كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس


مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 مايو 2022

مجلد 6 -الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 291

 

6

مجلد 6 -الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 291 .

 
و قال بعض العلماء : أعنى أنه فعل سمى فاعله ، وإنما أدغم النون الثانية فى الجيم وهو قول بعيد أيضا لأن النون لا تدغم فى الجيم إدغاما صحيحا يكون معه التشديد ، إنما يخفى عند الجيم ، والإخفاء لا يكون معه تشديد.
وقال على بن سليمان : هو فى هذه القراءة ، فعل سمى فاعله وأصله : ننجى بنونين وبالتشديد ، على «نفعل» ، لكن حذفت النون لاجتماع النونين ، كما حذفت إحدى التاءين فى «فتفرق» 6 : 153.
و استدل من قال بهذين القولين الآخرين على قوله بسكون الياء ، فدل سكونها على أنه فعل مستقبل وفى هذا أيضا قول ضعيف لأن المثلين فى هذه الأشياء لا يحذف الثاني استخفافا إلا إذا اتفقت حركة المثلين ، نحو :
تتفرقون ، وتتعارفون. فإذا اختلفت لم يجز حذف الثاني ، نحو تتعافر الذنوب ، تتناتج الدواب والنونان فى «ننجى» قد اختلفت حركتهما ، فلا يجوز حذف البتة وأيضا فإن النون الثانية أصلية ، والأصلى لا يجوز حذفه البتة ، والتاء المحذوفة فى : «تفرقوا» ، و«تعاونوا» زوائدة ، فحذفها حسن ، إذ اتفقت الحركات.
90 - ... وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ «رغبا ورهبا» : نصب على المصدر.
91 - وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ «التي» : فى موضع نصب ، على معنى : واذكر التي.
«آية» : مفعول ثان ل «جعل» ، ولم يثن ، لأن التقدير ، عند سيبويه : وجعلناها آية للعالمين وجعلنا ابنها آية ، ثم حذف الأول لدلالة الثاني عليه.
وتقديره ، عند المبرد ، على غير حذف ، لكن يراد به التقديم تقديره ، عنده : وجعلناها آية للعالمين وابنها.
96 - حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ جواب «إذا» : محذوف ، والمعنى : قالوا يا ويلنا ، فحذف «القول».
وقيل : جوابها : «وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ» الآية : 97 ، و«الواو» : زائدة.

(1/1608)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 292
و قيل : جوابها : «فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ» الآية : 97.
109 - فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ يحتمل «على سواء» : أن يكون فى موضع نصب ، نعت لمصدر محذوف أي : إنذارا على سواء.
ويحتمل أن يكون فى موضع الحال من الفاعل ، وهو النبي - صلى اللّه عليه وسلم - ومن الكفار أي :
مستوين فى العلم بنقض العهد ، فهذا كقولك : لقى زيد عمرا ضاحكين وفيه اختلاف من أجل اختلاف العاملين فى صاحبى الحال.
- 22 - سورة الحج
1 - يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ «يا أيها الناس» : أي ، نداء مفرد و«ها» : للتنبيه ولا يجوز فى «الناس» ، عند سيبويه ، إلا الرفع ، وهو نعت ، لمفرد ، لأنه لا بد منه ، وهو المنادى فى المعنى.
وأجاز سيبويه النصب فيه على موضع المفعول ، لأن المنادى مفعول به فى المعنى.
وإنما ضم ، لأنه مبنى وإنما بنى ، لوقوعه موضع المخاطب والمخاطب لا يكون اسما ظاهرا ، إنما يكون مضمرا ، كافا أو تاء ، والدليل على أن المنادى مخاطب أنك لو قلت : واللّه لا خاطبت زيدا ، ثم قلت : يا زيد ، فبنيت لأنه خطاب ، فلما وقع موقع المضمر بنى ، كما أن المضمر مبنى أبدا ، لكنه فى أصله متمكن فى الإعراب ، فبنى على حركته ، واختير له الضم لقوته.
وقيل : لشبهه ب «قبل» و«بعد».
4 - كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ «أنه من تولاه» : أن فى موضع رفع ب «كتب».
«فأنه يضله» : أن ، عطف على الأولى ، فى موضع رفع قاله الزجاج ، ثم قال : و«الفاء» :

(1/1609)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 293
الأجود فيها أن تكون فى موضع الجزاء ثم رجع فنقض ذلك ، وقال : حقيقة «أن» الثانية أنها مكررة على جهة التأكيد ، لأن المعنى : كتب على الشيطان أن من تولاه أضله.
وقد أخذت عليه إجازته ذلك أن تكون «الفاء» عاطفة ، لأن «من تولاه» شرط ، و«الفاء» جواب الشرط.
ولا يجوز العطف على «أن» الأولى إلا بعد تمامها ، لأن ما بعدها من صلتها ، فإذا لم تتم صلتها لم يجز العطف عليها ، إذ لا يعطف على الموصول إلا بعد تمامه ، والشرط وجوابه فى هذه الآية خبر «أن» الأولى.
و أخذ عليه أيضا قوله : «فأن» الثانية ، مكررة للتأكيد ، وقيل : كيف تكون للتأكيد والمؤكد لم يتم ، وإنما يصلح التأكيد بعد تمام المؤكد ، وتمام «أن» الأولى عند قوله «السعير».
والصواب فى «أن» الثانية أن تكون فى موضع رفع ، على إضمار مبتدأ تقديره : كتب على الشيطان أن من تولاه فشأنه ، أو فأمره ، أن يضله أي : فشأنه الإضلال.
ويجوز أن تكون الثانية فى موضع رفع بالاستقرار ، تضمر «له» تقديره : كتب عليه أنه من تولاه فله أن يضله أي : فله إضلاله وهدايته إلى عذاب السعير.
6 - ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «ذلك» : فى موضع رفع ، على إضمار مبتدأ تقديره : الأمر ذلك.
وأجاز الزجاج أن تكون «ذلك» : فى موضع نصب ، بمعنى : فعل اللّه ذلك بأنه الحق.
9 - ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ «ثانى عطفه» : نصب على الحال من المضمر فى «يجادل» الآية : 8 ، وهو راجع على «من» فى قوله «من يجادل» ، ومعناه : يجادل فى آيات اللّه بغير علم ، معرضا عن الذكر.
10 - ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ «ذلك» : مبتدأ ، و«بما قدمت» : الخبر وقوله «و أن اللّه» : فى موضع خفض ، عطف على «بما».
وقيل : «أن» : فى موضع رفع ، على معنى : والأمر أن اللّه والكسر على الاستئناف حسن.
13 - يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ قال الكسائي : اللام فى «لمن» : موضعها و«من» فى موضع نصب ب «يدعو» والتقدير : يدعو من ضره أقرب من نفعه أي : يدعو إلها ضره أقرب من نفعه.

(1/1610)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 294
و قال المبرد : فى الكلام حذف «مقول» ، «اللام» فى موضعه ، و«من» فى موضع رفع بالابتداء ، و«ضره» :
مبتدأ ، و«أقرب» : خبره ، والجملة صلة «من» ، وخبر «من» : محذوف تقديره : مقول لمن ضره أقرب من نفعه إلهه.
17 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ «إن الذين آمنوا» : خبر «إن» : قوله «إن اللّه يفصل».
وأجاز البصريون : إن زبدا إنه منطلق ، كما يجوز ، إن زيدا هو منطلق.
ومنعه الفراء ، وأجازه فى الآية لأن فيها معنى الجزاء ، فحمل الخبر على المعنى.
18 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ ارتفع «كثير» على العطف على «من» فى قوله «يسجد له من» ، وجاز ذلك لأن السجود هو التذلل والانقياد ، فالكفار الذين حق عليهم العذاب أذلاء تحت قدر اللّه وتدبيره ، فهم منقادون لما سبق فيهم من علم اللّه ، لا يخرجون عما سبق فى علم اللّه فيهم.
وقيل : ارتفع «كثير» بالابتداء ، وما بعده الخبر.
ويجوز النصب كما قال (وَ الظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) 76 : 31 ، بإضمار فعل كأنه قال : وأبان كثيرا حق عليه العذاب ، أو : خلق كثيرا حق عليه العذاب ، وشبه ذلك من الإضمار ، الذي يدل عليه المعنى.
وإنما جار فيه الرفع عند الكسائي ، لأنه محمول على معنى الفعل ، لأن معناه : وكثير أبى السجود.
20 - يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ «ما» : فى موضع رفع ب «يصهر» ، و«الجلود» : عطف على «ما» ، والمعنى : يذاب به ما فى بطونهم وتذاب به جلودهم : والهاء فى «به» : تعود على «الحميم» الآية : 19.

(1/1611)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 295
25 - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ «و يصدون» : إنما عطف «و يصدون» ، وهو مستقبل ، على «كفروا» وهو ماض ، لأن «يصدون» فى موضع الحال ، والماضي يكون حالا مع «قد».
وقيل : هو عطف على المعنى لأن تقديره : إن الكافرين والصادين.
وقيل : إن «الواو» : زائدة ، و«يصدون» : خبر «إن».
وقيل : خبره محذوف تقديره : إن الذين كفروا وفعلوا كذا وكذا خسروا وهلكوا ، وشبه ذلك من الإضمار الذي يدل عليه الكلام.
«سواء العاكف فيه» : ارتفع «سواء» على أنه خبر ابتداء مقدم تقديره : العاكف والباد فيه سواء.
وفى هذه القراءة دليل على أن «الحرم» لا يملك ، لأن اللّه قد سوى فيه بين المقيم وغيره.
وقيل : إن «سواء» : رفع بالابتداء ، و«العاكف فيه» : رفع بفعله ، ويسد مسد الخبر.
وفيه بعد لأنك لا بد أن تجعل «سواء» بمعنى : «مستو» ، لذلك يعمل ولا يحسن أن يعمل «مستو» حتى يعتمد على شىء قبله فإن جعلت «سواء» وما بعدها موضع المفعول الثاني فى «جعلنا» حسن أن يرفع بالابتداء ويكون بمعنى : «مستو» ، فرفع «العاكف به» ، ويسد مسد الخبر.
وقد قرأه حفص عن عاصم بالنصب ، جعله مصدرا عمل فيه معنى «جعلنا» ، كأنه قال : سويناه للناس سواء.
و يرتفع «العاكف» أي : مستويا فيه العاكف ، والمصدر يأتى بمعنى اسم الفاعل ، ف «سواء» وإن كان مصدرا ، فهو بمعنى «مستو» ، كما قالوا : رجل عدل ، بمعنى : عادل وعلى ذلك أجاز سيبويه وغيره : مررت برجل سواء والعدم ، وبرجل سواء هو والعدم أي : مستو. ويجوز نصب «سواء» على الحال من المضمر المقدم مع حرف الجر فى قوله «للناس» ، والظرف عامل فيه ، أو من «الهاء» ، فى «جعلناه» ، و«جعلناه» : عامل فيه.
ويجوز نفسه على أنه مفعول ثان ب «جعلنا» ، وتخفض «العاكف» على النعت «للناس» ، أو على البدل.
وقد قرىء بخفض «العاكف» على البدل من «الناس» ، وقيل : على النعت لأن «الناس» جنس من أجناس الخلق ، ولا بد من نصب «سواء» فى هذه القراءة ، لأنه مفعول ثان ب «جعل» تقديره : جعلناه سواء للعاكف فيه والباد.

(1/1612)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 296
«و من يرد فيه بإلحاد بظلم» : الباء : فى «بإلحاد» : زائدة والباء ، فى «بظلم» : متعلقة ب «يرد».
26 - وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً ...
«بوأنا» : إنما دخلت فى «إبراهيم» على أن «بوأنا» محمول على معنى : جعلت وأصل «بوأ» لا يتعدى بحرف.
وقيل : اللام ، زائدة.
وقيل : هى متعلقة بمصدر محذوف.
«أن لا تشرك» أي : بأن لا ، وهى فى موضع نصب.
وقيل : هى زائدة للتوكيد.
وقيل : هى بمعنى : أي ، للتفسير.
27 - وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ إنما قيل : «يأتين» ، لأن «ضامرا» بمعنى الجمع. ودلت «كل» على العموم ، فأتى الخبر على المعنى بلفظ الجمع.
وقرأ ابن مسعود : «يأتوك» ، رده على «الناس».
30 - ... فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ «من الأوثان» : «من» لإبانة الجنس. وجعلها الأخفش للتبعيض ، على معنى : فاجتنبوا الرجس الذي هو بعض الأوثان.
و من جعل «من» لإبانة الجنس ، فمعناه : واجتنبوا الرجس الذي الأوثان منه ، فهو أعم فى النهى وأولى.
31 - حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ «حنفاء للّه» : نصب على الحال من المضمر فى «اجتنبوا» ، وكذلك : «مشركين».
«فتخطفه الطّير» : من قرأه بتشديد العطاء ، فأصله عنده : فتتخطفه ، تتفعل ، ثم حذف إحدى التاءين استخفافا لاتفاق حركتهما. ومن خفف بناه على : خطف يخطف كما قال : (إِلَّا مَنْ خَطِفَ) 37 : 10

(1/1613)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 297
32 - ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ «ذلك» : فى موضع رفع على إضمار مبتدأ معناه : الأمر ذلك ، أو على الابتداء ، على معنى : ذلك الأمر.
وقيل : موضع «ذلك» : نصب ، على معنى : اتبعوا ذلك من أمر اللّه.
36 - وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ ...
«و البدن» : جمع : بدنة ، مثل : خشبة وخشب. ويجوز ضم الثاني على هذا القول ، وبه قرأ أبن أبى إسحاق ، والإسكان أحسن لأنه فى الأصل نعت إذ هو مشتق من «البدانة» ، وليس مثل : خشبة وخشب لأن هذا اسم ، فالضم فيه حسن.
«صواف» : نصب على الحال ، لكن لا ينصرف لأنه «فواعل» ، فهو جمع ، وهو لا نظير له فى الواحد ، فمنع من الصرف لهاتين العلتين ، ومعناه : مصطفة.
وقد قرأ الحسن : صوافى ، بالياء مفتوحة ، ونصبه على الحال ، ومعناه : خالصة للّه من الشرك ، فهو مشتق من «الصفاء».
وقرأ قتادة : «صوافن» ، بالنون ، ومعنى : الصافنة : التي جمعت رجلها ورفعت سنابكها.
وقيل : هى المعقولة بالحبل للجر والصافن : فى مقدم رجل الفرس ، إذا ضرب عليه رفع رجله.
40 - الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ...
«أن» : فى موضع نصب ، لأنها بمعنى : إلا بأن يقولوا.
41 - الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ ...
«الذين» : فى موضع نصب على البدل من «من» ، فى قوله «لينصرون اللّه من ينصره» الآية : 40 ، وهم :
أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلى - رضى اللّه عنهم - 45 - فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ «و بئر معطلة» : هو عطف على «قرية».

(1/1614)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 298
63 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً ...
هذا الكلام عند سيبويه والخليل خبر ، وليست «الفاء» بجواب ، لقوله «ألم تر» والمعنى عندهما : انتبه يا بن آدم : أنزل اللّه من السماء ماء فحدث منه كذا وكذا وكذا ، فلذلك أتى «فتصبح» مرفوعا.
وقال الفراء : هو خبر ، معناه : إن اللّه ينزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة.
65 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ «أن» : فى موضع نصب ، على معنى : كراهة أن تقع ولئلا تقع ومخافة أن تقع.
78 - وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ...
«ملة» : نصب على إضمار : اتبعوا ملة أبيكم.
و قال الفراء : هو منصوب على حرف الجر تقديره : كلمة أبيكم ، فكلما حذف حرف الجر نصب ، وتقديره :
وسع عليكم فى الدين كلمة أبيكم لأن «ما جعل عليكم» يدل على «وسع عليكم» وهو قول بعيد.
«هو سمّاكم المسلمين» : هو ، للّه جل ذكره ، عند أكثر المفسرين.
وقال الحسن : هو ، لإبراهيم عليه السلام.
«و فى هذا» : أي : وسماكم المسلمين فى هذا القرآن والضمير فى «سماكم» يحتمل الوجهين جميعا أيضا.

(1/1615)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 299
- 23 - سورة المؤمنون
1 - قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ قرأ ورش بإلقاء حركة الهمزة على الدال ، وإنما حذفت الهمزة لأنها لما ألقيت حركتها على ما قبلها بقيت ساكنة ، وقبلها الدال ساكنة ، لأن الحركة عليها عارضة ، فاجتمع ما يشبه الساكنين ، فحذفت الهمزة لالتقاء السّاكنين ، وكانت أولى بالحذف ، لأنها قد اختفت بزوال حركتها ولأن بها وقع الاستثقال ، ولأنها هى الساكنة فى اللفظ.
8 - وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ «لأماناتهم» : مصدر ، وحق المصدر ألا يجمع ، لدلالته على القليل والكثير من جنسه لكنه لما اختلفت أنواع الأمانة ، لوقوعها على الصلاة والزكاة والطهر والحج ، وغير ذلك من العبادات ، جاز جمعها لأنها لاختلاف أنواعها شابهت المفعول به ، فجمعت كما يجمع المفعول به ، وقد أجمعوا على الجمع فى قوله تعالى : «أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها» 4 : 58 ، وقد قرأ ابن كثير بالتوحيد فى «قد أفلح» ، ودليله إجماعهم على التوحيد فى «و عهدهم» ، ولم يجمع : عهودهم ، وهو مصدر مثل الأمانة فقرأه بالتوحيد على أصل المصدر ، ومثلة القول فى :
صلاتهم ، وصلواتهم.
14 - ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ..
«النّطفة علقة» : مفعولان ل «خلق» ، لأنه بمعنى : صيرنا و«خلق» إذا كان بمعنى «أحدث» : تعدى إلى مفعول واحد ، وإذا كان بمعنى «صير» : تعدى إلى مفعولين.
20 - وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ «و شجرة» : عطف على «جنات من نخيل» الآية : 18 وأجاز الفراء فيها الرفع ، على تقدير : وثم شجرة وما بعدها نعت ل «شجرة».
«سيناء» : من فتح السين ، جعله صفة ، فلم يصرف لهمزة التأنيث والصفة. وقيل : لهمزة التأنيث وللزومها.
فأما من كسر السين : فقد منع الصرف للتعرف والعجمة ، أو التأنيث ، لأنها بقعة.
«تنبت بالدّهن» : من ضم التاء فى «تنبت» ، جعل «الباء» زائدة ، لأن الفعل معدى بغير حرف ، لأنه رباعى.

(1/1616)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 300
لكن قيل : إن «الباء» دخلت لتدل على لزوم الإثبات ومداومته ، كقوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) 96 : 1 وقيل : إن الباء فى «بالدهن» إنما دخلت على مفعول ثان ، هو فى موضع الحال ، والأول محذوف تقديره : تنبت حبا بالدهن أي : وفيه دهن ، كما تقول : خرج بثيابه ، وركب بسلاحه أي : خرج لابسا ومسلحا ، فالمجرور فى موضع الحال.
فأما من فتح «التاء» ، ف «الباء» للتعدية لا غير ، لأنه ثلاثى لا يتعدى ويجوز أن يكون فى موضع الحال وقد قالوا : نبت الزرع ، وأنبت ، فتكون القراءتان بمعنى.
29 - وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ «منزلا» : من ضم «الميم» جعله مصدرا من «أنزل» ، وقبله «أنزلنى» ، ومعناه : إنزالا مباركا.
ويجوز أن يكون اسما للمكان كأنه قال : أنزلنى مكانا أو موضعا فهو مفعول به لا ظرف ، كأنه قال :
اجعل لى مكانا.
ومن فتح «الميم» جعله مصدرا لفعل ثلاثى ، لأن «أنزل» يدل على «نزل».
ويجوز أن يكون اسما للمكان أيضا.
33 - ... ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ «ممّا تشربون» : «ما» والفعل مصدر ، فلا تحتاج إلى عائد.
ويجوز أن تكون بمعنى «الذي» ، ويحذف العائد من «تشربون» أي : مما تشربونه.
و قال الفراء : تقديره : مما تشربون منه ، وحذفت «منه».
35 - أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ «أنكم مخرجون» : أن ، بدل من «أن» الأولى ، المنصوبة ب «يعد» ، عند سيبويه.
وقال الجرمي والمبرد : هى تأكيد للأولى ، لأن البدل من «أن» لا يكون إلا بعد تمام صفتها.
ويلزمهما أيضا ألا يجوز التأكيد ، لأن التأكيد لا يكون إلا بعد تمام الموصول بصلته ، وصلته هو الخبر ، والخبر يتم إلى قوله «مخرجون» ، ولم يأت بعد.
وقال الأخفش : «أن» الثانية ، فى موضع رفع ، بالظرف ، وهو «إذا» تقديره : أيعدكم أنكم إذا متم

(1/1617)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 301
إخراجكم أي : وقت موتكم إخراجكم وقوله : «إذا متم مخرجون» : فى موضع رفع على خبر «أن» الأولى ، والعامل فى «إذا» مضمر ، كأنك قلت : أيعدكم أنكم حادث إذا متم إخراجكم.
ولا يجوز أن يعمل فيه «إخراجكم» ، لأنه يصير فى صلة «الإخراج» ، وهو مقدم عليه ، وتقديم الصلة على الموصول لا يجوز ، ولا يحسن أيضا أن يعمل فى «إذا» قوله «متم» ، لأن «إذا» مضافة إليه ، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف لأنه بعضه وهذا كقولك : اليوم القتال ، ف «اليوم» : خبر عن «القتال» ، والعامل فى «اليوم» مضمر كأنك قلت : اليوم يحدث القتال ، أو حادث القتال. ولا يجوز أن يعمل فى «اليوم» : القتال لأنه يصير فى صلته ، وهو مقدم عليه فذلك غير جائز. وهذا المضمر العامل فى الظروف فيه ضمير يعود على المبتدأ ، فإذا أقمت الظرف أو المجرور مقامه وحذفته صار ذلك الضمير متوهما فى الظرف أو المجرور ، لقيامه مقام الخبر الذي فيه ضمير يعود على المبتدأ.
36 - هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ «هيهات هيهات» : من فتح التاء بناه على الفتح ، والوقوف عليه ، لمن فتح التاء عند البصريين ، بالهاء ، وموضعه نصب كأنه موضوع موضع المصدر ، كأنك قلت : بعدا بعدا لما توعدون.
وقيل : موضعه رفع ، كأنه قال : البعد لما توعدون.
و من كسر التاء وقف بالتاء ، لأنه جمع ، كبيضة وبيضات.
وبعض العرب ينونه للفرق بين المعرفة والنكرة كأنه إذا لم ينون فهو معرفة ، بمعنى : البعد لما توعدون ، وإذا نون فهو نكرة ، كأنه قال : بعد لما توعدون وكررت للتأكيد.
44 - ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ ...
«تترا» : هو فى موضع نصب على المصدر ، أو على الحال من «الرسل» أي : أرسلنا رسلنا متواترين أي : متتابعين.
ومن نونه جعله على أحد وجهين :
إما أن يكون وزنه فعلا ، وهو ، وهو مصدر دخل التنوين على فتحة الراء أو يكون ملحقا بجعفر ، والتنوين دخل على ألف الإلحاق.
فإذا وقفت على هذا الوجه ، جازت الإمالة ، لأنك تنوى أن تقف على الألف التي دخلت للإلحاق لا على ألف التنوين ، فتميلها إن شئت.

(1/1618)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 302
و إذا وقفت على الوجه الأول لم تجز الإمالة ، لأنك تقف على الألف التي هى عوض عن التنوين لا غير.
ومن لم ينونه جعل ألفه للتأنيث ، والمصادر كثيرا ما تلحقها ألف التأنيث ، كالدعوى والذكرى ، فلم ينصرف للتأنيث وللزومه.
وألفها بدل من واو لأنه بدل من «المواترة» ، وهو الشيء يتبع الشيء.
52 - وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ «و إن هذه أمتكم» : إن ، من فتحها جعلها فى موضع نصب بحذف حرف الجر أي : وبأن هذه ، أو لأن هذه فالحرف متعلق ب «اتقون».
وقال الكسائي : هى فى موضع خفض عطف على «ما» ، فى قوله «بما تعلمون» الآية : 51.
وقال الفراء : هى فى موضع نصب بإضمار فعل تقديره : واعلموا أن هذه.
ومن كسر «إن» فهو على الاستئناف.
«أمة واحدة» : نصب على الحال ، ويجوز الرفع على إضمار مبتدأ أو على البدل من «أمتكم» ، التي هى خبر «إن» ، أو على أنه خبر بعد خبر.
53 - فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً ...
«زبرا» أي : مثل زبر.
55 ، 56 - أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ خبر «أن» : «نسارع لهم فى الخيرات» ، و«ما» بمعنى : الذي.
وقال هشام : تقديره : نسارع لهم فيه ، وأظهر الضمير ، وهو ل «الخيرات» ، و«ما» ، التي هى اسم «أن» ، هى ل «الخيرات» ومثله عنده قولك : إن زيدا يكلم عمرا فى زيد ، أي : فيه ، ثم أظهر.
ولم يجز سيبويه هذا إلا فى الشعر.
وقد قيل : خبر «إن» محذوف.
57 - إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ خبر «إن» قوله : «أولئك يسارعون فى الخيرات» الآية : 61 ، ابتداء وخبر فى موضع خبر «إن» ومعنى «فى الخيرات أي : فى عمل الخيرات.

(1/1619)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 303
67 - مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ «سامرا» : حال ، ومثله : «مستكبرين».
«تهجرون» : من فتح التاء جعله من «الهجران» أي : مستكبرين بالبيت الحرام سامرا أي : تسمرون بالليل فى اللهو اللعب ، لأمنكم فيه مع خوف الناس فى مواطنهم ، تهجرون آياتي وما يتلى عليكم من كتابى.
ومن ضم التاء جعله من «الهجر» ، وهو من الهذيان ، وما لا خير فيه من الكلام.
76 - وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ «فما استكانوا» : استفعلوا ، من «الكون» ، وأصله : استكونوا ، ثم أعل.
وقيل : هو «ا فتعلوا» من «السكون» : لكن أشبعت فتحة الكاف ، فصارت ألفا.
والقول الأول أصح فى الاشتقاق ، والثاني أصح فى المعنى.
99 - حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ «قال ربّ ارجعون» : إنما جاءت المخاطبة من أهل النار بلفظ الجماعة ، لأن الجبار يخبر عن نفسه بلفظ الجمع.
وقيل : معناه التكرير : أرجعن أرجعن ، فجمع فى المخاطبة ، ليدل على معنى التكرير.
وكذلك قال المازني فى قوله : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) : 50 أي : ألق ألق.
110 - فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ «سخريا» : من ضم السين جعله من : السخرة والتسخير ومن كسرها جعله من الهزء واللعب.
وقيل : هما لغتان ، بمعنى : الهزء.
111 - إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ «أنّهم هم الفائزون» : أن ، فى موضع نصب ، مفعول ثان ل «جزيتهم» تقديره : إنى جزيتهم اليوم بصبرهم الفوز. والفوز : النجاة.
ويجوز أن يكون «أن» ، فى موضع نصب على حذف اللام فى «جزيتهم» أي : بصبرهم ، لأنهم الفائزون فى علمى ، وما تقدم لهم من حكمى.

(1/1620)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 304
112 - قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ «كم لبثتم» : كم ، فى موضع نصب ل «لبثتم» ، و«عدد سنين» : نصب على البيان ، و«سنين» :
جمع مسلّم ، بالياء.
- 24 - سورة النور
1 - سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ رفعت «سورة» على إضمار مبتدأ تقديره : هذه سورة ، و«أنزلناها» : صفة ل «سورة» وإنما احتيج إلى إضمار مبتدأ ، ولم ترفع «سورة» بالابتداء ، لأنها نكرة ، ولا يبتدأ بنكرة ، إلا أن تكون منعوتة.
وإذا جعلت «أنزلناها» نعتا لها ، لم يكن فى الكلام خبر لها ، لأن نعت المبتدأ لا يكون خبرا له ، فلم يكن بد من إضمار مبتدأ ليصبح نعت «السورة» : «أنزلناها».
وقرأ عيسى بن عمر «سورة» ، بالنصب ، على إضمار فعل يفسره : «أنزلناها» تقديره : أنزلنا سورة أنزلناها.
ولا يجوز أن يكون «أنزلناها» : صفة ل «سورة» ، على هذه القراءة لأن الصفة لا تفسر ما يعمل فى الموصوف.
وقيل : النصب على تقدير : قل سورة أنزلناها فعلى هذا التقدير يحسن أن يكون «أنزلناها» نعتا ل «سورة» لأنه غير مفسر للعامل فى «السورة».
2 - الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ...
«
الزّانية والزّانى فاجلدوا» : الاختيار عند سيبويه الرفع لأنه لم يقصد بذلك قصد اثنين بأعيانهما والرفع عند سيبويه على الابتداء على تقدير حرف جر محذوف تقديره : فيما فرض عليكم الزاني والزانية فاجلدوا.
وقيل : الخبر : ما بعده ، وهو «فاجلدوا» ، كما تقول : زيد فاضربه ، وكأن «الفاء» زائدة.
4 - وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً ...
نصب «ثمانين» ، على المصدر «و جلدة» ، على التفسير.

(1/1621)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 305
5 - إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «الذين» : فى موضع نصب ، على الاستثناء.
وإن شئت : فى موضع خفض على البدل من المضمر فى «لهم».
6 - وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ «إلا أنفسهم» : رفع على البدل من «شهداء» ، وهو اسم «كان» ، و«لهم» : الخبر.
ويجوز نصب «شهداء» على خبر «كان» مقدما ، و«أنفسهم» : اسمها.
«و يجوز نصب «أنفسهم» على الاستثناء ، أو على خبر «كان» ، ولم يقرأ بهما.
«فشهادة أحدهم أربع شهادات» : انتصب «أربع» على المصدر ، والعامل فيها «شهادة» ، و«الشهادة» : مرفوعة على إضمار مبتدأ تقديره : فالحكم والفرض شهادة أحدهم أربع مرات أي : الحكم أن يشهد أحدهم أربع شهادات باللّه إنه لمن الصادقين.
وقيل : إن «الشهادة» : رفع بالابتداء ، والخبر محذوف أي : فعليهم ، أو : فلازم لهم ، أن يشهد أحدهم أربع شهادات.
«باللّه» : متعلق ب «بشهادات» ، فهو فى صلتها ، إن أعملت الثاني.
وإن قدرت إعمال الأول ، وهو «فشهادة» ، كانت الباء متعلقة ب «شهادة».
و من رفع «أربع» فعلى ، خبر «شهادة» كما تقول : صلاة الظهر أربع ركعات ويكون «اللّه» متعلقا ب «شهادات» ، ولا يجوز تعلقه ب «شهادة» لأنك كنت تفرق بين الصلة والموصول بخبر الابتداء وهو «أربع» ، ويكون «إنه لمن الصادقين» متعلقا ب «شهادة» ، ولا يتعلق ب «شهادات» ، لما ذكرنا من التفرقة بين الصلة والموصول.
«إنّه لمن الصّادقين» : فى موضع نصب مفعول به ، ب «شهادة» ، ولم يفتح «أن» ، من أجل اللام التي فى الخبر مثل قولك : علمت إن زيدا لمنطلق.
7 - وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ «و الخامسة» : ارتفع على العطف على «أربع» ، فى قراءة من رفعه أو على القطع.

(1/1622)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 306
و أصله نعت أقيم مقام منعوت ، كأنه قال : ويشهد الشهادة الخامسة.
ومن رفع فعلى الابتداء من «أن لعنة اللّه» :
«أنّ لعنة اللّه» : أن ، وما بعدها : فى موضع رفع ، خبر «الخامسة» ، إن رفعتها بالابتداء ، أو فى موضع نصب على حذف الخافض ، إن نصبت «الخامسة» ، و«الخامسة» : نعت قام مقام المنعوت فى الرفع والتقدير : والشهادة الخامسة أن لعنة اللّه عليه.
ولا يجوز تعليق «الباء» بالشهادة المحذوفة ، لأنك تفرق بين الصلة والموصول بالصفة ، وذلك لا يجوز.
8 - وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ لا يحسن فى «أربع» غير النصب ب «تشهد» ، و«أن» : فى موضع رفع ب «يدرأ» تقديره : ويدفع عنها الحد شهادتها أربع شهادات باللّه إنه لمن الكاذبين. و«إنه» وما بعده ، فى موضع نصب ب «يشهد» وكسرت ، «أن» لأجل «اللام» التي فى الخبر ، و«باللّه» ، يحسن تعلق «الباء» فيه بالأول.
9 - وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ و«الخامسة» : من نصبه عطفه على «أربع شهادات» ، أو على إضمار فعل تقديره : وتشهد الخامسة ، وهو موضوع موضع المصدر ، وأصله نعت أقيم مقام منعوت ، كأنه قال : وتشهد الشهادة الخامسة.
ومن رفع ، فعلى الابتداء.
«أن غضب اللّه» : (انظر : أن لعنة اللّه ، الآية : 7 ، فهى هى).
11 - إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ...
«عصبة» : خبر «إن».
ويجوز نصبه ، ويكون الخبر. «لكل امرئ منهم».
17 - يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ «أن تعودوا» : أن ، فى موضع نصب ، على حذف حرف الجر تقديره : لئلا تعودوا ، أو : كراهة أن تعودوا ، فهو مفعول من أجله.
25 - يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ «دينهم الحقّ» : قرأه مجاهد برفع «الحق» ، جعله نعتا للّه ، جل ذكره والنصب ، على النعت ل «الدين».

(1/1623)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 307
30 - قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ ...
«من أبصارهم» : من ، لبيان الجنس ، وليست للتبعيض.
31 - ... أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ ...
«غير أولى الإربة» : من نصب «غير» نصبه على الاستثناء ، أو على الحال.
ومن خفضه جعله نعتا ، لأن «التابعين» ليسوا بمعرفة صحيحة العين ، إذ ليسوا بمعهودين.
ويجوز أن يخفض على البدل ، وهو فى الوجهين بمنزلة «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» 1 : 7.
33 - وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ...
«و الّذين يبتغون الكتاب» : الذين ، رفع بالابتداء ، والخبر محذوف تقديره : وفيما يتلى عليكم الذين يبتغون الكتاب.
ويجوز أن يكونوا فى موضع نصب ، بإضماره فعل تقديره : كاتبوا الذين يبتغون الكتاب.
35 - اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ...
«مثل نوره كمشكاة» : مثل ، ابتداء ، و«الكاف» : الخبر ، و«الهاء» فى «نوره» : تعود على اللّه ، جل ذكره.
وقيل : على النبي صلى اللّه عليه وسلم.
وقيل : على المؤمن.
وقيل : على الإيمان فى قلب المؤمن.
«درّى» : من ضم الدال وشدد الياء نسبه إلى : الدر ، لفرط ضيائه ، فهو : فعلى.
ويجوز أن يكون وزنه : «فعيلا» ، غير منسوب ، لكنه مشتق من : الدرء فخففت الهمزة فانقلبت ياء ، فأدغم الياء التي قبلها فيها.
فأما من قرأه بكسر الدال والهمزة ، فإنه جعله : «فعيلا» مثل : فسيق ، وسكير ومعناه : أنه يدفع الظلام لتلألئه وضيائه ، فهو من : درأت النجوم تدرأ ، إذا اندفعت.

(1/1624)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 308
فأما من قرأه بضم الدال والهمزة فإنه جعله : «فعيلا» ، أيضا من : درأت النجوم ، إذا اندفعت وهو صفة قليلة النظير.
36 - فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ «الآصال» : جمع : أصل ، و«الأصل» : جمع : أصيل ، كرغيف ورغف.
وقيل : جمع ، «الأصل» : أصائل.
وقيل : «أصائل» : جمع آصال.
40 - أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ...
«
ظلمات» من رفعه ، فعلى الابتداء ، والخبر : «من فوقه» ، أو على إضمار مبتدأ أي : هذه ظلمات.
ومن خفضها جعلها بدلا من «ظلمات» الأولى و«السحاب» : مرفوع بالابتداء ، و«من فوقه» :
الخبر.
41 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ «كلّ قد علم صلاته» : رفعت «كل» ، وفى «علم» ضمير اللّه - جل ذكره - ويجوز على هذا نصب «كل» بإضمار فعل تفسيره ما بعده تقديره : علم اللّه كلا علم صلاته.
وإن جعلت الضمير فى «علم» ل «كل» بعد نصب «كل» ، لأنه فاعل وقع فعله على شىء من سببه ، فإذا نصبته بإضمار فعل عدّيت فعله إلى نفسه.
وفى هذه المسألة اختلاف وفيها نظر ، لأن الفاعل لا يعدى فعله إلى نفسه ، وإنما يجوز لك فى الأفعال الداخلة على الابتداء والخبر ، كظننت وعلمت هذا مذهب سيبويه ، فالنصب فى «كل» ، وهو فاعل ، لا يجوز عنده ويجوز عند الكوفيين.
43 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ
«و ينزّل من السّماء من جبال فيها من برد» : من ، الثانية : زائدة ، و«من» الثالثة :

(1/1625)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 309
للبيان والتقدير : وينزل من السماء جبالا فيها من برد أي : جبالا من هذا النوع.
وقال الفراء : التقدير : وينزل من السماء من جبال برد ف «من برد» ، على قول الفراء : فى موضع خفض ، وعلى قول البصريين : فى موضع نصب على البيان ، أو على الجبال.
و قيل : إن «من» الثالثة : زائدة والتقدير : وينزل من السماء من جبال برد أي ينزل من جبال السماء بردا. فهذا يدل على أن فى السماء جبالا ينزل منه البرد.
وعلى القول الأول يدل على أن فى السماء جبال برد.
«يذهب بالأبصار» : قرأ أبو جعفر بضم الياء ، من «يذهب» ، وهذا يوجب أن لا يؤتى بالباء لأنه رباعى من «أذهب» ، والهمزة تعاقب الباء ، ولكن أجازه المبرد ، وغيره ، على أن تكون الباء متعلقة بالمصدر ، لأن الفعل يدل عليه ، إذ منه أخذ تقديره : يذهب ذهابه بالأبصار. وعلى هذا أجاز : أدخل السجن دخولا بزيد.
53 - وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ
«طاعة» : رفع بالابتداء أي : طاعة أولى بكم أو على إضمار مبتدأ أي : أمرنا طاعة.
ويجوز النصب على المصدر.
55 - وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ...
«وعد» : أصل «وعد» أن يتعدى إلى مفعولين ، ولكن أن تقتصر على أحدهما ، فلذلك تعدى فى هذه الآية إلى مفعول واحد ، وفسر العدة بقوله : «ليستخلفنهم» ، كما فسر العدة فى «المائدة : 9» بقوله (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) ، وكما فسر الوصية فى «النساء : 11» بقوله (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ).
«تعبدوننى» : فى موضع نصب على الحال من «الذين آمنوا» ، أو فى موضع رفع على القطع.
57 - لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ «لا تحسبن» : من قرأه بالتاء أضمر الفاعل ، وهو النبي - صلى اللّه عليه وسلم - و«الذين» و«معجزين» مفعولا «حسب».

(1/1626)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 310
و يجوز أن يكون «الذين» هم الفاعلون ، ويضمر المفعول الأول ل «حسب» ، و«معجزين» : الثاني والتقدير : لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين.
ومن قرأه بالتاء ، فالنبى صلى اللّه عليه وسلم هو الفاعل ، و«الذين» و«معجزين» : مفعولا «حسب» 58 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ ...
«ثلاث عورات» : من نصب «ثلاثا» جعله بدلا من قوله «ثلاث مرات» ، و«ثلاث مرات» : نصب على المصدر.
وقيل : لأنه فى موضع المصدر ، وليس بمصدر على الحقيقة.
وقيل : هو ظرف وتقديره : ثلاثة أوقات ، يستأذنوكم فى ثلاثة أوقات وهذا أصلح فى المعنى ، لأنهم لم يؤمروا أن يستأذنهم العبيد والصبيان ثلاث مرات ، إنما أمروا أن يستأذنوهم فى ثلاثة أوقات ألا ترى أنه بيّن الأوقات ، فقال : «من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء» فبين الثلاث المرات بالأوقات ، فعلم أنها ظرف وهو الصحيح.
فإذا كانت ظرفا أبدلت منها «ثلاث عورات» ، على قراءة من نصب «ثلاث مرات» ، ولا يصح هذا البدل حتى تقدر محذوفا مضافا تقديره : أوقات ثلاث عورات ، فأبدل «أوقات ثلاث عورات» من «ثلاث مرات» ، وكلاهما ظرف ، فأبدل ظرفا من ظرف ، فصح المعنى والإعراب.
فأما من قرأ «ثلاث عورات» بالرفع ، فإنه جعله خبر ابتداء محذوف تقديره : هذه ثلاث عورات ، ثم حذف المضاف اتساعا وهذه إشارة إلى الثلاثة الأوقات المذكورة قبل هذا ، ولكن اتسع فى الكلام ، فجعلت «الأوقات» : عورات لأن ظهور العورة فيها يكون.
وقيل : مثل قولهم : نهارك صائم ، وليلك نائم أخبرت عن النهار بالصوم ، لأنه فيه يكون وأخبرت عن الليل بالنون ، لأنه فيه يكون ومنه قوله تعالى : (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) 34 : 33 ، أضيف المكر إلى الليل والنهار ، لأن فيهما يكون من فاعلهما ، فأضيف المكر إليهما اتساعا كذلك أخبرت عن الأوقات بالعورات ،

(1/1627)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 311
لأن فيها تظهر من الناس ، فلذلك أمر اللّه عباده ألا يدخل عليهم فى هذه الأوقات عبد ولا صبى إلا بعد استئذان.
وأصل «الواو» فى «عورات» : الفتح ، لكن أسكنت لئلا يلزم فيها القلب ، لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ومثله : نبضات.
وهذا الأمر إنما كان من اللّه للمؤمنين ، إذ كانت البيوت بغير أبواب.
60 - وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ «القواعد» : جمع : قاعد ، على النسب ، أي : ذات قعود ، فلذلك حذفت «الهاء».
وقال الكوفيون : لما لم تقع إلا للمؤنث استغنى عن «الهاء».
وقيل : حذفت «الهاء» للفرق بينه وبين القاعدة ، بمعنى : الجالسة.
«غير متبرجات» : نصب على الحال ، من الضمير فى «يضعن».
«و أن يستعففن» : أن ، فى موضع رفع على الابتداء. و«خير» : الخبر.
61 - ... لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ...
«جميعا أو أشتاتا» : كلاهما حال من المضمر فى «تأكلوا».
«
تحية» : مصدر ، لأن «فسلموا» معناه : فحيوا.
63 - لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ «كدعاء بعضكم» : الكاف ، فى موضع نصب ، مفعول ثان ل «تجعلوا».
«لو إذا» : مصدر وقيل : حال ، بمعنى : ملاوذين ، وصح «لواذا» لصحة «لاوذ» ، ومصدر «فاعل» لا يعل.

(1/1628)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 312
- 25 - سورة الفرقان
1 - تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً «تبارك» : تفاعل ، من «البركة» ، والبركة : الكثرة من خير ومعناه : زاد عطاؤه وكثر.
وقيل : معناه : دام وثبت إنعامه. وهو من : برك الشيء ، إذا ثبت.
«ليكون للعالمين» : الضمير فى «يكون» للنبى صلى اللّه عليه وسلم.
وقيل : للقرآن.
5 - وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا «أساطير الأولين» ، أي : هذه أساطير الأولين ، فهو خبر ابتداء محذوف.
والأساطير : جمع : أسطورة.
وقيل واحدها : أسطار ، بمنزلة : أقوال وأقاويل.
7 - وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً «مال هذا الرسول» : وقعت «اللام» منفصلة فى المصحف ، وعلة ذلك أنه كتب على لفظ المملى ، كأنه كان يقطع لفظه ، فكتب الكاتب على لفظه.
وقال الفراء : أصله : ما بال هذا؟ ثم حذفت «بال» فبقيت «اللام» منفصلة.
وقيل : إن أصل حروف الجر أن تأتى منفصلة عما بعدها ، مما هو على حرفين ، فأتى ما هو على حرف واحد على قياس ما هو على حرفين ومثله : «فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ» 4 : 78 14 - لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً «ثبورا» : مصدر.
و قيل : هو مفعول به.

(1/1629)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 313
15 - قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً «أذلك خير أم جنة الخلد» : قيل : هو مردود على قوله : «إن شاء جعل لك خيرا من ذلك» الآية : 10 ، فرد الجنة على ما ما لو شاء تعالى كونه فى ذلك ، إشارة إلى ما ذكر من الجنات والقصور فى الدنيا.
وقيل : هو مردود على ما قبله من ذكر السعير والنار ، وجاء التفضيل بينهما على ما جاء عن العرب حكى سيبويه : الشقاء أحب إليك أم السعادة؟ ولا يجوز فيه عند النحويين : السعادة خير من الشقاء ، لأنه لا خير فى الشقاء فيقع فيه التفاضل ، وإنما تأتى «أفعل» أبدا فى التفضيل بين شيئين فى خير أو شر ، وفى أحدهما من الفضل والشر ما ليس فى الآخر ، وكلاهما فيه فضل أو شر ، إلا أن أحدهما أكثر فضلا أو شرا.
وقد أجاز الكوفيون : العسل أحلى من الخل ، ولا حلاوة فى الخل ، فيفاضل بينهما وبين حلاوة العسل.
ولا يجيز هذا البصريون ، ولا يجوز : المسلم خير من النصراني إذ لا خير فى النصراني ولو قلت : اليهودي خير من النصراني ، لم يجز ، إذ لا خير فى واحد منهما : ولو قلت : اليهودي شر من النصراني ، جاز إذ الشر فيهما موجود ، وقد يكون أحدهما أكثر شرا.
22 - يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً «يوم يرون الملائكة» : العامل فى «يوم» محذوف تقديره : يمنعون البشارة يوم يرون الملائكة.
ولا يعمل فيه «لا بشرى» ، لأن ما بعد النفي لا يعمل فيما قبله.
وقيل : التقدير : واذكر يا محمد يوم يرون الملائكة.
«لا بشرى» : لا يجوز أن تعمل «لا بشرى» فى «يومئذ» ، إذا جعلت «لا بشرى» مثل : «لا رجل» ، وبنيت على الفتح ولكن تجعل «يومئذ» خبرا ، لأن الظروف تكون خبرا عن المصادر ، و«للمجرمين» :
صفة ل «بشرى» ، أو تبيينا له.
و يجوز أن تجعل «للمجرمين» خبر ل «بشرى» ، و«يومئذ» ، تبيينا ل «بشرى». وإن قدرت أن «بشرى» غير مبينة مع «لا» جاز أن تعملها فى «يومئذ» ، لأن المعاني تعمل فى الظروف.

(1/1630)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 314
26 - الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً «الملك يومئذ الحق للرحمن» : يجوز أن ينصب «يومئذ» ب «الملك» ، فهو فى صلته ، مثل قوله «وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ» 7 : 8 ، ويجوز نصب «يومئذ» ب «الرحمن» ، تقدر فى الظرف التأخير وتقديره : الملك الحق للرحمن يومئذ أي : الملك الحق لمن رحم يومئذ عباده المؤمنين.
و«الملك» : مبتدأ ، والحق» : نعته ، و«الرحمن» : الخبر.
وأجاز الزجاج «الحق» ، بالنصب : على المصدر فيكون «الرحمن» : خبر «الملك».
«حجرا» : نصب على المصدر.
37 - وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ «و قوم نوح» عطف على الضمير فى «فدمرناهم» الآية : 36.
وقيل : انتصب على : «اذكر».
وقيل : على إضمار فعل ، تفسيره : أغرقناهم أي : أغرقنا قوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم.
38 - وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً «و عادا وثمودا» : وما بعده ، عطف كله على «قوم نوح» ، إذا نصبتهم بإضمار : اذكر ، على العطف على الضمير فى «فدمرناهم» الآية : 36.
ويجوز أن يكون معطوفا على الضمير فى «و جعلناهم» الآية : 37.
39 - وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً «و كلا» : نصب بإضمار فعل تقديره : وأنذرنا كلا ضربنا له الأمثال لأن ضرب الأمثال أعظم الإنذار ، فجاز أن يكون تفسير الإنذار.
41 - وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا «رسولا» : نصب على الحال.
وقيل : على المصدر ، وهو بمعنى : رسالة.
42 - إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها ...
«
إن كاد ليضلنا» : تقديره ، عند سيبويه : إنه كاد ليضلنا وعند الكوفيين : ما كاد إلا يضلنا ، و«اللام»

(1/1631)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 315
بمعنى : «إلا» ، عندهم و«إن» بمعنى : «ما» ، وهى مخففة من الثقيلة ، عند سيبويه ، و«اللام» لام التأكيد.
«لو لا أن صبرنا» : أن ، فى موضع رفع ، وقد تقدم شرحها.
49 - لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً «و أناسى كثيرا» : واحد «أناسى» : إنس. وأجاز الفراء أن يكون واحدها : إنسانا ، وأصله ، عنده :
أناسين ، أبدل من النون ياء ، ولا قياس يسعفه فى ذلك ولو جاز هذا لجاز فى جمع «سرحان» : سراحى ، وذلك لا يقال.
57 - قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا «من» : فى موضع نصب ، لأنه استثناء ليس من الجنس.
59 - الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً «الرحمن» : رفع على إضمار مبتدأ تقديره : هو الرحمن. وقيل : هو مبتدأ ، و«فاسأل» : الخبر.
وقيل : هو بدل من الضمير فى «استوى». ويجوز الخفض على البدل من الحي» الآية : 58 ، ويجوز النصب على المدح.
«و خبيرا» : نصب بقوله «فاسأل» ، وهو نعت لمحذوف ، كأنه قال : فاسأل عنه إنسانا خبيرا.
وقد قيل : «الخبير» : هو اللّه لا إله إلا هو فيكون التقدير : فاسأل عنه مخبرا خبيرا ، ولا يحسن أن يكون «خبيرا» : حالا لأنك إن جعلته حالا من الضمير فى «فاسأل» لم يجز ، لأن «الخبير» لا يحتاج أن تسأل غيره عن شىء ، إنما يحتاج أن يسأل هو عن الأمور يخبر بها.
وإن جعلته حالا من الضمير فى «به» لم يجز ، لأن المسئول عنه ، وهو الرحمن ، خبير أبدا. والحال أكثر أمرها أنها لما ينتقل ويتغير ، فإن جعلتها الحال المؤكدة التي لا تنتقل ، مثل : «وَ هُوَ الْحَقُّ» 47 : 2 ، ففيه نظر.
63 - وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً «و عباد الرّحمن الذين يمشون» : عباد ، رفع بالابتداء ، والخبر : «الذين يمشون».

(1/1632)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 316
و قال الأخفش : «الذين يمشون» : نعت ل «عباد» ، والخبر محذوف.
وقال الزجاج : «الذين يمشون» : نعت ، والخبر : «أولئك يجزون» الآية : 75.
«سلاما» : نصب على المصدر معناه : تسليما فأعمل «القول» فيه لأنه لم يحك قولهم بعينه إنما حكى معنى قولهم ، ولو حكى قولهم بعينه لكان محكيا ولم يعمل فيه القول ، فإنما أخبر تعالى ذكره أن هؤلاء القوم لم يجاوبوهم بلفظ سلام بعينه.
وقد قال سيبويه : هذا منسوخ ، لأن الآية نزلت بمكة قبل أن يؤمروا بالقتال.
وما تكلم سيبويه فى شىء من الناسخ والمنسوخ غير هذه الآية ، فهو من السلام ، وليس من التسليم.
قال سيبويه : ولما لم يؤمر المسلمون يؤمئذ أن يسلموا على المشركين ، استدل سيبويه بذلك أنه من السلام ، وهو البراءة من المشركين ، وليس من التسليم ، الذي هو التحية.
67 - وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً «و كان بين ذلك قواما» : اسم «كان» مضمر فيها والتقدير : كان الإنفاق بين ذلك قواما.
و«قواما» : خبر «كان».
وأجاز الفراء أن يكون «بين ذلك» اسم «كان» ، وهو مفتوح ، كما قال ، «وَ مِنَّا دُونَ ذلِكَ» 72 : 11 ، ف «دون» عنده ، مبتدأ ، وهو مفتوح : وإنما جاز ذلك لأن هذه الألفاظ كثر استعمال الفتح فيها ، فتركت على حالها فى موضع الرفع ، وكذا تقول فى قوله : «لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ» 6 : 84 ، هو مرفوع ب «تقطع» ، ولكنه ترك مفتوحا ، لكثرة وقوعه كذلك ، والبصريون على خلافه فى ذلك.
69 - يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً من جزم ، جعله بدلا من «يلق» الآية : 68 ، لأنه جواب الشرط ، ولأن «لقاء الآثام» هو مضاعفة العذاب والخلود ، فأبدل منه ، إذ المعنى يشتمل بعضه على بعض وعلى هذا المعنى يجوز بدل بعض الأفعال من بعض فإن تباينت معانيها لم يجز بدل بعضها من بعض.
ومن رفع ، فعلى القطع ، أو على الحال.

(1/1633)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 317
71 - وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً «متابا» : مصدر فيه معنى الوعد ، لأنه أتى بعد لفظ فعله.
72 ، 73 - وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً «كراما ، وصمّا وعميانا» : كلها أحوال.
77 - قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً «فسوف يكون لزاما» : اسم «كان» مضمر فيها ، و«لزاما» : الخبر والتقدير : سوف يكون جزاء التكذيب لزاما ، عذابا لازما ، قيل : فى الدنيا ، وهو ما نزل بهم يوم بدر من القتل والأسر وقيل :
ذلك فى الآخرة.
وقال الفراء : فى «يكون» : مجهول وذلك لا يجوز ، لأن المجهول إنما يفسر بالجمل لا بالمفردات.
- 26 - سورة الشعراء
2 - تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ «تلك» : ابتداء ، و«آيات» : الخبر ، وهو إشارة إلى ما نزل من القرآن. بل هو إشارة إلى هذه الحروف التي فى أوائل السور منها تأتلف آيات القرآن.
وقيل : «تلك» ، فى الموضع : رفع على إضمار مبتدأ ، أي : هذه تلك آيات الكتاب المبين التي كنتم وعدتم فى كتبكم ، لأنهم وعدوا فى التوراة والإنجيل بإنزال القرآن.
3 - لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ «ألّا يكونوا» : أن ، فى موضع نصب ، مفعول من أجله.
10 - وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أي : واتل علهيم : إذ نادى.

(1/1634)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 318
22 - وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ «أن عبّدت» : أن ، فى موضع رفع ، على البدل من «نعمة».
ويجوز أن يكون فى موضع نصب على تقدير : «لأن عبدت» ، ثم حذف الحرف ، وحذفه مع «أن» كثير فى الكلام والقرآن ، ولذلك قال بعض النحويين : إن «أن» فى موضع خفض بالخافض المحذوف ، لأنه لما كثر حذفه مع «إن» عمل ، وإن كان محذوفا.
77 - فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ «فإنهم عدوّ لى» : عدو ، واحد ، يؤدى عن الجماعة ، فلا يجمع ، ويأتى للمؤنث بغير هاء تقول :
هى عدو لى.
وحكى الفراء : عدوة لى.
قال الأخفش الصغير : من قال عدوة ، بالتاء ، فمعناه : معادية ومن قال : عدو ، بغير هاء ، فلا يجمع ولا يثنى ، وإنما ذلك على النسب.
«إلّا ربّ العالمين» : نصب على الاستثناء الذي ليس من الأول ، لأنهم كانوا يعبدون الأصنام ، وإقرارهم باللّه مع عبادتهم للأصنام لا ينفعهم.
وأجاز الزجاج أن يكون من الأول ، لأنهم كانوا يعبدون اللّه مع أصنامهم.
149 - وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ «فارهين» : حال من المضمر فى «تنحتون».
176 - كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ «أصحاب الأيكة» : من فتح «التاء» جعله اسما للبلدة ، ولم يصرفه ، للتعريف والتأنيث ، ووزنه «فعلة».
ومن خفض التاء جعله معرفا بالألف واللام ، فخفضه لإضافة «أصحاب» إليه.
وأصل : أيكة : اسم لموضع فيه شجر ملتف.
ولم يعرف المبرد «ليكة» على «فعلة» ، إنما هى عنده : أيكة ، دخلها حرفا التعريف وانصرفت ، وقراءة من فتح «التاء» عنده غلط ، إنما تكون «التاء» مكسورة ، واللام مفتوحة ، التي عليها حركة الهمزة.

(1/1635)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 319
193 - نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ يجوز أن يكون «به» : فى موضع المفعول ل «نزل» ، ويجوز أن يكون «به» : فى موضع الحال كما تقول : خرج زيد بثيابه ، ومنه قوله : (قَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ) 5 : 61 أي : دخلوا كافرين وخرجوا كافرين ، لم يرد أنهم دخلوا بشىء يحملونه معهم ، إنما أراد أنهم دخلوا على حال وخرجوا على تلك الحال.
207 - ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ «ما أغنى عنهم» : ما ، استفهام ، فى موضع نصب ب «أغنى».
ويجوز أن يكون حرف نفى ، و«ما» الثانية : فى موضع رفع ب «أغنى».
209 - ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ موضع «ذكرى» ، عند الكسائي : نصب على الحال.
وقال الزجاج : على المصدر لأن معنى «هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ» الآية : 203 أي : مذكّرون ذكرى.
ويجوز أن تكون «ذكرى» : فى موضع رفع على إضمار مبتدأ أي : إنذارنا ذكرى ، أو ذلك ذكرى ، أو تلك ذكرى.
ويجوز تنوينها ، إذا جعلتها مصدرا.
227 - إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
«أي منقلب» ، نصب «أيا». «ينقلبون» ، فهو نعت لمصدر «ينقلبون» تقديره : أي انقلاب ينقلبون. ولا يجوز نصبه ب «سيعلم» ، لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ، لأن صدر الكلام إنما يعمل فيه ما بعده.
وقيل : إنما لم يعمل فيه ما قبله ، لأنه خبر ، ولا يعمل الخبر فى الاستفهام ، لأنهما مختلفان.

(1/1636)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 320
- 27 - سورة النمل
2 - هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ «هدى وبشرى» : حالان من «كتاب» الآية : 1 7 - إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ «بشهاب قبس» : من أضاف فإنه أضاف النوع إلى جنسه ، بمنزلة قولك : ثوب خز.
و قال الفراء : هو إضافة الشيء إلى نفسه ، كصلاة الأولى إنما هى فى الأصل موصوف وصفة ، فأضيف الموصوف إلى صفته وأصله : الصلاة الأولى.
ولو فى غير القرآن لجاز على الحال أو على البيان.
والشهاب : كل ذى نور. والقبس : ما يقتبس من جمر ونحو فمعناه ، لمن لم ينون : بشهاب من قبس ، والقبس : المصدر والقبس : الاسم كما أن معنى «برد خز» : برد من خز.
«تصطلون» : أصل «الطاء» : تاء ، ووزنه : تفتعلون ، فأبدلوا من التاء طاء ، لمؤاخاتها الصاد إلى الإطباق وأعلت لام الفعل فحذفت ، لسكونها وسكون الواو ، بعدها.
8 - فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ «أن» : فى موضع نصب على حذف الحرف أي : نودى لأن بورك وبأن بورك والمصدر مضمر يقوم مقام الفاعل أي : نودى للنداء لأن بورك.
وقيل : أن ، فى موضع رفع ، على أنه مفعول لم يسم فاعله ل «نودى».
وحكى الكسائي : باركك اللّه ، وبارك فيك.

(1/1637)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 321
10 - وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ «تهتز» : فى موضع نصب على الحال ، من «الهاء» فى «رآها» وكذلك : «كأنها جان» : فى موضع الحال أيضا وتقديره : فلما رآها مهتزة مشبهة جانا ولى مدبرا.
و«رأى» : من رؤية العين.
«مدبرا» : حال من موسى ، عليه السلام.
11 - إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ «من» : فى موضع نصب ، لأنه استثناء ليس من الأول.
وقال الفراء : هو استثناء من الجنس ، لكن المستثنى منه محذوف وهذا بعيد.
وأجاز بعض النحويين أن يكون «إلا» ، بمعنى : الواو وهذا أبعد ، لاختلاط المعاني.
13 - فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ «مبصرة» : حال من «آياتنا» ، ومعناه : مبينة.
و من قرأ «مبصرة» ، بفتح الصاد ، جعله مصدرا.
22 - فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ «غير» : نعت لظرف تقديره : فمكث وقتا غير بعيد ، أو لمصدر محذوف أي : مكثا غير بعيد.
«من سبأ» : من صرفه جعله اسما لأمّة أو لحىّ.
ومن لم يصرفه جعله اسما للقبيلة أو المدينة ، أو لامرأة فلم يصرفه للتعريف والتأنيث.
ومن أسكن الهمزة ، فعلى نية الوقف.
25 - أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْ ءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ «أن لا يسجدوا» : أن فى موضع خفض ب «يهتدون» الآية : 24 والتقدير : فهم لا يهتدون إلى أن يسجدوا ، و«لا» : زائدة.

(1/1638)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 322
و قيل : هى فى موضع خفض على البدل من «السبيل» ، و«لا» : زائدة.
فأما قراءة الكسائي : ألا يا اسجدوا ، بتخفيف ، «ألا» ، فإنه على ، ألا يا هؤلاء اسجدوا ف «ألا» : للتنبيه لا للنداء ، وحذف المنادى لدلالة حرف النداء عليه ، و«اسجدوا» : مبنى ، على هذه القراءة ، ومنصوب على القراءة الأولى ب «أن».
30 - إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «إنه» : الكسر على الابتداء.
وأجاز الفراء الفتح فيها فى الكلام ، على أن يكون موضعها رفعا على البدل من «كتاب» الآية : 29 ، وأجاز أن تكون فى موضع نصب بحذف حرف الجر.
31 - أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ «أن» : فى موضع نصب ، على حذف الخافض ، أي : بأن لا تعلوا.
وقيل : فى موضع رفع على البدل من «كتاب» الآية : 29 تقديره : إنى ألقى إلى ألا تعلوا.
و قال سيبويه : هى بمعنى. «أي» ، التي للتفسير ، لا موضع لها من الإعراب ، بمنزلة : «أَنِ امْشُوا» 38 : 6 37 - ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ «أذلّة وهم صاغرون» : حالان من المضمر المنصوب ، فى «لنخرجنهم».
39 - قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ «عفريت» : التاء ، زائدة ، كزيادتها فى «طاغوت» وجمعه : عفاريت ، وعفار كما تقول فى جمع «طاغوت» : طواغيت ، وطواغ وعفار ، مثل : جوار ، التاء محذوفة ، قيل : لالتقاء الساكنين وهما الياء والتنوين وقيل : للتخفيف ، وهو أصح ، وإن عوضت قلت : عفارى ، وطواغى.
وإنما دخل هذا الضرب التنوين ، وهو لا ينصرف ، لأن الياء لما حذفت للتخفيف نقص البناء الذي من أجله لم ينصرف ، فلما نقص دخل التنوين.
وقيل : بل دخل التنوين عوضا من حذف الياء ، فإذا صارت هذه الأسماء التي هى جموع لا تنصرف ، إلى حال النصب ، رجعت الياء او متنعت من الصرف.

(1/1639)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 323
43 - وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ «ما» : فى موضع رفع ، لأنها الفاعلة للصد.
ويجوز أن تكون فى موضع نصب ب «صدها» ، على حذف حرف الجر ، وفى «صدها» ضمير الفاعل ، وهو اللّه جل ذكره ، أو سليمان عليه السلام أي : وصدها اللّه عن عبادتها أو : وصدها سليمان عن عبادتها.
«إنّها كانت» : من كسر «إن» ، كسر على الابتداء ، ومن فتح جعلها بدلا من «ما» ، إذا كانت فاعلة.
وقيل : بل هى فى موضع نصب على حذف الجار تقديره : لأنها كانت.
44 - . وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
«مع» : حرف بنى على الفتح ، لأنه قد يكون اسما ظرفا ، فقوى التمكن فى بعض أحواله فبنى.
و قيل : هو حرف بنى على الفتح ، لكونه اسما فى بعض أحواله ، وحقه السكون.
وقيل : هو اسم ظرف ، فلذلك فتح.
فإن أسكنت العين فهو حرف لا غير.
45 - وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ «أن» : فى موضع نصب ، على حذف الجار تقديره : بأن اعبدوا اللّه.
47 - قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ «اطّيّرنا» : أصله : تطيرنا ، ثم أدغمت التاء فى الطاء فسكنت ، لأن الأول المدغم لا يكون إلا ساكنا ، ولا يدغم حرف فى حرف حتى يسكن الأول ، فلما سكن الأول اجتلبت ألف وصل فى الابتداء ليبتدأ بها ، وكسرت لسكونها وسكون ما بعدها.
وقيل : بل كسرت لكسر ثالث الفعل وفتحه ، ولم يفتح لفتحة ثالث الفعل ، لئلا يشبه ألف المتكلم ، وضمت بضمة ثالث الفعل ، لئلا يخرج من كسر إلى ضم ، فوزن «اطيرنا» ، على الأصل : تفعلنا ، ولا يمكن وزنه على لفظه ، إذ ليس فى الأمثلة «افعلنا» ، بحرفين مشددين متواليين.

(1/1640)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 324
49 - قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ «قالوا تقاسموا» : فعلان ماضيان ، لأنه إخبار عن غائب ، والأول إخبار عن مخاطب ، أو عن مخبر عن نفسه.
51 - فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ من قرأ «إنا» ، بالكسر ، فعلى الابتداء ، و«كيف» : خبر «كان» مقدم ، لأن الاستفهام له صدر الكلام و«عاقبة» : اسم «كان» ، ولا يعمل «انظر» فى «كيف» ، ولكن يعمل فى موضع الجملة كلها.
وقيل : إن «كان» بمعنى : وقع وحدث ، و«عاقبة» ، الفاعل و«كيف» : فى موضع الحال والتقدير :
فانظر يا محمد على أي حال وقعت عاقبة أمرهم. ثم فسر كيف وقعت العاقبة فقال مفسرا مستأنفا : إنا دمرناهم وقومهم.
فأما من قرأه ب «أنا» ، بالفتح ، جعل «كيف» : خبر «كان» ، و«العاقبة» اسمها ، و«أن» بدلا من «العاقبة» ، و«كيف» فى موضع الحال.
وإن شئت جعلت «أنا» خبر «كان» ، و«العاقبة» اسمها ، و«كيف» فى موضع الحال والتقدير :
فانظر يا محمد على أي حال كان عاقبة أمرهم وتدميرهم.
وقيل : «أن» : فى موضع نصب ، على حذف حرف الجر والتقدير : فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم.
ويجوز فى الكلام نصب «عاقبة» ، على خبر «كان» ، ونجعل «أنا» اسم «كان».
وقيل : موضع «أنا» : موضع رفع ، على إضمار مبتدأ تقديره : هو أنا دمرناهم ، والجملة خبر «كان».
52 - فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ «فتلك بيوتهم خاوية». نصب على الحال.
ويجوز الرفع فى «خاوية» من خمسة أوجه :
الأول : أن يكون «بيوتهم» بدلا من «تلك» ، و«خاوية» : خبر «البيوت».
والثاني : أن تكون «خاوية» : خبرا ثانيا.

(1/1641)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 325
و الثالث : أن ترفع «خاوية» ، على إضمار مبتدأ أي : هى خاوية.
والرابع : أن تجعل «خاوية» بدلا من «بيوتهم».
والخامس : أن تجعل «بيوتهم» عطف بيان على «تلك» ، و«خاوية» خبر «تلك».
54 - وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ «و لوطا» : انتصب على معنى : وأرسلنا لوطا.
59 - قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ إنما جاز المفاضلة فى هذا ، ولا خير فى آلهتهم ، لأنهم خرطبوا على ما كانوا يعتقدون لأنهم كانوا يظنون فى آلهتهم خيرا ، فخوطبوا على زعمهم وظنهم.
وقد قيل : إن «خيرا» هنا ليست بأفعل تفضيل ، إنما هى اسم ، فلا يلزم فيها تفاضل بين شيئين كما قال حسان :
فشركما لخير كما الفداء
أي : فالذى فيه الشر منكما فداء الذي فيه الخير.
66 - بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ «ادّارك» : من قرأه «أدرك» على «أفعل» ، بناه على أن علمهم فى قيام الساعة قد تناهى لا مزيد عندهم فيه أي : لا يعلمون ذلك أبدا ولا مزيد فى علمهم ويقال : أدرك التمر ، إذا تناهى.
وقيل : معناه : بل كمل علمهم فى أمر الآخرة فلا مزيد فيه.
ودل على أنه على الإنكار ، قوله «بل هل فى شك منها» أي : لم يدركوا وقت حدوثها ، فهم عنها عمون.
والعمى عن الشيء أعظم من الشك فيه.
ومن قرأه بألف وصل مشددا ، فأصله : تدارك ، ثم أدغمت التاء فى الدال ، ودخلت ألف الوصل فى الابتداء ، لسكون أول المشدد ، كقوله «اطيرنا» الآية : 47 ، ومعناه : بل كمل علمهم فى قيام الساعة فلا مزيد عندهم.
وقيل : معناه : بل تتابع علمهم فى أمر الآخرة ، فلم يبلغوا إلى شىء.
«فى الآخرة» : فى ، بمعنى : الباء أي : بالآخرة أي : بعلم الآخرة.

(1/1642)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 326
72 - قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ «ردف لكم» : اللام ، زائدة ، ومعناه : ردفكم ومثله : «وَ إِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ» 22 : 26 ، ومثله : «إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ» 12 : 43 ، وهو كثير ، «اللام» فيه زائدة لا تتعلق بشىء وفيه اختلاف.
82 - وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ «أن» : فى موضع نصب ، على حذف حرف الجر تقديره : تكلمهم بأن الناس.
ويجوز أن لا تقدر حرف جر ، وتجعل «أن» مفعولا ، على أن تجعل «تكلمهم» بمعنى : تخبرهم.
ومن كسر «إن» فعلى الاستئناف.
87 - وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ العامل فى «يوم» فعل مضمر تقديره : واذكر يوم ينفخ فى الصور.
88 - وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ «صنع اللّه» : نصب على المصدر ، لأنه تعالى لما قال «و هى تمر مر السحاب» دل على أنه تعالى صنع ذلك ، فعمل فى «صنع اللّه».
ويجوز نصبه على الإغراء.
ويجوز الرفع على معنى : ذلك صنع اللّه.
89 - مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ «من» : شرط ، رفع بالابتداء ، و«فله» : الجواب ، وهو الخبر.
- 28 - سورة القصص
2 - تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ «تلك» : فى موضع رفع ، بمعنى : هذه ، و«آيات» : بدل منها.

(1/1643)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 327
و يجوز فى الكلام أن تكون «تلك» فى موضع نصب ب «نتلو» الآية : 3 ، وبنصب «آيات» على البدل من «تلك».
4 - إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ ...
«أهلها شيعا» : مفعولان ل «جعل» ، لأنها بمعنى : صير : فإن كانت بمعنى «خلق» تعدت إلى واحد ، نحو قوله تعالى (وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) 6 : 1 وخلق ، إذا كان بمعنى : صير ، تعدى إلى مفعولين ، نحو :
«فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً» 23 : 14 ، وإن كانت بمعنى : اخترع وأحدث ، تعدت إلى مفعول واحد ، نحو «خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ» 29 : 44 9 - وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ «قرّة عين» : رفع على إضمار مبتدأ ، أي : هو قرة عين لى.
ويجوز أن يكون مبتدأ ، والخبر : «لا تقتلوه».
و يجوز نصبه بإضمار فعل ، تفسيره : لا تقتلوه تقديره : اتركوا قرة عين لى لا تقتلوه.
10 - وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ «لو لا أن ربطنا» : أن ، فى موضع رفع ، والجواب محذوف.
14 - وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ «أشده» ، عند سيبويه : وزنه : أفعل ، وهو عنده : جمع شدة ، كنعمة وأنعم.
وقال غيره : هو جمع شد ، مثل : قد وأقد.
وقيل : هو واحد ، وليس فى الكلام اسم مفرد على «إفعل» بغير «هاء» ، إلا «إصبعا» ، فى بعض لغاته.
15 - وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ ...
«و هذا من عدوه» : أي ، من أعدائه ، ومعناه : إذا نظر إليهما الناظر قال ذلك.

(1/1644)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 328
18 - فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ «خائفا» : نصب على خبر «أصبح» ، وإن شئت : على الحال ، و«فى المدينة» : الخبر.
«فإذا الّذى استنصره بالأمس يستصرخه» : الذي ، مبتدأ ، و«يستصرخه» : الخبر ، ويجوز أن يكون «إذا» هى الخبر ، و«يستصرخه» : حالا.
25 - فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ ...
«تمشى» : فى موضع الحال من «إحداهما» ، والعامل فيه «جاء».
«على استحياء» : فى موضع الحال من المضمر فى «تمشى».
ويجوز أن يكون «على استحياء» فى موضع الحال المقدمة من المضمر فى «قالت» ، والعامل فيه «قالت».
والأول أحسن.
ويحسن الوقف على «تمشى» على القول الثاني ، ولا يحسن الوقف على القول الأول إلا على «استحياء».
28 - قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ «ذلك» : مبتدأ ، وما بعده خبر ومعناه ، عند سيبويه : ذلك بيننا.
«أيّما الأجلين قضيت» : نصب «أيا» ب «قضيت» ، و«ما» : زائدة للتأكيد ، وخفض «الأجلين» لإضافة «أي» إليهما.
وقال ابن كيسان : ما ، فى موضع خفض بإضافة «أي» إليهما ، وهى نكرة ، و«الأجلين» : بدل من «ما» ، كذلك قال فى قوله «فبما رحمة» 159 ، إن «رحمة» بدل من «ما» ، وكان يتلطف فى ألا يجعل شيئا زائدا فى القرآن ، يخرج له وجها يخرجه من الزيادة.
30 - فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ «أن يا موسى» : فى موضع نصب بحذف حرف الجر أي بأن يا موسى.

(1/1645)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 329
31 - وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ ...
«مدبرا» : نصب على الحال ، وكذلك موضع قوله «و لم يعقب» موضعه نصب على الحال.
32 - اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ «فذانك برهانان» : ذا ، مرفوع ، وهو رفع بالابتداء ، وألف «ذا» : محذوفة لدخول ألف التنبيه عليها.
ومن قرأه بتشديد النون فإنه جعل التشديد عوضا من ذهاب ألف «ذا».
و قيل : إن من شدده إنما بناه على لغة من قال فى الواحد : ذلك ، فلما بنى أبينت اللام بعد نون التثنية ، م أدغم اللام فى النون ، على حكم إدغام الثاني فى الأول ، والأصل أن يدغم الأول أبدا فى الثاني ، إلا أن تمنع فى ذلك علة فيدغم الثاني فى الأول. والعلة التي منعت فى هذا أن ندغم الأول فى الثاني أنه لو فعل ذلك لصار فى موضع النون ، التي تدل على التثنية لام مشددة ، فتغير لفظ التثنية ، وأدغم الثاني فى الأول ، لذلك نونا مشددة.
34 - وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ «ردءا» : حال من الهاء فى «أرسله» ، وكذلك : «يصدقنى» ، فى قراءة من رفعه ، جعله نعتا ل «ردء» ، ومن جزمه فعلى جواب الطلب.
42 - وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ انتصب «يوم» على أنه مفعول به على السعة ، كأنه قال : وأتبعناهم فى هذه الدنيا لعنة ولعنة يوم القيامة ، ثم حذفت «اللعنة» الثانية لدلالة الأولى عليها ، وقام «يوم» مقامها فانتصب انتصابها.
ويجوز أن ينصب «يوم» على أن تعطفه على موضع «فى هذه الدنيا».
ويجوز نصب «يوم» على أنه ظرف للمقبوحين أي : وهم من المقبوحين يوم القيامة ، ثم قدم الظرف 43 - وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ «بصائر للنّاس وهدى ورحمة» : نصب كله ، على الحال ، من «الكتاب».

(1/1646)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 330
46 - وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ...
«و لكن رحمة من ربك» : انتصب «رحمة» على المصدر ، عند الأخفش والتقدير : ولكن رحمه ربك محمد رحمة.
وهو مفعول من أجله ، عند الزجاج أي : ولكن للرحمة فعل ذلك أي : من أجل الرحمة.
و قال الكسائي : هو خبر «كان» مضمرة ، بمعنى : ولكن كان ذلك رحمة من ربك.
ويجوز فى الكلام الرفع على معنى : ولكن هى رحمة.
58 - وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها ...
«المعيشة» : نصب ، عند المازني ، على تقدير حذف حرف الجر تقديره : بطرت فى معيشتها.
وقال الفراء : هى نصب على التفسير ، وهو بعيد لأنها معرفة والتفسير لا يكون إلا نكرة.
وقيل : هى نصب ب «بطرت» ، وبطرت : بمعنى : جهلت أي : جهلت شكر معيشتها ، ثم حذف المضاف.
68 - وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ «ما» : الثانية ، لا موضع لها من الإعراب.
وقيل : هى فى موضع نصب ب «يختار» ، وليس ذلك يحسن فى الإعراب ، لأنه عائد يعود على ما فى الكلام.
وهو أيضا بعيد فى المعنى والاعتقاد ، لأن كونها للنفى يوجب أن يعم جميع الأشياء التي حدثت بقدر اللّه واختياره ، وليس للعبد فيها شىء غير اكتسابه بقدر من اللّه.
وإذا جعلت «ما» فى موضع نصب ب «يختار» ، لم يعم جميع الأشياء أنها مختارة للّه جل ذكره ، وإنما وجب أنه يختار ما لهم فيه الخير لا غير ، وبقي ما ليس لهم فيه خير موقوفا وهذا مذهب القدرية المعتزلة.
فكون «ما» للنفى أولى فى المعنى ، وأصح فى التفسير ، وأحسن فى الاعتقاد ، وأقوى فى العربية ، ألا ترى أنك لو جعلت «ما» فى موضع نصب ، لكان ضميرها فى «كان» اسمها ، والواجب نصب «الخيرة» ، ولم يقرأ بذلك أحد.

(1/1647)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 331
و قد قيل فى تفسير هذه الآية ، إن معناها : وربك يا محمد يخلق ما يشاء ويختار لولايته ورسالته من يريدهم ابتداء ، فنفى الاختيار عن المشركين وأنهم لا قدرة لهم ، فقال : ما كان لهم الخيرة أي : ليس الولاية والرسالة وغير ذلك باختيارهم ولا بمرادهم.
76 - إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ ...
«ما» : فى موضع نصب ب «آتيناه» مفعولا ثانيا ، و«إن» واسمها وخبرها وما يتصل بها إلى قوله «القوة» صلة «ما».
وواحد «أولى» : ذو.
82 - وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ ...
«و يكأنّ اللّه» : أصلها : وى ، منفصلة من «الكاف».
قال سيبويه عن الخليل فى معناها : إن القوم تنبهوا ، فقالوا : ويكأن ، وهى كلمة يقولها المتندم إذا أظهر ندامته.
وقال الفراء : وى ، متصلة بالكاف ، وأصلها : ويلك إن اللّه ، ثم حذف اللام ، واتصلت اللام ب «أن».
وفيه بعد فى المعنى والإعراب لأن القوم لم يخاطبوا أحدا ولأن حذف اللام من هذا لا يعرف ، ولأنه كان يجب أن تكون «إن» مكسورة ، إذ لا شىء يوجب فتحها.
88 - وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ انتصب «الوجه» على الاستثناء ، ويجوز فى الكلام الرفع على معنى الصفة ، كأنه قال : غير وجهه كما قال :
و كل أخ مفارقه أخوه لعمر أبيك إلا الفرقدان
أي : غير الفرقدين ف «غير» : صفة ل «كل» ، كذلك جواز الآية.

(1/1648)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 332
- 29 - سورة العنكبوت
2 - أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ «أن يتركوا». أن ، فى موضع نصب ب «حسب».
«أن يقولوا» : أن ، فى موضع نصب بحذف الخافض أي : بأن يقولوا أو : لأن يقولوا.
وقيل : هى بدل من الأولى.
4 - أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ «ساء ما يحكمون» : ما ، فى موضع نصب ، وهى نكرة أي : ساء شيئا يحكمونه.
و قيل : ما : نفى ، فى موضع ، رفع ، وهى معرفة تقديره : ساء الشيء الذي يحكمونه.
وقال ابن كيسان : ما ، فى موضع رفع تقديره : ساء حكمهم.
8 - وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ...
«بوالديه حسنا» أي : وصيناه بوالديه أمرا ذا حسن ، ثم أقام الصفة مقام الموصوف ، وهو الأمر ، ثم حذف المضاف ، وهو «ذا» ، وأقام المضاف إليه مقامه ، وهو «حسن».
12 - وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ ...
«و لنحمل خطاياكم» : لفظه لفظ الأمر ، ومعناه الشرط والجزاء.
14 - وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً ...
«ألف سنة» : ألف ، نصب على الظرف ، و«خمسين» : نصب على الاستثناء وإنما انتصب على الاستثناء ، عند سيبويه ، لأنه كالمفعول ، إذ هو مستغنى عنه كالمفعول ، فأتى بعد تمام الكلام ، فانتصب كالمفعول.
ونصبه عند الفراء ب «إلا» ، وأصل «إلا» ، عنده : إن لا فإذا نصب نصب ب «إن» ، وإذا رفع رفع ب «لا».
ونصبه عند المبرد على أنه مفعول به ، و«إلا» ، عنده : قامت مقام الفاعل الناصب للاسم ، فهى تقوم مقام «استثنى» ، ولا تستثنى من العدد إلا أقل من النصف ، عند أكثر النحويين.

(1/1649)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 333
16 - وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ نصب «إبراهيم» ، على العطف على «الهاء» فى «فأنجيناه» الآية : 15.
وقيل : هو معطوف على «نوح» ، فى قوله تعالى : «وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً» الآية : 14 أي ، وأرسلنا إبراهيم.
وقيل : هو منصوب بإضمار فعل أي : واذكر إبراهيم.
22 - وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ أي : ولا من فى السماء معجزين ، فيكون «فى السماء» نعت ل «من» المحذوفة فى موضع رفع ، ثم يقوم النعت مقام المنعوت.
وفيه بعد ، لأن نعت النكرة كالصلة ، ولا يحسن حذف الموصول وقيام الصلة مقامه ، والحذف فى الصفة أحسن منه فى الصلة.
25 - وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ «و قال إنّما اتّخذتم من دون اللّه أوثانا مودّة بينكم» : ما ، بمعنى : الذي ، وهو اسم «إن» و«الهاء» مضمرة تعود على «ما» تقديره : إن الذي اتخذتموه أوثانا ، و«أوثانا» : مفعول ثان ل «اتخذتم» ، و«الهاء» المحذوفة ، هى المفعول الأول ل «اتخذتم» ، و«مودة» : خبر «إن».
وقيل : هو رفع بإضمار : هو مودة.
وقيل : هى رفع بالابتداء ، و«فى الحياة الدنيا» : الخبر ، والجملة خبر «إن» ، و«بينكم» : خفض بإضافة «مودة» إليه.

(1/1650)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 334
و جاز أن تجعل : الذي اتخذتموه من دون اللّه مودة ، على الاتساع وتصحيح ذلك أن يكون التقدير : إن الذي اتخذتموه من دون اللّه أوثانا.
وقرىء بنصب «مودة» ، وذلك على أن تكون «ما» كافة ل «أن» عن العمل ، فلا ضمير محذوف فى «اتخذتم» ، فيكون «أوثانا» مفعولا ل «اتخذتم» ، لأنه تعدى إلى مفعول واحد واقتصر عليه ، كما قال اللّه تعالى : «إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ» 7 : 152 ، وتكون «مودة» مفعولا من أجله أي :
إنما اتخذتم الأوثان من دون اللّه للمودة فيما بينكم لأن عند الأوثان نفعا أو ضرا.
و من نون «مودة» ونصب أو رفع ، جعل «بينكم» ظرفا ، فنصبه وهو الأصل ، والإضافة اتساع فى الكلام ، والعامل فى الظرف : «المودة».
ويجوز أن ينصب «بينكم» من نون «مودة» ، على الصفة للمصدر لأنه نكرة ، والنكرات توصف بالظروف والجمل والأفعال فإذا نصبت «بينكم» على الظرف جاز أن يكون قوله «فى الحياة الدنيا» ظرفا ل «المودة» أيضا ، وكلاهما متعلق بالعامل ، وهو «مودة» ، لأنهما ظرفان مختلفان : أحدهما للزمان ، والآخر للمكان.
وإنما يمتنع أن يتعلق بعامل واحد ظرفا زمان ومكان ، ولا ضمير فى واحد من هذين الظرفين ، إذا لم يقم واحد منهما مقام محذوف مقدر.
وإذا جعلت قوله «بينكم» صفة ل «مودة» كان متعلقا بمحذوف ، وفيه ضمير كان فى المحذوف الذي هو صفة على الحقيقة ، فيكون «فى الحياة الدنيا» فى موضع الحال من ذلك الضمير فى «بينكم» ، والعامل فيه الظرف ، وهو «بينكم» ، وفى الظرف ، وهو «فى الحياة الدنيا» ، ضمير يعود على ذى الحال والصفة لا بد أن يكون فيها عائد على الموصوف فإذا قام مقام الصفة ظرف صار ذلك الضمير فى الظرف كما يكون فى الظرف إذا كان خبر المبتدأ أو حالا ولا يجوز أن يعمل فى قوله «فى الحياة الدنيا» ، وهو حال من المضمر فى «بينكم مودة» لأنك قد وصفت المصدر بقوله «بينكم». ولا يعمل بعد الصفة ، لأن المعمول فيه داخل فى الصفة والصفة غير داخلة فى الصلة ، فتكون قد فرقت بين الصلة والموصول ، فلا يعمل فيه إذا كان حالا من المضمر فى «بينكم» إلا «بينكم» ، وفيه ضمير يعود على المضمر فى «بينكم» ، وهو هو لأن كل حال لا بد أن يكون فيها ضمير يعود على ذى الحال كالصفة.
و أيضا فإن قوله «فى الحياة الدنيا» ، إذا جعلته حالا من المضمر فى «بينكم» إنما ارتفع بالظرف ، وجب أن يكون العامل فى الحال الظرف أيضا ، لأن العامل فى ذى الحال هو العامل فى الحال أبدا ، لأنها هو فى المعنى ، فلا يختلف العامل فيهما ، لأنه لو اختلف لكان قد عمل عاملان فى شىء واحد ، إذ الحال هى صاحب الحال ، فلا يختلف العامل فيهما.

(1/1651)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 335
و يجوز أن يكون «فى الحياة الدنيا» صفة ل «مودة» ، و«بينكم» صفة أيضا ، فلا بد أن يكون فى كل واحد منهما ضمير يعود على «المودة» ، والعامل فيهما المحذوف الذي هو صفة على الحقيقة ، وفيه كان الضمير ، فلما قام الظرف مقامه انتقل الضمير إلى الظرف ، كما ينتقل إذا كانت أخبارا للمبتدأ وتقدير المحذوف كأنه قال : إنما اتخذتم من دون اللّه أوثانا مودة مستقرة بينكم ثابتة فى الحياة الدنيا ، ثم حذفت «مستقرة» ، وفيها ضمير ، و«ثابتة» وفيها ضمير ، يعودان على «المودة» ، وقام «بينكم» مقام «مستقرة» التي هى صفة ، فصار الضمير الذي كان فيه يعود على الموصوف فى «بينكم» ، وصارت صفة ل «المودة». لأنها خلف من الصفة.
وكذلك حذفت «ثابتة» ، وفيها ضمير ، وأقمت «فى الحياة الدنيا» مقامها ، فصار الضمير فى قولك «فى الحياة الدنيا» ، فذلك المحذوف هو العامل فى الظرفين وقام مقام المحذوفين الصفتين ، فصار ذا صفتين ، فهما ضميران يعودان على الموصوف.
27 - وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ فى قوله «فى الآخرة» حرف متعلق بمحذوف وتقديره : وأنه صالح فى الآخرة لمن الصالحين.
وقيل : هو متعلق «بالصالحين» ، والألف واللام للتعريف ، وليستا بمعنى : الذين.
28 - وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ «و لوطا» : هو عطف على «الهاء» فى «فأنجيناه» الآية : 15.
وقيل : عطف على «نوح» فى قوله «و لقد أرسلنا نوحا» الآية ، 14.
وقيل : هو نصب ، على تقدير : واذكر لوطا والعامل فى «إذ» هو العامل فى «لوط».
38 - وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ «و عادا وثمودا» : عطف على «الذين» فى قوله «و لقد فتنا الذين من قبلهم» الآية : 3 وقيل : هو عطف على الهاء والميم فى قوله «فأخذتهم الرجفة» الآية : 37 ، وهو أقرب من الأول.
وقيل : التقدير : وأهلكنا عادا وثمودا.

(1/1652)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 336
39 - وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ «و قارون وفرعون وهامان» : عطف على «عاد» فى جميع وجوهه ، وهى أسماء أعجمية معرفة ، فلذلك لم تنصرف.
وقيل : عطف على الهاء والميم فى قوله «فصدهم عن السبيل» الآية 38 أي : وصد قارون وفرعون وهامان.
41 - مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ «كمثل العنكبوت» : الكاف ، فى موضع رفع خبر الابتداء ، وهو قوله «مثل الذين اتخذوا».
وقيل : هى فى موضع نصب على الظرف.
وجمع «العنكبوت» : عناكيب ، وعناكب ، وعكاب ، وأعكب.
46 - وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ...
«الذين» : فى موضع نصب ، على البدل ، أو على الاستثناء.
51 - أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ ...
«أن» : فى موضع رفع ، فاعل «يكفهم».
58 - وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً ...
«لنبوئنهم من الجنة غرفا» : من قرأ «لنثوبنهم» بالثاء ، فهو من الثواء ، و«غرفا» : منصوب على حذف حرف الجر ، لأنه لا يتعدى الفعل المخصوص إلى ظرف المكان إلا بحرف ، لا تقول : جلست دارا فالتقدير :
لنثوينهم فى غرف ، فلما حذف الحرف نصب.
ومن قرأ بالباء ، جعل «غرفا» مفعولا ثانيا ، لأن الفعل يتعدى إلى مفعولين تقول : بوأت زيدا منزلا.
فأما قوله : «وَ إِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ» 22 : 26 فاللام زائدة كزيادتها فى «رَدِفَ لَكُمْ» 27 : 72 ، إنما هو : ردفكم ، وبوأنا إبراهيم.

(1/1653)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 337
66 - لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ «و ليتمتعوا» : من كسر «اللام» جعلها : لام كى ، ويجوز أن تكون لام الأمر.
ومن أسكنها فهى : لام أمر ، لا غير.
ولا يجوز أن تكون مع الإسكان : لام كى ، لأن «لام كى» حذفت بعدها «أن» ، فلا يجوز حذف حركتها أيضا ، لضعف عوامل الأفعال.
- 30 - سورة الروم
4 - فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ «فى بضع سنين» : الأصل فى «سنة» ألا يجمع بالياء والنون ، والواو والنون لأن الواو والنون لمن يعقل ، ولكن جاز ذلك فى «سنة» ، وإن كانت مما لا يعقل ، للحذف الذي دخلها لأن أصلها : سنوة وقيل : سنهة ، على «فعلة» دليله قولهم : سنوات ، وقولهم : سانهت ، من السنين. وكسرت السين فى «سنين» ليدل على أنه جمع على غير الأصل ، لأن كل ما جمع جمع السلامة لا يغير فيه بناء الواحد فى هذا الجمع ، وكلما تغير بناء الواحد فى هذا الجمع ، وكسر أوله ، وقد كان مفتوحا فى الواحد ، علم أنه جمع على غير أصله.
«
من قبل ومن بعد» : قبل ، وبعد : مبنيان ، وهما ظرفا زمان ، أصلهما الإعراب ، وإنما بنيا لأنهما يعرفان بغير ما تتعرف به الأسماء ، وذلك أن الأسماء تتعرف بالألف واللام ، وبالإضافة إلى المعرفة ، وبالإضمار ، وبالعهد وليس فى «قبل» ، وب «بعد» شىء من ذلك ، فلما تعرفا بخلاف ما تعرف به الأسماء ، وهو حذف ما أضيف ، خالفا الأسماء وشابها الحروف ، فبنيا كما تبنى الحروف ، وكان أصلهما أن يبنيا على سكون ، لأنه أصل البناء ، لكن قبل الآخر ساكن فيهما ، وأيضا فإنه قد كان لهما فى فى الأصل تمكن ، لأنهما يعرفان إذا أضيفا ، وأيضا فإنه لم يكن من حركة أو حذف ، وإنما وجب أن يمكن الحذف فى حروف السلامة ، فحرك الثاني لأن البناء فيه ، تكون الحركة ضما دون الكسرة ، والفتح ، لأنهما أشبها المنادى المفرد ، إذ المنادى يعرب إذا أضيف أو نكر ، كما يفعل لهما ، فبنيا على الضم كما بنى المنادى المفرد.
وقال على بن سليمان : إنما بنيا لأنهما متعلقان بما بعدهما ، فأشبها الحروف ، إذ الحروف متعلقة بغيرها لا تفيد شيئا إلا بما بعدها.
وقيل : إنما بنيا على الضم ، لأنهما غايتان قد اقتصر عليهما ، وحذف ما بعدهما ، فبنيا لمخالفتهما الأسماء ، وأعطيا الضم ، لأنه غاية الحركات.

(1/1654)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 338
و قيل : لما تضمنا الحروف بعدهما صارا ، كبعض اسم ، وبعض الاسم مبنى.
وقال الفراء : إنما تضمنا معنيين - يعنى - : معناهما فى أنفسهما ، ومعنى ما بعدهما المحذوف ، فبنيا ، وأعطيا الضمة ، لأنها أقوى الحركات.
وقال هشام : لما لم يجز أن يفتحا فيشبها حالهما فى الإضافة ، ولم يجز أن يكسرا فيشبها المضاف إلى المخاطب ، ولم يسكنا لأن ما قبل الآخر ساكن ، لم يبق إلا الضم ، فأعطياه.
وأجاز الفراء : رأيتك بعد ، بالتنوين رفعا ، و«بعدا» ، بالنصب منونا وهما معرفتان.
وأجاز هشام : رأيتك بعد يا هذا ، بالفتح ، غير منون ، على إضمار المضاف.
و معنى الآية : للّه الأمر من قبل كل شىء ومن بعد كل شىء فلما حذف ما بعد «قبل» و«بعد» ، وتضمنا معناه ، خالفا الأسماء فبنيا.
6 - وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ «وعد اللّه» : مصدر مؤكد.
10 - ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ «عاقبة» : اسم «كان» ، و«السوأى» : خبرها ، و«أن كذبوا» : مفعول من أجله.
ويجوز أن يكون «السوأى» : مفعول ل «أساءوا» ، و«أن كذبوا» : خبر كان.
ومن نصب «عاقبة» جعلها خبر «كان» ، و«السوأى» اسمها.
ويجوز أن يكون «أن كذبوا» : اسمها ، و«السوأى» : مفعولا ل «أساءوا».
20 - وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ «أن خلقكم» : أن ، فى موضع رفع بالابتداء ، والمجرور قبلها خبرها ، وكذلك كل ما بعده من صنفه 28 - ... فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ «كخيفتكم» : الكاف ، فى موضع نصب ، نعت لمصدر محذوف تقديره : تخافونهم خيفة كخيفتكم أي : مثل خوفكم أنفسكم ، يعنى : كخوفكم شركاءكم.
«كذلك نفصل الآيات» أي : تفصيلا كذلك أي : مثل ذلك.

(1/1655)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 339
30 - فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها ...
«فطرة اللّه» : نصب بإضمار فعل تقديره : اتبع فطرة اللّه ، ودل عليه : «فأقم وجهك للدين» ، لأن معناه : اتبع الدين.
وقيل : «فطرة اللّه» : انتصبت على المصدر لأن الكلام دل على : فطر اللّه الخلق فطرة.
31 - مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ «منيبين إليه» : حال من الضمير فى «فأقم» ، وإنما جمع ، لأنه مردود على المعنى لأن الخطاب للنبى صلى اللّه عليه وسلم خطاب لأمته فتقديره : فأقيموا وجوهكم منيبين إليه.
و قال الفراء : التقدير : فأقم وجهك ومن معك ، فلذلك قال «منيبين».
35 - أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ «السلطان» : يذكر ويؤنث ، وهو جمع : سليط ، كرغيف ورغفان ، فمن ذكره ، فعلى الجمع ، ومن أنثه فعلى الجماعة.
36 - ... وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ «إن تصبهم سيئة» : شرط وجوابه : «إذا هم يقنطون» ، ف «إذا» : جواب ، بمنزلة لقاء وإنما صارت بمنزلة «الفاء» لأنها لا يبتدأ بها كما لا يبتدأ ب «الفاء» ، وإنما لم يبتدأ ب «إذا» لأنها التي للمفاجأة ، ف «إذا» التي فيها معنى الشرط غير التي للمفاجأة ، والتي للشرط يبتدأ بها ، ولا تكون جوابا للشرط ، و«إذا» التي هى للمفاجأة لا يبتدأ بها ، فأشبهت «الفاء» ، فوقعت موقعها وصارت جوابا للشرط ، وقد يدخل على «إذا» ، التي هى للمفاجأة ، الفاء فى جواب الشرط ، وذلك للتأكيد.
47 - . فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
«حقا» : خبر «كان» ، و«نصر» : اسمها.
ويجوز أن تضمر فى «كان» اسمها ، وترفع «نصر» بالابتداء ، و«علينا» : الخبر ، والجملة خبر «كان».
ويجوز فى الكلام رفع «حق» ، على اسم «كان» لأنه وصف ب «علينا» ، وتنصب «نصرا» ، على خبر «كان».
ويجوز رفعهما جميعا على الابتداء والخبر ، وتضمر فى «كان» : الحديث والأمر ، والجملة خبر «كان».

(1/1656)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 340
48 - اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ...
«كسفا» : من فتح السين ، جعله جمع : كسفة ، مثل : كسرة وكسر.
ومن أسكن ، فعلى التخفيف.
«من خلاله» : الهاء ، تعود على «السحاب» ، ويجوز أن تعود على «الكسف» ، لكنه ذكّر ، كما قال «مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ» 36 : 80 51 - وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ «فرأوه مصفرا» : الهاء ، تعود على «الزرع» الآية : 32 وقيل : على «السحاب» الآية : 48 ، وقيل : على «الريح».
وذكرت «الريح» لأن «الهاء» للمرسل منها. وقيل : ذكرت إذ لا ذكر لها ، فتأنثيها غير حقيقى.
«لظلّوا من بعده» : معناه : ليظلن ، فالماضى فى موضع المستقبل وحسن هذا ، لأن الكلام بمعنى المجازاة ، والمجازاة لا تكون إلا بمستقبل هذا مذهب سيبويه.
- 31 - سورة لقمان
2 ، 3 - تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ «هدى ورحمة» : حالان من «تلك» ، ولا يحسن أن يكونا حالين من «الكتاب» ، لأنه مضاف إليه فلا عامل يعمل فى «الكتاب» ، إذ ليس لصاحب الحال عامل. وفيه اختلاف.
ومن رفع «و رحمة» ، جعل «هدى» فى موضع رفع ، على إضمار مبتدأ تقديره : وهو هدى ورحمة.
ويجوز أن يكون خبر «تلك» ، و«آيات» : بدل من «تلك».
6 - وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ «و يتخذها» : من نصبه عطفه على «ليضل» ، ومن رفع عطف على «يشترى» ، أو على القطع ، و«الهاء» فى «يتخذها» : تعود على الحديث ، لأنه بمعنى : الأحاديث.

(1/1657)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 341
و قيل : تعود على «سبيل».
وقيل : تعود على «الآيات» الآية : 2.
10 - خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ...
«
ترونها» : فى موضع خفض على النعت ل «عمد» ، فيمكن أن يكون : ثم عمد ولكن لا ترى.
ويجوز أن يكون فى موضع نصب على الحال من «السموات» ، ولا عمد ثم البتة.
ويجوز أن يكون فى موضع رفع على القطع ، ولا عمد ثم.
11 - هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ «ما» : استفهام ، فى موضع رفع على الابتداء ، وخبرها : «ذا» ، وهو بمعنى «الذي» تقديره : فأرونى أي شىء الذي خلق الذين من دونه والجملة فى موضع نصب ب «أرونى».
ويجوز أن يكون «ما» فى موضع نصب ب «خلق» ، وهى استفهام ، وتجعل «ذا» زائدة.
ويجوز أن يكون «ما» بمعنى : الذي ، فى موضع نصب ب «أرونى» ، و«ذا» : زائدة ، ويضمر «الهاء» مع «خلق» ، ويعود على «الذي» أي : فأرونى الأشياء التي خلقها الذي من دونه.
13 - وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ أي : واذكر يا محمد إذ قال لقمان.
ولقمان : اسم معرفة ، فيه زائدتان ، كعثمان ، فلذلك لم ينصرف وقد يجوز أن يكون أعجميا.
قال عكرمة : إنه كان نبيا.
وفى الخبر ، إنه كان حبشيا أسود.
14 - وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ «وهنا» : نصب على حذف الخافض تقديره : حملته أمه بوهن ، أي : بضعف.

(1/1658)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 342
«أن اشكر لى» : أن ، فى موضع نصب ، على حذف الخافض أي : بأن اشكر.
وقيل : هى بمعنى : أي ، لا موضع لها من الإعراب ، وقد تقدم القول فى «إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ» 21 : 47 15 - وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً ...
«معروفا» : نعت لمصدر محذوف تقديره : وصاحبهما فى الدنيا صحابا معروفا.
18 - وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ «مرحا» : مصدر فى موضع الحال.
20 - أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً ...
«ظاهرة وباطنة» : حالان.
ومن قرأ «نعمة» ، بالتوحيد ، جعل ما بعده نعتا له.
27 - وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ «و لو أن ما فى الأرض» : أن ، فى موضع رفع بفعل مضمر تقديره : لو وقع ذلك.
«و البحر» : من رفعه جعله مبتدأ ، وما بعده خبر ، وهو «يمده» ، والجملة فى موضع الحال.
ومن نصب «البحر» عطفه على «ما» ، وهى اسم «إن» ، و«يمده» : الخبر.
ويجوز رفع «البحر» بعطفه على موضع اسم «إن» ، و«أقلام» : خبر «إن» ، فى الوجهين.
28 - ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ «إلا كنفس واحدة» : الكاف ، فى موضع رفع خبر ل «خلقكم» وتقديره : إلا مثل بعث نفس واحدة.

(1/1659)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 343
33 - يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً ...
«هو جاز» : ابتداء وخبره ، وهو مذهب سيبويه والخليل ، وأن تقف على «جاز» بغير ياء ، لتعرف أنه كان فى الوصل كذلك.
وحكى يونس أن بعض العرب يقف بالياء ، لزوال التنوين الذي من أجله حذفت الياء ، وهو القياس.
34 - إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ «عليم» : خبر «إن» ، و«خبير» : نعته.
ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر.
- 32 - سورة السجدة
1 ، 2 - الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ «ألم تنزيل الكتاب» : تنزيل ، رفع بالابتداء ، و«لا ريب فيه» : الخبر ، أو خبر على إضمار مبتدأ أي : هذا تنزيل ، أو : المتلو تنزيل أو : هذه الحروف تنزيل ، ودلت «آلم» على ذكر الحروف.
ويجوز النصب فى الكلام على المصدر.
ويجوز أن يكون «لا ريب فيه» : موضع الحال من «الكتاب» ، و«من رب العالمين» : الخبر وهو أحسنها و«من» : متعلقة بالخبر المحذوف.
فإن جعلت «لا ريب فيه» الخبر ، كانت متعلقة ب «تنزيل».
3 - أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ...
«أم» : هنا ، لخروج خبر إلى خبر آخر.
وقيل : هى بمعنى «بل».

(1/1660)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 344
7 - الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ من أسكن «اللام» فى «خلقه» جعله مصدرا لأن قوله : «أحسن كل شى ء» يدل على : خلق كل شىء خلقا ، فهو مثل : «صُنْعَ اللَّهِ» 27 : 88 ، و«كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ» 4 : 34 وقيل : هو بدل من «كل».
وقيل : هو مفعول ثان ، و«أحسن» بمعنى : حسنا ، تتعدى إلى مفعولين.
ويجوز فى الكلام «خلقه» ، بالرفع ، على معنى : ذلك خلقه.
ومن قرأ بفتح اللام ، جعله فعلا ماضيا ، فى موضع نصب ، نعتا ل «كل» ، أو فى موضع خفض نعتا ل «شى ء».
10 - وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ العامل فى «إذا» : فعل مضمر تقديره : أنبعث إذا غيبنا وتلفنا فى الأرض.
16 - تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «تتجافى» : فى موضع نصب ، على الحال من المضمر فى «خروا» الآية : 15 ، وكذلك : «يدعون» ، فى موضع الحال ، وكذلك : «سجدا» الآية : 15 ، وكذلك موضع «و هم لا يستكبرون» ، وكذلك موضع قوله «و مما رزقناهم ينفقون» مما كلها أحوال من المضمر فى «خروا» الآية : 15 ، أو فى «سبحوا» الآية : 15 ويحسن أن يكون ما بعد «كل» حالا من المضمر الذي فى الحال التي قبله.
«خوفا وطمعا» : مفعولان من أجلهما.
وقيل : مصدران.
17 - فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ «ما أخفى لهم» : من أسكن الياء جعل الألف ألف المتكلم ، والياء حقها الضم ، لأنه فعل مستقبل ، لكن أسكنت استخفافا.

(1/1661)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 345
و من فتح الياء جعله فعلا ماضيا لم يسم فاعله ، وفيه ضمير يقوم مقام الفاعل.
و«ما» ، إن جعلتها بمعنى «الذي» كانت فى موضع نصب ب «تعلم» ، وتكون الهاء محذوفة من الصلة ، على قراءة من أسكن الياء أي : أخفيه لهم. ولا حذف فى قراءة من فتح الياء ، لأن الضمير المرفوع فى «أخفى» ، الذي لم يسم فاعله ، يعود على «الذي».
فإن جعلت «ما» استفهاما ، كانت فى موضع رفع بالابتداء ، فى قراءة من فتح الياء ، و«ما» فى موضع نصب ب «أخفى» ، فى قراءة من أسكن الياء والجملة كلها فى موضع نصب ب «تعلم» ، سدت مسد المفعولين.
20 - ... كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ «كلما» : ظرف.
23 - وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ «من لقائه» : الهاء ، تعود على «الكتاب» ، أضاف المصدر إلى المفعول ، كقوله «بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ» 38 : 24 وتقديره : من لقاء موسى الكتاب ، فأضمر «موسى» لتقدم ذكره ، وأضيف المصدر إلى «الكتاب».
ويجوز أن تعود على موسى ، فيكون قد أضاف المصدر إلى الفاعل ، والمفعول به محذوف كقوله :
«لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ» 35 : 14 أي : دعاءكم إياهم ، وكقوله : «لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ» 40 : 1.
وقيل : «الهاء» تعود على ما لاقى موسى من قومه من الأذى والتكذيب.
وقيل : تعود على موسى ، من غير تقدير حذف مفعول أي : لا تكن يا محمد فى مرية من أن تلقى موسى لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم لقى موسى ليلة الإسراء.
وقيل : إنها تعود على «موسى» ، والمفعول محذوف ، وهو التوراة أي : فلا تكن فى مرية من لقاء موسى التوراة.
26 - أَوَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ ...
فاعل «يهدى» : مصدر تقديره : أو لم يهد الهدى لهم وهو قول المبرد.

(1/1662)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 346
و قال الفراء : «كم» ، هى الفاعل ل «يهد» ولا يجوز هذا عند البصريين لأن «كم» لا يعمل فيها ما قبلها ، لأنها فى الخبر بمنزلتها فى الاستفهام لها صدر الكلام فلا يعمل فيها ما قبلها ، كما يعمل فى الاستفهام ما قبله.
وقيل : الفاعل ل «يهد» هو اللّه جل ذكره تقديره : أو لم يهد اللّه لهم.
ومن قرأه «نهد» ، بالنون ، فالفاعل هو اللّه ، بلا إشكال ولا اختلاف وهى قراءة عبد الرحمن السلمى وقتادة و«كم» ، عند البصريين ، فى هذه الآية : فى موضع نصب ب «أهلكنا».
28 - وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ «متى» : فى موضع نصب ، على الظرف ، وهى خبر الابتداء ، وهو «هذا» و«الفتح» : نعت ل «هذا» ، أو عطف بيان.
و يجوز أن تكون «متى» فى موضع رفع ، على تقدير حذف مضاف مع «هذا» تقديره : متى وقت هذا الفتح.
- 33 - سورة الأحزاب
1 - يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً «أي» : نداء مفرد ، مبنى على الضم ، و«ها» : للتنبيه ، وهو لازم ل «أي» ، و«النبي» نعت ل «أي» لا تستغنى عنه ، لأنه هو المنادى فى المعنى ، ولا يجوز نصبه على الموضع ، عند أكثر النحويين. وأجازه المازني جعله كقولك : يا زيد الظريف ، بنصب «الظريف» على موضع «زيد» ، وهذا نعت تستغنى عنه ونعت «أي» : لا تستغنى عنه ، فلا يحسن نصبه على الموضع وأيضا فإن نعت «أي» هو المنادى فى المعنى ، فلا يحسن نصبه.
وقال الأخفش : هو صلة ل «أي» ، ولا يعرف فى كلام العرب اسم مفرد صلة «أي».
3 - وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا «باللّه» : فى موضع رفع ، لأنه الفاعل ، و«وكيلا» : نصب على البيان ، أو على الحال.
4 - ... وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ «الحقّ» : نعت لمصدر محذوف أي : يقول القول الحق.

(1/1663)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 347
و يجوز أن يكون «الحق» مفعولا للقول.
5 - ... وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً «و لكن ما تعمدت قلوبكم» : ما ، فى موضع خفض ، عطف على «ما» فى قوله «فيما أخطأتم به».
ويجوز أن يكون فى موضع رفع على الابتداء تقديره : ولكن ما تعمدت قلوبكم تؤاخذون به.
6 - ... إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً «إلّا أن تفعلوا» : أن ، فى موضع نصب على الاستثناء الذي ليس من الأول.
12 - وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً العامل فى «إذ» فعل مضمر فيها تقديره : واذكر يا محمد إذ يقول.
13 - وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً «و إذ قالت» : إذ ، العامل فيها فعل مضمر تقديره : واذكر يا محمد إذ قالت.
«إنّ بيوتنا عورة» : عورة ، خبر «إن» ، وهو مصدر فى الأصل ، وهو بمعنى : ذات عورة.
ويجوز أن يكون اسم فاعل ، أصله : عورة ، ثم أسكن تخفيفا.
ويجوز أن يكون مصدرا فى موضع اسم الفاعل ، كما تقول : رجل عدل أي : عادل.
18 - قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا «هلمّ إلينا» : معناه : أقبلوا ، وهذه لغة أهل الحجاز ، وغيرهم يقول : هلموا ، للجماعة ، وهلمى ، للمرأة.
وأصل هلم : ها المم ها ، للتنبيه ، والمم ، معناه : اقصد إلينا ، وأقبل إلينا ، لكن كثر الاستعمال فيها فحذفت ألف الوصل من «المم» ، وتحركت اللام بضمة الميم الأولى ، عند الإدغام ، فصارت : «هالم» ، فحذفت «ها»

(1/1664)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 348
لكونها وسكون اللام بعدها ، لأن حركتها عارضة ، فاتصلت الهاء باللام ، فصارت : «هلم» كما ترى وفتحت الميم لالتقاء الساكنين ، كما تقول : رد ، ومد.
وقد قيل : إن ألف «ها» إنما حذفت لسكونها وسكون اللام ، قبل أن تلقى حركة الميم الأولى على اللام ، وأدغمت فى التي بعدها ، فصارت «هلم» كما ترى.
«
إلّا قليلا» : نعت لمصدر محذوف تقديره : إلا أناسا قليلا أو : إلا وقتا قليلا ومثله : (ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا) الآية : 20 19 - أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ...
«أشحّة عليكم» : أشحة ، وزنها : أفعلة جمع : شحيح مثل أرغفة ، ولكن قلبت حركة الحاء الأولى على الشين وأدغمت فى الثانية ، وأصله : أشححة ، ونصبه على الحال ، والعامل فيه «و القائلين» الآية : 18 ، وهو حال من المضمر فى «القائلين» هذا قول الفراء.
وأجاز أيضا أن يعمل فيه مضمر دل عليه «المعوقين» الآية : 18 ، فهو حال من الفاعل فى الفعل المضمر ، كأنه قال : يعوقون أشحة.
ويجوز عنده أن يكون العامل فيه «و لا يأتون» الآية : 18 ، فهو حال من المضمر فى «يأتون».
وأجاز أيضا نصبه على الذم.
ولا يجوز عند البصريين أن يكون العامل «المعوقين» ، ولا «و القائلين» ، لأنه يكون داخلا فى صلة الألف واللام ، وقد فرقت بينهما بقوله «و لا يأتون البأس» الآية : 18 ، وهو غير داخل فى الصلة ، إلا أن يجعل «و لا يأتون البأس» فى موضع الحال من المضمر فى «القائلين».
ولا يجوز أن يكون أيضا «أشحة» حالا من ذلك المضمر ، ويعمل فيه «القائلين» ، لأنه كله داخل فى صلة الألف واللام من «القائلين» ، ولا يحسن أن يكون «أشحة» حالا من المضمر فى «المعوقين» ولا من المضمر فى «يأتون» ، على مذهب البصريين ، بوجه ، لأن «و القائلين» عطف على «المعوقين» غير داخل فى صفته ، و«أشحة» ، إن جعلته حالا من المضمر فى «المعوقين» كان داخلا فى الصلة وكذلك «و لا يأتون» ، قد فرقت بين الصلة والموصول بالمعطوف.

(1/1665)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 349
و لا يحسن أيضا ، على مذهب البصريين ، أن يعمل فيه فعل مضمر يفسره «المعوقين» ، لأن ما فى الصلة لا يفسره ما ليس فى الصلة.
والصحيح أنه حال من المضمر فى «يأتون» وهو العامل فيه ، وقوله «لا يأتون» : حال من المضمر فى «القائلين» ، فكلاهما داخل فى الصلة.
وكذلك إن جعلتهما جميعا حالين من المضمر فى «القائلين» ، فهو حسن ، وكلاهما داخل فى الصلة.
فأما نصبه على الذم ، فجائز.
«أشحّة» : حال من المضمر فى «سلقوكم» ، وهو العامل فيه.
22 - وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً «و ما زادهم» : الضمير المرفوع يعود على «النظر» ، لأن معنى قوله «و لما رأى» : ولما نظر.
وقيل : المضمر يعود على الرؤية لأن «رأى» يدل على «الرؤية» ، وجاز تذكيرها لأن تأنيثها غير حقيقى.
23 - مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ...
«ما عاهدوا» : ما ، فى موضع نصب ب «صدقوا» ، وهى والفعل مصدر تقديره : صدقوا العهد أي : وفوا به.
28 - يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا «فتعالين» : من «العلو» ، وأصله : الارتفاع ، ولكن كثر استعماله حتى استعمل فى معنى : «أنزل» فيقال للمتعالى : تعال أي : انزل.
33 - وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً «و قرن فى بيوتكنّ» : من كسر «القاف» جعله من الوقار فى البيوت فيكون مثل : عدن ، زن ، لأنه محذوف الفاء ، وهى الواو ، ويجوز أن يكون من «القرار» فيكون مضعفا ، يقال : قر فى المكان يقر ، هذه اللغة المشهورة ويكون أصله : اقررن ، تبدل من الراء ، التي هى عين الفعل ، ياء ، كراهة التضعيف ، كما أبدلوا

(1/1666)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 350
فى «قيراط» ، و«دينار» : فتصير الياء مكسورة ، فتلقى حركتها على القاف ، وتحذف لسكونها وسكون الواو ، ويستغنى عن ألف الوصل ، لتحرك «القاف» ، فتصير : قرن.
وقيل : بل حذفت الراء الأولى كراهة التضعيف ، كما قالوا : ظلت والأصل : ظلمت ، وألقيت حركتها على «القاف» ، فحذفت ألف الوصل ، لتحرك «القاف» أيضا.
فأما من قرأ بفتح «القاف» ، فهى حكاها أبو عبيد عن الكسائي أنه يقال : قررت فى المكان أقر ، وهى لغة ذكرها المازني وغيره ، ثم جرى الاعتلال على الوجهين المذكورين فى الكسر أولا.
وقد قيل : إنه أخذ من : قررت به عينا أقر ، ثم أعل أحد الأصلين المذكورين.
«أهل البيت» : نصب على النداء. وإن شئت : على المدح ، ويجوز فى الكلام الخفض على البدل من الكاف والميم فى «عنكم» عند الكوفيين ولا يجوز ذلك عند البصريين لأن الغائب لا يبدل من المخاطب ، لاختلافهما.
وقيل : إنما لم يجز ، لأن البدل بيان ، والبدل والمخاطب ، لا يحتاجان إلى بيان.
35 - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً «و الحافظين فروجهم والحافظات» : أعمل الأول من هذين الفعلين ، وكان قياسه على أصول هذا الباب ، لو أخر مفعول الفعل الأول ، أن يقال : والحافظاتها ولكن لما قدمه استغنى عن الضمير لبيان المعنى فى أن الأول هو المعمول ، إذ مفعوله بعده لم يتأخر بعد الفعل الثاني ، وحذف الضمير من هذا ، إذا تقدم مفعول الأول ، حسن فصيح ، وإثبات الضمير ، إذا تأخر مفعول الأول فى آخر الكلام ، أحسن وأفصح ، ومثله فى القياس ، «و الذاكرين اللّه كثيرا والذاكرات» ، لو تأخر المفعول إلى آخر الكلام لكان وجه الكلام : والذاكرانه ، فلما تقدم حسن حذف الضمير ، وإثباته فى الكلام جائز لتقدم ذكره.
37 - وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ ...
«و اللّه أحق أن تخشاه» : اللّه ، ابتداء ، و«أحق» : خبره ، و«أن» : فى موضع نصب ، على حذف الخافض.

(1/1667)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 351
و إن شئت : جعلت «أن» وما بعدها ابتداء ثانيا ، و«أحق» : خبره ولا يجوز أن تقدر إضافة «أحق» الى «أن» البتة ، لأن «أفعل» لا يضاف إلا إلى ما هو بعضه 38 - ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً «سنة اللّه» : مصدر ، عمل فيه معنى ما قبله.
39 - الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً «الذين يبلغون» : فى موضع خفض على البدل ، أو على النعت ، لقوله «فى الذين خلوا» الآية : 38 40 - ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً «و لكن رسول اللّه» : رسول ، خبر «كان» مضمرة تقديره : ولكن كان محمد رسول اللّه.
ومن رفعه ، فعلى إضمار «هو» أي : هو رسول اللّه.
50 - يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً «و امرأة» : عطف على «الأزواج» وما بعدهن والعامل : «أحللنا».
ومن قرأ «أن وهبت» ، بفتح «أن» ، وهو مروى عن الحسن ، جعل «أن» بدل من «امرأة».و قيل : هو على حذف حرف الجر أي : لأن وهبت.
«خالصة» : حال.
«
لكيلا يكون» : اللام ، متعلقة بقوله «أحللنا» وقيل : ب «فرضنا».

(1/1668)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 352
51 - ... وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً «كلهن» : تأكيد للمضمر فى «يرضين» ، ولا يجوز أن يكون تأكيدا للمضمر فى «آتيتهن» ، لأن المعنى على خلافه.
52 - لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً «إلا ما ملكت» : ما ، فى موضع رفع على البدل من «النساء» أو فى موضع نصب على الاستثناء ، ولا يجوز أن يكون فى موضع نصب ب «ملكت» ، لأن الصلة لا تعمل فى الموصول ، وفى الكلام «ها» محذوفة ، من الصلة بها يتم الكلام تقديرها : إلا ما ملكتها يمينك.
ويجوز أن تجعل «ما» والفعل مصدرا فى موضع المفعول ، فيكون المصدر فى موضع نصب ، لأنه استثناء ليس من الجنس ، ولا يحتاج إلى حذف «ها» تقديره : إلا ما ملكت يمينك.
و«ملك» بمعنى : مملوك ، فيكون بمنزلة قولهم : هذا درهم ضرب الأمير أي : مضروبه.
53 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً «إناه» : ظرف زمان ، وهو مقلوب «أنى» الذي بمعنى الحين ، قلبت النون قبل الألف ، وغيرت الهمزة إلى الكسر ، فمعناه : غير ناظرين آنه أي : حينه ، ثم قلب وغير على ما ذكرنا.
«غير» : نصب على الحال من الكاف والميم فى «لكم» ، والعامل فيه «يؤذن» ، ولا يحسن أن تجعل «غير» وصفا ل «طعام» ، لأنه يلزم فيه أن يظهر الضمير الذي فى «ناظرين» ، فيلزم أن تقول : غير ناظرين أنتم إناه ، لأن اسم الفاعل إذا جرى صفة أو خبرا أو حالا ، أو صفة على غير من هو له ، لم يستتر فيه ضمير الفاعل ، وذلك فى الفعل جائز ، فلو قال فى الكلام : إن أذن لكم إلى طعام لا تنتظرون إناه فكلوا ، لجاز أن يكون «لا تنتظرون» وصفا للطعام ، وأن يكون حالا من الكاف والميم فى «لكم» ألا ترى أنك تقول : زيد تضربه ، ف «زيد» مبتدأ ، و«تضربه» : خبر له ، وهو فعل للمخاطب ليس هو ل «زيد» ، وفيه ضمير المخاطب مستتر ، ولو لا «الهاء» ما كان خبر «زيد» ، فلو جعلت فى موضع «تضربه» : ضاربه ، لم يكن بد من إظهار الضمير ، فتقول : زيد ضاربه أنت ، فكذلك قياس : الذي تضربه زيد ، ف «تضربه» : صلة

(1/1669)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 353
ل «الذي» ، وفيه ضمير المخاطب ، فإن جعلت موضعه «ضاربه» أظهرت الضمير ، فقلت : الذي ضاربه زيد ، وكذلك الصفة والحال فى قولك مررت برجل تضربه ، ومررت بزيد تضربه ، فإن جعلت فى موضع «تضربه» اسم فاعل لم يكن بد من إظهار الضمير من الصفة والحال ، كما ظهر من الخبر والصلة ، فهذا معنى : إذا جرى اسم الفاعل على غير من هو له ، خبرا أو صفة أو حالا أو صلة ، لم يكن بد من إظهار الضمير ويجوز ذلك فى الفعل ولا يظهر الضمير.
«و لا مستأنسين» : فى موضع نصب ، عطف على «غير ناظرين» ، أو فى موضع خفض على العطف من «ناظرين».
«و ما كان لكم أن تؤذوا» : أن ، فى موضع رفع ، اسم «كان» ، وكذلك : «و لا أن تنكحوا» ، عطف عليها.
60 - ... ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا «فيها إلا قليلا» : حال من المضمر المرفوع فى «يجاورونك» أي : لا يجاورونك إلا فى حال قلتهم وذلتهم.
وقيل : هو نعت لمصدر محذوف تقديره : إلا جوارا قليلا أو : وقتا قليلا.
61 - مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا «ملعونين» : حال أيضا من المضمر فى «يجارونك».
وقيل : هو نصب على الذم والشتم.
62 - سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا «سنّة اللّه» : نصب على المصدر أي : سن اللّه ذلك سنة لمن أرجف بالأنبياء ونافق.
73 - لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً «و كان اللّه غفورا رحيما» أي : لم يزل كذلك ، و«رحيما» : حال من المضمر فى «غفورا» ، وهو العامل فيه أي : يغفر فى حال رحمة.
ويجوز أن يكون نعتا ل «غفور» ، وأن يكون خبرا بعد خبر.

(1/1670)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 354
- 34 - سورة سبأ
2 - يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها ...
«
يعلم» : حال من اسم اللّه ، جل ذكره.
ويجوز أن يكون مستأنفا.
7 - وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ «إذا مزّقتم» : العامل فى «إذا» : فعل دل عليه الكلام تقديره : ينبئكم بالبعث ، أو بالحياة ، أو بالنشور ، إذا مزقتم وأجاز بعضهم أن يكون العامل : «مزقتم» ، وليس بجيد لأن «إذا» ، مضافة إلى ما بعدها من الجمل والأفعال ، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف لأنه كبعضه ، كما لا يعمل بعض الاسم فى بعض ولا يجوز أن يكون العامل : «ينبئكم» ، لأنه ليس يخبرهم ذلك الوقت ، فليس المعنى عليه.
10 - وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ «و الطير» : من نصب عطفه على موضع نصب ، بمعنى النداء وهو قول سيبويه.
وقيل : هو مفعول معه.
وقال أبو عمرو : هو منصوب بإضمار فعل تقديره : وسخرنا له الطير.
وقال الكسائي : تقديره : وآتيناه الطير ، كأنه معطوف على «فضلا».
وقد قرأ الأعرج بالرفع ، عطفه على لفظ «الجبال».
وقيل : هو معطوف على المضمر المرفوع فى «أوبى» ، وحسن ذلك لأن «معه» قد دخلت بينهما فقامت مقام التأكيد.
11 - أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ «أن اعمل» : أن ، تفسير ، لا موضع لها من الإعراب ، بمعنى : أي.

(1/1671)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 355
و قيل : هى فى موضع نصب على حذف الخافض تقديره : لأن اعمل أي : وألنا له الحديد لهذا الأمر.
12 - وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ «غدوّها شهر» : ابتداء وخبر تقديره : مسير غدوها مسيرة شهر وكذلك ، «و رواحها شهر» ، وإنما احتيج إلى ذلك لأن الغدو والرواح ليسا بالشهر إنما يكونان فيه.
«و من الجن من يعمل» : من ، فى موضع نصب على العطف على معمول «سخرنا» أي : وسخرنا له من الجن من يعمل.
«و من يزغ» : من ، رفع بالابتداء ، وهى شرط ، اسم تام ، و«نذقه» : الجواب ، وهو خبر الابتداء.
14 - فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ «منسأته» : من قرأه «منساته» بألف ، فأصل الألف همزة مفتوحة ، لكن أتى البدل فى هذا ، والقياس أن تجعل الهمزة بين الهمزة والألف ، وهذا أتى على البدل من الهمزة ، ولا يقاس عليه ، والهمز هو الأصل.
«تبيّنت الجنّ أن لو كانوا» : أن ، فى موضع رفع بدل من «الجن» والتقدير : تبين للإنس أن الجن لو كانوا.
وقيل : هى فى موضع نصب ، على حذف اللام.
15 - لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ «مسكنهم» : من قرأه بالتوحيد وفتح الكاف ، جعله مصدرا ، فلم يجمعه ، وأتى به على القياس ، لأن «فعل يفعل» قياس مصدره أن يأتى بالفتح نحو ، المقعد ، والمدخل ، والمخرج.
ومن كسر الكاف ، جعله اسما للمكان ، كالمسجد.

(1/1672)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 356
و قيل : هو أيضا مصدر ، خرج عن الأصل ، كالمطلع.
«
آية جنتان» : جنتان ، بدل من «آية» ، وهو اسم «كان».
ويجوز أن يكون رفع «جنتان» ، على إضمار مبتدأ أي : هى جنتان ، وتكون الجملة فى موضع نصب على التفسير.
«بلدة» : رفع على إضمار مبتدأ أي : هذه بلدة.
وكذلك : «و رب غفور» أي : وهذا رب غفور.
16 - فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ «ذواتى أكل خمط» : من أضاف «الأكل» ، إلى «الخمط» جعل «الأكل» : هو الثمر و«الخمط» : شجرا ، فأضاف الثمر إلى شجره ، كما تقول : هذا تمر نخل ، وعنب كرم.
وقيل : لما لم يحسن أن يكون «الخمط» نعتا ل «الأكل» ، لأن «الخمط» أصل شجر بعينه ، ولم يحسن أن يكون بدلا لأنه ليس هو الأول ولا هو بعضه ، وكان الجنى والثمر من الشجر ، أضيف على تقدير :
«من» فى قولك : هذا ثوب خز.
فأما من نونه فإنه جعل «الخمط» عطف بيان على «الأكل» ، فبين أن «الأكل» لهذا الشجر الذي هو «الخمط» ، إذ لم يمكن أن يكون وصفا ولا بدلا ، فبين به أكل أي شجر هو؟
17 - ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ «ذلك جزيناهم» : ذلك ، فى موضع نصب ب «جزينا».
18 - وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ «ليالى وأياما» : هما ظرفان للسير والليالى : جمع ليلة ، وهو على غير قياس ، كأن أصل واحده : ليلاة ، فجمع على غير لفظ واحده مثل : ملاقح : جمع ملقحة وكذلك : مشابه : جمع مشبهة ولم يستعمل.
20 - وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ من خفف «صدق» نصب «ظنه» انتصاب الظرف ، أي : فى ظنه.

(1/1673)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 357
و يجوز على الاتساع أن تنصبه انتصاب المفعول به.
وقيل : هو مصدر.
فأما من شدد «صدق» ، ف «ظنه» : مفعول به ب «صدق».
ومن قرأ بتخفيف «صدق» ، ونصب ، «إبليس» ، ورفع «الظن» ، جعل «الظن» فاعل «صدق» ، ونصب «إبليس» ، لأنه مفعول به ب «صدق» والتقدير : ولقد صدق ظن إبليس ، كما تقول : ضرب زيدا غلامه أي : ضرب غلام زيد زيدا.
ومن خفف ورفعهما جميعا جعل «ظنه» بدلا من «إبليس» ، وهو بدل الاشتمال.
23 - وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ «ما ذا قال ربكم» : ما ، فى موضع نصب ب «قال» ، و«ذا» : زائدة ودليل ذلك قوله تعالى :
«قالوا الحق» ، فنصب الجواب ب «قالوا» ، فكذلك يجب أن يكون السؤال.
ويجوز فى الكلام الرفع ب «قالوا الحق» ، على أن تكون «ما» استفهاما فى موضع رفع على الابتداء ، و«ذا» : بمعنى «الذي» : خبره ، ومع «قال» : «هاء» ، محذوفة تقديره : أي شىء الذي قاله ربكم ، فرفع الجواب ، إذ السؤال مرفوع.
24 - قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ «و إنا أو إياكم» : هو عطف على اسم «إن» ، ويكون «لعلى هدى» خبرا للثانى وهو «إياكم» ، وخبر الأول محذوف لدلالة الثاني عليه هذا مذهب سيبويه.
والمبرد يرى أن «لعلى هدى» : خبر للأول ، وخبر الثاني محذوف لدلالة الأول عليه.
ولو عطف «و إياكم» على موضع اسم «إن» فى الكلام لقلت : وأنتم ، ويكون «لعلى هدى» :
خبرا للأول لا غير ، وخبر الثاني محذوف.
ولا اختلاف فى هذا ، لأن العطف على موضع اسم «إن» لا يكون إلا بعد مضى الخبر ، فلا بد من إضمار خبر الثاني بعد المعطوف ، ليعطف على الموضع بعد إتيان الخبر فى اللفظ.

(1/1674)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 358
28 - وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ «إلا كافة» : حال ، ومعناه : جامع للناس.
30 - قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ أضاف «الميعاد» إلى «اليوم» على السعة. ويجوز فى الكلام : ميعاد يوم ، منونين مرفوعين ، تبدل الثاني من الأول ، وهو هو على تقدير : وقت ميعاد يوم. و«ميعاد» : ابتداء ، و«لكم» : الخبر.
ويجوز أن تنصب «يوما» على الظرف ، وتكون «الهاء» فى «عنه» تعود على «الميعاد» ، أضفت «يوما» إلى ما بعده ، فقلت : يوم لا يستأخرون عنه.
ولا يجوز إضافة «يوم» إلى ما بعده إذا جعلت «الهاء» لليوم ، لأنك تضيف الشيء إلى نفسه ، وهو نفسه ، وهو اليوم ، تضيفه إلى جملة فيها «الهاء» ، هى اليوم ، فتكون أضفت «اليوم» إلى «الهاء» ، وهو هى.
31 - ... لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ «لو لا أنتم» : لا يجوز عند المبرد غير هذا ، تأتى بضمير مرفوع ، كما كان المظهر مرفوعا.
وأجاز سيبويه : لولاكم ، والمضمر فى موضع خفض ، بضد ما كان المظهر ومنعه المبرد.
37 - وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ «زلفى» : فى موضع نصب على المصدر ، كأنه قال : إزلافا. والزلفى : القربى ، كأنه يقربكم عندنا تقريبا.
و«التي» ، عند الفراء : الأموال والأولاد.
وقيل : هى للأولاد خاصة ، وحذف خبر «الأموال» لدلالة الثاني عليه ، تقديره : وما أموالكم بالتي تقربكم عندنا زلفى ، ولا أولادكم بالتي تقربكم ، ثم حذف الأول لدلالة الثاني عليه.
«
إلا من آمن» : من ، فى موضع نصب ، عند الزجاج ، على البدل من الكاف والميم ، فى «تقربكم» وهو وهم ، لأن المخاطب لا يبدل منه ، ولكن هو نصب على الاستثناء. وقد جاء بدل الغائب من المخاطب بإعادة العامل ،

(1/1675)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 359
و هو قوله تعالى : «لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» 33 : 21 ، ثم أبدل من الكاف والميم بإعادة الخافض فقال : «لمن كان يرجو».
«أولئك لهم جزاء الضعف» : جزاء : خبر «أولئك».
ويجوز فى الكلام : جزاء الضعف ، بتنوين «جزاء» ، ورفع «الضعف» ، على البدل من «جزاء» ، ويجوز حذف التنوين لالتقاء الساكنين ، ورفع «الضعف» ، ولا تقرأ بشىء من ذلك.
ويجوز نصب «جزاء» على الحال ، ورفع «الضعف» على الابتداء ، و«لهم» : الخبر والجملة :
خبر «أولئك».
46 - قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ...
«مثنى وفرادى» : حال من المضمر فى «تقوموا».
48 - قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ من رفع «علام» جعله نعتا للرب ، على الموضع ، أو على البدل منه ، أو على البدل من المضمر فى «يقذف» ومن نصبه ، وهو عيسى بن عمر ، جعله نعتا للرب ، على اللفظ ، أو البدل.
ويجوز الرفع على أنه خبر بعد خبر ، وعلى إضمار مبتدأ.
52 - وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ «التّناوش» : هو من : ناش ينوش فمعناه : من أين لهم تناول التوبة بعد البعث ، فلا أصل له فى الهمز.
ومن همزه ، فلأن «الواو» انضمت بعد ألف زائدة ، فهمزها.
وقيل هى من «النأش» ، وهى الحركة فى إبطاء ، فأصله الهمز ، على هذا لا غير.

(1/1676)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 360
- 35 - سورة فاطر
1 - الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «جاعل الملائكة» : يجوز تنوين «جاعل» ، لأنه لما مضى ، و«رسلا» : مفعول ثان ل «جاعل».
وقيل : انتصب على إضمار فعل ، لأن اسم الفاعل بمعنى الماضي لا يعمل النصب.
«مثنى وثلاث ورباع» : هذه أعداد معدولة فى حال تذكيرها ، فتعرفت بالعدل ، فمنعت من الصرف للعدل والتعريف والصفة والفائدة فى العدل أنها تدل على التكرير ، فمعناها : اثنان اثنان ، وثلاثة ثلاثة ، وكذلك «رباع» ، وقد تقدم فى أول «النساء» الآية : 3 ، شرح هذا.
3 - يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ «غير اللّه» : من رفع «غير» جعله فاعلا كما تقول : هل ضارب إلا زيد.
وقيل : هو نعت ل «خالق» ، على الموضع.
ويجوز النصب على الاستثناء.
ومن خفضه جعله نعتا ل «خالق» ، على اللفظ.
5 - يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ «باللّه الغرور» : من فتح الغين جعله اسما للشيطان ، ومن ضمها جعله جمع : غار ، كقولك :
جالس وجلوس.
وقيل : هو جمع : غر : وغر : مصدر.
وقيل : هو مصدر كالدخول.

(1/1677)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 361
7 - الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ «الذين كفروا لهم عذاب» : الذين ، فى موضع خفض على البدل من «أصحاب» الآية : 6 ، أو فى موضع نصب على البدل من «حزبه» الآية : 6 ، أو فى موضع رفع على البدل من المضمر فى «يكونوا» الآية : 6 «و الذين آمنوا» : الذين ، فى موضع رفع على الابتداء ، و«مغفرة» : ابتداء ثان ، و«لهم» خبره والجملة : خبر عن «الذين».
8 - أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ «حسرات» : نصب على المفعول من أجله ، أو على المصدر.
10 - مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ «يمكرون السيئات» : السيئات ، نصب على المصدر ، لأن «يمكرون» ، بمعنى : يسيئون.
وقيل : تقديره : يمكرون المكرات السيئات ، ثم حذف المنعوت.
وقيل : هو مفعول به ، و«يمكرون» ، بمعنى : يعملون.
و«الهاء» فى «يرفعه» : تعود على «الكلم».
وقيل على «العمل» ، فيجوز النصب فى «الكلم» على القول الثاني ، بإضمار فعل يفسره «يرفعه» ، ولا يجوز على القول الأول إلا الرفع.
18 - وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى ...
«و لو كان ذا قربى» : اسم «كان» مضمر فيها تقديره ولو كان المدعو ذا قربى.
ويجوز فى الكلام : ولو كان ذو قربى. ويكون «كان» بمعنى : وقع ، أو على حذف الخبر.

(1/1678)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 362
28 - وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ «مختلف ألوانه» أي : خلق مختلف ألوانه ، فإنها ترجع على المحذوف ، و«مختلف» : رفع بالابتداء ، وما قبله من المخبر خبره ، و«ألوانه» : فاعل.
«كذلك إنّما يخشى» : الكاف ، فى موضع نصب ، نعت لمصدر محذوف تقديره : اختلافا مثل ذلك الاختلاف المتقدم ذكره.
33 - جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ «أساور» : جمع : أسورة ، وأسورة ، جمع سوار ، وسوار. وحكى فى الواحد : إسوار ، وجمعه : أساور.
«جنّات عدن» : الرفع فى «جنات» على الابتداء ، و«يدخلونها» : الخبر أو على إضمار مبتدأ أي : هى جنات ، و«يدخلونها» : نعت ل «جنات».
«يحلّون فيها ، ولباسهم فيها حرير» : كلاهما نعت ل «جنات» ، رفعتهما أو نصبتهما ، على البدل من «الجنات» ، أو على إضمار فعل يفسره ما بعده.
ويجوز أن يكونا فى موضع الحال من المضمر المرفوع ، أو المنصوب فى «يدخلونها» ، لأن فى كلا الحالين عائدين : أحدهما يعود على المرفوع فى «يدخلونها» ، والآخر على المنصوب.
35 - الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ «الّذى أحلّنا» : الذي ، فى موضع نصب ، نعت لاسم «أن» ، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ ، أو على أنه خبر بعد خبر أو على البدل من «غفور» الآية : 34 ، أو على البدل من المضمر فى «شكور» الآية : 34 «دار المقامة» : المقامة ، معناه : الإقامة.
41 - إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا ...
«أن تزولا» : أن ، مفعول من أجله أي : لئلا تزولا.
وقيل : معناه : من أن تزولا ، لأن معنى «يمسك» : يمنع.

(1/1679)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 363
43 - اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ...
«استكبارا» : مفعول من أجله.
«و مكر السّيّ ء» : هو من إضافة الموصوف إلى صفته وتقديره : ومكروا المكر السيء ، ودليله قوله تعالى بعد ذلك : «و لا يحيق المكر السيء إلا بأهله» ، ف «مكر السي ء» : انتصب على المصدر ، وأضيف إلى نعته اتساعا ، كصلاة الأولى ومسجد الجامع.
45 - وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً لا يجوز أن يعمل «بصيرا» فى «إذا» ، لأن ما بعد «إذا» لا يعمل فيماقبلها ، لو قلت : اليوم إذا زيد خارج ، فتنصب اليوم ب «خارج» لم يجز ، ولكن العامل فيها «خارج» ، لأن «إذا» فيها معنى الجزاء ، والأسماء التي يجازى بها يعمل فيها ما بعدهما ، تقول : من أكرم يكرمنى ، ف «أكرم» هو العامل فى «من».
بلا اختلاف ، فأشبهت «إذا» حروف الشرط ، لما فيها من معناه ، فعمل فيها ما بعدها ، وكان حقها أن لا يعمل فيها ، لأنها مضافة إلى ما بعدها من الجمل ، وفى جوازه اختلاف ، وفيه نظر ، لأن «إذا» ، لا يجازى بها عند سيبويه إلا فى الشعر ، فالموضع الذي يجازى بها فيه يمكن أن يعمل فيها الفعل الذي يليها لأنها مضافة إلى الجملة التي بعدها ، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف ، لأنه من تمامه ، كما لا يعمل الشيء فى نفسه ، وفى تقدير إضافة «إذا» اختلاف.
- 36 - سورة يس
1 - يس حق النون الساكنة من هجاء «يسن» إذا وصلت كلامك أن تدغم فى الواو بعدها أبدا ، وقد قرأ جماعة بإظهار النون من «يسن» ، ونون «وَ الْقَلَمِ» 68 : 1 ، والعلة فى ذلك أن هذه الحروف المقطعة فى أوائل السور حقها أن يوقف عليها على كل حرف منها ، لأنها ليست بخبر لما قبلها ، ولا عطف بعضها على بعض كالعدد ، فحقها الوقف والسكون عليها ، ولذلك لم تعرب ، فوجب إظهار «النون» عند «الواو» ، لأنها موقوف عليها غير متصلة بما بعدها.
هذا أصلها ، ومن أدغم أجراها مجرى المتصل ، والإظهار أولى بها ، لما ذكرنا.

(1/1680)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 364
و قد قرأ عيسى بن عمر بفتح النون على أنه مفعول به ، على معنى : اذكر ياسين ، لكنه لم ينصرف لأنه مؤنث ، اسم للسورة ، ولأنه أعجمى ، فهو على زنة هابيل ، وقابيل.
ويجوز أن يكون أراد أن يصله بما بعده ، فالتقى ساكنان : الياء والنون ، ففتحه لالتقاء الساكنين ، وبنى على الفتح ، كأين وكيف.
وقد قرئ بكسر النون ، تحركت أيضا لالتقاء الساكنين ، فكسرت على أصل اجتماع الساكنين ، فجعلت ك «جير» فى القسم ، وأوائل السور.
وقد قيل : إنها قسم.
4 - عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ «على صراط مستقيم» : خبر ثان.
وقيل : متعلقة ب «المرسلين» الآية : 2.
5 - تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ «تنزيل العزيز» : من رفعه أضمر مبتدأ أي : هو تنزيل.
ومن نصبه جعله مصدرا.
ويجوز الخفض فى الكلام على البدل من «القرآن».
6 - لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ «ما أنذر آباؤهم» : ما ، حرف ناف ، لأن آباءهم لم ينذروا ، برسول قبل محمد صلى اللّه عليه وسلم.
وقيل : موضع «ما» نصب ، لأنها فى موضع المصدر وهو قول عكرمة : لأنه قال : ما أنذر آباؤهم وتقديره : لتنذر قوما إنذار آبائهم ، ف «ما» والفعل : مصدر.
12 - إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ «و نكتب ما قدموا» ، أي : ذكر ما قدموا ، ثم حذف المضاف وكذلك و«آثارهم» أي : ونكتب ذكر آثارهم : وهى الخطا إلى المساجد.

(1/1681)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 365
و قيل : هى فى موضع نصب أي : ما سنوا من سنة حسنة ، فعمل بها بعدهم.
«و كل شىء أحصيناه» : تقديره : وأحصيناه كل شىء ، أحصيناه ، وهو الاختيار ، ليعطف ما عمل فيه الفعل على ما عمل فيه الفعل.
ويجوز الرفع على الابتداء ، و«أحصيناه» : الخبر.
13 - وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ «و اضرب لهم مثلا أصحاب القرية» : أصح ما يعطى النظر والقياس فى «مثل» ، و«أصحاب» أنهما مفعولان ل «اضرب» ، لعلة قوله تعالى «إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ» 10 : 24 ، فلا اختلاف أن «مثلا» ابتداء ، و«كما» : خبره ، فهذا ابتداء وخبره بلا شك ثم قال تعالى فى موضع آخر «وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ» 18 : 45 ، فدخل «اضرب» ، على الابتداء ، والخبر ، فعمل فى الابتداء ونصبه ، فلا بد من أن يعمل فى الخبر ، أيضا لأن كل فعل دخل على الابتداء والخبر فعمل فى الابتداء فلا بد أن يعمل فى الخبر إذ هو هو ، فقد تعدى «اضرب» ، الذي هو لتمثيل الأمثال ، إلى مفعولين بلا اختلاف فى هذا ، فوجب أن يجرى فى غير هذا الموضع على ذلك ، فيكون قوله «و اضرب لهم مثلا أصحاب» مفعولين ل «اضرب» ، كما كان فى دخوله على الابتداء ، والخبر.
وقد قيل : إن «أصحاب» بدل من «مثل» تقديره : واضرب لهم مثلا مثل أصحاب القرية ، «فالمثل» الثاني : بدل من الأول ، ثم حذف المضاف.
27 - بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ يكون «ما» والفعل مصدرا أي : يغفر ربى لى.
ويجوز أن يكون بمعنى : «الذي» ، ويحذف «الهاء» من الصلة تقديره : بالذي غفره لى ربى.
و يجوز أن يكون «ما» استفهاما ، وفيه معنى التعجب من مغفرة اللّه له تقديره : بأى شىء غفر لى ربى :
على التقليل لعلمه والتعظيم لمغفرة اللّه له ، فيبتدأ به فى هذا الوجه وفى كونه استفهاما بعد ، لثبات الألف فى «ما» ، وحقها أن تحذف فى الاستفهام إذا دخل عليها حرف جر ، نحو «فَبِمَ تُبَشِّرُونَ» 15 : 54 ، ولا يحسن إثبات ألف «ما» فى الاستفهام إلا فى شعر ، فبعد لذلك.
28 - وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ «و ما كنا منزلين» : ما ، نافية ، عند أكثر العلماء.

(1/1682)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 366
و قال بعضهم : هى اسم فى موضع خفض ، عطف على «جند» ، وهو معنى غريب حسن.
30 - يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ «يا حسرة» : نداء منكّر ، وإنما نادى «الحسرة» ليتحسر بها من خالف الرسل وكفر بهم ، والمراد بالنداء بها تحسر المرسل إليهم بها فمعناها : تعالى يا حسرة ، فهذا أوانك وإبانك الذي يجب أن تحضرى فيه ، ليتحسر بك من كفر بالرسل.
31 - أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ «كم أهلكنا» : كم ، فى موضع نصب ب «أهلكنا».
وأجاز الفراء أن ينصبها ب «يروا» ، وذلك لا يجوز عند جميع البصريين ، لأن الاستفهام وما وقع موقعه لا يعمل فيه ما قبله.
«أنهم إليهم» : أن ، فى موضع نصب على البدل من «كم» ، وما بعدها من الجملة ، فى موضع نصب ب «يروا».
32 - وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ «إن» : مخففة من الثقيلة ، فزال عملها لنقصها ، فارتفع ما بعدها بالابتداء ، وما بعدها الخبر ، ولزمت اللام فى خبرها فرقا بين الخفيفة بمعنى «ما» وبين المخففة من الثقيلة.
و من قرأ «لما» بالتشديد جعل «لما» بمعنى «ما» وتقديره : وما كل إلا جميع ، فهو ابتداء وخبر ، حكى سيبويه ، سألتك باللّه لما فعلت.
وقال الفراء : «لما» بمعنى : لمن ما ، ثم أدغم النون فى الميم ، فاجتمع ثلاث ميمات ، فحذف إحداهن استخفافا ، وشبهه بقولهم : علما ، يريدون : على الماء. ثم أدغم وحذف إحدى اللامين استخفافا.
33 - وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ «آية» : ابتداء ، و«الأرض» : الخبر.
وقيل : «لهم» : الخبر ، و«الأرض» : رفع بالابتداء ، و«أحييناها» الخبر : والجملة فى موضع التفسير للجملة الأولى.

(1/1683)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 367
35 - لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ «ما» : فى موضع خفض على العطف على «ثمره» ، ويجوز أن تكون «ما» نافية أي : ولم تعمله أيديهم.
ومن قرأ «عملت» ، بغير هاء ، كأن الأحسن أن يكون «ما» فى موضع خفض ، وتحذف الهاء من الصلة.
ويبعد أن تكون نافية ، لأنك تحتاج إلى إضمار مفعول ل «عملت».
39 - وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ «قدرناه منازل» أي : قدرناه ذا منازل ، ثم حذف المضاف.
ويجوز أن يكون حذف حرف الجر من المفعول الأول ، ولم يحذف مضافا من الثاني تقديره : قدرنا له منازل ، وارتفع «القمر» على الابتداء ، و«قدرناه» : الخبر.
ويجوز رفعه على إضمار مبتدأ ، و«قدرناه» : فى موضع الحال من «القمر».
ويجوز نصبه على إضمار فعل يفسره «قدرناه» ، ولا يكون «قدرناه» حالا من «القمر» ، إنما هو تفسير لما نصب «القمر».
40 - لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ «أن» : فى موضع رفع ب «ينبغى» قاله الفراء وغيره.
41 - وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ «آية» : ابتداء ، و«لهم» : الخبر.
وقيل : «أنا» هو الخبر.
فإذا جعلت «لهم» الخبر ، كانت «أنّ» رفعا بالابتداء ، وهى إن لم تتعلق بما قبلها لم ترتفع بالابتداء ، وليس كذلك الخفيفة التي يجوز أن ترتفع بالابتداء ، وإن لم تتعلق بما قبلها تقول : أن تقوم خير لك ، ف «أن» ابتداء ، و«خير» : الخبر ولو قلت : أنك منطلق خير لك ، لم يجز عند البصريين.
والهاء والميم فى «ذريتهم» تعود على قوم نوح ، وفى «لهم» : تعود على أهل مكة.

(1/1684)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 368
و قيل : الضميران لأهل مكة.
43 - وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ «صريخ» : فتح ، لأنه مبنى مع «لا» ، ويختار فى الكلام : لا صريخ ، بالرفع والتنوين ، لأجل إتيان «لا» ثانية مع معرفة.
ولو قلت فى الكلام : لا رجل فى الدار ولا زيد ، لكان الاختيار فى «رجل» الرفع والتنوين ، لإتيان «لا» ثانية مع معرفة لا يحسن فيه إلا الرفع.
44 - إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ «رحمة» : نصب على حذف حرف الجر أي : إلا برحمة أو : لرحمة.
وقال الكسائي : هو نصب على الاستثناء.
وقال الزجاج : هو مفعول من أجله ، و«متاعا» : مثله ، ومعطوف عليه.
49 - ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ «يخصمون» : من قرأ بفتح الخاء والياء مشددا ، فأصله عنده : يختصمون ، ثم ألقى حركة الياء على الخاء وأدغمها فى الصاد.
ومن قرأ بفتح الياء وكسر الخاء مشددا ، فإنه لم يلق حركة الياء على الخاء أو أدغمها ، ولكن حذف الفتح لما أدغم ، فاجتمع ساكنان : الخاء والمشدد ، فكسر الخاء لالتقاء الساكنين.
وكذلك التقدير فى قراءة من اختلس فتحة الخاء ، اختلسها لأنها ليست بأصل للخاء.
و كذلك من قرأ بإخفاء حركة الخاء ، أخفاها لأنها ليست بأصل فى الخاء ، ولم يمكنه إسكان الخاء لئلا يجمع بين ساكنين ، فيلزمه الحذف والتحريك.
51 - وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ «فى الصور» : فى موضع رفع ، لأنه قام مقام الفاعل ، إذ الفعل لم يسم فاعله ، و«الصور» : جمع : صورة ، وأصل الواو الحركة ، ولكن أسكنت تخفيفا فأصله : الصّور أي : صور بنى آدم.
وقيل : هو القرن الذي ينفخ فيه الملك ، فهو واحد ، وهذا القول أشهر.

(1/1685)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 369
52 - قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ «يا ويلنا» : نداء مضاف ، والمعنى : يقول الكفار : تعال يا ويل ، فهذا زمانك وأوانك.
وقيل : هو منصوب على المصدر ، والمنادى محذوف ، كأنهم قالوا لبعض ، يا هؤلاء ويل لنا ، فلما أضاف حذف «اللام» الثانية.
وقال الكوفيون : «اللام» الأولى المحذوفة ، وأصله عندهم : وى لنا ، وقد أجازوا : وى لزيد ، بفتح اللام ، ولام الجر لا تفتح ، وأجازوا الضم ، وفى ذلك دليل ظاهر على أن الثانية هى المحذوفة.
«هذا ما وعد الرّحمن» : هذا ، مبتدأ ، و«ما» : الخبر ، على أنها بمعنى «الذي» ، و«الهاء» محذوفة من «وعد» أو على أنها وما بعدها مصدر ، فلا يقدر حذف هاء والتقدير : فقال لهم المؤمنون ، أو فقال لهم الملائكة : هذا ما وعد الرحمن ، فتقف فى هذا القول على «مرقدنا» ، وتبتدئ ب «هذا ما وعد الرحمن».
ويجوز أن يكون «هذا» فى موضع خفض على النعت ل «مرقدنا» ، فتقف على «هذا» ، ويكون «ما» فى موضع رفع خبر ابتداء محذوف تقديره : هذا ما وعد ، أو : حق ما وعد.
57 - لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ «ما» : ابتداء ، بمعنى «الذي» ، أو مصدر رفع ما بعدها ، أو نكرة وما بعدها صفة لها ، و«لهم» :
الخبر.
و أصل «يدعون» : يدتعون ، على وزن : يفتعلون ، من دعا يدعو ، وأسكنت العين بعد أن ألقيت حركتها على ما قبلها ، وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها.
وقيل : بل ضمت العين لأجل واو الجمع بعدها ، ولم تلق عليها حركة التاء ، لأن العين كانت متحركة ، فصارت يدتعون ، فأدغمت «التاء» فى «الدال» ، وكان ذلك أولى من إدغام «الدال» فى «التاء» ، لأن «الدال» حرف مجهور ، و«التاء» حرف مهموس ، والمجهور أقوى من المهموس ، فكان رد الحرف إلى الأقوى أولى من رده إلى الأضعف ، فأبدلوا من «التاء» دالا ، وأدغمت «الدال» الأولى فيها ، فصارت : يدعون.
58 - سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ «سلام» : ارتفع على البدل من «ما» التي فى قوله «و لهم ما يدعون» الآية : 57 ويجوز أن يكون نعتا ل «ما» ، إذا جعلتها نكرة تقديره : ولهم شىء يدعونه سلام.

(1/1686)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 370
و يجوز أن يكون «سلام» : خبر «ما» ، و«لهم» : ظرف ملغى.
وفى قراءة عبد اللّه «قولا» بالنصب على المصدر أي : يقولونه قولا يوم القيامة ، أو قال اللّه جل ذكره قولا.
60 - أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ «أن» : فى موضع نصب على حذف الجار أي : بأن لا.
72 - وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ «ركوبهم» : إنما أتى على غير فاعل ، على جهة النسب ، عند البصريين. والركوب ، بالفتح : ما يركب والركوب ، بالضم : اسم الفعل.
وعن عائشة رضى اللّه عنها أنها قرأت «ركوبتهم» بالتاء ، وهو الأصل عند الكوفيين ، ليفرق بين ما هو فاعل وبين ما هو مفعول ، فيقولون : امرأة صبور وشكور ، فهذا فاعل ، ويقولون : ناقة حلوبة وركوبة ، فيثبتون الهاء لأنها مفعول.
- 37 - سورة الصافات
6 - إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ «بزينة الكواكب» : من خفض «الكواكب» ونون «بزينة» ، وهى قراءة حمزة وحفص عن عاصم ، فإنه أبدل «الكواكب» من «الزينة».
وقد قرأ أبو بكر عن عاصم بنصب «الكواكب» وتنوين «زينة» ، على أنه أعمل «الزينة» فى «الكواكب» ، فنصبها بها تقديره : بأن زينا الكواكب بها.
وقيل : النصب على إضمار : «أعنى».
قيل : على البدل من «زينة» ، على الموضع.
فأما قراءة الجماعة بحذف التنوين والإضافة ، فهو الظاهر لأنه على تقدير : إنا زينا السماء الدنيا بتزيين الكواكب أي : بحسن الكواكب.
وقد يجوز أن يكون حذف التنوين لالتقاء الساكنين ، و«الكواكب» : بدل من «زينة» ، كقراءة من نون «زينة».

(1/1687)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 371
7 - وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ «و حفظا» : نصب على المصدر أي : وحفظناها حفظا.
8 - لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ «لا يسمعون إلى الملأ» : إنما دخلت «إلى» مع «يسمعون» ، فى قراءة من خفف السين ، وهو لا يحتاج إلى حرف ، لأنه جرى مجرى مطاوعه ، وهو «يسمع» ، فكما كان «يسمع» يتعدى ب «إلى» تعدى «سمع» ب «إلى» ، وفعلت وافتعلت فى التعدي سواء ، ف «يسمع» مطاوع : سمع ، و«استمع» أيضا مطاوع : سمع ، فتعدى مثل تعدى مطاوعه.
وقيل : معنى دخول «إلى» فى هذا أنه حمل على المعنى لأنه المعنى : لا تميلون السمع إليهم ، يقال : سمعت إليه كلاما أي : أملت سمعى إليه.
9 - دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ «دحورا» : مصدر لأن معنى «يقذفون - الآية : 8» : يدحرون.
12 - بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ «بل عجبت» : من ضم التاء جعله إخبارا من النبي عليه السلام عن نفسه ، وإخبارا من كل مؤمن عن نفسه ، بالعجب من إنكار الكفار للبعث من ثبات القدرة على الابتداء للخلق ، فهو مثل القراءة بفتح التاء ، فى أن العجب من النبي عليه السلام.
و مثله فى قراءة من ضم التاء قوله تعالى «أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ» 9 : 38 أي : وهم ممن يجب أن يقال فيهم :
ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة ومثله : «فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ» 2 : 175 25 - ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ «لا تناصرون» : فى موضع نصب على الحال ، من الكاف والميم فى «لكم» و«ما» : استفهام ابتداء ، و«لكم» : الخبر كما تقول : مالك قائما؟
35 - إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ «يستكبرون» : يجوز أن يكون فى موضع نصب على خبر «كان» ، أو فى موضع رفع على خبر «إن» و«كان» : ملغاة.

(1/1688)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 372
38 - إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ «العذاب» : خفض بالإضافة.
ويجوز فى الكلام فيه النصب ، على أن يعمل فيه «لذائقوا» ، ويقدر حذف النون استخفافا لا للإضافة.
42 - فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ «فواكه» ب : رفع على البدل من «رزق» الآية : 4 ، أو على : هم فواكه أي : ذوو فواكه.
47 - لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ «غول» : رفع بالابتداء ، و«فيها» : الخبر ، ولا يجوز بناؤه على الفتح مع «لا» ، لأنك قد فرقت بينها وبين «لا» بالظرف.
54 - قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ «هل أنتم مطلعون» : روى أن بعضهم قرأه : هل أنتم مطلعون ، بالتخفيف وكسر النون ، وذلك لا يجوز ، لأنه جمع بين الإضافة والنون ، وكان حقه أن يقول : مطلعى ، بياء وكسر العين.
55 - فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ «فاطلع» : القراءة بالتشديد ، وهو فعل ماض.
وقرىء : فأطلع ، على «أفعل» ، وهو فعل ماض أيضا ، بمنزلة : «اطلع» ، يقال : طلع ، وأطلع ، واطلع ، بمعنى واحد.
ويجوز أن يكون مستقبلا ، لكنه نصب على أنه جواب الاستفهام بالفاء.
57 - وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ما بعد «لو لا» ، عند سيبويه : مرفوع بالابتداء ، والخبر محذوف ، و«لكنت» : جواب «لو لا» تقديره : ولو لا نعمة ربى تداركتنى ، أو أنقذتنى ، ونحوه ، لكنت معك فى النار.
فأما «لو لا» فيرتفع ما بعدها ، عند سيبويه ، بإضمار فعل.
59 - إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ «إلا موتتنا» : نصب على الاستثناء ، وهو مصدر.
64 - إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ «تخرج فى أصل الجحيم» إن شئت : جعلته خبرا بعد خبر وإن شئت : جعلته نعتا للشجرة.

(1/1689)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 373
65 - طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ «طلعها كأنه» : ابتداء وخبر ، والجملة فى موضع النعت ل «شجرة» ، أو فى موضع الحال من المضمر فى «تخرج».
79 - سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ «سلام على نوح» أي : يقال له : سلام على نوح ، فهو ابتداء ، وخبر محكى.
وفى قراءة ابن مسعود : سلاما ، بالنصب ، على أنه أعمل «تركنا» الآية : 78 أي : تركنا عليه ثناء حسنا فى الآخرين.
80 - إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ «الكاف» : فى موضع نصب ، نعتا لمصدر محذوف تقديره : خيرا كذلك نجزى.
85 - إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ «ما ذا تعبدون» : ما ، ابتداء بمعنى الاستفهام ، و«ذا» : بمعنى : الذي ، وهو الخبر تقديره : أي شىء الذي تعبدون.
ويجوز أن يكون «ما» و«ذا» اسما واحدا فى موضع نصب ب «تعبدون».
86 - أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ «أ ئفكا آلهة» : آلهة ، بدل من «أ ئفكا» و«أ ئفكا» : منصوب ب «تريدون».
87 - فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ «فما ظنكم» : ابتداء وخبر.
93 - فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ «ضربا» : مصدر ، لأن «فراغ» بمعنى : فضرب.
96 - وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ «ما» : فى موضع نصب ب «خلق» ، عطف على الكاف والميم ، وهى والفعل مصدر أي :
خلقكم وعملكم ، وهذا أليق بها لقوله تعالى : «مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ» 123 : 2 ، فالقراء

(1/1690)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 374
المشهورون وغيرهم من أهل الشذوذ على إضافة «شر» إلى «ما» ، وذلك يدل على خلقه للشر. وقد فارق عمرو ابن عبيد رئيس المعتزلة جماعة المسلمين فقال : «من شر ما خلق» ، بالتنوين ، وهذا يثبت أن مع اللّه تعالى خالقين يخلقون الشر ، وهذا إلحاد ، والصحيح أن اللّه جل وعز أعلمنا أنه خلق الشر وأمر أن نتعوذ منه به ، فإذا خلق الشر ، وهو خالق الخير بلا اختلاف ، دل ذلك على أنه خلق أعمال العباد كلها من خير وشر ، فيجب أن تكون «ما» والفعل مصدرا ، فيكون معنى الكلام : أنه تعالى عم جميع الأشياء ، أنها مخلوقة له ، فقال : واللّه خلقكم وعملكم.
وقد قالت المعتزلة : إن «ما» بمعنى «الذي» ، فرارا من أن يقروا بعموم الخلق ، وإنما أخبر ، على قولهم : أنه خلقهم وخلق الأشياء التي نحتت منها الأصنام ، وبقية الأعمال والحركات غير داخلة فى خلق اللّه تعالى اللّه اللّه عن ذلك ، بل كلّ من خلقه لا إله إلا هو ، لا خالق إلا هو ، وخلق اللّه إبليس ، الذي هو الشر كله ، يدل على خلق اللّه لجميع الأشياء ، وقد قال تعالى ذكره : (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) 35 : 3 ، وقال : (خالِقُ كُلِّ شَيْ ءٍ) 13 : 16 ويجوز أن يكون «ما» استفهاما ، فى موضع نصب ب «تعملون» ، على التحقير لعلمهم ، والتصغير له.
102 - فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى ...
«فانظر ما ذا ترى» : من فتح «التاء» من «ترى» ، فهو من الرأى ، وليس من : نظر العين ، لأنه لم يأمره برؤية شىء ، إنما أمره أن يدبر رأيه فيما أمر به فيه ولا يحسن أن يكون «ترى» من العين ، لأنه يحتاج أن يتعدى إلى مفعولين ، وليس فى الكلام غير واحد ، وهو «ماذا» ، تجعلها اسما واحدا فى موضع نصب ب «ترى».
و إن شئت جعلت «ما» ابتداء ، استفهاما ، و«ذا» بمعنى : الذي ، خبر الابتداء ، وترفع «ترى» على «هاء» تعود على «الذي» ، وتحذفها من الصلة ، ولا يحسن عمل «ترى» فى «ذا» ، وهى بمعنى «الذي» لأن الصلة لا تعمل فى الموصول.
ومن قرأ بضم التاء وكسر الراء ، فهو أيضا من الرأى ، لكنه نقل بالهمزة إلى الرباعي ، فحقه أن يتعدى إلى مفعولين ، بمنزلة : أعطى ، ولكن لك أن تقتصر على أحدهما فتقديره : ما ذا ترينا ، «نا» : المفعول الأول ، و«ما ذا» الثاني ، لكن حذف الأول اقتصارا على الثاني ، كأعطى ، تقول : أعطيت درهما ، ولا يذكر المعطى له».

(1/1691)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 375
و لو كان من البصر لوجب أن تتعدى إلى مفعولين ، لا يقتصر على أحدهما ، كظننت ، وليس فى الكلام غير واحد ، ولا يجوز إضمار الثاني. كما جاز فيه من الرأى ، لأنالرأى ليس فعله من الأفعال التي تدخل على الابتداء والخبر ، كرأيت من رؤية البصر ، إذا نقلته إلى الرباعي ، ولو كان من العلم لوجب أن يتعدى إلى ثلاثة مفعولين ، فلا بد أن يكون من الرأى ، والمعنى : فانظر ما ذا تحملنا عليه من الرأى ، هل تبصر أم تجزع يا بنى ، يقال : أريته الشيء : إذ جعلته يعتقده.
و«ما» ، و«ذا» ، على ما تقدم.
103 - فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ «فلما أسلما وتله» : جواب «لما» محذوف تقديره : فلما أسلما سعدا ، أو نحوه.
وقال بعض الكوفيين : الجواب «تله» ، و«الواو» : زائدة.
وقال الكسائي : جواب «لما» ، ناديناه ، و«الواو» : زائدة.
126 - اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ «اللّه ربكم ورب آبائكم» : من نصب الثلاثة الأسماء ، جعل «اللّه» بدلا من «أحسن الخالقين» الآية : 135 ، و«ربكم» نعتا له ، و«رب» عطفا عليه ، أو على : «أعنى».
ومن رفع فعلى الابتداء والخبر.
130 - سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ «إلياسين» : من فتح الهمزة ومده جعل «آل» ، الذي أصله «أهل» ، إضافة إلى «ياسين» ، وهى فى المصحف منفصلة ، فقوى ذلك عنده.
و من كسر الهمزة جعله جمعا منسوبا إلى «إلياسين» ، وإلياسين : جمع «إلياس» جمع السلامة ، لكن الياء المشددة فى النسب حذفت منه وأصله : إلياسيين.
فالسلام ، فى هذا الوجه ، على من نسب إلى إلياس ، من أمته ، والسلام فى الوجه الأول ، على أهل ياسين.
وقد قال اللّه تعالى ذكره «عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ» 26 : 198 ، وأصله : الأعجميين ، بياء مشددة ، ولكن حذفت لثقلها وثقل الجمع ، وتحذف أيضا هذه الياء فى الجمع المكسر ، كما حذفت فى المسلم ، كما قالوا : المسامعة والمهابلة ، وواحدهم : مسمعى ومهلبى.

(1/1692)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 376
147 - وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ «إلى مائة ألف أو يزيدون» : أو ، عند البصريين ، على بابها ، للتخيير والمعنى : إذا رآهم الرائي منكم قال :
هم مائة ألف أو يزيدون.
وقيل : «أو» بمعنى : «بل».
وقيل : «أو» ، بمعنى : الواو ، وذلك مذهب الكوفيين.
151 - أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ «إن» : تكسر بعد «ألا» ، على الابتداء ، ولو لا «اللام» : التي فى خبرها لجاز فتحها ، على أن تجعل «ألا» بمعنى : حقا.
163 - إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ «من» : فى موضع نصب ب «فاتنين» الآية : 162 أي : لا يفتنون ، إلا من سبق فى علم اللّه أنه يصلى الجحيم.
قال ذلك : على أن إبليس لا يضل أحدا إلا من سبق له فى علم اللّه أن يضله وأنه من أهل النار ، وهذا بيان شاف فى مذهب القدرية.
وقرأ الحسن : «صال الجحيم» ، بضم اللام ، على تقدير : صالون ، فحذف النون للإضافة ، وحذف الواو لسكونها وسكون اللام بعدها ، ويكون «من» للجماعة ، وأتى لفظ «هو» موحدا ردا على لفظ «من» ، وذلك كله حسن ، كما قال «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً» 2 : 62 ، ثم قال : «فلهم أجرهم عند ربهم» ، فوحد أولا على اللفظ ، ثم جمع على المعنى لأن «من» تقع للواحد والاثنين والجماعة بلفظ واحد.
و قيل : إنه قرىء بالرفع على القلب ، كأنه «صالى» ، ثم قلب فصار : صائل ، ثم حذف الياء فبقيت اللام مضمومة ، وهو بعيد.
164 - وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ تقديره عند الكوفيين : وما منا إلا من له مقام ، فحذف الموصول وأبقى الصلة ، وهو بعيد جدا.
وقال البصريون : تقديره : وما منا ملك إلا له مقام معلوم على أن الملائكة تبرأت ممن يعبدها وتعجبت من ذلك.

(1/1693)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 377
167 ، 168 - وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ «إن» : مخففة من الثقيلة ، عند البصريين ، ولزمت «اللام» فى خبرها للفرق بينها وبين «إن» الخفيفة التي بمعنى «ما» ، فاسم «إن» مضمر ، و«كانوا» وما بعدها : خبر «إن» ، و«الواو» : اسم «كانوا» ، و«ليقولون» : خبر «كانوا».
وقال الكوفيون : «إن» ، بمعنى : «ما» ، و«اللام» : بمعنى «إلا» تقديره : وما كانوا إلا يقولون لو أن و«أن» بعد «لو» : مرفوع على إضمار فعل ، عند سيبويه.
181 ، 182 - وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ «و سلام ، والحمد» : مرفوعتان بالابتداء ، والمجرور خبر لكل واحد منهما.
- 38 - سورة ص
1 - ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ «ص» : قرأ الحسن بكسر الدال ، لالتقاء الساكنين.
وقيل : هو أمر ، من : صادى يصادى ، فهو أمر مبنى بمنزلة قوله : رام زيدا ، وعاد الكافر فمعناه : صاد القرآن بعلمك أي : قابله به.
وقرأ عيسى بن عمر بفتح الدال ، جعله مفعولا به ، كأنه قال : أمل صاد ولم ينصرف لأنه اسم السورة معرفة.
وقيل : فتح لالتقاء الساكنين : الألف والدال.
وقيل : هو منصوب على القسم ، وحرف القسم محذوف ، كما أجاز سيبويه : اللّه لأفعلن.
وقرأ ابن أبى إسحاق : صاد ، بالكسر والتنوين ، على القسم كما تقول : لاه لأفعلن ، على إعمال حرف الجر ، وهو محذوف لكثرة الحذف فى باب القسم.
و قيل : إنما نون على التشبيه بالأصوات التي تنون ، للفرق بين المعرفة والنكرة ، نحو : إنه وإيه ، وصه وصه.
3 - كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ «و لات حين مناص» : لات ، عند سيبويه : مشبهة ب «ليس» ، ولا تستعمل إلا مع «الحين» ، واسمها مضمر

(1/1694)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 378
فى الجملة مقدر محذوف والمعنى : وليس الحين حين مناص أي : ليس الوقت وقت مهرب وحكى سيبويه أن من العرب من يرفع «الحين» بعدها ويضمر الخبر ، وهو قليل.
والوقف عليها ، عند سيبويه والفراء وابن أبى إسحاق : وابن كيسان : بالتاء ، وعليه جماعة الفراء ، وبه أتى خط المصحف.
والوقف عليها ، عند المبرد والكسائي : بالهاء ، بمنزلة : «ربة».
وذكر أبو عبيد الوقف على «لات» ، ويبتدىء ب «حين» ، وهو بعيد مخالف لخط المصحف الذي عليه.
وذكر أبو عبيد أنها فى الإمام : «تحين» ، التاء متصلة بالحاء ، فأما قول الشاعر :
طلبوا صالحنا ولات أوان فحفض ما بعد «لات» ، فإنما ذلك عند ابن أبى إسحاق ، لأنه أراد : فلات أواننا أوان صلح أي : وليس وقتنا وقت صلح ، ثم حذف المضاف وبناه ، ثم دخل التنوين عوضا من المضاف المحذوف ، فكسرت النون لالتقاء الساكنين ، وصار ، التنوين تابعا للكسرة ، فهو بمنزلة : يومئذ ، وحينئذ.
وقال الأخفش : تقديره : ولات حين أوان ، ثم حذف «حين» وهذا بعيد ، لا يجوز أن يحذف المضاف إلا ويقوم المضاف إليه فى الإعراب مقامه ، فيجب أن يرفع «أوان».
وكذلك تأوله المبرد ، ورواه بالرفع.
11 - جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ «جند ما هنالك مهزوم» : ابتداء وخبر ، و«هنالك» : ظرف ملغى ، و«ما» : زائدة.
ويجوز أن يكون «هنالك» : الخبر ، و«مهزوم» : نعتا ل «جند».
12 - كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ إنما دخلت علامة التأنيث فى «كذبت» لتأنيث الجماعة.
21 - وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ «إذ تسوروا» : العامل فى «إذ» : «نبأ» ، وإنما قال «تسوروا» بلفظ الجمع ، لأن «الخصم» مصدر يدل

(1/1695)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 379
على الجميع ، فجمع على المعنى وتقديره : ذوو الخصم وكذلك إذا قلت : القوم خصم فمعناه : ذوو خصم ويجوز : خصوم ، كما نقول : عادل ، وعدول.
وقال الفراء : «إذ» ، بمعنى : لما ، والعامل فى «إذ» الثانية : «تسوروا».
وقيل : العامل فيهما : «نبأ» ، على أن الثانية تبيين لما قبلها.
22 - إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ ...
«خصمان» : خبر ابتداء محذوف تقديره : نحن خصمان.
24 - قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ...
«الخلطاء» : جمع خليط كظريف وظرفاء ، و«فعيل» إذا كان صفة جمع على : فعلاء ، إلا أن يكون فيه واو ، فيجمع على «فعال» ، نحو : طويل وطوال.
25 - فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ «ذلك» : فى موضع نصب ب «غفرنا» ، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ ، تقديره : الأمر كذلك.
31 - إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ «الجياد» : جمع جواد.
وقيل : هو جمع جائد.
32 - فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ «حب الخير» : مفعول به ، وليس بمصدر لأنه لم يخبر أنه أحب حبا مثل حب الخير ، إنما أخبر أنه آثر حب الخير.
وقد قيل ، هو مصدر وفيه بعد فى المعنى.
43 - وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ «رحمة» : مصدر وقيل : هو مفعول من أجله.

(1/1696)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 380
«و ذكرى» : فى موضع نصب ، عطف على «الرحمة» ، وقيل : فى موضع رفع ، على تقدير : وهى ذكرى.
45 - وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ «إبراهيم» وما بعده : نصب على البدل من «عبادنا» ، فهم كلهم داخلون فى العبودية والذكر.
ومن قرأه بالتوحيد جعل «إبراهيم» وحده بدلا من «عبدنا» ، وعطف عليه ما بعده ، فيكون «إبراهيم» داخلا فى العبودية والذكر وإسحاق ويعقوب داخلان فى الذكر لا غير ، وهما داخلان فى العبودية بغير هذه الآية.
46 - إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ «بخالصة ذكرى الدار» : من نون «خالصة» جعل «ذكرى» بدلا منها تقديره إنا أخلصناهم بذكرى الدار ، و«الدار» : فى موضع نصب ب «ذكرى» ، لأنه مصدر.
ويجوز أن يكون «ذكرى» : فى موضع نصب ب «خالصة» ، على أنه مصدر ، كالعاقبة.
ويجوز أن يكون «ذكرى» : فى موضع رفع ب «خالصة».
ومن أضاف «خالصة» إلى «ذكرى» جاز أن يكون «ذكرى» فى موضع نصب أو رفع.
47 - وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ «الأخيار» : جمع : خير ، وخير : مخفف من خيّر كميت وميت.
50 - جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ «جنات عدن» : جنات ، نصب على البدل من «لحسن مآب» الآية : 49 ، و«مفتحة» : نصب على النعت ل «جنات» والتقدير : مفتحة لهم الأبواب منها.
وقال الفراء : التقدير : مفتحة لهم أبوابها ، والألف واللام عنده بدل من المضمر المحذوف العائد على الموصوف :
فإذا أجبت به حذفتهما ، وهذا لا يجوز عند البصريين ، لأن الحرف لا يكون عوضا من الاسم.
وأجاز الفراء نصب «الأبواب» ب «مفتحة» ويضمر فى «مفتحة» ضمير «الجنات».
57 - هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ «هذا» : مبتدأ ، «حميم» : خبر وقيل : «فليذوقوه» : خبر «هذا» ، ودخلت الفاء للتنبيه الذي فى «هذا» ، ويرفع «حميم» على تقدير : هذا حميم.

(1/1697)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 381
و قيل : «هذا» : رفع على خبر ابتداء محذوف تقديره : منه حميم.
و يجوز أن يكون «هذا» فى موضع نصب ب «يذوقوه» ، و«الفاء» : زائدة ، كقولك : هذا زيد فاضربه ، لو لا «الفاء» لكان الاختيار النصب ، لأنه أمر ، فهذا بالفعل ، أولى ، وهو جائز مع ذلك.
58 - وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ ابتداء وخبر ، و«من شكله» : صفة ل «أخر» ، ولذلك حسن الابتداء بالنكرة لما وصفت. و«الهاء» فى «شكله» : يعود على المعنى أي : وآخر من شكل ما ذكر.
وقيل : يعود على «حميم» الآية : 57 ومن قرأه «و آخر» ، بالتوحيد ، رفعه بالابتداء أيضا ، و«أزواج» : ابتداء ثان ، «و من شكله» : خبر ل «أزواج» ، والجملة : خبر «آخر» ولم يحسن أن يكون «أزواج» خبر عن «آخر» ، لأن الجمع لا يكون خبرا عن الواحد.
وقيل : «آخر» : صفة لمحذوف هو الابتداء ، والخبر محذوف تقديره : ولهم عذاب آخر من ضرب ما تقدم ، ويرفع «أزواج» بالظرف ، وهو «من شكله».
ولا يحسن هذا فى قراءة من قرأ «و آخر» بالجمع ، لأنك إذا رفعت «الأزواج» بالظرف ، لم يكن فى الظرف ضمير ، وهو صفة لمحذوف ، والصفة لا بد لها من ضمير يعود على الموصوف ، فهو رفع بالظرف ، ولا يرفع الظرف فاعلين.
62 - وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ «ما لنا لا نرى» : ما ، ابتداء ، استفهام ، و«لنا» : الخبر ، و«لا نرى» : فى موضع نصب على الحال من المضمر فى «لنا».
63 - أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ «أتخذناهم» : من قرأه على الخبر أضمر استفهاما يعادله «أم» تقديره : أمفقودون هم أم زاغت عنهم الأبصار.
ويجوز أن يكون «أم» معادلة ل «ما» فى قوله «ما لنا لا نرى» الآية : 62 ، لأن «أم» إنما تأتى معادلة للاستفهام.

(1/1698)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 382
و من قرأ بلفظ الاستفهام جعل «أم» معادلة له ، أو لمضمر كالأول.
و يجوز أن تكون «أم» معادلة ل «ما» فى الوجهين جميعا كما قال اللّه جل ذكره : (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ) 27 : 20 ، وقال : (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ) 68 : 36 ، 37 وقد وقعت «أم» معادلة ل «من» ، قال اللّه تبارك وتعالى : (فَمَنْ يُجادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ)
4 : 109.
64 - إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ «لحق» : خبر «إن» ، و«تخاصم» : رفع على تقدير : هو تخاصم.
وقيل : «تخاصم» : بدل من «حق».
وقيل : هو خبر بعد خبر ل «إن».
وقيل : هو بدل من «ذلك» ، على الموضع.
70 - إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ «إلا أنما» : فى موضع رفع ب «يوحى» ، مفعول لم يسم فاعله.
وقيل : هى فى موضع نصب على حذف الخافض أي : بأنما أو : لأنما ، و«إلى» : يقوم مقام الفاعل ل «يوحى».
والأول أجود.
84 - قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ انتصب «الحق» الأول ، على الإغراء أي : اتبعوا الحق ، أو : الزموا الحق.
وقيل : هو نصب على القسم كما تقول : اللّه لأفعلن ، فتنصب بين حذفت الجار ، ودل على أنه قسم قوله «لأملأن» الآية : 85 ، وهو قول الفراء وغيره.
ومن رفع الأول جعله خبر ابتداء محذوف تقديره : أنا الحق كما قال : «الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ» 3 : 60 ، «و انتصب» الثاني ب «أقول».

(1/1699)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 383
- 39 - سورة الزمر
1 - تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ «تنزيل الكتاب» : ابتداء ، والخبر «من اللّه».
وقيل : هو رفع على إضمار مبتدأ تقديره : هذا تنزيل.
وأجاز الكسائي النصب على تقدير : اقرأ تنزيل الكتاب أو : اتبع تنزيل الكتاب.
وقال الفراء : النصب على الإغراء.
3 - أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى ...
«
و الذين اتخذوا» : ابتداء والخبر محذوف تقديره : قالوا ما نعبدهم.
وقيل : «الذين» : رفع ، بفعل مضمر تقديره : وقال الذين اتخذوا.
«زلفى» : فى موضع نصب ، على المصدر.
9 - أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ «أمن هو قانت» : من خفف «أمن» جعله نداء ، ولا خلاف فى الكلام.
ولا يجوز عند سيبويه حذف حرف النداء من المبهم ، وأجازه الكوفيون.
وقيل : هو استفهام بمعنى التنبيه ، وأضمر معادلا للألف تقديره : أمن هو قانت يفعل كذا وكذا كمن هو بخلاف ذلك؟ ودل على المحذوف قوله ، «قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون» ، وهذا أقوى.
ومن شدد «أمن» فإنما أدخل «أم» على «من» ، وأضمر لها معادلا أيضا قبلها والتقدير : العاصون ربهم خير أم من هو قانت؟
و «من» : بمعنى : الذي ، وليست للاستفهام لأن «أم» إنما تدخل على ما هو استفهام إذ هى للاستفهام ،

(1/1700)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 384
و دل على هذا المحذوف حاجة «أم» إلى المعادلة ، ودل عليه أيضا قوله «هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون».
10 - قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ «حسنة» : ابتداء ، وما قبله الخبر ، وهو المجرور ، و«فى» : متعلقة ب «أحسنوا» ، على أن «حسنة» هى الجنة والجزاء فى الآخرة أو متعلقة ب «حسنة» على أن «الحسنة» هى ما يعطى العبد فى الدنيا مما يستحب فيها.
وقيل : هو ما يعطى من مولاة اللّه إياه ومحبته له والجزاء فى الدنيا.
والأول أحسن لأن الدنيا ليست بدار جزاء.
28 - قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ «قرآنا» : توطئة للحال ، و«عربيا» : حال.
وقيل : «قرآنا» : توكيد لما قبله ، و«عربيا» : حال من «القرآن».
44 - قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ «الشفاعة» : نصب على الحال ، وأتى «جميعا» ، وليس قبله إلا لفظ واحد ، لأن «الشفاعة» مصدر يدل على القليل والكثير ، فجمل «جميعا» على المعنى.
45 - وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ...
«وحده» : نعت على المصدر ، عند سيبويه والخليل ، وهو حال عند يونس.
56 - أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ...
«أن» : مفعول من أجله.
64 - قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ «غير» : نصب ب «أعبد» تقديره : قل : أعبد غير اللّه فيما تأمرونى؟
و قيل : هو نصب ب «تأمرونى» ، على حذف حرف الجر تقديره : قل أتأمروني بعبادة غير اللّه ، ولو ظهرت «أن» لم يجز نصب «غير» ب «أعبد» ، لأنه يصير فى الصلة ، وقد قدمت على الموصول ، ونصبه ب «أعبد» أبين من نصبه ب «تأمرونى».

(1/1701)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 385
66 - بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ «اللّه» : نصب ب «اعبد».
وقال الكسائي والفراء : هو نصب بإضمار فعل تقديره : بل اعبد اللّه فاعبد.
و«الفاء» : للمجازاة ، عند أبى إسحاق وزائدة ، عند الأخفش.
67 - وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ «و الأرض جميعا قبضته» : ابتداء وخبر ، و«جميعا» : حال.
وأجاز الفراء فى الكلام «قبضته» ، بالنصب على تقدير حذف الخافض «أي» : فى قبضته.
و لا يجوز ذلك عند البصريين لو قلت : زيد قبضتك أي : فى قبضتك لم يجز.
«و السموات مطويات بيمينه» : ابتداء وخبر.
71 - وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً ...
«زمرا» : نصب على الحال.
73 - وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ «جاءوها وفتحت» ، قيل : الواو زائدة ، و«فتحت» : جواب «إذا».
وقيل : الواو ، تدل على فتح أبواب الجنة قيل إتيان الذين اتقوا اللّه إليها ، والجواب محذوف أي : حتى إذا جاءوها آمنوا.
وقيل : الجواب «و قال لهم خزنتها» «و الواو» : زائدة.
75 - وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ «حافين» : نصب على الحال لأن «ترى» ، من رؤية العين وواحد «حافين» : حاف.
وقال الفراء. لا واحد له لأن هذا الاسم لا يقع لهم إلا مجتمعين.

(1/1702)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 386
- 40 - سورة غافر (المؤمن)
1 - حم قرأ عيسى بن عمر «حم» ، بفتح الميم ، لالتقاء الساكنين ، أراد الوصل ولم يرد الوقف ، والوقف هو الأصل فى الحروف المقطعة وذكر الأعداد إذا قلت : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، أربعة ، فإن عطفت بعضها على بعض ، أو أخبرت عنها ، أعربت ، وكذلك الحروف.
وقيل : انتصب «حاميم» على إضمار فعل تقديره : اتل حاميم ، واقرأ حاميم ، ولكن لم ينصرف ، لأنه اسم للسورة ، فهو اسم لمؤنث ، ولأنه على وزن الأعجمى ، كهابيل.
10 - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ العامل فى «إذ» فعل مضمر تقديره : اذكروا إذ تدعون ، ولا يجوز أن يعمل فيه «لمقت» ، لأن خبر الابتداء ، قد تقدم قبله ، وليس بداخل فى الصلة ، و«إذ» داخلة فى صلة «لمقت» ، إذا أعملته فيها فتكون قد فرقت بين الصلة والموصول بخبر الابتداء ولا يحسن أن يعمل فى «إذ» : «تدعون» ، لأنها مضافة إليه ، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف ولا يجوز أن يعمل فى «إذ» : مقتكم لأن المعنى ليس عليه ، لأنهم لم يكونوا ماقتين لأنفسهم وقت أن دعوا إلى الايمان فكفروا.
16 - يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ «يوم هم بارزون» : ابتداء وخبر ، فى موضع خفض بإضافة «يوم» إليها ، وظروف الزمان إذا كانت بمعنى«إذا» أضيفت إلى الجمل ، وإلى الفعل ، والفاعل ، وإلى الابتداء والخبر ، كما يفعل ب «إذ» ، فإن كانت بمعنى «إذ» لم تضف إلا إلى الفعل والفاعل ، كما يفعل ب «إذا». فإن وقع بعد «إذا» اسم مرفوع فبإضمار فعل ارتفع لأن «إذا» فيها معنى الشرط ، وهى لما يستقبل ، والشرط لا يكون إلا لمستقبل فى اللفظ وفى المعنى ، والشرط لا يكون إلا بفعل ، فهى بالفعل أولى ، فلذلك وليها الفعل مضمرا أو مظهرا ، وليست «إذ» كذلك ، لا معنى للشرط فيها ، إذ هى لما مضى ، والشرط لا يكون لما مضى.

(1/1703)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 387
18 - وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ «يطاع» : نعت ل «شفيع» ، وهو فى موضع رفع على موضع «شفيع» ، لأنه مرفوع فى المعنى ، و«من» :
زائدة للتأكيد ، والمعنى : ما للظالمين حميم ولا شفيع مطاع.
21 - أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ...
«فينظروا» : فى موضع نصب ، على جواب الاستفهام.
وإن شئت : فى موضع جزم ، على العطف على «يسيروا».
«كيف كان عاقبة» : كيف ، خبر «كان» ، و«عاقبة» : اسمها ، وفى «كان» ضمير يعود على «العاقبة» ، كما تقول : أين زيد؟ وكيف عمرو؟ ففى «أين» و«كيف» ضميران يعودان على المبتدأ ، أو هما خبران.
ويجوز أن يكون «كان» ، بمعنى : حدث ، فلا تحتاج إلى خبر ، فيكون «كيف» ، ظرف ملغى لا ضمير فيه.
وكذلك «الذين كانوا من قبلهم» فيه الوجهان.
وكذلك «كانوا هم أشد منهم» ، فيه الوجهان ، و«أشد» ، إذا جعلت «كان» ، بمعنى : حدث ، حالا مقدرة.
28 - وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ...
«و إن يك كاذبا» : إنما حذفت النون من «يك» ، على قول سيبويه ، لكثرة الاستعمال.
وقال المبرد : لأنها أشبهت نون الإعراب ، فى قوله : تدخلين ، ويدخلان.
31 - مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ ...
«مثل دأب» : بدل من «مثل» الأول ، الآية : 30.

(1/1704)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 388
33 - يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ...
«يوم» : بدل من «يوم» الأول ، الآية : 30.
35 - الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ ...
«الذين» : فى موضع نصب على البدل من «من» الآية : 34 ، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ ، أي : هم الذين.
46 - النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ «النار» : بدل من «سوء العذاب» الآية : 45 ، أو على إضمار مبتدأ ، أو على الابتداء ، و«يعرضون» : الخبر.
و يجوز فى الكلام النصب على إضمار فعل تقديره : يأتون النار يعرضون عليها.
ويجوز الخفض على البدل من «العذاب».
«و يوم تقوم الساعة أدخلوا» : يوم ، نصب ب «أدخلوا» ، ومن قطع ألف «أدخلوا» وكسر الخاء نصب «آل فرعون» ب «أدخلوا» ، ومن قرأه بوصل الألف وضم الخاء نصب «آل فرعون» على النداء المضاف.
47 - وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً ...
«تبعا» : مصدر فى موضع خبر «كان» ، ولذلك لم يجمع.
48 - قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ «إنا كل فيها» : ابتداء وخبر «إن».
وأجاز الكسائي والفراء نصب «كل» ، على النعت للمضمر ، ولا يجوز ذلك عند البصريين ، لأن المضمر لا ينعت ، ولأن «كلا» نكرة فى اللفظ ، والمضمر معرفة ، وجاء قولهما أنه تأكيد للمضمر ، والكوفيون يسمون التأكيد نعتا ، و«كل» ، وإن كان لفظه نكرة ، فهو معرفة عند سيبويه ، على تقدير الإضافة والحذف.
ولا يجوز البدل ، لأن المخبر عن نفسه لا يبدل منه غيره.

(1/1705)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 389
54 - هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ «هدى» : فى موضع نصب على الحال ، و«ذكرى» : عطف عليه.
55 - فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ «و الأبكار» : من فتح الهمزة ، فهو جمع : بكرة.
56 - إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ «ما هم ببالغيه» : الهاء ، تعود على ما يريدون أي : ما هم ببالغي إرادتهم فيه.
وقيل : الهاء ، تعود على «الكبر».
71 - إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ «يسحبون» : حال من الهاء والميم فى «أعناقهم».
وقيل : هو مرفوع على الاستئناف.
وروى عن ابن عباس أنه قرأ : «و السلاسل» ، بالنصب : و«يسحبون» ، بفتح الياء نصب «السلاسل» ب «يسحبون».
وقد قرىء : «و السلاسل» ، بالخفض ، على العطف على «الأعناق» ، وهو غلط ، لأنه يصير الأغلال فى الأعناق وفى السلاسل ، ولا معنى للغل فى السلسلة.
وقيل : هو معطوف على «الحميم» ، وهو أيضا لا يجوز لأن المعطوف المخفوض لا يتقدم على المعطوف عليه لا يجوز : مررت وزيد بعمرو ، ويجوز فى المرفوع ، تقول : قام وزيد عمرو ، ويبعد فى المنصوب ، لا يحسن :
رأيت وزيد عمرا ، ولم يجزه أحد فى المخفوض.
75 - ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ «ذلكم» : ابتداء ، والخبر محذوف تقديره : ذلكم العذاب مفرحكم فى الدنيا بالمعاصي وهو معنى قوله «بغير الحق».

(1/1706)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 390
81 - يُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ
«أي» : نصب ب «تنكرون» ، ولو كان مع الفعل «ها» لكان الاختيار الرفع فى «أي» ، بخلاف ألف الاستفهام ، تدخل على الاسم وبعدها فعل واقع على ضمير الاسم ، هذا يختار فيه النصب ، نحو قولك : أزيدا ضربته؟ هذا مذهب سيبويه ، فرق بين «أي» وبين الألف.
- 41 - سورة فصلت «حم السجدة»
2 ، 3 - تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ «تنزيل» : رفع بالابتداء ، و«من الرحمن» : نعته ، و«كتاب» : خبره.
وقال الفراء : رفعه على إضمار «هذا».
«قرآنا عربيا» : حال. وقيل : نصبه على المدح.
ولم يجز الكسائي والفراء نصبه على الحال ، ولكن انتصب عندهما ب «فصلت» أي : فصلت آياته كذلك.
وأجازا فى الكلام الرفع على النعت ل «كتاب».
4 - بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ «بشيرا ونذيرا» : حالان من «كتاب» ، لأنه نعت ، والعامل فى الحال معنى التنبيه المضمر ، أو معنى الإشارة إذا قدرته : هذا كتاب فصلت آياته.
6 - قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ «أنما» : فى موضع رفع ب «يوحى».
10 - وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ «سواء» : نصب على المصدر ، بمعنى : استواء أي : استوت استواء.

(1/1707)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 391
و من رفعه ، فعلى الابتداء ، و«للسائلين» : الخبر بمعنى : مستويات لمن سأل ، فقال : فى كم خلقت؟
و قيل : لمن سأل بجميع الخلق ، لأنهم يسألون القوت وغيره من عند اللّه جل ذكره.
ومن خفضه جعله نعتا ل «أيام» ، أو ل «أربعة».
والقراء المشهورون على النصب لا غير.
11 - ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ «أتينا طائعين» : إنما أخبر عن السموات والأرضين بالياء والنون ، عند الكسائي ، لأن معناه : آتينا بمن معنا طائعين ، فأخبر عمن يعقل بالياء والنون ، وهو الأصل.
وقيل : لما أخبر عنها بالقول ، الذي هو لمن يعقل ، أخبر عنها خبر من يعقل بالياء والنون.
12 - فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها ...
«سبع» : بدل من الهاء والنون أي : فقضى سبع سموات ، و«السماء» : تذكر على معنى السقف ، وتؤنث أيضا. والقرآن أتى على التأنيث ، فقال : سبع سموات ، ولو أتى على المذكر لقال : سبعة سموات.
17 - وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى ...
«
ثمود» : رفع بالابتداء ، ولم ينصرف ، لأنه معرفة ، اسم القبيلة.
وقد قرأه الأعمش وعاصم بالنصب وترك الصرف ، ونصب على إضمار فعل يفسره تقديره : «فهديناهم» ، لأن «أما» : فيها معنى الشرط ، فهى بالفعل أولى ، والنصب عنده أقوى والرفع حسن ، وهو الاختيار عند سيبويه وتقدير النصب : مهما يكن من شىء فهدينا ثمود هديناهم.
19 - وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ العامل فى «يوم» فعل دل عليه «يوزعون» تقديره : ويساق الناس يوم يحشر ، أو : اذكر يوم يحشر ولا يعمل فيه «يحشر» ، لأن «يوما» مضاف إليه ، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف.
22 - وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ ...
«أن» : فى موضع نصب على حذف الخافض تقديره : عن أن يشهد ، ومن أن يشهد.

(1/1708)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 392
23 - وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ «ذلكم ظنكم» : ابتداء وخبر ، و«أرادكم» : خبر ثان.
وقيل : «ظنكم» : بدل من «ذلكم» ، و«أرادكم» : الخبر.
وقال الفراء : «أرادكم» : حال ، والماضي لا يحسن أن يكون حالا عند البصريين إلا على إضمار «قد».
28 - ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ ...
«ذلك» : مبتدأ ، و«جزاء» : خبره ، و«النار» : بدل من «جزاء».
وقيل : ارتفعت «النار» على إضمار مبتدأ ، وتكون الجملة فى موضع البيان للجملة الأولى.
32 - نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ «نزلا» : مصدر ، وقيل : هو فى موضع الحال.
39 - وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ...
«و من آياته أنك» : أن ، رفع بالابتداء ، والمجرور قبلها خبره.
وقيل : «أن» : رفع بالاستقرار ، وجاز الابتداء ، بالمفتوحة لتقدم المخفوض عليها.
«خاشعة» : نصب على الحال من «الأرض» ، لأن «ترى» من رؤية العين.
«
و ربت» : حذفت لام الفعل لسكونها وسكون تاء التأنيث ، وهو من : ربا يربو ، إذا زاد ، ومنه :
الربا فى الدين المحرم.
وقرأ أبو جعفر : «و ربأت» ، بالهمز ، من : الربيئة ، وهو الارتفاع فمعناه : ارتفعت ، يقال : ربأ يربأ ، وربؤ يربؤ ، إذا ارتفع.
41 - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ «إن الذين كفروا بالذكر» : خبر «إن» : «أولئك ينادون» الآية : 45 وقيل : الخبر محذوف ، تقديره : إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم خسروا ، أو هلكوا ، ونحوه.

(1/1709)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 393
43 - ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ ...
«إلا ما قد قيل للرسل» : ما ، والفعل : مصدر فى موضع رفع ، مفعول لم يسم فاعله ل «يقال» ، لأن الفعل يتعدى إلى المصدر ، فيقام المصدر مقام الفاعل ، فإن كان لا يتعدى إلى مفعول فهو يتعدى إلى المصدر والظرف.
44 - وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ ...
«و الذين لا يؤمنون فى آذانهم وقر» : الذين ، رفع بالابتداء ، وما بعده خبر ، و«وقر» : مبتدأ ، وفى «آذانهم» : الخبر ، و«لا يؤمنون» : صلة «الذين».
45 - وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ «كلمة» : رفعت بالابتداء ، والخبر محذوف لا يظهر ، عند سيبويه.
47 - إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها ...
«أكمامها» : هو : جمع كم.
ومن قال : أكمة ، جعله : جمع كمام.
53 - سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ الهاء فى «أنه» : للّه وقيل : للقرآن وقيل : للنبى صلى اللّه عليه وسلم ، و«أن» : فى موضع رفع ب «يتبين» ، لأنه فاعل.
«أو لم يكف بربك أنه» : بربك ، فى موضع رفع ، لأنه فاعل «كفى» ، و«أنه» : بدل من «ربك» على الموضع ، فهى فى موضع رفع ، أو تكون فى موضع خفض على البدل من اللفظ ، وقيل : هى فى موضع نصب على حذف اللام أي : لأنه على كل شىء شهيد.

(1/1710)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 394
- 42 - سورة الشورى (حم عسق)
3 - كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «الكاف» : فى موضع نصب ، نعت لمصدر محذوف تقديره : وحيا مثل ذلك يوحى اللّه إليك والتقدير فيه التأخير بعده «يوحى» ، واسم «اللّه» : فاعل.
ومن قرأ «يوحى» ، على ما لم يسم فاعله ، فالاسم مرفوع بالابتداء. أو على إضمار مبتدأ ، أو بإضمار فعل ، كأنه قال : بوحيه اللّه ، واللّه يوحيه ، أو : هو اللّه.
ويجوز أن يكون «العزيز الحكيم» خبران عن «اللّه» جل ذكره.
ويجوز أن يكون نعتا ، ولَهُ ما فِي السَّماواتِ - الآية : 4» : الخبر.
7 - وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ «فريق فى الجنة» : ابتداء وخبر وكذلك : «و فريق فى السعير».
وأجاز الكسائي والفراء النصب فى الكلام ، فى «فريق» ، على معنى : وينذر فريقا فى الجنة وفريقا فى السعير يوم الجمع.
11 - فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ «فاطر السموات» : نعت «للّه» جل ذكره ، أو على إضمار مبتدأ أي : هو فاطر.
وأجاز الكسائي «فاطر» ، بالنصب ، على النداء.
وقال غيره : على المدح.
ويجوز فى الكلام الخفض ، على البدل من «الهاء» فى «عليه» ، الآية : 10.
«ليس كمثله شى ء» : الكاف ، حرف ، و«شى ء» : اسم «ليس» ، و«كمثله» : الخبر.

(1/1711)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 395
13 - شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ...
«أن أقيموا» : أن ، فى موضع نصب على البدل من «ما» ، فى قوله «ما وصى» ، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ أي : هو أن أقيموا الدين.
ويجوز أن يكون فى موضع خفض على البدل من «الهاء» فى «به» الأول ، أو الثاني.
14 - وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ...
«بغيا» : مفعول من أجله.
16 - وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ...
«له» : الهاء ، للّه عز وجل ، وقيل : للنبى عليه السلام.
«حجتهم» : رفع على البدل من «الذين» وهو بدل الاشتمال ، و«داحضة» : الخبر.
وقيل : هى رفع بالابتداء ، و«داحضة» : الخبر ، والجملة : خبر «الذين».
17 - اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ «لعل الساعة قريب» : إنما ذكّر ، لأن التقدير : لعل وقت الساعة قريب ، أو قيام الساعة قريب ، ونحوه.
وقيل : ذكّر على النسب أي : ذات قرب.
وقيل : ذكّر ، للفرق بينه وبين قرابة النسب.
وقيل : ذكّر ، لأن التأنيث غير حقيقى.
و قيل : ذكّر ، لأنه حمل على المعنى ، لأن الساعة بمعنى البعث والحشر.
22 - تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا ...
«مشفقين» : نصب على الحال ، لأن «ترى» من رؤية العين.
23 - ... قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ «إلا المودة» : استثناء ليس من الأول.

(1/1712)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 396
26 - وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ «الذين» : فى موضع نصب ، لأن المعنى : ويستجيب للّه الذين آمنوا.
وقيل : هو على حذف «اللام» أي : يستجيب اللّه للذين آمنوا إذا دعوا.
30 - وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ «فبما» : من قرأ بالفاء جعلها جواب الشرط لأن «ما» للشرط.
ومن قرأ بغير «فاء» ، فعلى حذف «الفاء» وإرادتها ، وحسن ذلك لأن «ما» لم تعمل فى اللفظ شيئا ، لأنها دخلت على لفظ الماضي.
وقيل : بل جعل «ما» بمعنى : «الذي» ، فاستغنى عن «الفاء» ، لكنه جعله مخفوضا.
وإذا كانت «ما» للشرط كان عاما فى كل مصيبة ، فهو أولى وأقوى فى المعنى ، وقد قال اللّه تعالى «إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ» 62 : 141 ، فلم تأت «الفاء» فى الجواب.
35 - وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ من نصبه فعلى إضمار «أن» : لأنه مصروف عن العطف على ما قبله ، لأن الذي قبله شرط وجزاء ، وذلك غير واجب ، فصرفه عن العطف على اللفظ وعطفه على مصدر الفعل الذي قبله ، والمصدر اسم ، فلم يمكن عطف فعل على اسم ، فأصمر «أن» ليكون مع الفعل مصدرا ، فيعطف حينئذ مصدرا على مصدر فلما أضمر «أن» نصب بها الفعل.
فأما من رفعه فإنه على الاستئناف ، لما لم يحسن العطف على اللفظ الذي قبله.
38 - وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ «الذين» : فى موضع خفض ، على «للذين آمنوا» الآية : 36.
43 - وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ «و لمن صبر» : ابتداء ، والخبر : إن ذلك لمن عزم الأمور ، والعائد محذوف والتقدير : إن ذلك لمن عزم الأمور منه ، أو : له.

(1/1713)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 397
44 - وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ «هل إلى مرد» : هل ، فى موضع نصب على الحال من «الظالمين» ، لأن «ترى» من رؤية العين.
وكذلك : يعرضون ، و«خاشعين» ، و«ينظرون» الآية : 45 ، كلها أحوال من «الظالمين».
51 - وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ «أن يكلمه» : أن ، فى موضع رفع ، لأنه اسم «كان» ، و«لبشر» : الخبر.
«إلا وحيا» : مصدر فى موضع الحال ، من اسم اللّه جل ذكره.
«أو يرسل رسولا فيوحى» : من نصبهما عطفهما على موضع الحال من اسم اللّه جل ذكره ، أو عطفهما على معنى قوله «إلا وحيا» ، لأنه بمعنى : إلا أن يوحى ، ولا يجوز العطف على «أن يكلمه» ، لأنه يلزم منه نفى الرسل ، أو نفى المرسل إليهم وذلك لا يجوز.
ومن رفعه ، فعلى الابتداء ، كأنه قال : أو هو يرسل.
ويجوز أن يكون حالا عطفه على «إلا وحيا» ، على قول من جعله فى موضع الحال.
52 - وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ «ما كنت تدرى ما الكتاب» : ما ، الأولى : نفى والثانية : رفع بالابتداء ، لأنها استفهام ، و«الكتاب» :
الخبر ، والجملة فى موضع نصب ب «تدرى».
«و لكن جعلناه» : الهاء : ل «الكتاب» وقيل : للإيمان وقيل : للتنزيل.
- 43 - سورة الزخرف
5 - أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ «صفحا» : نصب على المصدر ، لأن معنى «أ فنضرب» : أفنصفح.

(1/1714)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 398
و قيل : هو حال ، بمعنى : صافحين.
«أن كنتم» : من فتح «أن» جعلها مفعولا من أجله ومن كسر جعلها للشرط وما قبل «أن» جواب لها ، لأنها لم تعمل فى اللفظ.
6 - وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ «كم» : فى موضع نصب ب «أرسلنا».
8 - فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ «بطشا» : نصب على البيان.
12 - وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ «الأزواج» ب : جمع : زوج ، وكان حقه أن يجمع على «أفعل» ، إلا أن «الواو» تستثقل فيها الضمة ، فرد إلى جمع «فعل» ، كما رد «فعل» إلى جمع «أفعل» فى قولهم : زمن ، وأزمن.
17 - وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ «وجهه» : اسم «ظل» ، و«مسودا» : خبره.
ويجوز أن يكون فى «ظل» ضمير ، هو اسمها ، يعود على «أحد» ، و«وجهه» : بدل من الضمير ، و«مسودا» :
خبر «ظل».
ويجوز فى الكلام رفع «وجهه» على الابتداء ، ورفع «مسودا» على خبره والجملة : خبر «ظل» ، وفى «ظل» : اسمها.
«و هو كظيم» : ابتداء وخبر ، فى موضع الحال.
18 - أَوَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ «أو من ينشأ» : من ، فى موضع نصب بإضمار فعل كأنه قال : أجعلتم من ينشأ.
وقال الفراء : هو فى موضع رفع على الابتداء ، والخبر محذوف.
33 - وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ «البيوت» : بدل من «من» ، باعادة الخافض ، وهو بدل الاشتمال من جهة الفعل.

(1/1715)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 399
35 - وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ «إن كل ذلك لما» : فى قراءة من خفف «لما» : أن ، مخففة من الثقيلة ، عند البصريين واسمها : «كل».
لكن لما خففت ونقص وزنها عن الفعل ارتفع ما بعدها بالابتداء على أصله.
ويجوز فى الكلام نصب «كل» ب «أن». وإن نقصت ، كما يعمل الفعل وهو ناقص فى«لم يك» 8 : 53 ويجوز أن يكون اسم «إن» مضمرا : «هاء» محذوفة ، و«كل» : رفعا بالابتداء ، وما بعده الخبر والجملة خبر «إن» ، وفيه فتح لتأخر اللام فى الخبر ، واللام : لام تأكيد ، و«إن» ، عند الكوفيين ، بمعنى : ما.
«و لما» : بمعنى : إلا ، فى قراءة من شدد ، ومن خفف ، ف «ما» ، عندهم : زائدة ، واللام : داخلة على «متاع».
وقيل : «ما» : نكرة ، و«متاع» : بدل من «ما».
51 - وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ «مصر» : لم تنصرف لأنه مذكر ، سمى به مؤنث ، ولأنه معرفة.
57 - وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ «مريم» : لم ينصرف ، لأنه اسم أعجمى ، وهو معرفة.
وقيل : هو معرفة مؤنث ، فلم ينصرف.
و قيل : هو عربى ، من : رام ، فهو «مفعل» ، لكن أتى على الأصل ، بمنزلة : استحوذ ، وكان حقه لو جرى على الاعتلال أن يقال : مرام ، كما يقال «مفعل» من «رام» : مرام ومن «كان» : مكان.
61 - وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ «و أنه» : الهاء ، لعيسى عليه السلام.
وقيل : للقرآن أي لا كتاب بعده.
81 - قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ «إن» بمعنى : ما ، والكلام على ظاهره منفى ، و«العابدين» : من العباد.

(1/1716)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 400
و قيل : «إن» للشرط ، ومعنى «العابدين» : الجاحدين لقولهم : إن له ولدا.
وقيل : «إن» : للشرط ، و«العابدين» على بابه ، والمعنى : فأنا أول من عبده ، على أنه لا ولد له.
وقيل : «العابدين» ، بمعنى : الجاحدين أن يكون له ولد.
88 - وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ «و قيله» : من نصبه عطفه على قوله «سرهم» و«نجواهم» الآية : 81 أي : يسمع سرهم ونجواهم ويسمع قيله.
وقيل : هو معطوف على مفعول «يعلمون» الآية : 86 ، المحذوف ، كأنه قال : وهم يعلمون ذلك وقيله.
وقيل : هو معطوف على مفعول «يكتبون - الآية : 80» المحذوف تقديره : رسلنا يكتبون ذلك وقيله أي :
و يكتبون قيله.
وقيل : هو معطوف على معنى : «و عنده علم الساعة» الآية : 85 لأن معناه : ويعلم الساعة ، وكأنه قال :
و يعلم الساعة ويعلم قيله.
وقيل : هو منصوب على المصدر أي : ويقول قيله.
ومن قرأه بالخفض عطفه على «الساعة» الآية : 58 ، والتقدير : وعنده علم الساعة وعلم قيله.
وقرأه مجاهد والأعرج بالرفع على الابتداء ، والخبر محذوف تقديره : وقيله قيل يا رب وقيل : تقديره :
و قيله يا رب مسموع ، أو : متقبل.
والقول ، والقال ، والقيل : بمعنى واحد. و«الهاء» فى «قيله» : تعود على عيسى وقيل : على محمد صلى اللّه عليه وسلم.
«
يا رب» : قرأ أبو قلابة : يا رب ، بالنصب تقديره : أنه أبدل من الياء ألفا ، وحذفها لدلالة الفتحة عليها ولخفة الألف.
89 - فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ «و قل سلام» : هو خبر ابتداء محذوف تقديره : وقل أمرى سلام إلى مسالمة منكم ، لم يؤمروا بالسلام عليهم ، إنما أمروا بالتبري منهم ومن دينهم ، وهذا كان قبل أن يؤمر بالقتال ، لأن السورة مكية ، ثم نسخ بالأمر بالقتال.

(1/1717)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 401
و قال الفراء : معناه : وقل سلام عليكم.
وهذا مردود ، لأن النهى قد أتى ألا يبتدئوا بالسلام.
- 44 - سورة الدخان
5 - أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ «أمرا» : نصبه ، عند الأخفش ، على الحال بمعنى : آمرين.
وقال المبرد : هو فى موضع المصدر ، كأنه قال : إنا أنزلناه إنزالا.
وقال الجرمي : هو حال من نكرة ، وهو : «أمر حكيم» الآية : 4 ، وحسن ذلك لما وصفت النكرة ، وأجاز : هذا رجل مقبلا.
وقال الزجاج : هو مصدر كأنه ، قال : يفرق فرقا ، فهو بمعناه.
وقيل : «يفرق» الآية : 4 ، بمعنى : يؤمر ، فهو أيضا مصدر عمل فيه ما قبله.
6 - رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ «رحمة» ، قال الأخفش : نصب على الحال.
وقال الفراء : هو مفعول ب «مرسلين» الآية : 5 ، وجعل «الرحمة» : النبي - صلى اللّه عليه وسلم - .
وقال الزجاج : «رحمة» : مفعول من أجله أي : للرحمة ، وحذف مفعول «مرسلين».
وقيل : هى بدل من «أمر».
وقيل : هى نصب على المصدر.
7 - رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ «رب السموات» : من رفعه جعله بدلا من «ربك» الآية : 6.
13 - أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ «أنى لهم الذكرى» : الذكرى ، رفع بالابتداء ، و«أنى لهم» : الخبر.
15 - إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ «قليلا» : نعت لمصدر محذوف ، أو لظرف محذوف تقديره : كشفا قليلا أو : وقتا قليلا.

(1/1718)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 402
16 - يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ «يوم» : نصب بإضمار فعل تقديره : واذكر يا محمد يوم نبطش.
18 - أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ «أن» : فى موضع نصب على حذف حرف الجر أي : بأن أدوا.
«عباد اللّه» : نصب ب «أدوا».
وقيل : هو نداء مضاف ، ومفعول «أدوا» ، إذا نصبت «عباد اللّه» على النداء : محذوف أي : أدوا إلى أمركم يا عباد اللّه.
19 - وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ «أن» : عطف على «أن» الأولى ، الآية : 18 ، فى موضع نصب.
20 - وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ «أن ترجمون» : أن ، فى موضع نصب على حذف الجار أي : من أن ترجمون أي : تشتمون.
22 - فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ «أن هؤلاء» : أن ، فى موضع نصب ب «دعا» ، ومن كسر فعلى إضمار ، القول أي : فقال إن هؤلاء.
24 - وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ «رهوا» : حال ، معناه : ساكن حتى يخلصوا فيه ولا ينفروا عنه ، يقال : عيش راه أي :
ساكن وادع.
وقيل : الرهو : المتفرق أي : اتركه على حاله متفرقا طويلا طريقا حتى يخطوا فيه.
25 - كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ «كم» : فى موضع نصب ب «تركوا».
28 - كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ الكاف ، فى موضع رفع ، خبر ابتداء مضمر تقديره : الأمر كذلك.

(1/1719)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 403
و قيل : هى موضع نصب ، على تقدير : يفعل فعلا كذلك بمن يريد هلاكه.
35 - إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ «إلا موتتنا» : رفعت على خبر «ما» ، لأن «إن» بمعنى : ما والتقدير : ما هى إلا موتتنا.
37 - أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ «الذين» : فى موضع رفع على العطف على «قوم تبع» ، أو على الابتداء ، وما بعدهم الخبر أو فى موضع نصب على إضمار فعل دل عليه : «أهلكناهم».
40 - إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ «يوم» : اسم «إن» ، وخبرها : «ميقاتهم».
وأجاز الكسائي ، والفراء نصب «ميقاتهم» ب «أن» ، يجعلان «يوم الفصل» ظرفا فى موضع خبر «إن» أي : إن ميقاتهم فى يوم الفصل.
41 - يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ «يوم» : هو بدل من «يوم» الأول ، الآية : 40 42 - إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ «من» : فى موضع رفع ، على البدل من المضمر فى «ينصرون» الآية : 41 تقديره : ولا ينصر إلا من رحم اللّه.
وقيل : هى رفع على الابتداء والتقدير : إلا من رحم اللّه فيعفى عنه.
وقيل : هو بدل من «مولى» الأول ، الآية : 41 تقديره : يوم لا يغنى إلا من رحم اللّه.
وقال الكسائي والفراء : فى موضع نصب ، على الاستثناء المنقطع.
49 - ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ «إنك» : من قرأه بكسر «إن» جعلها مبتدأ بها ، يراد به : إنك كنت تقول هذا لنفسك فى الدنيا ويقال لك وهو أبو جهل.

(1/1720)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 404
و قيل : معناه - فى الكسر - : التعريض به ، بمعنى : أنت الذليل المهان الساعة بخلاف ما كنت تقول ويقال لك فى الدنيا.
ومن فتح ، فعلى تقدير حذف حرف الجر أي : لأنك - أو : بأنك - أنت الذي كان يقال لك ذلك فى الدنيا وتقول لنفسك.
وروى أنه كان يقول : أنا أعز أهل الوادي وأمنعهم ، فالكسر يدل على ذلك.
53 - يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ «متقابلين» : حال من المضمر فى «يلبسون».
54 - كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ «كذلك» : الكاف ، فى موضع رفع أي : الأمر كذلك.
و قيل : فى موضع نصب : نعت لمصدر محذوف تقديره : يفعل بالمتقين فعلا كذلك.
55 - يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ «يدعون» : حال من الهاء والميم فى «و زوجناهم» الآية : 54 وكذلك : «آمنين».
56 - لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ «لا يذوقون» : حال من الهاء والميم فى «و زوجناهم» الآية : 54.
«إلا الموتة» : استثناء منقطع.
وقيل : «إلا» ، بمعنى : بعد.
وقيل : بمعنى ، سوى والأول أحسن.
57 - فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «فضلا من ربك» : مصدر عمل فيه «يدعون فيها» الآية : 55.
وقيل : العامل «وقاهم» الآية : 56.
وقيل : العامل «آمنين» الآية : 55.

(1/1721)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 405
- 45 - سورة الجاثية
4 ، 5 - وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ «آيات» : من قرأه «آيات» فى الموضعين بكسر التاء ، عطفه على لفظ اسم «إن» ، فى قوله «إن فى السموات والأرض لآيات» الآية : 3 ، ويقدر حذف «فى» من قوله «و اختلاف الليل» أي : فى اختلاف الليل ، فيحذف «فى» لتقدم ذكرها فى «إن فى السموات والأرض» ، وفى قوله «و فى خلقكم» ، فلما تقدمت مرتين حذفها مع الثالث لتقدم ذكرها فبهذا يصح النصب فى «آيات» الأخيرة.
وإن لم يقدر هذا الحذف كنت قد عطفت على عاملين مختلفين ، وذلك لا يجوز عند البصريين ، والعاملان هما :
«إن» الناصبة ، و«فى» الخافضة فتعطف الواو على عاملين مختلفى الإعراب : ناصب وخافض فإذا قدرت حذف «فى» لتقدم ذكرها لم يبق إلا أن تعطف على واحد وذلك حسن.
وقد جعله بعض الكوفيين من باب العطف ، على عاملين : ولم يقدر حذف «فى» ، وذلك بعيد.
و حذف حرف الجر ، إذ تقدم ذكره ، جائز ، وعلى ذلك أجاز سيبويه : مررت برجل صالح إلا صالح ، ف «صالح» يريد : إلا بصالح ، ثم حذف الباء لتقدم ذكرها.
وقيل : إن قوله تعالى «و اختلاف الليل» معطوف على «السموات» ، و«آيات» نصبت على التكرير ، لما طال الكلام فهى الأولى ، لكن كررت فيهما لما طال الكلام ، كما تقول : ما زيد قائما ولا جالسا زيد ، فنصبت «جالسا» على أن «زيد» الآخر هو الأول ، ولكن أظهرته للتأكيد ، ولو كان الآخر غير الأول لم يجز نصب «جالس» ، لأن خبر «ما» لا يتقدم على اسمها فهى بخلاف «ليس» ، فكذلك «الآيات» الأخيرة هى الأولى ، لكن أظهرت لما طال الكلام للتأكيد ، فلا يلزم فى ذلك عطف على عاملين.
فأما من رفع «آيات» فى الموضعين ، فإنه عطف ذلك على موضع «إن» وما عملت فيه ، وموضع «إن» وما عملت فيه رفع على الابتداء ، لأنها لا تدخل إلا على مبتدأ أو خبره ، فرفع وعطف على الموضعين قبل دخول

(1/1722)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 406
«إن» ، ولا يدخله أيضا العطف على عاملين ، على الابتداء والمخفوض ، وقد منع البصريون : زيد فى الدار والحجرة عمرو ، بخفض «الحجرة».
ويجوز أن يكون إنما رفع على القطع والاستئناف ، يعطف جملة على جملة.
ومذهب الأخفش أن يرفع «الآيات» على الاستقرار ، وهو الظرف ، فلا يدخله عطف على عاملين.
8 - يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ «مستكبرا» : حال من المضمر المرفوع فى «يصر» ، أو من المضمر فى «مستكبرا» تقديره : ثم يصر على الكفر بآيات اللّه فى حال تكبره ، وحال إصراره ، وإن فنيت قدرته ، ثم يصر مستكبرا مشبها من لم لا يسمعها تشبيها بمن فى أذنيه وقر.
14 - قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ «يغفروا» : مجزوم ، محمول على المعنى ، لأن المعنى : قل لهم اغفروا يغفروا.
21 - أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ
«سواء محياهم ومماتهم» : سواء ، خبر لما بعده ، و«محياهم» : مبتدأ ، أي : محياهم ومماتهم سواء أي :
مستوفى البعد عن رحمة اللّه. والضميران فى «محياهم ومماتهم» للكفار ، فلا يحسن أن تكون الجملة فى موضع الحال من «الذين آمنوا» ، إذ لا عائد يعود عليهم من حالهم.
ويبعد عند سيبويه رفع «محياهم» ب «سواء» ، لأنه ليس باسم فاعل ، ولا مشبه باسم الفاعل ، إنما هو مصدر.
فأما من نصبه ب «سواء» ، فإنه جعله حالا من الهاء والميم فى «نجعلهم» ، وبرفع «محياهم ومماتهم» ، لأنه بمعنى : مستو ، ويكون المفعول الثاني ل «نجعل» الكاف ، فى «كالذين» ، ويكون الضميران فى «محياهم ومماتهم» يعودان على الكفار والمؤمنين وفيها نظر.
«ساء ما يحكمون» : إن جعلت «ما» معرفة ، كانت فى موضع رفع ، فاعل ، فإن جعلتها نكرة كانت فى موضع نصب على البيان ب «ساء».

(1/1723)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 407
22 - وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ «بالحق» ب : فى موضع الحال ، وليست «الباء» للتعدية.
23 - أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ «فمن يهديه» : من : استفهام ، ومعناه : رفع بالابتداء ، وما بعدها خبرها.
25 - وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ «أن» : فى موضع رفع ، اسم «كان» ، و«حجتهم» : الخبر.
ويجوز رفع «حجتهم» ، ويجعل «أن» فى موضع نصب على خبر «كان».
27 - ... وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ «يوم» ، الأول : منصوب ب «يخسر» ، و«يومئذ» تكرير للتأكيد.
29 - هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ ...
«ينطق عليكم» : فى موضع الحال من «الكتاب» ، أو من «هذا».
ويجوز أن يكون خبرا ثانيا ل «هذا».
ويجوز أن يكون «كتابنا» بدل من «هذا» ، و«ينطق» : الخبر.
32 - وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ «الساعة» : رفع على الابتداء ، أو على العطف ، أو على موضع «إن» وما عملت فيه ومن نصب «الساعة» عطفها على «وعد».
«إن نظن إلا ظنا» : تقديره ، عند المبرد : إن نحن إلا نظن ظنا.

(1/1724)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 408
و قيل : المعنى : إن نظن إلا أنكم تظنون ظنا ، وإنما احتيج إلى هذا التقدير ، لأن المصدر فائدته كفائدة الفعل ، ولو جرى الكلام على غير حذف لصار تقديره : إن نظن إلا نظن ، وهذا كلام ناقص.
- 46 - سورة الأحقاف
5 - وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ «من» الأولى : رفع بالابتداء ، فهى استفهام وما بعدها خبرها. و«من» الثانية : فى موضع نصب ب «يدعو» ، وهى بمعنى : الذي ، وما بعدها صلتها.
8 - أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ «كفى به شهيدا» : شهيدا ، نصب على الحال ، أو على البيان ، و«به» : الفاعل. و«الباء» :
زائدة للتوكيد.
12 - وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ «إماما ورحمة» : حالان من «الكتاب».
«لسانا عربيا» : حالان من المضمر المرفوع فى «مصدق» ، أو من «الكتاب» ، لأنه قد نعت ب «مصدق» فقرب من المعرفة أو من «هذا» ، والعامل فى الحال الإشارة والتنبيه.
وقيل : إن «عربيا» هو الحال ، و«لسانا» : توطئة للحال.
و«بشرى» : فى موضع رفع عطف على «كتاب».
وقيل : هو فى موضع نصب على المصدر.

(1/1725)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 409
15 - وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ «حسنا» : فعل ، وليس بفعلى ، لأن «فعلى» لا ينصرف فى معرفة ولا نكرة ، ثم إن «فعلى» أيضا فى مثل هذا الموضع لا يستعمل إلا بالألف واللام ، والنصب فيه على أنه قام مقام مضاف محذوف تقديره : ووصينا الإنسان بوالديه أمرا ذا حسن ، فحذف الموصوف وقامت الصفة مقامه ، وذلك مثل قوله تعالى : «أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ» 34 : 11 ، ثم حذف المضاف وهو «ذا» وأقام المضاف إليه وهو «حسن» مقامه.
ومن قرأه «إحسانا» ، فهو نصب على المصدر وتقديره : ووصينا الإنسان بوالديه أن يحسن إليهما إحسانا.
وقرأ عيسى بن عمر «حسنا» ، بفتحتين تقديره : فعلا حسنا.
«ثلاثون شهرا» : أصل «ثلاثين» أن تنصب لأنه ظرف ، لكن فى الكلام حذف ظرف مضاف تقديره :
و أمد حمله وفصاله ثلاثون شهرا ، فأخبرت بظرف عن ظرف ، وحق الكلام أن يكون الابتداء هو الخبر فى المعنى ، ولو لا هذا الإضمار لنصبت «ثلاثين» على الظرف ، ولو فعلت ذلك لانقلب المعنى ولتغير ولصارت الوصية فى ثلاثين شهرا ، كما يقول : كلمته ثلاثين شهرا أي : كلمته فى هذه المدة ، فيتغير المعنى بذلك ، فلم يكن بد من إضمار ظرف ليصح المعنى الذي قصد إليه ، لأنه تعالى إنما أراد تبيين كم أمد الحمل والفصال عن الرضاع ودلت هذه على أن أقل الحمل ستة أشهر ، لأنه تعالى قد بين فى هذا الموضع أن أمد الرضاع سنتان ، وهى هاهنا أن أمد الرضاع والحمل ثلاثون شهرا ، فإذا أسقطت سنتين من ثلاثين شهرا بقي أمد الحمل ستة أشهر.
17 - وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ «ويلك» : نصب على المصدر.

(1/1726)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 410
و يجوز رفعه على الابتداء ، والخبر محذوف.
وهذه المصادر ، التي لا أفعال لها ، الاختيار فيها إذا أضيفت النصب ، ويجوز الرفع ، ولذلك أجمع القراء على النصب فى قوله «وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا» 20 : 61 ، وشبهه كثير ، ويجوز فيها الرفع.
فإن كانت غير مضافة فالاختيار فيها الرفع ، ويجوز النصب ، ولذلك أجمع القراء على الرفع فى قوله :
«وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ» 83 : 1 ، و«فَوَيْلٌ لَهُمْ» 2 : 79 ، وشبهه كثير.
فإن كانت المصادر من أفعال جارية عليها فالاختيار فيها ، إذا كانت معرفة ، الرفع ، ابتداء وخبر ويجوز النصب نحو : الحمد للّه ، والشكر للرحمن.
فإن كانت نكرة فالاختيار فيها النصب ، ويجوز الرفع ، نحو ، حمدا لزيد ، وشكرا لعمرو ، فهى بضد الأولى.
ولم يجز المبرد فى قوله «ويل للمطففين» إلا الرفع.
21 - وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ «قد خلت النذر» : النذر ، جمع نذير ، كرسول ورسل ، ويجوز أن يكون اسما للمصدر.
24 - فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ «رأوه عارضا» : الهاء ، فى «رأوه» : للسحاب وقيل : للرعد ، ودل عليه قولهم «فأتنا بما تعدنا» الآية : 22 26 - وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ «فيما إن مكناكم فيه» : ما ، بمعنى «الذي» ، «و إن» : بمعنى «ما» التي للنفى والتقدير : ولقد مكناهم فى الذي ما مكناكم فيه و«قد» مع الماضي للتوقع والقرب ، ومع المستقبل للتقليل.
«فما أغنى عنهم سمعهم» : ما ، نافية ، والمفعول «من شى ء» تقديره : فما أغنى عنهم سمعهم شيئا.
ويجوز أن يكون «ما» استفهاما فى موضع نصب ب «أغنى» ، ودخول «من» للتأكيد يدل على أن «ما» للنفى.

(1/1727)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 411
«
و حاق بهم ما كانوا» : ما رفع ب «حاق» ، وهى وما بعدها مصدر ، وفى الكلام حذف مضاف تقديره : وحاق بهم عقاب ما كانوا أي : عقاب استهزائهم ، لأن الاستهزاء لا يحل عليهم يوم القيامة ، وإنما يحل عليهم عقابه ، وهو فى القرآن كثير ، مثل قوله «فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا» 40 : 45 أي : عقاب السيئات ، ومثله : «وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ» 40 : 9 أي : وقهم عقاب السيئات ومن تق عقاب السيئات يومئذ فقد رحمته ، ومثله : «تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ» 42 : 22 أي : عقابه واقع بهم ، وليس السيئات يوم القيامة تحل بالكفار وتقع بهم : إنما يحل بهم عقابها.
28 - فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ «قربانا آلهة» : قربانا ، مصدر وقيل : مفعول من أجله وقيل : هو مفعول ب «اتخذوا» ، و«آلهة» :
بدل منه.
«و ذلك إفكهم وما كانوا» : ما ، فى موضع رفع ، على العطف على «إفكهم». والإفك : الكذب فالتقدير :
و ذلك كذبهم وافتراؤهم أي : الآلهة كذبهم وافتراؤهم.
ومن قرأ - إفكهم ، جعله فعلا ماضيا ، و«ما» : فى موضع رفع أيضا ، عطف على «ذلك».
وقيل : على المضمر المرفوع فى «إفكهم» ، وحسن ذلك التقدير بالمضمر الموصوف بينهما ، فقام مقام التأكيد.
33 - أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «بقادر على أن يحيى الموتى» : إنما دخلت الباء على أصل الكلام قبل دخول ألف الاستفهام على «لم».
وقيل : دخلت لأن فى الكلام لفظ نفى ، وهو «أو لم يروا أن اللّه» ، فحمل على اللفظ دون المعنى.
34 - وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ «و يوم» : انتصب على إضمار فعل تقديره : واذكر يا محمد يوم يعرض.
35 - ... لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ «بلاغ» : رفع على إضمار مبتدأ أي : ذلك بلاغ.

(1/1728)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 412
و لو نصب فى الكلام على المصدر ، أو على النعت «لساعة» جاز.
- 47 - سورة محمد
4 - فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ ...
«فضرب الرقاب» : نصب على المصدر أي : فاضربوا الرقاب ضربا ، وليس المصدر فى هذا بموصول ، لأن المصدر إنما يكون ما بعده من صلته إذا كان بمعنى : أن فعل ، وأن يفعل ، فإن لم يكن كذلك فلا صلة له ، هو توكيد لا غير.
8 - وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ «و الذين كفروا فتعسا لهم» : الذين ، ابتداء ، وما بعده الخبر ، و«تعسا» : نصب على المصدر ، والنصب الاختيار ، لأنه مشتق من فعل مستعمل.
ويجوز فى الكلام الرفع على الابتداء ، و«لهم» : الخبر ، والجملة : خبر عن «الذين».
10 - أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها «فينظروا» : فى موضع جزم على العطف على «يسيروا» ، أو فى موضع نصب على الجواب للاستفهام.
13 - وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ «من قريتك التي أخرجتك» : هذا أيضا مما حذف فيه المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه تقديره : التي أخرجك أهلها ، فحذف «الأهل» وقام ضمير «القرية» مقامهم ، فصار ضمير «القرية» مرفوعا ، كما كان «الأهل» مرفوعين ب «أخرج» ، فاستتبر ضمير «القرية» فى «أخرج» ، وظهرت علامة التأنيث ، لتأنيث «القرية». وهو مثل قوله :
«وَ هُوَ واقِعٌ بِهِمْ» 42 : 22 تقديره : وعقابه واقع بهم ، ثم حذف «العقاب» وقام ضمير «الكسب» مقامه ، فصار ضميرا مرفوعا ملفوظا ، ولم يستتر لأن معه الواو ، ولأن الفعل لم يظن للعقاب ، فلم يستتر ضمير ما قام مقام العقاب فى الفعل ، واستتر ضمير «القرية» فى «أخرج» ، لأنه كان فعلا ل «أهل» ، فاستتر ضمير ما قام مقام «الأهل»

(1/1729)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 413
فى فعل الأهل ، وجاز ذلك وحسن لتقدم ذكر «القرية» ، ولأن الفعل فى صلة «التي» ، و«التي» ل «القرية» ، فلم يكن بد من ضمير يعود على «التي» ، وضمير الفعل المرفوع العائد على «الذي» و«التي» يستتر فى الفعل الذي فى الصلة أبدا ، إذا كان الفعل له ، ومثله فى الحذف : «فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ» 47 : 21 أي : عزم أصحاب الأمر ، ثم حذفت «الأصحاب» ، ولم يستتر «الأمر» فى الفعل لأنه لم يتقدم له ذكر.
15 - مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ «مثل الجنة التي» : مثل ، رفع بالابتداء ، والخبر محذوف ، عند سيبويه تقديره : فيما يتلى عليكم مثل الجنة.
و قال يونس : معنى «مثل الجنة» : صفة الجنة ، ف «مثل» : مبتدأ ، و«فيها أنهار من ماء» : ابتداء وخبر فى موضع خبر «مثل».
وقال الكسائي : تقديره : مثل أصحاب الجنة ، ف «مثل» ، على قوله : ابتداء ، و«كمن هو خالد» : الخبر.
وقيل : مثل ، زائدة ، والخبر إنما هو على «الجنة» ، و«الجنة» ، فى المعنى : رفع بالابتداء ، و«أنهار من ماء» :
ابتداء ، و«فيها» : الخبر ، والجملة : خبر عن «الجنة».
«من خمر» : فى موضع رفع ، نعت ، ل «أنهار» ، وكذلك : «من عسل».
ويجوز فى الكلام «لذة» ، بالرفع على النعت ل «أنهار» ، ويجوز النصب على المصدر ، كما تقول : هو لك هبة ، لأن «هو لك» تقوم مقام «و هبته لك».
16 - وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ «آنفا» : نصب ، على الحال أي : ما قال محمد مبتدئا لوعظه المتقدم ، يهزءون بذلك.
ويجوز أن يكون «آنفا» ظرفا أي : ما ذا قال قبل هذا الوقت أي : ما ذا قال قبل خروجنا ، وهو من الاستئناف.
18 - فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ «فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم» : الذكرى ابتداء ، و«أنى لهم» : خبر ، وفى «جاءتهم» : ضمير «الساعة» ، والمعنى : أنى لهم الذكرى إذا جاءتهم الساعة ، مثل قوله : «وَ أَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ» 34 : 52

(1/1730)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 414
21 - طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ «طاعة وقول» : طاعة ، رفع على الابتداء ، والخبر محذوف تقديره : أمرنا طاعة وقول معروف.
وقيل : التقدير : منا طاعة.
وقيل : هو خبر ابتداء مضمر تقديره : فأمرنا طاعة.
فتقف فى هذين الوجهين على «فأولى لهم».
و قيل : طاعة ، نعت ل «سورة» الآية : 20 ، وفى الكلام تقديم وتأخير تقديره : فإذا أنزلت سورة محكمة ذات طاعة وقول معروف وذكر فيها القتال رأيت.
فلا تقف على «أولى لهم» فى هذا القول.
والقولان الأولان أبين وأشهر.
22 - فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ «أن تفسدوا» : أن ، فى موضع نصب ، خبر : «عسى» ، تقول : عسى زيد أن يقوم ، ف «أن» لازمة للخبر فى أشهر اللغات.
ومن العرب من يحذف «أن» فيقول : عسى زيد يقوم ، و«كاد» بضد ذلك ، الأشهر فيها حذف «أن» من الخبر ، تقول ، كاد زيد يقوم.
ومن العرب من يقول : كاد زيد أن يقوم ، وهو قليل.
27 - فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ «يضربون وجوههم وأدبارهم» : يضربون ، حال من «الملائكة».
34 - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ «فلن يغفر اللّه لهم» : خبر «إن» ، ودخلت «الفاء» فى الخبر ، لأن اسم «إن» : «الذين» ، و«الذين» :
فيه إبهام ، فشابه الشرط ، لأنه مبهم.
35 - فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ «و أنتم الأعلون» : ابتداء وخبر ، فى موضع الحال من المضمر المرفوع فى «تدعوا» ، وكذلك : «و اللّه معكم» ، وكذلك : «و لن يتركم أعمالكم».
«تهنوا ، يتركم» : قد حذفت «الفاء» منهما ، وهى واو ، وأصله : توهنوا ، ويوتركم ، ثم حذفت لوقوعها

(1/1731)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 415
بين ياء وكسرة ، وأتبع الفعل المستقبل الحذف ، وإن لم يكن فيه ياء ، على الإتباع ، لئلا يختلف الفعل ، كما حذفوا الهمزة من الفعل الرباعي ، إذا أخبر ، المخبر به عن نفسه ، فقال : أنا أكرم زيدا ، أنا أحسن العلم ، وذلك لاجتماع همزتين زائدتين ، ثم أتبع سائر المستقبل الحذف ، وإن لم يكن فيه تلك العلة.
- 48 - سورة الفتح
2 - لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً «و يهديك صراطا مستقيما» أي : إلى صراط ، ثم حذفت «إلى» ، فانتصب «الصراط» ، لأنه مفعول به فى المعنى.
8 - إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً «شاهدا ومبشرا ونذيرا» : انتصب الثلاثة على الحال المقدرة ، وهى أحوال من الكاف فى «أرسلناك» ، والعامل فيه «أرسل» ، كما أنه هو العامل فى صاحب الحال.
10 - إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ ...
«إن الذين يبايعونك» : ابتداء ، خبره : «إنما يبايعون اللّه». ويجوز أن يكون الخبر : «يد اللّه فوق أيديهم» ، وهو ابتداء وخبر فى موضع خبر «إن».
16 - قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً ...
«تقاتلونهم أو يسلمون» : يسلمون ، عند الكسائي ، عطف على «تقاتلون».
وقال الزجاج : هو استئناف أي : أو هم يسلمون.
وفى قراءة أبى : ويسلموا ، بالنصب ، على إضمار «أن».
ومعناه عند البصريين : إلا أن يسلموا.
وقال الكسائي : معناه : حتى يسلموا.

(1/1732)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 416
21 - وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً «و أخرى لم تقدروا» : أخرى ، فى موضع نصب على العطف على «مغانم» ، وفى الكلام ، حذف مضاف ، التقدير : وعدكم اللّه ملك مغانم وملك أخرى ، لأن المفعول الثاني ل «وعد» ، لا يكون إلا مصدرا ، لأن الجثث لا يقع الوعد عليها إنما يقع على ملكها وحيازتها ، تقول : وعدتك غلاما ، فلم تعده رقبة غلام إنما وعدته ملك رقبة غلام.
23 - سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا «سنة اللّه» : نصب على المصدر ، ومعنى «لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ - الآية : 22» : سن اللّه توليهم الأدبار سنة كما سنها فيمن خلا من الأمم الكافرة.
ويجوز فى الكلام «سنة اللّه» ، بالرفع ، فتضمر الابتداء ، «و سنة» : خبر له.
24 - وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ ...
«ببطن مكة» : لم تنصرف «مكة» لأنه معرفة ، اسم لمؤنث ، وهى المدينة.
25 - هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ ...
«و الهدى معكوفا» أي : يبلغ الهدى ، منصوب على العطف على الكاف والميم فى «صدوكم» ، و«أن» :
فى موضع نصب ، على تقدير : حذف الخافض أي : عن أن يبلغ.
«و لو لا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات» : ارتفع «رجال» بالابتداء ، و«نساء» : عطف عليهم ، والخبر :
محذوف أي : بالحضرة ، أو بالموضع ، أو بمكة.
«
أن تطؤوهم» : أن ، فى موضع رفع على البدل من «رجال» و«نساء» ، أو فى موضع نصب على البدل من الهاء والميم فى «تعلموهم» التقدير ، على القول الأول : ولو لا وطؤكم رجالا مؤمنين لم تعلموهم فتصيبكم منهم معرة وعلى القول الثاني : ولو لا رجال مؤمنون لم تعلموا وطأهم فتصيبكم.
وهو بدل الاشتمال فى الوجهين ، والقول الأول أبين وأقوى فى المعنى.
والوطء ، هنا : القتل.

(1/1733)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 417
«لم تعلموهم» : فى موضع رفع على النعت لرجال ولنساء ، وجواب «لو لا» محذوف.
27 - لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً «محلقين رءوسكم ومقصرين» : حالان ، من المضمر المرفوع فى «لتدخلن» ، و«الواو» محذوفة من «لتدخلن» ، وهى واو ضمير الجماعة ، وحذفت لسكونها وسكون أول المشدد ، وكذلك : «لا تخافون» : حال أيضا منهم أي :
غير خائفين.
29 - مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً «محمد رسول اللّه» : ابتداء وخبر.
«
و الذين معه أشداء» : ابتداء أيضا وخبر ، و«رحماء» : خبر ثان ، فيكون الإخبار بالشدة والرحمة وما بعد ذلك من ركوعهم وسجودهم وضرب الأمثال بهم عن الذين مع النبي صلى اللّه عليه وسلم ، والنبي أرفع درجة منهم ، لأنهم إنما أدركوا هذه الدرجة به وعلى يديه صلى اللّه عليه وسلم.
وقيل : محمد ، ابتداء ، و«رسول اللّه» : نعت له ، و«الذين معه» : عطف على «محمد» ، و«أشداء» : خبر الابتداء عن الجميع ، و«رحماء» : خبر ثان عنهم ، فيكون النبي عليه السلام داخلا فى جميع ما أخبر عنهم من الشدة والرحمة والركوع والسجود وضرب الأمثال المذكورة.
وتقف فى القول الأول على «رسول اللّه» صلى اللّه عليه وسلم ، ولا تقف عليه فى القول الثاني.
«ركعا سجدا» : حالان ، من الهاء والميم فى «تراهم» ، لأنه من رؤية العين وكذلك : «يبتغون» : حالا منهم أيضا.
«سيماهم» : ابتداء ، و«من أثر السجود» : الخبر.

(1/1734)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 418
و يجوز أن يكون الخبر : «فى وجوههم» ، وهو أبين وأحسن.
«ذلك مثلهم فى التوراة» : ذلك ، ابتداء ، و«مثلهم» : خبر.
«و مثلهم فى الإنجيل» : عطف على «مثل» الأول ، فلا تقف على «التوراة» ، إذا جعلتها عطفا على «مثل» الأول ، ويكون المعنى : إنهم قد وصفوا فى التوراة والإنجيل بهذه الصفات المتقدمة ، ويكون «الكاف» فى قوله «كزرع أخرج شطأه» خبر ابتداء محذوف تقديره : هم كزرع ، فتبتدىء ب «الكاف» وتقف على «الإنجيل».
و يجوز أن يكون «مثلهم فى الإنجيل» : ابتداء ، و«كزرع» : الخبر ، فتقف على «التوراة» وتبتدئ ب «و مثلهم فى الإنجيل كزرع» ، ولا تقف على «الإنجيل» ، ولا تبتدئ ب «الكاف» فى هذا القول ، لأنها خبر الابتداء ، ويكون المعنى : إنهم وصفوا فى الكتابين بصفتين : وصفوا فى التوراة أنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم ، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من اللّه ورضوانا ، وأن سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ، ووصفوا فى الإنجيل أنهم كزرع أخرج شطأه ، إلى تمام الصفة.
والقول الأول : قول مجاهد ، والثاني قول : الضحاك وقتادة.
- 49 - سورة الحجرات
2 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ «كجهر بعضكم» : الكاف ، فى موضع نصب ، نعت لمصدر محذوف تقديره : جهرا كجهر.
«أن تحبط» : أن ، فى موضع نصب ، على حذف الجار تقديره : لأن تحبط ، مثل قوله تعالى : «رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ» 10 : 88 3 - إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ «إن الذين يغضون أصواتهم» ، خبر «إن» : «أولئك الذين» وقيل : هو نعت ل «الذين» ، والخبر :
«لهم مغفرة وأجر عظيم» ، هو ابتداء وخبر ، فى موضع خبر «إن».

(1/1735)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 419
4 - إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ «إن الذين ينادونك» ، خبر «إن» : «أكثرهم لا يعقلون» : وهو ابتداء وخبر ، فى موضع خبر «إن».
ويجوز فى الكلام نصب «أكثرهم» ، على البدل من «الذين» ، وهو بدل الشيء من الشيء ، والثاني بعضه.
6 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ «أن تصيبوا» : أن ، فى موضع نصب ، لأنه مفعول من أجله.
«فتصبحوا» : عطف عليه.
9 - وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ ...
«و إن طائفتان» : ارتفع «طائفتان» بإضمار فعل تقديره : وإن اقتتلت طائفتان ، وإن كانت طائفتان ، لأن الشرط لا يكون إلا بفعل ، فلم يكن بد من إضمار فعل ، وهو مثل «وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» 9 : 6 ، ولا يجوز حذف الفعل مع شىء من حروف الشرط العاملة ، إلا مع «إن» وحدها ، وذلك لقوتها وأنها أصل حروف الشرط.
14 - قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «قل لم تؤمنوا» : إنما أتت «لم» ، ولم تأت «لن» ، لأن «لم» لنفى الماضي ، و«لن» إنما هى نفى لما يستقبل ، فالقوم إنما أخبروا عن أنفسهم بإيمان قد مضى ، فنفى قولهم ب «لم» ، ولو أخبروا عن أنفسهم بإيمان سيكون لكان النفي ب «لن» ، ألا ترى إلى قوله : «فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ» ، فقال : «فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً» 9 : 83 لأنهم إنما قالوا : نخرج معك يا محمد مستأذنين فى خروج مؤتنف ، فلذلك نفى ب «لن» ولن ينف ب «لم».
«لا يلتكم» : من قرأ بلام بعد الياء ، فهو من : لات يليت ، مثل كال يكيل ومن قرأ بهمزة بعد الياء ، فهو

(1/1736)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 420
من : ألت يألت ، وفيه لغتان : ألت يألت ، وآلت يؤلت ، وبه قرأ به ابن كثير فى سورة الطور (الآية : 21) ، وقرأ الجماعة بالفتح ، بمعنى : النقص.
- 50 - سورة ق
1 - ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ «و القرآن» : قسم ، وجوابه عند الأخفش : قد علمنا ، الآية : 4 ، على حذف اللام أي : لقد علمنا.
وقال الزجاج : الجواب محذوف تقديره : والقرآن المجيد لتبعثن ، لأنهم أنكروا البعث فى الآية بعده.
وقيل : «قاف» : القسم يقوم مقام الجواب ، وأن معنى «قاف» : قضى الأمر والقرآن المجيد ، ف «قضى الأمر» هو الجواب ، ودلت «قاف» على ذلك.
وقيل : «قاف» : اسم للجبل وتقديره : هو قاف والقرآن المجيد. والجملة تسد مسد جواب القسم.
3 - أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ «أ ئذا متنا» : العامل فى «إذا» : فعل محذوف ، دل عليه الكلام ، لأنهم قوم أنكروا البعث ، فكأنهم قالوا :
فنبعث إذا متنا؟ ولا يعمل فيه «متنا» ، لأن «إذا» مضافة إلى «متنا» ، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف.
9 - وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ «وحب الحصيد» : هذا عند الكوفيين من إضافة الشيء إلى نفسه تقديره عندهم : والحب الحصيد أي :
المحصود ، ثم حذف الألف واللام من «الحب» وأضاف إليه «الحصيد» ، وهو نعته ، والنعت هو المنعوت ، وهو عند البصريين إضافة صحيحة ، لكن فيه حذف موصوف وإقامة الصفة مقامه تقديره : وحب النبت الحصيد أي :
المحصود ، فحذف «النبت» وأقام نعته مقامه ، وأضيف «الحب» إلى «الحصيد» على هذا التقدير.
11 - رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ «رزقا للعباد» : مصدر وقيل : مفعول من أجله.
14 - وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ «كل» : بمعنى : كلهم ، حكى سيبويه : مررت بكل جالسا ، فنصب جالسا على الحال ، لأن «كلا» معرفة ، إذ تقديره : كلهم.

(1/1737)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 421
و أجاز بعض النحويين : كل منطلق ، فبنى «كلا» على الضم ، لحذف ما أضيف إليه ، جعله ك «قبل» ، و«بعد».
16 - وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ «توسوس به» : الهاء ، تعود على «ما».
17 - إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ مذهب سيبويه : أن «قعيد» ، محذوف من أول الكلام ، لدلالة الثاني عليه.
ومذهب المبرد : أن «قعيد» ، الذي فى التلاوة ، للأول ، ولكن أخر اتساعا ، وحذف «قعيد» من الثاني لدلالة الأول عليه.
ومذهب الأخفش والفراء : أن «قعيد» ، الذي فى التلاوة ، يؤدى عن اثنين وأكثر ، ولا خلاف فى الكلام.
21 - وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ «معها سائق» : سائق ، ابتداء ، و«معها» : الخبر ، والجملة : فى موضع نصب على الصفة ل «نفس» ، أو ل «كل».
22 - لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ «لقد كنت فى غفلة» : هو خطاب للكافر.
وقيل : للكافر والمؤمن.
وقيل : للنبى صلى اللّه عليه وسلم.
23 - وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ «هذا» : مبتدأ ، و«ما لدى عتيد» : خبران.
وقيل : «ما» : الخبر ، و«عتيد» : بدل من «ما» ، أو نعت لها ، أو رفع على إضمار مبتدأ.
ويجوز فى الكلام نصب «عتيد» على الحال.

(1/1738)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 422
24 - أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ «ألقيا فى جهنم» : مخاطبة للقرين ، وإنما ثنى لأنه أراد التكرير بمعنى : ألق ألق.
وقيل : إنما أتى مثنى ، لأن العرب تخاطب الواحد بلفظ الاثنين.
و قيل : ثنى ، لأن أقل أعوان من له مال وشرف اثنان وأكثر ، فبنى على ذلك.
وقيل : هو خطاب للسائق والحافظ.
26 - الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ «الذي» : فى موضع نصب ، على البدل من «كل» ، أو على : «أعنى» ، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ ، أو بالابتداء ، والخبر : «فألقياه».
33 - مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ «من» : فى موضع خفض على البدل من «لكل» الآية : 32 ، أو فى موضع رفع بالابتداء ، والخبر :
«ادخلوها» الآية : 34 ، وجواب الشرط محذوف والتقدير : فيقال لهم : ادخلوها.
44 - يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ «سراعا» : حال من الهاء والميم فى «عنهم» ، والعامل فيه : «تشقق» ، وقيل : المعنى : فيخرجون سراعا ، فيكون حالا من المضمر فى «يخرجون» ، و«يخرجون» هو العامل فيه.
- 51 - سورة الذاريات
1 ، 2 ، 3 ، 4 - وَالذَّارِياتِ ذَرْواً فَالْحامِلاتِ وِقْراً فَالْجارِياتِ يُسْراً فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً «و الذاريات ، فالحاملات ، فالجاريات ، فالمقسمات» : كل هذه صفات قامت مقام موصوف ، مسوقة على تقدير القسم بخالقها ومسيرها ، وهو اللّه لا إله إلا هو تقديره : ورب الرياح الذاريات ، والسحاب الحاملات ، والسفن الجاريات ، والملائكة المقسمات» ، والجواب : «إنما توعدون لصادق» الآية : 5 و«يسرا» : نعت لمصدر محذف تقديره : جريا يسرا.

(1/1739)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 423
13 - يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ «يوم» : مبنى على الفتح ، لأن إضافته غير محضة وأضيف إلى غير متمكن موضعه ، نصب ، على معنى : الجزاء يوم هم على النار يفتنون.
وقيل : موضعه رفع على البدل من «يوم الدين».
وقيل : هو منصوب وليس بمبنى ، ونصبه على إضمار تقديره : الجزاء يوم هم.
17 - كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ اسم «كان» المضمر الذي فيها ، وهو الواو ، و«يهجعون» : خبر «كان» ، و«قليلا» : نعت لمصدر محذوف ، أو لظرف محذوف تقديره : كانوا وقتا قليلا يهجعون ، أو هجوعا قليلا يهجعون ، و«ما» : زائدة للتوكيد ، وإن شئت : جعلت «ما» والفعل مصدرا فى موضع رفع على البدل من المضمر فى «كان» ، و«قليلا» خبر «كان» تقديره : كان هجوعهم من الليل قليلا.
وإن شئت : رفعت المصدر ب «قليل» ، ونصبت «قليلا» على خبر «كان» ، ولا يجوز أن تنصب «قليلا» ب «يهجعون» ، إلا و«ما» زائدة ، لأنك إن نصبته ب «يهجعون» ، و«ما» والفعل مصدر ، كنت قد قدمت الصلة على الموصول.
ويجوز أن يكون «قليلا» خبر «كان» ، واسمها فيها ، و«ما» : نافية ، وهو قول الضحاك ، ويكون الوقف على «قليلا» حسنا ، وهو قول يعقوب وغيره ولا يوقف على «قليل» فى الأقوال الأولى.
23 - فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ من نصب «مثل» بناه على الفتح ، لإضافته إلى غير متمكن ، وهو «أنكم» ، و«ما» : زائدة للتوكيد.
وقيل : هو مبنى على الفتح لكون «مثل» و«ما» اسما واحدا ، فلما جعله شيئا واحدا بنى «مثل» على الفتح ، وهو قول المازني.
وقيل : إن «مثل» : منصوب على الحال من نكرة ، وهو «لحق» ، وهو قول الجرمي.
وقيل : هو حال من المضمر المرفوع فى قوله «لحق» ، و«ما» : زائدة ، و«مثل» : مضاف إلى «أنكم» ، ولم ينصرف لإضافته إلى غير متمكن ، وهى إضافة غير محضة.

(1/1740)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 424
و قال بعض الكوفيين : انتصب «مثل» على حذف الكاف تقديره : إنه لحق كمثل ما أنكم تنطقون.
و«ما» : زائدة تقديره : كمثل نطقكم.
ولا يجوز ذلك عند البصريين.
فأما من رفع «مثل» فإنه جعله صفة «لحق» ، لأنه نكرة ، إذ إضافته غير محضة ، لأن الأشياء التي تقع لتماثل بها بين المثلين كثيرة ، فلم يعرّف لإضافته إلى «أنكم» ، لذلك لما لم يتعرف حسن وصف «لحق» به ، كما تقول : مررت برجل مثلك. و«أنكم» ، على هذه الأقوال : فى موضع خفض ب «مثل» ، وهى وما بعدها مصدر ، والتقدير : إنه لحق مثل نطقكم.
25 - إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ «سلاما» : انتصب على المصدر ، أو لوقوع القول عليه.
«قال سلام» : ابتداء ، والخبر محذوف تقديره : قال سلام عليكم.
وقيل : هو خبر ابتداء محذوف تقديره : قال : أمرى سلام.
ومن قرأ «سلم» ، فهو على تقدير : نحن سلم.
وقيل : هو بمعنى سلام كما يقال : هو حل وحلال ، بمعنى.
29 - فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ «عجوز» : خبر ابتداء محذوف تقديره : أنا عجوز.
46 - وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ من خفض «قوم» عطفه على قوله : «و فى عاد إذ أرسلنا» الآية : 41.
وقيل : هو معطوف على : «و فى موسى» الآية : 39.
وقيل : على «و فى الأرض» الآية : 20.
ومن نصبه عطفه على الهاء والميم فى قوله «فأخذتهم» الآية : 44.
وقيل : تقديره : وأهلكنا قوم نوح.
وقيل : على معنى : واذكر قوم نوح.

(1/1741)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 425
و قيل : هو معطوف على «فأخذناه» الآية : 40.
وقيل : على «فنبدناهم» الآية : 40.
52 - كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ «كذلك» : الكاف ، فى موضع رفع على إضمار مبتدأ تقديره : الأمر كذلك.
وقيل : هى فى موضع نصب ، على النعت لمصدر محذوف.
58 - إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ «المتين» : خبر بعد خبر ل «إن».
وقيل : هو نعت ل «الرزاق» ، أو ل «ذو القوة» ، أو على إضمار مبتدأ ، أو نعت لاسم «إن» على الموضع.
و من خفض جعله نعتا ل «القوة» ، وذكّر ، لأنه تأنيث غير حقيقى.
- 52 - سورة الطور
9 - يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً العامل فى «يوم» : «واقع» الآية : 7 أي : إن عذاب ربك لواقع يوم تمور السماء ، ولا يعمل فيه «دافع» الآية : 8 ، لأن المنفي لا يعمل فيما قبل «الهاء» ، فلا تقول : طعامك ما زيد آكل ، رفعت «آكلا» أو نصبته ، أو أدخلت عليه «الهاء» ، فإن رفعت «الطعام» بالابتداء ، وأوقعت «آكلا» على «هاء» ، جاز ، وما بعد «الطعام» : خبره ، ويصح حذف «الهاء».
11 - فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ «ويل» : ابتداء عامل فى «يومئذ» ، و«للمكذبين» : الخبر ، و«الفاء» جواب الجملة المتقدمة ، وحسن ذلك لأن فى الكلام معنى الشرط ، لأن المعنى : إذا كان ما ذكر فويل يومئذ للمكذبين.
13 - يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا «يوم» : بدل من «يومئذ».

(1/1742)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 426
14 - هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ «هذه النار» : ابتداء ، وخبره : مقول تقديره : يقال لهم : هذه النار ، ومثله فى إضمار القول قوله :
«كلوا واشربوا» الآية : 19 أي : يقال لهم كلوا واشربوا.
19 - كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ «هنيئا» : نصب على المصدر.
29 - فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ يجوز فى «مجنون» ، فى الكلام : النصب على العطف على موضع «بكاهن» فى لغة أهل الحجاز.
ويجوز الرفع ، على العطف على موضع «بكاهن» ، فى لغة بنى تميم.
وعلى إضمار مبتدأ أي : ولا هو مجنون.
44 - وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ «سحاب» : رفع على إضمار مبتدأ تقديره : هذا سحاب.
45 - فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ «فذرهم» : أصله «فاوذرهم» ، لكن حذفت الواو لأنه بمعنى «فدعهم» ، فحمل على نظيره فى المعنى ، ودل على ما يقوم مقامه ، لأنهم استغنوا عن استعمال «ودع» ، لقولهم : «ترك» ، وكذلك «وذر» ، لم يستعمل كما لم يستعمل «ودع» ، وإنما حذفت الواو من «يدع» ، لأنه بمنزلة «يزن» ، الدال كالزاى فى الحركة ، لكن فتحت الدال فى «يدع» لأجل حرف الحلق بعدها ، وأصلها الكسر ، كالزاى من «يزن» ، فحذفت «الواو» على الأصل لوقوعها بين ياء وكسرة ، وحذفت فى «يذر» لأنها بمعنى : يدع.
46 - يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ «انتصب «يوم» على البدل من «يومهم» ، «و يومهم» : منصوب ب «يلاقوا - الآية : 45» ، مفعول به ، وليس نصبه على الظرف.
49 - وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ «إدبار» : ظرف زمان تقديره : وسبحه وقت إدبار النجوم ، ومثله : «وَ أَدْبارَ السُّجُودِ» 50 : 40 ، على قراءة

(1/1743)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 427
من كسر الهمزة ، فأما من فتحها فى «سورة : ق - الآية : 40» فإنه جعله جمع «دبر» ، وهو ظرف متسع فيه ، حكى عن العرب : جئتك دبر الصلاة. وكل هذا إنما هو على حذف «وقت» ، كما تقول : جئتك مقدم الحاج ، وخفوق النجم أي : وقت ذلك.
- 53 - سورة النجم
7 - وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ابتداء وخبر ، فى موضع الحال من المضمر فى «استوى» الآية : 6 ، أي : استوى عاليا ، يعنى جبريل عليه السلام ، فالضميران لجبريل.
وقال الفراء : هو عطف على المضمر فى «استوى» ، جعل فى «استوى» ضمير محمد عليه السلام ، و«هو» :
ضمير جبريل عليه السلام ، عطف على المضمر المرفوع من غير أن يؤكده ، وهو قبيح عند البصريين ، وكان القياس عندهم لو حملت الآية على هذا المعنى أن يقول : فاستوى هو وهو بالأفق ، و«استوى» : يقع للواحد ، وأكثر ما يقع من اثنين ، ولذلك جعل الفراء الضميرين لاثنين.
9 - فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى «أو أدنى» : أو ، على بابها ، والمعنى : فكان لو رآه الرائي منكم قال : هو قدر قوسين أو أدنى فى القرب.
11 - ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى من خفف «كذب» جعل «ما» فى موضع نصب على حذف الخافض ، أي : فيما رأى. و«ما» : بمعنى «الذي» ، و«رأى» : واقعة على «هاء» محذوفة أي : رآه ، و«رأى» من رؤية العين.
ويجوز أن يكون «ما» والفعل : مصدرا ، فلا يحتاج إلى إضمار «هاء».
ومن شدد «كذب» ، جعل «ما» مفعولا به ، على أحد الوجهين ، ولا تقدير حذف حرف جر فيه ، لأن الفعل إذا شدد تعدى بغير حرف.
13 - وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى «نزلة» : مصدر فى موضع الحال ، كأنه قال : ولقد رآه نازلا نزلة أخرى ، وهو عند الفراء نصب ، لأنه فى موضع الظرف ، إذ معناه : مرة أخرى ، و«الهاء» فى «رآه» تعود على جبريل.

(1/1744)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 428
26 - وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً ...
«كم» : خبرية ، وموضعها رفع بالابتداء ، و«لا تغنى» : الخبر.
28 - وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ...
«به» : الهاء ، تعود على الأسماء ، لأن التسمية والأسماء بمعنى.
30 - ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى «أعلم» ، بمعنى : عالم ، ومثله «وَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى » 16 : 25 ، وفيه نظر ، لأن «أفعل» إنما يكون بمعنى فاعل إذا كان للمخبر عن نفسه.
و يجوز أن تكون على بابها للتفضيل فى العلم أي : هو أعلم من كل أحد بهذين الصنفين ، وبغيرهما ، ومثل ذلك «هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى » 53 : 32 31 - وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى «ليجزى» : اللام ، متعلقة بالمعنى ، لأن معنى «وَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ» 16 : 49 ، هو : مالك للجميع يهدى من يشاء ويضل من يشاء ويضل ليجزى الذين.
وقيل : اللام ، متعلقة بقوله «لا تغنى شفاعتهم» الآية : 26.
32 - الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ...
«الذين» : فى موضع نصب على البدل من «الذين» فى قوله ، ويجزى الذين أحسنوا» الآية : 31.
«إلا اللمم» : استثناء من الأول ، وهو صغائر الذنوب ، من قولهم : ألممت بالشيء إذا قللت نيله ، وهو أحسن الأقوال فيه.
38 - أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى «أن» : فى موضع خفض على البدل من «ما» فى قوله «أم لم ينبأ بما فى صحف موسى» الآية : 36 ، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ أي : ذلك أن لا تزر ، و«الهاء» : محذوفة مع ، «أن» أي : أنه لا تزر.
39 ، 40 - وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى «أن» ، فى الموضعين : عطف على ، «أن لا تزر».

(1/1745)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 429
«و أجاز الزجاج «سوف يرى» ، بفتح الياء ، على إضمار الهاء أي : سوف يراه. ولم يجزه الكوفيون ، لأنه يصير «سعيه» قد عمل فيه «أن» و«يرى» ، وهو جائز عند المبرد وغيره ، لأن دخول «أن» على «سعيه» وعملها فيه ، بدل من «الهاء» المحذوفة من «يرى» ، وعلى هذا أجاز البصريون : إن زيدا ضربت ، بغير «هاء».
«ثم يجزاه» : الهاء ، تعود على السعى أي : يجزى به و«الجزاء» : نصب على المصدر.
42 ، 43 ، 44 ، 45 - وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى «أن» ، فى جميع ذلك : عطف على «أن لا تزر» ، على أحد وجهيها ، وكذلك «أن» ، فيما بعد ذلك.
50 - وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى أدغم نافع وأبو عمرو التنوين فى اللام من «الأولى» بعد أن ألقيا حركة الهمزة المضمومة من «الأولى» على لام التعريف وقد منع المبرد وغيره ذلك ، لأنهما أدغما ساكنين فيما أصله السكون وحركته عارضة ، والعارض لا يعتد به.
ووجه قراءتهما بالإدغام ، هو ما حكى المازني وغيره ، فمن أدغم التنوين من «عاد» فى اللام من «الأولى» اعتد بالحركة على اللام ، وعلى ذلك قالوا : سل زيدا ، إنما هو : اسأل ، فلما ألقى حركة «الهمزة» على «السين» اعتد بها ، فحذف ألف الوصل ، وعلى ذلك قالوا : رد ، وعض ، ومد ، أصله : افعل ، ثم ألقيت حركة العين على الفاء.
واعتدوا بها ، فحذفوا ألف الوصل لاعتدادهم بحركة الفاء ، وإن كانت عارضة.
53 - وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى «و المؤتفكة» : نصب ب «أهوى».
- 54 - سورة القمر
4 - وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ «مزدجر» : الدال ، بدل من تاء ، وهو «مفتعل» من «الزجر» ، وإنما أبدلت الدال من التاء ، لأن التاء مهموسة والزاى مهجورة ، ومخرجهما قريب من الآخر ، فأبدلوا من التاء حرفا هو من موافق الزاى فى الجهر ، وهو الدال.

(1/1746)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 430
5 - حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ «حكمة» : رفع على البدل من «ما» فى قوله «ما فيه مزدجر» الآية : 4 ، أو على إضمار مبتدأ أي :
هى حكمة.
«
فما تغن النذر» : ما ، استفهام ، ويجوز أن تكون فى موضع نصب ب «تغنى» ، ويجوز أن تكون نافية على حذف مفعول «تغنى» ، وحذفت «الياء» من «تغن» ، والواو من «يدع» الآية : 6 ، وشبه ذلك من خط الصحف ، لأنه كتب على لفظ الإدراج والوصل ، ولم يكتب على حكم الأصل والوقف ، وقد غلط بعض النحويين فقال : إنما حذفت «الياء» من «فما تغن النذر» ، لأن «ما» بمنزلة «لم» ، فجزمت كما تجزم لم ، وهذا خطأ لأن «لم» انما تنفى الماضي وترد المستقبل ماضيا ، و«ما» تنفى الحال ، فلا يجوز أن يقع أحدهما موقع الآخر لاختلاف معنييهما.
6 - فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ «يوم» : نصب على إضمار فعل أي : اذكر يوم يدع ، ولا يعمل فيه «قول» ، لأن «التولي» فى الدنيا ، و«يوم يدع الداعي» فى الآخرة ، ولذلك يحسن الوقف على «عنهم» ، ويبتدأ ب «يوم يدع الداعي».
ويجوز أن يكون العامل فى «يوم» : «خشعا» الآية : ، أو : «يخرجون» الآية : 7 7 - خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ «خشعا» : نصب على الحال من الهاء والميم فى «عنهم» ، لذا يصح الوقف على «عنهم».
وإن جعلته حالا من الضمير فى «يخرجون» ، حسن الوقف على «عنهم».
وكذلك موضع «يخرجون» : حالا من الضمير المخفوض فى «أبصارهم».
وكذلك موضع : «كأنهم جراد» ، وكذلك : «مهطعين» الآية : 8 ، كلها نصب على الحال.
12 - وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ «الماء» : اسم للجنس ، فلذلك لم يقل «الماءان» بعدد ذكره ، لخروج الماء من موضعين : من السماء ومن الأرض.
وأصل «ماء» : موه ، فأبدلوا من الواو ألفا ، لتحركها وانفتاح ما قبلها ، فصارت «ماه» ، و«الألف»

(1/1747)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 431
خفية ، و«الهاء» خفية ، فاجتمع خفيان : عين ولام ، فأبدلوا من «الهاء» حرفا قويا جلدا ، وهو الهمزة ، ودل على هذا التقدير : قولهم فى الجمع : أمواه ، ومياه ، وفى الصغير : مويه ، فرد إلى أصله.
15 - وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ «الهاء» : للعقوبة وقيل : للسفينة.
«مدكر» ، أصله : مدتكر ، فهو «مفتعل» من «الذكر» ، لكن الدال حرف مهجور قوى ، والتاء مهموسة ضعيفة ، فأبدلوا من «التاء» حرفا من مخرجها مما يوافق الدال فى الجهر ، وهو الذال ، ثم أدغمت الدال فى الذال ، ويجوز : مذكر ، بالذال ، على إدغام الثاني فى الأول ، وبذلك قرأ قتادة.
16 - فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ «كيف» : خبر «كان» ، و«عذابى : اسمها.
ويجوز أن يكون «كيف» : فى موضع الحال ، ف «كان» بمعنى : وقع وحدث و«عذابى» : رفع ب «كان» ، ولا خبر لها.
19 - إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ «صرصرا» ، أصله : صررا ، من : صر الشيء ، إذا صوت لكن أبدلوا من الراء الثانية صادا.
20 - تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ «تنزع» : فى موضع نصب ، على النعت ل «ريح» ، و«كأنهم» : فى موضع نصب ، على الحال من «الناس» تقديره : إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا قارعة للناس مشبهين أعجاز نخل ، وهى حال مقدرة أي :
يكونون كذلك.
وقيل : الكاف ، فى موضع نصب بفعل مضمر تقديره : فيترككم كأعجاز نخل أي : مثل أعجاز نخل.
«منقعر» ، لأن النخل يذكر ويؤنث ، فلذلك قال : منقعر ، وقال فى موضع آخر : «أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ» : 69 : 7 21 - فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ «نذر» ، قيل : هو مصدر ، بمعنى : إنذارى وقيل : هو جمع : نذير

(1/1748)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 432
24 - فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ «أبشرا منا» : نصب بإضمار فعل تقديره : أنتبع بشرا منا واحدا ، ودل على الحذف قوله «نتبعه».
و «منا» و«واحدا» : صفتان ل «بشرا».
«و سعر» ، قيل : هو مصدر : سعر ، إذا طاش وقيل : هو جمع «سعير».
26 - سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ «من الكذاب» : ابتداء وخبر والجملة : فى موضع نصب ب «سيعلمون».
27 - إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ «و اصطبر» ، هو : افتعل ، من «الصبر» ، وأصله : واصتبر ، فأبدلوا من التاء حرفا يؤاخى «الصاد» فى الإطباق عملا واحدا ، ومثله : مصطبر ، وهو مفتعل ، من : الصبر دليله أنك إذا صغرت أو جمعت حذفت الطاء ، إذ هى بدل من تاء ، تقول : مصيبر ، ومصابر ، كما تفعل ب «مكتسب».
34 - إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ «إلا آل لوط» : نصب على الاستثناء ، وأصله : «أهل» ، ثم أبدلوا من «الهاء» همزة ، لخفائها ، فصار : أأل ، فأبدلوا من الهمزة الساكنة ألفا ، كما فعلوا فى : آتى ، وآمن. ويدل على ذلك قولهم فى التصغير : أهيل.
«بسحر» : انصرف لأنه نكرة ، ولو كان معرفة لم ينصرف ، لأنه إذا كان معرفة فهو معدول عن الألف واللام ، إذ تعرف بغيرهما ، وحق هذا الصنف أن يعرف بهما ، فلما لم يتعرف بهما صار معد ولا عنهما ، فثقل مع ثقل التعريف ، فلم ينصرف فإن نكر انصرف ، ومثله : بكرة ، إلا أن «بكرة» لم ينصرف للتأنيث والتعريف ، ومثله : غدوة ، فإن كان نكرة انصرف ك «سحر».
35 - نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ «نعمة» : مفعول من أجله ، ويجوز فى الكلام الرفع ، على تقدير : تلك نعمة.
«كذلك نجزى» : الكاف ، فى موضع نصب ، نعت لمصدر محذوف تقديره : نجزى من شكر جزاء كذلك.
37 - وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ لا تكاد العرب تثنى «ضيفا» ولا تجمعه ، لأنه مصدر وتقدير الآية : عن ذوى ضيفه ، وقد ثناه بعضهم وجمعه.

(1/1749)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 433
49 - إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ الاختيار ، على أصول البصريين : رفع «كل» ، والاختيار ، عند الكوفيين : النصب فيه لأنه قد تقدم فى الآية شىء عمل فيما بعده ، وهو «إن» ، فالاختيار عندهم النصب فيه.
وقد أجمع القراء على النصب فى «كل» ، على الاختيار ، فيه عند الكوفيين ، وليدل ذلك على عموم الأشياء المخلوقات أنها للّه ، بخلاف ما قاله أهل الزيغ أن ثم مخلوقات لغير اللّه ، تعالى عن ذلك ، وإنما دل النصب فى «كل» على العموم لأن التقدير : إنا خلقنا كل شىء خلقناه بقدر ، ف «خلقناه» : تأكيد وتفسير ل «خلقنا» المضمر الناصب ل «كل» ، فإذا حذفته وأظهرت الأول صار تقديره : أنا خلقنا كل شىء بقدر ، فهذا لفظ عام يعم جميع المخلوقات ، ولا يجوز أن يكون «خلقناه» صفة ل «شى ء» ، لأن الصفة والصلة لا يعملان فيما قبل الموصوف ولا فى الموصول.
ولا يكونان تفسيرا لما يعمل فيما قبلهما ، فإذا لم يكن «خلقناه» صفة ل «شى ء» ، لم يتبق إلا أنه تأكيد وتفسير للمضمر الناصب ل «كل» ، وذلك يدل على العموم أيضا ، وأن النصب هو الاختيار عند الكوفيين ، لأن «إنا» عندهم تطلب لفعل ، فهى به أولى ، فالنصب عندهم فى «كل» هو الاختيار ، فإذا انضاف إليه معنى العموم والخروج من الشبه كان النصب أقوى كثيرا من الرفع.
- 55 - سورة الرحمن
5 - الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ «الشمس» : ابتداء ، والخبر محذوف تقديره : والشمس والقمر يجريان بحسبان أي : بحساب.
وقيل : «بحسبان» ، هو الخبر.
8 - أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ «أن» : فى موضع نصب ، على حذف الخافض تقديره : لئلا تطغوا ، ف «تطغوا» : فى موضع نصب ب «أن».
وقيل : أن ، بمعنى : أي ، لا موضع لها من الإعراب ، فيكون «تطغوا» ، على هذا : مجزوما ب «لا».
(م 28 - الموسوعة القرآنية ج 4)

(1/1750)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 434
12 - وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ «و الحب» : قرأ ابن عامر بالنصب ، عطفه على «الأرض» الآية : 10 ، لأن قوله «و الأرض وضعها» معناه : خلقها ، فتعطف «و الحب» على ذلك أي : وخلق الحب والريحان.
ومن رفع عطفه على «فاكهة» الآية : 11 ، و«فاكهة» : ابتداء ، و«فيها» : الخبر.
ومن خفض «الريحان» عطفه على «العصف» وجعل «الريحان» بمعنى : الرزق.
وأصل «ريحان» : ريوحان ، ثم أبدلوا من الواو ياء ، وأدغمت الياء فى الياء ، كميت وهين ، ثم خففت الياء ، كما تقول فى «ميّت» : ميت وهيّن : هين ، ولزم التخفيف فى «ريحان» لطوله وللحاق الزيادة فى آخره ، وهما الألف والنون فوزنه «فيعلان» ، ولو كان «فعلان» لقلت : روحان ، لأنه من : الروح ، ولم يكن أبدل «الواو» : ياء ، إذ لا علة توجب ذلك ، فلما أجمع على لفظ «الياء» فيه علم أن له أصلا خفف منه ، وهو ما ذكرنا.
17 - رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ رفع على إضمار مبتدأ تقديره : هو رب المشرقين.
وقيل : هو بدل من الضمير فى «خلق» الآية : 14 ، ويجوز فى الكلام الخفض على البدل من «ربكما» الآية : 16 22 - يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ أي : من أحدهما ، ثم حذف المضاف ، وهو «أحد» ، واتصل الضمير ب «من» ، كما قال : «عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ» 43 : 31 أي : من إحدى القريتين ، ثم حذف المضاف ، وحذف المضاف جائز كثير سائغ فى كلام العرب كقوله : «وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ» 12 : 82 ، وكقوله : «الَّتِي أَخْرَجَتْكَ» 47 : 13 24 - وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ «كالأعلام» : الكاف ، فى موضع نصب ، على الحال من المضمر فى «المنشآت».
35 - يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ من : رفع «النحاس» عطفه على «شواظ» ، وهو أصح فى المعنى ، لأن «الشواظ» : اللهب الذي لا دخان فيه والنحاس : الدخان ، وكلاهما يتكون من النار.
فأما من قرأ : «و نحاس» ، بالخفض ، فإنه عطفه على «نار» ، وفيه بعد ، لأنه يصير المعنى أن اللهب من

(1/1751)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 435
الدخان يتكون ، وليس كذلك ، إنما يتكون من النار وقد روى عن أبى عمرو أنه قال : لا يكون الشواظ إلا من نار وشىء آخر معه ، يعنى من شيئين ، من نار ودخان وحكى مثله عن الأخفش ، فعلى هذا يصح خفض «النحاس».
وقد قيل : إن التقدير : يرسل عليكما شواظ من نار وشىء من نحاس ، ثم حذف «شيئا» وأقام «من نار» مقامه ، وهو صفته ، وحذف حرف الجر لتقدم نكرة ، فيكون المعنى كقراءة من رفع «نحاسا».
41 - يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ ليس فى «يؤخذ» ضمير ، و«بالنواصي» : يقوم مقام الفاعل وتقديره : فيؤخذ بنواصيهم.
وقيل : التقدير : فيؤخذ بالنواصي منهم.
ولا يجوز أن يكون فى «يؤخذ» ضمير يعود على «المجرمين» ، لأنه يلزم أن يقول : «فيؤخذون» ويلزم أن يتعدى «أخذ» إلى مفعولين ، أحدهما بالباء ، ولا يجوز ذلك ، إنما يقال : أخذت الناصية ، وأخذت بالناصية ولو قلت : أخذت الدابة بالناصية ، لم يجز وحكى عن العرب : أخذت الخطام ، وأخذت بالخطام ، بمعنى.
وقد قيل : إن معناه : فيؤخذ كل واحد بالنواصي ، وليس بصواب ، لأن «أخذ» لا يتعدى إلى مفعولين أحدهما بالباء ، كما سبق.
وقد يجوز أن يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف جر غير «الباء» ، نحو : أخذت ثوبا من زيد ، فهذا المعنى غير الأول ، فلا يحسن مع «الباء» مفعول آخر ، إلا أن تجعلها بمعنى «من أجل» ، فيجوز أن تقول : أخذت زيدا بعمرو أي : من أجله وبذنبه.
48 - ذَواتا أَفْنانٍ «ذواتا» : تثنية «ذات» ، على الأصل ، لأن أصل «ذات» : ذوات ، لكن حذفت «الواو» تخفيفا ، للفرق بين الواحد والجمع ، وأفنان : جمع «فنن» ، على قول من جعل «أفنانا» ، بمعنى : أغصان ومن جعل «أفنانا» ، بمعنى : أجناس وأنواع ، كان الواحد «فنا» ، وكان حقه أن يجمع على : فنون.
54 - مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ «متكئين على فرش» : حال ، والعامل فيه مضمر تقديره : ينعمون متكئين ، ودل على ذلك أن الآيات فى صفة النعيم.

(1/1752)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 436
و قيل : هو حال من «من» ، فى قوله : «و لمن خاف» الآية : 45.
و«جنى الجنتين دان» : ابتداء وخبر ، و«دان» : كقاض وعار ، معتل اللام.
58 - كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ «كأنهن» : فى موضع الحال من «قاصرات الطرف» الآية : 56 ، كأنه قال : فيهن قاصرات الطرف مشبهات الياقوت.
وذكر النحاس أن «الكاف» فى موضع رفع على الابتداء ، وهو بعيد لا وجه له.
70 - فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ أصل «خيرات» : على «فيعلات» ، لكن خفف ، كميت وهين «خيرات» : ابتداء ، و«فيهن» : الخبر.
76 - مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ «رفرف» : اسم للجميع ، فلذلك نعت ب «خضر» ، وهو جمع «أخضر» ، فهو كقوله : رهط كرام ، وقوم لئام.
وقيل : هو جمع ، واحده : رفرفة ، و«عبقرى» ، قيل : واحده : عبقرية وقيل : «عبقرى» : واحد ، يدل على الجمع ، منسوب إلى «عبقر» ، وهو موضع.
- 56 - سورة الواقعة
1 - إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ «إذا» : ظرف زمان ، والعامل فيها «وقعت» ، لأنها قد يجازى بها ، فعمل فيها الفعل الذي بعدها ، كما يعمل فى «ما» ، و«من» اللتين للشرط ، فى قولك : ما تفعل أفعل ، ومن تكرم أكرم ، ف «من» ، و«ما» :
فى موضع نصب بالفعل الذي بعدهما بلا اختلاف ، فإن دخلت ألف الاستفهام على «إذا» خرجت من حد الشرط ، فلا يعمل فيها الفعل الذي بعدها ، لأنها مضافة إلى ما بعدها ، نحو «أ ئذا متنا» و«أ ئذا كنا» ، وشبهه.
وقد أجاز النحويون عمل «متنا» فى «إذا» ، وهو بعيد.

(1/1753)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 437
و إنما لم يجاز ب «إذا» فى كل الكلام ، وتعمل كغيرها ، لأنها مخالفة لحروف الشرط ، لما فيها من التحديد والتوقيت فى جواز وقوع ما بعدها ، وكونه بغير احتمال ، وحروف الشرط غيرها ، إنما هى لشىء يمكن أن يقع وأن لا يقع وقد يقع «إذا» لشىء لا بد له أن يقع ، نحو : «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» 84 : 1 ، و«إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» 81 : 1.
3 - خافِضَةٌ رافِعَةٌ رفع على إضمار مبتدأ أي : هى خافضة.
ومن قرأ بالنصب فعلى الحال من «الواقعة» الآية : 1 ، وفيه بعد ، لأن الحال فى أكثر أحوالها أن تكون ويمكن أن لا تكون ، والقيامة لا شك أنها ترفع قوما إلى الجنة وتخفض آخرين إلى النار ، فلا بد من ذلك ، فلا فائدة فى الحال.
وقد أجاز الفراء نصبها على إضمار : وقعت خافضة رافعة.
4 - إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا العامل فى «إذا» ، عند الزجاج : «وقعت» الآية : 1 ، وهذا بعيد ، إذا أعملت «وقعت» فى «إذا» الأولى ، فإن أضمرت ل «إذا» الأولى عاملا آخر يحسن عمل «وقعت» فى «إذا» الثانية ، إلا أن تجعل «إذا» الثانية بدلا من الأولى ، فيجوز عمل «وقعت» فيهما جميعا.
8 - فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ «أصحاب» ، الأولى : مبتدا ، و«ما» : ابتداء ثان ، وهى استفهام ، معناه : التعجب فى التعظيم ، و«أصحاب الميمنة» : خبر «ما» ، وخبر «أصحاب» الأولى ، وجاز ذلك ، وليس فى الجملة ما يعود على المبتدأ ، لأن المعنى :
ما هم؟ ف «هم» : يعود على المبتدأ الأول ، فهو كلام محمول على معناه لا على لفظه ، ومثله «الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ» 69 : 1 ، 2 ، و«الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ» 101 : 1 ، 2 ، وإنما ظهر الاسم الثاني ، وحقه أن يكون مضمرا ، لتقدم إظهاره ليكون أجل فى التعظيم والتعجب وأبلغ ، ومثله أيضا : «فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة».
10 ، 11 - وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ «السابقون» ، الأول ، ابتداء والثاني : نعته.
«
و أولئك المقربون» : ابتداء وخبر فى موضع خبر الأول.

(1/1754)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 438
و قيل : «السابقون» الأول : ابتداء والثاني : خبره ، و«أولئك» : خبر ثان ، أو بدل على معنى : السابقون إلى طاعة اللّه هم السابقون إلى رحمة اللّه.
13 ، 14 ، 15 - ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ «ثلة» : خبر ابتداء أي : هم ثلة.
وقيل. عطف عليه ، و«على سرر» : خبر ثان.
16 - مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ «متكئين» و«متقابلين» : حالان من المضمر فى «سرر» ، ولو كان «على سرر» ملغى غير خبر ، لم يكن فيه ضمير.
22 - وَحُورٌ عِينٌ من رفعه حمله على المعنى ، لأن معنى الكلام : فيها أكواب وأباريق ، فعطف «و حور عين» على المعنى ولم يعطفه على اللفظ ، ومن خفضه عطفه على ما قبله ، وحمله أيضا على المعنى ، لأن المعنى : تنعمون بفاكهة ولحم وبحور عين.
ويجوز النصب ، على أن يحمل أيضا على المعنى ، لأن المعنى : مطوف عليهم بكذا وكذا ، ويعطون كذا وكذا ، ثم عطف «و حورا» على معناه.
«عين» : هو جمع : عيناء ، وأصله «عين» على فعل ، كما تقول : حمراء وحمر : وكسرت العين لئلا تنقلب الياء واوا ، فتشبه ذوات الواو ، وليس فى كلام العرب ياء ساكنة قبلها ضمة ، ولا واو ساكنة قبلها كسرة.
ومن العرب من يقول : حير عين ، على الإتباع.
24 - جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ «جزاء» : مصدر وقيل : مفعول من أجله.
26 - إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً «سلاما» : نصب بالقول وقيل : هو نصب على المصدر وقيل : هو نعت ل «قيل». ويجوز فى الكلام الرفع على معنى : سلام عليكم ، ابتداء وخبر.

(1/1755)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 439
35 - إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً «أنشأناهن» ، الضمير ، يعود على «الحور» المتقدمى الذكر.
وقال الأخفش : هو ضمير لم يجر له ذكر ، إلا أنه عرف معناه.
37 - عُرُباً أَتْراباً «عربا» : هو جمع «عروبة» ، ومن أسكن العين فعلى التخفيف ، كعضد وعضد. و«الأتراب» :
جمع : ترب.
47 - وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ من كسر الميم فى «متنا» جعله فعل يفعل ، كخاف يخاف ، والمستقبل عنده : يمات.
وقيل : هو شاذ فى المعتل ، أتى على : فعل يفعل ، بضم العين فى المستقبل ، كما أتى فى السالم : فضل يفضل ، على فعل يفعل ، وهو شاذ أيضا.
55 - فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ «شرب» ، من فتح الشين جعله مصدر «شرب» ، ومن ضمها جعله اسما للمصدر ، ونصبه على المصدر أي :
شربا مثل شرب الهيم ، ثم حذف الموصوف والمضاف.
و«الهيم» : جمع «هيماء» ، وكسرت الهاء لئلا تنقلب الياء واوا ، فهو مثل «عين».
وقيل : هو جمع «هائم».
65 - لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ «ظلتم» : أصلها : ظللتم ، ثم حذفت اللام الأولى.
وقد قرىء بكسر الظاء ، على أن حركة اللام الأولى الكسر.
79 - لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ هذه الضمة فى «يمسه» يجوز أن تكون إعرابا ، و«لا» نفى أي : ليس يمسه إلا المطهرون يعنى :
الملائكة ، فهو خبر ، وليس نهيا ، وهو قول ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وغيرهم.

(1/1756)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 440
و قيل : «لا» : للنهى ، والضمة فى «يمسه» بناء ، والفعل مجزوم ، فيكون ذلك أمرا من اللّه أن لا يمس القرآن إلا طاهر ، وهو مذهب مالك وغيره.
فيكون معنى التطهير ، على القول الأول : من الذنوب والخطايا ، وعلى القول الثاني : التطهير بالماء.
88 ، 89 - فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ جواب «أما» و«إن» : فى الفاء ، فى قوله «فروح» أي : فله روح ، ابتداء وخبر.
وقيل : «الفاء» : جواب «أما» ، و«إن» : جوابها فيما قبلها ، لأنها لم تعمل فى اللفظ.
و قال المبرد : جواب «إن» : محذوف ، ولا يلى «أما» الأسماء أو الجمل ، وفيها معنى الشرط ، وكان حقها ألا يليها إلا الفعل ، للشرط الذي فيها ، لكنها نائبة عن فعل ، لأن معناها : مهما يكن من شىء فالأمر كذلك فلما تابت بنفسها عن فعل ، والفعل لا يليه فعل ، امتنع أن يليها الفعل ووليها الاسم أو الجمل ، وتقدير الاسم أن يكون بعد جوابها ، فإذا أردت أن تعرف إعراب الاسم الذي بعدها فاجعل موضعها «مهما» ، وقدر الاسم بعد «الفاء» ، وأدخل «الفاء» على الفعل.
ومعنى «أما» ، عند أبى إسحاق : أنها خروج من شىء إلى شىء أي : دع ما كنا فيه وخذ فى غيره.
91 - فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ابتداء ، وخبر.
93 - فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ «فنزل» أي : فيها نزل ، و«من حميم» : نعت ل «نزل» ، أو هو ابتداء وخبر.
95 - إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ «حق اليقين» : نعت قام مقام منعوت تقديره : من الخبر اليقين.

(1/1757)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 441
- 57 - سورة الحديد
1 - سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «و الأرض» أي : وما فى الأرض ، ثم حذفت «ما» ، على أنها نكرة موصوفة ، قامت مقام الصفة ، وهى «الأرض» ، مقام الموصوف ، وهو «ما».
ولا يحسن أن يكون «ما» ، بمعنى : «الذي» ، وتحذف الصلة ، لأن الصلة لا تقوم مقام الموصول عند البصريين ، وتقوم الصفة مقام الموصوف عند الجميع ، فحمله على الإجماع أولى من حمله على الاختلاف.
4 - ... وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ «معكم» : نصب على الظرف ، والعامل فيه المعنى تقديره : وهو شاهد معكم.
8 - وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ ...
«ما» : ابتداء ، و«لكم» : الخبر ، و«لا تؤمنون» : حال.
10 - ... وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ انتصب «كلا» ب «وعد».
و من قرأه بالرفع جعل «وعد» نعتا ل «كل» ، فلا يعمل فيه ، فرفعه على إضمار مبتدأ تقديره : أولئك كل وعد اللّه الحسنى.
وقد منع بعض النحويين أن يكون «وعد» صفة ل «كل» ، لأنه معرفة تقديره : وكلهم ، فلا يكون الخبر إلا «وعد» ، وهو بعيد ، ولا يجوز عند سيبويه إلا فى الشعر.
11 - مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ «قرضا» : قد تقدم ذكره فى «البقرة : 245» ، وهو مصدر أتى على غير المصدر ، كما قال : «أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً» 71 : 17 ، وكما قالوا : أجاب جابة.
وقيل : هو مفعول به ، كأنه قال : يقرض اللّه مالا حلالا.

(1/1758)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 442
12 - يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «يوم» : نصب على الظرف ، والعامل فيه : «و له أجر» الآية : 11 ، و«يسعى» ، فى موضع نصب على الحال ، لأن «ترى» من رؤية العين.
وقوله «بشراكم» : ابتداء ، و«جنات» : خبره وتقديره : وبشرى لكم دخول جنات ، ثم حذف المضاف ، ومعناه : يقال لهم ذلك.
وأجاز الفراء نصب «جنات» على الحال ، ويكون «يوم» : خبر «بشراكم» ، وتكون «جنات» : حالا لا معنى له ، إذ ليس فيها معنى فعل.
وأجاز أن يكون «بشراكم» فى موضع نصب ، على معنى : يبشرونهم بالبشرى ، وينصب «جنات» ، ب «البشرى».
وكله بعيد ، لأنه يفرق بين الصلة والموصول ب «يوم».
«
خالدين فيها» : نصب على الحال ، من الكاف والميم فى «بشراكم» 13 - يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ «يوم» : ظرف ، والعامل فيه : «ذلك هو الفوز» الآية : 12.
وقيل : هو بدل من «يوم» الأول.
و«فضرب بينهم بسور» : الباء ، زائده و«سور» : فى موضع رفع ، مفعول لم يسم فاعله ، «و الباء» :
متعلقة بالمصدر أي : ضربا بسور.
16 - أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ «ما» : بمعنى «الذي» ، فى موضع خفض عطف على «ذكر» ، وفى «نزل» : ضمير الفاعل ، يعود على «ما» ، ولا يجوز أن تكون مع الفعل مصدرا ، لأن الفعل يبقى بغير فاعل.

(1/1759)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 443
و من قرأ «نزّل» بالتشديد ، جعل فى «نزل» اسم اللّه - جل وعز - مضمرا ، وقدر «هاء» محذوفة تعود على «ما» ، لأن الفعل لما شدد تعدى إلى مفعول.
19 - وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ «و الشهداء» : رفع ، عطف على «الصديقون» ، و«لهم أجرهم ونورهم» : يعود على الجميع.
وقيل : هو مبتدأ ، و«عند ربهم» : الخبر ، «و لهم أجرهم» : ابتداء وخبر ، فى موضع خبر «الشهداء» ، إن شئت ، والضمير يعود على «الشهداء» فقط.
20 - اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ «أنما» : أن ، سدت مسد مفعولى «علم» ، و«ما» : كافة ، ل «أن» عن العمل ، و«الحياة» : ابتداء ، و«لعب» : الخبر ، و«الدنيا» : فى موضع رفع نعت ل «الحياة».
و«كمثل غيث» : الكاف ، فى موضع رفع نعت ل «تفاخر» ، أو : على أنها خبر بعد خبر ل «الحياة».
21 - سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا ...
«عرضها كعرض» : ابتداء وخبر ، فى موضع خفض على النعت ل «جنة» ، وكذلك : «أعدت» : نعت أيضا ل «جنة».
22 - ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ «فى الأرض» : فى موضع رفع ، صفة ل «مصيبة» على الموضع ، لأن «من» : زائدة.
ويجوز أن يكون «فى الأرض» : ظرفا ل «أصاب» ، أو ل «مصيبة» ، فلا يكون فيه حينئذ ضمير «نبرأها» والضمير يعود على «مصيبة» ، وقيل : على «الأرض» ، وقيل : على «أنفسكم».
24 - الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ «الذين» : فى موضع رفع ، على إضمار مبتدأ ، أو على الابتداء ، والخبر محذوف أو فى موضع نصب على البدل من «كل» ، أو على : «أعنى».

(1/1760)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 444
25 - ... وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ...
«فيه بأس» : ابتداء وخبر ، فى موضع نصب على الحال من «الحديد».
27 - ... ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ ...
«إلا ابتغاء رضوان اللّه» : استثناء ليس من الأول ، ويجوز أن يكون بدلا من المضمر المنصوب فى «كتبناها».
- 58 - سورة المجادلة
2 - الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ «الذين» : ابتداء ، و«ما هن أمهاتهم» : الخبر ، وأتت «ما» فى موضع نصب.
«إلا اللائي» : فى موضع رفع خبر ما بعد «إلا» الموجبة ، لأن «إن» بمعنى «ما» فى قوله «إن أمهاتهم».
واللغتان متفقتان فى الإيجاب على الرفع فى الخبر ، وكذلك إن تقدم الخبر على الاسم ، فالرفع فى الخبر لا غير.
«منكرا وزورا» : نعتان لمصدر محذوف ، نصب بالقول أي : ليقولون قولا منكرا وقولا زورا أي : كذبا وبهتانا.
ولو رفعته لا نقلب المعنى ، لأنك كنت تحكى قولهم فتخبر أنهم يقولون هاتين اللفظين ، وليس اللفظ بهاتين اللفظين يوجب ذمنهم.
3 - وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ...
«لما» : اللام ، متعلقة ب «يعودون» أي : يعودون لوطء المقول فيهن الظهار ، وهن الأزواج ، ف «ما» والفعل مصدر أي : لقولهم ، والمصدر فى موضع المفعول ، كقولهم : هذا درهم ضرب الأمير ، أي : مضروبه ، فيصير معنى «لقولهم» للمقول فيهن الظهار أي : لوطئهن بعد التظاهر منهن ، فعليهم تحرير رقبة من قبل الوطء.

(1/1761)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 445
و قيل : التقدير : ثم يعودون لإمساك المقول فيها الظهار ولا تطلق.
و قال الأخفش : اللام ، متعلقة ب «تحرير» ، وفى الكلام تقديم وتأخير والمعنى : فعليهم تحرير رقبة لما نطقوا به من الظهار ، وتقدير الآية عنده : والذين يظاهرون من نسائهم فعليهم تحرير رقبة للفظهم بالظهار ثم يعودون للوطء.
وقال أهل الظاهر : إن «اللام» متعلقة ب «يعودون» ، فإن المعنى : ثم يعودون لقولهم فيقولون مرة أخرى ، فلا يلزم المظاهر عندهم كفارة حتى يظاهر مرة أخرى.
وهذا غلط ، لأن العود ليس هو أن يرجع الإنسان إلى ما كان فيه ، دليله : تسميتهم للآخرة : المعاد ، ولم يكن فيها أحد فيعود إليها.
وقال قتادة : معناه : ثم يعودون لما قالوا من التحريم فيحلونه ، فاللام ، على هذا متعلقة ، ب «يعودون».
5 ، 6 - ... وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا ...
«يوم» : ظرف ، والعامل فيه «عذاب مهين» أي : فى هذا اليوم.
7 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ ...
«ثلاثة» : خفض ، بإضافة «نجوى» إليها ، و، «النجوى» بمعنى : السر ، كما قال تعالى : «نُهُوا عَنِ النَّجْوى » 58 : 8 ، و«بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ» 58 : 13.
ويجوز أن يكون «ثلاثة» بدلا من «نجوى» بمعنى : المتناجين ، كما قال «لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ» 4 : 114 ويجوز فى الكلام رفع «ثلاثة» على البدل من موضع «نجوى» ، لأن موضعها رفع ، و«من» : زائدة.
وإذا نصبت «ثلاثة» على الحال من المضمر المرفوع فى «نجوى» ، إذا جعلته بمعنى «المتناجين» ، جاز فى السلام.
18 - يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ ...
«جميعا» : نصب على الحال.
19 - اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ...
«
استحوذ» : هو مما جاء على أصله وشذ عن القياس ، وكان قياسه «استحاذ» ، كما تقول : استقام الأمر ، واستجاب الداعي.

(1/1762)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 446
23 - ... وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ ...
أصل «أب» : أبو ، على فعل ، دليله قولهم : أبوان ، فى التثنية ، وحذفت الواو منه لكثرة الاستعمال ، ولو جرى على أصول الاعتلال لقلت : أباك ، فى الرفع والنصب والخفض ، بمنزله : عصا ، وعصاك.
وبعض العرب يفعل فيه ذلك ، ولكن جرى على غير قياس الاعتدال فى أكثر اللغات ، وحسن ذلك فيه لكثرة استعماله ولصرفه.
فأما «ابن» ، فالساقط فيه ياء ، وأصله : بنى ، مشتق من : «بنا يبنى» ، والعلة فيه كالعلة فى «أب».
وقد قيل : إن الساقط منه «واو» ، لقولهم : البنوة ، وهو غلط ، لأن «البنوة» فى وزنها : الفعولة ، وأصلها :
البنوية ، فأدغمت الياء فى الواو ، وغلبت الواو للضمتين قبلها ، ولو كانت ضمة واحدة لصرت إلى الكسر وغلبت «الياء» ، ولكن لو أتى ب «الياء» فى هذا لوجب تغيير ضمتين ، فتستحيل الكلمة.
- 59 - سورة الحشر
6 - ... فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ ...
«و لا ركاب» ، يجوز فى الكلام : ولا ركابا ، بالنصب ، تعطفه على موضع «من خيل» ، لأن «من» زائدة ، و«خيل» : مفعول به.
7 - ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ ...
«دولة» : خبر «كان» ، والفيء : اسمها تقديره : كيلا يكون الفيء دولة.
ومن قرأ «تكون» بالتاء ، ورفع «دولة» جعلها اسم «كان» ، و«كان» بمعنى : وقع ، ولا تحتاج إلى خبر ، و«لا» ، فى القراءتين : غير زائدة.
8 - لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً ...
«
يبتغون» : فى موضع نصب ، على الحال من «الفقراء» ، أو : الضمير فى «أخرجوا».
9 - وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ ...
«الذين» : فى موضع خفض ، عطف على «الفقراء» ، و«يحبون» : فى موضع نصب ، على الحال من «الذين» ، ومثله : ولا «يجدون» ، و«يؤثرون» أو فى موضع رفع على الابتداء ، والخبر : «يحبون»

(1/1763)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 447
12 - لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ «لا يخرجون معهم» ، و«لا ينصرونهم» : لم يجز «ما» ، لأنهما جوابان لقسمين قبلهما ، ولم يعمل فيهما الشرط.
14 - لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ ...
«جميعا» : نصب على الحال ، من المضمر المرفوع.
16 - كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ ...
«كمثل» : الكاف ، فى موضع رفع.
17 - فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ «أن» : فى موضع رفع ، اسم «كان» ، و«العاقبة» : الخبر ، و«و خالدين» : حال.
ويجوز رفع «خالدين» على خبر «أن» ، ويلغى الظرف ، وبه قرأ الأعمش.
وكلا الوجهين عند سيبويه سواء.
وقال المبرد : نصب «خالدين» على الحال ، أو لئلا يلغى الظرف مرتين ، يعنى «فى النار» و«فيها».
و لا يجوز ، عند الفراء ، إلا نصب «خالدين» على الحال ، لأنك لو رفعت «خالدين» على خبر «أن» كان حق «فى النار» أن يكون متأخرا ، فيقدم المضمر على المظهر ، لأنه يصير التقدير عنده : وكان عاقبتهما أنهما خالدان فيها فى النار ، وهذا جائز عند البصريين ، إذا كان المضمر فى اللفظ بعد المظهر ، وإن كانت رتبة المضمر التأخير ، إنما ينظر إلى اللفظ عندهم ، وكلهم أجاز : ضر زيدا طعامه ، بتأخير الضمير فى اللفظ ، وإن كانت رتبته التقديم ، لأنه فاعل.
21 - لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ...
«خاشعا متصدعا» : حالان من الهاء فى «رأيته» ، و«رأيت» : من : رؤية العين.
24 - هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ...
«المصور» : مفعّل ، من : صور يصور ، ولا يحسن أن يكون من : صار يصير لأنه يلزم فيه أن يقال :
المصيّر ، بالياء ، وهو نعت بعد نعت ، أو خبر بعد خبر ويجوز نصبه فى الكلام ، ولا بد من فتح الواو ، فتنصبه ب «البارئ» أي : هو اللّه الخالق المصوّر أي : الذي يخلق المصوّر يعنى : آدم عليه السلام.
ولا يجوز نصبه مع كسر الواو.
وقد روى عن على رضى اللّه عنه أنه قرأ بفتح الواو وكسر الراء ، على التشبيه ب «الحسن الوجه».

(1/1764)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 448
- 60 - سورة الممتحنة
1 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي ...
«تلقون» : فى موضع نصب ، على النعت ل «أولياء».
«يخرجون الرسول» : فى موضع نصب ، على الحال من المضمر فى «كفروا».
«إن تؤمنوا» : أن ، فى موضع نصب ، مفعول من أجله.
«
إن كنتم خرجتم» : أن ، للشرط ، وجواب الشرط فيما تقدم من الكلام ، لأنها لم تعمل فى اللفظ.
«جهادا» : نصب على المصدر فى موضع الحال وقيل : هو مفعول من أجله ، ومثله : «ابتغاء مرضاتى».
3 - لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ «يوم» : ظرف ، العامل فيه «ينفعكم» ، وتقف على «القيامة».
وقيل : «ينفعكم» : هو العامل فى الظرف ، وتقف على «بينكم» ، ولا تقف على «القيامة».
4 - قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ...
«برءاء» : جمع : برىء ، ككريم وكرماء.
وأجاز عيسى بن عمر «براء» ، بكسر الباء ، جعله ككريم وكرام.
وأجاز الفراء «براء منكم» ، بفتح الراء ، بلفظ الواحد يدل على الجمع ، كقوله «إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ» 43 : 26.
و«براء» ، فى الأصل : مصدر ، فهو يقع على الواحد والجمع بلفظ واحد ، وتحقيقه : إننى ذو براء أي :
ذو تبرؤ منكم.
«إلا قول إبراهيم» : قول ، استثناء ليس من الأول.

(1/1765)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 449
8 - لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ «أن تبروهم» : أن ، فى موضع خفض على البدل من «الذي» ، وهو بدل الاشتمال ، ومثله : «أن تولوهم» الآية : 9.
وقيل : هما مفعولان من أجلهما.
10 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ...
«مهاجرات» : نصب على الحال ، من «المؤمنات».
«مؤمنات» : مفعول ثان ل «علمتموهن» ، «و هن» : الأول.
«أن تنكحوهن» : فى موضع نصب بحذف حرف الجر تقديره : فى أن تنكحوهن أي : ليس عليكم حرج فى نكاحهن إذا آتيتموهن أجورهن.
- 61 - سورة الصف
3 - كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ «مقتا» نصب على البيان.
«أن تقولوا» : أن ، فى موضع رفع على الابتداء ، وما قبلها الخبر تقديره : قولكم ما لا تفعلون كبر مقتا عند اللّه.
ويجوز أن يكون «أن» فى موضع رفع ، على إضمار مبتدأ أي : هو أن تقولوا.
وفى «كبر» : ضمير فاعل أي : كبر المقت مقتا ، هذا مما أضمر من غير تقدم ذكر قبله ، لكنه أضمر على شريطة التفسير ، لأنه بمعنى الذّم تقديره : قولكم ما لا تفعلون مذموم وقام قوله : «كبر مقتا» مقام «مذموم» ، كما تقول : زيد نعم رجلا ، فترفع «زيدا» على الابتداء وما بعده خبره ، وليس فيه ما يعود عليه ، ولكنه جاز وحسن ، لأن معناه المدح ، فكأنه فى التقدير : زيد ممدوح ، وقام قولك : «نعم رجلا» مقام «ممدوح».

(1/1766)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 450
4 - إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ «صفا» : مصدر ، فى موضع الحال.
«كأنهم بنيان» : فى موضع الحال من المضمر المرفوع فى «يقاتلون» والتقدير : مشبهين بنيانا مرصوصا.
6 - وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ ...
العامل فى «إذ» : فعل مضمر تقديره : واذكر إذ قال.
«مصدقا» و«مبشرا» : حالان ، من عيسى عليه السلام.
11 ، 12 - تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ...
«تؤمنون ، وتجاهدون» ، لفظهما ، عند المبرد ، لفظ الخبر ومعناه الأمر ، كأنه قال : آمنوا وجاهدوا ، ولذلك قال : «يغفر لكم» ، «و يدخلكم» : بالحزم ، لأنه جواب الأمر ، فهو محمول على المعنى.
ودل على ذلك أن فى حرف عبد اللّه «آمنوا» ، على الأمر.
وقال غيره : «تؤمنون» و«و تجاهدون» : عطف بيان على ما قبله ، وتفسير ل «التجارة» ما هى ، كأنه لما قال «هل أدلكم على تجارة» الآية : 10 ، لم يدر ما التجارة؟ فبينها بالإيمان والجهاد ، فعلم أن التجارة هى الإيمان والجهاد ، فيكون على هذا «يغفر» جواب الاستفهام محمول على المعنى ، لأن المعنى : هل تؤمنون باللّه وتجاهدون يغفر لكم ، لأنه قد بين التجارة بالإيمان والجهاد ، فهى هما ، وكأنهما قد لفظ بهما فى موضع التجارة بعد «هل» ، فحمل الجواب على ذلك المعنى.
وقال الفراء : «يغفر» : جواب الاستفهام ، فإن أراد هذا المعنى فهو حسن ، وإن لم يرده فذلك غير جائز ، لأن «الدلالة» لا تجب بها المغفرة ، إنما تجب المغفرة بالقول والعمل.
13 - وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ «أخرى» : فى موضع خفض ، عطف على «تجارة» الآية : 10 أي : وهل أدلكم على خلة أخرى تحبونها.
هذا مذهب الأخفش ، ويرفع «نصر» على إضمار مبتدأ أي : ذلك نصر ، أو : هى نصر.
و قال الفراء : «أخرى» : فى موضع رفع على الابتداء والتقدير عنده : ولكم خلة أخرى.

(1/1767)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 451
و هو اختيار الطبري ، واستدل على هذا بقوله «نصر» و«فتح» ، على البدل من «أخرى».
14 - ... فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ «ظاهرين» : نصب على خبر «أصبح» ، والضمير : اسمها.
- 62 - سورة الجمعة
2 - هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ «يتلو ، ويزكيهم ويعلمهم» : كلها نعوت ل «رسول» ، وكذلك : «منهم» ، نعت أيضا ، فى موضع نصب كلها.
3 - وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «آخرين» : فى موضع خفض ، عطف على «الأميين» الآية : 2.
وقيل : فى موضع نصب ، على العطف على المضمر المنصوب فى «يعلمهم» ، أو : «يزكيهم».
وقيل : هو معطوف على معنى «يتلوا عليهم» ، لأن معناه : يعرفهم آياته.
«لما يلحقوا» : أصل «لما» : لم ، زيدت عليها «ما» لينفى بها ما قرب من الحال ، ولو لم يكن معها «ما» لكانت على نفى ماض لا غير ، وإذا قلت : لم يقم زيد ، فهو نفى لمن قال : قام زيد وإذا قلت : لما يقم زيد ، فهو نفى لمن قال : يقوم زيد.
5 - مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ «يحمل» : حال من «الحمار».
«بئس مثل القوم» : مثل ، مرفوع ب «بئس» ، والجملة : فى موضع البيان لمحذوف تقديره : بئس مثل القوم هذا المثل ، لكن حذف لدلالة الكلام عليه.
8 - قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ...
«
ملاقيكم» : خبر «إن» ، وإنما دخلت الفاء فى خبر «إن» ، لأنه قد نعت اسمها ب «الذي» ، والنعت هو المنعوت ، و«الذي» مبهم ، والإبهام حد من حدود الشرط ، فدخلت «الفاء» فى الخبر لما فى «الذي» من الإبهام ،

(1/1768)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 452
الذي هو من حدود الشرط ، وحسن ذلك لأن «الذي» قد وصل يفعل ، ولو وصل بغير فعل لم يجز دخول «الفاء» فى الخبر ، لو قلت : إن أخاك فجالس ، لم يجز إذ ليس فى الكلام ما فيه إبهام.
ويجوز أن يكون «الذي تفرون منه» هو الخبر ، ويكون «الفاء» فى «فإنه ملاقيكم» : جواب للجملة ، كما تقول : زيد منطلق فقم إليه.
9 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ...
«الجمعة» : يجوز إسكان الميم استخفافا.
وقيل : هى لغة وقيل : لما كان فيه معنى الفعل صار بمنزلة «رجل هزأة» ، لأنه مفعول به فى المعنى وشبهه ، فصار كهزأة ، الذي يهزأ منه.
وفيه لغة ثالثة : الجمعة ، بفتح الميم ، على نسب الفعل إليها ، كأنها تجمع الناس ، كما يقال : رجل لحنة ، إذا كان يلحن الناس وقرأة ، إذا كان يقرئ الناس.
- 63 - سورة المنافقون
1 - إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ العامل فى «إذا» : «جاءك» ، لأن فيها معنى الشرط ، وقد تقدمت عليها.
«يعلم إنك لرسوله» : كسرت «إن» ، لدخول اللام عليها فى خبرها ، فالفعل معلق عن العمل فى اللفظ ، وهو عامل فى المعنى فى الجملة ، ولا يعلق عن العمل إلا الأفعال التي تنصب الابتداء والخبر.
2 - اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ «ما» : فى موضع رفع ب «ساء» ، على قول سيبويه ، و«و كانوا يعملون» : صلة «ما» ، و«الهاء» :
محذوفة أي : يعملونه.
و قال الأخفش : «ما» : نكرة ، فى موضع نصب ، و«كانوا يعملون» : نعته ، «و الهاء» : محذوفة أيضا من الصلة ، وحذفها من الصلة أحسن ، وهو جائز من الصفة.

(1/1769)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 453
و قال ابن كيسان : «ما» والفعل : مصدر ، فى موضع رفع ب «ساء» ، فلا يحتاج إلى «هاء» محذوفة ، على قوله.
5 - وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ «تعالوا يستغفر» : أعمل الثاني منهما ، وهو «يستغفر». وليس فيه ضمير ، لأن فاعله بعده ، ولو أعمل الأول فى الكلام ، وهو «تعالوا» ، لقيل : تعالوا يستغفر لكم إلى رسول اللّه لأن تقديره : تعالوا إلى رسول اللّه يستغفر لكم ، ففى «يستغفر» : ضمير الفاعل على هذا التقدير.
6 - سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ «لن يغفر» : لن ، هى الناصبة للفعل ، عند سيبويه.
وقال الخليل : أصلها «لا أن» ، فحذفت الهمزة لكثرة الاستعمال ، ثم حذفت ألف «لا» لسكونها وسكون النون ، فبقيت : لن ، و«و لن» موضوعه لنفى المستقبل فإذا قلت : لن يقوم زيد ، فإنما هو نفى لمن قال : سيقوم زيد ولذلك لا يجوز دخول السين وسوف مع «لن» ، لأنها لا تدخل إلا على مستقبل ، فلا تحتاج إلى السين وسوف معها ، ف «لن» هى الناصبة للفعل ، عند الخليل.
وقال سيبويه : إنه لا يجوز : زيدا لن أضرب ، لأنه فى صلة «لن» ، على قول الخليل.
وقد منع بعض النحويين - وهو على بن سليمان - أن يجوز : زيدا لن أضرب ، من جهة أن «لن» لا تتصرف ، فهى ضعيفة لا يتقدم عليها ما بعدها ، كما لم يجز أن يتقدم اسم «أن» عليها ، وعوامل الأسماء أقوى من عوامل الأفعال ، وإذا لم يتقدم ما بعد عوامل الأسماء عليها ، وهى أقوى من عوامل الأفعال ، كان ذلك فى عوامل الأفعال أبعد وكذلك «لم» عنده.
و البصريون على جوازه مع «لن».
8 - يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ...
«ليخرجن» : هذا وجه الكلام ، لأن الفعل متعد إلى مفعول ، لأنه من «أخرج».
فأما من قرأ «ليخرجن» ، بفتح الياء ، فالفعل غير متعد ، لأنه «خرج» ، لكنه ينصب الأول على الحال ، والحال لا يكون فيها الألف واللام إلا فى نادر يسمع ولا يقاس عليه حكى سيبويه : ادخلوا الأول فالأول ، نصبه على الحال.
وأجاز يونس : مررت به المسكين ، نصب «المسكين» على الحال ، ولا يقاس عليه لشذوذه وخروجه عن القياس.

(1/1770)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 454
10 - وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ «و أكن» : من حذف الواو عطفه على موضع «الفاء» ، لأن موضعها جزم على جواب التمني ومن أثبت عطفه على لفظ ، «فأصدق» ، والنصب فى «فأصدق» على إضمار «أن».
- 64 - سورة التغابن
6 - ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا ...
«يهدوننا» : إنما جمع ، لأنه رده على ، معنى «بشر» ، لأنه بمعنى الجماعة فى هذا الموضع ، ويكون للواحد ، نحو قوله «ما هذا بشرا» 12 : 31.
وقد أجاز النحويون : رأيت ثلاثة نفر ، وثلاثة رهط ، حملا على المعنى ولم يجيزوا : رأيت ثلاثة قوم ، ولا ثلاثة بشر والفرق بينهما أن «نفرا» و«رهطا» ، لما دون العشرة من العدد ، فأضيف ما دون العشرة من العدد إلى ما فوقها وأما «بشر» فيقع للواحد ، فلم يمكن إضافة عدد إلى واحد.
و«بشر» : رفع بالابتداء وقيل : بإضمار فعل.
9 - يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ...
«يوم» : ظرف ، والعامل فيه : «لتنبئون» الآية : 7.
16 - فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ ...
«خيرا» : انتصب ، عند سيبويه ، على إضمار فعل دل عليه الكلام ، لأنه لما قال «و أنفقوا» دل على أنه أمرهم أن يأتوا فعل خير ، وكأنه قال : وأتوا خيرا.
وقال الفراء والكسائي : هو نعت لمصدر محذوف تقدير : وأنفقوا إنفاقا خيرا.
وقيل : هو نصب ب «أنفقوا» ، و«الخير» : المال ، على هذا القول ، وفيه بعد فى المعنى.
وقال بعض الكوفيين : هو نصب على الحال ، وهو بعيد فى الإعراب والمعنى أيضا.

(1/1771)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 455
- 65 - سورة الطلاق
3 - ... وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً انتصب «أمره» ب «بالغ» ، لأنه بمعنى الاستقبال.
وقد قرئ بالإضافة.
وأجاز الفراء فى الكلام : بالغ أمره ، بالتنوين ورفع «الأمر» ب «بالغ». أو بالابتداء ، و«بالغ» :
خبره ، والجملة : خبر «إن».
4 - وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً «و اللائي يئسن» : اللائي ، ابتداء ، و«يئسن» وما بعده : صلة ، إلى «نسائكم» ، و«إن ارتبتم» : شرط و«فعدتهن» : ابتداء ، و«ثلاثة» : خبره ، و«الفاء» : جواب شرط ، وجوابه وما تعلق به : خبر عن «اللائي».
والتقدير : إن ارتبتم فيهن فأمد عدتهن ثلاثة أشهر.
وواحد «اللائي» : التي.
«و أولات الأحمال» : ابتداء ، و«أجلهن» : ابتداء ثان ، و«أن يضعن» : خبر الثاني ، و«أن» :
فى موضع رفع ، وهى والفعل مصدر ، والثاني وخبره : خبر الأول.
ويجوز أن يكون «أجلهن» بدلا من «أولات» ، وهو بدل الاشتمال ، و«أن يضعن» : الخبر.
وواحد «أولات» : ذات.
6 - ... وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ...
فى «كن» : اسمها ، و«أولات» : الخبر تقديره : وإن كانت المطلقات أولات حمل فأنفقوا عليهن.
10 ، 11 - ... قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ ...
انتصب «ذكرا» ب «أنزل» ، وانتصب «رسول» على نعت «ذكر» تقديره : ذكرا ذا رسول ، ثم حذف المضاف إليه.
وقيل : انتصب «رسول» على البدل من «ذكر» ، و«رسول» بمعنى : رسالة.

(1/1772)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 456
و قيل : هو بدل ، و«رسول» : على بابه ، لكن معناه : قد أظهر اللّه لكم ذكرا رسولا ، لأن «أنزل» دل على إظهار أمر لم يكن ، فليس هو بمعنى «رسالة» ، على هذا المعنى.
وهو فى الوجهين بدل الشيء من الشيء ، وهو هو.
وقيل : هو نصب على إضمار : «أرسلنا».
وقيل : على إضمار : «أعنى».
وقيل : هو نصب على الإغراء أي : اتبعوا رسولا ، أو : الزموا رسولا.
وقيل : هو نصب بفعل دل عليه «ذكرا» تقديره : قد أنزل اللّه إليكم ذكرا رسولا أي : تذكروا رسولا أو : نذكر رسولا.
وقيل : هو نصب ب «ذكر» ، لأنه مصدر يعمل عمل الفعل ، تقديره : فأنزل اللّه إليكم أن تذكروا رسولا.
و«يتلو» : نعت ل «رسول».
12 - اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً «لتعلموا» : اللام ، متعلقة ب «يتنزل».
وقيل : ب «خلق».
- 66 - سورة التحريم
1 - يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي ، مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ «تبتغى» : فى موضع نصب ، على الحال من المضمر فى «تحرم».
2 - قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ «تحلة» : نصب ب «فرض» ، وزنه : تفعلة ، وأصله : تحللة ، ثم ، ألقيت حركة اللام الأولى على الحاء ، وأدغمت فى الثانية.
3 - ... فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ...
«نبأت به» : المفعول الثاني محذوف تقديره : نبأت به صاحبتها ، يعنى : حفصة رضى اللّه عنها عائشة. وقيل :
عائشة هى المخبرة حفصة بالسر.

(1/1773)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 457
و كذلك المفعول فى قوله «عرف بعضه» ، فى قراءة من شدد الراء أي : عرفها بعضه على بعض ما أفشت لصاحبتها ، وأعرض عن بعض ، تكرما منه صلى اللّه عليه وسلم ، فلم يعرفها به.
فأما من خفف الراء ، فهو على معنى : جازى على بعضه ولم يجاز على بعض ، إحسانا منه صلى اللّه عليه وسلم.
ولا يحسن أن يكون : معناه : أنه لم يدر بعضه ، لأن اللّه عز وجل قد أخبرنا أنه قد أظهر نبيه عليه ، فغير جائز أن يظهر على ما أفشت ويعرفه بعض ما أظهره عليه دون بعض ، أو يعرف بعضا وينكر بعضا.
4 - إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ إنما جمع «القلب» ، وهما اثنان ، لأن كل شىء ليس فى الإنسان منه غير واحد إذا قرن به مثله ، فهو جمع ، وقيل : لأن التثنية جمع ، لأنه جمع شىء إلى شىء.
«فإن اللّه هو مولاه» : هو ، فاصلة ، و«مولاه» : خبر «إن».
ويجوز أن يكون «هو» : ابتداء ، «و مولاه» : الخبر ، والجملة : خبر «إن». وتقف على «مولاه» ، على هذا لا تتجاوزه.
«و جبريل» : ابتداء ، وما بعده عطف عليه ، و«ظهير» : خبر.
ويجوز أن يكون «و جبريل» عطفا على «مولاه».
وتقف على «جبريل» على هذا ، ويكون «و صالحو المؤمنين» ابتداء ، و«الملائكة» : عطفا ، و«ظهير» : خبرا.
ويجوز أن يكون «و صالحو المؤمنين» : عطفا على «جبريل» ، و«جبريل» : عطفا على «مولاه».
و«المولى» ، بمعنى : الولي ، لأن الملائكة والمؤمنين أولياء الأنبياء وناصروهم ، فتقف ، على هذا ، على «المؤمنين» ، ويكون قوله «و الملائكة» : ابتداء ، و«ظهير» : خبره ، لأن المتعارف عند القراء الوقف على «مولاه» ، ويكون «و جبريل» : ابتداء يبتدأ به.
5 - عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ ...
«أن» : فى موضع نصب خبر «عسى» ، ومثله : «أن يكفر» الآية : 8.
6 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ...
«قوا» : فعل قد اعتل فاؤه ولامه ، فالفاء محذوفة لوقوعها بين ياء وكسرة فى قوله «يقى» ، على مذهب البصريين

(1/1774)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 458
و قال الكوفيون : إنما حذفت للفرق بين المتعدى وغير المتعدى ، فحذفت فى : «تعد» ، و«يقى» ، لأنه متعد ، وثبتت فى «يوجل» لأنه غير متعد ، ويلزمهم ألا يحذفوا فى «يرم» و«يثق» لأنهما غير متعديين ، ولا بد من الحذف فيهما و«اللام» محذوفة لسكونها ويكون الواو بعدها ، والنون محذوفة للبناء ، عند البصريين ، وللجزم عند الكوفيين ، وأصله : أوفيوا ، فحذفت الواو ، لما ذكرنا ، فاستغنى عن ألف الوصل ، ثم ألقيت حركة الياء على القاف ، وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها ، فصارت : قوا.
وقيل : بل حذفت الضمة عن «الياء» استخفافا ، وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها ، وضمت القاف لأجل الواو ، لئلا تنقلب ياء ، فتغير المعنى.
10 - ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ...
«مثلا» ، و«امرأة» : مفعولان ب «ضرب».
وقيل : «امرأة نوح» ، هى بدل من «مثلا» على تقدير : مثل امرأة نوح ، ثم حذف «مثل» الثاني لدلالة الأول عليه.
12 - وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها ...
«مريم» : انتصب على العطف ، على «مثلا» الآية : 11 ، و«ابنة» : نعت لها ، أو بدل. ولم تنصرف «مريم» للتأنيث والتعريف.
وقيل : إنه اسم أعجمى وقيل : عربى
- 67 - سورة الملك
3 - الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ «طباقا» : نعت ل «سبع».
«و قيل» : هو جمع «طبقة» ، كرحبة ورحاب.
وقيل : هو جمع «طبق» ، كجمل وجمال.
4 - ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ «كرتين» نصب ، لأنه فى موضع المصدر ، كأنه قال : فارجع البصر رجعتين.

(1/1775)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 459
«خاسئا» : حال من «البصر» ، وكذلك : «و هو حسير» ، ابتداء وخبر ، فى موضع نصب على الحال من «البصر».
8 - تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ «كلما» : نصب ب «ألقى» ، على الظرف.
11 - فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ إنما وحد «الذنب» ، والإخبار عن جماعة ، لأنه مصدر يقع على القليل والكثير «فسحقا» : نصب على إضمار فعل أي : ألزمهم اللّه سحقا.
وقيل : هو مصدر جعل بدلا من اللفظ بالفعل ، وهو قول سيبويه.
والرفع يجوز فى الكلام على الابتداء.
14 - أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ «من» : فى موضع رفع ب «يعلم» ، والمفعول محذوف تقديره : ألا يعلم الخالق خلقه ، فدل ذلك على أن ما يسرّ الخلق من قولهم وما يجهرون به كل من خلق اللّه ، لأنه قال : «و أسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور» الآية : 13 ولا يصح أن تكون «من» فى موضع نصب ، اسما للمسرين والمجاهرين ، حتى لا يخرج الكلام من عمومه ، ويدفع عموم الخلق عن اللّه جل ذكره ، ولو أتت «ما» فى موضع «من» لكان فيه بيان لعموم أن اللّه خالق كل شىء من أقوال الخلق ، أسروها أو أظهروها ، خيرا كانت أو شرا ، ويقوى ذلك قوله «إنه عليم بذات الصدور» ، ولم يقل : عليم بالمسرين والمجاهرين ، وتكون «ما» : فى موضع نصب.
16 ، 17 - أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ «أن» ، فيهما : فى موضع نصب على البدل من «من» ، وهو بدل الاشتمال.
و قال النحاس : «أن» : مفعولة ، ولم يذكر البدل ، ووجهه ما ذكرت لك.
19 - أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ...
«صافات» : حال من «الطير» ، وكذلك : «و يقبضن».

(1/1776)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 460
22 - أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ «أ فمن يمشى» : ابتداء ، و«مكبا» : حال منه ، و«أهدى» : خبره.
23 - قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ إنما وحد «السمع» ، لأنه فى الأصل مصدر.
25 - وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ «هذا» : مبتدأ ، و«الوعد» : نعته ، و«متى» : فى موضع رفع خبر «هذا» ، وفيه ضمير مرفوع يعود على «هذا».
وقيل : «هذا» : رفع بالاستقرار ، و«متى» : ظرف فى موضع نصب ، فلا يكون فيه ضمير.
27 - فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ «تدعون» : هو تفتعلون ، من الدعاء ، وأصله : تدتعيون ، ثم أدغمت التاء فى الدال ، على إدغام الثاني فى الأول ، لأن الثاني أضعف من الأول ، وأصل الإدغام الأضعف فى الأقوى ، ليزداد قوة مع الإدغام ، والدال مجهورة والتاء مهموسة ، والمجهور أقوى من المهموس ، فلذلك أدغم الثاني فى الأول ، ليصير اللفظ بحرف مجهور.
30 - قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ «فمن يأتيكم» : ابتداء وخبر ، و«الفاء» : جواب الشرط.
«بماء معين» : يجوز أن يكون «معينا» بمعنى : «فعيلا» ، من : معن الماء ، إذا كثر ويجوز أن يكون «مفعولا» من العين وأصله : معيون ، ثم أعل بأن أسكنت الياء استخفافا وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها ، ثم قلبت الواو ياء ، لانكسار العين قبلها.
و قيل : بل حذفت الواو لسكونها وسكون الياء قبلها فتقديره على هذا : فمن يأتيكم بماء يرى بالعين.
- 68 - سورة القلم
1 - ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ قد تقدم وجهه الإظهار والإدغام فى النون فى «يسن» وغيرها ، وقد قرئت بفتح «النون» على أنه مفعول به أي : اذكر نون ، أو : أقرأ نون ، ولم ينصرف لأنه معرفة ، وهو اسم لمؤنث ، وهى السورة.

(1/1777)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 461
و قيل : لأنه اسم أعجمى.
وقال سيبويه : إنما فتحت النون لالتقاء الساكنين ، كأين وكيف ، كأن القارئ وصل قراءته ولم يدغم ، فاجتمع ساكنان : النون والواو ، وفتحت النون.
وقال الفراء : إنما فتحت على التشبيه ب «ثم».
وقال غيره : فتحت ، لأنها أشبهت نون الجمع.
وقال أبو حاتم : لما حذفت منها واو القسم نصبت بالفعل المقسم به ، كما تقول : اللّه لأفعلن ، فنصب الاسم بالفعل ، كأنه فى التمثيل ، وإن كان لا يستعمل : أقسمت باللّه.
وأجاز سيبويه : اللّه لأفعلن ، بالخفض ، أعمل حرف القسم ، وهو محذوف ، وجاز ذلك فى هذا ، وإن كان لا يجوز فى غيره ، لكثرة استعمال الحذف فى باب القسم.
ومن جعل «نون» قسما ، جعل الجواب : «ما أنت بنعمة ربك» الآية : 2.
6 - بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ «بأيكم» : الباء ، زائدة ، والمعنى : أيكم المفتون.
وقيل : الباء ، غير زائدة ، لكنها بمعنى «فى» والتقدير : فى أيكم المفتون.
وقيل : المفتون ، بمعنى : الفتون ، والتقدير : فى أيكم الفتون أي : الجنون.
وكتب «أيكم» فى المصحف ، فى هذا الموضع خاصة ، بياءين وألف قبلهما ، وعلة ذلك أنهم كتبوا للهمزة صورة على التحقيق وصورة على التخفيف ، فالألف صورة الهمزة على التحقيق ، والياء الأولى صورتها على التخفيف ، لأن قبل الهمزة كسرة ، فإذا خفضتها فحكمها أن تبدل منها ياء والثانية صورة الياء المشددة.
وكذلك كتبوا «بأييد - 51 : 47» بياءين ، على هذه العلة ، وكتبوا «وَ لَأَوْضَعُوا - 9 : 48» ، وكذلك :
«
أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ - 27 : 21» و: «لَإِلَى الْجَحِيمِ - 37 : 68» ، و: «لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ - 3 : 158» ، كتب كله بألفين : إحداهما ، وهى الأولى ، صورة الهمزة على التحقيق ، والثانية صورتها على التخفيف.
وقد قيل : الأولى : صورة الهمزة ، والثانية : صورة حركتها.
وقيل : هى فتحة أشبعت فتولدت منها ألف ، وفيه بعد ، وهذا إنما هو تعليل لخط المصحف ، إذ قد أتى على خط ذلك ، ولا سبيل لتحريفه.

(1/1778)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 462
و هذا الباب يتسع ، وهو كثير فى الخط ، خارج عن المتعارف بين الكتاب من الخط ، فلا بد أن يخرج لذلك وجه يليق به.
14 ، 15 - أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ «أن» : مفعول من أجله ، والعامل فيه فعل مضمر تقديره : يكفر - أو : يجحد - من أجل أن كان ذا مال ولا يجوز أن يكون العامل : «تتلى» ، لأن ما بعد «إذا» لا يعمل فيما قبلها ، لأن «إذا» تضاف إلى الجمل التي بعدها ، ولا يعمل المضاف إليه فيما قبل المضاف ، و«قال» : جواب الجزاء ، ولا يعمل فيما قبل الجزاء ، لأن حكم العامل أن يكون قبل المعمول فيه ، وحكم الجواب أن يكون بعد الشرط ، فيصير مقدما مؤخرا فى حال ، وذلك لا يجوز ، فلا بد من إضمار عامل على ما ذكرنا.
«أساطير» أي : هذه أساطير ، ف «أساطير» : خبر ابتداء مضمر.
17 - ... إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ «مصبحين» : حال من المضمر فى «ليصرمنها» المرفوع ، ولا خبر ل «أصبح» فى هذا ، لأنها بمعنى : داخلين فى الإصباح.
33 - كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ «العذاب» : ابتداء ، و«كذلك» : الخبر أي : العذاب الذي يحل بالكفار مثل هذا العذاب.
36 - ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ «ما» : ابتداء ، استفهام ، و«لكم» : الخبر ، و«كيف» : فى موضع نصب ب «تحكمون».
39 - أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ «أيمان» : ابتداء ، و«علينا» : خبر ، و«بالغة» : نعت ل «أيمان».
وقرأ الحسن : «بالغة» ، بالنصب ، على الحال من المضمر فى «علينا».
41 ، 42 - أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ انتصب «يوم» على : اذكر يا محمد ، فيبتدأ به.

(1/1779)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 463
و يجوز أن تنصبه ب «فليأتوا» أي : فليأتوا بشركائهم فى هذا اليوم ، فلا يحسن الابتداء به.
43 - خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ «خاشعة» : نصب على الحال ، من المضمر فى «يدعون» ، أو من المضمر فى «يستطيعون» ، و«أبصارهم» :
رفع بفعلها ، و«ترهقهم» : فى موضع الحال ، مثل الأول ، وإن شئت : كان منقطعا من الأول.
44 - فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ «من» : فى موضع نصب ، على العطف على المتكلم ، وإن شئت : على أنه مفعول معه.
49 - لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ «أن» : فى موضع رفع بالابتداء ، والخبر محذوف ولا يكاد يستعمل مع «لو لا» عند سيبويه إلا محذوفا والتقدير : لو لا مداركة اللّه إياه لحقته ، أو : استنفدته ، وشبهه ، و«لنبذ» : جواب «لو لا» ، وذكّر تداركه» ، لأن النعمة والنعم ، بمعنى ، فحمل على المعنى.
وقيل : ذكّر ، لأنه فرق بينهما بالهاء.
وقيل : لا تأنيث ، النعمة : مؤنث غير حقيقى ، إذ لا ذكر لها من لفظها.
وفى قراءة ابن مسعود : «لو لا أن تداركته» ، بالتاء ، على تأنيث اللفظ.
«و هو مذموم» : ابتداء وخبر ، فى موضع نصب على الحال من المضمر المرفوع فى «نبذ».
51 - وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ «أن» ، عند الكوفيين ، بمعنى : «ما» ، و«اللام» بمعنى : «إلا» وتقديره : وما يكاد الذين كفروا إلا يزلقونك.
و«إن» ، عند البصريين : مخففة من الثقيلة واسمها مضمر معها ، و«اللام» : لام التأكيد ، لزمت هذا النوع لئلا تشبه «إن» التي بمعنى «ما».

(1/1780)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 464
- 69 - سورة الحاقة
1 ، 2 - الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ «الحاقة» : ابتداء ، و«ما» : ابتداء ثان. و«ما» : بمعنى الاستفهام الذي معناه التعظيم والتعجب. و«الحاقة» ، الثانية : خبر «ما» ، و«ما» وخبرها : خبر عن «الحاقة» الأولى. وجاز أن تكون الجملة خبرا عنها ولا ضمير فيها يعود على المبتدأ ، لأنها محمولة على معنى : الحاقة ما أعظمها وأهولها.
وقيل : المعنى : الحاقة ما هى؟ على التعظيم لأمرها ، ثم أظهر الاسم ، ليكون أبين فى التعظيم. وقد مضى ذكر هذا فى «الواقعة» : 56 ، ومثله : «القارعة ما القارعة» السورة : 101.
3 - وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ «ما» : ابتداء ، و«ما» ، الثانية : ابتداء ثان ، و«الحاقة» : خبره ، والجملة فى موضع نصب ب «أدراك» ، و«أدراك» وما اتصل به : خبر عن «ما» الأولى ، وفى «أدراك» ضمير فاعل يعود على «ما» الأولى ، و«ما» ، الأولى والثانية : استفهام ، فلذلك لم يعمل «أدراك» فى «ما» الثانية ، وعمله فى الجملة وهما استفهام ، فيهما معنى التعظيم والتعجب.
و«أدراك» : فعل يتعدى إلى مفعولين : الكاف ، المفعول الأول ، والجملة : فى موضع الثاني ومثله «و ما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين» 82 : 17 ، 18 ، و«و ما أدراك ما عليون» 83 : 19 ، و«و ما أدراك ما العقبة» 90 : 12 ، و«و ما أدراك ما القارعة» 101 : 3 ، و«و ما أدراك ما الحطمة» 104 : 5 ، كله على قياس واحد ، ققس بعضه على بعض.
5 - فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ «ثمود» : رفع بالابتداء ، و«أهلكوا» : الخبر. وحق «الفاء» أن تكون قبله والتقدير : مهما يكن من شىء فثمود أهلكوا.
و«ثمود» : اسم للقبيلة ، وهو معرفة ، فلذلك لم ينصرف للتأنيث والتعريف.
وقيل : هو أعجمى معرفة ، فلذلك لم ينصرف ، ويجوز صرفه فى الكلام ، وقد قرئ بذلك فى مواضع من القرآن على أنه اسم للأب ، ومثله : «و أما عاد فأهلكوا» الآية : 6 ، إلا أن «عادا» ينصرف لخفته ، إذ هو على ثلاثة أحرف الأوسط ساكن.

(1/1781)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 465
7 - سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ انتصب «سبع» و«ثمانية» على الظرف ، و«حسوما» : نعت ل «أيام» ، بمعنى : متتابعة.
وقيل : هو نصب على المصدر ، بمعنى : تباع.
«فيها صرعى» : صرعى ، فى موضع نصب على الحال ، لأن «ترى» : من رؤية العين.
«كأنهم أعجاز نخل» : الجملة فى موضع نصب على الحال ، من المضمر فى «صرعى» أي : مشبهين أعجاز نخل خاوية من التأكل.
15 - فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ العامل فى الظرف : «وقعت».
16 - وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ العامل فى الظرف : «واهية».
18 - يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ العامل فى الظرف : «تعرضون».
28 - ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ «ما» : فى موضع نصب ب «أغنى» ، ويجوز أن تكون نافية ، على حذف مفعول أعنى : ما أغنى مالى شيئا.
32 - ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ «ذرعها سبعون» : ابتداء وخبر ، فى موضع خفض على النعت ل «سلسلة».
41 ، 42 - وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ انتصب «قليلا» ، فى هذين الموضعين ، ب «تؤمنون» و«تذكرون» ، و«ما» : زائدة وحقيقته أنه نعت لمصدر محذوف تقديره : وقتا قليلا تذكرون ، وكذلك : «قليلا ما تؤمنون».
(م 30 - الموسوعة القرآنية ج 4)

(1/1782)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 466
و لا يجوز أن تجعل «ما» والفعل مصدرا وتنصب «قليلا» بما بعد «ما» ، لأن فيه تقديم الصلة على الموصول ، لأن ما عمل فيه المصدر فى صلة المصدر ابتداء ، فلا يتقدم عليه.
43 - تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ «تنزيل» : خبر ابتداء محذوف أي : هو تنزيل.
47 - فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ «حاجزين» : نعت ل «أحد» ، لأنه بمعنى الجماعة ، فحمل على النعت على المعنى فجمع.
- 70 - سورة المعارج
1 - سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ من همز «سأل» ، احتمل ثلاثة أوجه :
أحدها : أن يكون من «السؤال» ، لكن أبدل من الهمزة ألفا ، وهذا بدل على غير قياس ، لكنه جائز ، حكاه سيبويه وغيره.
والثاني : أن تكون الألف بدلا من واو ، حكى سيبويه وغيره : سلت تسال ، لغة ، بمنزلة : خفت تخاف.
والوجه الثالث : أن تكون الألف بدلا من ياء ، من سال يسيل ، بمنزلة : كال يكيل.
وأصل «سال» ، إذا كان من «السؤال» ، أن يتعدى إلى مفعولين ، نحو قوله : «فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ» 11 : 46 ، ويجوز أن تقتصر على واحد ، كأعطيت ، نحو قوله : «وَ سْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ» 60 : 1 فإذا اقتصرت على واحد جاز أن يتعدى بحرف جر إلى ذلك الواحد ، نحو قوله : «سأل سائل بعذاب واقع» تقديره : سأل سائل الشيء بعذاب ، و«الباء» ، بمعنى : «عن».
وإذا جعلت «سال» ، من «السيل» ، لم تكن «الباء» بمعنى «عن» ، وكانت على بابها ، وأصلها للتعدى.
فأما الهمزة فى «سائل» فتحتمل ثلاثة أوجه :
أحدها : أن تكون أصلية ، من «السؤال».

(1/1783)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 467
و الثاني : أن تكون بدلا من واو ، على لغة من قال : سال يسال ، كخاف يخاف.
والثالث : أن تكون بدلا من «ياء» ، على أن تجعل «سال» من «السيل».
7 ، 8 ، 9 ، 10 ، 11 - وَنَراهُ قَرِيباً يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ «يوم» ، العامل فيه : «نراه» ، ويجوز أن يكون بدلا من «قريب» ، والعامل فى «قريب» : «نراه».
وقيل : العامل «يبصرونهم» ، والهاء والميم فى «يبصرونهم» : تعود على الكفار ، والضمير المرفوع للمؤمنين أي : يبصر المؤمنون الكافرين يوم القيامة أي : يرونهم فينظرون إليهم فى النار.
وقيل : تعود على «الحميم» ، وهو بمعنى الجمع أي : يبصر الحميم حميمه.
وقيل : الضميران يعودان على الكفار ، أي : يبصر التابعون المبتوعين فى النار 15 ، 16 - كَلَّا إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى «لظى» : خبر «إن» ، فى موضع رفع ، و«نزاعة» : خبر ثان.
وقيل : «لظى» : فى موضع نصب ، على البدل من «الهاء» فى «إنها» و«نزاعة» : خبر ثان.
وقيل : «لظى» : خبر ثان ، و«نزاعة» : بدل من «لظى» ، أو : رفع على إضمار مبتدأ.
وقيل : الضمير فى «إنها» : للقصة. و«لظى» : مبتدأ ، و«نزاعة» : خبر «لظى» ، والجملة : خبر «إن».
ومن نصب «نزاعة» ، فعلى الحال ، وهى قراءة حفص ، عن عاصم والعامل فى «نزاعة» : ما دل عليه الكلام من معنى التلظي كأنه قال : كلا إنها لظى فى حال نزعها للشوى وقد منع المبرد جواز نصب «نزاعة» على الحال ، وقال : لا تكون لظى إلا نزاعة للشوى ، فلا معنى للحال ، إنما الحال فيما يجوز أن يكون ويجوز ألا يكون.
و الحال فى هذا جائزة لأنها تؤكد ما تقدمها ، كما قال «وَ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً» 2 : 91 ، ولا يكون «الحق» أبدا إلا مصدقا ، وقال «وَ هذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً» 6 : 126 ، ولا يكون صراط اللّه - جل ذكره - أبدا إلا مستقيما ، فليس يلزم ألا يكون الحال إلا للشىء الذي يمكن أن يكون ويمكن ألا يكون ، وهذا أصل لا يصحب فى كل موضع ، فقول المبرد ليس بجيد.
وقد قيل : إن هذا إنما هو إعلام لمن ظن أنه لا يكون ، فيصح الحال على هذا بغير اعتراض.

(1/1784)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 468
17 - تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى «تدعو» : خبر ثالث ل «إن» الآية : 15 ، وإن شئت قطعته مما قبله.
19 - إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً «هلوعا» : حال من المضمر فى «خلق» ، وهى الحال المقدرة ، لأنه إنما يحدث فيه الهلع بعد خلقه لا فى حال خلقه.
20 ، 21 - إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً «جزوعا» و«منوعا» : خبر «كان» مضمرة ، أي : يكون جزوعا ، أو : يصير ، أو : صار ، ونحوه.
وقيل : هو نعت ل «هلوع» ، وفيه بعد ، لأنك تنوى به التقديم قبل «إذا».
36 - فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ «ما» : استفهام ابتداء ، و«الذين» : الخبر ، و«و مهطعين» : حال ، وهو عامل فى «قبلك» ، و«قبلك» : ظرف.
37 - عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ مكان «عزين» نصب على الحال أيضا من «الذين» ، وهو جمع «عزة» ، وإنما جمع بالواو والنون ، وهو مؤنث لا يعقل ، ليكون ذلك عوضا مما حذف منه.
وقيل : أصلها : عزهة ، كما أن أصل «سنة» : سنهة ، ثم حذفت الهاء ، فجعل جمعه بالواو والنون عوضا من الحذف.
42 ، 43 - فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ «يوم» : بدل من «يومهم» ، و«و يومهم» : نصب ب «يلاقوا» ، مفعول به.
«
سراعا» : حال من المضمر ، فى «يخرجون» ، وكذلك : «كأنهم إلى نصب» : فى موضع الحال أيضا من المضمر.
44 - خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ «خاشعة» : حال أيضا من المضمر فى «يخرجون» ، وكذلك : «ترهقهم ذلة»

(1/1785)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 469
- 71 - سورة نوح
1 - إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ «أن» : لا موضع لها ، إنما هى للبيان ، بمعنى : أي.
وقيل : هى فى موضع نصب ، على حذف حرف الجر أي : بأن أنذر.
ومثلها فى الوجهين : «أن اعبدوا اللّه» الآية : 3.
5 - قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهاراً «ليلا ونهارا» : ظرفا زمان ، والعامل فيهما : «دعوت».
6 - فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً «فرارا» : مفعول ثان ل «يزدهم».
7 - وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ ...
«كلما» : نصبت على الظرف ، والعامل فيها : «جعلوا».
8 - ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً «جهارا» : نصب على الحال أي : مجاهرة بالدعاء لهم.
وقيل : التقدير : ذا جهار.
ويجوز أن يكون نصب على المصدر.
11 - يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً «مدرارا» : نصب على الحال من «السماء» ، ولم يثبت «الهاء» لأن «مفعالا» للمؤنث ، بغير «هاء» يكون ، إذا كان جائزا على الفعل ، نحو : امرأة مذكار ، ومئناث.
15 - أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً «طباقا» : مصدر. وقيل : هو نعت ل «سبع».

(1/1786)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 470
و أجاز الفراء فى غير القرآن خفض «طباق» ، على النعت ل «سماوات» 16 - وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً «نورا» ، و«سراجا» : مفعولان ل «جعل» ، لأنه بمعنى : صير ، فهو يتعدى إلى مفعولين ، ومثله :
«بساطا» الآية : 19.
17 - وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً «نباتا» : مصدر لفعل دل عليه «أنبتكم» أي : فنبتم نباتا.
«و قيل» : هو مصدر ، على حذف الزيادة.
21 - قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً «ولده» ، من قرأها بضم الواو جعله جمع «ولد» ، كوثن ووثن.
وقيل : هى لغة فى الواحد ، يقال : ولده وولده ، للواحد والجمع.
23 - وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً «يغوث ويعوق» : لم يصرفهما ، لأنهما على وزن : يقوم ، ويقول ، وهما معرفة.
وقد قرأ الأعمش بصرفهما ، وذلك بعيد ، كأنه جعلهما نكرتين ، وهذا لا معنى له ، إذ ليس كل صنم اسمه يغوث ويعوق ، إنما هما اسمان لصنمين معلومين مخصوصين ، فلا وجه لتنكيرهما.
25 - مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً «ما» : زائدة ، للتوكيد ، و«خطيئاتهم» : خفض ب «من».
26 - وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً «ديارا» : فيعال ، من : دار يدور أي : لا تذر على الأرض من يدور أي : لا تذر على الأرض من يدور منهم.
وأصله : ديوارا ، ثم أدغم الواو فى الياء ، مثل «ميت» ، الذي أصله : «ميوت» ، ثم أدغموا الثاني فى الأول.
ويجوز أن يكون أبدلوا من الواو ياء ، ثم أدغموا الياء الأولى فى الثانية.
ولا يجوز أن يكون «ديارا» : فعالا ، لأنه يلزم أن يقال فيه : «دوارا» ، وليس اللفظ كذلك.

(1/1787)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 471
- 72 - سورة الجن
1 - قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً «أن» : فى موضع رفع ، لأن مفعول ما لم يسم فاعله ل «أوحى» ، ثم عطف ما بعدها من لفظ «أن» عليها ، ف «أن» : فى موضع رفع فى ذلك كله.
و قيل : فتحت «أن» فى سائر الآي ، ردا على الهاء فى «آمنا به» ، وجاز ذلك ، وهو مضمر مخفوض على حذف الخافض ، لكثرة استعمال حذفه مع «أن».
والعطف فى فتح «أن» ، على «آمنا به» ، أتم فى المعنى من العطف على «أنه استمع» ، لأنك لو عطفت ، «و أنا ظنننا» الآية : 5 ، و«و أنه كان رجال» الآية : 6 ، و«و أنهم ظنوا» الآية : 7 ، و«أنا لمسنا» الآية : 8 و«أنا لما سمعنا الهدى» الآية : 12 ، وشبهه ، على «أنه استمع» لم يجز ، لأنه ليس مما أوحى إليهم ، إنما هو أمر أخبروا به عن أنفسهم والكسر فى جميع ذلك أبين ، وعليه جماعة من القراء ، والفتح فى ذلك على الحمل على معنى «آمنا به» ، وفيه بعد فى المعنى ، لأنهم لم يخبروا بأنهم لما سمعوا الهدى آمنوا به ، ولم يخبروا أنهم آمنوا أنه كان رجال ، إنما حكى اللّه عنهم أنهم قالوا ذلك مخبرين به عن أنفسهم لأصحابهم ، فالكسر أولى بذلك.
4 - وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً «الهاء» ، فى «أنه» : للحديث ، وهى اسم «أن» ، وفى «كان» : اسمها ، وما بعدها الخبر.
وقيل : سفيهنا ، اسم «كان» ، و«يقول» : الخبر ، مقدم ، وفيه بعد ، لأن الفعل إذا تقدم عمل فى الاسم بعده ويجوز أن تكون «كان» زائدة.
6 - وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً «الهاء» فى «أنه» : اسم «أن» ، وهو إضمار الحديث والخبر ، و«رجال» : اسم «كان» ، و«يعوذون» :
خبر «كان» ، و«من الإنس» : نعت ل «رجال» ، ولذلك حسن أن تكون النكرة اسما ل «كان» ، لما نعتت قربت من المعرفة ، فجاز أن تكون اسم «كان» ، و«كان» واسمها وخبرها خبر : عن «أن».

(1/1788)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 472
8 - وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً «وجد» : يتعدى إلى مفعولين : «الهاء» : الأول ، و«ملئت» : فى موضع الثاني.
و يجوز أن تعديها إلى واحد ، وتجعل «ملئت» فى موضع الحال ، على إضمار «قد» والأول أحسن.
«حرسا» : نصب على التفسير ، وكذلك : «شهبا».
12 - وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً «هربا» : نصب على المصدر ، الذي فى موضع الحال.
17 - لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً «عذابا» : مفعول «يسلكه» ، بمعنى : فى عذاب يقال : سلكه وأسلكه ، لغتان بمعنى ، وقد قرىء :
«نسلكه» ، بضم النون ، على : أسلكته فى كذا.
18 - وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً «أن» : فى موضع رفع ، عطف على «أنه استمع».
وقيل : فى موضع خفض ، على إضمار الخافض ، وهو مذهب الخليل وسيبويه والكسائي.
وقيل : فى موضع نصب لعدم الخافض ، وهو مذهب جماعة.
22 ، 23 - قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً «بلاغا» : نصب على الاستثناء المنقطع.
وقيل : هو نصب على المصدر ، على إضمار فعل ، وتكون «إلا» ، على هذا القول ، منفصلة ، و«إن» : للشرط ، و«لا» : بمعنى «لم» والتقدير : إنى لن يجيرنى من اللّه أحد ، ولن أجد من دونه ملتحدا ، إن لم أبلغ رسالات ربى بلاغا. و«الملتحد» : الملجأ.
«و من يعص اللّه ورسوله فإن له نار جهنم» : هذا شرط ، وجوابه «الفاء» ، وهو عام فى كل من عصى اللّه ، إلا ما بينه القرآن من غفران الصغائر باجتناب الكبائر ، والغفران لمن تاب وعمل صالحا ، وما بينه النبي صلى اللّه عليه وسلم من إخراج الموحدين من أهل الذنوب من النار.

(1/1789)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 473
24 - حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً «من» : فى موضع رفع ، على الابتداء ، لأنه استفهام ، و«أضعف» : الخبر ، و«ناصرا» : نصب على البيان ، وكذلك : «عددا» والجملة : فى موضع نصب ب «سيعلمون».
فإن جعلت «من» بمعنى «الذي» كانت فى موضع نصب بالفعل ، وترفع «أضعف» و«أقل» ، على إضمار «هو» ، ابتداء ، وخبره فى صلة «من» ، إذا كانت بمعنى «الذي» ، ولا صلة لها إذا كانت استفهاما.
25 - قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً «إن» : بمعنى «ما» ، و«قريب» : رفع بالابتداء ، و«ما» : بمعنى «الذي» ، فى موضع رفع ب «قريب» ، ويسد مسد الخبر.
وإن شئت ، جعلتها خبرا ل «قريب» والجملة : فى موضع نصب ب «أدرى» ، و«الهاء» : محذوفة من «تدعون» ، تعود على «ما» التقدير : أقريب الوقت الذي توعدونه.
ولك أن تجعل «ما» والفعل مصدرا ولا تحتاج إلى عائد.
26 ، 27 - عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً «من» : فى موضع نصب ، على الاستثناء من «أحد» ، لأنه بمعنى الجماعة.
28 - لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً الضمير فى «ليعلم» : يعود على اللّه ، جل ذكره.
وقيل : على النبي صلى اللّه عليه وسلم.
وقيل : على المشركين.
والضمير فى «أبلغوا» : يعود على الأنبياء.
وقيل : على الملائكة التي تنزل الوحى إلى الأنبياء.
«عددا» : نصب على البيان ، ولو كان مصدرا لأدغم.

(1/1790)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 474
- 73 - سورة المزمل
1 - يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ «أصل «المزمل» : المتزمل ، ثم أدغمت التاء فى الزاى.
2 ، 3 - قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا «نصفه» : بدل من «الليل».
و قيل : انتصب على إضمار : قم نصفه ، وهما ظرفا زمان.
6 - إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا «وطئا» : من فتح الواو ، نصبه على البيان ومن كسرها ومد ، نصبه على المصدر.
9 - رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا «رب» : من رفعه ، فعلى الابتداء ، و«لا إله إلا هو» : الخبر.
ويجوز أن تضمر له مبتدأ أي : هو رب المشرق.
ومن خفضة جعله بدلا من «ربك» الآية : 8 أو : نعتا.
11 - وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا «المكذبين» : عطف على النون والياء من «ذرنى» أو : مفعول معه.
«و مهلهم قليلا» : قليلا ، نعت لمصدر محذوف ، أو : لظرف محذوف.
14 - يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا العامل فى «يوم» : الاستقرار الدال عليه «لدينا» الآية : 12 ، كما تقول : إن خلفك زيدا اليوم ، فالعامل فى «اليوم» : الاستقرار الدال عليه «خلفك» ، وهو العامل فى «خلفك» أيضا.
وجاز أن يعمل فى ظرفين لاختلافهما ، لأن أحدهما ظرف مكان والآخر ظرف زمان ، كأنك قال : إن زيدا مستقر خلفك اليوم ، كذلك الآية تقديرها : إن أنكالا وجحيما مستقرة عندنا يوم ترجف.

(1/1791)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 475
«كثيبا» : خبر «كان» ، و«مهيلا» : نعته.
وأصل «مهيلا» : مهيولا ، وهو مفعول من «هلت» ، فألقيت حركة الياء على الهاء ، فاجتمع ساكنان ، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين ، وكسرت الهاء لتصح الياء التي بعدها ، فوزن لفظه «فعيل».
وقال الكسائي والفراء والأخفش : إن «الياء» هى المحذوفة ، و«الواو» تدل على معنى ، فهى الباقية ، فكان يلزمهم أن يقولوا : مهول ، إلا أنهم قالوا : كسرت الهاء قبل حذف الياء ، لمجاورتها الياء ، فلما حذفت الياء انقلبت الواو ياء ، لانكسار ما قبلها. والياء فى «مهيلا» ، على قولهم : زائدة ، وعلى القول الأول : أصلية.
و قد أجازوا كلهم أن يأتى على أصله فى الكلام فتقول : مهيول ، وكذلك : مبيوع ، وشبهه ، من : ذوات الياء ، فإن كان من ذوات الواو لم يجز أن يأتى على أصله عند البصريين ، وأجازه الكوفيون ، نحو : مقول ومصوغ.
وأجازوا كلهم : مبيوع ومهيول ، ويكون الاختلاف فى المحذوف منه ، على ما تقدم.
15 - إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا «كما» : الكاف ، فى موضع نصب ، نعت ل «رسول» ، أو لمصدر محذوف.
17 - فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً «يوما» : نصب ب «يتقون» ، وليس بظرف ل «كفرتم» ، لأنهم لا يكفرون ذلك اليوم إلا أن تجعل «يكفرون» بمعنى : يجحدون ، فتنصب «يوما» ب «يكفرون» ، على أنه مفعول به لا ظرف ، و«يجعل» : نعت ل «يوم» ، إن جعلت الضمير فى «يجعل» يعود على «يوم» ، فإن جعلته على اللّه جل ذكره ، لم يكن نعتا ل «يوم» إلا على إضمار «الهاء» على تقدير : يجعل اللّه الولدان فيه شيبا ، فيكون نعتا ل «يوم» لأجل الضمير.
18 - السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا إنما أتى «منفطر» بغير «هاء» ، و«السماء» مؤنثة ، لأنه بمعنى النسب أي : السماء ذات انفطار به.
وقيل : إنما ذكّر ، لأن «السماء» بمعنى : السقف ، و«السقف» يذكر ويؤنث ، فأتى «منفطر» على التذكير.
20 - إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «و نصفه وثلثه» : من خفضهما عطفهما على «ثلثى الليل» أي : وأدنى من نصفه وثلثه ومن نصبهما عطف «على أدنى» أي : تقوم نصفه وثلثه.

(1/1792)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 476
«علم أن لن تحصوه» : إذا جعلته بمعنى : تحفظوا قدره ، دل على قوة الخفض ، لأنهم إذا لم يحصوه فهو أدنى من النصف وأدنى من الثلث غير محدود وإذا نصبت فهو محدود يحصى غير مجهول ، فالخفض أقوى فى المعنى ، لقوله «أن لن تحصوه» ، إلا أن تحمل «تحصوه» على معنى «تطيقوه» ، فتتساوى القراءتان فى القوة.
وأجاز الفراء خفض «نصفه» عطفا على «ثلثى» ، ونصب «ثلثه» ، عطفا على «أدنى».
«أن سيكون» : أن : مخففة من الثقيلة ، و«الهاء» : مضمرة ، و«سيكون» : الخبر ، و«السين» : عوض من التشديد ، و«مرضى» : اسم «كان» و«منكم» : الخبر ، و«أن سيكون» ، على لفظ التذكير ، لأن تأنيت «مرضى» غير حقيقى.
«و آخرون» : عطف على «مرضى».
«هو خيرا» : نصب على أنه مفعول ثان ل «تجدوا» ، و«هو» : فاصلة ، لا موضع لها من الإعراب.
- 74 - سورة المدثر
1 - يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ «المدثر» ، أصله : المتدثر ، ثم أدغمت التاء فى الدال ، لأنهما من مخرج واحد ، والدال أقوى من التاء ، لأنها مجهورة ، والتاء مهموسة ، فورد بلفظ الأقوى منهما ، لأن ذلك تقوية للحذف ، ولم يرد بلفظ التاء ، لأنه إضعاف للحرف ، لأن رد الأقوى إلى الأضعف نقص فى الحرف ، وكذلك حكم أكثر الإدغام فى الحرفين المختلفين أن يرد الأضعف منهما إلى لفظ الأقوى.
6 - وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ارتفع «تستكثر» لأنه حال أي : لا تعط عطية لتأخذ أكثر منها.
وقيل : ارتفع بحذف «أن» تقديره : لا تضعف الحمد أن تستكثر من الخير ، فلما حذف «أن» رفع.
8 - فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ «فى الناقور» : قام مقام ما لم يسم فاعله.
وقيل : المصدر مضمر ، يقوم مقام الفاعل.

(1/1793)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 477
9 - فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ «ذلك» : مبتدأ ، و«يومئذ» : بدل منه ، و«يوم عسير» : خبر الابتداء ، و«عسير» : نعت ل «يوم» ، وكذلك «غير يسير» : نعت ل «يوم» أيضا.
وقيل : «يومئذ» ، نصب على : «أعنى».
11 - ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً «من» : فى موضع نصب ، على العطف على النون والياء من «ذرنى» ، أو : مفعول معه.
«وحيدا» : حال من الهاء المضمرة مع «خلقت» أي : خلقته.
12 - وَجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً «له» : فى موضع المفعول الثاني ل «جعلت» ، لأنها بمعنى : صيرت ، يتعدى إلى مفعولين.
13 - وَبَنِينَ شُهُوداً «بنين» : واحده : ابن ، ولما حذفت ألف الوصل فى الجمع تحركت الياء ، لأن الجمع يرد الشيء إلى أصله ، وأصله «بنى» على «فعل» ، فلما جمع رد إلى أصله ، فقالوا : بنين ، فلما تحركت الياء ، التي هى لام الفعل ، وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ، وحذفت لسكونها وسكون ياء الجمع بعدها ، وكسر ما قبل الياء على أصل ياء الجمع ، وكان حقها أن يبقى ما قبلها مفتوحا ، ليدل على الألف الذاهبة ، كما قالوا : مصطفين ، لكن «ابن» أجرى فى علته فى الواحد على غير قياس ، وكان حقه أن يكون بمنزلة : عصى ، ورحى ، وأن لا تدخله ألف وصل ، ولا يسكن أوله ، فلما خرج عن أصله فى الواحد خرج فى الجمع أيضا عن أصول العلل ، لأن الجمع فرع بعد الواحد ، وقد قالوا فى النسب إليه :
بنوى ، فرد إلى أصله ، وأصل هذه الواو ألف منقلبة عن ياء ، هى لام الفعل.
وقد أجاز سيبويه النسب إليه على لفظه ، فأجاز : ابني.
27 - وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ قد تقدم القول فيه لأنه ، مثل : «وَ ما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ» 69 : 3 «سقر» ، لم تنصرف ، لأنها معرفة مؤنث.
28 - لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ حذفت الواو من «تذر» ، لأنه حمل على نظيره فى الاستعمال ، والمعنى ، وهو «يدع» ، لأنهما جميعا

(1/1794)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 478
لم يستعمل منهما ماض ، فحمل على «يدع» ، فحذفت واوه كما حذفت فى «يدع» ، لوقوعها بين ياء وكسرة ، لأن فتحة «الدال» عارضة ، إنما انفتحت من أجل حرف الحلق ، والكسر أصلها ، فبنى الكلام على أصله ، وقدر ذلك فيه ، فحذفت واو «يدع» لذلك ، وحمل عليه «يذر» ، لأنه بمعناه ومشابه له فى امتناع استعمال الماضي منهما.
29 - لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ «لواحة» : رفع ، على إضمار : هى لواحة.
30 - عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ «تسعة عشر» : فى موضع الرفع بالابتداء ، و«عليها» : الخبر ، وهما اسمان ، حذف بينهما «واو» العطف وتضمناه ، فبنيا لتضمنهما معنى الحرف ، وبنيا على الفتح لخفته.
و قيل : بنيا على الفتح الذي كان للواو المحذوفة.
وأجاز الفراء إسكان العين فى الكلام من «ثلثة عشر» إلى «تسعة عشر».
31 - وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ ...
«أصحاب» : جمع : صاحب ، على حذف الزائد من «صاحب» كأنه جمع ل «صحب» ، مثل : كتف وأكتاف.
«ماذا أراد اللّه بهذا مثلا» : إن جعلت «ما» و«ذا» اسما واحدا ، كانت فى موضع نصب ب «أراد» ، فإن جعلت «ذا» بمعنى «الذي» ، كانت «ما» اسما تاما ، رفعا بالابتداء ، و«ذا» : الخبر ، و«أراد» : صلة «ذا» ، و«الهاء» : محذوفة منه أي : ما الذي أراده اللّه بهذا؟ على تقدير : أي شىء الذي أراده اللّه بهذا مثلا؟
و «مثلا» : نصب على البيان.
«كذلك يضل اللّه من يشاء» : الكاف ، فى موضع نصب ، نعت لمصدر محذوف.
35 - إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ لا يجوز حذف الألف واللام من «الكبر» وما هو مثله ، إلا «أخر» ، فإنه قد حذفت الألف واللام منه وتضمن معناهما ، فتعرف بتضمنه معناهما ، فلذلك لم ينصرف فى النكرة ، فهو معدول عن الألف واللام.

(1/1795)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 479
36 - نَذِيراً لِلْبَشَرِ «نذيرا» : نصب على الحال من المضمر فى «قم» ، من قوله «قم فأنذر» الآية : 2 هذا قول الكسائي.
وقيل : هى حال من المضمر فى «إنها» الآية : 35.
وقيل : من «إحدى» الآية : 35.
وقيل : من «هى» الآية : 31.
وقيل : هى نصب ، على إضمار فعل أي : صيرها نذيرا أي : ذات إنذار ، فذكر اللفظ على النسب.
و قيل : هى فى موضع المصدر أي : إنذارا للبشر ، كما قال : «فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ» 54 : 16 : 21 أي : إنذارى لهم.
وقيل : هى نصب على إضمار : «أعنى».
45 ، 46 - وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ «كنا» : إنما ضمت «الكاف» فى هذا ، وفى أول ما كان مثله ، نحو : قلنا ، وقمنا ، وأصله كله الفتح ، لتدل الضمة على أنه نقل من فعل إلى فعل.
وقيل : إنما ضمت لتدل على أنه من ذوات الواو.
وقيل : لتدل على أن الساقط «واو».
وكلا القولين يسقط لكسرهم الأول من «خفت» ، وهو من ذوات الواو فى العين ، ككان ، وقام ، وقال والساقط منه «واو» كالساقط من : قمت ، وقلت ، وكنت ، فكسرهم لأول «خفت» يدل على أنهم إنما كسروا ليدل ذلك على أنه من الياء ، وعلى أن الساقط «ياء» ، فلاجتماع هذه العلل وقع الضم والكسر فى أول ذلك.
56 - وَما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ مفعول «يذكرون» : محذوف أي : يذكرون شيئا ، و«أن» : فى موضع نصب ، على الاستثناء ، أو : فى موضع خفض على إضمار الخافض ، ومفعول «يشاء» : محذوف أي : إلا أن يشاءه اللّه.

(1/1796)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 480
- 75 - سورة القيامة
1 - لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ «لا» : زائدة ، لأنها فى حكم المتوسطة ، لأن القرآن ، كأنه نزل مرة واحدة إلى سماء الدنيا ، ثم نزل على النبي صلى اللّه عليه وسلم بعد ذلك فى نيف وعشرين سنة ، على ما شاء اللّه ، مما يريد أن ينزل شيئا بعد شىء ولو ابتدأ متكلم لم يجز له أن يأتى ب «لا» زائدة فى أول كلامه.
وقيل : «لا» : غير زائدة ، وإنما هى رد لكلام متقدم فى سورة أخرى ، و«لا» الثانية : غير زائدة أخبرنا اللّه جل ذكره أنه أقسم بيوم القيامة وأنه لم يقسم بالنفس اللوامة.
ومن قرأ «لأقسم» ، بغير ألف ، جعل ذلك «لام قسم» دخلت على «أقسم».
و فيه بعد ، لحذف النون ، وإنما حقه : لأقسمن وإنما جاز ذلك بالحذف فى هذه الآية جعل «أقسم» حالا وإذا كان حالا لم تلزمه النون فى القسم ، لأن «النون» إنما تلزم فى أكثر الأحوال لتفرق بين الحال والاستقبال.
وقد قيل : إنه للاستقبال ، ولكن حذفت «النون» ، كما أجازوا حذف «اللام» من القسم وإثبات «النون».
وقد أجاز سيبويه حذف «النون» التي تصحب «اللام» فى القسم.
4 - بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ «قادرين» : نصب على الحال ، من فاعل فى فعل مضمر : تقديره : بلى نجمعها قادرين وهو قول سيبويه.
وقيل : انتصب «قادرين» ، لأنه وضع فى موضع «نقدر» التقدير : بلى نقدر ، فلما وضع الاسم موضع الفعل نصب.
وهو قول بعيد من الصواب يلزم منه نصب «قائم» ، من قولك : مررت برجل قائم ، لأنه فى موضع «يقوم».
«بنانه» : جمع : «بنانة».
6 - يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ «أيان» : ظرف زمان ، بمعنى : متى ، وهو مبنى ، وكان حقه الإسكان ، لكن اجتمع ساكنان : الألف والنون ،

(1/1797)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 481
ففتحت النون لالتقاء الساكنين ، وإنما وجب ل «أيان» البناء ، لأنها بمعنى «متى» ، ففيها معنى الاستفهام ، فبنيت ، إذ الحروف أصلها البناء.
9 - وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ إنما أتى «جمع» بلفظ التذكير ، و«الشمس» مؤنثة ، لأنه حمل على المعنى كأنه قال : وجمع النوران والضياءان وهو قول الكسائي.
وقيل : لما كان التقدير : وجمع بين الشمس والقمر ، ذكر الفعل لتذكير «بين».
وقيل : لما كان المعنى : وجمعا ، إذ لا يتم الكلام إلا بالقمر ، والقمر مذكر ، غلب المذكر على الأصل فى تأخير الفعل بعدهما.
وقال المبرد : لما كان تأنيث «الشمس» غير حقيقى جاز فيه التذكير ، إذ لم يقع التأنيث فى هذا النوع فرقا بين شىء وشىء آخر.
10 - يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ «المفر» : مصدر ، فهو فى معنى ، أين الفرار؟
14 - بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
«
الإنسان» : ابتداء ، و«بصيرة» : ابتداء ثان ، و«على نفسه» : خبر «بصيرة» ، والجملة : خبر عن «الإنسان» وتحقيق تقديره : بل على الإنسان رقباء من نفسه على نفسه يشهدون عليه ويجوز أن تكون «بصيرة» خبر عن «الإنسان» ، و«الهاء» فى «بصيرة» : للمبالغة.
وقيل : لما كان معناه : حجة على نفسه ، دخلت «الهاء» لتأنيث الحجة.
22 ، 23 - وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ «وجوه» : ابتداء ، و«ناضرة» : نعت لها ، و«إلى ربها ناظرة» : خبر الابتداء.
ويجوز أن تكون «ناضرة» : خبرا ، و«إلى ربها ناظرة» : خبرا ثانيا.
ويجوز أن تكون «ناظرة» : نعتا ل «ناضرة» ، أو ل «وجوه» ، و«ناضرة» : خبرا عن «الوجوه» ، ودخول «إلى» مع النظر يدل على أنه نظر العين وليس من الانتظار ، ولو كان من الانتظار لم يدخل معه «إلى» ،

(1/1798)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 482
ألا ترى أنك لا تقول : انتظرت إلى زيد ، وتقول : نظرت إلى زيد ، ف «إلى» تصحب نظر العين ولا تصحب نظر الانتظار.
ومن قال إن «ناظرة» بمعنى : منتظرة ، فقد أخطأ فى المعنى وفى الإعراب ، ووضع الكلام فى غير موضعه.
وقد ألحد بعض المعتزلة فى هذا الموضع وبلغ به التعسف والخروج عن الجماعة إلى أن قال : «إلى» ليست بحرف جر ، إنما هى اسم ، واحده : ألاء ، و«ربها» : مخفوض بإضافته إليها لا بحرف الجر والتقدير ، عنده : نعمة ربها منتظرة.
وهذا محال فى المعنى ، لأنه تعالى قال : وجوه يومئذ ناضرة أي : ناعمة ، فقد أخبر أنها ناعمة : وقد حال النعيم بها وظهرت دلائله عليها ، فكيف ننتظر ما أخبرنا اللّه أنه حال فيها ، إنما ننتظر الشيء الذي هو غير موجود ، فاما أمر موجود حال فكيف ننتظره هل يجوز أن تقول : أنا أنتظر زيدا ، وهو معك لم يفارقك.
وذهب بعض المعتزلة إلى أن «ناظرة» من «نظر العين» ، ولكن قال : معناه : إلى ثواب ربها ناظرة.
وهذا أيضا خروج عن الظاهر ، ولو جاز هذا لجاز : نظرت إلى زيد ، بمعنى : نظرت إلى عطاء زيد.
و هذا نقض لكلام العرب ، وفيه إفساد المعاني ونقضها على أنا نقول : لو كان الأمر كذلك لكان أعظم الثواب المنتظر النظر إليه ، لا إله إلا هو.
31 - فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى «لا» ، الثانية : نفى ، وليست بعاطفة ، فمعناه : فلم يصدق ولم يصل.
33 - ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى «يتمطى» : فى موضع الحال من المضمر فى «ذهب» وأصله : يتمطط ، من المطيط ، ولكن أبدلوا من الطاء الثانية ياء ، وقلبت «ألفا» لتحركها وانفتاح ما قبلها.
والتمطط : التمدد.
36 - أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً «سدى» : نصب على الحال من المضمر فى «يترك» ، و«أن» : سد مسد المفعول ل «يحسب».

(1/1799)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 483
39 - فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى «الذكر والأنثى» : بدل من «الزوجين» ، و«جعل» : بمعنى : خلق ، فلذلك تعدت إلى مفعول واحد 40 - أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى «أن يحيى» : لا يجوز الإدغام فى الياءين ، عند النحويين ، كما لا يجوز إذا لم ينصب الفعل ، لأنك لو أدغمت لالتقى ساكنان ، إذ الثاني ساكن ، والأول لا يدغم فى الثاني حتى يسكن ، وكذلك كل حرف أدغمته فى حرف بعده لا بد من إسكان الأول ، وقد أجمعوا على منع الإدغام فى حال الرفع ، فأما فى حال النصب فقد أجازه الفراء ، لأجل تحرك الياء الثانية ، وهو لا يجوز عند البصريين ، لأن الحركة عارضة ليست بأصل.
- 76 - سورة الإنسان «الدهر»
1 - هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً «هل» : بمعنى : قد ، والأحسن أن تكون «هل» على بابها للاستفهام ، الذي معناه : التقرير ، وإنما هو تقرير لمن أنكر البعث ، فلا بد أن يقول : نعم قد مضى دهر طويل على الإنسان ، فيقال له : فمن أحدثه بعد أن لم يكن ، وكونه بعد عدمه ، كيف يمتنع عليه بعثه وإحياؤه بعد موته ، وهو معنى قوله : «وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ» 56 : 62 أي : فهلا تذكرون فتعلموا أن من أنشأ شيئا بعد أن لم يكن على غير مثال قادر على إعادته بعد موته.
2 ، 3 - إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً «شاكرا ، كفورا» : حالان من «الهاء» فى «فجعلناه» و«جعل» بمعنى «صير» ، فلذلك تعدت إلى مفعولين : «الهاء» ، و«سميعا» ، و«بصيرا» نعت ل «سميع».
«إما» : للتخيير ، ومعنى التخيير أن اللّه أخبرنا أنه اختار قوما للسعادة وقوما للشقاوة ، فالمعنى : إما أن نجعله شقيا أو سعيدا ، وهذا من أبين ما يدل على أن اللّه قدر الأشياء كلها وخلق قوما للسعادة ، وبعملها يعملون ، وقوما للشقاوة ، وبعملها يعملون ، فالتخيير هو : إعلام من اللّه لنا أنه يختار ما يشاء ويفعل ما يشاء ، يجعل من يشاء شاكرا ويجعل من يشاء كفورا ، وليس التخيير للإنسان أن يختار ما لم يقدّره اللّه عليه ، ويشاء منه ما قد علم اللّه منه ما يختار ، إذا اختار قبل أن يختار.
وقيل : هى حال مقدرة والتقدير : إما أن يحدث منه عند فهمه الشكر ، فهو علامة السعادة ، وإما أن يحدث منه الكفر ، وهو علامة الشقاوة.

(1/1800)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 484
و ذلك كله ، على ما سبق فى علم اللّه فيهم.
وأجاز الكوفيون أن تكون «ما» : زائدة ، و«إن» : للشرط.
و لا يجوز هذا عند البصريين ، لأن التي للشرط لا تدخل على الأسماء ، إذ لا يجازى بالأسماء إلا أن يضمر بعد «إن» فعلا ، نحو قوله : «وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» 9 : 6 ، فأضمر «استجارك» بعد أن ورد عليه الثاني ، فحسن حذفه ، ولا يمكن إضمار فعل بعد «إن» هاهنا ، لأنه يلزم رفع «شاكر» و«كفور» بذلك الفعل.
وأيضا فإنه لا دليل على الفعل المضمر فى الكلام.
وقيل : فى الآية تقديم وتأخير والتقدير : إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه إما شاكرا وإما كفورا فجعلناه سميعا بصيرا ، فيكونان حالين من «الإنسان» على هذه.
4 - إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالًا وَسَعِيراً «سلاسلا ، قواريرا» الآيتان : 15 ، 16 ، أصله كله يصرف ، لأنه جمع ، والجمع ثقيل ، ولأنه لا يجمع ، فخالف سائر الجموع ، ولأنه لا نظير له فى الواحد ، ولأنه غاية الجموع ، إذ لا يجمع ، فثقل فلم ينصرف.
فأما من صرفه من القراء ، فإنها لغة لبعض العرب.
حكى الكسائي : أنهم يصرفون كل ما لا ينصرف ، إلا : أفعل منك.
وقال الأخفش : سمعنا من العرب من يصرف هذا وجميع ما لا ينصرف.
وقيل : إنما صرفه لأنه وقع فى المصحف بالألف ، فصرفه على الإتباع لخط المصحف ، وإنما كتب فى المصحف بالألف ، لأنها رؤوس الآي ، فأشبهت القوافي والفواصل ، التي يزاد فيها الألف للوقف.
وقيل : إنما صرفه من صرفه لأنه جمع كسائر الجموع ، وجمعه بعض العرب ، فصار كالواحد فانصرف كما ينصرف الواحد ، ألا ترى إلى قول النبي صلى اللّه عليه وسلم لحفصة : إنكم لأنتن صواحبات يوسف ، فجمع «صواحب» بالألف والتاء ، كما يجمع الواحد ، فصار كالواحد فى الحكم ، إذ قد جمع كما يجمع الواحد ، فانصرف كما ينصرف الواحد.
وحكى الأخفش : مواليات فلان ، فجمع «موالى» ، فصار كالواحد.
5 ، 6 - إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً انتصب «عينا» ، على البدل من «كافورا».

(1/1801)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 485
و قيل : على البدل من «كأس» ، على الموضع.
وقيل : على الحال من المضمر ، فى «مزاجها».
وقيل : بإضمار فعل أي : يشربون عينا ، أي : ماء عين ، ثم حذف المضاف.
وقال المبرد : انتصب على إضمار : «أعنى».
11 - فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً «اليوم» : نعت ل «ذلك» ، أو : بدل منه.
12 ، 13 - وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً «جنة وحريرا» : نصب ب «جزاهم» ، مفعول ثان والتقدير : دخول جنة ولبس حرير ، ثم حذف المضاف فيهما.
«متكئين» : حال من الهاء والميم فى «جزاهم» ، والعامل فيه «جزى» ، ولا يعمل فيه «صبروا» ، لأن الصبر فى الدنيا كان ، والاتكاء والجزاء فى الآخرة.
وكذلك موضع «لا يرون» ، نصب أيضا على الحال ، مثل : «متكئين» أو على الحال من المضمر فى «متكئين» ، ولا يحسن أن يكون «متكئين» صفة ل «جنة» ، لأنه يلزم إظهار الضمير الذي فى «متكئين» ، لأنه جرى صفة لغير من هو له.
14 - وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا «دانية» : نصب على العطف على «جنة» ، وهو نعت قام مقام منعوت تقديره : وجنة دانية.
وقيل : دانية : حال ، عطف على «متكئين» ، أو : فى موضع «لا يرون» ، و«الظلال» : رفع ب «دانية» ، لأنه فاعل بالدنو.
وقد قرئ «و دانيا» ، بالتذكير ، وذكرّ للتفرقة.
وقيل : لتذكير الجمع.

(1/1802)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 486
و يجوز رفع «دانية» على خبر «الظلال» مبتدأ ، والجملة فى موضع الحال من الهاء والميم ، أو من المضمر فى «متكئين» ، إذا جعلت «لا يرون» حالا منه.
و يجوز «و دان» ، بالرفع والتذكير ، على الابتداء والخبر ، ويذكّر على ما تقدم.
17 ، 18 - وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا انتصب «عينا» على البدل من «كأس» ، أو على إضمار «يسقون» أي : يسقون ماء عين ثم حذف المضاف ، أو على إضمار : «أعنى».
«تسمى سلسبيلا» ، فى «تسمى» : مفعول لم يسم فاعله ، مضمر ، يعود على «العين» ، و«سلسبيلا» :
مفعول ثان ، وهو اسم أعجمى نكرة ، فلذلك انصرف.
20 - وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً «رأيت» ، الأول : غير معدى إلى مفعول ، عند أكثر النحويين ، و«ثم» : ظرف مكان.
وقال الفراء والأخفش : «ثم» : مفعول به ل «رأيت» قال الفراء : تقديره : لرأيت ما ثم ، ف «ما» : المفعول ، فحذفت «ما» ، وقام «ثم» مقام «ما».
ولا يجوز عند البصريين حذف الموصول وقيام صلته مقامه.
21 - عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً «عاليهم» ، من نصبه ، فعلى الظرف بمعنى : فوقهم.
وقيل : هو نصب على الحال من المضمر فى «لقاهم» الآية : 11 ، أو من المضمر فى : «جزاهم» الآية : 12 ، الهاء والميم.
«ثياب» : رفع ب «عاليهم» ، إذا جعلته حالا ، وإن جعلته ظرفا رفعت «ثيابا» بالابتداء ، و«عاليهم» :
الخبر ، وفى «عاليهم» : ضمير مرفوع.
وإن شئت : رفعت بالاستقرار ، ولا ضمير فى «عاليهم» ، لأنه يصير بمنزلة فعل مقدم على فاعله.

(1/1803)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 487
و إذا رفعت «ثيابا» بالابتداء ، ف «عاليهم» : بمنزلة فعل مؤخر عن فاعله ، ففيه ضمير.
ومن أسكن الياء فى «عاليهم» رفعه بالابتداء ، و«ثياب» : الخبر ، و«عالى» : بمعنى الجماعة ، كما قال : «سامِراً تَهْجُرُونَ» 23 : 67 ، فأتى بلفظ الواحد يراد به الجماعة ، وكذلك قال «فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ» 6 : 45 ، فاكتفى بالواحد عن الجمع.
و يجوز أن يكون «ثياب» رفعا ب «عاليهم» ، لأن «عاليا» اسم فاعل ، فهو مبتدأ ، و«ثياب» : فاعل يسد مسد خبر «عاليهم» ، فيكون «عالى» ، على هذا القول ، مفردا لا يراد به الجمع ، كما تقول : قائم الزيدون ، فتوحد ، لأنه جرى مجرى حكم الفعل المتقدم فوحد ، إذ قد رفع ما بعده ، وهو مذهب الأخفش و«عاليهم» : نكرة ، لأنه يراد به الانفصال ، إذ هو بمعنى الاستقبال ، فلذلك جاز نصبه على الحال ، ومن أجل أنه نكرة منع غير الأخفش رفعه بالابتداء.
«خضر وإستبرق» : من خفض جعله نعتا ل «سندس» ، و«سندس» : اسم للجميع.
وقيل : هو جمع ، واحده : سندسة ، وهو ما رق من الديباج.
ومن رفعه جعله نعتا ل «ثياب».
ومن رفع «و إستبرق» عطفه على «ثياب» ، ومن خفض عطفه على «سندس» ، و«إستبرق» : ما غلظ من الديباج ، ومن رفعه جعله نعتا ل «ثياب».
وإستبرق : اسم أعجمى نكرة ، فلذلك انصرف ، وألفه ألف قطع فى الأسماء الأعجمية.
وقد قرأ ابن محيصن بغير صرف ، وهو وهم ، أن جعله اسما ، لأنه نكرة منصرفة.
وقيل : بل جعله فعلا ماضيا من «برق» ، فهو جائز فى اللفظ بعيد فى المعنى.
وقيل : إنه فى الأصل فعل ماض ، على «استفعل» ، من : برق ، فهو عربى من «البريق» ، فلما أسمى به قطعت ألفه ، لأنه ليس من أصل الأسماء أن تدخلها ألف الوصل ، إنما دخلت فى أسماء متعلقة مغيرة عن أصلها معدودة لا يقاس عليها.
23 - إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا «نحن» : فى موضع نصب ، على الصفة لاسم «إن» ، لأن المضمر يوصف بالمضمر ، إذ هو بمعنى التأكيد لا بمعنى

(1/1804)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 488
التحلية ، فلا يوصف بالمظهر ، لأنه بمعنى التحلية ، والمضمر مستغنى عن التحلية ، لأنه لم يضمر إلا بعد أن عرف بحلية ، وهو محتاج إلى التأكيد ليتأكد الخبر عنه.
ويجوز أن يكون «نحن» فاصلة : لا موضع لها من الإعراب ، و«نزلنا» : الخبر.
ويجوز أن يكون «نحن» رفعا بالابتداء ، و«نزلنا» : الخبر ، والجملة : خبر «إن».
24 - فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً «أو» : للإباحة أي : لا تطع هذا الضرب.
وقال الفراء : «أو» ، فى هذا : بمنزلة «لا» أي : لا تطع من أثم ولا من كفر ، وهو معنى الإباحة التي ذكرنا.
وقيل : «أو» ، بمعنى : «الواو» ، وفيه بعد.
27 - ... وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلًا «وراء» بمعنى : قدام وأمام ، وجاز ذلك فى «وراء» لأنها بمعنى التواري فيما توارى عنك ، فما هو أمامك وقدامك وخلفك ، يسمى : وراء ، لتواريه عنك. و«يوما» : مفعول ب «يذرون».
30 - وَما تَشاؤُن َ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً
«أن» : فى موضع نصب على الاستثناء ، أو : فى موضع خفض على قول الخليل ، بإضمار الخافض ، وعلى قول غيره :
فى موضع نصب ، إذا قدرت حذف الخافض تقديره : إلا بأن يشاء اللّه.
31 - يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً «و الظالمين» : نصب على إضمار فعل أي : ويعذب الظالمين أعد لهم عذابا ، لأن إعداد العذاب يؤول إلى العذاب ، فلذلك حسن إضمار «و يعذب» ، إذ قد دل عليه سياق الكلام.
ولا يجوز إضمار «أعد» ، لأنه لا يتعدى إلا بحرف ، فإنما يضمر فى هذا وما شابهه فعل يتعدى بغير حرف.
مما يدل عليه سياق الكلام وفحوى الخطاب.
وفى حرف عبد اللّه : «و للظالمين أعد لهم».

(1/1805)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 489
و قال الكوفيون : إنما انتصب «و الظالمين» ، لأن الواو التي معه ظرف للفعل ، وهو «أعد» ، وهذا كلام لا يتحصل معناه.
ويجوز رفع «الظالمين» ، على الابتداء ، وما بعده خبره.
وقد سمع الأصمعى من يقرأ بذلك ، وليس بمعمول به فى القرآن ، لأنه مخالف للمصحف ولجماعة القراء.
و قد جعله الفراء فى الرفع بمنزلة قوله «وَ الشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ» 26 : 224 ، وليس مثله ، لأن «الظالمين» قبله فعل عمل فى مفعول ، فقطعت الجملة عن الجملة ، فوجب أن يكون الخبر فى الجملة الأولى فى قوله «يدخل من يشاء» وقوله «الشعراء» قبله جملة من ابتداء وخبر ، فوجب أن تكون الجملة الثانية كذلك ، فالرفع هو الوجه فى «الشعراء» ، ويجوز النصب فى غير القرآن ، والنصب هو الوجه فى «الظالمين» ، ويجوز الرفع فى غير القرآن.
- 77 - سورة المرسلات
1 - وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً «عرفا» : نصب على الحال ، من «المرسلات» ، وهى الرياح ترسل متتابعة.
ومن جعل «المرسلات» : الملائكة ، نصب «عرفا» على تقدير : حرف الجر أي : يرسلهم اللّه بالعرف أي : بالمعروف.
2 ، 3 - فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً وَالنَّاشِراتِ نَشْراً «عصفا» و«نشرا» : مصدران مؤكدان.
5 - فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً «ذكرا» : مفعول به.
6 - عُذْراً أَوْ نُذْراً نصبا على المصدر ، فمن ضم «الذال» جعله جمع : عذير ، ونذير بمعنى : إعذار وإنذار ، ومن أسكن الذال جاز أن يكون مخففا من الضم بمعنى : إعذار وإنذار ، كما قال : «فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ» 22 : 44 أي : إنكارى أي : عاقبة ذلك.

(1/1806)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 490
و يجوز أن يكون غير مخفف ، وسكونه أصل ، على أن يكون مصدرا بمنزلة «نكر».
7 - إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ «ما» : اسم «إن» ، و«لواقع» : الخبر ، و«الهاء» : محذوفة من «توعدون» ، وهى صلة «ما» تقديره :
توعدون به. وحذفها من الصلة حسن لطول الاسم ، وقريب منه حذفها من المبتدأ ، ولا يجوز حذفها من الخبر إلا فى شعر ، و«إن» : جواب القسم المتقدم.
8 - فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ «النجوم» ، عند البصريين : رفع بإضمار فعل ، لأن «إذا» فيها معنى المجازاة ، فهى بالفعل أولى ، ومثله :
«
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» 81 : 1 ، و«إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ» 82 : 1 ، و«إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ» 84 : 1 ، وهو كثير فى القرآن.
وقال الكوفيون : ما بعد «إذا» رفع بالابتداء ، وما بعده الخبر ، وجواب «إذا» فى قوله «فإذا النجوم» :
محذوف تقديره : وقع.
وقيل : جوابها : «ويل يومئذ للمكذبين» الآية : 15.
13 - لِيَوْمِ الْفَصْلِ «اللام» : متعلقة بفعل مضمر تقديره : أجلت ليوم الفصل.
وقيل : هو بدل من «أي» الآية : 12 ، بإعادة الخافض.
وقيل : «اللام» ، بمعنى : «إلى».
14 - وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ قد تقدم ذكره فى «الحاقة» السورة : 96 ، وغيرها.
15 - وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ «ويل» ، حيث وقع فى هذه السورة وما شابهها : ابتداء ، و«يومئذ» : ظرف عمل فيه معنى «ويل» ، و«للمكذبين» : الخبر.

(1/1807)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 491
25 - أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً «كفاتا» : مفعول ثان ل «يجعل» ، لأنه بمعنى «يصير».
26 - أَحْياءً وَأَمْواتاً حالان أي : تجمعهم الأرض فى هاتين ، والكفت : الجمع.
وقيل : هو نصب ب «كفات» أي : يكفت الأحياء والأموات أي : يضمهم أحياء على ظهرها وأمواتا فى بطنها.
35 - هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ ابتداء وخبر ، والإشارة إلى اليوم.
وقرأه الأعمش وغيره «يوما» بالفتح ، فيجوز أن يكون مبنيا عند الكوفيين لإضافته إلى الفعل ، وهو مرفوع فى المعنى.
ويجوز أن يكون فى موضع نصب ، والإشارة إلى غير اليوم.
ويجوز أن تكون الفتحة إعرابا ، وهو مذهب البصريين ، لأن الفعل معرب.
وإنما يبنى عند البصريين ، إذا أضيف إلى مبنى ، فتكون الإشارة إلى غير اليوم ، وهو خبر الابتداء على كل حال.
44 - إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ «الكاف» : فى موضع نصب على النعت لمصدر محذوف أي : جزاء كذلك نجزى.
46 - كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ «قليلا» : نعت لمصدر محذوف ، أو : لظرف محذوف تقديره : وتمتعوا تمتعا قليلا ، وهو منصوب ب «تمتعوا» فى الوجهين ، إلا أنه يكون مرة مفعولا فيه ، ومرة مفعولا مطلقا.

(1/1808)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 492
- 78 - سورة النبأ
1 - عَمَّ يَتَساءَلُونَ أصله : «عن ما» ، فحذفت الألف لدخول حرف الجر على «ما» ، وهى استفهام ، للفرق بين الاستفهام والخبر ، والفتحة تدل على الألف.
ووقف عليه ابن كثير بالهاء ، لبيان الحركة ، لئلا يحذف الألف ويحذف ما يدل عليها.
ووقف جماعة القراء غيره بالإسكان.
وكذلك ما شابهه من «ما» التي للاستفهام ، إذا دخل عليها حرف جر ، هذا حكمها ، ولا يجوز إثبات الألف إلا فى شعر ، كما لا يجوز حذف الألف إذا كانت «ما» خبرا ، نحو : «وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ» 2 : 74.
2 - عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ «النبأ» : بدل من «ما» ، بإعادة الخافض.
وقيل : التقدير : يتساءلون عن الشيء ، ثم حذف الفعل لدلالة الأول عليه ، ف «عن» ، الأولى : متعلقة ب «يتساءلون» الظاهر ، والثانية : بالمضمر.
6 - أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً «مهادا» : مفعول ثان ل «جعل» ، ومثله «سباتا» الآية : 9 ، لأن «جعل» بمعنى «صير» ، ومثله «لباسا» الآية : 10 و«معاشا» الآية : 11.
8 - وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً «أزواجا» : نصب على الحال أي : ابتدعناكم مختلفين : ذكورا وإناثا ، قصارا وطوالا. و«خلق» ، بمعنى : ابتدع ، فلذلك لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد.
13 - وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً «سراجا» : مفعول ب «جعلنا» ، وهى بمعنى : خلقنا ، يتعدى إلى مفعول واحد ، وليست بمعنى «صيرنا» ، مثل ما تقدم.

(1/1809)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 493
16 - وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً «ألفافا» : هو جمع «لف» ، يقال : نبات لف ولفيف ، إذا كان مجتمعا.
و قيل : هو جمع الجمع ، كأن الواحد على : لفاء ولف ، كحمراء وحمر ، ثم يجمع : «لف» على «ألفاف» ، كما تقول : قفل وأقفال.
18 - يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً «يوم» : بدل من «يوم» الأول ، الآية : 17.
«أفواجا» : حال من المضمر فى «تأتون».
23 - لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً «أحقاب» : ظرف زمان ، ومن قرأه «لبثين» شبهه بما هو خلقه فى الإنسان ، نحو : حذر ، وفرق وهو بعيد ، لأن «اللبث» ليس مما يكون خلقة فى الإنسان ، وباب «فعل» إنما هو لما يكون خلقة فى الشيء ، وليس «اللبث» بخلقة ، و«أحقابا» : ظرف فى الوجهين.
24 - لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً «لا يذوقون» : فى موضع الحال من المضمر فى «لابثين».
وقيل : هو نعت ل «أحقاب» ، واحتمل الضمير ، لأنه فعل لم يجب إظهاره ، وإن كان قد جرى صفة على غير من هو له ، وإنما جاز أن يكون نعتا ل «أحقاب» لأجل الضمير العائد على «الأحقاب» فى «فيها» ، ولو كان فى موضع «يذوقون» : اسم فاعل ، لم يكن بد من إظهار المضمر ، إذا جعلته وصفا ل «أحقاب».
25 - إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً «إلا حميما» : بدل من «بردا» ، إذا جعلت «البرد» من البرودة ، فإن جعلته «النوم» ، كان «إلا حميما» استثناء ليس من الأول.
26 - جَزاءً وِفاقاً «جزاء» : نصب على المصدر.
28 - وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً «كذابا» : من شدده جعله مصدر : كذب ، زيدت فيه الألف كما زيد فى «إكرام» ، وقولهم «تكذيبا» جعلوا

(1/1810)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 494
التاء عوضا من تشديد العين ، والتاء بدل من الألف ، غيروا أوله كما غيروا آخره ، وأصل مصدر الرباعي أن يأتى على عدد حروف الماضي ، بزيادة ألف مع تغيير الحركات ، وقد قالوا : تكلما ، فأتى المصدر على عدد حروف الماضي بغير زيادة ألف ، وذلك لكثرة حروفه ، وضمت اللام ولم تكسر ، لأنه ليس فى الكلام اسم على «يفعل» ، ولم يفتحوا لئلا يشبه الماضي.
وقرأه الكسائي «كذابا» بالتخفيف ، جعله مصدر : كاذب كذابا.
و قيل : هو مصدر «كذب» ، كقولك : كتب كتابا.
29 - وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً «كتاب» : مصدر ، لأن «أحصيناه» بمعنى : كتبناه ، و«كل» : نصب بإضمار فعل أي : وأحصينا كل شىء أحصيناه ويجوز الرفع بالابتداء.
36 - جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً «جزاء» و«عطاء» : مصدران ، و«حسابا» : نعت ل «عطاء» ، بمعنى : كافيا.
37 - رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً من رفع «رب» ، فعلى إضمار «هو».
ومن خفضه جعله بدلا من «ربك» ، و«الرحمن» : نعت ل «ربك».
ومن رفعه ورفع «الرحمن» جعله مبتدأ ، و«الرحمن» : خبره ، أو : نعتا له ، «و لا يملكون» : الخبر ، و«رب السماوات» : بدلا من «ربك».
ومن خفض «الرحمن» ورفع «ربا» : جعله نعتا ل «ربك».
ومن خفض «ربا» ورفع «الرحمن» رفعه على إضمار مبتدأ أي : هو الرحمن وإن شئت : على الابتداء ، و«يملكون» : الخبر.
38 - يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً «صفا لا يتكلمون» : حالان.
«إلا من أذن له الرحمن» : من ، فى موضع رفع ، بالبدل من المضمر فى «يتكلمون» ، أو : فى موضع نصب على الاستثناء.

(1/1811)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 495
- 79 - سورة النازعات
1 - وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً «غرقا» : مصدر ، ومثله : «نشطا» الآية : و«سبحا» الآية : 2 ، 3 ، و«سبقا» الآية : 4 5 - فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً «أمرا» : مفعول به ب «المدبرات».
وقيل : هو مصدر.
و قيل : هو نصب ، بإسقاط حرف الجر أي : بأمر ، وإنما بعد نصبه ب «المدبرات» ، لأن التدبير ليس إلى الملائكة ، إنما هو إلى اللّه جل ذكره ، فهى مرسلة بما يدبره اللّه ويريده ، وليس التدبير لها ، إلا أن الجملة على معنى : تدبر بأمر اللّه لها ، وجواب القسم محذوف تقديره : وهذه المذكورات لتبعثن ، ودل على ذلك إنكارهم للبعث فى قوله «يقولون أإنا لمردودون فى الحافرة» الآية : 10.
وقيل : الجواب فى ذلك لغيره.
وقيل : جوابه : «يوم ترجف» على تقدير : حذف اللام أي : ليوم ترجف.
16 ، 17 - إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى «طوى» : فى موضع خفض ، على البدل من «الوادي».
ومن كسر الطاء ، وهى قراءة الحسن ، فهو فى موضع نصب على المصدر تقديره : بالوادي المقدس ، مرتين.
ومن ترك صرفه جعله معدولا «كعمر» ، وهو معرفة.
ومن صرفه جعله كحطم ، غير معدول.
وقيل : إنما ترك صرفه لأنه اسم لبقعة ، وهو معرفة.
25 - فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى «نكال الآخرة» : مصدر ، وقيل : مفعول من أجله.

(1/1812)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 496
30 - وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها نصب «الأرض» بإضمار فعل يفسره «دحاها» ، والرفع جائز على الابتداء ، والنصب عند البصريين الاختيار.
وقال الفراء : الرفع والنصب سواء فيه ، ومثله «وَ الْجِبالَ أَرْساها» 79 : 32 33 - مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ «متاعا لكم» : نصب على المصدر.
37 - فَأَمَّا مَنْ طَغى «من» : ابتداء ، والخبر : «فإن الجحيم» الآية : 399 ، «و ما بعده ومثله : «و أما من خاف» الآية : 40 ، لكن فى الخبر حذف عائد به يتم الخبر وتقديره : فإن الجحيم هى المأوى له ، أو : فإن الجنة هى المأوى له.
وقيل : تقديره : هى مأواه ، والألف واللام : عوض من المحذوف.
42 - يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها «مرساها» : ابتداء ، و«أيان» : الخبر ، وهو ظرف مبنى بمعنى : متى.
43 - فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها حذفت ألف «ما» كما حذفت من «عم» 78 : 1 ، وشبهه ، فهو مثله فى العلة والحكم ، وقد تقدم ذكره.
- 80 - سورة عبس
2 - أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى «أن» : مفعول من أجله.
وقيل : هى فى موضع خفض ، على إضمار اللام.
وقيل : هى بمعنى «إذا».
4 - أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى «فتنفعه» : من نصبه جعله جواب «لعل» بالفاء ، لأنه غير موجب ، فأشبه التمني والاستفهام ، وهو غير معروف عند البصريين ومن رفع عطفه على «يذكر».

(1/1813)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 497
8 ، 9 - وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى وَهُوَ يَخْشى «من» : ابتداء ، و«يسعى» : حال ، وكذلك «هو يخشى» : ابتداء وخبر ، فى موضع الحال أيضا.
10 - فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ابتداء وخبر ، فى موضع خبر «من» الآية : 8 ومثله : «أما من استغنى فأنت له تصدى» الآيتان : 5 ، 6 17 - قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ «ما أكفره» : ما ، استفهام ، ابتداء ، و«أكفره» : الخبر ، على معنى : أي شىء حمله على الكفر مع ما يرى من الآيات الدالات على التوحيد؟
و يجوز أن يكون «ما» ابتداء ، تعجبا أي : هو ممن يتعجب منه فيقال : ما أكفره و«أكفره» :
الخبر أيضا.
20 - ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ «الهاء» و«السبيل» : مفعولان ل «يسر» ، على حذف اللام من «السبيل» أي : ثم للسبيل يسره.
25 - أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا من فتح «أن» جعلها فى موضع خفض ، على تقدير «اللام» أي : لأنا.
وقيل : فى موضع نصب ، لعدم اللام.
وقيل : فى موضع خفض ، على البدل من «طعامه» الآية : 24 ، لأن هذه الأشياء مشتملة على الطعام منها ، فيكون معنى «إلى طعامه» : إلى حدوث طعامه كيف يتأتى ، فالاشتمال فى هذا إنما هو من الثاني على الأول ، لأن الاعتبار إنما هو فى الأشياء التي يتكون منها الطعام ، لا فى الطعام بعينه.
32 - مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ «متاعا» : نصب على المصدر.

(1/1814)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 498
- 81 - سورة التكوير
1 - إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قد تقدم الكلام فى رفع ما بعد «إذا» فى «و المرسلات» السورة : 77 ، وغيرها.
21 - مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ «ثم» : ظرف مكان.
24 - وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ دخول «على» يدل على أن «ضنينا» بالضاد ، بمعنى : بخيل يقال : بخلت عليه ، ولو كان بالظاء بمعنى :
متهم ، لكان بالباء ، كما يقال : هو متهم بكذا ، ولا يقال : على كذا ، لكن لا يجوز أن يكون فى موضع الباء فتحسن القراءة بالظاء.
26 - فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ حقه أن يكون : فإلى أين تذهبون؟ لأن «ذهب» لا يتعدى وتقديره : فإلى أين تذهبون؟ لكن حذفت «إلى» ، كما قالوا : ذهبت الشام أي : إلى الشام.
وحكى الفراء : أن الحرف يحذف مع : «انطلق» و«خرج» ، تقول : انطلقت الشام أي : إلى الشام وخرجت السوق ، أي : إلى السوق.
ولم يجد سيبويه من هذا غير : ذهبت الشام ، أي : إلى الشام ودخلت البيت ، أي : إلى البيت.
29 - وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ «أن» : فى موضع خفض ، بإضمار «الباء» ، أو : فى موضع نصب ، بحذف الخافض.
- 82 - سورة الانفطار
6 - يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ «ما» : استفهام ابتداء ، و«غرك» : الخبر.

(1/1815)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 499
17 - وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ قد تقدم الكلام فيه وفى نظيره فى «الحاقة» السورة : 69 ، وفى «الواقعة» السورة : 56 ، وغيرهما.
19 - يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ «يوم» : من فتحه جعله فى موضع رفع على البدل من «يوم - الآية : 18» الذي قبله ، أو فى موضع نصب على الظرف ، أو على البدل من «يوم الدين» الأول ، الآية : 15.
وهو مبنى عند الكوفيين لإضافة الفعل ، ومعرب عند البصريين نصب على البدل من «يوم الدين» الأول ويجوز نصبه على الظرف للجزاء ، وهو الدين ، وإنما لم يكن مبنيا عندهم ، لأنه أضيف إلى معرب ، وإنما يبنى إذا أضيف إلى مبنى.
و من رفعه جعله بدلا من يَوْمُ الدِّينِ - الآية : 18» قبله.
ويجوز أن يرفع على إضمار : «هو».
- 83 - سورة المطففين «التطفيف»
1 - وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ابتداء وخبر ، والمختار فى «ويل» وشبهه ، إذا لم يكن مضافا أو معربا النصب ، نحو قوله : «وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا» 20 : 61 و«ويل» : أصله مصدر ، من فعل لم يستعمل.
وقال المبرد : فى «ويل للمطففين» ، وفى «ويل يومئذ للمكذبين» الآية : 10 ، وشبهه : لا يجوز فيه إلا الرفع ، لانه ليس بدعاء عليهم ، إنما هو إخبار أن ذلك ثبت لهم ، ولو كان المصدر من فعل مستعمل كان الاختيار فيه ، إذا أضيف أو عرف بالألف واللام : الرفع ، ويجوز النصب نحو : الحمد للّه ، والشكر لزيد ، الرفع الاختيار فإن نكر فالاختيار فيه النصب ، ويجوز الرفع ، نحو : حمدا للّه ، وشكرا له ، الاختيار النصب بضد الأول.
2 - الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ «على الناس» : على ، فى موضع «من»

(1/1816)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 500
3 - وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ يجوز أن يكون «هم» ضميرا مرفوعا مؤكدا للواو فى «كالوا» ، و«وزنوا» ، فيكتب بغير ألف.
ويجوز أن يكون ضمير مفعول فى موضع نصب ب «كالوا» ، و«و زنوا» ، فيكتب بغير ألف بعد الواو ، وهو فى المصحف بغير ألف بعد الواو.
و«كال» و«وزن» : يتعديان إلى مفعولين ، أحدهما بحرف جر والآخر بغير حرف جر.
4 ، 5 ، 6 - أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ «يوم» : نصب على الظرف ، والعامل فيه فعل دل عليه «مبعوثون» أي : يبعثون يوم يقوم الناس.
ويجوز أن يكون بدلا من ل «يوم» ، على الموضع.
وهو مبنى عند الكوفيين على الفتح ، وموضعه نصب على ما ذكرناه ومعرب منصوب عند البصريين.
7 - كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ «سجين» : هو فعل من «السجل» ، والنون بدل من اللام.
وقيل : فعيل : من «السجن».
8 - وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ قد تقدم الكلام فيه وفى نظيره فى «الحاقة» السورة : 69 ، وغيرها.
9 - كِتابٌ مَرْقُومٌ «كتاب» : رفع على أنه خبر «إن» ، والظرف ملغى ، أو يكون : خبرا بعد خبر ، أو : على إضمار «هو».
13 - إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ «أساطير» : رفع على إضمار : «هذه».
17 - ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ «هذا الذي» : ابتداء وخبر ، فى موضع المفعول الذي لم يسم فاعله ، عند سيبويه.
وقال المبرد : المصدر مضمر ، يقوم مقام الفاعل ، ولا تقوم الجملة عنده مقام الفاعل.

(1/1817)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 501
18 - كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ «عليين» : جمع لا واحد له ، ك «عشرين» ، فجرى مجراه.
وقد قيل : إن «عليين» : صفة للملائكة ، فلذلك جمع بالواو والنون.
27 ، 28 - وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ انتصب «عين» عند الأخفش ب «يسقون».
وعند المبرد ، بإضمار : «أعنى».
وعند الفراء : «بتسنيم» : على أن «تسنيما» ، اسم للماء الجاري من علو ، كأنه يجرى من علو الجنة ، معرفة تقديره : ومزاجه من الماء العالي جاريا من علو.
«يشرب بها» : نعت ل «عين» ، و«بها» ، بمعنى : منها.
- 84 - سورة الانشقاق
1 ، 2 - إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ يرتفع ما بعد «إذا» على إضمار فعل ، عند البصريين.
وعند الكوفيين : ابتداء وخبر ، والعامل فى «إذا» : اذكر.
وقيل : العامل : انشقت.
وقيل : العامل : «فملاقيه» الآية : 6 ، وجواب «إذا» : أذنت على تقدير زيادة الواو.
وقيل : الجواب محذوف ، ومثله «إذا» الثانية ، الآية : 3.
وقيل : جوابها : «ألقت» ، على حذف الواو.
وقيل : الجواب مضمر.
وقيل : الجواب : «أذنت» الثانية ، الآية : 5 ، على حذف الواو.
و إنما تحتاج «إذا» إلى جواب ، إذا كانت للشرط ، فإن عمل فيها ما قبلها لم تحتج إلى جواب ولم تكن للشرط.

(1/1818)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 502
6 - يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ «فملاقيه» : رفع ، على إضمار : فأنت ملاقيه.
7 - فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ «من» : رفع بالابتداء ، وما بعدها الخبر 9 - وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً «مسرورا» : حال من المضمر فى «ينقلب».
10 - وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ «من» : رفع بالابتداء ، وما بعدها الخبر.
14 - إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ «أن» : سدت مسد المفعولين ل «ظن».
20 - فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ «ما» : استفهام ابتداء ، و«لهم» : الخبر ، «و لا يؤمنون» : حال من الهاء والميم ، والعامل فيه معنى الاستفهام التي تعلقت به اللام فى «لهم».
25 - إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ «الذين» : نصب على الاستثناء من الهاء والميم فى «فبشرهم» الآية : 24.
وقيل : «هم» : استثناء ليس من الأول.
- 85 - سورة البروج
1 - وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ جوابه : «قتل أصحاب الأخدود» الآية : 4 أي : لقتل.
وقيل : جوابه «إن بطش ربك لشديد» الآية : 13 وقيل : الجواب محذوف.

(1/1819)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 503
2 - وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ «الموعود» : نعت ل «اليوم» ، وثم ضمير محذوف به تتم الصلة تقديره : الموعود به ، ولو لا ذلك ما صحت الصفة ، إذ لا ضمير يعود على الموصوف من صفته.
5 - النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ «النار» : بدل من «الأخدود» الآية : 4 ، وهو بدل الاشتمال.
وقال الكوفيون : هو خفض على الجوار.
وقال بعض أصحاب البصريين : هو بدل ولكن تقديره : قتل أصحاب الأخدود نارها ، ثم صارت الألف واللام بدل من الضمير.
وقدره بعض البصريين : قتل أصحاب الأخدود والنار التي فيها.
15 - ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ «المجيد» : من خفضه جعله نعتا ل «العرش».
وقيل : لا يجوز أن يكون نعتا ل «العرش» ، لأنه من صفات اللّه جل ذكره ، وإنما هو نعت ل «رب» فى قوله : «إن بطش ربك لشديد» الآية : 12.
ومن رفعه جعله نعتا ل «ذو» ، أو : خبرا بعد خبر.
16 - فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ «فعال» : رفع على إضمار «هو» ، أو : على أنه خبر بعد خبر ، أو : على البدل مما قبله من «ذو العرش».
18 - فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ بدل من «الجنود» الآية : 17 ، فى موضع خفض ، أو فى موضع نصب على : «أعنى» ، ولا ينصرفان للتعريف والعجمة فى «فرعون» ، والتأنيث فى «ثمود» والتعريف ، إذ هو اسم للقبيلة.
22 - فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ «محفوظ» : من رفعه جعله نعتا ل «قرآن» الآية : 21 ومن خفضه جعله نعتا ل «لوح».

(1/1820)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 504
- 86 - سورة الطارق
4 - إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ من قرأ بتخفيف «لما» جعل «ما» زائدة ، و«إن» مخففة من الثقيلة ، ارتفع ما بعدها لنقصها ، وهى جواب القسم ، كأنه قال : إن كل نفس لعليها حافظ ، وتصحيحه : إنه لعلى كل نفس حافظ ، ف «حافظ» :
مبتدأ ، و«عليها» : الخبر والجملة : خبر «كل» ، ودخلت اللام للفرق بين «إن» المخففة من الثقيلة وبين «إن» بمعنى «ما» النافية.
ومن شدد «لما» جعل «لما» بمعنى : إلا ، و«أن» : بمعنى : ما تقديره : ما كل نفس إلا عليها حافظ.
وحكى سيبويه : نشدتك باللّه لما فعلت أي : إلا فعلت.
8 ، 9 - إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ «يوم» : ظرف ، والعامل فيه «لقادر» ، ولا يعمل فيه «رجعه» ، لأنك كنت تفرق بين الصلة والموصول بخبر «إن» ، وهذا على قول من قال «رجعه» بمعنى : بعثه وإحيائه بعد موته.
و من قال «رجعه» بمعنى : رده لما فى الإحليل ، أو على حبس الماء فلا يخرج من الإحليل ، نصب «يوما» بفعل مضمر أي : اذكر يوم تبلى ولا يعمل فيه «لقادر» ، لأنه لم يرد أنه يقدر على رد الماء فى الإحليل وغير ذلك يوم القيامة ، إنما أخبر بذلك أنه يقدر عليه فى الدنيا لو شاء ذلك.
- 87 - سورة الأعلى
5 - فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى «الهاء» و«غثاء» : مفعولان ب «جعل» ، لأنه بمعنى : «صير» ، و«أحوى» : نعت ل «غثاء» ، وأحوى ، بمعنى : أسود.
وقيل : أحوى : حال من «المرعى» ، و«أحوى» : بمعنى : أخضر أي : أخرج المرعى فى حال خضرة فجعله غثاء. والغثاء : الهشيم ، كغثاء السيل.

(1/1821)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 505
6 ، 7 - سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى «لا» : بمعنى : «ليس» ، وهو خبر ، و«ليس» : بمعنى النفي ، إذ لا يجوز أن ينهى الإنسان عن النسيان ، لأنه ليس باختياره.
«ما» : فى موضع نصب على الاستثناء أي : لست تنسى إلا ما شاء اللّه أن يرفع تلاوته وينسخه بغير بدل.
وقيل : تنسى ، بمعنى : تترك ، فيكون المعنى : إلا ما شاء اللّه ، وليس يشاء اللّه أن تنسى منه شيئا ، فهو بمنزلة قوله فى «هود» فى الموضعين «خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك» الآية : 107 ، قيل معناه : إلا ما يشاء ربك وليس يشاء جل ذكره ترك شىء من الخلود ، لتقدم مشيئته لهم بالخلود.
وقيل : «إلا ما شاء اللّه» : استثناء من «فجعله غشاء أحوى» الآية : 5.
- 88 - سورة الغاشية
2 - وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ «خاشعة» : خبر «وجوه» ، وذلك فى الآخرة.
3 - عامِلَةٌ ناصِبَةٌ «عاملة» : رفع على إضمار «هى» ، وذلك فى الدنيا ، فتقف ، على هذا التأويل ، على «خاشعة».
ويجوز أن تكون «عاملة» : خبرا بعد خبر عن «وجوه» ، فيكون العمل فى النار ، لما لم يعمل فى الدنيا ، أعملها اللّه فى النار ، وهو قول الحسن وقتادة ، ولا تقف ، على هذا ، على «خاشعة».
8 ، 9 - وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ «وجوه ... ناعمة» : ابتداء وخبر ، و«راضية» : خبر ثان ، أو على إضمار : «هى».
21 ، 22 ، 23 - ذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ
«من» : فى موضع نصب ، على الاستثناء المنقطع.

(1/1822)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 506
و قيل. هو استثناء من الخبر على إضمار بعد «فذكر» أي : فذكر عبادى إلا من تولى ، أو على إضمار بعد «مذكر» أي : إنما أنت مذكر الناس ، إلا من تولى.
وقيل : فى موضع خفض ، على البدل من الهاء والميم فى «عليهم».
25 - إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ «إيابهم» : قرأه أبو جعفر بتشديد الياء ، وفيه بعد ، لأنه مصدر : آب يؤوب إيابا ، وأصل «الياء» أولا : واو ، لكن انقلبت «ياء» لانكسار ما قبلها ، وكان يلزم من شدد أن يقول : أوابهم ، لأنه من الواو ، ويقول : إيوابهم ، فيبدل من أول المشدد ياء ، كما قالوا : ديوان ، والأصل : دوان.
- 89 - سورة الفجر
6 ، 7 - أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ «إرم» : فى موضع نصب ، خفض على النعت ل «عاد» ، أو : على البدل ، ومعنى «إرم» : القديمة.
ومن جعل «إرم» مدينة ، قدر فى الكلام حذفا تقديره : بمدينة عاد إرم.
وقيل : تقديره : بعاد صاحبة إرم.
«و إرم» : مؤنثة معرفة ، على هذا القول ، فلذلك لم ينصرف ، وانصرف «عاد» ، لأنه مذكر خفيف.
9 - وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ «و ثمود» : لم ينصرف ، لأنه اسم للقبيلة ، وهو معرفة ، وموضعه خفض على العطف على «عاد» ، و«الذين» :
فى موضع النعت ل «ثمود» ، أو : فى موضع نصب على : «أعنى» ، أو : فى موضع رفع على «هم».
18 - وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ مفعول «تحضون» محذوف تقديره : ولا تحضون الناس - أو : أنفسكم - على طعام.
ومن قرأها «تحاضون» لم يقدر حذف مفعول ، إنما هو تتحاضون فيما بينكم على الخير ، لا يتعدى.

(1/1823)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 507
22 - وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا «صفا صفا» : حال.
23 - وَجِي ءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى «بجهنم» : فى موضع رفع ، مفعول لما لم يسم فاعله.
وقيل : المصدر مضمر ، وهو المفعول لما لم يسم فاعله.
ويجوز أن يكون المفعول «يومئذ» ، بدلا من الأول.
وقيل : العامل فيه «يتذكر».
«و أنى له الذكرى» : الذكرى ، رفع بالابتداء ، و«أنى له» : الخبر.
- 90 - سورة البلد
1 - لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ «لا» : زائدة.
وقيل : هى بمعنى «إلا».
وقيل : لا ، غير زائدة ، وهى رد لكلام قبله ، و«البلد» : نعت ل «هذا» ، أو : بدل ، أو : عطف بيان.
5 - أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ «أن» : سدت مسد مفعولى «حسب» ، ومثله «أن لم يره» الآية : 7 ، وأصل «يره» : يراه ، ثم خففت الهمزة وحذفت الألف للجزم.
12 ، 13 - وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ «فك رقبة» : بدل من «العقبة» ، أو : على إضمار : هى فك ، ابتداء وخبر.
16 ، 15 - يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ «يتيما» : نصب ب «إطعام» ، و«أو مسكينا» : عطف عليه.

(1/1824)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 508
- 91 - سورة الشمس
9 ، 10 - قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها فى «زكاها» : ضمير «من» ، وبه تتم الصلة أي : من زكى نفسه بالعمل الصالح.
«و قد خاب من دساها» أي : أخفى نفسه بالعمل السيئ.
وقيل : إن فى «زكاها» و«دساها» : ضمير يعود على اللّه عز وجل أي : قد أفلح من زكاه اللّه ، وقد خاب من خذله اللّه.
وهذا يبعد ، إذ لا ضمير يعود على «من» من صلته ، وإنما يعود الضمير على اسم اللّه جل ذكره.
و لكن إن جعلت «من» اسما للنفس ، وأثبت على المعنى. فقلت : زكاها ودساها ، جاز : لأن الهاء والألف يعود على «من» حينئذ ، فيصلح الكلام ، كأنه فى التقدير : قد أفلحت النفس التي زكاها اللّه ، وقد خابت النفس التي خذلها اللّه وأخفاها.
ومعنى «دساها» : أخفاها بالعمل السيئ ، أو تكون «من» بمعنى الفرقة ، أو الطائفة ، أو الجماعة ، فتعود «الهاء» فى «دساها» و«زكاها» على «من» ، ويحسن الكلام بأن يكون الضمير فى «زكاها» و«دساها» للّه جل ذكره.
و«دساها» ، أصله : دسسها ، من : دسست الشيء : أخفيته ، لكن أبدلوا من السين الأخيرة ياء ، وقلبت ألفا ، لتحركها وانفتاح ما قبلها.
13 - فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها «ناقة اللّه» : نصب على الإغراء أي : احذروا ناقة اللّه ، و«سقياها» ، فى موضع نصب ، عطف على «ناقة».
14 - فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها «سواها» : الهاء ، تعود على «الدمدمة» ، ودل على ذلك قوله «فدمدم» أي : سوى بينهم فى العقوبة.
15 - وَلا يَخافُ عُقْباها من قرأه بالفاء ، فالفعل للّه جل ذكره ، ومن قرأه بالواو ، فالفعل للعاقر أي : انبعث أشقاها ولا يخاف عقباها.
ويجوز أن يكون من قرأه بالواو ، جعل الفعل للّه.

(1/1825)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 509
- 92 - سورة الليل
3 ، 4 - وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى «ما» والفعل : مصدر أي : وخلق الذكر.
وقيل : ما ، بمعنى «من» ، أقسم اللّه جل ذكره بنفسه. و«إن سعيكم» : هو جواب القسم.
وقيل : ما ، بمعنى «الذي».
وأجاز الفراء خفض «الذكر والأنثى» : على البدل من «ما» ، جعلها بمعنى «الذي».
5 و6 و7 - فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى «من» : رفع بالابتداء ، و«فسنيسره» : الخبر ، وهو شرط وجوابه ، ومثله : «و أما من بخل» الآية : 8 11 - وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى «ما» : فى موضع نصب على «يغنى» ، وهى استفهام عمل فيه ما بعده.
ويجوز أن تكون «ما» نافية ، حرفا ، وبحذف مفعول «يغنى» أي : وليس يغنى عنه ماله شيئا إذا هلك 12 - إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى «الهدى» : اسم «إن» ، «و علينا» : الخبر ، ومثله : «و إن لنا للآخرة» الآية : 13 ، ولام التأكيد تدخل على الابتداء وعلى اسم «إن» إذا تأخر ، وعلى خبر «إن» إلا أن يكون ماضيا ، أو يكون ظرفا يلى «إن» ، وعلى الظرف إذا وقع موقع الخبر ، وإن لم يكن خبرا ، وكان الخبر بعده.
20 - إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى «ابتغاء» : نصب على الاستثناء المنقطع.
وأجاز الفراء ، الرفع فى «ابتغاء» على البدل من موضع «نعمة» الآية : 19 ، وهو بعيد.

(1/1826)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 510
- 93 - سورة الضحى
3 - ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى «ما» : جواب القسم.
«ودعك» لا يستعمل إلا بالتشديد ، لا يقال : ودع.
قال سيبويه : استغنوا عنه ب «ترك».
«ما قلى» : المفعول محذوف أي : وما قلاك أي : وما أبغضك.
5 - وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى المفعول الثاني محذوف ، كما تقول : أعطيت ، وتسكت فالتقدير : يعطيك ما تريد فترضى.
6 - أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى الكاف ، و«يتيما» : مفعولان ل «يجد» ، ومثله : «و وجدك ضالا» الآية : 7 ، و«وجدك عائلا» الآية : 8 9 - فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ «اليتيم» : نصب ب «تقهر» ، وحقه التأخير بعد الفاء وتقديره : مهما يكن من شىء فلا تقهر اليتيم ، ومثله : «وَ أَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ» الآية : 10 ، ولو كان مع «تقهر» و«تنهر» : هاء ، لكان الاختيار فى «اليتيم» و«السائل» :
الرفع ، ويجوز النصب ولا يجوز مع حذف «الهاء» إلا النصب.
و«اليتيم» و«السائل» : اسمان يدلان على الجنس.
11 - وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ «بنعمة» : الباء ، متعلقة ب «حدث» وتقديرها أن تكون بعد الفاء والتقدير : مهما يكن من شىء فحدث.
- 94 - سورة الشرح
1 - أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ «ألم» : الألف ، تقلب الكلام من النفي فترده إيجابا.

(1/1827)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 511
- 95 - سورة التين
2 - وَطُورِ سِينِينَ هذه لغة فى «سينا» ، وقد تقدم ذكره فى سورة «المؤمنين» الآية : 20.
3 - وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ «هذا» : الاسم من «هذا» : ذا ، عند البصريين و«الذال» وحدها ، عند الكوفيين ، وهو اسم مبهم مبنى ، وإنما بنى لأنه مسمى بعينه ، بل ينتقل إلى كل مشار إليه فلا يستقر على شىء بعينه ، فخالف الأسماء فى مشابهة الحروف ، لأن الحروف مخالفة للأسماء ، فبنى كما بنيت الحروف.
وقال الفراء : إنما لم يعرب لأن آخره ألف ، والألف لا تتحرك.
وهذا قول ضعيف يلزم منه بناء «موسى» : و«عصا» : وشبههما.
7 - فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ «ما» : استفهام ، رفع بالابتداء ، و«يكذبك» : الخبر.
8 - أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ «أحكم» : انصرف ، وهو على وزن الفعل ، لأنه أضيف فخرج عن شبه الأفعال ، لأنها لا تضاف ، فانصرف إلى الخفض.
- 96 - سورة العلق
1 - اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ دخلت الباء فى «باسم» لتدل على الملازمة والتكرير ، ومثله : أخذت بالخطام فإن قلت : اقرأ اسم ربك ، وأخذت الخطام ، لم يكن فى الكلام ما يدل على لزوم الفعل وتكريره.
وأجاز النحويون : أقر بهذا ، بحذف الهمزة ، على تقدير إبدال الألف من الهمزة قبل الأمر ، كما قال تعالى.

(1/1828)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 512
«أَ تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى » 2 : 61 ، فالألف فى «أدنى» ، على قول جماعة ، بدل من همزة ، وهو من الدناءة ، فلما دخله الأمر حذفت الألف للبناء.
و هو مبنى عند البصريين ، ومعرب عند الكوفيين.
3 - اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ «و ربك الأكرم» : ابتداء وخبر فى موضع الحال ، من المضمر فى «اقرأ».
7 - أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى «أن» : مفعول من أجله ، و«الهاء» ، و«استغنى» مفعولان : «ل «رأى» ، و«رأى» : بمعنى : علم ، يتعدى إلى مفعولين.
وقد قرأ قتبل عن ابن كثير : «أن راه» بغير ألف بعد الهمزة ، كأنه حذف لام الفعل ، كما حذفت فى «حاش للّه».
وحكى حذفها عن العرب.
وقيل : إن الهمزة سهلت على البدل ، فاجتمع ألفان ، فحذفت الثانية لالتقاء الساكنين ، فلما نقصت الكلمة ردت الهمزة إلى أصلها.
وقيل : إنما حذفت الألف لسكونها وسكون السين بعدها ، لأن الهاء حرف خفى لا يعتد به ، وجرى الوقف على لفظ الوصل ، فحذفت فى الوقف كما حذفت فى الوصل ، لئلا يختلف.
وقيل : إنما حذفت الألف لأن مضارع «رأى» قد استعمل بحذف عينه ، بعد إلقاء حركته على ما قبله ، استعمالا صار فيه كالأصل لا يجوز غيره ، فقالوا : ترى ، فجرى الماضي على ذلك ، فلم يمكن حذف العين ، إذ ليس قبلها ساكن تلقى عليه الحركة ، فحذفت اللام.
9 - أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى «أ رأيت» : الياء ، ساكنة لا يجوز غيره ، لاتصال المضمر المرفوع بها ، ومن لم يهمز «أ رأيت» جعل الهمزة بين الهمزة والألف.
وقيل : أبدل منها ألفا.

(1/1829)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 513
و الأول هو الأصل.
15 - كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ «لتسفعا» : هذه النون هى نون التأكيد الخفيفة ، دخلت مع لام القسم ، والوقف عليها ، إذا انفتح ما قبلها ، بالألف ، وتحذف فى الوقف إذا انضم ما قبلها ، أو تكسر ويرد ما حذف من أجلها.
- 97 - سورة القدر
1 - إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «أنزلناه» : الهاء ، تعود على القرآن ، وإن لم يجر له ذكر ، إذ قد فهم المعنى.
2 - وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ «ما» الأولى : استفهام ، ابتداء ، و«أدراك» : فعل ، وفيه ضمير الفاعل يعود على «ما» ، والكاف : مفعول أول ل «أدراك» ، و«ما» الثانية : استفهام ، ابتداء ثان ، و«ليلة» : خبر عن الثاني ، والجملة : فى موضع المفعول الثاني ل «أدراك» ، و«أدراك» ومفعولاها : خبر الأولى ، ومثله : «وَ ما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ» 101 : 3 ، وقد تقدم الكلام على هذا فى «الحاقة» السورة : 69 ، وفى غيرها.
5 - سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ «سلام هى» : ابتداء وخبر.
«حتى مطلع الفجر» : الأصل فى قياس «مطلع» فتح اللام ، لأن اسم المكان والمصدر من فعل يفعل :
المفعل ، وقد شذت فأتى فيها الكسر ، لغة ، نحو : المسجد.
وقرأ الكسائي «مطلع» ، بكسر اللام ، جعله مما خرج عن قياسه.
- 98 - سورة البينة
1 ، 2 - لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً «لم يكن» : كسرت النون لسكونها وسكون اللام بعدها ، وأصلها السكون للجزم ، وحذفت الواو قبلها لسكونها وسكون

(1/1830)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 514
النون ، ولم ترد الواو عند حركة النون ، لأن الحركة عارضة لا يعتد بها ، ومثله : «قُمِ اللَّيْلَ» 73 : 2 ، وهو كثير فى القرآن فى كل فعل مجزوم ، أو مبنى وعينه واو أو ياء ، أو ألف مبدلة من أحدهما ، ولا يحسن حذف النون فى هذا «من يكن» على لغة من قال : لم يك زيد قائما ، لأنها قد تحركت ، وإنما يجوز حذفها إذا كانت ساكنة للوصل ، فتشبه بحروف المد واللين ، فتحذف للمشابهة ولكثرة الاستعمال ، وإذا تحركت زالت المشابهة فامتنع الحذف فى الشعر ، فقد أتى حذفها بعد أن تحركت لالتقاء الساكنين.
«و المشركين» : عطف على «أهل» ، ولا يحسن عطف «المشركين» على «الذين» ، لأنه ينقلب المعنى ، ويصير المشركون من أهل الكتاب ، وليسوا منهم.
«
منفكين» : معناه : مفارقين بعضهم بعضا أي : متفرقين ، ودل على ذلك قوله بعد ذلك : «و ما تفرق الذين أوتوا الكتاب» الآية : 4 ، فهو مأخوذ من قولهم : قد انفك الشيء ، من الشيء ، إذا فارقه ، فلا يحتاج إلى خبر ، إذ كان بمعنى : زائلين ، ولو كان بمعنى الاستمرار لاحتاج إلى خبر ، لأنه من أخوات «كان».
2 - رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً «رسول» : بدل من «البينة» الآية : 1 ، أو رفع على إضمار : هى رسول ، و«يتلوا» : فى موضع رفع ، على النعت ل «رسول» ، وفى حرف أبى : «رسولا» ، بالنصب على الحال.
3 - فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ابتداء وخبر ، فى موضع النعت ل «صحف» الآية : 2 5 - وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ «مخلصين» ، و«حنفاء» : حالان من المضمر فى «يعبدوا».
«دين القيمة» : دين ، خبر «ذلك» ، و«القيمة» : صفة قامت مقام موصوف تقديره : دين الملة القيمة أي : المستقيمة.
وقيل : تقديره : دين الجماعة القيمة 6 - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ «المشركين» : فى موضع خفض ، عطف على «أهل» ، كما فى الآية الأولى فى علته.

(1/1831)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 515
8 - جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ «جزاؤهم عند ربهم» : ابتداء ، و«جنات» : خبره أي : دخول جنات ، و«تجرى» : نعت ل «جنات» ، و«خالدين» : حال من الهاء والميم فى «جزاؤهم».
و جاز ذلك ، لأن المصدر ليس بمعنى «أن يفعل» فيحتاج إلى ما يفرق بينه وبين ما تعلق به ، إنما يمتنع أن يفرق بينه وبين ما تعلق به إذا كان بمعنى «أن فعل» ، وليس هذا منه : و«أبدا» : ظرف زمان.
- 99 - سورة الزلزلة
1 - إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها «إذا» : ظرف زمان مستقبل ، والعامل فيه «زلزلت» ، وجاز ذلك لأنها بمعنى الشرط ، وما بعدها فى تقدير مجزوم لها ، فكما جاز عملها فيما بعدها جاز عمل ما بعدها فيها ، كما يعمل فى «ما» و«من» اللتين للشرط ما بعدها ، ويعملان هما فيما بعدهما ، تقول ، من يكرم أكرمه ، وما تفعل أفعل ، ف «ما» و، «من» : فى موضع نصب بالفعل المجزوم الذي بعدهما ، وهما جزما ما بعدهما ، فجرت «إذا» ، إذ كانت بمعنى الشرط على حكم «ما» و«من» ، وإن كانت فى التقدير مضافة إلى الجملة بعدها.
«زلزالها» : مصدر ، كما تقول : ضربتك ضربك ، وحسن إضافته إلى الضمير لتتفق رؤوس الآي على لفظ واحد.
والزلزال ، بالفتح : اسم وبالكسر : مصدر.
وقيل : هما جميعا مصدر.
وقد قرأ عاصم الجحدري : «زلزالها» ، بالفتح.
3 - وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها «ما لها» : ابتداء ، استفهام تام ، و«لها» : الخبر.

(1/1832)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 516
6 - يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ «أشتاتا» : حال من «الناس».
7 ، 8 - فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ «فمن يعمل» : من ، شرط ، وهو اسم تام مبتدأ ، و«يره» : الخبر ، ومثله الثاني.
- 100 - سورة العاديات
1 - وَالْعادِياتِ ضَبْحاً «ضبحا» : مصدر ، فى موضع الحال.
2 - فَالْمُورِياتِ قَدْحاً «قدحا» : مصدر محض ، لأن ف «الموريات» بمعنى : ف «القادحات».
3 - فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً «صبحا» : ظرف زمان ، عمل فيه «فالمغيرات».
4 - فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً «نقعا» : مفعول به ب «أثرن».
5 - فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً «جمعا» : حال.
9 ، 10 ، 11 - أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ العامل فى «إذا» ، عند المبرد : «بعثر» ولا يعمل فيه «يعلم» ، ولا «خبير» ، لأن الإنسان لا يراد منه العلم والاعتبار ذلك الوقت ، إنما يعتبر فى الدنيا ويعلم ، ولا يعمل ما بعد «إن» فيما قبلها ، لو قلت : يوم الجمعة إن زيدا قائم ، لم يجز إلا على كلامين وإضمار عامل ل «يوم» ، كأنك قلت : اذكر يوم الجمعة ، ثم قلت : إن زيدا قائم

(1/1833)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 517
و لا يعمل فيه «قائم» البتة ، فأما «يومئذ» الثاني فالعامل فيه «خبير» ، وجاز أن يعمل ما بعد اللام فيما قبلها ، لأن التقدير فى «اللام» أن تكون فى الابتداء ، وإنما دخلت فى الخبر لدخول «إن» على الابتداء ، فيعمل الخبر فيما قبله ، وإن كان فيه «لام» على أصل حكم «اللام» فى التقدير قبل المبتدأ.
- 101 - سورة القارعة
1 ، 2 ، 3 - الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ قد تقدم الكلام فيها وفيما كان مثلها ، مثل : «ما أدراك ماهيه» الآية : 10 ، وشبهة فى «الحاقة» : 69 ، و«الواقعة» : 56 ، وفى «القدر» : 97 4 ، 5 - يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ العامل فى «يوم» : القارعة أي : تقرع آذان الخلق يوم يكون.
وقيل : «القارعة» : رفع بإضمار فعل ، وذلك الفعل عامل فى «يوم» تقديره : ستأتى القارعة.
والأول أحسن.
«كالفراش» : الكاف ، فى موضع خبر «كان» ، ومثله : «كالعهن» ، والعهن : جمع عهنة.
7 - فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ «من» : شرط ، اسم تام فى موضع رفع بالابتداء ، و«فهو» : الخبر ، ومثله : «من خفت» الآية : 8 10 - وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ «هيه» : الهاء ، دخلت للوقف ، لبيان حركة الياء.
11 - نارٌ حامِيَةٌ «نار» : رفع على إضمار مبتدأ أي : هى نار.

(1/1834)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 518
- 102 - سورة التكاثر
6 - لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ «لترون» : من قرأ بضم «التاء» جعله فعلا رباعيا منقولا من «رأى» ، من رؤية العين ، فتعدى بنقله إلى الرباعي إلى مفعولين ، قام أحدهما مقام الفاعل ، وهو المضمر فى «لترون» ، مفعول لم يسم فاعله ، و«الجحيم» : المفعول الثاني.
ومن فتح «التاء» جعله فعلا ثلاثيا غير منقول إلى الرباعي ، فعداه إلى مفعول واحد ، لأنه فى الوجهين من رؤية العين.
7 - ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ «عين اليقين» : نصب على المصدر ، لأن معناه : لتعايننها عينا يقينا.
- 103 - سورة العصر
1 - وَالْعَصْرِ «و العصر» : هو قسم ، والواو بدل من الباء وتقديره : ورب العصر ، وكذلك التقدير فى كل قسم بغير اللّه. و«العصر» : الدهر.
3 - إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ «إلا الذين آمنوا» : فى موضع نصب على الاستثناء من «الإنسان» ، لأنه بمعنى الجماعة.
- 104 - سورة الهمزة
1 - وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ «ويل» : رفع بالابتداء ، وهو الاختيار ، ويجوز نصبه على المصدر ، أو على الإغراء

(1/1835)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 519
2 - الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ «الذي» : فى موضع رفع على إضمار مبتدأ أي : هو الذي ، أو : فى موضع نصب على : «أعنى» ، أو :
فى موضع خفض على البدل من «كل».
«و عدده» : فعل ماض مبنى على الفتح وقرأه الحسن بالتخفيف ، فهو منصوب على العطف على «مال» أي :
و جمع عدده ، ولا يحسن أن يكون التخفيف فعلا ماضيا على إظهار التضعيف ، لأن إظهار التضعيف فى مثل هذا لا يجوز إلا فى شعر.
3 - يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ «أن» : سدت مسد مفعولى «يحسب».
وكسر السين فى «يحسب» وفتحها : لغتان مشهورتان.
4 - كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ «لينبذن» : هذا الفعل ونظيره مبنى على الفتح لأجل ملاصقة النون له ، وفيه ضمير يعود على «الذي».
وقرأ الحسن «لينبذان» على التثنية ، رده على المال وصاحبه ، وروى عنه «لينبذن» بضم الذال ، على الجمع ، رده على : الهمزة ، واللمزة ، والمال.
5 - وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ قد تقدم ذكرها (الآية : 4) 6 - نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ «نار اللّه» : رفع على إضمار : «هى» ، ابتداء وخبر.
8 - إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ «مؤصدة» : من همزة جعله من : أصدت الباب : ضيقته ، لغة معروفة ، ومن لم يهمز جعله مخففا من الهمزة.
ويجوز أن يكون جعله من «أوصدت» ، لغة مشهورة فيه ، وهو مثل قولهم : وكدت وأكدت ، والتأكيد

(1/1836)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 520
و التوكيد ، ومثله : أرخت الكتاب ورخته ، لغتان ، وقوله : «بالوصيد» 18 : 18 ، يدل على «أوصدت» بالواو.
9 - فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ «فى عمد» : من قرأها بفتحتين جعلها اسما للجميع ، لأن باب : فعول ، أو فعيل ، أو فعال ، أن يجمع على «فعل» نحو : كتاب وكتب ، ورسول ورسل ورغيف ورغف ، وقد قالوا : أديم وأدم ، وأفيق وأفق ، فهذا بمنزلة : عمود وعمد ، بالفتح.
- 105 - سورة الفيل
1 - أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ «كيف» : ظرف ، والعامل فيه «فعل» ، ولا يعمل فيه «تر» ، لأنه على معنى الاستفهام ، ولا يعمل فيه ما قبله.
3 - وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ «أبابيل» : واحدها : أبول ، كعجول وعجال وعجاجيل.
وقيل : واحدها «إبيل» ، كسكين وسكاكين.
وقيل : واحدها «إيال» ، كدينار ودنانير ، وأصل «دينار» : دنار ، بتكرير النون فى الجمع والتصغير.
وقيل : هو جمع لا واحد له.
وقيل : هو اسم للجمع.
4 - تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ «ترميهم» : فى موضع نصب نعت ل «طير» الآية : 3 ، وكذلك «أبابيل» نعت ل «طير» ، فكأنه قال :
جماعات متفرقة.
5 - فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ «كعصف» : الكاف ، فى موضع نصب مفعول ثان ل «جعل» ، لأنه بمعنى «صير».

(1/1837)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 521
- 106 - سورة قريش
1 - لِإِيلافِ قُرَيْشٍ «لايلاف» : اللام ، متعلقة ، عند الأخفش ، بقوله «فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ» 105 : 5 أي : فعل معهم ذلك لتأتلف قريش ، وفيه بعد ، لإجماع الجميع على الجواز على الوقف على آخر «أَ لَمْ تَرَ» 105 : 1 وقيل : اللام متعلقة بفعل مضمر تقديره : اعجبوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف وتركهم عبادة رب هذا البيت ، وهو مذهب الفراء.
وقال الخليل : اللام : متعلقة بقوله «فليعبدوا» الآية : 3 ، وكأنه قال : آلف اللّه قريشا إيلافا فليعبدوا رب هذا البيت.
2 - إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ «إيلافهم» : بدل من الأول ، لزيادة البيان ، كما تقول : سمعت كلامك كلامك زيدا ، و«إيلاف» : مصدر فعل رباعى.
ومن قرأه «إلا فهم» : جعله مصدر «فعل».
وأجاز الفراء «إيلافهم» ، بالنصب على المصدر.
«رحلة الشتاء» : نصب «لإيلافهم» ، وفيه لغتان : حكى أبو عبيد : آلفته ، وألفته ، وعلى ذلك قرىء لإيلاف ، ولإلاف ، من : آلف ومن : ألف.
- 107 - سورة الماعون
1 - أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ «أ رأيت» : من خفف الهمزة من «رأيت» ، جعلها بين الهمزة والألف.
وقيل : أبدل منها ألفا ، وجاز ذلك وبعدها ساكن ، لأن الألف يقع بعدها الساكن المشدد ، على مذهب جميع

(1/1838)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 522
البصريين ، ويقع بعدها الساكن غير المشدد ، على مذهب يونس وأبى عمرو والكوفيين. ومنعه سيبويه والمبرد ويجوز حذف الهمزة ، وبه قرأ الكسائي.
ويكون «أ رأيت» من رؤية القلب ، والمفعول الثاني محذوف ، وفيه بعد فى الإعراب والحذف ، وهو أمكن فى المعنى من رؤية العين.
ويكون من رؤية العين ، فلا يحتاج إلى حذف.
- 108 - سورة الكوثر
1 - إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ اصل «إنا» : إننا ، فحذفت إحدى النونات لاجتماع الأمثال ، والمحذوفة هى الثانية ، بدلالة جواز حذفها فى «إن» ، فتقول : إن زيدا لقائم ، فتحذف الثانية وتبقى الأولى على سكونها ساكنة ، ولو كانت المحذوفة هى الأولى لبقيت الثانية متحركة ، لأنها كذلك كانت قبل الحذف ، ولا يجوز حذف الثالثة لأنها من الاسم.
- 109 - سورة الكافرون
1 ، 2 - قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ «الكافرون» : نعت ل «أي» ، لا يجوز حذفه ، لأنه هو البادي فى المعنى ، ولا يجوز عند أكثر النحويين نصبه ، كما جاز : يا زيد الظريف ، بالنصب.
«ما» : فى الأربعة المواضع : فى موضع نصب بالفعل الذي قبل كل واحدة ، وهى بمعنى «الذي» ، و«الهاء» محذوفة من الفعل الذي بعد كل واحدة أي : تعبدونه ، وأعبده ، وعبدتموه.
وقيل : «ما» والفعل : مصدر ، فلا تحتاج إلى تقدير حذف.

(1/1839)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 523
- 110 - سورة النصر
1 - إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ العامل فى «إذا» : جاء.
2 - وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً «يدخلون» : حال من «الناس» ، لأن «رأيت» من رؤية العين.
«أفواجا» : نصب على الحال من المضمر فى «يدخلون» ، وهو العامل فيه ، وأفواج : جمع فوج ، وقياسه : أفوج ، إلا أن الضمة تستثقل فى الواو ، فشبهوا «فعلا» ب «فعل» ، فجمعوه جمعه.
- 111 - سورة المسد
2 - ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ «ما» : فى موضع نصب ب «أغنى» ، وهى استفهام ، اسم تام.
وقيل : «ما» : نفى ، ومفعول «أغنى» محذوف تقديره : ما أغنى عنه ماله وكسبه شيئا.
«و ما كسب» : عطف على «ماله» ، وهى بمعنى : «الذي» ، أو : مع الفعل ، مصدر ، ولا بد من تقدير «هاء» محذوفة ، إذا جعلتها بمعنى «الذي» أي : كسبه.
4 - وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ «امرأته» : عطف على المضمر فى «سيصلى» ، و«حمالة» : رفع على إضمار «هى» ، ابتداء وخبر.
و قيل : امرأته ، رفع بالابتداء و«حمالة» : خبره.
وقيل : الخبر : «فى جيدها حبل» ، ابتداء وخبر فى موضع الخبر ، ولذلك رفع «الحبل» بالاستقرار : والجملة :
خبر «امرأته» ، و«حمالة» : نعت ل «امرأة».

(1/1840)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 524
و إذا جعلت «حمالة» الخبر ، كان قوله «فى جيدها» : ابتداء وخبرا فى موضع الحال من المضمر فى «حمالة».
وكذلك إذا جعلت «امرأته حمالة» ابتداء وخبرا ، جاز أن تكون الجملة فى موضع الحال من «الهاء» فى «أغنى عنه».
وقيل : إن «فى جيدها حبل» : خبر ثان ل «امرأته».
- 112 - سورة الإخلاص
1 - قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «هو» : إضمار الحديث أو الخبر أو الأمر ، و«اللّه» : ابتداء ، و«أحد» : خبره ، والجملة : خبر عن «هو» تقديره : يا محمد ، الحديث الحق اللّه أحد.
وقرأ أبو عمرو بحذف التنوين من «أحد» ، لالتقاء الساكنين.
2 - اللَّهُ الصَّمَدُ ابتداء وخبره.
وقيل : «الصمد» : نعته ، وما بعده : خبره.
وقيل : «الصمد» : رفع على إضمار مبتدأ ، والجملة : خبر عن اللّه جل ذكره.
وقيل : هى جملة خبر بعد خبر عن «هو».
وقيل : اللّه ، بدل من «أحد».
وقيل : هو بدل من اسم اللّه الأول ، وإنما وقع هذا التكرير للتعظيم والتفخيم ، كذلك قال «ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ» 56 : 8 ، و«الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ» 69 : 2 ، و«الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ» 101 : 2 ، فأعيد فى جميعه الاسم مظهرا وقد تقدم مظهرا ، وذلك للتعظيم والتفخيم ولمعنى التعجب الذي فيه ، وكذلك قوله «وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ» 73 : 20 ، وكان حقه كله أن يعاد مضمرا ، لكن أظهر لما ذكرنا.
وإنما وقعت «هو» كناية فى أول الكلام ، لأنه كلام جرى على جواب سائل ، لأن اليهود سألت النبي

(1/1841)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 525
صلى اللّه عليه وسلم أن يصف لهم ربه وينسبه لهم ، فأنزل اللّه : قل يا محمد ، اللّه أحد أي : الحديث الذي سألتم عنه اللّه أحد اللّه الصمد ، إلى آخرها.
و قال الأخفش والفراء : «هو» : كناية عن مفرد ، و«اللّه» : خبره ، و«أحد» : بدل من «اللّه».
وأصل «أحد» : وحد ، فأبدل من الواو همزة ، وهو قليل فى الواو المفتوحة.
و«أحد» بمعنى : واحد.
قال ابن الأنبارى : «أحد» ، بمعنى : واحد ، سقطت الألف منه ، على لغة من يقول : «وحد» للواحد ، وأبدلت الهمزة من الواو المفتوحة ، كما أبدلت فى قولهم : امرأة أناة ، وأصلها : وناة ، من : ونا ، ينى إذا فتر ، ولم يسمع إبدال الهمزة من الواو المفتوحة ، إلا فى «أحد» و«أناة».
وقيل : أصل «أحد» : واحد ، فأبدلوا من الواو الهمزة ، فاجتمعت همزتان ، فحذفت الواحدة تخفيفا ، فهو «واحد» فى الأصل.
وقيل إن «أحدا» : أول ، لا إبدال فيه ولا تغيير ، بمنزلة اليوم الأحد ، وكقولهم : لا أحد فى الدار.
وفى «أحد» فائدة ليست فى «واحد» ، لأنك إذا قلت : لا يقوم لزيد واحد ، جاز أن يقوم له اثنان فأكثر ، وإذا قلت : لا يقوم له أحد ، نفى الكل ، وهذا أنها تكون فى النفي خاصة ، فأما فى الإيجاب فلا يكون فيه ذلك المعنى.
و«أحد» إذا كان بمعنى «واحد» وقع فى الإيجاب ، كقولك : مر بنا أحد أي : واحد ، فكذا قول اللّه تعالى : «هو اللّه أحد» أي : واحد.
2 - لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ «لم يلد» : أصله «يولد» ، فحذفت الواو ، كحذفها من «يرث» ، و«يعد».
3 - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ «أحد» : اسم «كان» ، و«كفوا» : «خبر كان» ، و«له» : ملغى.
وقيل : «له» : الخبر ، وهو قياس قول سيبويه ، لأنه يصح عنده إلغاء الظرف إذا تقدم.
وخالفه المبرد فأجازه ، واستشهد بالآية.

(1/1842)


الموسوعة القرآنية ، ج 4 ، ص : 526
و لا شاهد للمبرد فى الآية ، لأنه يمكن أن يكون : كفوا من أحد ، تقدم ، لأن نعت النكرة إذا تقدم عليها نصب على الحال.
- 113 - سورة الفلق
2 - مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ «ما» ، بمعنى : «الذي» ، والضمير محذوف من الصلة ، ودل ذلك على أن اللّه جل وعز خالق كل شىء.
و كذلك إن جعلت «ما» والفعل مصدرا ، دل على ذلك إلا أنه لا ضمير محذوف من الكلام.
- 114 - سورة الناس
1 - قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ أصل «الناس» عند سيبويه : «أناس» ، والألف واللام بدل من الهمزة.
وقال ابن الأنبارى : الناس : جمع لا واحد له ، بمنزلة الإبل والخيل والنعم ، لا واحد لهذه الجموع من من ألفاظها ، قال : والإنسان ، ليس بواحد الناس.
2 ، 3 - مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ «ملك» و«إله» : بدل من «رب» ، أو نعت له 6 - مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ «الناس» : خفض عطف على «الوسواس» أي : من شر الوسواس والناس ، ولا يجوز عطفه على «الجنة» ، لأن الناس لا يوسوسون فى صدور الناس ، إنما يوسوس الجن ، فلما استحال المعنى حملته على العطف على «الوسواس».

(1/1843)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 25
الجزء الخامس
الباب التاسع القراءة والقراء
- 3 - تعريف بالمصطلحات والحروف
(أ) المصطلحات
(1) الابتداء : البدء بما هو مستقل معنى موف بالمقصود ، ولا يكون إلا اختياريا ، لأنه ليس كالوقف تدعو إليه ضرورة.
(2) الإثبات : ما يثبت فى الوقف من الياءات المحذوفة وصلا.
(3) الإخفاء : حال بين الإظهار والإدغام.
(4) الإدغام : اللفظ بحرفين حرفا كالثانى مشددا.
(5) الإدغام الصغير : ما كان فيه الأول من الحرفين ما كنا.
(6) الإدغام الكبير : ما كان فيه الأول من الحرفين متحركا ، سواء أكانا مثلين أم جنسين أم متقاربين.
وسمى كبيرا : لكثرة وقوعه ، إذ الحركة أكثر من السكون.
وقيل : لتأثيره فى إسكان المتحرك قبل إدغامه وقيل : لما فيه من الصعوبة ، وقيل : لشموله نوعى المثلين والجنسين والمتقاربين.
(7) الإشمام : الإشارة إلى الحركة من غير تصويت. ولا تكون الإشارة إلا بعد سكون الحرف ، وقيل : هو أن تجعل شفتيك على صورتها إذا لفظت بالضمة.
(8) الإضجاع (ظ : الإمالة ، شديدة) (9) الإطباق : رفع ظهر اللسان إلى الحنك الأعلى مطبقا له ، ولولاه لصارت «الطاء» «دالا» ، و«الصاد» «سينا» ، و«الظاء» «ذالا» ، ولخرجت «الضاد» من الكلام ، لأنه ليس من موضوع شيء غيره (ظ : صفات الحروف : الحروف).
(10) الإظهار : اللفظ بالحرف جليا لا إلى الإخفاء ولا إلى الإدغام.
(11) الإلحاق : ما يلحق فى الوقف آخر الكلم من هاءات السكت.
(12) الإمالة : النحو بالفتحة نحو الكسرة ، وبالألف نحو الياء ، وهى لغة عامة أهل نجد من تميم وأسد وقيس ، وتكون :
ا - إما شديدة ، ويقال لها : الإضجاع ، والبطح.
ب - وإما متوسطة ، ويقال لها : التقليل ، والتلطيف ، وبين بين.

(1/1844)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 26
(13) البدل : وهو أنواع ثلاثة :
أ - إبدال حرف المد فى الوقف من الهمزة المتطرفة بعد الحركة ، أو بعد الألف.
ب - إبدال الألف فى الوقف من التنوين فى الاسم المنون المنصوب.
ج - إبدال الهاء فى الوقف من التاء التي تكون علامة تأنيث فى الاسم المفرد وصلا.
(14) البطح (ظ : الإمالة ، شديدة).
(15) بين بين (ظ : الإمالة ، متوسطة).
(16) التجويد : الإتيان بالقراءة مجودة الألفاظ بريئة من الرداءة فى النطق ، مع تصحيح إخراج كل حرف من مخرجه المختص به تصحيحا يمتاز به عن مقاربه ، وتوفية كل حرف صفته المعروفة به توفية تخرجه عن مجانسه.
(17) التحقيق : إعطاء كل حرف حقه من إشباع المد ، واللفظ بالهمزة ، وإتمام الحركات ، واعتماد الإظهار ، والتشديدات ، وتوفية الغنات ، وتفكيك الحروف - أي : بيانها وإخراج بعضها من بعض بالسكت والترسل واليسر والتؤدة - وملاحظة الجائز من الوقوف.
وبه رياضة الألسن وتقويم الألفاظ.
(18) التدوير : التوسط بين التحقيق والحدر.
(19) الترتيل : إتباع الكلام بعضه بعضا على مكث وتفهم ، من غير عجلة ، وهو للتدبر والتفكير والاستنباط ، فكل تحقيق ترتيل ، وليس كل ترتيل تحقيقا.
(20) الترقيق : إنحاف ذات الحرف ونحو له (ظ : الحروف المستقلة) ، وانظر : الفتح المتوسط.
(21) التغليظ : ربو الحرف وتسمينه ، ويكون فى «اللام» بشروط.
(22) التفخيم : ربو الحرف وتسمينه ، ويكون فى «الراء» (ظ : الحروف المستعلية) ، وانظر : الفتح.
(23) التقليل ، (ظ : الإمالة ، متوسطة).
(24) التلطيف (ظ : الإمالة ، متوسطة).
(25) الجدر : إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل والإدغام الكبير ، وتخفيف الهمزة ونحو ذلك. مما صحت به الرواية ووردت به القراءة ، مع إيثار الوصل وإقامة الإعراب ومراعاة تقويم اللفظ وتمكن الحروف ، وهو ضد التحقيق.
(26) الحذف : ما يحذف فى الوقف من الياءات الثابتة وصلا.
(27) الروم : النطق ببعض الحركة.
وقيل : هو تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها.

(1/1845)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 27
هذا فى علم القراءات ، وهو عند النحويين : النطق بالحركة بصوت خفى.
(28) السكت : قطع الصوت زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس ، وهو مقيد بالسماع والنقل ، فلا يجوز إلا فيما صحت الرواية به لمعنى مقصود بذاته.
(29) الفتح : فتح الفم بلفظ الحرف ، وهو فيما بعده «ألف» أظهر ، ويقال له : التفخيم والنصب ، وهو لغة أهل الحجاز.
(30) الفتح الشديد : نهاية فتح الفم بلفظ الحرف ، ويسمى : التفخيم المحض ، وهو فى لفظ العجم لا سيما أهل خراسان ، وهو معدوم فى لغة العرب ، ولا يجوز فى القرآن.
(31) الفتح المتوسط : وهو ما بين الفتح الشديد والإمالة المتوسطة ، ويقال له : الترقيق.
(32) القصر : ترك زيادة مط حرف المد وإيفاء المد الطبيعي على حاله.
(33) القصر المحض : حذف المد العرضي وإيفاء ذات حرف المد على ما فيها من غير زيادة.
(34) القطع : إنهاء القراءة والانتقال منها إلى حال أخرى ، وهو ما يستعاذ بعده للقراءة المستأنفة ، ولا يكون إلا على رأس آية ، لأن رؤوس الآي فى نفسها مقاطع.
(35) القلب : تحويل الحرف إلى غيره.
(36) المد : زيادة مط الحرف على المد الطبيعي ، وهو الذي لا تقوم ذات حرف المد دونه.
(37) النصب (ظ : الفتح).
(38) النقل : نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وقفا.
(39) الوقف : قطع الصوت على الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة ، بنية استئناف القراءة ، إما بما يلى الحرف الموقوف عليه ، وإما بما قبله.
ويأتى فى رؤوس الآي ، وأوساطها ، ولا يأتى فى وسط كلمة ولا فيما اتصل رسما.
(40) الوقف الاختياري : الذي يكون عند تمام الكلام.
(41) الوقف التام : الذي يكون عند تمام الكلام ولا تعلق له بما بعده البتة ، أي لا من جهة اللفظ ، ولا من جهة المعنى ، فيوقف عليه ويبتدأ بما بعده.
وأكثر ما يكون فى رؤوس الآي وانقضاء القصص.
(42) الوقف الحسن : الذي يكون عند تمام الكلام وله تعلق بما بعده من جهة اللفظ ، وسمى كذلك ، لأنه فى نفسه حسن مفيد ، يجوز الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي ، إلا أن يكون رأس آية ، فإنه يجوز فى اختيار أكثر أهل الأداء.

(1/1846)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 28
(43) الوقف القبيح : الذي يتم عليه كلام ولا يفهم منه معنى ، نحو الوقف على «بسم» ، وعلى «الحمد» ، وعلى «رب».
ويكون أقبح كالوقف على ما يحيل المعنى ، نحو : وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ 4 : 10 ، لأن المعنى يفسد بهذا الوقف ، إذ تكون البنت مشتركة فى النصف مع أبويه ، وإنما المعنى أن النصف للبنت دون الأبوين.
(44) الوقف الكافي : الذي يكون عنه تمام الكلام وله تعلق بما بعده من جهة المعنى فقط ، وسمى كذلك للاكتفاء به عما بعده واستغناء ما بعده عنه.
وهو كالتام فى جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده ، ويكثر فى الفواصل وغيرها
(ب) الحروف
المخارج - الصفات - التجويد أ - المخارج (1) الجوف ، وهو :
أ - للألف.
ب - للواو الساكنة المضموم ما قبلها.
ح - للياء الساكنة المكسور ما قبلها.
وهذه الحروف الثلاثة تسمى : حروف المد واللين ، وتسمى : الهوائية والجوفية.
(2) أقصى الحلق ، وهو :
للهمزة والهاء ، على مرتبة واحدة ، وقيل : الهمزة أول.
(3) وسط الحلق ، وهو :
للعين والحاء ، المهملتين.
واختلفوا فى أيهما أسبق ، فقيل : إن العين قبل الحاء ، وقيل : الحاء قبل.
(4) أدنى الحلق إلى الفم ، وهو :
للغين والخاء ، المعجمتين.
وهما من مخرج واحد ، وقيل : إن الغين أسبق ، وقيل : بل الخاء أسبق.
ملاحظة : هذه الحروف الستة : الهمزة ، والهاء ، والعين ، والخاء ، والغين ، والخاء ، تسمى : حروف الحلق.

(1/1847)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 29
(5) أقصى اللسان مما يلى الحلق وما فوقه من الحتك ، وهو :
للقاف.
وقيل : إن مخرجها من اللهاة مما يلى الحلق.
(6) أقصى اللسان من أسفل مخرج «القاف» من اللسان قليلا ، وما يليه من الحنك ، وهو :
للكاف.
ملاحظة : هذان الحرفان : القاف والكاف ، يقال لكل منهما : لهوى ، نسبة إلى اللهاة ، وهى بين الفم والحلق.
(7) من وسط اللسان بينه وبين الحنك ، وهو :
للجيم ، والشين المعجمة ، والياء ، غير المدية.
والجيم أسبق ، وقيل : إن الجيم والياء يليان الشين.
ملاحظة : هذه الحروف الثلاثة : الجيم ، والياء غير المدية ، والشين ، تسمى : الحروف الشجرية ، نسبة للشجرة التي هى عند مفرج الفم ، أي : مفتتحه ، وقيل : مجمع اللحيين عند العنفقة.
(8) من حافة اللسان وما يليه من الأضراس من الجانب الأيسر ، أو من الجانب الأيمن ، وقيل : من الجانبين ، وهو :
للضاد المعجمة.
ملاحظة : هذا الحرف شجرى ، إذا أريد بالشجرة : مفرج الفم ، أما إذا أريد بها : مجمع اللحيين عند العنفقة ، فلا يكون شجريا.
(9) من حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرفه ، وما بينهما وبين ما يليها من الحنك الأعلى ، مما فوق الضاحك والناب والرباعية والثنية ، وهو :
ل «اللام».
(10) من طرف اللسان ، بينه وبين ما فوق الثنايا أسفل «اللام» قليلا ، وهو :
ل «النون».
(11) من مخرج «النون» من طرف اللسان ، بينه وبين ما فوق الثنايا العليا ، ولكنها أدخل فى ظهر اللسان قليلا ، وهو :
ل «الراء».
ملاحظة : هذه الحروف الثلاثة ، وهي : اللام ، والنون ، والراء ، يقال لها : الذلقية ، نسبة إلى موضع

(1/1848)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 30
مخرجها ، وهو الذلق ، أي طرف اللسان ، وطرف كل شىء : ذلقه.
(12) من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا ، مصعدا إلى جهة الحنك ، وهو :
للطاء ، والدال المهملة ، والتاء المثناة الفوقية.
ملاحظة : هذه الحروف الثلاثة : الطاء ، والدال ، والتاء ، تسمى : النطعية ، لأنها تخرج من نطع الغار الأعلى ، وهو سقفه.
(13) من بين طرف اللسان فويق الثنايا السفلى ، وهو :
للصاد المهملة ، والسين المهملة ، والزاى.
ملاحظتان :
ا - يقال فى «الزاى» : زاء ، بالمد ، وزى ، بالكسر والتشديد.
ب - هذه الحروف : الصاد ، والسين ، والزاى ، التي هى حروف الصفير ، يقال لها : الأسلية ، لأنها تخرج من أسلة اللسان ، وهى مستدقه.
(14) من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ، وهو :
للظاء المعجمة ، والذال المعجمة ، والثاء المثلثة.
ملاحظة : هذه الحروف الثلاثة : الظاء ، والذال ، والثاء ، تسمى : اللثوية ، نسبة إلى اللثة.
(15) من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا ، وهو :
للفاء.
(16) مما بين الشفتين ، وهو :
للواو غير المدية ، والباء الموحدة ، والميم.
ملاحظة : هذه الأحرف الأربعة : الفاء ، والباء ، والميم ، والواو غير المدية ، تسمى : الشفهية ، والشفوية ، نسبة إلى الموضع الذي تخرج منه ، وهو الشفتان.
(17) الخيشوم ، وهو :
للغنة التي تكون فى النون والميم ، والساكنتين حالة الإخفاء ، أو ما فى حكمه من الإدغام بالغنة ب - الصفات (1) المهموسة ، وهى التي يجرى معها التنفس لضعف الاعتماد عليها ، وهى :
عشرة أحرف ، يجمعها قولك : سكت فحثه شخص.
(2) المجهورة ، وهى التي تمنع التنفس أن يجرى معها حتى ينقضى الاعتماد ، وهى إما :

(1/1849)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 31
ا - مجهورة شديدة ، ويجمعها قولك : طبق أحد.
ب - مجهورة رخوة ، وهى خمسة : الغين ، والضاد ، والظاء ، والذال ، المعجمات ، والراء.
(3) الشديدة ، وهى التي تمنع الصوت أن يجرى فيها ، وهى ثمانية ، تجمعها هذه الكلمات : أجد ، قط ، بكت (ظ : المجهورة الشديدة).
(4) المتوسطة ، وهى التي بين الشدة والرخاوة ، ويجمعها قولك : لن عمر ، وأضاف بعضهم إليها :
الياء والواو.
(5) الرخوة ، وهى ضد الشديدة ، وهى الحروف المهموسة كلها ، غير : التاء ، والكاف (ظ : المجهورة الرخوة).
(6) المستعلية ، وهى حروف التفخيم ، وأعلاها الطاء ، وهى سبعة يجمعها قولك : قط ، خص ، ضغط.
(7) المستقلة ، وهى ضد المستعلية ، وهى : الثاء المثلثة ، والجيم ، والحاء المهملة ، والدال المهملة ، والذال المعجمة ، والراء ، والزاى ، والسين المهملة ، والشين المعجمة ، والطاء المهملة ، والعين المهملة ، واللام ، والهاء ، والياء المثناة التحتية.
وأسفلها الياء.
وكلها مرقفة ، ولن يجوز تفخيم شىء منها ، إلا :
(ا) اللام ، بعد فتحة أو ضمة إجماعا.
(ب) الراء المضمومة ، أو المفتوحة مطلقا ، فى أكثر الروايات ، والساكنة ، فى بعض الأحوال.
(8) المنطبقة ، أو المطبقة ، وهى أربعة :
الصاد المهملة ، والضاد المعجمة ، والطاء المهملة ، والظاء المعجمة.
(9) حروف الصفير ، وهى ثلاثة :
الصاد المهملة ، والسين المهملة ، والزاى.
وهى الأصلية ، كما تقدم عند الكلام على المخارج.
(10) حروف القلقلة ، ويجمعها قولك قطب جد.
وسميت كذلك ، لأنها إذا سكنت ضعفت فاشتبهت بغيرها ، فاحتاجت إلى ظهور صوت يشبه النبرة حال سكونها فى الوقف وغيره ، وإلى زيادة إتمام النطق بها ، وذلك الصوت فى سكونها أبين منه فى حركتها ، وهو فى الوقف أمكن.

(1/1850)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 32
و أصل هذه الحروف «القاف» ، لأنه لا يقدر أن يؤتى به ساكنا ، إلا مع صوت زائد ، لشدة استعلائه (11) حروف المد ، وهى الحروف الجوفية والهوائية ، وهى :
الألف ، والواو ، والياء.
(12) الحروف الخفية ، وهى أربعة :
الهاء ، وحروف المد الثلاثة.
وسميت خفية ، لأنها تخفى فى اللفظ ، إذا اندرجت بعد حرف قبلها.
(13) حرفا اللين ، وهما :
الواو ، والياء ، الساكنان المفتوح ما قبلهما.
(14) حرفا الانحراف ، وهما :
اللام ، والراء ، وقيل : اللام ، فقط.
وسميا بذلك ، لأنهما انحرفا عن مخرجيهما ، واتصلا بمخرج غيرهما.
(15) حرفا الغنة ، وهما :
النون ، والميم.
ويقال لهما ، الأغنان ، لما فيهما من الغنة المتصلة بالخيشوم.
(16) الحرف المكرر ، وهو :
الراء.
سمى بذلك لجريان الصوت فيه.
(17) حرف التفشي ، وهو :
الشين.
وسمى بذلك ، لتفشيه فى مخرجه حتى اتصل بمخرج الطاء.
ملاحظة :
أضاف بعضهم إليه : الفاء ، والضاد ، كما أضاف بعضهم : الراء ، والصاد ، والسين ، والياء المثناة التحتية ، والثاء المثلثة ، والميم.
(18) الحرف المستطيل ، وهو :
الضاد المعجمة.
وسمى كذلك ، لأنه استطال عند النطق به فاتصل بمخرج اللام ، وذلك لما فيه من القوة بالجهر والإطباق والاستعلاء.

(1/1851)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 33
تعقيب ثمة فروع لبعض هذه الحروف قرىء بها ، هى :
(1) الهمزة المهملة بين بين ، إذ هى فرع عن الهمزة المحققة.
(2) ألفا الإمالة والتفخيم ، فهما فرعان عن الألف المنتصبة ، ولا اعتداد بإمالة بين بين ، وإنما الاعتداد بالإمالة المحضة.
(3) الصاد المشممة ، وهى التي بين الصاد والزاى ، فهى فرع عن الصاد الخالصة ، وعن الزاى.
(4) اللام المفخمة ، وذلك فى اسم اللّه تعالى بعد فتحة أو ضمة ، فهى فرع عن المرققة.
بيان كل حرف شارك غيره فى مخرج فإنه لا يتميز عن مشاركه إلا بالصفات.
وكل حرف شارك غيره فى صفاته ، فإنه لا يتميز عنه إلا بالمخرج.
وإليك تفصيل ذلك :
(1) الهمزة والهاء : اشتركا مخرجا وانفتاحا واستفالا ، وانفردت «الهمزة» بالجهر الشديد.
(2) العين والحاء المهملتان : اشتركا مخرجا وانفتاحا واستفالا ، وانفردت «الحاء» بالهمس والرخاوة الخالصة.
(3) الغين والخاء ، المعجمتان : اشتركا مخرجا ورخاوة واستعلاء وانفتاحا ، وانفردت «الغين» بالجهر.
(4) الجيم ، والشين المعجمة ، والياء المثناة التحتية : اشتركت مخرجا وانفتاحا واستفالا ، وانفردت «الجيم» بالشدة ، واشتركت مع «الياء» فى الجهر ، وانفردت «الشين» بالهمس ، والتفشي ، واشتركت مع «الياء» فى الرخاوة.
(5) الضاد والظاء ، المعجمتان : اشتركا فى الصفة جهرا ورخاوة واستعلاء وإطباقا ، وافترقا مخرجا ، وانفردت الضاد بالاستطالة.
(6) الطاء والدال ، المهملتان ، والتاء المثناة الفوقية : اشتركت مخرجا وشدة ، وانفردت «الطاء» بالإطباق والاستعلاء ، واشتركت مع «الدال» فى الجهر ، وانفردت «التاء» بالهمس ، واشتركت مع «الدال» فى الانفتاح والاستفال.
(7) الظاء والذال المعجمتان ، والثاء المثلثة : اشتركت مخرجا ورخاوة ، وانفردت «الظاء» بالاستعلاء والإطباق ، واشتركت مع «الذال» فى الجهر ، وانفردت «الثاء» بالهمس ، واشتركت مع «الذال» استفالا وانفتاحا.
(8) الصاد المهملة ، والزاى ، والسين المهملة : اشتركت مخرجا ورخاوة وصفيرا ، وانفردت «الصاد» بالإطباق والاستعلاء ، واشتركت مع «السين» المهملة فى الهمس ، وانفردت «الزاى» بالجهر ، واشتركت مع «السين» المهملة فى الانفتاح والاستفال.

(1/1852)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 34
ج - تجويد (1) الألف - الصحيح أنها لا توصف بترقيق ولا تفخيم ، بل تكون بحسب ما تقدمها ، فتتبعه ترقيقا وتفخيما.
(2) الباء ، ومعها أحكام :
(أ) تفخم ، إذا أتى بعدها حرف مفخم ، نحو : بطل.
(ب) ترقق ، إذا حال بينها وبين الحرف المفخم بعدها ألف ، نحو : باطل.
(ح) تكون : أشد شدة وجهرا ، إذا سكنت ، نحو : الخبء.
(3) التاء - يحتفظ بما فيها من الشدة لئلا تصير رخوة ، وهذا إذا تكررت ، نحو : تتوفاهم ، كدت تركن.
ويعتنى ببيانها وتخليصها مرققة ، إذا أتى بعدها حرف إطباق ، لا سيما «الطاء» التي تشاركها فى المخرج ، نحو : أفتطمعون.
(4) الثاء - حرف ضعيف ، لذا يجب الاحتفاظ ببيانه إذا وقع ساكنا ، لا سيما إذا أتى بعده حرف يقاربه وقرىء بالإظهار ، نحو : يلهث ذلك.
وكذلك يجب التحرز فى بيانه إن أتى قبل حرف استعلاء ، لضعفه وقوة الاستعلاء بعده ، نحو : أثخنتموهم.
(5) الجيم - يجب أن يحتفظ بإخراجها من مخرجها ، فقد تخرج من دون مخرجها فينتشر بها اللسان فتصير ممزوجة بالشين ، وقد ينبو بها اللسان فتخرج ممزوجة بالكاف.
وإذا أتى بعدها حرف مهموس كان الاحتراز بجهرها وشدتها أوجب ، حتى لا تضعف فتمتزج بالشين ، نحو : رجزا.
وكذا إذا كانت مشددة ، نحو : الحج.
(6) الحاء - تجب العناية بإظهارها إذا وقع بعدها مجانس لها أو مقارب ، لا سيما إذا سكنت ، نحو :
فاصفح عنهم.
أما إذا جاورها حرف استعلاء فتجب العناية بترقيقها ، نحو : أحطت.
وكذا إذا اكتنفها حرفان ، نحو : حصحص.
(7) الخاء - يجب تفخيمها ، لا سيما إذا كانت مفتوحة ، أو وقعت بعدها ألف ، نحو : خلق ، خالق.
(8) الدال - إذا كانت بدلا من «تاء» وجب بيانها قبلا بميل اللسان بها إلى أصلها ، نحو : مزدجر.
(9) الذال - تجب العناية بإظهارها ، إذا سكنت وأتت بعدها نون ، نحو : فنبذناه. أما إذا جاورها حرف مفخم فتجب العناية بترقيقها وبيان افتتاحها واستفالها ، نحو : درهم.

(1/1853)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 35
(10) الراء : يجب أن يلفظ بها مشددة تشديدا ينبوبه اللسان نبوة واحدة وارتفاعا واحدا ، من غير مبالغة فى الحصر والعسر ، إذ هى تنفرد بكونها مكررة لغلظها ، وإذا تكلم بها خرجت مضاعفة ، نحو : الرحمن.
ويجب الاحتراز عند ترقيقها من تحولها تحولا يذهب أثرها وينقل لفظها عن مخرجها.
(11) الزاى : يجب الاحتفاظ ببيان جهرها ، لا سيما إذا سكنت ، نحو : تزدرى ، أو جاورها حرف مهموس ، نحو : ما كنزتم ، حتى لا تقترب من السين.
(12) السين : تجب العناية بانفتاحها واستفالها إذا أتى بعدها حرف إطباق ، حتى لا تجذبها قوته فتنقلب صادا ، نحو : بسطة.
وإذا أتى بعدها حرف آخر من غير حروف الإطباق احتفظ ببيان همسها ، لئلا تشتبه بالصاد ، نحو : يسبحون (13) الشين : يجب الحرص على ما فيها من صفة التفشي ، لا سيما إذا شددت أو سكنت ، نحو : فبشرناه.
وليكن ذلك أوكد فى حال الوقف ، وفى نحو : شجر بينهم.
(14) الصاد : يجب الاحتراز حال سكونها :
(أ) من أن تقرب من «السين» ، وذلك إذا أتى بعدها «تاء» ، نحو : ولو حرصت.
(ب) من أن تقرب من «الزاى» ، وذلك إذا أتى بعدها «طاء» ، نحو : اصطفى.
(ح) من أن يدخلها التشريب ، عند من لا يجيزه ، وذلك إذا أتى بعدها «دال» ، نحو : أصدق.
(15) الضاد : انفردت بالاستطالة ، وليس فى الحروف ما يعسر على اللسان مثلها ، لذا تجب العناية بإحكام لفظها ، لا سيما إذا :
(أ) جاورتها «ظاء» ، نحو : أنقض ظهرك.
(ب) أو حرف مفخم ، نحو : أرض اللّه.
(ج) أو حرف يجانس ما يشبهها ، نحو : الأرض دهبا.
(د) أو سكنت وأتى بعدها حرف إطباق ، نحو : فمن اضطر.
(ه) أو غيره ، نحو : أفضتم.
(16) الطاء : هى أقوى الحروف تفخيما ، لذا يجب أن توفى حقها من التفخيم ، لا سيما إذا كانت مشددة ، نحو : اطيرنا.
وإذا سكنت وأتت بعدها «تاء» وجب إدغامها إدغاما غير مستكمل ، نبقى معه صفة الإطباق والاستعلاء ، وذلك لقوة «الطاء» وضعف «التاء» ، ولو لا التجانس لم يسغ الإدغام ، نحو : بسطت.

(1/1854)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 36
(17) الظاء : إذا سكنت وأتت بعدها «تاء» يحتفظ بإظهارها وبيانها ، نحو : أوعظت.
(18) العين : ولها أحكام :
(أ) يحترز من تفخيمها ، لا سيما إذا أتت بعدها «ألف» ، نحو : العالمين.
(ب) يبين جهرها وما فيها من الشدة إذا سكنت وأتى بعدها حرف مهموس ، نحو : المعتدين.
(ح) يجب إظهارها إن وقعت بعدها «غين» ، لئلا يسارع اللسان إلى الإدغام لقرب المخرج ، نحو : واسمع غير مسمع.
(19) الغين - يجب إظهارها عند كل حرف لا قاها ، وهذا أوكد فى حرف الحلق ، وحالة الإسكان أوجب ، فيحترز مع ذلك من تحريكها ، لا سيما إذا اجتمعا فى كلمة واحدة ، نحو : يغشى ، وأفرغ علينا.
وليكن الاعتناء بإظهار (لا تزغ قلوبنا) أبلغ والحرص على سكونه أشد ، وهذا لقرب ما بين الغين والقاف مخرجا وصفة.
(20) الفاء - يجب إظهارها ، وذلك عند :
(أ) الميم والواو ، نحو : يلقف ما ، لا تخف ولا.
(ب) الباء ، عند أكثر القراء ، نحو : تخسف بهم.
(21) القاف - يجب توفيتها حقها كاملا من الاستعلاء ، حتى لا تصير كالكاف الصماء ، وإذا كانت ساكنة قبل «الكاف» فلا خوف فى إدغامها ، نحو : ألم نخلقكم.
ويجوز مع هذا :
(أ) أن تبقى صفة الاستعلاء مع الإدغام.
(ب) أن تدغم إدغاما محضا.
(22) الكاف - يجب أن يعنى بما فيها من شدة وهمس حتى لا يذهب بها إلى الكاف الصماء ، لا سيما إذا تكررت ، أو شددت ، أو جاورها حرف مهموس ، نحو : بشرككم ، نكتل ، كشطت.
(23) اللام - ولها أحكام :
(أ) يحسن ترقيقها ، لا سيما إذا جاورت حرف تفخيم ، نحو : ولا الضالين ، وليتلطف.
(ب) يخرص على إظهارها مع رعاية السكون ، إذا أتت بعدها نون ، نحو : جعلنا.
(ج) ولا خلاف فى إدغام ، «قل ربى». لشدة القرب وقوة «الراء».
(د) تدغم «لام التعريف» فى أربعة عشر حرفا ، وهى :

(1/1855)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 37
التاء - الثاء - الدال - الذال - الراء - الزاى - السين - الشين - الصاد - الضاد - الطاء - الظاء - اللام - النون.
ويقال لها : الشمسية ، لإدغامها.
(ه) تظهر مع باقى الحروف ، وهى أربعة عشر أيضا ، وتسمى : القمرية ، لإظهارها (24) الميم - حرف أغن ، وتظهر غنته من الخيشوم ، إذا كان مدغما أو مخففا.
وهو إما محركا أو ساكنا ، ولكل حالة أحكامها :
1 - أحكام المحرك :
(أ) لا يفخم ، لا سيما إذا أتى بعده حرف مفخم ، نحو : مرض (ب) إذا أتت بعده «ألف» كان التحرز من التفخيم أو كد ، نحو : مالك.
2 - أحكام الساكن :
ا - الإدغام بالغنة عند «ميم» مثله ، كإدغام «النون الساكنة» عند «الميم» ، ويكون هذا فى كل «ميم مشددة» ، نحو : دمّر ، أم من أسس.
ب - الإخفاء عند «الباء» ، نحو : يعتصم باللّه.
وأجاز بعضهم الإظهار إظهارا تاما.
ج - الإظهار ، وهذا عند باقى الأحرف ، نحو : الحمد ، أنعمت ، هم يوقنون.
د - يكون الإظهار أولى إذا أتت بعدها : فاء ، أو : واو ، نحو : هم فيها ، عليهم وما.
(25) النون - حرف أغن ، وهو أصل فى الغنة من «الميم» ، لقربه من الخيشوم.
وهى إما متحركة أو ساكنة ، ولكل منهما أحكام :
1 - أحكام المتحركة :
ا - يتحفظ من تفخيمها ، لا سيما إذا جاءت بعدها «ألف» ، نحو : نصره ، أنا.
ب - يحترز من إخفائها حالة الوقف على نحو «العالمين» ، ويعنى ببيانها.
2 - أحكام الساكنة :
ا - الإظهار ، ويكون عند ستة أحرف ، وهى حروف الحلق ، منها أربعة بلا خلاف ، وهى : الهمزة ، والهاء ، والعين ، والحاء.
ب - الإدغام ، ويأتى عند ستة أحرف يجمعها قولك : يرملون.

(1/1856)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 38
ج - القلب ، ويكون عند حرف واحد ، وهو الباء ، إذ أن «النون» الساكنة تقلب عنده «ميما» خالصة من غير إدغام ، ولا بد من إظهار الغنة مع ذلك ، فيصير فى الحقيقة إخفاء «الميم» المقلوبة عند «الباء».
د - الإخفاء ، وهو حال بين الإظهار والإدغام ، ويكون عند باقى حروف المعجم ، وجملتها خمسة عشر حرفا ، وهى :
التاء ، والثاء ، والجيم ، والدال ، والذال ، والزاى ، والسين ، والشين ، والصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والفاء ، والقاف ، والكاف ، (26) الهاء - يعنى بها مخرجا وصفة ، لبعدها وخفائها ، لا سيما إذا كانت :
ا - مكسورة ، نحو : عليهم.
ب - إذا جاورها ما قاربها صفة أو مخرجا ، وهنا يكون بيانها أو كد ، نحو : وعد اللّه حق ، يسبحه.
ج - وكذا إذا وقعت بين ألفين ، ويكون بيانها أشد توكيدا ، وذلك لاجتماع ثلاثة أحرف خفية ، نحو : بناها.
د - وكذا إذا وقعت ساكنة ، فيكون بيانها أوجب ، نحو : اهدنا.
و- وإذا شددت خلص لفظها غير مشوبة بتفخيم ، مع الاحتراز من فك إدغامها ، نحو : أينما يوجهه.
(27) الواو - ولها أحكام :
ا - إذا كانت مضمومة أو مكسورة تحفظ فى بيانها من أن يخالطها لفظ غيرها ، أو أن يقصر اللفظ عن حقها ، نحو : تفاوت ، ولكل وجهة.
ب - ويكون التحفظ بها حال تكريرها أشد ، نحو : وورى.
ج - يحترز من مضغها حال تشديدها ، نحو : عدوا وحزنا.
د - إذا سكنت وانضم ما قبلها وجب تمكينها بحسب ما فيها من المد ، والاعتناء بضم الشفتين لتخرج «الواو» من بينهما صحيحة ممكنة ، فإن جاءت بعدها «واو» أخرى وجب إظهارهما واللفظ بكل منهما ، نحو : آمنوا ، وعملوا.
(28) الياء - ولها أحكام :
ا - يعتنى بإخراجها محركة بلطف ويسر خفيفة ، نحو : ترين ، لاشية.
ب - ويحسن هذا فى تمكينها إذا جاءت حرف مد ، لا سيما إذا وقعت بعدها «ياء» محركة ، نحو : فى يوم ، الذي يوسوس.
ج - يحتفظ من لوكها ومطها ، إذا أتت مشددة فلفظ بهما لينتين ممضوغتين ، ينبو بهما اللسان نبوة واحدة وحركة واحدة ، نحو : إياك.

(1/1857)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 39
الباب العاشر القراءات فى القرآن الكريم

(1/1858)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 40

(1/1859)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 41
المراجع
1 - الآيات البينات فى حكم جمع القراءات - الحداد ، أبو بكر محمد بن على بن خلف الحسيني (1346 ه).
2 - إتحاف البررة بالمتون العشرة - جمع : الضباع بن على بن محمد بن حسن بن إبراهيم (1354 ه).
3 - إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر (كذا) - البنا أحمد بن محمد بن أحمد (1117 ه).
4 - التيسير - الدافى أبو عمر وعثمان بن سعيد بن عثمان (441 ه).
5 - غيث النفع فى القراءات السبع - الصفاقسى أبو الحسن على النووي (أوائل القرن الثاني عشر الهجري) 6 - القراءات واللهجات - عبد الوهاب حمودة.
7 - كتاب النقط - الدافى أبو عمر وعثمان بن سعيد بن عثمان (441 ه).
8 - معالم اليسر ، شرح ناظمة الزهر - عبد الفتاح القاضي ، محمود بن إبراهيم.
9 - المقدمة فيما على القارئ أن يعلمه - ابن الجزري أبو الخير محمد بن محمد (833 ه).
10 - المقصد لتلخيص ما فى المرشد - زكريا بن محمد بن أحمد السليكى المصري (926 ه).
11 - المقنع - الدافى أبو عمر وعثمان بن سعيد بن عثمان (441 ه).
12 - المكرر فيما تواتر من القراءات السبع وتحرر - النشار أبو حفص عمر بن قاسم المصري (900 ه).
13 - المنح الفكرية على متن الجزرية - الهروي على بن محمد (1014 ه).
14 - النشر فى القراءات العشر - ابن الجزري محمد بن محمد (833 ه).
15 - الوجوه المسفرة فى إتمام القراءات العشرة (كذا) - المتوفى محمد بن أحمد بن الحسن (1313 ه).
هذا إلى كتب التفسير المختلفة ، ومنها :
1 - البحر المحيط - أبو حيان الأندلسى محمد بن يوسف (654 ه).
2 - الكشاف - الزمخشري محمود بن عمر (528 ه).

(1/1860)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 43
- 4 - سور القرآن وما فيها من قراءات
- 1 - فاتحة الكتاب
1 - (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) الحمد للّه :
قرىء :
1 - بضم دال «الحمد» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بإتباع لام الجر لضمة الدال ، وهى قراءة إبراهيم بن أبى عبا.
3 - بإتباع كسرة الدال لكسرة اللام ، وهى قراءة الحسن ، زيد بن على وهى أغرب ، لأن فيها إتباع حركة معرب لحركة غير إعراب.
4 - بنصب «الحمد» ، وهى قراءة العتكي ، ورؤبة ، وسفيان بن عيينة.
3 - (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) مالك :
قرىء :
1 - مالك ، على وزن «فاعل» بالخفض ، وهى قراءة عاصم ، والكسائي ، وخلف ، فى اختياره ، ويعقوب ، وهى قراءة العشرة إلا : طلحة والزبير ، وقراءة كثير من الصحابة ، منهم : أبى ، وابن مسعود ، ومعاذ ، وابن عباس ، والتابعين ، منهم : قتادة ، والأعمش.
2 - ملك ، على وزن فعل ، بالخفض ، وهى قراءة باقى السبعة ، وزيد ، وأبى الدرداء ، وابن عمر ، والمسور ، وكثير من الصحابة والتابعين.
3 - ملك ، على وزن «سهل» ، وهى قراءة أبى هريرة ، وعاصم الجحدري ، ورواها الجعفي وعبد الوارث عن أبى عمر ، وهى لغة بكر بن وائل.
4 - ملكى ، بإشباع كسرة الكاف ، وهى قراءة أحمد بن صالح ، عن ورش ، عن نافع.

(1/1861)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 44
5 - ملك ، على وزن «عجل» ، وهى قراءة أبى عثمان النهدي ، والشعبي ، وعطية.
6 - ملك ، بنصب الكاف من غير ألف ، وهى قراءة أنس بن مالك ، وأبى نوفل عمر بن مسلم ابن أبى عدى.
7 - ملك ، برفع الكاف من غير ألف ، وهى قراءة سعد بن أبى وقاص ، وعائشة ، ومؤرق العجلى.
8 - ملك ، فعلا ماضيا ، وبنصب «اليوم» ، وهى قراءة أبى حيوة ، وأبى حنيفة ، وجبير بن مطعم ، وأبى عاصم عبيد بن عمير الليثي ، وأبى المحشر عاصم بن ميمون الجحدري.
وقيل : هى قراءة يحيى بن يعمر ، والحسن ، وعلى بن أبى طالب.
9 - مالك ، بنصب الكاف ، وهى قراءة الأعمش ، وابن السميفع ، وعثمان بن أبى سليمان ، وعبد الملك ، قاضى الهند.
وقيل : هى قراءة عمر بن عبد العزيز ، وأبى صالح السمان ، وأبى عبد الملك الشامي.
10 - ملكا ، بالنصب والتنوين ، وهى رواية ابن أبى عاصم ، عن اليمان.
11 - مالك ، برفع الكاف والتنوين ، وبنصب «اليوم» ، وهى قراءة عون العقيلي ، ورويت عن خلف ابن هشام ، وأبى عبيد ، وأبى حاتم.
12 - مالك ، بالرفع والإضافة ، وهى قراءة أبى هريرة ، وأبى حيوة ، وعمر بن عبد العزيز ، بخلاف عنه.
وقيل : هى قراءة أبى روح عون بن أبى شداد العقيلي.
13 - مليك ، على وزن فعيل ، وهى قراءة أبى ، وأبى هريرة ، وأبى رجاء العطاردي.
14 - مالك ، بالإمالة البليغة ، وهى قراءة يحيى بن يعمر ، وأيوب السختياني.
15 - مالك ، بالإمالة بين بين ، وهى قراءة قتيبة بن مهران ، عن الكسائي.
و قال أبو على الفارسي : لم يمل أحد من القراء ألف «مالك» ، وذلك جائز ، إلا أنه لا يقرأ بما يجوز إلا أن يأتى بذلك لك أثر مستفيض.
16 - ملاك ، بالألف وتشديد اللام وكسر الكاف ، وهى من الشاذ.
5 - (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) إياك :
قرىء :
1 - إياك ، بكسر الهمزة وتشديد الياء ، وهى قراءة الجمهور.

(1/1862)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 45
2 - أياك ، بفتح الهمزة وتشديد الياء ، وهى قراءة الفضل الرقاشي.
3 - إياك ، بكسر الهمزة وتخفيف الياء ، وهى قراءة عمرو بن فائد ، عن أبى.
4 - هياك ، بإبدال الهمزة المكسورة هاء.
5 - هياك ، بإبدال الهمزة المفتوحة هاء. وهى قراءة ابن السورة الغنوي نعبد :
قرىء :
1 - يعبد ، بالياء ، مبنيا للمفعول ، وهى قراءة الحسن ، وأبى مجاز ، وأبى المتوكل.
2 - نعبد ، بإسكان الدال ، وهى قراءة بعض أهل مكة.
3 - نعبد ، بكسر النون ، وهى قراءة زيد بن على ، ويحيى بن وثاب ، وعبيد بن عمير الليثي.
نستعين :
قرىء :
1 - نستعين ، بفتح النون ، وهى قراءة الجمهور ، وهى لغة الحجاز ، وهى الفصحى.
2 - نستعين ، بكسر النون ، وهى قراءة عبيد بن عمير الليثي ، وذر بن جيش ، ويحيى بن وثاب ، والنخعي ، والأعمش ، وهى لغة قيس وتميم وأسد وربيعة.
وقيل : هى لغة هذيل.
6 - (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) الصراط :
قرىء :
1 - الصراط ، بالصاد ، وهى قراءة الجمهور ، وهى الفصحى ، وهى لغة قريش ، وبها كتبت فى الإمام.
2 - السراط ، بالسين ، على الأصل ، وهى قراءة قنبل ، ورويس.
3 - الزراط ، بالزاي ، لغة رواها الأصمعى ، عن أبى عمرو.
4 - الزراط ، بالزاي ، مع الإشمام ، وهى قراءة حمزة ، بخلاف وتفصيل عن رواته ، وهى لغة قيس وقيل : إن ما حكاه الأصمعى فى هذه القراءة خطأ منه.
وقال أبو جعفر الطوسي : الصراط ، بالصاد ، لغة قريش ، وهى اللغة الجيدة ، وعامة العرب يجعلونها سينا ، والزاى ، لغة لعذرة ، وكعب ، وبنى القين.

(1/1863)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 46
7 - (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) الذين أنعمت :
قرىء :
من أنعمت ، وهى قراءة ابن مسعود ، وعمر ، وابن الزبير ، وزيد بن على.
عليهم :
قرىء :
1 - عليهم ، بضم الهاء وإسكان الميم ، وهى قراءة حمزة.
2 - عليهم ، بكسر الهاء وإسكان الميم ، وهى قراءة الجمهور.
3 - عليهم ، بكسر الهاء والميم ، وهى قراءة عمرو بن فائد.
4 - عليهمى ، بكسر الهاء والميم ، وياء بعدها ، وهى قراءة الحسن.
وقيل : هى قراءة عمرو بن فائد.
5 - عليهم ، بكسر الهاء وضم الميم ، وهى قراءة الأعرج ، والخفاف ، عن أبى عمرو.
6 - عليهم و، بكسر الهاء ، وضم الميم واو بعدها ، وهى قراءة ابن كثير ، وقالون بخلاف عنه 7 - عليهم ، بضم الهاء والميم ، وهى قراءة الأعرج ، والخفاف عن أبى عمرو.
8 - عليهم و، بضم الهاء والميم وواو بعدهما ، وهى قراءة الأعرج ، والخفاف ، عن أبى عمرو 9 - عليهم بضم الهاء وكسر الميم ، وهى قراءة الأعرج ، والخفاف ، عن أبى عمرو.
10 - عليهمى ، بضم الهاء وكسر الميم بعدها ياء ، وهى قراءة الأعرج ، والخفاف عن أبى عمرو.
- 2 - سورة البقرة
2 - (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) فيه :
قرىء :
فيهى ، موصولا بياء ، وهى قراءة ابن كثير.
للمتقين :
1 - إذا كان موصولا بما بعده ، على أن ما بعده (الذين يؤمنون) صفة ، كان الوقف على «المتقين» حسنا غير تام.

(1/1864)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 47
2 - وإذا كان مقتطعا عما بعده ، مبتدأ خبره (أولئك على هدى) ، كان الوقف على المتقين وقفا تاما.
4 - (وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك :
قرىء :
1 - أنزل ، مبنيا للمفعول فى الاثنين. وهى قراءة الجمهور.
2 - أنزل ، مبنيا للفاعل فى الاثنين ، وهى قراءة النخعي ، وأبى حيوة ، ويزيد بن قطيب.
3 - أنزل ، بتشديد اللام ، وهى قراءة شاذة ، ووجها أنه أسكن اللام ، ثم حذف همزة «إلى» ، ونقل كسرتها إلى لام «أنزل» ، فالتقى المثلان فى كلمتين ، والإدغام جائز ، فأدغم.
وبالآخرة :
قرىء :
1 - وبالآخرة ، بتسكين لام التعريف وإقرار الهمزة التي بعدها للقطع ، وهى قراءة الجمهور.
2 - وبالآخرة ، بالحذف ونقل الحركة إلى اللام ، وهى قراءة ورش.
يوقنون :
قرىء :
1 - يوقنون ، بواو ساكنة بعد الياء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - يؤقنون ، بهمزة ساكنة بدل الواو ، وهى قراءة أبى حية النحوي ، ووجهها أن الواو لما جاورت المضموم كانت كأن الضمة منها ، وهم يبدلون من الواو المضمومة همزة.
6 - (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) سواء :
قرىء :
1 - بتخفيف الهمزة ، على لغة أهل الحجاز ، قرأه الجحدري ، فيجوز أنه أخلص الواو ، كما يجوز أن يكون جعل الهمزة بين بين ، أي بين الهمزة والواو ، وعلى هذا يكون لام «سواء» «واوا» لا «ياء».
2 - بضم السين مع واو بعدها مكان الألف ، قرأه الخليل ، وفى هذا عدول عن معنى المساواة إلى معنى القبح والسب ، وعلى هذه القراءة لا يكون له ثمة تعلق إعراب بالجملة بعده.

(1/1865)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 48
أ أنذرتهم :
قرىء :
1 - بتخفيف الهمزتين ، وبه قرأ الكوفيون ، وابن ذكوان.
2 - بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية ، وهى قراءة أبى عمرو وهشام.
3 - بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية ، مع إدخال ألف بينهما ، وهى قراءة أبى عمرو ، وقالون ، وإسماعيل ابن جعفر.
4 - بتحقيق الهمزتين مع إدخال ألف بينهما ، وهى قراءة ابن عباس.
5 - بهمزة واحدة ، وحذف الهمزة الأولى ، وذلك لدلالة المعنى عليها ولأجل ثبوت معادلها وهو «أم».
وهى قراءة الزهري ، وابن محيصن.
6 - بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الميم الساكنة قبلها ، وهى قراءة أبى.
7 - (خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) سمعهم :
قرىء :
1 - أسماعهم ، وهى قراءة ابن أبى عبلة ، فطابق فى الجمع بين القلوب والأسماع والأبصار.
2 - على التوحيد ، وهى قراءة الجمهور ، إما لكونه :
(ا) مصدرا فى الأصل ، فلمح فيه ذلك الأصل.
(ب) اكتفاء بالمفرد عن الجمع ، لأن ما قبله وما بعده ، يدل على أنه أريد به الجمع.
(ح) مصدرا حقيقة ، وحذف ما أضيف إليه لدلالة المعنى ، أي : حواس سمعهم.
أبصارهم :
تجوز فيها الإمالة ، إذ قد غلبت الراء المكسورة حرف الاستعلاء ، ولولا هذا لم تجز الإمالة.
غشاوة :
قرىء :
1 - بكسر الغين ورفع التاء ، وهى قراءة الجمهور ، وتكون الجملة ابتدائية.
2 - بكسر الغين ونصب التاء ، هى قراءة المفضل ، على إضمار «جعل» وعلى عطف «أبصارهم» على ما قبله ونصبها على حذف حرف الجر ، أي : بغشاوة ، وهو ضعيف.
3 - بضم الغين ورفع التاء ، وهى قراءة الحسن ، وزيد بن على.

(1/1866)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 49
4 - بالفتح والنصب وسكون الشين وواو ، وهى قراءة أصحاب عبد اللّه.
5 - بالفتح والرفع وسكون الشين ، وواو ، وهى قراءة عبيد بن عمير.
6 - بالكسر والرفع وسكون الشين ، وواو.
7 - بفتح الغين والرفع وسكون الشين وياء.
8 - بالعين المهملة المكسورة والرفع «عشاوة» ، من العشى ، وهو شبه العمى.
9 - (يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ).
يخادعون :
قرىء :
1 - على أنه مضارع «خادع» المزيد ، وهى قراءة الجمهور.
2 - على أنه مضارع ، «خدع» المجرد ، وهى قراءة عبد اللّه ، وأبى حيوة.
وما يخادعون :
قرىء :
1 - على أنه مضارع «خادع» المزيد مبنيا للفاعل ، وهى قراءة الحرميين ، وأبى عمرو.
2 - على أنه مضارع «خادع» المزيد ، مبنيا للمفعول.
3 - على أنه مضارع «خدع» المجرد ، مبنيا للفاعل ، وهى قراءة باقى السبعة.
4 - على أنه مضارع «خدع» المجرد ، مبنيا للمفعول ، وهى قراءة الجارود بن أبى سبرة.
5 - على أنه مضارع «خدع» المشدد ، مبنيا للفاعل ، وهى قراءة قتادة ، ومؤرق.
6 - بفتح الياء والخاء وتشديد الدال المكسورة ، على أن أصلها «يختدعون» ، فأدغم.
10 - (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) مرض - مرضا :
قرئا :
1 - بفتح الراء ، وهى قراءة الكثرة من القراء.
2 - بسكون الراء ، وهى قراءة الأصمعى عن أبى عمرو.
والقياس الفتح ، ولهذا قرأ به الجمهور.

(1/1867)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 50
فزادهم :
قرىء :
1 - بالإمالة ، على لغة تميم ، وهى قراءة حمزة.
2 - بالتفخيم ، على لغة أهل الحجاز.
يكذبون :
قرىء :
1 - بالتخفيف ، وهى قراءة الكوفيين ، فالفعل غير متعد.
2 - بالتشديد ، وهى قراءة الحرميين والعربيين ، وعليها فالمفعول محذوف لفهم المعنى ، تقديره : فكونهم يكذبون اللّه فى إخباره ، والرسول فيما جاء به.
ويحتمل أن يكون المشدد فى معنى المخفف ، على جهة المبالغة.
11 - (وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) قيل :
قرىء :
1 - بإخلاص كسر أوله وسكون عينه ياء ، وهى لغة قريش ، وعليها كثرة القراء.
2 - بضم أوله ، وهى لغة قيس وعقيل وبنى أسد ، وبها قرأ الكسائي وهشام.
13 - (وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ) السفهاء ألا :
إذا التقت همزتان من كلمتين ، الأولى مضمومة والثانية مفتوحة ، ففى ذلك أوجه :
1 - تحقيق الهمزتين ، وبذلك قرأ الكوفيون وابن عامر.
2 - تحقيق الأولى وتخفيف الثانية بإبدالها واوا ، كحالها إذا كانت مفتوحة قبلها ضمة فى كلمة ، وبذلك قرأ الحرميان وأبو عمرو.
3 - تسهيل الأولى ، يجعلها بين الهمزة والواو ، وتحقيق الثانية.
4 - تسهيل الأولى يجعلها بين الهمزة والواو وإبدال الثانية واوا.
5 - جعل الأولى بين الهمزة والواو ، وجعل الثانية بين الهمزة والواو ، ومنع بعضهم ذلك ، لأن جعل الثانية بين الهمزة والواو تقريبا لها من الألف ، والألف لا تقع بين الضمة.

(1/1868)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 51
14 - (وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) خلوا إلى :
قرىء :
1 - بسكون الواو وتحقيق الهمزة ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بإلقاء حركة الهمزة على الواو وحذف الهمزة ، وهى قراءة ورش.
إنا معكم :
قرىء :
1 - بتحريك العين من «معكم» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بتسكينها ، وهى لغة تميم وربيعة ، وهى من الشاذ.
مستهزئون :
قرىء :
1 - بتحقيق الهمزة ، وهو الأصل.
2 - بقلبها ياء مضمومة ، لانكسار ما قبلها.
3 - بحذف الياء ، تشبيها بالياء الأصلية.
15 - (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) يمدهم :
قرىء :
1 - بضم أوله ، من «أمد».
2 - بفتح أوله ، من «مد» ، وهى قراءة ابن محيصن وشبل.
فى طغيانهم :
قرىء :
1 - بضم الطاء.
2 - بكسرها ، وهى لغة.

(1/1869)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 52
16 - (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) اشتروا الضلالة :
قرىء :
1 - بضم الواو من «اشتروا» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بفتحها ، إشباعا لحركة الفتح قبلها ، وهى قراءة قعنب.
3 - بكسرها لأنه الأصل فى التقاء الساكنين.
بالهدى :
قرىء :
1 - بالإمالة ، وهى لغة بنى تميم ، وبها قرأ حمزة والكسائي.
2 - بالفتح ، وهى لغة قريش. وبها قرأ الباقون.
تجارتهم :
قرىء :
1 - تجارتهم ، على الإفراد ، وهى قراءة الجمهور ، والوجه أنه اكتفى بالمفرد عن الجمع لفهم المعنى.
2 - تجاراتهم ، على الجمع ، وهى قراءة ابن أبى عبلة ، والوجه أن لكل واحد تجارة.
17 - (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ) ذهب اللّه بنورهم :
قرىء :
أذهب اللّه نورهم ، وهى قراءة اليماني ، وفى هذا دليل على مرادفة الباء للهمزة.
فى ظلمات :
قرىء :
1 - بضم اللام ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بسكونها ، وهى قراءة الحسن وأبى السماك.
3 - بفتحها.
وهذه اللغات الثلاث جائزة فى جمع فعلة ، من الاسم الصحيح العين غير المضعف ولا المعتل اللام بالياء.
وقدر قوم مع الفتح أنها جمع «ظلم» ، التي هى جمع «ظلمة» ، فهى على هذا جمع جمع.
4 - ظلمة ، على التوحيد ، وهى قراءة اليماني ، يطابق بين إفراد النون والظلمة.

(1/1870)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 53
و الوجه فى قراءة الجمع أن كل نور له ظلمة تخصه ، فجمعت الظلمة لذلك ، وحيث وقع ذكر النور والظلمة فى القرآن جاء على هذا المنزع من إفراد النور وجمع الظلمات.
18 - (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) صم بكم عمى :
قرىء :
صما بكما عميا ، بالنصب ، وهى قراءة عبد اللّه بن مسعود ، وحفصة.
وذهب فى نصبها مذاهب :
1 - أحدها : أن يكون مفعولا ثانيا ل «ترك» ، ويكون (فى ظلمات) متعلقا بتركهم ، أو فى موضع الحال ، (لا يبصرون) حال.
2 - الثاني : أن يكون منصوبا على الحال من المفعول فى «تركهم» ، على أن تكون لا تتعدى إلى مفعولين ، أو تكون تعدت إليهما وقد أخذتهما.
3 - الثالث : أن يكون منصوبا بفعل محذوف ، تقديره : أعنى.
4 - الرابع : أن يكون منصوبا على الحال من الضمير فى «يبصرون».
5 - الخامس : أن يكون منصوبا على الذم.
19 - (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) حذر الموت :
قرىء :
حذر الموت ، على أنه مصدر «حاذر».
20 - (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يخطف :
قرىء :
1 - يخطف ، سكون الخاء وكسر الطاء.
قال الزمخشري : الفتح فى المضارع أفصح ، والكسر فى الماضي لغة قريش ، وهى أفصح ، وبعض العرب يقول :
خطف بالفتح ، يخطف ، بالكسر.

(1/1871)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 54
2 - يختطف ، وهى قراءة على ، وابن مسعود.
3 - يتخطف ، وهى قراءة أبى.
4 - يخطف ، بفتح الياء والخاء والطاء المشددة ، وهى قراءة الحسن.
5 - يخطف ، بفتح الياء والخاء وتشديد الطاء المكسورة ، وهى قراءة الحسن أيضا ، وأبى رجاء ، وعاصم الجحدري ، وقتادة.
6 - يخطف ، بكسر الثلاثة وتشديد الطاء ، وهى قراءة الحسن أيضا ، والأعمش.
7 - يخطف ، بضم الياء وفتح الخاء وكسر الطاء المشددة ، من «خطف» ، وهى قراءة زيد بن على.
8 - يخطف ، بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء المكسورة ، وهى فى الحقيقة اختلاس لفتحة الخاء لا إسكان ، لأنه يؤدى إلى التقاء الساكنين على غير التقائهما.
24 - (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) وقودها :
قرىء :
1 - بفتح الواو ، وهى قراءة الجمهور ، وعلى هذه القراءة ، فمعناه : الحطب.
2 - بضمها ، وهى قراءة الحسن ، باختلاف ، ومجاهد ، وطلحة ، وأبى حيوة ، وعيسى بن عمر الهمذاني وعلى هذه القراءة فهو مصدر.
أعدت :
و قرىء :
1 - اعتدت من العتاد ، بمعنى : العدة ، وهى قراءة عبد اللّه.
2 - أعدها اللّه للكافرين ، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
25 - (وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ) وبشر :
قرىء :
1 - بالتشديد ، وهى اللغة العليا.

(1/1872)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 55
2 - بالتخفيف ، وهى لغة أهل تهامة.
3 - فعلا ماضيا مبنيا للمفعول ، وهى قراءة زيد بن على.
قال الزمخشري : عطفا على «أعدت».
مطهرة :
قرىء :
1 - مطهرات.
2 - مطهرة ، بتشديد الطاء ، وأصله : متطهرة ، فأدغم.
26 - (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) يستحى :
قرىء :
1 - يستحى ، بياءين ، والماضي «استحيا» ، وهى لغة أهل الحجاز ، وبها قرأ الجمهور.
2 - يستحى ، بياء واحدة ، والماضي : استحى ، وهى لغة بنى تميم ، وبها قرأ ابن كثير.
بعوضة :
قرىء :
1 - بالنصب ، وهى قراءة الجمهور ، على أن تكون :
(أ) صفة ل «ما» : إذا جعلنا «ما» بدلا من «مثل». و«مثل» مفعول «يضرب».
(ب) بدلا من «مثل».
(ح) عطف بيان ، و«مثلا» مفعول «يضرب».
(د) مفعولا ل «يضرب» ، و«مثلا» حال من النكرة مقدمة عليها.
(ه) مفعولا ثانيا ل «يضرب» ، والأول هو «المثل» ، على أن «يضرب» يتعدى إلى اثنين.
(و) مفعول أول ل «يضرب» ، و«مثلا» المفعول الثاني.
(ز) منصوبا ، على تقدير إسقاط الجار ، والمعنى : أن يضرب مثلا ما بين بعوضة فما فوقها.
2 - بالرفع ، وهى قراءة الضحاك وإبراهيم بن أبى عبلة ، على أن تكون خبرا لمبتدأ محذوف.
يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين :

(1/1873)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 56
و قرىء :
1 - يضل به كثير ويهدى به كثير وما يضل به إلا الفاسقون ، على البناء للمفعول فى الثلاثة ، وهذه قراءة زيد بن على.
2 - يضل به كثير ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقون ، على البناء للفاعل الظاهر مع فتح حرف المضارعة فى الثلاثة ، وهذه قراءة إبراهيم بن أبى عبلة.
28 - (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ترجعون :
قرىء :
1 - ترجعون ، مبنيا للمفعول ، وهى قراءة الجمهور ، وهى أفصح.
2 - ترجعون ، مبنيا للفاعل ، وهى قراءة مجاهد وغيره.
29 - (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) هو :
فيها لغات :
1 - تخفيف الواو مفتوحة.
2 - تشديدها ، وهى لغة همدان.
3 - تسكينها ، وهى لغة أسد وقيس.
4 - حذفها ، وهذا مختص بالشعر.
استوى :
قرىء :
1 - بالفتح ، وهى لغة أهل الحجاز.
2 - بالإمالة ، وهى لغة أهل نجد.
وبهما القراءات السبع.
وهو :
قرىء :

(1/1874)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 57
1 - بتسكين الهاء ، وهذا جائز بعد : الواو والفاء ، وثم ، ويقل بعد كاف الجر وهمزة الاستفهام ، ويندر بعد «لكن» ، وبها قرأ أبو عمرو ، والكسائي ، وقالون.
2 - بضمها ، على الأصل ، وهى قراءة الباقين.
3 - بالوقوف عليها بالهاء «و هوه» ، وهى قراءة يعقوب.
30 - (وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) يسفك :
قرىء :
1 - يسفك ، بكسر الفاء ورفع الكاف ، وهى قراءة الجمهور.
2 - يسفك ، بضم الفاء ، وهى قراءة أبى حيوة ، وابن أبى عبلة.
3 - يسفك ، مضارع «اسفك».
4 - يسفك ، مضارع «سفك» ، مشددة الفاء.
5 - يسفك ، بنصب الكاف وهى قراءة ابن هرمز.
فمن رفع الكاف عطف على «يفسد» ، ومن نصب نصب فى جواب الاستفهام.
31 - (وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) علم آدم :
و قرىء :
و علم آدم ، مبنيا للمفعول ، وبها قرأ اليماني ، ويزيد اليزيدي.
ثم عرضهم :
و قرىء :
1 - ثم عرضها ، وهى قراءة أبى.
2 - ثم عرضهن ، وهى قراءة عبد اللّه.
أنبئونى :
و قرىء :
أنبونى ، بغير همز ، وهى قراءة الأعمش.

(1/1875)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 58
هؤلاء إن :
إذا التقت همزتان مكسورتان من كلمتين :
1 - تبدل الثانية ياء ممدودة ، مكسورة عند ورش ، وملينة عند قالون واليزيدي مع تحقيق الثانية.
2 - تحذف الأولى ، وهى قراءة عمرو.
3 - تخففان ، وهى قراءة الكوفيين ، وابن عامر.
33 - (قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) أنبئهم :
قرىء :
1 - بالهمز وضم الهاء ، وهو الأصل ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالهمز وكسر الهاء ، وهى مروية عن ابن عباس ، والوجه فيها إتباع حركة الهاء لحركة الباء ، ولم يعتد بالهمزة لأنها ساكنة ، إذ هى حاجز غير حصين.
3 - أنبيهم ، بإبدال الهمزة ياء وكسر الهاء.
4 - أنبئهم ، على وزن «أعطهم» ، وهى قراءة الحسن ، والأعرج ، وابن كثير.
إنى أعلم :
ياء المتكلم المتحرك ما قبلها ، إذا لقيت همزة القطع المفتوحة ، جاز فيها وجهان : التحريك والإسكان ، وبالوجهين.
قرىء فى السبعة.
34 - (وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) للملائكة :
قرىء :
1 - يجر التاء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بضم التاء ، وهى لغة أزد شنوءة ، وبها قرأ أبو جعفر.

(1/1876)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 59
35 - (وَ قُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) رغدا :
قرىء :
1 - بفتح الغين ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بسكونها ، وهى قراءة إبراهيم النخعي ، ويحيى بن وثاب.
ولا تقربا :
و قرىء :
بكسر التاء ، وهى لغة عن الحجازيين.
هذه :
قرىء :
1 - بالهاء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالياء ، وهى قراءة ابن محيصن.
الشجرة :
و قرىء :
1 - الشجرة ، بكسر الشين ، حكاها هارون الأعور عن بعض الفراء.
2 - الشيره ، بكسر الشين والياء المفتوحة بعدها.
قال أبو عمرو : يقرأ بها برابر مكة وسودانها.
36 - (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) فأزلهما :
و قرىء :
1 - فأزالهما ، غير ممالة ، أي : نحاهما ، وهى قراءة الحسن ، وأبى رجاء ، وحمزة.
2 - فأزالهما ، ممالة ، رويت عن حمزة ، وأبى عبيدة.
اهبطوا :
و قرىء :
1 - بكسر الباء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بضم الباء ، وهى قراءة أبى حيوة.

(1/1877)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 60
37 - (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) فتلقى آدم من ربه كلمات :
قرىء :
1 - برفع «آدم» ونصب «الكلمات» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بنصب «آدم» ورفع «الكلمات» ، وهى قراءة ابن كثير. يعنى : وصول الكلمات إلى آدم.
إنه :
قرىء :
1 - إنه ، بكسر الهمزة ، وهى قراءة الجمهور ، على أنها جملة ثابتة تامة أخرجت مخرج الخبر المستقل الثابت ، ثم هى مربوطة ربطا معنويا بما قبلها.
2 - أنه ، بفتح الهمزة ، وهى قراءة نوفل بن أبى عقرب ، على التعليل ، والتقدير : لأنه ، وهى وما بعدها فضلة ، إذ هى فى تقدير مفرد ثابت واقع مفروغ من ثبوته لا يمكن فيه نزاع منازع.
38 - (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) هداى :
و قرىء :
1 - بسكون الياء ، وهى قراءة الأعرج ، وفيه الجمع بين ساكنين ، وذلك من إجراء الوصل مجرى الوقف.
2 - هدى ، بقلب الألف ياء وإدغامها فى ياء المتكلم ، وهى لغة هذيل ، إذ لم يمكن كسر ما قبل الياء ، لأنه حرف لا يقبل الحركة ، وهى قراءة عاصم الجحدري ، وعبد اللّه بن أبى إسحاق ، وعيسى بن عمر.
فلا خوف :
قرىء :
1 - بالرفع والتنوين ، مراعاة للرفع فى (ولا هم يحزنون) ، فرفعوا للتعادل ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالفتح ، وكذا فى جميع القرآن ، ووجهه : أن ذلك نص فى العموم فينفى كل فرد فرد من مدلول الخوف ، وهى قراءة الزهري ، وعيسى الثقفي ، ويعقوب.
3 - بالرفع من غير تنوين ، على إعمال «لا» عمل «ليس» ، وحذف التنوين تخفيفا لكثرة الاستعمال ، وهى قراءة ابن محيصن ، وعلى.

(1/1878)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 61
40 - (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) إسرائيل :
قرىء :
1 - إسرائيل ، بهمزة بعد الألف وياء بعدها ، وهى قراءة الجمهور.
2 - اسراييل ، بياءين بعد الألف ، وهى قراءة أبى جعفر ، والأعمش ، وعيسى بن عمر.
3 - اسرائل ، بهمزة بعد الألف ثم لام ، وهو مروى عن ورش.
4 - اسرائل ، بهمزة مفتوحة بعد الراء ولام.
5 - اسرئل ، بهمزة مكسورة بعد الراء.
6 - اسرال ، بألف ممالة بعدها لام خفيفة.
7 - اسرال ، بألف غير ممالة ، وهى رواية خارجة عن نافع.
8 - اسرائن ، بنون بدل اللام ، وهى قراءة الحسن ، والزهري ، وابن أبى إسحاق.
أوف :
و قرىء :
أوف ، مشددا ، وهى قراءة الزهري.
فارهبون :
و قرىء :
فارهبونى ، بالياء على الأصل ، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
42 - (وَ لا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) وتكتموا :
و قرىء :
و تكتمون الحق ، وهى قراءة عبد اللّه ، وتخريجها على أنها جملة فى موضع الحال.
48 - (وَ اتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) لا تجزى :
و قرىء :
لا تجزأ ، من أجزاء ، بمعنى : أغنى.
نفس عن نفس :

(1/1879)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 62
قرىء :
نسمة عن نسمة. وهى قراءة أبى السرار الغنوي.
ولا يقبل :
و قرىء :
1 - ولا تقبل ، بالتاء ، وهو القياس والأكثر. ومن قرأ بالياء فهو أيضا جائز فصيح.
2 - ولا يقبل ، بفتح الياء ونصب «شفاعة» على البناء للفاعل.
49 - (وَ إِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) وإذ نجيناكم :
قرىء :
1 - أنجيناكم ، وهذه قراءة النخعي.
2 - أنجيتكم.
يذبحون :
و قرىء :
1 - يذبحون ، خفيفا ، من «ذبح» المجرد.
2 - يقتلون ، مكان «يذبحون».
51 - (وَ إِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ) وإذا واعدنا :
و قرىء :
وعدنا ، بغير ألف ، وهى قراءة أبى عمرو.
أربعين :
و قرىء :
أربعين ، بكسر الباء ، اتباعا ، وهى قراءة على ، وعيسى بن عمر.
اتخذتم :
قرىء :
1 - بإدغام الذال فى التاء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالإظهار ، وهى قراءة ابن كثير ، وحفص.

(1/1880)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 63
54 - (وَ إِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) بارئكم :
قرىء :
1 - بظهور حركة الإعراب ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالاختلاس ، وهى قراءة أبى عمرو.
3 - بالإسكان ، عن سيبويه ، وهو إجراء للمنفصل من كلمتين مجرى المتصل من كلمة.
4 - بكسر الياء من غير همز ، وهى قراءة الزهري.
55 - (وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) جهرة :
و قرىء :
بفتح الهاء ، وتحتمل وجهين :
1 - أن يكون «جهرة» مصدرا ، كالغلبة.
2 - أن يكون جمعا ل «جاهر» ، كفاسق وفسقة ، فيكون انتصابه على الحال ، أي : جاهرين بالرؤية.
الصاعقة :
و قرىء :
الصعقة ، وهى قراءة عمر ، وعلى.
58 - (وَ إِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) القرية :
لغة أهل اليمن : القرية ، بكسر القاف ، ويجمعونها على قرى ، بكسر القاف.
نغفر :
قرىء :

(1/1881)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 64
1 - بالياء مضمومة ، وهى قراءة نافع.
2 - بالتاء مضمومة ، وهى قراءة ابن عامر.
3 - بالياء مفتوحة ، وهى قراءة أبى بكر ، والضمير عائد إلى اللّه تعالى.
4 - بالتاء مفتوحة ، وهى قراءة ابن عطية ، كأن «الحطة» تكون بسبب الغفران.
5 - بالنون ، وهى قراءة الباقين.
6 - بالتاء مضمومة وإفراد «الخطيئة» ، وهى قراءة الجحدري ، وقتادة.
7 - بإظهار الراء عند اللام ، وهى قراءة الجمهور.
8 - بإدغامها ، وهو ضعيف.
59 - (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) رجزا :
و قرىء :
بضم الراء ، وهى قراءة ابن محيصن.
يفسقون :
و قرىء :
بكسر السين ، وهى لغة ، وهى قراءة النخعي ، وابن وثاب ، وغيرهما.
60 - (وَ إِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) عشرة :
قرىء :
1 - بإسكان الشين ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بكسرها ، وهى قراءة مجاهد ، وعيسى ، وابن وثاب وابن أبى ليلى ، ويزيد.
3 - بفتحها ، وهى قراءة ابن الفضل الأنصاري ، والأعمش.

(1/1882)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 65
61 - (وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) قثائها :
و قرىء :
بضم القاف.
فومها :
و قرىء :
و ثومها ، بالثاء المثلثة.
أدنى :
و قرىء :
أدنأ ، وهى قراءة زهير ، والكسائي.
اهبطوا :
قرىء :
بضم الباء وكسرها ، وهما لغتان ، والأفصح الكسر.
مصرا :
قرىء :
1 - بصرفها هنا ، وهى قراءة الجمهور ، والمراد : مصر من الأمصار.
2 - بغير تنوين ، وهى قراءة الحسن ، وطلحة ، والأعمش ، وأبان بن تغلب.
سألتهم :
و قرىء :
بكسر السين ، وهذا من تداخل اللغات ، لأن فى «سأل» لغتين :
1 - إحداهما : أن تكون العين همزة.
2 - والثانية : أن تكون العين واوا ، فتكون الألف منقلبة عن واو.

(1/1883)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 66
يقتلون :
قرىء :
1 - يقتلون ، بالتشديد ، وهى قراءة علىّ.
2 - تقتلون ، بالتاء ، وهى قراءة الحسن ، على الالتفات.
النبيين :
قرىء :
1 - بغير همز ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالهمزة ، وهى قراءة نافع.
62 - (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) هادوا :
قرىء :
1 - بضم الدال ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بفتحها ، من المهاداة ، وهى قراءة أبى السمال العدوى.
والصابئين :
قرىء :
1 - مهموزا ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بغير همز ، وهى قراءة نافع ، وتحتمل وجهين :
أ) إما من «صبا» ، بمعنى : مال.
ب) وإما أن يكون أصله الهمز وسهل ، بقلب الهمزة ألفا فى الفعل وياء فى الاسم.
ولا خوف :
قرىء :
1 - بالرفع والتنوين ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالرفع من غير تنوين ، وهى قراءة الحسن.
63 - (وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

(1/1884)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 67
ما آتيناكم :
و قرىء :
ما أتيتكم ، وهو شبه التفات ، لأنه خرج من ضمير المعظم نفسه إلى غيره.
واذكروا :
قرىء :
1 - أمرا ، من «ذكر» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - أمرا ، من «أذكر» ، وهى قراءة أبى ، وأصله : وإذ تكروا ، ثم أبدل من التاء دالا ، ثم أدغم الذال فى الدال.
3 - تذكروا ، على أنه مضارع انجزم على جواب الأمر ، الذي هو «خذوا».
4 - تذكروا ، أمر من «التذكر» ، وهى قراءة ابن مسعود.
67 - (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) يأمركم :
قرىء :
1 - بضم الراء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بسكونها والاختلاس وإبدال الهمزة ألفا.
أ تتخذنا :
قرىء.
1 - بالتاء ، على أن الضمير هو لموسى ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالياء ، على أن الضمير للّه تعالى ، وهو استفهام على سبيل الإنكار ، وهى قراءة عاصم الجحدري ، وابن محيصن هزؤا :
قرىء :
1 - بإسكان الزاى ، وهى قراءة حمزة ، وإسماعيل ، وخلف - فى اختياره - والفزاز ، عن عبد الوارث ، والمفضل.
2 - بضم الزاى والواو بدل الهمز ، وهى قراءة حفص 3 - بضم الزاى والهمزة ، وهى قراءة الباقين.

(1/1885)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 68
69 - (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) تسر :
قرىء :
1 - بالتاء ، والضمير عائد على «البقرة» ، والجملة صفة.
2 - بالياء ، والضمير عائد على «اللون».
70 - (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ) تشابه :
قرىء :
1 - تشابه ، فعلا ماضيا ، مسند الضمير «البقر» ، على أن «البقر» مذكر ، وهى قراءة الجمهور.
2 - تشابه ، بضم الهاء ، على أنه فعل مضارع محذوف التاء ، وفيه ضمير يعود على «البقر» ، على أن «البقر» مؤنث ، وهى قراءة الحسن.
3 - تشابه ، بضم الهاء وتشديد الشين ، على أنه مضارع ، وفيه ضمير يعود على «البقر» ، وهى قراءة الحسن أيضا.
4 - تشبه ، وهى قراءة محمد المعيطى ذى الشامة.
5 - تشبه ، فعلا ماضيا على «تفعل» ، وهى قراءة مجاهد.
6 - يشابه ، بالياء وتشديد الشين ، على أنه مضارع من «لفاعل». ثم أدغمت الياء فى الشين ، وهى قراءة ابن مسعود.
7 - متشبه ، اسم فاعل من تشبه.
8 - يتشابه ، على أنه مضارع تشابه ، وفيه ضمير يعود على «البقر».
9 - تشابهت ، وهى قراءة أبى.
10 - متشابه ، وهى قراءة الأعمش.
11 - متشابهة ، وهى قراءة الأعمش أيضا.
12 - تشابهت ، بتشديد الشين ، على أنه فعل ماض ، وبتاء التأنيث فى آخره.

(1/1886)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 69
71 - (قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) لا ذلول :
قرىء :
1 - لا ذلول ، بالرفع ، وهى قراءة الجمهور.
2 - لا ذلولا ، بالفتح ، وهى قراءة أبى عبد الرحمن السلمى.
تسقى :
قرىء :
1 - تسقى ، بفتح التاء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - تسقى ، بضم التاء ، من أسقى ، وهما بمعنى واحد.
الآن :
قرىء :
1 - الآن ، بإسكان اللام والهمزة ، وهى قراءة الجمهور.
2 - الآن ، يحذف الهمزة وإلقاء حركتها على اللام ، وهى قراءة نافع.
72 - (وَ إِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) فادارأتم :
قرىء :
1 - بالإدغام ، وهى قراءة الجمهور.
2 - فتدارأتم ، على وزن تفاعلتم ، وهى قراءة أبى حيوة ، وأبى السوار الغنوي.
3 - فادارأتم ، بغير ألف قبل الراء ، وهى قراءة أبى السوار أيضا.
74 - (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) وإن :
قرىء :
1 - وإن مشددة ، وهى قراءة الجمهور.
2 - وإن ، مخففة ، وهى قراءة قتادة.

(1/1887)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 70
لما :
قرىء :
1 - لما ، بميم مخففة ، وهى قراءة الجمهور.
2 - لما ، بالتشديد ، وهى قراءة طلحة بن مصرف ، وهى لا تتجه إلا إن تكون «إن» نافية.
يشقق :
قرىء :
1 - يشقق ، بتشديد الشين ، وأصله «يتشقق» ، فأدغم التاء فى الشين ، وهى قراءة الجمهور.
2 - تشقق ، بالتاء والشين المخففة ، وهى قراءة ابن مصرف.
تعملون :
قرىء :
1 - تعملون ، بالتاء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - يعملون ، بالياء ، وهى قراءة ابن كثير.
77 - (أَ وَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) أو لا يعلمون :
قرىء :
1 - أو لا يعلمون بالياء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - أو لا تعلمون بالتاء ، وهى قراءة ابن محيصن ، ويكون ذلك خطابا للمؤمنين.
78 - (وَ مِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) أمانى :
قرىء :
1 - أمانى ، بالتشديد ، وهى قراءة الجمهور.
2 - أمانى ، بالتخفيف ، وهى قراءة أبى جعفر ، وشيبة ، والأعرج ، وابن جماز عن نافع ، وهارون عن أبى عمرو.
81 - (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) خطيئته :
قرىء :
1 - خطيئته ، بالإفراد ، وهى قراءة الجمهور.

(1/1888)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 71
2 - خطيئاته ، جمع سلامة ، وهى قراءة نافع.
3 - خطاياه ، جمع تكسير ، وهى قراءة بعض القراء.
83 - (وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) لا تعبدون :
قرىء :
1 - لا تعبدون ، بالتاء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - لا يعبدون ، بالياء ، وهى قراءة ابن كثير ، وحمزة ، والكسائي.
3 - لا يعبدوا ، على النهى ، وهى قراءة أبى ، وابن مسعود.
حسنا :
قرىء :
1 - حسنا ، بالضم ، على أنه مصدر ، وهى قراءة الجمهور.
2 - حسنا ، بفتح الحاء والسين ، وهى قراءة حمزة ، والكسائي.
3 - حسنا ، بضم الحاء والسين ، وهى قراءة عطاء بن أبى رباح ، وعيسى بن عمر.
4 - حسنى ، على وزن فعلى ، وهى قراءة أبى ، وطلحة بن مصرف.
5 - إحسانا ، وهى قراءة الجحدري.
إلا قليلا :
قرىء :
1 - إلا قليلا ، بالنصب ، وهى قراءة الجمهور.
2 - إلا قليل ، بالرفع ، وهى قراءة أبى عمرو ، على أنه بدل من الضمير فى «توليتم».
84 - (وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) لا تسفكون :
قرىء :
1 - بفتح التاء وسكون السين وكسر الفاء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بفتح التاء وسكون السين وضم الفاء ، وهى قراءة طلحة بن مصرف ، وشبيب بن حمزة.
3 - بضم التاء وفتح السين وكسر الفاء المشددة ، وهى قراءة أبى نهيك ، وأبى مجاز.
4 - بضم التاء وإسكان السين وكسر الفاء المخففة ، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.

(1/1889)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 72
85 - (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) تظاهرون :
قرىء :
1 - بتخفيف الطاء ، وهى قراءة عاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وأصله : تتظاهرون.
2 - بتشديد الظاء ، أي بإدغام الظاء فى التاء ، وهى قراءة باقى السبعة.
3 - تظاهرون ، بضم التاء وكسر الهاء ، وهى قراءة أبى حيوة.
4 - تظهرون ، بفتح التاء ، والظاء والهاء مشدّدين ، دون ألف ، وهى قراءة مجاهد ، وقتادة.
5 - تتظاهرون ، على الأصل.
يردون :
قرىء :
1 - يردون ، بالياء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - تردون ، بالتاء ، وهو مناسب لقوله «أ فتؤمنون».
تعملون :
قرىء :
1 - يعملون ، بالياء ، وهى قراءة نافع ، وابن كثير ، وأبى بكر.
2 - تعملون ، بالتاء ، وهى قراءة الباقين.
87 - (وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ بالرسل :
قرىء :
1 - بضم السين ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بتسكينها ، وهى قراءة الحسن ، ويحيى بن يعمر.
وأيدناه :
قرىء :
1 - وأيدناه ، على وزن «فعلناه» ، وهى قراءة الجمهور.

(1/1890)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 73
2 - آيدناه ، على وزن «أفعلناه» ، وهى قراءة مجاهد ، والأعرج ، وحميد ، وابن محيصن.
القدس :
قرىء :
1 - بضم القاف والدال ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بسكون الدال ، وهى قراءة مجاهد ، وابن كثير.
3 - القدوس ، بواو ، وهى قراءة أبى حيوة.
88 - (وَ قالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ) غلف :
قرىء :
1 - غلف ، بإسكان اللام ، وتكون جمع «أغلف» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - غلف ، بضم اللام ، وتكون جمع «غلاف» ، وهى قراءة ابن عباس ، والأعرج ، وابن هرمز ، وابن محيصن.
93 - (... قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) به إيمانكم :
قرىء :
1 - بكسر الهاء فى «به» ، لأجل كسرة الباء.
2 - بضم الهاء ووصلها بواو ، وهى قراءة الحسن ، ومسلم بن جندب.
94 - (قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) فتمنوا الموت :
قرىء :
1 - بضم الواو ، وهى اللغة المشهورة ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بكسرها ، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
3 - بفتحها ، طلبا للتخفيف ، وهى قراءة أبى عمرو.
4 - باختلاس ضمة الواو ، وحكيت عن أبى عمرو أيضا.

(1/1891)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 74
96 - (وَ لَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) يعملون :
قرىء :
1 - بالياء ، على نسق ما سبق ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالتاء ، على سبيل الالتفات والخروج من الغيبة إلى الخطاب ، وهى قراءة الحسن ، وقتادة ، والأعرج ، ويعقوب.
97 - (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) جبريل :
قرىء :
1 - جبريل ، كقنديل ، وهى لغة أهل الحجاز ، وهى قراءة ابن عامر ، وأبى عمرو ، ونافع ، وحفص.
2 - جبريل ، بفتح الجيم ، وهى قراءة الحسن ، وابن كثير ، وابن محيصن ، واستنكرها الفراء.
3 - جبرئيل ، كعنتريس ، وهى لغة تميم وقيس وكثير من أهل نجد ، وهى قراءة الأعمش ، وحمزة ، والكسائي ، وحماد بن أبى زياد.
4 - جبرئل ، بغير ياء بعد الهمزة وتخفيف اللام ، وتروى عن عاصم ، ويحيى بن يعمر.
5 - جبرئل ، مثل الذي سبق مع تشديد اللام ، وهى قراءة أبان عن عاصم ، ويحيى بن يعمر.
6 - جبرائيل ، وهى قراءة ابن عباس ، وعكرمة.
7 - جبراييل ، وهى قراءة ابن عباس ، وعكرمة أيضا.
8 - جبرال ، وهى قراءة طلحة.
9 - جبرايل ، بالياء والقصر ، وبها قرأ طلحة أيضا.
10 - جبراييل ، بألف بعد الراء بعدها ياءان أولاهما مكسورة ، وهى قراءة الأعمش ، وابن يعمر.
11 - جبرين ، بالفتح ، وهى لغة أسد.
12 - جبرين ، بالكسر ، وهى لغة أسد.
13 - جبرائين.

(1/1892)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 75
98 - (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) ميكال :
قرىء :
1 - ميكال ، كمفعال ، وهى لغة أهل الحجاز ، وبها قرأ أبو عمرو ، وحفص.
2 - ميكائل ، بعد الألف همزة ، وبها قرأ نافع ، وابن شنبوذ.
3 - ميكائيل ، بعد الهمزة ياء ، وهى قراءة حمزة ، والكسائي ، وابن عامر ، وأبى بكر.
4 - ميكئيل ، كميكعيل ، وبها قرأ ابن محيصن.
5 - ميكئل ، لا ياء بعد الهمزة ، وبها قرأ ابن محيصن أيضا.
6 - ميكائيل ، بياءين بعد الألف أولاهما مكسورة ، وبها قرأ الأعمش 100 - (أَ وَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) أو كلما :
قرىء :
بسكون الواو ، وهى قراءة أبى السمال العدوى ، وقدر على :
(أ) أن يكون للعطف على «الفاسقين» ، وهذا قول الزمخشري.
(ب) على الخروج من كلام إلى غيره ، وتكون «أو» بمنزلة «أم» المنقطعة ، وهذا قول المهدوى.
عاهدوا :
قرىء :
1 - عوهدوا ، على البناء للمفعول ، وهى قراءة الحسن ، وأبى رجاء ، وهذه القراءة تخالف رسم المصحف.
2 - عهدوا ، ويكون «عهدا» مصدرا.
102 - (وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ...)
الشياطين :
قرىء :
الشياطون ، بالرفع بالواو ، وهى قراءة الحسن ، والضحاك ، وهى قراءة شاذة.

(1/1893)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 76
و لكن :
قرىء :
1 - بالتشديد ، ويجب إعمالها ، وهى قراءة نافع ، وعاصم ، وابن كثير ، وأبى عمرو.
2 - بتخفيف النون ، ورفع ما بعدها بالابتداء والخبر ، وهى قراءة ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي.
الملكين :
قرىء :
1 - بفتح اللام ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بكسر اللام ، وهى قراءة ابن عباس ، والحسن ، وأبى الأسود الدؤلي ، والضحاك ، وابن أبزى.
وقيل : إنهما رجلان ساحران ، أو نحو من ذلك ، وعلى هذا تكون «ما» موصولة.
وقال ابن أبزى : هما داود وسليمان ، وعلى هذا تكون «ما» نافية.
هارون وماروت :
قرىء :
1 - بفتح التاء ، ويكونان بدلا من :
أ - الملكين ، على من قرأ بفتح اللام ، وتكون الفتحة علامة للجر ، لأنهما لا ينصرفان.
ب - أو بدلا من الناس ، فتكون الفتحة علامة للنصب ، ولا يكون هاروت وماروت اسمين للملكين.
ج - أو بدلا من الشياطين ، على أن يكونا قبلتين منهم ، وتكون الفتحة علامة للنصب ، على قراءة من نصب الشياطين ، أما من رفع فانتصابهما على الذم.
د - وعلى قراءة من قرأ «الملكين» بكسر اللام ، فيكونان بدلا من «منهما» ، إلا إذا فسرا : بداود وسليمان ، عليهما السلام ، فلا يكونان بدلا من «منهما» ، ولكن يتعلقان بالشياطين على الوجهين السابقين.
2 - برفع التاء ، وهى قراءة الحسن والزهري ، ويكونان خبر مبتدأ محذوف ، إن كانا ملكين ، أو بدلا من الشياطين إن كانا شيطانين ، على قراءة من رفع.
يعلمان :
قرىء :
1 - بالتشديد ، من التعليم ، وهى قراءة الجمهور.
2 - يعلمان ، من أعلم ، وهى قراءة طلحة بن مصرف.

(1/1894)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 77
المرء :
قرىء :
1 - المرء ، بفتح الميم وسكون الراء والهمزة ، وهى قراءة الجمهور.
2 - المر ، بغير همز مخففا ، وهى قراءة الحسن ، والزهري ، وقتادة.
3 - المرء ، بضم الميم والهمزة ، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
4 - المرء ، بكسر الميم والهمز ، وهى قراءة الأشهب العقيلي.
5 - المرء ، بفتح الميم وإسقاط الهمز وتشديد الراء ، وهى قراءة الزهري.
103 - (وَ لَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) لمثوبة :
قرىء :
1 - بضم الثاء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بسكونها ، وهى قراءة قتادة ، وأبى السمال ، وعبد اللّه بن بريدة.
104 - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) راعنا :
قرىء :
1 - راعنا ، وهى قراءة الجمهور.
2 - راعونا ، على إسناد الفعل لضمير الجمع ، وهى قراءة عبد اللّه ، وأبى.
3 - ارعونا ، وهى من مصحف عبد اللّه.
4 - راعنا ، بالتنوين ، صفة لمصدر محذوف ، أي : قولا راعنا ، وهى قراءة الحسن ، وابن أبى ليلى ، وأبى حيوة ، وابن محيصن.
انظرنا :
قرىء :
1 - موصول الهمزة مضموم الظاء ، من النظرة ، وهى التأخير ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بقطع الهمزة وكسر الظاء ، من الإنظار ، وهى قراءة أبى ، والأعمش ، أي : أخرنا :

(1/1895)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 78
106 - (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ننسخ :
قرىء :
1 - من «نسخ» ، بمعنى : أزال ، وهى قراءة الجمهور.
2 - من «الإنساخ» ، والمعنى : ما نجده منسوخا ، مثل : أحمدت فلانا ، إذا وجدته محمودا.
ننسها :
قرىء :
1 - ننسأها ، بفتح نون المضارعة والسين وسكون الهمزة ، وهى قراءة عمر ، وابن عباس ، والنخعي ، وعطاء ، ومجاهد ، وعبيد بن عمير ، وابن كثير ، وأبى عمرو.
2 - ننساها ، بفتح نون المضارعة والسين بغير همز ، وهى قراءة طائفة.
3 - تنساها ، بالتاء المفتوحة وسكون النون وفتح السين من غير همز ، وهى قراءة الحسن ، وابن يعمر.
4 - تنسأها ، بالتاء المفتوحة وسكون النون وفتح السين والهمز ، وهى قراءة فرقة.
5 - تنسأها ، بالتاء المضمومة وسكون النون وفتح السين والهمز ، وهى قراءة أبى حيوة.
6 - ننسها ، بضم النون وكسر السين من غير همز ، وهى قراءة باقى السبعة.
7 - ننسئها ، بضم النون وكسر السين وهمزة بعد السين ، وهى قراءة فرقة.
8 - ننسها ، بضم النون الأولى وفتح الثانية وتشديد السين وبلا همز ، وهى قراءة الضحاك ، وأبى رجاء 9 - ننسك ، بضم النون الأولى وسكون الثانية وكسر السين من غير همز وبكاف للخطاب بدل ضمير الغيبة ، وهى قراءة أبى.
107 - (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) سئل :
قرىء :
1 - سئل ، وهى قراءة الجمهور.
2 - سيل ، بكسر السين وياء ، وهى قراءة الحسن ، وأبى السمال.
3 - سيل ، بإشمام السين وياء ، وهى قراءة أبى جعفر ، وشيبة ، والزهري.
4 - سئل ، بتسهيل الهمزة بين بين وضم السين ، وهى قراءة لبعض القراء.

(1/1896)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 79
111 - (وَ قالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) إلا من كان هودا أو نصارى وقرىء :
إلا من كان يهوديا أو نصرانيا ، وهى قراءة أبى ، فحمل الاسم والخبر معا على اللفظ ، وهو الإفراد والتذكير.
112 - (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ولا خوف :
قرىء :
1 - برفع الفاء من غير تنوين ، وهى قراءة ابن محيصن.
2 - بالفتح من غير تنوين ، وهى قراءة الزهري ، وعيسى الثقفي ، ويعقوب ، وآخرين.
117 - (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) بديع :
قرىء :
1 - بالرفع ، وهى قراءد الجمهور.
2 - بالنصب على المدح ، وهى قراءة المنصور.
3 - بالجر على أنه بدل من الضمير فى «له» الآية : 116.
فيكون :
قرىء :
1 - بالرفع ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالنصب ، وهى قراءة ابن عامر 118 - (وَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) تشابهت :
و قرىء :
تشابهت ، بتشديد الشين.

(1/1897)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 80
119 - (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ) تسأل :
قرىء :
1 - بضم التاء واللام ، وهى قراءة الجمهور.
2 - وما تسأل ، وهى قراءة أبى.
3 - ولن تسأل ، وهى قراءة ابن مسعود.
4 - ولا تسأل ، بفتح التاء وجزم اللام ، على النهى ، وهى قراءة نافع ، ويعقوب.
124 - (وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وإذا ابتلى إبراهيم ربه :
قرىء :
1 - بنصب «إبراهيم» ورفع «ربه» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - برفع «إبراهيم» ونصب «ربه» ، وهى قراءة ابن عباس ، وأبى الشعثاء ، وأبى حنيفة والمعنى على الدعاء.
125 - (وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) واتخذوا :
قرىء :
1 - بكسر الخاء ، على الأمر ، وهى قراءة ابن كثير ، وأبى عمرو ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، والجمهور.
2 - بفتحها ، على أنه فعل ماض ، وهى قراءة نافع ، وابن عامر.
126 - (وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) فأمتعه :
قرىء :
1 - مشددا ، على الخبر ، وهى قراءة الجمهور من السبعة.

(1/1898)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 81
مخففا ، على الخبر ، وهى قراءة ابن عامر ، ويحيى بن وثاب.
3 - فنمتعه ، وهى قراءة أبى بن كعب.
4 - فأمتعه ، على صيغة الأمر ، وهى قراءة ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما ، وعلى هذه القراءة فيكون الضمير فى «قال» عائدا على «إبراهيم».
ثم أضطره :
قرىء :
1 - ثم أضطره ، خبرا ، وهى قراءة الجمهور ، وابن عامر.
2 - ثم اضطره ، بكسر الهمزة ، على لغة قريش ، وهى قراءة يحيى بن وثاب.
3 - ثم أضطره ، بإدغام الضاد فى الطاء ، خبرا ، وهى قراءة ابن محيصن.
4 - ثم أضطره ، بضم الطاء ، خبرا ، وهى قراءة يزيد بن أبى حبيب.
5 - ثم نضطره ، وهى قراءة أبى بن كعب.
6 - ثم أضطره ، على صيغة الأمر ، وهى قراءة ابن عباس ، ومجاهد.
7 - ثم اطره ، بإدغام الضاد فى الطاء ، وهى قراءة ابن محيصن.
128 - (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) وأرنا :
قرىء :
1 - وأرهم ، وهى قراءة ابن مسعود ، من إعادة الضمير على «الذرية».
2 - وأرنا ، بإسكان الراء ، وهى قراءة ابن كثير ، وأبى عمرو.
3 - وأرنا ، بالاختلاس ، وهى قراءة أبى عمرو.
4 - وأرنا ، بالإشباع ، وهى قراءة أبى عمرو أيضا.
132 - (وَ وَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ووصى :
قرىء :
1 - وأوصى ، وهى قراءة نافع ، وابن عامر.

(1/1899)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 82
2 - ووصى ، وهى قراءة الباقين.
ويعقوب :
قرىء :
1 - بالرفع ، وهى قراءة الجمهور ، ويعقوب ، وهذا إما بالعطف على «إبراهيم» ، ويكون داخلا فى حكم توصية بنيه ، وإما على الابتداء وخبره محذوف ، والأول أظهر.
2 - بالنصب ، وهى قراءة إسماعيل بن عبد اللّه المكي ، والضرير ، وعمرو بن قائد الأسوارى ، ويكون عطفا على «بنيه».
133 - (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) وإله آبائك إبراهيم :
هذه قراءة الجمهور.
وقرىء :
1 - وإله إبراهيم ، بإسقاط «آبائك» ، وهى قراءة أبى 2 - وإله أبيك ، وهى قراءة ابن عباس ، والحسن ، وابن يعمر ، والجحدري ، وأبى رجاء.
135 - (وَ قالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ملة :
قرىء :
1 - بالنصب ، وهى قراءة الجمهور ، على المفعولية ، أو على أنه خبر «كان» ، أو بالنصب على الإغراء ، أو على إسقاط الخافض.
2 - بالرفع ، وهى قراءة ابن هرمز الأعرج ، وابن أبى عبلة على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ محذوف الخبر.

(1/1900)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 83
137 - (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) بمثل ما آمنتم به :
و هى قراءة الجمهور.
وقرىء :
1 - بما آمنتم به ، وهى قراءة عبد اللّه بن مسعود ، وابن عباس.
2 - بالذي آمنتم به ، وهى قراءة أبى.
138 - (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ) صبغة اللّه :
قرىء :
1 - بالنصب ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالرفع ، وهى قراءة من قرأ برفع «ملة» ، وهى قراءة الأعرج ، وابن أبى عبلة.
140 - (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) أم تقولون :
قرىء :
1 - بالتاء ، وهى قراءة ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، وحفص.
2 - بالياء ، وهى قراءة الباقين.
143 - (وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) عقبيه :
و قرىء :
عقبيه ، بسكون القاف ، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.

(1/1901)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 84
لكبيرة :
قرىء :
1 - بالنصب ، وهى قراءة الجمهور ، على أن تكون خبر «كانت».
2 - بالرفع ، وهى قراءة اليزيدي.
لرؤوف :
قرىء :
1 - لرؤوف ، مهموزا ، على وزن مفعول ، وهى قراءة الحرميين ، وابن عامر ، وحفص.
2 - لرؤف مهموزا ، على وزن «ندس» ، وهى قراءة باقى السبعة.
3 - لروف ، بغير همز ، وهى قراءة أبى جعفر بن القعقاع.
144 - (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) شطره :
و قرىء :
1 - قبله ، وهى حرف عبد اللّه.
2 - تلقاه ، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
يعملون :
قرىء :
1 - بالتاء على الخطاب ، وهى قراءة ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي.
2 - بالياء ، وهى قراءة فرقة ، ويكون المراد : أهل الكتاب.
148 - َ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
و لكل وجهة هو موليها :
قرىء :
1 - ولكل ، منونا ، و«وجهة» مرفوعا ، و«موليها» ، بكسر اللام ، اسم فاعل ، وهى قراءة الجمهور.

(1/1902)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 85
2 - مولاها ، بفتح اللام ، اسم مفعول ، وهى قراءة ابن عامر.
3 - ولكل ، بخفض اللام من غير تنوين ، «وجهة» ، بالخفض منونا على الإضافة ، وهى قراءة شاذة.
4 - ولكل جعلنا قبلة ، وهى قراءة عبد اللّه.
150 - (وَ مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ومن حيث :
قرىء :
بالفتح تخفيفا ، وهى قراءة عبد اللّه بن عمير.
لئلا :
قرىء :
1 - بالتحقيق ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالتخفيف ، وهى قراءة نافع ، ورسمت الهمزة باءا.
إلا :
قرىء :
1 - إلا ، أداة استثناء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - ألا ، بفتح الهمزة وتخفيف اللام ، على أنها للتنبيه والاستفتاح ، وهى قراءة ابن عامر ، وزيد بن على ، وابن زيد.
وعلى هذه القراءة يكون «الذين ظلموا» مبتدأ ، والجملة «فلا تخشوهم واخشوني» فى موضع الخبر.
158 - (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ) أن يطوف :
قرىء :
1 - أن يطوف ، بتشديد الطاء ، وهى قراءة الجمهور.

(1/1903)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 86
2 - أن لا يطوف ، وهى قراءة أنس ، وابن عباس ، وابن سيرين ، وكذلك هى فى مصحف أبى ، وعبد اللّه ، وخرج ذلك على زيادة «لا».
3 - أن يطوف ، من طاف يطوف ، وهى قراءة أبى حمزة.
4 - أن يطاف ، بتشديد الطاء ، وأصله : يطوف ، فقلبت التاء طاء ثم أدغمنا ، وهى قراءة ابن عباس ، وأبى السمال.
تطوع :
قرىء :
1 - تطوع ، فعلا ماضيا ، وهى قراءة ابن كثير ، ونافع ، وأبى عمرو ، وعاصم ، وابن عامر ، وتكون «من» بمعنى «الذي» ، أو تكون شرطية.
2 - يطوع ، مضارعا مجزوما ، بمن الشرطية ، وأصله «يتطوع» ، وهى قراءة حمزة ، والكسائي.
3 - يتطوع ، وهى قراءة ابن مسعود.
خيرا قرىء :
1 - خيرا ، منصوبا على المفعول بعد إسقاط حرف الجر ، أو نعتا لمصدر محذوف ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بخير ، وهى قراءة ابن مسعود ، حيث قرأ «يتطوع بخير».
159 - (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) بيناه :
هذه هى قراءة الجمهور.
وقرىء :
بينه ، بضمير المفرد الغائب ، على الالتفات من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب ، وهى قراءة طلحة بن مصرف.

(1/1904)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 87
161 - (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) والملائكة :
قرىء :
1 - والملائكة والناس أجمعين ، بالجر ، عطفا على اسم اللّه.
2 - والملائكة والناس أجمعون ، بالرفع ، وهى قراءة الحسن ، وقدر على العطف على موضع اسم اللّه.
164 - (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) الرياح :
قرىء :
بالإفراد والجمع.
165 - (وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ) يحبونهم :
قرىء :
1 - بضم الياء.
2 - بفتحها ، وهى لغة ، والمضارع بكسر العين شذوذا لأنه مضاعف متعد ، وقياسه أن يكون مضموم العين.
إذ يرون العذاب أن :
قرىء :
1 - إذ ترون العذاب أن ، بالتاء المفتوحة وفتح همزة «أن» ، وهى قراءة نافع ، وابن عامر.
2 - إذ يرون العذاب أن ، بالياء المضمومة ، وفتح همزة «أن» ، وهى قراءة ابن عامر.

(1/1905)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 88
3 - إذ يرون العذاب أن ، بالياء المفتوحة وفتح همزة «أن» ، وهى قراءة الباقين.
4 - ولو ترى ... إن وإن ، بالتاء ، وكسر الهمزة فيهما ، وهى قراءة الحسن ، وقتادة ، وشيبة ، وأبى جعفر ، ويعقوب.
5 - ولو يرى .. أن .. وأن ، بالياء المفتوحة وفتح الهمزة فيهما ، وهى قراءة الكوفيين ، وأبى عمرو ، وابن كثير.
6 - ولو يرى .. أن ... وإن ، بالياء وكسر الهمزة فيهما ، وهى قراءة فرقة.
166 - (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ) اتبعوا من الذين اتبعوا :
قرىء :
1 - اتبعوا ، الأول ، مبينا للمفعول ، والثاني مبينا للفاعل ، وهى قراءة الجمهور.
2 - اتبعوا ، الأول ، مبينا للفاعل ، والثاني مبينا للمفعول ، وهى قراءة مجاهد.
168 - (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ خطوات :
قرىء :
1 - بضم الخاء والطاء ، وبالواو ، وهى قراءة ابن عامر ، والكسائي ، وقنبل ، وحفص ، وعباس عن أبى عمرو ، والبرجمي عن أبى بكر.
2 - بضم الخاء والطاء ، وبالواو ، وهى قراءة باقى السبعة.
3 - بضم الخاء وفتح الطاء وبالواو ، وهى قراءة أبى السمال.
4 - بضم الخاء والطاء والهمزة ، على أن الهمزة أصل ، وهى قراءة على ، وقتادة ، والأعمش ، وسلام.
173 - (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) حرم :
قرىء :
1 - مشددا مبينا للفاعل ، مسندا إلى ضمير اسم اللّه تعالى ، وهى قراءة الجمهور.
2 - مشددا مبنيا للمفعول ، وهى قراءة أبى جعفر.

(1/1906)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 89
3 - بفتح الحاء وضم الراء مخففة ، على جعله لازما ، وهى قراءة أبى عبد الرحمن السلمى.
الميتة :
قرىء :
1 - بالنصب ، على القراءة الأولى فى «حرم» ، على أن تكون : «ما» فى «إنما» مهيئة ، هيأت «إن» لولايتها الجملة الفعلية.
2 - بالرفع :
(ا) على القراءة الأولى فى «حرم» ، على أن تكون «ما» فى «إنما» موصولة ، اسم «أن» ، والعائد عليها محذوف ، أي : إن الذي حرمه اللّه الميتة.
(ب) أو على القراءة الثانية فى «حرم» ، على أن تكون «ما» إما :
1 - موصولة ، اسم «أن» والعائد الضمير المستكن فى «حرم» ، و«الميتة» خبر «إن».
2 - مهيئة ، وهى ، أي «الميتة» ، مرفوعة ب «حرم».
(ح) أو على القراءة الثانية فى «حرم» ، و«ما» ، إما للهيئة أو الوصل.
3 - بتشديد الياء ، وهى قراءة أبى جعفر.
اضطر :
قرىء :
1 - بضم الطاء ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بكسر الطاء ، وهى قراءة أبى جعفر ، وأبى السمال.
3 - اطر ، بإدغام الضاد فى الطاء ، وهى قراءة ابن محيصن.
177 - (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) البر :
قرىء :
1 - بالنصب ، وهى قراءة حمزة.

(1/1907)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 90
2 - بالرفع ، وهى قراءة باقى السبعة.
بعهدهم :
قرىء :
بعهودهم ، على الجمع ، وهى قراءة الجحدري.
والصابرين :
و قرىء :
و الصابرون ، عطفا على «الموفون».
179 - (وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) القصاص :
و قرىء :
القصص ، وهى قراءة أبى الجوزاء : أوس بن عبد اللّه الربعي ، أي : فيما قص عليكم من حكم القتل والقصاص.
وقيل : القصص القرآن ، وقيل : هو مصدر كالقصاص.
182 - (فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) خاف :
و قرىء :
بالإمالة ، وهى قراءة حمزة.
موص :
قرىء :
1 - موص ، من «وصى».
2 - موص ، من «أوصى».
جنفا :
قرىء :
1 - بالجيم والنون ، وهو الخطأ ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالحاء والياء ، وهو البخس ، وهى قراءة على.

(1/1908)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 91
184 - (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أياما معدودات :
و قرىء :
أيام معدودات ، بالرفع ، على أنها خبر مبتدأ محذوف ، وهى قراءة أبى عبد اللّه الحسين بن خالويه.
عدة :
قرىء :
1 - بالرفع ، وهى قراءة الجمهور ، على أنه مبتدأ محذوف الخبر.
2 - بالنصب ، على إضمار فعل ، أي : فليصم عدة ، وتكون «عدة» بمعنى معدود.
يطيقونه :
قرىء :
1 - يطيقونه ، مضارع «أطاق» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - يطوقونه ، من «أطوق» ، كقولهم : أطول ، فى : أطال. وهى قراءة حميد ، وصحة حرف العلة فى هذا النحو شاذة.
3 - يطوّقونه ، مبينا للمفعول ، من : «طوق» ، وهى قراءة عبد اللّه بن عباس.
4 - يطوقونه ، من : «أطوق» ، وأصله : تطوق ، على وزن تفعل ، ثم أدغموا التاء فى الطاء ، فاجتلبوا فى الماضي والأمر همزة وصل ، وهى قراءة عائشة ، ومجاهد ، وطاووس ، وعمرو بن دينار.
5 - يطيقونه ، بفتح ياء المضارعة ، ورويت عن مجاهد ، وابن عباس.
6 - يطيقونه ، بضم الياء والبناء للمفعول.
وقيل إن تشديد الياء فى هذه اللفظة ضعيف.
فدية طعام مسكين :
قرىء :
1 - بتنوين «فدية» ، ورفع «طعام» ، على البدل ، وإفراد «مسكين» ، وهى قراءة الجمهور 2 - بتنوين «فدية» ، ورفع «طعام» ، وجمع «مسكين» ، وهى قراءة هشام.
3 - بإضافة «فدية» ، وجمع «مسكين» ، وهى قراءة نافع ، وابن ذكوان.

(1/1909)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 92
تطوع :
(انظر الآية : 158) من هذه السورة (ص : 327).
وأن تصوموا :
و قرىء :
و الصوم ، وقيل : والصيام ، وهى قراءة أبى.
185 - (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) شهر :
قرىء :
1 - بالرفع ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالنصب ، على تقدير فعل ، تقديره : صوموا شهر رمضان ، وهى قراءة مجاهد ، وشهر بن حوشب ، وهارون الأعور عن أبى عمرو ، وأبى عمارة عن حفص عن عاضم.
ولتكملوا :
قرىء :
1 - مشدد الميم مفتوح الكاف ، وهى قراءة أبى بكر ، وأبى عمرو ، بخلاف عنهما 2 - بالتخفيف وإسكان الكاف ، وهى قراءة الباقين.
186 - (وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) يرشدون :
قرىء :
1 - بفتح الياء وضم الشين ، وهى قراءة الجمهور.
2 - مبنيا للمفعول ، وهى قراءة قوم.

(1/1910)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 93
3 - بفتح الياء وكسر الشين ، وهى قراءة أبى حيوة ، وإبراهيم بن أبى عبلة.
4 - بفتحهما.
187 - (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) أحل :
قرىء :
1 - مبنيا للمفعول ، وحذف الفاعل للعلم به ، وهى قراءة الجمهور 2 - مبنيا للفاعل ، ونصب «الرفث» به.
الرفث :
و هذه قراءة الجمهور.
وقرىء :
الرفوث ، وهى قراءة عبد اللّه.
وهما مصدران.
عاكفون :
و قرىء :
عاكفون ، بغير ألف ، وهى قراءة قتادة.
189 - (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) عن الأهلة :
قرىء :

(1/1911)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 94
1 - بكسر النون وإسكان لام «الأهلة» بعدها همزة ، وهى قراءة الجمهور.
2 - نقل حركة الهمزة ، وحذف الهمزة ، وهى قراءة ورش.
3 - إدغام نون «عن» فى لام «الأهلة» بعد النقل والحذف ، وهى قراءة شاذة.
الحج :
قرىء :
1 - بفتح الحاء ، على المصدرية ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بكسرها ، على الاسمية ، وهى قراءة الحسن ، وابن أبى إسحاق.
ولكن :
قرىء :
1 - بتخفيفها ورفع «البر» ، وهى قراءة نافع ، وابن عامر.
2 - بتشديدها ونصب «البر» ، وهى قراءة الباقين.
191 - (وَ اقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ) ولا تقاتلوهم حتى يقاتلوكم :
و قرىء :
و لا تقتلوهم ... حتى يقتلوكم ، وهى قراءة حمزة ، والكسائي ، والأعمش.
194 - (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) والحرمات :
و قرىء :
بإسكان «الراء» على الأصل ، وهى قراءة الحسن.

(1/1912)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 95
196 - (وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) والعمرة :
و قرىء :
بالرفع على الابتداء والخبر ، فتخرج «العمرة» عن الأمر ويتفرد به «الحج» ، وهى قراءة على ، وابن مسعود ، وزيد بن ثابت ، وابن عباس ، وابن عمر ، والشعبي ، وأبى حيوة.
الهدى :
و قرىء :
الهدى ، بكسر الدال وتشديد الياء ، وهى قراءة مجاهد ، والزهري ، وابن هرمز ، وأبى حيوة.
نسك :
و قرىء :
بإسكان السين ، وهى قراءة الحسن ، والزهري.
فصيام :
و قرىء :
بالنصب ، أي : فليصم صيام ثلاثة أيام.
وسبعة :
و قرىء :
بالنصب ، عطفا على محل «ثلاثة أيام» ، وهى قراءة زيد بن على ، وابن أبى عبيدة.

(1/1913)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 96
197 - (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ) فلا رفث ولا فسوق ولا جدال :
قرىء :
1 - بالرفع والتنوين فى الثلاثة ، على أن «لا» غير عاملة وما بعدها مرفوع بالابتداء والخبر عن الجميع «فى الحج».
2 - بالنصب والتنوين فى الثلاثة على المصادر ، والعامل فيها أفعال من لفظها ، وهى قراءة أبى رجاء العطاردي.
3 - بفتح الثلاثة من غير تنوين على البناء ، وهى قراءة الكوفيين ونافع.
4 - برفع «فلا رفث ولا فسوق» والتنوين على المذهبين السابقين ، وفتح «و لا جدال» من غير تنوين.
(وانظر : الرفث ، الآية : 187 من هذه السورة).
203 - (وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
فلا إثم :
قرىء :
بوصل الألف ، وهى قراءة سالم بن عبد اللّه ، ووجهه : أنه سهل الهمزة بين بين ، فقربت من السكون ، فحذفها تشبيها بالألف ، ثم حذف الألف لسكونها وسكون الثاء.
204 - (وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ) ويشهد :
و قرىء :
1 - بضم الياء وكسر الهاء ، من «أشهد» ونصب لفظ الجلالة ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بفتح الياء والهاء ، من «شهد» ورفع لفظ الجلالة ، وهى قراءة أبى حيوة ، وابن محيصن.

(1/1914)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 97
3 - ويستشهد ، وهى قراءة أبى ، وابن مسعود.
205 - (وَ إِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ) ويهلك :
قرىء :
1 - يهلك ، من أهلك ، ونصب الكاف ، عطفا على ، «ليفسد» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - ليهلك ، بإظهار لام العلة ، وهى قراءة أبى.
3 - يهلك ، من أهلك ، برفع الكاف ، وهى قراءة قوم ، عطفا على «يعجبك» ، أو على «سعى» ، لأنه فى معنى «يسعى».
4 - يهلك ، من هلك ، برفع الكاف ، و«الحرث والنسل» على الفاعلية ، وهى قراءة الحسن ، وابن أبى إسحاق ، وأبى حيوة ، وابن محيصن.
5 - يهلك ، من هلك ، وبفتح اللام ورفع الكاف ، ورفع «الحرث» ، وهى لغة شاذة.
208 - (وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) مرضاة :
قرىء :
1 - بالإمالة ، وهى قراءة الكسائي.
2 - بالوقوف عليها بالتاء ، وهى قراءة حمزة.
3 - بالوقوف عليها بالهاء ، وهى قراءة الباقين.
209 - (فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) زللتم وقرىء :
بكسر اللام ، وهما لغتان.

(1/1915)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 98
210 - (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) فى ظلل :
و قرىء :
فى ظلال ، وهى قراءة أبى ، وعبد اللّه ، وقتادة ، والضحاك.
والملائكة :
قرىء :
1 - بالجر ، عطفا على «فى ظلل» على تقدير : وفى الملائكة ، أو عطفا على «الغمام» على تقدير :
و من الملائكة.
2 - بالرفع ، عطفا على «اللّه» ، وهى قراءة الجمهور.
وقضى الأمر :
و قرىء :
1 - وقضاء الأمر ، بالمد والرفع ، عطفا على «الملائكة» فى قراءتها الثانية ، وهى قراءة معاذ بن جبل.
2 - وقضاء الأمر ، بالمد والخفض ، عطفا على «الملائكة» ، فى قراءتها الأولى.
3 - وقضى الأمور ، بالجمع وبناء الفعل للمفعول ، وحذف الفاعل للعلم به ، وهى قراءة يحيى بن يعمر ترجع :
قرىء :
1 - بفتح التاء وكسر الجيم ، وهى قراءة ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي.
2 - بالياء وفتح الجيم ، مبينا للمفعول ، وهى قراءة باقى السبعة.
211 - (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) سل :
قرىء :
1 - اسأل ، وهى قراءة أبى عمرو.
2 - أسل ، بنقل حركة الهمزة إلى السين وحذف الهمزة ، التي هى عين ، ولم تحذف همزة الوصل ، لأنه لم يعتد بحركة السين لعروضها ، وهى قراءة قوم.

(1/1916)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 99
3 - سل ، وهى قراءة الجمهور.
يبدل :
و قرىء :
بالتخفيف.
212 - (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) زين :
قرىء :
1 - زين ، على بناء الفعل للمفعول ، ولا يحتاج إلى إثبات علامة التأنيث ، للمفصل ولكون المؤنث غير حقيقى التأنيث ، وهى قراءة الجمهور.
2 - زينت ، بالتاء ، وهى قراءة ابن أبى عبلة.
3 - زين ، على البناء للفاعل ، الذي هو ضمير يعود على اللّه تعالى ، إذ قبله «فإن اللّه شديد العقاب» ، وهى قراءة مجاهد ، وحميد بن قيس ، وأبى حيوة.
214 - (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) وزلزلوا حتى يقول :
قرىء :
1 - وزلزلوا حتى ، وهى قراءة الجمهور ، والفعل بعدها منصوب إما على الغاية ، وإما على التعليل.
2 - وزلزلوا حتى ، برفع «يقول» ، وهى قراءة نافع ، والمضارع بعد «حتى» إذا كان للحال فلا يخلو أن يكون حالا فى حين الأخبار ، أو حالا قد مضت ، فتحكى على ما وقعت ، فيرفع الفعل على أحد هذين الوجهين.
3 - وزلزلوا ويقول ، بالواو ، وهى قراءة الأعمش.
216 - (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) كتب :
قرىء :

(1/1917)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 100
1 - مبنيا للمفعول ، وهى قراءة الجمهور.
2 - مبنيا للفاعل ، وبنصب «القتال» ، والفاعل ضمير فى «كتب» يعود على اسم اللّه تعالى.
كره :
و قرىء :
بفتح الكاف ، وهى قراءة السلمى ، كالضعف والضعف.
217 - (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
قتال :
قرىء :
1 - بالكسر ، وهى قراءة الجمهور ، على أنه بدل اشتمال من «الشهر».
2 - بالرفع ، وهى قراءة شاذة.
3 - عن قتال ، بإظهار «عن» ، وهى قراءة ابن عباس ، والربيع ، والأعمش ، وهكذا هو فى مصحف عبد اللّه.
4 - قتل فيه قل قتل فيه ، بغير ألف فيهما ، وهى قراءة عكرمة.
والمسجد الحرام :
قرىء :
1 - بالخفض ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالرفع ، وهى قراءة شاذة ، بالعطف على «و كفر به» ، ويكون على حذف مضاف ، أي : وكفر بالمسجد الحرام ، ثم حذف «الباء» وأضاف «الكفر» إلى «المسجد» ، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه حبطت :
و قرىء :
بفتح الباء ، وهما لغتان ، وهى قراءة أبى السمال.

(1/1918)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 101
219 - (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) كبير :
قرىء :
1 - كثير ، بالثاء ، وهى قراءة حمزة.
2 - كبير ، بالباء ، وهى قراءة الباقين.
أكبر :
و قرىء :
أكثر ، بالثاء ، وهى قراءة عبد اللّه.
العفو :
قرىء :
1 - بالنصب ، وهى قراءة الجمهور ، وهو منصوب بفعل مضمر ، تقديره : قل ينفقون العفو.
2 - وبالرفع ، وهى قراءة أبى عمرو ، على تقدير مبتدأ محذوف.
220 - (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) إصلاح لهم :
و قرى :
إصلاح إليهم وهى قراءة طاووس.
لأعنتكم :
قرىء :
1 - بتخفيف الهمزة ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بتليين الهمزة ، وهى قراءة البزي 3 - بطرح الهمزة وإلقاء حركتها على اللام.

(1/1919)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 102
221 - (وَ لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) المغفرة :
قرىء :
1 - بالخفض ، وهى قراءة الجمهور ، عطفا على «الجنة».
2 - بالرفع ، وهى قراءة الحسن ، على الابتداء والخبر.
222 - (وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) يطهرن :
قرىء :
1 - يطهرن ، بتشديد الطاء والفتح ، وهى قراءة حمزة ، والكسائي ، وعاصم ، وكذا هو فى مصحف أبى ، وعبد اللّه ، وأصله : يتطهرن.
2 - يطهرن ، بالتخفيف ، مضارع «طهر» ، وهى قراءة الباقين.
226 - (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يؤلون :
و قرىء :
1 - آلوا ، بلفظ الماضي ، وهى قراءة عبد اللّه.
2 - يقسمون ، وهى قراءة أبى ، وابن عباس.
فإن فاءوا :
قرىء :
1 - فإن فاءوا فيها ، وهى قراءة أبى.
2 - فإن فاءوا فيهن ، وهى قراءة أبى أيضا ، وعبد اللّه.

(1/1920)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 103
228 - (وَ الْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) قروء :
قرىء :
1 - قروء ، على فعول ، وهى قراءة الجمهور.
2 - قرو ، بالتشديد من غير همز ، وهى قراءة الزهري.
3 - قرو ، بفتح الكاف وسكون الراء وواو خفيفة ، وهى قراءة الحسن.
أرحامهن :
و قرىء :
بضم الهاء ، وهى قراءة بشر بن عبيد ، وهو الأصل ، وإنما كسرت لكسرة ما قبلها.
وبعولتهن :
و قرىء :
بسكون التاء ، فرارا من ثقل توالى الحركات ، وهى قراءة مسلمة بن محارب.
بردهن :
و قرىء :
1 - بضم الهاء ، وهى قراءة مبشر بن عبيد ، وهى الأصل ، وإنما كسرت لكسرة ما قبلها.
2 - بردتهن ، بالتاء بعد الدال ، وهى قراءة أبى.
229 - (الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) إلا أن يخافا ألا يقيما :
و قرىء :
1 - إلا أن يخافوا ألا يقيموا ، بالياء ، أي : إلا أن يخاف الأزواج والزوجات ، وهى قراءة عبد اللّه ، وهو من باب الالتفات.

(1/1921)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 104
2 - إلا أن تخافوا ، بالتاء وقد رويت عن عبد اللّه أيضا.
3 - إلا أن يخافوا ، بضم الياء مبنيا للمفعول ، وهى قراءة حمزة ، ويعقوب ، ويزيد بن القعقاع.
230 - (فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) يبينها :
و قرىء :
نبينها ، بالنون ، على طريق الالتفات ، وتروى عن عاصم.
231 - (وَ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) هزوا :
و قرىء :
1 - هزءا ، بإسكان الزاي ، وهى قراءة حمزة ، وإذا وقف سهل الهمزة على مذهبه فى تسهيل الهمز.
2 - هزوا ، بضم الزاى وإبدال واو من الهمزة ، وذلك لأجل الضم ، وهى قراءة عيسى بن عمر.
3 - هزؤا ، بضمتين والهمز ، وهى قراءة الجمهور.
(وانظر : الآية : 67).
233 - (وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَها لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ فَإِنْ أَرادا فِصالًا عَنْ تَراضٍ مِنْهُما وَتَشاوُرٍ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِذا سَلَّمْتُمْ ما آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) يتم :
قرىء :

(1/1922)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 105
1 - بالياء ، من «أتم» ، ونصب «الرضاعة» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالتاء ، من «تم» ، ورفع «الرضاعة» ، وهى قراءة مجاهد ، والحسن ، وحميد ، وابن محيصن ، وأبى رجاء ، وكذلك قراءة أبى حنيفة ، وابن أبى عبلة ، والجارود بن أبى سبرة.
3 - بالياء ، ورفع الميم ، ونسبت إلى مجاهد ، وقد جاز رفع الفعل بعد «أن» فى كلام العرب فى الشعر.
الرضاعة :
و قرىء :
1 - بكسر الراء ، وهى لغة ، وهى قراءة أبى حنيفة ، وابن أبى عبلة ، والجارود بن أبى سبرة.
2 - الرضعة ، على وزن القصعة ، ورويت عن مجاهد.
وكسوتهن :
و قرىء :
بضم الكاف ، وهما لغتان.
تكلف :
قرىء :
1 - مبنيا للمفعول ، وهى قراءة الجمهور ، والفاعل هو اللّه تعالى ، وحذف للعلم به.
2 - بفتح التاء ، أي لا تتكلف ، وهى قراءة أبى رجاء ، والأصل : تتكلف بتاءين ، حذفت إحداهما ، وترتفع «نفس» على الفاعلية.
3 - لا نكلف نفسا ، بالنون ، والفعل مسند إلى ضمير اللّه تعالى ، و«نفسا» منصوب على المفعولية ، وهى قراءة أبى الأشهب عن أبى رجاء.
لا تضار :
قرىء :
1 - برفع الراء المشددة ، وهى قراءة ابن كثير ، وأبى عمرو ، ويعقوب ، وأبان.
2 - بفتح الراء ، على النهى ، فسكنت الراء الأخيرة للجزم وسكنت الراء الأولى للإدغام ، فالتقى ساكنان ، فحرك الأخير منهما بالفتح ، لموافقة الألف التي قبل الراء ، لتجانس الألف والفتحة ، وهى قراءة باقى السبعة.
3 - لا تضار ، بكسر الراء المشددة ، على النهى.

(1/1923)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 106
4 - بالسكون مع التشديد ، وهى قراءة أبى جعفر الصفار.
5 - بإسكان الراء وتخفيفها ، وهى قراءة الأعرج ، من : ضار يضير.
6 - بفك الإدغام وكسر الراء الأولى وسكون الثانية ، وهى قراءة ابن عباس.
7 - بفك الإدغام وفتح الراء الأولى وسكون الثانية ، وهى قراءة ابن مسعود.
234 - (وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ. أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) يتوفون :
و قرىء :
1 - بضم الياء ، مبنيا للمفعول ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بفتح الياء مبنيا للفاعل ، وهى قراءة على ، والمفضل عن عاصم أي : يستوفون آجالهم.
236 - (لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ) تمسوهن :
قرىء :
1 - تماسوهن ، مضارع «ماس» ، وهى قراءة حمزة ، والكسائي.
2 - تمسوهن ، مضارع «مس» ، وهى قراءة باقى السبعة.
الموسع :
قرىء :
1 - الموسع ، اسم فاعل من «أوسع» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - الموسع ، بفتح الواو والسين وتشديدها ، اسم مفعول من «وسع» ، وهى قراءة أبى حيوة.
قدره :
قرىء :
1 - بسكون الدال ، وهى قراءة ابن كثير ، ونافع ، وأبى بكر ، وأبى عمرو.

(1/1924)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 107
2 - بفتح الدال ، وهى قراءة حمزة ، والكسائي ، وابن عامر ، وحفص ، ويزيد ، وروح.
3 - بفتح الدال ، والراء ، انتصب على المعنى ، أو على إضمار فعل.
237 - (وَ إِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فنصف :
قرىء :
1 - بكسر النون وضم الفاء ، وهى قراءة الجمهور ، على تقدير : فعليكم نصف ما فرضتم ، أو فلهن نصف ما فرضتم.
2 - بكسر النون وفتح الفاء ، على تقدير : فادفعوا نصف ما فرضتم.
3 - بضم النون والفاء ، وهى قراءة السلمى ، وعلى ، والأصمعى عن أبى عمرو.
إلا أن يعفون :
و قرىء :
1 - إلا أن يعفونه ، وهى قراءة الحسن ، والهاء ضمير «النصف» ، والأصل : يعفون عنه أي : عن النصف. وقيل : الهاء ، للاستراحة ، كما تأول ذلك بعضهم فى قول الشاعر :
هم الفاعلون الخير والآمرونه على مدد الأيام ما فعل البر
2 - إلا أن تعفون ، بالتاء المثناة الفوقية ، على الالتفات ، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
أو يعفو :
و قرىء :
بتسكين الواو ، وهى قراءة الحسن ، فتسقط فى الوصل لالتقائها ساكنة مع الساكن بعدها ، وهى تثبت مع الوقف.
وأن تعفو :
و قرىء :
بالياء المثناة التحتية ، وهى قراءة الشعبي ، جعله غائبا وجمع ، على معنى «الذي بيده عقدة النكاح» ، لأنه للجنس ، لا يراد به واحد.

(1/1925)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 108
و لا تنسوا الفضل :
و قرىء :
1 - ولا تناسوا الفضل ، وهى قراءة على ، ومجاهد ، وأبى حيوة ، وابن أبى عبلة.
2 - ولا تنسوا الفضل ، بكسر الواو ، على أصل التقاء الساكنين ، وهى قراءة يحيى بن يعمر.
238 - (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) والصلاة الوسطى :
و قرىء :
1 - والصلاة الوسطى صلاة العصر ، وهى قراءة أبى ، وابن عباس ، وعبيد بن عمير.
2 - وعلى الصلاة الوسطى ، بإعادة الجار ، على سبيل التوكيد ، وهى قراءة عبد اللّه.
3 - بنصب «الصلاة» ، وهى قراءة عائشة. قال الزمخشري : النصب ، على المدح والاختصاص.
4 - الوسطى ، بالصاد ، وهى قراءة قالون ، أبدلت السين صادا ، لمجاورة الطاء.
239 - (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) فرجالا أو ركبانا :
و قرىء :
1 - فرجالا ، بضم الراء وتشديد الجيم ، وهى قراءة عكرمة ، وأبى مجاز.
2 - فرجالا ، بضم الراء وتخفيف الجيم ، ورويت عن عكرمة.
3 - فرجالا ، بضم الراء وفتح الجيم مشددة بغير ألف.
4 - فرجلا ، بفتح الراء وسكون الجيم.
5 - فرجالا فركبانا ، وهى قراءة بديل بن ميسرة.
240 - (وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وصية :
قرىء :
1 - بالرفع ، على الابتداء ، أو بفعل محذوف ، وهى قراءة الحرميين ، والكسائي ، وأبى بكر.

(1/1926)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 109
2 - بالنصب ، وارتفاع «و الذين» ، على الابتداء :
243 - (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) ألم تر :
و قرىء :
بسكون الراء ، على توهم أن الراء آخر الكلمة ، وهى قراءة السلمى.
245 - (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون) فيضاعفه :
قرىء :
1 - فيضعفه ، بالتشديد ، وهى قراءة ابن كثير ، وابن عامر.
2 - فيضاعفه ، بالنصب ، وهى قراءة ابن عامر ، وعاصم.
3 - فيضاعفه ، بالرفع عطفا على صلة «الذي» ، وهى قراءة الباقين.
ويبسط :
قرىء :
1 - بالسين ، وهى قراءة حمزة ، بخلاف عن خلاد ، وحفص ، وهشام ، وقتبل ، والنقاش عن الأخفش.
2 - بالصاد ، وهى قراءة الباقين.
246 - (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) نقاتل :
قرى :
1 - بالنون والجزم ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالياء والرفع ، على الصفة للملك ، وهى قراءة الضحاك ، وابن أبى عبلة.

(1/1927)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 110
3 - بالنون والرفع ، على الحال من المجرور.
4 - بالياء والجزم ، على جواب الأمر.
أخرجنا :
و قرىء :
أخرجنا ، أي العدو ، وهى قراءة عبيد بن عمير.
تولوا إلا قليلا منهم :
و قرىء :
تولوا إلا أن يكون قليل منهم ، على الاستثناء المنقطع ، وهى قراءة أبى.
348 - (وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) التابوت :
هى قراءة الجمهور وقرأ أبو زيد : التابوه ، بالهاء ، وهى لغة الأنصار.
249 - (فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) غرفة :
و قرىء :
بفتح الغين ، وهى قراءة الحرميين.
إلا قليلا :
و قرىء :
إلا قليل ، بالرفع ، ميلا مع المعنى ، إذ معنى «فشربوا منه» أي : لم يطيعوه ، وهى قراءة عبد اللّه ، وأبى ، والأعمش.

(1/1928)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 111
فئة :
و قرىء :
فية ، بإبدال الهمزة ياء ، وهى قراءة الأعمش 251 - (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ) دفع :
و قرىء :
دفاع ، مصدر : دفع ، أو دافع ، وهى قراءة نافع ، ويعقوب ، وسهل.
253 - (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) كلم اللّه :
قرىء :
1 - بالتشديد ، ورفع اسم الجلالة ، والعائد على «من» محذوف ، تقديره : من كلمه ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالتشديد ، ونصب اسم الجلالة ، والفاعل مستتر فى «كلم» يعود على «من».
3 - كالم اللّه ، بالألف ، ونصب اسم الجلالة ، وهى قراءة أبى المتوكل ، وأبى نهشل ، وابن السميفع.
254 - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة :
قرىء :
1 - بفتح الثلاثة من غير تنوين ، وهى قراءة ابن كثير ، ويعقوب ، وأبى عمرو.
2 - بالرفع والتنوين ، وهى قراءة الباقين.

(1/1929)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 112
255 - (اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) القيوم :
قرىء :
1 - القيوم ، على وزن «فيعول» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - القيام ، وهى قراءة ابن مسعود ، وابن عمر ، وعلقمة ، والنخعي ، والأعمش.
3 - القيم ، وقرأ بها علقمة أيضا.
وسع :
قرىء شاذا :
1 - بسكون السين.
2 - بسكونها وضم العين ، مبتدأ ، وخبره : (السموات والأرض).
يؤوده :
و قرىء شاذا : بحذف الهمزة.
256 - (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) قد تبين :
قرىء :
1 - بإدغام دال «قد» فى تاء «تبين» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بالإظهار ، وهى قراءة شاذة.
الرشد :
قرىء :
1 - الرشد ، على وزن «القفل» ، والرشد ، على وزن «العنق» وهما قراءة الجمهور.

(1/1930)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 113
2 - الرشد ، على وزن «الجبل» ، وهى قراءة أبى عبد الرحمن ، والشعبي ، والحسن ، ومجاهد.
3 - الرشاد ، بالألف ، وقد حكيت عن ابن عطية عن أبى عبد الرحمن.
258 - (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ ، إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) أنا أحيي :
قرىء :
1 - بإثبات ألف «أنا» ، مادام بعدها همزة مفتوحة أو مضمومة : وهى قراءة نافع ، وهى لغة بنى تميم ، لأنه من إجراء الوصل مجرى الوقف ، وهو ضعيف لا يحسن الأخذ به فى القرآن ، وأبو نشيط لا يثبتها إلا مع الهمزة المكسورة.
2 - بحذف الألف ، وهى قراءة الباقين ، وقد أجمعوا على إثباتها فى الوقف.
فبهت :
قرىء :
1 - مبنيا لما لم يسم فاعله ، والفاعل المحذوف «إبراهيم» ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بفتح الباء والهاء ، أي : فبهت ابراهيم الذي كفر ، وهى قراءة ابن السميفع.
3 - بفتح الباء وضم الهاء ، وهى قراءة أبى حيوة.
4 - بفتح الباء وكسر الهاء ، وهى محكية عن الأخفش.
259 - (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أو :
قرئت :

(1/1931)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 114 1 - ساكنة الواو ، على معنى التفضيل أو التخيير ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بفتح الواو ، على أنها حرف عطف دخلت عليها ألف التقرير والتقدير ، وهى قراءة أبى سفيان ابن حسين.
لم يتسنه :
قرىء :
1 - بحذف الهاء فى الوصل ، على أنها هاء السكت ، وهى قراءة حمزة ، والكسائي.
2 - بإثبات الهاء فى الوصل والوقف ، وهى قراءة الباقين.
3 - بإدغام التاء فى السين ، وهى قراءة أبى.
4 - لمائة سنة ، مكان «لم يتسنه» ، وهى قراءة طلحة بن مصرف.
5 - وهذا شرابك لم يتسنه ، وهى قراءة عبد اللّه.
ننشزها :
قرىء :
1 - ننشزها ، بضم النون والراء المهملة ، وهى قراءة الحرميين.
2 - ننشزها ، بفتح النون والراء المهملة ، من : أنشر ، وهى قراءة ابن عباس ، والحسن ، وأبى حيوة ، وأبان عن عاصم.
3 - ننشزها ، بضم النون والزاى المعجمة ، وهى قراءة باقى السبعة.
4 - ننشزها ، بفتح النون وضم الشين والزاى المعجمتين ، وهى قراءة النخعي.
5 - ننشيها ، بالياء ، أي نخلقها ، وهى قراءة أبى.
تبين :
قرىء :
1 - تبين ، مبنيا للفاعل ، وهى قراءة الجمهور.
2 - تبين ، مبنيا للمفعول الذي لم يسم فاعله ، وهى قراءة ابن عباس.
3 - بين ، بغير تاء ، مبنيا لما لم يسم فاعله ، وهى قراءة ابن السميفع.

(1/1932)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 115
260 - (وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فصرهن :
قرىء :
1 - بكسر الصاد ، وهى قراءة حمزة ، ويزيد ، وخلف ، ورويس.
2 - بضمها ، وهى قراءة باقى السبعة.
3 - بتشديد الراء وضم الصاد وكسرها ، من : صره يصره ، إذا جمعه ، وهى قراءة ابن عباس.
جزءا :
قرىء :
2 - جزءا ، بإسكان الزاى وبالهمزة ، وهى قراءة الجمهور.
2 - جزاء ، بضم الزاى وبالهمزة ، وهى قراءة أبى بكر.
3 - جزا ، بحذف الهمزة وتشديد الزاى ، وهى قراءة أبى جعفر ، ووجهه أنه حين حذف ضعّف الزاى.
261 - (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) مائة حبة :
قرىء شاذا :
مائة حبة ، بالنصب ، على تقدير : أخرجت ، أو أنبتت ، أو على البدل من «سبع سنابل».
264 - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) رئاء :
و قرىء :
بإبدال الهمزة الأولى ياء ، لكسر ما قبلها ، وهى قراءة طلحة بن مصرف ، عن عاصم.

(1/1933)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 116
صفوان :
و قرىء :
بفتح الفاء ، وهى قراءة ابن المسيب ، والزهري ، وهو شاذ فى الأسماء ، وبابه المصادر ، كالغليان والصفات ، نحو : رجل صيمان.
265 - (وَ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) ربوة :
قرىء :
1 - بفتح الراء ، وهى قراءة ابن عامر ، وعاصم.
2 - بضم الراء ، وهى قراءة باقى السبعة.
3 - بكسر الراء ، وهى قراءة ابن عباس.
4 - رباوة ، على وزن كراهة ، وهى قراءة أبى جعفر ، وأبى عبد الرحمن.
5 - رباوة ، على وزن رسالة ، وهى قراءة أبى الأشهب العقيلي.
أكلها :
و قرىء :
بضم الهمزة وإسكان الكاف ، وهى قراءة الحرميين ، وأبى عمرو.
تعملون :
قرىء :
1 - بالتاء ، على الخطاب ، وهى قراءة الجمهور ، وفيه التفات.
2 - بالياء ، وهى قراءة الزهري ، وظاهره أن الضمير يعود على المنافقين ، ويحتمل أن يكون عاما ، فلا يختص بالمنافقين بل يعود على الناس أجمعين.
266 - (أَ يَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) ضعفاء :
و قرىء :
ضعاف ، وكلاهما جمع ضعيف ، كظريف ، وظرفاء ، وظراف.

(1/1934)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 117
267 - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) ولا تيمموا :
1 - وهى قراءة ابن عباس ، والزهري ، ومسلم بن جندب.
وقرىء :
2 - بتشديد التاء ، وهى قراءة البزي ، أصله : تتيمموا ، فأدغم التاء فى التاء ، وذلك فى مواضع من القرآن نظمها أبو حيان فى هذه الأبيات :
تولوا بأنفال وهود هما معا ونور وفى المحنة بهم قد توصلا
تنزل فى حجر وفى الشعرا معا وفى القدر فى الأحزاب لا أن تبدلا
تبرجن مع تناصرون تنازعوا تكلم مع تيمموا قبلهن لا
تلقف أنى كان مع لتعارفوا وصاحبيها فتفرق حصلا
بعمران لا تفرقوا بالنسا أتى توفاهم تخيرون له انجلى
تلهى تلقونه تلظى تربصو ن زد لا تعارفوا تميز تكملا
ثلاثين مع إحدى وفى اللات خلفه تمنون مع ما بعد ظلتم تنزلا
و فى بدئه خفف وإن كان قبلها لدى الوصل حرف المد مد وطولا
3 - بتخفيف التاء ، رويت عن أبى ربيعة عن البزي ، كباقى القراءات.
4 - ولا تأموا ، وهى قراءة عبد اللّه ، من : أممت ، أي : قصدت.
تغمضوا :
قرىء :
1 - بضم التاء وإسكان الغين وكسر الميم ، من : أغمض ، وهى قراءة الجمهور ، وجعلوه مما حذف مفعوله ، أي : تغمضوا أبصاركم ، أو بصائركم ، ويجوز أن يكون لازما ، مثل : أغضى عن كذا.
2 - بضم التاء وفتح الغين وكسر الميم مشددة ، وهى قراءة الزهري ، ومعناها معنى قراءة الجمهور.
3 - بفتح التاء وسكون الغين وكسر الميم ، ورويت عن الزهري أيضا ، مضارع : غمض ، وهى لغة فى «أغمص».
4 - بفتح التاء وسكون الغين وضم الميم ، ورويت عن اليزيدي ، ومعناه : إلا أن يخفى عليكم رأيكم فيه.
5 - بفتح التاء وتشديد الميم مفتوحة ، ورويت عن الحسن.

(1/1935)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 118
6 - بضم التاء وسكون الغين وفتح الميم مخففة ، وهى قراءة قتادة ، ومعناه : إلا أن يغمض لكم.
269 - (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) يؤتى الحكمة من يشاء :
و قرىء :
بالتاء ، فى «يؤتى» ، و«يشاء» ، وهى قراءة الربيع بن خثيم ، على الخطاب ، وهو التفات ، إذ هو خروج من غيبة إلى خطاب.
ومن يؤت الحكمة :
قرىء :
1 - مبنيا للمفعول الذي لم يسم فاعله ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بكسر التاء مبنيا للفاعل ، وهى قراءة يعقوب.
3 - يؤته ، بإثبات الضمير الذي هو المفعول الأول ، وهى قراءة الأعمش.
271 - (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) نعما :
قرىء :
1 - بكسر النون والعين ، وهى قراءة ابن كثير ، وورش ، وحفص ، هنا وفى النساء (الآية : 58)) ، وهى على لغة من يحرك العين ، فيقول : نعم ، ويتبع حركة النون بحركة العين ، وتحريك العين هو الأصل ، وهى لغة هذيل.
2 - بفتح النون وكسر العين ، وهى قراءة ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، وهو الأصل ، لأن وزنه على «فعل».
ويحتمل أن يكون على لغة من أمكن ، فلما دخلت «ما» أدغمت حركة العين لالتقاء الساكنين.
3 - بكسر النون وإخفاء حركة العين ، وهى قراءة ، أبى عمرو ، وقالون ، وأبى بكر.
ويكفر عنكم :
قرىء :
1 - بالواو ، وهى قراءة الجمهور.
2 - بإسقاطها ، رواها أبو حاتم عن الأعمش.

(1/1936)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 119
3 - بالياء ورفع الراء ، وهى قراءة ابن عامر.
4 - بالياء وجزم الراء ، وهى قراءة الحسن.
5 - بالياء ونصب الراء ، ورويت عن الأعمش.
6 - بالتاء وجزم الراء ، وهى قراءة ابن عباس.
7 - بالتاء وجزم الراء وفتح الفاء وبناء الفعل للمفعول الذي لم يسم فاعله ، وهى قراءة عكرمة ، والضمير للصدقات.
8 - بالتاء ورفع الراء ، وهى قراءة ابن هرمز ، والضمير للصدقات.
9 - بالتاء ونصب الراء ، وهي قراءة عكرمة ، وشهر بن حوشب ، والضمير للصدقات.
10 - بالنون ورفع الراء ، وهى قراءة ابن كثير ، وأبى عمرو ، والضمير للّه تعالى.
11 - بالنون والجزم ، وهى قراءة نافع ، وحمزة ، والكسائي ، والضمير للّه تعالى.
12 - بالنون ونصب الراء ، ورويت عن الأعمش ، والضمير للّه تعالى.
ومن جزم الراء فعلى مراعاة الجملة التي وقعت خبرا ، أو هى فى موضع جزم.
ومن رفع الراء ، فيحتمل أن يكون الفعل خبر مبتدأ محذوف ، أو أن يكون مستأنفا لا موضع له من الإعراب ، وتكون الواو عطف جملة كلام على جملة كلام ، ويحتمل أن يكون معطوفا على محل ما بعد الفاء ، إذ لو وقع مضارع بعدها لكان مرفوعا.
ومن نصب الراء فعلى إضمار «أن» ، وهو عطف على مصدر توهم.
والجزم أفصح هذه القراءات ، لأنها تؤذن بدخول التكفير فى الجزاء ، وكونه مشروطا إن وقع الإخفاء.
وأما الرفع فليس فيه هذا المعنى.
وقيل : إن الرفع أبلغ وأعم ، لأن الجزم يكون على أنه معطوف على جواب الشرط الثاني ، والرفع يدل على أن التكفير مترتب من جهة المعنى على بذل الصدقات ، أبديت أو أخفيت ، لأنا نعلم هذا التكفير يتعلق بما قبله ، ولا يختص التكفير بالإخفاء فقط ، والجزم يخصصه به ، ولا يمكن أن يقال إن الذي يبدى الصدقات لا يكفر عن سيئاته ، فقد صار التكفير شاملا للنوعين من إبداء الصدقات وإخفائها ، وإن كان الإخفاء خيرا من الإبداء.
273 - (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) يحسبهم :
قرىء :

(1/1937)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 120
1 - بفتح السين وهى قراءة ابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، وكذا يقرءونها حيث وقعت ، وهو القياس ، لأن ماضيه على فعل ، بكسر العين ، وهى لغة تميم.
2 - بكسر السين ، وهى قراءة باقى السبعة ، وهى لغة الحجاز.
275 - (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان.
من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربى وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) الربى :
قرىء :
1 - الربو ، بالواو ، وهى قراءة العدوى ، وقيل : هى لغة الحيرة ، ولذلك كتبها أهل الحجاز بالواو ، لأنهم تعلموا الخط من أهل الحيرة ، وهذه القراءة على لغة من وقف على «أفعى» بالواو ، فقال : هذه أفعو ، فأجرى الوصل إجراء الوقف.
2 - بكسر الراء وضم الياء وواو ساكنة ، حكاها أبو زيد ، وهى قراءة بعيدة ، لأنه ليس فى لسان العرب اسم آخره واو قبلها ضمة ، ومتى أدى التصريف إلى ذلك قلبت تلك الواو ياء ، وتلك الضمة كسرة.
وقد أولت هذه القراءة على لغة من قال فى : أفعى : أفعو ، فى الوقف.
فمن جاءه :
و قرىء :
فمن جاءته ، بالتاء على الأصل ، وهى قراءة أبى ، والحسن.
276 - (يمحق الله الربى ويربى الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم) يمحق ... يربى :
و قرئا :
بالتشديد ، وهى قراءة ابن الزبير ، ورويت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم 278 - (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربى إن كنتم مؤمنين) ما بقي :
و قرىء :
1 - ما بقا ، بقلب الياء الفا ، وهى قراءة الحسن ، وهى لغة لطيئ ولبعض العرب.

(1/1938)


الموسوعة القرآنية ، ج 5 ، ص : 121
2 - ما بقي ، بإسكان الياء ، وقد رويت عن الحسن أيضا.
الربى :
و قرىء :
الربو ، بكسر الراء وضم الباء وسكون الواو ، وهى قراءة العدوى (وانظر : الآية : 275 ، ص : 362) وقال أبو الفتح : شذ هذا الحرف فى أمرين.
أحدهما : الخروج من الكسر إلى الضم بناء لازما.
والآخر : وقوع الواو بعد الضمة فى آخر الاسم ، وهذا شىء لم يأت إلا فى الفعل ، نحو : يغزو ويدعو ، وأما «ذو» الطائية ، بمعنى «الذي» ، فشاذة جدا ، ومنهم من يغير «واوها» إذا فارقت الرفع ، فيقول :
رأيت ذا قام.
و وجه القراءة أنه فخم الألف ، انتحى بها «الواو» التي «الألف» بدل منها ، على حد قولهم : الصلاة والزكاة ، وهى فى الجملة قراءة شاذة.
279 - (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) فأذنوا :
قرىء :
1 - فآذنوا ، بالمد ، أمر من : آذن ، الرباعي ، بمعنى : أعلم ، وهى قراءة حمزة ، وأبى بكر ، فى غير رواية البرجمي ، أي : فأعلموا من لم ينته عن ذلك بحرب ، والمفعول محذوف.
2 - فأذنوا ، وهى قراءة باقى السبعة.
3 - فأيقنوا ، وهى قراءة الحسن.
لا تظلمون ولا تظلمون :
قرىء :
1 - الأول مبنيا للفاعل والثاني مبنيا للمفعول أي : لا تظلمون الغريم بطلب زيادة على رأس المال ، ولا تظلمون أنتم بنقصان رأس المال ، أو بالمطل ، وهى قراءة الجمهور.
2 - الأول مبنيا للمفعول والثاني مبنيا للفاعل ، وهى قراءة أبان ، والمفضل عن عاصم.

(1/1939)


=

=

=

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جلد 3. الحيوان للجاحظ /الجزء الثالث

  الجزء الثالث بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة استنشاط القارئ ببعض الهزل وإن كنَّا قد أمَلْلناك بالجِدِّ وبالاحتجاجاتِ الصحيحة والم...