَسَة مثال هُمَزَة أَي كثير الجُلوس وقال اللحياني هو المَجْلِسُ والمَجْلِسَةُ يقال ارْزُنْ في مَجْلِسِك ومَجْلِسَتِك والمَجْلِسُ جماعة الجُلُوس أَنشد ثعلب لهم مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبال أَذلَّةٌ سَواسِيَةٌ أَحْرارُها وعَبِيدُها وفي الحديث وإِن مَجْلِس بني عوف ينظرون إِليه أَي أَهل المجْلِس على حذُ المضاف يقال داري تنظر إِلى داره إذا كانت تقابلها وقد جالَسَه مُجالَسَةً وجِلاساً وذكر بعض الأَعراب رجلاً فقال كريمُ النِّحاسِ طَيِّبُ الجِلاسِ والجِلْسُ والجَلِيسُ والجِلِّيسُ المُجالِسُ وهم الجُلَساءُ والجُلاَّسُ وقيل الجِلْسُ يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤَنث ابن سيده وحكى اللحياني أََن المَجْلِسَ والجَلْسَ ليشهدون بكذا وكذا يريد أَهلَ المَجْلس قال وهذا ليس بشيء إِنما على ما حكاه ثعلب من أَن المَجْلِس الجماعة من الجُلُوس وهذا أَشبه بالكلام لقوله الجَلْس الذي هو لا محالة اسم لجمع فاعل في قياس قول سيبويه أَو جمع له في قياس قول الأَخفش ويقال فلان جَلِيسِي وأَنا جَلِيسُه وفلانة جَلِيسَتي وجالَسْتُه فهو جِلْسي وجَلِيسي كما تقول خِدْني وخَديني وتَجالَسُوا في المَجالِسِ وجَلَسَ الشيءُ أَقام قال أَبو حنيفة الوَرْسُ يزرع سَنة فَيَجْلِسُ عَشْرَ سنين أَي يقيم في الأَرض ولا يتعطل ولم يفسر يتعطل والجُلَّسانُ نِثار الوَردِ في المَجْلِس والجُلَّسانُ الورد الأَبيض والجُلَّسانُ ضرب من الرَّيّحان وبه فسر قول الأَعشى لها جُلَّسانٌ عندها وبَنَفْسَجٌ وسِيْسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوشُ مُنَمْنَما وآسٌ وخِيْرِيٌّ ومَروٌ وسَوْسَنٌ يُصَبِّحُنا في كلِّ دَجْنٍ تَغَيَّما وقال الليث الجُلَّسانُ دَخِيلٌ وهو بالفارسية كُلَّشان غيره والجُلَّسانُ ورد ينتف ورقه وينثر عليهم قال واسم الورد بالفارسية جُلْ وقول الجوهري هو معرب كُلْشان هو نثار الورد وقال الأَخفش الجُلَّسانُ قبة ينثر عليها الورد والريحان والمَرْزَجُوش هو المَردَقوش وهو بالفارسية أُذن الفأْرة فَمَرْزُ فأْرة وجوش أُذنها فيصير في اللفظ فأْرة أُذن بتقديم المضاف إِليه على المضاف وذلك مطرد في اللغة الفارسية وكذلك دُوغْ باجْ للمَضِيرَة فدوغ لبن حامض وباج لون أَي لون اللبن ومثله سِكْباج فسك خلّ وباج لون يريد لون الخل والمنمنم المصفرّ الورق والهاس في عندها يعود على خمر ذكرها قبل البيت وقول الشاعر فإِن تَكُ أَشْطانُ النَّوى اخْتَلَفَتْ بنا كما اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيرِ قال ابنا جالس وسمير طريقان يخالف كل واحد منهما صاحبه وجَلَسَتِ الرَّخَمَةُ جَثَمَتْ والجَلْسُ الجبل وجَبَل جَلْسٌ إِذا كان طويلاً قال الهذلي أَوْفى يَظَلُّ على أَقْذافِ شاهِقَةٍ جَلْسٍ يَزِلُّ بها الخُطَّافُ والحَجَلُ والجَلْسُ الغليظ من الأَرض ومنه جمل جَلْسٌ وناقة جَلْسٌُّ أَي وثيقٌ جسيم وشجرة جَلْسٌ وشُهْدٌ أَي غليظ وفي حديث النساءِ بِزَوْلَةٍ وجَلْسِ ويقال امرأَة جَلْسٌ للتي تجلس في الفِناء ولا تبرح قالت الخَنْساء أَمّا لَياليَ كنتُ جارِيةً فَحُفِفْتُ بالرٍُّقَباء والجَلْسِ حتى إِذا ما الخِدْرُ أَبْرَزَني نُبِذَ الرِّجالُ بِزَوْلَةٍ جَلْسِ وبِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني وهَمٍ يَخِرُّ كمَنْبَذِ الحِلْسِ قال ابن بري الشعر لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ قال وليس للخنساء كما ذكر الجوهري وكان حُمَيْدٌ خاطب امرأَة فقالت له ما طَمِعَ أَحدٌ فيّ قط وذكرت أَسبابَ اليَأْسِ منها فقالت أَما حين كنتُ بِكْراً فكنت محفوفة بمن يَرْقُبُني ويحفظني محبوسةً في منزلي لا أُتْرَكُ أَخْرُجُ منه وأَما حين تزوَّجت وبرز وجهي فإِنه نُبِذَ الرجالُ الذين يريدون أَن يروني بامرأَة زَوْلَةٍ فَطِنَةٍ تعني نفسها ثم قالت ورُمِيَ الرجالُ أَيضاً بامرأَة شوهاء أَي حديدة البصر ترقبني وتحفظني ولي حَمٌ في البيت لا يبرح كالحِلْسِ الذي يكون للبعير تحت البرذعة أَي هو ملازم للبيت كما يلزم الحِلْسُ برذعة البعير يقال هو حِلْسُ بيته إِذا كان لا يبرح منه والجَلْسُ الصخرة العظيمة الشديدة والجَلْسُ ما ارتفع عن الغَوْرِ وزاد الأَزهري فخصص في بلاد نَجْدٍ ابن سيده الجَلْسُ نَجْدٌ سميت بذلك وجَلَسَ القومُ يَجْلِسونَ جَلْساً أَتوا الجَلْسَ وفي التهذيب أَتوا نَجْداً قال الشاعر شِمالَ مَنْ غارَ بهِ مُفْرِعاً وعن يَمينِ الجالِسِ المُنْجدِ وقال عبد اللَّه بن الزبير قُلْ للفَرَزْدَقِ والسَّفاهَةُ كاسْمِها إِن كنتَ تارِكَ ما أَمَرْتُكَ فاجْلِسِ أَي ائْتِ نَجْداً قال ابن بري البيت لمَرْوان ابن الحَكَمِ وكان مروان وقت ولايته المدينة دفع إِلى الفرزدق صحيفة يوصلها إِلى بعض عماله وأَوهمه أَن فيها عطية وكان فيها مثل ما في صحيفة المتلمس فلما خرج عن المدينة كتب إِليه مروان هذا البيت ودَعِ المدينةَ إِنَّها مَحْرُوسَةٌ واقْصِدْ لأَيْلَةَ أَو لبيتِ المَقْدِسِ أَلْقِ الصحيفةَ يا فَرَزْدَقُ إِنها نَكْراءُ مِثلُ صَحِيفَةِ المُتَلَمِّسِ وإِنما فعل ذلك خوفاً من الفرزدق أَن يفتح الصحيفة فيدري ما فيها فيتسلط عليه بالهجاء وجَلَسَ السحابُ أَتى نَجْداً أَيضاً قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة ثم انتهى بَصَري وأَصْبَحَ جالِساً منه لنَجْدٍ طائِفٌ مُتَغَرِّبُ وعداه باللام لأَنه في معنى عامداً له وناقة جَلْسٌ شديدة مَشْرِفَة شبهت بالصخرة والجمع أَجْلاسٌ قال ابن مقبل فأَجْمَعُ أَجْلاساً شِداداً يَسُوقُها إِليَّ إِذا راحَ الرِّعاءُ رِعائِيا والكثير جِلاسٌ وجَمَلٌ جَلْسٌ كذلك والجمع جِلاسٌ وقال اللحياني كل عظيم من الإِبل والرجال جَلْسٌ وناقة جَلْسٌ وجَمَلٌ جَلْسٌ وثيق جسيم قيل أَصله جَلْزٌ فقلبت الزاي سيناً كأَنه جُلِزَ جَلْزاً أَي فتل حتى اكْتَنَزَ واشتد أَسْرُه وقالت طائفة يُسَمَّى جَلْساً لطوله وارتفاعه وفي الحديث أَنه أَقطع بلال بن الحرث مَعادِنَ الجَبَلِيَّة غَوريَّها وجَلْسِيَّها الجَلْسُ كل مرتفع من الأَرض والمشهور في الحديث معادِنَ القَبَلِيَّة بالقاف وهي ناحية قرب المدينة وقيل هي من ناحية الفُرْعِ وقِدْحٌ جَلْسٌ طويلٌ خلاف نِكْس قال الهذلي كَمَتْنِ الذئبِ لا نِكْسٌ قَصِيرٌ فأُغْرِقَه ولا جَلْسٌ عَمُوجُ ويروى غَمُوجٌ وكل ذلك مذكور في موضعه والجِلْسِيُّ ما حول الحَدَقَة وقيل ظاهر العين قال الشماخ فأَضْحَتْ على ماءِ العُذَيْبِ وعَيْنُها كَوَقْبِ الصَّفا جِلْسِيُّها قد تَغَوَّرا ابن الأَعرابي الجِلْسُ الفَدْمُ والجَلْسُ البقية من العسل تبقى في الإِناء ابن سيده والجَلْسُ العسل وقيل هو الشديد منه قال الطِّرماح وما جَلْسُ أَبكارٍ أَطاعَ لسَرْحِها جَنى ثَمَرٍ بالوادِيَيْنِ وَشُوعُ قال أَبو حنيفة ويروى وُشُوعُ وهي الضُّرُوبُ وقد سمت جُلاساً وجَلاَّساً قال سيبويه عن الخليل هو مشتق واللَّه أَعلم

( جلدس ) جِلْداسٌ اسم رجل قال عَجِّلْ لنا طعامَنا يا جِلْداسْ على الطعام يَقْتُلُ الناسُ الناسْ وقال أَبو حنيفة الجِلْداسِيُّ من التين أَجوده يغرسونه غرساً وهو تين أَسود ليس بالحالك فيه طول وإِذا بلغ انقلع بأَذنابه وبطونه بيض وهو أَحلى تين الدنيا وإِذا تمَّلأَ منه الآكل أَسكره وما أَقل من يُقْدِمُ على أَكله على الرِّيق لشدَّة حلاوته

( جمس ) الجامِسُ من النبات ما ذهبت غُضُوضَتُه ورُطوبته فَوَلَّى وَجَسا وجَمَسَ الوَدَكُ يَجْمُسُ جَمْساً وجُمُوساً وجَمُس جَمَدَ وكذا الماءُ والماءُ جامِسٌ أَي جامد وقيل الجُمُوسُ للودك والسمن والجُمُودُ للماء وكان الأَصمعي يعيب قول ذي الرمة ونَقْري عَبِيطَ اللَّحْمِ والماءُ جامِسُ ويقول إِنما الجُموس للودك وسئل عمر رضي اللَّه عنه عن فأْرَة وقعت في سمن فقال إِن كان جامِساً أُلْقيَ ما حوله وأُكلَ وإِن كان مائعاً أُريقَ كله أَراد أَن السمن إِن كان جامداً أُخِذَ منه ما لَصِقَ الفأْرُ به فَرُمِيَ وكان باقيه طاهراً وإِن كان ذائباً حين مات فيه نَجُسَ كله وجَمَس وجَمَدَ بمعنى واحد ودَمٌ جَمِيسٌ يابس وصخرة جامسة يابسة لازمة لمكانها مقشعرّة والجُمْسَةُ القطعة اليابسة من التمر والجُمْسَةُ الرُّطَبَة التي رَطُبَتْ كلها وفيها يُبْسٌ الأَصمعي يقال للرُّطَبة والبُسْرَة إِذا دخلها كلها الإِرْطابُ وهي صُلْبَة لم تنهضم بَعْدُ فهي جُمْسَة وجمعها جُمْسٌ وفي حديث ابن عمير لَفُطْسٌ خُنْسٌ بزُبْدٍ جُمْسٍ إِن جعلتَ الجُمْسَ من نعت الفُطْسِ وتريد بها التمر كان معناه الصُّلْبَ العَلِكَ وإِن جعلته من نعت الزُّبْد كان معناه الجامد قال ابن الأَثير قاله الخطابي قال وقال الزمخشري الجَمْسُ بالفتح الجامد وبالضم جمع جُمْسَة وهي البُسْرَة التي أَرْطَبت كلُّها وهي صُلْبَةٌ لم تنهضم بَعْدُ والجاموس الكَمْأَةُ ابن سيده والجَمامِيسُ الكمأَة قال ولم أَسمع لها بواحد أَنشد أَبو حنيفة عن الفراء ما أَنا بالغادي وأَكْبَرُ هَمِّه جَمامِيسُ أَرْضٍ فَوْقَهُنَّ طُسُومُ والجامُوسُ نوع من البَقر دَخيلٌ وجمعه جَوامِيسُ فارسي معرّب وهو بالعجمية كَوامِيشُ

( جنس ) الجِنْسُ الضَّربُ من كل شيء وهو من الناس ومن الطير ومن حدود النَحْوِ والعَرُوضِ والأَشياء جملةٌ قال ابن سيده وهذا على موضوع عبارات أَهل اللغة وله تحديد والجمع أَجناس وجُنُوسٌ قال الأَنصاري يصف النخل تَخَيَّرْتُها صالحاتِ الجُنُو سِ لا أَسْتَمِيلُ ولا أَسْتَقِيلُ والجِنْسُ أَعم من النوع ومنه المُجانَسَةُ والتَجْنِيسُ ويقال هذا يُجانِسُ هذا أَي يشاكله وفلان يُجانس البهائم ولا يُجانس الناسَ إِذا لم يكن له تمييز ولا عقل والإِبل جِنْسٌ من البهائم العُجْمِ فإِذا واليت سنّاً من أَسنان الإِبل على حِدَة فقد صنفتها تصنيفاً كأَنك جعلت بنات المخاض منها صنفاً وبنات اللبون صِنفاً والحِقاق صِنْفاً وكذلك الجَذَعُ والثَّنيُّ والرُّبَعُ والحيوان أَجناسٌ فالناس جنس والإِبل جنس والبقر جنس والشَّاء جنس وكان الأَصمعي يدفع قول العامة هذا مُجانِسٌ لهذا إِذا كان من شكله ويقول ليس بعربي صحيح ويقول إِنه مولَّد وقول المتكلمين الأَنواع مَجْنُوسَةٌ للأَجْناسِ كلام مولَّد لأَن مثل هذا ليس من كلام العرب وقول المتكلمين تَجانَس الشيئان ليس بعربي أَيضاً إِنما هو توسع وجئْ به من جِنْسِك أَي من حيث كان والأَعرف من حَِسِّك التهذيب ابن الأَعرابي الجَنَسُ جُمُودٌ
( * قوله « الجنس جمود » عبارة القاموس والجنس بالتحريك جمود الماء وغيره ) وقال الجَنَسُ المياه الجامدة

( جنعس ) ناقة جَنْعَسٌ قد أَسَنَّتْ وفيها شدّة عن كراع

( جنفس ) التهذيب حَنْفسَ إِذا اتَّخَمَ

( جوس ) الجَوْسُ مصدر جاسَ جَوْساً وجَوَساناً تردّد وفي التنزيل العزيز فَجاسُوا خِلال الدِّيار أَي تردّدوا بينها للغارة وهو الجَوَسانُ وقال الفراء قتلوكم بين بيوتكم قال وجاسُوا وحاسُوا بمعنى واحد يذهبون ويجيثون وقال الزجاج فجاسوا خلال الديار أَي فطافوا في خلال الديار ينظرون هل بقي أَحد لم يقتلوه وفي الصحاح جاسوا خلال الديار أَي تخللوها فطلبوا ما فيها كما يَجُوس الرجلُ الأَخبار أَي يطلبها وكذلك الاجْتِياسُ والجَوَسان بالتحريك الطوفان بالليل وفي حديث قُسُ بن ساعدة جَوْسَة الناظر لا يَحارُ أَي شدة نظره وتتابعه فيه ويروى حَثَّةُ الناظر من الحَثِّ وكلُّ ما وُطِئَ فقد جِيسَ والجَوْسُ كالدَّوس ورجل جَوَّاسٌ يَجُوسُ كلَّ شيء يَدُوسُه وجاء يَجُوسُ الناسَ أَي يتخطاهم والجَوْسُ طلب الشيء باستقصاء الأَصمعي تركت فلاناً يَجُوسُ بني فلان ويَحُوسُهم أَي يدوسهم ويطلب فيهم وأَنشد أَبو عبيد يَجُوسُ عَمارَةً ويَكُفُّ أُخرى لنا حتى يُجاوِزَها دَليلُ يَجُوُسُ يتخلل أَبو عبيد كل موضع خالطته ووَطِئَته فقد جُسْته وحُسته والجُوسُ الجُوع يقال جُوساً له وبُوساً كما يقال جُوعاً له ونُوعاً وحكى ابن الأَعرابي جُوساً له كقوله بُوساً له وجُوسُ اسم أَرض
( * قوله « وجوس اسم أرض » الذي في ياقوت وجوش بفتح الجيم وسكون الواو وشين معجمة واستشهد بالبيت على ذلك ) قال الراعي فلما حَبا من دُونِها رَمْلُ عالِجٍ وجُوسٌ بَدَتْ أَثْباجُهُ ودَجُوجُ ابن الأَعرابي جاساه عاداه وجاساه رفوته
( * كذا بالأَصل ) وجَوَّاسٌ اسم

( جيس ) جَيْسانُ موضع معروف ورواه ابن دُرَيْد بالشين المعجمة وسيأْتي ذكره وجَيْسانُ اسم واللَّه أَعلم

( حبس ) حَبَسَه يَحْبِسُه حَبْساً فهو مَحْبُوس وحَبِيسٌ واحْتَبَسَه وحَبَّسَه أَمسكه عن وجهه والحَبْسُ ضدّ التخلية واحْتَبَسَه واحْتَبَسَ بنفسه يتعدّى ولا يتعدّى وتَحَبَّسَ على كذا أَي حَبَس نفسه على ذلك والحُبْسة بالضم الاسم من الاحْتِباس يقال الصَّمْتُ حُبْسَة سيبويه حَبَسَه ضبطه واحْتَبَسَه اتخذه حَبيساً وقيل احْتِباسك إِياه اختصاصُك نَفْسَكَ به تقول احْتَبَسْتُ الشيء إِذا اختصصته لنفسك خاصة والحَبْسُ والمَحْبَسَةُ والمَحْبِسُ اسم الموضع وقال بعضهم المَحْبِسُ يكون مصدراً كالحَبْس ونظيره قوله تعالى إِلى اللَّه مَرْجِعُكم أَي رُجُوعكم ويسأَلونك عن المَحِيضِ أَي الحَيْضِ ومثله ما أَنشده سيبويه للراعي بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فوقَ مَزَلَّةٍ لا يَسْتَطِيعُ بها القُرادُ مَقِيلا أَي قَيْلُولة قال ابن سيده وليس هذا بمطرد إنما يقتصر منه على ما سمع قال سيبويه المَحْبِسُ على قياسهم الموضع الذي يُحْبَس فيه والمَحْبَس المصدر الليث المَحْبِسُ يكون سجناً ويكون فِعْلاً كالحبس وإِبل مُحْبَسَة داجِنَة كأَنها قد حُبِسَتْ عن الرَّعْي وفي حديث طَهْفَةَ لا يُحْبَسُ دَرُّكُم أَي لا تُحْبَسُ ذواتُ الدَّرِّ وهو اللبن عن المَرْعَى بحَشْرِها وسَوْقِها إِلى المُصَدِّقِ ليأْخذ ما عليها من الزكاة لما في ذلك من الإِضرار بها وفي حديث الحُدَيبِية حَبَسها حابِسُ الفيل هو فيل أَبْرَهَةَ الحَبَشِيِّ الذي جاء يقصد خراب الكعبة فَحَبَس اللَّه الفيلَ فلم يدخل الحرم ورَدَّ رأْسَه راجعاً من حيث جاء يعني أَن اللَّه حبس ناقة رسوله لما وصل إِلى الحديبية فلم تتقدم ولم تدخل الحرم لأَنه أَراد أَن يدخل مكة بالمسلمين وفي حديث الحجاج إِن الإِبل ضُمُر حُبْسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ قال ابن الأَثير هكذا رواه الزمخشري وقال الحُبُسُ جمع حابس من حَبَسَه إِذا أَخره أَي أَنها صوابر على العطش تؤخر الشُّرْبَ والرواية بالخاء والنون والمَِحْبَسُ مَعْلَفُ الدابة والمِحْبَسُ المِقْرَمَةُ يعني السِّتْرَ وقد حَبَسَ الفِراشَ بالمِحْبَس وهي المِقْرَمَةُ التي تبسط علة وجه الفِراشِ للنوم وفي النوادر جعلني اللَّه رَبيطَةً لكذا وحَبِيسَة أَي تذهب فتفعل الشيء وأُوخَذُ به وزِقٌّ حابِسٌ مُمْسِك للماء وتسمى مَصْنَعَة الماءِ حابِساً والحُبُسُ بالضم ما وُقِفَ وحَبَّسَ الفَرَسَ في سبيل اللَّه وأَحْبَسَه فهو مُحَبَّسٌ وحَبيسٌ والأُنثى حَبِيسَة والجمع حَبائس قال ذو الرمة سِبَحْلاً أَبا شِرْخَيْنِ أَحْيا بَنانِه مَقالِيتُها فهي اللُّبابُ الحَبائِسُ وفي الحديث ذلك حَبيسٌ في سبيل اللَّه أَي موقوف على الغزاة يركبونه في الجهاد والحَبِيسُ فعيل بمعنى مفعول وكل ما حُبِسَ بوجه من الوجوه حَبيسٌ الليث الحَبيسُ الفرس يجعل حَبِيساً في سبيل اللَّه يُغْزى عليه الأَزهري والحُبُسُ جمع الحَبِيس يقع على كل شيء وقفه صاحبه وقفاً محرّماً لا يورث ولا يباع من أَرض ونخل وكرم ومُسْتَغَلٍّ يُحَبَّسُ أَصله وقفاً مؤبداً وتُسَبَّلُ ثمرته تقرباً إِلى اللَّه عز وجل كما قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم لعمر في نخل له أَراد أَن يتقرب بصدقته إِلى اللَّه عز وجل فقال له حَبِّسِ الأَصلَ وسَبِّل الثمرة أَي اجعله وقفاً حُبُساً ومعنى تحبيسه أَن لا يورث ولا يباع ولا يوهب ولكن يترك أَصله ويجعل ثمره في سُبُلِ الخير وأَما ما روي عن شُرَيْح أَنه قال جاءَ محمد صلى اللَّه عليه وسلم بإِطلاق الحُبْس فإِنما أَراد بها الحُبُسُ هو جمع حَبِيسٍ وهو بضم الباء وأَراد بها ما كان أَهل الجاهلية يَحْبِسُونه من السوائب والبحائر والحوامي وما أَشبهها فنزل القرآن بإِحلال ما كانوا يحرّمون منها وإِطلاق ما حَبَّسوا بغير أَمر اللَّه منها قال ابن الأَثير وهو في كتاب الهروي باسكان الباء لأَنه عطف عليه الحبس الذي هو الوقف فإِن صح فيكون قد خفف الضمة كما قالوا في جمع رغيف رُغْفٌ بالسكون والأَصل الضم أَو أَنه أَراد به الواحد قال الأَزهري وأَما الحُبُسُ التي وردت السنَّة بتحبيس أَصلها وتسبيل ثمرها فهي جارية على ما سَنَّها المصطفى صلى اللَّه عليه وسلم وعلى ما أَمر به عمر رضي اللَّه عنه فيها وفي حديث الزكاة أَن خالداً جَعَلَ رَقِيقَه وأَعْتُدَه حُبُساً في سبيل اللَّه أَي وقفاً على المجاهدين وغيرهم يقال حَبَسْتُ أَحْبِسُ حَبْساً وأَحْبَسْتُ أُحْبِسُ إِحْباساً أَي وقفت والاسم الحُبس بالضم والأَعْتُدُ جمع العَتادِ وهو ما أَعَدَّه الإِنسان من آلة الحرب وقد تقدم وفي حديث ابن عباس لما نزلت آية الفرائض قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم لا حُبْسَ بعد سورة النساء أَي لا يُوقَف مال ولا يُزْوَى عن وارثه إِشارة إِلى ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من حَبْس مال الميت ونسائه كانوا إِذا كرهوا النساء لقبح أَو قلة مال حبسوهن عن الأَزواج لأَن أَولياء الميت كانوا أَولى بهن عندهم قال ابن الأَثير وقوله لا حبس يجوز بفتح الحاء على المصدر ويضمها على الاسم والحِبْسُ كلُّ ما سدَّ به مَجْرى الوادي في أَيّ موضع حُبِسَ وقيل الحِبْس حجارة أَو خشب تبنى في مجرى الماء لتحبسه كي يشرب القومُ ويَسقوا أَموالَهُم والجمع أَحْباس سمي الماء به حِبْساً كما يقال له نِهْيٌ قال أَبو زرعة التيمي من كَعْثَبٍ مُسْتَوْفِز المَجَسِّ رَابٍ مُنِيفٍ مثلِ عَرْضِ التُّرْسِ فَشِمْتُ فيها كعَمُود الحِبْسِ أَمْعَسُها يا صاحٍ أَيَّ مَعْسِ حتى شَفَيْتُ نَفْسَها من نَفْسي تلك سُلَيْمَى فاعْلَمَنَّ عِرْسِي الكَعْثَبُ الرَّكَبُ والمَعْسُ النكاح مثل مَعْسِ الأَديم إِذا دبغ ودُلِكَ دَلْكاً شديداً فذلك مَعْسُه وفي الحديث أَنه سأَل أَين حِبْسُ سَيَل فإِنه يوشك أَن يخرج منه نار تضيء منها أَعناق الإِبل ببصري هو من ذلك وقيل هو فلُوقٌ في الحَرَّة يجتمع فيها ماء لو وردت عليه أُمَّة لوسعهم وحِبْسُ سَيَل اسم موضع بِحَرَّةِ بني سليم بينها وبين السَّوارِقيَّة مسيرة يوم وقيل حُبْسُ سَيَل بضم الحاء الموضع المذكور والحُباسَة والحِباسَة كالحِبْس أَبو عمرو الحَِبْس مثل المَصْنَعة يجعل للماء وجمعه أَحْباسٌ والحِبْس الماء المستنقع قال الليث شيء يحبس به الماء نحو الحُِباسِ في المَزْرَفَة يُحْبَس به فُضول الماء والحُباسة في كلام العرب المَزْرَفَة وهي الحُِباسات في الأَرض قد أَحاطت بالدَّبْرَةِ وهي المَشارَةُ يحبس فيها الماء حتى تمتلئَ ثم يُساق الماء إِلى غيرها ابن الأَعرابي الحَبْسُ الشجاعة والحِبْسُ بالكسر
( * قوله « والحبس بالكسر » حكى المجد فتح الحاء أَيضاً ) حجارة تكون في فُوْهَة النهر تمنع طُغْيانَ الماءِ والحِبْسُ نِطاق الهَوْدَج والحِبْسُ المِقْرَمَة والحِبْسُ سوار من فضة يجعل في وسط القِرامِ وهو سِتْرٌ يُجْمَعُ به ليُضِيء البيت وكَلأٌ حابسٌ كثير يَحْبِسُ المالَ والحُبْسَة والاحْتِباس في الكلام التوقف وتحَبَّسَ في الكلام توقَّفَ قال المبرد في باب علل اللسان الحُبْسَةُ تعذر الكلام عند إِرادته والعُقْلَة التواء اللسان عند إِرادة الكلام ابن الأَعرابي يكون الجبل خَوْعاً أَي أَبيض ويكون فيه بُقْعَة سوداء ويكون الجبلُ حَبْساً أَي أَسودَ ويكون فيه بقعة بيضاء وفي حديث الفتح أَنه بعث أَبا عبيدة على الحُبْسِ قال القُتَيبي هم الرَّجَّالة سموا بذلك لتحبسهم عن الركبان وتأَخرهم قال وأَحْسِبُ الواحد حَبيساً فعيل بمعنى مفعول ويجوز أَن يكون حابساً كأَنه يَحْبِسُ من يسير من الرُّكبان بمسيره قال ابن الأَثير وأَكثر ما يروى الحُبَّس بتشديد الباء وفتحها فإِن صحت الرواية فلا يكون واحدها إِلا حابساً كشاهد وشُهَّد قال وأَما حَبيس فلا يعرف في جمع فَعِيل فُعَّلٌ وإِنما يعرف فيه فُعُل كنَذِير ونُذُر وقال الزمخشري الحُبُسُ بضم الباء والتخفيف الرَّجَّالة سموا بذلك لحبسهم الخيالة ببُطْءِ مشيهم كأَنه جمع حَبُوس أَو لأَنهم يتخلفون عنهم ويحتبسون عن بلوغهم كأَنه جمع حَبِيسٍ الأَزهري وقول العجاج حَتْف الحِمام والنُّحُوسَ النُّحْسا التي لا يدري كيف يتجه لها وحابَسَ الناسُ الأُمُورَ الحُبَّسا أَراد وحابَسَ الناسَ الحُبَّسُ الأُمورُ فقلبه ونصبه ومثله كثير وقد سمت حابِساً وحَبِيساً والحَبْسُ موضع وفي الحديث ذكر ذات حَبِيس بفتح الحاء وكسر الباء وهو موضع بمكة وحَبِيس أَيضاً موضع بالرَّقَّة به قبور شهداء صِفِّينَ وحابِسٌ اسم أَبي الأَقرع التميمي

( حبرقس ) الحَبَرْقَسُ الضَّئِيلُ من البِكارَةِ والحُملان وقيل هو الصغير الخَلْقِ من جميع الحيوان والحَبَرْقَسُ صغار الإِبل وهو بالصاد وقد ذكر في ترجمة حَبَرْقَصَ

( حبلبس ) الحَبَلْبَسُ الحريص اللازم للشيء ولا يفارقه كالحَلْبَسِ

( حدس ) الأَزهري الحَدْسُ التوهم في معاني الكلام والأُمور بلغني عن فلان أَمر وأَنا أَحْدُسُ فيه أَي أَقول بالظن والتوهم وحَدَسَ عليه ظنه يَحْدِسه ويَحْدُسُه حَدْساً لم يحققه وتَحَدَّسَ أَخبارَ الناس وعن أَخبار الناس تَخَيَّر عنها وأَراغها ليعلمها من حيث لا يعرفون به وبَلَغَ به الحِدَاسَ أَي الأَمرَ الذي ظن أَنه الغاية التي يجري إِليها وأَبعد ولا تقل الإِدَاسَ وأَصلُ الحَدْسِ الرمي ومنه حَدْسُ الظن إِنما هو رَجْمٌ بالغيب والحَدْسُ الظنّ والتخمين يقال هو يَحْدِس بالكسر أَي يقول شيئاً برأَيه أَبو زيد تَحَدَّسْتُ ع الأَخبار تَحَدُّساً وتَنَدَّسْتُ عنها تَنَدُّساً وتَوَجَّسْت إِذا كنت تُرِيغُ أَخبار الناس لتعلمها من حيث لا يعلمون ويقال حَدَسْتُ عليه ظني ونَدَسْتُه إِذا ظننت الظن ولا تَحُقُّه وحَدَسَ الكلامَ على عواهِنِه تَعَسَّفه ولم يَتَوَقَّه وحَدَسَ الناقة يَحْدِسُها حَدْساً أَناخها وقيل أَناخها ثم وَجَأَ بشَفْرَتِه في منحرها وحَدَس بالناقة أَناخها وفي التهذيب إِذا وَجَأَ في سَبَلتها والسَّبَلَةُ ههنا نَحْرُها يقال ملأ الوادي إِلى أَسبالِه أَي إِلى شفاهِه وحَدَسْتُ في لَبَّةٍ البعير أَي وَجَأْتها وحَدَس الشاةَ يَحْدِسها حَدْساً أَضجعها ليذبحها وحَدَسَ بالشاة ذبحها ومنه المثل السائر حَدَسَ لهم بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ يعني الشاة المهزولة وقال الأَزهري معناه أَنه ذبح لأَضيافه شاة سمينة أَطفأَت من شحمها تلك الرَّضْف وقال ابن كناسَةَ تقول العرب إِذا أَمسى النَّجْمُ قِمَّ الرأْس فَعُظْماها فاحْدِسْ معناه انْحَرْ أَعظم الإِبل وحَدَس بالرجل يَحْدِسُ حَدْساً فهو حَدِيسٌ صَرَعَه قال معد يكرب لمن طَلَلٌ بالعَمْقِ أَصْبَحَ دارِسا ؟ تَبَدَّلَ آراماً وعِيناً كَوانِسا تَبَدَّلَ أُدْمانَ الظِّباءِ وحَيْرَماً وأَصْبَحْتُ في أَطلالِها اليومَ جالِسا بمُعْتَرَكٍ شَطَّ الحُبَيَّا تَرَى به من القوم مَحْدُوساً وآخر حادِسا العَمْقُ ما بَعُدَ من طرف المفازة والآرام الظباء البيض البطون والعِينُ بقر الوحش والكَوانِسُ المقيمة في أَكنستها وكناس الظبي والبقرة بينهما والحُبَيَّا موضع وشَطُّه ناحيته والحَيْرَمُ بقر الوحش الواحدة حَيرمة وحَدَسَ به الأَرض حَدْساً ضربها به وحَدَسَ الرجلَ وَطِئَه والحَدْسُ السرعة والمُضِيُّ على استقامة ويوصف به فيقال سَيْرٌ حَدْسٌ قال كأَنها من بَعْدِس سَيْرٍ حَدْسِ فهو على ما ذكرنا صفة وقد يكون بدلاً وحَدَسَ في الأَرض يَحْدِسُ حَدْساً ذهب والحَدْسُ الذهاب في الأَرض على غير هداية قال الأَزهري الحَدْسُ في السير سرعة ومضيٌّ على غير طريقة مستمرة الأُمَوِيُّ حَدَس في الأَرض وعَدَسَ يَحْدِسُ ويَعْدِسُ إِذا ذهب فيها وبنو حَدَسٍ حَيٌّ من اليمن قال لا تَخْبِزا خَبْزاً وبُسّا بَسَّا مَلْساً بذَوْدِ الحَدَسِيِّ مَلْسا وحَدَسٌ اسم أَبي حيٍّ من العرب وحَدَسْتُ بسهم رميت وحَدَسْتُ برجلي الشيء أَي وَطِئْتُه وحَدَسْ زجر للبغال كعَدَسْ وقيل حَدَسْ وعَدَسْ اسما بَغَّالَيْن على عهد سليمان بن داود عليهما السلام كانا يَعْنُفانِ على البِغالِ فإِذا ذُكِرَا نَفَرَتْ خوفاً مما كانت تلقى منهما قال إِذا حَمَلْتُ بِزَّتي على حَدَسْ والعرب تختلف في زجر البغال فبعض يقول عَدَسْ وبعض يقول حَدَسْ قال الأَزهري وعَدَسْ أَكثر من حَدَسْ ومنه قول ابن مُفَرَّع عَدَسْ ما لعَبَّادٍ عليكِ إِمارَةٌ نَجَوْتُ وهذا تَحْمِلينَ طَلِيقُ جعل عَدَسْ اسماً للبغلة سماها بالزَّجْرِ عَدَسْ

( حرس ) حَرَسَ الشيء يَحْرُسُه ويَحْرِسُه حَرْساً حفظه وهم الحُرَّاسُ والحَرَسُ والأَحْراسُ واحْتَرس منه تَحَرَّزَ وتَحَرَّسْتُ من فلان واحْتَرَسْتُ منه بمعنى أَي تحفظت منه وفي المثل مُحْتَرِسٌ من مثله وهو حارِسٌ يقال ذلك للرجل الذي يُؤْتَمَنُ على حفظ شيء لا يؤمن أَن يخون فيه قال الأَزهري الفعل اللازم يَحْتَرِسُ كأَنه يحترز قال ويقال حارسٌ وحَرَسٌ للجميع كما يقال خادِمٌ وخَدَمٌ وعاسٌّ وعَسَسٌ والحَرَسُ حَرَسُ السلطان وهم الحُرَّاسُ الواحد حَرَسِيٌّ لأَنه قد صار اسم جنس فنسب إِليه ولا تقل حارِسٌ إِلا أَن تذهب به إِلى معنى الحِراسَة دون الجنس وفي حديث معاوية رضي اللَّه عنه أَنه تناول قُصَّة شعر كانت في يد حَرَسِيٍّ الحرسي بفتح الراءِ واحد الحُرَّاس والحَرَس وهم خَدَمُ السلطان المرتبون لحفظه وحِراسَتِه والبناء الأَحْرَسُ هو القديم العادِيُّ الذي أَتى عليه الحَرْس وهو الدهر قال ابن سيده وبناء أَحْرَسُ أَصم وحَرَسَ الإِبل والغنم يَحْرُِسها واحْتَرَسَها سرقها ليلاً فأَكلها وهي الحَرائِس وفي الحديث أَن غِلْمَةً لحاطب بن أَبي بَلْتَعَةَ احْتَرَسُوا ناقة لرجل فانتحروها وقال شمر الاحْتِراسُ أَن يؤْخذ الشيء من المرعى ويقال للذي يسرق الغنم مُحْتَرِس ويقال للشاة التي تُسْرَق حَرِيسَة الجوهري الحَريسَة الشاة تسرق ليلاً والحَريسة السرقة والحَريسَة أَيضاً ما احْتُرِس منها وفي الحديث حَريسَة الجبل ليس فيها قَطْع أَي ليس فيما يُحْرَس بالجبل إِذا سُرِق قطع لأَنه ليس بحرز والحَريسَة فعيلة بمعنى مفعولة أَي أَن لها من يَحْرُسها ويحفظها ومنهم من يجعل الحَريسَة السرقة نفسها يقال حَرَس يَحْرِس حَرْساً إِذا سرق فهو حارس ومُحْتَرِس أَي ليس فيما يُسْرَق من الجبل قطع وفي الحديث الآخر أَنه سئل عن حريسة الجبل فقال فيها غُرْم مثلها وجَلَداتٌ نكالاً فإِذا آواها المُراح ففيها القطع ويقال للشاة التي يدركها الليل قبل أَن تصل إِلى مُراحِها حَرِيسة وفي حديث أَبي هريرة ثمن الحَريسَة حرام لعينها أَي أَكل المسروقة وبيعها وأَخذ ثمنها حرام كله وفلان يأْكل الحِراساتِ إِذا تَسَرَّق غَنَمَ الناس فأَكلها والاحتراس أَن يُسْرَق الشيء من المرعى والحَرْسُ وقت من الجهر دون الحُقْب والحَرْسُ الدهر قال الراجز في نِعْمَةٍ عِشْنا بذاك حَرْسا والجمع أَحْرُس قال وقَفْتُ بعَرَّافٍ على غيرِ مَوْقِف على رَسْمِ دارٍ قد عَفَتْ مُنذُ أَحْرُسِ وقال امرؤ القيس لِمَنْ طَلَلٌ دائِرٌ آيُهُ تَقادَمَ في سالِف الأَحْرُسِ ؟ والمُسْنَدُ الدهر وأَحْرَسَ بالمكان أَقام به حَرْساً قال رؤبة وإِرَمٌ أَحْرَسُ فوقَ عَنْزِ العَنْز الأَكَمَة الصغيرة والإِرَمُ شبه عَلَمٍ يُبْنى فوق القارَة يستدل به على الطريق قال الأَزهري والعَنْزُ قارة سوداء ويروى وإِرَمٌ أَعْيَسُ فوق عنز والمِحْراسُ سهم عظيم القدر والحَرُوسُ موضع والحَرْسانِ الجَبَلانِ يقال لأَحدهما حَرْسُ قَسا وقال هُمُ ضَرَبُوا عن قَرْحِها بِكَتِيبَةٍ كبَيْضاءِ حَرْسٍ في طَرائِفِها الرَّجْلُ
( * قوله « عن قرحها » الذي في ياقوت عن وجهها )
البيضاء هَضْبَةٌ في الجَبَلِ

( حربس ) أَرض حَرْبَسِيسٌ صُلْبَة كعَرْبَسيس

( حرقس ) الحُرْقُوسُ لغة في الحُرْقُوص وهو مذكور في باب الصاد

( حرمس ) الحِرْمِسُ الأَمْلَسُ والحِرْماسُ الأَمْلَسُ وأَرض حِرْماس صُلبة شديدة أَبو عمرو بلد حِرْماس أَي أَملس وأَنشد جاوَزْنَ رَمْلَ أَيْلَةَ الدَّهَاسا وبَطْنَ لُبْنَى بَلَداً حِرْماسا وسِنونَ حَرامِسُ أَي شِدادٌ مُجْدِبَةٌ واحدها حِرْمِسٌ

( حسس ) الحِسُّ والحَسِيسُ الصوتُ الخَفِيُّ قال اللَّه تعالى لا يَسْمَعُون حَسِيسَها والحِسُّ بكسر الحاء من أَحْسَسْتُ بالشيء حسَّ بالشيء يَحُسُّ حَسّاً وحِسّاً وحَسِيساً وأَحَسَّ به وأَحَسَّه شعر به وأَما قولهم أَحَسْتُ بالشيء فعلى الحَذْفِ كراهية التقاء المثلين قال سيبويه وكذلك يفعل في كل بناء يُبْنى اللام من الفعل منه على السكون ولا تصل إِليه الحركة شبهوها بأَقَمْتُ الأَزهري ويقال هل أَحَسْتَ بمعنى أَحْسَسْتَ ويقال حَسْتُ بالشيء إِذا علمته وعرفته قال ويقال أَحْسَسْتُ الخبَرَ وأَحَسْتُه وحَسَيتُ وحَسْتُ إِذا عرفت منه طَرَفاً وتقول ما أَحْسَسْتُ بالخبر وما أَحَسْت وما حَسِيتُ ما حِسْتُ أَي لم أَعرف منه شيئا ً
( * عبارة المصباح وأحس الرجل الشيء إحساساً علم به وربما زيدت الباء فقيل أحسّ به على معنى شعر به وحسست به من باب قتل لغة فيه والمصدر الحس بالكسر ومنهم من يخفف الفعلين بالحذف يقول أحسته وحست به ومنهم من يخفف فيهما بإبدال السين ياء فيقول حسيت وأَحسيت وحست بالخبر من باب تعب ويتعدى بنفسه فيقال حست الخبر من باب قتل اه باختصار ) قال ابن سيده وقالوا حَسِسْتُ به وحَسَيْتُه وحَسِيت به وأَحْسَيْتُ وهذا كله من محوَّل التضعيف والاسم من كل ذلك الحِسُّ قال الفراء تقول من أَين حَسَيْتَ هذا الخبر يريدون من أَين تَخَبَرْته وحَسِسْتُ بالخبر وأَحْسَسْتُ به أَي أَيقنت به قال وربما قالوا حَسِيتُ بالخبر وأَحْسَيْتُ به يبدلون من السين ياء قال أَبو زُبَيْدٍ خَلا أَنَّ العِتاقَ من المَطايا حَسِينَ به فهنّ إِليه شُوسُ قال الجوهري وأَبو عبيدة يروي بيت أَبي زبيد أَحَسْنَ به فهن إليه شُوسُ وأَصله أَحْسَسْنَ وقيل أَحْسَسْتُ معناه ظننت ووجدت وحِسُّ الحمَّى وحِساسُها رَسُّها وأَولها عندما تُحَسُّ الأَخيرة عن اللحياني الأَزهري الحِسُّ مس الحُمَّى أَوّلَ ما تَبْدأُ وقال الأَصمعي أَول ما يجد الإِنسان مَسَّ الحمى قبل أَن تأْخذه وتظهر فذلك الرَّسُّ قال ويقال وَجَدَ حِسّاً من الحمى وفي الحديث أَنه قال لرجل متى أَحْسَسْتَ أُمَّْ مِلْدَمٍ ؟ أَي متى وجدت مَسَّ الحمى وقال ابن الأَثير الإِحْساسُ العلم بالحواسِّ وهي مَشاعِرُ الإِنسان كالعين والأُذن والأَنف واللسان واليد وحَواسُّ الإِنسان المشاعر الخمس وهي الطعم والشم والبصر والسمع واللمس وحَواسُّ الأَرض خمس البَرْدُ والبَرَدُ والريح والجراد والمواشي والحِسُّ وجع يصيب المرأَة بعد الولادة وقيل وجع الولادة عندما تُحِسُّها وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه مَرَّ بامرأَة قد ولدت فدعا لها بشربة من سَوِيقٍ وقال اشربي هذا فإِنه يقطع الحِسَّ وتَحَسَّسَ الخبر تطلَّبه وتبحَّثه وفي التنزيل يا بَنيَّ اذهبوا فَتحَسَّسوا من يوسف وأَخيه وقال اللحياني تَحَسَّسْ فلاناً ومن فلان أَي تَبَحَّثْ والجيم لغيره قال أَبو عبيد تَحَسَّسْت الخبر وتَحَسَّيته وقال شمر تَنَدَّسْتُه مثله وقال أَبو معاذ التَحَسُّسُ شبه التسمع والتبصر قال والتَجَسُّسُ بالجيم البحث عن العورة قاله في تفسير قوله تعالى ولا تَجَسَّسوا ولا تَحَسَّسُوا ابن الأَعرابي تَجَسَّسْتُ الخبر وتَحَسَّسْتُه بمعنى واحد وتَحَسَّسْتُ من الشيء أَي تَخَبَّرت خبره وحَسَّ منه خبراً وأَحَسَّ كلاهما رأَى وعلى هذا فسر قوله تعالى فلما أَحسَّ عيسى منهم الكُفْرَ وحكى اللحياني ما أَحسَّ منهم أَحداً أَي ما رأَى وفي التنزيل العزيز هل تُحِسُّ منهم من أَحد وقيل في قوله تعالى هل تحس منهم من أَحد وقيل في قوله تعالى هل تحس منهم من أَحد معناه هل تُبْصِرُ هل تَرى ؟ قال الأَزهري وسمعت العرب يقول ناشِدُهم لِضَوالِّ الإِبل إِذا وقف على
( * كذا بياض بالأَصل ) أَحوالاً وأَحِسُّوا ناقةً صفتها كذا وكذا ومعناه هل أَحْسَستُم ناقة فجاؤوا على لفظ الأَمر وقال الفراء في قوله تعالى فلما أَحسَّ عيسى منهم الكفر وفي قوله هل تُحِسُّ منهم من أَحد معناه فلما وَجَد عيسى قال والإِحْساسُ الوجود تقول في الكلام هل أَحْسَسْتَ منهم من أَحد ؟ وقال الزجاج معنى أَحَسَّ علم ووجد في اللغة ويقال هل أَحسَست صاحبك أَي هل رأَيته ؟ وهل أَحْسَسْت الخبر أَي هل عرفته وعلمته وقال الليث في قوله تعالى فلما أَحس عيسى منهم الكفر أَي رأَى يقال أَحْسَسْتُ من فلان ما ساءني أَي رأَيت قال وتقول العرب ما أَحَسْتُ منهم أَحداً فيحذفون السين الأُولى وكذلك في قوله تعالى وانظر إِلى إِلهك الذي ظَلْتَ عليه عاكفاً وقال فَظَلْتُم تَفَكَّهون وقرئ فَظِلْتُم أُلقيت اللام المتحركة وكانت فَظَلِلْتُم وقال ابن الأَعرابي سمعت أَبا الحسن يقول حَسْتُ وحَسِسْتُ ووَدْتُ ووَدِدْتُ وهَمْتُ وهَمَمْتُ وفي حديث عوف بن مالك فهجمت على رجلين فلقت هل حَسْتُما من شيء ؟ قالا لا وفي خبر أَبي العارِم فنظرت هل أُحِسُّ سهمي فلم أَرَ شيئاً أَي نظرت فلم أَجده وقال لا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النار زعموا أَن رجلين كانا يوقدان بالطريق ناراً فإِذا مرَّ بهما قوم أَضافاهم فمرَّ بهما قوم وقد ذهبا فقال رجل لا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النار وقيل لا حَسَاسَ من ابني موقد النار لا وجود وهو أَحسن وقالوا ذهب فلان فلا حَساسَ به أَي لا يُحَسُّ به أَو لا يُحَسُّ مكانه والحِسُّ والحَسِيسُ الذي نسمعه مما يمرّ قريباً منك ولا تراه وهو عامٌّ في الأَشياء كلها وأَنشد في صفة بازٍ تَرَى الطَّيْرَ العِتاقَ يَظَلْنَ منه جُنُوحاً إِن سَمِعْنَ له حَسِيسا وقوله تعالى لا يَسْمَعُون حَسِيسَها أَي لا يسمعون حِسَّها وحركة تَلَهُّبِها والحَسيسُ والحِسُّ الحركة وفي الحديث أَنه كان في مسجد الخَيْفِ فسمع حِسَّ حَيَّةٍ أَي حركتها وصوت مشيها ومنه الحديث إِن الشيطان حَسَّاس لَحَّاسٌ أَي شديد الحسَّ والإَدراك وما سمع له حِسّاً ولا جِرْساً الحِسُّ من الحركة والجِرْس من الصوت وهو يصلح للإِنسان وغيره قال عَبْدُ مَناف بن رِبْعٍ الهُذَليّ وللقِسِيِّ أَزامِيلٌ وغَمْغَمَةٌ حِسَّ الجَنُوبِ تَسُوقُ الماءَ والبَرَدا والحِسُّ الرَّنَّةُ وجاءَ بالمال من حِسَّه وبِسِّه وحَسِّه وبَسِّه وفي التهذيب من حَسِّه وعَسِّه أَي من حيث شاءَ وجئني من حَسِّك وبَسِّك معنى هذا كله من حيث كان ولم يكن وقال الزجاج تأْويله جئ به من حيث تُدركه حاسَّةٌ من حواسك أَو يُدركه تَصَرُّفٌ من تَصَرٍّفِك وفي الحديث أَن رجلاً قال كانت لي ابنة عم فطلبتُ نَفْسَها فقالت أَو تُعْطيني مائة دينار ؟ فطلبتها من حَِسِّي وبَِسِّي أَي من كل جهة وحَسَّ بفتح الحاء وكسر السين وترك التنوين كلمة تقال عند الأَلم ويقال إِني لأَجد حِسّاً من وَجَعٍ قال العَجَّاجُ فما أَراهم جَزَعاً بِحِسِّ عَطْفَ البَلايا المَسَّ بعد المَسِّ وحَرَكاتِ البَأْسِ بعد البَأْسِ أَن يَسْمَهِرُّوا لضِراسِ الضَّرْسِ يسمهرّوا يشتدوا والضِّراس المُعاضَّة والضَّرْسُ العَضُّ ويقال لآخُذَنَّ منك الشيء بِحَسٍّ أَو بِبَسٍّ أَي بمُشادَّة أَو رفق ومثله لآخذنه هَوْناً أَو عَتْرَسَةً والعرب تقول عند لَذْعة النار والوجع الحادِّ حَسِّ بَسِّ وضُرِبَ فما قال حَسٍّ ولا بَسٍّ بالجر والتنوين ومنهم من يجر ولا ينوَّن ومنهم من يكسر الحاء والباء فيقول حِسٍّ ولا بِسٍّ ومنهم من يقول حَسّاً ولا بَسّاً يعني التوجع ويقال اقْتُصَّ من فلان فما تَحَسَّسَ أَي ما تَحَرَّك وما تَضَوَّر الأَزهري وبلغنا أَن بعض الصالحين كان يَمُدُّ إِصْبعه إِلى شُعْلَة نار فإِذا لذعته قال حَسِّ حَسِّ كيف صَبْرُكَ على نار جهنم وأَنت تَجْزَعُ من هذا ؟ قال الأَصمعي ضربه فما قال حَسِّ قال وهذه كلمة كانت تكره في الجاهلية وحَسِّ مثل أَوَّهْ قال الأَزهري وهذا صحيح وفي الحديث أَنه وضع يده في البُرْمَة ليأْكل فاحترقت أَصابعه فقال حَسِّ هي بكسر السين والتشديد كلمة يقولها الإِنسان إِذا أَصابه ما مَضَّه وأَحرقه غفلةً كالجَمْرة والضَّرْبة ونحوها وفي حديث طلحة رضي اللَّه عنه حين قطعت أَصابعه يوم أُحُدٍ قال حَسَّ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لو قلت بسم اللَّه لرفعتك الملائكة والناس ينظرون وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان ليلة يَسْري في مَسِيره إِلى تَبُوك فسار بجنبه رجل من أَصحابه ونَعَسا فأَصاب قَدَمُه قَدَمَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال حَسِّ ومنه قول العجاج وقد تقدم وبات فلانٌ بِحَسَّةٍ سَيِّئة وحَسَّةِ سَوْءٍ أَي بحالة سَوْءٍ وشدّة والكسر أَقيس لأَن الأَحوال تأْتي كثيراً على فِعْلَة كالجِيْئَةِ والتَّلَّةِ والبِيْئَةِ قال الأَزهري والذي حفظناه من العرب وأَهل اللغة بات فلان بجيئة سوء وتلة سوء وبيئة سوء قال ولم أَسمع بحسة سوء لغير الليث وقال اللحياني مَرَّتْ بالقوم حَواسُّ أَي سِنُونَ شِدادٌ والحَسُّ القتل الذريع وحَسَسْناهم أَي استَأْصلناهم قَتْلاً وحَسَّهم يَحُسُّهم حَسّاً قتلهم قتلاً ذريعاً مستأْصلاً وفي التنزيل العزيز إِذ تَحُسُّونهم بإِذنه أَي تقتلونهم قتلاً شديداً والاسم الحُساسُ عن ابن الأَعرابي وقال أَبو إِسحق معناه تستأْصلونهم قتلاً يقال حَسَّهم القائد يَحُسُّهم حَسّاً إِذا قتلهم وقال الفراء الحَسُّ القتل والإِفناء ههنا والحَسِيسُ القتيل قال صَلاءَةُ بن عمرو الأَفْوَهُ إِنَّ بَني أَوْدٍ هُمُ ما هُمُ للحَرْبِ أَو للجَدْبِ عامَ الشُّمُوسْ يَقُونَ في الجَحْرَةِ جِيرانَهُمْ بالمالِ والأَنْفُس من كل بُوسْ نَفْسِي لهم عند انْكسار القَنا وقد تَرَدَّى كلُّ قِرْنٍ حَسِيسْ الجَحْرَة السنة الشديدة وقوله نفْسي لهم أَي نفسي فداء لهم فحذف الخبر وفي الحديث حُسُّوهم بالسيف حَسّاً أَي استأْصلوهم قتلاً وفي حديث علي لقد شَفى وحاوِح صَدْري حَسُّكم إِياهم بالنِّصال والحديث الآخر كما أَزالوكم حَسّاً بالنصال ويروى بالشين المعجمة وجراد محسوسٌ قتلته النار وفي الحديث أَنه أُتِيَ بجراد مَحْسوس وحَسَّهم يَحُسُّهم وَطِئَهم وأَهانهم وحَسَّان اسم مشتق من أَحد هذه الأَشياءِ قال الجوهري إِن جعلته فَعْلانَ من الحَسِّ لم تُجْره وإِن جعلته فَعَّالاً من الحُسْنِ أَجريته لأَن النون حينئذ أَصلية والحَسُّ الجَلَبَةُ والحَسُّ إِضْرار البرد بالأَشياء ويقال أَصابتهم حاسَّة من البرد والحِسُّ برد يُحْرِق الكلأَ وهو اسم وحَسَّ البَرْدُ والكلأَ يَحُسُّه حَسّاً وقد ذكر أَن الصاد لغة عن أَبي حنيفة ويقال إِن البرد مَحَسَّة للنبات والكلإِ بفتح الجيم أَي يَحُسُّه ويحرقه وأَصابت الأَرضَ حاسَّةٌ أَي بَرْدٌ عن اللحياني أَنَّته على معنى المبالغة أَو الجائحة وأَصابتهم حاسَّةٌ وذلك إِذا أَضرَّ البردُ أَو غيره بالكلإِ وقال أَوْسٌ فما جَبُنُوا أَنَّا نَشُدُّ عليهمُ ولكن لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ قال الأَزهري هكذا رواه شمر عن ابن الأَعرابي وقال تَحُسُّ أَي تُحْرِقُ وتُفْني من الحاسَّة وهي الآفة التي تصيب الزرع والكلأَ فتحرقه وأَرض مَحْسوسة أَصابها الجراد والبرد وحَسَّ البردُ الجرادَ قتله وجراد مَحْسُوس إِذا مسته النار أَو قتلته وفي الحديث في الجراد إِذا حَسَّه البرد فقتله وفي حديث عائشة فبعثت إِليه بجراد مَحْسُوس أَي قتله البرد وقيل هو الذي مسته النار والحاسَّة الجراد يَحُسُّ الأَرض أَي يأْكل نباتها وقال أَبو حنيفة الحاسَّة الريح تَحْتِي التراب في الغُدُرِ فتملؤها فيَيْبَسُ الثَّرَى وسَنَة حَسُوس إِذا كانت شديدة المَحْل قليلة الخير وسنة حَسُوس تأْكل كل شيء قال إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسا تأْكلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسا أَراد تأْكل بعد الأَخضر اليابس إِذ الخُضرة واليُبْسُ لا يؤكلان لأَنهما عَرَضانِ وحَسَّ الرأْسَ يَحُسُّه حَسّاً إِذا جعله في النار فكلما شِيطَ أَخذه بشَفْرَةٍ وتَحَسَّسَتْ أَوبارُ الإِبل تَطَايَرَتْ وتفرّقت وانْحَسَّت أَسنانُه تساقطت وتَحاتَّتْ وتكسرت وأَنشد للعجاج في مَعْدِنِ المُلْك الكَريمِ الكِرْسِ ليس بمَقْلوع ولا مُنْحَسِّ قال ابن بري وصواب إِنشاد هذا الرجز بمعدن الملك وقبله إِن أَبا العباس أَولَى نَفْسِ وأَبو العباس هو الوليد بن عبد الملك أَي هو أَولى الناس بالخلافة وأَولى نفس بها وقوله ليس بمقلوع ولا منحس أَي ليس بمحوّل عنه ولا مُنْقَطِع الأَزهري والحُساسُ مثل الجُذاذ من الشيء وكُسارَةُ الحجارة الصغار حُساسٌ قال الراجز يذكر حجارة المنجنيق شَظِيَّة من رَفْضَّةِ الحُساسِ تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئِم التَّرَّاسِ والحَسُّ والاحْتِساسُ في كل شيء أَن لا يترك في المكان شيء والحُساس سمك صِغار بالبحرين يجفف حتى لا يبقى فيه شيء من مائه الواحدة حُساسَة قال الجوهري والحُساس بالضم الهِفُّ وهو سمك صغار يجفف والحُساسُ الشُّؤْمُ والنَّكَدُ والمَحْسوس المشؤوم عن اللحياني ابن الأَعرابي الحاسُوس المشؤوم من الرجال ورجل ذو حُساسٍ ردِيء الخُلُقِ قال رُبَّ شَريبٍ لك ذي حُساسِ شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسِي فالحُساسُ هنا يكون الشُّؤْمَ ويكون رَداءة الخُلُق وقال ابن الأَعرابي وحده الحُساسُ هنا القتل والشريب هنا الذي يُوارِدُك على الحوض يقول انتظارك إِياه قتل لك ولإِبلك والحِسُّ الشر تقول العرب أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ الإِسُّ هنا الأَصل تقول أَلحق الشر بأَهله وقال ابن دريد إِنما هو أَلصِقوا الحِسَّ بالإِسِّ أَي أَلصقوا الشر بأُصول من عاديتم قال الجوهري يقال أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ معناه أَلحق الشيء بالشيء أَي إِذا جاءَك شيء من ناحية فافعل مثله والحِسُّ الجَلْدُ وحَسَّ الدابة يَحُسُّها حَسّاً نفض عنها التراب وذلك إِذا فَرْجَنها بالمِحَسَّة أَي حَسَّها والمِحَسَّة بكسر الميم الفِرْجَوْنُ ومنه قول زيد بن صُوحانَ حين ارْتُثَّ يوم الجمل ادفنوني في ثيابي ولا تَحُسُّوا عني تراباً أَي لا تَنْفُضوه من حَسَّ الدابة وهو نَفْضُكَ التراب عنها وفي حديث يحيى بن عَبَّاد ما من ليلة أَو قرية إِلا وفيها مَلَكٌ يَحُسُّ عن ظهور دواب الغزاة الكَلالَ أَي يُذْهب عنها التَّعَب بَحسِّها وإِسقاط التراب عنها قال ابن سيده والمِحَسَّة مكسورة ما يُحَسُّ به لأَنه مما يعتمل به وحَسَسْتُ له أَحِسُّ بالكسر وحَسِسْتُ حَِسّاً فيهما رَقَقْتُ له تقول العرب إِن العامِرِيَّ ليَحِسَّ للسَّعْدِي بالكسر أَي يَرِقُّ له وذلك لما بينهما من الرَّحِم قال يعقوب قال أَبو الجَرَّاحِ العُقَيْلِيُّ ما رأَيت عُقيليّاً إِلا حَسَسْتُ له وحَسِسْتُ أَيضاً بالكسر لغة فيه حكاها يعقوب والاسم الحَِسُّ قال القُطامِيُّ أَخُوكَ الذي تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُه وتَرْفَضُّ عند المُحْفِظاتِ الكتائِفُ ويروى عند المخطفات قال الأَزهري هكذا روى أَبو عبيد بكسر الحاء ومعنى هذا البيت معنى المثل السائر الحَفائِظُ تُحَلِّلُ الأَحْقادَ يقول إِذا رأَيتُ قريبي يُضام وأَنا عليه واجدٌ أَخرجت ما في قلبي من السَّخِيمة له ولم أَدَعْ نُضْرَته ومعونته قال والكتائف الأَحقاد واحدتها كَتِيفَة وقال أَبو زيد حَسَسْتُ له وذلك أَن يكون بينهما رَحِمٌ فَيَرِقَّ له وقال أَبو مالك هو أَن يتشكى له ويتوجع وقال أَطَّتْ له مني حاسَّةُ رَحِم وحَسَِسْتُ له حَِسّاً رَفَقْتُ قال ابن سيده هكذا وجدته في كتاب كراع والصحيح رَقَقْتُ على ما تقدم الأَزهري الحَسُّ العَطْفُ والرِّقَّة بالفتح وأَنشد للكُمَيْت هل مَنْ بكى الدَّارَ راجٍ أَن تَحِسَّ له أَو يُبْكِيَ الدَّارَ ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ ؟ وفي حديث قتادة رضي اللَّه عنه إِن المؤمن ليَحِسُّ للمنافق أَي يأْوي له ويتوجع وحَسِسْتُ له بالفتح والكسر أُحِسُّ أَي رَقَقْتُ له ومَحَسَّةُ المرأَة دُبُرُها وقيل هي لغة في المَحَشَّة والحُساسُ أَن يضع اللحم على الجَمْرِ وقيل هو أَن يُنْضِجَ أَعلاه ويَتْرُكَ داخِله وقيل هو أَن يَقْشِرَ عنه الرماد بعد أَن يخرج من الجمر وقد حَسَّه وحَسْحَسَه إِذا جعله على الجمر وحَسْحَسَتُه صوتُ نَشِيشِه وقد حَسْحَسَتْه النار ابن الأَعرابي يقال حَسْحَسَتْه النارُ وحَشْحَشَتْه بمعنى وحَسَسْتُ النار إِذا رددتها بالعصا على خُبْزَة المَلَّةِ أَو الشِّواءِ من نواحيه ليَنْضَجَ ومن كلامهم قالت الخُبْزَةُ لولا الحَسُّ ما باليت بالدَّسِّ ابن سيده ورجل حَسْحاسٌ خفيف الحركة وبه سمي الرجل قال الجوهري وربما سَمَّوا الرجلَ الجواد حَسْحاساً قال الراجز مُحِبَّة الإِبْرام للحَسْحاسِ وبنو الحَسْحَاسِ قوم من العرب

( حفس ) رجل حِيَفْسٌ مثال هِزَبْرٍ وحَيْفَسٌ وحَفَيْسَأٌ مهموز غير ممدود مثل حَفَيْتَإِ على فَعَيلَلٍ وحَفَيْسِيٌّ قصير سمين وقيل لئيم الخلقة قصير ضخم لا خير عنده الأَصمعي إِِذا كان مع القصر سمن قيل رجل حَيْفَسٌ وحَفَيْتَأٌ بالتاء الأَزهري أَرى التاء مبدلة من السين كما قالوا انْحتَّتْ أَسنانُه وانْحَسَّتْ وقال ابن السكيت رجل حَفَيْسَأٌ وحَفَيْتَأٌ بمعنى واحد

( حفنس ) الحِنْفِسُ والحِفْنِس الصغير الخَلْقِ وهو مذكور في الصاد الليث يقال للجارية البذية القليلة الحياءِ حِنْفِسٌ قال الأَزهري والمعروف عندنا بهذا المعنى عِنْفِصٌ

( حلس ) الحِلْسُ والحَلَسُ مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ كلُّ شيء وَليَ ظَهْرَ البعير والدابة تحت الرحل والقَتَبِ والسِّرْج وهي بمنزلة المِرشَحة تكون تحت اللِّبْدِ وقيل هو كساء رقيق يكون تحت البرذعة والجمع أَحْلاس وحُلُوسٌ وحَلَس الناقة والدابة يَحْلِسُها ويَحْلُسُها حَلْساً غَشَّاهما بحلس وقال شمر اُحْلَسْتُ بعيري إِذا جعلت عليه الحِلْسَ وحِلْسُ البيت ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المتاع من مِسْحٍ ونحوه والجمع أَحْلاسٌ ابن الأَعرابي يقال لِبِساطِ البيت الحِلْسُ ولحُصُرِه الفُحولُ وفلانٌ حِلْسُ بيته إِذا لم يَبْرَحْه على المَثَل الأَزهري عن الغِتَّريفيِّ يقال فلانٌ حِلْسٌ من أَحْلاسِ البيت الذي لا يَبْرَحُ لبيت قال وهو عندهم ذم أَي أَنه لا يصلح إِلا للزوم البيت قال ويقال فلان من أَحْلاس البلاد للذي لا يُزايلها من حُبِّه إِياها وهذا مدح أَي أَنه ذو عِزَّة وشدَّة وأَنه لا يبرحها لا يبالي دَيْناً ولا سَنَةً حتى تُخْصِب البلادُ ويقال هو مُتَحَلِّسٌ بها أَي مقيم وقال غيره هو حِلْسٌ بها وفي الحديث في الفتنة كنْ حِلْساً من أَحْلاسِ بيتك حتى تأْتِيَك يَدٌ خاطِئَة أَو مَنِيَّة قاضِية أَي لا تَبْرَحْ أَمره بلزوم بيته وترك القتال في الفتنة وفي حديث أَبي موسى قالوا يا رسول اللَّه فما تأْمرنا ؟ قال كونوا أَحْلاسَ بُيُوتِكم أَي الزموها وفي حديث الفتن عدَّ منها فتنة الأَحْلاس هو الكساء الذي على ظهر البعير تحت القَشَب شبهها بها للزومها ودوامها وفي حديث عثمان في تجهيز جيش العُسْرة على مائة بعير بأَحْلاسِها وأَقتابها أَي بأَكسيتها وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه في أَعلام النبوَّة أَلم تَرَ الجِنَّ وإِيلاسَها ولُحوقََها بالقِلاصِ وأَحْلاسَها ؟ وفي حديث أَبي هريرة في مانعي الزكاة مُحْلَسٌ أَخفافُها شوكاً من حديد أَي أَن أَخفافها قد طُورِقَتْ بشَوْكٍ من حديد وأُلْزِمَتْه وعُولِيَتْ به كما أُلْزِمَتْ ظهورَ الإِبل أَحْلاسُها ورجل حِلْسٌ وحَلِسٌ ومُسْتَحْلِس ملازم لا يبرح القتال وقيل لا يبرح مكانه شُبِّه بِحِلْسِ البعير أَو البيت وفلان من أَحْلاسِ الخيلِ أَي هو في الفُروسية ولزوم ظهر الخيل كالحِلْسِ اللازم لظهر الفرس وفي حديث أَبي بكر قام إِليه بنو فزارة فقالوا يا خليفة رسول اللَّه نحن أَحلاس الخيل يريدون لزومهم ظهورها فقال نعم أَنتم أَحْلاسُها ونحن فُرْسانُها أَي أَنتم راضَتُها وساسَتُها وتلزمون ظُهورها ونحن أَهل الفُروسية وقولهم نحن أَحْلاسُ الخيل أَي نَقْتَنيها ونَلْزَم ظُهورها ورجل حَلُوسٌ حريص ملازم ويقال رجل حَلِسٌ للحريص وكذلك حِلْسَمٌّ بزيادة الميم مثل سِلْغَدٍّ وأَنشد أَبو عمرو ليس بقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ عند البُيوتِ راشِنٍ مِقَمِّ وأَحْلَسَتِ الأَرضُ واسْتَحْلَسَت كثر بذرها فأَلبسها وقيل اخضرت واستوى نَباتها وأَرضٌ مُحْلِسَة قد اخضرت كلها وقال الليث عُشْبٌ مُسْتَحْلِسٌ تَرى له طرائقَ بعضها تحت بعض من تراكبه وسواده الأَصمعي إِذا غطى النبات الأَرض بكثرته قيل قد اسْتَحْلَسَ فإذا بلغ والتف قيل قد استأْسد واسْتَحْلَسَ النبتُ إِذا غطى الأَرضَ بكثرته واستَحْلَسَ الليل بالظلام تراكم واسْتَحْلَسَ السَّنامُ ركبته رَوادِفُ الشَّحْم ورواكِبُه وبعير أَحْلَسُ كتفاه سوْداوانِ وأَرضه وذِرْوته أَقل سَواداً من كَتِفَيْه والحَلْساءُ من المَعَزِ التي بين السواد والخُضْرَة لون بطنها كلون ظهرها والأَحْلَسُ الذي لونه بين السواد والحمرة تقول منه احْلَسَّ احْلِساساً قال المُعَطَّلُ الهذلي يصف سيفاً لَيْنٌ حُسامٌ لا يَلِيقُ ضَريبَةً في مَتْنِه دَخَنٌ وأَثْرُ أُحْلَسُ
( * قوله « قال المعطل إلخ » كذا بالأصل ومثله في الصحاك لكن كتب السيد مرتضى ما نصه الصواب أَنه قول أَبي قلابة الطابخي من هذيل اه وقوله « لين » كذا بالأصل والصحاح وكتب بالهامش الصواب عضب )
وقول رؤبة كأَنه في لَبَدٍ ولُبَّدِ من حَلِسٍ أَنْمَرَ في تَرَبُّدِ مُدَّرِعٌ في قِطَعٍ من بُرْجُدِ وقال الحَلِسُ والأَحْلَسُ في لونه وهو بين السواد والحُمْرة والحَلِسُ بكسر اللام الشجاع الذي يلازم قِرْنَه وأَنشد إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِبُ وقد حَلِسَ حَلَساً والحَلِسُ والحُلابِسُ الذي لا يبرح ويلازم قِرْنه وأَنشد قول الشاعر فقلتُ لها كأَيٍّ من جَبانٍ يُصابُ ويُخْطَأُ الحَلِسُ المُحامي كأَيٍّ بمعنى كم وأَحْلَسَتِ السماءُ مَطَرَتْ مطراً رقيقاً دائماً وفي التهذيب وتقول حَلَسَتِ السماءُ إِذا دام مطرها وهو غير وابل والحَلْسُ أَن يأْخذ المُصَّدِّقُ النَّقْدَ مكان الإِبل وفي التهذيب مكان الفريضة وأَحْلَسْتُ فلاناً يميناً إِذا أَمررتها عليه والإِحْلاسُ الحَمْلُ على الشيء قال وما كنتُ أَخْشى الدَّهرَ إِحْلاسَ مُسْلِمٍ من الناسِ ذَنْباً جاءَه وهو مُسْلِما المعنى ما كنت أَخشى إِحلاس مسلم مسلماً ذَنْباً جاءه وهو يرد هو على ما في جاءه من ذكر مسلم قال ثعلب يقول ما كنت أَظن أَن إِنساناً ركب ذنباً هو وآخر ينسبه إِليه دونه وما تَحَلَّسَ منه بشيء وما تَحَلَّسَ شيئاً أَي أَصاب منه الأَزهري والعرب تقول للرجل يُكْرَه على عمل أَو أَمر هو مَحْلوسٌ على الدَّبَرِ أَي مُلْزَمٌ هذا الأَمرَ إِلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ وسَيْرٌ مُحْلَسٌ لا يُفْتَر عنه وفي النوادر تَحَلَّسَ فلان لكذا وكذا أَي طاف له وحام به وتَحَلَّسَ بالمكان وتَحَلَّز به إِذا أَقام به وقال أَبو سعيد حَلَسَ الرجل بالشيء وحَمِسَ به إِذا تَوَلَّعَ والحِلْسُ والحَلْسُ بفتح الحاء وكسرها هو العهد الوثيق وتقول أَحْلَسْتُ فلاناً إِذا أَعطيته حَلْساً أَي عهداً يأْمن به قومك وذلك مثل سَهْم يأْمن به الرجلُ ما دام في يده واسْتَحْلَس فلانٌ الخوفَ إِذا لم يفارقه الخوفُ ولم يأْمن وروي عن الشعبي أَنه دخل على الحجاج فعاتبه في خروجه مع أَبي الأَشعث فاعتذر إِليه وقال إِنا قد اسْتَحْلَسْنا الخوفَ واكتَحَلْنا السَّهَرَ وأَصابتنا خِزْيةٌ لم يكن فيها بَرَرَرةٌ أَتْقِياء ولا فَجَرة أَقوياء قال للَّه أَبوك يا شَعْبيُّ ثم عفا عنه الفراء قال أَنت ابنُ بُعثُطِها وسُرْسُورِها وحِلْسِها وابن بَجْدَتها وابن سِمسارِها وسِفْسِيرِها بمعنى واحد والحِلْسُ الرابع من قداح المَيْسِر قال اللحياني فيه أَر بعة فروض وله غُنْم أَربعة أَنصباء إِن فاز وعليه غرم أَربعة أَنصباء إِن لم يفز وأُم حُلَيْسٍ كنية الأَتان وبنو حِلْس بُطَيْنٌ من الأَزْدِ ينزلون نَهْر المَلِك وأَبو الحُلَيْس رجل والأَحْلَسُ العَبْدِي من رجالهم ذكره ابن الأَعرابي

( حلبس ) الحَلْبَسُ والحَبَلْبَسُ والحُلابِسُ الشجاع والحَلْبَسُ الحريض الملازم للشيء لا يفارقه قال الكميت فلما دَنَتْ للكاذبين وأَخْرَجَتْ به حَلْبَساً عند اللِّقاءِ حُلابِسا وحَلْبَسُ من أَسماء الأَسد وحَلْبَسَ فلا حَساسَ له أَي ذهب عن ابن الأَعرابي وجاء في الشعر الحَبَلْبَسُ قال الجوهري وأَظنه أَراد الحَلْبَسَ وزاد فيه باء أَنشد أَبو عمرو لنَبْهان سَيَعْلَمُ من يَنْوي جَلائيَ أَنَّني أَرِيبٌ بأَكنافِ النَضِيضِ حَبَلْبَسْ

( حمس ) حَمِسَ الشَّرُّ اشتدَّ وكذلك حَمِشَ واحْتَمَسَ الدِّيكانِ واحْتَمَشا واحْتَمَسَ القِرْنانِ واقتتلا كلاهما عن يعقوب وحَمِسَ بالشيء عَلِق به والحَماسَة المَنْعُ والمُحارَبَةُ والتَّحمُّسُ التشدد تَحَمَّسَ الرجلُ إِذا تَعاصَى وفي حديث علي كرم اللَّه وجهه حَمِسَ الوَغى واسْتَحَرَّ الموتُ أَي اشتدَّ الحرُّ والحَمِيسُ التَّنُّورٌ قال أَبو الدُّقَيْشِ التنور يقال له الوَطِيسُ والحمِيسُ ونَجْدَةٌ حَمْساء شديدة يريد بها الشجاعةَ قال بِنَجْدَةٍ حَمْساءَ تُعْدِي الذِّمْرا ورجل حَمِسٌ وحَمِيسٌ وأَحْمَسُ شجاع الأَخيرة عن سيبويه وقد حَمِسَ حَمَساً عنه أَيضاً أَنشد ابن الأَعرابي كأَنَّ جَمِيرَ قُصَّتِها إِذا ما حَمِسْنا والوِقايَةُ بالخِناقِ وحَمِسَ الأَمرُ حَمَساً اشتد وتحَامَسَ القومُ تَحامُساً وحِماساً تشادّوا واقتتلوا والأَحْمَسُ والحَمِسُ والمُتَحَمِّسُ الشديد والأَحْمَسُ أَيضاً المتشدِّد على نفسه في الدين وعام أَحْمَسُ وسَنَة حَمْساء شديدة وأَصابتهم سِنُون أَحامِسُ قال الأَزهري لو أَرادوا مَحْضَ النعت لقالوا سِنونَ حُمْسٌ إِنما أرادوا بالسنين الأحامس تذكير الأَعوام وقال ابن سيده ذَكَّروا على إِرادة الأَعوام وأَجْرَوا أَفعل ههنا صفةً مُجراه اسماً وأَنشد لنا إِبِلٌ لم نَكْتَسِبْها بغَدْرةٍ ولم يُفْنِ مولاها السُنونَ الأَحامِسُ وقال آخر سَيَذْهَبُ بابن العَبْدِ عَوْنُ بنُ جَحْوشٍ ضَلالاً وتُفْنِيها السِّنونَ الأَحامِسُ ولَقِيَ هِنْدَ الأَحامِسِ أَي الشدَّة وقيل هو إِذا وقع في الداهية وقيل معناه مات ولا أَشدَ من الموت ابن الأَعرابي الحَمْسُ الضَّلالُ والهَلَكة والشَّرُّ وأَنشدنا فإِنكمُ لَسْتُمْ بدارٍ تَكِنَّةٍ ولكِنَّما أَنتم بِهِنْدِ الأَحامِسِ قال الأَزهري وأَما قول رؤبة لاقَيْنَ منه حَمَساً حَميسا معناه شدة وشجاعة والأَحامِسُ الأَرضون التي ليس بها كَلأٌ ولا مرْتَعٌ ولا مَطَرٌ ولا شيء وأَراضٍ أَحامِسُ والأَحْمَس المكان الصُّلْبُ قال العجاج وكم قَطَعْنا من قِفافٍ حُمْسِ وأَرَضُون أَحامسُ جَدْبة وقول ابن أَحمر لَوْ بي تَحَمَّسَتِ الرِّكابُ إِذاً ما خانَني حَسَبي ولا وَفْرِي قال شمر تحمست تحرّمت واستغاثت من الحُمْسَة قال العجاج ولم يَهَبْنَ حُمْسَةً لأَِحْمَسا ولا أَخَا عَقْدٍ ولا مُنَجَّسا يقول لم يهبن لذي حُرْمة حُرمة أَي ركبت رؤوسهن والحُمْسُ قريش لأَنهم كانوا يتشددون في دينهم وشجاعتهم فلا يطاقون وقيل كانوا لا يستظلون أَيام منى ولا يدخلون البيوت من أَبوابها وهم محرمون ولا يَسْلأُون السمن ولا يَلْقُطُون الجُلَّة وفي حديث خَيْفان أَما بنو فلان فَمُسَك أَحْماس أَي شجعان وفي حديث عرفة هذا من الحُمْسِ هم جمع الأَحْمس وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه ذكر الأَحامِس هو جمع الأَحْمس الشجاع أَبو الهيثم الحُمْسُ قريش ومَنْ وَلدَتْ قريش وكنانة وجَديلَةُ قَيْسٍ وهم فَهْمٌ وعَدْوانُ ابنا عمرو بن قيس عَيْلان وبنو عامر بن صَعْصَعَة هؤلاء الحُمْسُ سُمُّوا حُمْساً لأَنهم تَحَمَّسُوا في دينهم أَي تشدَّدوا قال وكانت الحُمْسُ سكان الحرم وكانوا لا يخرجون أَيام الموسم إِلى عرفات إِنما يقفون بالمزدلفة ويقولون نحن أَهل اللَّه ولا نخرج من الحرم وصارت بنو عامر من الحُمْسِ وليسوا من ساكني الحرم لأَن أُمهم قرشية وهي مَجْدُ بنت تيم بن مرَّة وخُزاعَةُ سميت خزاعة لأنهم كانوا من سكان الحرم فَخُزِعُوا عنه أَي أُخْرجوا ويقال إِنهم من قريش انتقلوا بنسبهم إِلى اليمن وهم من الحُمْسِ وقال ابن الأَعرابي في قول عمرو بتَثْلِيثَ ما ناصَيت بَعْدي الأَحامِسا أَراد قريشاً وقال غيره أَراج بالأَحامس بني عامر لأَن قريشاً ولدتهم وقيل أَراد الشجعان من جميع الناس وأَحْماسْ العرب أُمهاتهم من قريش وكانوا يتشدّدون في دينهم وكانوا شجعان العرب لا يطاقون والأَحْمَسُ الوَرِعُ من الرجال الذي يتشدد في دينه والأَحْمَسُ الشديد الصُّلْب في الدين والقتال وقد حَمِسَ بالكسر فهو حَمِسٌ وأَحْمَسُ بَيِّنُ الحَمَسِ ابن سيده والحُمْسُ في قَيْسٍ أَيضاً وكله من الشدَّة والحَمْسُ جَرْسُ الرجال وأَنشد كأَنَّ صَوْتَ وَهْسِها تحت الدُّجى حَمْسُ رجالٍ سَمِعُوا صوتَ وَحى والحَماسَةُ الشجاعة والحَمَسَةُ دابة من دواب البحر وقيل هي السُّلَحْفاة والحَمَسُ اسم للجمع وفي النوادر الحَمِيسَةُ القَلِيَّةُ وحَمَسَ اللحم إِذا قَلاه وحِماسٌ اسم رجل وبنو حَمْسٍ وبنو حُمَيْسٍ وبنو حِماسٍ قبائل وذو حِماسٍ موضع وحَماساءُ ممدود موضع

( حمرس ) الحُمارِسُ الشديد والحُمارِسُ اسم للأَسد أَو صفة غالبة وهو منه والحُمارِسُ والرُّماحِسُ والقُداحِسُ كل ذلك الجريء الشجاع قال الأَزهري هي كلها صحيحة قال ذو نَخْوَةٍ حُمارِسٌ عُرْضِيُّ الجوهري أُمُّ الحُمارِسِ امرأَة

( حنس ) الأَزهري خاصة قال شمر الحَوَنَّسُ من الرجال الذي لا يَضِيمه أَحدٌ إِذا أَقام في مكان لا يَخْلِجُه أَحد وأَنشد يَجْري النَفِيُّ فوقَ أَنْفٍ أَفْطَسِ منه وعَيْنَيْ مُقْرِفٍ حَوَنَّسِ ابن الأَعرابي الحَنَسُ لزومَ وسَطِ المعركة شجاعة قال والحُنْسُ الوَرِعُون

( حندس ) الحِنْدِسُ الظُّلْمَة وفي الصحاح الليل الشديد الظلمة وفي حديث أَبي هريرة كنا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلم في ليلة ظَلْماء حِنْدِسٍ أَي شديدة الظلمة ومنه حديث الحسن وقام الليلَ في حِنْدِسِه وليلة حِنْدِسَة وليل حِنْدِسٌ مُظْلِمٌ والحَنادِسُ ثلاث ليالٍ من الشهرْ لظلمتهنّ ويقال دَحامِسُ وأَسْوَدُ حِنْدِسٌ شديد السواد كقولك أَسْوَدُ حالِكٌ

( حندلس ) ناقة حَنْدَلِسٌ ثقيلة المشي وهي أَيضاً النجيبة الكريمة قال ابن الأَعرابي هي الضخمة العظيمة والحَنْدَلِسُ أَيضاً أَضْخَمُ القَمْل قال كراع هي فَنْعَلِلٌ

( حنفس ) الحِنْفِسُ والحِفْنِسُ الصغير الخَلْقِ وهو مذكور في الصاد الليث يقال للجارية البَذِيَّة القليلة الحياة حِنْفِسٌ وحِفْنِسٌ قال الأَزهري والمعروف عندنا بهذا المعنى عِنْفِصٌ

( حوس ) حاسَه حَوْساً كحَساه والحَوْسُ انتشار الغارةِ والقتلُ والتحرّك في ذلك وقيل هو الضربُ في الحرب والمعاني مُقْتَرِبَةٌ وحاسَ حَوْساً طَلَبَ وحاسَ القومَ حَوْساً طلبهم وداسَهُم وقرئ فحاسُوا خلالَ الديار وقد قدّمنا ذكر تفسيرها في جوس ورجل حَوَّاسٌ غَوَّاسٌ طَلاَّب بالليل وحاسَ القومَ حَوْساً خالطهم ووَطِئَهم وأَهانهم قال يَحُوسُ قبيلةً ويُبِيرُ أُخْرى وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه قال لأَبي العَدَبَّس بل تَحُوسُك فِتنةٌ أَي تخالط قلبك وتَحُثُّك وتُحَرِّكك على ركوبها وكل موضع خالطته ووطئته فقد حُسْتَه وجُسْتَه وفي الحديث أَنه رأَى فلاناً وهو يخاطب امرأَة تَحُوس الرجالَ أَي تخالطهم والحديث الآخر قال لحَفْصَةَ أَلم أَرَ جاريَةَ أَخيك تَحُوسُ الناسَ ؟ وفي حديث آخر فحاسُوا العَدُوَّ ضَرْباً حتى أَجْهَضُوهم عن أَثقالهم أَي بالغوا في النكاية فيهم وأَصل الحَوْس شدة الاختلاط ومداركة الضَّرْب ورجل أَحْوَسٌ جريءلا يردّه شيء الجوهري الأَحْوَسُ الجريء الذي لا يهوله شيء وأَنشد أَحْوسُ في الظَّلْماءِ بالرُّمْحِ الخَطِلْ وتركت فلاناَ يَحُوسُ بني فلان ويَجُوسُهم أَي يتخللهم ويطلب فيهم ويدوسُهم والذئب يَحُوسُ الغنم يتخللها ويفرِّقها وحمل فلان على القوم فحاسَهم قال الحطيئة يذم رجلاً رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ في الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ دُنُسُ الثيابِ قَناتُهم لم تُضْرَسِ بالهَمْزِ من طُولِ الثِّقافِ وجارُهم يُعْطِي الظُّلامَةَ في الخُطُوبِ الحُوَّسِ وهي الأُمور التي تنزل بالقوم وتغشاهم وتَخَلَّلُ ديارهم والتَحَوُّس التشجع والتَحَوُّسُ الإِقامة مع إِرادة السفر كأَنه يريد سفراً ولا يتهيأُ له لاشتغاله بشيء بعد شيء وأَنْشَدَ المتلمس يخاطب أَخاه طَرَفة سرْ قد أَنَى لك أَيُّهما المُتَحَوِّسُ فالدار قد كادَت لعَهْدِكَ تَدْرُسُ وإِنه لذو حَوْسٍ وحَويس أَي عَداوة عن كراع ويقال حاسُوهم وجاسُوهم ودَرْبَخُوهم وفَنَّخُوهم أَي ذللوهم الفراء حاسُوهم وجاسُوهم إِذا ذهبوا وجاؤوا يقتلونهم والأَحْوَسُ الشديد الأَكل وقيل هو الذي لا يَشْبَعُ من الشيء ولا يَمَلُّه والأَحْوِسُ والحَؤُوس كلاهما الشجاع الحَمِسُ عند القتال الكثيرُ القتل للرجال وقيل هو الذي إِذا لَقِيَ لم يَبْرَحْ ولا يقال ذلك للمرأَة وأَنشد ابن الأَعرابي والبَطَلُ المُسْتَلْئِم الحَؤُوسُ وقد حَوِسَ حَوَساً والأَحْوَسُ أَيضاً الذي لا يَبْرَحُ مكانه أَو يَنالَ حاجته والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر ابن الأَعرابي الحَوْسُ الأَكل الشديد والحُوسُ الشجعان ويقال للرجل إِذا ما تَحَيَّس وأَبطأَ ما زال يَتَحَوَّسُ وفي حديث عمر بن عبد العزيز دخل عليه قومٌ فجعل فَتًى منهم يَتَحَوَّسُ في كلامه فقال كَبِّروا
( * قوله « فقال كبروا » تمامه كما بهامش النهاية فقال الفتى يا أَمير المؤمنين لو كان بالكبر لكان في المسلمين أسن منك حين ولوك الخلافة ) كَبِّروا التَحَّوُّس تَفَعُّلٌ من الأَحْوَس وهو الشجاع أَي يَتَشَجَّعُ في كلامه ويَتَجَرَّأُ ولا يبالي وقيل هو يتأَهب له ومنه حديث عَلْقَمة عَرَفْتُ فيه تَحَوُّسَ القوم وهَيْئَتَهم أَي تأَهُّبَهم وتَشَجُّعَهم ويروى بالشين ابن الأَعرابي الإِبل الكثيرة يقال لها حُوسى وأَنشد تَبَدَّلَتْ بعد أَنِيسٍ رُعُب وبعد حُوسى جامِلٍ وسُرُب وإِبل حُوسٌ بطيئات التحرّك من مَرْعاهُنَّ جملٌ أَحْوَسُ وناقة حَوْساء والحَوْساء من الإِبل الشديدة النَفَسِ والحَوْساء من الإِبل الشديدة النَّفْسِ والحَوْساء الناقة الكثيرة الأَكل وقول الفرزدق يصف الإِبل حُواساتُ العِشاءِ خُبَعْثِناتٌ إِذا النَّكْباء راوَحَتِ الشَّمالا قال ابن سيده لا أَدري ما معنى حُواسات إِلا أَن كانت الملازمةَ للعَشاءِ أَو الشديدة الأَكل وهذا البيت أَورده الأَزهري على الذي لا يبرح مكانه حتى ينال حاجته وأَورده الجوهري في ترجمة حيس وسيأْتي ذكره قال ابن سيده ولا أَعرف أَيضاً معنى قوله أَنْعَثُ غَيثاً رائحاً عُلْوِيًّا صَعَّدَ في نَخْلَةَ أَحْوَسِيَّا يَجُرُّ من عَفائِهِ حَيِيًّا جَرَّ الأَسِيفِ الرَّمَكَ المَرْعِيَّا إِلا أَن يريد اللزوم والمواظبة وأَورد الأَزهري هذا الرجز شاهداً على قوله غيث أَحوسي دائم لا يُقْلِعُ وإِبل حُوسٌ كثيرات الأَكل وحاسَتِ المرأَة ذَيْلَها إِذا سحبته وامرأَة حَوساء الذيل طويلة الذيل وأَنشد شمر قوله تَعِيبِينَ أَمراً ثم تأْتِينَ دونه لقد حاسَ هذا الأَمرَ عندكِ حائسُ وذلك أَن امرأَة وجدت رجلاً على فُجور وعَيَّرَتْه فُجورَه فلم تلبث أَن وجدها الرجل على مثل ذلك الفراء قد حاسَ حَيْسُهم إِذا دنا هلاكهم ومثل العرب عاد الحَيْسُ يُحاسُ أَي عاد الفاسِدُ يُفْسَدُ ومعناه أَن تقول لصاحبك إِن هذا الأَمر حَيْسٌ أَي ليس بمحكم ولا جَيِّد وهو رديء ومنه البيت تعيبين أَمراً وامرأَة حَوْساء الذيل أَي طويلة الذيل وقال قد عَلِمَتْ صَفْراءُ حَوْساءُ الذَّيْل أَي طويلة الذيل وقد حاسَتْ ذيلها تَحُوسُه إِذا وَطِئَتْهُ تَسْحَبه كما يقال حاسَهم وداسَهم أَي وطئهم وقول رؤبة وزَوَّلَ الدَّعْوى الخِلاط الحَوَّاسْ قيل في تفسيره الحَوَّاسُ الذي ينادي في الحرب يا فلان يا فلان قال ابن سيده وأَُراه من هذا كأَنه يلازم النداء ويواظبه وحَوْسٌ اسم وحَوْساء وأَحْوسُ موضعان قال مَعْنُ بن أَوْس وقد عَلِمَتْ نَخْلِي بأَحْوَس أَنني أَقَلُّ وإِن كانت بلادِي اطِّلاعَها

( حيس ) الحَيْس الخلط ومنه سمي الحَيْسُ والحَيسُ الأَقِطُ يخلط بالتمر والسمن وحاسَه يَحِيسُه حَيساً قال الراجز التَّمْرُ والسَّمْنُ مَعاً ثم الأَقِطْ الحَيْسُ إِلا أَنه لم يَخْتَلِطْ وفي الحديث أَنه أَوْلَم على بعض نسائه بحَيْسٍ قال هو الطعام المتخذ من التمر والأَقط والسمن وقد يجعل عوض الأَقط الدقيق والفَتِيتُ وحَيَّسَه خَلَطَه واتخذه قال هُنَيُّ بن أَحمر الكناني وقيل هو لزُرافَةَ الباهلي هل في القضِيَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَيتُمُ وأَمِنْتُمُ فأَنا البَعِيدُ الأَجْنَبُ ؟ وإِذا الكتائِبُ بالشدائِدِ مَرَّةً جَحَرَتْكُمُ فأَنا الحبيبُ الأَقربُ ؟ ولِجُنْدَبٍ سَهْلُ البلادِ وعَذْبُها وَليَ المِلاحُ وحَزْنُهُنَّ المُجْدِبُ وإِذا تكونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لها وإِذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ عَجَباً لِتِلْكَ قَضِيَّةً وإِقامَتِي فيكمْ على تلك القَضِيَّةِ أَعْجَبُ هذا لعَمْرُكُمُ الصَّغارُ بعينهِ لا أُمَّ لي إِن كان ذاكَ ولا أَبُ والحَيْسُ التمر البَرْنِيُّ والأَقِطُ يُدَقَّان ويعجنان بالسمن عجناً شديداً حتى يَنْدُرَ النوى منه نَواةً نواة ثم يُسَوَّى كالثريد وهي الوَطْبَة أَيضاً إِلا أَن الحَيْسَ ربما جعل فيه السويق وأَما الوطبة فلا ومن أَمثالهم عاد الحَيْسُ يُحاسُ ومعناه أَن رجلاً أُمِرَ بأَمر فلم يُحْكِمْه فذمه آخر وقام ليحكمه فجاء بِشَرٍّ منه فقال الآمر عاد الحَيْسُ يُحاسُ أَي عاد الفاسدُ يُفْسَدُ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي عَصَتْ سَجاحِ شَبَثاً وقَيْسَا ولَقِيَتْ من النكاحِ وَيْسَا قد حِيسَ هذا الدينُ عندي حَيْسا معنى حِيسَ هذا الدين خُلِطَ كما يُخْلَطُ الحَيْسُ وقال مرة فُرِغَ منه كما يُفْرَغُ من الحَيْسِ وقد شَبَّهَتِ العربُ بالحَيْس ابن سيده المَحْيُوسُ الذي أَحدقت به الإِماء من كل وجه يُشَبَّه بالحَبسِ وهو يُخْلَطُ خَلْطاً شديداً وقيل إِذا كانت أُمه وجدّته أَمتين فهو محيوس قال أَبو الهيثم إِذا كانت
( * كذا بياض بالأصل ) أَوجدتاه من قِبل أَبيه وأُمه أَمة فهو المَحْيُوسُ وفي حديث أَهل البيت لا يُحِبُّنا اللُّكَعُ ولا المَحْيُوسُ ابن الأَثير المَحْيُوس الذي أَبوه عبد وأُمه أَمة كأَنه مأْخوذ من الحَيْسِ الجوهري الحُواسَةُ الجماعة من الناس المختلطةُ والحُواساتُ الإِبل المجتمعة قال الفرزدق حُواساتُ العِشاءِ خُبَعْثِناتٌ إِذا النَّكْباءُ عارَضَتِ الشَّمالا
( * روي هذا البيت في كلمة « حوس » وفيه راوحت الشمال مكان عارضت )
ويروى العَشاء بفتح العين ويجعل الحُواسَة من الحَوْسِ وهو الأَكل والدَّوْسُ وحُواسات أَكُولات وهذا البيت أَورده ابن سيده في ترجمة حوس وقال لا أَدري معناه وأَورده الأَزهري بمعنى الذي لا يَبْرَحُ مكانة حتى يَنالَ حاجَتَه ويقال حِسْتُ أَحِيسُ حَيْساً وأَنشد عن أَكْلِيَ العِلْهِزَ أَكلَ الحَيْسِ ورجل حَيُوسٌ قَتَّالٌ لغة في حَؤُوس عن ابن الأَعرابي واللَّه أَعلم

( خبس ) خَبَسَ الشيءَ يَخْبُسُه خَبْساً وتَخَبَّسَه واخْتَبَسَه أَخذه وغَنِمَه والخُباسَةُ الغنيمة قال عمرو بن جُوَيْنٍ أَو امرؤ القيس فلم أَرَ مثلَها خُباسَةَ واجدٍ ونَهْنَهْتُ نَفْسي بعدما كِدتُ أَفْعَلَهْ نصب على إِرادة أَن لأَن الشعراء يستعملون أَن ههنا مضطرين كثيراً والخُباساء كالخُباسَة والخُباسَة بالضم المَغْنَمُ الأَصمعي الخُباسَةُ ما تَخَبَّسْتَ من شيء أَي أَخذته وغنمته ومنه يقال رجل خَبَّاسٌ أَي غَنَّام والاخْتِباسُ أَخذ الشيءِ مُغالَبَةً وأَسَدٌ خَبُوس وخَبَّاسٌ وخابِسٌ وخُنابِسٌ يَخْتَبِسُ الفَريسَة وخَبَسه أَخذه وأَسَدٌ خُوابِسٌ وأَنشد أَبو مَهْدِي لأَبي زُبَيْدٍ الطائي واسمه حَرْمَلة ابن المنذر فما أَنا بالضَّعِيفِ فَتَزْدَرُوني ولا حَقِّي اللَّفاءُ ولا الخَسِيسُ ولكني ضُبارِمَةٌ جَمُوحٌ على الأَقْران مُجْتَرئٌ خَبُوسُ اللَّفاءُ الشيء اليسير الحقير يقال رضيت من الوفاء باللَّفاء ويقال اللَّفاءُ ما دون الحَقِّ والضُّبارِمَة المُوَثَّقُ الخَلْقِ من الأُسْدِ وغيرها وجَمُوحٌ ماض راكبٌ رأْسَه والخَبْسُ والاخْتباسُ الظلم خَبَسه مالَه واخْتَبَسَه إِياه والخُباسَة الظُّلامَةُ خرس الخَرَسُ ذهاب الكلام عِيّاً أَو خِلْقَةً خَرِسَ خَرَساً وهو أَخْرَسُ والخَرَسُ بالتحريك المصدر وأَخْرَسَه اللَّه وجمل أَخْرَسُ لا ثَقب لشِقْشِقَتِه يَخْرُج منه هَدِيرُه فهو يُردِّدُه فيها وهو يُستحب إِرسالُه في الشَّوْلِ لأَنه أَكثر ما يكون مِئْناثاً وعَلَم أَخْرَسُ لا يسمع في الجبل له صَدًى يعني العَلَم الذي يهتدى به قال الأَزهري وسمعت العرب تنشد وأَيْرَمٌ أَخْرَسُ فوق عَنْزِ والأَيْرَمُ العَلَم فوق القارَةُ يُهْتَدى به والأَحْرَس القديم
( * قوله « والأحرس القديم إلخ » كذا بالأصل ولعل هنا سقطاً وكأَنه قال ويروى الأحرس بالحاء المهملة وهو إلخ وقد تقدم الاستشهاد بالبيت على ذلك في ح ر س وليس الخرس بالمعجمة من معاني الدهر أَصلاً ) العادي مأْخوذ من الحَرْس وهو الدهْرُ والعنز القارة السوداء قال وأَنشدنيه أَعرابي آخر وأَرَمٌ أَعْيَسُ فَوق عَنْزِ قال والأَعْيَسُ الأَبيض والعَنْزُ الأَسْوَدُ من القُور قارة عَنْزٌ سوداء وناقة خَرْساء لا يسمع لها رُغاء وكتيبة خَرْساء إِذا صَمَتَتْ من كثرة الدُّرُوعِ أَي لم يكن لها قَعاقِعُ وقيل هي التي لا تسمع لها صوتاً من وَقارِهِمْ في الحرب قال الأَزهري وسمعت العرب تقول للبن الخاثر هذه لَبَنَة خَرْساء لا يسمع لها صوت إِذا أُريقت المحكم وشربة خَرْساء وهي الشربة الغليظة من اللبن ولبن أَخْرَسُ أَي خاثر لا يسمع له في الإِناء صوت لغلظه وقال أَبو حنيفة عين خَرْساء وسحابة
( * قوله « عين خرساء وسحابة إلخ » كذا بالأصل ولو قال كما قال شارح القاموس وعين خرساء لا يسمع لجريها صوت وسحابة إلخ لكان أحسن ) خَرْساء لا رعد فيها ولا برق ولا يسمع لها صوت رعد قال وأَكثر ما يكون ذلك في الشتاء لأَن شدة البرد تُخْرِسُ البَرَدَ وتُطفئ البَرْقَ الفراء يقال وَلاَّني عُرْضاً أَخْرَسَ أَمْرَسَ يريد أَعْرَضَ عني ولا يكلمني والخَرْساء الداهية والعِظامُ الخُرْسُ الصُّمُّ قال حكاه ثعلب والخَرْساءُ من الصخور الصَّمَّاء أَنشد الأَخفش قول النابغة أَواضِعَ البيتِ في خَرْساءَ مُظْلِمَةٍ تُقَيَّدُ العَيْرَ لا يَسْري بها السَّاري ويروى تقيد العين وهو مذكور في موضعه والخُرْسُ والخِراسُ طعام الولادة الأَخيرة عن اللحياني هذا الأَصل ثم صارت الدعوة للولادة خُرْساً وخِراساً قال الشاعر كلُّ طعامٍ تَشْتَهي رَبيعَهْ الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعَهْ وخَرَّسْتُ على المرأَة تَخْريساً إِذا أَطعمت في ولادتها والخُرْسَةُ التي تُطْعِمُها النُّفَساءُ نَفْسَها أَو ما يُصْنع لها من فَريقَةٍ ونحوها وخَرَسَها يَخْرُسُها عن اللحياني وخَرَّسَها خُرْسَتَها وخَرَّسَ عنها كلاهما عملها لها قال وللَّه عَيْنا مَنْ رَأَى مثلَ مِقْيَسِ إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ وقد خُرِّسَتْ هي أَي يجعلُ لها الخُرْسُ قال الأَعْلم الهُذَليُّ يصف حَدْبَ الزمان وعَدَمَ الكسب حتى إِن المرأَة النفساء لا تُخَرَّسُ والفَطِيم لا يُسْكَتُ بِحِتْرٍ وهو الشيء اليسير من الطعام وغيره إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها غُلاماً ولم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها الحِتْرُ الشيء القليل الحقير أَي ليس لهم شيء يُطْعِمُون الصبي من شدّة الأَزْمَةِ وقوله غلاماً منتصب على التمييز فيكون بياناً للبِكْر لأن البِكْر يكون غلاماً وجارية وأَراد أَن المرأَة إِذا أَذْكَرَتْ كانت في النفوس آثَر والعنايَةُ بها آكَدَ فإِذا اطُّرِحَتْ دل ذلك على شدّة الجَدْب وعموم الجَهْدِ وفي الحديث في صفة التمر هي صُمْتَةُ الصبي وخُرْسَةُ مَرْيَمَ الخُرْسَة ما تَطْعَمُه المرأَةُ عند وِلادِها وخَرَّسْتُ النفساء أَطعمتها الخُرْسَة وأَراد قول اللَّه عز وجل وهُزّي إِليك بِجِذع النخلة تُساقِطْ عليك رُطَباً جَنِيّاً والخُرْسُ بلا هاء الطعام الذي يدعى إِليه عند الولادة وفي حديث حَسَّان كان إِذا دُعِيَ إِلى طعام قال إِلى عُرْس أَم خُرْس أَم إِعْذارٍ ؟ فإِن كان في واحد من ذلك أَجاب وإِلا لم يُجِبْ وأَما قول الشاعر يصف قوماً بقلة الخير شَرُّكُمْ حاضِرٌ وخَيْرُكُمُ دَ رُّ خَرُوسٍ من الأَرانِبِ بِكْرِ فيقال هي البِكْرُ في أَوّل حملها ويقال هي التي يعمل لها الخُرْسَةُ ومن أمثالهم تَخَرّسي لا مُخَرِّسَةَ لَكِ وقال خالد بن صفوان في صفة التمر تُحْفَةُ الكبير وصُمْتَةُ الصغير وتَخْرِسَةُ مَرْيم كأَنه سماه بالمصدر وقد تكون اسماً كالتَّنْهِيَةِ والتَّوْديَةِ وتَخَرَّسَت المرأَةُ عَمِلَتْ لنفسها خُرْسَة والخَرُوسُ من النساء التي يعمل لها شيء عند الولادة والخَرُوس أَيضاً البِكْر في أَول بطن تحمله ويقال للأَفاعي خُرْسٌ قال عنترة عليهم كلُّ مُحْكَمَةٍ دِلاصٍ كأَن قَتِيرَها أَعْيانُ خُرْسِ والخَرْسُ والخِرْسُ الدَّنُّ الأَخيرة عن كراع والصاد في هذه الأَخيرة لغة والخَرَّاسُ الذي يعمل الدّنانَ قال الجعدي جَوْنٌ كَجَوْنِ الخَمَّارِ حَرَّدَه الْخَرَّاسُ لا ناقِسٌ ولا هَزِمُ الناقس الحامض قال العجاج وخَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ قال الأَزهري وقرأْت في شعر العجاج المقروء على شمر مُعَلِّقِينَ في الكلالِيبِ السُّفَرْ وخَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ قال الخَرْسُ الدنّ قيده بالخاء والخَرَّاس أَيضاً الخَمَّار وخُراسانُ كُورَةٌ النسب إِليها خُراسانيٌّ قال سيبويه وهو أَجود وخُراسِيٌّ خُرْسِيٌّ ويقال هم خُرْسانٌ كما يقال هم سُودانٌ وبِيضانٌ ومنه قول بَشَّار في البيت من خُرْسان لا تُعابُ يعني بناته ويجمع على الخُرَسِينَ بتخفيف ياء النسبة كقولك الأَشْعَرين وأَنشد لا تُكْرِيَنَّ بعدها خُرَسِيَا

( خرس ) الخَرَسُ ذهاب الكلام عِيّاً أَو خِلْقَةً خَرِسَ خَرَساً وهو أَخْرَسُ والخَرَسُ بالتحريك المصدر وأَخْرَسَه اللَّه وجمل أَخْرَسُ لا ثَقب لشِقْشِقَتِه يَخْرُج منه هَدِيرُه فهو يُردِّدُه فيها وهو يُستحب إِرسالُه في الشَّوْلِ لأَنه أَكثر ما يكون مِئْناثاً وعَلَم أَخْرَسُ لا يسمع في الجبل له صَدًى يعني العَلَم الذي يهتدى به قال الأَزهري وسمعت العرب تنشد وأَيْرَمٌ أَخْرَسُ فوق عَنْزِ والأَيْرَمُ العَلَم فوق القارَةُ يُهْتَدى به والأَحْرَس القديم
( * قوله « والأحرس القديم إلخ » كذا بالأصل ولعل هنا سقطاً وكأَنه قال ويروى الأحرس بالحاء المهملة وهو إلخ وقد تقدم الاستشهاد بالبيت على ذلك في ح ر س وليس الخرس بالمعجمة من معاني الدهر أَصلاً ) العادي مأْخوذ من الحَرْس وهو الدهْرُ والعنز القارة السوداء قال وأَنشدنيه أَعرابي آخر وأَرَمٌ أَعْيَسُ فَوق عَنْزِ قال والأَعْيَسُ الأَبيض والعَنْزُ الأَسْوَدُ من القُور قارة عَنْزٌ سوداء وناقة خَرْساء لا يسمع لها رُغاء وكتيبة خَرْساء إِذا صَمَتَتْ من كثرة الدُّرُوعِ أَي لم يكن لها قَعاقِعُ وقيل هي التي لا تسمع لها صوتاً من وَقارِهِمْ في الحرب قال الأَزهري وسمعت العرب تقول للبن الخاثر هذه لَبَنَة خَرْساء لا يسمع لها صوت إِذا أُريقت المحكم وشربة خَرْساء وهي الشربة الغليظة من اللبن ولبن أَخْرَسُ أَي خاثر لا يسمع له في الإِناء صوت لغلظه وقال أَبو حنيفة عين خَرْساء وسحابة
( * قوله « عين خرساء وسحابة إلخ » كذا بالأصل ولو قال كما قال شارح القاموس وعين خرساء لا يسمع لجريها صوت وسحابة إلخ لكان أحسن ) خَرْساء لا رعد فيها ولا برق ولا يسمع لها صوت رعد قال وأَكثر ما يكون ذلك في الشتاء لأَن شدة البرد تُخْرِسُ البَرَدَ وتُطفئ البَرْقَ الفراء يقال وَلاَّني عُرْضاً أَخْرَسَ أَمْرَسَ يريد أَعْرَضَ عني ولا يكلمني والخَرْساء الداهية والعِظامُ الخُرْسُ الصُّمُّ قال حكاه ثعلب والخَرْساءُ من الصخور الصَّمَّاء أَنشد الأَخفش قول النابغة أَواضِعَ البيتِ في خَرْساءَ مُظْلِمَةٍ تُقَيَّدُ العَيْرَ لا يَسْري بها السَّاري ويروى تقيد العين وهو مذكور في موضعه والخُرْسُ والخِراسُ طعام الولادة الأَخيرة عن اللحياني هذا الأَصل ثم صارت الدعوة للولادة خُرْساً وخِراساً قال الشاعر كلُّ طعامٍ تَشْتَهي رَبيعَهْ الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعَهْ وخَرَّسْتُ على المرأَة تَخْريساً إِذا أَطعمت في ولادتها والخُرْسَةُ التي تُطْعِمُها النُّفَساءُ نَفْسَها أَو ما يُصْنع لها من فَريقَةٍ ونحوها وخَرَسَها يَخْرُسُها عن اللحياني وخَرَّسَها خُرْسَتَها وخَرَّسَ عنها كلاهما عملها لها قال وللَّه عَيْنا مَنْ رَأَى مثلَ مِقْيَسِ إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ وقد خُرِّسَتْ هي أَي يجعلُ لها الخُرْسُ قال الأَعْلم الهُذَليُّ يصف حَدْبَ الزمان وعَدَمَ الكسب حتى إِن المرأَة النفساء لا تُخَرَّسُ والفَطِيم لا يُسْكَتُ بِحِتْرٍ وهو الشيء اليسير من الطعام وغيره إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها غُلاماً ولم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها الحِتْرُ الشيء القليل الحقير أَي ليس لهم شيء يُطْعِمُون الصبي من شدّة الأَزْمَةِ وقوله غلاماً منتصب على التمييز فيكون بياناً للبِكْر لأن البِكْر يكون غلاماً وجارية وأَراد أَن المرأَة إِذا أَذْكَرَتْ كانت في النفوس آثَر والعنايَةُ بها آكَدَ فإِذا اطُّرِحَتْ دل ذلك على شدّة الجَدْب وعموم الجَهْدِ وفي الحديث في صفة التمر هي صُمْتَةُ الصبي وخُرْسَةُ مَرْيَمَ الخُرْسَة ما تَطْعَمُه المرأَةُ عند وِلادِها وخَرَّسْتُ النفساء أَطعمتها الخُرْسَة وأَراد قول اللَّه عز وجل وهُزّي إِليك بِجِذع النخلة تُساقِطْ عليك رُطَباً جَنِيّاً والخُرْسُ بلا هاء الطعام الذي يدعى إِليه عند الولادة وفي حديث حَسَّان كان إِذا دُعِيَ إِلى طعام قال إِلى عُرْس أَم خُرْس أَم إِعْذارٍ ؟ فإِن كان في واحد من ذلك أَجاب وإِلا لم يُجِبْ وأَما قول الشاعر يصف قوماً بقلة الخير شَرُّكُمْ حاضِرٌ وخَيْرُكُمُ دَ رُّ خَرُوسٍ من الأَرانِبِ بِكْرِ فيقال هي البِكْرُ في أَوّل حملها ويقال هي التي يعمل لها الخُرْسَةُ ومن أمثالهم تَخَرّسي لا مُخَرِّسَةَ لَكِ وقال خالد بن صفوان في صفة التمر تُحْفَةُ الكبير وصُمْتَةُ الصغير وتَخْرِسَةُ مَرْيم كأَنه سماه بالمصدر وقد تكون اسماً كالتَّنْهِيَةِ والتَّوْديَةِ وتَخَرَّسَت المرأَةُ عَمِلَتْ لنفسها خُرْسَة والخَرُوسُ من النساء التي يعمل لها شيء عند الولادة والخَرُوس أَيضاً البِكْر في أَول بطن تحمله ويقال للأَفاعي خُرْسٌ قال عنترة عليهم كلُّ مُحْكَمَةٍ دِلاصٍ كأَن قَتِيرَها أَعْيانُ خُرْسِ والخَرْسُ والخِرْسُ الدَّنُّ الأَخيرة عن كراع والصاد في هذه الأَخيرة لغة والخَرَّاسُ الذي يعمل الدّنانَ قال الجعدي جَوْنٌ كَجَوْنِ الخَمَّارِ حَرَّدَه الْخَرَّاسُ لا ناقِسٌ ولا هَزِمُ الناقس الحامض قال العجاج وخَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ قال الأَزهري وقرأْت في شعر العجاج المقروء على شمر مُعَلِّقِينَ في الكلالِيبِ السُّفَرْ وخَرْسه المُحْمَرُّ فيه ما اعْتُصِرْ قال الخَرْسُ الدنّ قيده بالخاء والخَرَّاس أَيضاً الخَمَّار وخُراسانُ كُورَةٌ النسب إِليها خُراسانيٌّ قال سيبويه وهو أَجود وخُراسِيٌّ خُرْسِيٌّ ويقال هم خُرْسانٌ كما يقال هم سُودانٌ وبِيضانٌ ومنه قول بَشَّار في البيت من خُرْسان لا تُعابُ يعني بناته ويجمع على الخُرَسِينَ بتخفيف ياء النسبة كقولك الأَشْعَرين وأَنشد لا تُكْرِيَنَّ بعدها خُرَسِيَا

( خربس ) الخَرْبَسِيسُ الشيء اليسير وهي في النفي بالصاد

( خرمس ) ليل خِرْمِسٌ مظلم واخْرَنْمَسَ الرجل ذَلَّ وخضع وقيل سكت وقد وردت بالصاد عن كراع وثعلب والاخْرِنْماسُ السكوت والمُخَرْمِسُ الساكت الفراء اخْرَمَّسَ واخْرَمَّصَ سكت واخْرَمَّسَ الرجل إِذا ذَلَّ وخَضَع

( خسس ) الخَساسَةُ مصدرُ الرجل الخَسِيس البَيِّن الخَساسَة والخَسِيسُ الدنيء وخَسَّ الشيءُ يَخَسُّ ويَخِسُّ خِسَّةً وخَساسَةً فهو خسِيسٌ رَذُلَ وشيء خَسِيسٌ وخُساسٌ ومَخْسُوسٌ تافه ورجل مَخْسُوسٌ مَرْذُول وقوم خِساسٌ أَرذال وخَسِسْتَ وخَسَسَستْ تَخِسُّ خَساسة وخُسُوسَةً وخِسَّة صِرْتَ خَسِيساً وأَخْسَسْتَ أَتيت بخَسِيس وخَسِسْتَ بعدي بالكسر خِسَّةً وخَساسةً إِذا كان في نفسه خَسِيساً وخَسَّ نصيبَه يَخُسُّه بالضم أَي جعله خَسِيساً وأَخْسَسْتُه وجدته خَسِيساً واسْتَخسَّه أَي عدَّه خَسِيساً وخَسَّ الحظُّ خَسّاً فهو خَسِيسٌ وأَخَسَّه كلاهما قَلَّله ولم يُوَفِّرْه قال أَبو منصور العرب تقول أَخَسَّ اللَّهُ حَظَّه وأَخَتَّه بالأَلف إِذا لم يكن ذا جَدٍّ ولا حَظٍّ في الدنيا ولا شيءٍ من الخير وأَخسَّ فلان إِذا جاء بخَسِيس من الأَفعال وقد أَخْسَسْتَ في فعلك وأَخْسَسْتَ إِخْساساً إِذا فعلتَ فعلاً خسيساً وامرأَة مُسْتَخَِسَة وخَسَّاءُ قبيحة الوجه اشتقت من الخَسِيس وفي التهذيب امرأَة مُسْتَخَِسَّة إِذا كانت دميمة الوجه ذَرِبَةً مشتق من الخِسَّة والعرب تسمي النجوم التي لا تَعْزُبُ نحو بنات نَعْش والفَرْقَدَيْن والجَدْيِ والقُطْب وما أَشْبه ذلك الخُسَّان والخَسُّ بالفتح بقلة معروفة من أَحرار البقول عريضة الورق حُرَّة لَيِّنة تزيد في الدم والخُسُّ رجل من إِياد معروف وابنةٌ الخُسّ الإِيادِيَة التي جاءت عنها الأَمثال واسمها هِنْد وكانت معروفة بالفصاحة ويقال رَفَعْتُ من خَسِيسَتِه إِذا فعلت به فعلاً يكون فيه رِفْعَتُه قال الأَزهري يقال رفع اللَّه خَسِيسَةً فلان إِذا رفع حاله بعد انحطاطها وفي حديث عائشة أَن فتاةً دخلت عليها فقالت إِن أَبي زوَّجني من ابن أَخيهِ وأَراد أَن يَرْفَعَ بي خَسِيسَته الخَسِيسُ الدنيء والخَساسَةُ الحالة التي يكون عليها الخَسِيسُ ومنه حديث الأَحنف إِن لم يَرْفَع خَسِيسَتنا التهذيب الخَسِيسُ الكافر ويقال هو خَسِيسٌ خَتِيثٌ وخَسِيسةُ الناقة أَسنانها دون الإِثْناءِ يقال جاوزت الناقةُ خَسِيسَتَها وذلك في السنة السادسة إِذا أَلقت ثَنِيَّتَها وهي التي تجوز في الضحايا والهَدْي

( خفس ) خَفَسَ يَخْفِسُ خَفْساً وأَخْفَسَ الرجلُ قال لصاحبه أَقْبَحَ ما يكون من القول وأَقبَح ما قدَرَ عليه يقال للرجل خَفَسْتَ يا هذا وأَخْفَسْتَ وهو من سوء القول وشَرابٌ مُخْفِسٌ سريع الإِسكار واشتقاقه من القُبْح لأَنه يخرج به من سُكْرِه إِلى القبيح من القول والفعل وخَفَسَ له يَخْفِس قَلَّل له من الماء في شرابه يقال اخْفِسْ له من الماء أَي قَلِّلل الماءَ وأَكثر النبيذ قال ثعلب هذا من كلام المُجَّانِ والصواب أَعْرِقْ له يريد أَقْلِلْ له من الماء في الكأْس حتى يَسْكَرَ وأَخْفَسَ الشرابَ وأَخْفَسَ له منه أَكثر مَزْجَه وقال أَبو حنيفة أَخفس له إِذا أَقَلَ الماء وأَكثر الشرابَ أَو اللبن أَو السويق وكان أَبو الهيثم ينكر قول الفراء في الشراب الخَفِيس إِنه الذي أَكثر نبيذه وأَقَلَّ ماؤه أَبو عمرو الخَفْسُ الاستهزاء والخَفَْسُ الأَكل القليل

( خلس ) الخَلْسُ الأَخذ في نُهْزَةٍ ومُخاتلة خَلَسَه يَخلِسُه خَلْساً وخَلَسَة إِياه فهو خالِسٌ وخَلاَّس قال الهذلي يا مَيُّ إِن تَفْقِدي قوماً وَلدْتِهم أَو تَخْلِسِيهم فإِن الدَّهْرَ خَلاَّس الجوهري خَلَسْتُ الشيء واخْتَلَسْته وتَخَلَّسْته إِذا اسْتَلبته والتَّخالُسُ التَّسالُبُ والاخْتلاسُ كالخَلْسِ وقيل الاخْتلاسُ أَوْحى من الخَلْسِ وأَخص والخُلْسَة بالضم النُّهْزةُ يقال الفُرْصَةُ خُلْسَةٌ والفِرْنانِ إِذا تبارزا يَتَخالسان أَنفسَهما يُناهِزُ كلُّ واحد منهما قَتْل صاحبه الأَزهري الخَلْسُ في القتال والصِّراع وهو رجل مُخالِسٌ أَي شجاع حَذِرٌ وتَخالسَ القِرْنانِ وتخالَسا نَفْسَيْهما رام كلُّ واحد منهما اخْتِلاسَ صاحبه قال أَبو ذؤيب فَتَخَالَسا نَفْسَيْهما بنَوافِذٍ كنَوافِذِ العُبْطِ التي لا تُرْقَعُ وخالَسَه مُخالَسَةً وخِلاساً أَنشد ثعلب نَظَرْتُ إِلى مَيٍّ خِلاساً عَشِيَّةً على عَجَلٍ والكاشِحُونَ حُضُورُ كذا مثلَ طَرْفٍ العينِ ثم أَجَنَّها رِواقٌ أَتى من دونِها وسُتُورُ وطَعْنة خَليسٌ إِذا اخْتَلَسَها الطاعنُ بِحِذْقِه وأَخذه خِلِّيسَى أَي اختلاساً ورجل خَلِيسٌ وخَلاَّسٌ شجاعٌ حَذِرٌ ورَكَبٌ مَخْلوس لا يرى من قلة لحمه وأَخْلَسَ الشَّعْرُ فهو مُخْلِسٌ وخَلِيسٌ استوى سواده وبياضه وقيل هو إِذا كان سواده أَكثر من بياضه قال سُوَيدٌ الحارثي فَتًى قَبَلٌ لم تُعْنِسِ السِّنُّ وَجْهَه سِوَى خُلْسَةٍ في الرَّأْسِ كالبَرْقِ في الدُّجَى أَبو زيد أَخْلَسَ رأْسُه فهو مُخلِسٌ وخَلِيس إِذا ابيض بعضه فإِذا غلب بياضه سواده فهو أَغْثَم والخَلِيسُ الأَشْمط وأَخْلَسَتْ لحيته إِذا شَمَطَتْ الجوهري أَخْلَسَ رأْسُه إِذا خالط سوادُه البياضَ وكذلك النبت إِذا كان بعضه أَخْضَر وبعضه أَبيض وذلك في الهَيْج وخَّس بعضهم به الطريقة والصِّلِّيانَ والهَلْتَى والسَحَمَ وأَخْلَسَ الحَلِيُّ خرجت فيه خُضْرَةٌ طَرِيَّة عن ابن الأَعرابي وأَخْلَسَت الأَرضُ والنباتُ خالط يبيسُهما رَطْبَهما والخُلْسَةُ الاسم من ذلك وأَخْلَست الأَرضُ أَيضاً أَطْلَعَتْ شيئاً من النبات والخَليسُ النبات الهائج بعضُه أَصفر وبعضُه أَخضر وكذلك الخَلِيطُ يسمى خليساً والخِلاسِيُّ الولد بين أَبيض وسوداء أَو بين أَسود وبيضاء قال الأَزهري سمعت العرب تقول للغلام إِذا كانت أُمّه سوداء وأَبوه عربيّاً آدَمَ فجاءت بولد بين لونيهما غلام خِلاسِيٌّ والأُنثى خِلاسِيَّة ومنه الحديث سِرْ حتى تأْتي فَتَياتٍ قُعْساً ورجالاً طُلْساً ونساءً خُلْساً الخُلْسُ السُّمْرُ وفي الحديث نهى عن الخلِيسَة وهي ما تُسْتَخلَصُ من السبع فتموت قبل أَن تُذَكَّى من خَلَسْتُ الشيء واخْتَلَسْته إِذا سلبته وهي فَعِيلة بمعنى مفعولة ومنه الحديث ليس في النُّهْبَة ولا الخَلِيسة قطع وفي رواية ولا في الخُلْسَة أَي ما يؤخذ سَلْباً ومُكابَرَةً ومنه الحديث بادِرُوا بالأَعمال مَرَضاً حابساً أَو موتاً خالِساً أَي يَخْتَلِسُكم على غفلة والخِلاسِيُّ من الدِّيَكَةِ بين الدَّجاج الهِنْدِية والفارسية الخليل من المصادر المُخْتَلَس والمُعْتَمَدُ فالمُخْتَلَسُ ما كان على حَذْوِ الفعل نحو انصرَف انصرافاً ورجع رجوعاً والمعتمد ما اعتمدت عليه فجعلته اسماً للمصدر نحو المذهب والمَرْجِعِ وقولك أَجَبْتُه إِجابةً وهو المعتمد عليه ولا يعرف المعتمد إِلا بالسَّماع ومُخالِسٌ اسم حصان من خيل العرب معروف قال مزاحِمٌ يَقُودانِ جُرْداً من بناتِ مُخالِسٍ وأَعْوَجَ يُقْفَى بالأَجِلَّةِ والرُّسْلِ وقد سمت خَلاَّساً ومُخالِساً

( خلبس ) خَلْبَسَه وخَلْبَسَ قلبه أَي فتنه وذهب به كما يقال خَلَبه وليس يبعد أَن يكون هو الأَصل لأَن السين من حروف الزيادات والخُلابِسُ بضم الخاء الحديث الرقيق وقيل الكذب قال الكُمَيْت بما قد أَرَى فيها أَوانِسَ كالدُّمَى وأَشْهَدُ منهنَّ الحديثَ الخُلابِسا والخَلابيسُ الكَذِبُ وأَمرٌ خَلابُِيسُ على غير استقامة وكذلك خَلْقٌ خَلابِيسُ والواحد خِلْبيسٌ وخِلْباسٌ وقيل لا واحد له والخَلابِيسُ أَن تَرْوَى الإِبلُ فتذهب ذهاباً شديداً فَتُعْنِّي راعيها يقال أَكفِيكَ الإِبلَ وخَلابِيسَها والخَلابِيسُ المتفرّقون

( خمس ) الخمسةُ من عدد المذكر والخَمْسُ من عدد المؤَنث معروفان يقال خمسة رجال وخمس نسوة التذكير بالهاء ابن السكيت يقال صُمْنا خَمْساً من الشهر فَيُغَلِّبُون الليالي على الأَيام إِذا لم يذكروا الأَيام وإِنما يقع الصيام على الأَيام لأَن ليلة كل يوم قبله فإِذا أَظهروا الأَيام قالوا صمنا خمسة أَيام وكذلك أَقمنا عنده عشراً بين يوم وليلة غلبوا التأْنيث كما قال الجعدي أَقامتْ ثلاثاً بينَ يومٍ وليلةٍ وكان النَّكِيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرا ويقال له خَمْسٌ من الإِبل وإن عَنَيْتَ جِمالاَ لأَن الإِبل مؤنثة وكذلك له خَمْس من الغنم وإِن عنيت أَكْبُشاً لأَن الغنم مؤنثة وتقول عندي خمسةٌ دراهم الهاءُ مرفوعة وإِن شئت أَدغمت لأَن الهاء من خمسة تصير تاء في الوصل فتدغم في الدال وإِن أَدخلت الأَلف واللام في الدراهم قلت عندي خمسة الدراهم بضم الهاء ولا يجوز الإِدغام لأَنك قد أَدغمت اللام في الدال ولا يجوز أَن تدغم الهاء من خمسة وقد أَدغمت ما بعدها قال الشاعر ما زالَ مُذْ عَقدَتْ يداه إِزارَهُ فسَمَا وأَدْرَكَ خمسَةَ الأَشْبارِ وتقول في المؤنث عندي خَمْسُ القُدُور كما قال ذو الرمة وهل يَرْجِعُ التسليمَ أَو يَكْشِفُ العَمَى ثلاثُ الأَثافي والرُّسُومُ البَلاقِعُ ؟ وتقول هذه الخمسة دراهم وإِن شئت رفعت الدراهم وتجريها مجرى النعت وكذلك إِلى العشرة والمُخَمَّسُ من الشِّعْرِ ما كان على خمسة أَجزاء وليس ذلك في وضع العَرُوض وقال أَبو إِسحق إِذا اختلطت القوافي فهو المُخَمَّسُ وشيء مُخَمَّسٌ أَي له خمسة أَركان وخَمَسَهم يَخْمِسُهم خَمْساً كان له خامساً ويقال جاء فلان خامساً وخامياً وأَنشد ابن السكيت للحادِرَة واسمه قُطْبةُ بن أَوس كم للمَنازِلِ من شَهْرٍ وأَعْوامِ بالمُنْحَنَى بين أَنْهارٍ وآجامِ مَضَى ثلاثُ سِنينَ مُنْذُ حُلَّ بها وعامُ حُلَّتْ وهذا التابع الحامِي والذي في شعره هذي ثلاث سنين قد خَلَوْنَ لها وأَخْمَسَ القومُ صاروا خمسة ورُمْح مَخْمُوسٌ طوله خمس أَذرع والخمسون من العدد معروف وكل ما قيل في الخمسة وما صُرِّفَ منها مَقُولٌ في الخمسين وما صُرِّفَ منها وقول الشاعر عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَمُّدا ؟ مذ سَنَةٌ وخَمِسونَ عَدَدا بكسر الميم في خمسون احتاج إِلى حركة الميم لإقامة الوزن ولم يفتحها لئلا يوهم أَن الفتح أَصلها لأَن الفتح لا يسكن ولا يجوز أَن يكون حركها عن سكون لأَن مثل هذا الساكن لا يحرك بالفتح إِلا في ضرورة لا بد منه فيها ولكنه قدّر أَنها في الأَصل خَمَسُون كعشرة ثم أَسكن فلما احتاج رَدَّه إِلى الأَصل وآنَسَ به ما ذكرناه من عَشَرة وفي التهذيب كسر الميم من خَمِسُون والكلام خَمْسُون كما قالوا خَمْسَ عَشِرَةَ بكسر الشين وقال الفراء رواه غيره خَمَسون عدداً بفتح الميم بناه على خَمَسَة وخَمَساتٍ وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي مَرْجَحٍ شَرِبْتُ هذا الكوزَ أَي خَمَسَة بمثله والخِمْسُ بالكسر من أَظْماء الإِبل وهو أَن تَرِدَ الإِبلُ الماءَ اليومَ الخامسَ والجمع أَخْماس سيبويه لم يجاوز به هذا البناءَ وقالوا ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسِ إِذا أَظهر أَمراً يُكْنى عنه بغيره قال ابن الأَعرابي العرب تقول لمن خاتَلَ ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسٍ وأَصل ذلك أَن شيخاً كان في إِبله ومعه أَولاده رجالاً يَرْعَوْنها قد طالت غربتهم عن أَهلهم فقال لهم ذات يوم ارْعَوْا إِبلكم رِبْعاً فَرَعَوْا رِبْعاً نحوَ طريق أَهلهم فقالوا له لو رعيناها خِمْساً فزادوا يوماً قِبَلَ أَهلهم فقالوا لو رعيناها سِدْساً ففَطَنَ الشيخُ لما يريدون فقال ما أَنتم إِلاَّ ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ ما هِمَّتُكم رَعْيُها إِنما هِمَّتُكم أَهلُكم وأَنشأَ يقول وذلك ضَرْبُ أَخْماسٍ أَراهُ لأَسْداسِ عَسى أَن لا تكونا وأَخذ الكمَيْتُ هذا البيتَ لأَنه مَثَل فقال وذلك ضرب أَخماس أُريدَتْ لأَسْداسٍ عسى أَن لا تكونا قال ابن السكيت في هذا البيت قال أَبو عمرو هذا كقولك ششْ بَنْجْ وهو أَن تُظْهر خمسة تريد ستة أَبو عبيدة قالوا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ يقال للذي يُقَدِّمُ الأَمرَ يريد به غيره فيأْتيه من أَوّله فيعمل رُوَيْداً رُوَيْداً الجوهري قولهم فلان يَضْرِبُ أَخماساً لأَسداس أَي يسعى في المكر والخديعة وأَصله من أَظماء الإِبل ثم ضُرِبَ مثلاً للذي يُراوِغُ صاحبه ويريه أَنه يطيعه وأَنشد ابن الأَعرابي لرجل من طيء اللَّهُ يَعْلَمُ لولا أَنني فَرِقٌ من الأَميرِ لعاتَبْتُ ابنَ نِبْراسِ في مَوْعِدٍ قاله لي ثم أَخْلَفَه غَداً ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسِ حتى إِذا نحن أَلْجَأْنا مَواعِدَه إِلى الطَّبِيعَةِ في رِفْقٍ وإِيناسِ أَجْلَتْ مَخِيلَتُه عن لا فقلتُ له لو ما بَدَأْتَ بها ما كان من باسِ وليس يَرْجِعُ في لا بَعْدَما سَلَفَتْ منه نَعَمْ طائعاً حُرٌّ من الناسِ وقال خُرَيْمُ بن فاتِكٍ الأَسَدِيُّ لو كان للقوم رأْيٌ يُرْشَدُونَ به أَهلَ العِراق رَمَوْكُم بابن عَبَّاسِ للَّه دَرُّ أَبيهِ أَيُّما رجلٍ ما مثلهُ في فِصالِ القولِ في الناسِ لكن رَمَوْكم بشيخٍ من ذَوي يَمَنٍ لم يَدْرِ ما ضَرْبُ أَخْماسٍ لأَسْداسِ يعني أَنهم أَخطأُوا الرأْي في تحكيم أَبي موسى دون ابن عباس وما أَحسن ما قاله ابن عباس وقد سأَله عتبة بن أَبي سفيان بن حرب فقال ما منع عليّاً أَن يبعث مكان أَبي موسى ؟ فقال منعه واللَّه من ذلك حاجزُ القَدَرِ ومِحْنَةُ الابتلاء وقِصَرُ المدّة واللَّه لو بعثني مكانه لاعْتَرَضْتُ في مَدارِج أَنفاس معاوية ناقِضاً لما أَبْرَمَ ومُبْرِماً لما نقض ولكن مضى قَدَرٌ وبقي أَسَفٌ والآخرةُ خير لأَمير المؤمنين فاستحسن عتبة بن أَبي سفيان كلامه وكان عتبة هذا من أَفصح الناس وله خطبة بليغة في ندب الناس إِلى الطاعة خطبها بمصر فقال يا أَهل مصر قد كنتم تُعْذَرُون ببعض المنع منكم لبعضِ الجَوْرِ عليكم وقد وَلِيَكم من يقول بفِعْلٍ ويفعل بقَوْلٍ فإِن دَرَرْتُم له مَراكم بيده وإِن استعصيتم عليه مراكم بسيفه ورَجا في الآخر من الأَجْر ما أَمَّلَ في الأَوَّل من الزَّجْر إِن البَيْعَة متابَعَةٌ فلنا عليكم الطاعة فيما أَحببنا ولكم علينا العَدلُ فيما ولينا فأَينا غَدَرَ فلا ذمة له عند صاحبه واللَّه ما نطقتْ به أَلسنتُنا حتى عَقَدَتْ عليه قلوبنا ولا طلبناها منكم حتى بذلناها لكم ناجزاً بناجز فقالوا سَمْعاً سَمْعاً فأَجابهم عَدْلاً عدلاً وقد خَمَسَت الإِبلُ وأَخْمَسَ صاحبها وردت إِبله خِمْساً ويقال لصاحب الإِبل التي تَرِدُ خِمْساً مُخْمِسٌ وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء لامرئ القيس يُثِيرُ ويُبْدِي تُرْبَها ويُهِيلُه إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ غيره الخِمْسُ بالكسر من أَظماء الإِبل أَن ترعى ثلاثى أَيام وتَرِدَ اليوم الرابع والإِبل خامسَة وخَوامِسُ قال الليث والخِمْسُ شُرْبُ الإِبل يوم الرابع من يوم صَدَرَتْ لأَنهم يَحْسُبون يوم الصَّدَر فيه قال الأَزهري هذا غلط لا يُحْسَبُ يومُ الصَّدَرِ في وِرْدِ النِّعم والخِمْسُ أَن تشرب يوم وِرْدِها وتَصْدُرَ يومها ذلك وتَظَلّ بعد ذلك اليوم في المَرْعى ثلاثة أَيام سوى يوم الصَّدَرِ وتَرد اليوم الرابع وذلك الخِمْس قال ويقال فلاة خِمْسٌ إِذا انتاط وِرْدُها حتى يكون وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرابع سوى اليوم الذي شربت وصدرت فيه ويقال خِمْسٌ بَصْباصٌ وقَعْقاع وحَثْحاتٌ إِذا لم يكن في سيرها إِلى الماء وَتِيرَة ولا فُتُور لبُعده غيره الخِمْسُ اليوم الخامس من صَدَرها يعني صَدَر الواردة والسِّدْسُ الوِرْدُ يوم السادس وقال راويةُ الكميت إِذا أَراد الرجلُ سفراً بعيداً عَوّد إِبله أَن تشرب خِمْساً ثم سِدْساً حتى إِذا دَفَعَتْ في السير صَبَرَتْ وقول العجاج وإِن كُوي من قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ كحَبلِ الشَّعَر المُنْحَتِّ ما في انْطِلاقِ رَكْبه من أَمْتِ أَراد وإِن طُوي من إِبل قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ قال والخمس ثلاثة أَيام في المرعى ويوم في الماء ويحسب يوم الصَّدَر فإِذا صَدَرَت الإِبل حسب ذلك اليوم فيُحْسَب يومُ تَرِدُ ويومُ تَصْدُرُ وقوله كحبل الشعر المنحت يقال هذا خِمْسٌ أَجْرَدُ كالحبل المُنْجَرِدِ من أَمت من اعوجاج والتَخْمِيسُ في سقي الأَرض السَّقْيَةُ التي بعد التربيع وخَمَسَ الحَبْلَ يَخْمِسُه خَمْساً فتله على خَمْسِ قُوًى وحَبْلٌ مَخْموسٌ أَي من خَمْس قُوًى ابن شميل غلام خُماسِيٌّ ورُباعِيٌّ طال خمسَة أَشبار وأَربعة أَشبار وإِنما يقال خُماسِيٌّ ورباعي فيمن يزداد طولاً ويقال في الثوب سُباعيٌّ قال الليث الخُماسيُّ والخُماسِيَّةُ من الوصائف ما كان طوله خمسة أَشبار قال ولا يقال سُداسِيٌّ ولا سُباعي إِذا بلغ ستة أَشبار وسبعة قال وفي غير ذلك الخُماسيُّ ما بلغ خمسة وكذلك السُّداسِيُّ والعُشارِيُّ قال ابن سيده وغلام خُماسيٌّ طوله خمسة أَشبار قال فوقَ الخُماسِيِّ قليلاً يَفْضُلُهُ أَدْرَكَ عَقْلاً والرِّهانُ عَمَلُهْ والأُنثى خُماسِيَّةٌ وفي حديث خالد أَنه سأَل عمن يشتري غلاماً تامّاً سَلَفاً فإِذا حَلَّ الأَجلُ قال خذ مني غلامين خُماسِيَّين أَو عِلْجاً أَمْرَدَ قال لا بأْس الخُماسِيَّان طولُ كل واحد منهما خمسة أَشبار ولا يقال سداسي ولا سباعي ولا في غير الخمسة لأَنه إِذا بلغ سبعة أَشبار صار رجلاً وثَوب خُماسِيٌّ وخَمِيسٌ ومَخْموسٌ طوله خمسة قال عبيد يذكر ناقته هاتِيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً ومُذَرِّباً في مارِنٍ مَخْموسِ يعني رُمْحاً طولُ مارِنه خَمْسُ أَذرع ومنه حديث معاذ ائتوني بخَمِيسٍ أَو لَبِيسٍ آخذه منكم في الصدقة الخَمِيسُ الثوب الذي طوله خمس أَذرع كأَنه يعني الصغير من الثياب مثل جريح ومجروح وقتيل ومقتول وقيل الخَمِيسُ ثوب منسوب إِلى مَلِكٍ كان باليمن أَمر أَن تعمل هذه الأَردية فنسبت إِليه والخِمْسُ ضرب من برود اليمن قال الأَعشى يصف الأَرض يوماً تَراها كشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْ خِمْسِ ويوماً أَدِيمَها نَغِلا وكان أَبو عمرو يقول إِنما قيل للثوب خَمِيسٌ لأَن أَول من عمله ملك باليمن يقال له الخِمْسُ بالكسر أَمر بعمل هذه الثياب فنسبت إِليه قال ابن الأَثير وجاء في البخاري خَمِيصٌ بالصاد قال فإِن صحت الرواية فيكون مُذَكَّرَ الخَمِيصَةٍ وهي كساء صغير فاستعارها للثوب ويقال هما في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ إِذا تقارنا واجتمعا واصطلحا وقوله أَنشده ثعلب صَيَّرَني جُودُ يديه ومَنْ أَهْواه في بُرْدَةِ أَخْماسِ فسره فقال قَرَّبَ بيننا حتى كأَني وهو في خمس أَذرع وقال في التهذيب كأَنه اشترى له جارية أَو ساق مهر امرأَته عنه قال ابن السكيت يقال في مَثَلٍ لَيْتَنا في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ أَي ليتنا تَقارَبْنا ويراد بأَخماس أَي طولُها خمسة أَشبار والبُرْدَة شَمْلَة من صوف مُخَطَّطَة وجمعها البُرَدُ ابن الأَعرابي هما في بُرْدَةٍ أَخماس يفعلان فعلاً واحداً يشتبهان فيه كأَنهما في ثوب واحد لاشتباههما والخَمِيسُ من أَيام الأُسبوع معروف وإِنما أَرادوا الخامِسَ ولكنهم خَصوه بهذا البناء كما خصوا النجم بالدَّبَرانِ قال اللحياني كان أَبو زيد يقول مَضى الخميسُ بما فيه فيفرد ويذكر وكان أَبو الجرَّاح يقول مضى الخميس بما فيهن فيجمع ويؤَنث يخرجه مخرج العدد والجمع أَخْمِسة وأَخْمِساء وأَخامِسُ حكيت الأَخيرة عن الفراء وفي التهذيب وخُماسَ ومَخْمَس كما يقال تُناءَ ومَثْنى ورُباعَ ومَرْبَع وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي لا تك خَمِيساً أَي ممن يصوم الخميس وحده والخُمْسُ والخُمُسُ والخِمْسُ جزء من خمسة يَطَّرِِدُ ذلك في جميع هذه الكسور عند بعضهم والجمع أَخْماس والخَمْسُ أَخذك واحداً من خمسة تقول خَمَسْتُ مال فلان وخَمَسَهم يَخْمُسُهم بالضم خَمْساً أَخذ خُمْسَ أَموالهم وخَمَسْتُهم أَخْمِسُهم بالكسر إِذا كنتَ خامِسَهم أَو كملتهم خمسة بنفسك وفي حديث عَدِيّ بن حاتم رَبَعْتُ في الجاهلية وخَمَسْتُ في الإِسلام يعني قُدْتُ الجيشَ في الحالين لأَن الأَمير في الجاهلية كان يأْخذ الرُّبُع من الغنيمة وجاءَ الإِسلامُ فجعله الخَمْسَ وجعل له مصارف فيكون حينئد من قولهم رَبَعْتُ القوم وخَمَسْتُهم مخففاً إِذا أَخذت رُبْع أَموالهم وخُمْسَها وكذلك إِلى العشرة والخَمِيسُ الجَيْشُ وقيل الجيش الجَرَّارُ وقيل الجَيْشُ الخَشِنُ وفي المحكم الجَيْشُ يَخْمِسُ ما وَجَدَه وسمي بذلك لأَنه خَمْسُ فِرَقٍ المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقةُ أَلا ترى إِلى قول الشاعر قد يَضْرِبُ الجيشَ الخَمِيسُ الأَزْوَرا فجعله صفة وفي حديث خيبر محمدٌ والخَمِيس أَي والجيش وقيل سمي خَمِيساً لأَنه تُخَمَّس فيه الغنائم ومحمد خبر مبتدإٍ أَي هذا محمد ومنه حديث عمرو بن معد يكرب هم أَعْظَمُنا خَمِيساً أَي جيشاً وأَخْماسُ البَصْرة خمسة فالخُمْس الأَول العالية والخُمْسُ الثاني بَكْر بن وائل والخُمْسُ الثالث تميم والخُمْسُ الرابع عبد القيس والخُمْسُ الخامس الأَزْدُ والخِمْسُ قبيلة أَنشد ثعلب عادَتْ تميمُ بأَحْفى الخِمْسِ إِذ لَقِيَتْ إِحْدى القَناطِرِ لا يُمْشى لها الخَمَرُ والقناطر الدواهي وقوله لا يمشي لها الخمر يعني أَنهم أَظهروا لهم القتال وابنُ الخِمْسِ رجل وأَما قول شَبِيبِ بن عَوانَة عَقِيلَةُ دَلاَّهُ لِلَحْدِ ضَريحِه وأَثوابُه يَبْرُقْنَ والخِمْسُ مائجُ فعقيلةُ والخِمسُ رجلان وفي حديث الحجاج أَنه سأَل الشَعْبيَّ عن المُخَّمَسَة قال هي مسأَلة من الفرائض اختلف فيها خمسة من الصحابة علي وعثمان وابن مسعود وزيد وابن عباس رضي اللَّه عنهم وهي أُم وأُخت وجد

( خنس ) الخُنُوس الانقباضُ والاستخفاء خَنَسَ من بين أَصحابه يَخْنِسُ ويَخْنُسُ بالضم خُنُوساً وخِناساً وانْخَنَس انقبض وتأَخر وقيل رجع وأَخْنَسَه غيره خَلَّفَه ومَضَى عنه وفي الحديث الشيطان يُوَسْوِسُ إِلى العبد فإِذا ذكَرَ اللَّه خَنَسَ أَي انقبض منه وتأَخر قال الأَزهري وكذا قال الفراء في قوله تعالى من شر الوسواس الخناس قال إِبليس يوسوس في صدور الناس فإِذا ذكر اللَّه خَنَسَ وقيل إِن له رأْساً كرأْس الحية يَجْثُمُ على القلب فإِذا ذكر اللَّه العبد تنحى وخنَسَ وإِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يوسوس نعوذ باللَّه منه وفي حديث جابر أَنه كان له نخل فَخَنَسَت النخلُ أَي تأَخرت عن قبول التلقيح فلم يؤثر فيها ولم تحمل تلك السنة وفي حديث الحجاج إن الإِبل ضُمَّزٌ خُنَّسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ الخُنَّسُ جمع خانس أَي متأَخر والضُمَّزٌ جمع ضامز وهو الممسك عن الجِرَّة أَي أَنها صوابر على العطش وما حَمَّلْتَها حَمَلَتْه وفي كتاب الزمخشري حُبُسٌ بالحاء والباء الموحدة بغير تشديد الأَزهري خَنَسَ في كلام العرب يكون لازماً ويكون متعدياً يقال خَنَسْتُ فلاناً فَخَنَسَ أَي أَخرته فتأَخر وقبضته فانقبض وخَنَسْته أَكثر وروى أَبو عبيد عن الفراء والأُمَوِيِّ خَنَسَ الرجل يَخْنِسُ وأَخْنَسْتُه بالأَلف وهكذا قال ابن شميل في حديث رواه يخرج عُنُقٌ من النار فَتَخْنِسُ بالجبارين في النار يريد تدخل بهم في النار وتغيبهم فيها يقال خَنَسَ به أَي واراه ويقال يَخْنِسُ بهم أَي يغيب بهم وخَنَسَ الرجل إِذا توارى وغاب وأَخنسته أَنا أَي خَلَّفْتُه قال الراعي إِذا سِرْتُمُ بين الجُبَيْلَيْنِ ليلةً وأَخْنَسْتُمُ من عالِجٍ كَدَّ أَجْوَعا الأَصمعي أَخنستم خَلَّفْتُم وقال أَبو عمرو جُزْتم وقال أَخَّرْتُمْ وفي حديث كعب فتَخْنِسُ بهم النارُ وحديث ابن عباس أَتيتُ النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو يصلي فأَقامني حذاءة فلما أَقبل على صلاته انْخَنَسْتُ وفي حديث أَبي هريرة أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم لقيه في بعض طُرُق المدينة قال فانْخَنَسْتُ منه وفي رواية اخْتَنَسْتُ على المطاوعة بالنون والتاء ويروى فانْتَجَشْتُ بالجيم والشين وفي حديث الطُّفَيْل فَخَنَسَ عني أَو حَبَسَ قال هكذا جاء بالشك وقال الفراء أَخْنَسْتُ عنه بعضَ حقه فهو مُخنَسٌ أَي أَخَّرْته وقال البعِيثُ وصَهْباء من طُولِ الكَلالِ زَجَرْتُها وقد جَعَلَتْ عنها الأَخيرَةُ تَخْنِسُ قال الأَزهري وأَنشدني أَبو بكر الإِيادي لشاعر قدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلم فأَنشده من أَبيات وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعفُ تَكَرُّماً وإِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ وهذا حجَّة لمن جعل خَنَس واقعاً قال ومما يدل على صحة هذه اللغة ما رويناه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه قال الشهر هكذا وهكذا وخَنَسَ إِصْبَعَه في الثالثة أَي قَبَضَها يعلمهم أَن الشهر يكون تسعاً وعشرين وأَنشد أَبو عبيد في أَخْنَسَ وهي اللغة المعروفة إِذا ما القَلاسي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ ففيهن عن صَلْعِ الرجالِ حُسُورُ الأَصمعي سمعت أَعرابيّاً من بني عُقَيْلٍ يقول لخادم له كان معه في السفر فغاب عنهم لِمَ خَنَسْتَ عنا ؟ أَراد لم تأَخرت عنا وغبت ولِمَ تواريْت ؟ والكواكبُ الخُنَّسُ الدَّراري الخمسةُ تَخْنُسُ في مَجْراها وترجع وتَكْنِسُ كما تَكْنِسُ الظباء وهي زُحَلٌ والمُشْتَرِي والمِرِّيخ والزُّهَرَة وعُطارِدُ لأَنها تَخْنِس أَحياناً في مَجْراها حتى تخفى تحت ضوء الشمس وتَكْنِسُ أَي تستتر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغارِ وهي الكِناسُ وخُنُوسها استخفاؤها بالنهار بينا نراها في آخر البرج كَرَّتْ راجعةً إِلى أَوّله ويقال سميت خُنَّساً لتأَخرها لأَنها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم ويقال هي الكواكب كلها لأَنها تَخْنِسُ في المَغِيب أَو لأَنها تخفى نهاراً ويقال هي الكواكب السَّيَّارة منها دون الثابتة الزجاج في قوله تعالى فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوارِ الكُنَّسِ قال أَكثر أَهل التفسير في الخُنَّسِ أَنها النجوم وخُنُوسُها أَنها تغيب وتَكْنِسُ تغيب أَيضاً كما يدخل الظبي في كناسِهِ قال والخُنَّسُ جمع خانس وفرس خَنُوسٌ وهو الذي يعدل وهو مستقيم في حُضْرِه ذات اليمين وذات الشمال وكذلك الأُنثى بغير هاء والجمع خُنُسٌ والمصدر الخَنْسُ بسكون النون ابن سيده فرس خَنُوس يستقيم في حُضْره ثم يَخْنِسُ كأَنه يرجع الَقهْقَرى والخَنَسُ في الأَنف تأَخره إِلى الرأْس وارتفاعه عن الشفة وليس بطويل ولا مُشْرِف وقيل الخَنَسُ قريب من الفَطَسِ وهو لُصُوق القَصَبة بالوَجْنَةِ وضِخَمُ الأَرْنَبَةِ وقيل انقباضُ قَصَبَة الأَنف وعِرَض الأَرنبة وقيل الخَنَسُ في الأَنف تأَخر الأَرنبة في الوجه وقِصَرُ اَلأنف وقيل هو تأَخر الأَنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأَرنبة والرجل أَخْنَسُ والمرأَة خَنْساءُ والجمع خُنْسٌ وقيل هو قِصَرُ الأَنف ولزوقه بالوجه وأَصله في الظباء والبقر خَنِسَ خَنَساً وهو أَخْنَسُ وقيل الأَخْنس الذي قَصُرَتْ قَصَبته وارتدَّت أَرنبته إِلى قصبته والبقر كلها خُنْسٌ وأَنف البقر أَخْنَسُ لا يكون إِلا هكذا والبقرة خَنْساءُ والتُّرك خُنْسٌ وفي الحديث تقاتلون قوماً خُنْسَ الآنُفِ والمراد بهم الترك لأَنه الغالب على آنافهم وهو شِبْهُ الفَطَسِ ومنه حديث أَبي المِنْهال في صفة النار وعقارب أَمثال البغال الخُنُسِ وفي حديث عبد الملك بن عمير واللَّه لفُطْسٌ خُنْسٌ بزُبْدٍ جَمْسٍ يغيب فيها الضَّرْسُ أَراد بالفُطْسِ نوعاً من التمر تمر المدينة وشبهه في اكتنازه وانحنائه بالأُنوف الخُنْسِ لأَنها صغار الحب لاطِئَة الأَقْماعٍ واستعاره بعضهم للنَّبْل فقال يصف درعاً لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً وتهْزَأْ بالمَعابِلِ والقِطاعِ ابن الأَعرابي الخُنُسُ مأْوى الظباء والخُنُسُ الظباء أَنفُسُها وخَنَسَ من ماله أَخذَ الفراء الخِنَّوسُ بالسين من صفات الأَسد في وجهه وأَنفه وبالصاد ولد الخنزير وقال الأَصمعي ولد الخنزير يقال له الخِنَّوْسُ رواه أَبو يعلى عنه والخَنَسُ في القدم انبساط الأَخْمَصِ وكثرة اللحم قَدَمٌ خَنْساء والخُناسُ داء يصيب الزرع فَيَتَجَعثَنُ منه الحَرْثُ فلا يطول وخَنْساءُ وخُناسُ وخُناسى كله اسم امرأَة وخُنَيْس اسم وبنو أَخْنَس حَيّ والثلاث الخُنَّس من ليالي الشهر قيل لها ذلك لأَن القمر يَخْنِسُ فيها أَي يتأَخر وأَما قول دُرَيْد بن الصِّمَّة أَخُناسُ قَدْ هامَ الفؤادُ بكُمْ وأَصابه تَبْلٌ من الحُبِّ يعني به خَنْساء بنت عمرو بن الشَّرِيد فغيَّره ليستقيم له وزْنُ الشعر

( خنبس ) الخُنابِسُ القديم الشديد الثابت قال القطامي وقالوا عليكَ ابنَ الزُّبَيْرِ فَلُذْ به أَبَى اللَّهُ أَن أُخْزَى وعِزٌّ خُنابِسُ كان القطامي هجا قوماً من الأَزْدِ فخاف منهم فقال له من يشير عليه اسْتَجِرْ بابن الزبير وخذ منه ذمة تأْمن بها ما تخافه منهم فقال مجيباً لمن أَشار عليه بهذا أَبَى اللَّه أَن أُذلّ نفسي وأُهينها وعِزُّ قومي قديم ثابت وأَسد خُنابِسٌ جريء شديد والأُنثى خُنابِسَةٌ وينقال خُنابِسٌ غليظ وخَنْبَسَتُه ترارَتُه ويقال مِشْيَتُه والخُنابِسَة الأُنثى وهي التي استبان حملها والخُنابِسُ من الرجال الضَّخْمُ الذي تعلوه كراهة من رجال خُنابِسِين وأَنشد الإِياديّ ليثٌ يَخافُكَ خَوْفَه جَهْمٌ ضُبارِمَةٌ خُنابِسْ والخُنابِسُ الكريه المَنْظَرِ وليل خُنابِسٌ شديد الظلمة والخَنَّبُوسُ الحجر القَدَّاح

( خنبلس ) الأَزهري في الخماسي الخَنْبَلُوسُ حَجَرُ القَدَّاحِ

( خندرس ) تمر خَنْدَرِيسٌ قديم وكذلك حِنْطَة خَنْدَرِيس والخَنْدَرِيسُ الخمر القديمة قال ابن دريد أَحسبه معرباً سميت بذلك لقدمها ومنه حِنْطَة خَنْدَريسٌ للقديمة

( خندلس ) ناقة خَنْدَلِسٌ كثيرة اللحم

( خنعس ) الخَنْعَسُ الضَّبُعُ قال ولولا أَمِيري عاصِم لتَثَوَّرَتْ مع الصُّبحِ عن قُورِ ابن عَيْساءَ خَنْعَسُ

( خنفس ) خَنْفَس عن الأَمر عَدَلَ أَبو زيد خَنْفَسَ الرجل خَنْفَسَةً عن القوم إِذا كرههم وعدل عنهم والخُنْفَسُ بالفتح والخُنْفَساء بفتح الفاء ممدود دُوَيْبَة سوداء أَصغر من الجُعَل منتنة الريح والأُنثى خُنْفَسَة وخُنْفَساء وخُنْفَساءة وضم الفاءِ في كل ذلك لغة والخُنْفَسُ الكبير من الخَنافِس وحكى ثعلب هؤلاء ذوات خُنْفَسٍ قد جاءني إِذا جعلت خُنْفَساً اسماً للجنس ولم يفسره قال وأَراه لقباً لرجل غيره الخُنْفَساءُ دُوَيبَّة سوداء تكون في أُصول الحيطان ويقال هو أَلَحُّ من الخُنْفُساء لرجوعها إِليك كلما رميت بها وثلاث خُنْفُسَاواتٍ أَبو عمرو هو الخُنْفَس للذكر من الخَنافِس وهو العُنْظُبُ والحُنْظُبُ الأَصمعي لا يقال خُنْفُساءة بالهاء وقال ابن كيسان إِذا كانت أَلف التأْنيث خامسة حذفت إِذا لم تكن ممدودة في التصغير كقولك خُنْفُساء وخُنَيْفِساء قال والذي أُسقط من ذلك حُبارى تقول حُبَيْر كأَنك صغرت حُبار قال وربما عوَّضوا منها الهاء فقالوا حُبَيْرَة ذكره في باب التصغير ويقال خِنْفِسٌ للخُنْفُساء لغة أَهل البصرة قال الشاعر والخِنْفِسُ الأَسْوَدُ من تَجُرُّه مَوَدَّةُ العَقْرَبِ في السِّرِّ وقال ابن دارَةَ وفي البَرِّ من ذئبٍ وسِمْعٍ وعَقْرَبٍ وثُرْمُلَةٍ تَسْعَى وخِنْفِسَةٍ تَسْري

( خوس ) التَخْوِيسُ التنقيص وهو أَيضاً ضُمُر البطن والمُتَخَوِّسُ من الإِبل الذي ظهر شَحْمُه من السِّمَنِ ابن الأَعرابي الخَوْسُ طعن الرماح وِلاءً وِلاء يقال خاسَه يَخُوسُه خَوْساً

( خيس ) الخَيْسُ بالفتح مصدر خاسَ الشيءُ يَخِيسُ خَيْساً تَغَيَّرَ وفَسَد وأَنْتَن وخاسَتِ الجيفة أَي أَرْوَحَتْ وخاسَ الطعامُ والبيع خَيْساً كَسَدَ حتى فسد وهو من ذلك كأَنه كَسَدَ حتى فسد قال الليث يقال للشيء يبقى في موضع فيَفْسُد ويتغير كالجوز والتمر خائسٌ وقد خاسَ يَخِيسُ فإِذا أَنتن فهو مَغِلٌ قال والزاي في الجوز واللحم أَحسن من السين وخَيَّسَ الشيءَ لَيَّنَه وخيَّسَ الرجلَ والدابة تَخْيِيساً وخاسَهما ذللهما وخاسَ هو ذَلَّ ويقال إِنْ فعل فلان كذا فإِنه يُخاسُ أَنْفُه أَي يُذَلُّ أَنفه والتَّخْيِيس التذليل الليث خُوسَ المُتَخَيِّسُ وهو الذي قد ظهر لحمه وشحمه من السمن وقال الليث الإِنسان يُخَيَّسُ في المُخَيَّسِ حتى يبلغ شدّة الغمّ والأَذَى ويذلّ ويهان يقال قد خاسَ فيه وفي الحديث أَن رجلاً سار معه على جمل قد نَوَّقَه وخَيَّسه أَي راضه وذلله بالركوب وفي حديث معاوية أَنه كتب إِلى الحسين بن علي رضوان اللَّه عليه إِني لم أَكِسْك ولم أَخِسْك أَي لم أُذِلَّكَ ولم أُهِنْكَ ولم أُخْلِفْكَ وَعْداً ومنه المُخَيَّسُ وهو سِجْنٌ كان بالعراق قال ابن سيده والمُخَيَّسُ السجن لأَنه يُخَيِّسُ المحبوسين وهو موضع التذليل وبه سمي سجن الحجاجك مُخَيَِّساً وقيل هو سجن بالكوفة بناه أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب رضوان اللَّه عليه وفي حديث علي أَنه بنى حَبْساً وسماه المُخَيَّسَ وقال أَما تَراني كَيِّساً مُكَيّسا بَنَيْتُ بعد نافِعٍ مُخَيَّسا باباً كبيراً وأَمِيناً كُيِّسا نافع سجن بالكوفة كان غير مستوثق البناء وكان من قَصَب فكان المحبوسون يَهْرُبُون منه وقيل إِنه نقب وأُفْلِتَ منه المُحَبَّسون فهدمه علي رضي اللَّه عنه وبنى المُخَيَّسُ لهم من مَدَرٍ وكل سجن مُخَيَّسٌ ومُخَيَّسٌ أَيضاً قال الفرزدق فلم يَبْقَ إِلا داخِرٌ في مُخَيَّسٍ ومُنْجَحِرٌ في غيرِ أَرْضِكَ في جُحْرِ والإِبل المُخَيَّسَةُ التي لم تُسَرَّحْ ولكنها خُيِّسَتْ للنحر أَو القَسْم وأَنشد للنابغة والأُدْمُ قد خُيِّسَتْ فُتْلاً مَرافِقُها مَشدودةً برحالِ الحِيرَةِ الجُدُدِ وقال أَبو بكر في قولهم دَعْ فلاناً يَخِيسُ معناه دعه يلزم موضعه الذي يلازمه والسجن يسمى مُخَيَّساً لأَنه يُخَيَّسُ فيه الناس ويُلْزَمُون نزوله والمُخَيَّسُ بالفتح موضع التخييس وبالكسر فاعله وخاس الرجلَ خَيْساً أَعطاه بسِلْعَتِه ثمناً مّا ثم أَعطاه أَنقص منه وكذلك إِذا وعده بشيء ثم أَعطاه أَنقص مما وعده به وخاسَ عَهْدَه وبعهده نقضه وخانه وخاسَ فلانٌ ما كان عليه أَي غَدَرَ به وقال الليث خاسَ فلانٌ بوعده يَخِيسُ إِذا أَخلف وخاسَ بعهده إِذا غَدَر ونَكَثَ الجوهري خاسَ به يَخِيسُ ويَخُوس أَي غدر به وفي الحديث لا أَخِيسُ بالعهد أَي لا أَنقضه والخَيْسُ الخير يقال ما لَه قَلَّ خَيْسُه والخَيْسُ الغم يقال للصبي ما أَظرفه قَلَّ خَيْسُه أَي قل غمه وقال ثعلب معنى قَلَّ خَيْسُه قلت حركته قال وليست بالعالية والخِيْسُ الدَّرُّ قال أَبو منصور وروى عمرو عن أَبيه في قول العرب أَقَلَّ اللَّهُ خِيسَه أَي دَرَّه وعُرِضَ على الرياشي يدعو العربُ بعضُهم لبعض فيقول أَقَلَّ اللَّه خِيسَكَ أَي لَبَنَكَ فقال نعم العرب تقول هذا إِلا أَن الأَصمعي لم يعرفه وروي عن أَبي سعيد أَنه قال قَلَّ خَيسُ فلان أَي قَلَّ خَطَؤُه ويقال أَقْلِلْ من خَيسِك أَي من كذبك والخِيسُ بالكسر والخِيسَةُ الشجر الكثير الملتف وقال أَبو حنيفة الخِيسُ والخِيسَةُ المجتمع من كل الشجر وقال مرة هو الملتف من القَصَبِ والأَشاء والنَخْلِ هذا تعبير أَبي حنيفة وقيل لا يكون خيْساً حتى تكون فيه حَلْفاء والخِيسُ مَنْبِتُ الطَّرْفاء واَنواع الشجر وخِيسٌ أَخْيَسُ مستحكِم قال أَلْجأَهُ لَفْحُ الصِّبا وأَدْمَسا والطَّلُّ في خِيسِ أَراطى أَخْيَسا وجَمْعُ الخِيسِ أَخْياسٌ وموضع الأَسد أَيضاً خِيسٌ قال الصَّيْداويُّ سأَلت الرِّياشي عن الخِيسة فقال الأَجَمَة وأَنشد لِحاهُمُ كأَنها أَخْياسُ ويقال فلان في عِيصٍ أَخْيَسَ أو عددٍ أَخْيَسَ أَي كثير العدد وقال جَنْدَل وإِنَّ عِيصي عِيصُ عِزٍّ أَخْيَسُ أَلَفُّ تَحْمِيهِ صَفاةٌ عِرْمِسُ أَبو عبيد الخِيسُ الأَجَمَة والخِيسُ ما تَجَمَّع في أُصول النخلة مع الأَرض وما فوق ذلك الركائب ومُخَيَّس اسم صنم لبني القَيْنِ

( دبس ) الدَّبْسُ والدِّبْسُ الكثير ابن الأَعرابي الدَّبِْسُ الجمع الكثير من الناس ويقال مال دَِبْسٌ ورَبْسٌ أَي كثير بالراء والدِّبْسُ والدِّبِسُ عَسَلُ التمر وعُصارته وقال أَبو حنيفة هو عُصارة الرُّطَب من غير طبخ وقيل هو ما يسيل من الرطب والدَّبُوسُ خُلاصة التمر تلقى في السمن مطيبة للسمن والدُّبْسَةُ لونٌ في ذوات الشعر أَحمرُ مُشْرَبٌ والأَدْبَسُ من الطير والخيل الذي لونه بين السواد والحمرة وقد ادْبَسَّ ادْبِساساً والدُّبْسَةُ حُمْرَةٌ مُشْرَبَةٌ سواداً وقد ادْباسَّ وهو أَدْبَسُ يكون في الشاء والخيل والدَّبْسُ الأَسْوَدُ من كل شيء وادْباسَّتِ الأَرضُ اختلط سوادُها بخُضْرَتها وقال أَبو حنيفة أَدْبَسَت الأَرض رؤي أَول سواد نبتها فهي مُدْبِسَةٌ والدُّبْسِيُّ ضرب من الحمام جاء على لفظ المنسوب وليس بمنسوب قال وهو منسوب إِلى طير دُبْسٍ ويقال إِلى دِبْسِ الرُّطَبِ لأَنهم يغيرون في النسب ويضمون الدال كالدُّهْريِّ والسُهْليِّ وفي الحديث أَن أَبا طلحة كان يصلي في حائط له فطار دُبْسِيٌّ فأَعجبه قال هو طائر صغير قيل هو ذكر اليمام وجاءَ بأُمور دُبْسٍ أَي دَواهٍ مُنْكَرَة وأَنكر ذلك على أَبي عبيد فقال إِنما هو رُبْس ويقال للسماء إِذا مَطَرَتْ وفي التهذيب إِذا خالت للمطر دُرِّي دُبَسُ عن ابن الأَعرابي ولم يفسره بأَكثر من هذا قال ابن سيده وعندي أَنه إِنما سميت بذلك لاسودادها بالغيم ودَبَّسَ الشيءَ واراه عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِذا رآه فَحْلُ قومٍ دَبَّسا وأَنشد أَيضاً لِرَكَّاضٍ الدُّبَيْريّ لا ذَنْبَ لي إِذ بِنْتُ زُهْرَةَ دَبَّسَتْ بغيرِك أَلْوَى يُشْبِهُ الحقَّ باطِلُهْ ودَبَّسْتُه وارَيْتُه والدَّبُّوس معروف والدِّبَاساتُ بتخفيف الباء الخلايا الأَهليةُ عن أَبي حنيفة والدَّبَاساءُ ممدود إِناث الجراد واحدتها دَِباساءَةٌ وقول لَقِيط بن زُرارَةَ لو سَمِعُوا وَقْعَ الدَّبابيسِ واحدها دَبُّوسٌ قال وأُراه معرَّباً

( دبخس ) الدُّبَّخْسُ الضخم مثل به سيبويه وفسره السيرافي

( دحس ) دَحَسَ بين القوم دَحْساً أَفسد بينهم وكذلك مَأَسَ وأَرَّشَ قال الأَزهري وأَنشد أَبو بكر الإِيادي لأَبي العلاء الحَضْرَميّ أَنشده للنبي صلى اللَّه عليه وسلم وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّماً وإِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ قال ابن الأَثير يروى بالحاء والخاء يريد إِن فعلوا الشر من حيث لا تعلمه ودَحَسَ ما في الإِناء دَحْساً حَساه والدَّحْسُ التَدْسِيسُ للأُمور تَسْتَبْطِنُها وتطلبها أَخفى ما تقدر عليه ولذلك سميت دُودَةٌ تحت التراب دَحَّاسَةً قال ابن سيده الدَّحَّاسَة دودة تحت التراب صفراء صافية لها رأْس مُشَعَّب دقيقة تشدّها الصبيان في الفخاخ لصيد العصافير لا تؤْذي وهي في الصحاح الدَّحَّاسُ والجمع الدَّحاحِيسُ وأَنشد في الدَحْسِ بمعنى الاستبطان للعجاج يصف الحُلَفاءَ ويَعْتِلُونَ مَن مَأَى في الدَّحْسِ وقال بعض بني سُلَيم وِعاء مَدْحُوس ومَدْكُوسٌ ومَكْبُوسٌ بمعنى واحد قال الأَزهري وهذا يدل على أَن الدَّيْحَسَ مثلُ الدَّيْكَسِ وهو الشي الكثير والدَّحْسُ أَن تدخل يدك بين جلد الشاة وصِفاقها فتَسْلَخَها وفي حديث سَلْخِ الشاة فَدَحَسَ بيده حتى توارت إِلى الإِبط ثم مضى وصلى ولم يتوضأْ أَي دَسَّها بين الجلد واللحم كما يفعل السَّلاَّخُ ودَحَسَ الثوبَ في الوعاء يَدْحَسُه دَحْساً أَدخله قال يَؤُرُّها بِمُسْمَعِدِّ الجَنْبَيْنْ كما دَحَسْتَ الثوبَ في الوِعاءَيْنْ والدَّحْسُ امتِلاء أَكِمَّةِ السُّنْبُل من الحَبِّ وقد أَدْحَسَ وبيتٌ دِحاسٌ ممتلئ وفي حديث جرير أَنه جاء إِلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو في بيت مَدْحُوسٍ من الناس فقام بالباب أَي مملوء وكل شيء ملأْته فقد دَحَسْتَه قال ابن الأَثير والدَّحْسُ والدَّسُّ متقاربان وفي حديث طلحة أَنه دخل عليه داره وهي دِحاسٌ أَي ذاتِ دِحاسٍ وهو الامتلاء والزحام وفي حديث عطاء حَقٌّ على الناس أَن يَدْحَسُوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَجٌ أَي يَزْدَحِمُوا ويَدُسُّوا أَنفسهم بين فُرَجِها ويروى بالخاء وهو بمعناه والدَّاحِسُ من الوَرَم ولم يُحَدِّدُوه وأَنشد أَبو عليّ وبعض أَهل اللغة تَشاخَصَ إِبْهاماكَ إِن كنتَ كاذِباً ولا بَرِئا من داحِسٍ وكُناعِ وسئل الأَزهري عن الدَّاحِسِ فقال قَرْحَةٌ تخرج باليد تسمى بالفارسية بَرْوَرَهْ وداحِسٌ موضع وداحِسٌ اسم فرس معروف مشهور قال الجوهري هو لقَيْسِ بن زُهَير بن جَذِيمة العَبْسي ومنه حرب داحِسٍ وذلك أَنَّ قَيْساً هذا وحُذَيْفَةَ بنَ بدرٍ الذُّبْياني ثم الفَزاري تراهَنا على خَطَرٍ عشرين بعيراً وجعلا الغابة مائة غَلْوَةٍ والمِضْمارَ أَربعين ليلة والمَجْرى من ذات الإِصادِ فأَجرى قَيْسٌ داحِساً والغَبْراءَ
( * وفي رواية أخرى أَنَّ داحساً لقيس والغبراء لحمل بن بدر ) وأَجرى حذيفة الخَطَّارَ والحَنْفاء فوضعت بنو فزارَة رَهْطُ حذيفة كَمِيناً على الطريق فردوا الغبراء ولَطَمُوها وكانت سابقة فهاجت الحرب بين عَبْس وذُبْيان أَربعين سنة

( دحمس ) الدَّحْسَمُ والدَّحْمَسُ العظيم مع سواد ودَحْمَسَ الليلُ أَظلم وليلٌ دَحْمَسٌ مظلم قال وادَّرِعِي جِلبابَ ليلٍ دَحْمَسِ أَسْوَدَ داجٍ مثلَ لَونِ السُّنْدُسِ الأَزهري ليال دَحامِسُ مظلمة وفي حديث حمزة ابن عمرو في ليلة ظلماء دَحْمَسَةٍ أَي مظلمة شديدة الظلمة أَبو الهيثم يقال لليالي الثلاث التي بعد الطُّلَم حَنادِسُ ويقال دَحامِسُ والدُحْمُسان الآدَمُ السمين وقد يقلب فيقال دُحْسُمانٌ وفي الحديث كان يبايع الناسَ وفيهم رجل دُحْسُمانٌ أَي أَسود سمين

( دخس ) الدَّخَسُ داءٌ يأْخذ في قوائم الدابة وهو وَرَمٌ يكون في أُطْرَةِ حافر الدابة وقد دَخِسَ فهو دَخِسٌ وفرس دَخِسٌ به عيبٌ والدَّخِيسٌ اللحم الصُّلْبُ المُكْتَنِزُ والدَّخِيسُ باطن الكف والدَّخِيسُ من الحافر ما بين اللحم والعَصَب وقيل هو عظم الحَوْشَبِ وهو مَوْصِل الوَظِيفِ في رُسْغِ الدابة ابن شميل الدَّخِيسُ عظم في جوف الحافر كأَنه ظِهارَة له والحَوْشَبُ عُظَيْم الرسغ والدَّخْسُ والدَّخِيس الإِنسان التارُّ المكتنز غيرَ جدّ جسيمٍ وامرأَة مُدْخِسَةٌ سمينة كأَنها دَخْسٌ وكل ذي سِمَنٍ دَخِيسٌ قال ودَخِيسُ اللحم مُكْتَنِزه وأَنشد مَقْذُوفَةٍ بِدَّخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها له صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ والدَّخِيسُ اللحم المكتنز ودَخَسُ اللحم اكتنازه والدَّخَسُ امتلاء العظم من السمن ودَخَسُ العظمِ امتلاؤه والدَّخْسُ الكثير اللحم الممتلئ العظم والجمع أَدْخاسٌ وجمل مُداخِسٌ كذلك وفي التهذيب جمل مُدْخِسٌ والجمع مُدْخِسات والدَّخِيسُ من الناس العَدَدُ الكثير المجتمع قال العجاجُ وقد تَرَى بالدار يوماً أَنَسا جَمَّ الدَّخِيسِ بالثُّغُور أَحْوَسا والدَّخِيسُ العدد الجَمُّ وعددٌ دَخِيسٌ ودِخاسٌ كثير وكذلك نَعَم دِخاسٌ ودِرْعٌ دِخاسٌ متقاربة الحَلَقِ وبيتٌ دِخاسٌ ملآنُ وقد قيل بالحاء والدَّخْسُ انْدِساسُ الشيء تحت الأَرض والدَّواخِسُ والدُّخَّسُ الأَثافي من ذلك ويقال دَخَسَ فيه أَي دخل فيه وقال الطِّرِمَّاحُ فكُنْ دُخَساً في البحرِ أَو جُزْ وَراءَهُ إِلى الهِنْدِ إِن لم تَلْقَ قَحْطانَ بالهِنْدِ
( * قوله « فكن دخساً إلخ » أَي مثل هذه الدابة في الدخول في البحر ولو أَخر هذا البيت بعد قوله والدخس مثال الصرد إلخ كما فعل شارح القاموس حيث استشهد به على هذه الدابة لكان أَولى )
الليث الدَّخْسُ انْدساسُ شيء تحت التراب كما تُدْخَسُ الأُثْفِيَّة في الرماد وكذلك يقال للأَثافيّ دَواخِسُ قال العجاج دَواخِساً في الأَرضِ إِلا شَعَفا والدَّخْسُ الفَتِيُّ من الدَّبَبَةِ والدَّخْسُ ضرب من السمك وكَلأٌ دَيْخَسٌ كَثُرَ والتفَّ قال يَرْعى حَلِيّاً ونَصِيّاً دَيْخَسا قال أَبو حنيفة وقد يكون الدَّيْخَس في اليبيس والدَّخِيسُ من أَنْقاء الرمل الكثير والدُّخَسُ مثال الصُّرَدِ دابة في البحر تنجي الغريق تمكنه من ظهرها ليستعين على السباحة وتسمى الدُّلْفِينَ وفي حديث سلخ الشاة فَدَخَسَ بيده حتى توارت إِلى الإِبط ويروى بالخاء وهو مذكور في موضعه

( دختنس ) دَخْتَنُوسُ اسم امرأَة وقيل اسم لبنت حاجب بن زُرَارَة ويقال دَخْتَنُوس ودَخْدَنوس

( دخدنس ) دَخْتَنُوس اسم امرأَة ويقال دَخْدَنوسُ ودَخْدَنوس اسم بنتِ كِسْرى وأَصل هذا الاسم فارسي عرّب معناه بنت الهَنِيء قلبت الشين سيناً لما عُرِّبَ

( دخمس ) الدَّخْمَسَةُ والدَّخْمَسُ الخَبُّ الذي لا يبين لك معنى ما يريد وقد دَخْمَسَ عليه وأَمر مُدَخْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً وثناء مُدَخْمَسٌ ودِخْماسٌ ليست له حقيقة وهو الذي لا يُبَيَّنُ ولا يُجَدُّ فيه أَنشج ابن الأَعرابي يَقْبَلُون اليَسِيرَ منكَ ويُثْنُو نَ ثَناءً مُدَخْمَساً دِخْماسا ولم يفسره ابن الأَعرابي والدُّخامِسُ من الشيء الرديءُ منه قال حاتم الطائي شَآمِيَةٌ لم تُتَّخَذْ لِدُخامِسِ ال طَّبِيخِ ولا ذَمَّ الخَلِيطِ المُجاوِرِ والدُّخامِسُ الأَسْود الضخم كالدُّخامِسِ وهي قبيلة

( دخنس ) الدَّخْنَسُ الشديد من الناس والإِبل وأَنشد وقَرَّبوا كلَّ جُلالٍ دَخْنَسِ عند القِرَى جُنادِفٍ عَجَنَّسِ تَرى على هامَتِه كالبُرْنُسِ

( درس ) دَرَسَ الشيءُ والرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً عفا ودَرَسَته الريح يتعدَّى ولا يتعدَّى ودَرَسه القوم عَفَّوْا أَثره والدَّرْسُ أَثر الدِّراسِ وقال أَبو الهيثم دَرَسَ الأَثَرُ يَدْرُسُ دُروساً ودَرَسَته الريحُ تَدْرُسُه دَرْساً أَي محَتْه ومن ذلك دَرَسْتُ الثوبَ أَدْرُسُه دَرْساً فهو مَدْرُوسٌ ودَرِيسٌ أَي أَخْلَقْته ومنه قيل للثوب الخَلَقِ دَرِيس وكذلك قالوا دَرَسَ البعيرُ إِذا جَرِبَ جَرَباً شديداً فَقُطِرَ قال جرير رَكِبَتْ نَوارُكُمُ بعيراً دارساً في السَّوقِ أَفْصَح راكبٍ وبَعِيرِ والدَّرْسُ الطريق الخفيُّ ودَرَسَ الثوبُ دَرْساً أَي أَخْلَقَ وفي قصيد كعب بن زهير مُطَّرَحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مَأْكُولُ الدِّرْسانُ الخُلْقانْ من الثياب واحدها دِرْسٌ وقد يقع على السيف والدرع والمِغْفَرِ والدِّرْسُ والدَّرْسُ والدَّريسُ كله الثوب الخَلَقُ والجمع أَدْراسٌ ودِرْسانٌ قال المُتَنَخِّلُ قد حال بين دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ نِسْعٌ لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ ودِرعٌ دَرِيسٌ كذلك قال مَضَى وَورِثْناهُ دَرِيسَ مُفاضَةٍ وأَبْيَضَ هِنْدِيّاً طويلاً حَمائِلُهْ ودَرَسَ الطعامَ يَدْرُسُه داسَه يَمانِيَةٌ ودُرِسَ الطعامُ يُدْرسُ دِراساً إِذا دِيسَ والدِّراسُ الدِّياسُ بلغة أَهل الشام ودَرَسُوا الحِنْطَة دِراساً أَي داسُوها قال ابنُ مَيَّادَة هلاَّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ سَمْراء مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ ودَرَسَ الناقة يَدْرُسُها دَرْساً راضها قال يَكفيكَ من بعضِ ازْدِيارِ الآفاقْ حَمْراءُ مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ قيل يعني البُرَّة وقيل يعني الناقة وفسر الأَزهري هذا الشعر فقال مما دَرَسَ أَي داسَ قال وأَراد بالحمراء بُرَّةً حمراء في لونها ودَرَسَ الكتابَ يَدْرُسُه دَرْساً ودِراسَةً ودارَسَه من ذلك كأَنه عانده حتى انقاد لحفظه وقد قرئ بهما وليَقُولوا دَرَسْتَ وليقولوا دارَسْتَ وقيل دَرَسْتَ قرأَتَ كتبَ أَهل الكتاب ودارَسْتَ ذاكَرْتَهُم وقرئ دَرَسَتْ ودَرُسَتْ أَي هذه أَخبار قد عَفَتْ وامَّحَتْ ودَرُسَتْ أَشدّ مبالغة وروي عن ابن العباس في قوله عز وجل وكذلك نُصَرِّفُ الآيات وليقولوا دَرَسْتَ قال معناه وكذلك نبين لهم الآيات من هنا ومن هنا لكي يقولوا إِنك دَرَسْتَ أَي تعلمت أَي هذا الذي جئت به عُلِّمْتَ وقرأَ ابن عباس ومجاهد دارَسْتَ وفسرها قرأْتَ على اليهود وقرأُوا عليك وقرئ وليقولوا دُرِسَتْ أَي قُرِئَتْ وتُلِيَتْ وقرئَ دَرَسَتْ أَي تقادمت أَي هذا الذي تتلوه علينا شيء قد تطاول ومرَّ بنا ودَرَسْتُ الكتاب أَدْرُسُه دَرْساً أَي ذللته بكثرة القراءة جتى خَفَّ حفظه عليَّ من ذلك قال كعب بن زهير وفي الحِلم إِدْهانٌ وفي العَفْوِ دُرْسَةٌ وفي الصِّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِ قال الدُّرْسَةُ الرِّياضَةُ ومنه دَرَسْتُ السورةَ أَي حَفظتها ويقال سمي إِدْرِيس عليه السلام لكثرة دِراسَتِه كتابَ اللَّه تعالى واسمه أَخْنُوخُ ودَرَسْتُ الصَّعْبَ حتى رُضْتُه والإِذهانُ المذَلَّة واللِّين والدِّراسُ المُدارَسَةُ ابن جني ودَرَّسْتُه إِياه وأَدْرَسْتُه ومن الشاذ قراءة ابن حَيْوَةَ وبما كنتم تُدْرِسُونَ والمِدْراسُ والمِدْرَسُ الموضع الذي يُدْرَسُ فيه والمَدْرَسُ الكتابُ وقول لبيد قَوْمِ إلا يَدْخُلُ المُدارِسُ في الرَّحْ ْمَةِ إِلاَّ بَراءَةً واعْتِذارا والمُدارِسُ الذي قرأَ الكتب ودَرَسَها وقيل المُدارِسُ الذي قارَفَ الذنوب وتلطخ بها من الدَّرْسِ وهو الجَرَبُ والمِدْراسُ البيت الذي يُدْرَسُ فيه القرآن وكذلك مَدارِسُ اليهود وفي حديث اليهودي الزاني فوضع مِدْراسُها كَفَّه على آيةِ الرَّجمِ المِدْراسُ صاحب دِراسَةِ كتبهم ومِفْعَل ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة ومنه الحديث الآخر حتى أَتى المِدْراسَ هو البيت الذي يَدْرسون فيه قال ومِفْعالٌ غريب في المكان ودارَسْت الكتبَ وتَدارَسْتُها وادَّارَسْتُها أَي دَرَسْتُها وفي الحديث تَدارَسُوا القرآن أَي اقرأُوه وتعهدوه لئلا تَنْسَوْهُ وأَصل الدِّراسَةِ الرياضة والتَّعَهُّدُ للشيء وفي حديث عكرمة في صفة أَهل الجنة يركبون نُجُباً أَلينَ مَشْياً من الفِراشِ المَدْرُوس أَي المُوَطَّإِ المُمَهَّد ودَرَسَ البعيرُ يَدْرُسُ دَرْساً جَرِبَ جَرَباً قليلاً واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ الأَصمعي إِذا كان بالبعير شيء خفيف من الجرب قيل به شيء من دَرْسٍ والدَّرْسُ الجَرَبُ أَوَّلُ ما يظهر منه واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ أَيضاً قال العجاج يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيم الدَّرْسِ من الأَذى ومن قِرافِ الوَقْسِ وقيل هو الشيء الخفيف من الجرب وقيل من الجرب يبقى في البعير والدَّرْسُ الأكل الشديد ودَرَسَتِ المرأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً ودُرُوساً وهي دارِسٌ من نسوة دُرَّسٍ ودَوارِسَ حاضت وخص اللحياني به حيض الجارية التهذيب والدُّرُوس دُروسُ الجارية إِذا طَمِثَتْ وقال الأَسودُ بن يَعْفُر يصف جَواريَ حين أَدْرَكْنَ الَّلاتِ كالبَيْضِ لما تَعْدُ أَن دَرَسَتْ صُفْرُ الأَنامِلِ من نَقْفِ القَوارِيرِ ودَرَسَتِ الجارية تَدْرُسُ دُرُوساً وأَبو دِراسٍ فرج المرأَة وبعير لم يُدَرَّسْ أَي لم يركب والدِّرْواسُ الغليظ العُنُقِ من الناس والكلاب والدِّرْواسُ الأَسد الغليظ وهو العظيم أَيضاً والدِّرْواس العظيم الرأْس وقيل الشديد عن السيرافي وأَنشد له بِتْنا وباتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنا عند النَّدُولِ قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ يجوز أَن يكون واحداً من هذه الأَشياء وأَولاها بذلك الكلب لقوله قرانا نبح درواس لأَن النبح إِنما هو في الأَصل للكلاب التهذيب الدِّرْواسُ الكبير الرأْس من الكلاب والدِّرْباسُ بالباء الكلب العَقُور قال أَعْدَدْتُ دِرْواساً لِدِْرباسِ الحُمُتْ قال هذا كلب قد ضَرِيَ في زِقاقِ السَّمْن يأْكلها فأَعَدَّ له كلباً يقال له دِرْواسٌ وقال غيره الدِّراوِسُ من الإِبل الذلُلُ الغِلاظُ الأَعناق واحِدها دِرْواسٌ قال الفراء الدِّرواسُ العِظامُ من الإِبل قال ابن أَحمر لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها ودِراسُ أَعْوَصَ دَارِسٍ مُتَخَّدِّدِ قال ابن السكيت ظن أَن اليَرَنْدَجَ عَمَلٌ وإِنما اليَرَنْدَج جلود سود وقوله ودِراسُ أَعوصَ أَي لم تُدارِس الناسَ عَويص الكلام وقوله دارس متخدد أَي يَغْمُضُ أَحياناً فلا يرى ويروى متجدد بالجيم ومعناه أَي ما ظهر منه جديد وما لم يظهر دارس

( دربس ) الدِّرْباسُ الكلب العقور قال الشاعر أَعْدَدْتُ دِرْواساً لدِرْباسِ الحُمُتْ وقالوا الدُّرابِسُ الضخم الشديد من الإِبل ومن الرجال وأَنشد لو كنتَ أَمسيتَ طَليحاً ناعِسا لم تُلْفِ ذا راوِيَةٍ دُرابِسا وتَدَرْبَسَ أَي تقدَّم قال الشاعر إِذا القومُ قالوا مَنْ فَتًى لمُهِمَّةٍ ؟ تَدَرْبَسَ باقي الرَّيْقِ فَخْمُ المَناكِبِ

( دردبس ) الدَرْدَبِيسُ خَرَزَةٌ سوداءٌ كأَن سوادَها لونُ الكبد إِذا رفعتها واستَشْفَفْتَها رأَيتها تَشِفُّ مثل لون العنبة الحمراء تَتَجَبَّبُ بها المرأَة إِلى زوجها توجد في قُبور عادٍ قال الشاعر قَطَعْتُ القَيْدَ والخَرَزاتِ عَنِّي فَمَنْ لي من عِلاجٍ الدَّرْدَبيسِ ؟ قال اللحياني هي من الخرز التي يُؤَخِّذ بها النساءُ الرجالَ وأَنشد جَمَعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسَةٍ والدَّرْدَبِيسِ مُقابلاً في المِنْظَم قال وهن يقلن في تأْخيذهن إِياه أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيسِ تُدِرُّ العِرْقَ اليَبِيس قال تعني بالعرق اليبيس الذِّكَرَ التفسير له والدَّرْدَبيسُ الفَيْشَلة الليث الدَّرْدَبيسُ الشيخ الكبير الهِمُّ والعجوز أَيضاً يقال لها دَرْدَبيسٌ وأَنشد أُمُّ عِيالٍ فَخْمَةٌ تَعُوسُ قد دَرْدَبَتْ والشيخُ دَرْدبيسُ العَوْسُ هو الطَّوَفانُ بالليل ودَرْدَبَت خَضَعَتْ وذلت وشاهد العجوز قول الآخر جاءَتْكَ في شَوْذَرِها تَمِيسُ عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبيسُ أَحْسَنُ منها مَنْظَراً إِبليسُ لطعاء تَحاتَّتْ أَسنانها من الكبر والدَّرْدَبيسُ الداهية والدَّرْدِبيس الشيخ بكسر الدال قال وهكذا كتبه أَبو عمرو الإِياديُّ قال ابن بري شاهد الداهية قول جُرَيّ الكاهلي ولو جَرَّبْتَني في ذاكَ يوماً رَضِيتَ وقلتَ أَنتَ الدَّرْدَبيسُ

( دردقس ) الدُّرْداقِسُ عظم القَفا قيل فيه إِنه أَعجمي قال الأَصمعي أَحسبه رُوميّاً قال وهو طرف العظم الناتئ فوق القفا أَنشد أَبو زيد مَنْ زال عن قَصْدِ السبيل تَزايَلَتْ بالسيفِ هامَتُه عن الدُّرْقاسِ قال أَبو عبيدة الدُّرْداقِسُ عظم يفصل بين الرأْس والعنق كأَنه رومي قال محمد بن المكرم أَظن قافية البيت الدُّرْداقِسُ واللَّه أَعلم

( درطس ) إِدْرِيطُوسُ دواء رومي فأُعْرب

( درعس ) بعير دِرْعَوْسٌ غليظ شديد عن ابن الأَعرابي وسيأْتي ذكرها في الشين

( درفس ) بعير دِرَفْسٌ عظيم والدِّرَفْسُ الضخم والضخمة من الإِبل والدِّرَفْسةُ الكثيرة لحم الجنبين والبَضِيع والدِّرَفْسُ الناقة السهلةُ السير وجملٌ دِرَفْسٌ الأُمَوِيُّ الدِّرَفْسُ البعير الضخم العظيم وناقة دِرَفْسَة والدِّرَفْسُ الحرير وقال شمر الدِّرَفْسُ أَيضاً العَلَمُ الكبير وأَنشد قول ابن الرُّقَيَّاتِ تُكِنُّه خِرْقَةُ الدِّرَفْس من الش مسِ كَلَيْثٍ يُفَرِّجُ الأَجَما الصحاح الدِّرَفْسُ من الإِبل العظيم وناقةٌ دِرَفْسَةٌ قال العجاج دِرَفْسَةٌ أَو بازٍلٌ دِرَفْسُ والدُرْفاسُ مثله قال ابن برِّي صواب إِنشاده دِرَفْسَةٍ أَو بازِلٍ بالخفض وقبله كم قد حَسَرْنا من عَلاةٍ عَنْسِ كَبْداء كالقَوْسِ وأُخْرى جَلْسِ دِرَفْسَةٍ أَو بازِلٍ دِرَفْسِ حسرنا أَتعبنا والعَنْسُ الناقة الصُّلْبَةُ القوية والعَلاةُ سَندانُ الحَدَّادِ وكَبْداء ضَخْمَةُ الوسط خِلقة وجعلها كالقوس لأَنها قد ضَمُرَتْ واعْوَجَّتْ من السير والجَلْس الشديدة ويقال الجسيمةُ والدِّرَفْسَةُ الغليظة والبازل من الإِبل الذي له تسع سنين ودخل في العاشرة

( درمس ) دَرْمَسَ الشيءَ ستره

( درهس ) الدُّراهِسُ الشديد من الرجال

( دريس ) الدِّرْيَوْسُ الغَبيُّ من الرجال قال ولا أَحسبها عربية محضة

( دسس ) الدَّسُّ إِدخال الشيء من تحته دَسَّه يَدُسُّه دَسّاً فانْدَسَّ ودَسَّسَه ودَسَّاه الأَخيرة على البدل كراهية التضعيف وفي الحديث اسْتَجِيدوا الخالَ فإِن العِرْقَ دَسَّاسٌ أَي دَخَّال لأَنه يَنْزِعُ في خَفاءٍ ولُطْفٍ ودسَّه يَدُسُّه دَسّاً إِذا أَدخله في الشيءِ بقهر وقوَّة وفي التنزيل العزيز قد أَفْلَحَ من زَكَّاها وقد خابَ من دَسَّاها يقول أَفلح من جعل نفسه زكية مؤمنة وخابَ من دَسَّسَها في أَهل الخير وليس منهم وقيل دَسَّاها جعلها خسيسة قليلة بالعمل الخبيث قال ثعلب سأَلت ابن الأَعرابي عن تفسير قوله تعالى وقد خابَ من دَسَّاها فقال معناه من دسَّ نَفْسَه مع الصالحين وليس هو منهم قال وقال الفراء خابت نفس دَسَّاها اللَّه عز وجل ويقال قد خاب من دَسَّى نَفْسَه فأَخْمَلَها بترك الصدقة والطاعة قال ودَسَّاها من دَسَّسْتُ بُدِّلَتْ بعض سيناتها ياء كما يقال تَظَنَّيْتُ من الظَنِّ قال ويُرَى أَن دَسَّاها دَسَّسَها لأَن البخيل يُخْفي مَنْزِله وماله والسَّخِيُّ يُبْرِزُ منزله فينزل على الشَرَفِ من الأَرض لئلا يستتر عن الضيفان ومن أَراده ولكلٍّ وَجْهٌ الليث الدَّسُّ دَسُّك شيئاً تحت شيء وهو الإِخْفاءُ ودَسَسْتُ الشيء في التراب أَخفيته فيه ومنه قوله تعالى أَم يَدُسُّه في التراب أَي يدفنه قال الأَزهري أَراد اللَّه عز وجل بهذا الموءُودة التي كانوا يدفنونها وهي حية وذَكَّرَ فقال يَدُسُّه وهي أُنثى لأَنه رَدَّه على لفظة ما في قوله تعالى يَتَوارى من القوم من سُوءِ ما بُشِّرَ به فردَّه على اللفظ لا على المعنى ولو قال بها كان جائزاً والدَّسِيسُ إِخفاء المكرِ والدَّسيسُ من تَدُسُّه ليأْتيك بالأَخبار وقيل الدَّسِيسُ شبيه بالمُتَجَسِّس ويقال انْدَسَّ فلان إِلى فلان يأْتيه بالنمائم ابن الأَعرابي الدَّسِيسُ الصُّنانُ الذي لا يَقْلَعُه الدواء والدَّسِيسُ المَشْوِيُّ والدُّسُسُ الأَصِنَّةُ الدَّفِرَةُ الفائحة والدُّسُسُ المُراؤُون بأَعمالهم يدخلون مع القُرَّاء وليسوا قُرَّاءً ودَسَّ البعيرَ يَدُسُّه دَسّاً لم يبالغ في هَنْئه ودُسَّ البعيرُ وَرِمَتْ مَساعِرُه وهي أَرْفاغُه وآباطه الأَصمعي إِذا كان بالبعِير شيء خفيف من الجرب قيل به شيء من جَرَب في مِساعِرِه فإِذا طلي ذلك الموضع بالهِناءِ قيل دُسَّ فهو مَدْسُوس قال ذو الرمة تَبَيَّنَ بَرَّاقَ السَّراةِ كأَنه قَرِيعُ هِجانٍ دُسَّ منه المَساعِرُ قال ابن بري صواب إِنشاده فَنِيقُ هِجانٍ قال وأَما قريع هجان فقد جاء قبل هذا البيت بأَبيات وهو وقد لاحَ للسَّاري سُهَيْلٌ كأَنه قَرِيعُ هِجانٍ عارَضَ الشَّوْلَ جافرُ وقوله تَبَيَّنَ فيه ضمير يعود على ركب تقدم ذكرهم وبَرَّاق السَّراةٍ أَراد به الثور الوَحْشِيُّ والسَّراةُ الظهر والفَنِيقُ الفحلُ المُكْرَمُ والهِجانُ الإِبل الكرامُ ودُسَّ البَعِيرُ إِذا طُليَّ بالهِناء طَلْياً خفيفاً والمساعِرُ أُصول الآباط والأَفخاذ وإِنما شبه الثور بالفنيق المَهْنُوءِ في أُصول أَفخاذه لأَجل السواد الذي في قوائمه والجافر المنقطع عن الضِّرابِ والشَّوْل جمع شائلَةٍ التي شالَتْ بأَذنابها وأَتى عليها من نتَاجها سبعة أَشهر أَو ثمانية فَجَفَّ لَبَنُها وارتفع ضَرْعُها وعارَضَ الشَّوْلَ لم يَتْبَعْها ويقال للهِناء الذي يُطْلَى به أَرْفاغُ الإِبل الدَّسُّ أَيضاً ومنه المثل ليس الهِناءُ بالدَّسِّ المعنى أَن البعير إِذا جَرِبَ في مَساعِرِه لم يُقْتَصَرْ من هِنائِه على موضع الجَرَبِ ولكن يُعَمُّ بالهِناءِ جميعُ جلده لئلا يتعدّى الجَرَبُ موضِعَه فَيَجْرَبَ موضعٌ آخرُ يضرب مثلاً للرجل يَقْتصِرُ من قضاء حاجة صاحبه على ما يَتَبَلَّغ به ولا يبالغ فيها والدَّسَّاسَةُ حَيَّة صَمَّاء تَنْدَسُّ تحت التراب انْدِساساً أَي تَنْدَفِنُ وقيل هي شحمة الأَرض وهي الغَثِمَةُ أَيضاً قال الأَزهري والعرب تسميها الحُلُكَّى وبناتِ النَّقا تَغُوصُ في الرمل كما يغوص الحوت في الماء وبها يُشَبَّه بَنانُ العَذارَى ويقال بنات النَّقا وإِياها أَراد ذو الرمة بقوله بَناتُ النَّقَا تَخْفى مِراراً وتَظْهَرُ والدَّسَّاسُ حَيَّة أَحمر كأَنه الدم مُحَدَّدُ الطرفين لا يُدْرَى أَيهما رأْسه غليظُ الجِلْدة يأْخذ فيه الضَّرْبُ وليس بالضخم الغليظ قال وهو النَّكَّازُ قرأَه الأَزهري بخط شَمِر وقال ابن دريد هو ضَرْبٌ من الحيات فلم يُحَلِّه أَبو عمرو الدَّسَّاسُ من الحيات الذي لا يدرى أَيُّ طرفيه رأْسه وهو أَخبث الحيات يَنْدَسُّ في التراب فلا يظهر للشمس وهو على لون القُلْبِ من الذهب المُحَلَّى والدُّسَّة لعبة لصبيان الأَعراب

( دعس ) دَعَسَه بالرمح يَدْعَسُه دَعْساً طعنه والمِدْعَسُ الرمح يُدْعَسُ به وقيل المِدْعَسُ من الرماح الغليظُ الشديدُ الذي لا ينثني ورمح مِدْعَسٌ والمَداعِسُ الصُّمُّ من الرماح حكاه أَبو عبيد والدَعْسُ الطعن والمُداعَسَةُ المُطاعَنَةُ وفي الحديث فإِذا دَنا العدوُّ كانت المُداعَسَةُ بالرماح حتى تُقْصَدَ أَي تُكْسَر ورجل مِدْعَسٌ طَعَّانٌ قال لَتَجِدَنِّي بالأَميرِ بَرَّا وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرّا إِذا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرَّا وسنذكره في الصاد وهو الأَعرف قال سيبويه وكذلك الأُنثى بغير هاء ولا يجمع بالواو والنون لأَن الهاء لا تدخل مؤَنثة ورجل دِعِّيسٌ كمِدْعَسٍ ورجل مُداعِسٌ مُطاعِنٌ قال إِذا هابَ أَقوامٌ تَجَشَّمْتُ هَوْلَ ما يَهابُ حُمَيَّاهُ الأَلَدُّ المُداعِسُ ويروى تَقَحَّمْتُ غَمْرَةً يَهابُ وقد يكنى بالدَّعْسِ عن الجماع ودَعَسَ فلان جاريته دَعْساً إِذا نكحها والدَّعْسُ شدة الوطء ودَعَسَت الإِبل الطريقَ تَدْعَسُه دَعْساً وَطِئَتْه وَطْأً شديداً والدَّعْسُ الأَثَرُ وقيل هو الأَثر الحديثُ البَيِّنُ قال ابنُ مُقْبِلٍ ومَنْهَلٍ دَعْسُ آثارِ المَطِيِّ به تَلْقى المَحارِمَ عِرْنِيناً فَعِرْنِينا وطريق دَعْسٌ ومِدْعاسٌ ومَدْعُوسٌ دَعَسَتْه القوائمُ ووَطِئَتْه وكثرت فيه الآثارُ يقال رأَيت طريقاً دَعْساً أَي كثير الآثار والمَدْعُوسُ من الأَرضين الذي قد كثر به الناسُ ورعاه المالُ حتى أَفسده وكثرت فيه آثاره وأَبواله وهم يكرهونه إِلا أَن يجمعهم أَثَرُ سَحابة لا يجدون منها بُدّاً والمِدْعاسُ الطريق الذي لَيَّنَتْه المارَّةُ قال رؤْبة بن العجاج يصف حميراً وردت الماء في رَسْم آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعَقْ يَرِدْنَ تحتَ الأَثْلِ سَيَّاحَ الدَّسَقْ أَي مَمَرُّ هذه الحمير في رَسْم قد أَثرت فيه حوافرها والطريق الدُّعاقُ الذي كثر عليه المشي والسَّيَّاح الماء الذي يَسِيحُ على وجه الأَرض والدَّسَقُ البياض يريد به أَن الماء أَبيض ومُدَّعَسُ القوم مُخْتَبَزُهم ومُشْتَواهم في البادية وحيث توضَعُ المَلَّة وهومُفْتَعَلٌ من الدَّعْس وهو الحَشْوُ ودَعَسْتُ الوِعاء حَشَوْتُه قال أَبو ذؤَيب ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه بِجَرْداءَ يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها يقول رُبَّ مُخْتَبَزٍ جعلتُ فيه اللحم ثم استخرجته قبل أَن يَنْضَجَ للعَجَلَةِ والخوف لأَنه في سفر وفي التهذيب والمُدَّعَسُ مُخْتَبَزُ المَلِيلِ ومنه قول الهُذَلي ومدَّعس فيه الأَنيض اختفيته بجرداء مثل الوَكْفِ يَكْبُو غُرابُها أَي لا يثبت الغراب عليها لملاستها أَراد الصحراء وأَرض دَعْسَةٌ ومَدْعُوسَةٌ سهلة وأَدْعَسَه الحَرُّ قتله والمِدْعاسُ اسم فرس الأَقْرَعِ بن سُفْيان قال الفرزدق يُعَدِّي عُلالاتِ العَبايَةِ إِذْ دَنا له فارِسُ المِدْعاسِ غيرِ المُعَمَّرِ وفي النوادر رجل دَعُوسٌ وغَطُوسٌ وقَدُوسٌ ودَقُوسٌ كل ذلك في الاستقدام في الغَمَراتِ والحروب

( دعكس ) الدَّعْكَسَةُ لعب المَجُوسِ يَدُورُون قد أَخذ بعضهم بيد بعض كالرقصِ يسمونه الدَّسْتَبَنْدَ وقد دَعْكَسُوا وتَدَعْكَسَ بعضُهم على بعض وهم يُدَعْكِسُونَ قال الراجز طافوا به مُعْتَكِسِينَ نُكَّسا عَكْفَ المَجُوسُ يَلعَبُون الدَّعْكَسا

( دغس ) حَسَبٌ مُدَغْمَسٌ فاسد مَدخُول عن الهَجَري قال أَبو تراب سمعت شَبانَةَ يقول هذا الأَمر مُدَغْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً

( دفس ) ابن الأَعرابي أَدْفَسَ الرجلُ إِذا اسودَّ وجهه من غير علة قال الأَزهري لا أَحفظ هذا الحرف لغيره

( دفنس ) الدَّفْنِسُ بالكسر المرأة الحمقاء وأَنشد أَبو عمرو بنُ العَلاء للفِنْدِ الزِّمَّانيِّ ويروى لامرئ القيس بن عابس الكِنْديِّ أَيا تَمْلِكُ يا تَمْلِ ذَريني وذَري عَذْلي ذَرِيني وسِلاحي ثُمَّ شُدِّي الكفَّ بالعُزْلِ ونَبْلي وفُقاها ك عَراقِيب قَطاً طُحْلِ وقد أَخْتَلِسُ الضَّرْبَ ةَ لا يَدْمى لها نَصْلي كجَيْبِ الدِّفْنِس الوَرْها ءِ ريعَتْ وهي تَسْتَفْلي وقد أَخْتَلِسُ الطَّعْنَ ةَ تَنْفي سَنَنَ الرِّجْلِ تَمْلِكُ اسم امرأَة وتمل مرخم مثل يا حار يقول دعيني ودعي عَذْلَكِ لي على إِدامتي لُبْس السلاح للحرب ومقاومة الأَعداء والعُزْلُ جمع أَعْزَل وهو الذي لا سلاح معه يقول اصرفي همك إِلى من هو قاعد عن الحرب والرَّمِيَّةِ ولا تفارقيه وشُدِّي كَفَّك به وفُقاً جمع فُوقِ السهم وهو مقلوب من فُوَقٍ كما قال رؤبة كَسَّرَ من عَيْنَيْه تَقْويم الفُوَقْ الهاء في عينيه ضمير الصائد لأَنه إِذا نظر إِلى السهم أَبِهِ عِوَجٌ أَم لا كَسَرَ بَصَرَه عند نظره وقوله كعراقيب قَطاً طُحْلِ شبه أَفواقَ النَّبْلِ أَي الحُمْرَة التي تكون في الفُوقِ بعراقيب القطا والطُّحْلُ جمع أَطْحَل وطَحْلاء والطَّحَلُ لون يشبه الطِّحال شَبَّه بها رِيشَ السهم وقوله تَنْفي سَنَنَ الرجل أَي يخرج منها من الدم ما يمنع سَنَن الطريق وقيل الدِّفْنِسُ الرَّعْناءُ البَلْهاء وقال ابن دريد هي البلهاء فلم يزد على ذلك وأَنشد عَمِيمَةُ ضاحي الجِسمِ ليسَتْ بِغَثَّةٍ ولا دِفْنِسٍ يَطْبي الكِلابَ حِمارُها والدِّفْنِسُ والدِّفْناسُ الأَحمق وقيل الأَحمق البَذِيُّ والدِّفْناس البخيلُ وقيل المُنْدَفِقُ النَّوَّامُ وأَنشد ابن الأَعرابي إِذا الدِّعْرِمُ الدِّفْناسُ صَوَّى لِقاحَه فإِنَّ لنا ذَوداً ضِخامَ المَحالِبِ صَوَّى سَمَّنَ والدِّفْناسُ الراعي الكَسْلان الذي ينام ويترك الإِبل ترعى وحدها

( دفطس ) دَفْطَسَ ضَيَّعَ مالَه عن ابن الأَعرابي وأَنشد قد نامَ عنها جابرٌ ودَفْطَسا يَشْكو عُرُوقَ خُصْيَتَيْهِ والنِّسا قال أَبو العباس أَراه ذَفْطَسا قال وكذا أَحفظه بالذال قال ولكن لا نغيره وأُعَلِّمُ عليه

( دقس ) دَقَسَ في الأَرض دَقْساً ودُقُوساً ذهب فتَغَيَّب والدُّقْسَةُ دُوَيْبَّة صغيرة ودَقْيُوسُ اسم مَلِكٍ أَعجمية الليث الدقس ليس بعربي ولكن الملك الذي بنى المسجد على أَصحاب الكهف اسمه دَقْيُوسُ قال الأَزهري ورأَيت في نوادر الأَعراب ما أَدري أَين دَقَسَ ولا أَين دُقِسَ به ولا أَين طَهَسَ وطُهِسَ به أَي أَين ذهب وذُهب به

( دمقس ) : الدِّمَقْسُ و الدِّمْقاسُ و المِدَقْسُ : الإِبْرَيْسَم وقيل : القَزُّ وثوب مُدَمْقَسٌ وقالوا للإِبْرَيسَم : دَمَقْسٌ و دَقَمْسٌ وقال امرؤ القيس : وشَحْمٍ كهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ قال أَبو عبيد : الدِّمَقْسُ من الكَتَّانِ وقال : دِمَقْسٌ و مَدَقْسٌ مقلوب . غيره : الدِّمَقْسُ الدِّيباج ويقال : هو الحرير ويقال الإِبْرَيْسَم

( دكس ) الدُّكاسُ ما يَغْشَى الإِنسانَ من النعاسِ ويتراكب عليه وأَنشد ابن الأَعرابي كأَنه من الكَرَى الدُّكاسِ باتَ بِكأْسَيْ قَهْوَةٍ يُحاسِي والدَّاكِسُ لغة في الكادِسِ وهو ما يُتَطَيَّرُ به من العُطاسِ والقَعِيدُ ونحوهما دَكَسَ الشيءَ حَشَاه والدَّاكِسُ من الظِّباء القَعِيدُ والدَوْكَسُ العدد الكثير ومالٌ دَوْكَس كثير عن كراع وَنَعَممٌ دَوْكسٌ ودَيْكَسٌ أَي كثير والدَّوْكَسُ من أسماء الأَسد وهو الدَّوْسَكُ لغة وقال أَبو منصور لم أَسمع الدَّوْكسَ ولا الدَّوسَكَ في أَسماء الأَسد والعرب تقول نَعَمٌ دَوْكَسٌ وشاء دَوْكَسٌ إِذا كثرت وأَنشد بعضهم مَن اتَّقَى اللَّهَ فلمَّا يَيْئَسِ من عَكَرٍ دَثْرٍ وشاءٍ دَوْكَسِ والدِّيَكْسا والدُيَكْساءُ القِطعة العظيمة من الغنم والنَّعام يقال غنمٌ دِيَكْساء وغَبَرَةٌ دِيَكْساءُ عظيمة ودَيْكَسَ الرجلُ في بيته إِذا كان لا يَبْرُزُ لحاجة القوم يَكْمُنُ فيه ودَوْكَسٌ اسمٌ

( دلس ) الدَّلَسُ بالتحريك الظُّلْمَة وفلان لا يُدالِسُ ولا يُوالِسُ أَي لا يُخادِعُ ولا يَغْدُِرُ والمُدالَسَة المُخادَعَة وفلان لا يُدالِسُك ولا يخادِعُك ولا يُخْفِي عليك الشيء فكأَنه يأْتيك به في الظلام وقد دَالَسَ مُدالَسَةٍ ودِلاساً ودَلَّسَ في البيع وفي كل شيء إِذا لم يبين عيبه وهو من الظُّلمة والتَّدْلِيسُ في البيع كِتْمانُ عيب السِّلْعَة عن المشتري قال الأَزهري ومن هذا أُخذ التدليس في الإِسناد وهو أَن يحدِّث المحدِّثُ عن الشيخ الأَكبر وقد كان رآه إِلا أَنه سَمِعَ ما أَسنده إِليه من غيره من دونه وقد فعل ذلك جماعة من الثقات والدُّلْسَةُ الظُّلْمة وسمعت أَعرابيّاً يقول لامرئٍ قُرِفَ بسوء فيه ما لي فيه وَلْسٌ ولا دَلْسٌ أَي ما لي فيه خيانة ولا خديعة ويقال دَلَّسَ لي سِلْعَةَ سَوْءٍ وانْدَلَسَ الشيُ إِذا خَفِيَ ودَلَّسْتُه فَتَدَلَّسَ وتَدَلَّسْتُه أَي لا تشعر به والدَّوْلَسِيُّ الذَّرِيعِةُ المُدَلَّسَةُ ومنه حديث ابن المسيَّب رحم اللَّه عُمَرَ لو لم يَنْهَ عن المتعة لاتخذها الناسُ دَوْلَسِيّاً أَي ذريعةً إِلى الزنا مُدَلّسةً والواو فيه زائدة والتَدْليسُ إِخفاء العيب والأَدْلاسُ بقايا النَّبْتِ والبقلِ واحدها دَلَسٌ وقد أَدْلَسَتِ الأَرضُ وأَنشد بَدَّلْتَنا من قَهْوَسٍ قِنْعاسا ذا صَهَواتٍ يَرْتَعُ الأَدْلاسا ويقال إِن الأَدْلاسَ من الرِّبَبِ وهو ضرب من النبت وقد تَدلّسَ إِذا وقع بالأَدلاسِ ابن سيده وأَدْلاسُ الأَرضِ بقايا عُشْبِها ودَلَّسَتِ الإِبلُ اتَّبَعَت الأَدْلاسَ وأَدْلَسَ النَّصِيُّ ظهر واخضرّ وأَدْلَسَتِ الأَرضُ أَصاب المالُ منها شيئاً والدَّلَسُ أَرض أَنبتت بعدما أُكِلَتْ وقال لو كان بالوادي يُصِبْنَ دَلَسا من الأَفاني والنَّصِيِّ أَمْلَسا وباقِلاً يَخْرُطْنَه قد أَوْرَسا والدَّلَسُ النبات الذي يُورِقُ في آخر الصيف وأَنْدُلُسُ جزيرة
( * قوله « وأندلس جزيرة إلخ » ضبطها شارح القاموس بضم الهمزة والدال واللام وياقوت بفتح الهمزة وضم الدال وفتحها وضم اللام ليس إلا ) معروفة وزنها أَنْفُعُلُ وإِن كان هذا مما لا نذير له وذلك أَن النون لا محالة زائدة لأَنه ليس في ذوات الخمسة شيء على فَعْلُلُلٍ فتكون النون فيه أَصلاً لوقوعها مع العين وإِذا ثبت أَن النون زائدة فقد بَرَدَ في أَنْدلس ثلاثة أَحرف أُصول وهي الدال واللام والسين وفي أَوّل الكلام همزة ومتى وقع ذلك حكمت بكون الهمزة زائدة ولا تكون النون أَصلاً والهمزة زائدة لأَن ذوات الأَربعة لا تلحقها الزائد من أَوائلها إِلا في الأَسماء الجارية على أَفعالها نحو مدحرج وبابه فقد وجب إِذاً أَن الهمزة والنون زائدتان وأَن الكلمة بها على وزن أَنفعل وإِن كان هذا مثالاً لا نظير له

( دلعس ) البَلْعَسُ والدَّلْعَسُ والدَّلْعَكُ كل هذا الضخمة من النُّوق مع استرخاء فيها ابن سيده الدِّلْعَوْسُ المرأَةُ الجَرِيئة بالليل الدائبة الدُّلْجَةِ وكذلك الناقة وجمَل دِلْعَوْسٌ ودُلاعِسٌ إِذا كان ذَلُولاً الأَزهري الدِّلْعَوْسُ المرأَة الجريئة على أَمرها العَصِيَّةُ لأَهلها قال والدِّلْعَوْسُ الناقة النَّشِزَةُ الجريئة بالليل

( دلمس ) دَلْمَسٌ اسم وليل دُلامِسٌ مظلم وقد ادْلَمَّسَ الليلُ إِذا اشتدّت ظلمته وهو ليل مُدْلَمِّسٌ

( دلهمس ) الدَّلَهْمَسُ الجريء الماضي على الليل وهو من أَسماء الأَسد والشجاع قال أَبو عبيد سمي الأَسد بذلك لقوّته وجراءته ولم يُفْصِح عن صحيح اشتقاقه قال الشاعر وأَسدٌ في غِيلِه دَلَهْمَسُ أَبو عبيد الدَّلَهْمَسُ الأَسد الذي لا يهوله شيء ليلاً ولا نهار وليل دَلَهْمَسٌ شديد الظلمة قال الكميت إِليكَ في الحِنْدِسِ الدَّلَهْمَسَةِ ال طَّامِسِ مثلَ الكواكبِ الثُقُبِ

( دمس ) دَمَس الظلامُ وأَدْمَسَ وليلٌ دامسٌ إِذا اشتدّ وأَظلم وقد دَمَسَ الليل يَدْمِسُ ويَدْمُسُ دَمْساً ودُمُوساً وأَدْمَسَ أَظلم وقيل اختلط ظلامه وفي كلام مسيلمة والليل الدَّامِس هو الشديد الظلمة ودَمَسَه يَدْمُسُه ويَدْمِسُه دَمْساً دفنه ودَمَّسَ الخَمْرَ أَغلق عليها دَنَّها قال إِذا ذُقْتَ فاها قلتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ أُريدَ به قَيْلٌ فَغُودِرَ في سأْبِ والتدميس إِخفاء الشيء تحت الشيء ويقال بالتخفيف أَبو زيد المُدَمَّسُ المَخْبوء ودَمَسْتُ الشيء دفنته وخَبَأْته وكذلك التَّدْمِيسُ ودَمَّسَ الشيءَ أَخفاه ودَمَسَ عليه الخبرَ دَمْساً كَتَمَه البتة والدِّماسُ كل ما غَطَّاك أَبو عمرو دَمَسْت الشيء غطيته والدَّمَسُ ما غُطِّي وأَنشد للكميت بلا دَمَسٍ أَمرَ القَريبِ ولا غَمْلِ أَبو زيد يقال أَتاني حيث وَارى دَمَسٌ دَمْساً وحيث وارى رُؤْيٌ رُؤْياً والمعنى واحد وذلك حين يُظْلِمُ أَوَّلُ الليل شيئاً ومثله أَتاني حين تقول أَخوك أَم الذئب وروى أَبو تراب لأَبي مالك المُدَّمَّسُ والمُدَنَّسُ بمعنى واحد وقد دَنَّسَ ودَمَّسَ والدِّماسُ كساء يطرح على الزِّقِّ ودَمَسَ المرأَة دَمْساً نكحها كَدَسَمها عن كراع والدِّيماس والدَّيْماسُ الحَمَّامُ وفي الحديث في صفة الدجال كأَنما خَرَجَ من ديماس قال بعضهم الدِّيماسُ الكِنُّ أَراد أَنه كان مُخَدَّراً لم يَرَ شمساً ولا ريحاً وقيل هو السَّرَبُ المظلم وقد جاءَ في الحديث مفسراً أَنه الحَمَّام والدِّيْماسُ السَّرَب ومنه يقال دَمَسْتُه أَي قَبَرْتُه أَبو زيد دَمَسْته في الأَرض دَمْساً إِذا دفنته حيّاً كان أَو مَيِّتاً وكان لبعض الملوك حبس سماه دَيْماساً لظلمته والدِّيماسُ سجن الحجاج بن يوسف سمي به على التشبيه فإِن فتحتَ الدال جمع على دَياميسَ مثل شيطان وشياطين وإِن كسرتها جمعت على دَماميس مثل قِيْراطٍ وقَراريطَ وسمي بذلك لظلمته وفي حديث المسيح أَنه سَبْطُ الشَّعرِ كثيرُ خِيلان الوجه كأَنه خَرَجَ من دِيماس يعني في نَضْرَتِه وكثرة ماء وجهه كأَنه خرج من كِنٍّ لأَنه قال في وصفه كأَنَّ رأْسَه يَقْطُرُ ماءً والمُدَمِّسُ والمُدَمَّسُ السجن ويقال جاء فلان بأُمور دُمْسٍ أَي عِظام كأَنه جمعُ دامِسٍ مثل بازِلٍ وبُزْلٍ والدُّودَمِسُ الحيةُ وقيل ضرب من الحيات مُحْرَنْفِشُ الغَلاصِمِ يقال ينفخ نَفخاً فيُحْرِقُ ما أَصابه والجمع دَوْدَمِساتٌ ودَوامِيسُ وقال أَبو مالك المُدَمَّسُ الذي عليه وَضَرُ العَسَل وقال أَبو عمرو دَمَسَ الموضعُ ودَسَمَ وسَمَدَ إِذا دَرَسَ

( دمحس ) الدُّماحِسُ السيءُ الخُلُق والدُّماحِسُ مثل الدُّحْمُس وقد تقدم ذكره والدُّحْسُمُ والدُّماحِس الغليظان

( دمقس ) : الدِّمَقْسُ و الدِّمْقاسُ و المِدَقْسُ : الإِبْرَيْسَم وقيل : القَزُّ وثوب مُدَمْقَسٌ وقالوا للإِبْرَيسَم : دَمَقْسٌ و دَقَمْسٌ وقال امرؤ القيس : وشَحْمٍ كهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ قال أَبو عبيد : الدِّمَقْسُ من الكَتَّانِ وقال : دِمَقْسٌ و مَدَقْسٌ مقلوب . غيره : الدِّمَقْسُ الدِّيباج ويقال : هو الحرير ويقال الإِبْرَيْسَم

( دنس ) الدَّنَسُ في الثياب لَطْخُ الوسخ ونحوه حتى في الأَخلاق والجمع أَدْناسٌ وقد دَنِسَ يَدْنَسُ دَنَساً فهو دَنِسٌ تَوَسَّخَ وتَدَنَّسَ اتَّسَخ ودَنَّسَه غيره تَدْنِيساً وفي حديث الإِيمان كأَن ثيابه لم يَمَسَّها دَنَسٌ الدَّنَسُ الوَسَخُ ورجل دَنِسُ المروءَةِ والاسم الدَّنَسُ ودَنَّسَ الرجلُ عِرْضَه إِذا فعل ما يَشِينُه

( دنخس ) الدَّنْخَسُ الجسيم الشديد اللحم

( دنفس ) الدُّنافِسُ السيء الخُلُقِ

( دنقس ) الدَّنْقَسَةُ تَطَأْطؤُ الرأْس وأَنشد إِذا رآني من بَعِيدٍ دَنْقسا والدَّنْقَسَةُ خَفْضُ البَصَر ذُلاًّ ودَنْقَسَ نظر وكَسَرَ عينيه وأَنشد يُدَنْقِسُ العينَ إِذا ما نَظَرا أَبو عبيد في باب العين دَنْقَسَ الرجلُ دَنْقَسَةً وطَرْفَشَ طَرْفَشَةً إِذا نظر فكسر عينيه قال شمر إِنما هو دَنْفَشَ بالفاء والشين وروى سَلَمة عن الفراء الدَّنْفَشَةُ الفساد رواه في حروف شينية مثل الدَّهْفَشَة والعَكْبَشَة والكَيْبَشَة والحَنبَشة ورواه بالقاف ورواه غير الفراء دَنْقَسَةً بالسين المهملة ودَنْقَسَ بين القوم أَفسد بالسين والشين جميعاً الأُمَوِيُّ المُدَنْقِس المفسدُ قال أَبو بكر ورأَيته في نسخة دَنْفَشْتُ بينهم أَفسدت والمُدَنْفِشُ المفسد قال الأَزهري والصواب عندي بالقاف والشين

( دهس ) الليث الدُّهْسَةُ لون كلون الرمال وأَلوان المعْزى قال العجاج مُواصِلاً قُفّاً بلَوْنٍ أَدْهَسا
( * قوله « بلون » في الصحاح ورملاً )
ابن سيده الدُّهْسَةُ لون يعلوه أَدنى سواد يكون في الرمال والمَعَزِ ورَمْل أَدْهَسُ بَيِّنُ الدَّهَسِ والدَّهَاسُ من الرمل ما كان كذلك لا يُنبت شجراً وتغيب فيه القوائم وأَنشد وفي الدَّهَاسِ مِضْبَرٌ قوائِمُ وقيل هو كل لَيِّنٍ سَهْلٍ لا يبلغ أَن يكون رملاً وليس بتراب ولا طين قال ذو الرمة جاءت من البِيضِ زُعْراً لا لِباسَ لها إِلا الدَّهاسُ وأُمُّ بَرَّةٌ وأَبُ وهي الدَّهْسُ الأَصمعي الدَّهاسُ كل لَيِّنٍ جدّاً وقيل الدَّهْسُ الأَرض السَّهْلة يثقل فيها المشي وقيل هي الأَرض التي لا يغلب عليها لونُ الأَرض ولا لونُ النبات وذلك في أَول نباتها والجمع أَدْهاسٌ وقد ادْهاسَّتِ الأَرضُ وأَدْهَسَ القومُ ساروا في الدَّهْسِ كما يقال أَوْ عَثُوا ساروا في الوَعْث أَبو زيد من المِعْزَى الصَّدْآء وهي السَّوْداء المُشْرَبَة حُمْرَةً والدَّهْساء أَقل منها حُمْرَةً والدَّهْساء من الضأْن التي على لون الدَّهْسِ والدَّهْساءُ من المَعَزِ كالصَّدْآء إِلا أَنها أَقل منها حُمْرة وقال المُعَلَّى بن جَمال العَبْدي وجاءتْ خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفايا يَصُورُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ والخِلْعَةُ خيار المال ويَصُورُ يُمِيلُ ويروى يَصُوعُ أَي يُفَرّقُ وعُنُوق جمع عَناقٍ والدَّهْسُ والدَّهاسُ مثل اللَّبْثِ واللَّباثِ المكانُ السهل اللين لا يبلغ أَن يكون رملاً وليس هو بتراب ولا طين ورمالٌ دُهْسٌ وفي الحديث أَقْبَلَ من الحُدَيْبية فنزل دَهاساً من الأَرض ومنه حديث دُرَيْد بنِ الصِّمَّة لا حَزْنٌ ضَرِسٌ ولا سَهْلٌ دَهِسٌ ورجل دَعاسُ الخُلُقِ أَي سهل الخلُق دَمِسُه وما في خُلُقِه دَهاسَةٌ

( دهرس ) الدّهارِيسُ الدواهي قال المُخَبَّلُ فإِن أَبْل لاقَيْت الدَّهارِيس منهما فقد أَفْنَيا النُّعْمانَ قَبْلُ وتُبَّعا واحدها دِهْرِسٌ ودُهْرُسٌ قال ابن سيده فلا أَدري لم ثبتت الياء في الدَّهاريس ابن الأَعرابي الدَّراهِيسُ أَيضاً والدَّهْرَسُ الخِفَّةُ وناقة ذات دَهْرَسٍ أَي ذات خفة ونشاط وأَنشد ذات أَزابِيٍّ وذات دَهْرَسِ وأَنشد الليث حَجَّتْ إِلى النَخْلَةِ القُصْوى فقلتُ لها حَجْرٌ حَرامٌ أَلا تِلْكَ الدَّهارِيس
( * قوله « وأَنشد الليث أَي لجرير وقوله حجت يروى حنت وقوله حجر يروى بسل وكل صحيح والحجر والبسل كالمنع وزناً ومعنى )
والدِّهْرِسُ والدُّهْرُسُ جميعاً الداهية كالدَّهْرَس وهي الدهارس أَنشد يعقوب مَعِي ابْنا صَرِيمٍ جازِعانِ كلاهُما وعَرْزَةُ لولاه لَقِينا الدَّهارِسا

( دهمس ) التهذيب قال أَبو تراب سمعت شَبانَةَ يقول هذا الأَمر مُدَغْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً

( دوس ) داسَ السيفَ صَقَلَه والمِدْوَسَةُ خَشَبة عليها سِنٌّ يُداسُ بها السيف والمِدْوَسُ المِصقَلَةُ قال الشاعر وأَبْيَضَ كالغَدِيرِ ثَوَى عليه قُيُونٌ بالمَدَارِسِ نِصْفُ شَهْرِ والمِدْوَسُ خشبة يُشَدُّ عليها مِسَنٌّ يَدُوسُ بها الصَّيْقَلُ السيفَ حتى يَجْلُوه وجمعه مَداوِسُ ومنه قوله وكأَنما هو مِدْوَسٌ مُتَقَلِّبٌ في الكفِّ إِلا أَنه هو أَضْلَعُ وداسَ الرجلُ جاريته إِذا علاها وبالغ في جماعها وداسَ الشيء برجله يَدُوسُه دَوْساً ودِياساً وَطِئَه والدَّوْسُ الدِّياسُ والبقر التي تَدُوسُ الكُدْسَ هي الدَّوائِس وداسَ الطعامَ يَدُوسُه دِياساً فانْداسَ هو والموضع مَداسَةٌ وداسَ الناسُ الحَبَّ وأَداسُوه دَرَسُوه عن أَبي حنيفة وفي حديث أُمِّ زَرْعْ ودائس ومنَقٍّ الدائس الذي يَدُوسُ الطعامَ ويَدُقُّه ليُخْرجَ الحَبَّ منه وهو الدِّياسُ وقلبت الواو ياء لكسرة الدال والدَّوائِس البقر العوامل في الدَوْس يقال قد أَلْقَوا الدَّوائِسَ في بَيْدَرهم والدَّوْسُ شدة وَطْءِ الشيء بالأَقدام وقولهم الدّوابّ حتى يَتَفَتَّت كما يتفتت قَصَبُ السَّنابل فيصير تبناً ومن هذا يقال طريق مَدُوسٌ وقولهم أَتتهم الخيلُ دَوائِسَ أَي يَتْبَعُ بعضهم بعضاً والمِدْوَسُ الذي يُداسُ به الكُدْسُ يُجرُّ عليه جَرًّا والخيل تَدُوسُ القَتْلَى بحوافرها إِذا وطئتهم وأَنشد فداسُوهُمُ دَوْسَ الحَصِيدِ فأَهْمَدُوا أَبو زيد يقال فلانٌ دِيسٌ من الدِّيَسَةِ أَي شجاع شديد يَدُوسُ كلَّ من نازله وأَصله دِوْسٌ على فِعْلٍ فقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها كما قالوا رِيحٌ وأَصله رِوْحٌ ويقال نزل العدوُّ ببني فلان في الخيل فجاسَهُم وحاسَهُم وداسَهم إِذا قتلهم وتخلل ديارهم وعاث فيهم ودياسُ الكُدْسِ ودِراسُه واحد وقال أَبو بكر في قولهم قد أَخذنا في الدّوْسِ قال الأَصمعي الدّوْسُ تسوية الحديقة وترتيبها مأْخوذ من دِيَاسِ السيف وهو صَقْلُه وجِلاؤُه قال الشاعر صافي الحَدِيدَةِ قد أَضرَّ بصَقْلِه طُولُ الدِّياسِ وبَطْنُ طَيْرِ جائِعِ ويقال للحَجَر الذي يُجْلَى به السيفُ مِدْوَسٌ ابن الأَعرابي الدَّوْسُ الذُّلُّ والدُّوْسُ الصَّقْلة ودَوْسٌ قبيلة من الأَزْدِ منها أَبو هريرة الدَّوْسِي رحمة اللَّه عليه

( دودمس ) الدُّودَمِسُ حَيَّة تنفخ فتُحْرِق

( رأس ) رَأْسُ كلّ شيء أَعلاه والجمع في القلة أَرْؤُسٌ وآراسٌ على القلب ورُؤوس في الكثير ولم يقلبوا هذه ورؤْسٌ الأَخيرة على الحذف قال امرؤ القيس فيوماً إِلى أَهلي ويوماً إِليكمُ ويوماً أَحُطُّ الخَيْلَ من رُؤْسِ أَجْبالِ وقال ابن جني قال بعض عُقَبْل القافية رأْس البيت وقوله رؤسُ كَبِيرَيْهِنَّ يَنْتَطِحان أَراد بالرؤس الرأْسين فجعل كل جزء منها رأْساً ثم قال ينتطحان فراجع المعنى ورأْسَه يَرْأَسَه رَأْساً أَصاب رَأْسَه ورُئِسَ رَأْساً شكا رأْسه ورَأَسْتُه فهو مرؤوسٌ ورئيس إِذا أَصبت رأْسه وقول لبيد كأَنَّ سَحِيلَه شَكْوَى رَئيسٍ يُحاذِرُ من سَرايا واغْتِيالِ يقال الرئيس ههنا الذي شُدَّ رأْسه ورجل مرؤوس أَصابه البِرْسامُ التهذيب ورجل رئيسٌ ومَرْؤُوسٌ وهو الذي رَأْسَه السِّرْسامُ فأَصاب رأْسه وقوله في الحديث إِنه صلى اللَّه عليه وسلم كان يصيب من الرأْس وهو صائم قال هذا كتابه عن القُبْلة وارْتَأَسَ الشيءَ رَكب رأْسه وقوله أَنشده ثعلب ويُعْطِي الفَتَى في العَقْلِ أَشْطارَ مالِه وفي الحَرْب يَرْتاسُ السِّنانَ فَيَقْتُل أَراد يرتئس فحذف الهمزة تخفيفاً بدليّاً الفراء المُرائِسُ والرَّؤوسُ من الإِبل الذي لم يَبْقَ له طِرْقٌ إِلا في رأْسه وفي نوادر الأَعراب ارْتَأَسَني فلان واكْتَسَأَني أَي شَغَلَني وأَصله أَخذ بالرَّقَبة وخفضها إِلى الأَرض ومثله ارْتَكَسَني واعْتَكَسني وفحل أَرْأَسُ وهو الضَّخْمُ الرأْس والرُّؤاسُ والرُّؤاسِيُّ والأَرْأَسُ العظيم الرأْس والأُنثى رَأْساءُ وشاة رأْساءُ مُسْوَدَّة الرأْس قال أَبو عبيد إِذا اسْوَدَّ رأْس الشاة فهي رأْساء فإِن ابيض رأْسها من بين جسدها فهي رَخْماء ومُخَمَّرَةٌ الجوهري نعجة رأْساء أَي سوداء الرأْس والوجه وسائرها أَبيض غيره شاة أَرْأَسُ ولا تقل رؤاسِيٌّ عن ابن السكيت وشاة رَئِيسٌ مُصابة الرأْس والجمع رَآسَى بوزن رَعاسَى مثل حَباجَى ورَماثَى ورجل رَأْآسٌ بوزن رَعَّاسٍ يبيع الرؤوس والعامة تقول رَوَّاسٌ والرَّائِسُ رأْسُ الوادي وكل مُشْرِفٍ رائِسٌ ورَأَسَ السَّيْلُ الغُثَاءَ جَمَعَه قال ذو الرمة خَناطيلُ يَسْتَقرِبْنَ كلَّ قَرارَةٍ ومَرْتٍ نَفَتْ عنها الغُثاءَ الرَّوائِسُ وبعض العرب يقول إِن السيل يَرْأَسُ الغثاء وهو جمعه إِياه ثم يحتمله والرَّأْسُ القوم إِذا كثروا وعَزُّوا قال عمرو بن كلثوم بِرَأْسٍ من بني جُشَمِ بنِ بَكْرٍ نَدُقُّ به السُّهُولَةَ والخُزونا قال الجوهري وأَنا أَرى أَنه أَراد الرَّئيسَ لأَنه قال ندق به ولم يقل ندق بهم ويقال للقوم إِذا كثروا وعَزُّوا هم رَأْسٌ ورَأَسَ القومَ يَرْأَسُهم بالفتح رَآسَةً وهو رئيسهم رَأَسَ عليهم فَرَأَسَهم وفَضَلهم ورَأَسَ عليهم كأَمَر عليهم وتَرَأَّسَ عليهم كَتَأَمَّرَ ورَأَّسُوه على أَنفسهم كأَمَّروه ورَأَسْتُه أَنا عليهم تَرْئِيساً فَتَرَأَّسَ هو وارْتَأَسَ عليهم قال الأَزهري ورَوَّسُوه على أَنفسهم قال وهكذا رأَيته في كتاب الليث وقال والقياس رَأَّسوه لا رَوَّسُوه ابن السكيت يقال قد تَرَأَّسْتُ على القوم وقد رَأَّسْتُك عليهم وهو رَئيسُهم وهم الرُّؤَساء والعامَّة تقول رُيَساء والرَّئِيس سَيِّدُ القوم والجمع رُؤَساء وهو الرَّأْسُ أَيضاً ويقال رَيِّسٌ مثل قَيِّم بمعنى رَئيس قال الشاعر تَلْقَ الأَمانَ على حِياضِ محمدٍ تَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ لا ذي تَخافُ ولا لِهذا جُرْأَة تُهْدى الرَّعِيَّةُ ما اسْتَقامَ الرَّيِّسُ قال ابن بري الشعر للكميت يمدح محمد بن سليمان الهاشمي والثَّوْلاء النعجة التي بها ثَوَلٌ والمُخْرِفَةُ التي لها خروف يتبعها وقوله لا ذي إِشارة إِلى الثولاء ولا لهذا إِشارة إِلى الذئب أَي ليس له جُرأَة على أَكلها مع شدة جوعه ضرب ذلك مثلاً لعدله وإِنصافه وإِخافته الظالم ونصرته المظلوم حتى إِنه ليشرب الذئب والشاة من ماء واحد وقوله تهدى الرعية ما استقام الريس أَي إِذا استقام رئيسهم المدبر لأُمورهم صلحت أَحوالهم باقتدائهم به قال ابن الأَعرابي رَأَسَ الرجلُ يَرْأَسُ رَآسَة إِذا زاحم عليها وأَراجها قال وكان يقال إِن الرِّياسَة تنزل من السماء فيُعَصَبُ بها رأْسُ من لا يطلبها وفلان رأَسُ القوم ورَئيس القوم وفي حديث القيامة أَلم أَذَرْكَ تَرْأَسُ وتَرْبَعُ ؟ رَأَسَ القومَ صار رئيسَهم ومُقَدَّمَهم ومنه الحديث رَأْس الكفر من قِبَلِ المشرق ويكون إِشارة إِلى الدجال أَو غيره من رؤَساء الضلال الخارجين بالمشرق ورَئيسُ الكلاب ورائِسها كبيرها الذي لا تَتَقَدَّمُه في القَنَص تقول رائس الكلاب مثلُ راعِسٍ أَي هو في الكلاب بمنزلة الرئيس في القوم وكلبة رائِسَة تأْخذ الصيد برأْسه وكلبة رَؤوس وهي التي تُساوِرُ رأْسَ الصيد ورائس النهر والوادي أَعلاه مثل رائس الكلاب ورَوائس الوادي أَعاليه وسحابة مُرائس ورائِس مُتَقَدِّمَة السحاب التهذيب سحابة رائِسَةٌ وهي التي تَقَدَّمُ السحابَ وهي الرَّوائِس ويقال أَعطني رَأْساً من ثُومٍ والضَّبُّ ربما رَأَسَ الأَفْعَى وربما ذَنَبها وذلك أَن الأَفعى تأْتي جُحْرَ الضب فتَحْرِشُه فيخرج أَحياناً برأْسه مُسْتَقْبِلها فيقال خَرَجَ مُرَئِّساً وربما احْتَرَشَه الرجل فيجعل عُوداً في فم جَحْره فيَحْسَبُه أَفْعَى فيخرج مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً قال ابن سيده خرج الضَّبُّ مُرائِساً اسْتَبَقَ برأْسه من جحره وربما ذَنَّبَ ووَلَدَتْ وَلَها على رَأْسٍ واحدٍ عن ابن الأَعرابي أَي بعضُهم في إِثر بعض وكذلك ولدت ثلاثة أَولاد رأْساَ على رأْس أَي واحداً في إِثر آخر ورَأْسُ عَينٍ ورأْسُ العين كلاهما موضع قال المُخَبَّلُ يهجو الزِّبْرِقان حين زَوّجَ هَزَّالاً أُخته خُلَيْدَةَ وأَنكحتَ هَزَّالا خُلَيْدَةَ بعدما زَعَمْتَ برأْسِ العين أَنك قاتٍلُهْ وأَنكَحْتَه رَهْواً كأَنَّ عِجانَها مَشَقُّ إِهابٍ أَوسَعَ الشَّقَّ ناجِلُهْ وكان هَزَّال قتل ابن مَيَّة في جوار الزبرقان وارتحل إِلى رأْس العين فحلف الزبرقان ليقتلنه ثم إِنه بعد ذلك زوّجه أُخته فقالت امرأَة المقتول تهجو الزبرقان تَحَلَّلَ خِزْيَها عَوْفُ بن كعبٍ فليس لخُلْفِهامنه اعْتِذارُ برأْسِ العينِ قاتِلُ من أَجَرْتُمْ من الخابُورِ مَرْتَعُه السَّرارُ وأَنشد أَبو عبيدة في يوم رأْس العين لسُحَيْم بنْ وثَيْلٍ الرِّياحِيِّ وهم قََتَلوا عَمِيدَ بني فِراسٍ برأْسِ العينِ في الحُجُج الخَوالي ويروى أَن المخبل خرج في بعض أَسفاره فنزل على بيت خليدة امرأَة هزال فأَضافته وأَكرمته وزَوَّدَتْه فلما عزم على الرحيل قال أَخبريني باسمك فقالت اسمي رَهْوٌ فقال بئس الاسم الذي سميت به فمن سماك به ؟ قالت له أَنت فقال واأَسفاه واندماه ثم قال لقد ضَلَّ حِلْمِي في خُلَيْدَةَ ضَلَّةً سَأُعْتِبُ قَوْمي بعدها وأَتُوبُ وأَشْهَدُ والمُسْتَغْفَرُ اللَّهُ أَنَّني كَذَبْتُ عليها والهِجاءُ كَذُوبُ الجوهري قَدِمَ فلان من رأْس عين وهوموضع والعامَّة تقول من رأْس العين قال ابن بري قال علي بن حمزة إِنما يقال جاء فلان من رأْس عين إِذا كانت عيناً من العيون نكرة فأَما رأْس عين هذه التي في الجزيرة فلا يقال فيها إِلا رأْس العين ورائِسٌ جبل في البحر وقول أُمية بن أَبي عائذ الهُذَلّي وفي غَمْرَةِ الآلِ خِلْتُ الصُّوى عُرُوكاً على رائِسٍ يَقْسِمونا قيل عنى هذا الجبل ورائِسٌ ورَئيسُ منهم وأَنت على رأْسِ أَمْرِكَ ورئاسهِ أَي على شَرَفٍ منه قال الجوهري قولهم أَنت على رِئاسِ أَمرك أَي أَوله والعامة تقول على رأْسِ أَمرك ورِئاسُ السيف مَقْبِضُه وقيل قائمه كأَنه أُخِذَ من الرأْسِ رِئاسٌ قال ابن مقبل وليلةٍ قد جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَها بصُدْرَةِ العَنْسِ حتى تَعْرِفَ السَّدَفا ثم اضْطَغَنْتُ سِلاحي عند مَغْرِضِها ومِرْفَقٍ كَرِئاسِ السيف إِذ سَشَفَا وهذا البيت الثاني أَنشده الجوهري إِذا اضطغنت سلاحي قال ابن بري والصواب ثم اضطغنت سلاحي والعنْسُ الناقة القوية وصُدْرَتُها ما أَشرف من أَعلى صدرها والسِّدَفُ ههنا الضوء واضْطَغَنْتُ سلاحي جعلته تحت حِضْني والحِضنُ ما دون الإِبطِ إِلى الكَشْحِ ويروى ثم احْتَضَنْتُ والمَغْرِضُ للبعير كالمَحْزِم من الفرس وهو جانب البطن من أَسفل الأَضلاع التي هي موضع الغُرْضَة والغُرْضَة للرحْل بمنزلة الحزام للسرج وشَسَفَ أَي ضَمَرَ يعني المِرْفَق وقال شمر لم أَسمع رِئاساَ إِلا ههنا قال ابن سيده ووجدناه في المُصَنَّف كرياس السيف غير مهموز قال فلا أَدري هل هو تخفيف أَم الكلمة من الياء وقولهم رُمِيَ فلان منه في الرأْس أَي أَعرض عنه ولم يرفع به رأْساً واستثقله تقول رُمِيتُ منك في الرأْس على ما لم يسمَّ فاعله أَي ساء رأْيُك فيَّ حتى لا تقدر أَن تنظر إِليَّ وأَعِدْ عليّ كلامَك من رأْسٍ ومن الرأْسِ وهي أَقل اللغتين وأَباها بعضهم وقال لا تقل من الرأْس قال والعامة تقوله وبيتُ رأْسٍ اسم قرىة بالشام كانت تباع فيها الخمور قال حسان كأَنَّ سَبِيئةً من بيتِ رأْسٍ يكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وماءُ قال نصب مزاجها على أَنه خبر كان فجعل الاسم نكرة والخبر معرفة وإِنما جاز ذلك من حيث كان اسْمَ جنس ولو كان الخبر معرفة محضة لَقَبُحَ وبنو رؤاسٍ قبيلة وفي التهذيب حَيٌّ من عامر ابن صعصعة منهم أَبو جعفر الرُّؤاسِي وأَبو دُؤادٍ الرُّؤاسِي اسمه يزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس بن عبيد بن رُؤاسِ بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وكان أَبو عمر الزاهد يقول في الرُّؤاسِي أَحد القراء والمحدّثين إِنه الرَّواسِي بفتح الراء وبالواو من غير همز منسوب إِلى رَوَاسٍ قبيلة من سُلَيْم وكان ينكر أَن يقال الرُّؤاسِي بالهمز كما يقوله المحدّثون وغيرهم

( ربس ) الرَّبْسُ الضرب باليدين يقال رَبَسَه رَبْساً ضربه بيديه والرَّبِيسُ المضروب أَو المُصابُ بمال أَو غيره والرَّبْسُ منه الارْتِباسُ وارْتَبَسَ العُنْقُودُ اكْتَنَزَ وعنقود مُرْتَبِس معناه انهضامُ حبه وتداخُلُ بعضه في بعض وكَبْش رَبِيسٌ ورَبيز أَي مكتنز أَعْجَر والارْتِباسُ الاكتناز في اللحم وغيره ومال رَِبْسٌ كثير وأَمر رَبْسٌ منكر وجاء بأُمُور رُبْسٍ يعني الدواهي كَدُبْس بالراء والدال وفي الحديث أََن رجلاً جاء إِلى قريش فقال إِن أَهل خيبر أَسروامحمداً ويريدون أَن يرسلوا به إِلى قومه ليقتلوه فجعل المشركون يُرْبِسُون به العباسَ قال ابن الأَثير يحتمل أَن يكون من الإِرْباس وهو المُراغَمَة أَي يُسْمِعُونه ما يُسْخطه ويَغِيظُه قال ويحتمل أَن يكون من قولهم جاء بأُمور رُبْسِ أَي سُود يعني يأْتونه بداهية ويحتمل أَن يكون من الرَّبِيس وهو المصاب بمال أَو غيره أَي يصيبون العباس بما يَسُوءُه وجاء بمال رَِبْسٍ أَي كثير ورجل رَبِيسٌ جَلْدٌ مُنْكرٌ دَاهٍ والرَّبيسُ من الرجال الشجاع والداهية يقال داهية رَبْساء أَي شديدة قال ومِثلِي لنُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ وتَرَبَّسَ طَلَبَ طَلَباً حَثيثاً وتَرَبَّسْت فلاناً أَي طلبته وأَنشد تَرَبَّسْتُ في تَطْلابِ أَرض ابنِ مالكٍ فأَعْجَزَني والمَرْءُ غيرُ أَصِيلِ ابن السكيت يقال جاء فلان يَتَرَبَّسُ أَي يمشي مشياً خفيّاً وقال دُكَيْن فَصَبَحَتْه سَلِقٌ تَبَرْبَسُ أَي تمشي مشياً خفيّاً وقال أَبو عمرو جاء فلان يَتَبَرْبَسُ إِذا جاء مُتَبَخْتِراً وارْبَسَّ الرجلُ ارْبِساساً أَي ذهب في الأَرض وقيل ارْبَسَّ إِذا غذا في الأَرض وارْبَسَّ أَمرُهم اربِساساً لغة في ارْبَثَّ أَي ضَعُفَ حتى تفرقوا ابن الأَعرابي البِرْباسُ البئر العَمِيقة ورَبَسَ قِرْبته أَي ملأها وأَصل الرَّبْس الضرب باليدين وأُمُّ الرُّبَيْسِ من أَسماء الداهية وأَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبِيُّ من شعراء تَغْلِبَ

( رجس ) الرِّجْسُ القَذَرُ وقيل الشيء القَذِرُ ورَجُسَ الشيءُ يَرْجُسُ رَجاسَةً وإِنه لَرِجْسٌ مَرْجُوس وكلُّ قَذَر رِجْسٌ ورجل مَرْجوسٌ ورِجْسٌ نِجْسٌ ورَجِسٌ نَجِسٌ قال ابن دريد وأَحسبهم قد نالوا رَجَسٌ نَجَسٌ وهي الرَّجاسَةُ والنَّجاسَة وفي الحديث أَعوذ بك من الرَّجْسِ النَجْسِ الرِّجْسُ القذر وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح والعذاب واللعنة والكفر والمراد في هذا الحديث الأَول قال الفراء إِذا بدأُوا بالرَّجْسِ ثم أَتبعوه النِّجْسَ كسروا الجيم وإِذا بدأُوا بالنجس ولم يذكروا معه الرِّجْس فتحوا الجيم والنون ومنه الحديث نهى أَن يُسْتَنْجَى بِرَوْثَةٍ وقال إِنها رِجْسٌ أَي مُسْتَقْذَرَة والرِّجْس العذاب كالرِّجز التهذيب وأَما الرِّجْزُ فالعذاب والعمل الذي يؤدي إِلى العذاب والرِّجْسُ في القرآن العذاب كالرِّجْز وجاء في دعاء الوتر وأَنْزِلْ عليهم رِجْسَك وعذابك قال أَبو منصور الرجس ههنا بمعنى الرجز وهو العذاب قلبت الزاي سيناً كما قيل الأَسد والأَزد وقال الفراء في قوله تعالى ويَجْعَلُ الرِّجْسَ على الذين لا يعقلون إِنه العقاب والغضب وهو مضارع لقوله الرجز قال ولعلها لغتان وقال ابن الكلبي في قوله تعالى فإِنه رِجْسٌ الرجس المَأْتَمُ وقال مجاهد كذلك يجعل اللَّه الرجس قال ما لا خير فيه قال أَبو جعفر إِنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرِّجْسَ أَهلَ البيت ويُطَهِّرَكم قال الرجل الشك ابن الأَعرابي مرَّ بنا جماعى رَجِسُون نَجِسُون أَي كفار وفي التنزيل العزيز إِنما الخمر والميسر والأَنصابُ والأَزْلامُ رِجْسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه قال الزجاج الرِّجْسُ في اللغة اسم لكل ما استقذر من عمل فبالغ اللَّه تعالى في ذم هذه الأَشياء وسماها رِجْساً ويقال رَجُسَ الرجل رَجَساً ورَجِسَ يَرْجَسُ إِذا عَمِلَ عملاً قبيحاً والرَّجْسُ بالفتح شدة الصوت فكأَنَّ الرِّجْسَ العمل الذي يقبح ذكره ويرتفع في القبح وقال ابن الكلبي رِجْسٌ من عمل الشيطان أَي مَأْثَمٌ قال ابن السكيت الرَّجْسُ مصدر صوتُ الرَّعد وتَمَخُّضُه غيره الرَّجْسُ بالفتح الصوت الشديد من الرعد ومن هدير البعير ورجَسَت السماء تَرْجُسُ إِذا رَعَدَتْ وتَمَخَّضَتْ وارتجَسَتْ مثله وفي حديث سَطِيح لما وُلِدَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ارْتَجَسَ إِيوان كِسْرَى أَي اضطرب وتحرك حركة سمع لها صوت وفي الحديث إِذا كان أَحدكم في الصلاة فوجد رِجْساً أَو رِجْزاً فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أَو يَجِدَ ريحاً ورِجْسُ الشيطان وَسْوَسَتُه والرَّجْسُ والرَّجْسَةُ والرَّجَسانُ والارْتِجاسُ صوت الشيء المختلط العظيم كالجيش والسيل والرعد رَجَسَ يَرْجُسُ رَجْساً فهو راجِسٌ ورَجَّاسٌ ويقال سحاب ورعد رَجَّاسٌ شديد الصوت وهذا راجِسٌ حَسَن أَي راعِدٌ حسن قال وكلُّ رَجَّاسٍ يَسُوقُ الرُجَّسا من السُيولِ والسَّحاب المُرَّسا يعني التي تَمْتَرِسُ الأَرض فَتَجْرُف ما عليها وبعير رَجَّاس ومِرْجسٌ أَي شديد الهَدير وناقة رَجْساء الحَنِين متتابعته حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد يَتْبَعْنَ رَجْساءَ الحَنِين بَيْهَسا تَرى بأَعْلى فَخِذَيْها عَبَسا مثلَ خَلُوقِ الفارِسِيِّ أَعْرَسا ورَجْسُ البعير هَديرُه عن اللحياني قال رؤبة بِرَجْسِ بَخْباخِ الهَديرِ البَهْبَهِ وهم في مَرْجُوسَة من أَمرهم وفي مَرْجُوساء أَي في التباس واختلاط ودَوَرانٍ وأَنشد نحن صَبَحْنا عَسْكَرَ المَرْجُوسِ بذاتِ خالٍ ليلةً الخَمِيسِ والمِرْجاسُ حجر يطرح في جوف البئر يُقَدَّر به ماؤها ويعلم به قَدْرُ قعر الماء وعُمْقه قاله ابن سيده والمعروف المِرْداسُ وأَرْجَسَ الرجلُ إِذا قدََّّر الماء بالمِرْجاس الجوهري المِرْجاسُ حجر يُشَدُّ في طرف الحبل ثم يُدْلى في البئر فتُمْخَض الحَمْأَة حتى تَثُور ثم يُسْتقى ذلك الماء فتنقى البئر قال الشاعر إِذا رَأَوْا كَريهةً يَرْمُونَ بي رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوي والنَّرْجِسُ من الرياحين معرّب والنون زائدة لأَنه ليس في كلامهم فَعْلِلٌ وفي الكلام نَفْعِل قاله أَبو علي ويقال النَّرْجِسُ فإِن سميت رجلاً بنَرْجِس لم تصرفه لأَنه نَفْعِلُ كنَجْلِسُ ونَجْرِس وليس برباعي لأَنه ليس في الكلام مثل جَعْفر فإِن سميته بًنِرْجِسٍ صرفته لأَنه على زنة فِعْلِلٍ فهو رباعي كهِجْرِس قال الجوهري ولو كان في الأَسماء شيء على مثال فَعلِل لصرفناه كما صرفنا نَهْشَلاً لأَن في الأَسماء فَعْللاً مثل جَعْفَرٍ

( ردس ) رَدَسَ الشيءَ يَرْدُسُه ويَردِسُه رَدْساً دَكَّه بشيء صُلْبٍ والمِرْداس ما رُدِسَ به ورَدَسَ يَرْدِسُ رَدْساً وهو بأَي شيء كان والمِرْدَسُ والمِرْداسُ الصخرة التي يرمى بها وخص بعضهم به الحجر الذي يرمى به في البئر ليعلم أَفيها ماء أَم لا وقال الراجز قَذَفَكَ بالمِرْداسِ في قَعْرِ الطَّوي ومنه سمي الرجل وقال شمر يقال رَدَسَه بالحجر أَي ضربه ورماه به قال رؤبة هناك مِرْدانَا مِدَّقٌّ مِرْداسْ أَي داقٌّ يقال رَدَسَه بحجر وندَسَه ورَداه إِذا رماه والرَّدْسُ دَكُّكَ أَرضاً أَو حائطاً أَو مَدَراً بشيء صُلْب عريض يسمى مِرْدَساً وأَنشد تعمد الأَعداء حَوْزاً مِرْدَسا ورَدَسْتُ القومَ أَرْدُِسُهم رَدْساً إِذا رميتهم بحجر قال الشاعر إِذا أَخوك لَواكَ الحَقَّ مُعْتَرِضاً فارْدُسْ أَخاكَ بعَبْءٍ مثلِ عَتَّابِ يعني مثل بني عَتَّاب وكذلك رادَسْتُ القومَ مُرادسَة ورجل رِدِّيسٌ بالتشديد وقولٌ رَدْسٌ كأَنه يرمي به خصمه عن ابن الأَعرابي وأَنشد للعُجَيْرِ السَّلوليّ بِقَوْلٍ وَراءَ البابِ رَدْسٍ كأَنه رَدى الصَّخْرِ فالمَقْلُوبةُ الصَّيدُ تَسْمَعُ ابن الأَعرابي الرَّدُوسُ السَّطوحُ المُرَخَّمُ ( قوله « السطوح المرخم » كذا بالأَصل وكتب السيد مرتضى بالهامش صوابه النطوح المرجم وكتب على قوله تشق مقمصار صوابه تشق مغمضات ) وقال الطرماح تَشُقُّ مقمصار الليلِ عنها إِذا طَرَقَتْ بِمِرْداسٍ رَعُونِ قال أَبو عمرو المِرْداسُ الرأْس لأَنه يُرْدَسُ به أَي يُرَدُّ به ويدفع والرَّعُونُ المتحرك يقال رَدَسَ برأْسه أَي دفع به ومِرْداسُ اسم وأَما قول عباس بن مِرْداسٍ السُّلَمِي وما كان حِصْنٌ ولا حابِسٌ يَفُوقانِ مِرْداسَ في المَجْمَعِ فكان الأَخفش يجعله من ضرورة الشعر وأَنكره المبرَّدُ ولم يجوّز في ضرورة الشعر ترك صرف ما ينصرف وقال الرواية الصحيحة يَفوقانِ شَيْخَيَّ في مَجْمَعِ ويقال ما أَدري أَين رَدَسَ أَي أَين ذهب ورَدَسَه رَدْساً كدَرَسَه دَرْساً ذَلَّلَه والرَّدْسُ أَيضاً الضرب

( رسس ) رَسَّ بينهم يَرُسُّ رَسّاً أَصلح ورَسَسْتُ كذلك وفي حديث ابن الأَكوع إِن المشركين راسُّونا للصلح وابتدأُونا في ذلك هو من رَسَسْتُ بينهم أَرُسُّ رَسّاً أَي أَصلحت وقيل معناه فاتَحُونا من قولهم بلغني رَسُّ من خَبَر أَي أَوَّله ويروى واسَونا بالواو أَي اتفقوامعنا عليه والواو فيه بدل من همزة الأُسْوةِ الصحاح الرَّسُّ الإِصلاح بين الناس والإِفسادُ أَيضاً وقد رَسَسْتُ بينهم وهو من الأَضداد والرَّسُّ ابتداء الشيء ورَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها واحدٌ بَدْؤُها وأَوّل مَسَّها وذلك إِذا تَمَطَّى المحمومُ من أَجلها وفَتَرَ جسمهُ وتَخَتَّرَ الأَصمعي أَوّل ما يجد الإِنسانُ مَسَّ الحمى قبل أَن تأْخذه وتظهر فذاك الرَّسُّ والرَّسِيسُ أَيضاً قال الفراء أَخذته الحمى بِرَسٍّ إِذا ثبت في عظامه التهذيب والرَّسُّ في قوافي الشعر صرف الحرف الذي بعد أَلف التأْسيس نحو حركة عين فاعل في القافية كيفما تحرّكت حركتها جازت وكانت رَسّاً للأَلف قال ابن سيده الرَّسُّ فتحة الحرف الذي قبل حرف التأْسيس نحو قول امرئ القيس فَدَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراته ولكن حديثاً ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ ففتحة الواو هي الرس ولا يكون إِلا فتحة وهي لازمة قال هذا كله قول الأَخفش وقد دفع أَبو عمرو الجرمي اعتبار حال الرس وقال لم يكن ينبغي أَن يذكر لأَنه لا يمكن أَن يكون قبل الأَلف إِلا فتحة فمتى جاءت الأَلف لم يكن من الفتحة بدّ قال ابن جني والقول على صحة اعتبار هذه الفتحة وتسميتها إِن أَلف التأْسيس لما كانت معتبرة مسماة وكانت الفتحة داعية إِليها ومقتضية لها ومفارقة لسائر الفتحات التي لا أَلف بعدها نحو قول وبيع وكعب وذرب وجمل وحبل ونحو ذلك خصت باسم لما ذكرنا ولأَنها على كل حال لازمة في جميع القصيدة قال ولا نعرف لازماً في القافية إِلا وهو مذكور مسمى بل إِذا جاز أَن نسمي في القافية ما ليس لازماً أَعني الدخيل فما هو لازم لا محالة أَجْدَر وأَحْجى بوجوب التسمية له قال ابن جني وقج نبه أَبو الحسن على هذا المعنى الذي ذكرته من أَنها لما كانت متقدمة للأَلف بعدها وأَول لوازم للقافية ومبتدأها سماها الرَّسَّ وذلك لأَن الرسَّ والرَّسِيسَ أَوّلُ الحُمَّى الذي يؤذن بها ويدل على ورودها ابن الأَعرابي الرَّسَّة الساريةُ المُحكمَة قال أَبو مالك رَسِيسُ الحمى أَصلها قال ذو الرمة إِذا غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينَ لم أَجِدْ رَسِيسَ الهَوَى من ذكرِ مَيَّةَ يَبْرَحُ أَي أَثبتَه والرَّسِيسُ الشيء الثابت الذي قد لزم مكانه وأَنشد رَسِيس الهَوَى من طُول ما يَتَذَكَّرُ ورسَّ الهوى في قلبه والسَّقَمُ في جسمه رَسّاً ورَسيساً وأَرَسَّ دخل وثبت ورسُّ الحُبِّ ورَسِيسُه بقيته وأَثره ورَسَّ الحديثَ في نفسه يَرُسُّه رَسّاً حَدَّثها به وبلغني رَسٌّ من خبر وذَرْءٌ من خَبَر أَي طرف منه أَو شيء منه أَبو زيد أَتانا رَسٌّ من خبر ورَسِيسٌ من خبر وهو الخبر الذي لم يصح وهم يَتَراسُّون الخبر ويَتَرَهْمَسُونه أَي يُسِرُّونه ومنه قول الحجاج للنعمان بن زُرْعة أَمن أَهل الرَّسِّ والرَِّهْمَسَةِ أَنت ؟ قال أَهلُ الرَّسِّ هم الذين يبتدئون الكذب ويوقعونه في أَفواه الناس وقال الزمخشري هو من رَسَّ بين القوم أَي أَفسد وأَنشد أَبو عمرو لابن مُقْبل يذكر الريح ولِينَ هُبوبها كأَنَّ خُزامَى عالِجٍ طَرَقَتْ بها شَمالٌ رَسِيسُ المَسِّ بل هي أَطيَبُ قال أَراد أَنها لينة الهُبوب رُخاء ورَسَّ له الخَبَر ذكره له قال أَبو طالب هما أَشْركا في المَجْدِ مَن لا أَبا لَهُ من الناسِ إِلا أَن يُرَسَّ له ذِكْرُ أَي إِلا أَن يُذْكَر ذِكْراً خفيّاً المازني الرَّسُّ العلامة أَرْسَسْتُ الشيء جعلت له علامة وقال أَبو عمرو الرَسِيسُ العاقل الفَطِنُ ورسّ الشيءَ نَسِيَه لتَقادُم عهده قال يا خَيْرَ من زانَ سُروجَ المَيْسِ قد رُسَّتِ الحاجاتُ عند قَيْسِ إِذ لا يَزالُ مُولَعاً بلَيْسِ والرّسُّ البئر القديمة أَو المَعْدِنُ والجمع رِساس قال النابغة الجَعْدِي تَنابِلَةٌ يَحْفِرُونَ الرِّساسا ورَسَسْتُ رَسّاً أَي حفرت بئراً والرَّسُّ بئر لثمود وفي الصحاح بئر كانت لبَقِيَّة من ثمود وقوله عز وجل وأَصحاب الرسِّ قال الزجاج يروى أَن الرسَّ ديار لطائفة من ثمود قال ويروى أَن الرس قرية باليمامة يقال لها فَلْج ويروى أَنهم كذبوا نبيهم ورَسُّوه في بئر أَي دَسُّوه فيها حتى مات ويروى أَن الرَّسَّ بئر وكلُّ بئر عند العرب رَسٌّ ومنه قول النابغة تنابلة يحفرون الرساسا ورُسَّ الميتُ أَي قُبِرَ والرسُّ والرّسِيسُ واديان بنَجْدٍ أَو موضعان وقيل هما ماءَان في بلاد العرب معروفان الصحاح والرّسُّ اسم وادٍ في قول زهير بَكَرْن بُكُوراً واسْتَحَرْنَ بسُحْرَةٍ فهُنَّ ووَادي الرَّسِّ كاليَدِ في الفَمِ قال ابن بري ويروى لوادي الرس باللام والمعنى فيه أَنهن لا يُجاوزن هذا الوادي ولا يُخْطِئنه كما لا تجاوز اليدُ الفَمَ ولا تُخْطِئُه وأَما قول زهير لمن طَللٌ كالوَحْيِ عَفُّ مَنازِلُه عَفا الرَّسُّ منها فالرَّسِيسُ فَعاقِلُه ؟ فهو اسم ماء وعاقل اسم جبل والرَّسْرَسَة الرَّصْرصَة وهي تثبيت البعير ركبتيه في الأَرض ليَنْهَضَ ورَسَّسَ البعيرُ تمكن للنُّهوض ويقال رُسِّسَتْ ورُصِّصَتْ أَي أُثبتت ويروى عن النخعي أَنه قال إِني لأَسمع الحديث فأُحدِّث به الخادِمَ أَرُسُّه في نفسي قال الأَصمعي الرَّسُّ ابتداء الشيء ومنه رَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها حين تبدأُ فأَراد إِبراهيم بقوله أَرُسُّه في نفسي أَي أُثبِته وقيل أَي أَبتدئ بذكر الحديث ودَرْسِه في نفسي وأُحَدِّث به خادمي أَسْتَذكِرُ بذلك الحديثَ وفلان يَرُسُّ الحديثَ في نفسه أَي يُحَدِّث به نفسه ورَسَّ فلانٌ خبر القوم إِذا لقيهم وتعرّف أُمورهم قال أَبو عبيدة إِنك لَتَرُسُّ أَمراً ما يلتئم أَي تثبت أَمراً ما يلتئم وقيل كنت أَرُسُّه في نفسي أَي أُعاود ذكره وأُرَدِّدُه ولم يرد ابتداءه والرَّسُّ البئر المطوية بالحجارة

( رطس ) الأَزهري قال ابن دُرَيْد الرَّطْسُ الضربُ ببطن الكف قال الأَزهري لا أَحفظ الرَّطْسَ لغيره وقد رَطسَه يَرْطُسُه ويَرْطِسُه رَطْساً ضربه بباطن كفه

( رعس ) الرَّعْسُ والارْتِعاس الانْتِفاض وقد رَعَسَ فهو راعِسٌ قال الراجز والمَشْرَفيُّ في الأَكُفِّ الرُّعَّسِ بمَوْطِنٍ يُنْبِطُ فيه المُحْتَسِي بالقَلَعِيَّاتِ نِطافَ الأَنْفُسِ ورمح رَعَّاسٌ شديد الاضطراب وتَرَعَّس رَجَفَ واضطرب ورمح مَرْعُوس ورَعَّاس إِذا كان لَدْنَ المَهَزَّة عَرَّاصاً شديد الاضطراب والرَّعْسُ هَزُّ الرأْس في السير وناقة راعِسَة تَهُزُّ رأْسها في سيرها وبعير راعِسٌ ورَعِيسٌ كذلك قال الأَفوَه الأَوْديّ يَمْشي خِلالَ الإَِبْلِ مُسْتَسْلِماً في قِدِّهِ مَشْيَ البَعيرِ الرَّعِيسْ والرَّعَسانُ تحريك الرأْس ورَجَفانهُ من الكِبَر وأَنشد لنَبْهانَ سَيَعْلَمُ مَنْ يَنْوي جَلائي أَنني أَريبٌ بأَكْنافِ النَّضِيضِ حَبَلْبَسُ أَرادوا جلائي يومً فَيْدَ وقَرَّبوا لِحًى ورُؤُوساً للشهادةِ تَرْعَسُ وفي التهذيب حَبَلَّسُ وقال الحَبَلَّسُ والحَلْبَسُ والحُلابسُ الشجاع الذي لا يبرح مكانه وناقة رَعُوسٌ وهي التي قد رَجَف رأَسُها من الكِبَر وقيل تحرَّك رأْسها إِذا عَدَتْ من نَشاطها الفراء رَعَسْتُ في المشي أَرْعَسُ إِذا مشيت مشياً ضعيفاً من إِعْياء أَو غيره والارْتِعاسُ مثلُ الارتِعاش والارْتِعادِ يقال ارْتَعَسَ رأْسه وارْتَعَشَ إِذا اضْطرب وارْتَعَدَ وأَرْعَسَه مثل أَرْعَشَة قال العجاج يصف سيفاً يَهُذُّ ضَريبَتَه هَذّاً يُذْري بإِرْعاسِ يَمينِ المُؤْتَلي خُضُمَّةَ الدَّارِع هَّذَّ المُخْتَلي ويروى بالشين يقول يقطع وإِن كان الضارب مُقَصِّراً مُرْتَعِشَ اليدِ يُذْري أَي يُطِير والإِرْعاسُ الارْتِجافُ والمُؤْتَلي الذي لا يبلغ جُهْدَه وخُضُمَّةُ كل شيء معظمُه والدَّارِعُ الذي عليه الدِّرْعُ يقول يقطع هذا السيفُ مُعْظَمَ هذا الدارع على أَن يمين الضارب به تَرْجُف وعلى أَنه غير مجتهد في ضربته وإِنما نعت السيف بسرعة القطع والمُخْتَلي الذي يَحْتَشُّ بمِخْلاه وهو مِحَشُّه ورَعَسَ يَرْعَسُ رَعْساً فهو راعِسٌ ورَعُوسٌ هَزَّ رأْسه في نومه قال عَلَوْت حين يَخْضَعُ الرَّعُوسا والمَرْعُوسُ والرَّعِيسُ الذي يُشدّ من رجاله إِلى رأْسه بحبل حتى لا يرفع رأْسه وقد فسر بيت الأَفوه به والمِرْعَسُ الرجل الخسيس القَشَّاشُ والقشَّاشُ الذي يلتقط الطعام الذي لا خير فيه من المزابل

( رغس ) الرَّغْسُ النَّماء والكثرة والخير والبركة وقد رَغَسَه اللَّه رَغْساً ووجهٌ مَرْغُوسٌ طَلْق مبارك ميمون قال رؤبة يمدح إِيادَ بنَ الوليد البَجَليّ دَعَوتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوسا دُعاءَ من لا يَقْرَعُ النَّاقُوسا حتى أَراني وَجْهك المَرْغُوسا وأَنشد ثعلب ليس بمَحْمُودٍ ولا مَرْغُوسِ ورجل مرغوس مبارك كثير الخير مرزوق ورَغَسَه اللَّهُ مالاً وولداً أَعطاه مالاً وولداً كثيراً وفي الحديث أَن رجلاً رَغَسَه اللَّه مالاً وولداً قال الأُمَويُّ أَكثر له منهما وبارك له فيهما ويقال رَغَسَهُ اللَّهُ يَرغَسُه رَغْساً إِذا كان ماله نامياً كثيراً وكذلك في الحَسَب وغيره والرَّغْسُ السَّعَةُ في النعمة وتقول كانوا قليلاً فرَغَسَهم اللَّه أَي كَثَّرهم وأَنْماهم وكذلك هو في الحسب وغيره قال العجاج يمدح بعض الخلفاء أَمامَ رَغْسٍ في نِصابٍ رَغْسِ خَلِيفةً ساسَ بغير تَعْسِ وصفه بالمصدر فلذلك نونَّه والنصاب الأَصل وصواب إِنشاد هذا الرجز أَمامَ بالفتح لأَن قبله حتى احْتَضَرنا بعد سَيْرٍ حَدْسِ أَمام رَغْسٍ في نِصابٍ رَغْسِ خليفةً ساسَ بغيرٍ فَجْسِ يمدح بهذا الرجز الوليد بن عبد الملك بن مروان والفَجْسُ الافتخار وامرأَة مَرْغُوسَة ولود وشاة مَرْغُوسَة كثيرة الولد قال لَهْفي على شاةِ أَبي السَّباقِ عَتِيقَةٍ من غَنَمٍ عِتاقِ مَرْغُوسَةٍ مأْمورةٍ مِعْناقِ معناق تلد العُنُوقَ وهي الإِناث من أَولاد المعز والرَّغْسُ النكاح هذه عن كراع ورَغَسَ الشيءَ مقلوبٌ عن غَرَسَه عن يعقوب والأَرْغاسُ الأَغْراسُ التي تخرج على الولد مقلوب عنه أَيضاً

( رفس ) الرَّفْسَة الصَّدْمَة بالرِّجْلِ في الصدر ورَفَسَه يَرْفُسُه رَفْساً ضربه في صدره برجله وقيل رَفَسَه برجله من غير أَن يخص به الصدر ودابة رَفُوسٌ إِذا كان من شأْنها ذلك والاسم الرِّفاسُ والرَّفِيسُ والرُّفُوسُ ورَفَسَ اللحمَ وغيره من الطعام رَفْساً دَقَّه وقيل كل دَقٍّ رَفْسٌ وأَصله في الطعام والمِرْفَسُ الذي يُدَقُّ به اللحمُ

( ركس ) الرِّكْسُ الجماعة من الناس وقيل الكثير من الناس والرِّكْسُ شبيه بالرَّجِيع وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أُتيَّ برَوْثٍ في الاستنجاء فقال إِنه رِكْسٌ قال أَبو عبيد الرِّكْسُ شبيه المعنى بالرجيع يقال رَكَسْتُ الشيء وأَرْكَسْتُه إِذا رَدَدْتَه ورَجَعْتَه وفي رواية إِنه رَكِيس فعيل بمعنى مفعول ومنه الحديث اللهم أَركِسْهما في الفتنة رَكْساً والرَّكْسُ قلبُ الشيء على رأْسه أَو ردُّ أَوله على آخره رَكَسَه يَرْكُسُه رَكْساً فهو مَرْكوس ورَكِيسٌ وأَرْكَسَه فارْتَكَس فيهما وفي التنزيل واللَّه أَرْكَسهم بما كسَبوا قال الفراء يقول رَدَّهم إِلى الكفر قال ورَكَسهم لغة ويقال رَكَسْتُ الشيء وأَرْكَسْتُه لغتان إِذا رَدَدْتَه والاْرتِكاسُ الارتداد وقال شمر بلغني عن ابن الأَعرابي أَنه قال المَنْكُوس والمَرْكُوس المُدْبر عن حاله والرَّكْسُ ردُّ الشيء مقلوباً وفي الحديث الفِتَنُ تَرْتَكِسُ بين جراثيم العرب أَي تَزْدَحِمُ وتتردد والرَّكِيسُ أَيضاً الضعيف المُرْتَكِسُ عن ابن الأَعرابي وارْتَكَسَتِ الجارية إِذا طلع ثَدْيُها فإِذا اجتمع وضَخُمَ فقد نَهَدَ والرَّاكِسُ الهادي وهو الثور الذي يكون في وَسَطِ البَيْدَرِ عند الدِّياسِ والبقر حوله تدور ويَرْتَكِسُ هو مكانه والأُنثى راكسة وإِذا وقع الإِنسان في أَمر ما نجا منه قيل ارْتَكَسَ فيه الصحاح ارْتَكَسَ فلانٌ في أَمر كان قد نجا منه والرَّكُوسِيَّةُ قوم لهم دين بين النصارى والصابئين وفي حديث عديّ بن حاتم أَنه أَتى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلم إِنك من أَهل دين يقال لهم الرَّكُوسِيَّة وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال هذا من نعت النصارى ولا يعرّب والرِّكْسُ بالكسر الجِسْرُ وراكِسٌ في شعر النابغة وعِيدُ أَبي قابُوسَ في غيرِ كُنْهه أَتاني ودوني راكِسٌ فالضَّواجِعُ اسم واد وقوله في غير كنهه أَي لم أَكن فعلت ما يوجب غضبه عليَّ فجاء وعيده في غير حقيقة أَي على غير ذنب أَذنبته والضواجع جمع ضاجعة وهو مُنْحَنَى الوادي ومُنْعَطَفُه

( رمس ) الرَّمْسُ الصوت الخَفِيُّ ورَمَسَ الشيءَ يَرْمُسُه رَمْساً طَمَسَ أَثَرَه ورَمَسه يَرْمُسُه ويَرْمِسُه رَمْساً فهو مَرْموس ورَمِيسٌ دفنه وسَوًى عليه الأَرضَ وكلُّ ما هِيلَ عليه التراب فقد رُمِسَ وكلُّ شيءٍ نُثِرَ عليه الترابُ فهو مَرْمُوس قال لقِيطُ بنُ زُرارَةَ يا ليتَ شِعْري اليومَ دَخْتَنُوسُ إِذا أَتاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ أَتَحْلِقُ القُرُونَ أَم تَمِيسُ ؟ لا بَلْ تَمِيسُ إِنها عَرُوسُ وأَما قول البُرَيْقِ ذَهَبْتُ أَعُورُه فَوَجدْتُ فيه أَوَارِيّاً رَوامِسَ والغُبارا قد يكون على النسب وقد يكون على وضع فاعل مكان مفعول إِذ لا يُعرف رَمَسَ الشيءُ نَفْسُه ابن شُمَيْل الرَّوامِسُ الطير الذي يطير بالليل قال وكل دابة تخرج بالليل فهي رَامِسٌ تَرْمُس تَدْفِنُ الآثارَ كما يُرْمَسُ الميت قال إِذا كان القبر مُدَرَّماً مع الأَرض فهو رَمْس أَي مستوياً مع وجه الأَرض وإِذا رفع القبر في السماء عن وجه الأَرض لا يقال له رَمْسٌ وفي حديث ابن مغَفَّل ارْمُسُوا قبري رَمْساً أَي سَوُّوه بالأَرض ولا تجعلوه مُسَنَّماً مرتفعاً وأَصلُ الرَّمْسِ الستر والتغطية ويقال لما يُحْثَى من التراب على القبر رَمْسٌ والقبر نفسُه رَمْسٌ قال وبينما المرءُ في الأَحياءِ مُغْتَبِطٌ إِذا هو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ أَراد إِذا هو تراب قد دُفِنَ فيه والرياح تُطَيِّره وروى عن الشعبي في حديث أَنه قال إِذا ارْتَمَسَ الجُنُبُ في الماء أَجزأَه ذلك من غسل الجنابة قال شمر ارْتَمس في الماء إِذا انغمس فيه حتى يغيب رأْسه وجميعُ جسده فيه وفي حديث ابن عباس أَنه رامَسَ عُمَرَ بالجُحْفَة وهما مُحْرِمان أَي أَدخلا رؤوسهما في الماء حتى يغطيهما وهو كالغَمْس بالغين وقيل هو بالراء أَن لا يطيل اللبث في الماء وبالغين أَن يطيله ومنه الحديث الصائم يَرْتَمِس ولا يَغْتَمِسُ ابن سيده الرَّمْسُ القبر والجمع أَرْماسٌ ورُمُوس قال الحُطَيْئَةُ جارٌ لقَوْمٍ أَطالوا هُونَ مَنْزِله وغادَرُوه مُقِيماً بين أَرْماسِ وأَنشد ابن الأَعرابي لعُقَيْل بن عُلَّفَةَ وأَعِيشُ بالبَلَلِ القَلِيلٍ وقد أَرى أَنَّ الرُّمُوسَ مَصارِعُ الفِتْيانِ ابن الأَعرابي الرَّامُوسُ القبر والمَرْمَسُ موضع القبر قال الشاعر بِخَفْضٍ مَرْمَسي أَو في يَفاعٍ تُصَوِّتُ هامَتي في رَأْسِ قَبْري ورَمَسْناه بالتُّرْب كَبَسْناه والرَّمْسُ التُّرْبُ تَرْمُس به الريحُ الأَثَر ورَمْسُ القبر ما حُثِيَ عليه وقد رَمَسْناه بالتراب والرَّمْسُ تحمله الريح فَتَرْمُس به الآثار أَي تُعَفِّيها ورمَسْتُ الميت وأَرْمَسْته دفنته ورَمَسُوا قبر فلان إِذا كتموه وسَوَّوْه مع الأَرض والرَّمْسُ تراب القبر وهو في الأَصل مصدر وقال أَبو حنيفة الرَّوامِسُ والرَّامِساتُ الرياح الزَّافِياتُ التي تنقل التراب من بلد إِلى آخر وبينها الأَيام وربما غَشَّتْ وجْه الأَرض كُلَّه بتراب أَرض أُخرى والرَّوامِسُ الرياح لتي تثير التراب وتدفن الآثار ورَمَسَ عليه الخبرَ رَمْساً لواه وكتمه الأَصمعي إِذا كتم الرجلُ الخَبَرَ القومَ قال دَمَسْتُ عليهم الأَمرَ ورَمَسْته ورَمَسْتُ الحديثَ أَخفيته وكتمته ووقعوا في مَرْمُوسة من أَمرهم أَي اختلاط عن ابن الأَعرابي وفي الحديث ذكر رامِس بكسر الميم موضع في ديار محارب كتب به رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لعُظَيْمِ بنِ الحَرث المُحاربيّ

( رمحس ) الأَزهري أَبو عمرو الحُمارِسُ والرُّماحِسُ والفُداحِسُ كلُّ ذلك من نعت الجريء الشجاع قال وهي كلها صحيحة

( رهس ) رَهَسَه يَرْهَسُه رَهْساً وَطِئَه وَطْأً شديداً الأَزهري عن ابن الأَعرابي تركت القوم قد ارْتَهَسُوا وارْتَهَشُوا وفي حديث عُبَادةَ وجَراثِيمُ العربِ تَرْتَهِسُ أَي تضطرب في الفتنة ويروى بالشين المعجمة أَي تَصْطَكُّ قبائلهم في الفتن يقال ارتهس الناس إِذا وقعت فيهم الحرب وهما متقاربان في المعنى ويروى تَرْتَكِسُ وقد تقدم وفي حديث العُرَنِيِّينَ عظُمَتْ بطوننا وارْتَهَسَتْ أَعْضادُنا أَي اضطربت ويجوز أَن يكون بالسين والشين وارْتَهَسَتْ رِجلا الدابة وارْتَهَشَتْ إِذا اصْطَكَّتا وضرب بعضهما بعضاً قال وقال شُجاع ارْتَكَسَ القومُ وارْتَهَسوا إِذا ازدحموا قال العجاج وعُنُقاً عَرْداً ورأْساً مِرْأَسا مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسا عَضْباً إِذا دِماغُه تَرَهَّسا وحَكَّ أَنْياباً وخُضْراً فُؤُسا تَرَهَّسَ أَي تَمَخَّضَ وتحركَ فُؤُسٌ قِطَعٌ من الفَأْسِ فُعُلٌ منه حك أَنياباً أَي صَرِّفَها وخُضْراً يعني أَضراساً قد قَدُمَتْ فاخضرت

( رهمس ) رَهْسَمَ الخَبَرَ أَتى منه بطَرَفٍ ولم يُفْصِح بجميعه ورَهْمَسَه مثلُ رَهْسَمَه والرَّهْمَسَة أَيضاً السِّرارُ وأُتيَ الحجاجُ برجل فقال أَمِن أَهل الرَّسِّ والرَّهْمَسَة أَنت ؟ كأَنه أَراد المُسارَّةَ في إِثارة الفتنة وشق العصا بين المسلمين تَرَهْسَمَ وتَرَهْمَسَ إِذا سارَّ وساوَرَ قال شَبانَةُ أَمرٌ مُرَهْمَسٌ ومُنَهْمَسٌ أَي مستور

( روس ) رَاسَ رَوْساً تَبَخْتَر والياء أَعلى وراسَ السَّيْلُ الغُثاءَ جمعه وحَمَلَه ورَوائِس الأَودية أَعاليها من ذلك والرَّوائِسُ المتقدِّمة من السحاب والرَّوْسُ العيب عن كراع والرَّوْسُ كَثْرَةُ الأَكل وراسَ يَرُوسُ رَوْساً إِذا أَكل وجَوَّد التهذيب الرَّوْسُ الأَكل الكثير ورَواسُ قبيلة سميت بذلك ورَوْسُ بن عادِيَة بنت قَزَعَةَ الزُّبَيْرية تقول فيه عادِيَةُ أُمُّه أَشْبَهَ رَوْسٌ نَفَراً كِراما كانوا الذُّرَى والأَنْفَ والسَّناما كانوا لمن خالَطَهُمْ إِداما وبنو رُواسٍ بَطْنٌ وأَبو دؤَادٍ الرُواسِيُّ اسمه يزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس بن عبيد بن رُواس ابنِ كلابِ بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعَةَ وكان أَبو عمر الزاهد يقول في الرّواسِي أَحد القراء والمحدثين إِنه الرَّواسِي بفتح الراء وبالواو من غير همز منسوب إِلى رَواس قبيلة من سليم وكان ينكر أَن يقال الرُّؤَاسي بالهمز كما يقوله المحدِّثون وغيرهم

( روذس ) لها في الحديث ذكر وهي اسم جزيرة بأَرض الروم وقد اختلف في ضبطها فقيل بضم الراء وكسر الذال المعجمة وقيل بفتحها وقيل بشين معجمة

( ريس ) راسَ يَريسُ رَيْساً ورَيَساناً تَبَخْتر يكون للإِنسان والأَسد والرَِّيْسُ التبختر ومنه قول أَبي زُبَيْد الطائي واسمه حَرْمَلَةُ بن المنذر فباتوا يُدْلِجون وباتَ يَسري بَصيرٌ بالدُّجى هادٍ هَمُوسُ إِلى أَن عَرَّسوا وأَغَبَّ عنهم قريباً ما يُحَسُّ له حَسِيسُ فلما أَن رآهمْ قد تَدانَوْا أَتاهُمْ بين أَرْجُلِهِم يَريسُ الإِدْلاجُ سير الليل كله والادِّلاجُ السير من آخره وَصَفَ رَكْباً يسيرون والأَسَدُ يتبعهم لينتهز فيهم فُرْصَة وقوله بصير بالدجى أَي يدري كيف يمشي بالليل والهادي الدليل والهموس الذي لا يسمع مشيه وعرّسوا نزلوا عن رواحلهم وناموا وأَغَبَّ عنهم قَصَّر في سيره ولا يُحَسُّ له حَسِيسٌ لا يسمع له صوت ورِياسٌ فحل أَنشد ثعلب للطِّرِمَّاحِ كَغَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رأْسَه فُرُعٌ بين رِياسٍ وحام وذكر الأَزهري هذا البيت في أَثناء كلامه على رأْس وفسره فقال الغَرِيُّ النُّصُبُ الذي دُمِّيَ من النُّسُك والحامي الذي حَمى ظهره قال والرِّياسُ تُشَقُّ أُنوفُها عند الغَرِيِّ فيكون لبنها للرجال دون النساء ويقال رَيِّسٌ مثلُ قَيِّم بمعنى رئيسٍ وقد تقدم شاهده في رأَس ورَيْسانُ اسمٌ

( ريباس ) التهذيب في الرباعي قال شمر لا أَعرف للرِّيباسِ والكمأَى اسماً عربيّاً قال أَبو منصور والطُّرْثُوثُ ليس بالرِّيباس الذي عندنا

( سجس ) السَّجَسُ بالتحريك الماء المتغير قال ابن سيده ماء سَجَسٌ وسَجِسٌ وسَجِيسٌ كَدِرٌ متغير وقد سَجِسَ الماء بالكسر وقيل سُجِّسَ الماء فهو مُسَجَّسٌ وسَجِيسٌ أُّفسد وثُوِّرَ وسَجَّسَ المَنْهَلُ أَنْتَنَ ماؤُه وأَجَنَ وسَجَّسَ الإِبطُ والعِطْفُ كذلك قال كأَنهم إِذْ سَجَّسَ العَطُوفُ مِيسَنَةٌ أَبَنَّها خَرِيفُ ويقال لا آتيك سَجِيسَ الليالي أَي آخِرَها وكذلك لا آتيك سَجِيسَ الأَوْجَسِ ويقال لا آتيك سَجِيسَ عُجَيْسٍ أَي الدهر كله وأَنشد فأَقْسَمْتُ لا آتي ابنَ ضَمْرَةَ طائعاً سَجيسَ عُجَيْسٍ ما أَبانَ لساني وفي حديث المولد ولا تَضُرُّوه في يَقَظَةٍ ولا مَنام سَجِيسَ الليالي والأَيام أَي أَبداً وقال الشَّنْفَرى هُنالِكَ لا أَرْجُو حَياةَ تَسُرُّني سَجِيسَ الليالي مُبْسَلاً بالحَرائِر ومنه قيل للماء الراكد سَجِيسٌ لأَنه آخر ما يبقى والسَّاجِسِيَّة ضأْنٌ حُمْرٌ قال أَبو عارم الكِلابي فالعِذقُ مثل السَّاجِسِيِّ الحِفْضاج الحفضاج العظيم البطن والخاصرتين وكبش ساجِسيٌّ إِذا كان أَبيض الصوف فَحِيلاً كريماً وأَنشد كأَنَّ كَبْشاً ساجِسِيّاً أَرْبَسا بين صَبِيَّيْ لَحْيه مُجَرْفَسا والسَّاجِسِيَّةُ غنم بالجزيرة لربيعةِ الفَرَسِ والقِهاد الغَنَم الحجازية

( سدس ) سِتَّةٌ وسِتٌّ أَصلها سِدْسَة وسِدسٌ قلبوا السين الأَخيرة تاء لتقرب من الدال التي قبلها وهي مع ذلك حرف مهموس كما أَن السين مهموسة فصار التقدير سِدْتٌ فلما اجتمعت الدال والتاء وتقاربتا في المخرج أَبلدوا الدال تاء لتوافقها في الهمس ثم أُدغمت التاء في التاء فصارت سِتَّ كما ترَى فالتغيير الأَول للتقريب من غير إِدغام والثاني للإِدغام وسِتُّونَ من العَشَرات مشتق منه حكاه سيبويه وُلِدَ له سِتُّون
( * قوله « ولد له ستون إلخ » كذا بالأصل ) عاماً أَي وُلِدَ له الأَولاد والسُّدْسُ والسُّدُسُ جزءٌ من ستة والجمع أَسْداسٌ وسَدَسَ القومَ يَسْدُسُهم بالضم سَدْساً أَخذ سُدُسَ أَموالهم وسَدَسَهُم يَسدِسُهم بالكسر صار لهم سادساً وأَسْدَسُوا صاروا ستة وبعضهم يقول للسُّدُسِ سَدِيس كما يقال للعُشْرِ عَشِيرٌ والمُسَدَّسُ من العَروض الذي يُبْنى على ستة أَجزاء والسِّدْسُ بالكسر من الوِرْدِ بعد الخِمْس وقيل هو بعد ستة أَيام وخمس ليال والجمع أَسداس الجوهري والسِّدْسُ من الوِرْدِ في أَظماء الإِبل أَن تنقطع خَمْسَةً وتَرِدَ السادسَ وقد أَسْدَسَ الرجلُ أَي ورَدتْ إِبله سِدْساً وشاة سَدِيس أَي أَتت عليها السنة السادسة والسَّدِيس السِّنُّ التي بعد الرَّباعِيَة والسَّدِيسُ والسَدَسُ من الإِبل والغنم المُلْقِي سَدِيسَه وكذلك الأُنثى وجمع السَدِيس سُدُسٌ مثل رغيف ورُغُف قال سيبويه كَسَّروه تكسير الأَسماء لأَنه مناسب للاسم لأَن الهاء تدخل في مؤنثه قال غيره وجمع السَّدَسِ سُدْسٌ مثل أَسَد وأُسْدٍ قال منصور ابن مِسْجاح يذكر دية أُخذت من الإِبل متخَيَّرة كما يَتخيرها المُصَدِّقُ فطافَ كما طافَ المُصَدِّقُ وَسْطَها يُخَيَّرُ منها في البوازِل والسُّدْسِ وقد أَسْدَسَ البعيرُ إِذا أَلقى السِّنَّ بعد الرَّباعِيَةِ وذلك في السنة الثامنة وفي حديث العَلاء بن الحَضْرَمِي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم إِن الإِسلام بَدأَ جَذَعاً ثم ثَنِيّاً ثم رَباعِياً ثم سَدِيساً ثم بازلاً قال عمر فما بعد البُزُول إِلا النقصان السديس من الإِبل ما دخل في السنة الثامنة وذلك إِذا أَلقى السن التي بعد الرَّباعِيَة والسَّدَسُ بالتحريك السن قبل البازل يستوي فيه المذكر والمؤنث لأَن الإِناث في الأَسنان كلها بالهاء إِلا السَّدَس والسَّدِيس والبازِلَ ويقال لا آتيك سَدِيسَ عُجَيْسٍ لغة في سجِيس وإِزارٌ سَدِيس وسُداسِيُّ والسدُوسُ الطَّيْلَسانُ وفي الصحاح سُدُوسٌ بغير تعريف وقيل هو الأَخْضَرُ منها قال الأَفْوَه الأَوْدِي والليلُ كالدَّأْماءِ مُسْتَشْعِرُ من دونهِ لوناً كَلَوْنِ السُّدُوس الجوهري وكان الأَصمعي يقول السَّدُوسُ بالفتح الطَّيْلَسانُ شمر يقال لكل ثوب أَخضر سَدُوسٌ وسُدُوسٌ وسُدُوسٌ بالضم اسم رجل قال ابن بَرِّي الذي حكان الجوهري عن الأَصمعي هو المشهور من قوله وقال ابن حمزة هذا من أَغلاط الأَصمعي المشهورة وزعم أَن الأَمر بالعكس مما قال وهو أَن سَدُوس بالفتح اسم الرجل وبالضم اسم الطيلسان وذكر أَن سدوس بالفتح يقع في موضعين أَحدها سدوس الذي في تميم وربيعة وغيرهما والثاني في سعد ابن نَبْهانَ لا غير وقال أَبو جعفر محمد بن حبيب وفي تميم سَدُوسُ بن دارم بن مالك بن حنظلة وفي ربيعة سَدُوسُ بن ثعلبةً بن عُكابَةَ بن صَعْبٍ فكل سَدُوسٍ في العرب فهو مفتوح السين إِلا سُدُوسَ بنَ أَصْمَعَ بن أَبي عبيد بن ربيعة بن نَضْر ابن سعد بن نَبْهان في طيء فإِنه بضمها قال أَبو أُسامة السَّدُوسُ بالفتح الطيلسان الأَخضر والسُّدُوسُ بالضم النِّيلَجُ وقال ابن الكلبي سَدُوس الذي في شيبان بالفتح وشاهده قول الأَخطل وإِن تَبْخَلْ سَدُوسُ بِدِرْهَمَيْها فإِن الريحَ طَيِّبَةٌ قَبُولُ وأَما سُدُوسُ بالضم فهو في طيء لا غير والسُّدُوس النِّيلَنْجُ ويقال النِّيلَج وهو النِّيل قال امرؤ القيس مَنابته مثلُ السُّدوسِ ولونُه كَلَوْنِ السَّيالِ وهو عذبٌ يَفِيض
( * قوله « كلون السيال » أَنشده في ف ي ص كشوك السيال )
قال شمر سمعته عن ابن الأَعرابي بضم السين وروي عن أَبي عمرو بفتح السين وروى بيت امرئ القيس إِذا ما كنتَ مُفْتَخِراً ففاخِرْ ببيْتٍ مثلِ بيتِ بني سَدُوسِ بفتح السين أَراد خالد بن سدوس النبهاني ابن سيده وسَدُوسُ وسُدُوس قبيلتان سَدُوسُ في بني ذُهْل ابن شيبان بالفتح وسُدُوس بالضم في طيء قال سيبويه يكون للقبيلة والحي فإِن قلت وَلَدُ سَدوسٍ كذا أَو من بني سَدُوس فهو للأَب خاصة وأَنشد ثعلب بني سَدوسٍ زَتَّتوا بَناتِكُمْ إِنَّ فتاة الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ والرواية بني تميم زَهْنِعوا فتاتكم وهو أَوفق لقوله فتاة الحي الجوهري سَدُوس بالفتح أَبو قبيلة وقول يزيد بن حَذَّاقٍ العَبْدي وداوَيْتُها حتى شَنَتْ حَبَشِيَّةً كأَنَّ عليها سُنْدُساً وسُدُوسا السُّدُوس هو الطَّيْلَسانُ الأَخْضَرُ اه وقد ذكرنا في ترجمة شتت من هذه الترجمة أَشياء

( سرس ) السَّريس الكَيِّسُ الحافظ لما في يده وما أَسْرَسَه ولا فِعْلَ له وإِنما هو من باب أَحْنَكُ الشاتَيْن والسَّريسُ الذي لا يأْتي النساء قال أَبو عبيدة هو العِنِّينُ من الرجال وأَنشد أَبو عبيد لأَبي زُبيد الطائي أَفي حَقٍّ مُواساتي أَخاكُمْ بمالي ثم يَظلِمُني السَّرِيسُ ؟ قال هو العِنِّين وقد سَرِسَ إِذا عُنَّ وقيل السَّرِيسُ هو الذي لا يولد له والجمع سُرَساءُ وفي لغة طيء السَّرِيس الضعيف وقد سَرِسَ إِذا ساء خُلُقُه وسَرِسَ إِذا عَقَل وحَزَمَ بعد جَهْلٍ وفَحْلٌ سَرِسٌ وسَريسٌ بَيِّنُ السَّرَس إِذا كان لا يُلقِحُ

( سرجس ) مارُ سَرْجِس موضعٌ قال جرير لَقِيتُمْ بالجَزيرَة خَيْلَ قَيْسٍ فقلتُمْ مارَ سَرْجِسَ لا قِتالا تقول هذه مارُ سَرْجِسَ ودخلْت مارَ سَرْجِسَ ومررت بمارِ سَرْجِسَ وسَرْجِسُ في كل ذلك غير منصرف

( سلس ) شيء سَلِسٌ لَيّنٌ سهل ولرجلٌ سَلِسٌ أَي لَيِّنٌ منقاد بين السَّلَسِ والسَّلاسَةِ ابن سيده سَلِسَ سَلَساً وسَلاسَة وسُلُوساً فهو سَلِسٌ قال الراجز ممكورَةٌ غَرْثى الوِشاحِ السَّالِسِ تَضْحَكُ عن ذي أُشُرٍ عُضارِسِ وسَلِسَ المُهْرُ إِذا انقاد والسَّلْسُ بالتسكين الخيط ينظم فيه الخَرَزُ زاد الجوهري فقال الخَرَزٌ الأَبيضُ الذي تلبَسُه الإِماء وجمعه سُلُوسٌ قال عبد اللَّه بن مسلم من بني ثعلبة بن الدُّول ولقد لَهَوتُ وكلُّ شيء هالِكٌ بنَقاةِ جَيْبِ الدِّرْعِ غيرِ عَبُوسِ ويَزينُها في النَّحْرِ حَلْيٌ واضِحٌ وقَلائدٌ من حُبْلَةٍ وسُلُوسِ ابن بري النقاة النقية يريد أَن الموضع الذي يقع عليه الجيب منها نقيّ قال ويجوز أَن يريد أَن ثوبها نقي وأَنها ليست بصاحبة مَهْنَةٍ ولا خِدْمَة وقد يعبرون بالجيب عن القلب لأَنه يكون عليه كما يعبرون بمعْقِد الإِزار عن الفرج فيقال هو طيب معقد الإِزار يريد الفرج وهو نَقيُّ الجَيْب أَي القلب أَي هو نَقِيٌّ من غِشٍّ وحِقْد والواضح الذي يَبْرُق والدرع قميص المرأَة وقال المُعَطَّلُ الهذلي لم يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ وأَفَلُّ يَخْتَضِمُ الفَقارَ مُسَلَّسُ أَراد بالمَطارد سهاماً يشبه بعضها بعضاً وأَراد بقوله مُسَلَّسٌ مُسَلْسَلٌ أَي فيه مثل السَّلْسِلة من الفِرِنْدِ والسُّلُوس الخُمرُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد قد مَلأَتْ مَرْكُوَّها رُؤُوسا كأَنَّ فيه عُجُزاً جُلُوسا شُمْطَ الرُّؤُوسِ أَلْقَتِ السُّلُوسا شبهها وقد أَكلت الحَمْض فابيضت وجوهها ورؤوسها بعُجُزٍ قد أَلقين الخُمُر وشراب سَلِسٌ لَيِّنُ الانحدار وسَلِسَ بولُ الرجل إِذا لم يتهيأْ له أَن يمسكه وفلان سَلِسُ البول إِذا كان لا يستمسكه وكل شيء قَلِق فهو سَلِسٌ وأَسْلَسَت النخلةُ فهي مُسْلِسٌ إِذا تناثر بُسْرُها وأَسْلَسَتِ الناقةُ إِذا أَخرجت الولد قبل تمام أَيامه فهي مُسْلِسٌ والسَّلِسَةُ عُشْبَة قريبة الشبه بالنَّصًّيِّ وإِذا جَفَّتْ كان لها سَفاً يتطاير إِذا حُرِّكَت كالسهام يَرْتَدُّ في العيون والمناخر وكثيراً ما يُعْمِي السائمة والسُّلاسُ ذهاب العقل وقد سُلِسَ سَلَساً وسَلْساً المصدران عن ابن الأَعرابي ورجل مَسْلُوس ذاهب العقل والبدن الجوهري المَسْلُوسُ الذاهب العقل غيره المَسْلُوسُ المجنون قال الشاعر كأَنه إِذ راحَ مَسْلُوسُ الشََّمَقْ وفي التهذيب رجل مَسْلُوسٌ في عقله فإِذا أَصابه ذلك في بدنه فهو مَهْلُوسٌ

( سلعس ) سَلَعُوسُ بفتح اللام بلدة

( سنبس ) الجوهري سِنْبِسُ أَبو حَيّ من طَيِّء ومنه قول الأَعشى يصف صائداً أَرسل كلابه على الصيد فصَبَّحَها القانِصُ السِّنْبِسِي يُشَلِّي ضِراءٌ بإِيسادِها قال ابن بري القانص الصائد يُشَلِّي يدعو والضَّراء جمع ضِرْوٍ وهو الكلب الضاري بالصيد والإِبسادُ الإِغْراءُ

( سندس ) الجوهري في الثلاثيّ السُّنْدُسُ البُزْيُون وأَنشد أَبو عبيدة ليزيد بن حَذَّاق العَبْدِيّ أَلا هل أَتاها أَنَّ شَكَّةَ حازم لَدَيَّ وأَني قد صَنَعْتُ الشَّمُوسا ؟ وداويْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً كأَن عليها سُنْدُساً وسُدُوسا الشَّمُوس فرسه وصُنْعُه لها تَضْمِيرُه إِياها وكذلك قوله داويتها بمعنى ضمَّرتها وقوله حَبَشِيَّة يريد حبشية اللون في سوادها ولهذا جعلها كأَنها جُلِّلَتْ سُدُوساً وهو الطَّيْلَسان الأَخضر وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم بعث إِلى عمر رضي اللَّه عنه بجُبَّةِ سُنْدُسٍ قال المفسرون في السندس إِنه رَقيق الدِّيباج ورَفيعُه وفي تفسير الإِسْتَبْرَقِ إِنه غليظ الديباج ولم يختلفوا فيه الليث السُّنْدُسُ ضَرْبٌ من البُزْيون يتخذ من المِرْعِزَّى ولم يختلف أَهل اللغة فيهما أَنهما معرّبان وقيل السُّنْدُس ضرب من البُرود

( سوس ) السُّوسُ والسَّاسُ لغتان وهما العُثَّة التي تقع في الصوف والثياب والطعام الكسائي ساس الطعامُ يَساسُ وأَساسَ يُسِيسُ وسَوَّسَ يُسَوِّسُ إِذا وقع فيه السُّوسُ وأَنشد لزُرارة بن صَعْب بن دَهْرٍ ودَهْرٌ بطنٌ من كلاب وكان زُرارةُ خرج مع العامرية في سفر يَمْتارون من اليَمامة فلما امتاروا وصَدَروا جعل زُرارةُ بن صَعْب يأْخذه بطنُه فكان يتخلف خلف القوم فقالت العامرية لقد رأَيتُ رجلاً دُهْرِيًّا يَمْشِي وَراء القوم سَيْتَهِيَّا كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيًّا تريد أَنه قد امتلأَ بطنه وصار كأَنه مُضْطَغِنٌ صبيّاً من ضِخَّمِه وقيل هو الجاعل الشيء على بطنه يَضُمُّ عليه يَدَه اليسرى فأَجابها زُرارة قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيَّا مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيَّا الدقَلُ ضَرْبٌ رَديءٌ من التمر وحَجْرِيَّا يريد أَنه منسوب إِلى حَجْر اليمامة وهو قصبتها ابن سيده السُّوس العُثُّ وهو الدود الذي يأْكل الحبَّ واحدته سُوسة حكاه سيبويه وكل آكلِ شيء فهو سُوسُه دوداً كان أَو غيره والسَّوْس بالفتح مصدر ساسَ الطعامُ يَساسُ ويَسُوسُ عن كراع سَوْساً إِذا وقع فيه السُّوسُ وسِيسَ وأَساسَ وسَوَّسَ واسْتاسَ وتَسَوَّسَ وقول العجاج يَجْلُو بِعُودِ الإِسْحِل المُفَصَّمِ غُروبَ لا ساسٍ ولا مُثَلَّمِ والمُفَصَّم المُكَسَّر والساسُ الذي قد ائتكَل وأَصله سائسٌ وهو مثل هائر وهارٍ وصائفٍ وصافٍ قال العجاج صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّغْ بالكَدَرْ ولم يُخالِطْ عُودَه ساسُ النَّخَرْ ساسُ النخر أَي أَكل النخر يقال نَخِرَ يَنْخَر نَخَراً وطعامٌ وأَرْْضٌ ساسَةٌ ومَسُوسَة وساسَت الشاة تَساسُ سَوساً وإِساسَةً وهي مُسِيسٌ كَثُرَ قملُها وأَساسَتْ مثله وقال أَبو حنيفة ساسَت الشجرةُ تَساسُ سِياساً وأَساسَتْ أَيضاً فهيَ مُسِيسٌ أَبو زيد الساسُ غير مهموز ولا ثقيل القادحُ في السنّ والسَّوَسُ مصدر الأَسْوَس وهو داءٌ يكون في عَجْزِ الدابة بين الورك والفخذُ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْل ابن شميل السُّواسُ داء يأْخذ الخيل في أَعناقها فيُيَبِّسُها حتى تموت ابن سيده والسَّوَسُ داء في عَجُز الدابة وقيل هو داء يأْخذ الدابة في قوائمها والسَّوْسُ الرِّياسَةُ يقال ساسوهم سَوْساً وإِذا رَأَّسُوه قيل سَوَّسُوه وأَساسوه وسَاس الأَمرَ سِياسةً قام به ورجل ساسٌ من قوم ساسة وسُوَّاس أَنشد ثعلب سادَة قادة لكل جَمِيعٍ ساسَة للرجال يومَ القِتالِ وسَوَّسَه القومُ جَعَلوه يَسُوسُهم ويقال سُوِّسَ فلانٌ أَمرَ بني فلان أَي كُلِّف سِياستهم الجوهري سُسْتُ الرعية سِياسَة وسُوِّسَ الرجلُ أُمور الناس على ما لم يُسَمَّ فاعله إِذا مُلِّكَ أَمرَهم ويروى قول الحطيئة لقد سُوِّسْت أَمرَ بَنِيك حتى تركتهُم أَدقَّ من الطَّحِين وقال الفراء سُوِّسْت خطأٌ وفلان مُجَرَّبٌ قد ساسَ وسِيسَ عليه أَي أَمَرَ وأُمِرَ عليه وفي الحديث كان بنو إِسرائيل يَسُوسُهم أَنبياهم أَي تتولى أُمورَهم كما يفعل الأُمَراء والوُلاة بالرَّعِيَّة والسِّياسةُ القيامُ على الشيء بما يُصْلِحه والسياسةُ فعل السائس يقال هو يَسُوسُ الدوابَّ إِذا قام عليها وراضَها والوالي يَسُوسُ رَعِيَّتَه أَبو زيد سَوَّسَ فلانٌ لفلان أَمراً فركبه كما يقول سَوَّلَ له وزَيَّنَ له وقال غيره سَوَّسَ له أَمراً أَي رَوَّضَه وذلَّلَه والسُّوسُ الأَصل والسُّوسُ الطبْع والخُلُق والسَجِيَّة يقال الفصاحة من سُوسِه قال اللحياني الكرم من سُوسِه أَي من طبعه وفلان من سُوسِ صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصل صدْق وسَوْ يكون وسَوْ يفعل يريدون سوف حكاه ثعلب وقد يجوز أَن تكون الفاء مزيدة فيها ثم تحذف لكثرة الاستعمال وقد زعموا أَن قولهم سأَفعل مما يريدون به سوف نفعل فحذفوا لكثرة استعمالهم إِياه فهذا أَشذ من قولهم سَوْ نفعل والسُّوسُ حَشيشة تشبه القَتَّ ابن سيده السُّوسُ شجر ينبت ورقاً في غير أَفنان ويقال أَبو حنيفة هو شجر يغمى به البيوت ويدخل عصيره في
( * كذا بياض بالأصل ولعل محله في الأدوية كما يؤخذ من ابن البيطار )
وفي عروقه حلاوة شديدة في فروعه مرارة وهو ببلاد العرب كثير والسَّوَاسُ شجر واحدته سَواسَة قال أَبو حنيفة السَّواسُ من العضاه وهو شبيه بالمَرْخ له سَنِفَةٌ مثل سَنِفَة المَرْخ وليس له شوك ولا ورق يطول في السماء ويُستظل تحته وقال بعض العرب هي السَّواسِي قال أَبو حنيفة فسأَلته عنها فقال السَّواسِي والمَرْخُ هؤلاء الثلاثة متشابهة وهي أَفضل ما اتخذ منه زَنْدٌ يقتدح به ولا يَصْلِدُ وقال الطِّرِمَّاح وأَخْرَجَ أُمُّه لسَواسِ سَلْمَى لِمَعْفُورِ الضَّبا ضَرِمِ الجَنِينِ والواحدة سَواسَة وقال غيره أَراد بالأَخْرَج الرَّمادَ وأَراد بأُمه الزنْدَةَ أَنه قطع من سَواسِ سَلْمَى وهي شجرة تنبت في جبل سلمى وقوله لمعفور الضبا أَراد أَن الزندة شجرة إِذا قِيلَ الزَّنْدُ فيها أُخرجت شيئاً أَسود فينعفر في التراب ولا يَرِي لأَنه لا نار فيه فهو الولد المعفور النار فذلك الجنين الضَّرِمُ وذكر معفور الضبا لأَنه نسبه إِلى أَبيه وهو الزند الأَعلى وسَوَاسُ موضع أَنشد ثعلب وإِنَّ امْرأً أَمسى ودُونَ حَبيبهِ سَواسٌ فَوادي الرَّسِّ والهَمَيانِ لَمُعْتَرفٌ بالنأْي بعد اقْتِرابِه ومَعْذُورَةٌ عيناه بالهَمَلانِ

( سيس ) ابن الأَعرابي ساساه إِذا عَيَّرَه والسِّيساءُ من الحِمارِ أَو البَغْل الظهر ومن الفرس الحارك قال اللحياني وهو مذكر لا غير وجمعها سيَاسِي الجوهري السِّيساء مُنْتَظَمُ فَقار الظهر والسِّيساء فِعْلاء مُلحق بسِرْداحٍ قال الأَخطل واسمه غِياثُ ابن عَوْف لقد حَمَلَتْ قَيْسَ بنَ عَيْلانَ حَرْبُنا على يابِسِ السِّيساءِ مُحْدَوْدِبِ الظَّهْرِ يقول حَمَلْناهم على مَرْكَبٍ صَعْبٍ كسيساء الحمار أَي حَمَلناهم على ما لا يثبت على مثله وفي الحديث حَمَلَتْنا العربُ على سِسائها قال ابن الأَثير سيساء الظهر من الجواب مُجْتَمَعُ وَسَطِه وهو موضع الركوب أَي حملتنا على ظهر الحرب وحاربتنا الأَصمعي السِّيساءُ من الظَّهْر والسَّيساءَةُ المُنْقادة من الأَرض المُسْتَدِقَّةُ وقال السِّيساءُ قُرْدُودَةُ الظَّهْر وقال الليث هو من الحِمار والبغل المِنْسَجُ ابن شُميل يقال هؤلاء بنو ساسَا للسُّؤَّال وساسانُ اسم كِسْرَى وأَبو ساسانَ من كُناهُمْ وقال بعضهم إِنما هو أَنُوساسان وقال الليث أَبو ساسانَ كنية كسرى وهو أَعجمي وكان الحُصين بن المنذر يكنى بهذه الكنية أَيضاً

( شأس ) مكان شَئِسٌ وفي المحكم مكان شَأْسٌ مثل شأْزٍ خَشِن من الحجارة وقيل غليظ قال على طريقٍ ذي كُؤُودٍ شاسِ يَضُرُّ بالمُوَقَّحِ المِرْداسِ خفف الهمز كقولهم كاس في كأْس والجمع شُؤُوسٌ وقد شَئِسَ شَأْساً فهو شَئِسٌ وشأْسٌ جَأْسٌ على الإِنباع وقال أَبو زيد شَئِسَ مكانُنا شَأْساً وشَئِزَ شَأَزاً إِذا غَلُظَ واشتدَّ وصَلُبَ قال أَبو منصور وقد يخفف فيقال للمكان الغليظ شاسٌ وشازٌ ويقال مقلوباً مكانٌ شاسِئٌ غليظ وأَمْكِنَة شُوسٌ مثل جَوْنٍ وجُونٍ ووَرْدٍ ووُرْد وشَئِسَ الرجلُ شَأَساً قَلِقَ من مَرَض أَو غَمٍّ وشَأْسٌ أَخو علقمة الشاعر قال فيه يخاطب الملك وفي كلِّ حَيٍّ قد خَبَطْتَ بِنْعمَةٍ فَحُقَّ لِشأْسٍ من نَداكَ دَنُوبُ فقال نعم وأَذْنِبَةٌ فأَطلقه وكان قد حبسه

( شبرس ) شِبْرِسُ وشَبارِسُ دُوَيْبَّة زعموا وقد نفى سيبويه أَن يكون هذا البناء للواحد

( شحس ) قال أَبو حنيفة أَخبرني بعض أَعراب عُمانَ قال الشَحْسُ من شجر جبالنا وهو مثل العُتمِ ولكنه أَطول منه ولا تتخذ منه القِسِيُّ لصلابته فإِن الحديد يَكِلُّ عنه ولو صنعت منه القسِيُّ لم تُؤَاتِ النَّزْعَ

( شخس ) الشَخْسُ الاضطراب والاختلاف والشَّخيس المخالف لما يؤْمر به قال رؤْبة يَعْدِلُ عني الجَدِلَ الشَّخِيسا وأَمر شَخيسٌ متفرّق وشاخَسَ أَمْرُ القوم اختلف وتَشاخَسَ ما بينهم تباعد وفسد وضربه فتَشاخَسَ قِحْفا رأْسه تباينا واختلفا وقد استعمل في الإِبهام قال تَشاخَسَ إِبهاماكَ إِن كنت كاذِباً ولا بَرِثا من دَاحِسٍ وكُناعِ وقد يستعمل في الإِناء أَنشد ابن الأَعرابي لأَرْطاةَ ابن سُهَيَّة ونحن كَصَدْعِ العُسِّ إِن يُعْطَ شاعِباً يَدَعْهُ وفيه عَيْبُه مُتَشاخِسُ أَي متباعد فاسد وإِن أُصلح فهو متمايل لا يستوي وكلام مُتَشاخِسٌ أَي متفاوت وتَشاخَسَتْ أَسنانه اختلفت إِما فِكْرَةً وإِما عَرَضاً وشاخَسَ الدهرُ فاه قال الطِّرِمَّاح يصف وَعِلاً وفي التهذيب يصف العَيْرَ وشاخَسَ فاء الدَّهْرُ حتى كأَنه مُنَمِّسُ ثيرانِ الكَريصِ الضَّوائن ابن السكيت يقول خالف بين أَسنانه من الكِبَر فبعضها طويل وبعضها مُعْوَج وبعضها متكسر والضوائن البيض قال والشُّخاسُ والشاخِسَة في الأسنان وقيل الشُّخاسُ في الفم أَن يميل بعض الأَسنان ويسقط بعض من الهَرَم والمُتَشاخِسُ المتمايل وضربه فتَشاخَسَ رأَسُه أَي مال والشَّخْسُ فتح الحمار فمه عند التشاؤب أَو الكَرْفِ وشاخَسَ الكلبُ فاه فتحه قال مَشاخِساً طَوْراً وطَوراً خائفا وتارَةً يَلْتَهِسُ الطَّفاطِفا وتَشاخَسَ صَدْعُ القَدَح إِذا تَبايَنَ فبقي غير ملتئم ويقال للشَّعَّاب قد شاخَسْتَ أَبو سعيد أَشْخَصْتُ له في المنطق وأَشْخَسْتُ وذلك إِذا تَجَهَّمْتَه

( شرس ) أَبو زيد الشَّرِسُ السَّيءُ الخُلُق ورجل شَرِسُ وشَريسٌ وأَشْرَسُ عَسِرُ الخُلُق شديد الخلاف وقد شَرِسَ شَرَساً وفيه شِراسٌ ورجل شَرِسُ الخُلق بَيِّنُ الشَّرَسِ والشَّراسَةِ وشَرِسَتْ نفْسُه شَرَساً وشَرُسَتْ شَراسةً فهي شَرِيسَة قال فَرُحْتُ ولي نَفْسانِ نَفْسٌ شَرِيسَةٌ ونَفْسٌ تَعَنَّاها الفِراقُ جَزوعُ والشِّراسُ شدَّة المُشارَسَةِ في معاملة الناس وتقول رجل أَشْرَسُ ذو شِراسٍ وناقة شريسَة ذات شِراسٍ وذات شَريس وفي حديث عمرو بن مَعْديكرب هم أَعظمنا خَمِيساً وأَشدّنا شَريساً أَي شَراسةً وقد شَرِسَ يَشْرَسُ فهو شَرِسٌ وقوم فيهم شَرَسٌ وشَريسٌ وشَراسَة أَي نُفُور وسُوء خُلق وشارَسه مُشارَسَة وشِراساً عاسَره وشاكَسَه وناقة شَريسَة بَيِّنة الشِّراس سيئة الخلق وإِنه لذو شَريس أَي عُسْرٍ قال قد علمَتْ عَمْرَةُ بالغَمِيسِ أَنَّ أَبا المِسْوارِ ذو شَريسِ وتَشارَسَ القومُ تَعادَوْا ابن الأَعرابي شَرِسَ الإِنسانُ إِذا تحبَّبَ إِلى الناس والشَّرْسُ شدّة وَعْكِ الشيء شَرَسَه يَشْرُسُه شَرْساً وشَرَسَ الحمارُ آتُنَه يَشْرُسُها شَرْساً أَمَرَّ لَحْيَيه ونحو ذلك على ظهورها الليث الشَّرْسُ شِبه الدَّعْكِ للشيءِ كما يَشْرُسُ الحمارُ ظهورَ العانة بلَحْيَيْه وأَنشد قَدّاً بأَنْيابٍ وشَرْساً أَشْرَسا ومكان شَراسٌ صُلْبٌ خَشِنُ المَسِّ الجوهري مكان شَرْسٌ أَي غليظ قال العجاج إِذا أُنِيخَتْ بمكانٍ شَرْسِ خَوَّتْ على مُسْتَوِياتٍ خَمْسِ كِرْكِرَةٍ وثَفِناتٍ مُلْسِ قال ابن بري صواب إِنشاده على التذكير لأَنه يصف جملاً إِذا أُنيخ بمكان شرسِ خَوَّى على مُسْتَوَياتٍ خَمْسِ وقبله بأَبيات كأَنه من طُولِ جَذْعِ العَفْسِ ورَمَلانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ يُنْحَتُ من أَقْطارِه بفَأْسِ قوله خَوَّى يريد بَرَكَ متجافياً على الأَرض في بُروكه لضُمْرِه وعِظَمِ ثَفِناتِه وهي ما ولي الأَرضَ من قوائمه إِذا برك والكِرْكِرَةُ ما وَليَ الأَرضَ من صدره والجَذْعُ الحبس على غير عَلَفٍ والعَفْسُ الإِذالةُ والرَّمَلانُ ضرب من السير وأَرض شَرْساء وشَراسِ على فَعالِ مثال قَطامِ خَشِنَة غليظة نعت الأَرض واجب كالاسم أَبو زيد الشَّراسَة شدة أَكل الماشية قال أَبو حنيفة شَرَسَتِ الماشيةُ تَشْرُسُ شَراسَةً اشتدّ أَكلُها وإِنه لَشَرِيسُ الأَكل أَي شديده والشَّريسُ نبت بَشِع الطعم وقيل كلُّ بشع الطعم شَريسٌ والشِّرْسُ بالكسر عِضاهُ الجبَل وله شوك أَصفر وقيل هو ما صَغُرَ من شجر الشوك كالشُّبْرُمِ والحاجِ وقيل الشِّرْسُ ما رَقَ شوكه ونباتُه الهُجُول والصَّحارَى ولا ينبت في الجَرَعِ ولا قيعان الأَوْدية وقيل الشِّرْسُ شجر صغار له شوك وقيل الشِّرْسُ حَمْلُ نَبْت مَّا وأَشْرَسَ القومُ رَعَتْ إِبلهم الشِّرْسَ وبنو فلان مُشْرِسُون أَي ترعى إِبلهم الشِّرْسَ وأَرض مُشْرِسَة وشَريسَة كثيرة الشِّرس وهو ضرب من النبات والشَّرَسُ بفتح الشين والراء ما صَغُر من شَجر الشوك حكاه أَبو حنيفة ابن الأَعرابي الشِّرْسُ الشُّكاعى والقَتادُ والسَّحا وكل ذي شوك مما يَصْغُرُ وأَنشد واضعة تأْكُلُ كلَّ شَرْس وأَشْرَسُ وشَريسٌ اسمان

( شسس ) الشَّسُّ والشُّسوسُ الأَرض الصلبة الغليظة اليابسة التي كأَنها حجر واحد وفي المحكم حجارة واحدة والجمع شِساسٌ وشُسُوسٌ الأَخيرة شاذة وقد شَسَّ المكانُ وأَنشد للمَرَّار بن مُنْقِذٍ أَعَرَفْتَ الدَّار أَم أَنْكَرْتَها بين تِبْراكٍ فَشِسَّيْ عَبَقُرّ ؟

( شطس ) الشَّطْسُ الدَّهاءُ والعلم والفِطْنَةُ والجمع أَشْطاسٌ قال رؤبة يا أَيها السائلُ عن نُحاسِي عَنِّي ولمَّا يَبْلُغُوا أَشْطاسي ورجل شُطَسِيٌّ داهٍ مُنْكَرٌ ذو أَشْطاسٍ أَبو تراب عن عَرَّامٍ شَطَفَ فلان في الأَرض وشَطَسَ إِذا دخل فيها إِما راسخاً وإِما واغلاً وأَنشد تَشِبُّ لعَيْنَيْ رامِقٍ شَطَسَتْ به نَوًى غُرْبَةٌ وَصْلَ الأَحبَّة تَقْطَعُ

( شكس ) الشَّكُسُ والشَّكِسُ والشَّرِسُ جميعاً السَّيِّءُ الخلق وقيل هو السيِّءُ الخلق في المبايعة وغيرها وقال الفراء رجل شَكِسٌ عَكِصٌ قال الراجز شَكْسٌ عَبُوسٌ عَنْبَسٌ عَذَوَّرُ وقوم شُكْسٌ مثال رجل صَدْق وقوم صُدْق وقد شَكِسَ بالكسر يَشْكَسُ شَكَساً وشَكاسَةً الفراء رجل شَكِسٌ وهو القياس وإِنه لَشكِسٌ لَكِسٌ أَي عَسِرٌ والمِشْكَسُ كالشَّكُسِ عن ابن الأَعرابي وأَنشد خُلِقْتَ شَكسْاً للأَعادي مِشْكَسا وتَشاكَسَ الرجلان تَضادَّا وفي التنزيل العزيز ضرب اللَّه مثلاً رجلاً فيه شُرَكاء مُتَشاكِسون ورجلاً سالماً لرجلٍ هل يَسْتَويانِ مثلاً أَي متضايقون مُتَّضادُّون وتفسير هذا المثل أَنه ضرب لمن وَحَّد اللَّه تعالى ولمن جعل معه شركاء فالذي وَحَّدَ اللَّه تعالى مَثَلُه مَثَلُ السالم لرجل لا يَشْرَكُه فيه غيره يقال سَلِمَ فلانٌ لفلان أَي خَلَصَ له ومَثَلُ الذي عَبَدَ مع اللَّه سبحانه غيره مَثَلُ صاحب الشركاء المتشاكسين والشركاء المُتَشاكِسُون العَسِرُونَ المختلفون الذين لا يتفقون وأَراد بالشركاء الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون اللَّه تعالى وفي حديث عليّ كرم اللَّه وجهه فقال أَنتم شركاء مُتَشاكسون أَي مختلفون متنازعون ومَحَلَّةٌ شَكِسٌ ضَيِّقَة قال عبد مناف الهُذلي وأَنا الذي بَيَّتُّكم في فِتْيَةٍ بمَحَلَّةٍ شَكِسٍ وليلٍ مُظْلِم والليل والنهارُ يَتَشاكَسان أَي يتضادَّان وبنو شَكْسٍ بفتح الشين تَجْرٌ بالمدينة عن ابن الأَعرابي

( شمس ) الشمس معروفة ولأَبْكِيَنَّك الشمسَ والقَمَر أَي ما كان ذلك نصبوه على الظرف أَي طلوعَ الشمس والقمر كقوله الشمسُ طالعةٌ ليسَتْ بكاسِفَةٍ تَبْكِي عليكَ نُجومَ الليلِ والقَمَرا والجمع شُموسٌ كأَنهم جعلوا كل ناحية منها شمساً كما قالوا للمَفْرِق مَفارِق قال الأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ إِنْ لم أَشِنَّ على ابنِ هِنْدٍ غارَةً لم تَخْلُ يوماً من نِهابِ نُفُوسِ خَيْلاً كأَمْثالِ السَّعالي شُزَّباً تَعْدُو ببيضٍ في الكريهةِ شُوسِ حَمِيَ الحديدُ عليهمُ فكأَنه وَمَضانُ بَرْقٍ أَو شُعاعُ شُمُوسِ شَنَّ الغارة فرَّقها وابن هند هو معاوية والسَّعالي جمع سِعْلاةٍ وهي ساحرة الجنّ ويقال هي الغُول التي تذكرها العرب في أَشعارها والشُّزَّبُ الضامرة واحدها شازِبٌ وقوله تَعْدُو ببيض أَي تعدو برجال بيض والكريهة الأَمر المكروه والشُّوسُ جمع أَشْوَسَ وهو أَن ينظر الرجل في شِقٍّ لعِظَم كِبْرِه وتصغير الشمس شُمَيْسَة وقد أَشْمَسَ يومُنا بالأَلف وشَمَسَ يَشْمُِسُ شُموساً وشَمِسَ يَشْمَسُ هذا القياس وقد قيل يَشْمُسُ في آتي شَمِس ومثله فَضِلَ يَفْضُل قال ابن سيده هذا قول أَهل اللغة والصحيح عندي أَن يَشْمُسُ آتي شَمَسَ ويوم شامسٌ وقد شَمَس يَشْمِسُ شُموساً أَي ذُو ضِحٍّ نهارُه كله وشَمَس يومُنا يَشْمِسُ إِذا كان ذا شمس ويوم شامِسٌ واضحٌ وقيل يوم شَمْس وشَمِسٌ صَحْوٌ لا غيم فيه وشامِسٌ شديدُ الحَرِّ وحكي عن ثعلب يوم مَشْمُوس كَشامِسٍ وشيء مُشَمَّس أَي عُمِلَ في الشمس وتَشَمَّسَ الرجلُ قَعَدَ في الشمس وانتصب لها قال ذو الرمة كأَنَّ يَدَيْ حِرْبائِها مُتَشَمِّساً يَدا مُذْنِبٍ يَسْتَغْفِرُ اللَّه تائِبِ الليث الشمس عَيْنُ الضِّحِّ قال أَراد أَن الشمس هو العين التي في السماء تجري في الفَلَكِ وأَن الضِّح ضَوْءُه الذي يَشْرِقُ على وجه الأَرض ابن الأَعرابي والفراء الشُّمَيْسَتان جنتان بإِزاء الفِرْدَوْس والشَّمِسُ والشَّمُوسُ من الدواب الذي إِذا نُخِسَ لم يستقرّ وشَمَسَت الدابة والفرسُ تَشْمُسُ شِماساً وشُمُوساً وهي شَمُوسٌ شَرَدتْ وجَمَحَتْ ومَنَعَتْ ظهرها وبه شِماسٌ وفي الحديث ما لي أَراكم رافعي أَيديكم في الصلاة كأَنها أَذْنابُ خيل شُمْسٍ ؟ هي جمعُ شَمُوسٍ وهو النَّفُورُ من الدواب الذي لا يستقرّ لشَغَبه وحِدَّتِه وقد توصف به الناقة قال أَعرابي يصف ناقة إِنها لعَسُوسٌ شَمُوسٌ ضَرُوسٌ نَهُوسٌ وكل صفة من هذه مذكورة في فصلها والشَّمُوسُ من النساء التي لا تُطالِعُ الرجال ولا تُطْمِعُهم والجمع شُمُسٌ قال النابغة شُمُسٌ مَوانِعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ وقد شَمَسَتْ وقولُ أَبي صخر الهذلي قِصارُ الخُطَى شُمٌّ شُمُوسٌ عن الخَنا خِدالُ الشَّوَى فُتْخُ الأَكُفِّ خَراعِبُ جَمَعَ شامِسَةً على شُمُوسٍ كقاعدة وقُعُود كَسَّره على حذف الزائد وقد يجوز أَن يكون جَمَعَ شَمُوس فقد كَسَّروا فَعِيلة على فُعُول أَنشد الفرّاء وذُبْيانيَّة أَوْصَتْ بَنيها بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُطوفُ وقال هو جَمع قَطِيفَة وفَعِّول أُخْت فَعِيل فكما كَسَّروا فَعِيلاً على فُعُول كذلك كَسَّروا أَيضاً فَعُولاً على فُعُول والاسم الشِّماسُ كالنِّوارِ قال الجَعْدي بآنِسَةٍ غيرَ أُنْسِ القِراف تُخَلِّطُ باللِّينِ منها شِماسا ورجل شَمُوس صَعْب الخُلُق ولا تقل شَمُوص والشَّمُوسُ من أَسماء الخمر لأَنها تَشْمِسُ بصاحبها تَجْمَحُ به وقال أَبو حنيفة سميت بذلك لأَنها تَجْمَحُ بصاحبها جِماحَ الشَّمُوسِ فهي مثل الدابة الشَّمُوس وسميت رَاحاً لأَنها تُكْسِبُ شارِبها أَرْيَحِيَّة وهو أَن يَهَشَّ للعَطاء ويَخِفَّ له يقال رِحْتُ لكذا أَراح وأَنشد وفَقَدْتُ راحِي في الشَّبابِ وحالي ورجل شَمُوسٌ عَسِرٌ في عداوته شديد الخلاف على من عانده والجمع شُمْسٌ وشُمْسٌ قال الأَخطل شُمْسُ العَداوةِ حتى يُسْتَقادَ لهم وأَعْظَمُ الناسِ أَحلاماً إِذا قَدَرُوا وشامَسَه مُشامَسَةً وشِماساً عاداه وعانده أَنشد ثعلب قومٌ إِذا شُومِسوا لَجَّ الشِّماسُ بهم ذاتَ العِنادِ وإِن ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا وشَمِسَ لي فلانٌ إِذا بَدَتْ عداوته فلم يقدر على كتمها وفي التهذيب كأَنه هَمَّ أَن يفعل وإِنه لذو شِماسٍ شديدٌ النَّضْرُ المُتَشَمِّسُ من الرجال الذي يمنع ما وراء ظهره قال وهو الشديد القومية والبخيل أَيضاً مُتَشَمِّس وهو الذي لا تنال منه خيراً يقال أَتينا فلاناً نتعرَّض لمعروفه فتَشَمَّسَ علينا أَي بخل والشَّمْسُ ضَرْبٌ من القلائد والشَّمْسُ مِعْلاقُ الفِلادةِ في العُنُق والجمع شُمُوسٌ قال الشاعر والدُّرُّ واللؤْلؤُ في شَمْسِه مُقَلِّدٌ ظَبْيَ التَّصاوِيرِ وجِيدٌ شامِس ذو شُمُوسٍ على النَّسَب قال بعَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْنِ لم يَجْرِ فيهما ضَمانٌ وجِيدٍ حُلِّيَ الشَّذْرَ شامسِ قال اللحياني الشَّمْسُ ضرب من الحَلْيِ مذكر والشَّمْسُ قِلادة الكلب والشَّمَّاسُ من رؤوس النصارى الذي يحلق وسط رأْسه ويَلْزَمُ البِيعَة قال ابن سيده وليس بعربي صحيح والجمع شَمامِسَةٌ أَلحقوا الهاء للعجمة أَو للعِوَض والشَّمْسَة مَشْطَةٌ للنساء أَبو سعيد الشَّمُوسُ هَضْبَة معروفة سميت به لأَنها صعبة المُرْتَقَى وبنو الشَّمُوسِ بطنٌ وعَيْنُ شَمْس موضع وشَمْسُ عَيْنِ ماءٌ وشَمْسٌ صَنَم قديم وعبدُ شَمْسٍ بطنٌ من قريش قيل سُمُّوا بذلك الصنم وأَوّل من تَسَمَّى به سَبَأْ بن يَشْجُبَ وقال ابن الأَعرابي في قوله كَلاَّ وشَمْسَ لنَخْضِبَنَّهُمُ دَما لم يصرف شمس لأَنه ذهب به إِلى المعرفة ينوي به الأَلف واللام فلما كانت نيته الأَلف واللام لم يُجْره وجعله معرفة وقال غيره إِنما عنى الصنم المسمى شَمْساً ولكنه تَرك الصَرْفَ لأَنه جعله اسماً للصورة وقال سيبويه ليس أَحد من العرب يقول هذه شمسُ فيجعلها معرفة بغير أَلف ولام فإِذا قالوا عبد شمس فكلهم يجعله معرفة وقالوا عَبُّشَمْسٍ وهو من نادر المدغم حكاه الفارسي وقد قيل عَبُ الشَّمْسِ فَحَذفوا لكثرة الاستعمال وقيل عَبُ الشَّمْسِ لُعابُها قال الجوهري أَما عَبْشَمْسُ بنُ زيد مَناةَ ابن تميم فإِن أَبا عمرو بنَ العَلاء يقول أَصله عَبُّ شَمْسٍ كما تقول حَبُّ شَمْسٍ وهو ضَوءُها والعين مُبْدَلة من الحاء كما قالوا في عَبُّ قُرٍّ وهو البَرَدُ قال ابن الأَعرابي اسمه عَبءُّ شَمْسٍ بالهمز والعَبْءُ العِدْلُ أَي هو عِدْلها ونظيرها يُفْتَحُ ويكسر وعَبْدُ شَمْس من قريش يقال هم عَبُ الشَّمْسِ ورأَيتُ عَبَ الشَّمْسِ ومررت بعَبِ الشَّمْسِ يريدون عبدَ شَمْسٍ وأَكثر كلامهم رأَيت عبدَ شَمْس قال إِذا ما رَأَتْ شَمساً عَبُ الشَّمْسِ شَمَّرَتْ إِلى زِمْلها والجُرْهُمِيُّ عَمِيدُها وقد تقدَّم ذلك مُسْتَوْفًى في ترجمة عبأَ من باب الهمز قال ومنهم من يقول عَبُّ شَمْسٍ بتشديد الباء يريد عبدَ شمس ابن سيده عَبُ شَمْسٍ قبيلة من تميم والنسب إِلى جميع ذلك عَبْشَمِيّ لأَن في كل اسم مضاف ثلاثةَ مذاهب إِن شئت نسبت إِلى الأَوّل منهما كقولك عَبْدِيٌّ إِذا نسبت إِلى عبد القَيْس قال سُوَيْد بن أَبي كاهل وهم صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ فلا عَطَسَتْ شَيْبانُ إِلا بأَجْدَعا وإِن شئت نسبت إِلى الثاني إِذا خفت اللبس فقلت مُطَّلِبِيٌّ إِذا نسبت إِلى عبد المُطَّلِب وإِن شئت أَخذت من الأَوّل حرفين ومن الثاني حرفين فَرَدَدْتَ الاسم إِلى الرباعيِّ ثم نسبت إِليه فقلت عَبْدَرِيُّ إِذا نسبت إِلى عبد الجار وعَبْشَمِيٌّ إِذا نسبت إِلى عبد شَمْسٍ قال عبدُ يَغُوثَ بنُ وَقَّاصٍ الحارِثيُّ وتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ كأَنْ لم تَرَ قَبْلِي أَسِيراً يَمانِيا وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّني أَنا الليثُ مَعْدُوّاً عليَّ وعادِيا وقد كنتُ نحَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْ مَطِيِّ وأَمْضِي حيثُ لا حَيَّ ماضِيا وقد تَعَبْشَمَ الرجلُ كما تقول تَعَبْقَسَ إِذا تعلق بسبب من أَسباب عبدِ القَيْسِ إِما بِحلْفٍ أَو جِوارٍ أَو وَلاءِ وشَمْسٌ وشُمْسٌ وشُمَيْسٌ وشَمِيسٌ وشَمَّاسٌ أَسماء والشَّمُوسُ فَرَس شَبِيبِ بن جَرَادِ والشَّمُوس أَيضا فرس سُوَيْد بن خَذَّاقٍ والشَّمِيسُ والشَّمُوسُ بلد باليمن قال الراعي وأَنا الذي سَمِعَتْ مَصانِعُ مَأْربٍ وقُرَى الشَّمُوسِ وأَهْلُهُنَّ هَدِيرِي ويروى الشَّمِيس

( شنس ) أَشْناسُ اسم عَجَمِيٌّ

( شوس ) الشَّوَسُ بالتحريك النظر بمُؤْخِرِ العين تَكَبُّراً أَو تَغَيُّظاً ابن سيده الشَّوَسُ في النظر أَن ينظر بإِحدى عينيه ويُمِيلَ وجهه في شَقِّ العين التي ينظر بها يكون ذلك خلقة ويكون من الكِبْر والتِّيهِ والغضب وقيل الشَّوَسُ رفع الرأْس تكبراً شَوِسَ يَشْوَسُ شَوَساً وشاسَ يَشاسُ شَوْساً ورجل أَشْوَسُ وامرأَة شَوْساءُ والشُّوسُ جمع الأَشْوَسِ وقوم شُوسٌ قال ذو الإِصْبع العَدْوانيُّ أَإِن رَأَيتَ بني أَبِي كَ مُحَمِّجِين إِليك شُوسا ؟ التَّحْمِيجُ التَّحْدِيقُ في النظر بملء الحَدَقَةِ والتَّشاوُسُ إِظهار ذلك مع ما يجيء عليه عامَّةُ هذا الباب نحو قوله إِذا تَخازَرْتُ وما بي من خَزَرْ ويقال فلان يَتَشاوَسُ في نظره إِذا نَظَرَ نَظَر ذي نَخْوَةٍ وكِبْرٍ قال أَبو عمرو يقال تَشاوَسَ إِليه وهو أَن ينظر إِليه بُمؤْخِرِ عينه ويُمِيلَ وجهه في شِقِّ العين التي ينظر بها وفي حديث التَّيميِّ ربما رأَيت أَبا عثمانَ النَهْدِيَّ يَتَشاوَسُ ينظر أَزالت الشمسُ أَم لا التَشاوُسُ أَن يقلب رأْسه ينظر إِلى السماء بإِحدى عينيه والشَّوَسُ النظر بإِحدى شِقَّيِ العينين وقيل هو الذي يُصَغِّرُ عينه ويضم أَجفانه لينظر التهذيب في شوص الشَّوَسُ في العين بالسين أَكثر من الشَّوَصِ يقال رجل أَشْوسُ وذلك إِذا عُرِفَ في نظره الغضبُ أَو الحِقْدُ ويكون ذلك من الكِبْرِ وجمعه الشُّوسُ أَبو عمرو الأَشْوَسُ والأَشْوَزُ المُذِيخُ المتكبر ويقال ماء مُشاوِسٌ إِذا قل فلم تَكَدْ تراه في الرَّكِيَّة من قلته أَو كان بعيد الغَوْر قال الراجز أَدْلَيْتُ دَلْوِي في صَرًى مُشاوِسِ فبَلَّغَتْني بعد رَجْسِ الراجِسِ سَجْلاً عليه جِيَفُ الخَنافِسِ والرَّجْسُ تحريك الدلو لِتَمْتَلِئَ ابن الأَعرابي الشَّوْسُ والشَّوْصُ في السواك والأَشْوَسُ الجَرِيء على القتال الشديدُ والفعل كالفعل وقد يكون الشَّوَس في الخُلُق والأَشْوَسُ الرافع رأْسه تكبراً وفي حديث الذي
( * قوله « وفي حديث الذي إلخ » من هنا إلى آخر الجزء قوبل على غير النسخة المنسوبة للمؤلف لضياع ذلك منها ) بعثه إِلى الجن قال يا نبي اللَّه أَسُفْعٌ شُوسٌ ؟ الشُّوسُ الطِّوال جمع أَشْوَسَ رواه ابن الأَثير عن الخطابي ومكان شئِسٌ وهو الخَشِنُ من الحجارة قال أَبو منصور وقد يخفف فيقال للمكان الغليظ شَأْسٌ وشَأْزٌ واللَّه أَعلم

( ضبس ) الضَّبْسُ البخيلُ والضَّبِيسُ والضَّبِيسُ الحريصُ الشَّرِسُ الخُلُق ورجل ضَبِسٌ وضَبِيسٌ أَي شَرِسٌ عَسِرٌ شَكِسٌ وفي حديث طَهْفَة والفَلُوّ الضَّبِيس الفَلُوُّ المُهْرُ والضَّبِيسُ الصَّعْبُ العَسِرُ والضَّبيسُ القليل الفِطْنة الذي لا يهتدي للحيلة والضَّبِيسُ الجَبانُ وذكر شمر في حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه قال في الزبير هو ضَبِسٌ ضَرِسٌ وقال عدنانُ الضَّبِسُ في لغة تميم الخَبُّ وفي لغة قَيْس الداهية قال ويقال ضِبْسٌ وضَبِيسٌ وقال الأَصمعي في أُرجوزة له بالجارِ يَعْلُو حَيْلَه ضِبسٌ شَبِث أَبو عمرو الضَّبْسُ والضِّبْسُ الثقيل البدن والروح وقال ابن الأَعرابي الضَّبْسُ إِلحاحُ الغريم على غريمه يقال ضَبَسَ عليه والضِّبْسُ الأَحْمَقُ الضعيف البدن وضَبِسَتْ نَفْسُه بالكسر أَي لَقِسَت وخَبُثَتْ

( ضرس ) الضِّرْسُ السِّنُّ وهو مذكر ما دام له هذا الاسم لأَن الأَسنان كلها إِناث إِلا الأَضْراسَ والأَنيابَ وقال ابن سيده الضِّرْسُ السن يذكر ويؤَنث وأَنكر الأَصمعي تأْنيثه وأَنشد قولَ دُكَيْنٍ فَفُقِئَتْ عينٌ وطَنَّتْ ضِرسُ فقال إِنما هو وطَنَّ الضِّرْسُ فلم يفهمه الذي سمعه وأَنشد أَبو زيد في أُحْجِيَّةٍ وسِرْبِ سِلاحٍ قد رأَينا وُجُوهَهُ إِناثاً أَدانيه ذُكُوراً أَواخِرُه السرب الجماعة فأَراد الأَسنان لأَن أَدانيها الثَّنيَّة والرباعيَة وهما مؤنثان وباقي الأَسنان مذكر مثل الناجِذِ والضِّرْسِ والنَّابِ وقال الشاعر وقافية بَيْنَ الثَّنِيَّةِ والضِّرْسِ زعموا أَنه يعني الشين لأَن مخرجها إِنما هو من ذلك قال أَبو الحسن الأَخفش ولا أُراه عناها ولكنه أَراد شدّة البيت وأَكثر الحروف يكون من بين الثنية والضرس وإِنما يجاوز الثنية من الحروف أَقلها وقبل إِنما يعني بها السين وقيل إِنما يعني بها الضاد والجمع أَضْراسٌ وأَضْرُسُ وضُرُوسٌ وضَرِيسٌ الأَخيرة اسم للجمع قال الشاعر يصف قُراداً وما ذَكَرٌ فإِن يَكْبُرْ فأُنْثَى شَدِيدُ الأَزْم ليس له ضُرُوسُ ؟ لأَنه إِذا كان صغيراً كان قُراداً فإِذا كَبُرَ سُمِّي حَلَمَةً قال ابن بري صواب إِنشاده ليس بذي ضُرُوسِ قال وكذا أَنشده أَبو علي الفارسي وهو لغة في القُراد وهو مذكر فإِذا كَبُرَ سمي حَلَمة والحلمة مؤنثة لوجود تاء التأْنيث فيها وبعده أَبيات لغز في الشطرنج وهي وخَيْلٍ في الوَغَى بإِزاءِ خَيْلٍ لُهامٍ جَحْفَلٍ لَجِبِ الخَمِيسِ وليسُوا باليهود ولا النَّصارَى ولا العَرَبِ الصُّراحِ ولا المَجُوسِ إِذا اقْتَتَلوا رأَيتَ هناكَ قَتْلى بلا ضَرْبِ الرِّقابِ ولا الرُّؤوس وأَضْراس العَقْلِ وأَضْراسُ الحُلُم أَربعة أَضراس يَخْرُجْنَ بعدما يستحكم الإِنسان والضَّرْسُ العَضُّ الشديد بالضِّرْسِ وقد ضَرَسْتُ الرجلَ إِذا عَضَضْتَه بأَضْراسِك والضَّرْسُ أَن يَضْرَسَ الإِنسان من شيء حامض ابن سيده والضَّرَسُ بالتحريك خَوَرٌ وكلالٌ يصيب الضِّرْسَ أَو السِّنَّ عند أَكل الشيء الحامض ضَرِسَ ضَرَساً فهو ضَرِسٌ وأَضْرَسَه ما أَكله وضَرِسَتْ أَسنانُه بالكسر وفي حديث وَهْبٍ أَن وَلَدَ زِناً في بني إِسرائيل قَرَّبَ قُرْباناً فلم يُقْبَلْ فقال يا رب يأْكل أَبوايَ الحَمْضَ وأَضْرَسُ أَنا ؟ أَنت أَكرم من ذلك فقبل قُرْبانه الحَمْضُ من مراعي الإِبل إِذا رعته ضَرِسَتْ أَسنانها والضَّرَسُ بالتحريك ما يعرض للإِنسان من أَكل الشيء الحامض المعنى يُذْنِبُ أَبواي وأُؤاخذ أَنا بذنبهما وضَرَسَه يَضْرِسُه ضَرْساً عَضَّه والضَّرْسُ تعليم القِدْح وهو أَن تُعَلِّمَ قِدْحَك بأَن تَعَضَّه بأَضراسك فيؤثر فيه ويقال ضَرَسْتُ السَّهْمَ إِذا عَجَمْتَه قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ وأَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ به عَلَمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ وهذا البيت أَورده الجوهري وأَسْمَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ وأَورده غيره كما أَوردناه قال ابن بري وصواب إِنشاده وأَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ صُلْب قال وكذا في شعره لأَن سهام الميسر توصف بالصفرة والصلابة وقال طرفة يصف سهماً من سهام الميسر وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه على النار واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ فوصفه بالصفرة والمَضْبُوحُ المُقَوِّمُ على النار وحِوارُه رُجُوعُه والمُجْمِدُ المُفيضُ ويقال للداخل في جُمادى وكان جُمادى في ذلك الوقت من شهور البرد والعَقْبُ مصدر عَقَبْتُ السَّهم إِذا لَوَيتَ عليه شيئاً وصف نفسه بضرب قِداحِ المَيْسِر في زمن البرد وذلك يدل على كرمه وأَما الضَّرْسُ فالصبح فيه أَنه الحز الذي في وسط السهم وقِدْحٌ مُضَرِّسٌ غير أَملس لأَن فيه كالأَضراس الليث التَّضْريسُ تحزيز ونَبْرٌ يكون في ياقوته أَو لؤْلؤَة أَو خشبة يكون كالضِّرس وقول أَبي الأَسود الدُّؤلي أَنشده الأَصمعي أَتانيَّ في الضَّبْعاء أَوْسُ بنُ عامِرٍ يُخادِعُني فيها بِجِنِّ ضِراسِها فقال الباهلي الضِّراسُ مِيسِمٌ لهم والجِنُّ حِدْثان ذلك وقيل أَراد بِحِدثانِ نتاجها ومن هذا قيل ناقة ضَرُوسٌ وهي التي تَعَضُّ حالِبَها ورجل أَخْرَسُ أَضْرَسُ إِتباعٌ له والضَّرْسُ صَمْتُ يوم إِلى الليل وفي حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما أَنه كره الضَّرْسَ وأَصله من العَضِّ كأَنه عَضَّ على لسانه فصَمَتَ وثوبٌ مُضَرَّسٌ مُوَشَّى به أَثَرُ الطَّيِّ قال أَبو قِلابَةَ الهُذَليّ رَدْعُ الخَلُوقِ بِجِلْدِها فكأَنَّه رَيْطٌ عِتاقٌ في الصَّوانِ مُضَّرَّسُ أَي مُوَشًّى حمله مَرَّةً على اللفظ فقال مُضَرَّسٌ ومَرّةً على المعنى فقال عتاق ويقال رَيْطٌ مُضَرَّسٌ لضرب من الوَشْيِ وتَضارَسَ البِناءُ إِذا لم يِسْتَوِ وفي المحكم تَضَرَّسَ البناءُ إِذا لم يستو فصار كالأَضْراسِ وضَرَسَهم الزمانُ اشتدّ عليهم وأَضْرَسَه أَمر كذا أَقلقه وضَرَّسَتْه الحُروبُ تَضْريساً أَي جَرَّبَتْه وأَحكمته والرجلُ مُضَرَّس أَي قد جَرَّبَ الأُمورَ شمر رجل مُضَرَِّسٌ إِذا كان قد سافر وجَرَّب وقاتَلَ وضارَسْتُ الأُمورَ جَرَّبْتُها وعَرَفْتُها وضَرِسَ بنو فلان بالحرب إِذا لم ينتهوا حتى يقاتلوا ويقال أَصبح القومُ ضَراسى إِذا أَصبحوا جياعاً لا يأْتيهم شيء إِلا أَكلوه من الجوع ومثلُ ضَراسى قوم حَزانى لجماعة الحَزين وواحدُ الضَّراسى ضَريس وضَرَسَتْه الحُروبُ تَضْرِسُه ضَرْساً عَضَتْه وحَرْبٌ ضَرُوسٌ أَكول عَضُوضٌ وناقة ضَرُوسٌ عَضُوشضٌ سيئة الخُلُق وقيل هي العَضُوض لتَذُبَّ عن ولدها ومنه قولهم في الحَرْب قد ضَرِسَ نابُها أَي ساء خُلُقها وقيل هي التي تَعَضُّ حالبها ومنه قولهم هي بِجِنِّ ضِراسِها أَي بِحِدْثانِ نَتاجِها وإِذا كان كذلك حامَتْ عن ولدها وقال بِشْرٌ عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّروسِ من المَلا بشَهْباءَ لا يَمْشي الضَّراءَ رَقِيبُها وضَرَسَ السَّبُعُ فَريسَته مَضَغَها ولم يبتلعها وضَرَسَتْه الخُطُوب ضَرْساً عَجَمَتْه على المَثَل قال الأَخطل كَلَمْحِ أَيْدي متَاكِيلٍ مُسَلِّبَةٍ يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدهرِ والخُطُبِ أَراد الخُطُوبَ فحذف الواو وقد يكون من باب رَهْن ورُهُنٍ والمُضَرَّس من الرجال الذي قد أَصابته البلايا عن اللحياني كأَنها أَصابته بأَضراسِها وقيل المُضَرَّسُ المُجَرَّبُ كما قالوا المُنَجَّذُ وكذلك الضِّرسُ والضَّرِسُ والجمع أَضْراسٌ وكلُّه من الضَّرْسِ والضِّرسُ الرجل الخَشِنُ والضَّرْسُ كفُّ عينِ البُرْقُع والضَّرْسُ طول القيام في الصلاة والضَّرُسُ عَضُّ العِدْلِ والضِّرْسُ الفِنْدُ في الجَبَلِ والضَّرْسُ سُوء الخُلُق والضِِّرْسُ الأَرض الخَشِنَة والضَّرْسُ امتحان الرجل فيما يدّعيه من علم أَو شجاعة والضِّرْسُ الشِّيحُ والرِّمْث ونحوه إِذا أُكلت جُذُولُهُ وأَنشد رَعَتْ ضِرساً بصحراءِ التَّناهِي فأَضْحَتْ لا تُقِيمُ على الجُدُوبِ أَبو زيد الضَّرِسُ والضَّرِمُ الذي يغضب من الجوع والضَّرَسُ غَضَبُ الجُوعِ ورجل ضَرِسٌ غضبان لأَن ذلك يُحَدِّدُ الأَضراس وفلان ضَرِسٌ شَرِسٌ أَي صَعْب الخُلُق وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم اشترى من رجل فرساً كان اسمه الضَّرِسَ فسماه السَكْبَ وأَوّل ما غزا عليه أُحُداً الضَّرِس الصَّعْبُ السيء الخُلُق وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه في الزبير هو ضَبِسٌ ضَرِسٌ ورجل ضَرِسٌ وضَرِيسٌ ومنه الحديث في صفة عَليٍّ رضي اللَّه عنه فإِذا فُزِعَ فُزِعَ إِلى ضَرِسٍ حديد أَي صَعْب العَريكة قَوِيٍّ ومن رواه بكسر الضاد وسكون الراء فهو أَحد الضروس وهي الآكام الخشنة أَي إِلى جبل من حديد ومعنى قوله إِذا فُزع أَي فزع إِليه والتُجئَ فحذف الجار واستتر الضمير ومنه حديثه الآخر كان ما نشاء من ضِرْس قاطع أَي ماضٍ في الأُمور نافذ العَزِيمة يقال فلان ضِرْسٌ من الأَضْراس أَي داهية وهو في الأَصل أَحد الأَسنان فاستعاره لذلك ومنه حديثه الآخر لا يَعَضُّ في العِلم بِضِرْسٍ قاطع أَي لم يُتْقِنه ولم يُحْكِم الأُمور وتَضارَسَ القومُ تَعادَوْا وتَحارَبوا وهو من ذلك والضِّرْسُ الأَكمَةُ الخشنة الغليظة التي كأَنها مُضَرَّسَةٌ وقيل الضِّرْسُ قطعة من القُفِّ مُشْرِفَةٌ شيئاً غليظةٌ جدّاً خشنة الوَطء إِنما هي حَجَر واحد لا يخالطه طين ولا ينبت وهي الضُّروس وإِنما ضَرَسُه غِلْظَةٌ وخُشُونة وحَرَّةٌ مُضَرَّسَة ومَضْروسَة فيها كأَضْراسِ الكلاب من الحجارة والضَّرِيسُ الحجارة التي هي كالأَضراس التهذيب الضِّرْسُ ما خَشُنَ من الآكام والأَخاشب والضَّرْس طَيُّ البئر بالحجارة الجوهري والضُّرُوس بضم الضاد الحجارة التي طُوِيَتْ بها البئر قال ابن مَيَّادَةَ إِما يَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ دَلْوَكَ عن حدِّ الضُّرُوسِ واللَّبِنْ وبئر مَضْروسَةٌ وضَرِيسٌ إِذا كُوِيَتْ بالضَّرُِيس وهي الحجارة وقد ضَرَسْتُها أَضْرُسُها وأَضْرِسُها ضَرْساً وقيل أَن تسدَّ ما بين خَصاصِ طَيِّها بحَجَر وكذا جميع البناء والضَّرْسُ أَن يُلْوَى على الجَرِير قِدٌّ أَو وَتَرٌ ورَيْط مُضَرَّس فيه ضَرْبٌ من الوَشْي وفي المحكم فيه كَصُورِ الأَضراس قال أَبو رِياش إِذا أَرادوا أَن يُذَلِّلُوا الجمل الصعب لاثُوا على ما يقع على خَطْمِه قِدًّا فإِذا يَبِسَ حَزُّوا على خَطْمِ الجمل حَزًّا ليقع ذلك القِدُّ عليه إِذا يَبِسَ فيُؤْلِمَه فَيَذِلَّ فذلك هو الضَّرْسُ وقد ضَرَسْتُه وضَرَّسْتُه وجَرِيرٌ ضَرِسٌ ذو ضِرْسٍ والضَّرْسُ أَن يُفْقَرَ أَنفُ البعير بِمَرْوَةٍ ثم يُوضَع عليه وَتَرٌ أَو قِدٌّ لُوِيَ على الجرير ليُذَلَّلل به فيقال جمل مَضْرُوسُ الجَرير والضِّرْسُ المطرة القليلة والضِّرْسُ المطر الخفيف ووقعت في الأَرض ضُرُوسٌ من مطر إِذا وقع فيها قِطَعٌ متفرِّقة وقيل هي الأَمطار المتفرّقة وقيل هي الجَوْدُ عن ابن الأَعرابي واحدها ضِرْسٌ والضِّرسُ السحابةُ تُمْطِرُ لا عَرضَ لها والضِّرْسُ المَطَرُ ههنا وههنا قال الفراء مررنا بضِرْسٍ من الأَرض وهو الموضع يصيبه المطر يوماً أَو قَدْرَ يوم وناقةٌ ضَرُوسٌ لا يُسْمَعُ لدِرَّتِها صَوْت واللَّه أَعلم

( ضعرس ) الضَّعْرَسُ النَّهِمُ الحَرِيصُ

( ضغس ) الضغيس الكَرَوْيا يمانية حكاه ابن دريد قال ليس بِثَبَت لأَن أَهل اليمن يسمونها التِّقْدَة

( ضغبس ) الضُّغْبُوسُ الضعيف والضُّغْبُوسُ وَلَدُ الثُّرْمُلَةِ والضُّغْبُوسُ الرجل المَهِينُ والضُّغْبُوسُ والضَّغابِيسُ القِثَّاء الصغار وقيل شبيه به يؤكل وقيل الضُّغْبُوسُ أَغْصانٌ شِبْهُ العُرْجُون تنبت بالغَوْرِ في أُصول الثُّمامِ والشَّوْكِ طِوالٌ حُمْرٌ رَخْصَة تؤكل وفي الحديث أَن صَفْوانَ بن أُمَيَّة أَهدى إِلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ضغابيسَ وجِدايَةً هي صغار القثاء واحدها ضُغْبُوسٌ وقيل هو نبت في أُصُول الثُّمامِ يشبه الهِلْيَوْنَ يُسْلَقُ بالخَلِّ والزيت ويؤكل وفي حديث آخر لا بَأْسَ باجتِناء الضَّغابيس في الحَرَم وبه يَشَبَّه الرجل الضعيف يقال رجل ضُغْبُوسٌ قال جَرِير يهجو عمر بن لجَإٍ التَّيْمي قد جَرَّبَتْ عَرَكِي في كلِّ مُعْتَركٍ غُلْبُ الرِّجالِ فما بالُ الضَّغابِيسِ ؟ تَدْعُوكَ تَيْمٌ وتَيْمٌ في قُرى سَبَإِ قد عَضَّ أَعْناقَهُمْ جِلْدُ الجَوامِيسِ والتَّيْمُ أَلأَمُ مَن يَمْشي وأَلأَمُهُمْ ذُهْلُ بنُ تَيْمٍ بنو السُّودِ المَدَانِيسِ تُدْعَى لِشَرِّ أَبٍ يا مِرفَقَيْ جُعَلٍ في الصَّيْفِ تَدخُلُ بَيْتاً غير مَكْنُوسِ قال ابن بري صواب إِنشاده غُلْبُ الأُسُود قال وكذلك هو في شعره والأَغْلَبُ الغليظ الرقبة والعَرَكُ المُعَارَكَةُ في الحرب وقال أَبو حنيفة الضُّغْبُوسُ نباتُ الهِلْيَوْنِ سواء وهو ضعيف فإِذا جَفَّ خَمَّتْه الريح فطيرته وامرأَة ضَغِبَةٌ
( * قوله « وامرأة ضغبة » ليس هذا مشتقّاً من الضغابيس لأن السين فيه غير مزيدة وإنما هو منه كسبط من سبطر ودمث من دمثر ولا فصل بين حرف لا يزاد أَصلاً وبين حرف وقع في موضع غير الزيادة وإن عدّ في جملة الزوائد كذا بهامش النهاية ) مُولَعَةٌ بِحبِّ الضَّغابِيسِ وقد تقدم في حرف الباء والضُّغْبُوسُ الخبيث من الشياطين

( ضفس ) ضَفَسْتُ البعير جَمَعْت له ضِغْثاً من خَلًى فأَلْقَمْته إِياه كَضفَزْته

( ضمس ) ضَمَسَه يَضْمِسُه ضَمْساً مَضَغَه مَضْغاً خَفِيّاً وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه عن الزبير ضَرِسٌ ضَمِسٌ قال ابن الأَثير والرواية ضَبِسٌ قال والميم قد تبدل من الباء وهما بمعنى الصَّعْب العَسِر

( ضنبس ) الضَّنْبِسُ الرِّخْوُ اللئيم ورجل ضِنْبِسٌ ضعيف البَطْشِ سريع الانكسار واللَّه أَعلم

( ضنفس ) الضِّنْفِسُ الرِّخْوُ اللئيم

( ضهس ) ضَهَسَه يَضْهَسُه ضَهْساً عَضَّه بمُقَدَّم فيه وفي كلام بعضهم إِذا دَعَوْا على الرجل لا يأْكل إِلا ضاهِساً ولا يَشْربُ إِلا قارِساً ولا يَحْلُب إِلا جالِساً يريدون لا يأْكل ما يتكلف مَضْغه إِنما يأْكل النَّزْرَ القليل من نبات الأَرض ويأْكله بمُقَدَّم فيه والقارِسُ البارد أَي لا يشرب إِلا الماء دون اللبن ولا يَحْلُبُ إِلا جالساً يدعو بحلب الغنم وعدم الإِبل

( ضيس ) ضاسَ النبتُ يَضِيسُ هاج حكاه أَبو حنيفة وقال مرة هو أَول الهَيْج نَجْدِيَّة وضاسٌ اسم جبل قال ابن سيده وإِنما قضينا بأَن أَلفه ياء وإِن كانت عيناً والعين واواً أَكثر منها ياء لوجودنا يَضِيسُ وعدمنا هذه المادة من الواو جملة قال تَهَبَّطْنَ من أَكناف ضاسَ وأَيْلَةٍ إِليها ولو أَغْرى بهنَّ المُكَلِّبُ

( طبس ) التَّطْبِيسُ التَّطْبيقُ والطَّبَسان كُورَتانِ بِخُراسانَ قال مالك بن الرَّيب المازني دعاني الهوى من أَهْلِ أَوْدَ وصُحْبَتي بذي الطَّبَسَيْنِ فالْتَفَتُّ ورائيا
( * وفي رواية أخرى مِن أَهلِ وُدّي )
وفي التهذيب والطَّبَسَينِ كُورَتان من خُراسان ابن الأَعرابي الطَّبْسُ الأَسْوَدُ من كل شيء والطَّبْسُ الذئب وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه كيف لي بالزُّبَيْر وهو رجل طِبْسٌ أَراد أَنه يشبه الذئب في حِرْصِه وشَرَهِهِ قال الحَرْبي أَظنه أَراد لَقِسٌ أَي شَرِه حريص

( طحس ) ابن دُرَيْدٍ والطَّحْسُ يكنى به عن الجماع يقال طَحَسَها وطَحَزَها قال الأَزهري وهذا من مناكير ابن دريد

( طخس ) الطِّخْسُ الأَصل الجوهري الطِّخْسُ بالكسر الأَصلُ والنِّجارُ ابن السكيت إِنه لَلَئيم الطِّخْسِ أَي لئيم الأَصل وأَنشد إِنَّ امْرَأً أُخِّرَ من أَصْلنا أَلأَمُنا طِخْساً إِذا يُنْسَبُ وكذلك لئيم الكِرْسِ والإِرْسِ ابن الأَعرابي يقال فلان طِخْسُ شَرٍّ وسبيل شَرّ وسِنُّ شر وصِنْوُ شرّ ورِكْبَةُ شر وبِلْوُ شر وكُمَّر شر وفِرْقُ شرّ إِذا كان نهايةً في الشر

( طرس ) الطِّرْسُ الصحيفة ويقال هي التي مُحِيت ثم كتبت وكذلك الطِّلْسُ ابن سيده الطِّرْسُ الكتاب الذي محي ثم كتب والجمع أَطْراس وطُروس والصاد لغة الليث الطِّرْس الكتاب المَمْحُوُّ الذي يستطاع أَن تعاد عليه الكتابة وفِعْلُك به التَّطْريسُ وطَرَّسَه أَفسده وفي الحديث كان النَخَعِيُّ يأْتي عبيدة في المسائل فيقول عبيدةُ طَرِّسْها يا أَبا إِبراهيم أَي امْحُها يعني الصحيفة يُقال طَرَّسْتُ الصحيفة إِذا أَنعمت محوها وطَرَسَ الكتابَ سَوَّده ابن الأَعرابي المُتَطَرِّسُ والمُتَنَطِّسُ المُتَنَوِّقُ المختار قال المَرَّارُ الفَقْعَسي يصف جارية بيضاءُ مُطْعَمَةُ المَلاحةِ مِثْلُها لَهْوُ الجَليسِ ونِيقةُ المُتَطَرِّسِ وطَرَسُوسُ
( * قوله « وطرسوس » كحلزون واختار الأَصمعي فيه ضم الطاء كعصفور اه شارح القاموس ) بلد بالشام ولا يخفف إِلا في الشعر لأَن فَعْلُولاً ليس من أَبنيتهم واللَّه أَعلم

( طرطس ) الطَّرْطَبِيسُ الناقة الخَوَّارةُ ويقال ناقة طَرْطَبِيسٌ إِذا كانت خَوَّارةً في الحَلْبِ والطَّرْطَبِيس والدَّرْدَبيسُ واحد وهي العجوز المسترخِيَة والطَّيْسُ والطَّيْسَلُ والطَّرْطَبيسُ بمعنى واحد في الكثرة والطَّرْطَبيسُ الماء الكثير

( طرفس ) الطِّرْفِسانُ القطعة من الأَرض وقيل من الرمل قال ابن مقبل فَمَرَّتْ على أَطْرافِ هِرّ عَشِيَّةً لها التَّوأَبانِيَّانِ لم يَتفَلْفَلا أُنِيخَت فَخرَّتْ فوق عُوجٍ ذَوابلٍ ووَسَّدْتُ رأْسي طِرْفِساناً مُنَخَّلا قوله فوق عُوج يريد قوائمها والذوابل القليلة اللحم الصُّلْبة والمُنَخَّل الرمل الذي نخلته الرياح وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال عنى بالطِّرْفِسان الطِّنْفِسَة وبالمُنَخَّلِ المُتَخَيَّر ابن شميل الطِّرْفِساء الظَّلْماءُ ليست من الغيم في شيء ولا تكون ظلماء إِلا بغيم ويقال السماء مُطَرْفِسةٌ ومُطَنْفِسة إِذا اسْتَغْمَدَتْ في السحاب الكثير وكذلك الإِنسان إِذا لبس الثياب الكثيرة مُطَرْفِسٌ ومُطَنْفِسٌ وطَرْفَسَ الرجلُ إِذا حَدَّدَ النظر هكذا رواه الليث بالسين وروى أَبو عمرو وطرفش بالشين المعجمة إِذا نظر وكَسَر عينيه

( طرمس ) الطِّرْمِسُ والطِّرْمِساءُ ممدوداً الظلمةُ وقد يوصف بها فيقال ليلة طِرْمِساءُ وليالٍ طِرْمِساء شديدة الظلمة أَنشد ثعلب وبَلَدٍ كَخَلَقِ العَبايَهْ قَطَعْتُه بِعِرْمِسٍ مَشَّايَهْ في ليلةٍ طَخْياءَ طِرْمِسايَهْ وقد اطْرَمَّسَ الليلُ قال أَبو حنيفة الطِّرْمِساء السحاب الرقيق الذي لا يُواري السماءَ وقيل هو الطِّلْمِساءُ باللام والطِّرْمِساء والطِّلْمِساءُ الظلمة الشديدة وطَرْمَسَ الليل وطَرْسَمَ أَظلم ويقال بالشين المعجمة والطِّرْمِسُ اللئيم الدنيء والطُّرْمُوسُ الخَرُوفُ والطَّرْمَسةُ الانقباض والنُّكُوصُ وطَرْمَسَ الرجلُ كَرِه الشيءَ وطَرْمَسَ الرجلُ إِذا قَطَّبَ وجهَه وكذلك طَلْمَسَ وطَلْسَم وطرْسَمَ ويقال للرجلْ إِذا نَكَصَ هارباً قد طَرْسَمَ وطَرْمَسَ وسَرْطَمَ وطَرْمَسَ الكتابَ محاه والطُّرْمُوسة والطُّرْمُوسُ خُبْزُ المَلَّة واللَّه أَعلم

( طسس ) الطَّسُّ والطَّسَّةُ والكِّسَّة لغة في الطَّسْتِ قال حُمَيْدُ بن ثَوْر كأَنَّ طَسّاً بين قُنْزُعاتِه قال ابن بري البيت لحميد الأَرْقَط وليس لحميد بن ثور كما زعم الجوهري وقبله بَينا الفَتى يَخبِطُ في غَيْساتِه إِذ صَعَدَ الدَّهْرُ إِلى عِفْراتِه فاجْتاحَها بِمِشْفَرَيْ مِبْراته كأَنّ طَسّاً بين قُنْزُعاتِه موتاً تَزِلُّ الكَفُّ عن صَفاتِه الغَيسَةُ النِّعْمَةُ والنَّضارة وعِفْراتِه شعر رأْسه والقُنْزُعَةُ واحدة القنازع وهو الشعر حوالي الرأْس قال رؤبة حتى رَأَتْنِي هامتي كالطَّسِّ تُوقِدُها الشمسُ ائْتِلاقَ التُّرْسِ وجمع الطَِّسِّ أَطْساسٌ وطُسُوسٌ وطَسِيسٌ قال رؤبة قَرْع يَدِ اللَّعَّابَة الطَّسِيسا وجمع الطَّسَّةِ والطِّسَّة طِساسٌ قال ولا يمتنع أَن تجمع طِسَّة على طِسَسٍ بل ذاك قياسه وفي حديث الإِسراء واختلف إِليه ميكائيل بثلاثِ طِساسٍ من زمزم هو جمع طَسٍّ وهو الطَّسْتُ قال والتاء فيه بدل من السين فجمع على أَصله قال الليث الطَّسْتُ هي في الأَصل طَسَّةٌ ولكنهم حذفوا تثقيل السين فخففوا وسكنت فظهرت التاء التي في موضع هاء التأْنيث لسكون ما قبلها وكذلك تظهر في كل موضع سكن ما قبلها غير أَلف الفتح قال ومن العرب من يُتَمم الطَِّسَّةَ فيُثقِّل ويُظْهِر الهاء قال وأَما من قال إِن التاء التي في الطَّسْتِ أَصلية فإِنه ينتقض عليه قوله من وجهين أَحدهما أَن الطاء والتاءَ لا يدخلان في كلمة واحدة أَصلية في شيء من كلام العرب والوجه الثاني أَن العرب لا تجمع الطَّسْتَ إِلاَّ بالطِّساسِ ولا تصغرها إِلا طُسَيْسَة قال ومن قال في جمعها الطَّسَّات فهذه التاء هي تاء التأْنيث بمنزلة التاء التي في جماعات النساء فإِنه يجرّها في موضع النصب قال اللَّه تعالى أَصْطَفَى البناتِ على البنين ومن جعل هاتين اللتين في الابْنَةِ والطَّسْتِ أَصليتين فإِنه ينصبهما لأَنهما يصيران كالحروف الأَصلية مثل تاء أَقوات وأَصوات ونحوه ومن نصب البنات على أَنه لفظ فَعَالٍ انتقض عليه مثلُ قوله هِباتٍ وذواتٍ قال الأَزهري وتاء البنات عند جميع النحويين غير أَصلية وهي مخفوضة في موضع النصب وقد أَجمع القُرَّاء على كسر التاء في قوله تعالى أَصطفى البنات على البنين وهي في موضع النصب قال المازني أَنشدني أَعرابي فصيح لو عَرَضَتْ لأَيْبُلِيٍّ قَسِّ أَشْعَثَ في هَيْكَلِهِ مُنْدَسِّ حَنَّ إِليها كَحَنِينِ الطَّسِّ قال جاء بها على الأَصل لأَن أَصلها طَسٌ والتاء في طَسْتٍ بدل من السين كقولهم سِتَّة أَصلها سِدْسة وجمع سِدْسٍ أَسْداسُ وسِدْسٌ مبنيٌ على نفسه قال أَبو عبيدة ومما دخل في كلام العرب الطَّسْتُ والتَّوْرُ والطَّاجِنُ وهي فارسية كلها
( * قوله « وهي فارسية كلها » وقيل إن التور عربي صحيح كما نقله الجوهري عن ابن دريد ) وقال غيره أَصله طَسْت فلما عربته العرب قالوا طَسٌّ فجمعوه طُسُوساً قال ابن الأَعرابي الطَّسِيسُ جمع الطَّسِّ قال الأَزهري جمعوه على فَعِيل كما قالوا كَلِيب ومَعِيز وما أَشبهها وطيء تقول طَسْتٌ وغيرهم طَسٌّ قال وهم الذين يقولون لِصْتٌ للِّصِّ وجمعه لُصُوتٌ وطُسُوت عندهم وفي حديث زِرٍّ قال قلت لأُبَيّ بن كعبٍ أَخبرني عن ليلة القَدْر فقال إِنها في ليلة سبع وعشرين قلت وأَنَّى عَلِمْتَ ذلك ؟ قال بالآية التي نبأَنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قلت فما الآية ؟ قال أَن تَطْلُعَ الشمسُ غَداةَ إِذٍ كأَنها طَسٌّ ليس لها شُعاع قال سفيان الثوري الطَّسُّ هو الطَّسْتُ والأَكثر الطَّسُّ بالعربية قال الأَزهري أَراد أَنهم لما عَرَّبوه قالوا طَسٌّ والطَّسَّاسُ بائع الطُّسُوسِ والطِّساسةُ حِرْفَتُه وفي نوادر الأَعراب ما أَدري أَين طَسَّ ولا أَين دَسَّ ولا أَين طَسَمَ ولا أَين طَمَس ولا أَين سَكَعَ كله بمعنى أَين ذهب وطَسَّسَ في البلاد أَي ذهب قال الراجز عَهْدي بأَظْعانِ الكَتُوم تُمْلَسُ صِرْمٌ جَنانِيٌّ بها مُطَسِّسُ وطَسَّ القومُ إِلى المكان أَبْعَدوا في السير والأَطْساسُ الأَظافير والطَّسَّانُ مُعْتَرَكُ الحَرْب عن الهَجَرِيِّ رواه عن أَبي الجُحَيش وأَنشد وخَلُّوا رِجالاً في العَجاجَةِ جُثَّماً وزُحْمةُ في طَسَّانِها وهو صاغِرُ

( طعس ) الطَّعْس كلمة يكنى بها عن النكاح

( طغمس ) الطُّغْمُوسُ الذي أَعْيا خُبْثاً الليث الطُّغْمُوسُ المارد من الشياطين والخبيث من القطارب

( طفس ) الطَّفَسُ قَذَرُ الإِنسان إِذا لم يتعهد نفسه بالتنظيف رجل نَجِسٌ طَفِسٌ قَذِرٌ والأُنثى طَفِسة والطَّفَسُ بالتحريك الوَسَخُ والدَّرَنُ وقد طَفِسَ الثوبُ بالكسر طَفَساً وطفاسَةً وطَفَسَ الرجل مات وهو طافس ويروى بيت الكميت وذا رَمَقٍ منها يُقَضِّي وطافِسا يصف الكلاب الجوهري طَفَسَ البِرْذَوْنُ يَطْفِسُ طُفُوساً أَي مات

( طفرس ) طِفْرِسٌ سَهلٌ لَيِّنٌ

( طلس ) الطَّلْسُ لغة في الطِّرْس والطَّلْسُ المَحْوُ وطَلَسَ الكتاب طَلْساً وطَلَّسه فتَطَلَّسَ كطَرَّسه ويقال للصحيفة إِذا محيت طِلْس وطِرْسٌ وأَنشد وجَوْنِ خَرْقٍ يَكْتَسي الطُّلُوسا يقول كأَنما كُسِيَ صُحُفاً قد محيت مرة لدُرُوس آثارها والطِّلسُ كتاب قد مُحِيَ ولم يُنعَمْ مَحْوُه فيصير طِلْساً ويقال لجِلْدِ فَخِذِ البعير طِلْسٌ لتساقط شعره ووَبَرِه وإِذا محوت الكتاب لتفسد خطه قلت طَلَسْتُ فإِذا أَنعمت محوه قلت طَرَسْتُ وفي الحديث عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه أَمَرَ بطَلْس الصُّوَرِ التي في الكعبة قال شمر معناه بطَمْسِها ومَحْوِها ويقال اطْلِسِ الكتابَ أَي امْحُه وطَلَسْت الكِتابَ أَي محوته وفي الحديث قولُ لا إِله إِلا اللَّه يَطْلِس ما قبله من الذنوب وفي حديث عليّ رضي اللَّه عنه قال له لا تَدَعْ تِمْثالاً إِلا طَلَسْتَه أَي مَحَوْتَه وقيل الأَصل فيه الطُّلْسَةُ وهي الغُبْرَةُ إِلى السواد والأَطْلَسُ الأَسودُ والوَسَخُ والأَطْلَسُ الثوب الخَلَقُ وكذلك الطِلَسُ بالكسر والجمع أَطْلاسٌ يقال رجل أَطْلَسُ الثوب قال ذو الرمة مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ ليس له إِلا الضِّراءُ وإِلا صَيْدُها نَشَبُ وذئب أَطْلَسُ في لونه غُبْرةٌ إِلى السواد وكل ما كان على لونه فهو أَطْلَسُ والأُنثى طَلْساءُ وهو الطِّلْسُ ابن شُمَيْل الأَطْلَسُ اللِّصُّ يشبَّه بالذئب والطَّلَسُ والطَّلَسةُ مصدر الأَطْلَسِ من الذئاب وهو الذي تساقط شعره وهو أَخبث ما يكون والطِّلْسُ الذئب الأَمْعَطُ والجمع الطُّلْسُ التهذيب والطَّلْسُ والطَّمْسُ واحدٌ وفي حديث أَبي بكر رضي اللَّه عنه أَن مُوَلِّداً أَطْلَس سرق فقطع يده قال شمر الأَطْلَسُ الأَسود كالحَبَشِيِّ ونحوه قال لبيد فأَطارَني منه بِطِرْسٍ ناطِقٍ وبِكُلِّ أَطْلَسَ جَوْبُه في المَنْكِبِ أَطْلَس عبدٌ حَبَشِيّ أَسود وقيل الأَطْلَسُ اللِّصُّ شبه بالذئب الذي تساقط شعره والطِّلْسُ والأَطْلَسُ من الرجال الدَّنِسُ الثياب شبه بالذئب في غُبْرة ثِيابه قال الراعي صادَفْتُ أَطْلَسَ مَشَّاءً بأَكْلُبِه إِثْرَ الأَوابِدِ لا يَنْمِي له سَبَدُ ورجل أطْلَسُ الثياب وَسِخُها وفي الحديث تأْتي رجالاً طُلْساً أَي مُغْبَرَّةَ الأَلوان جمع أَطْلَسَ وفلان عليه ثوب أَطْلَسُ إِذا رُمِيَ بقبيح وأَنشد أَبو عبيد ولَسْتُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَيْنِ يُصْبي حَلِيلَتَه إِذا هَدَأَ النِّيامُ لم يرد بحليلته امرأَته ولكن أَراد جارته التي تُحالُّه في حِلَّتِه وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَن عاملاً له وَفَدَ عليه أَشْعَثَ مُغْبَرّاً عليه أَطْلاسٌ يعني ثياباً وَسِخَةً يقال رجل أَطْلَسُ الثوب بَيِّنُ الطُّلْسةِ ويقال للثوب الأَسودِ الوَسِخ أَطْلَسُ وقال في قول ذي الرمة بطَلْساءَ لم تَكْمُل ذِراعاً ولا شِبْرا يعني خِرْقَةً وَسِخَةً ضَمَّنها النارَ حين اقْتدح والطَّيْلَسُ والطَّيْلَسانُ ضرب من الأَكسية
( * قوله « ضرب من الأَكسية » أَي أَسود قال المرار بن سعيد الفقعسي فرفعت رأسي للخيال فما أَرى غير المطي وظلمة كالطيلس كذا في التكملة ) قال ابن جني جاء مع الأَلف والنون فَيْعَلٌ في الصحيح على أَن الأَصمعي قد أَنكر كسرة اللام وجَمع الطَّيلَس والطَّيْلَِسان والطّيلُسان طَيالِس وطَيالِسة دخلت فيه الهاء في الجمع للعجمة لأَنه فارسي معرّب والطَّالِسانُ لغة فيه قال ولا أَعرف للطَّالسان جمعاً وقد تَطَلْيَسْتُ بالطَّيْلَسان وتَطَيْلَسْتُ التهذيب الطَّيْلسان تفتح اللام فيه وتكسر قال الأَزهري ولم أَسمع فَيْعِلان بكسر العين إِنما يكون مضموماً كالخَيْزُرانِ والحَيْسُمانِ ولكن لما صارت الضمة والكسرة أُختين واشتركتا في مواضع كثيرة دخلت الكسرة موضع الضمة وحكي عن الأَصمعي أَنه قال الطيلسان ليس بعربي قال وأَصله فارسي إِنما هو تالشان فأُعرب قال الأَزهري لم أَسمع الطَّيْلِسان بكسر اللام لغير الليث وروى أَبو عبيد عن الأَصمعي أَنه قال السُّدُوسُ الطَّيْلَسان هكذا رواه الجوهري والعامة تقول الطَّيْلِسانُ ولو رخَّمت هذا في موضع النداء لم يجز لأَنه ليس في كلامهم فَيْعِل بكسر العين إِلا معتلاًّ نحو سَيِّدٍ ومَيِّتٍ واللَّه أَعلم

( طلمس ) ليلة طِلْمِساءُ كطِرْمِساء والطِّلْمِساء والطِّرْمساء الليلة الشديدة والطِّلْمِساء الرقيق من السحاب وقال أَبو خَيْرَة هو الطِّرْمِساء بالراء وقيل الطِّلْمِساء الأَرض التي ليس بها منار ولا عَلَم وقال المَرَّارُ لقد تَعسَّفْتُ الفَلاة الطِّلمِسا يَسِير فيها القومُ خِمْساً أَمْلَسا وطَرْمَسَ الرجلُ إِذا قَطَّبَ وجهه وكذلك طَلْمَسَ وطَلْسَمَ

( طلنس ) ابن بُزُرج اطْلَنْسَأْتُ أَي تَحَوَّلْتُ من منزل إِلى منزل

( طمس ) الطُّمُوس الدروس والانْمِحاء وطَمَس الطريقُ وطَسَمَ يَطْمِسُ ويَطْمُسُ طُموساً درَسَ وامَّحى أَثَرُه قال العجاج وإِن طَمَسَ الطريقُ تَوَهَّمَتْه بخَوْصاوَيْنِ في لَحِجٍ كَنِينِ وطَمَسْتُه طَمْساً يَتَعَدَّى ولا يتعدَّى وانْطَمَس الشيءُ وتَطَمَّسَ امَّحَى ودَرَسَ قال شمر طُموسُ البصر ذهاب نوره وضوئه وكذلك طُمُوس الكواكب ذهاب ضَوْئها قال ذو الرمة فلا تَحْسِبي شَجِّي بك البيدَ كلما تَلأْلأَ بالغَوْرِ النجومُ الطَّوامِسُ وهي التي تخفى وتغيب ويقال طَمَسْتُه فطَمَس طُمُوساً إِذا ذهب بصره وطُمُوس القلب فسادُه أَبو زيد طَمَس الرجلُ الكتابَ طُموساً إِذا دَرَسه وفي صفة الدَّجَّال أَنه مَطْموسُ العين أَي مَمْسُوحها من غير فحش والطَّمْسُ استئصال أَثر الشيء وفي حديث وَفْدِ مَذْحِج ويُمْسي سَرابُها طامِساً أَي يذهب مرة ويجيء أُخرى قال ابن الأَثير قال الخطابي كان الأَشبه أَن يكون سَرابُها طامياً ولكن كذا يروى وطَمَس اللَّهُ عليه يَطْمِسُ وطَمَسَه وطُمِسَ النجمُ والقمر والبصر ذهب ضوءُه وقال الزجاج المَطْموس الأَعمى الذي لا يبين حَرْفُ جَفْنِ عينه فلا يرى شُفْرُ عينيه وفي التنزيل العزيز ولو نشاء لطَمَسْنا على أَعينهم يقول لو نشاء لأَعميناهم ويكون الطموس بمنزلة المسخ للشيء وكذلك قوله عز وجل من قبل أَن تَطْمِسَ وُجُوهاً قال الزجاج فيه ثلاثة أَقوال قال بعضهم يجعل وجوههم كأَقفيتهم وقال بعضهم يجعل وجوههم منابت الشعر كأَقفيتهم وقيل الوجوه ههنا تمثيل بأَمر الدين المعنى من قبل أَن نضلهم مجازاة لما هم عليه من العناد فنضلهم إِضلالاً لا يؤمنون معه أَبداً قال وقوله تعالى ولو نشاء لطمسنا على أَعينهم المعنى لو نشاء لأَعميناهم وقال في قوله تعالى ربنا اطْمِسْ على أَموالهم أَي غَيِّرْها قيل إِنه جعل سُكَّرَهم حجارة وتأْويل طَمْسِ الشيء ذهابُه عن صورته والطَّمْسُ آخر الآيات التسع التي أُوتيها موسى عليه السلام حين طُمِسَ على مال فرعون بدعوته فصارت حجارة جاء في التفسير أَنه صير سُكَّرَهم حجارة وأَرْبُعٌ طِماسٌ دارِسَة والطَّامِسُ البعيدُ وطَمَسَ الرجلُ يَطْمُس طُمُوساً بَعُدَ وخَرْقٌ طامِسٌ بعيد لا مَسْلك فيه وأَنشد شمر لابن مَيَّادة ومَوْماةٍ يَحارُ الطِّرْفُ فيها صَمُوتِ الليلِ طامِسَةِ الجِبالِ قال طامسة بعيدة لا تتبين من بُعد وتكون الطَّامِسة التي غطاها السَّراب فلا ترى وطَمَسَ بعينه نظر نظراً بعيداً والطَّامِسِيَّة موضع قال الطِّرِمَّاح بن الجَهْم انْظُرْ بعينِك هل تَرَى أَظْعانَهُم ؟ فالطَّامِسِيَّةُ دُونَهُنَّ فَثَرْمَدُ الأَزهري قال أَبو تراب سمعت أَعرابيّاً يقول طَمَسَ في الأَرض وطَهَسَ إِذا دخَل فيها إِما راسخاً وإِما واغلاً وقال شجاع بالهاء ويقال ما أَدري أَين طَمَسَ وأَين طَوَّسَ أَي أَين ذهب الفراء في كتاب المصادر الطَّماسَةُ كالحَزْرِ وهو مصدر يقال كم يكفي داري هذه من آجُرَّةٍ ؟ قال اطْمِسْ أَي احْزُِرْ

( طمرس ) الطِّمْرِس الدَّنيء اللئيم والطُّرْمُوسُ الخَرُوفُ والطِّمْرِساء السحاب الرقيق كالطِّرْمِساء عن أَبي حنيفة الجوهري الطِّمْرِسُ والطُّمْرُوسُ الكذاب

( طملس ) الجوهري رَغِيفٌ طَمَلَّسٌ بتشديد اللام أَي جافٌّ قال ابن الأَعرابي قلت للعُقَيْلِيِّ هل أَكلت شيئاً ؟ فقال قُرْصَتَيْنِ طَمَلَّسَتَيْن

( طنس ) ابن الأَعرابي الطَّنَسُ الظلمة الشديدة قال والنُّسُطُ الذين يستخرجون أَولاد النُّوق إِذا تَعَسَّر وِلادُها قال الأَزهري النون في هذين الحرفين مبدلة من الميم فالطِّنْسُ أَصله الطَّمْسُ أَو الطَّلْس والنَّسْطُ مثل المَسْطِ سواء وكلاهما مذكور في بابه

( طنفس ) الطِّنْفِسَة والطُّنْفُسة بضم الفاء الأَخيرة عن كراع النُّمْرُقَة فوق الرحل وجمعها طَنافِسُ وقيل هي البِساط الذي له خَمْلٌ رقيق ولها ذكر في الحديث ابن الأَعرابي طَنْفَسَ إِذا ساء خُلُقه بعد حُسْن ويقال للسماء مُطَرْفِسَة ومُطَنْفِسَة إِذا اسْتَغْمَدت في السحاب الكثير وكذلك الإِنسان إِذا لبس الثياب الكثيرة مُطَرْفِسٌ ومُطَنْفِس

( طهس ) قال أَبو تراب سمعت أَعرابيّاً يقول طَمَسَ في الأَرض وطَهَسَ إِذا دخل فيها إِما دخل فيها إِما راسخاً وإِما واغِلاً وقال شجاع بالهاء

( طهلس ) التهذيب في الرباعي الليث الطِّهْلِيسُ العسكر الكثيف وأَنشد جَحْفَلاً طِهْلِيسا

( طوس ) طاسً الشيءً طَوْساً وَطِئَه والطَّوْسُ الحُسْنُ وقد تَطَّوَّسَتِ الجاريةُ تزينت ويقال للشيء الحَسَن إِنه لَمُطَوَّسٌ وقال رؤبة أَزْمانَ ذاتِ الغَبْغَبِ المُطَوَّسِ ووجه مُطَوَّسٌ حسن وقال أَبو صخر الهذلي إِذ تَسْتَبسِي قَلْبِي بِذي عُذَرٍ ضافٍ يَمُجُّ المِسْك كالكَرْمِ ومُطَوَّسٍ سَهْلٍ مَدامِعُه لا شاحِبٍ عارٍ ولا جَهْمِ وقال المُؤَرِّج الطاؤُوسُ في كلام أَهل الشام الجميل من الرجال وأَنشد فلو كنتَ طاؤُوساً لكنتَ مُمَلَّكاً رُعَيْنُ ولكن أَنتَ لأْمٌ هَبَنْقَعُ قال واللأْمُ اللئيم ورُعَيْن اسم رجل والطاؤُوس في كلام أَهل اليمن الفِضَّة والطاؤُوس الأَرض المُخْضَرَّة التي عليها كلُّ ضَرْبٍ من الوَرْدِ أَيامَ الربيع أَبو عمرو طاسَ يَطُوسُ طَوساً إِذا حَسُنَ وجهُه ونَضَرَ بعد عِلَّةٍ وهو مأْخوذ من الطَّوْسِ وهو القمر الأَشجعي يقال ما أَدري أَين طَمَسَ وأَين طَوَّسَ أَي أَين ذهب والطاؤُوس طائر حسن همزته بدل من واو لقولهم طَواويس وقد جمع على أطْواسٍ باعتقاد حذف الزيادة ويُصَغِّرُ الطَّاؤُوس على طُوَيْسٍ بعد حذف الزيادة وطُوَيْسٌ اسم رجل ضُرِب به المثل في الشؤم قال وأُراه تصغير طاؤوس مُرَخَّماً وقولهم أَشأَم من طُوَيْسٍ هو مخنث كان بالمدينة وقال يا أَهل المدينة تَوَقَّعُوا خروجَ الدجال ما دُمْتُ بين ظَهْرانَيْكُمْ فإِذا مُتُّ فقد أَمنتم لأَني ولدت في الليلة التي تُوُفِّيَ فيها رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وفُطِمْتُ في اليوم الذي توفي فيه أَبو بكر رضي اللَّه عنه وبلغت الحُلُمَ في اليوم الذي قتل فيه عمر رضي اللَّه عنه وتزوّجت في اليوم الذي قتل فيه عثمان رضي اللَّه عنه وولد لي في اليوم الذي قتل فيه عليّ رضي اللَّه عنه وكان اسمه طاؤُوساً فلما تخنث جعله طُوَيْساً وتَسَمَّى بعبد النَّعِيم وقال في نفسه إِنني عبد النعيم أَنا طاؤُوس الجحيم وأَنا أَشأَم من يم شي على ظهر الحَطيم والطَّاسُ الذي يُشرب به وقال أَبو حنيفة هو القاقُوزَّةُ والطَّوْسُ الهلال وجمعه أَطواسٌ وطُواسٌ من ليالي آخر الشهر وطُوسُ وطُواسُ موضعان والطَّوْسُ القمرُ والطُّوسُ دواء المَشِيِّ واللَّه أَعلم

( طيس ) الطَّيْسُ الكثير من الطعام والشراب والماء والعَدَدُ الكثير وقيل هو الكثير من كل شيء وطاسَ الشيءُ يَطِيسُ طَيْساً إِذا كثر قال رؤبة عَدَدْتُ قَوْمِي كعَدِيدِ الطَّيْسِ إِذ ذَهَبَ القومُ الكرامُ لَيْسِي أَراد بقوله ليسي غيري قال واختلفوا في تفسير الطَّيْسِ فقال بعضهم كل من على ظهر الأَرض من الأَنام فهو من الطَّيْسِ وقال بعضهم بل هو كل خَلْقٍ كثير النَّسْل نحو النمل والذباب والهوامّ وقيل يعني الكثير من الرَّمْلِ وحِنْطة طَيْسٌ كثيرة قال الأَخطل خَلُّوا لَنا رَاذانَ والمَزارِعا وحِنْطَةً طَيْساً وكَرْماً يانِعا وقال آخر يصف حميراً فَصَبَّحَتْ من شُبْرُمانَ مَنْهَلا أَخْضَرَ طَيْساً زَغْرَبِيّاً طَيْسَلا والطَّيْسَلُ مثل الطَّيْسِ واللام زائدة والطَّيْس ما على الأَرض من التراب والغَمام وقيل ما عليها من النمل والذباب وجميع الأَنام والطَّيْس والطَّيْسَلُ والطَّرْطَبيس بمعنى واحد في الكثرة واللَّه أَعلم

( عبس ) عَبَسَ يَعْبِسُ عَبْساً وعَبَّس قَطَّبَ ما بين عينيه ورجل عابِسٌ من قوم عُبُوسٍ ويوم عابِسٌ وعَبُوسٌ شديدٌ ومنه حديث قُس يَبْتَغِي دَفْعَ باسِ يَومٍ عَبُوسٍ هو صفة لأَصحاب اليوم أَي يوم يُعَبَّسُ فيه فأَجراه صفة على اليوم كقولهم ليل نائم أَي يُنام فيه وعَبَّسَ تَعْبِيساً فهو مُعَبِّسٌ وعَبَّاسٌ إِذا كَرَّه وجهه شُدِّدَ للمبالغة فإِن كَشَر عن أَسنانه فهو كالِحٌ وقيل عَبَّسَ كَلَحَ وفي صفته صلى اللَّه عليه وسلم لا عابِسٌ ولا مُفْنِدٌ
( * قوله « ولا مفند » بهامش النهاية ما نصه كسر النون من مفند أَولى لأن الفتح شمله قولها أَي أم معبد ولا هذر وأَما الكسر ففيه أَنه لا يفند غيره بدليل أَنه كان لا يقابل أَحداً في وجهه بما يكره ولانه يدل على الخلق العظيم ) العابسُ الكريهُ المَلْقى الجَهْمُ المُحَيَّا والتَّعَبُّسُ التَّجَهُّم وعَنْبَسٌ وعَنْبَسَةُ وعَنابِسٌ والعَنْبَسيُّ من أَسماء الأَسد أُخذ من العُبُوسِ وبها سمي الرجل وقال القطامي وما غَرَّ الغُواةَ بَعَنْبَسِيٍّ يَشَرَّدُ عن فَرائِسِه السِّباعا وفي الصحاح والعَنْبَسُ الأَسد وهو فَنْعَلٌ من العُبوس والعَبَسُ ما يَبِسَ على هُلْبِ الذَّنَب من البول والبعر قال أَبو النجم كأَنَّ في أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ مِنْ عَبَسِ الصَّيف قرونَ الأُيَّلِ وأَنشده بعضهم الأُجَّلِ على بدل الجيم من الياء المشددة وقد عَبِسَتِ الإِبلُ عَبَساً وأَعْبَسَتْ علاها ذلك وفي الحديث أَنه نظر إِلى نَعَمِ بني المُصْطَلِق وقد عَبِسَتْ في أَبوالها وأَبعارها من السِّمَنِ فَتَقَنَّعَ بثوبه وقرأَ ولا تَمُدَّنَّ عينيك إِلى ما مَتَّعْنا به أَزْواجاً منهم قال أَبو عبيد عَبِسَتْ في أَبوالها يعني أَن تَجِفَّ أَبوالُها وأَبعارُها على أَفخاذها وذلك إِنما يكون من الشحم وذلك العَبَسُ وإِنما عدّاه بفي لأَنه في معنى انغمست قال جرير يصف راعية تَرى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً بِكُوعِها لها مَسَكاً مِن غَيرِ عاجٍ ولا ذَبْلِ والعَبَسُ الوَذَحُ أَيضاً وعَبِسَ الوَسَخُ عليه وفيه عَبَساً يَبِسَ وعَبِسَ الثوبُ عَبَساً يَبِسَ عليه الوَسَخُ وفي حديث شريح أَنه كان يَرُدُّ من العَبَس يعني العَبْدَ البَوَّال في فراشه إِذا تعوَّده وبان أَثره على بدنه وفراشه وعَبِسَ الرجلُ اتسخ قال الراجز وقَيِّمُ الماءِ عَليْهِ قَدْ عَبِسْ وقال ثعلب إِنما هو قد عَبَسَ من العُبوسِ الذي هو القُطُوبُ وقول الهذلي ولَقَدْ شَهِدْتُ الماءَ لم يَشْرَبْ بِهِ زَمَنَ الرَّبيعِ إِلى شُهور الصَّيِّفِ إِلا عَوابسُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ بالليلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ قال يعقوب يعني بالعوابس الذئاب العاقدة أَذنابها وبالمراط السهام التي قد تَمَرَّط ريشها وقد أَعْبَسَه هو والعَبْوَسُ الجمع الكثير والعَبْسُ ضرب من النبات يسمى بالفارسية سِيسَنْبَر وعَبْسٌ قبيلة من قَيْسِ عَيْلانَ وهي إِحدى الجَمَراتِ وهو عَبْسُ بنُ بَغِيضِ بن رَيْث بن غَطَفان بن سَعْد بن قَيس بن عَيْلان والعَنابِسُ من قريش أَولاد أُمَيَّةَ بن عبد شمس الأَكبر وهم ستة حَرْبٌ وأَبو حرب وسفيان وأَبو سفيان وعمرو وأَبو عمرو وسُمُّوا بالأُسْد والباقون يقال لهم الأَعْياصُ وعابِسٌ وعَبَّاس والعباس اسْمٌ عَلَمٌ فمن قال عباس فهو يجريه مجرى زيد ومن قال العباس فإِنما أَراد أَن يجعل الرجل هو الشيء بعينه قال ابن جني العباس وما أَشبهه من الأَوصاف الغالبة إِنما تعرّفت بالوضع دون اللام وإِنما أُقرت اللام فيها بعد النقل وكونها أَعلاماً مراعاة لمذهب الوصف فيها قبل النقل وعَبْسٌ وعَبَسٌ وعُبَيْسٌ أَسماء أَصلها الصفة وقد يكون عبيس تصغير عَبْسٍ وعَبَسٍ وقد يكون تصغير عَبَّاسٍ وعابِسٍ تصغير الترخيم ابن الأَعرابي العَبَّاسُ الأَسد الذي تهرب منه الأُسْدُ وبه سمي الرجل عَبَّاساً وقال أَبو تراب هو جِبْسٌ عِبْس لِبْسٌ إِتباعٌ والعَبْسانِ اسم أَرض قال الراعي أَشاقَتْكَ بالعَبْسَيْنِ دارٌ تَنَكَّرَتْ مَعارِفُهاْ إِلا البِلادَ البَلاقِعا ؟

( عبقس ) عَبْقَسٌ من أَسماء الداهية والعَبَنْقَسُ السَّيِّءُ الخُلُق والعَبَنْقَس الناعم الطويل من الرجال قال رؤبة شَوْق العَذارى العارِمَ العَبَنْقَسا والعَبَنْقَسُ الذي جَدَّتاه من قِبَل أَبيه وأُمه أَعجميتان وقد قيل إِنه بالفاء قال ابن السكيت العَبَنْقَسُ الذي جَدَّتاه من قبل أَبيه وأُمه عجميتان وامرأَته عجمية والفَلَنْقَسُ الذي هو عربي لعربيين وجدتاه من قبل أَبويه أَمتان وامرأَته عربية

( عترس ) العَتْرَسَةُ الغَصْب والغَلَبَة والأَخذ بشدِّة وعُنْفٍ وجَفاء وغِلْظَةٍ وقيل الغَلَبَةُ والأَخْذُ غَصْباً يقال أَخَذَ مالَه عَتْرَسَةً وعَتْرَسَه مالَه متعدّ إِلى مفعولين غَصَبَهُ إِياه وقهره وعَتْرَسَهُ أَلزقه بالأَرض وقيل جذبه إِليها وضَغَطَهُ ضَغْطاً شديداً وفي حديث ابن عمر قال سُرِقَتْ عَيْبَةٌ لي ومعنا رجل يُتَّهَمُ فاسْتَعْدَيْتُ عليه عُمَرَ وقلت لقد أَردتُ أَن آتي به مَصْفُوداً فقال تأْتيني به مصفوداً تُعَتْرِسُه ؟ أَي تَقْهَرُه من غير حُكْمٍ أَوجب ذلك وقال الأَزهري في الحديث إِن رجلاً جاء ْإلى عمر برجل قد كَتَفَهُ فقال أَتُعَتْرِسُه ؟ يعني أَتَقْهَرُه وتظلمه دون حُكْمِ حاكمٍ قال شمر وقد روي هذا الحرف مصحَّفاً عن عمر فقال قال عمر بغير بينة وهي تصحيف تُعَتْرِسُه قال وهذا محال لأَنه لو أَقام عليه البينة لم يكن له في الحكم أَن يكتفه وفي حديث عبد اللَّه إِذا كان الإِمامُ تَخاف عَتْرَسَتَه فقل اللهم رَبَّ السموات السبع ورَبَّ العرش العظيم كُنْ لي جاراً من فلان والعَتْرَسُ والعَتَرَّسُ والعِتْريسُ كله الضابط الشديد وقيل هو الجَبَّار الغَضْبان والعِتْريسُ والعَنْتَريسُ الداهية والعِتْريسُ الذَّكَرُ من الغِيلانِ وقيل هو اسم للشيطان والعَنْتَريسُ الناقة الصُّلْبَةُ الوثيقةُ الشديدة الكثيرةُ اللحم الجواد الجريئة وقد يوصف به الفرس قال سيبويه هو من العَتْرَسَةِ التي هي الشدة لم يَحْكِ ذلك غَيْرهُ قال الجوهري النون زائدة لأَنه مشتق من العترسة أَبو عمرو يقال للديك العُتْرُسانُ والعِتْرِسُ وقيل العِتْرِسُ الرجل الحادِرٌ الخَلْقِ العظيمُ الجِْسمِ العَبْلُ المفاصلِ ومثله العردس قال العجاج ضَخْم الخُباساتِ إِذا تَخَبَّسا عَصْباً وإِن لاقى الصِّعابَ عَتْرَسا يقال عَتْرَسَ أَخذ بجفاء وخُرْقٍ والعَنْتَريسُ الشجاع وأَنشد قول أَبي دُواد يصف فرساً كلُّ طِرْفٍ مُوَثَّقٍ عَنْتَريسٍ مُسْتَطِيلِ الأَقْرابِ والبُلْعُومِ وعنى بالبلعوم جَحْفَلَتَه أَراد بياضاً سائلاً على جَحْفَلَتِه =

================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جلد 3. الحيوان للجاحظ /الجزء الثالث

  الجزء الثالث بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة استنشاط القارئ ببعض الهزل وإن كنَّا قد أمَلْلناك بالجِدِّ وبالاحتجاجاتِ الصحيحة والم...