كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس


مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 مايو 2022

مجلد 7.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري من ( سجح ) الي ( لخخ )

 

7.

مجلد 7.لسان العرب  لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري   

 ( سجح ) السَّجَحُ لِينُ الخَدِّ وخَدٌّ أَسْجَحُ سهلٌ طويل قليل اللحم واسع وقد سَجِحَ سَجَحاً وسَجاحةً وخُلُقٌ سَجِيح لَيِّنٌ سهل وكذلك المِشْيةُ بغير هاء يقال مَشى فلان مشياً سُجُحاً وسَجِيحاً ومِشْيةٌ سُجُحٌ أَي سهلة وورد في حديث عليّ رضي الله عنه يُحَرِّضُ أَصحابه على القتال وامْشُوا إِلى الموت مِشْيةً سُجُحاً قال حسان دَعُوا التَّخاجُؤَ وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً إِنَّ الرجالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ قال الأزهري هو أَن يعتدل في مشيه ولا يتمايَل فيه تَكَبُّراً ووجهٌ أَسْجَحُ بَيِّنُ السَّجَحِ أَي حَسَنٌ معتدل قال ذو الرمة لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى أَسِيلةٌ ووجهٌ كَمِرآةِ الغَرِيبةِ أَسْجَحُ وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على لين الخد وأَنشد « وخدٍّ كمرآة الغريبة » قال ابن بري خص مرآة الغريبة وهي التي لم تتَزوَّج في قومها فلا تجد في نساء ذلك الحي من يُعْنى بها ويُبَيِّن لها ما تحتاج إِلى إِصلاحه من عيب ونحوه فهي محتاجة إِلى مرآتها التي ترى فيها ما يُنْكِرُه فيها من رآها فمرآتها لا تزال أَبداً مَجْلُوَّة قال والرواية المشهورة في البيت « وخَدّ كمرآة الغريبة » الأَزهري وفي النوادر يقال سَجَحْتُ له بشيء من الكلام وسَرَحْتُ وسَجَّحْتُ وسَرَّحْتُ وسَنَحْتُ وسَنَّحْتُ إِذا كان كلام فيه تعريض بمعنى من المعاني وسُجُحُ الطريق وسُجْحُه مَحَجَّتُه لسهولتها وبَنَوْا بيوتهم على سُجُحٍ واحد وسُجْحةٍ واحدةٍ وعِذارٍ واحد أَي قدْرٍ واحد ويقال خَلِّ له عن سُجحِ الطريق بالضم أَي وَسَطه وسَنَنه والسَّجِيحة والمَسْجُوحُ والمَسْجيوحُ الخُلُق وأَنشد هُنا وهَنَّا وعلى المَسْجُوحِ قال أَبو الحسن هو كالمَيْسُور والمَعْسُور وإِن لم يكن له فِعْلٌ أَي إِنه من المصادر التي جاءت على مثال مفعول أَبو عبيد السَّجِيحة السَّجِيَّة والطبيعة أَبو زيد يقال ركب فلان سَجِيحَةَ رأْسه وهو ما اختاره لنفسه من الرأْي فركبه والأَسْجَعُ من الرجال الحَسَنُ المعتدل الأَزهري قال أَبو عبيد الأَسْجَحُ الخَلْق المعتدل الحسن الليث سَجَحَتِ الحمامةُ وسَجَعَت قال وربما قالوا مُزْجِح في مُسْجِحٍ كالأَسْدِ والأَزْدِ والسَّجْحاء من الإِبل التامَّة طولاً وعظماً والإِسْجاحُ حُسْنُ العفو ومنه المثل السائر في العفو عند المَقْدُِرَةِ مَلَكْتَ فأَسْجِحْ وهو مرويٌّ عن عائشة قالته لعلي رضي الله عنهما يوم الجمل حين ظَهَرَ على الناس فَدَنا من هَوْدَجها ثم كلمها بكلام فأَجابته مَلَكْتَ فأَسْجِحْ أَي ظَفِرْتَ فأَحْسِنْ وقَدَرْتَ فَسَهِّلْ وأَحْسِنِ العَفْوَ فَجَهَّزَها عند ذلك بأَحْسَنِ الجِهاز إِلى المدينة وقالها أَيضاً ابنُ الأَكْوَعِ في غزوة ذي قَرَدٍ ملكت فأَسْجِحْ ويقال إِذا سأَلتَ فأَسْجِحْ أَي سَهِّلْ أَلفاظَكَ وارْفُقْ ومِسْجَحٌ اسم رجل وسَجاحِ اسم المرأَة المُتَنَبِّئة بكسر الحاء مثل حَذامِ وقَطامِ وهي من بني يَرْبُوعٍ قال عَصَتْ سَجاحِ شَبَثاً وقَيْسا ولَقِيَتْ من النكاحِ وَيْسا قد حِيسَ هذا الدِّينُ عندي حَيْسا قال الأَزهري كانت في تميم امرأَة كذابة أَيام مسيلمة المُتَنَبِّئ فتَنَبَّأَتْ هي أَيضاً واسمها سَجاحِ وخطبها مسيلمة وتزوَّجته ولهما حديث مشهور

( سحح ) السَّحُّ والسُّحُوحُ هما سِمَنُ الشاةِ سَحَتِ الشاةُ والبقرة تَسِحُّ سَحّاً وسُحُوحاً وسُحُوحةً إِذا سمنت غاية السِّمَن قيل سَمِنَتْ ولم تَنْتَهِ الغايةَ وقال اللحياني سَحَّتْ تَسُحُّ بضم السين وقال أَبو مَعَدٍّ الكِلابيُّ مهزولٌ ثم مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قليلاً ثم شَنُونٌ ثم سَمِينٌ ثم ساحٌّ ثم مُتَرَطِّمٌ وهو الذي انتهى سِمَناً وشاة ساحَّةٌ وساحٌّ بغير هاء الأَخيرة على النسب قال الأَزهري قال الخليل هذا مما يُحتج به أَنه قول العرب فلا نَبْتَدِعُ فيه شيئاً وغنمٌ سِحاحٌ وسُحاحٌ سِمانٌ الأَخيرة من الجمع العزيز كظُؤَارٍ ورُخالٍ وكذا روي بيت ابن هَرْمة وبَصَّرْتَني بعدَ خَبْطِ الغَشُومِ هذي العِجافَ وهذي السِّحاحا والسِّحَاحُ والسُّحاحُ بالكسر والضم وقد قيل شاةٌ سُحاحٌ أَيضاً حكاها ثعلب وفي حديث الزبير والدنيا أَهْوَنُ عَلَيَّ من مِنْحَةٍ ساحَّةٍ أَي شاة ممتلئة سِمَناً ويروى سَحْساحة وهو بمعناه ولحمٌ ساحٌّ قال الأَصمعي كأَنه من سِمَنِه يَصُبُّ الوَدَكَ وفي حديث ابن عباس مررتُ على جزورٍ ساحٍّ أَي سمينة وحديث ابن مسعود يَلْقَى شيطانُ المؤمن شيطانَ الكافر شاحباً أَغْبَر مَهْزُولاً وهذا ساحٌّ أَي سمين يعني شيطان الكافر وسحابة سَحُوحٌ وسَحَّ الدَّمْعُ والمطرُ والماءُ يَسُحُّ سَحّاً وسُحُوحاً أَي سال من فوق واشتدَّ انصبابُه وساحَ يَسِيحُ سَيْحاً إِذا جَرَى على وجه الأَرض وعينٌ سَحْساحة كثيرة الصب للدُّموع ومطر سَحْسَحٌ وسَحْساحٌ شديد يَسُحُّ جدّاً يَقْشِرُ وجهَ الأَرض وتَسَحْسَحَ الماءُ والشيءُ سال وانْسَحَّ إِبطُ البعير عَرَقاً فهو مُنْسَحُّ أَي انْصَبَّ وفي الحديث يمينُ الله سَحَّاءُ لا يَغِيضُها شيءٌ الليلَ والنهارً أَي دائمة الصَّبِّ والهَطْلِ بالعطاء يقال سَحَّ يَسُحُّ سَحّاً فهو ساحٌّ والمؤنثة سَحَّاءُ وهي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ لها كهَطْلاء وفي رواية يَمِينُ الله ملأَى سَحّاً بالتنوين على المصدر واليمين ههنا كناية عن محل عطائه ووصفها بالامتلاء لكثرة منافعها فجعلها كالعين الثَّرَّةِ لا يَغِيضُها الاستقاءُ ولا ينقُصُها الامْتِياحُ وخَصَّ اليمين لأَنها في الأَكثر مَظِنَّة للعطاء على طريق المجاز والاتساعِ والليلَ والنهار منصوبان على الظرف وفي حديث أَبي بكر أَنه قال لأُسامة حين أَنْفَدَ جَيْشَه إِلى الشام أَغِرْ عليهم غارَةً سَحَّاءَ أَي تَسُحُّ عليهم البَلاءَ دَفْعَةً من غير تَلَبُّثٍ وفرس مِسَحٌّ بكسر الميم جَوادٌ سريع كأَنه يَصُبُّ الجَرْيَ صَبّاً شُبِّه بالمطر في سرعة انصبابه وسَحَّ الماءَ وغيره يَسُحُّه سَحّاً صَبَّه صَبّاً متتابعاً كثيراً قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ ورُبَّةَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فيها كسَحِّ الخَزْرَجِيِّ جَرِيمَ تَمْرِ معناه أَي صَبَبْتُ على أَعدائي كَصَبِّ الخَزْرَجِيِّ جريم التمر وهو النوى وحَلِفٌ سَحٌّ مُنْصَبٌّ متتابع أَنشد ابن الأَعرابي لو نَحَرَتْ في بيتها عَشْرَ جُزُرْ لأَصْبَحَتْ من لَحْمِهِنَّ تَعْتَذِرْ بِحَلِفٍ سَحٍّ ودَمْعٍ مُنْهَمِرْ وسَحَّ الماءُ سَحّاً مَرَّ على وجه الأَرض وطعنة مُسَحْسِحةٌ سائلة وأَنشد مُسَحْسِحةٌ تَعْلُو ظُهورَ الأَنامِلِ الأَزهري الفراء قال هو السَّحَاحُ والإِيَّارُ واللُّوحُ والحالِقُ للهواء والسُّحُّ والسَّحُّ التمر الذي لم يُنْضَح بماء ولم يُجْمَعْ في وعاء ولم يُكْنَزْ وهو منثور على وجه الأَرض قال ابن دريد السُّحُّ تمر يابس لا يُكْنَز لغة يمانية قال الأَزهري وسَمعت البَحْرانِيِّينَ يقولون لجِنْسٍ من القَسْبِ السُّح وبالنِّباجِ عين يقال لها عُرَيْفِجان تَسْقي نَخْلاً كثيراً ويقال لتمرها سُحُّ عُرَيْفِجانَ قال وهو من أَجود قَسْبٍ رأَيت بتلك البلاد وأَصاب الرجلَ لَيلَتَه سَحٌّ مثلُ سَجٍّ إِذا قعد مقاعِدَ رِقاقاً والسَّحْسَحة والسَّحْسَحُ عَرْصَة الدار وعَرْصَة المحَلَّة الأَحمر اذهبْ فلا أَرَيَنَّك بسَحْسَحِي وسَحايَ وحَرايَ وحَراتي وعَقْوتي وعَقاتي ابن الأَعرابي يقال نزل فلانٌ بسَحْسَحِه أَي بناحيته وساحته وأَرض سَحْسَحٌ واسعة قال ابن دريد ولا أَدري ما صحتُها وسَحَّه مائةَ سَوْطٍ يَسُحُّه سَحّاً أَي جَلَده

( سدح ) السَّدْحُ ذَبْحُك الشيءَ وبَسْطُكَه على الأَرض وقد يكون إِضْجاعَك للشيءٍ وقال الليث السَّدْحُ ذَبْحُك الحيوان ممدوداً على وجه الأَرض وقد يكون إِضْجاعُك الشيءَ على وجه الأَرض سَدْحاً نحو القِرْبة المملوءة المَسْدوحة قال أَبو النجم يصف الحية يأْخُذُ فيه الحَيَّةَ النَّبُوحا ثم يَبِيتُ عنده مَذْبُوحا مُشَدَّخَ الهامةِ أَو مَسْدُوحا قال الأَزهري السَّدْحُ والسَّطْحُ واحد أُبدلت الطاء فيه دالاً كما يقال مَطَّ ومَدَّ وما أَشبهه وسَدَحَ الناقةَ سَدْحاً أَناخها كسَطَحَها فإِما أَن يكون لغة وإِما أَن يكون بدَلاً وسادِحٌ قبيلة أَو حيّ قال أَبو ذؤيب وقد أَكثرَ الواشُونَ بيني وبينه كما لم يَغِبْ عن عَيِّ ذُبيانَ سادِحُ وعَلَّق أَكثر ببيني لأَنه في معنى سَعَى وسَدَحه فهو مَسْدُوحٌ وسَدِيحٌ صَرَعه كسَطَحه والسَّادِحةُ السحابةُ الشديدة التي تَصْرَعُ كلَّ شيء وانْسَدح الرجلُ استلقى وفرَّج رجليه والسَّدْحُ الصَّرْعُ بَطْحاً على الوجه أَو إِلقاءً على الظهر لا يقع قاعداً ولا متكوِّراً تقول سَدَحه فانْسَدَح فهو مَسْدوح وسَدِيحٌ قال خِداشُ بنُ زهير بين الأَراكِ وبينَ النَّخْلِ تَسْدَحُهُمْ زُرْقُ الأَسِنَّةِ في أَكرافِها شَبَمُ ورواه المُفَضَّل تَشْدَخُهم بالخاء والشين المعجمتين فقال له الأَصمعي صارت الأَسنة كأَفْرَكُوباتٍ
( * هكذا في الأصل ولم نجد لهذه اللفظة اثراً في المعاجم ) تَشْدَخ الرؤوس إِنما هو تَسْدَحُهم وكان الأَصمعي يَعِيبُ من يرويه تشدخهم ويقول الأَسنة لا تَشْدَخ إِنما ذلك يكون بَحَجَر أَو دَبُّوس أَو عمودٍ أَو نحو ذلك مما لا قطع له وقبل هذا البيت قد قَرَّت العينُ إِذ يَدْعُونَ خَيْلَهُمُ لكَي تَكُرَّ وفي آذانها صَمَمُ أَي يطلبون من خيلهم أَن تكرّ فلا تطيعهم وفلان سادِحٌ أَي مُخْصِبٌ وسَدَحَ القِرْبَة يَسْدَحُها سَدْحاً ملأَها ووضعها إِلى جنبه وسَدَحَ بالمكان أَقام ابن الأَعرابي سَدَحَ بالمكان ورَدَحَ إِذا أَقام بالمكان أَو المَرْعى وقال ابن بُزُرْج سَدَحَتِ المرأَةُ ورَدَحَتْ إِذا حَظِيَتْ عند زوجها ورُضِيَتْ

( سرح ) السَّرْحُ المالُ السائم الليث السَّرْحُ المالُ يُسامُ في المرعى من الأَنعام سَرَحَتِ الماشيةُ تَسْرَحُ سَرْحاً وسُرُوحاً سامتْ وسَرَحها هو أَسامَها يَتَعَدَّى ولا يتعدى قال أَبو ذؤَيب وكانَ مِثْلَيْنِ أَن لا يَسْرَحُوا نَعَماً حيثُ اسْتراحَتْ مَواشِيهم وتَسْرِيحُ تقول أَرَحْتُ الماشيةَ وأَنْفَشْتُها وأَسَمْتُها وأَهْمَلْتُها وسَرَحْتُها سَرْحاً هذه وحدها بلا أَلف وقال أَبو الهيثم في قوله تعالى حين تُرِيحُونَ وحين تَسْرَحُونَ قال يقال سَرَحْتُ الماشيةَ أَي أَخرجتها بالغَداةِ إلى المرعى وسَرَحَ المالُ نَفْسُهُ إِذا رَعَى بالغَداةِ إِلى الضحى والسَّرْحُ المالُ السارحُ ولا يسمى من المال سَرْحاً إِلاَّ ما يُغْدَى به ويُراحُ وقيل السَّرْحُ من المال ما سَرَحَ عليك يقال سَرَحَتْ بالغداة وراحتْ بالعَشِيِّ ويقال سَرَحْتُ أَنا أَسْرَحُ سُرُوحاً أَي غَدَوْتُ وأَنشد لجرير وإِذا غَدَوْتُ فَصَبَّحَتْك تحِيَّةٌ سَبَقَتْ سُرُوحَ الشَّاحِجاتِ الحُجَّلِ قال والسَّرْحُ المال الراعي وقول أَبي المُجِيبِ ووصف أَرضاً جَدْبَةً وقُضِمَ شَجرُها والتَقى سَرْحاها يقول انقطع مَرْعاها حتى التقيا في مكان واحد والجمع من كل ذلك سُرُوحٌ والمَسْرَحُ بفتح الميم مَرْعَى السَّرْح وجمعه المَسارِحُ ومنه قوله إِذا عاد المَسارِحُ كالسِّباحِ وفي حديث أُم زرع له إِبلٌ قليلاتُ المسارِحِ هو جمع مَسْرَح وهو الموضع الذي تَسْرَحُ إِليه الماشيةُ بالغَداة للرَّعْيِ قيل تصفه بكثرة الإِطْعامِ وسَقْيِ الأَلبان أَي أَن إِبله على كثرتها لا تغيب عن الحيِّ ولا تَسْرَحُ في المراعي البعيدة ولكنها باركة بفِنائه ليُقَرِّب للضِّيفان من لبنها ولحمها خوفاً من أَن ينزل به ضيفٌ وهي بعيدة عازبة وقيل معناه أَن إَبله كثيرة في حال بروكها فإِذا سَرَحت كانت قليلة لكثرة ما نُحِرَ منها في مَباركها للأَضياف ومنه حديث جرير لا يَعْزُب سارِحُها أَي لا يَبْعُدُ ما يَسْرَحُ منها إِذا غَدَت للمرعى والسارحُ يكون اسماً للراعي الذي يَسْرَحُ الإِبل ويكون اسماً للقوم الذين لهم السَّرْحُ كالحاضِرِ والسَّامِر وهما جميعٌ وما له سارحةٌ ولا رائحة أَي ما له شيءٌ يَرُوحُ ولا يَسْرَحُ قال اللحياني وقد يكون في معنى ما له قومٌ وفي كتاب كتبه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَلِ لا تُعْدَلُ سارِحَتُم ولا تُعَدُّ فارِدَتُكم قال أَبو عبيد أَراد أَن ماشيتهم لا تُصْرَفُ عن مَرْعًى تريده يقال عَدَلْتُه أَي صرفته فَعَدَلَ أَي انصرف والسارحة هي الماشية التي تَسْرَحُ بالغداة إِلى مراعيها وفي الحديث الآخر ولا يُمْنَعُ سَرْحُكم السَّرْحُ والسارحُ والسارحة سواء الماشية قال خالد بن جَنْبَةَ السارحة الإِبل والغنم قال والسارحة الدابة الواحدة قال وهي أَيضاً الجماعة والسَّرْحُ انفجار البول بعد احتباسه وسَرَّحَ عنه فانْسَرَحَ وتَسَرَّحَ فَرَّجَ وإِذا ضاق شيءٌ فَفَرَّجْتَ عنه قلت سَرَّحْتُ عنه تسريحاً قال العجاج وسَرَّحَتْ عنه إِذا تَحَوَّبا رَواجِبُ الجَوْفِ الصَّهِيلَ الصُّلَّبا ووَلَدَتْه سُرُحاً أَي في سُهولة وفي الدعاء اللهم اجعَلْه سهلاً سُرُحاً وفي حديث الفارعة أَنها رأَت إِبليس ساجداً تسيل دموعه كسُرُحِ الجَنِينِ السُّرُحُ السهل وإِذا سَهُلت ولادة المرأَة قيل وَلَدَتْ سُرُحاً والسُّرُحُ والسَّرِيحُ إِدْرارُ البول بعد احتباسه ومنه حديث الحسن يا لها نِعْمَةً يعني الشَّرْبة من الماء تُشْرَبُ لذةً وتخرج سُرُحاً أَي سهلاً سريعاً والتسريحُ التسهيل وشيءٌ سريح سهل وافْعَل ذلك في سَراحٍ وَرواحٍ أَي في سهولة ولا يكون ذلك إِلاَّ في سَريح أَي في عَجَلة وأَمرٌ سَرِيحٌ مُعَجَّلٌ والاسم منه السَّراحُ والعرب تقول إِن خَيْرَك لفي سَرِيح وإِن خَيْرَك لَسَريحٌ وهو ضد البطيء ويقال تَسَرَّحَ فلانٌ من هذا الكان إِذا ذهب وخرج وسَرَحْتُ ما في صدري سَرْحاً أَي أَخرجته وسمي السَّرْحُ سَرْحاً لأَنه يُسَْحُ فيخرُجُ وأَنشد وسَرَحْنا كلَّ ضَبٍّ مُكْتَمِنْ والتسريحُ إِرسالك رسولاً في حاجة سَراحاً وسَرَّحْتُ فلاناً إِلى موضع كذا إِذا أَرْسلته وتَسْرِيحُ المرأَة تطليقُها والاسم السِّراحُ مثل التبليغ والبلاغ وتَسْرِيحُ دَمِ العِرْقِ المفصود إِرساله بعدما يسيل منه حين يُفْصَد مرة ثانية وسمى الله عز وجل الطلاق سَراحاً فقال وسَرِّحُوهنّ سَراحاً جميلاً كما سماه طلاقاً من طَلَّقَ المرأَة وسماه الفِرَاقَ فهذه ثلاثة أَلفاظ تجمع صريح الطلاق الذي لا يُدَيَّنُ فيها المُطَلِّقُ بها إِذا أَنكر أَن يكون عنى بها طلاقاً وأَما الكنايات عنها بغيرها مثل البائنة والبتَّةِ والحرام وما أَشبهها فإِنه يُصَدَّق فيها مع اليمين أَنه لم يرد بها طلاقاً وفي المثل السَّراحُ من النَّجاح إِذا لم تَقْدِرْ على قضاء حاجة الرجل فأَيِّسْه فإِن ذلك عنده بمنزلة الإِسعاف وتَسْرِيحُ الشَّعر إِرساله قبل المَشْطِ قال الأَزهري تَسْرِيحُ الشعر ترجيله وتخليص بعضه من بعض بالمشط والمشط يقال له المِرجل والمِسرح بكسر الميم والمَسْرَحُ بفتح الميم المرعى الذي تَسْرَحُ فيه الدواب للرّعي وفرسٌ سَريح أَي عُرْيٌ وخيل سُرُحٌ وناقةٌ سُرُحٌ ومُنْسَرِحة في سيرها أَي سريعة قال الأَعشى بجُلالةٍ سُرُحٍ كأَنَّ بغَرْزِها هِرّاً إِذا انتَعَل المَطِيُّ ظِلالَها ومِشْيَةٌ سُرُحُ مثل سُجُح أَي سهلة وانْسَرَحَ الرجلُ إِذا استلقى وفَرَّجَ بين رجليه وأَما قول حُمَيْد بن ثور أَبى اللهُ إِلاَّ أَنَّ سَرْحَةَ مالكٍ على كلِّ أَفْنانِ العِضاهِ تَرُوقُ فإِنما كنى بها عن امرأَة قال الأَزهري العرب تكني عن المرأَة بالسَّرْحةِ النابتة على الماء ومنه قوله يا سَرْحةَ الماءِ قد سُدَّتْ موارِدُه أَما إِليكِ طريقٌ غيرُ مسْدُودِ لحائمٍ حامَ حتى لا حَراكَ به مُحَّلإٍ عن طريقِ الوِرْدِ مَرْدودِ كنى بالسَّرْحةِ النابتة على الماء عن المرأَة لأَنها حينئذٍ أَحسن ما تكن وسَرْحةٌ في قول لبيد لمن طَلَلٌ تَضَّمَنهُ أُثالُ فَسَرْحةُ فالمَرانَةُ فالخَيالُ ؟ هو اسم موضع
( * قوله « هو اسم موضع » مثله في الجوهري وياقوت وقال المجد الصواب شرجة بالشين والجيم المعجمتين والحِمال بكسر الحاء المهملة والباء الموحدة )
والسَّرُوحُ والسُّرُحُ من الإِبل السريعةُ المشي ورجل مُنْسَرِحٌ متجرِّد وقيل قليل الثياب خفيف فيها وهو الخارج من ثيابه قال رؤبة مُنْسَرِحٌ إِلاَّ ذَعاليب الخِرَقْ والمُنْسَرِحُ الذي انْسَرَحَ عنه وَبَرُه والمُنْسَرِحُ ضربٌ من الشِّعْر لخفته وهو جنس من العروض تفعيله مستفعلن مفعولات مستفعلن ست مرات ومِلاطٌ سُرُحُ الجَنْبِ مُنْسَرِحٌ للذهاب والمجيء يعني بالملاط الكَتِفَ وفي التهذيب العَضُد وقال كراع هو الطين قال ابن سيده ولا أَدري ما هذا ابن شميل ابنا مِلاطَي البعير هما العَضُدانِ قال والملاطان ما عن يمين الكِرْكِرَةِ وشمالها والمِسْرَحةُ ما يُسَرَّحُ به الشعَر والكَتَّان ونحوهما وكل قطعة من خرقة متمزقة أَو دم سائل مستطيل يابس فهو ما أَشبهه سَرِيحة والجمع سَرِيحٌ وسَرائِحُ والسَّريحة الطريقة من الدم إِذا كانت مستطيلة وقال لبيد بلَبَّته سَرائِحُ كالعَصيمِ قال والسَّريحُ السيرُ الذي تُشَدُّ به الخَدَمَةُ فوق الرُّسْغ والسَّرائح والسُّرُح نِعالُ الإِبل وقيل سِيُورُ نِعالها كلُّ سَيرٍ منها سَريحة وقيل السيور التي يُخْصَفُ بها واحدتها سَرِيحة والخِدامُ سُيُورٌ تُشَدُّ في الأَرْساغ والسَّرائِحُ تُشَدُّ إِلى الخَدَم والسَّرْحُ فِناءُ الباب والسَّرْحُ كل شجر لا شوك فيه والواحدة سَرْحة وقيل السَّرْحُ كلُّ شجر طال وقال أَبو حنيفة السَّرْحةُ دَوْحة مِحْلالٌ واسِعةٌ يَحُلُّ تحتها الناسُ في الصيف ويَبْتَنُون تحتها البيوت وظلها صالح قال الشاعر فيا سَرْحةَ الرُّكْبانِ ظِلُّك بارِدٌ وماؤُكِ عَذْب لا يَحِلُّ لوارِدِ
( * قوله « لا يحل لوارد » هكذا في الأَصل بهذا الضبط وشرح القاموس وانظره فلعله لا يمل لوارد )
والسَّرْحُ شجر كبار عظام طِوالٌ لا يُرْعَى وإِنما يستظل فيه وينبت بنَجدٍ في السَّهْل والغَلْظ ولا ينبت في رمل ولا جبل ولا يأْكله المالُ إِلاَّ قليلاً له ثمر أَصفر واحدته سَرْحة ويقال هو الآءُ على وزن العاعِ يشبه الزيتون والآءُ ثمرةُ السَّرْح قال وأَخبرني أَعرابي قال في السَّرْحة غُبْرَةٌ وهي دون الأَثْلِ في الطول ووَرَقُها صغار وهي سَبْطَة الأَفْنان قال وهي مائلة النِّبتة أَبداً ومَيلُها من بين جميع الشجر في شِقّ اليمين قال ولم أَبْلُ على هذا الأَعرابي كذباً الأَزهري عن الليث السَّرْحُ شجر له حَمْل وهي الأَلاءَة والواحدة سرحة قال الأَزهري هذا غلط ليس السرح من الأَلاءَة في شيء قال أَبو عبيد السَّرْحة ضرب من الشجر معروفة وأَنشد قول عنترة بَطَلٌ كأَنَّ ثِيابَه في سَرْحةٍ يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ ليس بتَؤْأَمِ يصفه بطول القامة فقد بيَّن لك أَن السَّرْحَة من كبار الشجر أَلا ترى أَنه شبه به الرجل لطوله والأَلاء لا ساق له ولا طول ؟ وفي حديث ابن عمر أَنه قال إِنَّ بمكان كذا وكذا سَرْحةً لم تُجْرَدْ ولم تُعْبَلْ سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً وهذا يدل على أَن السَّرْحةَ من عظام الشجر ورواه ابن الأَثير لم تُجْرَدْ ولم تُسْرَحْ قال ولم تُسْرَحْ لم يصبها السَّرْحُ فيأْكل أَغصانها وورقها قال وقيل هو مأْخوذ من لفظ السَّرْحة أَراد لم يؤْخذ منها شيء كما يقال شَجَرْتُ الشجرةَ إِذا أَخذتُ بعضَها وفي حديث ظَبْيانَ يأْكلون مُلاَّحها ويَرْعَوْنَ سِراحَها ابن الأَعرابي السَّرْحُ كِبارُ الذَّكْوانِ والذَّكْوانُ شجرٌ حَسَنُ العَساليح أَبو سعيد سَرَحَ السيلُ يَسْرَحُ سُرُوحاً وسَرْحاً إِذا جرى جرياً سهلاً فهو سيلٌ سارحٌ وأَنشد ورُبَّ كلِّ شَوْذَبِيٍّ مُنْسَرِحْ من اللباسِ غيرَ جَرْدٍ ما نُصِحْ
( * قوله « وأَنشد ورب كل إلخ » حق هذا البيت أَن ينشد عند قوله فيما مر ورجل منسرح متجرد كما استشهد به في الأَساس على ذلك وهو واضح )
والجَرْدُ الخَلَقُ من الثياب وما نُصِحَ أَي ما خيط والسَّرِيحةُ من الأَرض الطريقة الظاهرة المستوية في الأَرض ضَيِّقةً قال الأَزهري وهي أَكثر نبْتاً وشجراً مما حولها وهي مُشرفة على ما حولها والجمع السَّرائح فتراها مستطيلة شَجِيرة وما حولها قليل الشجر وربما كانت عَقَبة وسَرائحُ السهم العَقَبُ الذي عُقِبَ به وقال أَبو حنيفة هي العَقَبُ الذي يُدْرَجُ على اللِّيطِ واحدته سَرِيحة والسَّرائحُ أَيضاً آثار فيه كآثار النار وسُرُحٌ ماءٌ لبني عَجْلاَنَ ذكره ابن مقبل فقال قالت سُلَيْمَى ببَطْن القاعِ من سُرُحٍ وسَرَحَه اللهُ وسَرَّحه أَي وَفَّقه الله قال الأَزهري هذا حرف غريب سمعته بالحاء في المؤلف عن الإِيادي والمَسْرَحانِ خشبتانِ تُشَدَّانِ في عُنُق الثور الذي يحرث به عن أَبي حنيفة وسَرْحٌ اسمٌ قال الراعي فلو أَنَّ حَقَّ اليوم منكم أَقامَه وإِن كان سَرْحٌ قد مَضَى فَتَسَرَّعا ومَسْرُوحٌ قبيلة والمَسْرُوحُ الشرابُ حكي عن ثعلب وليس منه على ثقة وسِرْحانُ الحَوْضِ وَسَطُه والسِّرْحانُ الذِّئبُ والجمع سَراحٍ
( * قوله « والجمع سراح » كثمان فيعرب منقوصاً كأنهم حذفوا آخره ) وسَراحِينُ وسَراحِي بغير نونٍ كما يقالُ ثَعَالِبٌ وثَعَالِي قال الأَزهري وأَما السِّراحُ في جمع السِّرْحان فغير محفوظ عندي وسِرْحانٌ مُجْرًى من أَسماء الذئب ومنه قوله وغارةُ سِرْحانٍ وتقريبُ تَتْفُلِ والأُنثى بالهاء والجمع كالجمع وقد تجمع هذه بالأَلف والتاء والسِّرْحانُ والسِّيدُ الأَسدُ بلغة هذيل قال أَبو المُثَلَّمِ يَرْثي صَخْر الغَيّ هَبَّاطُ أَوْدِيَةٍ حَمَّالُ أَلْوِيَةٍ شَهَّادُ أَنْدِيَةٍ سِرْحانُ فِتْيانِ والجمع كالجمع وأَنشد أَبو الهيثم لطُفَيْلٍ وخَيْلٍ كأَمْثَالِ السِّراحِ مَصُونَةٍ ذَخائِرَ ما أَبقى الغُرابُ ومُذْهَبُ قال أَبو منصور وقد جاء في شعر مالك بن الحرث الكاهلي ويوماً نَقْتُلُ الآثارَ شَفْعاً فنَتْرُكُهمْ تَنُوبُهمُ السِّراحُ شَفْعاً أَي ضِعف ما قتلوا وقِيسَ على ضِبْعانٍ وضِباعٍ قال الأَزهري ولا أَعرف لهما نظيراً والسِّرْحانُ فِعْلانٌ من سَرَحَ يَسْرَحُ وفي حديث الفجر الأَول كأَنه ذَنَبُ السِّرْحانِ وهو الذئب وقيل الأَسد وفي المثل سَقَط العَشاءُ
( * قوله « وفي المثل سقط العشاء إلخ » قال أَبو عبيد أصله أن رجلاً خرج يلتمس العشاء فوقع على ذئب فأكله اه من الميداني ) به على سِرْحانٍ قال سيبويه النون زائدة وهو فِعْلانٌ والجمع سَراحينُ قال الكسائي الأُنثى سِرْحانة والسِّرْحالُ السِّرْحانُ على البدل عند يعقوب وأَنشد تَرَى رَذايا الكُومُ فوقَ الخالِ عِيداً لكلِّ شَيْهمٍ طِمْلالِ والأَعْوَرِ العينِ مع السِّرحالِ وفرس سِرْياحٌ سريع قال ابن مُقْبل يصف الخيل من كلِّ أَهْوَجَ سِرْياحٍ ومُقْرَبةٍ نفات يوم لكال الورْدِ في الغُمَرِ
( * يحرر هذا الشطر والبيت الذي بعده فلم نقف عليهما )
قالوا وإِنما خص الغُمَرَ وسَقْيَها فيه لأَنه وصفها بالعِتْق وسُبُوطة الخَدِّ ولطافة الأَفواه كما قال وتَشْرَبُ في القَعْب الصغير وإِن فُقِدْ لمِشْفَرِها يوماً إِلى الماء تنقد
( * هكذا في الأصل ولعله وان تُقد بمشفرها تَنقد )
والسِّرْياحُ من الرجال الطويلُ والسِّرياح الجرادُ وأُم سِرْياحٍ امرأَةٌ مشتق منه قال بعض أُمراء مكة وقيل هو لدرَّاج بن زُرْعة إِذا أُمُّ سِرياحٍ غَدَتْ في ظَعائِنٍ جَوَالِسَ نَجْداً فاضتِ العينُ تَدْمَعُ قال ابن بري وذكر أَبو عمر الزاهد أَن أُم سِرْياح في غير هذا الموضع كنية الجرادة والسِّرياحُ اسم الجراد والجالسُ الآتي نَجْداً

( سرتح ) أَرض سِرتاحٌ كريمة

( سرجح ) هم على سُرْجُوحةٍ واحدة إِذا استوت أَخلاقهم

( سردح ) السِّرْداحُ والسِّرْداحةُ الناقة الطويلة وقيل الكثيرة اللحم قال إِن تَرْكَبِ النَّاجِيَةَ السِّرْداحا وجمعها السَّرادِحُ والسِّرادحُ أَيضاً جماعة الطَّلح واحدته سِرْداحةٌ والسِّرْداحُ مكانٌ لَيِّنٌ يُنْبِتُ النَّجْمَةَ والنَّصِيَّ والعِجْلَة وهي السَّرادِحُ وأَنشد الأَزهري عليك سِرداحاً من السَّرادِحِ ذا عِجْلَة وذا نَصِيٍّ واضِحِ أَبو خيرة هي أَماكن مستوية تُنْبِتُ العِضاهَ وهي لَينة وفي حديث جُهَيْشٍ ودَيْمُومَةٍ سَرْدَحٍ قال السَّرْدَحُ الأَرض اللينة المستوية قال الخطابي الصَّرْدَحُ بالصاد هو المكان المستوي فأَما بالسين فهو السِّرْداحُ وهي الأَرض اللينة وأَرض سِرْداحٌ بعيدة والسِّرْداحُ الضخْمُ عن السيرافي وفي التهذيب وأَنشد الأَصمعي وكأَني في فَحْمةِ ابنِ جَمِيرٍ في نِقابِ الأُسامةِ السِّرْداحِ الأُسامة الأَسد ونقابه جلده والسِّرْداح من نعته وهو القوي الشديد التامُّ

( سطح ) سَطَحَ الرجلَ وغيره يَسطَحه فهو مسْطوحٌ وسَطِيح أَضْجَعَه وصرعه فبسطه على الأَرض ورجل مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ قَتيلٌ منبَسِطٌ قال الليث السَّطِيحُ المَسْطُوحُ هو القتيل وأَنشد حتى يَراه وَجْهها سَطِيحا والسَّطِيح المنبسط وقيل المنبسط البطيء القيام من الضعف والسَّطِيح الذي يولد ضعيفاً لا يقدر على القيام والقعود فهو أَبداً منبسط والسَّطِيح المستلقي على قفاه من الزمانة وسَطِيحٌ هذا الكاهن الذِّئْبيُّ من بني ذِئْب كان يتكهن في الجاهلية سمي بذلك لأَنه كان إِذا غضب قعد منبسطاً فيما زعموا وقيل سمي بذلك لأَنه لم يكن له بين مفاصله قَضِبٌ تَعْمِدُه فكان أَبداً منبسطاً مُنْسَطِحاً على الأَرض لا يقدر على قيام ولا قعود ويقال كان لا عظم فيه سوى رأْسه روى الأَزهري بإِسناده عن مَخْزُوم بن هانئٍ المخزومي عن أَبيه وأَتت له خمسون ومائة سنة قال لما كانت الليلة التي ولد فيها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ارْتَجَسَ إِيوانُ كِسْرى وسقطت منه أَربع عشرة شُرْفةً وخَمِدَتْ نار فارِسَ ولم تَخْمَدْ قبل ذلك مائة عام وغاضت بُحَيْرَة ساوَةَ ورأَى المُوبِذانُ إِبلاً صِعاباً تقود خيلاً عِراباً قد قطعت دِجْلَة وانتشرت في بلادها فلما أَصبح كسرى أَفزعه ما رأَى فلبس تاجه وأَخبر مرازِبَتَه بما رأَى فورد عليه كتاب بخمود النار فقال المُوبِذانُ وأَنا رأَيت في هذه الليلة وقَصَّ عليه رؤياه في الإِبل فقال له وأَيُّ شيء يكون هذا ؟ قال حادث من ناحية العرب فبعث كسرى إِلى النعمان بن المنذر أَنِ ابْعَثْ إِليَّ برجل عالم ليخبرني عما أَسأَله فَوَجَّه إِليه بعبد المَسيح بن عمرو بن نُفَيلَة الغسَّانيّ فأَخبره بما رأَى فقال علم هذا عند خالي سَطِيح قال فأْتِه وسَلْه وأْتنِي بجوابه فَقَدِمَ على سَطِيح وقد أَشْفى على الموت فأَنشأَ يقول أَصَمّ أَم يَسْمَعُ غِطرِيفُ اليَمنْ ؟ أَم فادَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ ؟ يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ
( * قوله « يا فاصل إلخ » في بعض الكتب بين هذين الشطرين شطر وهو « وكاشف الكربة في الوجه الغضن » )
أَتاكَ شَيْخُ الحَيِّ من آلِ سَنَنْ رسولُ قَيْلِ العُجْمِ يَسْري للوَسَنْ وأُمُّه من آلِ ذِئْبِ بنِ حَجَنْ أَبْيضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ تَجُوبُ بي الأَرْضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ تَرْفَعُنِي وَجْناً وتَهْوِي بي وَجَنْ
( * قوله « ترفعني وجناً إلخ » الوجه بفتح فسكون وبفتحتين الأرض الغليظة الصلبة كالوجين كأمير ويروى وجناً بضم الواو وسكون الجيم جمع وجين اه نهاية )
حتى أَتى عارِي الجآجي والقَطَنْ لا يَرْهَبُ الرَّعْدَ ولا رَيْبَ الزَّمَنْ تَلُفُّهُ في الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ
( * قوله « بوغاء الدمن » البوغاء التراب الناعم والدمن جمع دمنة بكسر الدال ما تدمّن أي تجمع وتلبد وهذا اللفظ كأنه من المقلوب تقديره تلفه الريح في بوغاء الدمن وتشهد له الرواية الأخرى « تلفه الريح ببوغاء الدمن » اه من نهاية ابن الأثير )
كأَنما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ
( * قوله « كأَنما حثحث » أي حثّ وأسرع من حضني تثنية حضن بكسر الحاء الجانب وثكن بمثلثة محركاً جبل اه )
قال فلما سمع سطيح شعره رفع رأْسه فقال عبدُ المسيح على جَمَل مُسيح إِلى سَطيح وقد أَوْفى على الضَّريح بعثك مَلِكُ بني ساسان لارتجاس الإِيوان وخُمُود النيران ورُؤيا المُوبِذان رَأَى إِبلاً صِعاباً تَقُود خَيْلاً عِراباً يا عَبْدَ المسيح إِذا كثرت التِّلاوَة وبُعِثَ صاحب الهِراوة وغاضَتْ بُحَيْرَة ساوة فليس الشام لسطيح شاماً
( * قوله « فليس الشام لسطيح شاما » هكذا في الأصل وفي عبارة غيره فليست بابل للفرس مقاماً ولا الشام إلخ اه ) يملك منهم مُلوكٌ ومَلِكات على عددِ الشُّرُفاتِ وكل ما هو آتٍ آت ثم قُبِضَ سطيحٌ مكانه ونهض عبد المسيح إِلى راحلته وهو يقول شَمَّرْ فإِنك ما عُمِّرْتَ شِمِّيرُ لا يُفْزِعَنَّك تَفْريقٌ وتَغْييرُ إِن يُمْسِ مُلْكُ بني ساسانَ أَفْرَطَهُمْ فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهارِيرُ فَرُبَّما رُبَّما أَضْحَوا بمنزلةٍ تَخافُ صَولَهُمُ أُسْدٌ مَهَاصِيرُ منهم أَخُو الصَّرْحِ بَهْرام وإِخْوَتُهُمْ وهُرْمُزانٌ وسابورٌ وسَابُورُ والناسُ أَوْلادُ عَلاَّتٍ فمن عَلِمُوا أَن قد أَقَلَّ فمَهْجُورٌ ومَحْقُورُ وهم بنو الأُمِّ لمَّا أَنْ رَأَوْا نَشَباً فذاكَ بالغَيْبِ محفوظٌ ومنصورُ والخيرُ والشَّرُّ مَقْرُونانِ في قَرَنٍ فالخَيرُ مُتَّبَعٌ والشَّرُّ مَحْذورُ فلما قدم على كسرى أَخبره بقول سطيح فقال كسرى إِلى أَن يملك منا أَربعة عشر ملكاً تكون أُمور فملك منهم عشرة في أَربع سنين وملك الباقون إِلى زمن عثمان رضي ا ؟ لله عنه قال الأَزهري وهذا الحديث فيه ذكر آية من آيات نبوّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه قال وهو حديث حسن غريب وانْسَطَحَ الرجلُ امتدَّ على قفاه ولم يتحرك والسَّطْحُ سَطْحُك الشيءَ على وجه الأَرض كما تقول في الحرب سَطَحُوهم أَي أَضْجَعُوهم على الأَرض وتَسَطَّحَ الشيءُ وانْسَطَحَ انبسط وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه قال للمرأَة التي معها الصبيان أَطْعِمِيهم وأَنا أَسْطَحُ لك أَي أَبْسُطه حتى يَبْرُدَ والسَّطْحُ ظهر البيت إِذا كان مستوياً لانبساطه معروف وهو من كل شيء أَعلاه والجمع سُطوح وفعلُك التَّسطيحُ وسَطَحَ البيتَ يَسْطَحُه سَطْحاً وسَطَّحه سوَّى سَطْحه ورأَيت الأَرضَ مَساطِحَ لا مَرْعَى بها شبهت بالبيوت المسطوحة والسُّطَّاحُ من النبت ما افْتَرَشَ فانبسط ولم يَسْمُ عن أَبي حنيفة وسَطَحَ اللهُ الأَرضَ سَطْحاً بسطها وتَسطِيحُ القبر خلاف تَسْنِيمِه وأَنفٌ مُسَطَّحٌ منبسِط جدًّا والسُّطَّاحُ بالضم والتشديد نَبتَةٌ سُهْلِيَّة تَنسَطِح على الأَرض واحدته سُطَّاحة وقيل السُّطَّاحة شجرة تنبت في الديار في أَعطان المياه مُتَسَطِّحَة وهي قليلة وليست فيها منفعة قال الأَزهري والسُّطَّاحة بقلة ترعاها الماشية ويُغْسَلُ بوَرَقِها الرؤوس وسَطَحَ الناقة أَناخها والسَّطيحة المَزادة التي من أَدِيمَيْن قُوبل أَحدُهما بالآخر وتكون صغيرة وتكون كبيرة وهي من أَواني المياه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض أَسفاره فَفَقَدوا الماءَ فأَرْسَل عليّاً وفلاناً يَبْغِيان الماء فإِذا هما بامرأَة بين سَطِيحَتَيْن قال السَّطِيحة المَزادة تكون من جلدين أَو المَزادة أَكبر منها والمِسْطَحُ الصَّفاة يحاط عليها بالحجارة فيجتمع فيها الماء قال الأَزهري والمِسْطَحُ أَيضاً صَفِيحة عريضة من الصَّخْر يُحَوَّط عليها لماء السماء قال وربما خلق الله عند فَمِ الرَّكِيَّة صَفاةً مَلْساء مستوية فَيُحَوَّطُ عليها بالحجارة وتُسْقَى فيها الإِبلُ شِبْهَ الحَوْض ومنه قول الطِّرِمَّاح في جنبي مريٍّ ومِسْطَحِ
( * قوله « في جنبي مري ومسطح » كذا بالأصل )
والمِسْطَحُ كُوز ذو جَنْبٍ واحد يتخذ للسفر والمِسْطَحُ والمِسْطَحَةُ شبه مِطْهَرة ليست بمربعة والمَِسْطَحُ تفتح ميمه وتكسر مكان مستوٍ يبسط عليه التمر ويجفف ويُسَمَّى الجَرِينَ يمانية والمِسْطَحُ حصير يُسَفُّ من خوص الدَّوْم ومنه قول تميم بن مقبل إِذا الأَمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كأَنه من الحَرِّ في حَدِّ الظهيرة مِسْطَحُ الأَزهري قال الفراء هو المِسْطَحُ
( * قوله « هو المسطح إلخ » كذا بالأصل وفي القاموس المسطح المحور يبسط به الخبز وقال في مادة شبق الشوبق بالضم خشبة الخباز معرب ) والمِحْوَرُ والشُّوبَقُ والمِسْطَحُ عمودٌ من أَعمِدَة الخِباءِ والفُسْطاط وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ حَمَلَ بن مالك قال للنبي صلى الله عليه وسلم كنت بين جارتين لي فضربتْ إِحداهما الأُخرى بمسْطَح فأَلقت جنيناً ميتاً وماتت فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدية المقتولة على عاقلة القاتلة وجعل في الجنين غُرَّة وقال عوف بن مالك النَّضْرِيُّ وفي حواشي ابن بري مالك بن عوف النضري تَعرَّضَ ضَيطارُو خُزاعَةَ دونَنا وما خَيرُ ضَيطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا يقول ليس له سلاح يقاتل به غير مِسْطَح والضَّيْطارُ الضخم الذي لا غَناءَ عنده والمِسْطَحُ الخشبة المُعَرَّضة على دِعامَتَيِ الكَرْم بالأُطُرِ قال ابن شُمَيْل إِذا عُرِّشَ الكَرْمُ عُمِدَ إِلى دعائم يحفر لها في الأَرض لكل دِعامةً شُْعْبَتان ثم تؤْخذ شعبة فتُعَرَّضُ على الدِّعامَتين وتسمَّى هذه الخشبة المعرّضة المِسْطَح ويجعل على المَساطِح أُطُرٌ من أَدناها إِلى أَقصاها تسمى المَساطِحُ بالأُطُر مَساطِحَ

( سفح ) السَّفْحُ عُرْضُ الجبل حيث يَسْفَحُ فيه الماءُ وهو عُرْضُه المضطجِعُ وقيل السَّفْح أَصل الجبل وقيل هو الحضيض الأَسفل والجمع سُفوح والسُّفوحُ أَيضاً الصخور اللينة المتزلقة وسَفَح الدمعَ يَسْفَحُه سَفْحاً وسُفوحاً فَسَفَح أَرسله وسَفَح الدمعُ نفسُه سَفَحاناً قال الطرماح مُفَجَّعة لا دَفْعَ للضَّيْم عندها سوى سَفَحانِ الدَّمع من كلِّ مَسفَح ودُموعٌ سَوافِحُ ودمع سَفُوحٌ سافِحٌ ومَسْفُوح والسَّفْحُ للدم كالصَّبّ ورجل سَفَّاح للدماء سَفَّاك وسَفَحْتُ دمه سَفَكته ويقال بينهم سِفاحٌ أَي سَفْك للدماء وفي حديث أَبي هلال فقتل على رأْس الماء حتى سَفَحَ الدمُ الماءَ جاء تفسيره في الحديث أَنه غَطَّى الماءَ قال ابن الأَثير وهذا لا يلائم اللغة لأَن السَّفْحَ الصَّبُّ فيحتمل أَنه أَراد أَن الدم غلب الماء فاستهلكه كالإِناء الممتلئ إِذا صُبَّ فيه شيء أَثقل مما فيه فإِنه يخرج مما فيه بقدر ما صُبَّ فيه فكأَنه من كثرة الدم انْصَبَّ الماء الذي كان في ذلك الموضع فخلفه الدم وسَفَحْتُ الماءَ هَرَقْتُه والتَّسافُحُ والسِّفاح والمُسافحة الزنا والفجور وفي التنزيل مُحْصِنينَ غيرَ مُسافِحين وأَصل ذلك من الصبِّ تقول سافَحْته مُسافَحة وسِفاحاً وهو أَن تقيم امرأَةٌ مع رجل على فجور من غير تزويج صحيح ويقال لابن البَغيِّ ابنُ المُسافِحةِ وفي الحديث أَوّلُه سِفاحٌ وآخرُه نِكاح وهي المرأَة تُسافِحُ رجلاً مدة فيكون بينهما اجتماع على فجور ثم يتزوّجها بعد ذلك وكره بعض الصحابة ذلك وأَجازه أَكثرهم والمُسافِحة الفاجرة وقال تعالى مُحْصَناتٍ غيرَ مُسافِحات وقال أَبو إِسحق المُسافِحة التي لا تمتنع عن الزنا قال وسمي الزنا سِفاحاً لأَنه كان عن غير عقد كأَنه بمنزلة الماء المَسْفوح الذي لا يحبسه شيء وقال غيره سمي الزنا سفاحاً لأَنه ليس ثَمّ حرمة نكاح ولا عقد تزويج وكل واحد منهما سَفَحَ مَنْيَتَه أَي دَفَقَها بلا حرمة أَباحت دَفْقَها ويقال هو مأْخوذ من سَفَحْت الماء أَي صببته وكان أَهل الجاهلية إِذا خطب الرجل المرأَة قال أَنكحيني فإِذا أَراد الزنا قال سافحيني ورجل سَفَّاحٌ مِعْطاء من ذلك وهو أَيضاً الفصيح ورجل سَفَّاح أَي قادر على الكلام والسَّفَّاح لقب عبد الله بن محمد أَوّل خليفة من بني العباس وإِنه لمَسْفُوح العُنُق أَي طويله غليظه والسَّفِيحُ الكساء الغليظ والسَّفِيحان جُوالِقانِ كالخُرْج يجعلان على البعير قال يَنْجُو إِذا ما اضْطَرَبَ السَّفِيحان نَجاءَ هِقْلٍ جافِلٍ بفَيْحان والسَّفِيحُ قِدْحٌ من قداح المَيسِر مما لا نصيب له قال طَرَفَةُ وجامِلٍ خَوَّعَ من نِيبهِ زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفيحْ قال اللحياني السَّفِيحُ الرابعُ من القِداح الغُفْلِ التي ليست لها فروض ولا أَنصباء ولا عليها غُرْم وإِنما يُثَقَّلُ بها القداح اتقاء التهمة قال اللحياني يدخل في قداح الميسر قداح يتكثر بها كراهة التهمة أَولها المُصَدَّر ثم المُضَعَّفُ ثم المَنِيح ثم السَّفِيح ليس لها غُنْم ولا عليها غُرْم وقال غيره يقال لكل من عَمِلَ عَمَلاً لا يُجْدي عليه مُسَفِّحٌ وقد سَفَّح تَسْفيحاً شبه بالقِدْح السَّفِيح وأَنشد ولَطالَما أَرَّبْتُ غيرَ مُسَفِّحٍ وكَشَفْتُ عن قَمَعِ الذُّرى بحُسامِ قوله أَرَّبْتُ أَي أَحكمت وأَصله من الأُرْبة وهي العُقدة وهي أَيضاً خير نصيب في الميسر وقال ابن مقبل ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ اليَسَرِ وناقة مسفوحةُ الإِبطِ أَي واسعة الإِبط قال ذو الرمة بمَسْفُوحةِ الآباط عُرْيانةِ القَرى نِبالٌ تَواليها رِحابٌ جُنُوبُها وجمل مَسْفُوح الضلوع ليس بكَّزِّها وقول الأَعشى تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكَثِيبَ فذا قا رٍ فَرَوْضَ القَطا فذاتَ الرِّئالِ هو اسم موضع بعينه

( سقح ) السَّقَحَة الصَّلَعُ يمانية رجل أَسْقَحُ وسيذكر في الصاد

( سلح ) السِّلاحُ اسم جامع لآلة الحرب وخص بعضهم به ما كان من الحديد يؤنث ويذكَّر والتذكير أَعلى لأَنه يجمع على أَسلحة وهو جمع المذكر مثل حمار وأَحمرة ورداء وأَردية ويجوز تأْنيثه وربما خص به السيف قال الأَزهري والسيف وحده يسمى سلاحاً قال الأَعشى ثلاثاً وشَهْراً ثم صارت رَذِيَّةً طَلِيحَ سِفارٍ كالسِّلاحِ المُقَرَّدِ يعني السيف وحده والعصا تسمَّى سلاحاً ومنه قول ابن أَحمر ولَسْتُ بعِرْنةٍ عَرِكٍ سِلاحِي عِصًا مثقوبةٌ تَقِصُ الحِمارا وقول الطرماح يذكر ثوراً يهز قرنه للكلاب ليطعنها به يَهُزُّ سِلاحاً لم يَرِثْها كَلالةً يَشُكُّ بها منها أُصولَ المَغابِنِ إِنما عنى رَوْقَيْهِ سمَّاها سلاحاً لأَنه يَذُبُّ بهما عن نفسه والجمع أَسْلِحة وسُلُحُ وسُلْحانٌ وتَسَلَّح الرجلُ لبس السِّلاح وفي حديث عُقْبة بن مالك بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة فَسَلّحْتُ رجلاً منهم سيفاً أَي جعلته سِلاحَه وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه لما أُتي بسيف النُّعمان بن المنذر دعا جُبَيْرَ بن مُطْعِم فسَلَّحه إِياه وفي حديث أُبَيٍّ قال له من سَلَّحك هذه القوسَ ؟ قال طُفَيل ورجل سالح ذو سلاح كقولهم تامِرٌ ولابنٌ ومُتَسَلِّح لابس السلاح والمَسْلَحة قوم ذو سلاح وأَخذت الإِبلُ سِلاحَها سمنت قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ أَيامَ لم تأْخُذْ إِليّ سِلاحَها إِبِلي بِجِلَّتها ولا أَبْكارِها وليس السِّلاح اسماً للسِّمَن ولكن لما كانت السمينة تَحْسُن في عين صاحبها فيُشْفِق أَن ينحرها صار السِّمَن كأَنه سلاح لها إِذ رفع عنها النحر والمَسْلَحة قوم في عُدَّة بموضع رَصَدٍ قد وُكِّلوا به بإِزاء ثَغْر واحدهم مَسْلَحِيٌّ والجمع المَسالح والمَسْلَحِيُّ أَيضاً المُوَكَّلُ به والمُؤَمَّر والمَسْلَحة كالثَّغْر والمَرْقَب وفي الحديث كان أَدْنى مَسالِح فارسَ إِلى العرب العُذَيْب قال بشر بكُلِّ قِيادِ مُسْنِفةٍ عَنُودٍ أَضَرَّ بها المَسالِحُ والغِوارُ ابن شميل مَسْلَحة الجُنْد خطاطيف لهم بين أَيديهم ينفضون لهم الطريق ويَتَجَسَّسُون خبر العدوّ ويعلمون علمهم لئلا يَهْجُم عليهم ولا يَدَعَون واحداً من العدوّ يدخل بلاد المسلمين وإِن جاء جيش أَنذروا المسلمين وفي حديث الدعاء بعث الله له مَسْلَحة يحفظونه من الشيطان المَسلحة القوم الذين يحفظون الثغور من العدوّ سموا مَسْلَحة لأَنهم يكونون ذوي سلاح أَو لأَنهم يسكنون المَسْلَحة وهي كالثغر والمَرْقَب يكون فيه أَقوام يَرْقُبون العدوَّ لئلا يَطْرُقَهم على غَفْلة فإِذا رأَوه أَعلموا أَصحابهم ليتأَهبوا له والمَسالِحُ مواضع المخافة قال الشماخ تَذَكَّرْتُها وَهْناً وقد حالَ دونها قُرى أَذْرَبِيجانَ المَسالِحُ والجالُ والسَّلْحُ اسم لذي البَطْنِ وقيل لما رَقَّ منه من كل ذي بطن وجمعه سُلُوح وسُلْحانٌ قال الشاعر فاستعاره للوَطْواطِ كأَنَّ برُفْغَيْها سُلُوحَ الوَطاوِطِ وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة رجل مُمْتَلِئاً ما تحته سُلْحانا والسُّلاحُ بالضم النَّجْوُ وقد سَلَح يَسْلَحُ سَلْحاً وأَسْلَحه غيرُه وغالَبَه السُّلاحُ وسَلَّح الحشيشُ الإِبل وهذه الحشيشة تُسَلِّح الإِبل تسليحاً وناقة سالح سَلَحَتْ من البقل وغيره والإِسْلِيحُ شجرة تَغْزُر عليها الإِبل قالت أَعرابية وقيل لها ما شجرةُ أَبيك ؟ فقالت شجرة أَبي الإِسْلِيح رَغْوَة وصريح وسَنام إِطْريح وقيل هي بقلة من أَحرار البقول تنبت في الشتاء تَسْلَح الإِبلُ إِذا استكثرت منها وقيل هي عُشْبة تشبه الجِرجِيرَ تنبت في حُقُوف الرمل وقيل هو نبات سُهْلي ينبت ظاهراً وله ورقة دقيقة لطيفة وسَنِفَة مَحْشُوَّة حَبّاً كحب الخَشْخاش وهو من نبات مطر الصيف يُسْلِح الماشيةَ واحدته إِسْلِيحة قال أَبو زياد منابتُ الإِسْلِيح الرمل وهمزة إِسْلِيح مُلْحِقة له ببناء قِطْمِير بدليل ما انضاف إِليها من زيادة الياء معها هذا مذهب أَبي علي قال ابن جني سأَلته يوماً عن تِجْفافٍ أَتاؤُه للإِلحاق بباب قِرْطاس فقال نعم واحتج في ذلك بما انضاف إِليها من زيادة الأَلف معها قال ابن جني فعلى هذا يجوز أَن يكون ما جاء عنهم من باب أُمْلود وأُظْفور ملحقاً بعُسْلوج ودُمْلُوح وأَن يكون إِطْريح وإِسْليح ملحقاً بباب شِنْظير وخِنْزير قال ويَبْعُد هذا عندي لأَنه يلزم منه أَن يكون بابُ إِعصار وإِنسام ملحقاً ببابِ حِدْبار وهِلْقام وبابْ إِفعال لا يكون ملحقاً أَلا ترى أَنه في الأَصل للمصدر نحو إِكرام وإِنعام ؟ وهذا مصدر فعل غير ملحق فيجب أَن يكون المصدر في ذلك على سَمْتِ فعله غير مخالف له قال وكأَنّ هذا ونحوه إِنما لا يكون ملحقاً من قِبَل أَن ما زيد على الزيادة الأُولى في أَوله إِنما هو حرف لين وحرف اللين لا يكون للإِلحاق إِنما جيءَ به بمعنى وهو امتداد الصوت به وهذا حديث غير حديث الإِلحاق أَلا ترى أَنك إِنما تقابل بالمُلْحَق الأَصلَ وباب المدّ إِنما هو الزيادة أَبداً ؟ فالأَمران على ما ترى في البعد غايتان والمَسْلَح منزل على أَربع منازل من مكة والمَسالح مواضع وهي غير المَسالح المتقدّمة الذكر والسَّيْلَحُون موضع منهم من يجعل الإِعراب في النون ومنهم من يجريها مجرى مسلمين والعامة تقول سالِحُون الليث سَيْلَحِين موضع يقال هذه سَيْلَحُون وهذه سيلحينُ ومثله صَرِيفُون وصَريفينُ قال وأَكثر ما يقال هذه سَيْلَحونَ ورأَيت سَيلحين وكذلك هذه قِنَّسْرُونَ ورأَيتِ قِنَّسْرين ومُسَلحة موضع قال لهم يومُ الكُلابِ ويومُ قَيْسٍ أَراقَ على مُسَلَّحةَ المَزادا
( * قوله « أَراق على مسلحة المزادا » في ياقوت « أَقام على مسلحة المزارا » )
وسَلِيحٌ قبيلة من اليمن وسَلاحِ موضع قريب من خيبر وفي الحديث تكون أَبعدَ مَسالِحهم سَلاح والسُّلَحُ ولد الحَجَلِ مثل السُّلَك والسُّلَف والجمع سِلْحان أَنشد أَبو عمرو لِجُؤَيَّةَ وتَتْبَعُه غُبْرٌ إِذا ما عَدا عَدَوْا كسِلْحانِ حَجْلى قُمْنَ حين يَقومُ وفي التهذيب السُّلَحَة والسُّلَكَةُ فرخُ الحَجَل وجمعه سِلْحان وسِلْكان والعرب تسمي السِّماك الرامِحَ ذا السِّلاح والآخرَ الأَعْزَلَ وقال ابن شميل السَّلَحُ ماء السماء في الغُدْران وحيثما كان يقال ماء العِدّ وماء السَّلَح قال الأَزهري سمعت العرب تقول لماء السماء ماء الكَرَع ولم أَسمع السلَح

( سلطح ) الاسْلِنْطاحُ الطُّول والعَرْضُ يقال قد اسْلَنْطَح قال ابن قيس الرُّقَيَّاتِ أَنتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ ولم تَعْطِفْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ قال الأَزهري الأَصل السَّلاطح والنون زائدة وجارية سَلْطَحة عريضة والسُّلاطِحُ العريض وأَنشد سُلاطِحٌ يُناطِحُ الأَباطِحا والسَّلَنْطَحُ الفَضاء الواسع وسيذكر في الصاد واسْلَنْطَحَ وقع على ظهره كاسْحَنْطَرَ وسنذكره في موضعه ورجل مُسْلَنْطِحٌ إِذا انْبَسَطَ واسْلَنْطَحَ الوادي اتسع واسْلَنْطَحَ الشيءُ طال وعَرُضَ واسْلَنْطَحَ وقع على وجهه كاسْحَنْطَرَ والسَّلَوْطَحُ موضع بالجزيرة موجود في شعر جرير مُفَسَّراً عن السُّكَّريّ قال جَرَّ الخليفةُ بالجُنُودِ وأَنْتُمُ بين السَّلَوْطَحِ والفُراتِ فُلُولُ

( سمح ) السَّماحُ والسَّماحةُ الجُودُ سَمُحَ سَماحَةً
( * قوله « سمح سماحة » نقل شارح القاموس عن شيخه ما نصه المعروف في هذا الفعل أنه كمنع وعليه اقتصر ابن القطاع وابن القوطية وجماعة وسمح ككرم معناه صار من أهل السماحة كما في الصحاح وغيره فاقتصار المجد على الضم قصور وقد ذكرهما معاً الجوهري والفيومي وابن الأثير وأرباب الأفعال وأئمة الصرف وغيرهم ) وسُمُوحة وسَماحاً جاد ورجلٌ سَمْحٌ وامرأشة سَمْحة من رجال ونساء سِماح وسُمَحاء فيهما حكى الأَخيرة الفارسي عن أَحمد بن يحيى ورجل سَمِيحٌ ومِسْمَح ومِسْماحٌ سَمْح ورجال مَسامِيحُ ونساء مَسامِيحُ قال جرير غَلَبَ المَسامِيحَ الوَلِيدُ سَماحةً وكَفى قُريشَ المُعضِلاتِ وَسادَها وقال آخر في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ عندَ الفِضالِ نَدِيمُهم لم يَدْثُرِ وفي الحديث يقول الله عز وجل أَسْمِحُوا لعبدي كإِسماحه إِلى عبادي الإِسماح لغة في السَّماحِ يقال سَمَحَ وأَسْمَحَ إِذا جاد وأَعطى عن كَرَمٍ وسَخاءٍ وقيل إِنما يقال في السَّخاء سَمَح وأَما أَسْمَح فإِنما يقال في المتابعة والانقياد ويقال أَسْمَحَتْ نَفْسُه إِذا انقادت والصحيح الأَول وسَمَح لي فلان أَي أَعطاني وسَمَح لي بذلك يَسْمَحُ سَماحة وأَسْمَح وسامَحَ وافَقَني على المطلوب أَنشد ثعلب لو كنتَ تُعْطِي حين تُسْأَلُ سامَحَتْ لك النَّفسُ واحْلَولاكَ كلُّ خَليلِ والمُسامَحة المُساهَلة وتَسامحوا تَساهَلوا وفي الحديث المشهور السَّماحُ رَباحٌ أَي المُساهلة في الأَشياء تُرْبِحُ صاحبَها وسَمَحَ وتَسَمَّحَ فَعَلَ شيئاً فَسَهَّل فيه أَنشد ثعلب ولكنْ إِذا ما جَلَّ خَطْبٌ فسامَحَتْ به النفسُ يوماً كان للكُرْه أَذْهَبا ابن الأَعرابي سَمَح له بحاجته وأَسْمَح أَي سَهَّل له وفي الحديث أَن ابن عباس سئل عن رجل شرب لبناً مَحْضاً أَيَتَوَضَّأُ ؟ قال اسْمَحْ يُسْمَحْ لك قال شمر قال الأَصمعي معناه سَهِّلْ يُسَهَّلْ لك وعليك وأَنشد فلما تنازعْنا الحديثَ وأَسْمَحتْ قال أَسْمَحتْ أَسهلت وانقادت أَبو عبيدة اسْمَحْ يُسْمَحْ لك بالقَطْع والوصل جميعاً وفي حديث عطاء اسْمَحْ يُسْمَحْ بك وقولهم الحَنِيفِيَّة السَّمْحة ليس فيها ضيق ولا شدة وما كان سَمْحاً ولقد سَمُحَ بالضم سَماحة وجاد بما لديه وأَسْمَحَتِ الدابة بعد استصعاب لانت وانقادت ويقال سَمَّحَ اللبعير بعد صُعوبته إِذا ذلَّ وأَسْمَحتْ قَرُونَتُه لذلك الأَمر إِذا أَطاعت وانقادت ويقال أَسْمَحَتْ قَرِينتُه إِذا ذلَّ واستقام وسَمَحَتِ الناقة إِذا انقادت فأَسرعت وأَسْمَحَتْ قَرُونَتُه وسامحت كذلك أَي ذلت نفسه وتابعت ويقال فلانٌ سَمِيحٌ لَمِيحٌ وسَمْحٌ لَمْحٌ والمُسامحة المُساهَلة في الطِّعان والضِّراب والعَدْو قال وسامَحْتُ طَعْناً بالوَشِيجِ المُقَوَّم وتقول العرب عليك بالحق فإِن فيه لَمَسْمَحاً أَي مُتَّسَعاً كما قالوا إِن فيه لَمَندُوحةً وقال ابن مُقْبل وإِن لأَسْتَحْيِي وفي الحَقِّ مَسْمَحٌ إِذا جاءَ باغِي العُرْفِ أَن أَتَعَذَّرا قال ابن الفرج حكايةً عن بعض الأَعراب قال السِّباحُ والسِّماحُ بيوت من أَدَمٍ وأَنشد إِذا كان المَسارِحُ كالسِّماحِ وعُودٌ سَمْح بَيِّنُ السَّماحةِ والسُّموحةِ لا عُقْدَة فيه ويقال ساجةٌ سَمْحة إِذا كان غِلَظُها مُسْتَويَ النَّبْتَةِ وطرفاها لا يفوتان وَسَطَه ولا جميعَ ما بين طرفيه من نِبْتته وإِن اختلف طرفاه وتقاربا فهو سَمْحٌ أَيضاً قال الشافعي
( * قوله « وقال الشافعي إلخ » لعله قال أبو حنيفة كذا بهامش الأصل ) وكلُّ ما استوت نِبتته حتى يكون ما بين طرفيه منه ليس بأَدَقَّ من طرفيه أَو أَحدهما فهو من السَّمْح وتَسْمِيح الرُّمْحِ تَثْقِيفُه وقوس سَمْحَةٌ ضِدُّ كَزَّةٍ قال صخر الغَيّ وسَمْحة من قِسِيِّ زارَةَ حَمْ راءَ هَتُوفٍ عِدادُها غَرِدُ ورُمْحٌ مُسَمَّح ثُقِّفَ حتى لانَ والتَّسْميح السُّرعة قال سَمَّحَ واجْتابَ بلاداً قِيَّا وقيل التَّسْمِيحُ السير السهل وقيل سَمَّحَ هَرَب

( سنح ) السانِحُ ما أَتاكَ عن يمينك من ظبي أَو طائر أَو غير ذلك والبارح ما أَتاك من ذلك عن يسارك قال أَبو عبيدة سأَل يونُسُ رُؤْبةَ وأَنا شاهد عن السانح والبارح فقال السانح ما وَلاَّكَ مَيامنه والبارح ما وَلاَّك ميَاسره وقيل السانح الذي يجيء عن يمينك فتَلِي ميَاسِرُه مَياسِرَك قال أَبو عمرو الشَّيباني ما جاء عن يمينك إِلى يسارك وهو إِذا وَلاَّك جانبه الأَيسر وهو إِنْسِيُّه فهو سانح وما جاء عن يسارك إِلى يمينك وَولاَّك جانبه الأَيمنَ وهو وَحْشِيُّه فهو بارح قال والسانحُ أَحْسَنُ حالاً عندهم في التَّيَمُّن من البارح وأَنشد لأَبي ذؤيب أَرِبْتُ لإِرْبَتِه فانطلقت أُرَجِّي لِحُبِّ اللِّقاءِ سَنِيحا يريد لا أَتَطَيَّرُ من سانح ولا بارح ويقال أَراد أَتَيَمَّنُ به قال وبعضهم يتشاءم بالسانح قال عمرو بن قَمِيئَة وأَشْأَمُ طير الزاجِرِين سَنِيحُها وقال الأعشى أَجارَهُما بِشْرٌ من الموتِ بعدَما جَرَى لهما طَيرُ السَّنِيحِ بأَشْأَمِ بِشر هذا هو بشر بن عمرو بن مَرْثَدٍ وكان مع المُنْذرِ ابن ماء السماء يتصيد وكان في يوم بُؤْسِه الذي يقتل فيه أَولَ من يلقاه وكان قد أَتى في ذلك اليوم رجلان من بني عم بِشْرٍ فأَراد المنذر قتلهما فسأَله بشر فيهما فوهبهما له وقال رؤبة فكم جَرَى من سانِحٍ يَسْنَحُ
( * قوله « فكم جرى إلخ » كذا بالأصل )
وبارحاتٍ لم تحر تبرح بطير تخبيب ولا تبرح قال شمر رواه ابن الأَعرابي تَسْنَحُ قال والسُّنْحُ اليُمْنُ والبَرَكَةُ وأَنشد أَبو زيد أَقول والطيرُ لنا سانِحٌ يَجْرِي لنا أَيْمَنُه بالسُّعُود قال أَبو مالك السَّانِحُ يُتبرك به والبارِحُ يُتشَاءَمُ به وقج تشاءم زهير بالسانح فقال جَرَتْ سُنُحاً فقلتُ لها أَجِيزي نَوًى مَشْمولةً فمتَى اللِّقاءُ ؟ مشمولة أَي شاملة وقيل مشمولة أُخِذَ بها ذاتَ الشِّمالِ والسُّنُحُ الظباء المَيامِين والسُّنُح الظباء المَشائيمُ والعرب تختلف في العِيافَةِ فمنهم من يَتَيَمَّنُ بالسانح ويتشاءم بالبارح وأَنشد الليث جَرَتْ لكَ فيها السانِحاتُ بأَسْعَد وفي المثل مَنْ لي بالسَّانِحِ بعد البارِحِ وسَنَحَ وسانَحَ بمعنًى وأَورد بيت الأعشى جَرَتْ لهما طيرُ السِّناحِ بأَشْأَمِ ومنهم من يخالف ذلك والجمع سَوانحُ والسَّنيحُ كالسانح قال جَرَى يومَ رُحْنا عامِدينَ لأَرْضِها سَنِيحٌ فقال القومُ مَرَّ سَنيحُ والجمع سُنُحٌ قال أَبِالسُّنُحِ الأَيامِنِ أَم بنَحْسٍ تَمُرُّ به البَوارِحُ حين تَجْرِي ؟ قال ابن بري العرب تختلف في العيافة يعني في التَّيَمُّنِ بالسانح والتشاؤم بالبارح فأَهل نجد يتيمنونَ بالسانح كقول ذي الرمة وهو نَجْدِيٌّ خَلِيلَيَّ لا لاقَيْتُما ما حَيِيتُما من الطيرِ إِلاَّ السَّانحاتِ وأَسْعَدا وقال النابغة وهو نجدي فتشاءم بالبارح زَعَمَ البَوارِحُ أَنَّ رِحْلَتَنا غَداً وبذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْوَدِ وقال كثير وهو حجازي ممن يتشاءم بالسانح أَقول إِذا ما الطيرُ مَرَّتْ مُخِيفَةً سَوانِحُها تَجْري ولا أَسْتَثيرُها فهذا هو الأَصل ثم قد يستعمل النجدي لغة الحجازي فمن ذلك قول عمرو بن قميئة وهو نجدي فبِيني على طَيرٍ سَنِيحٍ نُحوسُه وأَشْأَمُ طيرِ الزاجِرينَ سَنِيحُها وسَنَحَ عليه يَسْنَحُ سُنُوحاً وسُنْحاً وسُنُحاً وسَنَحَ لي الظبيُ يَسْنَحُ سُنُوحاً إِذا مَرَّ من مَياسرك إِلى ميَامنك حكى الأَزهري قال كانت في الجاهلية امرأَة تقوم بسُوقِ عُطاظَ فتنشدُ الأَقوالَ وتَضربُ الأَمثالَ وتُخْجِلُ الرجالَ فانتدب لها رجل فقال المرأَة ما قالت فأَجابها الرجل أَسْكَتَاكِ جامِحٌ ورامِحُ كالظَّبْيَتَيْنِ سانِحٌ وبارِحُ
( * قوله « أسكتاك إلخ » هكذا في الأصل )
فَخَجِلَتْ وهَرَبَتْ وسَنَح لي رأْيٌ وشِعْرٌ يَسْنَحُ عرض لي أَو تيسر وفي حديث عائشة واعتراضها بين يديه في الصلاة قالت أَكْرَهُ أَن أَسْنَحَه أَي أَكره أَن أَستقبله بيديَّ في صلاته مِن سَنَحَ لي الشيءُ إِذا عرض وفي حديث أَبي بكر قال لأُسامة أَغِرْ عليه غارةً سَنْحاءَ مِن سَنَحَ له الرأْيُ إِذا اعترضه قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والمعروف سَحَّاء وقد ذكر في موضعه ابن السكيت يقال سَنَحَ له سانحٌ فَسَنَحه عما أَراد أَي رَدَّه وصرفه وسَنَحَ بالرجل وعليه أَخرجه أَو أَصابه بشرّ وسَنَحْتُ بكذا أَي عَرَّضْتُ ولَحَنْتُ قال سَوَّارُ بن المُضَرّب وحاجةٍ دونَ أُخْرَى قد سَنَحْتُ لها جعلتها للتي أَخْفَيتْتُ عُنْوانا والسَّنِيحُ الخَيْطُ الذي ينظم فيه الدرُّ قبل أَن ينظم فيه الدر فإِذا نظم فهو عِقْد وجمعه سُنُح اللحياني خَلِّ عن سُنُحِ الطريق وسُجُح الطريق بمعنى واحد الأَزهري وقال بعضهم السَّنِيحُ الدُّرُّ والحَلْيُ قال أَبو داود يذكر نساء وتَغَالَيْنَ بالسَّنِيحِ ولا يَسْ أَلْنَ غِبَّ الصَّباحِ ما الأَخبارُ ؟ وفي النوادر يقال اسْتَسْنَحْته عن كذا وتَسَنَّحْته واستنحسته عن كذا وتَنَحَّسْته بمعنى استفحصته ابن الأَثير وفي حديث عليّ سَنَحْنَحُ الليل كأَني جِنِّي
( * قوله « سنحنح إلخ » هو والسمعمع مما كرر عينه ولامه معاً وهما من سنح وسمع فالسنحنح العرّيض الذي يسنح كثيراً وأَضافه إِلى الليل على معنى أَنه يكثر السنوح فيه لأَعدائه والتعرّض لهم لجلادته كذا بهامش النهاية )
أَي لا أَنام الليل أَبداً فأَنا متيقظ ويروى سَمَعْمَعُ وسيأْتي ذكره في موضعه وفي حديث أَبي بكر كان منزلُه بالسُّنُح بضم السين قيل هو موضع بعوالي المدينة في منازل بني الحرث بن الخَزْرَج وقد سَمَّتْ سُنَيْحاً وسِنْحاناً

( سنطح ) التهذيب السِّنْطاحُ من النُّوقِ الرَّحِيبةُ الفَرْج وقال يَتْبَعْنَ سَمْحاءَ من السَّرادِحِ عَيْهَلَةَ حَرْفاً من السَّناطِحِ

( سوح ) السَّاحةُ الناحية وهي أَيضاً فَضاء يكون بين دُور الحَيِّ وساحةُ الدار باحَتُها والجمع ساحٌ وسُوحٌ وساحاتٌ الأُولى عن كراع قال الجوهري مثل بَدَنةٍ وبُدْنٍ وخَشَبَةٍ وخُشْبٍ والتصغير سُوَيْحَةٌ

( سيح ) السَّيْحُ الماءُ الظاهر الجاري على وجه الأَرض وفي التهذيب الماء الظاهر على وجه الأَرض وجمعُه سُيُوح وقد ساحَ يَسيح سَيْحاً وسَيَحاناً إِذا جرى على وجه الأَرض وماءٌ سَيْحٌ وغَيْلٌ إِذا جرى على وجه الأَرض وجمعه أَسْياح ومنه قوله لتسعة أَسياح وسيح العمر
( * قوله « لتسعة أَسياح إلخ » هكذا في الأصل )
وأَساحَ فلانٌ نهراً إِذا أَجراه قال الفرزدق وكم للمسليمن أَسَحْتُ بَحْري بإِذنِ اللهِ من نَهْرٍ ونَهْرِ
( * قوله « أَسحت بحري » كذا بالأصل وشرح القاموس والذي في الأساس أَسحت فيهم )
وفي حديث الزكاة ما سُقِي بالسَّيْح ففيه العُشْرُ أَي الماء الجاري وفي حديث البراء في صفة بئرٍ فلقد أُخْرِجَ أَحدُنا بثوب مخافة الغرق ثم ساحتْ أَي جرى ماؤها وفاضت والسِّياحةُ الذهاب في الأَرض للعبادة والتَّرَهُّب وساح في الأَرض يَسِيح سِياحةً وسُيُوحاً وسَيْحاً وسَيَحاناً أَي ذهب وفي الحديث لا سِياحة في الإِسلام أَراد بالسِّياحة مفارقةَ الأَمصار والذَّهابَ في الأَرض وأَصله من سَيْح الماء الجاري قال ابن الأَثير أَراد مفارقةَ الأَمصار وسُكْنى البَراري وتَرْكَ شهود الجمعة والجماعات قال وقيل أَراد الذين يَسْعَوْنَ في الأَرض بالشرِّ والنميمة والإِفساد بين الناس وقد ساح ومنه المَسيحُ بن مريم عليهما السلام في بعض الأَقاويل كان يذهب في الأَرض فأَينما أَدركه الليلُ صَفَّ قدميه وصلى حتى الصباح فإِذا كان كذلك فهو مفعول بمعنى فاعل والمِسْياحُ الذي يَسِيحُ في الأَرض بالنميمة والشر وفي حديث عليّ رضي الله عنه أُولئك أُمَّةُ الهُدى لَيْسُوا بالمَساييح ولا بالمَذاييع البُذُرِ يعني الذين يَسِيحون في الأَرض بالنميمة والشر والإِفساد بين الناس والمذاييع الذين يذيعون الفواحش الأَزهري قال شمر المساييح ليس من السِّياحة ولكنه من التَّسْييح والتَّسْييح في الثوب أَن تكون فيه خطوط مختلفة ليست من نحو واحد وسِياحةُ هذه الأُمة الصيامُ ولُزُومُ المساجد وقوله تعالى الحامدون السائحون وقال تعالى سائحاتٍ ثَيِّباتٍ وأَبكاراً السائحون والسائحات الصائمون قال الزجاج السائحون في قول أَهل التفسير واللغة جميعاً الصائمون قال ومذهب الحسن أَنهم الذين يصومون الفرض وقيل إِنهم الذين يُدِيمونَ الصيامَ وهو مما في الكتب الأُوَل قيل إِنما قيل للصائم سائح لأَن الذي يسيح متعبداً يسيح ولا زاد معه إِنما يَطْعَمُ إِذا وجد الزاد والصائم لا يَطْعَمُ أَيضاً فلشبهه به سمي سائحاً وسئل ابن عباس وابن مسعود عن السائحين فقال هم الصائمون والسَّيْح المِسْحُ المُخَطَّطُ وقيل السَّيْح مِسْح مخطط يُسْتَتَرُ به ويُفْتَرَش وقيل السَّيْحُ العَباءَة المُخَطَّطة وقيل هو ضرب من البُرود وجمعه سُيُوحٌ أَنشد ابن الأَعرابي وإِني وإِن تُنْكَرْ سُيُوحُ عَباءَتي شِفاءُ الدَّقَى يا بِكْرَ أُمِّ تَميمِ الدَّقَى البَشَمُ وعَباءَةُ مُسَيَّحة قال الطِّرِمَّاحُ من الهَوْذِ كَدْراءُ السَّراةِ ولونُها خَصِيفٌ كَلَوْنِ الحَيْقُطانِ المُسَيَّحِ ابن بري الهَوْذُ جمع هَوْذَةٍ وهي القَطاة والسَّراة الظهر والخَصِيفُ الذي يجمع لونين بياضاً وسواداً وبُرْدٌ مُسَيَّح ومُسَيَّر مخطط ابن شميل المُسَيَّحُ من العَباء الذي فيه جُدَدٌ واحدة بيضاء وأُخرى سوداء ليست بشديدة السواد وكل عباءَة سَيْحٌ ومُسَيَّحَة ويقال نِعْمَ السيْحُ هذا وما لم يكن جُدَد فإِنما هو كساء وليس بعباء وجَرادٌ مُسَيَّحٌ مخطط أَيضاً قال الأَصمعي المُسَيَّح من الجراد الذي فيه خطوط سود وصفر وبيض واحدته مُسَيَّحة قال الأَصمعي إِذا صار في الجراد خُطوط سُودٌ وصُفْر وبيض فهو المُسَيَّحُ فإِذا بدا حَجْمُ جَناحهْ فذلك الكُِتْفانُ لأَنه حينئذ يُكَتِّفُ المَشْيَ قال فإِذا ظهرت أَجنحته وصار أَحمر إِلى الغُبْرة فهو الغَوْغاءُ الواحدة غَوْغاءَة وذلك حين يموجُ بعضه في بعض ولا يتوجه جهةً واحدةً قال الأَزهري هذا في رواية عمرو بن بَحْرٍ الأَزهري والمُسَيَّحُ من الطريق المُبَيَّنُ شَرَكُه وإِنما سَيَّحَه كثرةُ شَرَكه شُبِّه بالعباءة المُسَيَّح ويقال للحمار الوحشيّ مُسَيَّحٌ لجُدَّة تفصل بين بطنه وجنبه قال ذو الرمة تَهاوَى بيَ الظَّلْماءَ حَرْفٌ كأَنها مُسَيَّحُ أَطرافِ العَجيزة أَسْحَمُ
( * قوله « تهاوى بي » الذي في الأساس به وقوله أسحم الذي فيه أصحر وكل صحيح )
يعني حمارًا وحشيّاً شبه الناقة به وانْساحَ الثوبُ وغيره تشقق وكذلك الصُّبْحُ وفي حديث الغار فانْساحت الصخرة أَي اندفعت واتسعت ومنه ساحَة الدار ويروى بالخاء وبالصاد وانْساحَ البطنُ اتسع ودنا من السمن التهذيب ابن الأَعرابي يقال للأَتان قد انْساحَ بطنها وانْدالَ انْسِياحاً إِذا ضَخُمَ ودنا من الأَرض وانْساحَ بالُه أَي اتسع وقال أُمَنِّي ضميرَ النَّفْسِ إِياك بعدما يُراجِعُني بَثِّي فَيَنْساحُ بالُها ويقال أَساحَ الفَرَسُ ذكَره وأَسابه إِذا أَخرجه من قُنْبِه قال خليفة الحُصَيْني ويقال سَيَّبه وسَيَّحه مثله وساح الظِّلُّ أَي فاءَ وسَيْحٌ ماء لبني حَسَّان بن عَوْف وقال يا حَبَّذا سَيْحٌ إِذا الصَّيْفُ الْتَهَبْ وسَيْحانُ نهر بالشام وفي الحديث ذكْرُ سَيْحانَ هو نهر بالعَواصِم من أَرض المَصِيصَةِ قريباً من طَرَسُوسَ ويذكر مع جَيْحانَ وساحِينُ نهر بالبصرة وسَيْحُونُ نهر بالهند

( شبح ) الشَّبَحُ ما بدا لك شخصُه من الناس وغيرهم من الخلق يقال شَبَحَ لنا أَي مَثَلَ وأَنشد رَمَقْتُ بعيني كلَّ شَبْحٍ وحائلٍ الشَّبْحُ والشَّبَحُ الشخص والجمع أَشباح وشُبوح وقال في التصريف أَسماءُ الأَشباحِ
( * قوله « اسماء الأَشباح إلخ » عبارة الأساس الأسماء ضربان أسماء الأشباح وهي التي أَدركتها الرؤية والحس وأسماء الأعمال وهي التي لا تدركها الرؤية ولا الحس وهو كقولهم أسماء الأعيان وأسماء المعاني ) وهو ما أَدركته الرؤية والحِسُّ والشَّبْحانُ الطويلُ ورجل شَبْحُ الذراعين بالتسكين ومَشْبُوحُهما أَي عريضهما وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان مَشْبُوحَ الذراعين أَي طويلَهما وقيل عريضهما وفي رواية كان شَبْح الذراعين قال ذو الرمة إِلى كل مَشْبُوحِ الذِّراعَيْنِ تُتَّقَى به الحربُ شَعْشاعٍ وأَبيضَ فَدْغَمِ تقول منه شَبُحَ الرجل بالضم وشَبَّحَ الشيءَ عَرَّضَه وتشْبِيحُه تعريضه وشَبَحْتُ العُود شَبْحاً إِذا نَحَتَّه حتى تُعَرِّضَه ويقال هلك أَشْباحُ ماله إِذا هلك ما يُعْرَف من إِبله وغنمه وسائر مواشيه وقال الشاعر ولا تَذْهَبُ الأَحْسابُ من عُقْرِ دارِنا ولكنَّ أَشباحاً من المالِ تَذْهَبُ والمَشْبُوح البعيد ما بين المنكبين والشَّبْحُ مَدُّك الشيءَ بين أَوتاد أَو الرجلَ بين شيئين والمضروبُ يُشْبَحُ إِذا مُدَّ للجَلْدِ وشَبَحَه يَشْبَحُه مَدَّه ليجلده وشَبَحه مَدَّه كالمصلوب وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه مَرَّ ببلال وقد شُبِحَ في الرَّمْضاءِ أَي مُدَّ في الشمس على الرمضاء ليُعَذَّبَ وفي حديث الدجال خذوه فاشْبَحُوه وفي رواية فشُجُّوه وشَبَحَ يديه يَشْبَحُهما مدَّهما يقال شَبَحَ الداعي إِذا مَدَّ يده للدعاء وقال جرير وعليك من صَلَواتِ رَبِّكَ كلما شَبَحَ الحَجِيجُ المُبْلِدُون وغاروا
( * قوله « الحديث المبلدون إلخ » الذي في الأساس الحديث مبلدين إلخ قال وغاروا هبطوا غور تهامة )
وتَشَبَّح الحِرْباءُ على العُود امْتَدَّ والحِرباءُ تَشَبَّحَ على العود وفي الحديث فَنَزَعَ سَقْفَ بيتي شَبْحَةً شَبْحَةً أَي عوداً عوداً وكساء مُشَبَّح قويّ شديد وشبح لك الشيءُ بدا وشَبَح رأْسَه شَبْحاً شَقَّه وقيل هو شَقُّك أَيَّ شيء كان

( شجح ) قال ابن بري في ترجمة عقق عند قول الجوهري والعَقْعَقُ طائر معروف وصوته العَقْعَقة قال ابن بري قال ابن خالويه روى ثعلب عن إسحق الموصلي أَن العَقْعَقَ يقال له الشَّجَحَى
( * قوله « يقال له الشجحى » كذا يضبط الأصل ونقل هذه العبارة شارح القاموس مستدركاً بها على المجد لكن المجد ذكره في ش ج ج بجيمين فقال والشججى كجمزى أي محرّكاً العقعق وذكره في المعتل فقال والشجوجى الطويل ثم قال والعقعق وضبط بالشكل بفتح الشين والجيمين وسكون الواو مقصوراً )

( شحح ) الشُّحُّ والشَّحُّ البُخْلُ والضم أَعلى وقيل هو البخل مع حِرْصٍ وفي الحديث إٍياكم والشُّحَّ الشُّحُّ أَشدُّ البخل وهو أَبلغ في المنع من البخل وقيل البخل في أَفراد الأُمور وآحادها والشح عام وقيل البخل بالمال والشح بالمال والمعروف وقد شَحَحْتَ تَشُحُّ وشَحِحْتَ بالكسر ورجل شَحيحٌ وشَحاحٌ من قومٍ أَشِحَّةٍ وأَشِحَّاء وشِحَاح قال سيبويه أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ على فَعِيل اسماً كأَرْبِعَةٍ وأَرْبِعاءَ وأَخْمِسة وأَخْمِساءَ ولكنه قد جاء من الصفة هذا ونحوه وقوله تعالى سَلَقُوكم بأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً على الخير أَي خاطبوكم أَشدَّ مخاطبةٍ وهم أَشِحَّةُ على المال والغنيمة الأَزهري نزلت في قوم من المنافقين كانوا يؤذون المسلمين بأَلسنتهم في الأَمر ويَعُوقُونَ عند القتال ويَشِحُّون عند الإِنفاق على فقراء المسلمين والخيرُ المالُ ههنا ونفس شَحَّة شَحِيحة عن ابن الأَعرابي وأَنشد لسانُك مَعْسُولٌ ونَفْسُك شَحَّةُ وعند الثُّرَيَّا من صَدِيقِك مالُكا وأَنتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ إِذا هي أَرسَلَتْ يَمينُك شيئاً أَمْسَكَتْه شِمالُكا وتَشاحُّوا في الأَمر وعليه شَحَّ به بعضهم على بعض وتَبادروا إِليه حَذَرَ فَوْتِه ويقال هما يَتَشاحّان على أَمر إِذا تنازعاه لا يريد كل واحد منهما أَن يفوته والنعت شَحِيح والعدد أَشِحَّةٌ وتَشاحَّ الخَصْمانِ في الجَدَلِ كذلك وهو منه وماء شَحَاحٌ نَكِدٌ غيرُ غَمْرٍ منه أَيضاً أَنشد ثعلب لَقِيَتْ ناقتي به وبِلَقْفٍ بَلَداً مُجْدِباً وماءً شَحاحا وزَنْدٌ شَحاحٌ لا يُورِي كأَنه يَشِحُّ بالنار قال ابن هَرْمَة وإِني وتَرْكي نَدَى الأَكْرَمِين وقَدْحِي بِكَفِّيَ زَنْداً شَحاحا كتارِكَةٍ بَيْضَها بالعَراء ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَناحا يضرب مثلاً لمن ترك ما يجب عليه الاهتمام به والجِدُّ فيه واشتغل بما لا يلزمه ولا منفعة له فيه وشَحِحْت بك وعليك سواء ضَنَنْتُ على المثل وفلان يُشاحُّ على فلان أَي يَضِنُّ به وأَرضٌ شَحاحٌ تسيلٌ من أَدْنى مطرة كأَنها تَشِحُّ على الماء بنفسها وقال أَبو حنيفة الشِّحاحُ شِعابٌ صغار لو صَبَبْتَ في إِحداهن قِرْبة أَسالته وهو من الأَول وأَرضٌ شَحاحٌ لا تَسيل إِلاّ من مطر كثير
( * قوله « لا تسيل إلا من مطر كثير » لا منافاة بينه وبين ما قبله فهو من الأضداد كما في القاموس ) وأَرضٌ شَحْشَحٌ كذلك والشُّحُّ حِرْصُ النفس على ما ملكت وبخلها به وما جاء في التنزيل من الشُّحِّ فهذا معناه كقوله تعالى ومن ُيوقَ شُحَّ نفسه فأُولئك هم المفلحون وقوله وأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ قال الأَزهري في قوله ومن يوق شح نفسه فأُولئك هم المفلحون أَي من أَخرج زكاته وعف عن المال الذي لا يحل له فقد وُقِيَ شُحَّ نفسه وفي الحديث بَرِئَ من الشُّحِّ من أَدَّى الزكاة وقَرَى الضَّيْفَ وأَعطى في النائبة وفي الحديث أَن تتصدق وأَنت شَحِيح صَحيح تَأْمُلُ البقاء وتَخْشى الفقر وفي حديث ابن عمر أَن رجلاً قال له إِني شَحِيح فقال إِن كان شُحُّكَ لا يحملك على أَن تأْخذ ما ليس لك فليس بشُحِّكَ بأْسٌ في حديث ابن مسعود قال له رجل ما أُعْطِي ما أَقْدِرُ على منعه قال ذاك البخلُ والشح أَن تأْخذ مال أَخيك بغير حقه وفي حديث ابن مسعود أَنه قال الشح منع الزكاة وإِدخال الحرام وشَحَّ بالشيء وعليه يَشِحُّ بكسر الشين قال وكذلك كل فَعِيل من النعوت إِذا كان مضاعفاً على فَعَلَ يَفْعِل مثل خفيف ودَفِيف وعَفِيف وقال بعض العرب تقول شَحَّ يَشِحُّ وقد شَحِحْتَ تَشَحُّ ومثله ضَنَّ يَضَنُّ فهو ضنين والقياس هو الأَول ضَنَّ يَضِنُّ واللغة العالية ضَنَّ يَضَنُّ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ الممسك البخيل قال سلمة ابن عبد الله العَدَوِيّ فَرَدَّدَ الهَدْرَ وما أَن شَحْشَحا أَي ما بخل بهديره وبعده يميلُ عَلْخَدَّيْنِ ميْلاً مُصْفَحا أَي يميل على الخَدَّين فحذف والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ المواظب على الشيء الجادّ فيه الماضي فيه والشَّحْشَحُ يكون للذكر والأُنثى قال الطِّرِمَّاحُ كأَنَّ المَطايا ليلةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ بوَثَّابةٍ تَنْضُو الرَّواسِمَ شَحْشَحِ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ الغَيُورُ والشجاع أَيضاً وفلاةٌ شَحْشَحٌ واسعة بعيدة مَحْلٌ لا نبت فيها قال مُلَيْح الهُذَليُّ تَخْدِي إِذا ما ظَلامُ الليلِ أَمْكَنها من السُّرَى وفلاةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاح أَيضاً القويُّ وخطيب شَحْشح وشَحْشاحٌ ماضٍ وقيل هما كل ماضٍ في كلام أَو سَيْر قال ذو الرمة لَدُنْ غَدْوةً حتى إِذا امْتَدَّتِ الضُّحَى وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ يعني الحادي وفي حديث عليّ أَنه رأَى رجلاً يَخطُبُ فقال هذا الخطيب الشَّحْشَحُ هو الماهر بالخطبة الماضي فيها ورجل شَحْشَحٌ سَيِّءُ الخُلُق وقال نُصَيْبٌ نُسَيَّةُ شَحْشاحٍ غَيُورٍ يَهَبْنَه أَخِي حَذَرٍ يَلْهُونَ وهو مُشِيحُ
( * قوله « وقال نصيب نسية إلخ » الذي تقدم في مادة أنح وقال أبو حية النميري ونسوة إلخ وقوله أخي حذر الذي تقدم على حذر )
وحمار شَحْشَحٌ خفيف ومنه من يقول سَحْسَح قال حُميد تَقَدَّمَها شَحْشَحٌ جائزٌ لماءٍ قَعِيرٍ يُريدُ القِرَى جائز يجوز إِلى الماء وشَحْشَحَ البعير في الهَدْر لم يُخَلِّصْه وأَنشد بيت سلمة بن عبد الله العدوي وشَحْشَحَ الطائرُ صَوَّت قال مليح الهذلي مُهْتَشَّةٌ لدَلِيجِ الليلِ صادقةٌ وَقْعَ الهَجِيرِ إِذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ وغراب شَحْشَحٌ كثير الصوت وشَحْشَحَ الصُّرَدُ إِذا صات والشَّحْشحة الطيرانُ السريع يقال قَطاة شَحْشَحٌ أَي سريعة

( شدح ) المَشْدَحُ متاع المرأَة قال الأَغْلَبُ وتارةً يَكُدُّ إِنْ لم يَجْرَحِ عُرْعُرَةَ المُتْكِ وكَيْنَ المَشْدَحِ وهو المَشْرَحُ بالراء وانْشَدَحَ الرجلُ انْشِداحاً استلقى وفَرَّجَ رجليه وناقة شَوْدَحٌ طويلة على وجه الأَرض قال الطِّرِمَّاح قَطَعْتُ إِلى معروفِه مُنْكَراتِها بفَتْلاءِ أَمْرارِ الذِّراعَيْنِ شَوْدَحِ ويقال لك عن هذا الأَمر مُشْتَدَحٌ ومُرْتَدَحٌ ومُرْتَكَحٌ ومَشْدَح وشُدْحَةٌ وبُدْحةٌ ورُكْحَةٌ ورُدْحةٌ وفُسْحة بمعنى واحد وكَلأٌ شادِحٌ وسادِحٌ ورادِحٌ أَي واسع كثير

( شذح ) ناقة شَوْذَحٌ طويلة عن كراع حكاها في باب فَوْعَلٍ

( شرح ) الشَّرْحُ والتَّشْريح قَطْعُ اللحم عن العضو قَطْعاً وقيل قَطْعُ اللحم على العظم قطعاً والقِطْعَةُ منه شَرْحة وشَرِيحة وقيل الشَّرِيحةُ القِطعةُ من اللحم المُرَقَّقَةُ ابن شميل الشَّرْحة من الظِّباء الذي يُجاء به يابِساً كما هو لم يقَدَّدْ يقال خُذْ لنا شَرْحة من الظِّباء وهو لحم مَشْرُوح وقد شَرَحْتُه وشَرَّحْتُه والتَّصْفِيفُ نَحْوٌ من التَّشْريح وهو تَرْقِيقُ البَضْعة من اللحم حتى يَشِفَّ من رِقَّتِه ثم يُلْقَى على الجَمْر والشَّرْحُ الكَشْفُ يقال شَرَحَ فلان أَمره أَي أَوضحه وشَرَح مسأَلة مشكلة بَيَّنها وشَرَح الشيءَ يَشْرَحُه شَرْحاً وشَرَّحَه فتحه وبَيَّنَه وكَشَفه وكل ما فُتح من الجواهر فقد شُرِحَ أَيضاً تقول شَرَحْتُ الغامِضَ إِذا فَسَّرْته ومنه تَشْريحُ اللحم قال الراجز كم قد أَكلتُ كَبِداً وإِنْفَحهْ ثم ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه وكل سمين من اللحم ممتدّ فهو شَرِيحة وشَرِيح وشَرَح اللهُ صدرَه لقبول الخير يَشْرَحه شَرْحاً فانْشَرح وَسَّعَه لقبول الحق فاتَّسَع وفي التنزيل فمن يُرِد اللهُ أَن يَهْدِيَه يَشْرَحْ صدرَه للإِسلام وفي حديث الحسن قال له عطاء أَكان الأَنبياءُ يَشْرَحُون إِلى الدنيا مع علمهم بربهم ؟ فقال له نعم إِن لله تَرائك في خَلْقِه أَراد كانوا ينبسطون إِليها ويَشْرَحُونَ صدورَهم ويرغبون في اقتنائها رَغْبَةً واسعة والمَشْرَحُ متاع المرأَة قال قَرِحَتْ عَجِيزَتُها ومَشْرَحُها من نَصِّها دَأْباً على البُهْرِ وربما سمي شُرَيْحاً وأُراه على ترخيم التصغير والمَشْرَحُ الرائق الاسْتُ
( * قوله « والمشنرح الراشق الاست » كذا بالأصل )
وشَرَحَ جاريته إِذا سَلَقها على قفاها ثم غَشِيَها قال ابن عباس كان أَهل الكتاب لا يأْتون نساءهم إِلاّ على حَرْفٍ وكان هذا الحيّ من قريش يَشْرَحون النساءَ شَرْحاً شَرَحَ جاريته إِذا وطئها نائمة على قفاها والمَشْرُوحُ السَّرابُ عن ثعلب والسين لغة قال أَبو عمرو قال رجل من العرب لفتاه أَبْغِني شارِحاً فإِنَّ أَشاءَنا مُغَوَّسٌ وإِني أَخاف عليه الطَّمْلَ قال أَبو عمرو الشارح الحافظ والمُغَوَّسُ المُشَنَّخُ قال الأَزهري تَشْنِيخُ النخل تَنْقِيحُه من السُّلاَّء والأَشاءُ صِغارُ النخل قال ابن الأَعرابي الشَّرْحُ الحفظ والشَّرْح الفتح والشَّرْح البيان والشَّرْح الفَهْم والشَّرْحُ الاقْتِضاضُ للأَبكار وشاهدُ الشارح بمعنى الحافظ قولُ الشاعر وما شاكرٌ إِلاّ عصافيرُ قريةٍ يقومُ إِليها شارِحٌ فَيُطيرُها والشارحُ في كلام أَهل اليمن الذي يحفظ الزرع من الطيور وغيرها وشُرَيْحٌ ومِشْرَحُ بن عاهانَ اسمان وبنو شُرَيح بَطْنٌ وشَراحِيلُ اسم كأَنه مضاف إِلى إِيل ويقال شَراحِينُ أَيضاً بإِبدال اللام نوناً عن يعقوب

( شردح ) ابن الأَعرابي رجل شِرْداحُ القَدَمِ إِذا كان عريضها غليظها ( * زاد في القاموس والشرداح بكسر فسكون الرجل اللحيم الرخو والطويل العظيم من الإبل والنساء اه قال الشارح ومثله السرداح بالسين المهملة كما تقدم وزاد المجد أيضاً الشرنفح أي بفتح الشين والراء وسكون النون وفتح الفاء الخفيف القدمين وزاد أيضاً شطح بكسر أوله وثانيه المشدد زجر للعريض من أولاد المعز وزاد أيضاً المشفح كمعظم المحروم الذي لا يصيب شيئاً )

( شرمح ) الشَّرْمَحُ والشَّرْمَحِيُّ من الرجال القوي الطويل وأَنشد الأَخفش ولا تَذْهَبَنْ عيناكَ في كل شَرْمَحٍ طُوالٍ فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ
( * قوله « فإن الأقصرين أمازره » يريد أَمازرهم أي أَقوياءهم قلوباً كما يأتي في مزر )
التهذيب وهم الشَّرامِحُ ويقال شَرامِحة والشَّرْمَحة من النساء الطويلة الخفيفة الجسم قال ابن الأَعرابي هي الطويلة الجسم وأَنشد والشَّرْمَحاتُ عندها قُعُودُ يقول هي طويلة حتى إِن النساء الشَّرامِحَ ليَصِرْنَ قُعوداً عندها بالإِضافة إِليها وإِن كنّ قائمات والشَّرَمَّحُ كالشَّرْمَحِ قال أَظَلَّ علينا بعد قَوْسَيْنِ بُرْدَه أَشَمُّ طويلُ الساعِدَيْن شَرَمَّحُ

( شفلح ) الشَّفَلَّح الحِرُ الغليظ الحروف المسترخي والشَفَلَّح أَيضاً الغليظ الشَّفَةِ المُسْتَرْخِيها وقيل هو من الرجال الواسع المنخرين العظيم الشفتين ومن النساء الضَّخْمةُ الإِسْكَتَينِ الواسعة المَتاع وأَنشد أَبو الهيثم لَعَمْرُ التي جاءتْ بكم من شَفَلَّحٍ لَدَى نَسَيَيْها ساقِطَ الاسْتِ أَهْلَبا وشَفَةٌ شَفَلَّحة غليظة ولِثَة شَفَلَّحة كثيرة اللحم عريضة ابن شميل الشَّفَلَّح شِبْه القِثَّاء يكون على الكَبَر والشَّفَلَّحُ ثمر الكَبَر إِذا تفتح واحدته شَفَلَّحة وإِنما هذا تشبيه والشَّفَفَّح شجر عن كراع ولم يُحَلِّه
( * قوله « ولم يحله » قد حلاه المجد فقال والشفلح شجرة لساقها أَربعة أَحرف إن شئت ذبحت بكل حرف شاة وثمرته كرأس زنجي )

( شقح ) الشَّقْحةُ والشُّقْحة البُسْرَة المتغيرة إِلى الحُمْرة وفي الحديث كان على حيَيِّ بن أَخْطَبَ حُلَّةٌ شُقَحِيَّة أَي حمراء الأَصمعي إِذا تغيرت البُسْرة إِلى الحُمْرة قيل هذه شُقْحة وقد أَشْقَحَ النخلُ قال وهو في لغة أَهل الحجاز الزَّهْوُ وأَشْقَحَ النخل أَزْهَى وأَشْقَحَ البُسْرُ وشَقَّح لَوَّنَ واحْمَرَّ واصْفَرَّ وقيل إِذا اصفرّ واحمرّ فقد أَشْقَح وقيل هو أَن يَحْلُوَ وشَقَّحَ النخلُ حَسُنَ بأَحماله وكذلك التَّشْقِيح ونُهي عن بيعه قبل أَن يُشَقِّح وفي حديث البيع نهى عن بيع الثمر حتى يُشَقِّحَ هو أَن يَحْمَرّ أَو يَصْفَرّ يقال أَشْقَحت البُسْرَة وشَقَّحَتْ إِشْقاحاً وتَشْقِيحاً أَبو حاتم يقال للأَحْمَر الأَشْقَر إِنه لأَشْقَحُ وقد يستعمل التَّشْقِيحُ في غير النخل قال ابن أَحمر كَبانِيةٍ أَوتادُ أَطْناب بَيْتِها أَراكٌ إِذا صاقتْ به المَرْدُ شَقَّحا فجعل التَّشْقِيحَ في الأَراك إِذا تلوَّن ثمره والشَّقِيح النَّاقِهُ من المرض ولذلك قيل فلان قبيحٌ شَقِيحٌ والشَّقْحُ رَفْعُ الكلب رجله ليبول والشَّقْحة ظَبْيَة الكلْبةِ
( * قوله « والشقحة ظبية الكلبة » كذا بالأصل بالظاء المعجمة المفتوحة وهي فرج الكلبة كما في الصحاح في فصل الظاء المعجمة من المعتل وقال المجد هنا الشقحة حياء الكلبة وبالضم طيبتها اه قال الشارح وقيل مسلك القضيب من ظبيتها اه والطاء مهملة متناً وشرحاً لكنها في نسخ الطبع مضبوطة بالشكل بضمة ) وقيل مَسْلَكُ القَضيب من ظَبْيَتِها قال الفراء يقال لِحَياءِ الكَلْبَةِ ظَبْيَةٌ وشَقْحةٌ ولذوات الحافر وَظْبَة والشُّقَّاحُ اسْتُ الكلب وأَشْقاحُ الكلاب أَدبارُها وقيل أَشْداقُها ويقال شاقَحْتُ فلاناً وشاقَيْتُه وباذَيْتُه إِذا لاسَنْتَه بالأَذِيَّة والشَّقْحُ الكَسْرُ وشَقَح الشيءَ كَسَرَه شَقْحاً وشَقَحَ الجَوْزة شَقْحاً استخرج ما فيها ولأَشْقَحْنَّه شَقْح الجَوْزة بالجَنْدَلِ أَي لأَكْسِرَنه وقيل لأَسْتَخْرجَنَّ جميع ما عنده والعرب تقول قُبْحاً له وشَقْحاً وقَبْحاً له وشَقْحاً كلاهما إِتباع وقيل هما واحد وقَبيح شَقيح قال الأَزهري ولا تكاد العرب تقول الشُّقْح من القُبْح وقَبُحَ الرجلُ وشَقُحَ قَباحةً وشَقاحةً وقد أَومأَ سيبويه إِلى أَن شَقِيحاً ليس بإِتباع فقال وقالوا شَقِيحٌ ودميم وجاء بالقَباحة والشَّقاحة قال أَبو زيد شَقَحَ اللهُ فلاناً وقَبَحَه فهو مَشْقُوحٌ مثل قَبَحه الله فهو مَقْبُوحٌ والشَّقْحُ البُعْدُ والشَّقْحُ الشُّحُّ يوفي حديث عَمَّار سمع رجلاً يَسُبُّ عائشة فقال له بعدما لكَزَه لَكَزاتٍ أَأَنت تَسُبُّ حَبِيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ اقْعُدْ مَنْبُوحاً مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً المَشْقُوحُ المكسور أَو المُبْعَدُ وفي حديثه الآخر قال لأُم سَلَمة دَعِي هذه المَقْبوحة المَشْقوحة يعني بنتها زينبَ وأَخذها من حَجْرها وكانت طِفْلةً والشُّقَّاحُ نَبتُ الكَبَر

( شلح ) الشَّلْحاء السيف بلغة أَهل الشَّحْر وهي بأَقصى اليمن ابن الأَعرابي الشُّلْحُ السيوفُ الحِدادُ قال الأَزهري ما أُرَى الشَّلْحاءَ والشُّلْحَ عربيةً صحيحة وكذلك التَّشْلِيح الذي يتكلم به أَهل السواد سمعتهم يقولون شُلِّحَ فلانٌ إِذا خرج عليه قُطَّاع الطريق فسلبوه ثيابه وعَرَّوْه قال وأَحْسِبُها نَبَطِيَّة وفي الحديث الحاربُ المُشَلِّح هو الذي يُعَرِّي الناسَ ثيابهم قال ابن الأَثير عن الهروي هي لغة سَوادِيَّة وفي حديث عليّ رضي الله عنه في وصف الشُّراة خرجوا لُصُوصاً مُشَلِّحين قال ابن سيده قال ابن دريد أَما قول العامة شَلَّحه فلا أَدري ما اشتقاقه

( شنح ) الأَزهري الليث الشَّناحِيُّ ينعت به الجمل في تمام خَلْقه وأَنشد أَعَدُّوا كلَّ يَعْمَلةٍ ذَمُولٍ وأَعْيَسَ بازِلٍ قَطِمٍ شَناحِي الأَصمعي الشَّناحِيُّ الطويل ويقال هو شَناحٌ كما ترى ابن الأَعرابي قال الشُّنُح الطِّوالُ والشُّنُحُ السُّكارَى ابن سيده الشَّناحُ والشَّناحِيُّ
( * قوله « الشناحيّ » بزيادة الياء للتأكيد لا للنسب وقوله والشناحية بتخفيف الياء اه القاموس وشرحه ) والشَّناحِيَةُ من الإِبل الطويلُ الجسيم والأُنثى شَناحِيَةٌ لا غير وبَكْرٌ شَناحٍ وهو الفَتِيُّ من الإِبل وبَكْرَةٌ شَناحِيةٌ ورجل شَناحٍ وشَناحِيةٌ طويل حذفت الياء من شَناحٍ مع التنوين لاجتماع الساكنين وصَقْرٌ شانِحٌ متطاوِلٌ في طيرانه عن الزجاج قال ومنه اشتقاق الطويل قال ولست منها على ثقة
( * زاد المجد شوّح على الأمر تشويحاً أنكر اه مع زيادة من الشرح )

( شيح ) الشِّيحُ والشائِحُ والمُشِيحُ الجادُّ والحَذِرُ وشَايَح الرجلُ جدَّ في الأَمر قال أَبو ذؤيب الهذلي يرثي رجلاً من بني عمه ويصف مواقفه في الحرب وزَعْتَهُمُ حتى إِذا ما تَبَدَّدُوا سِراعاً ولاحَتْ أَوْجُهٌ وكُشُوحُ بَدَرْتَ إِلى أُولاهُمُ فَسَبَقْتَهُمْ وشايَحْتَ قبلَ اليومِ إِنكَ شِيحُ وقال الأَفْوه وبرَوْضةِ السُّلاَّنِ منا مَشْهَدٌ والخيلُ شائحةٌ وقد عَظُمَ الثُّبَى وأَشاحَ مثل شايَحَ قال أَبو النجم قُبًّا أَطاعتْ راعِياً مُشِيحا لا مُنْفِشاً رِعْياً ولا مُرِيحا القُبُّ الضامرة والمُنْفِشُ الذي يتركها ليلاً تَرْعَى والمُرِيحُ الذي يُريحها على أَهلها وفي حديث سطيح على جَمَل مُشِيح أَي جادّ مُسْرِع الفراء المُشِيح على وجهين المُقْبِلُ إِليك والمانع لما وراء ظهره ابن الأَعرابي والإِشاحةُ الحَذَرُ وأَنشد لأَوْسٍ في حَيْثُ لا تَنْفَعُ الإِشاحةُ من أَمْرٍ لمن قد يُحاوِلُ البِدَعا والإِشاحةُ الحَذَر والخوف لمن حاول أَن يدفع الموت ومحاوَلَتُه دَفْعَه بِدْعةٌ قال ولا يكون الحَذِرُ بغير جدّ مُشِيحاً وقول الشاعر تُشِيحُ على الفَلاةِ فَتَعْتَليها بنَوْعِ القَدْرِ إِذ قَلِقَ الوَضِينُ أَي تديم السير والمُشِيحُ المُجِدُّ وقال ابن الإِطْنابَة وإِقْدامي على المَكْرُوهِ نَفْسِي وضَرْبي هامةَ البَطَلِ المُشِيحِ وأَشاحَ على حاجته وشايَحَ مُشَايَحَةً وشِياحاً والشِّياحُ الحِذارُ والجِدُّ في كل شيء ورجل شائح حَذِرٌ وشايَحَ وأَشاحَ بمعنى حَذِرَ وقال أَبو السَّوْداء العِجْلي إِذا سَمِعْنَ الرِّزَّ من رَباحِ شايَحْنَ منه أَيَّما شِياحِ أَي حَذَرٍ وشايَحْنَ حَذِرْنَ والرِّزُّ الصوت ورَباح اسم راع وتقول إِنه لَمُشِيحٌ حازِمٌ حَذِرٌ وأَنشد أَمُرُّ مُشِيحاً معي فِتْيَةٌ فمن بينِ مُودٍ ومن خاسِرِ والشائح الغَيُورُ وكذلك الشَّيْحانُ لحَذَرِه على حُرَمِه وأَنشد المُفَضَّل لمَّا اسْتَمَرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ بالبَيْنِ عنك بها يَرْآكَ شَنْآنا
( * قوله « لما استمر إلخ » الذي تقدم في بجح ثم استمر )
الأَزهري شايَحَ أَي قاتل وأَنشد وشايَحْتَ قبلَ اليوم إِنك شِيحُ والشَّيْحانُ الطويلُ الحَسَن الطُّولِ وأَنشد شمر مُشِيحٌ فوقَ شَيْحانٍ يَدِرُّ كأَنه كَلْبُ قال شمر ورُوِي فوق شِيحانٍ بكسر الشين الأَزهري قال خالد بن جَنْبَة الشَّيْحانُ الذي يَتَهَمَّسُ عَدْواً أَراد السرعة ابن الأَعرابي شَيَّحَ إِذا نظر إِلى خَصْمِه فضايقه وأَشاحَ بوجهه عن الشيء نَحَّاه وفي صفته صلى الله عليه وسلم إِذا غَضِبَ أَعْرَضَ وأَشاحَ وقال ابن الأَعرابي أَعرض بوجهه وأَشاحَ أَي جَدَّ في الإِعراض قال والمُشِيحُ الجادُّ قال وأَقرأَنا لطرفة أَدَّتِ الصنعةُ في أَمتُنِها فهيَ من تحتُ مُشِيحَاتُ الحُزُمْ يقول جَدَّ ارتفاعُها في الحُزُم وقال إِذا ضمَّ وارتفع حزامه فهو مُشيح وإِذا نَحَّى الرجلُ وجهَه عن وَهَجٍ أَصابه أَو عن أَذًى قيل قد أَشاح بوجهه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال اتقوا النار ولو بشِقِّ تمرة ثم أَعرض وأَشاح قال ابن الأَثير المُشِيح الحَذِرُ والجادُّ في الأَمر وقيل المقبل إِليك المانع لما وراء ظهره فيجوز أَن يكون أَشاحَ أَحدَ هذه المعاني أَي حَذِرَ النارَ كأَنه ينظر إِليها أَو جَدَّ على الإِيصاء باتقائها أَو أَقبل إِليك بخطابه التهذيب الليث إِذا أَرْخَى الفَرَسُ ذَنَبَه قيل قد أَشاح بذنبه قال أَبو منصور أَظن الصواب أَساحَ بالسين إِذا أَرْخاه والشين تصحيف وهم في مَشِيحَى ومَشْيُوحاءَ من أَمرهم أَي اختلاط والمَشْيُوحاء أَن يكون القوم في أَمر يَبْتَدِرُونه قال شمر المُشِيحُ ليس من الأضداد إِنما هي كلمة جاءَت بمعْنَيَين والشِّيحُ ضَرْبٌ من بُرودِ اليمن يقال له الشِّيح والمُشِيحُ وهو المخطط قال الأَزهري ليس في البرود والثياب شِيحٌ ولا مُشَيَّحٌ بالشين معجمة من فوق والصواب السِّيحُ والمُسَيَّحُ بالسين والياء في باب الثياب وقد ذكر ذلك في موضعه والشِّيحُ نبات سُهْلِيٌّ يتخذ من بعضه المَكانِسُ وهو من الأَمْرار له رائحة طيبة وطعم مُرٌّ وهو مَرْعًى للخيل والنَّعَم ومَنابتُه القِيعانُ والرِّياض قال في زاهر الرَّوْضِ يُغَطِّي الشِّيحا وجمعه شِيحانٌ قال يَلُوذُ بشِيحانِ القُرَى من مُسَِفَّةٍ شَآمِيَةٍ أَو نَفْحِ نَكْباءَ صَرْصَرِ وقد أَشاحت الأَرضُ والمَشْيُوحاءُ الأَرض التي تُنْبِت الشِّيح يقصر ويمدّ وقال أَبو حنيفة إِذا كثر نباته بمكان قيل هذه مَشْيُوحاء وناقة شَيْحانة أَي سريعة

( صبح ) الصُّبْحُ أَوّل النهار والصُّبْحُ الفجر والصَّباحُ نقيص المَساء والجمع أَصْباحٌ وهو الصَّبيحةُ والصَّباحُ والإِصْباحُ والمُصْبَحُ قال الله عز وجل فالِقُ الإِصْباحِ قال الفراء إِذا قيل الأَمْسَاء والأَصْباح فهو جمع المَساء والصُّبْح قال ومثله الإِبْكارُ والأَبْكارُ وقال الشاعر أَفْنَى رِياحاً وذَوِي رِياحِ تَناسُخُ الإِمْساءِ والإِصْباحِ يريد به المَساء والصُّبْحَ وحكى اللحياني تقول العربُ إِذا تَطَيَّرُوا من الإِنسان وغيره صباحُ الله لا صَباحُك قال وإِن شئت نصبتَ وأَصْبَحَ القومُ دخلوا في الصَّباح كما يقال أَمْسَوْا دخلوا في المساء وفي الحديث أَصْبِحُوا بالصُّبحِ فإِنه أَعظم للأَجر أَي صلوها عند طلوع الصُّبْح يقال أَصْبَحَ الرجل إِذا دخل في الصُّبْح وفي التنزيل وإِنكم لَتَمُرُّون عليهم مُصْبِحِينَ وبالليل وقال سيبويه أَصْبَحْنا وأَمْسَينا أَي صرنا في حين ذاك وأَما صَبَّحْنا ومَسَّيْنا فمعناه أَتيناه صَباحاً ومساء وقال أَبو عدنان الفرق بين صَبَحْنا وصَبَّحْنا أَنه يقال صَبَّحْنا بلد كذا وكذا وصَبَّحْنا فلاناً فهذه مُشَدَّدة وصَبَحْنا أَهلَها خيراً أَو شرّاً وقال النابغة وصَبَّحَه فَلْجاً فلا زال كَعْبُه عل كلِّ من عادى من الناسِ عاليا ويقال صَبَّحَه بكذا ومسَّاه بكذا كل ذلك جائز ويقال للرجل يُنَبَّه من سِنَةِ الغَفْلة أَصْبِحْ أَي انْتَبِهْ وأَبْصِرْ رُشْدَك وما يُصْلِحُك وقال رؤبة أَصْبِحْ فما من بَشَرٍ مَأْرُوشِ أَي بَشَرٍ مَعِيبٍ وقول الله عز من قائل فأَخذتهم الصَّيْحةُ مُصْبِحِين أَي أَخذتهم الهَلَكة وقت دخولهم في الصباح وأَصْبَحَ فلان عالماً أَي صار وصَبَّحك الله بخير دُعاء له وصَبَّحْته أَي قلت له عِمْ صَباحاً وقال الجوهري ولا يُرادُ بالتشديد ههنا التكثير وصَبَّحَ القومَ أَتاهم غُدْوَةً وأَتيتهم صُبْحَ خامِسةٍ كما تقول لِمُسْيِ خامسةٍ وصِبْحِ خامسة بالكسر أَي لِصَباحِ خمسة أَيام وحكى سيبويه أَتيته صَباحَ مَساءَ من العرب من يبنيه كخمسة عشر ومنهم من يضيفه إِلا في حَدِّ الحال أَو الظرف وأَتيته صَباحاً وذا صَباحٍ قال سيبويه لا يستعمل إِلاَّ ظرفاً وهو ظرف غير متمكن قال وقد جاء في لغة لِخَثْعَم اسماً قال أَنس ابنُ نُهَيْكٍ عَزَمْتُ على إِقامةِ ذي صباحٍ لأَمْرٍ ما يُسَوَّدُ ما يَسُودُ وأَتيته أُصْبُوحةَ كل يوم وأُمْسِيَّةَ كلِّ يوم قال الأَزهري صَبَحْتُ فلاناً أَتيته صباحاً وأَما قول بُجَيْر بن زُهير المزنيِّ وكان أَسلم صَبَحْناهمْ بأَلفٍ من سُلَيْمٍ وسَبْعٍ من بني عُثمانَ وافى فمعناه أَتيناهم صَباحاً بأَلف رجل من سُليم وقال الراجز نحْنُ صَبَحْنا عامراً في دارِها جُرْداً تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها يريد أَتيناها صباحاً بخيل جُرْد وقول الشَّمَّاخ وتَشْكُو بعَيْنٍ ما أَكَلَّ رِكابَها وقيلَ المُنادِي أَصْبَحَ القومُ أَدْلِجِي قال الأَزهري يسأَل السائل عن هذا البيت فيقول الإِدلاج سير الليل فكيف يقول أَصبح القوم وهو يأْمر بالإِدلاج ؟ والجواب فيه أَن العرب إِذا قربت من المكان تريده تقول قد بلغناه وإِذا قربت للساري طلوعَ الصبح وإِن كان غير طالع تقول أَصْبَحْنا وأَراد بقوله أَصبح القومُ دنا وقتُ دخولهم في الصباح قال وإِنما فسرته لأَن بعض الناس فسره على غير ما هو عليه والصُّبْحة والصَّبْحة نوم الغداة والتَّصَبُّحُ النوم بالغداة وقد كرهه بعضهم وفي الحديث أَنه نهى عن الصُّبْحة وهي النوم أَوّل النهار لأَنه وقت الذِّكر ثم وقت طلب الكسب وفلان ينام الصُّبْحة والصَّبْحة أَي ينام حين يُصْبح تقول منه تَصَبَّح الرجلُ وفي حديث أُم زرع أَنها قالت وعنده أَقول فلا أُقَبَّح وأَرْقُدُ فأَتَصَبَّحُ أَرادت أَنها مَكفِيَّة فهي تنام الصُّبْحة والصُّبْحة ما تَعَلَّلْتَ به غُدْوَةً والمِصْباحُ من الإِبل الذي يَبْرُك في مُعَرَّسه فلا يَنْهَض حتى يُصبح وإِن أُثير وقيل المِصْبَحُ والمِصْباحُ من الإِبل التي تُصْبِحُ في مَبْرَكها لا تَرْعَى حتى يرتفع النهار وهو مما يستحب من الإستبل وذلك لقوَّتها وسمنها قال مُزَرِّد ضَرَبْتُ له بالسيفِ كَوْماءَ مِصْبَحاً فشُبَّتْ عليها النارُ فهي عَقِيرُ والصَّبُوحُ كل ما أُكل أَو شرب غُدْوَةً وهو خلاف الغَبُوقِ والصَّبُوحُ ما أَصْبَحَ عندهم من شرابهم فشربوه وحكى الأَزهري عن الليث الصَّبُوحُ الخمر وأَنشد ولقد غَدَوْتُ على الصَّبُوحِ مَعِي شَرْبٌ كِرامُ من بني رُهْمِ والصَّبُوحُ من اللبن ما حُلب بالغداة والصَّبُوحُ والصَّبُوحةُ الناقة المحلوبة بالغداة عن اللحياني حكي عن العرب هذه صَبُوحِي وصَبُوحَتي والصَّبْحُ سَقْيُكَ أَخاك صَبُوحاً من لبن والصَّبُوح ما شرب بالغداة فما دون القائلة وفعلُكَ الإِصطباحُ وقال أَبو الهيثم الصَّبُوح اللبن يُصْطَبَحُ والناقة التي تُحْلَبُ في ذلك الوقت صَبُوح أَيضاً يقال هذه الناقة صَبُوحِي وغَبُوقِي قال وأَنشدنا أَبو لَيْلَى الأَعرابي ما لِيَ لا أَسْقِي حُبيْباتي صَبائِحي غَبَائقي قَيْلاتي ؟ والقَيْلُ اللبن الذي يشرب وقت الظهيرة واصْطَبَحَ القومُ شَرِبُوا الصَّبُوحَ وصَبَحَه يَصْبَحُه صَبْحاً وصَبَّحَه سقاه صَبُوحاً فهو مُصْطَبحٌ وقال قُرْطُ بن التُّؤْم اليَشكُري كان ابنُ أَسماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه من هَجْمةٍ كفَسِيلِ النَّخْل دُرَّارِ يَعشون يطعمه عشاء والهَجْمة القطعة من الإِبل ودُرَّار من صفتها وفي الحديث وما لنا صَبِيٌّ يَصْطَبِحُ أَي ليس لنا لبن بقدر ما يشربه الصبي بُكْرَة من الجَدْب والقحط فضلاً عن الكثير ويقال صَبَحْتُ فلاناً أَي ناولته صَبُوحاً من لبن أَو خمر ومنه قول طرفة متى تَأْتِنِي أَصبَحْكَ كأْساً رَوِيَّةً أَي أَسقيك كأْساً وقيل الصَّبُوحُ ما اصْطُبِحَ بالغداة حارًّا ومن أَمثالهم السائرة في وصف الكذاب قولهم أَكْذَبُ من الآخِذِ الصَّبْحانِ قال شمر هكذا قال ابن الأَعرابي قال وهو الحُوَارُ الذي قد شرب فَرَوِيَ فإِذا أَردت أَن تَسْتَدِرَّ به أُمه لم يشرب لِرِيِّه دِرَّتها قال ويقال أَيضاً أَكذب من الأَخِيذِ الصَّبْحانِ قال أَبو عدنان الأَخِيذُ الأَسيرُ والصَّبْحانُ الذي قد اصْطَبَحَ فَرَوِيَ قال ابن الأَعرابي هو رجل كان عند قوم فصَبَحُوه حتى نَهَض عنهم شاخصاً فأَخذه قوم وقالوا دُلَّنا على حيث كنت فقال إِنما بِتُّ بالقَفْر فبينما هم كذلك إِذ قعد يبول فعلموا أَنه بات قريباً عند قوم فاستدلوا به عليهم واسْتَباحوهم والمصدرُ الصَّبَحُ بالتحريك وفي المثل أَعن صَبُوحٍ تُرَقِّق ؟ يُضْرَبُ مثلاً لمن يُجَمْجِمُ ولا يُصَرِّح وقد يضرب أَيضاً لمن يُوَرِّي عن الخَطْب العظيم بكناية عنه ولمن يوجب عليك ما لا يجب بكلام يلطفه وأَصله أَن رجلاً من العرب نزل برجل من العرب عِشاءً فغَبَقَه لَبَناً فلما رَويَ عَلِقَ يحدّث أُمَّ مَثْواه بحديث يُرَقِّقه وقال في خِلال كلامه إِذا كان غداً اصطحبنا وفعلنا كذا فَفَطِنَ له المنزولُ عليه وقال أَعن صَبُوح تُرَقِّق ؟ وروي عن الشَّعْبيِّ أَنَّ رجلاً سأَله عن رجل قَبَّل أُم امرأَته فقال له الشعبي أَعن صبوح ترقق ؟ حرمت عليه امرأَته ظن الشعبي أَنه كنى بتقبيله إِياها عن جماعها وقد ذكر أَيضاً في رقق ورجل صَبْحانُ وامرأَة صَبْحَى شربا الصَّبُوحَ مثل سكران وسَكْرَى وفي الحديث أَنه سئل متى تحلُّ لنا الميتة ؟ فقال ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَحْتَفُّوا بَقْلاً فشأْنكم بها قال أَبو عبيج معناه إِنما لكم منها الصَّبُوحُ وهو الغداء والغَبُوقُ وهو العَشاء يقول فليس لكم أَن تجمعوهما من الميتة قال ومنه قول سَمُرة لبنيه يَجْزي من الضَّارُورةِ صَبُوحٌ أَو غَبُوقٌ قال الأَزهري وقال غير أَبي عبيد معناه لما سئل متى تحل لنا الميتة ؟ أَجابهم فقال إِذا لم تجدوا من اللبن صَبُوحاً تَتَبَلَّغونَ به ولا غَبُوقاً تَجْتزِئون به ولم تجدوا مع عَدَمكم الصَّبُوحَ والغَبُوقَ بَقْلَةً تأْكلونها ويَهْجأُ غَرْثُكم حلَّت لكم الميتة حينئذ وكذلك إِذا وجد الرجل غداء أَو عشاء من الطعام لم تحلَّ له الميتة قال وهذا التفسير واضح بَيِّنٌ والله الموفق وصَبُوحُ الناقة وصُبْحَتُها قَدْرُ ما يُحْتَلَب منها صُبْحاً ولقيته ذاتَ صَبْحة وذا صبُوحٍ أَي حين أَصْبَحَ وحين شرب الصَّبُوحَ ابن الأَعرابي أَتيته ذاتَ الصَّبُوح وذات الغَبُوق إِذا أَتاه غُدْوَةً وعَشِيَّةً وذا صَباح وذا مَساءٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذاتَ العُوَيمِ أَي مذ ثلاثة أَزمان وأَعوام وصَبَحَ القومَ شَرًّا يَصْبَحُهم صَبْحاً جاءَهم به صَباحاً وصَبَحَتهم الخيلُ وصَبَّحَتهم جاءَتهم صُبْحاً وفي الحديث أَنه صَبَّح خَيْبَر أَي أَتاها صباحاً وفي حديث أَبي بكر كلُّ امرئٍ مُصَبَّحٌ في أَهله والموتُ أَدْنى من شِراك نَعْلِه أَي مَأْتيٌّ بالموت صباحاً لكونه فيهم وقتئذ ويوم الصَّباح يوم الغارة قال الأَعشى به تُرْعَفُ الأَلْفُ إِذ أُرْسِلَتْ غَداةَ الصَّباحِ إِذا النَّقْعُ ثارا يقول بهذا الفرس يتقدَّم صاحبُه الأَلفَ من الخيل يوم الغارة والعرب تقول إِذا نَذِرَتْ بغارة من الخيل تَفْجَؤُهم صَباحاً يا صَباحاه يُنْذِرونَ الحَيَّ أَجْمَعَ بالنداء العالي وفي الحديث لما نزلت وأَنْذِرْ عشيرتك الأَقربين صَعَّدَ على الصفا وقال يا صباحاه هذه كلمة تقولها العرب إِذا صاحوا للغارة لأَنهم أَكثر ما يُغِيرون عند الصباح ويُسَمُّونَ يومَ الغارة يوم الصَّباح فكأَنَّ القائلَ يا صباحاه يقول قد غَشِيَنا العدوُّ وقيل إِن المتقاتلين كانوا إِذا جاءَ الليل يرجعون عن القتال فإِذا عاد النهار عادوا فكأَنه يريد بقوله يا صباحاه قد جاءَ وقتُ الصباح فتأَهَّبوا للقتال وفي حديث سَلَمة بن الأَكْوَع لما أُخِذَتْ لِقاحُ رسول اًّ صلى الله عليه وسلم نادَى يا صَباحاه وصَبَح الإِبلَ يَصْبَحُها صَبْحاً سقاها غُدْوَةً وصَبَّحَ القومَ الماءَ وَرَده بهم صباحاً والصَّابِحُ الذي يَصْبَح إِبلَه الماءَ أَي يسقيها صباحاً ومنه قول أَبي زُبَيْدٍ حِينَ لاحتَ للصَّابِحِ الجَوْزاء وتلك السَّقْية تسميها العرب الصُّبْحَةَ وليست بناجعة عند العرب ووقتُ الوِرْدِ المحمودِ مع الضَّحاء الأَكبر وفي حديث جرير ولا يَحْسِرُ صابِحُها أَي لا يَكِلُّ ولا يَعْيا وهو الذي يسقيها صباحاً لأَنه يوردها ماء ظاهراً على وجه الأَرض قال الأَزهري والتَّصْبِيحُ على وجوه يقال صَبَّحْتُ القومَ الماءَ إِذا سَرَيْتَ بهم حتى توردهم الماءَ صباحاً ومنه قوله وصَبَّحْتُهم ماءً بفَيْفاءَ قَفْرَةٍ وقد حَلَّقَ النجمُ اليمانيُّ فاستوى أَرادَ سَرَيْتُ بهم حتى انتهيتُ بهم إِلى ذلك الماء وتقول صَبَّحْتُ القوم تصبيحاً إُذا أَتيتهم مع الصباح ومنه قول عنترة يصف خيلاً وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً يَهْدِي أَوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَي أَتينا الجِفارَ صباحاً يعني خيلاً عليها فُرْسانها ويقال صَبَّحْتُ القومَ إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ والتَّصْبيح الغَداء يقال قَرِّبْ إِليَّ تَصْبِيحِي وفي حديث المبعث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَتِيماً في حجْر أَبي طالب وكان يُقَرَّبُ إِلى الصِّبْيان تَصْبِيحُهم فيختلسون ويَكُفّ أَي يُقَرَّبُ إِليهم غداؤهم وهو اسم بُني على تَفْعِيل مثل التَرْعِيب للسَّنام المُقَطَّع والتنبيت اسم لما نَبَتَ من الغِراس والتنوير اسم لنَوْر الشجر والصَّبُوح الغَداء والغَبُوق العَشاء وأَصلهما في الشرب ثم استعملا في الأَكل وفي الحديث من تَصَبَّحَ بسبع تَمراتِ عَجْوَة هو تَفَعَّلَ من صَبَحْتُ القومَ إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ وصَبَّحْتُ بالتشديد لغة فيه والصُّبْحةُ والصَّبَحُ سواد إِلى الحُمْرَة وقيل لون قريب إِلى الشُّهْبَة وقيل لون قريب من الصُّهْبَة الذكَرُ أَصْبَحُ والأُنثى صَبْحاء تقول رجل أَصْبَحُ وأَسَد أَصْبَح بَيِّنُ الصَّبَح والأَصْبَحُ من الشَّعَر الذي يخالطه بياض بحمرة خِلْقَة أَيّاً كانَ وقد اصْباحَّ وقال الليث الصَّبَحُ شدّة الحمرة في الشَّعَر والأَصْبَحُ قريب من الأَصْهَب وروى شمر عن أَبي نصر قال في الشعَر الصُّبْحَة والمُلْحَة ورجل أَصْبَحُ اللحية للذي تعلو شعرَه حُمْرةٌ ومن ذلك قيل دَمٌ صِباحَيُّ لشدَّة حمرته قال أَبو زُبيد عَبِيطٌ صُباحِيٌّ من الجَوْفِ أَشْقَرا وقال شمر الأَصْبَحُ الذي يكون في سواد شعره حمرة وفي حديث الملاعنة إِن جاءَت به أَصْبَحَ أَصْهَبَ الأَصْبَحُ الشديد حمرة الشعر ومنه صُبْحُ النهار مشتق من الأَصْبَح قال الأَزهري ولونُ الصُّبْحِ الصادق يَضْرِب إِلى الحمرة قليلاً كأَنها لون الشفَق الأَوّل في أَوَّل الليل والصَّبَحُ بَريقُ الحديد وغيره والمِصْباحُ السراج وهو قُرْطُه الذي تراه في القِنديل وغيره والقِراطُ لغة وهو قول الله عز وجل المِصْباحُ في زُجاجةٍ الزُّجاجةُ كأَنها كوكبٌ دُرِّيٌّ والمِصْبَحُ المِسْرَجة واسْتَصْبَح به اسْتَسْرَجَ وفي الحديث فأَصْبِحي سِراجَك أَي أَصْلِحيها وفي حديث جابر في شُحوم الميتة ويَسْتَصْبِحُ بها الناسُ أَي يُشْعِلونَ بها سُرُجَهم وفي حديث يحيى بن زكريا عليهما السلام كان يَخْدُم بيتَ المقدِس نهاراً ويُصْبِحُ فيه ليلاً أَي يُسْرِجُ السِّراح والمَصْبَح بالفتح موضع الإِصْباحِ ووقتُ الإِصْباح أَيضاً قال الشاعر بمَصْبَح الحمدِ وحيثُ يُمْسِي وهذا مبني على أَصل الفعل قبل أَن يزاد فيه ولو بُني على أَصْبَح لقيل مُصْبَح بضم الميم قال الأَزهري المُصْبَحُ الموضع الذي يُصْبَحُ فيه والمُمْسى المكان الذي يُمْسَى فيه ومنه قوله قريبةُ المُصْبَحِ من مُمْساها والمُصْبَحُ أَيضاً الإِصباحُ يقال أَصْبَحْنا إِصباحاً ومُصْبَحاً وقول النمر بن تَوْلَبٍ فأَصْبَحْتُ والليلُ مُسمْتَحْكِمٌ وأَصْبَحَتِ الأَرضُ بَحْراً طَما فسره ابن الأَعرابي فقال أَصْبَحْتُ من المِصْباحِ وقال غيره شبه البَرْقَ بالليل بالمِصْباح وشدَّ ذلك قولُ أَبي ذؤَيب أَمِنْك بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه ؟ كأَنه في عِراصِ الشامِ مِصْباحُ فيقول النمر بن تولب شِمْتُ هذا البرق والليلُ مُسْتَحْكِم فكأَنَّ البرقَ مِصْباح إِذ المصابيح إِنما توقد في الظُّلَم وأَحسن من هذا أَن يكون البرقُ فَرَّج له الظُّلْمةَ حتى كأَنه صُبْح فيكون أَصبحت حينئذ من الصَّباح قال ثعلب معناه أَصْبَحْتُ فلم أَشْعُر بالصُّبح من شدّة الغيم والشَّمَعُ مما يُصْطَبَحُ به أَي يُسْرَجُ به والمِصْبَحُ والمِصْباحُ قَدَحٌ كبير عن أَبي حنيفة والمَصابيح الأَقْداح التي يُصْطبح بها وأَنشد نُهِلُّ ونَسْعَى بالمَصابِيحِ وَسْطَها لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ مُجْمَعُ ومَصابيحُ النجوم أَعلام الكواكب واحدها مِصْباح والمِصْباح السِّنانُ العريضُ وأَسِنَّةٌ صُباحِيَّةٌ كذلك قال ابن سيده لا أَدري إِلامَ نُسِبَ والصَّباحةُ الجَمال وقد صَبُحَ بالضم يَصْبُح صَباحة وأَما من الصَّبَح فيقال صَبِحَ
( * قوله « فيقال صبح إلخ » أي من باب فرح كما في القاموس ) يَصْبَحُ صَبَحاً فهو أَصْبَحُ الشعر ورجل صَبِيحٌ وصُباحٌ بالضم جميل والجمع صِباحٌ وافق الذين يقولون فُعال الذين يقولون فَعِيل لاعتِقابهما كثيراً والأُنثى فيهما بالهاء والجمع صِباحٌ وافق مذكره في التكسير لاتفاقهما في الوصفية وقد صَبُحَ صَباحة وقال الليث الصَّبِيح الوَضِيءُ الوجه وذو أَصْبَحَ مَلِكٌ من ملوك حِمْيَر
( * قوله « ملك من ملوك حمير » من أَجداد الإمام مالك بن أنس )
وإِليه تنسب السِّياطُ الأَصْبَحِيَّة والأَصْبَحِيُّ السوط وصَباحٌ حيّ من العرب وقد سَمَّتْ صُبْحاً وصَباحاً وصُبَيْحاً وصَّبَّاحاً وصَبِيحاً ومَضْبَحاً وبنو صُباح بطون بطن في ضَبَّة وبطن في عبد القَيْس وبطن في غَنِيٍّ وصُباحُ حيّ من عُذْرَة ومن عبد القَيْسِ وصُنابِحُ بطن من مُراد

( صحح ) الصُّحُّ والصِّحَّةُ
( * قوله « الصح والصحة » قال شارح القاموس قد وردت مصادر على فعل بالضم وفعلة بالكسر في أَلفاظ هذا منها وكالقل والقلة والذل والذلة قاله شيخنا ) والصَّحاحُ خلافُ السُّقْمِ وذهابُ المرض وقد صَحَّ فلان من علته واسْتَصَحَّ قال الأَعشى أَمْ كما قالوا سَقِيمٌ فلئن نَفَضَ الأَسْقامَ عنه واسْتَصَحّْ لَيُعِيدَنْ لِمَعَدٍّ عَكْرَها دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المِنَحْ يقول لئن نَفَضَ الأَسْقامَ التي به وبَرَأَ منها وصَحَّ لَيُعِيدَنَّ لمَعَدٍّ عَطْفَها أَي كَرَّها وأَخْذَها المِنَحَ وصَحَّحه الله ُ فهو صَحِيح وصَحاح بالفتح وكذلك صَحِيحُ الأَديم وصَحاحُ الأَديم بمعنى أَي غير مقطوع وهو أَيضاً البراءَة من كل عيب وريب وفي الحديث يُقاسِمُ ابنُ آدم أَهلَ النار قِسْمَةً صَحاحاً يعني قابيلَ الذي قتل أَخاه هابيل أَي أَنه يقاسمهم قسمة صحيحة فله نصفها ولهم نصفها الصَّحاحُ بالفتح بمعنى الصَّحيح يقال دِرْهَم صحيح وصَحاحٌ ويجوز أَن يكون بالضم كطُوال في طويل ومنهم مَن يرويه بالكسر ولا وجه له وحكى ابن دريد عن أَبي عبيدة كان ذلك في صُحِّه وسُقْمه قال ومن كلامهم ما أَقرب الصَّحاحَ من السَّقَم وقد صَحَّ يَصِحُّ صِحَّةً ورجل صَحاحٌ وصَحيحٌ من قوم أَصِحَّاءَ وصِحاحٍ فيهما وامرأَة صحيحة من نِسوة صِحاح وصَحائِحَ وأَصَّحَ الرجلُ فهو مُصِحٌّ صَّحَّ أَهلُه وماشيته صحيحاً كان هو أَو مريضاً وأَصَحَّ القومُ أَيضاً وهم مُصِحُّون إِذا كانت قد أَصابت أَموالَهم عاهةٌ ثم ارتفعت وفي الحديث لا يُورِدُ المُمْرِضُ على المُصِحّ المُصِحُّ الذي صَحَّتْ ماشيته من الأَمراض والعاهات أَي لا يُورِدُ مَن إِبله مَرْضَى على مَن إِبله صِحاح ويسقيها معها كأَنه كره ذلك أَن يظهر
( * قوله « كره ذلك أن يظهر » لفظ النهاية كره ذلك مخافة أن يظهر إلخ )
بمال المُصِح ما ظهر بمال المُمْرِض فيظن أَنها أَعْدَتها فيأْثم بذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم لا عَدْوى وفي الحديث الآخر لا يورِدَنَّ ذو عاهة على مُصِحٍّ أَي أَن الذي قد مرضت ماشيته لا يستطيع أَن يُورِدَ على الذي ماشيته صِحاحٌ وفي الحديث الصَّوْم مَصَحَّةٌ ومَصِحَّةٌ بفتح الصاد وكسرها والفتح أَعلى أَي يصح عليه هو مَفْعَلة من الصِّحَّة العافية وهو كقوله في الحديث الآخر صُومُوا تَصِحُّوا والسَّفَر أَيضاً مَصَِحَّة وأَرض مَصَحَّة ومَصِحَّةٌ بريئة من الأَوْباء صحيحة لا وَباءَ فيها ولا تكثر فيها العِلَلُ والأَسقامُ وصَحاحُ الطريق ما اشتدَّ منه ولم يَسْهُلْ ولم يُوطَأْ وصَحاحُ الطريق شدَّته قال ابن مُقْبل يصف ناقة إِذا واجَهَتْ وَجْهَ الطريقِ تَيَمَّمَتْ صَحاحَ الطريقِ عِزَّةً أَن تَسَهَّلا وصَحَّ الشيءَ جعله صحيحاً وصَحَّحْتُ الكتابَ والحسابَ تصحيحاً إِذا كان سقيماً فأَصلحت خطأَه وأَتيتُ فلاناً فأَصْحَحْتُه أَي وجدته صحيحاً والصحيح من الشِّعْر ما سَلِمَ من النقص وقيل كل ما يمكن فيه الزِّحافُ فَسَلِمَ منه فهو صحيح وقيل الصحيح كل آخر نصف يسلم من الأَشياء التي تقع عِللاً في الأَعاريض والضروب ولا تقع في الحشو والصَّحْصَحُ والصَّحْصاحُ والصَّحْصَحان كله ما استوى من الأَرض وجَرِدَ والجمع الصَّحاصِحُ والصَّحْصَحُ الأَرضُ الجَرْداءُ المستوية ذاتُ حَصًى صِغار وأَرض صَحاصِحُ وصَحْصَحانٌ ليس بها شيء ولا شجر ولا قرار للماء قال وقلَّما تكون إِلاَّ إِلى سَنَدِ وادٍ أَو جبل قريب من سَنَدِ وادٍ قال والصَّحْراءُ أَشدُّ استواء منها قال الراجز تَراهُ بالصَّحاصِحِ السَّمالِقِ كالسَّيفِ من جَفْنِ السِّلاحِ الدَّالِقِ وقال آخر وكم قَطَعْنا من نِصابِ عَرْفَجِ وصَحْصَحانٍ قَذُفٍ مُخَرَّجِ به الرَّذايا كالسَّفِينِ المُخْرَجِ ونِصابُ العَرْفَج ناحيته والقُذُفُ التي لا مَرْتَعَ بها والمُخَرَّجُ الذي لم يصبه مطر أَرضٌ مُخَرَّجة فشبه شُخُوصَ الإِبل الحَسْرَى بشُخُوصِ السُّفُن ويقال صَحْصاحٌ وأَنشد حيثُ ارْثَعَنَّ الوَدْقُ في الصَّحْصاحِ وفي حديث جُهَيْشٍ وكائٍنْ قَطَعْنا إِليك من كذا وكذا وتَنُوفةٍ صَحْصَحٍ والصَّحْصَحُ والصَّحْصحة والصَّحْصَحانُ الأَرض المستوية الواسعة والتَّنُوفةُ البَرِّيَّةُ ومنه حديث ابن الزبير لما أَتاه قَتْلُ الضحاك قال إِنَّ ثَعْلَبَ بن ثَْعلَبٍ حَفَرَ بالصَّحْصحةِ فأَخطأَت اسْتُه الحُفْرةَ وهذا مثل للعرب تضربه فيمن لم يصب موضع حاجته يعني أَن الضحاك طلب الإِمارة والتقدُّمَ فلم ينلها ورجل صُحْصُحٌ وصُحْصُوحٌ يَتَتَبَّعُ دقائق الأُمور فيُحْصِيها ويَعْلمُها وقول مُلَيْحِ الهذلي فَحُبُّكَ لَيْلى حين يَدْنُو زَمانه ويَلْحاكَ في لَيْلى العَرِيفُ المُصَحْصِحُ قيل أَراد الناصِحَ كأَنه المُصَحِّحُ فكره التضعيف والتَّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ
( * قوله « والترهات الصحاصح إلخ » عبارة الجوهري والترهات الصحاصح هي الباطل هكذا حكاه أَبو عبيد وكذلك الترهات البسابس وهما بالإضافة أجود عندي ) هي الباطل وكذلك الترهات البَسابِسُ وهما بالإِضافة أَجودُ قال ابن مقبل وما ذِكْرُه دَهْماءَ بعدَ مَزارِها بنَجْرانَ إِلاَّ التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ ويقال للذي يأْتي بالأَباطيل مُصَحْصِحٌ

( صدح ) صَدَحَ الرجلُ يَصْدَحُ صَدْحاً وصُداحاً وهو صَدَّاحٌ وصَدُوحٌ وصَيْدَحٌ رفع صوته بغناء أَو غيره والقَيْنَةُ الصادحة المغنية والصَّيْدَحُ والصَّدُوحُ والمِصْدَحُ الصَّيَّاحُ وصَدَحَ الطائرُ والغُرابُ والدِّيكُ يَصْدَحُ صَدْحاً وصُداحاً صاحَ واسم الفاعل منه صَدَّاحٌ قال لبيد يرثي عامِرَ بنَ مالك بن جعفر مُلاعِبَ الأَسِنَّة وفِتْيَةٍ كالرَّسَلِ القِماحِ باكَرْتُهُمْ بِحُلَلٍ وراحِ وزَعْفَرانٍ كَدَمِ الأَذْباحِ وقَيْنَةٍ ومِزْهَرٍ صَدَّاحِ الرَّسَلُ القطعة من الإِبل والقِماحُ الرافعة رؤُوسها والأَذْباحُ جمع ذِبْحٍ وهو ما ذُبِحَ وقال حُمَيْدُ بن ثور مُطَوَّقة خَطْباء تَصْدَحُ كلما دنا الصيفُ وانْزاحَ الربيعُ فأَنجَما والصَّدْحُ أَيضاً شدّة الصوت وحِدَّته والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر والصَّدُوحُ والصَّيْداحُ الشديد الصوت قال وذُعِرَتْ من زاجرٍ وَحْواحِ مُلازمٍ آثارَها صَيْداحِ والصَّيْدَحُ الفرس الشديد الصوت وصَدَحَ الحمارُ وهو صَدُوحٌ صَوَّتَ قال أَبو النجم مُحَشْرِجاً ومَرَّةً صَدُوحا وقال الأَزهري قال الليث الصَّدْحُ من شدة صوت الديك والغراب ونحوهما وحكي عن ابن الأَعرابي الصَّدَحُ الأَسْوَدُ وقال قال ابن شميل الصَّدَحُ أَنْشَزُ من العُنَّاب قليلاً وأَشدُّ حُمْرَةً وحُمْرَتُه تضرب إِلى السواد وذكر الأَزهري الصَّدْحانُ آكامٌ صِغارٌ صِلابُ الحجارة واحدها صَدَحٌ والصَّدْحةُ والصَّدَحةُ والصُّدْحةُ خرزة يُسْتَعْطَفُ بها الرجال وقال اللحياني هي خَرَزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ والصَّدَحُ حجر عريض وصَيْدَحُ اسم ناقة ذي الرمة وفيها يقول سَمِعْتُ الناسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً فقلتُ لِصَيْدَحَ انْتَجِعِي بِلالا
( * قوله « سمعت الناس إلخ » برفع الناس هكذا ضبطه غير واحد ووجدت بخط الجوهري رأيت بل سمعت وهو خطأ والصواب ما هنا فتأَمل كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأصل )

( صرح ) الصَّرَحُ والصَّرِيحُ والصَّراحُ والصِّراح والصُّراحُ والكسر أَفصح المَحْضُ الخالصُ من كل شيء رجل صَرِيحٌ وصُرَحاء وهي أَعلى
( * قوله « رجل صريح وصرحاء وهي أَعلى » كذا بالأصل ولعل فيه سقطاً والأصل رجل صريح من قوم صرائح وصرحاء وهي أَعلى وعبارة القاموس وشرحه وهو أي الرجل الخالص النسب الصريح من قوم صرحاء وهي أعلى وصرائح ) والاسم الصَّراحةُ والصُّرُوحةُ وصَرُحَ الشيءُ خَلُصَ وكل خالص صَريح والصَّريحُ من الرجال والخيل المَحْضُ ويجمع الرجال على الصُّرَحاء والخيل على الصَّرائح قال ابن سيده الصَّريح الرجل الخالص النسب والجمع الصُّرَحاء وقد صَرُحَ بالضم صَراحة وصُرُوحة تقول جاء بنو تميم صَرِيحةً إِذا لم يخالطهم غيرهم وقول الهذلي وكَرَّمَ ماءً صَريحا أَي خالصاً وأَراد بالتكريم التكثير قال وهي لغة هذلية وفي الحديث حديث الوسوسة ذاك صريح الإِيمان كراهتكم له صريحُ الإِيمان والصريحُ الخالص من كل شيء وهو ضِدُّ الكناية يعني أَن صريح الإِيمان هو الذي يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في قلوبكم حتى يصير ذلك وسوسة لا يتمكن في قلوبكم ولا تطمئنُّ إِليه نفوسكم وليس معناه أَن الوسوسة نفسها صريح الإِيمان لأَنها إِنما تتولد من فعل الشيطان وتسويله فكيف تكون إِيماناً صَريحاً ؟ وصَريحٌ اسم فحلٍ مُنْجِبٍ وقال أَوْسُ بن غَلْفاء الهُجَيْمِي ومِرْكَضَةٍ صَرِيحيٍّ أَبوها يُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ قال ابن بري صواب إِنشاده ومِرْكَضَةٌ صَرِيحِيٌّ لأَن قبله أَعانَ على مِرَاسِ الحَرْبِ زَغْفٌ مُضاعَفَةٌ لها حَلَقٌ تُؤامُ وفرس صريحٌ من خيل صَرائِحَ والصَّريحُ فحل من خيل العرب معروف قال طُفيل عَناجِيجُ فيهنَّ الصَّريحُ ولاحِقٌ مَغاوِيرُ فيها للأَرِيبِ مُعَقَّبُ ويروى من آل الصَّريح وأَعْوَجٍ غلبت الصفة على هذا الفحل فصارت له اسماً وأَتاه بالأَمر صُراحِيةً أَي خالصاً وخَمْر صُراح وصُراحِية خالصة وكأْسٌ صُراحٌ لم تُشَبْ بِمَزْج وفي حديث أُم مَعْبَدٍ دَعاها بِشاةٍ حائلٍ فَتَحََلَّبَتْ له بصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزْبِدِ أَي لبن خالص لم يُمْذَقْ والضَّرَّة أَصل الضَّرْع وفي حديث ابن عباس سئل متى يَحِلُّ شِراءُ النخل ؟ قال حين يُصَرِّحُ قيل وما التصريح ؟ قال حين يَسْتَبين الحُلْوُ من المُرِّ قال الخطابي هكذا يُرْوَى ويُفَسر والصواب يُصَوِّحُ بالواو وسيذكر في موضعه والصُّراحِيَّة آنيةٌ للخمر قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته والصَّرَح بالتحريك الأَبيض الخالص من كل شيء قال المتنخل الهذلي تَعْلُو السُّيُوفُ بأَيديهم جَماجِمَهم كما يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَزِ الصَّرَحُ وأَورد الأَزهري والجوهري هذا البيت مستشهداً به على الخالص من غير تقييد بالأَبيض وأَبْيَضُ صَرَاحٌ كَلَياحٍ خالصٌ ناصعٌ والصَّريحُ اللبن إِذا ذهبت رَغْوَتُه ولبن صَريح ساكن الرَّغْوَةِ خالص وفي المثل بَرَزَ الصريحُ بجانب المَتْنِ يضرب هذا للأَمر الذي وَضَحَ وناقة مِصْراح قليلة الرغوة خالصة اللبن الأَزهري يقال للناقة التي لا تُرَغِّي مِصْراح يَفْتُرُ شَخْبُها ولا تُرَغِّي أَبداً وبول صَرِيحٌ خالص ليس عليه رغوة قال الأَزهري يقال للَّبن والبول صريح إِذا لم يكن فيه رغوة قال أَبو النجم يَسُوفُ من أَبْوالِها الصَّريحا وصَرِيحُ النُّصْحِ مَحْضُه ويوم مُصَرِّحٌ أَي ليس فيه سحاب وهو في شعر الطِّرِمَّاح في قوله يصف ذئباً إِذا امْتَلَّ يَهْوِي قلتَ ظِلُّ طَخاءةٍ ذَرَى الرِّيحُ في أَعْقابِ يومٍ مُصَرِّحِ امْتَلَّ عدا وطَخاءَة سحابة خفيفة أَي ذراه الرِّيح في يوم مُصْحٍ شبه الذئب في عدوه في الأَرض بسحابة خفيفة في ناحية من نواحي السماء وصَرَّحَتِ الخَمْر تصريحاً انجلى زَبَدُها فَخَلَصَتْ وهو التصريحُ تقول قد صَرَّحَتْ من بعد تَهْدارٍ وإِزْبادٍ وتَصَرَّحَ الزَّبَدُ عنها انْجَلَى فَخَلَصَ قال الأَعشى كُمَيْتاً تَكَشَّفُ عن حُمْرَةٍ إِذا صَرَّحَتْ بعدَ إِزْبادِها وانْصَرَحَ الحقُّ أَي بانَ وكَذِبٌ صُرْحانٌ خالِصٌ عن اللحياني ولقيته مُصارَحةً ومُقارَحةً وصُراحاً وصِراحاً وكِفاحاً بمعنى واحد إِذا لقيته مواجهة قال قد كنتُ أَنْذَرْتُ أَخا مَنَّاحِ عَمْراً وعَمْرٌو وعُرْضةُ الصُّرَاحِ وشَتَمْتُ فلاناً مُصارَحة وصُراحاً وصِراحاً أَي كِفاحاَ ومواجهة والاسم الصُّراحُ بالضم وكَذِبٌ صُراحِيَةٌ وصُراحِيٌّ وصُراحٌ بَيِّنٌ يعرفه الناسُ وتكلم بذلك صُراحاً وصِراحاً أَي جهاراً ويقال جاء بالكفر صُراحاً خالصاً أَي جهاراً قال الأَزهري كأَنه أَراد صَريحاً وصَرَّحَ فلانٌ بما في نفسه وصارَحَ أَبداه وأَظهره وأَنشد أَبو زياد وإِني لأَكْنُو عن قَذُورٍ بغيرها وأُعْرِبُ أَحياناً بها فأُصارِحُ أَمُنْحَدِراً تَرْمي بكَ العِيسُ غُرْبَةً ومُصْعِدَة بَرْحٌ لعينيكَ بارِحُ ؟ وفي المثل صَرَّحَ الحقُّ عن مَحْضِهِ أَي انكشف الأَزهري وصَرَحَ الشيءَ وصَرَّحه وأَصْرَحه إِذا بَيَّنه وأَظهره ويقال صَرَّحَ فلانٌ ما في نَفْسِه تصريحاً إِذا أَبداه والتصريحُ خلافُ التعريض ومن أَمثال العرب صَرَّحَتْ بِجِدَّان وجِلْدانَ
( * قوله « صرحت بجدان وجلدان » الضمير في صرحت للقصة وروي اعجام الدال واهمالها وانظر ياقوت والميداني )
إِذا أَبدى الرجلُ أَقْصَى ما يريده والصُّراحُ اللبن الرقيق الذي أُكْثِرَ ماؤُه فَتَرى في بعضه سُمْرَة من مائه وخُضْرَةً والصُّراحُ عَرَق الدابة يكون في اليد كذا حكاه كراع بالراء والمعروف الصُّمَاحُ والصَّرْحُ بيت واحد يُبْنى منفرداً ضَخْماً طويلاً في السماء وقيل هو القَصْرُ وقيل هو كل بناء عال مرتفع وفي التنزيل إِنه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ من قَوارِيرَ والجمع صُرُوحٌ قال أَبو ذؤيب على طُرُقٍ كنُحُورِ الظِّبا ءِ تَحْسِبُ آرامَهُنَّ الصُّرُوحا وقال الزجاج في قوله تعالى قِيلَ لها ادْخُلي الصَّرْحَ قال الصَّرْحُ في اللغة القَصْرُ والصَّحْنُ يقال هذه صَرْحةُ الدار وقارِعَتُها أَي ساحتها وعَرْصَتُها وقال بعضُ المُفَسرين الصَّرْحُ بَلاطٌ اتُّخِذَ لها من قَوارير والصَّرْحُ الأَرض المُمَلَّسةُ والصَّرْحةُ مَتْنٌ من الأَرض مُسْتَوٍ والصَّرْحةُ من الأَرض ما استوى وظهر يقال هم في صَرْحةِ المِرْبَدِ وصَرْحةِ الدار وهو ما استوى وظهر وإِن لم يظهر فهو صَرْحة بعد أَن يكون مستوياً حسناً قال وهي الصحراء فيما زعم أَبو أِسلم وأَنشد للراعي كأَنها حينَ فاضَ الماءُ واخْتَلَفَتْ فَتْخاءُ لاحَ لها بالصَّرْحةِ الذِّيبُ والصَّرْحةُ موضع وصِرْواحُ حِصْن باليمن أَمر سليمان عليه السلام الجنَّ فَبَنَوْه لِبَلْقِيسَ وهو في الصحاح معرَّف بالأَلف واللام وتقول صَرَّحَتْ كَحْلُ أَي أَجْدَبَت وصارت صريحة أَي خالصة في الشدَّة وكذلك تقول صَرَّحَتِ السَّنَةُ إِذا ظهرت جُدُوبَتُها قال سَلامة بنُ جَنْدل قومٌ إِذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ بُيوتُهُمُ مَأْوَى الضُّيوفِ ومأْوى كلِّ قُرْضوبِ
( * قوله « مأوى الضيوف » أنشده الجوهري مأوى الضريك والضريك والقرضوب واحد فعلى ما أنشده المؤلف هنا يكون عطف القرضوب على الضيوف من عطف الخاص بخلافه على ما أنشده الجوهري ) القُرْضُوبُ الفقيرُ والصُّمارِحُ بالضم الخالصُ من كل شيء والميم زائدة ويروى الصُّمادِحُ بالدال قال الجوهري ولا أَظنه محفوظاً

( صردح ) الصَّرْدَحَةُ الصحراء التي لا تنبت وهي غَلْظٌ من الأَرض مُسْتَوٍ والصَّرْدَحُ المكان المستوي والصِّرْداحُ مثله والصَّرْدَحُ والصِّرْداحُ المكانُ الصُّلْبُ وقيل الصَّرْدح المكان الواسع الأَمْلَسُ المستوي وقيل الصِّرْداحُ الفلاة التي لا شيء فيها عن كراع ابن شميل الصَّرادِحُ واحدتها صَرْدَحة وهي الصحراء التي لا شجر بها ولا نبت وهي غَلْظٌ من الأَرض وهي مستوية أَبو عمرو الصَّرادِحُ الأَرضُ اليابسة التي لا شيء بها وفي حديث أَنس رأَيت الناسَ في إِمارة أَبي بكر جُمِعوا في صَرْدَح يَنْفُذُهم البَصَرُ ويُسْمِعُهم الصوتُ الصَّرْدح الأَرض الملساء وجمعها صَرادِحُ وضَرْبٌ صُرادِحِيٌّ وصُمادِحِيٌّ شديد بَيِّنٌ

( صرطح ) الصَّرْطَحُ المكان الصُّلْبُ وكذلك الصِّرْداحُ
( * قوله « وكذلك الصرداح إلخ » كذا بالأصل بالدال المهملة والذي في شرح القاموس المطبوع وكذلك الصرطاح والسين لغة ) والسين لغة

( صرفح ) الصَّرَنْفَحُ الشديد الخصومة والصوت كالصَرَنْقَح وصَرَّحَ ثعلب بأَن المعروف إِنما هو بالفاء

( صرقح ) الصَّرَنْقَحُ الماضي الجَريء وقال ثعلب الصَّرَنْقَحُ الشديد الخصومة والصوت وأَنشد لِجَرانِ العَوْدِ في وصف نساء ذكرهن في شعر له فقال إِنَّ من النِّسْوانِ من هي رَوْضةٌ تَهِيجُ الرِّياضُ قُبْلَها وتَصَوَّحُ ومنهنَّ غُلٌّ مُقْفَلٌ ما يَفُكُّهُ من الناسِ إِلا الأَحْوَذِيُّ الصَّرَنْقَحُ وفي التهذيب إِلا الشَّحْشحانُ الصَّرَنْقَحُ قال شمر ويقال صَرَنْقَحٌ وصَلَنْقَحٌ بالراء واللام والصَّرَنْقَحُ أَيضاً المحتال الأَزهري الصَّرَنْقَحُ من الرجال الشديد الشَّكيمة الذي له عزيمة لا يُطْمَع فيما عنده ولا يُخْدَعُ وقيل الصَّرَنْقَحُ الظريف

( صفح ) الصَّفْحُ الجَنْبُ وصَفْحُ الإِنسان جَنْبُه وصَفْحُ كل شيءٍ جانبه وصَفْحاه جانباه وفي حديث الاستنجاء حَجَرَين للصَّفْحَتين وحَجَراً للمَسْرُبةِ أَي جانبي المَخْرَج وصَفْحُه ناحيته وصَفْحُ الجبلِ مُضْطَجَعُه والجمع صِفاحٌ وصَفْحَةُ الرجل عُرْضُ وجهه ونظر إِليه بصَفْحِ وجهه وصُفْحِه أَي بعُرْضِه وفي الحديث غيرَ مُقْنِعٍ رأْسَه ولا صافحٍ بِخَدّه أَي غيرَ مُبْرِزٍ صَفْحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّيْن وفي شعر عاصم بن ثابت تَزِلُّ عن صَفْحتِيَ المَعابِلُ أَي أَحد جانِبَي وجهه ولقيه صِفاحاً أَي استقبله بصَفْحِ وجهه هذه عن اللحياني وصَفْحُ السيف وصُفْحُه عُرْضُه والجمع أَصفاح وصَفْحَتا السيف وجهاه وضَرَبه بالسيف مُصْفَحاً ومَصْفوحاً عن ابن الأَعرابي أَي مُعَرَّضاً وضربه بصُفْح السيف والعامة تقول بصَفْحِ السيف مفتوحة أَي بعُرْضه وقال الطِّرِمّاح فلما تنَاهتْ وهي عَجْلى كأَنها على حَرْفِ سيفٍ حَدُّه غيرُ مُصْفَحِ وفي حديث سعد بن عُبادة لو وجدتُ معها رجلاً لضربته بالسيف غيرَ مُصْفَِحٍ يقال أصْفَحه بالسيف إِذا ضربه بعُرْضه دونَ حَدِّه فهو مُصْفِحٌ والسيف مُصْفَحٌ يُرْوَيان معاً وقال رجل من الخوارج لنضرِبَنَّكم بالسيوف غيرَ مُصْفَحات يقول نضربكم بحدّها لا بعُرْضها وقال الشاعر بحيثُ مَناط القُرْطِ من غيرِ مُصْفَحٍ أُجاذِبُه حَدَّ المُقَلَّدِ ضارِبُهْ
( * قوله « بحيث مناك القرط إلخ » هكذا هو في الأصل بهذا الضبط )
وصَفَحْتُ فلاناً وأَصْفَحْته جميعاً إِذا ضربته بالسيف مُصْفَِحاً أَي بعُرْضه وسيف مُصْفَح ومُصَفَّح عريض وتقول وَجْهُ هذا السيف مُصْفَح أَي عريض مِن أَصْفَحْتُه قال الأَعشى أَلَسْنا نحنُ أَكْرَمَ إِن نُسِبْنا وأَضْرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاحِ ؟ يعني العِراض وأَنشد وصَدْري مُصْفَحٌ للموتِ نَهْدٌ إِذا ضاقتْ عن الموتِ الصُّدورُ وقال بعضهم المُصْفَحُ العريض الذي له صَفَحاتٌ لم تستقم على وجه واحد كالمُصْفَحِ من الرؤوس له جوانب ورجل مُصْفَح الوجه سَهْلُه حَسَنُه عن اللحياني وصَفِيحةُ الوجه بَشَرَةُ جلده والصَّفْحانِ والصَّفْحتانِ الخَدَّان وهما اللَّحْيانِ والصَّفْحانِ من الكَتِف ما انْحَدَر عن العين
( * قوله « ما انحدر عن العين » هكذا في الأصل وشرح القاموس ولعله العنق ) من جانبيهما والجمع صِفاحٌ وصَفْحَتا العُنُق جانباه وصَفْحَتا الوَرَقِ وَجْهاه اللذان يُكتبان والصَّفِيحة السيف العريض وقال ابن سيده الصَّفيحة من السيوف العريضُ وصَفائِحُ الرأْس قبائِلُه واحِدتُها صَفيحة والصفائح حجارة رِقاقٌ عِراض والواحد كالواحد والصُّفَّاحُ بالضم والتشديد العَرِيضُ قال والصُّفَّاح من الحجارة كالصَّفائح الواحدة صُفَّاحة أَنشد ابن الأَعرابي وصُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِيقِ مَنَحْتُها عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُه شبه الناقة بالصُّفَّاحةِ لصلابتها وابن حَوْبٍ رجلٌ مجهود محتاج لأَن الحَوْبَ الجَهْدُ والشِّدَّة ووَجْهُ كل شيء عريض صَفِيحةٌ وكل عريض من حجارة أَو لوح ونحوهما صُفَّاحة والجمع صُفَّاحٌ وصَفِيحةٌ والجمع صفائح ومنه قول النابغة ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ قال الأَزهري ويقال للحجارة العريضة صَفائح واحدتها صَفِيحة وصَفِيحٌ قال لبيد وصَفائِحاً صُمّاً رَوا سيها يُسَدِّدْنَ الغُضُونا وصَفائح الباب أَلواحه والصُّفَّاحُ من الإِبل التي عظمت أَسْنِمَتُها فكادَ سنامُ الناقة يأْخذ قَراها جمعها صُفَّاحاتٌ وصَفافيح وصَفْحَة الرجل عُرْضُ صدرِه والمُصَفَّحُ من الرؤوس الذي ضُغِطَ من قِبَلِ صُدْغَيْه فطال ما بين جبهته وقفاه وقيل المُصَفَّح الذي اطمأَنَّ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه فخرجت وظهرت قَمَحْدُوَتُه قال أَبو زيد من الرؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً وهو الذي مُسِحَ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه فخرج وظهرت قَمَحْدُوَتُه والأَرْأَسُ مثلُ المُصْفَحِ ولا يقال رُؤَاسِيّ وقال ابن الأَعرابي في جبهته صَفَحٌ أَي عِرَضٌ فاحش وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة أَنه ذكر رجلاً مُصْفَحَ الرأْس أَي عريضه وتَصْفِيحُ الشيء جَعْلُه عريضاً ومنه قولهم رجل مُصَفَّحُ الرأْس أَي عريضها والمُصَفَّحاتُ السيوف العريضة وهي الصَّفائح واحدتها صَفِيحةٌ وصَفيحٌ وأَما قول لبيد يصف سحاباً كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلي قال الأَزهري شبَّه البرق في ظلمة السحاب بسيوفٍ عِراضٍ وقال ابن سيده المُصَفَّحاتُ السيوف لأَنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ وتَصْفِيحها تعريضها ومَطُّها ويروى بكسر الفاء كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الغيث إِذا لمَعَ منه البَرْق فانفرج ثم التقى بعد خُبُوِّه بتصفيح النساء إِذا صَفَّقْنَ بأَيديهن والتَّصفيح مثل التصفيق وصَفَّحَ الرجلُ بيديه صَفَّق والتَّصْفيح للنساء كالتصفيق للرجال وفي حديث الصلاة التسبيح للرجال والتصفيح للنساء ويروى أَيضاً بالقاف التصفيح والتصفيق واحد يقال صَفَّحَ وصَفَّقَ بيديه قال ابن الأَثير هو من ضَرْب صَفْحةِ الكفِّ على صفحة الكف الأُخرى يعني إِذا سها الإِمام نبهه المأْموم إِن كان رجلاً قال سبحان الله وإِن كانت امرأَة ضربت كفها على كفها الأُخرى عِوَضَ الكلام وروى بيت لبيد كأَنَّ مُصَفِّحاتٍ في ذُراهُ جعل المُصَفِّحات نساءً يُصَفِّقْن بأَيديهن في مأْتَمٍ شَبَّه صوتَ الرعد بتصفيقهن ومَن رواه مُصَفَّحاتٍ أَراد بها السيوف العريضة شبه بَرِيقَ البَرْقِ ببريقها والمُصافَحةُ الأَخذ باليد والتصافُحُ مثله والرجل يُصافِحُ الرجلَ إِذا وضع صُفْحَ كفه في صُفْح كفه وصُفْحا كفيهما وَجْهاهُما ومنه حديث المُصافَحَة عند اللِّقاء وهي مُفاعَلة من إِلصاق صُفْح الكف بالكف وإِقبال الوجه على الوجه وأَنْفٌ مُصَفَّحٌ معتدل القَصَبة مُسْتَوِيها بالجَبْهة وصَفَحَ الكلبُ ذراعيه للعظم صَفْحاً يَصْفَحهما نصبهما قال يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبا صَفْحَ ذِراعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبا أَراد صَفْحَ كَلْبٍ ذراعيه فَقَلَبَ وقيل هو أَن يبسطهما ويُصَيِّرَ العظم بينهما ليأْكله وهذا البيت أَورده الأَزهري قال وأَنشد أَبو الهيثم وذكره ثم قال وصف حَبْلاً عَرَّضه فاتله حتى فتله فصار له وجهان فهو مَصْفُوح أَي عريض قال وقوله صَفْحَ ذراعيه أَي كما يَبْسُط الكلبُ ذراعيه على عَرَقٍ يُوَتِّدُه على الأَرض بذراعيه يَتَعَرَّقه ونصب كلباً على التفسير وقوله أَنشده ثعلب صَفُوحٌ بخَدَّيْها إِذا طالَ جَرْيُها كما قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُماحِكُ عنى أَنها تنصبهما وتُقَلِّبهما وصَفَحَ القَومَ صَفْحاً عَرَضَهم واحداً واحداً وكذلك صَفَحَ وَرَقَ المصحف وتَصَفَّحَ الأَمرَ وصَفَحَه نظر فيه قال الليث صَفَحْت وَرَقَ المصحف صَفْحاً وصَفَحَ القومَ وتَصَفَّحَهم نظر إِليهم طالباً لإِنسان وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصَفَّحَها نظرها مُتَعَرِّفاً لها وتَصَفَّحْتُ وُجوهَ القوم إِذا تأَمَّلْتَ وجوههم تنظر إِلى حِلاهم وصُوَرهم وتَتَعَرَّفُ أَمرهم وأَنشد ابن الأَعرابي صَفَحْنا الحُمُولَ للسَّلامِ بنَظْرَةٍ فلم يَكُ إِلاَّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ أَي تَصَفَّحْنا وجوه الرِّكاب وتَصَفَّحْت الشيء إِذا نظرت في صَفَحاته وصَفَحْتُ الإِبلَ على الحوضِ إِذا أَمررتها عليه وفي التهذيب ناقة مُصَفَّحة ومُصَرّاة ومُصَوّاة ومُصَرَّبَةٌ بمعنى واحد وصَفَحَتِ الشاةُ والناقة تَصْفَحُ صُفُوحاً وَلَّى لَبَنُها ابن الأَعرابي الصافح الناقة التي فَقَدَتْ وَلدَها فَغَرَزَتْ وذهب لبنها وقد صَفَحَتْ صُفُوحاً وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُهُ صَفْحاً وأَصْفَحَه سأَله فمنعه قال ومن يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرّ لا يَزَلْ يُمَقَّتُ في عَينِ الصديقِ ويُصْفَحُ ويقال أَتاني فلان في حاجة فأَصْفَحْتُه عنها إِصْفاحاً إِذا طلبها فمَنَعْتَه وفي حديث أُم سلمة أُهْدِيَتْ لي فِدْرَةٌ من لحم فقلت للخادم ارفعيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإِذا هي قد صارت فِدْرَةَ حَجَر فقصصتُ القِصَّةَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعله وقف على بابكم سائل فأَصْفَحْتموه أَي خَيَّبْتُموه قال ابن الأَثير يقال صَفَحْتُه إَذا أَعطيته وأَصْفَحْتُه إَذا حَرَمْتَه وصَفَحه عن حاجته يَصْفَحُه صَفْحاً وأَصْفَحَه كلاهما رَدَّه وصَفَحَ عنه يَصْفَح صَفْحاً أَعرض عن ذنبه وهو صَفُوحٌ وصَفَّاحٌ عَفُوٌّ والصَّفُوحُ الكريم لأَنه يَصْفَح عمن جَنى عليه واستْصَْفَحَه ذنبه استغفره إِياه وطلب أَن يَصْفَحَ له عنه وأَما الصَّفُوحُ من صفات الله عز وجل فمعناه العَفُوُّ يقال صَفَحْتُ عن ذنب فلان وأَعرضت عنه فلم أُؤَاخذْه به وضربت عن فلان صَفْحاً إِذا أَعرضت عنه وتركته فالصَّفُوحُ في صفة الله العَفُوُّ عن ذنوب العباد مُعْرِضاً عن مجازاتهم بالعقوبة تَكرُّماً والصَّفُوحُ في نعت المرأَة المُعْرِضَةُ صادَّةً هاجِرَةً فأَحدهما ضدُّ الآخر ونصب قوله صَفْحاً في قوله أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً ؟ على المصدر لأَن معنى قوله أَنُعْرِضُ
( * قوله « لأن معنى قوله أنعرض إلخ » كذا بالأصل ) عنكم الصَّفْحَ وضَرْبُ الذَّكْرِ رَدُّه كَفُّه وقد أَضْرَبَ عن كذا أَي كف عنه وتركه وفي حديث عائشة تصف أَباها صَفُوحُ عن الجاهلين أَي الصَّفْح والعفوِ والتَّجاوُزِ عنهم وأَصله من الإِعراض بصَفْحَه وجهه كأَنه أَعرض بوجهه عن ذنبه والصَّفُوحُ من أَبنية المبالغة وقال الأَزهري في قوله تعالى أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً ؟ المعنى أَفَنُعْرِضُ عن أَن نُذَكِّرَكم إِعراضاً من أَجل إِسرافكم على أَنفسكم في كفركم ؟ يقال صَفَح عني فلانٌ أَي أَعرض عنه مُوَلِّياً ومنه قول كثير يصف امرأَة أَعرضت عنه صَفُوحاً فما تَلْقاكَ إِلا بَخِيلةً فمن مَلَّ منها ذلك الوصلَ مَلَّتِ وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُه صَفْحاً سقاه أَيَّ شَراب كان ومتى كان والمُصْفَحُ المُمالُ عن الحق وفي الحديث قلبُ المؤمن مُصْفَحٌ على الحق أَي مُمالٌ عليه كأَنه قد جعل صَفْحَه أَي جانبه عليه وفي حديث حذيفة أَنه قال القلوب أَربعة فقلبٌ أَغٌلَفُ فذلك قلب الكافر وقلب منكوس فذلك قلب رجع إِلى الكفر بعد الإِيمان وقلب أَجْرُدُ مثل السِّراج يَزْهَرُ فذلك قلب المؤمن وقلب مُصْفَحٌ اجتمع فيه النفاق والإِيمان فمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بقلة يُمِدُّها الماءُ العذبُ ومَثَل النفاق كمثل قَرْحة يُمِدُّها القَيْحُ والدمُ وهو لأَيهما غَلَبَ المُصْفَحُ الذي له وجهان يلقى أَهلَ الكفر بوجه وأَهل الإِيمان بوجه وصَفْحُ كل شيء وجهه وناحيته وهو معنى الحديث الآخر من شَرِّ الرجال ذو الوجهين الذي يأْتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه وهو المنافق وجعل حذيفةُ قلب المنافق الذي يأَتي الكفار بوجه وأَهل الإَيمان بوجه آخر ذا وجهين قال الأَزهري وقال شمر فيما قرأْت بخطه القلبُ المُصْفَحُ زعم خالد أَنه المُضْجَعُ الذي فيه غِلٌّ الذي ليس بخالص الدين وقال ابن بُزُرْجٍ المُصْفَحُ المقلوب يقال قلبت السيف وأَصْفَحْتُه وصابَيْتُه والمُصْفَحُ المُصابَى الذي يُحَرَّف على حدّه إِذا ضُرب به ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يَغْمِدُوه ويقال صَفَح فلان عني أَي أَعرض بوجه ووَلاَّني وَجْهَ قَفاه وقوله أَنشده ثعلب ونادَيْتُ شِبْلاً فاسْتَجابَ وربما ضَمِنَّا القِرَى عَشْراً لمن لا نُصافِحُ ويروى ضَمِنَّا قِرَى عَشْرٍ لمن لا نُصافِحُ فسره فقال لمن لا نصافح أَي لمن لا نعرف وقيل للأَعداء الذين لا يحتمل أَن نُصافحهم والمُصْفَحُ من سهام المَيْسر السادسُ ويقال له المُسْبِلُ أَيضاً أَبو عبيد من أَسماء قداح المَيْسِر المُصْفَحُ والمُعَلَّى وصَفْحٌ اسم رجل من كَلْب بن وَبْرَة وله حديث عند العرب معروف وأَما قول بشر رَضِيعَةُ صَفْحٍ بالجِباهِ مُلِمَّةٌ لها بَلَقٌ فوقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ
( * قوله « بالجباه » كذا بالأصل بهذا الضبط وفي ياقوت الجباة بفتح الجيم ونقط الهاء والخراسانيون يروونه الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة وهو ماء بالشام بين حلب وتدمر )
فهو اسم رجل من كلب جاور قوماً من بني عامر فقتلوه غَدْراً يقول غَدْرَتكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ وصِفاحُ نَعْمانَ جبال تُتاخِمُ هذا الجبل وتصادفه ونَعْمانُ جبل بين مكة والطائف وفي الحديث ذكر الصِّفاحِ بكسر الصاد وتخفيف الفاء موضع بين حُنَين وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الداخل إِلى مكة وملائكةُ الصَّفيح الأَعْلى هو من أَسماء السماء وفي حديث عليّ وعمار الصَّفِيحُ الأَعْلى من مَلَكُوته

( صقح ) الصُّقْحةُ
( * قوله « الصقحة إلخ » كذا بالأصل بهذا الضبط وعبارة المجد وشرحه الصقح محركة الصلع والنعت أصقح وهي صقحاء والاسم الصقحة محركة والصقحة بالضم لغة يمانية ) الصَّلَعةُ ورجل أَصْقَحُ أَصْلَعُ يَمانِيةٌ

( صلح ) الصَّلاح ضدّ الفساد صَلَح يَصْلَحُ ويَصْلُح صَلاحاً وصُلُوحاً وأَنشد أَبو زيد فكيفَ بإِطْراقي إِذا ما شَتَمْتَني ؟ وما بعدَ شَتْمِ الوالِدَيْنِ صُلُوحُ وهو صالح وصَلِيحٌ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي والجمع صُلَحاءُ وصُلُوحٌ وصَلُح كصَلَح قال ابن دريد وليس صَلُحَ بثَبَت ورجل صالح في نفسه من قوم صُلَحاء ومُصْلِح في أَعماله وأُموره وقد أَصْلَحه الله وربما كَنَوْا بالصالح عن الشيء الذي هو إِلى الكثرة كقول يعقوب مَغَرَتْ في الأَرض مَغْرَةٌ من مطر هي مَطَرَةٌ صالحة وكقول بعض النحويين كأَنه ابن جني أُبدلت الياء من الواو إِبدالاً صالحاً وهذا الشيء يَصْلُح لك أَي هو من بابَتِك والإِصلاح نقيض الإِفساد والمَصْلَحة الصَّلاحُ والمَصعلَحة واحدة المصالح والاسْتِصْلاح نقيض الاستفساد وأَصْلَح الشيءَ بعد فساده أَقامه وأَصْلَحَ الدابة أَحسن إِليها فَصَلَحَتْ وفي التهذيب تقول أَصْلَحْتُ إِلى الدابة إِذا أَحسنت إِليها والصُّلْحُ تَصالُح القوم بينهم والصُّلْحُ السِّلْم وقد اصْطَلَحُوا وصالحوا واصَّلَحُوا وتَصالحوا واصَّالحوا مشدّدة الصاد قلبوا التاء صاداً وأَدغموها في الصاد بمعنى واحد وقوم صُلُوح مُتصالِحُون كأَنهم وصفوا بالمصدر والصِّلاحُ بكسر الصاد مصدر المُصالَحةِ والعرب تؤنثها والاسم الصُّلح يذكر ويؤنث وأَصْلَح ما بينهم وصالَحهم مُصالَحة وصِلاحاً قال بِشْرُ ابن أَبي خازم يَسُومُونَ الصِّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ وما فيها لهمْ سَلَعٌ وقارُ وقوله وما فيها أَي وما في المُصالَحة ولذلك أَنَّث الصِّلاح وصَلاحِ وصَلاحٌ من أَسماء مكة شرفها الله تعالى يجوز أَن يكون من الصُّلْح لقوله عز وجل حَرَماً آمناً ويجوز أَن يكون من الصَّلاحِ وقد ُصرف قال حَرْبُ بن أُمية يخاطب أَبا مَطَرٍ الحَضْرَمِيَّ وقيل هو للحرث بن أُمية أَبا مَطَرٍ هَلُمَّ إِلى صَلاحٍ فَتَكْفِيكَ النَّدَامَى من قُرَيْشِ وتَأْمَنُ وَسْطَهُمْ وتَعِيشُ فيهم أَبا مَطَرٍ هُدِيتَ بخَيْرِ عَيْشِ وتَسْكُنُ بَلْدَةً عَزَّتْ لَقاحاً وتأْمَنُ أَن يَزُورَك رَبُّ جَيْشِ قال ابن بري الشاهد في هذا الشعر صرف صلاح قال والأَصل فيها أَن تكون مبنية كقطام ويقال حَيٌّ لَقاحٌ إِذا لم يَدينوا للمَلِك قال وأَما الشاهد على صلاحِ بالكسر من غير صَرْف فقول الآخر مِنَّا الذي بصَلاحِ قامَ مُؤَذِّناً لم يَسْتَكِنْ لِتَهَدُّدٍ وتَنَمُّرِ يعني خُبَيْبَ بنَ عَدِيٍّ قال ابن بري وصَلاحِ اسم علم لمكة وقد سمَّت العربُ صالحاً ومُصْلِحاً وصُلَيحاً والصِّلْحُ نهر بمَيْسانَ

( صلنبح ) الصلنباح
( * زاد المجد الصلنباح أَي بكسرتين وسكون النون سمك طويل )

( صلدح ) الصَّلَوْدَحُ الصُّلْبُ والصَّلَنْدَحةُ
( * قوله « والصلندحة » هذه بفتح الصاد وضمها مع فتح اللام فيهما كما في القاموس وشرحه )
الصُّلْبة الأَزهري عن الليث الصَّلْدَحُ هو الحجر العريضُ وجارية صَلْدَحة ابن دريد ناقة جَلَنْدَحة شديدة وصَلَنْدَحة صُلْبة ولا يوصف بهما إِلا الإِناث

( صلطح ) الثصَّلْطَحة العريضة من النساء واصْلَنطَحت البَطْحاءٌ اتسعت قال طُرَيْحٌ أَنتَ ابنُ مُصْلَنْطِح البِطاحِ ولم تَعْطِفْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ يمدحه بأَنه من صَمِيم قريش وهم أَهل البَطْحاء ونَصْلٌ مُصَلْطَحٌ عريض ومكان سُلاطِحٌ عريض ومنه قول الساجع صُلاطِح بُلاطِح بلاطح إِتباعٌ والصَّلَوْطَحُ موضع
( * قوله « والصلوطح موضع » ذكره المجد هنا وفي سلطح أيضاً بالسين كالمؤلف وياقوت اقتصر عليه بالسين وأنشد البيت بالسين فقال لقيط بن يعمر الأزدي اني يعيني إلخ وبعده
طوراً أراهم وطوراً لا أَبينهم ... إذا تواضع خدر ساعة لمعا )
قال
إنِّي بعَيْني إِذا أَنَّتْ حُمُولُهُمُ بَطْنَ الصَّلَوْطَحِ لا يَنْظُرْن من تَبِعا

( صلقح ) صَلْقَح الدراهم
( * قوله « صلقح الدراهم إلخ » أورده المؤلف بالقاف وأَورده المجد بالفاء ونبه عليهما الشارح وزاد المجد الصلنقح أَي بالقاف كسفرجل الشديد الشكيمة أَو الظريف ) قَلَّبَها والصَّلاقِحُ الدراهم عن كراع ولم يذكر واحدها والصَّلَنْقَحُ الصَّيَّاحُ وكذلك الأُنثى بغير هاء وقال بعضهم إِنها لَصَلَنْقَحةُ الصَّوت صُمادِحِيَّة فأَدخل الهاء

( صمح ) صَمَحَتْه الشمسُ
( * قوله « صمحته الشمس إلخ » بابه منع وضرب كما في القاموس ) تَصْمَحُه وتَصْمِحه صَمْحاً إِذا اشتدَّ عليه حَرُّها حتى كادتْ تُذِيبُ دِماغَه قال أَبو زُبَيْدٍ الطائىّ من سَمُومٍ كأَنها لَفْحُ نارٍ صَمَحَتْها ظَهيرةٌ غَرَّاءُ الليث صَمَحَه الصيف إِذا كادُ يُذيبُ دماغه من شدَّة الحر وقال الطِّرِمَّاحُ يصف كانساً من البقر يَذيلُ إِذا نَسَمَ الأَبْرَدانِ ويُخْدِرُ بالصَّرَّةِ الصَّامِحه والصَّرَّة شدّة الحرّ والصَّامِحةُ التي تُؤلم الدماغ بشدة حرها وشمسٌ صَمُوحٌ حارة متغيرة قال شمسٌ صَمُوحٌ وحَرُورٌ كالَّهَبْ ويوم صَمُوحٌ وصامِحٌ شديد الحرّ والصُّماحُ العَرَقُ المنتن وقيل خُبْثُ الرائحة من العَرَقِ والمَعْنَيان متقاربان والصُّماحيُّ مأَخوذ من الصُّماحِ وهو الصُّنان وأَنشد ساكناتُ العَقيقِ أَشهى إِلى النَّفْ سِ من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ لو تَضَمَّخْنَ بالمس كِ صُماحاً كأَنه رِيحُ مَرْقِ المَرْقُ الحِلْد الذي لم يَسْتَحكم دِباغُه وهو الاهاب المُنْتِنُ وأَنشد الأَصمعيّ في صفة ماتح إذا بدا منه صُماحُ الصَّمْحِ وفاضَ عِطْفَاه بماء سَمْحِ والصُّماحُ الكَيُّ عن كراع أَبو عمرو الأَصْمَحُ الذي يَتَعَمَّدُ رؤوس الأَبطال بالنَّقْفِ والضرب لشجاعته قال العَجَّاجُ ذوقِي عُقَيْدُ وَقْعَةَ السِّلاحِ والدَّاءُ قد يُطْلَبُ بالصُّماحِ ويروى يُبْرَأُ في تفسيره عُقَيْدُ قبيلة من بَجيلة في بَكْرِ بنِ وائل وقوله بالصُّماح أَي بالكَيّ يقول آخِرُ الدواء الكَيُّ قال أَبو منصور والصُّماحُ أُخِذَ من قولهم صَمَحَتْه الشمسُ إِذا آلَمَتْ دماغَه بشدّة حَرِّها والصَّمْحاءُ والصِّمْحاءَةُ والحِرْباءَةُ الأَرض الغليظة وجمعها الصِّمْحاء والحِرْباء وصَمَحَ يَصْمَحُ غَلَّظَ له في مسأَلة ونحوها قال أَبو وجْزَة زِبَنُّونَ صَمَّاحُونَ رَكْزَ المُصامِح يقول من شادَّهم شادُّوه فغلبوه وصَمَحْتُ فلاناً أَصْمَحه صَمْحاً إذا غَلَّظْت له في مسأَلة أَوغير ذلك وصَمَحه بالسوط صَمْحاً ضربه وحافر صَمُوحٌ أَي شديد وقد صَمَح صُمُوحاً قال أَبو النجم لا يَتَشَكَّى الحافِرَ الصَّمُوحا يَلْتَحْنَ وَجْهاً بالحصى مَلْتُوحا وقيل حافر صَمُوح شديد الوَقْع عن كراع والصَّمَحْمَحُ والصَّمَحْمَحِيُّ من الرجال الشديدُ المُجْتَمِعُ الأَلواح وكذلك الدَّمَكْمَكُ قال وهو في السِّنِّ ما بين الثلاثين والأَربعين وقيل هو القصير وقيل الغليظ القصير وقيل الأَصلع وقيل المَحلوق الرأْس عن السيرافي والأُنثى من كل ذلك بالهاء قال صَمَحْمَحةٌ لا تَشْتَكِي الدهرَ رأْسها ولو نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ وقال ثعلب رأْس صَمَحْمَحٌ أَي أَصْلَعُ غليظ شديد وهوفَعَلْعَلٌ كُرِّرَ فيه العين واللام وبعير صَمَحْمَحٌ شديد قويّ قال ابن جني الحاء الأُولى من صَمَحْمَحٍ زائدة وذلك أَنها فاصلة بين العينين والعينان متى اجتمعتا في كلمة واحدة مفصولاً بينهما فلا يكون الحرف الفاصل بينهما إِلا زائداً نحو عَثَوْثَلٍ وعَقَنْقَلٍ وسُلالِمٍ وحَفَيْفَدٍ
( * قوله « وحفيفد » هكذا بالأصل والذي في شرح القاموس حفدفد ) وقد ثبت أَن العين الأُلى هي الزائدة فثبت إِذاً أَن الميم والحاء الأَوَّلَتَيْن في صَمَحْمَحٍ هما الزائدتان والميم والحاء الأَخيرتين هما الأَصلِيتان فاعرف ذلك وصَوْمَحٌ وصَوْمَحان موضع قال ويومٌ بالمَجَازةِ والكَلَنْدَى ويومٌ بين ضَنْكَ وصَوْمَحانِ هذه كلها مواضع

( صمدح ) الصُّمادِحُ والصُّمادِحِيُّ الصُّلْب الشديد وصوت صُمادِحٌ وصُمادِحِيٌّ وصَمَيْدَحٌ شديد قال ما لي عَدِمْتُ صَوْتَها الصَّمَيْدَحا وقال أَبو عمر الصُّمادِحُ الشديدُ من كل شيء وأَنشد فَشامَ فيها مُدْلِغاً صُمادِحا ورجل صَمَيْدَحٌ صُلْبٌ شديد وضرب صُرَادِحِيٌّ وصُمادِحيٌّ شديد بَيِّنٌ أَبو عمرو الصُّمادِحُ الخالص من كل شيء الأَزهري سمعت أَعرابيّاً يقول لنُقْبَةِ جَرَبٍ حَدَثَتْ ببعير فشُكَّ فيها أَبَثْر أَم جَرَبٌ هذا خاقٌ صُمادِحٌ الجَرَب والصَّمَيْدَحُ الخيار
( * قوله « والصميدح الخيار إلخ » كذا بالأصل ونقله شارح القاموس في المستدركات لكن في القاموس الصميدح كسميدع اليوم الحار اه ) عن ابن الأَعرابي وأَنشد بيتاً فيه وسَكُوا الصَّمَيْدَحَ وانما
( * هكذا بالأصل )
ونبيذ صُمادِحِيٌّ قد أَدْرَكَ وخَلَصَ

( صنبح ) صُنابِح اسم وهو أَبو بطن من العرب منه صَفْوانُ بن عَسَّالٍ الصُّنابِحِيُّ صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقيل صُنابِحُ بَطْنٌ من مُرادٍ

( صوح ) تَصَوَّحَ البَقْلُ وصَوَّحَ تَمّ يُبْسُه وقيل إِذا أَصابته آفة ويبس قال ابن بري وقد جاء صَوَّحَ البَقْلُ غير متعد بمعنى تَصَوَّح إِذا يبس وعليه قول أَبي عليّ البَصِير ولكنَّ البلادَ إِذا اقْشَعَرَّتْ وصَوَّحَ نَبْتُها رُعِيَ الهَشِيمُ وصَوَّحَتْه الريحُ أَيْبَسَتْه قال ذو الرمة وصَوَّحَ البَقْلَ نَأْآجٌ تَجِيءُ به هَيْفٌ يَمانِيةٌ في مَرِّها نَكَبُ وقيل تَصَوَّحَ البقلُ إِذا يبس أَعلاه وفيه نُدُوَّةٌ وأَنشد للراعي وحارَبَت الهَيْفُ الشَّمالَ وآذَنَتْ مَذانِبُ منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ وتَصَوَّحَتِ الأَرضُ من اليُبْسِ ومن البَرْدِ يَبِسَ نَباتُها والانْصِياحُ كالتَّصَوُّحِ والصَّاحَةُ من الأَرض التي لا تُنْبِتُ شيئاً أَبداً الأَصمعي إِذا تَهَيَّأَ النباتُ لليُبْسِ قيل قد اقْطارَّ فإِذا يَبِسَ وانْشَقَّ قيل قد تَصَوَّحَ قال الأَزهري وتَصَوُّحُه من يُبْسِه زمانَ الحرِّ لا من آفَةٍ تُصيبه وفي الحديث نهى عن بيع النخل قبل أَن يُصَوِّحَ أَي قبل أَن يستبين صلاحُه وجَيِّدُه من رَديئه وفي حديث ابن عباس أَنه سئل متى يَحِلُّ شِراءُ النخل ؟ قال حين يُصَوِّحُ ويروى بالراء وقد تقدم وفي حديث الاستسقاء اللهم انْصاحتْ جِبالُنا أَي تَشَققت وجَفَّتْ لعدم المطر يقال صاحَه يَصُوحُه فهو مُنْصاحٌ إِذا شَقَّه وصَوَّحَ النباتُ إِذا يَبِسَ وتَشَقَّقَ وفي حديث عليّ فبادِرُوا العِلم من قبل تَصْوِيح نَبْتِه وفي حديث ابن الزبير فهو يَنْصاحُ عليكم بوابل البَلايا أَي يَنْشَقُّ عليكم قال الزمخشري ذكره الهروي بالصاد والحاء قال وهو تصحيف وانْصاحَ الثوبُ انْصِياحاً تشقق من قِبَلِ نَفْسه ومنه قول عَبيدٍ يصف مطراً قد ملأَ الوِهادَ والقَرارات فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُتْرَعَةً ما بين مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ قال شمر ورواه ابن الأَعرابي من بين مُرْتَفِقٍ منها ومُنْصاحِ وفَسَّرَ المُنْصاحُ الفائض الجاري على وجه الأَرض قال والمُرْتَفِقُ الممتلئ والمُرْتَتِقُ من النبات الذي لم يخرج نَوْرُهُ وزَهْرُه من أَكمامه والمُنْصاحُ الذي قد ظهر زَهْرُه وقوله منها يريد من نبتها فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه قال وروي عن أَبي تَمَّام الأَسَدِيِّ أَنه أَنشده من بين مُرْتَفِقٍ منها ومن طاحي وقال الطاحي الذي فاضَ وسالَ وذهب وتَصَايَحَ غِمْدُ السيف إِذا تشقق وفي النوادر صَوَّحَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه وصَمَحَتْه إِذا أَذْوَتْهُ وآذَتْهُ والتَّصَوُّحُ التَّشقُّق في الشَّعَر وغيره وتَصَوُّحُ الشعر تشقُّقُه من قِبَلِ نفسه وتَناثره وقد صَوَّحَه الجُفُوفُ وصُحْتُ الشيءَ فانْصاحَ أَي شققته فانشقَّ وانْصاحَ القمر استنار وانْصاحَ الفجرُ انْصِياحاً إِذا استنار وأَضاءَ وأَصله الانشقاق والصُّوَّاحةُ على تقدير فُعَّالة من تشقق الصُّوف
( * قوله « من تشقق الصوف » عبارة القاموس ما تشقق من الشعر ) وقد صَوَّحه والصُّوَاحُ عَرَقُ الخيل خاصةً وقد يُعَمُّ به وأَنشد الأَصمعي جَلَبْنَ الخَيْلَ دامِيةً كُلاها يُسَنُّ على سَنابِكِها الصُّواحُ ويروى يسيل ومثله قوله تُسَنُّ على سَنابِكِها القُرُونُ وفي الحديث أَن مُحَلِّم بنَ جُثامةَ الليثي قتل رجلاً يقول لا إِله إِلاَّ الله فلما مات هو دفنوه فلفظته الأَرض فأَلقته بين صَوْحَيْنِ
( * قوله « فأَلقته بين صوحين » الذي في النهاية فألقوه ) فأَكلته السباع ابن الأَعرابي الصَّوْحُ بفتح الصاد الجانب من الرأْس والجبل ويقال صُوحٌ لوجه الجبل القائم كأَنه حائط وهما لغتان صحيحتان وصُوحا الوادي حائطاه ويفرد فيقال صُوحٌ ووجه الجبل القائم
( * قوله « ووجه الجبل القائم تراه إلخ » عبارة الجوهري ووجه الجبل القائم تراه كأنه حائط وفي الحديث وألقوه بين الصوحين ) تراه كأَنه حائط وأَلْقَوْه بين الصُّوحَيْنِ حتى أَكلته السباع أَي بين الجبلين فأَما ما أَنشده بعضهم وشِعْبٍ كَشَكِّ الثوب شَكْسٍ طريقُه مَدارِجُ صُوحَيْهِ عِذابٌ مَخاصِرُ تَعَسَّفْتُهُ بالليْلِ لم يَهْدِني له دَلِيلٌ ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ خابِرُ فإِنما عَنَى فَماً قَبَّله فجعله كالشِّعْبِ لصغره ومَثَّلَه بشَك الثوب وهي طريقة خياطته لاستواء منابت أَضراسه وحسن اصطفافها وتَراصُفِها وجعل رِيقَه كالماء وناحِيَتَيِ الأَضراس كصُوحَيِ الوادي وصُوحُ الجبل أَسفله والصُّواحُ الطَّلْعُ حين يَجِفُّ فيتناثَرُ عن أَبي حنيفة وصُوحانُ اسم قال قتلت عِلْباءَ وهِنْدَ الجَمَلِ وابْناً لِصُوحانَ على دِينِ عَلِي وبنو صُوحانَ من بني عبد القيس والصُّواحُ الجِصُّ الأَزهري عن الفراء قال الصُّواحِيُّ مأْخوذ من الصُّواحِ وهو الجِصُّ وأَنشد جَلَبْنا الخيلَ من تَثْلِيتَ حتى كأَنَّ على مَناسِجِها صُوَاحا قال شَبَّه عَرَق الخيل لما ابيضَّ بالصُّواح وهو الجِصُّ قال ابن بري في هذا البيت شاهد على أَن الصُّواحَ العرق كما ذكر الجوهري وفيه أَيضاً شاهد على الجصِّ على ما رواه ابن خالويه هنا منصوباً والبيت مجهول القائل فلهذا وقع الاختلاف في روايته أَبو سعيد الصُّواحُ من اللبن ما غلب عليه الماء وهو الضَّياحُ والشَّهابُ والصُّواحُ النَّجْوَةُ من الأَرض
( * قوله « والصواح النجوة من الأَرض » أي ما ارتفع منها وفي القاموس والصواح الرخوة من الأَرض ) وصاحةُ موضع قال بشر بن أَبي خازم تَعَرُّضَ جأْبةِ المِدْرَى خَذُولٍ بصاحةَ في أَسِرَّتِها السِّلامُ وقيل صاحةُ اسم جبل وفي الحديث ذِكْرُ الصاحة قال ابن الأَثير هي بتخفيف الحاء هِضابٌ حُمْرٌ بقرب عَقِيق المدينة

( صيح ) الصِّياحُ الصوتُ وفي التهذيب صوتُ كل شيء إِذا اشتدّ صاحَ يَصِيحُ صَيْحة وصِياحاً وصُياحاً بالضم وصَيْحاً وصَيَحاناً بالتحريك وصَيَّحَ صَوَّتَ بأَقصى طاقته يكون ذلك في الناس وغيرهم قال وصاحَ غُرابُ البَيْنِ وانْشَقَّتِ العَصا كما ناشَدَ الذَّمَّ الكَفِيلُ المُعاهِدُ والمُصايَحَةُ والتصايُحُ أَن يَصِيحَ القومُ بعضهم ببعض والصَّيْحَةُ العذابُ وأَصله من الأَوّل قال الله عز وجل فأَخَذَتْهم الصَّيْحةُ يعني به العذاب ويقال صِيحَ في آلِ فلان إِذا هَلَكُوا فأَخَذَتْهم الصَّيْحةُ أَي أَهلكتهم والصَّيحةُ الغارةُ إِذا فُوجِئَ الحيُّ بها والصائِحةُ صَيْحَةُ المَناحةِ يقال ما ينتظرون إِلاَّ مثلَ صَيْحةِ الحُبْلى أَي شَرًّا سَيعاجِلُهم قال الله عز وجل وأَخَذَ الذين ظَلَموا الصيحةُ فذكر الفعل لأَن الصيحة مصدر أُريد به الصِّياحُ ولو قيل أَخذت الذين ظلموا الصيحةُ بالتأْنيث كان جائزاً يذهب به إِلى لفظ الصَّيْحة وقال امرؤ القيس دَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِهِ ولكنْ حَديثاً ما حديثُ الرَّواحِلِ ؟ ولقيته قبل كل صَيْح ونَفْرٍ الصَّيْحُ الصِّياحُ والنفر التفرق وكذلك إِذا لقيته قبل طلوع الفجر وغَضِبَ من غير صَيْحٍ ولا نَفْر أَي من غير شيء صِيحَ به قال كذوبٌ مَحولٌ يجعلُ اللهَ جُنَّةً لأَيْمانِه من غير صَيْحٍ ولا نَفْرِ أَي من غير قليل ولا كثير وصاحَ العُنقُودُ يَصِيح إِذا اسْتَتَمَّ خروجُه من أَكِمَّته وطال وهو في ذلك غَضٌّ وقول رؤبة كالكَرْم إِذ نادَى من الكافُورِ إِنما أَراد صاحَ فيما زعم أَبو حنيفة فلم يستقم له فإِن كان إِنما فرَّ إِلى نادَى من صاحَ لأَنه لو قال صاحَ من الكافور لكان الجُزْءُ مَطْوِيّاً فأَراد رؤبة أَن يسلمه من الطَيِّ فقال نادَى فتم الجزء وتَصَيَّحَ البقلُ والخَشَبُ والشَّعَرُ ونحو ذلك لغة في تَصَوَّحَ تَشَقَّق ويَبِسَ وصَيَّحَتْه الريحُ والحرّ والشمس مثل صَوَّحَته وأَنشد أَعرابي لذي الرمة ويمو من الجَوْزاءِ مُوتَقِدُ الحَصَى تَكادُ صَياحِي العينِ منه تَصَيَّحُ
( * قوله « صياحي العين » هكذا في الأصل )
وتَصَيَّحَ الشيءُ تكسر وتشقق وصَيَّحْتُه أَنا وانْصاحَ الثوبُ تشقق من قِبَلِ نفسه وانْصاحَت الأَرض تَغَطَّى بعضُها بالنبات وبقي بعضها فكانت كالثوب المُنْشَقِّ قال عبيد وأَمْسَتِ الأَرضُ والقِيعانُ مُثْرِيَةً من بَينِ مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ وقد تقجم هذا البيت في صوح أَيضاً والصَّيْحانيُّ ضَرْبٌ من تمر المدينة قال الأَزهري الصَّيْحانيُّ ضرب من التمر أَسود صُلْبُ المَمْضَغَة وسمي صَيْحانِيّاً لأَن صَيْحانَ اسم كبش كان ربط إِلى نخلة بالمدينة فأَثمرت تمراً صَيْحانِيّاً
( * قوله « فأثمرت تمراً صيحانياً » كذا بالأصل ولفظ صيحانياً هنا لا حاجة إليه )
فَنُسِبَ إِلى صَيْحانَ

( ضبح ) ضَبَحَ العُودَ بالنار يَضْبَحُه ضَبْحاً أَحرق شيئاً من أَعاليه وكذلك اللحم وغيره الأَزهري وكذلك حجارةُ القَدَّاحةِ إِذا طلعت كأَنها مُتَحَرِّقةٌ مَضْبوحةٌ وضَبَحَ القِدْحَ بالنار لَوَّحَه وقِدْحٌ ضَبِيحٌ ومَضْبوحٌ مُلَوَّح قال وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه على النارِ واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ أَصفر قِدْحٌ وذلك أَن القِدْحَ إِذا كان فيه عَوَجٌ ثُقِّفَ بالنار حتى يستوي والمَضْبوحةُ حجارة القَدّاحَةِ التي كأَنها محترقة قال رؤبة بن العجاج يصف أُتُناً وفَحْلَها يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرضِ مَجْنُونَ الصِّيَقْ والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ والصِّيَقُ الغُبار وجنونه تطايره والمَضْبُوحُ حجر الحَرَّة لسواده والضِّبْحُ الرَّمادُ وهو من ذلك الأَزهري أَصله من ضَبَحته النار وضَبَحَتْه الشمسُ والنار تَضْبَحُه ضَبْحاً فانْضَبَحَ لَوَّحته وغيَّرته وفي التهذيب وغَيَّرَتْ لونَه قال عُلِّقْتُها قبلَ انْضِباحِ لَوْني وجُبْتُ لَمَّاعاً بعيدَ البَوْنِ والانْضِباحُ تغير اللون وقيل ضَبَحَتْهُ النارُ غيرته ولم تبالغ فيه قال مُضَرِّسٌ الأَسديُّ فلما أَن تَلَهْوَجْنا شِواءً به اللَّهَبانُ مَقْهوراً ضَبِيحا خَلَطْتُ لهم مُدامةَ أَذْرِعاتٍ بماءٍ سَحابةٍ خَضِلاً نَضُوحا والمُلَهْوَجُ من الشواء الذي لم يَتِمَّ نُضْجُه واللَّهَبانُ اتِّقادُ النار واشْتِعالُها وانْضَبَحَ لونُه تغير إلى السواد قليلاً وضَبَحَ الأَرنبُ والأَسودُ من الحيات والبُومُ والصَّدَى والثعلبُ والقوسُ يَضْبَحُ ضُباحاً صَوَّت أَنشد أَبو حنيفة في وصف قوس حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تَوْلَبِ تَضْبَحُ في الكَفِّ ضُباح الثَّعلبِ قال الأَزهري قال الليث الضُّباح بالضم صوت الثعالب قال ذو الرمة سَباريتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتازِ رَكْبِها من الصوتِ إِلا من ضُباحِ الثعالبِ وفي حديث ابن الزبير قاتل اللهُ فلاناً ضَبَح ضَبْحَة الثعلب وقَبَعَ قَبْعةَ القُنْفُذِ قال والهامُ تَضْبَح أَيضاً ضُباحاً ومنه قول العَجَّاج من ضابِحِ الهامِ وبُومٍ بَوَّام وفي حديث ابن مسعود لا يَخْرُجَنَّ أَحدُكم إِلى ضَبْحةٍ بليل أَي صَيْحة يسمعها فلعله يصيبه مكروه وهو من الضُّباحِ صوت الثعلب ويروى صيحة بالصاد المهملة والياء المثناة تحتها وفي شعر أَبي طالب فإِني والضَّوابحِ كلَّ يومٍ جمع ضابح يريد القَسَمَ بمن رفع صوته بالقراءة وهو جمع شاذ في صفة الآدمي كفَوارس وضَبَحَ يَضْبَحُ ضَبْحاً وضُباحاً نَبَحَ والضُّباحُ الصَّهيل وضَبَحَت الخيلُ في عَدْوِها تَضْبَحُ ضَبْحاً أَسْمَعَتْ من أَفواهها صوتاً ليس بصهيل ولا حَمْحَمَة وقيل تَضْبَحُ تَنْحِمُ وهو صوت أَنفاسها إِذا عدون قال عنترة والخيلُ تَعْلَمُ حين تَضْ بَحُ في حِياضِ الموتِ ضَبْحا
( * قوله « والخيل تعلم » كذا بالأصل والصحاح وأَنشده صاحب الكشاف والخيل تكدح )
وقيل هو سير وقيل هو عَدْوٌ دون التقريب وفي التنزيل والعادياتِ ضَبْحاً كان ابن عباس يقول هي الخيل تَضْبَحُ وكان رضوان الله عليه يقول هي الإِبل يذهب إِلى وقعة بدر وقال ما كان معنا يومئذ إِلاَّ فرس كان عليه المِقْداد والضَّبْح في الخيل أَظهر عند أَهل العلم قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ما ضَبَحَتْ دابة قط إِلا كَلْبٌ أَو فرس وقال بعض أَهل اللغة من جعلها للإِبل جعل ضَبْحاً بمعنى ضَبْعاً يقال ضَبَحَت الناقة في سيرها وضَبَعَتْ إِذا مَدَّتْ ضَبْعَيها في السير وقال أَبو إِسحق ضَبْحُ الخيل صوت أَجوافها إِذا عَدَت وقال أَبو عبيدة ضَبَحَتِ الخيلُ وضَبَعَتْ إِذا عدت وهو السير وقال في كتاب الخيل هو أَن يَمُدَّ الفرسُ ضَبْعَيْه إِذا عدا حتى كأَنه على الأَرض طولاً يقال ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ وأَنشد إِنَّ الجِيادَ الضَّابِحاتِ في العَدَدْ وقال ابن قتيبة في حديث أَبي هريرة تَعِسَ عبدُ الدينار والدرهم الذي إِن أُعْطِيَ مَدَحَ وضَبَحَ وإِن مُنع قَبَحَ وكَلَحَ تَعِسَ فلا انْتَعَشَ وشِيكَ فلا انْتَقَش معنى ضَبَحَ صاح وخاصم عن مُعْطيه وهذا كما يقال فلان يَنْبَحُ دونك ذهب إِلى الاستعارة وقيل الضَّبْحُ الخَضِيعة تُسْمَعُ من جوف الفرس وقيل الضَّبْحُ شدّةُ النَّفَس عند العَدْو وقيل هو الحَمْحَمة وقيل هو كالبَحَحِ وقيل الضَّبْحُ في السير كالضَّبْعِ وضُبَيْح ومَضْبوحٌ اسمان

( ضحح ) الضِّحُّ الشمس وقيل هو ضوؤها وقيل هو ضوؤها إِذا استمكن من الأَرض وقيل هو قَرْنُها يصيبك وقيل كلُّ ما أَصابته الشمس ضِحٌّ وفي الحديث لا يَقْعُدَنَّ أَحدُكم بين الضِّحِّ والظِّلِّ فإِنه مَقْعَدُ الشيطان أَي نصفه في الشمس ونصفه في الظل قال ذو الرمة يصف الحِرْباء غدا أَكْهَبَ الأَعلى وراحَ كأَنه من الضِّحِّ واستقبالهِ الشمسَ أَخْضَرُ أَي واستقباله عينَ الشمس الأَزهري قال أَبو الهيثم الضِّحُّ نقيض الظل وهو نور الشمس الذي في السماء على وجه الأَرض والشمس هو النور الذي في السماء يَطْلُعُ ويَغْرُب وأَما ضوؤه على الأَرض فضِحٌّ قال وأَصله الضِّحْيُ فاستثقلوا الياء مع سكون الحاء فَثَقَّلُوها وقالوا الضِّحُّ قال ومثله العبدُ القِنُّ أَصله قِنْيٌ من القِنْيَةِ ومن أَمثال العرب جاء بالضِّحِّ والرّيحِ وضَحْضَحَ الأَمرُ إِذا تبين قال الأَصمعي هو مثلُ الضَّحْضاح يَنْتَشِر على وجه الأَرض وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال الضِّحُّ كان في الأَصل الوِضْحُ وهو نور النهار وضَوْءُ الشمس فحذفت الواو وزيدت حاءٌ مع الحاء الأَصلية فقيل الضِّحُّ قال الأَزهري والصواب أَن أَصله الضِّحْيُ مِن ضَحِيَتِ الشمسُ قال الأَزهري في كتابه وكذلك القِحَّةُ أَصلها الوِقْحَةُ فأُسقطت الواو وبُدِّلت الحاء مكانها فصارت قِحَّة بحاءَين وجاء فلان بالضِّحِّ والريح إِذا جاء بالمال الكثير يعنون إِنما جاء بما طلعت عليه الشمس وجَرَت عليه الريح يعني من الكثرة ومن قال الضِّيح والريح في هذا المعنى فليس بشيء وقد أَخطأَ عند أَكثر أَهل اللغة وإِنما قلنا عند أَكثر أَهل اللغة لأَن أَبا زيد قد حكاه وإِنما الضِّيحُ عند أَهل اللغة لغة الضِّحِّ الذي هو الضوء وسيذكر وفي حديث أَبي خَيْثَمة يكون رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الضِّحِّ والريح وأَنا في الظل أَي يكون بارزاً لحرّ الشمس وهبوب الرياح قال والضِّحُّ ضوء الشمس إِذا استمكن من الأَرض وهو كالقَمْراء للقمر قال ابن الأَثير هكذا هو أَصل الحديث ومعناه وذكر الهروي فقال أَراد كثرة الخيل والجيش ابن الأَعرابي الضِّحُّ ما ضَحا للشمس والريحُ ما نالته الريحُ وقال الأَصمعي الضِّحُّ الشمس بعينها وأَنشد أَبيَض أَبْرَزَه للضِّحِّ راقِبُه مُقَلَّد قُضُبَ الرَّيْحانِ مَفْغُوم وفي حديث عَيَّاش بن أَبي ربيعة لما هاجر أَقْسَمَتْ أُمُّه بالله لا يُظِلُّها ظِلٌّ ولا تزال في الضِّحِّ والريح حتى يرجع إِليها وفي الحديث لو مات كَعْبٌ عن الضِّحِّ والريحِ لَوَرِثَه الزبير أَراد لو مات عما طلعت عليه الشمس وجرت عليه الريح كَنَى بهما عن كثرة المال وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد آخَى بين الزبير وبين كعب بن مالك قال ابن الأَثير ويروى عن الضِّيح والريح والضِّحُّ ما بَرَزَ من الأَرض للشمس والضِّحُّ البَراز الظاهرُ من الأَرض ولا جمع لكل شيء من ذلك والضَّحْضَحُ والضَّحْضاحُ الماء القليل يكون في الغدير وغيره والضَّحْلُ مثله وكذلك المُتَضَحْضِحُ وأَنشد شمر لساعدة بن جُؤَيَّة واسْتَدْبَرُوا كلَّ ضَحْضاحٍ مُدَفِّئَةٍ والمُحْصَناتِ وأَوزاعاً من الصَرَمِ
( * قوله « واستدبروا » أي استاقوا والضحضاح الإبل الكثيرة والمدفئة ذات الدفء والأَوزاع الضروب المتفرقة كما فسره صاحب الأساس والصرم جمع صرمة القطعة من الإبل نحو الثلاثين فحينئذ حق البيت أن ينشد عند قوله الآتي قريباً وإِبل ضحضاح كثيرة )
وقيل هو الماء اليسير وقيل هو ما لا غَرَقَ فيه ولا له غَمْرٌ وقيل هو الماءُ إِلى الكعبين إِلى أَنصاف السُّوقِ وقول أَبي ذؤيب يَحُشُّ رَعْداً كَهَدْرِ الفَحْلِ يَتْبَعُه أُدْمٌ تَعَطَّفُ حَوْلَ الفَحلِ ضَحْضاحُ قال خالد بن كُلْثوم ضَحْضاحٌ في لغة هذيل كثير لا يعرفها غيرهم يقال عنده إِبل ضَحْضاحٌ قال الأَصمعي غَنَمٌ ضَحْضَاحٌ وإِبلٌ ضَحْضاحٌ كثيرة وقال الأَصمعي هي المنتشرة على وجه الأَرض ومنه قوله تُرَى بُيوتٌ وتُرَى رِماحُ وغَنَمٌ مُزَنَّمٌ ضَحْضاحُ قال الأَصمعي هو القليل على كل حال وأَراد هنا جماعة إِبل قليلة وقد تَضَحْضَحَ الماءُ قال ابن مُقْبل وأَظْهَرش في عِلانِ رَقْدٍ وسَبْلُه عَلاجِيمُ لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ
( * قوله « وأَظهر في علان إلخ » أَي نزل السحاب في هذا المكان وقت الظهر )
وماء ضَحْضاحٌ أَي قريب القعر وفي حديث أَبي المِنْهال في النار أَوديةٌ في ضَحْضاح شَبَّه قِلَّةَ النار بالضَّحْضاحِ من الماء فاستعاره فيه ومنه الحديث الذي يروى في أَبي طالب وجدته في غمرات من النار فأَخْرَجْتُه إِلى ضَحْضاحٍ وفي رواية إِنه في ضَحْضاحٍ من نار يَغْلي منه دِماغُه والضَّحْضاحُ في الأَصل ما رَقَّ من الماء على وجه الأَرض ما يبلغ الكعبين واستعاره للنار والضَّحْضَحُ والضَّحْضَحةُ والتَّضَحْضُحُ جَرْيُ السَّراب وضَحْضَحَ السَّراب وتَضَحْضَحَ إِذا تَرَقْرَقَ

( ضرح ) الضَّرْحُ التنحيةُ وقد صَرَحَه أَي نحاه ودفعه فهو مُضْطَرحٌ أَي رَمَى به في ناحية قال الشاعر فلما أَن أَتَيْنَ على أُضاخٍ ضَرَحْنَ حَصاه أَشْتاتاً عِزِينا وضَرَحَ عنه شهادة القوم يَضْرَحُها ضَرْحاً جَرَّحَها وأَلقاها عنه لئلا يشهدوا عليه بباطل والضَّرْحُ أَن يؤخذ شيء فيرمى به في ناحية قال الهذلي تعلو السيوفُ بأَيديهم جَماجِمَهُمْ كما يُفَلِّقُ مَرْوَ الأَمْعَزِ الضَّرَحُ أَراد الضَّرْح فحرك للضرورة واضْطَرَحُوا فلاناً رَمَوْه في ناحية والعامة تقول اطَّرَحُوه يظنونه من الطَّرْح وإِنما هو من الضَّرْح قال الأَزهري وجائز أَن يكون اطَّرَحُوه افتعالاً من الطَّرْح قلبت التاء طاء ثم أُدغمت الضاد فيها فقيل اطَّرَحَ قال المُؤَرِّجُ وفلان ضَرَحٌ من الرجال أَي فاسد وأَضْرَحْتُ فلاناً أَي أَفسدته وأَضْرَحَ فلانٌ السُّوقَ حتى ضَرَحَتْ ضُرُوحاً وضَرْحاً أَي أَكْسَدَها حتى كَسَدَتْ وقوسٌ ضَرُوحٌ شديدة الحَفْزِ والدفع للسهم عن أَبي حنيفة والضَّرُوحُ الفرس النَّفُوحُ برجله وفيها ضِراحٌ بالكسر وضَرَحَتِ الدابة
( * قوله « وضرحت الدابة إلخ » بابه منع وكتب كما في القاموس ) برجلها تَضْرَحُ ضَرْحاً وضِراحاً الأَخيرة عن سيبويه فهي ضَرُوحٌ رَمَحَتْ قال العجاج وفي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ ضَرُوحُ وقيل ضَرْحُ الخيل بأَيديها ورَمْحُها بأَرجُلها والضَّرْحُ والضَّرْجُ بالحاء والجيم الشَّقُّ وقد انْضَرَحَ الشيءُ وانْضَرَجَ إِذا انشق وكل ما شُقَّ فقد ضُرِحَ قال ذو الرمة ضَرَحْنَ البُرودَ عن تَرائِبِ حُرَّةٍ وعن أَعْيُنٍ قَتَّلْنَنا كلَّ مَقْتَلِ وقال الأَزهري قال أَبو عمرو في هذا البيت ضَرَحْنَ البُرود أَي أَلقَين ومن رواه بالجيم فمعناه شَقَقْنَ وفي ذلك تغاير والضَّرِيحُ الشَّقُّ في وسط القبر واللحدُ في الجانب وقال الأَزهري في ترجمة لحد والضريح والضَّرِيحةُ ما كان في وسطه يعني القبر وقيل الضريح القبر كلُّه وقيل هو قبر بلا لحد والضَّرْحُ حَفْرُكَ الضَّرِيحَ للميت وضَرَحَ الضَّرِيحَ للميت يَضْرَحُه ضَرْحاً حفر له ضَرِيحاً قال الأَزهري سمي ضريحاً لأَنه يُشَقُّ في الأَرض شقّاً وفي حديث دَفْنِ النبي صلى الله عليه وسلم نُرْسِلُ إِلى اللاحد والضارح فأَيُّهما سَبَقَ تركناه وفي حديث سَطِيح أَوْفَى على الضَّرِيح ورجل ضَريح بعيد فعيل بمعنى مفعول قال أَبو ذؤيب عَصاني الفُؤادُ فأَسْلَمْتُهُ ولم أَكُ مما عَناهُ ضَرِيحا وقد ضَرَحَ تباعد وانضَرَحَ ما بين القوم مثل انْضَرَجَ إِذا تباعد ما بينهم وأَضرحه عنك أَي أَبعده وبيني وبينهم ضَرْحٌ أَي تباعُد ووحْشة وضارَحْته ورامَيْته وسابَبْته واحد وقال عَرَّام نِيَّةٌ ضَرَحٌ وطَرَحٌ أَي بعيدة وقال غيره ضَرَحَه وطَرَحه بمعنى واحد وقيل نِيَّةٌ نَزَحٌ ونَفَحٌ وطَوَحٌ وضَرَحٌ ومَصَحٌ وطَمَحٌ وطَرَحٌ أَي بعيدة وأَحال ذلك على نوادر الأَعراب والانْضِراحُ الاتساع والمَضْرَحِيُّ من الصُّقور ما طال جناحاه وهو كريم وقال غيره المَضْرَحِيُّ النَّسْرُ وبجناحيه شبه طرف ذنب الناقة وما عليه من الهُلْبِ قال طرفة كأَنَّ جَناحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفا حِفافَيْهِ شُكَّا في العَسِيبِ بِمِسْرَدِ شبَّه ذنب الناقة في طوله وضُفُوِّه بجناحي الصقر وقد يقال للصقر مَضْرَحٌ بغير ياء قال كالرَّعْنِ وافاه القَطامُ المَضْرَحُ والأَكثر المَضْرَحِيُّ قال أَبو عبيد الأَجْدَلُ والمَضْرَحِيُّ والصَّقْرُ والقَطَامِيُّ واحِدٌ والمَضْرَحِيُّ الرجل السيد السَّرِيُّ الكريم قال عبد الرحمن بن الحكم يمدح معاوية بأَبْيَضَ من أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ ومن هذه القصيدة أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها تَكَشَّفُ عن مناكبها القُطُوعُ ورجل مَضْرَحِيٌّ عتيقُ النِّجارِ والمَضْرَحِيُّ أَيضاً الأَبيض من كل شيء والمَضارِحُ مواضع معروفة والضُّراحُ بالضم بيت في السماء مُقابِلُ الكعبة في الأَرض قيل هو البيت المعمور عن ابن عباس وفي الحديث الضُّراحُ بيت في السماء حِيالَ الكعبة ويروى الضَّرِيح وهو البيت المعمور من المُضارَحة وهي المقابلة والمُضارَعة وقد جاء ذكره في حديث عليّ ومجاهد قال ابن الأَثير ومن رواه بالصاد فقد صحَّف وضَراحٌ ومِّضَرِّحٌ وضارِحُ وضُرَيْحٌ ومَضْرَحِيٌّ كلها أَسماء

( ضيح ) الضَّيْحُ والضَّيَاحُ اللبن الرقيق الكثير الماء قال خالد بن مالك الهذلي يَظَلُّ المُصْرِمُونَ لهم سُجُوداً ولو لم يُسْقَ عندهُمُ ضَياحُ وفي التهذيب الضَّياحُ اللبن الخاثر يصبّ فيه الماء ثم يُجَدَّحُ وقد ضاحَه ضَيْحاً وضَيَّحه تَضْييحاً مزجه حتى صار ضَيْحاً قال ابن دريد ضِحْتُه مُماتٌ وكل دواء أَو سَمٍّ يُصَبّ فيه الماء ثم يُجَدَّح ضَياحٌ ومُضَيَّحٌ وقد تَضَيَّح وضَيَّحْتُ الرجلَ سقيتُه الضَّيْحَ ويقال ضَيَّحْتُه فتَضَيَّحَ الأَزهري عن الليث ولا يسمى ضَيَاحاً إِلا اللبن وتَضَيُّحه تَزَيُّده قال والضيَّاحُ والضَّيْح عند العرب أَن يُصَبَّ الماءُ على اللبن حتى يَرِقَّ سواء كان اللبن حليباً أَو رائباً قال وسمعت أَعرابيّاً يقول ضَوِّحْ لي لُبَيْنَةً ولم يقل ضَيِّحْ قال وهذا مما أَعلمتك أَنهم يُدْخِلُون أَحدَ حَرْفَي اللِّين على الآخر كما يقال حَيَّضَه وحَوَّضَه وتَوَّهَه وتَيَّهَه الأَصمعي إِذا كثر الماء في اللبن فهو الضَّيْح والضيَّاحُ وقال الكسائي قد ضَيَّحه من الضَّياحِ وفي حديث عَمَّار إِن آخِرَ شَرْبةً تَشْرَبُها ضَياحٌ الضَّيَاحُ والضَّيْحُ بالفتح اللبن الخاثر يُصَبُّ فيه الماء ثم يخلط رواه يوم قُتِلَ بصِفِّينَ وقد جيء بلبن فشربه ومنه حديث أَبي بكر رضي الله عنه فسَقَتْه ضَيْحةً حامِضةً أَي شربة من الضَّيْح وجاء بالريحِ والضِّيح عن أَبي زيد الضِّيح إِتباع للريحِ فإِذا أُفرد لم يكن له معنى وقال ابن دريد العامة تقول جاء بالضِّيح والريح وهذا ما لا يُعرف وقال الليث الضِّيح تقوية للفظ الريح قال الأَزهري وغيره لا يُجِيز الضِّيح قال أَبو عبيد معنى الضِّيح الشمسُ أَي إِنما جاء بمثل الشمس والريح في الكثرة وقال أَبو عبيد العامة تقول جاء بالضِّيح والريخ وليس الضِّيحُ بشيء وفي حديث كعب بن مالك لو مات يومئذ عن الضِّيحِ والريح لوَرِثه الزُّبير قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والمشهور الضِّحُّ وهو ضوء الشمس قال وإِن صحت الرواية فهو مقلوب من ضُحَى الشمس وهو إِشراقها وقيل الضِّيحُ قريب من الريح وضاحَتِ البلادُ خلت وفي دعاء الاستسقاء اللهم ضاحت بلادُنا أَي خلت جَدْباً والمُتَضَيِّحُ الذي يجيء آخر الناس في الوِرْدِ وفي الحديث من لم يَقْبَلِ العُذْرَ ممن تَنَصَّل إِليه صادقاً كان أَو كاذباً لم يَرِدْ عَليَّ الحَوْضَ إِلا مُتَضَيِّحاً التفسير لأَبي الهيثم حكاه الهروي في الغريبين وقال ابن الأَثير معناه أَي متأَخراً عن الواردين يجيء بعدما شربوا ماء الحوض إِلا أَقله فيبقى كدراً مختلطاً بغيره كاللبن المخلوط بالماء وأَنشد شمر قد علمتْ يوم وَرَدْنا سَيْحا أَني كَفَيْتُ أَخَوَيْها المَيْحا فامْتَحَضا وسَقَّياني ضَيْحا والمُتَضَيِّحُ موضع قال تَوْبَةُ تَرَبَّعَ لَيْلِي بالمُضَيَّحِ فالحِمَى

( طبح ) المُطَبَّحُ بشدّ الباء وفتحها السمين عن كراع

( طحح ) الطَّحُّ البَسْطُ طَحَّه يَطُحُّه طَحًّا إِذا بسطه فانْطَحَّ قال قد رَكِبَتْ مُنْبَسِطاً مُنْطَحَّا تَحْسَبُه تحتَ السَّرابِ المِلْحا يصف خَرْقاً قد علاه السراب والطَّحُّ أَيضاً أَن تَضَعَ عَقِبَك على شيء ثم تَسْحَجَه قال الكسائي طَحَّانُ فَعْلانُ من الطَّحِّ ملحق بباب فَعْلانَ وفَعْلى وهو السَّحْجُ ابن الأَعرابي الطُّحُحُ المَساحِجُ والمِطَحَّة من الشاة مُؤَخَّرُ ظِلْفها وتحت الظِّلْف في موضع المِطَحَّةِ عُظَيم كالفَلَكَةِ وقال أَحمد بن يحيى يقال لهَنَةٍ مثل الفَلَكَةِ تكون في رِجْل الشاة تَسْحَجُ بها المِطَحَّةُ وطَحْطَحَ الشيءَ فتَطَحْطَحَ فرّقه وكسره إِهلاكاً وطَحْطَحَ بهم طَحْطَحَةً وطِحْطاحاً بكسر الطاء إِذا بَدَّدهم الليث الطَّحْطَحةُ تفريق الشيء إِهلاكاً وأَنشد فتُمْسِي نابِذاً سُلْطانَ قَسْرٍ كضَوْءِ الشمسِ طَحْطَحه الغُرُوبُ ويروى طخطخه بالخاء وقال رؤبة طَحْطَحه آذِيُّ بَحْرٍ مِتْأَقِ وروى أَبو العباس عن عمرو عن أَبيه قال يقال طَحْطَحَ في ضَحِكه وطَخْطَخَ وطَهْطَهَ وكَتْكَتَ وكَدْكَدَ وكَرْكَرَ بمعنى واحد وجاءنا وما عليه طِحْطِحةٌ كما تقول طِحْرِيَةٌ عن اللحياني أَبو زيد ما على رأْسه طِحْطِحة أَي ما عليه شعرة

( طرح ) ابن سيده طَرَحَ بالشيء وطَرَحَه يَطْرَحُه طَرْحاً واطَّرَحَه وطَرَّحه رمى به أَنشد ثعلب تَنَحَّ يا عَسِيفُ عن مَقامِها وطَرِّح الدَّلْوَ إِلى غُلامِها الأَزهري والطِّرْحُ الشيء المطروحُ لا حاجة لأَحد فيه الجوهري وطَرَّحَه تَطْريحاً إِذا أَكثر من طَرْحه ويقال اطَّرَحَه أَي أَبعده وهو افْتَعله وشيء طَريح وطُرَّحٌ مطروح وطَرَحَ عليه مسأَلةً أَلقاها وهو مثل ما تقدّم قال ابن سيده وأُراه مولَّداً والأُطْرُوحةُ المسأَلة تَطْرَحُها والطَّرَحُ بالتحريك البُعْدُ والمكانُ البعيد قال الأَعشى تَبْتَنِي الحمدَ وتَسْمُو للعُلى وتُرَى نارُكَ من ناءٍ طَرَحْ والطَّرُوحُ من البلاد البعيدُ وبلد طَرُوحٌ بعيد وطَرَحَتِ النَّوَى بفلان كلَّ مَطْرَح إِذا نأَتْ به وطَرَحَ به الدهرُ كلَّ مَطْرَح إِذا نأَى عن أَهله وعشيرته ونِيَّةٌ طَرُوحٌ بعيدة وفي التهذيب نِيَّة طَرَحٌ أَي بعيدة وقوس طَرُوحٌ مثل ضَرُوحٍ شديدة الحَفْزِ للسهم وقيل قوس طَرُوحٌ بعيدةُ مَوْقِع السهم يَبْعُد ذهابُ سهمها قال أَبو حنيفة هي أَبعد القِياسِ مَوْقِعَ سَهْمٍ قال تقول طَروحٌ مَرُوح تُعَجِّلُ الظَّبْيَ أَن يَرُوح وأَنشد وسِتِّينَ سهماً صِيغةً يَثْرَبِيَّةً وقَوْساً طَروحَ النَّبْلِ غيرَ لَباثِ وسيأْتي ذكر المَرُوح ونخلة طَرُوحٌ بعيدة الأَعلى من الأَسفل وقيل طويلى العَراجين والجمع طُرُحٌ وطَرْفٌ مِطْرَح بعيد النظر وفحل مِطْرَحٌ بعيد موقع الماء في الرَّحِم الأَزهري عن اللحياني قال قالت امرأَة من العرب إِن زوجي لَطَرُوح أَرادت أَنه إِذا جامع أَحبل ورُمْح مِطْرَحٌ بعيد طويل وسَنامٌ إِطْرِيح طال ثم مال في أَحد شقيه ومنه قول تلك الأَعرابية شجرة أَبي الإِسْلِيح رَغْوةٌ وصَريح وسَنامٌ إِطْريح حكاه أَبو حنيفة وهو الذي ذهب طَرْحاً بسكون الراء ولم يفسره وأَظنه طَرَحاً أَي بُعْداً لأَنه إِذا طال تباعد أَعلاه من مركزه ابن الأَعرابي طَرِحَ الرجلُ إِذا ساء خُلُقُه وطَرِحَ إِذا تَنَعَّمَ تَنَعُّماً واسعاً وطَرَّحَ الشيءَ طَوّله وقيل رَفَعه وأَعلاه وخص بعضهم به البناء فقال طَرَّح بناءه تَطْريحاً طوَّله جِدًّا قال الجوهري وكذلك طَرْمَح والميم زائدة والتَّطْريح بُعْدُ قَدْرِ الفرس في الأَرض إِذا عدا ومَشَى مُتَطَرِّحاً أَي متساقطاً وقد سَمَّت مُطَرَّحاً وطَرَّاحاً وطُرَيحاً وسَيْرٌ طُراحِيٌّ بالضم أَي بعيد وقيل شديد وأَنشد الأَزهري لمُزاحِم العُقَيْليِّ بسَيْرٍ طُراحِيٍّ تَرَى من نَجائه جُلُودَ المَهارَى بالنَّدَى الجَوْنِ تَنْبَعُ ومُطارَحة الكلام معروف

( طرشح ) الطَّرْشحةُ استرخاءٌ وقَد طَرْشَح وضربه حتى طَرْشَحه قال أَبو زيد هذا الحرف في كتاب الجَمْهَرة لابن دريد مع غيره وما وجدته لأَحد من الثقات وينبغي للناظر أَن يَفْحَصَ عنه فما وجده لإِمام موثوق به أَلحقه بالرباعي وما لم يجده لثقة كان منه على رِيبة وحَذَرٍ

( طرمح ) طَرْمَح البناءَ وغيره عَلاَّه ورفعه والميم زائدة وقال يصف إِبلاً مَلأَها شحماً عُشْبُ أَرض نَبَتَ بنَوْءِ الأَسَد طَرْمَحَ أَقْطارَها أَحْوَى لوالِدةٍ صَحْماءَ والفَحْلُ للضِّرْغامِ يَنْتَسبُ ومنه سمي الطِّرِمَّاح بنُ حكيم الشاعر وسُمِّيَ الطِّرِمَّاحُ في بني فلان إِذا كان عاليَ الذكر والنسب أَبو زيد يقال انك لَطِرِمَّاح وإِنهما لَطرِمَّاحانِ وذاك إِذا طَمَحَ في الأَمر والطِّرِمَّاحُ المرتفِع وهو أَيضاً الطويل لا يكاد يوجد في الكلام على مثال فِعِلاَّلٍ إِلا هذا وقولُهم السِّجِلاَّط لضرب من النبات وقيل هو بالرومية سِجِلاَّطُسْ وقالوا سِنِمَّار وهو أَعجمي أَيضاً والطِّرِمَّاحُ الرافع رأْسه زَهْواً عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي والطِّرِمَّاحُ والطُّرْمُوح الطويل والطُّرْحُومُ نحو الطُّرْمُوحِ قال ابن دريد أَحسبه مقلوباً

( طفح ) طَفَحَ الإِناءُ والنهر يَطْفَحُ طَفْحاً وطُفُوحاً امْتَلأَ وارتفع حتى يفيض وطَفَحه طَفْحاً وطَفَّحَه تَطْفِيحاً وأَطْفَحَه مَلأَه حتى ارتفع وطَفَحَ عَقْلُه ارتفع ورأَيته طافِحاً أَي ممتلئاً الأَزهري عن أَبي عبيدة الطافِحُ والدِّهاقُ والمَلآنُ واحد قال والطافِحُ الممتلئ المرتفع ومنه قيل للسكران طافِحٌ أَي أَن الشراب قد مَلأَه حتى ارتفع ومنه سَكرانُ طافِحٌ ويقال طَفَحَ السَّكْرانُ فهو طافِحٌ أَي مَلأَه الشرابُ الأَزهري يقال للذي يشرب الخمر حتى يمتلئ سُكْراً طافِحٌ والطُّفاحَةُ زَبَدُ القِدْرِ وكلُّ ما علا طُفاحةٌ كَزَبَدِ القِدْرِ وما علا منها واطَّفَحَ الطُّفاحةَ على وزن افتعل أَخذها وأَنشد أَتَتْكُمُ الجَوْفاءُ جَوْعَى تَطَّفِحْ طُفاحةَ الإِثْرِ وطَوْراً تَجْتَدِحْ وقال غيره طُفَّاحةُ القوائم
( * قوله « وقال غيره طفاحة القوائم إلخ » عبارة القاموس وناقة طفاحة القوائم إلخ ) أَي سريعتها وقال ابن أَحمر طُفَّاحةُ الرِّجلَين مَيْلَعةٌ سُرُحُ المِلاطِ بعيدةُ القَدْرِ الأَصمعي الطافِحُ الذي يَعْدُو وقد طَفَحَ يَطْفَحُ إِذا عَدا وقال المُتَنَخِّلُ يصف المنهزمين كانوا نَعائِمَ حَفَّانِ مُنَفَّرةً مُعْطَ الحُلُوقِ إِذا ما أُدْرِكُوا طَفَحُوا أَي ذهبوا في الأَرض يَعْدُونَ والريح تَطْفَحُ القُطْنَة تَسْطَعُ بها قال أَبو النجم مُمَزَّقاً في الرِّيح أَو مَطْفُوحا واطْفَحْ عَني أَي اذهبْ عني الأَزهري في ترجمة طحف وفي الحديث من قال كذا وكذا غفر له وإِن كان عليه طِفاحُ الأَرض ذنوباً وهو أَن تمتلئَ حتى تَطْفَحَ أَي تَفيض قال ومنه أُخِذَ طُفاحةُ القِدر ويقال لما تؤْخذ به الطُّفاحة مِطْفَحة وهو كِفْكِير بالفارسية

( طلح ) الطِّلاحُ نقيض الصَّلاح والطالِحُ خلاف الصالح طَلَحَ يَطْلُح طَلاحاً فسد الأَزهري قال بعضهم رجل طالح أَي فاسد لا خير فيه ابن السكيت الطَّلْحُ مصدر طَلِحَ البعيرُ يَطْلَحُ طَلْحاً إِذا أَعيا وكَلَّ ابن سيده والطَّلْحُ والطَّلاحة الإِعياء والسقوط من السفر وقد طَلَح طَلْحاً وطُلِحَ وبعير طَلْحٌ وطَلِيح وطِلْحٌ وطالِحٌ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد عَرَضْنا فقلنا إِيه سِلمٌ فِسَلَّمَتْ كما انْكَلَّ بالبَرْقِ الغَمامُ اللَّوائِحُ وقالت لنا أَبصارُهُنَّ تَفَرُّساً فَتًى غيرُ زُمَّيْلٍ وأَدْماءُ طالِحُ يقول لما سلَّمْنا عليهن بدت ثغورهن كبرق في جانب غمام ورضيننا فقلن فَتًى غيرُ زُمَّيْلٍ وجمع طِلْحٍ أَطْلاحٌ وطِلاحٌ وجمع طَلِيح طَلائِحُ وطَلْحَى الأَخيرة على غير قياس لأَنها بمعنى فاعلة ولكنها شبهت بمريضة وقد يُقْتَاسُ ذلك للرجل الأَزهري عن أَبي زيد قال إِذا أَضمره الكَلالُ والإِعياءُ قيل طَلَحَ يَطْلَحُ طَلْحاً قال وقال شمر يقال سار على الناقة حتى طَلَحَها وطَلَّحَها وحكي عن ابن الأَعرابي إِنه لَطَلِيحُ سفر وطِلْحُ سفر ورجيعُ سفر ورَذِيَّةُ سفر بمعنى واحد قال وقال الليث بعير طَلِيح وناقة طَلِيح الأَزهري أَطلحته أَنا وطَلَّحته حَسَرْتُه ويقال ناقة طَلِيحُ أَسفار إِذا جَهَدَها السيرُ وهَزَلها وإِبل طُلَّحٌ وطَلائحُ ومن كلام العرب راكبُ الناقة طَلِيحانِ أَي والناقةُ لكنه حذف المعطوف لأَمرين أَحدهما تقدّم ذكر الناقة والشيء إِذا تقدم دل على ما هو مثله ومثلُه من حذف المعطوف قولُ الله عز وجل فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه أَي فضرب فانفجرت فحذف فضرب وهو معطوف على قوله فقلنا وكذلك قول التَّغْلَبي إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا أَي فَشَرِبْناها سَخِيناً فإِن قلت فهلا كان التقدير على حذف المعطوف عليه أَي الناقةُ وراكبُ الناقةِ طَليحانِ قيل لبُعْدِ ذلك من وجهين أَحدهما أَن الحذف اتساع والاتساع بابه آخِرُ الكلام وأَوسطُه لا صدره وأَوّله أَلا ترى أَن من اتسع بزيادة كان حشواً أَو آخراً لا يجيز زيادتها أَوّلاً والآخر أَنه لو كان تقديره « الناقة وراكب الناقة طليحان » كان قد حذف حرف العطف وبَقَاء المعطوفِ به وهذا شاذ إِنما حكى منه أَبو عثمان أَكلت خبزاً سمكاً تمراً والآخر أَن يكون الكلام محمولاً على حذف المضاف أَي راكب الناقة أحد طَليحين فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه الأَزهري المُطَّلِحُ في الكلام البَهَّاتُ والمُطَّلِحُ في المال الظالِمُ والطِّلْحُ القُرادُ وقيل هو المهزول قال الطِّرِمَّاحُ وقد لَوَى أَنْفَه بِمشْفَرِها طِلْحٌ قَراشِيمُ شَاحِبٌ جَسَدُهْ ويروى قراشين وقيل الطِّلْح العظيم من القِردان الجوهري وربما قيل للقُراد طِلْح وطَلِيح وفي قصيد كعب وجِلْدُها من أَطُومٍ لا يُؤَيِّسُه طِلْحٌ بضاحِيَةِ المَتْنَيْنِ مَهزُولُ أَي لا يؤثر القُرادُ في جلدها لمَلاسَته وقول الحطيئة إِذا نامَ طِلْحٌ أَشْعَثُ الرأْسِ خَلْفَها هَداه لها أَنفاسُها وزَفِيرُها قيل الطِّلحُ هنا القُرادُ وقيل الراعي المُعْيي يقول إِن هذه الإِبل تتنفس من البِطْنَة تَنَفُّساً شديداً فيقول إِذا نام راعيها عنها ونَدَّت تنفست فوقع عليها وإِن بعدت الأَزهري والطُّلُح التََّعِبون والطُّلُح الرُّعاةُ الجوهري والطِّلْحُ بالكسر المُعْيِي من الإِبل وغيرها يَسْتَوي فيه الذكر والأُنثى والجمع أَطلاح وأَنشد بيت الحطيئة وقال قال الحطيئة يذكر إِبلاً وراعيها « إِذا نام طِلحٌ أَشعثُ الرأْسِ » وفي حديث إِسلام عمر فما بَرِحَ يقاتلُهم حتى طَلَح أَي أَعيا ومنه حديث سَطِيح على جمل طَلِيح أَي مُعْيٍ والطَّلَحُ بالفتح النِّعْمةُ
( * قوله « والطلح بالفتح النعمة » عبارة المختار والقاموس والطلح بالتحريك النعمة ) قال الأَعشى كم رأَينا من أُناسٍ هَلَكوا ورأَينا المَلْكَ عَمْراً بِطَلَحْ قاعداً يُجْبَى إِليه خَرْجُه كلُّ ما بينَ عُمَانٍ فالمَلَحْ قال ابن بري يريد بعمرو هذا عمرو بن هند حكى الأَزهري عن ابن السكيت أَيضاً قال قيل طَلَحٌ بي بيت الأَعشى موضع قال وقال غيره أَتى الأَعشى عمراً وكان مسكنه بموضع يقال له ذو طَلَحٍ وكان عمرو ملكاً فاجتزأَ الشاعر بذكر طَلَحٍ دليلاً على النعمة وعلى طَرْح ذي منه قال وذو طَلَح هو الموضع الذي ذكره الحطيئة فقال وهو يخاطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ماذا تقول لأَفْراخٍ بذي طَلَحٍ حُمْرِ الحواصِلِ لا ماءٌ ولا شجرْ ؟ أَلْقَيْتَ كاسِبَهم في قَعْرِ مُظْلِمةٍ فاغْفِرْ عليك سلامُ الله يا عُمَرُ والطَّلْحُ ما بقي في الحوض من الماءِ الكَدِرِ والطَّلْحُ شجرة حجازية جَناتها كجَناةِ السَّمْرَةِ ولها شَوْك أَحْجَنُ ومنابتها بطون الأَودية وهي أَعظم العِضاه شوكاً وأَصْلَبُها عُوداً وأَجودها صَمْغاً الأَزهري قال الليث الطَّلْحُ شجرُ أُمِّ غَيْلانَ ووصفه بهذه الصفة وقال قال ابن شميل الطَّلْحُ شجرة طويلة لها ظل يستظل بها الناس والإِبل وورقها قليل ولها أَغصان طِوالٌ عِظامٌ تنادي السماء من طولها ولها شوك كثير من سُلاَّء النخل ولها ساق غظيمة لا تلتقي عليه يدا الرجل تأْكل الإبل منها أَكلاً كثيراً وهي أُم غَيْلانَ تنبت في الجبل الواحدة طَلْحَة وأَنشد يا أُمَّ غَيْلانَ لَقِيتِ شَرَّا لقد فَجَعْتِ أَمِناً مُغْبَرَّا يَزُورُ بيتَ اللهِ فِيمَنْ مَرَّا لاقَيْتِ نَجَّاراً يَجُرُّ جَرَّا بالفأْسِ لا يُبْقِي على ما اخْضَرَّا يقال إِنه ليجرّ بفأْسه جرّاً إِذا كان يقطع كل شيء مَرَّ به وإِن كان واضعها على عُنُقِه وقال يا أُمَّ غَيْلانَ خُذِي شَرَّ القومْ ونَبِّهِيهِ وامْنَعِي منه النَّوْم وقال أَبو حنيفة الطَّلْح أَعظم العِضاه وأَكثره ورقاً وأَشدَّه خُضْرة وله شوك ضِخامٌ طِوالٌ وشوكه من أَقل الشوك أَذًى وليس لشوكته حرارة في الرِّجْل وله بَرَمَةٌ طيبة الريح ليس في العِضاه أَكثر صمغاً منه ولا أَضْخَمُ ولا يَنْبُتُ الطَّلْحُ إِلا بأَرض غليظة شديدة خِصبَة واحدته طَلْحَة وبها سمي الرجل قال ابن سيد وجَمْعُها عند سيبويه طلُوح كصَخْرة وصُخُور وطِلاحٌ قال شبهوه بقصْعَة وقِصاع يعني أشن الجمع الذي هو على فِعال إِنما هو للمصنوعات كالجِرار والصِّحافِ والاسم الدال على الجمع أَعني الذي ليس بينه وبين واحده إِلا هاء التأْنيث إِنما هو للمخلوقات نحو النخل والتمر وإِن كان كل واحد من الحَيِّزَيْنِ داخلاً على الآخر قال إِني زَعِيمٌ يا نُوَيْ قةُ إِن نَجَوْتِ من الزَّوَاحْ أَن تَهْبِطِينَ بلادَ قَوْ مٍ يَرْتَعُونَ من الطِّلاحْ وأَن ههنا يجوز أَن تكون أَن الناصبة للاسم مخففة منها غير أَنه أَولاها الفعل بلا فصل وجمعُ الطَّلح أَطْلاحٌ وأَرض طَلِحَة كثيرة الطَّلْح على النسب وإِبل طِلاحِيَّة وطُلاحِيَّة ترعة الطَّلْح وطَلاحَى وطَلِحَة تشتكي بطونَها من أَكل الطَّلْح وقد طَّلِحَت طَلَحاً
( * قوله « وقد طلحت طلحاً » كفرح فرحاً وزاد في القاموس كعنى أَيضاً ) قال الأَزهري ورجل نِياطِيٌّ ونُباطِيّ منسوب إِلى النَّبَط وأَنشد كيف تَرَى وَقْعَ طِلاحِيَّاتِها بالغَضَوِيَّاتِ على عِلاَّتِها ؟ ويروى بالحَمَضِيَّاتِ وأَنكر أَبو سعيد إِبل طَلاحَى إِذا أَكلت الطَّلْح قال والطَّلاحَى هي الكالَّةُ المُعْيِيَةُ قال ولا يُمْرِضُ الطَّلْحُ الإِبلَ لأَن رَعْيَ الطَّلْح ناجعٌ فيها قال والأَراكُ لا تَمْرَضُ عنه الإِبلُ ابن سيده والطَّلْحُ لغة في الطَّلْع وقوله تعالى وطَلْحٍ مَنْضُود فُسِّرَ بأَنه الطَّلْعُ وفُسِّرَ بأَنه المَوْزُ قال وهذا غير معروف في اللغة الأَزهري قال أَبو اسحق في قوله تعالى وطَلْحٍ منضود جاء في التفسير أَنه شجر الموز قال والطَّلْحُ شجر أُمِّ غَيْلان أَيضاً قال وجائز أَن يكون عنى به ذلك الشجر لأَن له نَوْراً طيب الرائحة جدّاً فَخُوطِبُوا به ووُعِدُوا بما يحبون مثله إِلا أَن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على سائر ما في الدنيا وقال مجاهد أَعْجَبَهم طَلْحُ وَجٍّ وحُسْنُه فقيل لهم وطَلْحٍ مَنْضُودٍ والطِّلاحُ نبت وطَلْحَةُ الطَّلَحات طَلْحَةُ ابن عبيد الله بن خلف الخُزاعي ورأَيت في بعض حواشي نسخ الصحاح بخط من يوثق به الصواب طلحة بن عبد الله بن بري رحمه الله ذكر ابن الأَعرابي في طَلْحةَ هذا أَنه إِنما سمِّي طَلْحة الطلحات بسبب أُمه وهي صَفِيَّة بنت الحرث بن طلحة بن أَبي طلحة زاد الأَزهري ابن عبد مناف قال وأَخوها أَيضاً طلحة بن الحرث فقد تكَنَّفَه هؤلاء الطلحات كما ترى وقبره بسِجِسْتانَ وفيه يقول ابن قَيس الرُّقَيَّاتِ رَحِمَ اللهُ أَعْظُماً دَفَنُوها بسِجِسْتانَ طَلْحَةَ الطَّلَحاتِ ابن الأَثير قال وفي بعض الحديث ذكر طلحة الطَّلحات قال هو رجل من خُزاعة اسمه طلحة ابن عبيد الله بن خلف قال وهو غير طلحة بن عبيد الله التَّيْمِيّ الصحابيّ قيل إِنه جمع بين مائة عربي وعربية بالمَهْر والعطاء الواسعين فولد لكل واحد منهم ولد فسمي طلحة فأُضيف إِليهم قال ابن بري ومن الطَّلَحات طلة بن عبيد الله بن عوف الزُّهْرِيّ وقبره بالمدينة ومنهم طلحة بن عمر بن عبيد الله بن مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ ويقال له طلحة الجُودِ ومنهم طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبي بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه ويقال له طلحة الدراهم ومدح سَحْبانُ وائلٍ الباهليُّ طلحةَ الطَّلَحاتِ فقال يا طَلْحُ أَكرمَ من مَشَى حَسَباً وأَعْطاهُمْ لِتالِدْ منكَ العَطاءُ فأَعْطِنِي وعليَّ مَدْحُك في المَشاهِدْ فقال له طلحة احْتَكِمْ فقال بِرْذَوْنَكَ الوَرْدَ وغُلامَكَ الخَبَّازَ وقَصْرَك الذي بمكان
( * قوله « وقصرك الذي بمكان إلخ » عبارة شرح القاموس وقصرك الذي بزرنج إِلى أَن قال وإِنما سألتني على قدرك وقدر قبيلتك باهلة والله لو سألتني كل فرس وقصر وغلام لي لأَعطيتكه ثم أمر له بما سأل وقال والله ما رأيت مسألة محتكم ألأم منها ) كذا وعشرة آلاف درهم فقال طلحة أفٍّ لك سأَلتني على قدرك لم تسأَلني على قدري لو سأَلتني كل عبد وكل دابة وكل قصر لي لأَعطيتك وأَما طلحة بن عبيد الله بن عثمان من الصحابة فتَيْمِيٌّ حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال كان يقال لطلحة بن عبيد الله طلحة الخير وكان من أَجواد العرب وممن قال له النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد إِنه قد أَوجَبَ روى الأَزهري بسنده عن موسى بن طلحة عن أَبيه قال سماني النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد طلحة الخَيْر ويوم غزوة ذات العُشَيْرةِ طلحة الفَيَّاض ويوم حُنَيْن طلحة الجودِ والطُّلَيْحَتانِ طُلَيْحَة بن خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ وأَخُوه وطَلْحٌ وذو طَلَحٍ وذو طُلُوح أَسماء مواضع

( طلفح ) الطَّلَنْفَحُ الخالي الجَوْف ويقال المُعْيي التَّعِبُ وقال رجل من بني الحِرْمازِ ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شيءٍ ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينا وفي حديث عبد الله إِذا ضَنُّوا عليك بالمُطَلْفَحَة فكُلْ رغيفَكَ أَي إِذا بخل الأُمراء عليك بالرُّقاقة التي هي من طعام المُتْرَفِين والأَغنياء فاقْنَعْ برغيفك يقال طَلْفَحَ الخُبْزَ وفَلْطَحَه إِذا رَقَّقَه وبَسَطه وقال بعض المتأَخرين أَراد بالمُطَلْفحَة الدراهمَ والأَوّل أَشبه لأَنه قابله بالرغيف

( طمح ) طَمَحَت المرأَة تَطْمَحُ طِماحاً وهي طامحٌ نَشَزَت ببعلها والطِّماحُ مثل الجِماحِ وطَمَحَت المرأَة مثل جَمَحَتْ فهي طامح أَي تَطْمَح إِلى الرجال في حديث قَيْلَةَ كنت إِذا رأَيت رجلاً ذا قِشْرٍ طَمَحَ بصري إِليه أَي امتدَّ وعلا وفي الحديث فَخَرَّ إِلى الأَرض فَطَمَحَت عيناه
( * قوله « فطمحت عيناه » زاد في النهاية إلى السماء ) الأَزهري عن أَبي عمرو الشَّيباني الطامحُ من النساء التي تُبْغِضُ زوجَها وتنظر إِلى غيره وأَنشد بَغَى الوُدَّ من مَطْروفةِ العينِ طامِح قال وطَمَحَت بعينها إِذا رمت ببصرها إِلى الرجل وإِذا رفعت بصرها يقال طَمَحَت وامرأَة طَمَّاحة تَكُرُّ بنظرها يميناً وشمالاً إِلى غير زوجها وطَمَحَ ببصره يَطْمَحُ طَمْحاً شَخَصَ وقيل رمى به إِلى الشيء وأَطْمَحَ فلانٌ بصره رفعه ورجل طَمّاح بعيد الطرف وقيل شَرِهٌ وطَمَحَ بَصَرُه إِلى الشيء ارتفع وفرس طامِح الطَّرْفِ طامِحُ البَصر وطَمُوحه مرتفعه يقال فرس فيه طِماحٌ وأَنشد الأَزهري لأَبي دُوادٍ طويلٌ طامِحُ الطَّرْفِ إِلى مِقْرَعةِ الطلبِ وطَمَحَ الفرسُ يَطْمَحُ طِماحاً وطُمُوحاً رفع يديه الأَزهري يقال للفرس إِذا رفع يديه قد طَمَّحَ تَطْميحاً وكل مرتفع مُفْرِط في تَكَبُّر طامحٌ وذلك لارتفاعه والطَّماحُ الكِبْرُ والفخرُ لارتفاع صاحبه وبَحْر طَمُوح الموج مرتفعه وبئر طَمُوح الماء مرتفعةُ الجُمَّة وهو ما اجتمع من مائها أَنشد ثعلب في صفة بئر عادِيَّة الجُولِ طَمُوح الجَمِّ جِيبَتْ بجَوْفِ حَجَرٍ هِرْشَمِّ تُبْذَلُ للجارِ ولابن العَمِّ إِذا الشَّرِيبُ كان كالأَصَمِّ وعَقَدَ اللِّمَّةَ كالأَجَمِّ وطَمَّح بَوْلَه باله في الهواء وطَمَّحَ ببوله وبالشيء رمى به في الهواء الأَزهري إِذا رميت بشيء في الهواء قلت طَمَّحْتُ به تَطْميحاً وطَمَح به ذَهَب به قال ابن مقبل قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ رَفيعٌ قَذالُه يَظَلُّ بِبَزِّ الكَهْلِ والكَهْلِ يَطْمَحُ قال يَطْمَحُ أَي يجري ويذهب بالكهل وبَزِّه وطَمَح الرجلُ في السَّوْم إِذا استام بسِلْعَته وتباعد عن الحق عن اللحياني وطَمَح أَي أَبْعَدَ في الطلب وطَمَحاتُ الدهر شدائده قال الأَزهري وربما خفف قال الشاعر باتت هُمومي في الصَّدْرِ تَخْطاها طَمْحاتُ دَهْرٍ ما كنتُ أَدراها سكن الميم ضرورة قال الأَزهري ما ههنا صلة وبنو الطَّمَحِ بُطَيْنٌ والطَّمَّاحُ من أَسماء العرب والطَّمّاحُ اسم رجل من بني أَسد بعثوه إِلى قَيْصَرَ فَمَحَلَ بامرئ القيس حتى سُمَّ قال الكُمَيْتُ ونحن طَمَحْنا لامرئ القَيْسِ بَعْدَما رَجا المُلْكَ بالطَّمّاحِ نَكْباً على نَكْبِ وأَبو الطَّمَحان القَيْنِيُّ اسم شاعر

( طنح ) طَنِحَت الإِبلُ طَنَحاً وطَنِخَتْ بَشِمَتْ وقيل طَنِحَتْ بالحاء سمنت وطَنِخَتْ بالخاء معجمة بَشِمَتْ حكى ذلك الأَزهري عن الأَصمعي وقال وغيره يجعلهما واحداً

( طوح ) طاحَ يَطُوحُ ويَطِيحُ طَوْحاً أَشرف على الهلاك وقيل هلك وسقط أَو ذهب وكذلك إِذا تاه في الأَرض والطائح الهالك المُشْرِفُ على الهلاك وكل شيء ذَهَبَ وفَنيَ فقد طاحَ يَطِيحُ طَوْحاً وطَيْحاً لغتان وطَوَّحَه هو وطَوَّحَ به تَوَّهَه وذهب به ههنا وههنا فَتَطوَّح في البلاد إِذا رَمَى بنفسه ههنا وههنا أَو حَمَلهُ على ركوب مفازة يُخافُ فيها هلاكُه قال أَبو النجم يُطَوِّحُ الهادي به تَطْوِيحا والطَّيْحُ الهلاك والمُطَوَّحُ الذي طُوِّحَ به في الأَرض أَي ذُهِبَ به وطَوَّحَه بعث به إِلى أَرض لا يرجع منها قال ولكنَّ البُعُوث جَرَتْ علينا فَصِرْنا بين تَطْوِيحٍ وغُرْمِ وتَطَوَّحَ إِذا ذهب وجاء في الهواء قال ذو الرمة يصف رجلاً على البعير في النوم يتطوَّح أَي يجيء ويذهب في الهواء ونَشْوانَ من كأْسِ النُّعاسِ كأَنه بحَبْلَينِ في مَشْطونَةٍ يَتَطَوَّحُ قال سيبويه في طاحَ يَطِيحُ إِنه فَعِل يَفْعِل لأَن فَعَل يَفْعِلُ لا يكون في بنات الواو كراهية الالتباس ببنات الياء كما أَن فَعَلَ يَفْعُل لا يكون في بنات الياء كراهية الالتباس ببنات الواو أَيضاً فلما كان ذلك عَدَماً البَتَّةَ ووجدوا فَعِل يَفْعِلُ وفي الصحيح كَحَسِبَ يَحْسِبُ وأَخواتها وفي المعتل كَوَلي يَلي وأَخواته حملوا طاح يَطِيحُ على ذلك وله نظائر كتاه يَتِيه وماهَ يَمِيهُ وهذا كله فيمن لم يقل إِلاَّ طَوَّحه وتَوَّهَه وماهَتِ الرَّكِيَّة مَوْهاً وأَما مَن قال طَيَّحَه وتَيَّهه وماهَتِ الرَّكِيَّةُ مَيْهاً فقد كُفِينا القولَ في لغته لأَن طاحَ يَطِيحُ وأَخواته على هذه اللغة من بنات الياء كبَاع يَبيعُ ونحوها وطَوَّحَ بثوبه رمى به في مَهْلَكة وطَيَّح به مثله الفراء يقال طَيَّحْتُه وطَوَّحْتُه وتَضَوَّعَ رِيحُه وتَضَيَّع والمَياثِقُ والمواثِقُ وطاحَ به فرسُه إِذا مضى يَطِيحُ طَيْحاً وذلك كذهاب السهم بسرعة ويقال أَين طُيِّحَ بك ؟ أَي أَين ذُهب بك ؟ قال الجَعْدي يذكر فرساً يَطِيحُ بالفارِس المُدَجَّج ذي الْ قَوْنَسِ حتى يَغِيبَ في القَتَمِ القَتَمُ الغُبار أَبو سعيد أَصابت الناسَ طَيْحةٌ أَي أُمورٌ فَرَّقت بينهم وكان ذلك في زمن الطَّيْحةِ ابن الأَعرابي أَطاحَ مالَه وطَوَّحه أَي أَهلكه وطَوَّحَ بالشيء أَلقاه في الهواء وفي حديث أَبي هريرة في يوم اليَرْمُوك فما رُؤِيَ مَوْطِنٌ أَكثرُ قِحْفاً ساقطاً وكفّاً طائحةً أَي طائرة من مِعْصَمها وطوَّحَ نفسَه تَوَّهها وتَطاوَح تَرامَى وطاوَحه راماه قال فأَمَّا واحدٌ فكفَاكَ مِنِّي فمَنْ لِيَدٍ تُطاوِحُها أَيادي ؟ تُطاوِحُها أَي ترامي بها والأَيادي جمع أَيْدٍ التي هي جمع يَدٍ أَي أَكفيك واحداً فإِذا كثرت الأَيادِي فلا طاقة لي بها وتَطاوحت بهم النَّوَى أَي ترامت والمَطاوِحُ المَقاذِفُ وطَوَّحَتْه الطَّوائِح قَذَفَتْه القَواذِفُ ولا يقال المُطَوِّحاتُ وهو من النَّوادر كقوله تعالى وأَرسلنا الرياحَ لَواقِحَ على أَحد التأْويلين وطَوَّح الشيءَ وطَيَّحه ضيَّعه

( طيح ) طاحَ طَيْحاً تاه وطَيَّح نفْسَه وطاحَ الشيءُ طَيْحاً فَنيَ وذهب وأَطاحَه هو أَفناه وأَذهبه أَنشد ابن الأَعرابي نَضْرِبُهمْ إِذا اللِّواءُ رَنَّقا ضَرْباً يُطِيحُ أَذْرُعاً وأَسْوُقا وأَنشد سيبويه لِيُبْكَ يزيدٌ ضارِعٌ لخُصُومةٍ ومُخْتبِطٌ مما تُطِيحُ الطَّوائِحُ وقال الطوائح على حذف الزائد أَو على النسب قال ابن جني أَوَّل البيت مبني على اطِّراح ذكر الفاعل فإِن آخره قد عُووِدَ فيه الحديثُ على الفاعل لأَن تقديره فيما بعدُ ليَبْكِه مُخْتَبِطٌ مما تُطِيحُ الطوائح فدل قوله لِيُبْكَ على ما أَراد من قوله لِيَبْكِ والطَّائِحُ المُشرِفُ على الهلاك والفعل كالفعل وطَوَّحَتْهم طَيْحاتٌ أَهلكتهم خُطوبٌ وذهبت أَموالُهم طَيْحاتٍ أَي متفرّقةً بعيدةً والمُطَيَّحُ الفاسد وطَيَّحَ بثوبه رمى به

( فتح ) : الفَتْحُ : نقيض الإِغلاق فَتَحَه يَفْتَحه فَتْحاً و افْتَتَحه و فَتَّحَه فانْفَتَحَ و تَفَتَّحَ . الجوهري : فُتِّحَتِ الأَبواب شدّد للكثرة فتَفَتَّحتْ هي وقوله تعالى : { لا تُفَتَّح لهم أَبوابُ السماء } قرئت بالتخفيف والتشديد وبالياء والتاء أَي لا تَصْعَدُ أَرواحُهم ولا أَعمالهم لأَن أَعمال المؤمنين وأَرواحهم تصعد إِلى السماء قال الله تعالى : { إِن كتاب الأَبرار لفي عِلِّيِّيين } وقال جلَّ ثناؤه : { إِليه يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ } وقال بعضهم : أَبواب السماء أَبواب الجنة لأَن الجنة في السماء والدليل على ذلك قوله تعالى : { ولا يدخلون الجنة } فكأَنه قال : لا تُفتح لهم أَبواب الجنة . وقوله تعالى : { مُفَتَّحةً لهم الأَبوابُ } قال أَبو علي مرة : معناه مُفَتَّحةً لهم الأَبوابُ منها وقال مرة : إِنما هو مرفوع على البدل من الضمير الذي في مفتحة . وقال : العرب تقول فُتِّحَتِ الجِنانُ تريد فُتِّحَتْ أَبوابُ الجنان قال تعالى : { و فُتِّحَت السماءُ فكانت أَبواباً } وا أَعلم . وقوله تعالى : { ما يَفْتَحِ اللَّهُ للناسِ من رحمة فلا مُمْسِكَ لها وما يُمْسِكْ فلا مُرْسِلَ له من بَعْده } قال الزجاج : معناه ما يأْتيهم به الله من مطر أَو رزق فلا يقدر أَحد أَن يمسكه وما يمسك من ذلك فلا يقدر أَحد أَن يرسله . و المِفْتَحُ بكسر الميم و المِفْتاحُ : مِفْتاحُ الباب وكل ما فُتِحَ به الشيء قال الجوهري : وكل مُسْتَغْلَق قال سيبويه : هذا الضرب مما يعتمل مكسور الأَول كانت فيه الهاء أَو لم تكن والجمع مَفاتِيحُ و مَفاتح أَيضاً قال الأَخْفش : هو مثل قولهم أَماني وأَمانيّ يخفّف ويشدَّد وقوله تعالى : { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إِلا هو } قال الزجاج : جاء في التفسير أَنه عنى قوله عز وجل : { إِن الله عنده علم الساعة وينزِّل الغيثَ ويَعْلَمُ ما في الأَرْحام وما تدري نفسٌ ماذا تَكْسِبُ غداً وما تدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أَرض تموت } قال : فمن ادَّعى أَنه يعلم شيئاً من هذه الخمس فقد كفر بالقرآن لأَنه قد خالفه وفي الحديث : أُوتِيتُ مَفاتيح الكَلِم وفي رواية : مَفاتِحَ هما جمع مِفْتاح و مِفْتَح وهما في الأَصل مما يتوصل به إِلى استخراج المُغْلَقات التي يتعذر الوصول إِليها فأَخبر أَنه أُوتي مفاتيح الكلام وهو ما يسَّر الله له من البلاغة والفصاحة والوصول إِلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات والأَلفاظ التي أُغلقت على غيره وتعذرت عليه ومن كان في يده مفاتيح شيء مخزون سهل عليه الوصول إِليه . وبابٌ فُتُحٌ أَي واسِع مُفَتَّحٌ وفي حديث أَبي الدرداء : ومن يأْت باباً مُغْلَقاً يَجِدْ إِلى جنبه باباً فُتُحاً أَي واسعاً ولم يُرِد المفتوحَ وأَراد بالباب الفُتُح : الطَّلَب إِلى الله والمسأَلة . وقارورةٌ فُتُحٌ : واسعة الرأْس بلا صِمامٍ ولا غِلاف لأَنها تكون حينئذ مفتوحة وهو فُعُلٌ بمعنى مَفْعول . و الفَتْحُ : الماء المُفَتَّحُ إِلى الأَرض ليُسْقَى به . و الفَتْحُ : الماء الجاري على وجه الأَرض عن أَبي حنيفة . الأَزهري : و الفَتْحُ النهر . وجاء في الحديث : ما سُقِيَ فَتْحاً وما سُقِي بالفَتْحِ ففيه العُشْر المعنى ما فتحَ إِليه ماءُ النهر فَتْحاً من الزروع والنخيل ففيه العشر . و الفَتْحُ : الماء يجري من عين أَو غيرها . و المَفْتَحُ و المِفْتَح : قَناةُ الماء . وكلُّ ما انكشف عن شيء فقد انفتح عنه و تَفتَّح . و تَفَتُّحُ الأَكمة عن النَّوْر : تَشَقُّقُها . و الفَتْحُ : افتتاح دار الحرب وجمعه فُتُوحٌ . و الفَتْحُ : النصر . وفي حديث الحديبية : أَهو فَتْحٌ أَي نصر . و اسْتَفْتَحْتُ الشيءَ و افْتَتَحْتُه و الاستفتاح : الاستنصار . وفي الحديث : أَنه كان يَسْتَفْتِحُ بصعاليك المهاجرين أَي يستنصر بهم ومنه قوله تعالى : { إِن تَسْتَفْتِحُوا فقد جاءكم الفَتْحُ } . و اسْتَفْتَحَ الفَتْحَ : سأَله . وقال الفراء : قال أَبو جهل يوم بدر : اللهم انْصُر أَفضلَ الدينين وأَحَقَّه بالنصر فقال الله عز وجل : { إِن تَسْتَفْتِحُوا فقد جاءكم الفَتْحُ } قال أَبو إِسحق : معناه إِن تستنصروا فقد جاءكم النصر قال : ويجوز أَن يكون معناه : إِن تَسْتَقْضُوا فقد جاءكم القَضاءُ وقد جاء التفسير بالمعنيين جميعاً . وروي أَن أَبا جهل قال يومئذ : اللهم أَقْطَعُنا للرحم وأَفْسَدُنا للجماعة فأَحِنْه اليومَ فسأَل الله أَن يَحْكُمَ بحَيْنِ من كان كذلك فنصر النبي وناله هو الحَيْنُ وأَصحابُه وقال الله عز وجل : { إِن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } أَراد أَن تستقضوا فقد جاءكم القضاء وقيل إِنه قال : اللهم انْصُرْ أَحَبَّ الفِئَتَينِ إِليك فهذا يدل أَن معناه إِن تستنصروا وكلا القولين جَيِّدٌ . وقوله تعالى : { إِنا فتحنا لك فتحاً مبيناً } قال الزجاج : جاء في التفسير قضينا لك قضاءً مبيناً أَي حكمنا لك بإِظهار دين الإِسلام وبالنصر على عدوِّكَ قال الأَزهري : قال قتادة : أَي قضينا لك قضاءً فيما اختار الله لك من مُهادَنةِ أَهل مكة وموادعتهم عام الحديبية ابن سيده قال : وأَكثر ما جاء في التفسير أَنه فَتْحُ الحُدَيْبية وكانت فيه آية عظيمة من آيات النبي وكان هذا الفتح عن غير قتال شديد وقيل : إِنه كان عن تراض بين القوم وكانت هذه البئر اسْتُقِيَ جميعُ ما فيها من الماء حتى نَزَحَتْ ولم يبق فيها ماء فتمضمض رسول الله ثم مَجَّه فيها فَدَرَّتِ البئرُ بالماء حتى شرب جميع من كان معه . وقوله تعالى : { إِذا جاء نصر الله و الفتح } قيل عنى فتح مكَّة وجاء في التفسير أَنه نُعِيَتْ إِلى النبي نَفْسُه في هذه السورة فَأُعْلِمَ أَنه إِذا جاء فتح مكّة ودخل الناس في الإِسلام أَفواجاً فقد قرب أَجله فكان يقول : إِنه قد نُعِيَتْ إِليَّ نفسي في هذه السورة فأَمر الله أَن يكثر التسبيح والاستغفار . الأَزهري : وقول الله تعالى : { ويقولون متَى هذا الفَتْحُ إِن كنتم صادقين قل يوم الفتح لا يَنْفَعُ الذين كفروا إِيمانُهم ولا هم يُنْظَرونَ } قال مجاهد : يوم الفتح ههنا يوم القيامة وكذلك قال قتادة والكلبي وقال قتادة : كان أَصحاب رسول ا يقولون : إِن لنا يوماً أَوْشَكَ أَن نستريح فيه ونَنْعَمَ فقال الكفار : متى هذا الفتح إِن كنتم صادقين وقال الفراء : يوم الفتح عنى به فتح مكَّة قال الأَزهري : والتفسير جاء بخلاف ما قال وقد نَفَعَ الكفَّارَ من أَهل مكّة إِيمانُهم يوم الفتح وقال الزجاج : جاء أَيضاً في قوله تعالى : { ويقولون متى هذا الفتح } متى هذا الحكم والقضاء فأَعلم الله أَن يوم ذلك الفتح لا ينفع الذين كفروا إِيمانهم أَي ما داموا في الدنيا فالتوبة مُعَرَّضة ولا توبة في الآخرة . وقوله تعالى : { ففتحنا أَبواب السماء } أَي فأَجَبْنا الدعاء . و اسْتَفْتَحَ اللَّهَ على فلانٍ : سأَله النصر عليه ونحو ذلك . و الفَتَاحَةُ : النُّصْرَةُ . الجوهري : الفُتاحة بالضم الحُكْمُ . و الفُتاحةُ و الفِتاحةُ : أَن تحكم بين خصمين وقيل : الفُتاحة الحكومة قال الأَسْعَرُ الجُعْفِيُّ : أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً رسولاً فإِني عن فُتاحَتِكم غَنِيُّ الأَزهري : الفَتْحُ أَن تحكم بين قوم يختصمون إِليك كما قال سبحانه مخبراً عن شعيب : { ربنا افْتَحْ بيننا وبين قومنا بالحق وأَنت خير الفاتحين } . الأَزهري : و الفُتاح الحكومة . ويقال للقاضي : الفَتَّاحُ لأَنه يَفْتُحُ مواضع الحق وقوله تعالى : { ربنا افْتَحْ بيننا } أَي اقْض بيننا . وفي حديث الصلاة : لا يُفْتَحُ على الإِمام أَراد إِذا أُرتِجَ عليه في القراءة وهو في الصلاة لا يَفْتَح له المأْموم ما أُرْتِجَ عليه أَي لا يُلَقِّنُه يقال : أَراد بالإِمام السلطان وبالفتْحِ الحكم أَي إِذا حكم بشيء فلا يُحْكَمُ بخلافه و الفتَّاحُ : الحاكِمُ الأَزهري : الفَتَّاح في صفة الله تعالى الحاكم قال : وأَهل اليمن يقولون للقاضي الفَتَّاحُ ويقول أَحدهم لصاحبه : تعال حتى أُفاتحكَ إِلى الفَتَّاح ويقول : افْتَحْ بيننا أَي احكم وفي التنزيل : { وهو الفَتَّاحُ العليم } . و فاتَحه مُفاتحة و فِتاحاً : حاكمه . وفي حديث ابن عباس : ما كنت أَدري ما قوله عز وجل : { ربنا افتح بيينا وبين قومنا } حتى سمعت بنتَ ذِي يَزَنَ تقول لزوجها : تعالَ أُفاتِحْكَ أَي أُحاكمكَ ومنه : لا تُفاتِحوا أَهل القَدَر أَي لا تحاكموهم وقيل : لا تَبْدَؤُوهُمْ بالمجادلة والمناظرة . وفي أَسماء الله تعالى الحسنى : الفَتَّاحُ قال ابن الأَثير : هو الذي يفتح أَبواب الرزق والرحمة لعباده وقيل : معناه الحاكم بينهم يقال : فَتَحَ الحاكم بين الخصمين إِذا فصل بينهما . و الفاتحُ : الحاكم . و الفَتَّاحُ من أَبنية المبالغة . و تَفَتَّحَ بما عنده من مال أَو أَدب : تطاول به وهي الفُتْحة تقول : ما هذه الفُتْحَةُ التي أَظهرتها و تَفَتَّحْتَ بها علينا قال ابن دريد : ولا أَحسبه عربيّاً . و فاتَحَ الرجلَ : ساوَمَه ولم يعطه شيئاً فإِن أَعطاه قيل : فاتَكه حكاه ابن الأَعرابي . الأَزهري عن ابن بُزُرْجٍ : الفَتْحَى الريح وأَنشد : أَكُلُّهُمُ لا بارك اللَّهُ فيهمُ إِذا ذُكِرَتْ فَتْحَى من البَيْعِ عاجِبُ فَتْحَى على فَعْلَى . و فاتحة الشيء : أَوَّله . و افتتاح الصلاة : التكبيرة الأُولى . و فَواتِحُ القرآن : أَوائل السور الواحدة فاتحة . وأُم الكتاب يقال لها : فاتحة القرآن . و الفتح : أَن تفتح على من يستقرئك . و المَفْتَحُ : الخِزانة الأَزهري : وكلُّ خزانة كانت لِصِنْفٍ من الأَشياء فهي مَفْتَحٌ و المَفْتَحُ : الكَنز وقوله تعالى : { ما إِنَّ مَفاتِحَه لتَنُوءُ بالعُصْبة أُولي القوّة } قيل : هي الكنوز والخزائن قال الزجاج : روي أَن مفاتحه خزائنه . الأَزهري : والمعنى ما إِن مفاتحه لتُنِيءُ العُصْبَةَ أَي تُميلهم من ثِقَلها . وروي عن أَبي صالح : ما إِن مفاتحه لتَنُوءُ بالعُصْبة قال ما في الخزائن من مال تَنُوءُ به العُصْبةُ الأَزهري : والأَشبه في التفسير أَن مفاتحه خزائن ماله والله أَعلم بما أَراد . وقال : قال الليث : جمع المِفْتاح الذي يُفتح به المِغْلاقُ مَفاتِيحُ وجمع المَفْتَح الخِزانةِ المَفاتِحُ وجاء في التفسير أَيضاً أَن مفاتحه كانت من جلود على مقدار الإِصبع وكانت تحمل على سبعين بغلاً أَو ستّين قال : وهذا ليس بقوي . وروى الأَزهري عن أَبي رَزين قال : مفاتحه خزائنه إِن كان لكافياً مِفْتاحٌ واحد خَزائنَ الكوفة إِنما مفاتحه المال وفي الحديث : أُوتيت مفاتيح خَزائِن الأَرض أَراد ما سَهَّل الله له ولأُمَّته من افتتاح البلاد المتعذرات واستخراج الكنوز الممتنعات . و الفَتُوحُ من الإِبل : الناقة الواسعة الأَحاليل وقد فَتَحَت و أَفْتَحَتْ بمعنىً . والنَّزُور : مثل الفَتُوح . وفي حديث أَبي ذرّ : قَدْر حَلْبِ شاةٍ فَتُوحٍ أَي واسعة الأَحاليل . و الفَتْحُ : أَوَّل مطر الوَسْمِيِّ وقيل : أَول المطر وجمعه فَتُوحٌ بفتح الفاء قال : كأَنَّ تحتي مُخْلِفاً قَرُوحا رَعَى غُيُوثَ العَهْدِ والفَتُوحا ويروى جَمِيمَ العَهْدِ وهو الفَتْحةُ أَيضاً . و الفَتْحُ : الماءُ الجاري في الأَنهار . وناقةٌ مَفاتِيحٌ وأَيْنُقٌ مَفاتِيحاتٌ : سِمَانٌ حكاها السيرافي . و الفَتْحُ : مُرَكَّبُ النَّصلِ في السَّهْمِ وجمعه فُتُوح . و الفتحُ : جَنَى النَّبْعِ وهو كأَنه الحَبَّةُ الخضراء إِلا أَنه أَحمر حُلو مُدَحْرَجٌ يأْكله الناس . الأَزهري : فاتَحَ الرجلُ امرأَته إِذا جامعها . و تَفَاتَحَ الرجلان إِذا تَفَاتَحَا كلاماً بينهما وتَخافَتا دون الناس . و الفُتْحَة : الفُرْجةُ في الشيء . و الفُتَاحَةُ : طُوَيْرَة مُمَشَّقة بحمرة . و الفَتَّاح : طائر أَسود يكثر تحريك ذنبه أَبيض أَصل الذنب من تحته ومنها أَحمر والجمع فَتاتيحُ ولا يجمع بالأَلف والتاء

( فحح ) فَحِيحُ الأَفْعَى صوتُها من فيها والكَشِيشُ صوتها من جلدها الأَصمعي تَفُحُّ وتَفِحُّ وتَحُفُّ والحَفِيفُ من جلدها والفَحِيح من فيها وفَحَّتِ الأَفْعَى تَفِحُّ وتَفُّحُّ فَحّاً وفَحِيحاً وهو صوتها من فيها شبيه بالنَّفْخِ في نَضْنَضةٍ وقيل هو تَحَكُّكُّ جلدها بعضِه ببعض وعم بعضهم به جميع الحيات قال يا حَيَّ لا أَفْرَقُ أَن تَفِحِّي أَو أَن تَرَحِّي كَرَحَى المُرَحِّي وخص به بعضهم أُنثى الأَساود وكل ما كان من المضاعف لازماً فالمستقبل منه يجيءُ على يَفْعِل بالكسر إِلاَّ سبعة أَحرف جاءت بالضم والكسر وهي تَعُِلُّ وتَشُِحُّ وتَجُِدُّ في الأَمر وتَصُدُّ أَي تَضِجُّ وتَجُِمُّ من الجمام والأَفْعَى تَفُِحُّ والفرس تَشُِبُّ وما كان متعدياً فمستقبله يجيءُ بالضم إِلاَّ خمسة أَحرف جاءت بالضم والكسر وهي تَشُِدُّه وتَعُِلُّه ويَبُِثُّ الشيءَ ويَنُِمُّ الحديث ورَمَّ الشيء يَرُِمُّه والفُحُحُ الأَفاعِي وفَحِيحُ الحيات بعد الأَفْعَى
( * قوله « بعد الأَفعى » كذا بالأصل ) من أَصوات أَفواهها وفَحَّ الرجل في نومه يَفُحُّ فَحِيحاً وفَحْفَحَ نَفَخَ قال ابن دريد هو على التشبيه بِفَحِيح الأَفْعَى والفَحْفَحَةُ تَرَدُّد الصوت في الحَلْق شبيه بالبُحَّة والفَحْفاحُ الأَبَحُّ زاد الأَزهري من الرجال والفَحْفَحَة الكلامُ عن كراع ورجل فَحْفاحٌ مُتكلم وقيل هو الكثير الكلام ابن الأَعرابي فَحْفَحَ إِذا صَحَّحَ المودَّة وأَخلصها وحَفْحَفَ إِذا ضاقت معيشته والفَحْفاحُ اسم نهر في الجنة

( فدح ) الفَدْحُ إِثقالُ الأَمرِ والحِمْلِ صاحبَه فَدَحَه الأَمرُ والحِمْلُ والدَّينُ يَفْدَحُه فَدْحاً أَثقله فهو فادح وفي حديث ابن جُرَيج أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وعلى المسلمين أَن لا يتركوا في الإِسلام مَفْدُوحاً في فِداءٍ أَو عَقْل قال أَبو عبيد هو الذي فَدَحَه الدَّين أَي أَثقله وفي حديث غيره مُفْدَحاً فأَما قول بعضهم في المفعول مُفْدَح فلا وجه له لأَنَّا لا نعلم أَفْدَحَ وفي حديث ابن ذي يَزَنَ لكَشْفِكَ الكَرْبَ الذي فَدَحَنا أَي أَثقلنا والفادِحةُ النازلة تقول نزل به أَمرٌ فادح إِذا غاله وبَهَظه ولم يُسمع أَفْدَحه الدَّين ممن يوثق بعربيته

( فذح ) تَفَذَّحت الناقة وانْفَذَحَتْ إِذا تَفاجَّت لتبُول وليست بثَبَتٍ قال الأَزهري لم أَسمع هذا الحرف لغير ابن دريد والمعروف في كلامهم بهذا المعنى تَفَشَّجَتْ وتَفَشَّحَت بالجيم والحاء

( فرح ) الفَرَحُ نقيض الحُزْن وقال ثعلب هو أَن يجد في قلبه خِفَّةً فَرِحَ فَرَحاً ورجل فَرِحٌ وفَرُحٌ ومفروح عن ابن جني وفَرحانُ من قوم فَراحَى وفَرْحَى وامرأَةٌ فَرِحةٌ وفَرْحَى وفَرحانة قال ابن سيده ولا أَحُقُّه والفَرَحُ أَيضاً البَطَرُ وقوله تعالى لا تَفْرَحْ إِنَّ الله لا يحب الفَرِحينَ قال الزجاج معناه والله أَعلم لا تَفْرَحْ بكثرة المال في الدنيا لأَن الذي يَفْرَحُ بالمال يصرفه في غير أَمر الآخرة وقيل لا تَفْرَحْ لا تَأْشَرْ والمعنيان متقاربان لأَنه إِذا سُرَّ ربما أَشِرَ والمِفْراحُ الذي يَفْرَحُ كلما سَرَّه الدهرُ وهو الكثير الفَرَح وقد أَفْرَحه وفَرَّحَه والفُرْحَة والفَرْحة المَسَرَّة وفَرِحَ به سُرَّ والفُرْحة أَيضاً ما تعطيه المُفَرِّحَ لك أَو تثيبه به مكافأَة له وفي حديث التوبة للهُ أَشدُّ فَرَحاً بتوبةِ عبده الفَرَحُ ههنا وفي أَمثاله كناية عن الرضا وسرعة القبول وحسن الجزاء لتعذر إِطلاق ظاهر الفرح على الله تعالى وأَفْرَحه الشيءُ والدَّينُ أَثقله والمُفْرَحُ المُثْقَلُ بالدَّين وأَنشد أَبو عبيدة لبَيْهَسٍ العُذْرِيّ إِذا أَنتَ أَكثرتَ الأَخِلاَّءَ صادَفَتْ بهم حاجةٌ بعضَ الذي أَنتَ مانِعُ إِذا أَنتَ لم تَبْرَحْ تُؤَدِّي أَمانةً وتَحْمِلُ أُخْرَى أَفْرَحَتْكَ الودائِعُ ورجل مُفْرَحٌ محتاج مغلوب وقيل فقير لا مال له وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يُتْرَكُ في الإِسلام مُفْرَحٌ أَي لا يترك في أَخلافِ المسلمين حتى يُوَسَّعَ عليه ويُحْسَنَ إِليه قال أَبو عبيد المُفْرَحُ الذي قد أَفْرَحه الدَّين والغُرْمُ أَي أَثقله ولا يجد قضاءه وقيل أَثْقَلَ الدَّيْنُ ظهره قال الزُّهريُّ كان في الكتاب الذي كتبه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأَنصار أَن لا يتركوا مُفْرَحاً حتى يعينوه على ما كان من عَقْل أَو فِداء قال والمُفْرَحُ المَفْدُوحُ وكذلك قال الأَصمعي قال هو الذي أَثقله الدين يقول يُقْضَى عنه دينُه من بيت المال ولا يُتْرَكُ مَدِيناً وأَنكر قولهم مُفْرَج بالجيم الأَزهري من قال مُفْرَحٌ فهو الذي أَثقله العيال وإِن لم يكن مُداناً والمُفْرَح الذي لا يُعرف له نسب ولا وَلاءٌ وروى بعضهم هذه بالجيم وأَفْرَحه سَرَّه يقال ما يَسُرُّني بهذا الأَمر مُفْرِحٌ ومَفْرُوحٌ به ولا تقل مَفْرُوحٌ الأَزهري يقال ما يَسُرُّني به مَفْرُوحٌ ومُفْرِحٌ فالمَفْرُوح الشيء الذي أَنا به أَفْرَحُ والمُفْرِحُ الشيء الذي يُفْرِحُني وروي عن الأَصمعي يقال ما يَسُرُّني به مُفْرِحٌ ولا يجوز مَفْرُوح قال وهذا عنده مما تَلْحَنُ فيه العامة قال أَبو عبيد ومن قال مُفْرَجٌ فهو الذي يُسْلِمُ ولا يوالي أَحداً فإِذا جنى جنايةً كانت جنايته على بيت المال لأَنه لا عاقلة له والتَفْريح مثل الإِفراح وتقول لك عندي فَرْحةٌ إِن بَشَّرْتَني وفُرْحةٌ قال ابن الأَثير وأَفْرَحَه إِذا غَمَّه وحقيقته أَزَلْتُ عنه الفَرَح كأَشْكَيْته إِذا أَزلت شَكْواه والمُثْقَلُ بالحقوق مغموم مكروب إِلى أَن يخرج عنها ويروى بالجيم وقد تقدم ذكره وفي حديث عبد الله بن جعفر ذكرتْ أُمُّنا يُتْمَنا وجعلت تُفْرِحُ له قال ابن الأَثير قال أَبو موسى كذا وجدته بالحاء المهملة قال وقد أَضْرَبَ الطبراني عن هذه اللفظة فتركها من الحديث فإِن كانت بالحاء فهو من أَفْرَحَه إِذا غَمَّه وأَزال عنه الفَرَحَ وأَفْرَحَه الدَّينُ إِذا أَثقله وإِن كانت بالجيم فهو من المُفْرَجِ الذي لا عشيرة له فكأَنها أَرادت أَن أَباهم تُوُفِّيَ ولا عشيرة لهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أَتَخافِينَ العَيْلَةَ وأَنا وَلِيُّهم ؟ والمُفْرَحُ القتيل يوجد بين القريتين ورويت بالجيم أَيضاً وروى ابن الأَعرابي أَفْرَحَني الشيءُ سَرَّني وغَمَّني والفُرْحانةُ
( * قوله « والفرحانة » بضم الفاء بضبط الأصل وبفتحها بضبط المجد واتفقا على ضبط القرحان بالقاف مضمومة ) الكَمْأَةُ البيضاء عن كراع قال ابن سيده والذي رويناه قرحان بالقاف وسنذكره والمُفَرِّحُ دواء معروف

( فرسح ) الأَزهري عن أَبي زد الفِرْساحُ الأَرض العريضة الواسعة قال الأَزهري هكذا أَقْرَأَنِيه الإِيادِيُّ ثم قال شمر هذا تصحيف والصواب الفِرْشاح بالشين المعجمة من فَرْشَح في جِلْسَتِه وفَرْسَح الرجلُ إِذا وَثَبَ وَثْباً متقارباً قال الأَزهري هذا الحرف من الجَمْهَرة ولم أَجده لأَحد من الثقات فلْيُفْحَصْ عنه

( فرشح ) الفِرْشاحُ من النساء الكبيرة السَّمِجَة وكذلك هي من الإِبل قال سَقَيْتُكمُ الفِرْشاحَ نَأْياً لأُمِّكُمْ تَدِبُّونَ للمَوْلى دَبيبَ العَقارِب والفِرْشاحُ من السحاب الذي لا مطر فيه والفِرْشاحُ الأَرض الواسعة العريضة وحافر فِرْشاحٌ مُنْبَطِح قال أَبو النجم في صفة الحافر بكُلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضَّاحِ ليس بمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ الوَأْبُ المُقَعَّبُ الشديد والمُصْطَرُّ الضَّيِّق وفَرْشَحَتِ الناقة تَفَحَّجَتْ للحَلْبِ وفَرْطَشَتْ للبول قال الأَزهري هكذا وجدته في كتاب والصواب فَطْرَشَتْ إِلا أَن يكون مقلوباً وفَرشحَ الرجلُ وَثَبَ وَثْباً متقارباً وقد تقدّم في الحاء أَيضاً والفَرْشَحة أَن يَقْعُد مسترخياً فَيُلْصِقَ فخذيه بالأَرض كالفَرْشَطَة سواء وقال اللحياني هو أَن يقعد ويفتح ما بين رجليه وقال أَبو عبيد الفَرْشَحة أَن يَفْرِشَ بين رجليه ويُباعِدَ إِحداهما من الأُخرى وقال الكسائي فَرْشَحَ الرجلُ في صلاته وهو أَن يُفَحِّجَ بين رجليه جِدًّا وهو قائم ومنه حديث ابن عمر أَنه كان لا يُفَرْشِحُ رجليه في الصلاة ولا يُلْصِقْهما ولكن بين ذلك

( فرطح ) رأْسٌ مُفَرْطَحٌ أَي عريض وفَرْطَحَ القُرْصَ وفَلْطَحه إِذا بسطه وأَنشد لرجل من بَلْحَرِثِ بن كعب يصف حية ذكراً وهو ابن أَحمر البَجَلِيّ ليس الباهِليَّ خُلِقَتْ لَهازِمُه عِزِينَ ورأْسُه كالقُرْصِ فُرْطِحَ من طَحِينِ شَعيرِ قال ابن بري صوابه فُلْطِح باللام قال وكذلك أَنشد الآمِدِيّ وبعده ويُدِيرُ عَيناً للوَداعِ كأَنها سَمْراءُ طاحتْ من نَقِيصِ بَريرِ وكأَنَّ شِدْقَيْهِ إِذا اسْتَقْبَلْتَه شِدْقا عَجُوزٍ مَضْمَضَتْ لطُهُورِ وكل شيء عَرَّضْته فقد فَرْطَحْتَه

( فرقح ) الفَرْقَحُ
( * قوله « الفرقح » كذا بالأصل بفاء فقاف وفي القاموس بفاءين ونبه عليه شارحه ) الأَرضُ المَلْساءُ

( فركح ) الفَرْكَحة تَباعُدُ ما بين الأَلْيَتَينِ عن كراع والفِرْكاحُ الرجل الذي ارتفع مِذْرَوا اسْتِه وخرج دُبُره وهو المُفَرْكَحُ وأَنشد جاءتْ به مُفَرْكَحاً فِرْكاحا

( فسح ) الفُساحةُ السَّعةُ الواسعةُ
( * قوله « الفساحة السعة الواسعة » كذا بالأصل ولعله الفساحة الساحة الواسعة ) في الأَرض والفُسْحةُ السَّعةُ فَسُحَ المكانُ فَساحةً وتَفَسَّحَ وانْفَسَحَ وهو فَسِيحٌ وفُسُحٌ وفي حديث عليّ اللهم افْسَحْ له مُنْفَسَحاً
( * قوله « منفسحاً » كذا بالأصل والذي في النهاية مفتسحاً ) في عَدْلِك أَي أَوسِع له سَعَةً في دار عَدْلك يوم القيامة ويروى في عَدْنِك بالنون يعني جنةَ عَدْنٍ ومَجَلِسٌ فُسُحٌ على فُعْل وفُسْحُمٌ واسع وبلد فَسِيحٌ ومَفازة فَسِيحة ومنزل فَسِيح أَي واسع وفي حديث أُم زَرْع وبيتُها فُساحٌ أَي واسع يقال بيت فَسيح وفُساح مثل طَويل وطُوال ويروى فَيَّاح بمعناه وفَسَحَ له المجلس يَفْسَحُ فَسْحاً وفُسُوحاً وتَفَسَّح وَسَّع له وفي التنزيل إِذا قيل لكم تَفَسَّحُوا في المجالس فافْسَحُوا يَفْسَح الله لكم قال الفراء قرأَها الناس تَفَسَّحُوا بغير أَلف وقرأَها الحسن تَفاسَحُوا بأَلف قال وتَفاسَحُوا وتَفَسَّحُوا متقاربٌ في المعنى مثل تَعَهَّدْتُه وتَعاهَدْتُه وصَعَّرْتُ وصاعَرْتُ والقومُ يَتَفَسَّحُون إِذا مَكَنُوا ورجل فُسُحٌ وفُسْحُمٌ واسع الصدر والميم زائدة وفي صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَسِيحُ ما بين المَنْكِبَينِ أَي بعيد ما بينهما يصفه صلى الله عليه وسلم بسعة صدره وأَمر فَسِيحٌ وفُسُحٌ واسع ومفازة فُسُحٌ كذلك وفي هذا الأَمر فُسْحةٌ أَي سَعة وانْفَسَح طَرْفُه إِذا لم يردّه شيء عن بُعْدِ النظر قال الأَزهري سمعت أَعرابيّاً من بني عُقَيْل يسمى شَمْلَة يقول لخَرَّازٍ كان يَخْرِزُ له قربةً فقال له إِذا خَرَزْت فأَفْسِحِ الخُطى لئلا يَنْخَرِم الخَرْزُ يقول باعِدْ بين الخُرْزَتين والفُسْحتانِ ما لا شعر عليه من جانِبَي العَنْفَقَةِ وحكى اللحياني فلانٌ ابنُ فُسْحُمٍ وقال نُرَى أَنه من الفُسْحةِ والانْفِساحِ قال ولا أَدري ما هذا وانْفَسَحَ صدرُه انشرحَ قال الأَصمعي مُراحٌ مُنْفَسِحٌ إِذا كثرت نَعَمُه وهو ضد قَرِعَ المُراحُ وقد انْفَسَح مُراحُهم إِذا كثرت إِبلهم قال الهذلي سَأُغْنِيكُمْ إِذا انْفَسَحَ المُراحُ وقال الأَزهري في آخر هذه الترجمة وجمل مَفْسُوحُ الضُّلُوع بمعنى مَسْفُوحٍ يَسْفَح في الأَرض سَفْحاً قال حُمَيْدُ بن ثور فَقَرَّبْتُ مَسْفوحاً لِرَحْلي كأَنه قَرَى ضِلَعٍ قَيْدامُها وصَعُودُها

( فشح ) تَفَشَّحتِ الناقةُ وانْفَشَحَتْ تَفاجَّتْ قال إِنكِ لو صاحَبْتِنا مَذِحْتِ وحَكَّكِ الحِنْوانِ فانْفَشَحْتِ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي فَشَحَ وفَشَجَ وفَشَّحَ وفَشَّجَ إِذا فَرَّجَ ما بين رجليه بالحاء والجيم

( فصح ) الفَصاحةُ البَيان فَصُحَ الرجلُ فَصاحة فهو فَصِيح من قوم فُصَحاء وفِصاحٍ وفُصُحٍ قال سيبويه كسروه تكسير الاسم نحو قضيب وقُضُب وامرأَة فَصِيحةٌ من نِسوة فِصاحٍ وفَصائحَ تقول رجل فَصِيح وكلام فَصِيح أَي بَلِيغ ولسانه فَصِيح أَي طَلْقٌ وأَفْصَحَ الرجلُ القولَ فلما كثر وعرف أَضمروا القول واكتفوا بالفعل مثل أَحْسَنَ وأَسْرَعَ وأَبْطَأَ وإِنما هو أَحْسَنَ الشيءَ وأَسرعَ العملَ قال وقد يجيء في الشعر في وصف العُجْم أَفْصَحَ يريد به بيان القول وإن كان بغير العربية كقول أَبي النجم أَعْجَمَ في آذانِها فَصِيحا يعني صوت الحمار انه أَعجم وهو في آذان الأُتُن فصيح بَيِّنٌ وفَصُح الأَعجميُّ بالضم فَصاحة تكلم بالعربية وفُهِمَ عنه وقيل جادت لغته حتى لا يَلْحَنُ وأَفْصَح كلامه إِفْصاحاً وأَفْصَح تكلم بالفَصاحةِ وكذلك الصبي يقال أَفْصَحَ الصبيُّ في مَنْطِقِه إِفْصاحاً إِذا فَهِمْتَ ما يقول في أَوّل ما يتكلم وأَفْصَحَ الأَغْتَمُ إِذا فهمت كلامه بعد غُتْمَتِه وأَفْصَح عن الشيء إِفصاحاً إِذا بَيَّنه وكَشَفَه وفَصُح الرجلُ وتَفَصَّح إِذا كان عربيّ اللسان فازداد فَصاحة وقيل تَفَصَّح في كلامه وتَفاصَح تكلَّف الفَصاحةَ يقال ما كان فَصِيحاً ولقد فَصُحَ فَصاحة وهو البَيِّنُ في اللسان والبَلاغة والتَّفَصُّحُ استعمال الفصاحة وقيل التَّشَبُّه بالفُصَحاء وهذا نحو قولهم التَّحَلُّم الذي هو إِظهار الحِلْم وقيل جميعُ الحيوان ضربان أَعجَمُ وفَصِيح فالفصيح كلُّ ناطق والأَعجمُ كلُّ ما لا ينطق وفي الحديث غُفِر له بعدد كل فَصِيح وأَعْجَم أَراد بالفصيح بني آدم وبالأَعجم البهائم والفَصِيحُ في اللغة المنطلق اللسان في القول الذي يَعْرف جَيِّدَ الكلام من رديئه وقد أَفْصَح الكلامَ وأَفْصَحَ به وأَفْصَح عن الأَمر ويقال أَفْصِحْ لي يا فلان ولا تُجَمْجِمْ قال والفصيح في كلام العامة المُعْرِبُ ويوم مُفْصِح لا غَيْمَ فيه ولا قُرَّ الأَزهري قال ابن شميل هذا يومٌ فِصْحٌ كما ترى إِذا لم يكن فيه قُرّ والفِصْحُ الصَّحْو من القُرّ قال وكذلك الفَصْيَةُ وهذا يومٌ فَصْيةٌ كما ترى وقد أَفْصَيْنا من هذا القُرّ أَي خرجنا منه وقد أَفْصَى يومُنا وأَفْصَى القُرّ إِذا ذهب وأَفصح اللبَنُ ذهب اللِّبأُ عنه والمُفْصِحُ من اللبن كذلك وفَصُحَ اللبن إِذا أُخِذَتْ عنه الرَّغْوةُ قال نَضْلَةُ السُّلَمِيُّ رَأَوْهُ فازْدَرَوْهُ وهو خِرْق ويَنْفَعُ أَهلَه الرجلُ القَبِيحُ فلم يَخْشَوْا مَصالَتَه عليهم وتحت الرَّغْوَةِ اللبَنُ الفَصِيحُ ويروى اللبن الصريح قال ابن بري والرَّغوة بالضم والفتح والكسر وأَفْصَحَتِ الشاةُ والناقة خَلَصَ لَبَنُهما وقال اللحياني أَفْصَحَتِ الشاةُ إِذا انقطع لِبَؤُها وجاء اللبنُ بَعْدُ والفِصْحُ وربما سمي اللبن فِصْحاً وفَصِيحاً وأَفْصَحَ البَوْلُ كأَنه صَفا حكاه ابن الأَعرابي قال وقال رجل من غَنِيٍّ مَرِضَ قد أَفْصَحَ بولي اليومَ وكان أَمسِ مثلَ الحِنَّاء ولم يفسره والفِصْحُ بالكسر فِطْرُ النصارَى وهو عِيدٌ لهم وأَفْصَحُوا جاء فِصْحُهم وهو إِذا أَفْطَرُوا وأَكلوا اللحم وأَفْصَحَ الصُّبحُ بدا ضوءُه واستبان وكلُّ ما وَضَحَ فقد أَفْصَحَ وكلُّ واضح مُفْصِحٌ ويقال قد فَصَحَكَ الصُّبح أَي بان لك وغَلبَك ضوءُه ومنهم من يقول فَضَحَكَ وحكى اللحياني فَصَحه الصبحُ هجم عليه وأَفْصَح لك فلانٌ بَيَّن ولم يُجَمْجِمْ وأَفْصَح الرجل من كذا إِذا خرج منه

( فضح ) الفَضْحُ فعلُ مجاوز من الفاضح إِلى المَفْضُوح والاسم الفَضِيحةُ ويقال للمُفْتَضِح يا فَضُوح قال الراجز قومٌ إِذا ما رَهِبُوا الفَضائِحا على النساءِ لَبِسُوا الصَّفائِحا ويقال افْتَضَحَ الرجلُ يَفْتَضِحُ افْتِضاحاً إِذا ركب أَمراً سَيِّئاً فاشتهر به ويقال للنائم وقت الصباح فَضَحك الصُّبح فقُمْ معناه أَن الصُّبح قد استنار وتبين حتى بَيَّنك لمن يَراك وشَهَرَكَ وقد يقال أَيضاً فَصَحك الصبح بالصاد ومعناهما مقارب وفي الحديث أَن بلالاً أَتى ليُؤَذِّنَ بالصبح فَشَغَلَت عائشةُ بلالاً حتى فَضَحَه الصبح أَي دَهَمَتْه فُضْحةُ الصُّبح وهي بياضه وقيل فَضَحَه كشفه وبَيَّنَه للأَعْيُن بضوئه ويروى بالصاد المهملة وهو بمعناه وقيل معناه إِنه لما تبين الصبح جِدًّا ظهرت غفلته عن الوقت فصار كما يَفْتَضح بعيب ظهر منه وفضَحَ الشيءَ يَفْضَحُه فَضْحاً فافْتَضَح إِذا انكشفت مساويه والاسم الفَضاحَة والفُضُوحُ والفُضُوحَة والفَضِيحة ورجل فَضَّاحٌ وفَضُوح يَفْضَحُ الناسَ وفَضَحَ القمرُ النجومَ غلب ضوءُه ضوءَها فلم يتبين وفَضَّحَ الصُّبْحُ وأَفْضَحَ بدا والأَفْضَحُ الأَبيضُ وليس بشديد البياض قال ابن مقبل فأَضْحَى له جُلْبٌ بأَكنافِ شُرْمةٍ أَجَشُّ سِماكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْضَحُ الأَجَشُّ الذي في رعده غِلَظٌ والسِّماكِيّ الذي مُطِرَ بِنَوْءِ السِّماكِ وشُرمة موضع بعينه وأَكنافها نواحيها والجُلْب السحابُ والاسم الفُضْحةُ وقيل الفُضْحة والفَضَحُ غُبْرَةٌ في طُحلةِ يخالطها لونٌ قبيح يكون في أَلوان الإِبل والحمام والنعت أَفْضَحُ وفَضْحاءُ وهو أَفْضَحُ وقد فَضِحَ فَضَحاً والأَفْضَحُ الأَسد للونه وكذلك البعير وذلك من فَضَحِ اللونِ قال أَبو عمرو سأَلت أَعرابيّاً عن الأَفْضَح فقال هو لون اللحم المطبوخ وأَفْضَحَ البُسْرُ إِذا بدت الحمرة فيه وأَفْضَح النخل احمرَّ واصفرَّ قال أَبو ذؤَيب الهذلي يا هلْ رأَيتَ حُمُولَ الحَيِّ عادِيَةً كالنخل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاحُ وسئل بعضُ الفقهاء عن فضِيح البُسْر فقال ليس بالفَضِيح ولكنه الفَضُوح أَراد أَنه يُسْكِر فَيَفضَحُ شاربه إِذا سكر منه والفَضِيحة اسم من هذا لكل أَمر سَيّءٍ يَشْهَرُ صاحبَه بما يسوءُ

( فطح ) الفَطَحُ عِرَضٌ في وسط الرأْس والأَرْنَبةِ حتى تَلْتَزِقَ بالوجه كالثور الأَفْطَحِ قال أَبو النجم يصف الهامة قَبْضاء لم تُفْطَحْ ولم تُكَتَّلِ ورجل أَفْطَحُ عريض الرأْس بَيِّنُ الفَطَحِ والتَّفْطِيحُ مثله ورأْس أَفْطَحُ ومُفَطَّحٌ عَريض وأَرْنَبَةٌ فَطْحاء والأَفْطَحُ الثور لذلك صفة غالبة ويقال فَطَّحْتُ الحديدةَ إِذا عَرَّضْتها وسَوَّيتَها لمِسْحاة أَو مِعْزَقٍ أَو غيره قال جرير هو القَيْنُ وابنُ القَيْنِ لا قَيْنَ مثلُه لفَطْحِ المَساحي أَو لجَدْلِ الأَداهِمِ الجوهري فَطَحَه فَطْحاً جعله عريضاً قال الشاعر مَفْطُوحةُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها صَفْراءُ ذاتُ أَسِرَّةِ وسَفاسِقِ وفَطَحَ العُودَ وغيره يَفْطَحُه فَطْحاً وفَطَّحَه بَراه وعَرَّضَه أَنشد ثعلب أَلْقَى على فَطْحائها مَفْطُوحا غادَرَ جُرْحاً ومَضَى صحِيحا قال يعني السهم وقع في الرمية فَجَرَحها ومضى وهو سليم وعَنى بالفَطْحاءِ الموضع المنبسط منها كالفَريصة والصُّفْح وفَطَحَ ظهره يَفْطَحُه فَطْحاً ضربه بالعصا والأَفْطَحُ الحِرْباءُ الذي تَصْهَر الشمسُ ظهره ولونَه فيَبْيَضُّ من حَمْوِها وفُطِّحَ النخلُ لُقِّحَ
( * قوله « وفطح النخل لقح » كذا يضبط بالأصل وفي القاموس وفطح النخل لقح من باب فرح فيهما اه ولا مانع منهما ) عن كراع

( فقح ) الأَزهري التَّفَقُّحُ التَّفَتُّح في الكلام ومنهم من عَمَّ فقال التَفَقُّحُ التَّفَتُّح وفَقَحَ الجِرْوُ وفَقَّحَ وذلك أَوّلَ ما يَفْتَحُ عينيه وهو صغير يقال فَقَّحَ الجِرْوُ وجَصَّصَ إِذا فتح عينيه وصَأْصأَ إِذا لم يفتح عينيه قال أَبو عبيد وفي حديث عبيد الله بن جحش أَنه تَنَصَّر بعد إِسلامه فقيل له في ذلك فقال إِنا فَقَّحْنا وصَأْصأْتم أَي وَضَحَ لنا الحقُّ وعَشِيتُمْ عنه وقال ابن بري أَي أَبْصَرْنا رُشْدَنا ولم تبصروا وهو مستعار وفَقَّحَ الوَرْدُ إِذا تَفَتَّحَ وفَقَّحَ الشجرُ انشقت عُيونُ وَرَقه وبدت أَطرافه والفُقَّاحُ عُشْبَةٌ نحو الأُقْحُوانِ في النباتِ والمَنْبِتِ واحدته فُقَّاحة وهو من نبات الرمل وقيل الفُقَّاح أَشدُّ انضمام زهره من الأُقحوان يَلْزَقُ به التراب كما يَلْزَقُ بالتَّرِبةِ والحَمَصِيصِ وقيل فُقَّاح كل نبت زَهْرُه حين يتفتح على أَيِّ لون كان واحدته فُقَّاحة قال عاصم بن منظور كأَنكَ فُقَّاحةُ نَوَّرَتْ مع الصُّبْحِ في طَرَفِ الحائِر وقيل الفُقَّاحُ نَوْرُ الإِذْخِر الأَزهري الفُقَّاح من العِطْرِ وقد يجعل في الدواء يقال له فُقَّاح الإِذْخِر والواحدة فُقَّاحة قال وهو من الحشيش وقال الأَزهري هو نَور الإِذْخِر إِذا تَفَتَّحَ بُرعومه وكلُّ نَوْرٍ تَفَتَّحَ فقد تَفَقَّح وكذلك الوَرْدُ وما أَشبهه من بَراعِيمِ الأَنوارِ وتَفَقَّحَتِ الوَرْدَةُ تفتحت وعلى فلان حُلَّةٌ فُقاحِيَّة وهي على لون الوَرْدِ حين هَمَّ أَن يَتَفَتَّحَ وامرأَة فُقَّاحٌ بغير هاء عن كراع حَسَنةُ الخَلْقِ حادِرَتُه وفُقَّاحةُ اليَدِ وفَقْحَتُها راحَتُها يمانية سميت بذلك لاتساعها والفَقْحةُ مِنْدِيلُ الإِحرام كل ذلك بلغتهم والفَقْحةُ معروفة قيل هي حَلْقَةُ الدُّبُر وقيل الدبر الواسع وقيل هي الدُّبُر بجُمْعِها ثم كثر حتى سُمِّيَ كلُّ دُبُرٍ فَقْحَةً قال جرير ولو وُضَعَتْ فِقاحُ بني نُمَيْرٍ على خَبَثِ الحَدِيدِ إِذاً لذابا والجمع الفِقَاحُ وهم يَتَفاقَحُون إِذا جعلوا ظهورهم لظهورهم كما تقول يتقابلون ويتظاهرون وفَقَحَ الشيءَ يَفْقَحُه فَقْحاً سَفَّهُ كما يُسَفُّ الدواء يمانية

( فلح ) الفَلَح والفَلاحُ الفوز والنجاة والبقاء في النعيم والخير وفي حديث أَبي الدَّحْداحِ بَشَّرَك الله بخير وفَلَحٍ أَي بَقاءٍ وفَوْز وهو مقصور من الفلاح وقد أَفلح قال الله عَزَّ من قائل قد أَفْلَحَ المؤمنون أَي أُصِيرُوا إِلى الفلاح قال الأَزهري وإِنما قيل لأَهل الجنة مُفْلِحون لفوزهم ببقاء الأَبَدِ وفَلاحُ الدهر بقاؤُه يقال لا أَفعل ذلك فَلاحَ الدهر وقول الشاعر ولكن ليس في الدنيا فَلاحُ
( * قوله « ولكن ليس في الدنيا إلخ » الذي في الصحاح الدنيا باللام )
أَي بقاء التهذيب عن ابن السكيت الفَلَح والفَلاح البقاء قال الأَعشى ولئن كُنَّا كقومٍ هَلَكُوا ما لِحَيٍّ يا لَقَوْمٍ من فَلَحْ
( * قوله « يا لقوم » كذا بالأصل والصحاح وشرح القاموس بحذف ياء المتكلم )
وقال عَدِيٌّ ثُمَّ بعدَ الفَلاحِ والرُّشْدِ والأُمَّ ةِ وارَتْهُمُ هناك القُبورُ والفَلَحُ والفَلاحُ السَّحُورُ لبقاء غَنائه وفي الحديث صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خَشِينا أَن يَفُوتَنا الفَلَحُ أَو الفَلاحُ يعني السَّحُور أَبو عبيد في حديثه حتى خشينا أَن يفوتنا الفلاح قال وفي الحديث قيل وما الفَلاحُ ؟ قال السَّحُور قال وأَصل الفَلاح البقاء وأَنشد للأَضْبَطِ بن قُرَيْعٍ السَّعْدِيّ لكُلِّ هَمٍّ منَ الهُمُومِ سَعَهْ والمُسْيُ والصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعهْ يقول ليس مع كَرِّ الليل والنهار بَقاءٌ فَكأَنَّ معنى السَّحُور أَن به بقاء الصوم والفَلاحُ الفوز بما يُغْتَبَطُ به وفيه صلاح الحال وأَفْلَحَ الرجلُ ظَفِرَ أَبو إِسحق في قوله عز وجل أُولئك هم المفلحون قال يقال لكل من أَصاب خيراً مُفْلح وقول عبيد أَفْلِحْ بما شِئْتَ فقد يُبْلَغُ بالنْ نَوكِ وقد يُخَدَّعُ الأَرِيبُ ويروى فقد يُبْلَغ بالضَّعْفِ معناه فُزْ واظْفَرْ التهذيب يقول عِشْ بما شئت من عَقْلٍ وحُمْقٍ فقد يُرْزَقُ الأَحْمَقُ ويُحْرَمُ العاقل الليث في قوله تعالى وقد أَفلح اليومَ من اسْتَعْلى أَي طَفِرَ بالمُلْكِ من غَلَبَ ومن أَلفاط الجاهلية في الطلاق اسْتَفْلِحِي بأَمرِك أَي فوزي به وفي حديث ابن مسعود أَنه قال إِذا قال الرجل لامرأَته اسْتَفْلِحي بأَمرك فقَبِلَتْه فواحدةٌ بائنة قال أَبو عبيد معناه اظْفَري بأَمرك وفوزي بأَمرك واسْتَبِدّي بأَمرك وقومٌ أَفلاح مُفْلِحُون فائزون قال ابن سيده لا أَعرف له واحداً وأَنشد بادُوا فلم تَكُ أُولاهُمْ كآخِرِهِمْ وهل يُثَمّرُ أَفْلاحٌ بأَفْلاحِ ؟ وقال كذا رواه ابن الأَعرابي فلم تك أُولاهم كآخرهم وخَلِيقٌ أَن يكون فلم تك أُخراهم كأَوَّلهم ومعنى قوله وهل يُثمر أَفلاح بأَفلاح أَي قلما يُعْقِبُ السَّلَفُ الصالح إِلاَّ الخَلَفَ الصالحَ وقال ابن الأَعرابي معنى هذا أَنهم كانوا مُتَوافِرِينَ من قبل فانقرضوا فكان أَوّلُ عيشهم زيادةً وآخره نقصاناً وذهاباً التهذيب وفي حديث الأَذان حَيّ على الفلاح يعني هَلُمَّ على بقاء الخير وقيل حيّ أَي عَجِّلْ وأَسْرِع على الفلاح معناه إِلى الفوز بالبقاء الدائم وقيل أَي أَقْبِلْ على النجاة قال ابن الأَثير وهو من أَفْلَحَ كالنجاح من أَنجَحَ أَي هَلُمُّوا إِلى سبب البقاء في الجنة والفوز بها وهو الصلاة في الجماعة وفي حديث الخيل مَنْ رَبَطَها عُدَّةً في سبيل الله فإِنَّ شِبَعَها وجُوعَها ورِيَّها وظَمَأَها وأَرواثها وأَبوالها فَلاحٌ في موازينه يوم القيامة أَي ظَفَرٌ وفَوزٌ وفي الحديث كل قوم على مَفْلَحَةٍ من أَنفسهم قال ابن الأَثير قال الخَطَّابيُّ معناه أَنهم راضون بعلمهم يَغْتَبِطُون به عند أَنفسهم وهي مَفعلة من الفَلاح وهو مثل قوله تعالى كلُّ حِزْبٍ بما لديهم فَرِحون والفَلْحُ الشَّقُّ والقطع فَلَح الشيءَ يَفْلَحُه فَلْحاً شَقَّه قال قد عَلِمَتْ خَيْلُكَ أَي الصَّحْصَحُ إِنَّ الحَدِيدَ بالحديد يُفْلَحُ أَي يُشَقُّ ويُقطع وأَورد الأَزهري هذا الشعر شاهداً على فَلَحْتُ الحديث إِذا قطعته وفَلَحَ رأَسه فَلْحاً شَقَّه والفَلْحُ مصدر فَلَحْتُ الأَرض إِذا شققتها للزراعة وفَلَح الأَرضَ للزراعة يَفْلَحُها فَلْحاً إِذا شقها للحرث والفَلاَّح الأَكَّارُ وإِنما قيل له فَلاَّحٌ لأَنه يَفْلَحُ الأَرضَ أَي يَشقها وحِرْفَتُه الفِلاحة والفِلاحةُ بالكسر الحِراثة وفي حديث عمر اتقوا الله في الفَلاَّحينَ يعني الزَّرَّاعين الذين يَفْلَحونَ الأَرض أَي يشقُّونها وفَلَح شَفَته يَفْلَحها فَلْحاً شقها والفَلَحُ شَقٌّ في الشفة السفلى واسم ذلك الشَّقِّ الفَلَحةُ مثل القَطَعةِ وقيل الفَلَحُ شق في الشفة في وسطها دون العَلَمِ وقيل هو تَشَقُّق في الشفة وضِخَمٌ واسترخاء كما يُصِيبُ شِفاهَ الزِّنْجِ رجل أَفْلَحُ وامرأَة فَلْحاء التهذيب الفَلَحُ الشق في الشفة السفلى فإِذا كان في العُلْيا فهو عَلَم وفي الحديث قال رجل لسُهَيلِ بن عمرو لولا شيء يَسُوءُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لضَرَبْتُ فَلَحَتك أَي موضع الفَلَح وهو الشَّق في الشفة السفلى وفي حديث كعب المرأَة إِذا غاب عنها زوجها تَفَلَّحَتْ وتَنَكَّبَتِ الزينةَ أَي تشَقَّقَت وتَقَشَّفَت قال ابن الأَثير قال الخطابي أُراه تَقَلَّحَتْ بالقاف من القَلَحِ وهو الصُّفْرَة التي تعلو الأَسنان وكان عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ يُلَقَّبُ الفَلْحاءَ لفَلَحةٍ كانت به وإِنما ذهبوا به إِلى تأْنيث الشَّفَة قال شُرَيْحُ بن بُجَيْرِ بن أَسْعَدَ التَّغْلَبيّ ولو أَن قَوْمي قومُ سَوْءٍ أَذِلَّةٌ لأَخْرَجَني عَوْفُ بنُ عَوْفٍ وعِصْيَدُ وعَنْتَرَةُ الفَلْحاءُ جاءَ مُلأَّماً كأَنه فِنْدٌ من عَمايَةَ أَسْوَدُ أَنث الصفة لتأْنيث الاسم قال الشيخ ابن بري كان شريح قال هذه القصيدة بسبب حرب كانت بينه وبين بني مُرَّة بن فَزارةَ وعَبْسٍ والفِنْدُ القطعة العظيمة الشَّخْصِ من الجبل وعَماية جبل عظيم والمُلأَّمُ الذي قد لَبِسَ لأْمَتَه وهي الدرع قال وذكر النحويون أَن تأْنيث الفلحاء إِتباع لتأْنيث لفظ عنترة كما قال الآخر أَبوكَ خَلِيفةٌ ولَدَتْه أُخْرى وأَنتَ خلِيفَةٌ ذاك الكَمالُ ورأَيت في بعض حواشي نسخ الأُصول التي نقلت منها ما صورته في الجمهرة لابن دريد عِصْيدٌ لقب حِصْنِ ابن حذيفة أَو عُيَيْنَة بن حِصْنٍ ورجل مُتَفَلِّح الشَّفَة واليدين والقدمين أَصابه فيهما تَشَقُّقٌ من البَرْد وفي رِجْل فلان فُلُوحٌ أَي شُقُوق وبالجيم أَيضاً ابن سيده والفَلَحَة القَراح الذي اشْتُقَّ للزرع عن أَبي حنيفة وأَنشد لِحَسَّانَ دَعُوا فَلَحَاتِ الشَّأْمِ قد حال دونها طِعانٌ كأَفْواهِ المَخاضِ الأَوارِكِ
( * قوله « كأَفواه المخاض » أَنشده في فلج بالجيم كأبوال المخاض ثم ان قوله ما اشتق من الأَرض للديار كذا بالأصل وشرح القاموس لكنهما أَنشداه في الجيم شاهداً على أَن الفلجات المزارع وعلى هذا فمعنى الفلجات بالجيم والفلحات بالحاء واحد ولم نجد فرقاً بينهما إلا هنا )
يعني المَزارِعَ ومن رواه فَلَجات الشأْم بالجيم فمعناه ما اشتق من الأَرض للديار كل ذلك قول أَبي حنيفة والفَلاَّحُ المُكارِي التهذيب ويقال للمُكاري فَلاَّحٌ وإِنما قيل الفَلاَّح تشبيهاً بالأَكَّارِ ومنه قول عمرو بن أَحْمَر الباهِلِيّ لها رِطْلٌ تَكِيلُ الزَّيْتَ فيه وفَلاَّحٌ يسُوقُ لها حِمارا وفَلَحَ بالرجل يَفْلَحُ فَلْحاً وذلك أَن يطمئن إِليك فيقولَ لك بِعْ لي عبداً أَو متاعاً أَو اشتره لي فتأْتي التُّجارَ فتشتريه بالغلاء وتبيع بالوكْسِ وتصيب من التَّاجِرِ وهو الفَلاَّحُ وفَلَحَ بالقوم وللقوم يَفْلَحُ فَلاحَةً زَيَّنَ البيعَ والشراء للبائع والمشتري وفَلَّح بهم تَفْلِيحاً مَكَرَ وقال غير الحق التهذيب والفَلْحُ النَّجْشُ وهو زيادة المكتري ليزيد غيرُه فيُغْريه والتَّفْليحُ المكر والاستهزاء وقال أَعرابي قد فَلَّحوا به أَي مَكَرُوا به والفَيْلَحانيُّ تِبنٌ أَسْوَدُ يَلِي الطُّبّارَ في الكِبَر وهو يَتَقَلَّع إِذا بَلَغ مُدَوَّرٌ شديد السواد حكاه أَبو حنيفة قال وهو جيد الزبيب يعني بالزبيب يابسه وقد سَمَّت أَفلَح وفُلَيْحاَ ومُفْلِحاً

( فلطح ) رأْس مُفَلْطَحٌ وفِلْطاحٌ عريضٌ ومثله فِرْطاحٌ بالراء وكلّ شيء عَرَّضْتَه فقد فَلْطَحْته وفَرْطَحْته ابن الفَرَح فَرْطَح القُرْصَ وفَلْطَحه إِذا بسطه وأَنشد لرجل من بَلْحرِثِ بن كعب يصف حيَّةً خُلِقَتْ لَهازِمُه عِزِينَ ورأْسُه كالقُرْصِ فُلْطِحَ من طَحِينِ شَعِيرِ وقد تقدم هذا البيت بعينه في فرطح بالراء وذكره الأَزهري باللام ابن الأَعرابي رغيف مُفَلْطَحٌ واسع وفي حديث القيامة عليه حَسَكة مُفَلْطَحة لها شوكة عَقِيفَةٌ المُفَلْطَحُ الذي فيه عِرَضٌ واتساع وذكر ابن بري في ترجمة فرطح قال هذا الحرف أَعني قوله مُفَلْطَح الصحيح فيه عند المحققين من أَهل اللغة أَنه مُفَلْطَحٌ باللام وفي الخبر أَن الحسن البصري مَرَّ على باب ابن هُبَيرة وعليه القُرَّاء فَسَلَّم ثم قال ما لي أَراكم جُلوساً قد أَحْفَيتم شوارِبكم وحلقتم رؤوسكم وقَصَّرْتم أَكمامكم وفَلْطَحْتم نعالكم ؟ أَما والله لو زهدتم فيما عند الملوك لرغبوا فيما عندكم ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم فَضَحْتم القُرَّاء فَضَحَكم الله وفي حديث ابن مسعود إِذا ضَنُّوا عليك بالمُفَلْطَحَة قال الخطابي هي الرُّقاقة التي قد فُلْطِحَتْ أَي بُسِطَتْ وقال غيره هي الدراهم ويروى المُطَلْفَحة وقد تقدم وفِلْطاحُ موضع

( فلقح )
( * زاد في القاموس فلقح ما في الإناء شربه أَو أَكله أجمع ورجل فلقحي أي كحضرمي يضحك في وجوه الناس ويتفلقح أي يستبشر إليهم )

( فنح ) فَنَحَ الفرسُ من الماء شَرِبَ دون الرِّيِّ قال والأَخْذُ بالغَبُوقِ والصَّبُوحِ مُبَرِّداً لِمِقْأَبٍ فَنُوحِ المِقْأَبُ الكثير الشُّرب

( فنطح ) فُنْطُحٌ
( * قوله « فنطح » كذا بضبط بالأصل كقنفذ وكذا في بعض نسخ القاموس وفي بعضها كجعفر نبه عليه الشارح ) اسم

( فوح ) الفَوْحُ وِجْدانك الريحَ الطيبة فاحَتْ ريح المسكِ تَفُوحُ وتَفِيحُ فَوْحاً وفَيْحاً وفُؤُوحاً وفَوَحاناً وفَيَحاناً انتشرت رائحته وعمَّ بعضهم به الرائحتين مَعاً وفاحَ الطِّيبُ يَفُوحُ فَوحاً إِذا تَضَوَّعَ الفراء يقال فاحتْ ريحه وفاختْ أَما فاختْ فمعناه أَخذتْ بنفسِه وفاحتْ دون ذلك وقال أَبو زيد الفَوْحُ من الريح والفَوْخُ إِذا كان لها صوت وفَوْحُ الحرّ شدّة سُطوعِه وفي الحديث شِدَّةُ الحرِّ من فَوْحِ جهَنَّم أَي شدَّةِ غَلَيانها وحَرِّها وينروى بالياء وسيذكر وفي الحديث كان يأْمرنا في فَوْح حَيْضِنا أَن نَأْتَزِرَ أَي معظمه وأَوّله وأَفِحْ عنك من الظهيرة أَي أَقِمْ حتى يَسْكُنَ حَرُّ النهار ويَبْرُدَ قال ابن سيده وسنذكر هذه الكلمة بعد هذا لأَن الكلمة واوية ويائية

( فيح ) فاحَ الحرُّ يَفِيحُ فَيْحاً سَطَعَ وهاجَ وفي الحديث شدّة القَيْظ من فَيْح جهنم الفَيْح سُطُوع الحرّ وفَوَرانُه ويقال بالواو وقد ذكر قبل هذه الترجمة وفاحت القِدْرُ تَفِيحُ وتَفُوحُ إِذا غَلَتْ وقد أَخرجه مَخْرَجَ التشبيه أَي كأَنه نار جهنم في حرِّها وأَفِحْ عنك من الظهيرة أَي أَقم حتى يسكن عنك حر النهار ويبرد ابن الأَعرابي يقال أَرِقْ عنك من الظهيرة وأَهْرِقْ وأَهْرئ وأَنْجِ وبَخْبِخْ وأَفِحْ إِذا أَمرته بالإِبْرَاد وفاحَتِ الريح الطيبة خاصة فَيْحاً وفَيَحاناً سَطَعَت وأَرِجَتْ وخص اللحياني به المِسْكَ ولا يقال فاحت ريح خبيثة إِنما يقال للطَّيِّبة فهي تَفِيحُ وفاحت القِدْرُ وأَفَحْتُها أَنا غَلَتْ وفاحَ الدمُ فَيْحاً وفَيَحاناً وهو فاحٍ انْصَبَّ وأَفاحَه هَراقه وقال أَبو حَرْب بن عُقَيْلٍ الأَعْلَمُ جاهِليٌّ نَحْنُ قَتَلْنا المَلِكَ الجَحْجاحا ولم نَدَعْ لسَارِحٍ مُراحا إِلا دِياراً أَو دَماً مُفاحا الجَحْجَاح العظيمُ السُّؤددِ والمُراحُ الذي تأْوي إِليه النَّعَم أَراد لم نَدَع لهم نَعَماً تحتاج إِلى مُراح وأَفاحَ الدماءَ أَي سَفَكَها وشَجَّةٌ تَفِيحُ بالدم تَقْذِفُ وفاحت الشَّجَّةُ فهي تَفِيحُ فَيْحاً نَفَحَتْ بالدم أَيضاً وفي حديث أَبي بكر مُلْكاً عَضُوضاً ودَماً مُفاحاً أَي سائلاً مُلْكٌ عَضُوضٌ يَنال الرعِيَّةَ منه ظُلْمٌ وعَسْفٌ كأَنهم يُعَضُّونَ عَضّاً وأَفَحْتُ الدم أَسَلْتُه والفَيْحُ والفَيَحُ السَّعَةُ والانتشار والأَفْيَحُ والفَيَّاحُ كل موضع واسع بحرٌ أَفْيَحُ بَيِّنُ الفَيَحِ واسعٌ وفَيَّاحٌ أَيضاً بالتشديد وروضة فَيْحاء واسعة والفعل من كل ذلك فاحَ يَفاحُ فَيْحاً وقياسه فَيِحَ يَفْيَحُ ودارٌ فَيْحاءُ واسعة وفي حديث أُمّ زَرْعٍ وبَيتُها فَيَّاحٌ أَي واسعٌ رواه أَبو عبيد مشدّداً وقال غيره الصواب التخفيف وفي الحديث اتَّخَذَ رَبُّك في الجنة وادياً أَفْيَحَ من مِسْكٍ كلُّ موضع واسع يقال له أَفيَحُ وفَيَّاح الليث الفَيَحُ مصدر الأَفْيَح وهو كل موضع واسع أَبو زيد يقال لو مَلَكْتُ الدنيا لَفَيَّحْتُها في يوم واحد أَي أَنفَقْتُها وفرَّقتها في يوم واحد ورجل فَيَّاح نَفَّاح كثير العطايا وإِنه لَجَواد فَيَّاحٌ وفَيَّاضٌ بمعنى وفاحت الغارَةُ تَفِيح اتَّسَعَتْ وفَيَاحِ مثل قطامِ اسم للغارة وكان يقال للغارة في الجاهلية فِيحِي فَيَاحِ وذلك إِذا دَفَعَتِ الخيلُ المُغِيرة فاتسعت وقال شَمِرٌ فِيحِي أَي اتسعي عليهم وتَفَرَّقي قال غَنِيُّ بن مالك وقيل هو لأَبي السَّفَّاح السَّلُوليّ دَفَعْنا الخيلَ شائلةً عليهم وقُلْنا بالضُّحى فيحِي فَياحِ الأَزهري قولهم للغارة فِيحِي فَيَاحِ الغارة هي الخيل المُغِيرة تَصْبَح حَيّاً نازلين فإِذا أَغارت على ناحية من الحَيِّ تَحَرَّزَ عُظْمُ الحَيِّ لَجَأُوا إِلى وَزَرٍ يَلُوذون وإِذا اتسعوا وانتشروا أَحْرَزوا الحَيَّ أَجمع ومعنى فيحي انتشري أَيتها الخيل المغيرة وقيل معْناه اتسعي عليهم يا غارة وخذيهم من كل وجه وسماها فَيَاحِ لأَنها جماعة مؤَنثة خُرِّجَتْ مَخْرَج قَطَامِ وحَذَامِ وكَسَابِ وما أَشبهها والشائلة المرتفعة يعني أَن أَذنابها ارتفعت وإِنما ترتفع أَذنابها إِذا عدت وذلك يدل على شدة ظهورها كما قال المُفَضَّلُ البَكْرِي تَشُقُّ الأَرضَ شائلةَ الذُّنابَى وهادِيها كأَنْ جِذعٌ سَحُوقُ والفَيْحُ خِصْبُ الربيع في سَعَةِ البلادِ والجمع فُيُوحٌ قال تَرْعَى السحابَ العَهْدَ والفُيُوحا قال الأزهري رواه ابن الأَعرابي والفُتُوحا بالتاء والفَتْحُ والفُتُوح من الأَمطار قال وهذا هو الصحيح وقد ذكرناه في مكانه
( * قوله « وقد ذكرناه في مكانه » لكنه قال هناك جمعه فتوح بفتح الفاء وكتبنا عليه بالهامش انكار محشي القاموس عليه ويؤيده ضبط الفتوح هنا بضم الفاء مع المثناة الفوقية أو التحتية وهو القياس فلعل قوله هناك بفتح الفاء تحريف من الناسخ عن بضم الفاء ) وناقة فَيَّاحة إِذا كانت ضَخْمَة الضَّرْع غزيرة اللبن قال قد نَمْنَحُ الفَيَّاحةَ الرَّفُودا تَحْسِبُها خالِيةً صَعُودا وفَيْحَانُ اسم أَرض قال الراعي أَو رَعْلَةٌ من قَطا فَيْحانَ حَلأَّها عن ماءِ يَثْرَبَةَ الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ والفَيحَاءُ حَساءٌ مع تَوَابِلَ

( قبح ) القُبْحُ ضد الحُسْنِ يكون في الصورة والفعل قَبُحَ يَقْبُح قُبْحاً وقُبُوحاً وقُباحاً وقَباحةً وقُبوحة وهو قبيح والجمع قِباحٌ وقَباحَى والأُنْثَى قَبيحة والجمع قَبائِحُ وقِباحٌ قال الأَزهري هو نقيض الحُسْنِ عامّ في كل شيء وفي الحديث لا تُقَبِّحُوا الوَجْهَ معناه لا تقولوا إِنه قبيح فإِن الله مصوّره وقد أَحسن كل شيء خَلَقَه وقيل أَي لا تقولوا قَبَح اللهُ وَجْه فلان وفي الحديث أَقْبَحُ الأَسماء حَربٌ ومُرَّة هو من ذلك وإِنما كان أَقبحها لأَن الحرب مما يُتَفَاءل بها وتكره لما فيها من القتل والشرّ والأَذى وأَما مُرَّة فَلأَنه من المَرارة وهو كريه بغيض إِلى الطِّباع أَو لأَنه كنية إِبليس لعنه الله وكنيته أَبو مرة وقَبَّحهُ الله صيَّره قَبيحاً قال الحُطَيئة أَرى لك وَجْهاً قَبَّح اللهُ شَخْصَه فَقُبِّحَ من وَجْهٍ وقُبِّحَ حاملُهْ وأَقْبَح فلان أَتى بقبيح واسْتَقْبَحه رآه قبيحاً والاسْتِقْباح ضد الاستحسان وحكى اللحياني اقْبُحْ إِن كنتَ قابِحاً وإِنه لقَبيح وما هو بقابِح فوق ما قَبُحَ قال وكذلك يفعلون في هذه الحروف إِذا أَرادوا افْعَلْ ذاك إِن كنتَ تريد أَن تفعل وقالوا قُبْحاً له وشُقْحاً وقَبْحاً له وشَقْحاً الأَخيرة إِتباع أَبو زيد قَبَحَ اللهُ فلاناً قَبْحاً وقبوحاً أَي أَقصاه وباعده عن كل خير كقُبُوح الكلب والخِنزير وفي النوادر المُقَابَحةُ والمُكابَحَة المُشَاتمة وفي التنزيل ويومَ القِيَامة هم من المَقْبُوحين أَي من المُبْعَدِين عن كل خير وأَنشد الأَزهري للجَعْدِيّ ولَيْسَت بشَوْهاءَ مَقْبُوحةٍ تُوافي الدِّيارَ بِوجْهٍ غَبِرْ قال أُسَيْدٌ المَقْبُوح الذي يُرَدُّ ويُخْسَأُ والمَنْبُوحُ الذي يُضْرَبُ له مَثَلُ الكلب وروي عن عَمَّار أَنه قال لرجل نال بحضرته من عائشة رضي الله عنها اسْكُتْ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً مَنبوحاً أَراد هذا المعنى أَبو عمرو قَبَحتُ له وجهَه مُخففة والمعنى قلت له قَبَحه الله وهو من قوله تعالى ويومَ القيامة هم من المَقْبوحين أَي من المُبْعَدين الملعونين وهو من القَبْح وهو الإِبعاد وقَبَّحَ له وجهَه أَنْكَرَ عليه ما عمل وقَبَّح عليه فعله تَقْبيحاً وفي حديث أُمّ زَرْع فعنده أَقولُ فلا أُقَبَّح أَي لا يَرُدُّ عليّ قولي لميله إِليَّ وكرامتي عليه يقال قَبَّحْتُ فلاناً إِذا قلت له قَبَحه الله من القَبْحِ وهو الإِبعاد وفي حديث أَبي هريرة إِن مُنِع قَبَّحَ وكَلَحَ أَي قال له قَبَحَ الله وجهك والعرب تقول قَبَحَه اللهُ وأُمًّا زَمَعَتْ به أَي أَبعده الله وأَبعد والدته الأَزهري القَبِيح طَرَفُ عَظْمِ المِرْفَقِ والإِبرة عُظَيْم آخر رأْسه كبير وبقيته دقيق مُلَزَّز بالقبيح وقال غيره القَبيح طَرَفُ عظم العَضُدِ مما يلي المِرْفَق بين القبيح وبين إِبرة الذراع
( * قوله « بين القبيح وبين ابرة الذراع » هكذا بالأصل ولعله بين المرفق وبين ابرة الذراع )
وإِبرة الذراع من عندها يَذرَعُ الذراع وطَرَفُ عظم العضد الذي يلي المَنْكِبَ يُسمَّى الحَسَنَ لكثرة لحمه والأَسفلُ القَبِيحَ وقال الفراء أَسلفُ العَضُدِ القبيحُ وأَعلاها الحسَنُ وقيل رأْس العضد الذي يلي الذراع وهو أَقل العِظام مُشاشاً ومُخًّا وقيل القَبِيحان الطَرَفانِ الدقيقان اللذان في رؤُوس الذراعين ويقال لطرف الذراع الإِبرة وقيل القبيحان مُلْتَقَى الساقين والفخذين قال أَبو النجم حيث تُلاقي الإِبْرَةُ القَبيحا ويقال له أَيضاً القَباحُ
( * قوله « ويقال له أَيضاً القباح » كسحاب كما في القاموس ) وقال أَبو عبيد يقال لعظم الساعد مما يلي النِّصْفَ منه إِلى المِرْفَق كَِسْرُ قَبيح قال ولو كنتَ عَيْراً كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ ولو كنتش كَِسْراً كنتَ كَِسْرَ قبيحِ وإِنما هجاه بذلك لأَنه أَقل العِظام مُشاشاً وهو أَسرعُ العِظام انكساراً وهو لا ينجبر أَبداً وقوله كسر قبيح هو من إِضافة الشيء إِلى نفسه لأَن ذلك العظم يقال له كسر الأَزهري يقال قَبَحَ فلانٌ بَثْرَةً خرجت بوجهه وذلك إِذا فَضَخَها ليُخْرج قَيْحَها وكل شيء كسرته فقد قَبَحْته ابن الأَعرابي يقال قد اسْتَكْمَتَ العُرُّ فاقْبَحْهُ والعُرُّ البَثْرة واسْتِكْماتُه اقترابه للانفقاء والقُبَّاحُ الدُّبُّ
( * قوله « والقباح الدب » بوزن رمان كما في القاموس ) الهَرِمُ والمَقابِحُ ما يُسْتَقْبَح من الأَخلاق والمَمادِحُ ما يُسْتَحْسَنُ منها

( قحح ) القُحُّ الخالص من اللُّؤْم والكَرَم ومن كل شيء يقال لَئيم قُحٌّ إِذا كان مُعْرِقاً في اللؤم وأَعرابي قُحٌّ وقُحاحٌ أَي مَحْضُ خالص وقيل هو الذي لم يدخل الأَمصار ولم يختلط بأَهلها وقد ورد في الحديث وعَرَبيَّةٌ قُحَّةٌ وقال ابن دريد قُحٌّ مَحْضٌ فلم يخص أَعرابيّاً من غيره وأَعراب أَقْحاحٌ والأُنثى قُحَّةٌ وعبد قُحٌّ محض خالص بَيِّنُ القَحاحة والقُحُوحةِ خالص العُبودة وقالوا عربيّ كُحٌّ وعربية كُحَّة الكاف في كُحٍّ بدل من القاف في قُحٍّ لقولهم أَقْحاح ولم يقولوا أَكحاح يقال فلان من قُحّ العرب وكُحِّهم أَي من صِميمهم قال ذلك ابن السكيت وغيره وصار إِلى قُحاحِ الأَمر أَي أَصله وخالصه والقُحاح أَيضاً بالضم الأَصل عن كراع وأَنشد وأَنتَ في المَأْرُوكِ من قُحاحِها ولأَضْطَرَّنَّك إِلى قُحاحِك أَي إِلى جُهْدِك وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي لأَضْطَرَّنَّك إِلى تُرِّك وقُحاحِك أَي إِلى أَصلك قال وقال ابن بزرج والله لقد وَقعْتُ بقُحَاحِ قُرِّك ووَقَعْتُ بقُرِّك وهو أَن يعلم علمه كله ولا يخفى عليه شيء منه والقُحُّ الجافي من الناس كأَنه خالص فيه قال لا أَبْتَغِي سَيْبَ اللئيمِ القُحِّ يَكادُ من نَحْنَحةٍ وأُحِّ يَحْكي سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِّ الليث والقُحُّ أَيضاً الجافي من الأَشياء حتى إِنهم يقولون للبِطِّيخة التي لم تَنْضَجْ قُحٌّ قيل القُحُّ البطيخ آخِرَ ما يكون وقد قَحَّ يَقُحُّ قُحوحةً قال الأَزهري أَخطأَ الليث في تفسير القُحِّ وفي قوله للبطيخة التي لم تَنْضَجْ إِنها لَقُحٌّ وهذا تصحيف قال وصوابه الفِجُّ بالفاء والجيم يقال ذلك لكل ثمر لم يَنْضَجْ وأَما القُحُّ فهو أَصل الشيء وخالصه يقال عربيّ قُحّ وعربيّ مَحْضٌ وقَلْبٌ إِذا كان خالصاً لا هُجْنة فيه والقَحِيحُ فوقَ الجَرْعِ

( قحقح ) القَحْقَحةُ تَرَدُّدُ الصوت في الحَلْق وهو شبيه بالبُحَّةِ ويقال لضَحِك القِرْدِ القَحْقَحة ولصوته الخَنْخَنة والقُحْقُح بالضم العظم المحيط بالدُّبر وقيل هو ما أَحاط بالخَوْرانِ وقيل هو مُلْتَقَى الوركين من باطن وقيل هو داخل بين الوركين وهو مُطِيف بالخَوْرانِ والخَوْرانُ بين القُحْقُح والعُصْعُصِ وقيل هو أَسفل العَجْبِ في طِباقِ الوركين وقيل هو العظم الذي عليه مَغْرِزُ الذكر مما يلي أَسفلَ الرَّكَبِ وقيل هو فوق القَبِّ شيئاً الأَزهري القُحْقُحُ ليس من طرف الصلب في شيء وملتقاه من ظاهر العُصْعُص قال وأَعلى العُصْعُصِ العَجْبُ وأَسفلُه الذنَبُ وقيل القُحْقُحُ مُجْتَمَعُ الوركين والعُصْعُصُ طرفُ الصُّلْبِ الباطنُ وطرفه الظاهرُ العَجْبُ والخَوْرانُ هو الدبر ابن الأَعرابي هو القُحْقُح والفَنِيك والعِضْرِطُ والحراه
( * قوله « والحراه » كذا بأصله ولم نجده فيما بأيدينا من كتب اللغة )
والبَوْصُ والنَّاقُ والعُكْوَةُ والعُزَيزى والعُصْعُصُ

( قدح ) القَدَحُ من الآنية بالتحريك واد الأَقداحِ التي للشرب معروف قال أَبو عبيد يُرْوِي الرجلين وليس لذلك وقت وقيل هو اسم يَجْمَعُ صغارها وكبارها والجمع أَقْداح ومُتَّخِذُها قَدَّاحٌ وصِناعَتُه القِداحةُ وقَدَحَ بالزَّنْدِ يَقْدَحُ قَدْحاً واقْتَدَح رام الإِيراءَ به والمِقْدَحُ والمِقْداحُ والمِقْدَحَةُ والقَدَّاحُ كله الحديدة التي يُقْدَحُ بها وقيل القَدَّاحُ والقَدَّاحة الحجر الذي يُقْدَحُ به النار وقَدَحْتُ النارَ الأَزهري القَدَّاحُ الحجر الذي يُورى منه النار قال رؤبة والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ والقَدْحُ قَدْحُك بالزَّنْد وبالقَدَّاح لتُورِيَ الأَصمعي يقال للذي يُضْرَبُ فتخرج منه النار قَدَّاحة وقَدَحْتُ في نسبه إِذا طعنت ومنه قول الجُلَيْح يهجو الشَّمَّاخَ أَشَمَّاخُ لا تَمْدَحْ بِعِرْضِكَ واقْتَصِدْ فأَنتَ امْرٌؤٌ زَنْداكَ للمُتَقادِحِ أَي لا حَسَبَ لك ولا نَسَب يصح معناه فأَنت مثل زَنْدٍ من شجر مُتَقادِح أَي رِخْوِ العيدان ضعيفها إِذا حركته الريح حك بعضه بعضاً فالتهب ناراً فإِذا قُدِحَ به لمنفعة لم يُورِ شيئاً قال أَبو زيد ومن أَمثالهم اقْدَحْ بِدِفْلى في مَرْخٍ مَثَلٌ يضرب للرجل الأَريبِ الأَديب قال الأَزهري وزِنادُ الدِّفْلى والمَرْخِ كثيرة النار لا تَصْلِدُ وقَدَحَ الشيءُ في صدري أَثَّر من ذلك وفي حديث عليّ كرم الله وجهه يَقْدَحُ الشكُّ في قلبه بأَوَّلِ عارِضةٍ من شُبْهةٍ وهو من ذلك واقْتَدَحَ الأَمرَ دَبَّره ونظر فيه والاسم القِدْحة قال عمرو بن العاص يا قاتَلَ اللهُ وَرْداناً وقِدْحَتَه أَبْدى لَعَمْرُكَ ما في النَّفْسِ وَرْدانُ وَرْدانُ غلام كان لعمرو بن العاص وكان حَصِيفاً فاستشاره عمرو في أَمر علي رضي الله عنه وأَمر معاوية إِلى أَيهما يذهب فأَجابه وَرْدانُ بما كان في نفسه وقال له الآخرة مع علي والدنيا مع معاوية وما أُراك تختار على الدنيا فقال عمرو هذا البيت ومَن رواه وقَدْحَتَه أَراد به مرة واحدة وكذلك جاء في حديث عمرو بن العاص وقال ابن الأَثير في شرحه ما قلناه وقال القِدْحةُ اسم الضرب بالمِقْدَحَةِ والقَدْحةُ المَرَّة ضربها مثلاً لاستخراجه بالنظر حقيقةَ الأَمرِ وفي حديث حذيفة يكون عليكم أَمير لو قَدَحْتُموه بشعرةٍ أَوْرَيْتُموه أَي لو استخرجتم ما عنده لظهر لضعفه كما يَستخرِجُ القادحُ النار من الزَّند فيُوري فأَما قوله في الحديث لو شاء الله لجعل للناسِ قِدْحةَ ظُلْمة كما جعل لهم قِدْحةَ نُورٍ فمشتقٌّ من اقتداح النار وقال الليث في تفسيره القِدْحةُ اسم مشتق من اقتداح النار بالزَّنْد قال الأَزهري وأَما قول الشاعر ولأَنْتَ أَطْيَشُ حين تَغْدُو سادِراً رَعِشَ الجَنانِ من القَدُوحِ الأَقْدَحِ فإِنه أَراد قول العرب هو أَطيش من ذُباب وكل ذُباب أَقْدَحُ ولا تراه إِلا وكأَنه يَقْدَحُ بيديه كما قال عنترة هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَه بِذراعِه قَدْحَ المُكِبِّ على الزِّنادِ الأَجْذَمِ والقَدْحُ والقادحُ أَكالٌ يَقَعُ في الشجر والأَسنان والقادحُ العَفَنُ وكلاهما صفة غالبة والقادحةُ الدودة التي تأْكل السِّنّ والشجر تقول قد أَسرعت في أَسنانه القَوادحُ الأَصمعي يقال وقع القادحُ في خشبة بيته يعني الآكِلَ وقد قُدِحَ في السنّ والشجرة وقُدِحتا قَدْحاً وقَدَح الدودُ في الأَسنان والشجر قَدْحاً وهو تَأَكُّل يقع فيه والقادحُ الصَّدْعُ في العُود والسَّوادُ الذي يظهر في الأَسنان قال جَمِيلٌ رَمَى اللهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى وفي الغُرِّ من أَنيابها بالقَوادِحِ ويقال عُود قد قُدِحَ فيه إِذا وَقَعَ فيه القادحُ ويقال في مَثَل صَدَقَني وَسْمُ قِدْحِه أَي قال الحَقَّ قاله أَبو زيد ويقولون أَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَي اعرِف نَفْسَك وأَنشد ولكنْ رَهْطُ أُمِّكَ من شُيَيْمٍ فأَبْصِرْ وَسْم قِدْحِكَ في القِداحِ وقَدَحَ في عِرْض أَخيه يَقْدَحُ قَدْحاً عابه وقَدَحَ في ساقِ أَخيه غَشَّه وعَمِلَ في شيء يكرهه الأَزهري عن ابن الأَعرابي تقول فلان يَفُتُّ في عَضُدِ فلان ويَقْدَحُ في ساقِه قال والعَضُدُ أَهل بيته وساقُه نفسه والقَديحُ ما يبقَى في أَسفل القِدْرِ فيُغْرَفُ بجَهْد وفي حديث أُم زرع تَقْدَحُ قِدْراً وتَنْصِبُ أُخرى أَي تَغْرِفُ يقال قَدَحَ القِدْرَ إِذا غرف ما فيها وفي حديث جابر ثم قال ادْعِي خابِزَةً فلْتَخْبِزْ معك واقْدَحِي في بُرْمَتِكِ أَي اغْرِفي وقَدَحَ ما في أَسفل القِدْرِ يَقْدَحُه قَدْحاً فهو مَقْدُوحٌ وقَديحٌ إِذا غَرَفَه بجَهْدٍ قال النابغة الذُّبْيانيّ يَظَلُّ الإِماءُ يَبْتَدِرْنَ قَديحَها كما ابْتَدَرَتْ كلبٌ مِياهَ قَراقِرِ وهذا البيت أَورده الجوهري فظَلَّ الإِماءُ قال ابن بري وصوابه يظل بالياء كما أَوردناه وقبله بَقِيَّة قِدْرٍ من قُدُورٍ تُوُورِثَتْ لآلِ الجُلاحِ كابِراً بعدَ كابِرِ أَي يَبْتَدِرُ الإِماءُ إِلى قَديح هذه القِدْر كأَنها ملكهم كما يبتدر كلبٌ إِلى مياه قَراقِر لأَنه ماؤهم ورواه أَبو عبيدة كما ابْتَدَرَتْ سَعْدٌ قال وقَراقِرُ هو لسعدِ هُذَيْمٍ وليس لكلب واقتِداحُ المَرَقِ غَرْفُه وفي الإِناء قَدْحةٌ وقُدْحة أَي غُرْفةٌ وقيل القَدْحة المرّة الواحدة من الفعل والقُدْحَةُ ما اقْتُدِحَ يقال أَعطني قُدْحَةً من مَرَقَتِكَ أَي غُرْفةً ويقال يَبْذُلُ قَديحَ قِدْرِه يعني ما غَرَفَ منها والقَديحُ المَرَقُ والمِقْدَحُ والمِقْدَحة المِغْرَفَة وقال جرير إِذا قِدْرُنا يوماً عن النارِ أُنْزِلَتْ لنا مِقْدَحٌ منها وللجارِ مِقْدَحُ ورَكِيٌّ قَدُوحٌ تُغْتَرَفُ باليد والقِدْحُ بالكسر السهمُ قبل أَن يُنَصَّلَ ويُراشَ وقال أَبو حنيفة القِدْحُ العُودُ إِذا بلغ فَشُذِّبَ عنه الغُصْنُ وقُطِعَ على مقدار النَّبْل الذي يراد من الطُّول والقِصَر قال الأَزهري القِدْحُ قِدْحُ السهم وجمعه قِداح وصانعه قَدَّاحٌ أَيضاً ويقال قَدَحَ في القِدْحِ يَقْدَحُ وذلك إِذا خَرَق في السهم بسِنْخِ النَّصْل وفي الحديث أَن عمر كان يُقَوِّمُهم في الصف كما يُقَوِّمُ القَدَّاحُ القِدْحَ قال وأَوّل ما يُقْطَع ويُقْضَبُ يسمى قِطْعاً والجمع القُطُوعُ ثم يُبْرَى فيُسَمَّى بَرِيّاً وذلك قبل أَن يُقَوَّمَ فإِذا قُوِّمَ وأَنَى له أَن يُراشَ ويُنْصَلَ فهو القِدْحُ فإِذا رِيشَ ورُكِّبَ نَصْلُه فيه صار نَصْلاً وقِدْحُ المَيْسِر والجمع أَقْدُحٌ وقِداحٌ وأَقاديحُ الأَخيرة جمع الجمع قال أَبو ذؤيب يصف إِبلاً أَمَّا أُولاتُ الذُّرَى منها فعاصِبَةٌ تَجُولُ بين مَناقِيها الأَقادِيحُ والكثير قِداحٌ وقوله فعاصبة أَي مجتمعة والذُّرى الأَسْنِمة وقُدُوحُ الرحْلِ عِيدانُه لا واحد لها قال بِشْرُ بن أَبي خازم لها قَرَدٌ كجَثْوِ النَّمْل جَعْدٌ تَعَضُّ بها العَراقِي والقُدُوحُ وحديث أَبي رافع كنت أَعْمَلُ الأَقْداحَ هو جمع قَدَحٍ وهو الذي يؤْكل فيه وقيل جمع قِدْحٍ وهو السهم الذي كانوا يَسْتَقْسِمون أَو الذي يُرْمى به عن القوس وفي الحديث إِنه كان يُسَوِّي الصفوف حتى يَدَعها مثل القِدْحِ أَو الرَّقِيمِ أَي مثل السهم أَو سَطْرِ الكتابة وحديث أَبي هريرة فَشَرِبْتُ حتى استوى بطني فصار كالقِدْح أَي انتصبَ بما حصل فيه من اللبن وصار كالسهم بعد أَن كان لَصِقَ بظهره من الخُلُوِّ وحديث عمر أَنه كان يُطْعِمُ الناس عام الرَّمادة فاتخذ قِدْحاً فيه فَرْضٌ أَي أَخذ سهماً وحَزَّ فيه حَزًّا عَلَّمَهُ به فكان يَغْمِزُ القِدْحَ في الثريد فإِن لم يَبْلُغْ موضعَ الحَزِّ لامَ صاحبَ الطعام وعَنَّفَه وفي الحديث لا تَجْعَلوني كَقَدَح الراكب أَي لا تُؤَخِّرُوني في الذِّكْرِ لأَن الراكب يُعَلِّقُ قَدَحَه في آخر رَحْلِه عند فراغه من تَرْحاله ويجعله خلفه قال حَسَّان كما نِيطَ خَلْفَ الراكبِ القَدَحُ الفَرْدُ وقَدَحْتُ العينَ إِذا أَخرجتَ منها الماءَ الفاسِدَ وقَدَحَتْ عينُه وقَدَّحتْ غارت فهي مُقَدِّحةٌ وخيل مُقَدِّحةٌ غائرة العيون ومُقَدَّحةٌ على صيغة المفعول ضامرة كأَنها ضُمِّرَتْ فُعِلَ ذلك بها وقَدَّحَ فرسَه تَقْدِيحاً ضَمَّره فهو مُقَدَّحٌ وقَدَحَ خِتامَ الخابية قَدْحاً فَضَّه قال لبيد أَغْلِي السِّباءَ أَدْكَنَ عاتِقٍ أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها والقَدَّاحُ نَوْرُ النبات قبل أَن يَتَفَتَّح اسم كالقَذَّاف والقَدَّاحُ الفِصْفِصَةُ الرَّطْبةُ عِراقِيَّةٌ الواحدة قَدَّاحة وقيل هي أَطراف النبات من الورق الغَضِّ الأَزهري القَدَّاحُ أَرْآدٌ رَخْصَةٌ من الفِصْفِصة ودارَةُ القَدَّاح موضع عن كراع

( قذح ) الأَزهري خاصة قال ابن الفَرَج سمعت خليفةَ الحُصَيْنيَّ قال يقال المُقاذَحةُ المُقاذَعة المُشاتَمة وقاذَحَني فلانٌ وقابَحَني أَي شاتمني

( قرح ) القَرْحُ والقُرْحُ لغتان عَضُّ السلاح ونحوه مما يَجْرَحُ الجسدَ ومما يخرج بالبدن وقيل القَرْحُ الآثارُ والقُرْحُ الأَلَمُ وقال يعقوب كأَنَّ القَرْحَ الجِراحاتُ بأَعيانها وكأَنَّ القُرْحَ أَلَمُها وفي حديث أُحُدٍ بعدما أَصابهم القَرْحُ هو بالفتح وبالضم الجُرْحُ وقيل هو بالضم الاسم وبالفتح المصدر أَراد ما نالهم من القتل والهزيمة يومئذ وفي حديث جابر كنا نَخْتَبِطُ بقِسيِّنا ونأْكلُ حتى قَرِحَتْ أَشداقُنا أَي تَجَرَّحَتْ من أَكل الخَبَطِ ورجل قَرِحٌ وقَرِيحٌ ذو قَرْحٍ وبه قَرْحةٌ دائمة والقَرِيحُ الجريح من قوم قَرْحَى وقَراحَى وقد قَرَحه إِذا جَرَحه يَقْرَحُه قَرْحاً قال المتنخل الهذلي لا يُسْلِمُونَ قَرِيحاً حَلَّ وَسْطَهُمُ يومَ اللِّقاءِ ولا يَشْوُونَ من قَرَحُوا قال ابن بري معناه لا يُسْلِمُونَ من جُرِحَ منهم لأَعدائهم ولا يُشْوُونَ من قَرَحُوا أَي لا يُخْطِئُون في رمي أَعدائهم وقال الفراء في قوله عز وجل إِن يَمْسَسْكم قَرْحٌ وقُرْحٌ قال وأَكثر القراء على فتح القاف وكأَنَّ القُرْحَ أَلَمُ الجِراحِ وكأَنَّ القَرْحَ الجِراحُ بأَعيانها قال وهو مثلُ الوَجْدِ والوُجْد ولا يجدونَ إِلاَّ جُهْدَهم وجَهْدَهم وقال الزجاج قَرِحَ الرجلُ
( * قوله « وقال الزجاج قرح الرجل إلخ » بابه تعب كما في المصباح ) يَقْرَحُ قَرْحاً وقيل سمِّيت الجراحات قَرْحاً بالمصدر والصحيح أَن القَرْحةَ الجِراحةُ والجمع قَرْحٌ وقُروح ورجل مَقْروح به قُرُوح والقَرْحة واحدة القَرْحِ والقُروح والقَرْحُ أَيضاً البَثْرُ إِذا تَرامَى إِلى فساد الليث القَرْحُ جَرَبٌ شديد يأْخذ الفُصْلانَ فلا تكاد تنجو وفَصِيل مَقْرُوح قال أَبو النجم يَحْكِي الفَصِيلَ القارِحَ المَقْرُوحا وأَقْرَحَ القومُ أَصاب مواشِيَهم أَو إِبلهم القَرْحُ وقَرِحَ قلبُ الرجل من الحُزْنِ وهو مَثَلٌ بما تقدَّم قال الأَزهري الذي قاله الليث من أَن القَرْحَ جَرَبٌ شديد يأْخذ الفُصْلانَ غلط إِنما القَرْحة داءٌ يأْخذ البعير فَيَهْدَلُ مِشْفَرُه منه قال البَعِيثُ ونحْنُ مَنَعْنا بالكُلابِ نِساءَنا بضَرْبٍ كأَفْواهِ المُقَرِّحة الهُدْلِ ابن السكيت والمُقَرِّحةُ الإِبل التي بها قُروح في أَفواهها فَتَهْدَلُ مَشافِرُها قال وإِنما سَرَقَ البَعِيثُ هذا المعنى من عمرو بن شاسٍ وأَسْيافُهُمْ آثارُهُنَّ كأَنها مَشافِرُ قَرْحَى في مَبارِكِها هُدْلُ وأَخذه الكُمَيْتُ فقال تُشَبِّهُ في الهامِ آثارَها مَشافِرَ قَرْحَى أَكَلْنَ البَرِيرا الأَزهري وقَرْحَى جمع قَرِيح فعيل بمعنى مفعول قُرِحَ البعيرُ فهو مَقْرُوحٌ وقَرِيح إِذا أَصابته القَرْحة وقَرَّحَتِ الإِبلُ فهي مُقَرِّحة والقَرْحةُ ليست من الجَرَب في شيء وقَرِحَ جِلْدُهُ بالكسر يَقْرَحُ قَرَحاً فهو قَرِحٌ إِذا خرجت به القُروح وأَقْرَحه اللهُ وقيل لامرئ القيس ذو القُرُوحِ لأَن ملك الروم بعث إِليه قميصاً مسموماً فَتَقَرَّحَ منه جسده فمات وقَرَحه بالحق
( * قوله « وقرحه بالحق إلخ » بابه منع كما في القاموس ) قَرْحاً رماه به واستقبله به والاقتراحُ ارتِجالُ الكلام والاقتراحُ ابتداعُ الشيء تَبْتَدِعُه وتَقْتَرِحُه من ذات نَفْسِك من غير أَن تسمعه وقد اقْتَرَحه فيهما واقْتَرَحَ عليه بكذا تَحَكَّم وسأَل من غير رَوِيَّة واقْترح البعيرَ ركبه من غير أَن يركبه أَحد واقْتُرِحَ السهمُ وقُرِحَ بُدِئَ عَمَلُه ابن الأَعرابي يقال اقْتَرَحْتُه واجْتَبَيْتُه وخَوَّصْتُه وخَلَّمْتُه واخْتَلَمْتُه واسْتَخْلَصْتُه واسْتَمَيْتُه كلُّه بمعنى اخْتَرْتُه ومنه يقال اقْتَرَحَ عليه صوتَ كذا وكذا أَي اختاره وقَرِيحةُ الإِنسانِ طَبِيعَتُه التي جُبِلَ عليها وجمعها قَرائح لأَنها أَول خِلْقَتِه وقَرِيحةُ الشَّبابِ أَوّلُه وقيل قَرِيحة كل شيء أَوّلُه أَبو زيد قُرْحةُ الشِّتاءِ أَوّلُه وقُرْحةُ الربيع أَوّلُه والقَرِيحة والقُرْحُ أَوّل ما يخرج من البئر حين تُحْفَرُ قال ابن هَرْمَةَ فإِنكَ كالقَريحةِ عامَ تُمْهَى شَرُوبُ الماءِ ثم تَعُودُ مَأْجا المَأْجُ المِلْحُ ورواه أَبو عبيد بالقَرِيحة وهو خطأٌ ومنه قولهم لفلان قَريحة جَيِّدة يراد استنباط العلم بِجَوْدَةِ الطبع وهو في قُرْحِ سِنِّه أَي أَوَّلِها قال ابن الأَعرابي قلت لأَعرابي كم أَتى عليك ؟ فقال أَنا في قُرْحِ الثلاثين يقال فلان في قُرْحِ الأَربعين أَي في أَوّلها ابن الأَعرابي الاقتراحُ ابتداء أَوّل الشيء قال أَوْسٌ على حين أَن جدَّ الذَّكاءُ وأَدْرَكَتْ قَرِيحةُ حِسْيٍ من شُرَيحٍ مُغَمِّم يقول حين جدَّ ذكائي أَي كَبِرْتُ وأَسْنَنْتُ وأَدركَ من ابني قَريحةُ حِسْيٍ يعني شعر ابنه شريح ابن أَوس شبهه بماءٍ لا ينقطع ولا يَغَضْغَضُ مُغَمِّم أَي مُغْرِق وقَرِيحُ السحاب ماؤُه حين ينزل قال ابن مُقْبل وكأَنما اصْطَبَحَتْ قَرِيحَ سَحابةٍ وقال الطرماح ظَعائنُ شِمْنَ قَرِيحَ الخَرِيف من الأَنْجُمِ الفُرْغِ والذابِحَهْ والقريحُ السحاب أَوّلَ ما ينشأُ وفلان يَشْوِي القَراحَ أَي يُسَخِّنُ الماءَ والقُرْحُ ثلاث ليال من أَوّل الشهر والقُرْحانُ بالضم من الإِبل الذي لا يصبْه جَرَبٌ قَطُّ ومن الناس الذي لم يَمَسَّه القَرْحُ وهو الجُدَرِيّ وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث إِبل قُرْحانٌ وصَبيٌّ قُرْحانٌ والاسم القَرْحُ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدِمُوا معه الشام وبها الطاعون فقيل له إِن معك من أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قُرْحانٌ فلا تُدْخِلْهُمْ على هذا الطاعون فمعنى قولهم له قُرْحانٌ أَنه لم يصبهم داء قبل هذا قال شمر قُرْحانٌ إِن شئت نوّنتَ وإِن شئتَ لم تُنَوِّنْ وقد جمعه بعضهم بالواو والنون وهي لغة متروكة وأَورده الجوهري حديثاً عن عمر رضي الله عنه حين أَراد أَن يدخل الشام وهي تَسْتَعِرُ طاعوناً فقيل له إِن معك من أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قُرْحانِينَ فلا تَدْخُلْها قال وهي لغة متروكة قال ابن الأَثير شبهوا السليم من الطاعون والقَرْحِ بالقُرْحان والمراد أَنهم لم يكن أَصابهم قبل ذلك داء الأَزهري قال بعضهم القُرْحانُ من الأَضداد رجل قُرْحانٌ للذي مَسَّهُ القَرْحُ ورجل قُرْحانٌ لم يَمَسَّه قَرْحٌ ولا جُدَرِيّ ولا حَصْبة وكأَنه الخالص من ذلك والقُراحِيُّ والقُرْحانُ الذي لم يَشْهَدِ الحَرْبَ وفرس قارِحٌ أَقامت أَربعين يوماً من حملها وأَكثر حتى شَعَّرَ ولَدُها والقارحُ الناقةُ أَوّلَ ما تَحْمِلُ والجمع قَوارِحُ وقُرَّحٌ وقد قَرَحَتْ تَقْرَحُ قُرُوحاً وقِراحاً وقيل القُرُوح في أَوّلِ ما تَشُول بذنبها وقيل إِذا تم حملها فهي قارِحٌ وقيل هي التي لا تشعر بلَقاحِها حتى يستبين حملها وذلك أَن لا تَشُولَ بذنبها ولا تُبَشِّرَ وقال ابن الأَعرابي هي قارحٌ أَيام يَقْرَعُها الفحل فإِذا استبان حملها فهي خَلِفة ثم لا تزال خَلِفة حتى تدخل في حَدِّ التعشير الليث ناقة قارحٌ وقد قَرَحَتْ تَقْرحُ قُرُوحاً إِذا لم يظنوا بها حملاً ولم تُبَشِّرْ بذنبها حتى يستبين الحمل في بطنها أَبو عبيد إِذا تمَّ حملُ الناقة ولم تُلْقِه فهي حين يستبين الحمل بها قارح وقد قَرَحَتْ قُرُوحاً والتقريحُ أَول نبات العَرْفَج وقال أَبو حنيفة التقريح أَوّل شيء يخرج من البقل الذي يَنْبُتُ في الحَبِّ وتقريحُ البقل نباتُ أَصله وهو ظهور عُوده قال وقال رجل لآخر ما مَطَرُ أَرضك ؟ فقال مُرَكِّكةٌ فيها ضُرُوسٌ وثَرْدٌ يَذُرُّ بَقْلُه ولا يُقَرِّحُ أَصلُه ثم قال ابن الأَعرابي ويَنْبُتُ البقلُ حينئذ مُقْتَرِحاً صُلْباً وكان ينبغي أَن يكون مُقَرِّحاً إِلاَّ أَن يكون اقْتَرَحَ لغة في قَرَّحَ وقد يجوز أَن يكون قوله مُقْتَرِحاً أَي مُنْتصباً قائماًعلى أَصله ابن الأَعرابي لا يُقَرِّحُ البقلُ إِلا من قدر الذراع من ماء المطر فما زاد قال ويَذُرُّ البقلُ من مطر ضعيف قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ والتقريحُ التشويكُ ووَشْمٌ مُقَرَّح مُغَرَّز بالإِبرة وتَقْرِيحُ الأَرض ابتداء نباتها وطريق مَقْرُوح قد أُثِّرَ فيه فصار مَلْحُوباً بَيِّناً موطوءًا والقارحُ من ذي الحافر بمنزلة البازل من الإِبل قال الأَعشى في الفَرس والقارح العَدَّا وكل طِمِرَّةٍ لا تَسْتَطِيعُ يَدُ الطويلِ قَذالَها وقال ذو الرمة في الحمار إِذا انْشَقَّتِ الظَّلْماءُ أَضْحَتْ كأَنها وَأًى مُنْطَوٍ باقي الثَّمِيلَةِ قارِحُ والجمع قَوارِحُ وقُرَّحٌ والأُنثى قارحٌ وقارحةٌ وهي بغير هاء أَعلى قال الأَزهري ولا يقال قارحة وأَنشد بيت الأَعشى والقارح العَدَّا وقول أَبي ذؤيب حاوَرْتُه حين لا يَمْشِي بعَقْوَتِه إِلا المَقانِيبُ والقُبُّ المَقارِيحُ قال ابن جني هذا من شاذ الجمع يعني أَن يُكَسَّرَ فاعل على مفاعيل وهو في القياس كأَنه جمع مِقْراح كمِذْكار ومَذاكير ومِئْناث ومآنيث قال ابن بري ومعنى بيت أَبي ذؤَيب أَي جاورت هذا المرثِيَّ حين لا يمشي بساحة هذا الطريق المخوف إِلا المَقانِيبُ من الخيل وهي القُطُعُ منها والقُبُّ الضُّمْرُ وقد قَرَحَ الفرسُ يَقْرَحُ قُرُوحاً وقَرِحَ قَرَحاً إِذا انتهت أَسنانه وإِنما تنتهي في خمس سنين لأَنه في السنة الأُولى حَوْلِيّ ثم جَذَعٌ ثم ثَنِيّ ثم رَباعٌ ثم قارح وقيل هو في الثانية فِلْوٌ وفي الثالثة جَذَع يقال أَجْذَع المُهْرُ وأَثْنَى وأَرْبَعَ وقَرَِحَ هذه وحدها بغير أَلف والفرس قارحٌ والجمع قُرَّحٌ وقُرحٌ والإِناثُ قَوارِح وفي الأَسْنان بعد الثَّنايا والرَّباعِيات أَربعةٌ قَوارِحُ قال الأَزهري ومن أَسنان الفرس القارحانِ وهما خَلْفَ رَباعِيَتَيْهِ العُلْيَيَيْنِ وقارِحانِ خلف رَباعِيَتَيْه السُّفْلَيَيْن وكل ذي حافر يَقْرَحُ وفي الحديث وعليهم السالغُ والقارحُ أَي الفرسُ القارح وكل ذي خُفٍّ يَبْزُلُ وكل ذي ظِلْف يَصْلَغُ وحكى اللحياني أَقْرَحَ قال وهي لغة رَدِيَّة وقارِحُه سنُّه التي قد صار بها قارحاً وقيل قُرُوحه انتهاء سنه وقيل إِذا أَلقى الفرسُ أَقصى أَسنانه فقد قَرَحَ وقُرُوحُه وقوعُ السِّنّ التي تلي الرَّباعِيَةَ وليس قُرُوحه بنباتها وله أَربع أَسنان يتحَوَّل من بعضها إِلى بعض يكون جَذَعاً ثم ثَنِيّاً رَباعِياً ثم قارِحاً وقد قَرَِحَ نابُه الأَزهري ابن الأَعرابي إِذا سقطت رَباعِيَةُ الفرس ونبتَ مكانَها سِنٌّ فهو رَباعٌٍ وذلك إِذا استتم الرابعة فإِذا حان قُروحه سقطت السِّن التي تلي رَباعِيَتَه ونَبَت مكانَها نابُه وهو قارِحُه وليس بعد القُرُوح سقوط سِنّ ولا نَباتُ سِنّ قال وإِذا دخل الفرس في السادسة واستتم الخامسة فقد قَرِحَ الأَزهري القُرْحةُ الغُرَّة في وَسَطِ الجَبْهة والقُرْحةُ في وجه الفرس ما دون الغُرَّةِ وقيل القُرْحةُ كل بياض يكون في وجه الفرس ثم ينقطع قبل أَن يَبْلُغَ المَرْسِنَ وتنسب القُرْحة إِلى خِلْقتها في الاستدارة والتثليث والتربيع والاستطالة والقلة وقيل إِذا صغُرت الغُرَّة فهي قُرْحة وأَنشد الأَزهري تُباري قُرْحةً مثلَ ال وَتِيرةِ لم تكن مَغْدا يصف فرساً أُنثى والوتيرة الحَلْقَةُ الصغيرة يُتَعَلَّمُ عليها الطَّعْنُ والرّمي والمَغْدُ النَّتْفُ أَخبر أَن قُرْحَتَها جِبِلَّة لم تَحْدُثْ عن عِلاجِ نَتْفٍ وفي الحديث خَيْرُ الخَيْلِ الأَقْرَحُ المُحَجَّلُ هو ما كان في جبهته قُرحة بالضم وهي بياض يسير في وجه الفرس دون الغرّة فأَما القارح من الخيل فهو الذي دخل في السنة الخامسة وقد قَرِحَ يَقْرَحُ قَرَحاً وأَقْرَحَ وهو أَقْرَحُ وهي قرْحاءُ وقيل الأَقْرَحُ الذي غُرَّته مثل الدرهم أَو أَقل بين عينيه أَو فوقهما من الهامة قال أَبو عبيدة الغُرَّةُ ما فوق الدرهم والقُرْحة قدر الدرهم فما دونه وقال النضر القُرْحة بين عيني الفرس مثل الدرهم الصغير وما كان أَقْرَحَ ولقد قَرِحَ يَقْرَحُ قَرَحاً والأَقْرَحُ الصبحُ لأَنه بياض في سواد قال ذو الرمة وسُوح إِذا الليلُ الخُدارِيُّ شَقَّه عن الرَّكْبِ معروفُ السَّمَاوَةِ أَقْرَحُ يعني الفجر والصبح وروضة قَرْحاءُ في وَسَطها نَوْرٌ أَبيضُ قال ذو الرمة يصف روضة حَوَّاءُ قَرْحاءُ أَشْراطِيَّةٌ وكَفَتْ فيها الذِّهابُ وحَفَّتْها البَراعِيمُ وقيل القَرْحاءُ التي بدا نَبْتُها والقُرَيْحاءُ هَنَةٌ تكون في بطن الفرس مثل رأْس الرجلِ قال وهي من البعير لَقَّاطةُ الحَصى والقُرْحانُ ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ بيضٌ صِغارٌ ذواتُ رؤُوس كرؤُوس الفُطْرِ قال أَبو النجم وأَوقَرَ الظَّهْرَ إِليَّ الجاني من كَمْأَةٍ حُمْرٍ ومن قُرْحانِ واحدته قُرْحانة وقيل واحدها أَقْرَحُ والقَراحُ الماءُ الذي لا يُخالِطه ثُفْلٌ من سَويق ولا غيره وهو الماءُ الذي يُشْرَبُ إِثْر الطعام قال جرير تُعَلِّلُ وهي ساغِبةٌ بَنِيها بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ وفي الحديث جِلْفُ الخُبْزِ والماءِ القَراحِ هو بالفتح الماءُ الذي لم يخالطه شيءٌ يُطَيَّب به كالعسل والتمر والزبيب وقال أَبو حنيفة القَريحُ الخالص كالقَراح وأَنشد قول طَرَفَةَ من قَرْقَفٍ شِيبَتْ بماءٍ قَرِيح ويروى قَديح أَي مُغْتَرف وقد ذُكِرَ الأَزهري القَريح الخالصُ قال أَبو ذؤَيب وإِنَّ غُلاماً نِيلَ في عَهْدِ كاهِلٍ لَطِرْفٌ كنَصْلِ السَّمْهَريِّ قَريحُ نيل أَي قتل في عَهْد كاهِلٍ أَي وله عهد وميثاق والقَراح من الأَرضين كل قطعة على حِيالِها من منابت النخل وغير ذلك والجمع أَقْرِحة كقَذال وأَقْذِلة وقال أَبو حنيفة القَراحُ الأَرض المُخَلَّصةُ لزرع أَو لغرس وقيل القَراحُ المَزْرَعة التي ليس عليها بناءٌ ولا فيها شجر الأَزهري القَراحُ من الأَرض البارزُ الظاهر الذي لا شجر فيه وقيل القَراحُ من الأَرض التي ليس فيها شجر ولم تختلط بشيء وقال ابن الأَعرابي القِرْواحُ الفَضاءُ من الأَرض التي ليس بها شجرٌ ولم يختلط بها شيء وأَنشد قول ابن أَحمر وعَضَّتْ من الشَّرِّ القَراحِ بمُعْظَمٍ
( * قوله « وعضت من الشر إلخ » صدره كما في الأساس « نأت عن سبيل الخير إلا أقله » ثم انه لا شاهد فيه لما قبله ولعله سقط بعد قوله ولم يختلط بها شيء والقراح الخالص من كل شيء )
والقِرْواحُ والقِرْياحُ والقِرْحِياءُ كالقَراحِ ابن شميل القِرْواحُ جَلَدٌ من الأَرض وقاعٌ لا يَسْتَمْسِكُ فيه الماءُ وفيه إِشرافٌ وظهرهُ مُسْتو ولا يستقر فيه ماءٌ إِلا سال عنه يميناً وشمالاً والقِرْواحُ يكون أَرضاً عريضة ولا نبت فيه ولا شجر طينٌ وسَمالِقُ والقِرْواحُ أَيضاً البارز الذي ليس يستره من السماءِ شيءٌ وقيل هو الأَرض البارزة للشمس قال عَبيد فَمَنْ بنَجْوتِه كمن بعَقْوتِه والمُسْتَكِنُّ كمن يَمْشِي بقِرْواحِ وناقة قِرْواحٌ طويلة القوائم قال الأَصمعي قلت لأَعرابي ما الناقة القِرْواحُ ؟ قال التي كأَنها تمشي على أَرماح أَبو عمرو القِرواح من الإِبل التي تَعاف الشربَ مع الكِبارِ فإِذا جاءَ الدَّهْداه وهي الصغار شربت معهنّ ونخلة قِرْواحٌ مَلْساء جَرْداءُ طويلة والجمع القَراويح قال سُوَيْدُ بنُ الصامت الأَنصاري أَدِينُ وما دَيْني عليكم بمَغْرَمٍ ولكن على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوح أَراد القراويح فاضطرّ فحذف وهذا يقوله مخاطباً لقومه إِنما آخُذ بدَيْنٍ على أَن أُؤَدِّيَه من مالي وما يَرْزُقُ الله من ثمره ولا أُكلفكم قضاءَه عني والشُّمُّ الطِّوالُ من النخل وغيرها والجِلادُ الصوابر على الحرِّ والعَطَشِ وعلى البرد والقَراوِحُ جمع قِرْواح وهي النخلة التي انْجَرَدَ كَرَبُها وطالت قال وكان حقه القراويح فحذف الياء ضرورة وبعده وليستْ بسَنْهاءٍ ولا رُجَّبِيَّةٍ ولكن عَرايا في السِّنينَ الجَوائِحِ والسَّنْهاءُ التي تحمل سنة وتترك أُخرى والرُّجَّبيَّةُ التي يُبْنى تحتها لضعفها وكذلك هَضْبَةٌ قِرْواح يعني ملساء جرداء طويلة قال أَبو ذؤَيب هذا ومَرْقَبَةٍ غَيْطاءَ قُلَّتُها شَمَّاءُ ضَحْيانةٌ للشمسِ قِرْواحُ أَي هذا قد مضى لسبيله ورُبَّ مَرْقبة ولقيه مُقارَحةً أَي كِفاحاً ومواجهة والقُراحِيّ الذي يَلْتزم القرية ولا يخرج إِلى البادية وقال جرير يُدافِعُ عنكم كلَّ يومِ عظيمةٍ وأَنتَ قُراحيٌّ بسِيفِ الكَواظِمِ وقيل قُراحِيّ منسوب إِلى قُراحٍ وهو اسم موضع قال الأَزهري هي قرية على شاطئِ البحر نسبه إِليها الأَزهري أَنت قُرْحانٌ من هذا الأَمر وقُراحِيّ أَي خارج وأَنشد بيت جرير « يدافع عنكم » وفسره أَي أَنت خِلْوٌ منه سليم وبنو قَريح حيّ وقُرْحانُ اسم كلب وقُرْحٌ وقِرْحِياء موضعان أَنشد ثعلب وأَشْرَبْتُها الأَقْرانَ حتى أَنَخْتُها بقُرْحَ وقد أَلْقَيْنَ كلَّ جَنِين هكذا أَنشده غير مصروف ولك أَن تصرفه أَبو عبيدة القُراحُ سِيفُ القَطِيفِ وأَنشد للنابغة قُراحِيَّةٌ أَلْوَتْ بِلِيفٍ كأَنها عِفاءُ قَلُوصٍ طارَ عنها تَواجِرُ قرية بالبحرين
( * قوله « قرية بالبحرين » يريد أَن قُراحيةً نسبة إِلى قراح وهي قرية بالبحرين ) وتَواجِرُ تَنْفُقُ في البيع لحسنها وقال جرير ظَعائِنُ لم يَدِنَّ مع النصارى ولم يَدْرينَ ما سَمَكُ القُراحِ وفي الحديث ذِكْرُ قُرْح بضم القاف وسكون الراء وقد يجرّك في الشعر سُوقُ وادي القُرى صلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبُنِيَ به مسجد وأَما قول الشاعر حُبِسْنَ في قُرْحٍ وفي دارتِها سَبْعَ لَيالٍ غيرَ مَعْلوفاتِها فهو اسم وادي القُرى

( قردح ) القُرْدُحُ والقَرْدَحُ ضرب من البُرُود وقَرْدَحَ الرجلُ أَقرَّ بما يُطلب إِليه أَو يطلب منه ابن الأَعرابي القَرْدَحَةُ الإِقرارُ على الضيم والصبرُ على الذل والمُقَرْدِحُ المتذلل المتصاغر عن ابن الأَعرابي قال وأَوصى عبدُ الله بنُ خازم بَنِيه عند موته فقال يا بَنِيَّ إِذا أَصابتكم خُطَّة ضَيْم لا تُطِيقون دَفْعَها فَقَرْدِحُوا لها فإِن اضطرابكم منه أَشدّ لرُسُوخكم فيه ابن الأَثير لا تضطربوا له فيزيدكم خَبالاً الفراءُ القَرْدَعة والقَرْدَحة الذلُّ وقال في الرباعي القُرْدُحُ الضخم من القِرْدان

( قرزح ) القُرْزُحة من النساء الدميمة القصيرة والجمع القَرازِح قال عَبْلَةُ لا دَلُّ الخَوامِلِ دَلُّها ولا زِيُّها زِيُّ القِباحِ القَرازِحِ والقُرْزُحُ ثوبٌ كان نساءُ الأَعراب يَلْبَسْنَه والقُرْزُحُ والقُرْزُوحُ شجر واحدته قُرْزُحةٌ وقال أَبو حنيفة القُرْزُحةُ شُجَيْرَةٌ جَعْدَة لها حب أَسود والقُرْزُحَة بقلة عن كراع ولم يُحَلِّها والجمع قُرْزُحٌ وقُرْزُحٌ اسم فرس

( قزح ) القِزْحُ بِزْرُ البصل شاميةٌ والقِزْحُ والقَزْحُ التابَلُ وجمعهما أَقْزاحٌ وبائعه قَزَّاح ابن الأَعرابي هو القِزْحُ والقَزْحُ والفِحا والفَحا والمِقْزَحةُ نحوٌ من المِمْلَحة والتقازيح الأَبازير وقَزَحَ القِدْرَ وقَزَّحها تقزيحاً جعل فيها قِزْحاً وطرح فيها الأَبازيرَ وفي الحديث إِن الله ضَرَبَ مَطْعَم ابن آدم للدنيا مثلاً وضَرَبَ الدنيا لمطْعَمِ ابن آدم مثلاً وإِن قَزَّحه ومَلَّحه أَي تَوْبَلَه من القِزْح وهو التابَلُ الذي يُطرح في القِدْر كالكَمُّون والكُزْبَرَةِ ونحو ذلك والمعنى أَن المَطْعَمَ وإِن تكلف الإِنسان التَّنَوُّقَ في صنعته وتطييبه فإِنه عائد إِلى حال تُكره وتتقذر فكذلك الدنيا المَحْرُوصُ على عِمارَتِها ونظم أَسبابها راجعة إِلى خراب وإِدبار وإِذا جعلت التَّوابلَ في القِدْرِ قلت فَحَّيْتُها وتَوْبَلْتُها وقَزَحْتُها بالتخفيف الأَزهري قال أَبو زيد قَزَحَت القِدْرُ تَقْزَحُ قَزْحاً وقَزَحاناً إِذا أَقْطَرَتْ ما خَرَجَ منها ومَليح قَزيحٌ فالمَلِيحُ من المِلْحِ والقَزيحُ من القِزْح وقَزَّحَ الحديثَ زَيَّنه وتَمَّمه من غير أَن يكذب فيه وهو من ذلك والأَقْزاحُ خُرْءُ الحَيَّات واحدها قِزْحٌ وقَزَحَ الكلبُ
( * قوله « وقزح الكلب إلخ » بابه منع وسمع كما في القاموس ) ببوله وقَزِحَ يَقْزَحُ في اللغتين جميعاً قَزْحاً بالفتح وقُزوحاً بالَ وقيل رَفَعَ رجله وبالَ وقيل رَمَى به ورَشَّه وقيل هو إِذا أَرسله دفعاً وقَزَّحَ أَصلَ الشجرة بَوَّلَه والقازحُ ذَكَرُ الإِنسان صفة غالبة وقوسُ قُزَحَ طرائق متقوسةٌ تَبْدو في السماءِ أَيام الربيع زاد الأَزهري غِبَّ المَطر بحمرة وصُفْرة وخُضْرة وهو غير مصروف ولا يُفْصَلُ قُزَحُ من قوس لا يقال تأَمَّلْ قُزَحَ فما أَبْيَنَ قوسه وفي الحديث عن ابن عباس لا تقولوا قوسُ قُزَحَ فإِن قُزَحَ اسم شيطان وقولوا قوس الله عز وجل قيل سمي به لتسويله للناس وتحسينه إِليهم المعاصي من التقزيح وهو التحسين وقيل من القُزَحِ وهي الطرائق والأَلوان التي في القوس الواحدة قُزْحة أَو من قَزَحَ الشيءُ إِذا ارتفع كأَنه كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية وأَن يقال قوسُ الله
( * قوله « وأن يقال قوس الله » كذا في النهاية وبهامشها قال الجاحظ كأنه كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية وكأنه أحب أن يقال قوس الله إلخ ) فَيُرْفَعَ قدرُها كما يقال بيت الله وقالوا قوسُ الله أَمانٌ من الغرق والقُزْحة الطريقة التي في تلك القَوس الأَزهري أَبو عمرو القُسْطانُ قَوْسُ قُزَحَ وسئل أَبو العباس عن صَرْفِ قُزَحَ فقال من جعله اسم شيطان أَلحقه بزُحَل وقال المبرد لا ينصرف زُحل لأَن فيه العلتين المعرفة والعدل قال ثعلب ويقال إِن قُزَحاً جمع قُزْحة وهي خطوط من صفة وحمرة وخضرة فإِذا كان هذا أَلحقته بزيد قال ويقال قُزَحُ اسم ملك مُوكَّل به قال فإِذا كان هكذا أَلحقته بعُمر قال الأَزهري وعمر لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة الأَزهري وقَوازِحُ الماء نُفَّاخاته التي تنتفخ فتذهب قال أَبو وَجْزَة لهم حاضِرٌ لا يُجْهَلُونَ وصارِخٌ كسَيْل الغَوادِي تَرْتَمِي بالقَوازِحِ وأَما قول الأَعشى يصف رجلاً جالساً في نَفَرٍ قد يَئِسُوا في مَحيلِ القَدِّ من صَحْبٍ قُزَحْ فإِنه عَنى بقُزَحَ لَقَباً له وليس باسم وقيل هو اسم والتقزيح رأْسُ نَبْتٍ
( * قوله « رأس نبت إلخ » عبارة القاموس شيء على رأْس نبت إلخ )
أَو شجرةٍ إِذا تَشَعَّبَ شُعَباً مثلُ بُرْثُن الكلب وهو اسم كالتَّمْتِينِ والتَّنْبيتِ وقد قَزَّحتْ وفي حديث ابن عباس نهى عن الصلاة خَلْفَ الشجرة المُقَزَّحة هي التي تشعبت شُعَباً كثيرة وقد تَقَزَّح الشجر والنبات وقيل هي شجرة على صورة التِّين لها أَغصان قِصارٌ في رؤوسها مثل بُرْثُن الكلب وقيل أَراد بها كل شجرة قَزَّحَت الكلابُ والسباع بأَبوالها عليها يقال قَزَّح الكلبُ ببوله إِذا رفع رجله وبال قال ابن الأَعرابي من غريب شجر البرِّ المُقَزَّحُ وهو شجر على صورة التين له غِصَنَة قِصار في رؤوسها مثلُ بُرْثُنِ الكلب ومنه خبر الشَّعْبي كره أَن يصلي الرجل في الشجرة المُقَزَّحة وإِلى الشجرة المُقَزَّحة وقَزَّحَ العَرْفَجُ وهو أَول نباته وقُزَحُ أَيضاً اسم جبل بالمزدلفة ابن الأَثير وفي حديث أَبي بكر أَنه أَتى على قُزَحَ وهو يَخْرِشُ بعيره بِمِحْجَنِه هو القَرْنُ الذي يقف عنده الإِمام بالمزدلفة ولا ينصر للعدل والعلمية كعُمَرَ قال وكذلك قوس قُزَحَ إِلا مَن جعل قُزَحَ من الطرائق فهو جمع قُزْحةٍ وقد ذكرناه آنفاً

( قسح ) القَسْحُ والقُساحُ والقُسوحُ بقاء الانعاظ وقيل هو شدّة الانعاظ ويُبْسُه قَسَحَ يَقْسَحُ قُسوحاً وأَقْسَحَ كَثُر انعاظُه وهو قاسِحٌ وقُساحٌ ومَقْسُوحٌ هذه حكاية أَهل اللغة قال ابن سيده ولا أَجري للفظ مفعولٍ هنا وجهاً إِلا أَن يكون موضوعاً موضع فاعل كقوله تعالى كان وعْدُه مَأْتِيّاً أَي آتياً الأَزهري إِنه لَقُساح مَقْسوح وقاسَحَه يابَسه ورُمح قاسِحٌ صُلْب شديد والقُسوحُ اليُبْسُ وقَسَحَ الشيءُ قَساحةً وقُسوحةً إِذا صَلُبَ

( قفح ) الأَزهري قَفَح فلانٌ عن الشيء إِذا امتنع عنه وقَفَحَتْ نَفْسُه عن الطعام إِذا تركه وأَنشد يَسُفُّ خُراطَةَ مَكْرِ الجِنا بِ حتى تَرَى نَفْسَه قافِحَهْ قال شمر قافِحَةٌ أَي تاركة قال والخُراطَة ما انخرط عِيدانُه وورقه وقال ابن دريد قَفَحْتُ الشيء أَقْفَحُه إِذا اسْتَفَفْته

( قلح ) القَلَحُ والقُلاحُ صُفْرة تعلو الأَسنانَ في الناس وغيرهم وقيل هو أَن تكثر الصُّفْرة على الأَسنان وتَغْلُظَ ثم تَسْوَدَّ أَو تخضَرّ الأَزهري وهو اللُّطاخُ الذي يَلْزَقُ بالثغر وقد قَلِحَ قَلَحاً فهو قَلِحٌ وأَقْلَحُ والمرأَةُ قَلْحاء وقَلِحَة وجمعها قُلْحٌ قال الأَعشى قد بَنَى اللُّؤْمُ عليهم بَيْتَه وفَشَا فيهم مع اللُّؤْم القَلَحْ قال ويُسَمَّى الجُعَلُ أَقْلَح وقال ابن سيده الأَقْلَح الجُعَل لقَذَرٍ في فيه صفة غالبة وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لأَصحابه ما لي أَراكم تدخلون عليَّ قُلْحاً ؟ قال أَبو عبيد القَلَحُ صُفْرة في الأَسنان ووسخ يركبها من طول ترك السواك وقال شمر الحَِبْرُ صُفْرة في الأَسنان فإِذا كَبُرَتْ وغَلُظَتْ واسودّت واخضرّت فهو القَلَح والرجل أَقْلَح والجمع قُلْحٌ من قولهم للمُتَوَسِّخ الثيابِ قِلْح وهو حَثٌّ على استعمال السواك وفي حديث كعب المرأَةُ إِذا غاب زوجها تَقَلَّحَتْ أَي توسخت ثيابُها ولم تتعهد نفسها وثيابها بالتنظيف ويروى بالفاء وهو مذكور في موضعه وقَلَّحَ الرجلَ والبعير عالج قَلَحَهما وفي المثل عَوْدٌ يُقَلَّح أَي تنقى أَسنانه وهو في مذهبه مثل مَرَّضْتُ الرجلَ إِذا قمت عليه في مرضه وقرّدْت البعير نَزَعْتَ عنه قُراده وطَنَّيْتُه إِذا عالجته من طَناهُ ورجل مُقَلَّح مُذَلَّل مجرَّب وفي النوادر تَقَلَّح فلانٌ البلادَ تَقَلُّحاً وتَرَقَّعَها فالتَّرَقُّع في الخِصْب والتَّقَلُّحُ في الجَدْب

( قلفح ) ابن دريد قَلْفَحَ ما في الإِناء إِذا شربه أَجْمَع

( قمح ) القَمْحُ البُرُّ حين يجري الدقيقُ في السُّنْبُل وقيل من لَدُنِ الإِنضاج إِلى الاكتناز وقد أَقمَح السُّنْبُل الأَزهري إِذا جرى الدقيق في السُّنْبُل تقول قد جرى القَمْحُ في السنبل وقد أَقْمَح البُرُّ قال الأَزهري وقد أَنْضَجَ ونَضِج والقَمْحُ لغة شامية وأَهل الحجاز قد تكلموا بها وفي الحديث فَرَضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفطر صاعاً من بُرّ أَو صاعاً من قَمْحٍ البُرُّ والقَمْحُ هما الحنطة وأَو للشك من الراوي لا للتخيير وقد تكرَّر ذكر القمح في الحديث والقَمِيحةُ الجوارِشُ والقمْحُ مصدر قَمِحْتُ السويقَ وقَمِحَ الشيءَ والسويقَ واقْتَمَحه سَفَّه واقْتَمَحه أَيضاً أَحذه في راحته فَلَطَعه والاقتماحُ أَخذ الشيء في راحتك ثم تَقْتَمِحه في فيك والاسم القُمْحة كاللُّقْمة والقُمْحةُ ما ملأَ فمك من الماء والقَمِيحة السَّفوفُ من السويق وغيره والقُمْحةُ والقُمُّحانُ والقُمَّحانُ الذَّرِيرة وقيل الزعفران وقيل الوَرْسُ وقيل زَبَدُ الخمر وقيل طِيبٌ قال النابغة إِذا قُضَّتْ خواتِمُه عَلاهُ يَبِيسُ القُمَّحانِ من المُدامِ يقول إِذا فتح رأْس الحُبّ من حِبابِ الخمر العتيقة رأَيت عليها بياضاً يَتَغَشَّاها مثلَ الذريرة قال أَبو حنيفة لا أَعلم أَحداً من الشعراء ذكر القُمَّحانَ غير النابغة قال وكان النابغة يأْتي المدينة ويُنْشِدُ بها الناسَ ويَسْمَعُ منهم وكانت بالمدينة جماعة الشعراء قال وهذه رواية البصريين ورواه غيرهم « علاه يبيس القُمُّحان » وتَقَمَّحَ الشرابَ كرهه لإِكثار منه أَو عيافة له أَو قلة ثُفْلٍ في جوفه أَو لمرض والقامِحُ الكاره للماء لأَيَّةِ علة كانت الجوهري وقَمَحَ البعيرُ بالفتح قُمُوحاً وقامَحَ إِذا رفع رأْسه عند الحوض وامتنع من الشرب فهو بعير قامِحٌ يقال شرِبَ فَتَقَمَّح وانْقَمَح بمعنى إِذا رقع رأْسه وترك الشرب رِيًّا وقد قامَحَتْ إِبلك إِذا وردت ولم تشرب ورفعت رؤوسها من جاء يكون بها أَو برد وهي إِبل مُقامِحةٌ أَبو زيد تَقَمَّحَ فلان من الماء إِذا شرب الماء وهو متكاره وناقة مُقامِحٌ بغير هاء من إِبل قِماحٍ على طَرْحِ الزائد قال بشر بن أَبي خازم يذكر سفينة وركبانها ونحن على جَوانِبِها قُعُودٌ نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبِلِ القِماحِ والاسم القُماح والقامِحُ والمُقامِحُ أَيضاً من الإِبل الذي اشتدّ عطشه حتى فَتَرَ لذلك فُتُوراً شديداً وذكر الأَزهري في ترجمة حمم الإِبل إِذا أَكلت النَّوَى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ فأَما القُماحُ فإِنه يأْخذها السُّلاحُ ويُذْهب طِرْقها ورِسْلها ونَسْلها وأَما الحُمامُ فسيأْتي في بابه وشَهْرا قِماحٍ وقُماحٍ شهرا الكانون لأَنهما يكره فيهما شرب الماء إِلا على ثُفْلٍ قال مالك بن خالد الهُذَليّ فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا وحُبَّ الزادُ في شَهْرَيْ قِماحِ ويروى قُماح وهما لغتان وقيل سمِّيا بذلك لأَن الإِبل فيهما تُقامِحُ عن الماء فلا تشربه الأَزهري هما أَشَدُّ الشتاء بَرْداً سميا شَهْرَيْ قُِماحِ لكراهة كل ذي كَبِدٍ شُرْبَ الماء فيهما ولأَن الإِبل لا تشرب فيهما إِلا تعذيراً قال شمر يقال لشهري قُِماح شَيْبانُ ومِلْحان قال الجوهري سميا شهري قُِماحٍ لأَن الإِبل إِذا وردَتْ آذاها بَرْدُ الماء فقامَحَتْ وبعيرٌ مُقْمِحٌ لا يكاد يرفع بصره والمُقْمَحُ الذليل وفي التنزيل فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْمَحون أَي خاشعون أَذلاء لا يرفعون أَبصارهم والمُقْمَحُ الرافع رأْسه لا يكاد يضعه فكأَنه ضِدُّ والإِقْماحُ رفع الرأْس وغض البصر يقال أَقْمَحَه الغُلّ إِذا ترك رأْسه مرفوعاً من ضيقه قال الأَزهري قال الليث القامِحُ والمُقامِحُ من الإِبل الذي اشتدّ عطشه حتى فَتَرَ وبعير مُقْمَحٌ وقد قَمَح يَقْمَحُ من شدّة العطش قُموحاً وأَقْمَحَه العطشُ فهو مُقْمَحٌ قال الله تعالى فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْمَحون خاشعون لا يرفعون أَبصارهم قال الأَزهري كل ما قاله الليث في تفسير القامح والمُقامِح وفي تفسير قوله عز وجل « فهم مقمحون » فهو خطأٌ وأَهل العربية والتفسير على غيره فأَما المُقامِح فإِنه روي عن الأَصمعي أَنه قال بعير مُقامِحٌ وكذلك الناقة بغير هاء إِذا رفع رأْسه عن الحوض ولم يشرب قال وجمعه قِماحٌ وأَنشد بيت بشر يذكر السفينة ورُكبانَها وقال أَبو عبيد قَمَحَ البعير يَقْمَحُ قُموحاً وقَمَه يَقْمَه قُموهاً إِذا رفع رأْسه ولم يشرب الماء وروي عن الأَصمعي أَنه قال التَّقَمُّح كراهةُ الشرب قال وأَما قوله تعالى فهم مُقْمَحون فإِن سلمة روى عن الفراء أَنه قال المُقْمَحُ الغاضّ بصره بعد رفع رأْسه وقال الزجاج المُقْمَحُ الرافع رأْسه الغاضُّ بَصَرَه وفي حديث علي كرم الله وجهه قال له النبي صلى الله عليه وسلم سَتَقْدَمُ على الله تعالى أَنت وشِيعَتُك راضين مَرْضِيِّين ويَقْدَمُ عليك عَدُوُّك غِضاباً مُقْمَحين ثم جمع يده إِلى عنقه يريهم كيف الإِقْماحُ الإِقماح رفع الرأْس وغض البصر يقال أَقْمَحه الغُلّ إِذا تركه مرفوعاً من ضيقه وقيل للكانونَيْنِ شهرا قُِماح لأَن الإِبل إِذا وردت الماء فيهما ترفع رؤُوسها لشدة برده قال وقوله « فهي إِلى الأَذقان » هي كناية عن الأَيدي لا عن الأَعناق لأَن الغُلَّ يجعل اليدَ تلي الذَّقَنَ والعُنُقَ وهو مقارب للذقن قال الأَزهري وأَراد عز وجل أَن أَيديهم لما غُلَّتْ عند أَعناقهم رَفَعَت الأَغلالُ أَذقانَهم ورؤُوسَهم صُعُداً كالإِبل الرافعة رؤوسها قال الليث يقال في مَثَلٍ الظَّمَأُ القامِح خير من الرِّيِّ الفاضح قال الأزهري وهذا خلاف ما سمعناه من العرب والمسموع منهم الظمأُ الفادح خير من الرِّيِّ الفاضح ومعناه العطشُ الشاق خير من رِيٍّ يفْضَحُ صاحبه وقال أَبو عبيد في قول أُمِّ زرع وعنده أَقول فلا أُقَبَّحُ وأَرب فأَتَقَمَّحُ أَي أَرْوَى حتى أَدَعَ الشربَ أَرادت أَنها تشرب حتى تَرْوَى وتَرْفَعَ رأْسَها ويروى بالنون قال الأَزهري وأَصل التَّقَمُّح في الماء فاستعارته للبن أَرادت أَنها تَرْوَى من اللبن حتى ترفع رأْسها عن شربه كما يفعل البعير إِذا كره شرب الماء وقال ابن شميل إِن فلاناً لَقَمُوحٌ للنبيذ أَي شَرُوب له وإِنه لَقَحُوفٌ للنبيذ وقد قَمِحَ الشرابَ والنبيذ والماء واللبن واقْتَمَحه وهو شربه إِياه وقَمِحَ السويقَ قَمحاً وأَما الخبز والتمر فلا يقال فيهما قَمِحَ إِنما يقال القَمْحُ فيما يُسَفُّ وفي الحديث أَنه كان إِذا اشتكى تَقَمَّحَ كفّاً من حَبَّة السوداء يقال قَمِحْتُ السويقَ بكسر الميم
( * قوله « بكسر الميم » وبابه سمع كما في القاموس ) إِذا استففته والقِمْحَى والقِمْحاة الفَيْشة
( * زاد في القاموس القمحانة بالكسر ما بين القمحدوه إِلى نقرة القفا وقمحه تقميحاً دفعه بالقليل عن كثير يجب له اه زاد في الأَساس كما يفعل الامير الظالم بمن يغزو معه يرضخه أَدنى شيء ويستأثر عليه بالغنيمة )

( قنح ) قَنَحَ يَقْنَحُ قَنْحاً وتَقَنَّح تكارَه على الشراب بعد الرِّيِّ والأَخيرة أَعلى وقال أَبو حنيفة قَنَح من الشراب يَقْنَح قَنْحاً تَمَزَّزه الأَزهري تَقَنَّحْتُ من الشراب تَقَنُّحاً قال وهو الغالب على كلامهم وقال أَبو الصَّقْر قَنَحْتُ أَقْنَحُ قَنْحاً وفي حديث أُم زرع وعنده أَقول فلا أُقَبَّحُ وأَشربُ فأَتَقَنَّح أَي أَقطع الشرب وأَتَمَهَّلُ فيه وقيل هو الشرب بعد الرِّيِّ قال شمر سمعت أَبا عبيد يسأَل أَبا عبد الله الطُّوال النحويَّ عن معنى قولها فأَتَقَنَّحُ فقال أَبو عبد الله أَظنها تريد أَشرب قليلاً قليلاً قال شمر فقلت ليس التفسير هكذا ولكن التَّقَنُّح أَن تشْرَبَ فوقَ الرِّيِّ وهو حرفٌ روي عن أَبي زيد قال الأَزهري وهو كما قال شمر وهو التَّقَنُّح والتَّرَنُّح سمعت ذلك من أَعراب بني أَسد وقَنَحَ العُودَ والغصن يَقْنَحُه قَنْحاً إِذا عطفه حتى يصير كالصَّوْلجانِ وهو القُنَّاحُ والقُنَّاحةُ والقِنْحُ اتخاذك قُنَّاحة تشُدُّ بها عِضادَة بابك ونحوها وتسميها الفُرْسُ قانه قال ابن سيده حكاه صاحبُ العين ولا أَدري كيف ذلك لأَن تعبيره عنه ليس بحسن قال وعندي أَن القِنْح ههنا لغة في القُنَّاح ابن الأَعرابي يقال لَدَرَوَنْدِ الباب النِّجافُ والنَّجْرانُ ولمِتْرَسِه القُنَّاحُ ولعتبته النَّهْضةُ الأَزهري قنَحْتُ البابَ قَنْحاً فهو مَقْنوح وهو أَن تَنْحَتَ خشبة ثم ترفعَ البابَ بها تقول للنَّجار اقْنَحْ بابَ دارنا فيصنع ذلك وتلك الخشبة هي القُنَّاحة وكذلك كل خشبة تُدْخِلُها تحت أُخرى لتحركها الجوهري القُنَّاحة بالضم مشدَّدة مفتاح مُعْوَجٌّ طويل وقَنَّحتُ البابَ إِذا أَصلحتَ ذلك عليه

( قوح ) قاحَ الجُرْحُ يَقُوح انْتَبَرَ وسيذكر في الياء قال ابن سيده لأَن الكلمة يائية واوية وقاحَ البيتَ قَوْحاً وقَوَّحه لغة في حاقَه أَي كنسه عن كراع ابن الأَثير في الحديث إِن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بالقاحةِ وهو صائم هو اسم موضع بين مكة والمدينة على ثلاث مراحل منها وهو من قاحة الدار أَي وسطها مثل ساحتها وباحتها

( قيح ) القَيْحُ المِدَّةُ الخالصة لا يخالطها دم وقيل هو الصديد الذي كأَنه الماء وفيه شُكْلَةُ دَمٍ قاحَ الجُرْحُ يَقِيحُ قَيْحاً وأَقاحَ وفي الحديث لأَنْ يَمْتَلئَ جوفُ أَحدكم قَيْحاً حتى يَرِيَه خيرٌ له من أَن يمتلئ شعراً القَيْحُ المِدَّة وقد قاحت القَرْحةُ وتَقَيَّحَتْ وقَيَّح الجُرْحُ وتَقَيَّح الجُرْحُ ويقال للجُرْحِ إِذا انْتَبَرَ قد تَقَوَّحَ قال وقاح الجُرْحُ يَقِيحُ وقَيَّح وأَقاح ابن الأَعرابي أَقاحَ الرجل إِذا صَمَّمَ على المنع بعد السؤال وروي عن عمر أَنه قال من ملأَ عينيه من قاحةِ بيت قبل أَن يؤذن له فقد فَجَر قال ابن الفرج سمعت أَبا المِقْدامِ السُّلَمِيَّ يقول هذا باحةُ الجار وقاحَتُها ومثله طين لازبٌ ولازقٌ ونَبِيثة البئر ونَقِيثَتُها وقد نَبَثَ عن الأَمر ونَقَثَ عاقبت القافُ الباء ابن زياد مررت على دَوْقَرَةٍ فرأَيت في قاحَتها دَعْلَجاً شَظِيظاً قال قاحة الدار وسطها وقاحة الدار ساحتها والدَّعْلج الجُوالِقُ والدَّوْقَرة أَرض نَقِيَّةٌ بين جبال أَحاطت بها ابن الأَعرابي القُوحُ الأَرضون التي لا تُنْبِتُ شيئاً يقال قاحةٌ وقُوحٌ مثل ساحةٍ وسُوحٍ ولابةٍ ولُوبٍ وقارةٍ وقُورٍ

( كبح ) الكَبْحُ كَبْحُك الدابةَ باللجام كَبَحَ الدابةَ يَكْبَحُها كَبْحاً وأَكْبَحَها الأَخيرة عن يعقوب جذبها إِليه باللجام وضرب فاها به كي تَقِفَ ولا تجري يقال أَكْمَحْتها وأَكْفَحْتها وكَبَحْتُها قال الجوهري هذه وحدها عن الأَصمعي بلا أَلف وفي حديث الإِفاضة من عرفات وهو يَكْبَحُ راحلَته هو من ذلك كَبَحْتُ الدابةَ إِذا جذبت رأْسها إِليك وأَنت راكب ومنعتها من الجِماحِ وسرعة السير وكَبَحَه عن حاجته كَبْحاً إِذا رَدَّه عنها وكَبَحَ الحائطُ السهمَ إِذا أَصاب الحائطَ حين رُمِيَ به ورَدَّه عن وجهه ولم يرْتَزَّ فيه قال الأَزهري وقيل لأَعرابي ما للصقر يحب الأَرنب ما لا يحب الخَرَبَ ؟ فقال لأَنه يَكْبَحُ سَبَلَتَه بذَرْقِه فيردّه حكى ذلك الأَصمعي قال رأَيت صقراً كأَنما صُبَّ عليه وِخافُ خِطْمِيٍّ يعني من ذَرْق الحُبارى قال والكابحُ مَن استقبلك مما يُتَطَيَّرُ منه من تَيْسٍ وغيره وجمعه كوابِحُ قال البَعِيثُ ومُغْتَدِيات بالنُّحوسِ كَوابِح وكَبَحه بالسيف كَبْحاً وهو ضَرْبٌ في اللحم دون العظم

( كتح ) الكَتْحُ دون الكَدْحِ من الحَصَى والشيء يصيب الجلد فيؤثر فيه ولا يبلغ الكَدْحَ قال أَبو النجم يصف الحمير يَكْتَحْنَ وَجْهاً بالحَصَى مَكْتُوحا ومَرَّةً بحافرٍ مَكْبُوحا وقال الآخر فأَهْوِنْ بذئبٍ يَكْتَحُ الريحُ باسْتِه أَي يضربه الريح بالحصى قال ومن رواه يَكْثَحُ بالثاء فمعناه يكشف وكَثَحَتْه الريحُ وكَشَحَتْه سَفَتْ عليه الترابَ أَو نازَعَتْه ثوبَه وكَتَح الدَّبى الأَرضَ أَكلَ ما عليها من نبات أَو شجر قال لهُمْ أَشَدُّ عليكم يومَ ذُلِّكُمُ من الكَواتِحِ من ذاك الدَّبى السُّودِ وكتَحَه كَتْحاً رَمَى جسمه بما أَثر فيه والطعامَ أَكل منه حتى شبع

( كثح ) الكَثْحُ كشف الريح الشيءَ عن الشيء يقال منه كَثَحَتِ الريحُ الشيءَ كَثْحاً وكَثَّحَتْه كشَفته قال وتَكَثَّحَ بالتراب وبالحصى أَي تَضَرَّب به والكَثْحُ كشف الرجل ثوبه عن اسْتِه عربي صحيح وكَثَحَتْه الريح سفت عليه التراب أَو نازعته ثوبه ككَتَحَتْه وكَثَح الشيءَ جمعه وفرَّقه ضِدٌّ قال المُفَضَّل كَثَحَ من المال ما شاء مثلُ كَسَحَ

( كحح ) الكُحُّ الخالص من كل شيء كالقُحِّ والأُنثى كُحَّة كقُحَّة وعبد كُحٌّ خالصُ العُبودةِ وعربيٌّ كُحٌّ وأَعراب أَكْحاحٌ إِذا كانوا خُلَصاءَ وزعم يعقوب أَنَّ الكاف في كل ذلك بدل من القاف والأَكَحُّ الذي لا سِنَّ له وأُمُّ كُحَّةَ امرأَة نزلت في شأْنها الفرائض

( كحكح ) الكُِحْكُِحُ
( * قوله « الكحكح إلخ » كهدهد وزبرج ما في القاموس )
من الإِبل والبقر والشاء الهَرِمةُ التي لا تُمْسِكُ لُعابَها وقيل هي التي قد أُكِلَتْ أَسْنانُها والكُِحْكُِحُ العجوز الهرمة والناقة الهرمةُ وناقة كُِحْكُِحٌ وقُحْقُحٌ وعَزُومٌ وعَوْزَمٌ إِذا هَرِمَت والكُحُحُ العجائز الهرمات وأَنشد الأَزهري لراجز يذكر راعياً وشفقته على إِبله يَبكي على إثْرِ فَصيلٍ في بَحَرْ والكُِحْكُِحِ اللِّطْلِطِ ذاتِ المُختَبَرْ وإِذا أَسَنَّتِ الناقةُ وذهبت أَسنانها فهي ضِرْزِمٌ ولِطْلِطٌ وكِحْكِحٌ وعِلْهِزٌ وهِرْهِرٌ ودِرْدِحٌ

( كدح ) الكَدْح العمل والسعيُ والكسبُ والخَدْشُ والكَدْحُ عمل الإِنسان لنفسه من خير أَو شر كَدَحَ يَكْدَحُ كَدْحاً وكَدَحَ لأَهله كَدْحاً وهو اكتسابه بمشقة الأَزهري يَكْدَحُ لنفسه بمعنى يسعى لنفسه ومنه قوله تعالى إِنك كادِحٌ إِلى ربك كَدْحاً أَي ناصِبٌ إِلى ربك نَصْباً وقال الجوهري أَي تسعى قال أَبو إِسحق الكَدْحُ في اللغة السَّعْيُ والحِرْصُ والدُّؤُوبُ في العمل في باب الدنيا وباب الآخرة قال ابن مقبل وما الدَّهرُ إِلا تارَتانِ فمنهما أَموتُ وأُخْرى أَبْتَغي العَيْشَ أَكْدَحُ أَي تارة أَسعى في طلب العيش وأَدْأَبُ ويقال هو يَكْدَحُ في كذا أَي يَكُدّ الجوهري يَكْدَحُ لعياله ويَكْتَدِحُ أَي يكتسب لهم قال الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ أَبو عيال يَكْدَحُ المَكادِحا والكَدْحُ بالسنّ دون الكَدْم بالأَسنان والفعل كالفعل وقيل الكَدْحُ قَشْرُ الجلد يكون بالحجر والحافر وكَدَحَ جِلْدَه وكَدَّحه فَتَكَدَّحَ كلاهما خَدَّشَه فتَخَدَّشَ وتَكَدَّحَ الجِلْدُ تَخَدَّش وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال من سأَل وهو غَنِيٌّ جاءَت مسأَلتُه يوم القيامة خُدُوشاً أَو خُمُوشاً أَو كُدُوحاً في وجهه ابن الأَثير الكُدُوحُ الخُدُوشُ وكلُّ أَثَرٍ من خَدْشٍ أَو عَضٍّ فهو كَدْح ويجوز أَن يكون مصدراً سمي به الأَثر وأَصابه شيء فكَدَحَ وجهه وحمار مُكَدَّحٌ مُعَضَّضٌ والكُدُوح آثار العض واحدها كَدْحٌ وعَمَّ بعضهم به الأَثر قال أَبو عبيد الكُدُوح آثار الخُدوش وكل أَثر من خَدْش أَو عض فهو كَدْح ومنه قيل للحمار الوحشي مُكَدَّح لأَن الحُمُر يَعْضَضْنَه وأَنشد يَمْشُونَ حَوْل مُكَدَّمٍ قد كَدَّحتْ مَتْنَيْهِ حَمْلُ حَناتِمٍ وقِلالِ وكَدَح فلانٌ وجه فلان إِذا عمل به ما يَشِينُه وكَدَحَ وجهَ أَمرِه إِذا أَفسده وبه كَدْحٌ وكُدوح أَي خُدُوش وقيل الكَدْحُ أَكبر من الخَدْش وفي الحديث في وجهه كُدُوحٌ أَي خدوش والتكديح التخديش وفي الحديث المَسائلُ كُدُوحٌ يَكْدَحُ بها الرجل وجهه ووقع من السطح فَتَكَدَّحَ أَي تَكَسَّر وتبدل الهاء من كل ذلك وكَدَحَ رأْسه بالمُشْطِ فَرَّجَ شعره به وكَوْدَحٌ اسم

( كذح ) كَذَحَتْه الريحُ ككَتَحَتْه

( كرح ) الأُكَيْراحُ
( * قوله « الأكيراح » بصيغة تصغير جمع كرح بالكسر قال ياقوت نقلاً عن الخالدي الأكيراح رستاق نزه بأرض الكوفة وبيوت صغار تسكنها الرهبان الذين لا قلالي لهم بالقرب منها ديران يقال لأحدهما دير عبد وللآخر دير حنة وهو موضع بظاهر الكوفة كتير البساتين والرياض وفيه يقول أَبو نواس يا دير حنة إلخ قال أَبو سعيد السكري رأيت الأكيراح وهو على سبعة فراسخ من الحيرة وقد وهم فيه الأزهري فسماه الأكيراخ بالخاء المعجمة وفيه يقول بكر بن خارجة
دع البساتين من آس وتفاح ... واقصد إلى الشيح من ذات
اٌّكيراح
إلى الدساكر فالدير المقابلها ... لدى الأكيراح أو دير ابن
وضاح
منازل لم أزل حيناً ألازمها ... لزوم غادٍ إلى اللذات روّاح
اه باختصار )
بُيوتٌ ومواضع تخرج إِليها النصارى في بعض أَعيادهم وهو معروف قال يا دَيْرَ حَنَّةَ من ذاتِ الأُكَيْراحِ من يَصْحُ عنكَ فإِني لَسْتُ بالصاحي قال ابن دريد أَحسب أَن الكارحة والكارخة حلق الإِنسان أَو بعض ما يكون في الحلق منه

( كربح ) الكَرْبَحة والكَرْمَحة عَدْوٌ دون الكَرْدَمة ولا يُكَرْدِمُ إِلا الحمار والبغل

( كرتح ) كَرْتَحه صَرَعَه وكَرْتَح في مشيه أَسرع

( كردح ) الأَصمعي سقط من السطح فَتَكَرْدَح أَي تدحرج والكَرْدَحة الإِسراع في العَدْو والكَرْدَحة من عَدْو القصير المتقارب الخَطْو المجتهد في عَدْوه وأَنشد يَمُرّ مَرَّ الريحِ لا يُكَرْدِحُ ابن الأَعرابي هو سَعْيٌ في نَطٍّ وقد كَرْدَحَ وهي الكَرْدَحاءُ والكَرْدَحة عَدْوُ القصير يُقَرْمِطُ ويُسْرع وكذلك الكَرْتَحة والكَرْمَحة يقال كرمَحْنا في آثار القوم عَدَوْنا عَدْوَ المتثاقل وكَرْدَمَ الحمار وكَرْدَح إِذا عدا على جَنْب واحد والمُكَرْدَحُ المتذلل المتصاغر والكِرْداحُ المتقارِبُ المشي وكَرْدَحه صرعه والكُرادِحُ القصير وكِرْداحٌ موضع

( كرمح ) الكَرْمَحة والكَرْتَحة عَدْوٌ دون الكَرْدَمة قال أَبو عمرو كَرْمَحْنا في آثار القوم عَدَوْنا عَدْوَ المتثاقل

( كسح ) الكَسْحُ الكَنْسُ كَسَحَ البيتَ والبئر يَكْسَحُه كَسْحاً كَنَسه والمِكْسَحة المِكْنَسةُ قال سيبويه هذا الضرب مما يُعْتَمل مكسور الأَوّل كانت الهاء فيه أَو لم تكن الجوهري المِكْسَحة ما يُكْنَس به الثَّلْجُ وغيره والكُساحة مثل الكُناسة قال ابن سيده والكُساحة الكُناسة وقال اللحياني كُساحةُ البيت ما كُسِحَ من التراب فأُلْقِيَ بعضُه على بعض والكُساحة تراب مجموع كُسِحَ بالمِكْسَحِ واكْتَسَح أَموالَهم أَخذها كلها يقال أَغاروا عليهم فاكْتَسَحُوهم أَي أَخذوا مالهم كله ويقال أَتينا بني فلان فاكْتَسَحْنا مالهم أَي لم نُبْق لهم شيئاً قال المُفَضَّل كَسَحَ وكَثَح بمعنى واحد والكُساحُ الزَّمانةُ في اليدين والرجلين وأَكثر ما يستعمل في الرجلين الأَزهري الكَسَحُ ثِقَل في إِحدى الرجلين إِذا مَشَى جَرَّها جَرّاً وكَسِحَ كَسَحاً وهو أَكْسَحُ وكَسْحانُ وكَسِيحٌ ومكَسَّحٌ وقيل الأَكْسَحُ الأَعوجُ والمُقْعَدُ أَيضاً قال الأَعشى كُل وَضَّاحٍ كَريمٍ جَدُّه وخَذولِ الرِّجْلِ من غيرِ كَسَحْ وهذا البيت أَورده الجوهري وغيره وابن بري بين مغلوب نبيل جدّه وقال هو يصف قوماً نَشاوى ما بين مغلوب قد غلبه السكر وخَذُولِ الرجل من غير كَسَح قال ابن بري ويروى تليل خدّه بالخاء المعجمة والدال المهملة والكَسَحُ داء يأْخذ في الأَوراك فتَضْعُفُ له الرجل وقد كَسِحَ الرجلُ كَسَحاً إِذا ثقلت إِحدى رجليه في المشي فإِذا مشى كأَنه يَكْسَحُ الأَرضَ أَي يَكْنُسُها وفي حديث قتادة في تفسير قوله ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم أَي جعلناهم كُسْحاً يعني مُقْعَدين جمع أَكْسَحَ كأَحْمر وحُمْرٍ والأَكسح المُقْعَدُ والفعل كالفعل وفي حديث ابن عمر سئل عن مال الصدقة فقال إِنها شَرُّ مال إِنما هي مال الكُسْحانِ والعُورانِ وهي جمع الأَكْسَحِ وهو المُقْعَد ومعنى الحديث أَنه كره الصدقة إِلاّ لأَهل الزَّمانَة وأَنشد الليث للأَعشى ولقد أَمْنَحُ مَنْ عادَيْتُه كلَّ ما يَقْطَعُ من داءِ الكَسَحْ قال ويروى بالشين وقال أَبو سعيد الكُساح من أَدواء الإِبل جمل مَكْسُوح لا يمشي من شدّة الضَّلَع قال وعُود مُكَسَّح ومُكَشَّح أَي مَقْشُور مُسَوًّى قال ومنه قول الطِّرِمَّاح جُمالِيَّة تَغْتالُ فَضْلَ جَديلِها شَناحٍ كَصَقْبِ الطائِفِيِّ المُكَسَّحِ ويروى المكشح بالشين أَراد بالشَّناحِي عُنُقَها لطوله والمُكاسَحة المُشارَّة الشديدة وكَسَحَتِ الريح الأَرضَ قشرت عنها التراب

( كشح ) الكَشْحُ ما بين الخاصرة إِلى الضِّلَعِ الخَلف وهو من لَدُن السرة إِلى المَتْن قال طَرَفَةُ وآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطانَةً لعَضْبٍ رَقيقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدِ قال الأَزهري هما كَشْحانِ وهو موقِع السيف من المُتَقَلَّد وفي حديث سعد إِن أَميركم هذا لأَهْضَمُ الكَشْحَين أَي دقيق الخَصْرين قال ابن سيده وقيل الكَشْحان جانبا البطن من ظاهر وباطن وهما من الخيل كذلك وقيل الكَشْحُ ما بين الحَجَبَة إِلى الإِبط وقيل هو الخَصْر وقيل هو الحشى والكَشْحُ أَحد جانِبَيِ الوِشاحِ وقيل إِن الكَشْحَ من الجسم إِنما سمي بذلك لوقوعه عليه وجمع كل ذلك كُشوح لا يُكَسَّر إِلاَّ عليه قال أَبو ذؤَيب كأَنَّ الظّباءَ كُشُوحُ النِّسا ءِ يَطْفون فوقَ ذَراه جُنوحا
( * قال أبو سعيد السكري جامع أشعار الهذليين الكشح وشاح من ودع فأراد كأن الظباء في بياضها ودع يطفون فوق ذرى الماء وجنوح مائلة شبه الظباء وقد ارتفعن في هذا السيل بكشوح النساء عليهن الودع ثم قال وكانت الأوشحة تعمل من ودع أبيض اه القاموس )
شبه بياضَ الظباء ببياض الوَدَع وكَشِحَ كَشَحاً شَكا كَشْحَه والكَشَحُ داء يصيب الكَشْحَ وكَوى كَشْحَه على أَمر استمر عليه وكذلك الذاهب القاطع الرحم قال طَوى كَشْحاً خليلُك والجَناحا لبَيْنٍ منكَ ثم غَدا صُراحا وكذلك إِذا عاداك وفاسَدَك يقال طوى كَشْحاً على ضِغْن إِذا أَضمره قال زهير وكانَ طَوى كَشْحاً على مُسْتكِنَّةٍ فلا هو أَبْداها ولم يَتَجَمْجَمِ والكاشِحُ المتولي عنك بِوُدّه ويقال طَوى فلانٌ كَشْحَه إِذا قطعك وعاداك ومنه قول الأَعشى وكانَ طَوى كَشْحاً وأَبَّ ليَذْهَبا قال الأَزهري يحتمل قوله وكان طوى كَشْحاً أَي عزم على أَمر واستمرت عزيمته ويقال طوى كشحه عنه إِذا أَعرض عنه وقال الجوهري طويتُ كَشْحي على الأَمر إِذا أَضمرته وسترته والكاشحُ العَدُوُّ المُبْغِضُ والكاشح الذي يضمر لك العداوة يقال كَشَحَ له بالعداوة وكاشَحه بمعنًى قال ابن سيده والكاشح العدوّ الباطنُ العداوة كأَنه يطويها في كَشْحه أَو كأَنه يُوَلِّيك كَشْحَه ويُعْرِض عنك بوجهه والاسم الكُشاحة وفي الحديث أَفضل الصدقة على ذي الرَّحِم الكاشِحِ الكاشح العدوُّ الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كَشْحه أَي باطنه والكَشْحُ الخَصْر والذي يَطْوي عنك كَشْحَه ولا يأْلفك وسمي العدوُّ كاشحاً لأَنه وَلاَّك كَشْحَه وأَعرض عنك وقيل لأَنه يَخْبَأُ العداوة في كَشْحه وفيه كَبِدُه والكَبِدُ بيت العداوة والبَغْضاء ومنه قيل للعدوّ أَسودُ الكبد كأَنَّ العداوةَ أَحرقت الكَبِدَ وكاشَحه بالعداوة مكاشحة وكِشاحاً قال المُفَضَّل الكاشحُ لصاحبه مأخوذ من المِكْشاحِ وهو الفأْس والكُشاحة المُقاطعة وكَشَحَت الدابةُ إِذا أَدخلت ذنبها بين رجليها وأَنشد يأْوي إِذا كَشَحتْ إِلى أَطْبائِها سَلَبُ العَسِيبِ كأَنه ذُعْلُوقُ الأَزهري كَشَحَ عن الماء إِذا أَدبر به وكَشَحَ القومُ عن الماء وانْكَشَحوا إِذا ذهبوا عنه وتفرّقوا ورجل مَكْشُوحٌ وُسِمَ بالكِشاح في أَسفل الضلوع والكِشاحُ سِمَةٌ في موضع الكَشْح وكَشَحَ البعيرَ وكَشَّحَه وَسَمَه هنالك التشديد عن كراع والكَشْحُ الكَيُّ بالنار وإِبل مُكَشَّحة ومُحَنَّبة
( * قوله « وابل مكشحة ومحنبة » أي أصابها الكشح والخب بالتحريك ) قال الجوهري والكَشَحُ بالتحريك داء يصيب الإِنسانَ في كَشْحِه فيُكْوى وقد كُشِحَ الرجلُ كَشْحاً إِذا كُوِيَ منه ومِنه سمي المَكْشُوحُ المراديّ وكَشَحَ العُودَ كَشْحاً قشره ومَرَّ فلانٌ يَكْشَح القومَ ويَشُلُّهم ويَشْحَنُهم أَي يُفَرِّقُهم ويطردهم

( كفح ) المُكافَحةُ مصادفة الوجه بالوجه مفاجأَة كَفَحه كَفْحاً وكافَحَه مُكافَحة وكِفاحاً لقيه مواجهة ولقيه كَفْحاً ومكافَحةً وكِفاحاً أَي مواجهة جاء المصدر فيه على غير لفظ الفعل قال ابن سيده وهو موقوف عند سيبويه مطرد عند غيره وأَنشد الأَزهري في كتابه أَعاذِل من تُكْتَبْ له النارُ يَلْقَها كِفاحاً ومن يُكْتَبْ له الخُلْدُ يَسْعَدِ والمُكافَحةُ في الحرب المضاربة تلقاء الوجوه وفي الحديث أَنه قال لحسان لا تزال مُؤَيَّداً بروح القُدُس ما كافَحْتَ عن رسول الله المُكافَحَةُ المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه ويروى نافَحْتَ وهو بمعناه وكَفَحه بالعصا كَفْحاً ضربه بها الفراء أَكْفَحْته بالعصا أَي ضربته بالحاء وقال شمر كَفَخْتُه بالخاء المعجمة قال الأَزهري كَفَحْتُه بالعصا والسيف إِذا ضربته مواجهة صحيح وكَفَخْته بالعصا إِذا ضربته لا غير وكَفِحَ عنه
( * قوله « وكفح عنه إلخ » بابه سمع كما في القاموس )
كَفْحاً جَبُنَ وأَكْفَحْتُه عني أَي رددتُه وجَنَّبْته عن الإِقدام عليَّ الجوهري كافَحُوهم إِذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها تُرْسٌ ولا غيره والكَفِيحُ الكُفْؤ والمُكافِحُ المباشر بنفسه وفلان يُكافِحُ الأُمور إِذا باشرها بنفسه وفي حديث جابر إِن الله كَلَّم أَباك كِفاحاً أَي مواجهةً ليس بينهما حجابٌ ولا رسول وأَكْفَح الدَّابةَ إِكفاحاً تَلَقَّى فاها باللجام يضربه به ليلتقمه وهو من قولهم لقيته كِفاحاً أَي استقبلته كَفَّةَ كَفَّةَ وكَفَحها باللجام كَفْحاً جذبها وتقول في التقبيل كافَحها كِفاحاً قَبَّلها غَفْلَةً وِجاهاً وكَفَحَ المرأَة يَكْفَحُها وكافَحها قبلها غفلة وفي الحديث إِني لأَكْفَحُها وأَنا صائم أَي أُواجهها بالقُبْلة وكافَحَتْه أَي قَبَّلَتْه قال الأَزهري وفي حديث أَبي هريرة أَنه سئل أَتُقَبِّل وأَنت صائم ؟ فقال نعم وأَكْفَحُها أَي أَتمكن من تقبيلها وأَستوفيه من غير اختلاس مِن المُكافَحَة وهي مصادفة الوجه وبعضهم يَرْويه وأَقْحَفُها قال أَبو عبيد فمن رواه وأَكْفَحُها أَراد بالكَفْح اللقاءَ والمباشرة للجلد وكلُّ من واجهته ولقيته كَفَّةَ كَفَّةَ فقد كافَحْتَه كِفاحاً ومُكافحةً قال ابن الرِّقاع يُكافِحُ لَوْحات الهَواجِرِ بالضُّحى مكافَحَةً للمَنْخَرَيْنِ وللفَمِ قال ومن رواه وأَقْحَفُها أَراد شرب الريق مِن قَحَفَ الرجلُ ما في الإِناء إِذا شرب ما فيه وكَفِيحُ المرأَة زوجُها وهو من ذلك وكَفَحْته كَفْحاً كَلَوَّحْتُه وتَكَفَّحَتِ السمائمُ أَنْفُسُها كَفَحَ بعضها بعضاً قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى الحارثي فَرَّجَ عنها حَلَقَ الرَّتائِجِ تَكَفُّحُ السمائمِ الأَواجِجِ أَراد الأَواجَّ ففك التضعيف للضرورة وكقوله تشْكُو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ أَراد من أَظَلَّ وأَظَلَّ ابن شميل في تفسير قوله أَعْطَيْتُ محمداً كِفاحاً أَي كثيراً من الأَشياء في الدنيا والآخرة وفي النوادر كَفْحةٌ من الناس وكَثْحَةٌ أَي جماعة ليست بكثيرة وكَفَحَ الشيءَ وكَثَحه كشف عنه غِطاءه ككَشَحَه والأَكْفَحُ الأَسودُ

( كلح ) الكُلُوحُ تَكَشُّرٌ في عُبوس قال ابن سيده الكُلُوحُ والكُلاحُ بُدُوُّ الأَسنان عند العُبوس كَلَحَ يَكْلَحي كُلُوحاً وكُلاحاً وتَكَلَّحَ وأَنشد ثعلب ولَوَى التَّكَلُّحَ يَشْتَكي سَغَباً وأَنا ابنُ بَدْرٍ قاتِلُ السَّغَبِ التكلح هنا يجوز أَن يكون مفعولاً من أَجله ويجوز أَن يكون مصدراً للوى لأَن لوى يكون في معنى تَكلَّحَ وقد أَكلحه الأَمرُ قال لبيد يصف السهام رَقَمِيَّات عليها ناهِضٌ تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منها والأَيَلّ وفي التنزيل تَلْفَحُ وجوهَهم النارُ وهم فيها كالحون قال أَبو إِسحق الكالحُ الذي قد قَلَصَتْ شَفَتُه عن أَسنانه نحو ما ترى من رؤوس الغنم إِذا برزت الأَسنانُ وتَشَمَّرت الشِّفاه والكُلاحُ بالضم السنة المُجْدِبة قال لبيد كانَ غِياثَ المُرْمِلِ المُمْتاحِ وعِصْمةً في الزَّمَنِ الكُلاحِ وفي حديث عليّ إِن من ورائكم فِتَناً وبَلاءً مُكْلِحاً أَي يُكْلِحُ الناسَ بشدَّته الكُلُوحُ العُبُوس يقال كَلَحَ الرجلُ وأَكْلَحه الهَمُّ ودهرٌ كالحٌ على المَثَل وكَلاحِ معدولٌ السنة الشديدة قال الأَزهري ودهر كالح وكُلاحٌ شديد وأَنشد للبيد وعِصْمةً في السَّنةِ الكُلاحِ وسنة كَلاحِ على فَعالِ بالكسر إِذا كانت مُجْدِبة قال وسمعت أَعرابيّاً يقول لجمل يَرْغو وقد كَشَر عن أَنيابه قَبَحَ الله كَلَحَته يعني الفم وقال ابن سيده قَبَحَ اللهُ كَلَحَته يعني الفم وما حوله ورجل كَوْلَحٌ قبيح والمكالَحة المُشارَّةُ وتَكَلَّحَ البرقُ تَتابَعَ وتَكَلَّحَ البرقُ تَكَلُّحاً وهو دوام برقه واسْتِسْراره في الغمامة البيضاء وهذا مثل قولهم تَكَلَّحَ إِذا تَبَسَّمَ وتَبَسَّمَ البرقُ مثله قال الأَزهري وفي بيضاء بني جَذِيمةَ ماء يقال له كلح وهو شَروبٌ عليه نخل بَعْلٌ قد رَسَختْ عروقها في الماء

( كلتح ) الكَلْتَحةُ ضَرْبٌ من المَشْي وكَلْتَحٌ اسم ورجل كَلْتَحٌ أَحمق

( كلدح ) الكَلْدَحة ضرب من المشي والكِلْدِح الصُّلْب
( * قوله « والكلدح الصلب إلخ » كذا بضبط الأصل بكسر الكاف والدال وضبطه القاموس بفتحهما ونبه شارحه على الضبطين اه )
والكِلْدِح العجوز

( كلمح ) بفيه الكِلْحِمُ والكِلْمِحُ الترابُ وسيذكر في كلحم

( كنتح ) رجل كَنْتَح وكَنْثَحٌ بالتاء والثاء وهو الأَحمق

( كنثح ) رجل كَنْتَح وكَنْثَحٌ بالتاء والثاء وهو الأَحمق

( كنسح ) الكِنْسِحُ
( * قوله « الكنسح » هو والكنسيح بكسر فسكون بمعنى كما في القاموس ) أَصل الشيء ومَعْدِنُه

( كمح ) الكَمْحُ رَدُّ الفرس باللجام والكَمَحةُ الراضَة ابن سيده كَمَحْتُ الجابةَ باللجام كَمْحاً إِذا جذبته إِليك ليَقِفَ ولا يجري وأَكْمَحَه إِذا جَذَب عِنانَه حتى يَنْتَصِبَ رأْسُه ومنه قول ذي الرمة تَمُورُ بضَبْعَيْها وتَرْمِي بِحَوْزِها حِذاراً من الإِيعادِ والرأْسُ مُكْمَحُ ويروى تموج ذراعاها وعزاه أَبو عبيد لابن مقبل وقال كَمَحه وأَكْمَحه وكَبَحه وأَكْبَحه بمعنى وأَراد الشاعر بقوله الإِيعاد ضَرْبَه لها بالسَّوْطِ فهي تَجتَهِدُ في العَدْوِ لخوفها من ضربه ورأْسها مُكْمَحٌ ولو ترك رأْسها لكان عَدْوُها أَشَدَّ وأُكْمِحَ الرجلُ رفع رأْسه من الزُّهُوّ كأُكْمِخَ عن اللحياني والحاء أَعلى ويقال إِنه لَمُكْمَحٌ ومُكْبَحٌ أَي شامخ وقد أُكْبِحَ وأُكْمِحَ إِذا كان كذلك وأَكْمَحَتِ الزَّمَعَةُ إِذا ما ابيضت وخرج عليها مثل القُطْنِ وذلك الإِكْماحُ والزَّمَعُ الأُبَنُ في مَخارِج العناقيد ذكره عن الطائفيّ الجوهري أَكْمَح الكرمُ إِذا تحرك للإِيراق أَبو زيد الكَيْمُوحُ والكِيحُ التُّرابُ قال الكِيحُ الترابُ والكَيْمُوحُ المُشْرِفُ والعرب تقول احْثُ في فيه الكَوْمَحَ يَعْنُون التراب وأَنشد أُهْجُ القُلاحَ واحْشُ فاه الكَوْمَحا تُرْباً فأَهْلٌ هو أَن يُقَلَّحا ابن دريد الكوْمَحُ الرجل المتراكب الأَسنان في الفم حتى كأَنَّ فاه قد ضاق بأَسنانه وفم كَوْمَحٌ ضاق من كثرة أَسنانه ووَرَمِ لِثاتِه ورجل كَوْمَحٌ وكُومَحٌ عظيم الأَلْيَتَيْنِ قال أَشْبَهه فجاء رِخْواً كَوْمَحا ولم يَجِئْ ذا أَلْيَتَيْنِ كَوْمحا والكَوْمَحُ الفَيْشَلَةُ والكَوْمَحانِ موضع قال ابن مقبل يصف السحاب أَناخَ برَمْلِ الكَوْمَحَينِ إِناخةَ ال يماني قِلاصاً حَطَّ عنهنَّ أَكْوُرا الأَزهري الكَوْمَحانِ هما حَبْلان من حبال الرمل وأَنشد البيت

( كوح ) الأَزهري كاوَحْتُ فلاناً مكاوَحةً إِذا قاتلته فغلبته ورأَيتهما يَتَكاوَحانِ والمُكاوَحة أَيضاً في الخصومة وغيرها ابن الأَعرابي أَكاحَ زيداً وكَوَّحه إِذا غلبه وأَكاح زيداً إِذا أَهلكه ابن سيده كاوَحه فكاحَه كَوْحاً قاتله فغلبه وكاحَه كَوْحاً غَطَّه في ماء أَو تراب وكَوَّحَ الرجلَ أَذَلَّه وكَوَّحه رَدَّه الأَزهري التكويحُ التغليب وأَنشد أَبو عمرو أَعْدَدْته للخَصْمِ ذي التَّعَدِّي كَوَّحْته منك بدونِ الجَهْدِ وكَوَّحَ الزِّمامُ البعيرَ إِذا ذَلَّله وقال الشاعر إِذا رامَ بَغْياً أَو مِراحاً أَقامَه زِمامٌ بمَثْناه خِشاشٌ مُكَوِّحُ ورجع إِلى كُوحه إِذا فعل شيئاً من المعروف ثم رجع عنه والأَكْواحُ نواحي الجبال قال ابن سيده وسنذكره في كيح وإِنما ذكرته ههنا لظهور الواو في التكسير الجوهري كاوَحْتُه إِذا شاتمته وجاهرته وتَكاوَحَ الرجلان إِذا تَمارَسا وتَعالَجا الشَّرَّ بينهما

( كيح ) ذكره الجوهري مع كوح في ترجمة واحدة قال ابن سيده الكِيحُ والكاحُ عُرْضُ الجبل وقال غيره عُرْضُ الجبل وأَغْلَظُه وقيل هو سَفْحُه وسَفْحُ سَنَده والجمع أَكياح وكُيُوح وقال الأَزهري قال الأَصمعي الكِيحُ ناحيةُ الجبل وقال رؤبة عن صَلْدٍ من كِيحنا لا تَكْلُمُهْ قال والوادي ربما كان له كِيحٌ إِذا كان في حرف غليظ فحرفه كِيحُه ولا يُعَدُّ الكِيحُ إِلا ما كان من أَصلب الحجارة وأَخشنها وكلُّ سَنَدِ جبلٍ غليظٍ كِيحٌ وإِنما كُوحُه خُشْنَتُه وغِلَظُه والجماعة الكِيحة وقال الليث أَسنانٌ كِيحٌ وأَنشد ذا حَنَكٍ كِيحٍ كحَبِّ القِلْقِل والكِيحُ صُقْعُ الحرف وصُقْعُ سَنَدِ الجبل وفي قصة يونس على نبينا وعليه الصلاة والسلام فوجده في كِيحٍ يُصَلِّي الكِيحُ بالكسر والكاح سَفْحُ الجبل وسَنَدُه

( لبح ) الأَزهري قال ابن الأَعرابي اللَّبَحُ الشجاعة وبه سمي الرجل لَبَحاً ومنه الخبر تباعدَتْ شَعُوبُ من لَبَحٍ فعاش أَياماً

( لتح ) : اللَّتْحُ : ضَرُبُ الوجه والجسد بالحصى حتى يؤثر فيه من غير جَرْح شديد قال أَبو النجم يصف عانة طردها مِسْحَلُها وهي تعدو وتُثير الحصى في وجهه : يَلْتَحْنَ وجهاً بالحصى مَلْتوحا و لَتَحه يَلْتَحُه و لَتَح عينه : ضربها ففقأَها . وفلان أَلْتَحُ شِعراً من فلان أَي أَوقع على المعنى . و اللَّتْحانُ : الجائع والأُنثى لَتْحَى . و اللَّتَحُ بالتحريك : الجُوع . وقد لَتِحَ بالكسر فهو لَتْحانُ . و لَتَحها لَتْحاً إِذا نكحها وجامعها وهو لاتحٌ وهي مَلْتُوحةٌ . وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال : لَتَحْتُ فلاناً ببصري أَي رميته حكاه عن أَبي الحسن الأَعرابي الكلابي وكان فصيحاً . الأَزهري عن ابن الأَعرابي : رجل لاتحٌ و لُتاحٌ و لُتَحةٌ و لَتِحٌ إِذا كان عاقلاً داهياً . وقومٌ لِتاحٌ : وهم العقلاء من الرجال الدُّهاة

( لجح ) اللُّجْحُ بالجيم قبل الحاء بالضم الشيء يكون في الوادي نحوٌ من الدَّحْلِ كاللُّحْجِ ويكون في أَسفل البئر والجبل كأَنه نَقْبٌ قال شمر بادٍ نواحِيهِ شَطُون اللُّجْحِ قال الأَزهري والقصيدة على الحاء قال وأَصله اللُّحْج الحاء قبل الجيم فقلب ولُجْحُ العين كِفَّتُها كَلُحْجِها والجمع من كل ذلك أَلْجاحٌ

( لحح ) اللَّحَحُ في العين صُلاقٌ يصيبها والتصاق وقيل هو التزاقُها من وجع أَو رَمَص وقيل هو لزُوق أَجفانها لكثرة الدموع وقد لَحِحَتْ عينُه تَلْحَحُ لَحَحاً بإِظهار التضعيف وهو أَحد الأَحرف التي أُخرجت على الأَصل من هذا الضرب منبهة على أَصلها ودليلاً على أَوّلية حالها والإِدغام لغة الأَزهري عن ابن السكيت قال كل ما كان على فَعِلَتْ ساكنة التاء من ذوات التضعيف فهو مدغم نحو صَمَّتِ المرأَةُ وأَشباهها إِلا أَحرفاً جاءت نوادر في إِظهار التضعيف وهي لَحِحَتْ عينُه إِذا التصقت ومَشِشَت الدابة وصَكِكَت وضَبِبَ البلدُ إِذا كثر ضَبابه وأَلِلَ السِّقاءُ إِذا تغيرت ريحه وقَطِطَ شَعره ولَحَّتْ عينُه كَلَخَّتْ كثرت دموعها وغَلُظَتْ أَجفانها وهو ابن عَمٍّ لَحٍّ في النكرة بالكسر لأَنه نعت للعم وابن عمي لَحّاً في المعرفة أَي لازقُ النسب من ذلك ونصب لَحًّا على الحال لأَن ما قبله معرفة والواحد والاثنان والجمع والمؤَنث في هذا سواء بمنزلة الواحد وقال اللحياني هما ابنا عَمٍّ لَحٍّ ولَحًّا وهما ابنا خالة ولا يقال هما ابنا خال لَحًّا ولا ابنا عمة لَحًّا لأَنهما مفترقان إِذ هما رجل وامرأَة وإِذا لم يكن ابن العم لَحًّا وكان رجلاً من العشيرة قلت هو ابن عَمِّ الكلالةِ وابنُ عَمٍّ كلالةً والإِلْحاحُ مثل الإِلْحافِ أَبو سعيد لَحَّت القرابةُ بين فلان وبين فلان إِذا صارت لَحّاً كَلَّتْ تَكِلُّ كلالةً إِذا تباعدت ومكانٌ لَحِحٌ لاحٌّ ضَيِّقٌ وروي بالخاء المعجمة ووادٍ لاحٌّ ضيق أَشِبٌ يَلْزَقُ بعضُ شجره ببعض وفي حديث ابن عباس في قصة إِسماعيل عليه السلام وأُمِّه هاجَرَ وإِسكان إِبراهيم إِياهما مكة والوادي يومئذ لاحٌّ أَي ضَيِّقٌ ملتف بالشجر والحجر أَي كثير الشجر قال الشماخ بخَوْصاوَيْنِ في لِحَحٍ كَنِين أَي في موضع ضيق يعني مَقَرَّ عيني ناقته ورواه شمر والوادي يومئذ لاخٌّ بالخاء وسيأْتي ذكره في موضعه وأَلَحَّ عليه بالمسأَلة وأَلَحَّ في الشيء كثر سؤالُه إِياه كاللاصق به وقيل أَلَحَّ على الشيء أَقبل عليه لا يَفْتُرُ عنه وهو الإِلحاحُ وكله من اللُّزوق ورجل مِلْحاحٌ مُدِيمٌ للطلب وأَلَحَّ الرجل على غريمه في التقاضي إِذا وَظَبَ والمِلحاحُ من الرحال الذي يَلْزَق بظهر البعير فَيَعَضُّه ويَعْقِره وكذلك هو من الأَقْتاب والسروج وقد أَلَحَّ القَتَبُ على ظهر البعير إِذا عقره قال البَعِيثُ المُجاشِعِيُّ أَلَدُّ إِذا لاقيتُ قوماً بخُطَّةٍ أَلَحَّ على أَكْتافِهم قَتَبٌ عُقَرْ ورَحى مِلْحاحٌ على ما يَطْحَنُه وأَلَحَّ السحابُ بالمطر دام قال امرؤ القيس دِيارٌ لسَلْمى عافِياتٌ بذي خالِ أَلَحَّ عليها كلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ وسحابٌ مِلْحاحٌ دائم وأَلح السحابُ بالمكان أَقام به مثل أَلَثَّ وأَنشد بيت البعيث المجاشعي قال ابن بري وصف نفسه بالحِذْق في المخاصمة وأَنه إِذا عَلِقَ بخَصْمٍ لم ينفصل منه حتى يؤثر كما يؤثر القتب في ظهر الدابة وأَلَحَّت المَطِيُّ كَلَّتْ فأَبطأَت وكلُّ بطيء مِلْحاحٌ وجابة مُلِحٌّ إِذا بَرَك ثَبَتَ ولم ينبعث وأَلَحَّت الناقة وأَلَحَّ الجمل إِذا لزما مكانهما فلم يَبْرَحا كما يَحْرُنُ الفرسُ وأَنشد كما أَلَّحتْ على رُكْبانِها الخُورُ الأَصمعي حَرَنَ الجابةُ وأَلَحَّ الجملُ وخَلأَتِ الناقةُ والمُلِحُّ الذي يقوم من الإِعياء فلا يبرح وأَجاز غيرُ الأَصمعي وأَلحَّت الناقةُ إِذا خَلأَتْ وأَنشد الفراء لامرأَة دعت على زوجها بعد كبره تقولُ وَرْياً كُلَّما تَنَحْنَحا شَيْخاً إِذا قَلَبْتَه تَلَحْلَحا ولَحْلَح القومُ وتَلَحْلَحَ القوم ثبتوا مكانهم فلم يبرحوا قال ابن مقبل بحَيٍّ إِذا قيل اظْعَنُوا قد أُتِيتُمْ أَقامُوا على أَثقالهم وتَلَحْلَحوا يريد أَنهم شُجْعان لا يزولون عن موضعهم الذين هم فيه إِذا قيل لهم أُتيتم ثقةً منهم بأَنفسهم وتَلَحْلَحَ عن المكان كتزحزح ويقول الأَعرابي إِذا سئل ما فعل القوم ؟ يقول تَلَحْلَحُوا أَي ثَبَتُوا ويقال تَحَلْحَلُوا أَي تفرّقوا قال وقولها في الأُرجوزة تَلَحْلَحا أَرادت تَحلْحَلا فقلبت أَرادت أَن أَعضاءه قد تفرّقت من الكبر وفي الحديث أَن ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَلَحْلَحَتْ عند بيت أَبي أَيوبَ ووضعت جِرانَها أَي أَقامت وثبتت وأَصله من قولك أَلَحَّ يُلِحُّ وأَلَحَّت الناقة إِذا بَرَكَت فلم تَبْرح مكانها وفي حديث الحديبية فركب ناقته فزَجَرها المسلمون فأَلَحَّت أَي لزمت مكانها من أَلَحَّ على الشيء إِذا لزمه وأَصَرَّ عليه وأَما التَّحَلْحُلُ فالتحرك والذهابُ وخُبْزةٌ لَحَّةُ ولَحْلَحةٌ ولَحْلَحٌ يابسة قال حتى اتَّقَتْنا بقُرَيْصٍ لَحْلَحِ ومَذْقَةٍ كقُرْبِ كَبْشٍ أَمْلَحِ

( لدح ) اللَّدْحُ الضرب باليد لَدَحَه يَلْدَحُه لَدْحاً ضربه بيده قال الأَزهري والمعروف اللَّطْحُ وكأَن الطاء والدال تعاقبا في هذا الحرف

( لزح ) التَّلَزُّحُ تَحَلُّب فمك من أَكل رمَّانة أَو إِجَّاصة تَشَهِّياً لذلك

( لطح ) اللَّطْحُ كاللَّطْخ إِذا جَفَّ وحُكَّ ولم يبق له أَثر وقد لَطَحه ولَطَخه يَلْطَحُه لَطْحاً ضربه بيده منشورة ضرباً غير شديد الأَزهري اللَّطْح كالضرب باليد يقال منه لَطَحْتُ الرجلَ بالأَرض قال وهو الضرب ليس بالشديد ببطن الكف ونحوه ومنه حديث ابن عباس أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَلْطَحُ أَفخاذ أُغَيْلِمة بني عبد المطلب ليلة المُزْدَلفة ويقول أَبَنِيَّ لا ترموا جمرة العَقَبة حتى تطلُع الشمس ابن سيده ولَطَحَ به الأَرضَ يَلْطَحُها لَطْحاً ضرب الجوهري اللَّطْحُ مثل الحَطْءِ وهو الضرب اللَّيِّنُ على الظهر ببطن الكف قال ويقال لَطَحَ به إِذا ضرب به الأَرض

( لفح ) لَفَحَتْه النارُ تَلْفَحُه لَفْحاً ولَفَحاناً أَصابت وجهه إِلاَّ أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً منه وكذلك لَفَحَتْ وجهه وقال الأَزهري لَفَحَتْه النارُ إِذا أَصابت أَعلى جسده فأَحرقته الجوهري لَفَحَتْه النارُ والسَّمُومُ بحرِّها أَحرقته وفي التنزيل تَلْفَحُ وجوهَهم النار قال الزجاج في ذلك تَلْفَحُ وتَنْفَحُ بمعنى واحد إِلاَّ أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً منه قال أَبو منصور ومما يؤَيد قولَه قولُه تعالى ولئن مَسَّتْهم نَفْحَةٌ من عذاب ربك وفي حديث الكسوف تأَخَّرْتُ مَخافَة أَن يصيبني من لَفْحها لَفْحُ النار حَرُّها ووَهَجُها والسَّمُوم تَلْفَحُ الإِنسانَ ولَفَحَتْه السموم لفحاً قابلت وجهه وأَصابه لَفْحٌ من سَمُوم وحَرُورٍ الأَصمعي ما كان من الرياح لَفْحٌ فهو حَرٌ وما كان نَفْحٌ فهو بَرْدٌ ابن الأَعرابي اللَّفْحُ لكل حارٍّ والنَّفْحُ لكل بارد وأَنشد أَبو العالية ما أَنتِ يا بَغْدادُ إِلاَّ سَلْحُ إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ وإِن جَفَفْتِ فتُرابٌ بَرْحُ بَرْحٌ خالص دقيق ولَفَحه بالسيف ضربه به لَفْحَةً ضربة خفيفة واللُّفَّاحُ نبات يَقْطِينِيٌّ أَصفر شبيه بالباذنجانِ طيب الرائحة قال ابن دريد لا أَدري ما صحته الجوهري اللُّفَّاح هذا الذي يُشَمُّ شبيه بالباذنجانِ إِذا اصفر ولَفَحَه مقلوب عن لَحَفَه والله أَعلم

( لقح ) اللِّقاحُ اسم ماء الفحل
( * قوله « اللقاح اسم ماء الفحل » صنيع القاموس يفيد أَن اللقاح بهذا المعنى بوزن كتاب ويؤيده قول عاصم اللقاح كسحاب مصدر وككتاب اسم ونسخة اللسان على هذه التفرقة لكن في النهاية اللقاح بالفتح اسم ماء الفحل اه وفي المصباح والاسم اللقاح بالفتح والكسر ) من الإِبل والخيل وروي عن ابن عباس أَنه سئل عن رجل كانت له امرأَتان أَرضعت إِحداهما غلاماً وأَرضعت الأُخرى جارية هل يتزوَّج الغلامُ الجارية ؟ قال لا اللِّقاح واحد قال الأَزهري قال الليث اللِّقاح اسم لماء الفحل فكأَنَّ ابن عباس أَراد أَن ماء الفحل الذي حملتا منه واحد فاللبن الذي أَرضعت كل واحدة منهما مُرْضَعَها كان أَصله ماء الفحل فصار المُرْضَعان ولدين لزوجهما لأَنه كان أَلْقَحهما قال الأزهري ويحتمل أَن يكون اللِّقاحُ في حديث ابن عباس معناه الإِلْقاحُ يقال أَلْقَح الفحل الناقة إِلقاحاً ولَقاحاً فالإِلقاح مصدر حقيقي واللِّقَاحُ اسم لما يقوم مقام المصدر كقولك أَعْطَى عَطاء وإِعطاء وأَصلح صَلاحاً وإِصلاحاً وأَنْبَت نَباتاً وإِنباتاً قال وأَصل اللِّقاح للإِبل ثم استعير في النساء فيقال لَقِحَتِ إِذا حَمَلَتْ وقال قال ذلك شمر وغيره من أَهل العربية واللِّقاحُ مصدر قولك لَقِحَتْ الناقة تَلْقَحُ إِذا حَمَلَتْ فإِذا استبان حملها قيل استبان لَقاحُها ابن الأَعرابي ناقة لاقِحٌ وقارِحٌ يوم تَحْمِلُ فإِذا استبان حملها فهي خَلِفَةٌ قال وقَرَحتْ تَقرَحُ قُرُوحاً ولَقِحَتْ تَلْقَح لَقاحاً ولَقْحاً وهي أَيام نَتاجِها عائذ وقد أَلقَح الفحلُ الناقةَ ولَقِحَتْ هي لَقاحاً ولَقْحاً ولَقَحاً قبلته وهي لاقِحٌ من إِبل لوَاقِح ولُقَّحٍ ولَقُوحٌ من إِبل لُقُحٍ وفي المثل اللَّقُوحُ الرِّبْعِيَّةُ مالٌ وطعامٌ الأَزهري واللَّقُوحُ اللَّبُونُ وإِنما تكون لَقُوحاً أَوّلَ نَتاجِها شهرين ثم ثلاثة أَشهر ثم يقع عنها اسم اللَّقوحِ فيقال لَبُونٌ وقال الجوهري ثم هي لبون بعد ذلك قال ويقال ناقة لَقُوحٌ ولِقْحَةٌ وجمع لَقُوحٍ لُقُحٌ ولِقاحٌ ولَقائِحُ ومن قال لِقْحةٌ جَمَعها لِقَحاً وقيل اللَّقُوحُ الحَلُوبة والمَلْقوح والملقوحة ما لَقِحَتْه هي من الفحلِ قال أَبو الهيثم تُنْتَجُ في أَوَّل الربيع فتكون لِقاحاً واحدتُها لِقْحة ولَقْحةٌ ولَقُوحٌ فلا تزال لِقاحاً حتى يُدْبِرَ الصيفُ عنها الجوهري اللِّقاحُ بكسر اللام الإِبلُ بأَعيانها الواحدة لَقُوح وهي الحَلُوبُ مثل قَلُوصٍ وقِلاصٍ الأَزهري المَلْقَحُ يكون مصدراً كاللَّقاحِ وأَنشد يَشْهَدُ منها مَلْقَحاً ومَنْتَحا وقال في قول أَبي النجم وقد أَجَنَّتْ عَلَقاً ملقوحا يعني لَقِحَتْه من الفَحل أَي أَخذته وقد يقال للأُمَّهات المَلاقِيحُ ونهى عن أَولادِ المَلاقِيح وأَولاد المَضامِين في المبايعة لأَنهم كانوا يتبايعون أَولاد الشاء في بطون الأُمهات وأَصلاب الآباء والمَلاقِيحُ في بطون الأُمهات والمَضامِينُ في أَصلاب الآباء قال أَبو عبيد الملاقيح ما في البطون وهي الأَجِنَّة الواحدة منها مَلْقُوحة من قولهم لُقِحَتْ كالمحموم من حُمَّ والمجنونِ من جُنَّ وأَنشد الأَصمعي إِنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابلِ مَلْقوحةً في بطنِ نابٍ حائِلِ يقول هي مَلْقوحةٌ فيما يُظْهِرُ لي صاحبُها وإِنما أُمُّها حائل قال فالمَلْقُوح هي الأَجِنَّة التي في بطونها وأَما المضامين فما في أَصلاب الفُحُول وكانوا يبيعون الجَنينَ في بطن الناقة ويبيعون ما يَضْرِبُ الفحلُ في عامه أَو في أَعوام وروي عن سعيد بن المسيب أَنه قال لا رِبا في الحيوان وإِنما نهى عن الحيوان عن ثلاث عن المَضامِين والمَلاقِيح وحَبَلِ الحَبَلَةِ قال سعيد فالملاقِيحُ ما في ظهور الجمال والمضامين ما في بطون الإِناث قال المُزَنِيُّ وأَنا أَحفظ أَن الشافعي يقول المضامين ما في ظهور الجمال والملاقيح ما في بطون الإِناث قال المزني وأَعلمت بقوله عبد الملك بن هشام فأَنشدني شاهداً له من شعر العرب إِنَّ المَضامِينَ التي في الصُّلْبِ ماءَ الفُحُولِ في الظُّهُورِ الحُدْبِ ليس بمُغْنٍ عنك جُهْدَ اللَّزْبِ وأَنشد في الملاقيح منيَّتي مَلاقِحاً في الأَبْطُنِ تُنْتَجُ ما تَلْقَحُ بعد أَزْمُنِ
( * قوله « منيتي ملاقحاً إلخ » كذا بالأصل )
قال الأَزهري وهذا هو الصواب ابن الأَعرابي إِذا كان في بطن الناقة حَمْلٌ فهي مِضْمانٌ وضامِنٌ وهي مَضامِينُ وضَوامِنُ والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة ومعنى الملقوح المحمول ومعنى اللاقح الحامل الجوهري المَلاقِحُ الفُحولُ الواحد مُلقِحٌ والمَلاقِحُ أَيضاً الإِناث التي في بطونها أَولادها الواحدة مُلْقَحة بفتح القاف وفي الحديث أَنه نهى عن بيع الملاقيح والمضامين قال ابن الأَثير الملاقيح جمع مَلْقوح وهو جنين الناقة يقال لَقِحَت الناقةُ وولدها مَلْقُوحٌ به إِلاَّ أَنهم استعملوه بحذف الجار والناقة ملقوحة وإِنما نهى عنه لأَنه من بيع الغَرَر وسيأْتي ذكره في المضامين مستوفى واللِّقْحَةُ الناقة من حين يَسْمَنُ سَنامُ ولدها لا يزال ذلك اسمها حتى يمضي لها سبعة أَشهر ويُفْصَلَ ولدها وذلك عند طلوع سُهَيْل والجمع لِقَحٌ ولِقاحٌ فأَما لِقَحٌ فهو القياس وأَما لِقاحٌ فقال سيبويه كَسَّروا فِعْلَة على فِعالٍ كما كسَّروا فَعْلَة عليه حتى قالوا جَفْرَةٌ وجِفارٌ قال وقالوا لِقاحانِ أَسْودانِ جعلوها بمنزلة قولهم إِبلانِ أَلا تَرَى أَنهم يقولون لِقاحة واحدة كما يقولون قِطعة واحدة ؟ قال وهو في الإِبل أَقوى لأَنه لا يُكَسَّر عليه شيء وقيل اللِّقْحة واللَّقحة الناقة الحلوب الغزيرة اللبن ولا يوصف به ولكن يقال لَقْحة فلان وجمعه كجمع ما قبله قال الأَزهري فإِذا جعلته نعتاً قلت ناقة لَقُوحٌ قال ولا يقال ناقة لَِقْحة إِلا أَنك تقول هذه لَِقْحة فلان ابن شميل يقال لِقْحةٌ ولِقَحٌ ولَقُوحٌ ولَقائح واللِّقاحُ ذوات الأَلبان من النوق واحدها لَقُوح ولِقْحة قال عَدِيُّ بن زيد من يكنْ ذا لِقَحٍ راخِياتٍ فَلِقاحِي ما تَذُوقُ الشَّعِيرا بل حَوابٍ في ظِلالٍ فَسِيلٍ مُلِئَتْ أَجوافُهُنّ عَصِيرا فَتَهادَرْنَ لِذاك زماناً ثم مُوِّتْنَ فكنَّ قُبُورا وفي الحديث نِعْمَ المِنْحة اللِّقْحة اللقحة بالفتح والكسر الناقة القريبة العهد بالنَّتاج وناقة لاقِحٌ إِذا كانت حاملاً وقوله ولقد تَقَيَّلَ صاحبي من لَِقْحةٍ لَبناً يَحِلُّ ولَحْمُها لا يُطْعَمُ عنى باللِّقْحة فيه المرأَة المُرْضِعَة وجعل المرأَة لَِقْحة لتصح له الأُحْجِيَّة وتَقَيَّلَ شَرِبَ القَيْل وهو شُربُ نصف النهار واستعار بعض الشعراء اللَّقَحَ لإِنْباتِ الأَرضين المُجْدِبة فقال يصف سحاباً لَقِحَ العِجافُ له لسابع سبعةٍ فَشَرِبْنَ بعدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينا يقول قَبِلَتِ الأَرَضون ماءَ السحاب كما تَقْبَلُ الناقةُ ماءَ الفحل وقد أَسَرَّت الناقة لَقَحاً ولَقاحاً وأَخْفَتْ لَقَحاً ولَقاحاً بقال غَيْلان أَسَرَّتْ لَقَاحاً بعدَما كانَ راضَها فِراسٌ وفيها عِزَّةٌ ومَياسِرُ أَسَرَّتْ كَتَمَتْ ولم تُبَشِّر به وذلك أَن الناقة إِذا لَقِحَتْ شالت بذنبها وزَمَّت بأَنفها واستكبرت فبان لَقَحُها وهذه لم تفعل من هذا شيئاً ومَياسِرُ لِينٌ والمعنى أَنها تضعف مرة وتَدِلُّ أُخرى وقال طَوَتْ لَقَحاً مثلَ السِّرارِ فَبَشَّرتْ بأَسْحَمَ رَيَّان العَشِيَّة مُسْبَلِ قوله مثل السِّرار أَي مثل الهلال في ليلة السِّرار وقيل إِذا نُتِجَتْ بعضُ الإِبل ولم يُنْتَجْ بعضٌ فوضع بعضُها ولم يضع بعضها فهي عِشارٌ فإِذا نُتِجَت كلُّها ووضَعَت فهي لِقاحٌ ويقال للرجل إِذا تكلم فأَشار بيديه تَلَقَّحتْ يداه يُشَبَّه بالناقة إِذا شالت بذنبها تُرِي أَنها لاقِحٌ لئلا يَدْنُوَ منها الفحلُ فيقال تَلَقَّحتْ وأَنشد تَلَقَّحُ أَيْدِيهم كأَن زَبِيبَهُمْ زَبِيبُ الفُحولِ الصِّيدِ وهي تَلَمَّحُ أَي أَنهم يُشيرون بأَيديهم إِذا خَطَبُوا والزبيبُ شِبْهُ الزَّبَدِ يظهر في صامِغَي الخَطِيب إِذا زَبَّبَ شِدْقاه وتَلَقَّحَت الناقة شالت بذنبها تُرِي أَنها لاقِحٌ وليست كذلك واللَّقَحُ أَيضاً الحَبَلُ يقال امرأَة سَريعة اللَّقَحِ وقد يُستعمل ذلك في كل أُنثى فإِما أَن يكون أَصلاً وإِما أَن يكون مستعاراً وقولهم لِقاحانِ أَسودان كما قالوا قطيعان لأَنهم يقولون لِقاحٌ واحدة كما يقولون قطيع واحد وإِبل واحد قال الجوهري واللِّقْحَةُ اللَّقُوحُ والجمع لِقَحٌ مثل قِرْبَة وقِرَبٍ وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه أَوصى عُمَّاله إِذ بعثهم فقال وأَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمين قال شمر قال بعضهم أَراد بِلِقْحة المسلمين عطاءهم قال الأَزهري أَراد بِلِقْحةِ المسلِمين دِرَّةَ الفَيْءِ والخَراج الذي منه عطاؤهم وما فُرض لهم وإِدْرارُه جِبايَتُه وتَحَلُّبه وجمعُه مع العَدْلِ في أَهل الفيء حتى يَحْسُنَ حالُهُم ولا تنقطع مادّة جبايتهم وتلقيح النخل معروف يقال لَقِّحُوا نخلَهم وأَلقحوها واللَّقاحُ ما تُلْقَحُ به النخلة من الفُحَّال يقال أَلْقَح القومُ النخْلَ إِلقاحاً ولَقَّحوها تلقيحاً وأَلْقَحَ النخل بالفُحَّالةِ ولَقَحه وذلك أَن يَدَعَ الكافورَ وهو وِعاءُ طَلْع النخل ليلتين أَو ثلاثاً بعد انفلاقه ثم يأْخذ شِمْراخاً من الفُحَّال قال وأَجودُه ما عَتُقَ وكان من عام أَوَّلَ فيَدُسُّون ذلك الشِّمْراخَ في جَوْفِ الطَّلْعة وذلك بقَدَرٍ قال ولا يفعل ذلك إِلا رجل عالم بما يفعل لأَنه إِن كان جاهلاً فأَكثر منه أَحْرَقَ الكافورَ فأَفسده وإِن أَقلَّ منه صار الكافورُ كثيرَ الصِّيصاء يعني بالصيصاء ما لا نَوَى له وإِن لم يُفعل ذلك بالنخلة لم ينتفع بطلعها ذلك العام واللَّقَحُ اسم ما أُخذَ من الفُحَّال ليُدَسَّ في الآخر وجاءنا زَمَنُ اللَّقَاح أَي التلْقيحِ وقد لُقِّحَتِ النخيلُ ويقال للنخلة الواحدة لُقِحتْ بالتخفيف واسْتَلْقَحَتِ النخلةُ أَي آن لها أَن تُلْقَح وأَلْقَحَتِ الريحُ السحابةَ والشجرة ونحو ذلك في كل شيء يحمل واللَّواقِحُ من الرياح التي تَحْمِلُ النَّدَى ثم تَمُجُّه في السحاب فإِذا اجتمع في السحاب صار مطراً وقيل إِنما هي مَلاقِحُ فأَما قولهم لواقِحُ فعلى حذف الزائد قال الله سبحانه وأَرسلنا الرياح لوَاقِحَ قال ابن جني قياسه مَلاقِح لأَن الريح تُلْقِحُ السحابَ وقد يجوز أَن يكون على لَقِحَت فهي لاقِح فإِذا لَقِحَت فَزَكَتْ أَلْقَحت السحابَ فيكون هذا مما اكتفي فيه بالسبب من المسبب وضِدُّه قول الله تعالى فإِذا قرأْتَ القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم أَي فإِذا أَردت قراءة القرآن فاكتفِ بالمُسَبَّب الذي هو القراءة من السبب الذي هو الإِرادة ونظيره قول الله تعالى يا أَيها الذين آمنوا إِذا قمتم إِلى الصلاة أَي إِذا أَردتم القيام إِلى الصلاة هذا كله كلام ابن سيده وقال الأَزهري قرأَها حمزة وأرسلنا الرياحَ لَواقِحَ فهو بَيِّنٌ ولكن يقال إِنما الريح مُلْقِحَة تُلْقِحُ الشجر فقيل كيف لواقح ؟ ففي ذلك معنيان أَحدهما أَن تجعل الريح هي التي تَلْقَحُ بمرورها على التراب والماء فيكون فيها اللِّقاحُ فيقال ريح لاقِح كما يقال ناقة لاقح ويشهد على ذلك أَنه وصف ريح العذاب بالعقيم فجعلها عقيماً إِذ لم تُلْقِحْ والوجه الآخر وصفها باللَّقْح وإِن كانت تُلْقِح كما قيل ليلٌ نائمٌ والنوم فيه وسِرٌّ كاتم وكما قيل المَبْرُوز والمحتوم فجعله مبروزاً ولم يقل مُبْرِزاً فجاز مفعول لمُفْعِل كما جاز فاعل لمُفْعَل إِذا لم يَزِدِ البناءُ على الفعل كما قال ماء دافق وقال ابن السكيت لواقح حوامل واحدتها لاقح وقال أَبو الهيثم ريح لاقح أَي ذات لقاح كما يقال درهم وازن أَي ذو وَزْن ورجل رامح وسائف ونابل ولا يقال رَمَحَ ولا سافَ ولا نَبَلَ يُرادُ ذو سيف وذو رُمْح وذو نَبْلٍ قال الأَزهري ومعنى قوله أَرسلنا الرياح لواقح أَي حوامل جعل الريح لاقحاً لأَنها تحمل الماء والسحاب وتقلِّبه وتصرِّفه ثم تَسْتَدِرُّه فالرياح لواقح أَي حوامل على هذا المعنى ومنه قول أَبي وَجْزَةَ حتى سَلَكْنَ الشَّوَى منهنّ في مَسَكٍ من نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ مِهْداجِ سَلَكْنَ يعني الأُتُنَ أَدخلن شَوَاهُنَّ أَي قوائمهن في مَسَكٍ أَي فيما صار كالمَسَكِ لأَيديهما ثم جعل ذلك الماء من نسل ريح تجوب البلاد فجعل الماء للريح كالولد لأَنها حملته ومما يحقق ذلك قوله تعالى هو الذي يُرْسِلُ الرياحَ نُشْراً بين يَدَيْ رَحْمَتِه حتى إِذا أَقَلّتْ سَحاباً ثِقالاً أَي حَمَلَتْ فعلى هذا المعنى لا يحتاج إِلى أَن يكون لاقِحٌ بمعنى ذي لَقْحٍ ولكنها تَحْمِلُ السحاب في الماء قال الجوهري رياحٌ لَواقِحُ ولا يقال ملاقِحُ وهو من النوادر وقد قيل الأَصل فيه مُلْقِحَة ولكنها لا تُلْقِحُ إِلا وهي في نفسها لاقِحٌ كأَن الرياحَ لَقِحَت بخَيْرٍ فإِذا أَنشأَتِ السحابَ وفيها خيرٌ وصل ذلك إِليه قال ابن سيده وريح لاقحٌ على النسب تَلْقَحُ الشجرُ عنها كما قالوا في ضِدِّهِ عَقِيم وحَرْب لاقحٌ مثل بالأُنثى الحامل وقال الأَعشى إِذا شَمَّرَتْ بالناسِ شَهْبَاءُ لاقحٌ عَوانٌ شديدٌ هَمْزُها وأَظَلَّتِ يقال هَمَزَتْه بناب أَي عضَّتْه وقوله وَيْحَكَ يا عَلْقَمةُ بنَ ماعِزِ هل لك في اللَّواقِحِ الجَوائِزِ ؟ قال عنى باللَّواقح السِّياط لأَنه لصٌّ خاطب لِصَّاً وشَقِيحٌ لَقِيحٌ إِتباع واللِّقْحةُ واللَّقْحةُ الغُراب وقوم لَقَاحٌ وحَيٌّ لَقاحٌ لم يدِينُوا للملوك ولم يُمْلَكُوا ولم يُصِبهم في الجاهلية سِباءٌ أَنشد ابن الأَعرابي لَعَمْرُ أَبيكَ والأَنْبَاءُ تَنْمِي لَنِعْمَ الحَيُّ في الجُلَّى رِياحُ أَبَوْا دِينَ المُلُوكِ فهم لَقاحٌ إِذا هِيجُوا إِلى حَرْبٍ أَشاحوا وقال ثعلب الحيُّ اللَّقاحُ مشتق من لَقاحِ الناقةِ لأَن الناقة إِذا لَقِحتْ لم تُطاوِع الفَحْلَ وليس بقويّ وفي حديث أَبي موسى ومُعاذٍ أَما أَنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ اللَّقُوحِ أَي أَقرؤه مُتَمَهِّلاً شيئاً بعد شيء بتدبر وتفكر كاللَّقُوحِ تُحْلَبُ فُواقاً بعد فُواقٍ لكثرة لَبَنها فإِذا أَتى عليها ثلاثة أَشهر حُلِبتْ غُدْوَةً وعشيًّا الأَزهري قال شمر وتقول العرب إِن لي لَِقْحَةً تُخْبرني عن لِقاحِ الناس يقول نفسي تخبرني فَتَصدُقني عن نفوسِ الناس إِن أَحببت لهم خيراً أَحَبُّوا لي خيراً وإِن أَحببت لهم شرًّا أَحبوا لي شرًّا وقال يزيد بن كَثْوَة المعنى أَني أَعرف ما يصير إِليه لِقاح الناس بما أَرى من لَِقْحَتي يقال عند التأْكيد للبصير بخاصِّ أُمور الناس وعوامِّها وفي حديث رُقْية العين أَعوذ بك من شر كل مُلْقِحٍ ومُخْبل تفسيره في الحديث أَن المُلْقِح الذي يولَد له والمُخْبِل الذي لا يولَدُ له مِن أَلْقَح الفحلُ الناقةَ إِذا أَولدها وقال الأَزهري في ترجمة صَمْعَر قال الشاعر أَحَيَّةُ وادٍ نَغْرَةٌ صَمْعَرِيَّةٌ أَحَبُّ إِليكم أَم ثَلاثٌ لَوَاقِحُ ؟ قال أَراد باللَّواقِح العقارب

( لكح ) لَكَحَه يَلْكَحُه لَكْحاً ضربه بيده وهو شبيه بالوَكْزِ قال يَلْهَزُه طَوراً وطوراً يَلكَحُه وأَورد الأَزهري هذا غير مُرْدَفٍ فقال يلهزه طوراً وطوراً يَلْكَحُ حتى تَراه مائلاً يُرَنَّحُ

( لمح ) لَمَحَ إِليه يَلْمَحُ لَمْحاً وأَلْمَحَ اختلس النظر وقال بعضهم لَمَح نَظر وأَلمحَه هو والأَول أَصح الأَزهري أَلمحتِ المرأَةُ من وجهها إِلماحاً إِذا أَمكنت من أَن تُلْمَحَ تفعل ذلك الحَسْناءُ تُرِي محاسِنها من يَتَصَدَّى لها ثم تُخْفيها قال ذو الرمة وأَلْمَحْنَ لَمْحاً من خُدودٍ أَسِيلةٍ رِواءٍ خَلا ما ان تُشَفَّ المَعَاطِسُ واللَّمْحَةُ النَّظْرَةُ بالعَجَلةِ الفراء في قوله تعالى كَلَمْحٍ بالبصر قال كخَطْفَة بالبصر ولَمَحَ البصَرُ ولَمَحه ببصره والتَّلْماحُ تَفْعالٌ منه ولَمَحَ البرقُ والنجم يَلْمَحُ لَمْحاً ولَمَحاناً كلمَع وبَرْقٌ لامِحٌ ولَمُوحٌ ولَمَّاحٌ قال في عارِضٍ كَمُضِيءِ الصبحِ لَمَّاحِ وقيل لا يكون اللَّمْحُ إِلا من بعيد الأَزهري واللُّمَّاحُ الصُّقُورُ الذكِيَّةُ قاله ابن الأَعرابي الجوهري لَمَحَه وأَلْمَحَه والتَمَحَه إِذا أَبصره بنظر خفيف والاسم اللَّمْحة وفي الحديث أَنه كان يَلْمَحُ في الصلاة ولا يلتفت ومَلامِحُ الإِنسان ما بدا من مَحاسِن وجهه ومَساويه وقيل هو ما يُلْمَحُ منه واحدتها لَمْحةٌ على غير قياس ولم يقولوا مَلْمَحة قال ابن سيده قال ابن جني اسْتَغْنَوْا بِلَمْحَة عن واحد مَلامِح الجوهري تقول رأَيت لَمْحةَ البرق وفي فلان لَمْحة من أَبيه ثم قالوا فيه مَلامِحُ من أَبيه أَي مَشابِهُ فجمعوه على غير لفظه وهو من النوادر وقولهم لأُرِيَنَّك لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً واضحاً
( * زاد المجد الألمحي مَن يلمح كثيراً )

( لوح ) اللَّوْحُ كلُّ صَفِيحة عريضة من صفائح الخشب الأَزهري اللَّوْحُ صفيحة من صفائح الخشب والكَتِف إِذا كتب عليها سميت لَوْحاً واللوحُ الذي يكتب فيه واللوح اللوح المحفوظ وفي التنزيل في لوح محفوظ يعني مُسْتَوْدَع مَشِيئاتِ الله تعالى وإِنما هو على المَثَلِ وكلُّ عظم عريض لَوْحٌ والجمع منهما أَلواحٌ وأَلاوِيحُ جمع الجمع قال سيبويه لم يُكَسَّرْ هذا الضرب على أَفْعُلٍ كراهيةَ الضم على الواو « وقوله عز وجل وكتبنا له في الأَلْواحِ قال الزجاج قيل في التفسير إِنهما كانا لَوْحَيْن ويجوز في اللغة أَن يقال لِلَّوْحَيْنِ أَلواح ويجوز أَن يكون أَلواحٌ جمعَ أَكثر من اثنين وأَلواحُ الجسد عظامُه ما خلا قَصَبَ اليدين والرجلين ويُقال بل الأَلواحُ من الجسد كلُّ عظم فيه عِرَضٌ والمِلْواحُ العظيم الأَلواح قال يَتْبَعْنَ إِثْرَ بازِلٍ مِلْواحِ وبعير مِلْواحٌ ورجل مِلْواحٌ ولَوْحُ الكَتِف ما مَلُسَ منها عند مُنْقَطَعِ غيرها من أَعلاها وقيل اللوحُ الكَتفُ إِذا كتب عليها واللَّوْحُ واللُّوحُ أَعْلى أَخَفُّ العَطَشِ وعَمَّ بعضهم به جنس العطش وقال اللحياني اللُّوحُ سرعة العطش وقد لاحَ يَلُوحُ لَوْحاً ولُواحاً ولُؤُوحاً الأَخيرة عن اللحياني ولَوَحاناً والْتَاحَ عَطِشَ قال رؤبة يَمْصَعْنَ بالأَذْنابِ من لُوحٍ وبَقّ ولَوَّحه عَطَّشه ولاحَه العَطَشُ ولَوَّحَه إِذا غَيَّره والمِلْواحُ العطشانُ وإِبلٌ لَوْحَى أَي عَطْشَى وبعير مِلْوَحٌ ومِلْواحٌ ومِلْياحٌ كذلك الأَخيرة عن ابن الأَعرابي فأَما مِلْواحٌ فعلى القياس وأَما مِلْياحٌ فنادر قال ابن سيده وكأَنَّ هذه الواو إِنما قلبت ياء عندي لقرب الكسرة كأَنهم توهموا الكسرة في لام مِلْواح حتى كأَنه لِواحٌ فانقلبت الواو ياء لذلك ومَرْأَة ملْواحٌ كالمذكر قال ابن مُقْبِل بِيضٌ مَلاوِيحُ يومَ الصَّيْفِ لا صُبُرٌ على الهَوانِ ولا سُودٌ ولا نُكُعُ أَبو عبيد المِلْواحُ من الدواب السريعُ العطشِ قال شمر وأَبو الهيثم هو الجَيِّدُ الأَلواح العظيمها وقيل أَلواحه ذراعاه وساقاه وعَضُداه ولاحَه العطشُ لَوْحاً ولَوَّحَه غَيَّرَه وأَضمره وكذلك السفرُ والبردُ والسُّقْمُ والحُزْنُ وأَنشد ولم يَلُحْها حَزَنٌ على ابْنِمِ ولا أَخٍ ولا أَبٍ فَتَسْهُمِ وقِدْحٌ مُلَوَّحٌ مُغَيَّر بالنار وكذلك نَصْلٌ مُلَوَّحٌ وكل ما غَيَّرته النارُ فقد لَوَّحَته ولَوَّحَته الشمسُ كذلك غَيَّرته وسَفَعَتْ وجْهَه وقال الزجاج في قوله عز وجل لَوَّاحةٌ للبشر أَي تُحْرِقُ الجلدَ حتى تُسَوِّده يقال لاحَه ولَوَّحَه ولَوَّحْتُ الشيءَ بالنار أَحميته قال جِرانُ العَوْدِ واسمه عامر بن الحرث عُقابٌ عَقَنْباةٌ كَأَنَّ وَظِيفَها وخُرْطُومَها الأَعْلى بنارٍ مُلَوَّحُ وفي حديث سَطِيح في رواية يَلوحُه في اللُّوحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ اللُّوحُ الهواء ولاحَه يَلوحُه غَيَّرَ لونَه والمِلْواحُ الضامر وكذلك الأُنثى قال من كلِّ شَقَّاءِ النَّسا مِلْواحِ وامرأَة مِلْواحٌ ودابة مِلواحٌ إِذا كان سريع الضُّمْر ابن الأَثير وفي أَسماء دوابه عليه السلام أَن اسم فرسه مُلاوِحٌ وهو الضامر الذي لا يَسْمَنُ والسريع العطش والعظيمُ الأَلواح وهو المِلْواحُ أَيضاً واللَّوْحُ النظرة كاللَّمْحة ولاحَه ببصره لَوْحةً رآه ثم خَفِيَ عنه وأَنشد وهل تَنْفَعَنِّي لَوْحةٌ لو أَلُوحُها ؟ ولُحْتُ إِلى كذا أَلُوحُ إِذا نظرت إِلى نار بعيدة قال الأَعشى لَعَمْري لقد لاحتَ عُيُونٌ كثيرةٌ إِلى ضَوْءِ نارٍ في يَفاعٍ تُحَرَّقُ أَي نَظَرَتْ ولاحَ البرقُ يَلوح لَوْحاً ولُؤُوحاً ولَوَحاناً أَي لمَحَ وأَلاحَ البرقُ أَوْمَضَ فهو مُلِيح وقيل أَلاحَ ما حَوْله قال أَبو ذؤيب رأَيتُ وأَهْلي بِوادِي الرَّجِي عِ من نَحْوِ قَيْلَةَ بَرْقاً مُلِيحا وأَلاحَ بالسيف ولَوَّحَ لمَعَ به وحَرَّكه ولاحَ النجمُ بدا وأَلاحَ أَضاء وبدا وتلأْلأَ واتسع ضَوْءُه قال المُتَلَمِّسُ وقد أَلاحَ سُهَيْلٌ بعدما هَجَعُوا كأَنه ضَرَمٌ بالكَفِّ مَقْبُوسُ ابن السكيت يقال لاحَ سُهَيْلُ إِذا بدا وأَلاحَ إِذا تلأْلأَ ويقال لاحَ السيفُ والبرقُ يَلُوحُ لَوْحاً ويقال للشيء إِذا تلأْلأَ لاحَ يَلوحُ لَوْحاً ولُؤُوحاً ولاح لي أَمرُك وتَلَوَّحَ بانَ ووَضَحَ ولاحَ الرجلُ يَلُوح لُؤُوحاً برز وظهر أَبو عبيد لاحَ الرجلُ وأَلاحَ فهو لائح ومُلِيحٌ إِذا برز وظهر وقول أَبي ذؤيب وزَعْتَهُمُ حتى إِذا ما تَبَدَّدوا سِراعاً ولاحَتْ أَوْجُهٌ وكُشُوحُ إِنما يريد أَنهم رُمُوا فسقطت تِرَسَتُهم ومَعابِلُهُمْ وتفرّقوا فأَعْوَرُوا لذلك وظهرتْ مَقاتِلُهم ولاحَ الشيبُ يَلوح في رأْسه بدا ولَوَّحه الشيبُ بَيَّضَه قال من بَعْدِ ما لَوَّحَكَ القَتيرُ وقال الأَعشى فلئن لاحَ في الذُّؤابةِ شَيْبٌ يا لَبَكْرٍ وأَنْكَرَتْني الغَواني وقول خُفافِ بن نُدْبَةَ أَنشده يعقوب في المقلوب فإِمَّا تَرَيْ رأْسِي تَغَيَّرَ لَوْنُه ولاحتْ لَواحِي الشيبِ في كلِّ مَفْرَقِ قال أَراد لوائحَ فقَلَبَ وأَلاحَ بثوبه ولَوَّح به الأَخيرة عن اللحياني أَخذ طَرَفَه بيده من مكان بعيد ثم أَداره ولمَع به ليُرِيَهُ من يحبُّ أَن يراه وكلُّ من لمَع بشيء وأَظهره فقد لاحَ به ولَوَّح وأَلاحَ وهما أَقل وأَبيضُ يَقَقٌ ويَلَقٌ وأَبيضُ لِياحٌ ولَياحٌ إِذا بُولِغَ في وصفه بالبياض قلبت الواو في لَياح ياء استحساناً لخفة الياء لا عن قوّة علة وشيء لَِياحٌ أَبيض ومنه قيل للثور الوحشي لَِياحٌ لبياضه قال الفراء إِنما صارت الواو في لياح ياء لانكسار ما قبلها وأَنشد أَقَبُّ البَطْنِ خَفَّاقُ الحَشايا يُضِيءُ الليلَ كالقَمَرِ اللِّياحِ قال ابن بري البيت لمالك بن خالد الخُناعِي يمدح زُهَيرَ بنَ الأَغَرّ قال والصواب أَن يقول في اللِّياحِ إِنه الأَبيض المتلأْلئ ومنه قولهم أَلاحَ بسيفه إِذا لمع به والذي في شعره خَفَّاقٌ حشاه قال وهو الصحيح أَي يَخْفِقُ حَشاه لقلة طُعْمِه وقبله فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا وحُبَّ الزادُ في شَهْرَيْ قُِماحِ وشهْرا قُِمحٍ هما شهرا البرد واللِّياحُ واللَّياحُ الثور الوحشي وذلك لبياضه واللَّياحُ أَيضاً الصبح ولقيته بِلَياحٍ إِذا لقيته عند العصر والشمس بيضاء الياس في كل ذلك منقلبة عن واو للكسرة قبلها وأَما لَياحٌ فشاذ انقلبت واوه ياء لغير علة إِلاَّ طلب الخفة وكان لحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه سيف يقال له لَِياحٌ ومنه قوله قد ذاقَ عُثْمانُ يومَ الجَرِّ من أُحُدٍ وَقْعَ اللَّياحِ فأَوْدَى وهو مَذموم قال ابن الأَثير هو من لاحَ يَلوح لِياحاً إِذا بدا وظهر والأَلواحُ السِّلاحُ ما يَلوحُ منه كالسيف والسِّنان قال ابن سيده والأَلواحُ ما لاحَ من السلاح وأَكثر ما يُعْنى بذلك السيوفُ لبياضِها قال عمرو بن أَحمر الباهلي تُمْسِي كأَلْواحِ السلاحِ وتُضْ حِي كالمَهاةِ صَبِيحةَ القَطْرِ قال ابن بري وقيل في أَلواح السلاح إِنها أَجفانُ السيوف لأَن غِلافَها من خشب يراد بذلك ضمورها يقول تمسي ضامرة لا يضرها ضُمْرُها وتصبح كأَنها مَهاةٌ صبيحةَ القطر وذلك أَحسن لها وأَسرع لعَدْوها وأَلاحَه أَهلكه واللُّوحُ بالضم الهواء بين السماء والأَرض قال لطائر ظَلَّ بنا يخُوتُ يَنْصَبُّ في اللُّوحِ فما يَفوتُ وقال اللحياني هو اللُّوحُ واللَّوْحُ لم يحك فيه الفتح غيره ويقال لا أَفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في اللُّوحِ أَي ولو نَزَوْتَ في السُّكاك والسُّكاكُ الهواءُ الذي يلاقي أَعْنانَ السماء ولَوَّحه بالسيف والسَّوْط والعصا علاه بها فضربه وأَلاحَ بَحقي ذهب به وقلت له قولاً فما أَلاحَ منه أَي ما استحى وأَلاحَ من الشيء حاذر وأَشْفَقَ قال يُلِحْنَ من ذي دَأَبٍ شِرْواطِ مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ ويروى ذي زَجَلٍ وأَلاحَ من ذلك الأَمر إِذا أَشفق ومنه يُلِيحُ إِلاحةً قال وأَنشدنا أَبو عمرو إِنّ دُلَيْماً قد أَلاحَ بِعَشي وقال أَنْزِلْنِي فلا إِيضاعَ بي أَي لا سير بي وهذا في الصحاح إِنَّ دُلَيماً قد أَلاح من أَبي قال ابن بري دُلَيم اسم رجل والإِيضاعُ سير شديد وقوله فلا إِيضاع بي أَي لست أَقدر على أَن أَسيرَ الوُضْعَ والياء رَوِيُّ القصيدة بدليل قوله بعد هذا وهُنَّ بالشُّقْرةِ يَفْرِينَ الفَرِي هنّ ضمير الإِبل والشُّقْرة موضع ويَفْرِينَ الفَرِي أَي يأْتين بالعجب في السير وأَلاحَ على الشيء اعتمد وفي حديث المغيرة أَتحلف عند مِنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَلاحَ من اليمين أَي أَشفق وخاف والمِلْواحُ أَن يَعْمِدَ إِلى بُومةٍ فيَخِيطَ عينها ويَشُدَّ في رجلها صوفة سوداء ويَجعلَ له مَِرْبَأَةً ويَرْتَبِئَ الصائدُ في القُتْرةِ ويُطِيرها ساعةً بعد ساعة فإِذا رآها الصقر أَو البازي سقط عليها فأَخذه الصياد فالبومة وما يليها تسمى مِلْواحاً

( ليح ) اللَّيَاحُ واللِّياحُ الثور الأَبيض ويقال للصبح أَيضاً لَِياحٌ ويبالغ فيه فيقال أَبيضُ لَِياحٌ قال الفارسي أَصل هذه الكلمة الواو ولكنها شذت فأَما لِياحٌ فياؤُه منقلبة للكسرة التي قبلها كانقلابها في قِيامٍ ونحوه وأَما رجل مِلْياحٌ في مِلْواح فإِنما قلبت فيه الواو ياء للكسرة التي في الميم فتوهَّموها على اللام حتى كأَنهم قالوا لِواحٌ فقلبوها ياء لذلك قال ابن سيده وليس هذا بابه إِنما ذكرناه لنُحَذِّرَ منه وقد ذكر في باب الواو

( متح ) المَتْحُ جَذْبُكَ رِشاءَ الدَّلْو تَمُدُّ بيد وتأْخذ بيد على رأْس البئر مَتَحَ الدلوَ يَمْتَحُها مَتْحاً ومَتَح بها وقيل المَتْحُ كالنزع غير أَن المَتْحَ بالقامة وهي البَكْرَةُ قال ولولا أَبو الشَّقْراءِ ما زالَ ماتِحٌ يُعالجُ خَطَّاءً بإِحدى الجَرائِر وقيل الماتِحُ المُسْتَقِي والمائحُ الذي يملأُ الدلو من أَسفل البئر تقول العرب هو أَبْصَرُ من المائح باسْتِ الماتح تعني أَن الماتح فوق المائح فالمائح يَرَى الماتحَ ويرى اسْتَه ويقال رجل ماتح ورجال مُتَّاحٌ وبعير ماتحٌ وجِمالٌ مَواتح ومنه قول ذي الرمة ذِمامُ الرَّكايا أَنْكَرَتْها المَواتِحُ الجوهري الماتحُ المستقي وكذلك المَتُوحُ يقال مَتَحَ الماءَ يَمْتَحُه مَتْحاً إِذا نزعه وفي حديث جرير ما يُقامُ ماتِحُها الماتحُ المستقي من أَعلى البئر أَراد أَن ماءها جارٍ على وجه الأَرض فليس يقامُ بها ماتح لأَن الماتح يحتاج إِلى إِقامته على الآبار ليستقي وتقول مَتَح الدَّلْوَ يَمْتَحُها مَتْحاً إِذا جذبها مستقياً بها وماحَها يَميحُها إِذا ملأَها وبئر مَتُوح يُمْتَحُ منها على البَكْرَةِ وقيل قريبة المَنْزَعِ وقيل هي التي يُمدُّ منها باليدين على البَكْرَةِ نَزْعاً والجمع مُتُحٌ والإِبل تَتَمَتَّحُ في سيرها تُراوِحُ أَيديها قال ذو الرمة لأَيْدي المَهارى خَلْفَها مُتَمَتَّحُ وبيننا فَرْسَخٌ مَتْحاً أَي مَدّاً وفرسخ ماتحٌ ومَتَّاحٌ ممتدّ وفي الأَزهري مَدَّادٌ وسئل ابن عباس عن السفر الذي تُقْصَرُ فيه الصلاةُ فقال لا تقصر إِلا في يوم مَتَّاحٍ إِلى الليل أَراد لا تقصر الصلاة إِلا في مسيرة يوم يمتدّ فيه السير إِلى المَساءِ بلا وَتِيرةٍ ولا نزول الأَصمعي يبقال مَتَحَ النهارُ ومَتَحَ الليلُ إِذا طالا ويوم مَتَّاح طويل تامّ يقال ذلك لنهار الصيف وليل الشتاء ومَتَحَ النهارُ إِذا طال وامتدّ وكذلك أَمْتَحَ وكذلك الليلُ وقولهم سِرْنا عُقْبَةً مَتُوحاً أَي بعيدة الجوهري ومَتَحَ النهار لغة في مَتَعَ ِْإِذا ارْتفع وليل مَتَّاح أَي طويل ومَتَح بسَلْحِه ومَتَخَ به رمى به ومَتَحَ بها ضَرَطَ ومَتَحَ الخمسين قارَبَها والخاءُ أَعلى ومَتَحَه عشرين سوطاً عن ابن الأَعرابي ضربه أَبو سعيد المَتْحُ القَطْع يقال مَتَحَ الشيءَ ومَتَخَه إِذا قطعه من أَصله وفي حديث أُبَيٍّ فلم أَر الرجالَ مَتَحَتْ أَعناقَها إِلى شيء مُتُوحَها إِليه أَي مدت أَعناقها نحوه وقوله مُتُوحَها مصدر غير جار على فعله أَو يكون كالشُّكور والكُفور الأَزهري في ترجمة نَتَحَ روى أَبو تراب عن بعض العرب امتَتَحْتُ الشيءَ وانْتَتَحْته وانتزعته بمعنى واحد ويقال للجراد إِذا ثَبَّتَ أَذْنابه ليَبيضَ مَتَحَ وأَمْتَح ومَتَّحَ وبَنَّ وأَبَنَّ وبَنَّنَ وقَلَزَ وأَقْلَزَ وقَلَّزَ الأَزهري ومَتَخَ الجرادُ بالخاء مثل مَتَح

( مجح ) التَّمَجُّحُ والتَّبَجُّحُ بالميم والباء البَذْخ والفخرُ وهو يَتَمَجَّحُ ويَتَبَجَّحُ ومَجَحَ يَمْجَحُ مَجْحاً كَبَجَحَ ورجل مَجَّاحٌ بَجَّاحٌ بما لا يملك يمانية ومَجَِحَ مَجْحاً
( * قوله « ومجح مجحاً إلخ » من بابي منع وفرح كما صرح به شارح القاموس ) ومَجَحاً تَكَبَّر والدلوَ في البئر خَضْخَضَها كذلك

( محح ) المَحُّ الثوبُ الخَلَقُ البالي مَحَّ يَمِحُّ ويَمُحُّ ويَمَحُّ مُحُوحاً ومَحَحاً وأَمَحَّ يُمِحُّ إِذا أَخْلَقَ وكذلك الدار إِذا عَفَتْ وأَنشد أَلا يا قَتْلَ قد خَلُقَ الجَدِيدُ وحُبُّكِ ما يُمِحُّ وما يَبِيدُ وثوب ماحٌّ وفي الحديث فلن تأْتِيَكَ حجة إِلا دَحَضَتْ ولا كتاب زُخْرُفٌ إِلا ذهب نوره ومَحَّ لونُه مَحَّ الكتابُ وأَمحَّ أَي دَرَس وثوب مَحٌّ خَلَقٌ وفي حديث المُنَعَّمةِ وثوبي مَحٌّ أَي خَلَقٌ بالٍ ومُحُّ كل شيءٍ خالصه والمُحُّ والمُحَّةُ صُفْرة البيض قال ابن سيده وإِنما يريدون فَصَّ البيضة لأَن المُحَّ جوهر والصفرة عرض ولا يعبر بالعرض عن الجوهر اللهم إِلا أَن تكون العرب قد سمت مُحَّ البيضة صُفْرَةً قال وهذا ما لا أَعرفه وإِن كانت العامّة قد أُولِعَتْ بذلك وأَنشد الأَزهري لعبد الله بن الزِّبَعْرى كانت قُرَيشٌ بَيْضَةً فتَفَلَّقَتْ فالمُحُّ خالِصُها لعبدِ مَنافِ قال ابن بري من روى خالصة بالتاء فهو في الأصل مصدر كالعافية ومنه قوله تعالى إِنا أَخلصناهم بخالصة ذِكْرَى الدار فذكرى فاعلة بخالصة تقديره بأَن خلصت لهم ذكرى الدار وقد قرئَ بالإِضافة وهي في القِراءَتين مصدر ومن روى خالصه بالهاء فلا إِشكال فيه وقال ابن شُمَيْل مُحُّ البيض ما في جوفه من أَصفر وأَبيض كلُّه مُحٌّ قال ومنهم من قال المُحَّةُ الصفراء والغِرْقئُ البياضُ الذي يؤْكل أَبو عمرو يقال لبياض البيض الذي يؤْكل الآحُ ولصفرتها الماحُ والمُحاحُ الجوعُ ورجل مَحَّاحٌ كذاب يُرْضِي الناسَ بالقول دون الفعل وفي التهذيب يرضي الناسَ بكلامه ولا فعل له وهو الكذوب وقيل هو الكذاب الذي لا يصدقك أَثره يكذبك من أَين جاءَ قال ابن دريد أَحسبهم رووا هذه الكلمة عن أَبي الخطاب الأَخفش ويقال مَحَّ الكذاب يَمُحُّ مَحاحَةً ورجل مَحْمَحٌ ومُحامِحٌ
( * قوله « ومحامح » الذي في القاموس المحمح والمحماح أي بفتح فسكون فيهما لكن الشارح أقر ما هنا فيكون ثلاث لغات وزاد المجد أيضاً المحاح كسحاب الأرض القليلة الحمض والأمح السمين كالأبج وتمحمح تبحبح وتمحمحت المرأَة دنا وضعها ) خفيف نَذْلٌ وقيل ضَيِّقٌ بخيل قال اللحياني وزعم الكسائي أَنه سمع رجلاً من بني عامر يقول إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيءٌ ؟ قلنا مَحْماح أَي لم يبق شيءٌ الأَزهري مَحْمَحَ الرجلُ إِذا أَخلص مودته

( مدح ) المَدْح نقيض الهجاءِ وهو حُسْنُ الثناءِ يقال مَدَحْتُه مِدْحَةً واحدة ومَدَحَه يَمْدَحُه مَدْحاً ومِدْحَةً هذا قول بعضهم والصحيح أَن المَدْحَ المصدر والمِدْحَةَ الاسم والجمع مِدَحٌ وهو المَدِيحُ والجمع المَدائحُ والأَماديح الأَخيرة على غير قياس ونظيره حَديثٌ وأَحاديثُ قال أَبو ذؤَيب لو كان مِدْحةُ حَيٍّ مُنْشِراً أَحداً أَحْيا أَباكُنَّ يا لَيْلى الأَماديحُ قال ابن بري الرواية الصحيحة ما رواه الأَصمعي وهو لو أَن مِدْحةَ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً أَحيا أُبُوَّتَكَ الشُّمَّ الأَماديحُ وأَنشرت أَحسنُ من منشراً لأَنه ذكر المؤَنث وكان حقه أَن يقول منشرة ففيه ضرورة من هذا الوجه وأَما قوله أَحيا أُبُوَّتك فإِنه يخاطب به رجلاً من أَهله يرثيه كان قتل بالعَمْقاءِ وقبله بأَبيات أَلْفَيْته لا يَذُمُّ القِرْنُ شَوْكَتَه ولا يُخالِطُه في البأْسِ تَسْمِيحُ والتسميحُ الهروب والبأْس بأْس الحرب والمَدائِح جمع المديح من الشعر الذي مُدِحَ به كالمِدْحة والأُمْدُوحةِ ورجل مادِحٌ من قوم مُدَّح ومَديحٌ مَمْدوح وتَمَدَّحَ الرجلُ تكلَّف أَن يُمْدَحَ ورجل مُمَدَّح أَي مَمْدوحٌ جدّاً ومَدَحَ للمُثْنِي لا غير ومَدَح الشاعرُ وامْتَدَح وتَمَدَّح الرجل بما ليس عنده تَشَبَّع وافتخر ويقال فلان يَتَمَدَّحُ إِذا كان يُقَرِّظُ نفسه ويثني عليها والمَمادِحُ ضدّ المَقابح وامْتَدَحتِ الأَرض وتَمَدَّحَتْ اتسعت أُراه على البدل من تَنَدَّحَتْ وانْتَدَحَتْ وامْدَحَّ بطنُه لغة في انْدَحَّ أَي اتسَع وتَمَدَّحتْ خواصر الماشية اتسعت شِبَعا مثل تَنَدَّحَتْ قال الراعي يصف فرساً فلما سَقَيْناها العَكِيسَ تَمَدَّحَتْ خَواصِرُها وازداد رَشْحاً وَريدُها يروى بالدال والذال جميعاً قال ابن بري الشعر للراعي يصف امرأَة وهي أُمُّ خَنْزَرِ بن أَرْقَمَ وكان بينه وبين خَنْزَرٍ هِجاءٌ فهجاه بكون أُمه تَطْرُقُهُ وتطلب منه القِرى وليس يصف فرساً كما ذكر لأَن شعره يدل على أَنه طرقته امرأَة تطلب ضيافته ولذلك قال قبله فلما عَرَفْنا أَنها أُمُّ خَنْزَرٍ جَفاها مَواليها وغابَ مُفِيدُها رَفَعْنا لها ناراً تُثَقِّبُ للقِرى ولِقْحَةَ أَضيافٍ طَويلاً رُكُودُها ولما قَضَتْ من ذي الإِناءِ لُبانةً أَرادتْ إِلينا حاجةً لا نُريدُها والعكيس لبن يخلط بمرق

( مذح ) المَذَحُ التواءٌ في الفخذين إِذا مشى انسَحجت إِحداهما بالأُخرى ومَذِحَ الرجلُ يَمْذَحُ مَذَحاً إِذا اصْطَكَّتْ فخذاه والتوتا حتى تَسَحَّجتا ومَذِحَتْ فخذاه قال الشاعر إِنكِ لو صاحبتِنا مَذِحْتِ وحَكَّكِ الحِنْوانِ فانْفَشَحْتِ الأَصمعي إِذا اصْطَكَّتْ أَليتا الرجل حتى تَنْسَحِجا قيل مَشِقَ مَشَقاً قال وإِذا اصطكت فخذاه قيل مَذِحَ يَمْذَحُ مَذَحاً ورجل أَمْذَحُ بَيِّنُ المَذَحِ وقد مَذِحَ للذي تصطك فخذاه إِذا مشى قال الأَعشى فَهُمُ سُودٌ قِصارٌ سَعْيُهُمْ كالخُصَى أَشْعَلَ فيهنَّ المَذَحْ والذي في شعره أَشعل على ما لم يُسَمَّ فاعله وفَسَّرَ المَذَحَ بأَنه الحكة في الأَفخاذ وقيل إِنه جزء من السَّحْج وفي حديث عبد الله بن عمرو قال وهو بمكة لو شِئتُ لأَخَذْتُ سِبَّتي فَمَشَيتُ بها ثم لم أَمْذَحْ حتى أَطأَ المكانَ الذي تخرجُ منه الدابةُ قال المَذَحُ أَن تَصْطَكَّ الفَخِذانِ من الماشي وأَكثر ما يَعْرِضُ للسمين من الرجال وكان ابن عمرو كذلك يقال مَذِحَ يَمْذَحُ مَذَحاً وأَراد قرب الموضع الذي تخرج منه وقيل المَذَح احتراق ما بين الرُّفْغَيْنِ والأَلْيَتَيْن ومَذِحَتِ الضأْنُ مَذَحاً عَرِقَتْ أَرفاغُها ومَذِحَتْ خُصْيةُ التَّيْسِ مَذَحاً إِذا احْتَكَّ بشيءٍ فتشققت منه وقيل المَذَحُ أَن يَحْتَكَّ الشيءُ بالشيءِ فيتشَقَّقَ قال ابن سيده وأُرى ذلك في الحيوان خاصة وتَمَذَّحَتْ خاصرته انتفخت قال الراعي فلما سقيناها العَكيسَ تَمَذَّحَتْ خواصرُها وازدادَ رَشْحاً وَريدُها والتَّمَذُّحُ التَّمَدُّدُ يقال شَرِبَ حتى تَمَذَّحَت خاصرته أَي انْتَفَخَتْ من الرِّيِّ

( مرح ) المَرَحُ شدَّة الفَرَحِ والنشاط حتى يجاوزَ قَدْرَه وقد أَمْرَحَه غيره والاسم المِراحُ بكسر الميم وقيل المَرَحُ التبختر والاختيالُ وفي التنزيل ولا تَمْشِ في الأَرض مَرَحاً أَي متبختراً مختالاً وقيل المَرَحُ الأَشَرُ والبَطَرُ ومنه قوله تعالى بما كنتم تَفْرَحونَ في الأَرض بغير الحق وبما كنتم تَمْرَحُونَ وقد مَرِحَ مَرَحاً ومِراحاً ورجل مَرِحٌ من قوم مَرْحى ومَراحى ومِرِّيحٌ بالتشديد مثل سِكِّيرٍ من قوم مِرِّيحينَ ولا يُكَسَّرُ ومَرِحَ بالكسر مَرَحاً نَشِطَ وفي حديث عليّ زَعَمَ ابن النابغة أَني تِلْعابَةُ تِمْراحة قال ابن الأَثير هو من المَرَح وهو النَّشاطُ والخِفَّة والتاءُ زائدة وهو من أَبنية المبالغة وأَتى به في حرف التاءِ حملاً على ظاهر لفظه وفَرَسٌ مَرُوحٌ ومِمْرَحٌ ومِمْراحٌ نَشِيطٌ وقد أَمْرَحه الكَلأُ وناقة مِمْراحٌ ومَرُوحٌ كذلك قال تَطْوي الفَلا بمَروحٍ لَحْمُها زِيَم وقال الأَعشى يصف ناقة مَرِحَتْ حُرَّةٌ كقَنْطَرَةِ الرُّو مِيِّ تَفْرِي الهَجيرَ بالإِرْقالِ ابن سيده المَرُوحُ الخَمْرُ سميت بذلك لأَنها تَمْرَحُ في الإِناءِ قال عُمارة من عُقارٍ عنْدَ المِزاج مَرُوح وقول أَبي ذؤيب مُصَفَّقَةٌ مُصَفَّاةٌ عُقارٌ شَآمِيَةٌ إِذا جُلِيتْ مَرُوحُ أَي لها مِراحٌ في الرأْس وسَوْرَةٌ يَمْرَحُ مَن يشربها وقَوْسٌ مَرُوحٌ يَمْرَحُ راؤُوها عَجَباً إِذا قَلَّبُوها وقيل هي التي تَمْرَح في إِرسالها السهم تقول العرب طَرُوحٌ مَروحٌ تُعْجلُ الظَّبْيَ أَن يَرُوَح الجوهري قوس مَروحٌ كأَنَّ بها مَرَحاً من حُسْنِ إِرسالها السهمَ ومَرْحَى كلمة تقال للرامي إِذا أَصاب قال ابن مقبل أَقولُ والحَبْلُ مَعْقُودٌ بمِسْحَلِه مَرْحَى له إلإِن يَفُتْنا مَسْحُه يَطِرِ أَبو عمرو بنُ العَلاءِ إِذا رمى الرجل فأَصاب قيل مَرْحَى له وهو تعجب من جَوْدة رميه وقال أُمَيَّة بن أَبي عائذ يُصِيبُ القَنِيصَ وصِدْقاً يقو لُ مَرْحى وأَيحَى إِذا ما يُوالي مَرْحى وأَيْحى كلمةُ التعجب شِبْهُ الزَّجْرِ وإِذا أَخطأَ قيل له بَرْحى ومَرِحَتِ الأَرضُ بالنبات مَرَحاً أَخرجته وأَرض مِمْراح إِذا كانت سريعة النبات حين يصيبها المطر الأَصمعي المِمْراح من الأَرض التي حالت سنة فلم تَمْرَحْ بنباتها ومَرِحَ الزرع يَمْرَحُ خرج سُنْبُله ومَرِحَتِ العينُ مَرَحاناً اشتدّ سَيَلانُها قال كأَنَّ قَذًى في العين قد مَرِحتْ به وما حاجةُ الأُخْرَى إِلى المَرَحانِ وقيل مَرِحتْ مَرَحاناً ضَعُفَت قال ابن بري هذا البيت ينسب إِلى النابغة الجَعْدي وقبله تَواهَسَ أَصحابي حديثاً فَقِهْتُه خَفِيًّا وأَعْضادُ المَطِيِّ عَواني التواهُسُ التسارُرُ أَراد أَن أَصحابه تَسارُّوا بحديث حَرْبه والغواني هنا العوامل وقد قيل في مَرِحَت العين إِنها بمعنى أَسْبلت الدَّمْعَ وكذلك السحابُ إِذا أَسْبَلَ المَطَرَ والمعنى أَنه لما بكى أَلمَتْ عينُه فصارت كأَنها قَذِيَّة ولما أَدام البكاء قَذِيَتِ الأُخْرَى وهذا كقول الآخر بَكَتْ عَيْنيَ اليُمْنى فلما زَجَرْتُها عن الجَهْلِ بعد الحِلْمِ أَسْبَلَتَا مَعَا وقال شمر المَرَحُ خروجُ الدمع إِذا كثر وقال عَدِيّ بن زيد مَرِحٌ وَبْلُه يَسُحُّ سُيُوبَ ال ماءِ سَحًّا كأَنَّه مَنْحُورُ وعين مِمْراح سريعة البكاء ومَرِحَتْ عينه مَرَحاناً فَسَدَتْ وهاجتْ وعين مِمْراحٌ غريزة الدمع ومَرَّحَ الطعامَ نَقَّاه من الغَبا
( * قوله « تقاه من الغبا » عبارة القاموس وشرحه والتمريح تنقية الطعام من العفا هكذا في سائر النسخ وفي بعض الأمهات من الغبا اه ولم نجد للعفا بالعين المهملة والفاء ولا للغبا بالغين المعجمة والباء الموحدة معنى يناسب هنا ولعله الغفا بالغين المعجمة والفاء شيء كالزؤان أو التبن كما نص عليه المجد وغيره ) بالمَحاوِق أي المكانس ومَرَّحَ جِلْدَه دَهَنَه قال سَرَتْ في رَعِيلٍ ذي أَداوَى مَنُوطةٍ بِلَبَّاتِها مَدْبوغةٍ لم تُمَرَّحِ قوله سرت يعني قطاة في رَعيل أَي في جماعة قَطاً ذي أَداوَى يعني حواصلها منوطة معلقة بلَبَّاتها يعني مواضع المَنْحَر وقيل التمريح أَن تُؤْخَذَ المَزادة أَولَ ما تَخْرَزُ فَتُمْلأَ ماء حتى تمتلئ خروزها وتنتفخ والاسم المَرَحُ وقد مَرِحَتْ مَرَحاناً قال أَبو حنيفة ومَزادةٌ مرِحة لا تُمْسك الماءَ ويقال قد ذهب مَرَحُ المَزادة إِذا انسدت عيونها ولم يسل منها شيء ابن الأَعرابي التمريح تطييب القربة الجديدة بأَذْخِرٍ أَو شيح فإِذا طُيِّبَتْ بطين فهو التشريب وبعضهم جعل تمريح المزادة أَن تملأَها ماء حتى تَبْتَلَّ خُرُوزها ويكثر سيلانها قبل انتفاخها فذلك مَرَحُها ومَرَّحْتُ القِرْبةَ شَرَّبْتُها وهو أَن تملأَها ماء لتَنْسَدَّ عيونُ الخُرَز والمِراحُ موضع قال تَرَكنا بالمِراحِ وذي سُحَيْمٍ أَبا حَيَّانَ في نَفَرٍ مَنافى ومَرَحَيَّا زَجْرٌ عن السيرافي ومَرْحَى ناقة بعينها عن ابن الأَعرابي وأَنشد ما بالُ مَرْحَى قد أَمْسَتْ وهي ساكنةٌ باتتْ تَشَكَّى إليَّ الأَيْنَ والنَّجَدا

( مزح ) المَزْحُ الدُّعابةُ وفي المحكم المَزْحُ نقيضُ الجِدِّ مَزَحَ يَمْزَحُ مَزْحاً ومِزاحاً ومُزاحاً ومُزاحةً
( * قوله « ومزاحة » بضم الميم كما ضبطه المجد وفتحها الفيومي نقل شارح القاموس ان المزاح المباسطة إلى الغير على جهة التلطف والاستعطاف دون أذية ) وقد مازَحه مُمازَحةً ومِزاحاً والاسم المُزاح بالضم والمُزاحة أَيضاً وأَرَى أَبا حنيفة حكى أَمْزِحْ كرْمَك بقطع الأَلف بمعنى عَرِّشْه الجوهري المِزاح بالكسر مصدر مازَحه وهما يَتَمازَحانِ الأَزهري المُزَّحُ من الرجال الخارجون من طَبْعِ الثُّقَلاء المتميزون من طبع البُغَضاء

( مسح ) المَسْحُ القول الحَسَنُ من الرجل وهو في ذلك يَخْدَعُكَ تقول مَسَحَه بالمعروف أَي بالمعروف من القول وليس معه إِعطاء وإِذا جاء إِعطاء ذهب المَسْحُ وكذلك مَسَّحْتُه والمَسْحُ إِمراركَ يدك على الشيء السائل أَو المتلطخ تريد إِذهابه بذلك كمسحك رأْسك من الماء وجبينك من الرَّشْح مَسَحَه يَمْسَحُه مَسْحاً ومَسْحَه وتَمَسَّح منه وبه في حديث فَرَسِ المُرابِطِ أَنَّ عَلَفَه ورَوْثه ومَسْحاً عنه في ميزانه يريد مَسْحَ الترابِ عنه وتنظيف جلده وقوله تعالى وامْسَحُوا برؤُوسكم وأَرجلكم إِلى الكعبين فسره ثعلب فقال نزل القرآن بالمَسْح والسنَّةُ بالغَسْل وقال بعض أَهل اللغة مَنْ خفض وأَرجلكم فهو على الجِوارِ وقال أَبو إِسحق النحوي الخفض على الجوار لا يجوز في كتاب الله عز وجل وإِنما يجوز ذلك في ضرورة الشعر ولكن المسح على هذه القراءة كالغسل ومما يدل على أَنه غسل أَن المسح على الرجل لو كان مسحاً كمسح الرأْس لم يجز تحديده إِلى الكعبين كما جاز التحديد في اليدين إِلى المرافق قال الله عز وجل فامسحوا برؤُوسكم بغير تحديد في القرآن وكذلك في التيمم فامسحوا بوجوهكم وأَيديكم منه من غير تحديد فهذا كله يوجب غسل الرجلين وأَما من قرأَ وأَرْجُلَكم فهو على وجهين أَحدهما أَن فيه تقديماً وتأْخيراً كأَنه قال فاغسلوا وجوهكم وأَيديكم إِلى المرافق وأَرْجُلَكم إِلى الكعبين وامسحوا برؤُوسكم فقدَّمَ وأَخَّرَ ليكون الوضوءُ وِلاءً شيئاً بعد شيء وفيه قول آخر كأَنه أَراد واغسلوا أَرجلكم إِلى الكعبين لأَن قوله إِلى الكعبين قد دل على ذلك كما وصفنا ويُنْسَقُ بالغسل كما قال الشاعر يا ليتَ زَوْجَكِ قد غَدَا مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا المعنى متقلداً سيفاً وحاملاً رمحاً وفي الحديث أَنه تَمَسَّحَ وصَلَّى أَي توضأ قال ابن الأَثير يقال للرجل إِذا توضأ قد تَمَسَّحَ والمَسْحُ يكون مَسْحاً باليد وغَسْلاً وفي الحديث لما مَسَحْنا البيتَ أَحْللنا أَي طُفْنا به لأَن من طاف بالبيت مَسَحَ الركنَ فصار اسماً للطواف وفلان يُتَمَسَّحُ بثوبه أَي يُمَرُّ ثوبُه على الأَبدان فيُتقرَّبُ به إِلى الله وفلان يُتَمَسَّحُ به لفضله وعبادته كأَنه يُتَقَرَّبُ إِلى الله بالدُّنُوِّ منه وتماسَحَ القومُ إِذا تبايعوا فتَصافَقُوا وفي حديث الدعاء للمريض مَسَحَ الله عنك ما بك أَي أَذهب والمَسَحُ احتراق باطن الركبة من خُشْنَةِ الثوب وقيل هو أَن يَمَسَّ باطنُ إِحدى الفخذين باطنَ الأُخْرَى فيَحْدُثَ لذلك مَشَقٌ وتَشَقُّقٌ وقد مَسِحَ قال أَبو زيد إِذا كانت إِحدى رُكْبَتَي الرجل تصيب الأُخرى قيل مَشِقَ مَشَقاً ومَسِحَ بالكسر مَسَحاً وامرأَة مَسْحاء رَسْحاء والاسم المَسَحُ والماسِحُ من الضاغِطِ إِذا مَسَحَ المِرْفَقُ الإِبِطَ من غير أَن يَعْرُكَه عَرْكاً شديداً وإِذا أَصاب المِرْفَقُ طَرَفَ كِرْكِرَة البعير فأَدماه قيل به حازٌّ وإِن لم يُدْمِه قيل به ماسِحٌ والأَمْسَحُ الأَرْسَحُ وقوم مُسْحٌ رُسْحٌ وقال الأَخطل دُسْمُ العَمائمِ مُسْحٌ لا لُحومَ لهم إِذا أَحَسُّوا بشَّخْصٍ نابئٍ أَسِدُوا وفي حديث اللِّعانِ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ولد الملاعنة إِن جاءت به مَمْسُوحَ الأَلْيَتَينِ قال شمر هو الذي لَزِقَتْ أَلْيَتاه بالعظم ولم تَعْظُما رجل أَمْسَحُ وامرأَة مَسْحاءُ وهي الرَّسْحاء وخُصًى مَمْسُوحٌ إِذا سُلِتَتْ مَذاكِيرُه والمَسَحُ أَيضاً نَقْصٌ وقِصَرٌ في ذنب العُقابِ وعَضُدٌ مَمْسوحة قليلة اللحم ورجل أَمْسَحُ القَدَم والمرأَة مَسْحاء إِذا كانت قَدَمُه مستويةً لا أَخْمَصَ لها وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم مَسِيحُ القدمين أَراد أَنهما مَلْساوانِ لَيِّنَتانِ ليس فيهما تَكَسُّرٌ ولا شُقاقٌ إِذا أَصابهما الماء نَبا عنهما وامرأَة مَسْحاءُ الثَّدْي إِذا لم يكن لثديها حَجْم ورجل مَمْسوح الوجه ومَسِيحٌ ليس على أَحد شَقَّيْ وجهِه عين ولا حاجبٌ والمَسِيحُ الدَّجَّالُ منه على هذه الصفة وقيل سمي بذلك لأَنه مَمْسوحُ العين الأَزهري المَسِيحُ الأَعْوَرُ وبه سمي الدجال ونحو ذلك قال أَبو عبيد ومَسَحَ في الأَرض يَمْسَحُ مُسُوحاً ذهب والصاد لغة وهو مذكور في موضعه ومَسَحَتِ الإِبلُ الأَرضَ يومها دَأْباً أَي سارت فيها سيراً شديداً والمَسيحُ الصِّدِّيقُ وبه سمي عيسى عليه السلام قال الأَزهري وروي عن أَبي الهيثم أَن المَسِيحَ الصِّدِّيقُ قال أَبو بكر واللغويون لا يعرفون هذا قال ولعل هذا كان يستعمل في بعض الأَزمان فَدَرَسَ فيما دَرَسَ من الكلام قال وقال الكسائي قد دَرَسَ من كلام العرب كثير قال ابن سيده والمسيح عيسى بن مريم صلى الله على نبينا وعليهما قيل سمي بذلك لصدقه وقيل سمي به لأَنه كان سائحاً في الأَرض لا يستقرّ وقيل سمي بذلك لأَنه كان يمسح بيده على العليل والأَكمه والأَبرص فيبرئه بإِذن الله قال الأَزهري أُعرب اسم المسيح في القرآن على مسح وهو في التوراة مَشيحا فعُرِّبَ وغُيِّرَ كما قيل مُوسَى وأَصله مُوشَى وأَنشد إِذا المَسِيحُ يَقْتُل المَسِيحا يعني عيسى بن مريم يقتل الدجال بنَيْزَكه وقال شمر سمي عيسى المَسِيحَ لأَنه مُسِحَ بالبركة وقال أَبو العباس سمي مَسِيحاً لأَنه كان يَمْسَحُ الأَرض أَي يقطعها وروي عن ابن عباس أَنه كان لا يَمْسَحُ بيده ذا عاهة إِلاَّ بَرأَ وقيل سمي مسيحاً لأَنه كان أَمْسَحَ الرِّجْل ليس لرجله أَخْمَصُ وقيل سمي مسيحاً لأَنه خرج من بطن أُمه ممسوحاً بالدهن وقول الله تعالى بكلِمةٍ منه اسمه المسيحُ قال أَبو منصور سَمَّى اللهُ ابتداءَ أَمرِه كلمة لأَنه أَلقى إِليها الكلمةَ ثم كَوَّنَ الكلمة بشراً ومعنى الكلمة معنى الولد والمعنى يُبَشِّرُكِ بولد اسمه المسيح والمسيحُ الكذاب الدجال وسمي الدجال مسيحاً لأَن عينه ممسوحة عن أَن يبصر بها وسمي عيسى مسيحاً اسم خصَّه الله به ولمسح زكريا إِياه وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال المسيح بن مريم الصِّدِّيق وضدُّ الصِّدِّيق المسيحُ الدجالُ أَي الضِّلِّيلُ الكذاب خلق الله المَسِيحَيْنِ أَحدهما ضد الآخر فكان المسِيحُ بن مريم يبرئ الأَكمه والأَبرص ويحيي الموتى بإِذن الله وكذلك الدجال يُحْيي الميتَ ويُمِيتُ الحَيَّ ويُنْشِئُ السحابَ ويُنْبِتُ النباتَ بإِذن الله فهما مسيحان مسيح الهُدَى ومسيح الضلالة قال المُنْذِرِيُّ فقلت له بلغني أَن عيسى إِنما سمي مسيحاً لأَنه مسح بالبركة وسمي الدجال مسيحاً لأَنه ممسوح العين فأَنكره وقال إِنما المسِيحُ ضدُّ المسِيحِ يقال مسحه الله أَي خلقه خلقاً مباركاً حسناً ومسحه الله أَي خلقه خلقاً قبيحاً ملعوناً والمسِيحُ الكذاب ماسِحٌ ومِسِّيحٌ ومِمْسَحٌ وتِمْسَحٌ وأَنشد إِني إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ ذا نَخْوَةٍ أَو جَدَلٍ بَلَنْدَحُ أَو كَيْذُبانٌ مَلَذانٌ مِمْسَحُ وفي الحديث أَمَّا مَسِيحُ الضلالة فكذا فدلَّ هذا الحديث على أَن عيسى مَسِيحٌ الهُدَى وأَن الدجَّال مسيح الضلالة وروى بعض المحدّثين المِسِّيح بكسر الميم والتشديد في الدجَّال بوزن سِكِّيتٍ قال ابن الأَثير قال أَبو الهيثم إِنه الذي مُسِحَ خَلْقُه أَي شُوِّه قال وليس بشيء وروي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أَراني اللهُ رجلاً عند الكعبة آدَمَ كأَحْسَنِ من رأَيتُ فقيل لي هو المسيح بن مريم قال وإِذا أَنا برجل جَعْدٍ قَطِطٍ أَعور العين اليمنى كأَنها عِنَبَةٌ كافية فسأَلت عنه فقيل المِسِّيحُ الدجَّال على فِعِّيل والأَمْسَحُ من الأَرض المستوي والجمع الأَماسِح وقال الليث الأَمْسَحُ من المفاوز كالأَمْلَسِ وجمع المَسْحاء من الأَرض مَساحي وقال أَبو عمرو المَسْحاء أَرض حمراء والوحْفاء السوداء ابن سيده والمَسْحاء الأَرض المستوية ذاتُ الحَصَى الصِّغارِ لا نبات فيها والجمع مِساحٌ ومسَاحِي
( * قوله « والجمع مساح ومساحي » كذا بالأصل مضبوطاً ومقتضى قوله غلب فكسر إلخ أن يكون جمعه على مساحي ومساحَى بفتح الحاء وكسرها كما قال ابن مالك وبالفعالي والفعالى جمعا صحراء والعذراء إلخ ) غلب فكُسِّرَ تكسير الأَسماء ومكان أَمْسَحُ قال الفراء يقال مررت بخَرِيق من الأَرض بين مَسْحاوَيْنِ والخَرِيقُ الأَرض التي تَوَسَّطَها النباتُ وقال ابن شميل المَسْحاء قطعة من الأَرض مستوية جَرْداء كثيرة الحَصَى ليس فيها شجر ولا تنبت غليظة جَلَدٌ تَضْرِبُ إِلى الصلابة مثل صَرْحة المِرْبَدِ ليست بقُفٍّ ولا سَهْلة ومكان أَمْسَحُ والمَسِيحُ الكثير الجماع وكذلك الماسِحُ والمِساحةُ ذَرْعُ الأَرض يقال مَسَحَ يَمْسَحُ مَسْحاً ومَسَحَ الأَرضَ مِساحة أَي ذَرَعَها ومَسَحَ المرأَة يَمْسَحُها مَسْحاً ومَتَنَها مَتْناً نكحها ومَسَحَ عُنُقَه وبها يَمْسَحُ مَسْحاً ضربها وقيل قطعها وقوله تعالى رُدُّوها عليَّ فَطفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأَعْناقِ يفسر بهما جميعاً وروى الأَزهري عن ثعلب أَنه قيل له قال قُطْرُبٌ يَمْسَحُها ينزل عليها فأَنكره أَبو العباس وقال ليس بشيء قيل له فإِيْش هو عندك ؟ فقال قال الفراء وغيره يَضْرِبُ أَعناقَها وسُوقَها لأَنها كانت سبب ذنبه قال الأَزهري ونحو ذلك قال الزجاج وقال لم يَضْرِبْ سُوقَها ولا أَعناقَها إِلاَّ وقد أَباح الله له ذلك لأَنه لا يجعل التوبة من الذنب بذنب عظيم قال وقال قوم إِنه مَسَحَ أَعناقَها وسوقها بالماء بيده قال وهذا ليس يُشْبِه شَغْلَها إِياه عن ذكر الله وإِنما قال ذلك قوم لأَن قتلها كان عندهم منكراً وما أَباحه الله فليس بمنكر وجائز أَن يبيح ذلك لسليمان عليه السلام في وقتهِ ويَحْظُرَه في هذا الوقت قال ابن الأَثير وفي حديث سليمان عليه السلام فطَفِقَ مَسْحاً بالسوق والأَعناق قيل ضَرَبَ أَعناقَها وعَرْقَبها يقال مَسَحه بالسيف أَي ضربه ومَسَحه بالسيف قَطَعَه وقال ذو الرمة ومُسْتامةٍ تُسْتامُ وهي رَخِيصةٌ تُباعُ بساحاتِ الأَيادِي وتُمْسَحُ مستامة يعنني أَرضاً تَسُومُ بها الإِبلُ وتُباعُ تَمُدُّ فيها أَبواعَها وأَيديَها وتُمْسَحُ تُقْطَع والماسحُ القَتَّال يقال مَسَحَهم أَي قتلهم والماسحة الماشطة والتماسُحُ التَّصادُق والمُماسَحَة المُلاينَة في القول والمعاشرة والقلوبُ غير صافية والتِّمْسَحُ الذي يُلايِنُك بالقول وهو يَغُشُّك والتِّمْسَحُ والتِّمْساحُ من الرجال المارِدُ الخبيث وقيل الكذاب الذي لا يَصْدُقُ أَثَرَه يَكْذِبُكَ من حيث جاء وقال اللحياني هو الكذاب فَعَمَّ به والتَّمْساحُ الكذب أَنشد ابن الأَعرابي قد غَلَبَ الناسَ بَنُو الطَّمَّاحِ بالإِفْكِ والتَّكْذابِ والتَّمْساحِ والتِّمْسَحُ والتِّمْساحُ خَلْقٌ على شَكْل السُّلَحْفاة إِلاَّ أَنه ضَخْم قويّ طويل يكون بنيل مصر وبعض أَنهار السِّنْد وقال الجوهري يكون في الماء والمَسِيحةُ الذُّؤَابةُ وقيل هي ما نزل من الشَّعَرِ فلم يُعالَجْ بدهن ولا بشيء وقيل المَسِيحةُ من رأْس الإِنسان ما بين الأُذن والحاجب يَتَصَعَّد حتى يكون دون اليافُوخ وقيل هو ما وَقَعَتْ عليه يَدُ الرجل إِلى أُذنه من جوانب شعره قال مَسائِحُ فَوْدَيْ رأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ جَرى مِسْكُ دارِينَ الأَحَّمُّ خِلالَها وقيل المَسائح موضعُ يَدِ الماسِح الأَزهري عن الأَصمعي المَسائح الشعر وقال شمر هي ما مَسَحْتَ من شعرك في خدّك ورأْسك وفي حديث عَمَّار أَنه دخل عليه وهو يُرَجِّل مَسائحَ من شَعَره قيل هي الذوائب وشعر جانبي الرأْس والمَسائحُ القِسِيُّ الجِيادُ واحدتها مَسِيحة قال أَبو الهيثم الثعلبي لها مَسائحُ زُورٌ في مَراكِضِها لِينٌ وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ قال ابن بري صواب إِنشاده لنا مَسائح أَي لنا قِسِيٌّ وزُورٌ جمع زَوْراء وهي المائلة ومَراكِضُها يريد مِرْكَضَيْها وهما جانباها من عن يمين الوَتَرِ ويساره والوَهْنُ والرَّقَقُ الضَّعْف والمِسْحُ البِلاسُ والمِسْحُ الكساء من الشَّعَر والجمع القليل أَمْساح قال أَبو ذؤَيب ثم شَرِبْنَ بنَبْطٍ والجِمالُ كأَنْ نَ الرَّشْحَ منهنَّ بالآباطِ أَمْساحُ والكثير مُسُوح وعليه مَسْحةٌ من جَمالٍ أَي شيء منه قال ذو الرمة على وَجْهِ مَيٍّ مَسْحةٌ من مَلاحَةٍ وتحتَ الثِّيابِ الخِزْيُ لو كان بادِيا وفي الحديث عن إِسمعيل بن قيس قال سمعت جَريراً يقول ما رآني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسلمت إِلا تَبَسَّم في وجهي قال ويَطْلُع عليكم رجل من خيار ذي يَمَنٍ على وجهه مَسْحةُ مُلْكٍ وهذا الحديث في النهاية لابن الأَثير يطلُع عليكم من هذا الفَجِّ رجلٌ من خير ذي يَمَنٍ عليه مَسْحةُ مُلْك فطلع جرير بن عبد الله يقال على وجهه مَسْحَة مُلْك ومَسْحةُ جَمال أَي أَثر ظاهر منه قال شمر العرب تقول هذا رجل عليه مَسْحةُ جَمال ومَسْحة عِتْقٍ وكَرَم ولا يقال ذلك إِلا في المدح قال ولا يقال عليه مَسْحةُ قُبْح وقد مُسِح بالعِتْقِ والكَرَم مَسْحاً قال الكميت خَوادِمُ أَكْفاءٌ عليهنَّ مَسْحَةٌ من العِتْقِ أَبداها بَنانٌ ومَحْجِرُ وقال الأَخطل يمدح رجلاً من ولد العباس كان يقال له المُذْهَبُ لَذٌّ تَقَيَّلَهُ النعيمُ كأَنَّما مُسِحَت تَرائبُه بماءٍ مُذْهَبِ الأَزهري العرب تقول به مَسْحَة من هُزال وبه مَسْحَة من سِمَنٍ وجَمال والشيءُ المَمْسوحُ القبيح المَشؤُوم المُغَيَّر عن خلقته الأَزهري ومَسَحْتُ الناقةَ ومَسَّحْتُها أَي هَزَلْتُها وأَدْبَرْتُها والمَسِيحُ المِنْديلُ الأَخْشَنُ والمَسيح الذِّراع والمَسِيحُ والمَسِيحةُ القِطْعَةُ من الفضةِ والدرهمُ الأَطْلَسُ مَسِيحٌ ويقال امْتَسَحْتُ السيفَ من غِمْده إِذا اسْتَلَلْتَه وقال سَلَمة بن الخُرْشُبِ يصف فرساً تَعادَى من قوائِمها ثَلاثٌ بتَحْجِيلٍ وواحِدةٌ بَهِيمُ كأَنَّ مَسيحَتَيْ وَرِقٍ عليها نَمَتْ قُرْطَيْهما أُذُنٌ خَديمُ قال ابن السكيت يقول كأَنما أُلْبِسَتْ صَفِيحةَ فِضَّةٍ من حُسْن لَوْنها وبَريقِها قال وقوله نَمَتْ قُرْطَيْهما أَي نَمَتِ القُرْطَيْنِ اللذين من المَسيحَتَين أَي رفعتهما وأَراد أَن الفضة مما يُتَّخَذُ للحَلْيِ وذلك أَصْفَى لها وأُذُنٌ خَديمٌ أَي مثقوبة وأَنشد لعبد الله ابن سلمة في مثله تَعْلى عليه مَسائحٌ من فِضَّةٍ وتَرى حَبابَ الماءِ غيرَ يَبِيسِ أَراد صَفاءَ شَعْرَتِه وقِصَرَها يقول إِذا عَرِقَ فهو هكذا وتَرى الماءَ أَوَّلَ ما يبدو من عَرَقه والمَسيح العَرَقُ قال لبيد فَراشُ المَسِيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ الأَزهري سمي العَرَق مَسِيحاً لأَنه يُمْسَحُ إِذا صُبَّ قال الراجز يا رَيَّها وقد بَدا مَسِيحي وابْتَلَّ ثَوْبايَ من النَّضِيحِ والأَمْسَحُ الذئب الأَزَلُّ والأَمْسَحُ الأَعْوَرُ الأَبْخَقُ لا تكون عينه بِلَّوْرَةً والأَمْسَحُ السَّيَّارُ في سِياحتِه والأَمْسَحُ الكذاب وفي حديث أَبي بكر أَغِرْ عليهم غارَةً مَسْحاءَ هو فَعْلاء من مَسَحَهم يَمْسَحُهم إِذا مَرَّ بهم مَرًّا خفيفاً لا يقيم فيه عندهم أَبو سعيد في بعض الأَخبار نَرْجُو النَّصْرَ على من خالَفَنا ومَسْحَةَ النِّقْمةِ على من سَعَى مَسْحَتُها آيَتُها وحِلْيَتُها وقيل معناه أَن أَعناقهم تُمْسَحُ أَي تُقْطَفُ وفي الحديث تَمَسَّحُوا بالأَرض فإِنها بكم بَرَّةٌ أَراد به التيمم وقيل أَراد مباشرة ترابها بالجِباه في السجود من غير حائل ويكون هذا أَمر تأْديب واستحباب لا وجوب وفي حديث ابن عباس إِذا كان الغلام يتيماً فامْسَحُوا رأْسَه من أَعلاه إِلى مُقَدَّمِه وإِذا كان له أَب فامسحوا من مُقَدَّمه إِلى قفاه وقال قال أَبو موسى هكذا وجدته مكتوباً قال ولا أَعرف الحديث ولا معناه ولي حديث خيبر فخرجوا بمَساحِيهم ومَكاتِلِهم المَساحِي جمعُ مِسْحاةٍ وهي المِجْرَفَة من الحديد والميم زائدة لأَنه من السَّحْوِ الكَشْفِ والإِزالة والله أَعلم

( مصح ) مَصَحَ الكِتابُ يَمْصَحُ مُصُوحاً دَرَسَ أَو قارب ذلك ومَصَحَتِ الدارُ عَفَتْ والدارُ تَمْصَحُ أَي تَدْرُسُ قال الطِّرِمَّاحُ قِفَا نَسَلِ الدِّمَنَ المَاصِحَه وهل هي إِن سُئِلَتْ بائحه ؟ ومَصَحَ الثوبُ أَخْلَقَ ودَرَسَ ومَصَحَ الضَّرْعُ يَمْصَحُ مُصُوحاً غَرَزَ وذهب لبنه ومَصَحَ لبنُ الناقة وَلَّى وذهب ومَصَحَ بالشيء يَمْصَحُ مَصْحاً ومُصُوحاً ذهب قال ذو الرمة والهَجْرُ بالآل يَمْصَح ومَصَعَ لبنُ الناقة ومَصَحَ إِذا ولَّى مُصُوحاً ومُصُوعاً ومَصَحَ الشيء مُصُوحاً ذهب وانقطع وقال قد كادَ من طُولِ البِلى أَن يَمْصَحا وقال الجوهري أَيضاً مَصَحْتُ بالشيء ذهبت به قال ابن بري هذا يدل على غلط النضر بن شميل في قوله مَصَحَ الله ما بك بالصاد ووجه غلطه أَن مَصَح بمعنى ذهب لا يتعدّى إِلا بالباء أَو بالهمزة فيقال مَصَحْتُ به أَو أَمْصَحْتُه بمعنى أَذهبته قال والصواب في ذلك ما رواه الهَرَوِيُّ في الغريبين قال يقال مَسَحَ الله ما بك بالسين أَي غسلك وطهرك من الذنوب ولو كان بالصاد لقالَ مَصَح الله بما بك أَو أَمْصَحَ الله ما بك قال ابن سيده ومَصَحَ الله بك مَصْحاً ومَصَّحَهُ أَذهبه ومَصَحَ النباتُ ولَّى لَوْنُ زَهْرِه ومَصَحَ الزهرُ يَمْصَحُ مُصوحاً ولَّى لونه عن أَبي حنيفة وأَنشد يُكْسَيْنَ رَقْمَ الفارِسِيِّ كأَنه زَهْرٌ تَتابَع لَوْنُه لم يَمْصَحِ ومَصَحَ النَّدى يَمْصَحُ مُصُوحاً رَسَخَ في الثَّرى ومَصَح الثَّرَى مُصُوحاً إِذا رَسَخَ في الأَرض ومَصَحت أَشاعِرُ الفرس إِذا رَسَخَت أُصولها وقول الشاعر عَبْل الشَّوى ماصِحَة أَشاعِرُهْ معناه رَسَخَتْ أُصُولُ الأَشاعر حتى أَمِنَتْ أَن تنتتف أَو تَنْحَصَّ والأَمْصَحُ الظلّ الناقص
( * قوله « والأمصح الظل الناقص إلخ » وبابه فرح ومنع كما صرح به القاموس ) ومَصَحَ الظلُّ مُصوحاً قَصُر ومَصَحَ في الأَرض مَصْحاً ذهَب قال ابن سيده والسين لغة

( مضح ) يقال مَضَحَ الرجلُ عِرْض فلان أَو عرض أَخيه يَمْضَحه مَضْحاً وأَمْضَحه إِذا شانَه وعابه قال الفرزدق وأَمْضَحْتَ عِرْضِي في الحياة وشِنْتَني وأَوْقَدْتَ لي ناراً بكلّ مكانِ قال ابن بري صواب إِنشاده وأَمْضَحْتِ بكسر التاء لأَنه يخاطب النَّوارَ امرأَته وقبله ولو سُئلتْ عَنِّي النَّوارُ ورَهْطُها إِذاً لم تُوارِ الناجذَ الشَّفَتان لَعَمْري لقد رَقَقْتِني قبلَ رِقَّتِي وأَشْعَلْتِ فِيَّ الشَّيْبَ قبلَ أَوان قال الأَزهري وأَنشدنا أَبو عمرو في مَضَح لبكر بن زيد القُشَيْري لا تَمْضَحَنْ عِرْضِي فإِني ماضِحُ عِرْضَكَ إِن شاتمتَني وقادِحُ في ساقِ مَن شاتَمني وجارحُ والقادح عيب يُصيب الشجرة في ساقها وساقُ الشجرة عَمُودُها الذي تتفرّع فيه الأَغصانُ يريد أَنه يُهْلك من شاتمه ويفعل به ما يؤدي إِلى عَطَبه كالقادح في الشجرة وفي نوادر الأَعراب مَضَحت الإِبلُ ونَضَحت ورَفَضَت إِذا انتشرت ومَضَحت الشمس ونَضَحت إِذا انتشر شعاعُها على الأَرض

( مطح ) المَطْحُ الضرب باليد وربما كني به عن النكاح ومَطَح الرجلُ جاريتَه إِذا نكحها قال الأَزهري أَما الضرب باليد مبسوطة فهو البَطْح قال وما أَعْرِفُ المَطْح بالميم إِلا أَن تكون الباء أُبدلت ميماً

( ملح ) المِلْح ما يطيب به الطعام يؤنث ويذكر والتأْنيث فيه أَكثر وقد مَلَحَ القِدْرَ
( * قوله « وقد ملح القدر إلخ » بابه منع وضرب وأَما ملح الماء فبابه كرم ومنع ونصر كما في القاموس ) يَمْلِحُها ويَمْلَحُها مَلْحاً وأَملَحَها جعل فيها مِلْحاً بقَدَرٍ ومَلَّحها تَمْليحاً أَكثر مِلْحها فأَفسدها والتمليح مثله وفي الحديث إِن الله تعالى ضرب مَطْعَم ابن آدم للدنيا مثلاً وإِن مَلَحه أَي أَلقى فيه المِلْح بقَدْر الإِصلاح ابن سيده عن سيبويه مَلَحْتُه ومَلَّحْته وأَمْلَحْته بمعنىً ومَلَح اللحمَ والجلدَ يَمْلَحُه مَلْحاً كذلك أَنشد ابن الأَعرابي تُشْلي الرَّمُوحَ وهِيَ الرَّمُوحُ حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ وقال أَبو ذؤيب يَسْتَنُّ في عُرُضِ الصحراء فائِرُه كأَنه سَبِطُ الأَهْدابِ مَمْلُوحُ يعني البحر شبّه السَّرابَ به وتقول مَلَحْتُ الشيءَ ومَلَّحْته فهو مملوح مُمَلَّحٌ مَلِيحٌ والمِلْحُ والمَلِيح خلاف العَذْب من الماء والجمع مِلْحَةٌ ومِلاح وأَمْلاح ومِلَح وقد يقال أَمواهٌ مِلْح ورَكيَّة مِلْحة وماء مِلْح ولا يقال مالح إِلاَّ في لغة رديئة وقد مَلُحَ مُلُوحة ومَلاحة ومَلَح يَمْلَح مُلوحاً بفتح اللام فيهما عن ابن الأَعرابي فإِن كان الماء عذباً ثم مَلُحَ قال أَمْلَحَ وبقلة مالِحة وحكى ابن الأَعرابي ماء مالحٌ كمِلْحٍ وإِذا وصفت الشيءَ بما فيه من المُلوحة قلت سمك مالح وبقلة مالحة قال ابن سيده وفي حديث عثمان رضي الله عنه وأَنا أَشرب ماءَ المِلْح أَي الشديدَ المُلوحة الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي قال ماء أُجاجٌ وقُعاع وزُعاق وحُراق وماءٌ يَفْقَأُ عينَ الطائر وهو الماء المالح قال وأَنشدنا بَحْرُكَ عَذْبُ الماءِ ما أَعَقَّهُ رَبُّك والمَحْرُومُ من لم يُسْقَهُ أَراد ما أَقَعَّه من القُعاع وهو الماء المِلْحُ فقلَب ابن شميل قال يونس لم أَسمع أَحداً من العرب يقول ماء مالح ويقال سَمك مالح وأَحسن منهما سَمك مَلِيح ومَمْلوح قال الجوهري ولا يقال مالح قال وقال أَبو الدُّقَيْش يقال ماء مالِح ومِلْحٌ قال أَبو منصور هذا وإِن وُجد في كلام العرب قليلاً لغة لا تنكر قال ابن بري قد جاء المالِح في أَشعار الفصحاء كقول الأَغْلَبِ العِجْلِيِّ يصف أُتُناً وحماراً تخالُه من كَرْبِهِنَّ كالِحا وافْتَرَّ صاباً ونَشُوقاً مالِحا وقال غَسَّان السَّلِيطيّ وبِيضٍ غِذاهُنَّ الحَليبُ ولم يكنْ غِذاهُنَّ نِينانٌ من البحر مالِحُ أَحَبُّ إِلينا من أُناسٍ بقَرْيةٍ يَموجُونَ مَوْجَ البحرِ والبحرُ جامحُ وقال عمر بن أَبي ربيعة ولو تَفلتْ في البحرِ والبحرُ مالحٌ لأَصْبَحَ ماءُ البحرِ من رِيقها عَذْبا قال ابن بري وجدت هذا البيت المنسوب إِلى عمر ابن أَبي ربيعة في شعر أَبي عُيَيْنَةَ محمد بن أَبي صُفْرة في قصيدة أَوّلها تَجَنَّى علينا أَهلُ مَكتومةَ الذَّنْبا وكانوا لنا سِلْماً فصاروا لنا حَرْبا وقال أَبو زِياد الكلابي صَبَّحْنَ قَوًّا والحِمامُ واقِعُ وماءُ قَوٍّ مالِحٌ وناقِعُ وقال جرير إِلى المُهَلَّبِ جَدَّ اللهُ دابِرَهُمْ أَمْسَوا رَماداً فلا أَصلٌ ولا طَرَفُ كانوا إِذا جَعَلوا في صِيرِهِمْ بِصَلاً ثم اشْتَوَوا كَنْعَداً من مالحٍ جَدَفوا قال وقال ابن الأَعرابي يقال شيء مالح كما يقال حامض قال ابن بري وقال أَبو الجَرَّاحِ الحَمْضُ المالح من الشجر قال ابن بري ووجه جواز هذا من جهة العربية أَن يكون على النسب مثل قولهم ماء دافق أَي ذو دَفْق وكذلك ماء مالح أَي ذو مِلْح وكما يقال رجل تارِسٌ أَي ذو تُرْس ودارِع أَي ذو دِرْع قال ولا يكون هذا جارياً على الفعل ابن سيده وسَمك مالح ومَليح ومَمْلوح ومُمَلَّح وكره بعضهم مَليحاً ومالحاً ولم يَرَ بيتَ عُذافِرٍ حُجَّةً وهو قوله لو شاءَ رَبي لم أَكُنْ كَرِيَّا ولم أَسُقْ لِشَعْفَرَ المَطِيَّا بِصْرِيَّةٍ تزوَّجت بِصْرِيَّا يُطْعِمُها المالحَ والطَّرِيَّا وقد عارض هذا الشاعرَ رجلٌ من حنيفة فقال أَكْرَيْتُ خَرْقاً ماجداً سَرِيَّا ذا زوجةٍ كان بها حَفِيَّا يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا وأَمْلَح القومُ وَرَدُوا ماء مِلْحاً وأَملَحَ الإِبلَ سقاها ماء مِلْحاً وأَمْلَحَتْ هي وردت ماء مِلْحاً وتَمَلَّحَ الرجلُ تَزَوَّدَ المِلْحَ أَو تَجَرَ به قال ابن مقبل يصف سحاباً تَرَى كلَّ وادٍ سال فيه كأَنما أَناخَ عليه راكبٌ مُتَمَلِّحُ والمَلاَّحَةُ مَنْبِتُ المِلْح كالبَقَّالة لمنبت البَقْل والمَمْلَحةُ ما يجعل فيه الملح والمَلاَّح صاحب المِلْح حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد حتى تَرَى الحُجُراتِ كلَّ عَشِيَّةٍ ما حَوْلَها كمُعَرَّسِ المَلاَّحِ ويروى الحَجَرات والمَلاَّحُ النُّوتيّ وفي التهذيب صاحب السفينة لملازمته الماءَ المِلْح وهو أَيضاً الذي يتعهد فُوهَةَ النهر ليُصْلحه وأَصله من ذلك وحِرْفَتُه المِلاحَةُ والمُلاَّحِيَّةُ وأَنشد الأَزهري للأَعشى تَكافَأَ مَلاَّحُها وَسْطَها من الخَوْفِ كَوْثَلَها يَلتَزِمْ ابن الأَعرابي المِلاحُ الريح التي تجري بها السفينة وبه سمي المَلاَّحُ مَلاَّحاً وقال غيره سمي السَّفَّانُ مَلاَّحاً لمعالجته الماءَ المِلْحَ بإِجراء السفن فيه ويقال للرجل الحديد مِلْحُه على رُكْبتيه قال مِسكينٌ الدَّارِميّ لا تَلُمْها إِنها من نِسْوَةٍ مِلحُها مَوْضوعةٌ فوق الرُّكَبْ قال ابن سيده أَنث فإِما أَن يكون جمعَ مِلْحة وإِما أَن يكون التأْنيث في المِلْح لغة وقال الأَزهري اختلف الناس في هذا البيت فقال الأَصمعي هذه زِنجِيَّة والمِلْح شحمها ههنا وسِمَنُ الزِّنْج في أَفخاذها وقال شمر الشحم يسمى مِلْحاً وقال ابن الأَعرابي في قوله ملحُها موضوعة فوق الرُّكَبْ قال هذه قليلة الوفاء والمِلْحُ ههنا يعني المِلْحَ يقال فلان مِلْحُه على ركبتيه إِذا كان قليل الوفاء قال والعرب تحلف بالمِلْح والماء تعظيماً لهما ومَلَحَ الماشيةَ مَلْحاً ومَلَّحها أَطعمها سَبِخَةَ المِلْح وهو مِلْح وتُراب والملح أَكثر وذلك إِذا لم يقدر على الحَمْضِ فأَطعمها هذا مكانه والمُلاَّحَة عُشبة من الحُمُوضِ ذات قُضُبٍ وورقٍ مَنْبِتُها القِفافُ وهي مالحة الطعم ناجعة في المال والجمع مُلاَّحٌ الأَزهري عن الليث المُلاَّحُ من الحَمْضِ وأَنشد يَخْبِطْنَ مُلاَّحاً كذاوي القَرْمَلِ قال أَبو منصور المُلاَّحُ من بقول الرياض الواحدة مُلاَّحة وهي بقلة غَضَّة فيها مُلُوحة مَنابِتُها القِيعانُ وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي النَّجِيبِ الرَّبَعِيِّ في وصفه روضةً رأَيتُها تَنْدى من بُهْمَى وصُوفانَةٍ ويَنَمَةٍ ومُلاَّحةٍ ونَهْقَةٍ والمُلاَّحُ بالضم والتشديد من نبات الحَمْضِ وفي حديث ظَبْيانَ يأْكلون مُلاَّحَها ويَرْعَوْنَ سِراحَها المُلاَّح ضرب من النبات والسِّراحُ جمع سَرْح وهو الشجرُ وقال ابن سيده قال أَبو حنيفة المُلاَّحُ حَمْضَة مثل القُلاَّم فيه حمرة يؤكل مع اللبن يُتَنَقَّلُ به وله حب يجمع كما يجمع الفَثُّ ويُخْبز فيؤكل قال وأَحْسِبُه سمي مُلاَّحاً للَّوْن لا للطعم وقال مَرَّةً المُلاَّحُ عُنْقُود الكَباثِ من الأَراك سمي به لطعمه كأَن فيه من حرارته مِلْحاً ويقال نبتٌ مِلْح ومالح للحَمْضِ وقَلِيبٌ مَليح أَي ماؤه مِلْح قال عنترة يصف جُعَلاً كأَنَّ مُؤَشّرَ العَضُدَينِ حَجْلاً هَدُوجاً بين أَقْلِبةٍ مِلاحِ والمِلْحُ الحُسْنُ من المَلاحة وقد مَلُحَ يَمْلُحُ مُلُوحةً ومَلاحةً ومِلْحاً أَي حَسُنَ فهو مَليح ومُلاحٌ ومُلاَّح والمُلاَّحُ أَمْلَحُ من المَليح قال تَمْشي بجَهْمٍ حَسَنٍ مُلاَّحِ أُجِمَّ حتى هَمَّ بالصِّياحِ يعني فرجها وهذا المثال لما أَرادوا المبالغة قالوا فُعَّال فزادوا في لفظه لزيادة معناه وجمع المَلِيحِ مِلاحٌ وجمع مُلاحٍ ومُلاَّحٍ مُلاحُون ومُلاَّحُونَ والأُنثى مَلِيحة واستَمْلَحه عَدَّه مَلِيحاً وقيل جمع المَلِيح مِلاحٌ وأَمْلاح عن أَبي عمرو مثل شَرِيف وأَشْراف وفي حديث جُوَيرية وكانت امرأَة مُلاحةً أَي شديدة المَلاحة وهو من أَبنية المبالغة وفي كتاب الزمخشري وكانت امرأَة مُلاحة أَي ذات مَلاحة وفُعالٌ مبالغة في فعيل مثل كريم وكُرام وكبير وكُبارٍ وفُعَّالٌ مَشدّداً أَبلغ منه التهذيب والمُلاَّحُ أَمْلَحُ من المَليح وقالوا ما أُمَيْلِحَه فَصَغَّروا الفعل وهم يريدون الصفة حتى كأَنهم قالوا مُلَيْحٌ ولم يصغروا من الفعل غيره وغير قولهم ما أُحَيْسِنَه قال الشاعر يا ما أُمَيْلِحَ غِزْلاناً عَطَونَ لنا من هؤُلَيَّاءِ بين الضَّالِ والسَّمُرِ والمُلْحة والمُلَحةُ الكلمة المَليحة وأَمْلَح جاء بكلمة مَليحة الليث أَمْلَحْتَ يا فلانُ بمعنيين أَي جئت بكلمة مَلِيحة وأَكثرت مِلْحَ القِدْرِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت لها امرأَة أَزُمُّ جَمَلي هل عليَّ جُناحٌ ؟ قالت لا فلما خرجت قالوا لها إِنها تعني زوجها قالت رُدُّوها عليَّ مُلْحةٌ في النار اغسلوا عني أَثرها بالماء والسِّدْرِ المُلْحَة الكلمة المليحة وقيل القبيحة وقولها اغسلوا عني أَثرها تعني الكلمة التي أَذِنَتْ لها بها ردُّوها لأُعلمها أَنه لا يجوز قال أَبو منصور الكلام الجيد مَلَّحْتُ القِدْر إِذا أَكثرت مِلْحَها بالتشديد ومَلَّحَ الشاعرُ إِذا أَتى بشيء مَلِيح والمُلْحَةُ بالضم واحدة المُلَحِ من الأَحاديث قال الأَصمعي بَلَغْتُ بالعلم ونِلْتُ بالمُلَح والمَلْح المُلَحُ من الأَخبار بفتح الميم والمِلْحُ العلم والمِلْحُ العلماء وأَمْلِحْني بنفسك زَيِّنِّي التهذيب سأَل رجل آخر فقال أُحِبُّ أَن تُمْلِحَني عند فلان بنفسك أَي تُزَيِّنَني وتُطْريَني الأَصمعي الأَمْلَحُ الأَبْلَقُ بسواد وبياض والمُلْحة من الأَلوان بياض تشوبه شعرات سود والصفة أَمْلَح والأُنثى مَلْحاء وكل شعر وصوف ونحوه كان فيه بياض وسواد فهو أَمْلح وكبش أَمْلَحُ بَيِّنُ المُلْحةِ والمَلَح وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتيَ بكبشين أَمْلَحَينِ فذبحهما وفي التهذيب ضَحَّى بكبشين أَملحين قال الكسائي وأَبو زيد وغيرهما الأَمْلَح الذي فيه بياض وسواد ويكون البياض أَكثر وقد امْلَحَّ الكبش امْلِحاحاً صار أَمْلَح وفي الحديث يُؤْتى بالموت في صورة كبش أَمْلَح ويقال كبش أَمْلَحُ إِذا كان شعره خَلِيساً قال أَبو دُبْيانَ ابنُ الرَّعْبَلِ أَبْغَضُ الشيوخ إِليَّ الأَقْلَحُ الأَملَحُ الحَسُوُّ الفَسُوُّ وفي حديث خَبَّاب لكنْ حمزةُ لم يكن له إِلاَّ نَمِرةٌ مَلْحاءُ أَي بُرْدَة فيها خطوط سود وبيض ومنه حديث عبيد بن خالد
( * قوله « ومنه حديث عبيد بن خالد إلخ » نصه كما بهامش النهاية كنت رجلاً شاباً بالمدينة فخرجت في بردين وأَنا مسبلهما فطعنني رجل من خلفي اما باصبعه واما بقضيب كان معه فالتفت إلخ ) خرجت في بردين وأَنا مُسْبِلُهما فالتفتُّ فإِذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إِنما هي مَلْحاء قال وإِن كانت مَلْحاء أَما لك فيَّ أُسْوَةٌ ؟ والمَلْحاء من النِّعاج الشَّمطاءُ تكون سوداء تُنْفِذها شعرةٌ بيضاء والأَمْلَحُ من الشَّعَرِ نحو الأَصْبَح وجعل بعضهم الأَمْلَح الأَبيضَ النقيَّ البياض وقيل المُلْحة بياض إِلى الحمرة ما هو كلون الظبي أَبو عبيدة هو الأَبيض الذي ليس بخالص فيه عُفْرة ورجل أَمْلَحُ اللحية إِذا كان يعلو شعرَ لحيته بياضٌ من خِلْقةٍ ليس من شيب وقد يكون من شيب ولذلك وصف الشيب بالمُلحَة أَنشد ثعلب لكلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْوُبا حتى اكتَسَى الشيبُ قِناعاً أَشْهَبا أَمْلَح لا لَذًّا ولا مُحَبَّبا وقيل هو الذي بياضه غالب لسواده وبه فسر بعضهم هذا البيت والمُلْحة والمَلَحُ في جميع شعر الجسد من الإِنسان وكلِّ شيء بياضٌ يعلو السواد والمُلْحة أَشدُّ الزَّرَق حتى يَضْرِب إِلى البياض وقد مَلِح مَلَحاً وامْلَحَّ وأَمْلَح الأَزهري الزُّرْقَةُ إِذا اشتدّت حتى تضرب إِلى البياض قيل هو أَمْلَحُ العين ومنه كتيبة مَلْحاءُ وقال حَسانُ بن ربيعة الطائي وإِنا نَضْرِبُ المَلْحَاءَ حتى تُوَالِّي والسُّيُوفُ لنا شُهودُ قال ابن بري المشهور من الرواية وأَنا نضرب الملحاء بفتح الهمزة وقبله لقد عَلِمَ القبائلُ أَن قومي ذَوو حَدٍّ إِذا لُبِسَ الحَديدُ قال ومعنى قوله حتى تولي أَي حتى تفرّ مولية يعني كتيبة أَعدائه وجعل تفليل السيوف شاهداً على مقارعة الكتائب ويروى لها شهود فمن روى لنا شهود فإِنه جعل فُلولَها شُهوداً لهم بالمقارعة ومن روى لها أَراد أَن السيوف شهود على مقارعتها وذلك تفليلها ومَِلْحانُ جُمادَى الآخرة سمي بذلك لابيضاضه بالثلج قال الكميت إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ جُمْراً جُنُوبُها لِشَيْبانَ أَو مَلْحانَ واليومُ أَشْهَبُ شَِيبْانُ جُمادَى الأُولى وقيل كانون الأَول ومَِلْحانُ كانون الثاني سمي بذلك لبياض الثلج الأَزهري عمرو بن أَبي عمرو شِيبانُ بكسر الشين ومَِلْحان من الأَيام إِذا ابيضت الأَرض من الجَلِيتِ والصَّقِيعِ الجوهري يقال لبعض شهور الشتاء مَِلْحانُ لبياض ثلجه والمُلاَّحِيُّ بالضم وتشديد اللام ضرب من العنب أَبيض في حبه طول وهو من المُلْحة وقال أَبو قيس ابنُ الأَسْلَت وقد لاحَ في الصبحِ الثرَيَّا كما ترى كعُنْقودِ مُلاَّحِيَّةٍ حين نَوَّرا ابن سيده عنب مُلاحِيٌّ أَبيض قال الشاعر ومن تَعاجيبِ خَلْقِ اللهِ غاطِيَةٌ يُعْصَرُ منها مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ قال وحكى أَبو حنيفة مُلاَّحِيّ وهي قليلة وقال مرة إِنما نسبه إِلى المُلاَّحِ وإِنما المُلاَّحُ في الطَّعْم والمُلاحِيُّ من الأَراك الذي فيه بياض وشُهْبة وحُمْرة وأَنشد لمُزاحِمٍ العُقيْلِيّ فما أُمُّ أَحْوَى الطُّرَّتَيْنِ خَلا لَها بقُرَّى مُلاحِيٌّ من المَرْدِ ناطِفُ والمُلاحِيُّ تِينٌ صِغار أَمْلَحُ صادق الحلاوة ويُزَبَّبُ وامْلاحَّ النخلُ تلوَّن بُسْرُه بحمرة وصفرة وشجرةٌ مَلْحاء سقط ورقها وبقيت عيدانها خُضْراً والمَلْحاء من البعير الفِقَرُ التي عليها السَّنامُ ويقال هي ما بين السَّنامِ إِلى العَجُز وقيل المَلْحاء لَحْمُ مُسْتَبْطِنِ الصُّلْبِ من الكاهل إِلى العجز قال العجاج موصولة المَلْحاءِ في مُسْتَعْظمِ وكَفَلٍ من نَحْضِه مُلَكَّمِ والمَلْحاءُ ما انْحَدَرَ عن الكاهل إِلى الصلب وقوله رَفَعُوا رايةَ الضِّرابِ ومَرُّوا لا يبالونَ فارسَ المَلْحاءِ يعني بفارس المَلْحاءِ ما على السَّنام من الشحم التهذيب والمَلْحاءُ وَسَط الظهر بين الكاهل والعجز وهي من البعير ما تحت السَّنام قال وفي المَلْحاءِ سِتّ مَحالاتٍ والجمع مَلْحاوات الفرّاء المَلِيحُ الحليم والراسِبُ والمِرَبُّ الحليم ابن الأَعرابي المِلاحُ المِخْلاة وجاء في الحديث أَن المختار لما قتل عمر بن سعد جعل رأْسه في مِلاح وعَلَّقه المِلاحُ المِخْلاة بلغى هذيل وقيل هو سِنانُ الرمح قال والمِلاحُ السُّترة والمِلاحُ الرمح والمِلاحُ أَن تَهُبَّ الجَنُوبُ بعد الشَّمال ويقال أَصبنا مُلْحةً من الربيع أَي شيئاً يسيراً منه وأَصاب المالُ مُلْحَةً من الربيع لم يستمكن منه فنال منه شيئاً يسيراً والمِلْحُ السِّمَنُ القليل وأَمْلَحَ البعيرُ إِذا حمل الشحم ومُلِح فهو مَمْلوحٌ إِذا سمن ويقال كان ربيعنا مَمْلوحاً وكذلك إِذا أَلْبَنَ القومُ وأَسْمَنُوا ومُلِّحَت الناقة فهي مُمَلَّحٌ سمنَت قليلاً ومنه قول عروة بن الورد أَقَمْنا بها حِيناً وأَكثرُ زادِنا بقيةُ لَحْمٍ من جَزُورٍ مُمَلَّحِ وجَزُورٌ مُمَلَّحٌ فيها بقية من سمن وأَنشد ابن الأَعرابي ورَدَّ جازِرُهُم حَرْفاً مُصَهَّرَةً في الرأْسِ منها وفي الرِّجْلَيْنِ تَمْلِيحُ أَي سِمَنٌ يقول لا شحم لها إِلا في عينها وسُلاماها كما قال ما دام مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْن قال أَول ما يبدأُ السِّمَنُ في اللسان والكَرِش وآخر ما يبقى في السُّلامَى والعين وتَمَلَّحتِ الإِبلُ كَمَلَّحَتْ وقيل هو مقلوب عن تَحَلَّمَتْ أَي سمنت وهو قول ابن الأَعرابي قال ابن سيده ولا أُرى للقلب هنا وجهاً قال وأُرى مَلَحتِ الناقةُ بالتخفيف لغة في مَلَّحتْ وتَمَلَّحَت الضِّبابُ كَتَحَلَّمت أَي سمنت ومَلَّحَ القِدْرَ جعل فيها شيئاً من شحم التهذيب عن أَبي عمرو أَمْلَحْتُ القِدْرَ بالأَلف إِذا جعلت فيها شيئاً من شحم وروي عن ابن عباس أَنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادقُ يُعْطى ثلاثَ خصال المُلْحَةَ والمَهابةَ والمحبةَ الملحة بالضم البركة يقال كان ربيعنا مَمْلُوحاً فيه أَي مُخْصِباً مباركاً وهي من مَلَّحَتِ الماشيةُ إِذا ظهر فيها السِّمَنُ من الربيع والمِلْحُ البركة يقال لا يُبارِك الله فيه ولا يُمَلِّحُ قاله ابن الأَنباري وقال ابن بُزُزْجٍ مَلَحَ الله فيه فهو مَمْلوحٌ فيه أَي مبارك له في عيشه وماله قال أَبو منصور أَراد بالمُلْحة البركة وإِذا دُعِيَ عليه قيل لا مَلَّحَ الله فيه ولا بارك فيه وقال ابن سيده في قوله الصادق يُعْطى المُلْحةَ قال أُراه من قولهم تَمَلَّحَتِ الإِبلُ سمنت فكأَنه يريد الفضل والزياجة وفي حديث عمرو ابن حُرَيْثٍ
( * قوله « وفي حديث عمرو بن حريث إلخ » صدره كما بهامش النهاية قال عبد الملك لعمرو بن حريث أي الطعام أَكلت أحب اليك ؟ قال عناق قد أجيد إلخ ) عَناقٌ قد أُجيدَ تَمْلِيحُها وأُحْكِمَ نُضْجُها ابن الأَثير التمليح ههنا السَّمْطُ وهو أَخذ شعرها وصوفها بالماء وقيل تمليحها تسمينها من الجزور المُمَلَّح وهو السمين ومنه حديث الحسن ذكرت له التوراة فقال أَتريدون أَن يكون جلدي كجلد الشاة المَمْلوحة ؟ يقال مَلَحْتُ الشاةَ ومَلَّحْتها إِذا سَمَطْتها والمِلْحُ الرَّضاعُ قال أَبو الطَّمَحانِ وكانت له إِبل يَسْقِي قوماً من أَلبانها ثم أَغاروا عليها فأَخذوها وإِني لأَرْجُو مِلْحها في بُطُونِكم وما بَسَطَتْ من جِلْدِ أَشْعَثَ أَغْبَرا وذلك أَنه كان نزل عليه قوم فأَخذوا إِبله فقال أَرجو أَن تَرْعَوْا ما شَرِبْتُم من أَلبنان هذه الإِبل وما بَسَطتْ من جلود قوم كأَنَّ جلودهم قد يبست فسمنوا منها قال ابن بري صوابه أَغبر بالخفض والقصيدة مخفوضة الروي وأَوَّلها أَلا حَنَّتِ المِرْقالُ واشْتاقَ رَبُّها ؟ تَذَكَّرُ أَرْماماً وأَذْكُرُ مَعْشَرِي قال يقول إِني لأَرجو أَن يأْخذكم الله بحرمة صاحبها وغَدْرِكم به وكانوا استاقوا له نَعماً كان يسقيهم لبنها ورأَيت في بعض حواشي نسخ الصحاح أَن ابن الأَعرابي أَنشد هذا البيت في نوادره وما بَسَطتْ من جِلدِ أَشعَثَ مُقْتِرِ الجوهري والمَلْح بالفتح مصدر قولك مَلَحْنا لفلان مَلْحاً أَرْضعناه وقول الشاعر لا يُبْعِد اللهُ رَبُّ العِبا دِ والمِلْح ما وَلَدَت خالِدَهْ يعني بالمِلْح الرَّضاع قال أَبو سعيد المِلْحُ في قول أَبي الطَّمَحانِ الحرمة والذِّمامُ ويقال بين فلان وفلان مِلْحٌ ومِلْحَةٌ إِذا كان بينهما حرمة فقال أَرجو أَن يأْخذكم الله بحرمة صاحبها وغَدْرِكم بها قال أَبو العباس العرب تُعَظِّمُ أَمر المِلح والنار والرماد الأَزهري وقولهم مِلْح فلان على رُكْبَتيه فيه قولان أَحدهما أَنه مُضَيِّعٌ لحقِّ الرضاع غير حافظ له فأَدنى شيء يُنْسيه ذِمامَه كما أَن الذي يضع المِلْح على ركبتيه أَدنى شيء يُبَدِّدُه والقول الآخر أَنه سَيء الخلق يغضب من أَدنى شيء كما أَنَّ المِلح على الرُّكْبة يَتَبَدَّدُ من أَدنى شيء وروي قوله والمِلح ما ولدت خالده بكسر الحاء عطفه على قوله لا يبعد الله وجعل الواو واو القسم ابن الأَعرابي المِلْحُ اللبنُ ابن سيده مَلَحَ رَضعَ الأَزهري يقال مَلَحَ يَمْلَحُ ويَمْلُحُ إِذا رضع ومَلَح الماءُ ومَلُحَ يَمْلُحُ مَلاحةً والمِلاحُ المُراضَعة الليث المِلاحُ الرَّضاعُ وفي حديث وَفْدِ هَوازِنَ أَنهم كلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَبْيِ عَشائرهم فقال خطيبُهم إِنا لو كنا مَلَحْنا للحرث بن أَبي شَمِر أَو للنعمان بن المنذِرِ ثم نزل مَنْزِلك هذا منا لحفظ ذلك لنا وأَنت خير المكفولين فاحفظ ذلك قال الأَصمعي في قوله مَلَحْنا أَي أَرْضَعْنا لهما وإِنما قال الهَوازِنيُّ ذلك لأَن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مُسْتَرضَعاً فيهم أَرضعته حليمة السعدية والمُمَالَحة المُراضعة والمُواكلة قال ابن بري قال أَبو القاسم الزجاجي لا يصح أَن يقال تَمالَحَ الرجلان إِذا رضع كل واحد منهما صاحبه هذا مُحال لا يكون وإِنما المِلْحُ رَضاع الصبي المرأَةَ وهذا ما لا تصح فيه المفاعلة فالمُمَالحة لفظة مولَّدة وليست من كلام العرب قال ولا يصح أَن يكون بمعنى المواكلة ويكون مأْخوذاً من المِلْح لأَن الطعام لا يخلو من الملح ووجه فساد هذا القول أَن المفاعلة إِنما تكون مأْخوذة من مصدر مثل المُضاربة والمقاتلة ولا تكون مأْخوذة من الأَسماء غير المصادر أَلا ترى أَنه لا يحسن أَن يقال في الاثنين إِذا أَكلا خبزاً بينهما مُخَابزَة ولا إِذا أَكلا لحماً بينهما مُلاحَمة ؟ وفي الحديث لا تُحَرِّمُ المَلْحةُ والمَلْحتان أَي الرَّضْعة والرَّضْعتان فأَما بالجيم فهو المصَّة وقد تقدمت والمَِلْح بالفتح والكسر الرَّضْعُ والمَلَحُ داء وعيب في رجل الدابة وقد مَلِحَ مَلَحاً فهو أَمْلَحُ والمَلَحُ بالتحريك وَرَم في عُرْقوب الفرس دون الجَرَدِ فإِذا اشتدَّ فهو الجَرَدُ والمَلْحُ سرعة
( * قوله « والملح سرعة إلخ » يقال ملح الطائر كمنع كثرت سرعة خفقانه كما في القاموس ) خَفَقانِ الطائر بجناحيه قال مَلْح الصُّقُورِ تحتَ دَجْنٍ مُغْيِنِ قال أَبو حاتم قلت للأَصمعي أَتراه مقلوباً من اللَّمْح ؟ قال لا إِنما يقال لَمَحَ الكوكَبُ ولا يقال مَلَح فلو كان مقلوباً لَجَاز أَن يقال مَلَح والأَمْلاحُ موضع قال طَرَفَةُ بن العَبْد عَفا من آلِ لَيْلَى السَّهْ بُ فالأَمْلاحُ فالغَمْرُ وهذه كلها أَسماء أَماكن ابن سيده ومُلَيْح والمُلَيْحُ ومُلَيْحَةُ وأَمْلاحٌ ومَلَحٌ والأُمَيْلِحُ والأَمْلَحانِ وذاتُ مِلْحٍ كلها مواضع قال جرير كأَنَّ سَلِيطاً في جَواشِنِها الحَصى إِذا حَلَّ بينَ الأَمْلَحَيْنِ وَقِيرُها قوله في جواشِنَها الحضى أَي كأَنَّ أَفْهاراً في صدورهم وقيل أَراد أَنهم غلاظ كأَنَّ في قلوبهم عُجَراً قال الأَخطل بمُرْتَجِزٍ داني الرِّبابِ كأَنه على ذاتِ مِلْحٍ مُقْسِمٌ ما يَرِيمُها وبنو مُلَيْحٍ بطن وبنو مِلْحانَ كذلك والأُمَيْلِحُ موضع في بلاد هُذَيل كانت به وقعة قال المتنخل لا يَنْسَأُ الله مِنَّا مَعْشَراً شَهِدُوا يومَ الأُمَيْلِح لا غابُوا ولا جَرَحوا يقول لم يغيبوا فنُكْفَى أَن يُؤْسَرُوا أَو يُقْتَلوا ولا جَرَحوا أَي ولا قاتلوا إِذ كانوا معنا ويقال للنَّدَى الذي يسقط بالليل على البَقْل أَمْلَحُ لبياضه وقول الراعي يصف إِبلاً أَقامتْ به حَدَّ الربيعِ وَجارُها أَخُو سَلْوَةٍ مَسَّى به الليلُ أَمْلَحُ يعني الندى يقول أَقامت بذلك الموضع أَيام الربيع فما دام الندى فهو في سلوة من العيش وإِنما قال مَسَّى به لأَنه يسقط بالليل أَراد بجارها ندى الليل يجيرها من العطش والمَلْحاءُ والشَّهْباء كتيبتان كانتا لأَهل جَفْنَة قال الجوهري والمَلْحاء كتيبة كانت لآل المُنْذِر قال عمرو بن شاسٍ الأَسَدِيّ يُفَلِّقْنَ رأْسَ الكوكَبِ الفَخْمِ بعدَما تَدُورُ رَحَى المَلْحاءِ في الأَمرِ ذي البَزْلِ والكوكبُ الرئيسُ المُقَدَّم والبَزْل الشدة ومُلْحةُ اسم رجل ومُلْحةُ الجَرْمِيّ شاعر من شعرائهم ومُلَيْحٌ مصغراً حَيّ من خُزاعة والنسبة إِليهم مُلَحِيٌّ مثال هُذَليٍّ التهذيب والمِلاحُ أَن تشتكي الناقة حَياءَها فتؤخذَ خِرْقةٌ ويُطْلى عليها دواء ثم تُلْصَقَ على الحياء فيَبرَأَ وقال أَبو الهيثم تقول العرب للذي يَخْلِطُ كذباً بصِدْقٍ هو يَخْصف حِذاءَه وهو يَرْتَثِئُ إِذا خَلَط كذباً بحق ويَمْتَلِحُ مثله فإِذا قالوا فلان يَمْتَلِح فهو الذي لا يُخْلِصُ الصدق وإِذا قالوا عند فلان كذب قليل فهو الصَّدُوق الذي لا يكذب وإِذا قالوا إِن فلاناً يَمْتَذِقُ فهو الكذوب

( منح ) مَنَحَه الشاةَ والناقَةَ يَمْنَحه ويَمْنِحُه أَعاره إِياها الفراء مَنَحْته أَمْنَحُه وأَمْنِحُه في باب يَفْعَلُ ويَفْعِلُ وقال اللحياني مَنَحَه الناقةَ جعل له وَبَرَها ووَلدَها ولبنها وهي المِنْحة والمَنِيحة قال ولا تكون المَنِيحةُ إِلاَّ المُعارَةَ للبن خاصة والمِنْحةُ منفعته إِياه بما يَمْنَحْه ومَنَحَه أَعطاه قال الجوهري والمَنِيحة مِنْحةُ اللبن كالناقة أَو الشاة تعطيها غيرك يحتلبها ثم يردّها عليك وفي الحديث هل من أَحد يَمْنَحُ من إِبله ناقةً أَهلَ بيتٍ لا دَرَّ لهم ؟ وفي الحديث ويَرْعَى عليهما مِنْحةً من لبن أَي غنم فيها لبن وقد تقع المِنْحةُ على الهبة مطلقاً لا قَرْضاً ولا عارية وفي الحديث أَفضلُ الصدقة المَنِيحةُ تَغْدُو بعِشاء وتروح بعِشاء وفي الحديث من مَنَحه المشركون أَرضاً فلا أَرض له لأَن من أَعاره مُشْرِكٌ أَرضاً ليزرعها فإِن خَراجها على صاحبها المشرك لا يُسْقِطُ الخَراجَ نه مِنْحَتُه إِياها المسلمَ ولا يكون على المسلم خَراجُها وقيل كل شيء تَقْصِد به قَصْدَ شيء فقد مَنَحْتَه إِياه كما تَمْنَحُ المرأَةُ وجهَها المرأَةَ كقول سُوَيْدِ بن كُراع تَمْنَحُ المرأَةَ وَجْهاً واضِحاً مثلَ قَرْنِ الشمسِ في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ قال ثعلب معناه تُعطي من حسنها للمرأَة هكذا عدّاه باللام قال ابن سيده والأَحسن أَن يقول تُعْطي من حسنها المرأَةَ وأَمْنَحَتِ الناقة دنا نَتاجُها فهي مُمْنِحٌ وذكره الأَزهري عن الكسائي وقال قال شمر لا أَعرف أَمْنَحَتْ بهذا المعنى قال أَبو منصور هذا صحيح بهذا المعنى ولا يضره إِنكار شمر إِياه وفي الحديث من مَنَح مِنْحةَ ورِق أَو مَنَح لَبَناً كان كعتق رقبة وفي النهاية لابن الأَثير كان له كعَدْلِ رقبة قال أَحمد بن حنبل مِنْحةُ الوَرِق القَرْضُ قال أَبو عبيد المِنْحَةُ عند العرب على معنيين أَحدهما أَن يعطي الرجلُ صاحبه المال هبة أَو صلة فيكون له وأَما المِنْحةُ الأُخرى فأَن يَمْنَح الرجلُ أَخاه ناقة أَو شاة يَحْلُبها زماناً وأَياماً ثم يردّها وهو تأْويل قوله في الحديث الآخر المِنْحَة مردودة والعارية مؤداة والمِنْحة أَيضاً تكون في الأَرض يَمْنَحُ الرجلُ آخر أَرضاً ليزرعها ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم من كانت له أَرض فليزرعْها أَي يَمْنَحْها أَخاه أَو يدفعها إِليه حتى يزرعَها فإِذا رَفَع زَرْعَها ردّها إِلى صاحبها ورجل مَنَّاح فَيَّاح إِذا كان كثير العطايا وفي حديث أُم زرع وآكُلُ فأَتَمَنَّحُ أَي أَطْعِمُ غيري وهو تَفَعُّل من المَنْحِ العطية قال والأَصل في المَنِيحة أَن يجعل الرجلُ لبنَ شاته أَو ناقته لآخر سنة ثم جعلت كل عطية منيحة الجوهري المَنْحُ العطاء قال أَبو عبيد للعرب أَربعة أَسماء تضعها مواضع العارية المَنِيحةُ والعَرِيَّةُ والإِفْقارُ والإِخْبالُ واسْتَمْنَحه طلب مِنْحته أَي اسْتَرْفَدَه والمَنِيحُ القِدْحُ المستعار وقيل هو الثامن من قِداح المَيْسِر وقيل المَنِيحُ منها الذي لا نصيب له وقال اللحياني هو الثالث من القِداح الغُفْل التي ليست لها فُرُضٌ ولا أَنصباء ولا عليها غُرْم وإِنما يُثَقَّل بها القِداحُ كراهيةَ التُّهمةِ اللحياني المَنِيحُ أَحد القِداح الأَربعة التي ليس لها غُنْم ولا غُرْم أَوّلها المُصَدَّرُ ثم المُضَعَّفُ ثم المَنِيح ثم السَّفِيح قال والمَنِيح أَيضاً قِدْحُ من أَقداح الميسر يُؤْثَرُ بفوزه فيستعار يُتَيَمَّنُ بفوزه والمَنِيح الأَوّل من لَغْوِ القِداح وهو اسم له والمَنِيحُ الثاني المستعار وأَما حديث جابر كنتُ مَنِيحَ أَصحابي يوم بدر فمعناه أَي لم أَكن ممن يُضْرَبُ له بسهم مع المجاهدين لصغري فكنت بمنزلة السهم اللغو الذي لا فوز له ولا خُسْرَ عليه وقد ذكر ابن مُقْبل القِدْحَ المستعار الذي يتبرك بفوزه إِذا امْتَنَحَتْه من مَعَدٍّ عِصابةٌ غَدا رَبُّه قبل المُفِيضِينَ يَقْدَحُ يقول إِذا استعاروا هذا القِدْحَ غدا صاحبُه يَقْدَحُ النارَ لثِقَتِه بفوزه وهذا هو المَنِيحُ المستعار وأَما قوله فمَهْلاً يا قُضاعُ فلا تكونِي مَنِيحاً في قِداحِ يَدَيْ مُجِيلِ فإِنه أَراد بالمنيح الذي لا غُنْمَ له ولا غُرْمَ عليه قال الجوهري والمَنِيحُ سهم من سهام الميسر مما لا نصيب له إِلاَّ أَن يُمْنَحَ صاحبُه شيئاً والمَنُوحُ والمُمانِحُ من النوق مثل المُجالِح وهي التي تَدِرُّ في الشتاء بعدما تذهب أَلبانُ الإِبل بغير هاء وقد مانَحَتْ مِناحاً ومُمانَحةً وكذلك مانَحَتِ العينُ إِذا سالتْ دموعُها فلم تنقطع والمُمانِحُ من المطر الذي لا ينقطع قال ابن سيده والمُمانِحُ من الإِبل التي يبقى لبنها بعدما تذهب أَلبان الإِبل وقد سمَّت مانِحاً ومَنَّاحاً ومَنِيحاً قال عبد الله بن الزبير يَهْجُو طَيِّئاً ونحنُ قَتَلْنا بالمَنِيحِ أَخاكُمُ وَكِيعاً ولا يُوفي من الفَرَسِ البَغْلُ أَدخل الأَلف واللام في المنيح وإِن كان علماً لأَن أَصله الصفة والمَنِيحُ هنا رجل من بني أَسد من بني مالك والمَنِيحُ فرس قيس بن مسعود والمَنِيحةُ فرسِ دثار بن فَقْعَس الأَسَدِيّ

( ميح ) ماحَ في مِشْيته يَمِيحُ مَيْحاً ومَيْحُوحة تَبَخْتر وهو ضرب حسن من المشي في رَهْوَجة حَسَنةٍ وهو مشي كمشي البَطَّة وامرأَة مَيَّاحة قال مَيَّاحة تَمِيحُ مَشْياً رَهْوَجا والمَيْحُ مشي البطة قال صادَتْكَ بالأُنْسِ وبالتَّمَيُّحِ التهذيب البطة مَشْيُها المَيْحُ قال رؤبة من كلِّ مَيَّاحٍ تَراه هَيْكَلا أَرْجَلَ خِنْذِيذٍ وعينٍ أَرْجَلا وتَمايَح السكرانُ والغصنُ تمايل وماحَتِ الريحُ الشجرةَ أَمالتها قال المَرَّارُ الأَسَدِيُّ كما ماحَتْ مُزَعْزِعَةٌ بغِيلٍ يَكادُ ببعضِه بعضٌ يَمِيلُ وتَمَيَّح الغصنُ تَمَيَّلَ يميناً وشمالاً والمَيْحُ أَن يدخل البئر فيملأً الدلو وذلك إِذا قل ماؤها ورجل مائحٌ من قوم ماحة الأَزهري عن الليث المَيْحُ في الاستقاء أَن ينزل الرجلُ إِلى قرار البئر إِذا قل ماؤها فيملأَ الدلو بيده يَميحُ فيها بيده ويَميحُ أَصحابه والجمع ماحة وفي حديث جابر أَنهم وردوا بئراً ذَمَّةً أَي قليلاً ماؤها قال فنزلنا فيها ستةً ماحةً وأَنشد أَبو عبيدة يا أَيُّها المائحُ دَلوِي دُونَكا إِني رأَيتُ الناسَ يَحْمَدُونَكا والعرب تقول هو أَبْصَرُ من المائح باسْتِ الماتح تعني أَن الماتح فوق المائح فالمائح يرى الماتح ويرى استه وقد ماحَ أَصحابَه يَمِيحُهم وقول صَخْر الغَيّ كأَنَّ بَوانِيَه بالمَلاَ سَفائنُ أَعْجَمَ مايَحْنَ رِيفا قال السكري مايَحْنَ امْتَحْنَ أَي حَمَلْنَ من الرِّيفِ هذا تفسيره وماحَه مَيْحاً أَعطاه والمَيْحُ يجري مَجْرَى المنفعة وكلُّ من أَعْطى معروفاً فقد ماحَ ومِحْتُ الرجلَ أَعطيته واسْتَمَحْتُه سأَلته العطاء ومِحْتُه عند السلطان شَفَعْتُ له واسْتَمَحْتُه سأَلته أَن يشفع لي عنده والامْتِياحُ مثل المَيْحِ والسائل مُمْتاحٌ ومُسْتَمِيح والمسؤول مُسْتَماحٌ ويقال امْتاحَ فلانٌ فلاناً إِذا أَتاه يطلب فضله فهو مُمْتاحٌ وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما فقالت وامْتاحَ من المَهْواة أَي استقى هو افْتَعَلَ من المَيْح العطاء وامْتاحت الشمسُ ذِفْرَى البعير إِذا اسْتَدَرَّتْ عَرَقَه وقال ابن فَسْوة يذكر ناقته ومُعَذِّرَها إِذا امْتاحَ حَرُّ الشمسِ ذِفْراه أَسْهَلَتْ بأَصْفَرَ منها قاطِراً كلَّ مَقْطَرِ الهاء في ذفراه للمُعَذِّرِ وقول العُجَيْرِ السَّلوليّ ولي مائحٌ لم يُورَدِ الماءُ قَبْلَه يُعَلِّي وأَشْطانُ الدِّلاءِ كثيرُ إِنما عنى بالمائح لسانه لأَنه يَميحُ من قلبه وعنى بالماء الكلام وأَشطان الدلاء أَي أَسبابُ الكلام كثير لديه غير متعذر عليه وإِنما يصف خصوماً خاصمهم فغلبهم أَو قاومهم والمَيْحُ المنفعة وهو من ذلك ابن الأَعرابي ماحَ إِذا استاك وماحَ إِذا تبختر وماحَ إِذا أَفضل وماحَ فاه بالسواك يَميحُ مَيْحاً شاصه وسَوَّكه قال يَمِيحُ بعُودِ الضَّرْوِ إِغْرِيضَ ثَغْبِه جَلا ظَلْمَه من دونِ أَن يَتَهَمَّما وقيل هو استخراج الريق بالمسواك وقول الراعي يصف امرأَة وعَذْب الكَرَى يَشْفِي الصَدَى بعد هَجْعةٍ له من عُرُوقِ المُسْتَظَلَّةِ مائحُ يعني بالمائح السواك لأَنه يَمِيح الريقَ كما يَمِيحُ الذي ينزل في القَلِيبِ فيَغْرِفُ الماء في الدلو وعنى بالمظلة الأَراكة ومَيَّاحٌ اسم ومَيَّاحٌ اسم فرس عُقْبَة بن سالم

( نبح ) النَّبْحُ صوت الكلب نَبَحَ الكلبُ والظبي والتيس والحية يَنْبِحُ ويَنْبَحُ نَبْحاَ ونَبِيحاً ونُباحاً بالضم ونِباحاً بالكسر ونُبُوحاَ وتَنْباحاً التهذيب والظبي يَنْبَحُ في بعض الأَصوات وأَنشد لأَبي دُواد وقُصْرَى شَنِج الأَنْسا ءِ نَبَّاحٍ من الشُّعْبِ رواه الجاحظ نَبَّاح من الشَّعْبِ وفسره يعني من جهة الشَّعْبِ وأَنشد ويَنْبَحُ بينَ الشَّعْبِ نَبْحاً كأَنه نُبَاحُ سَلُوقٍ أَبْصَرتْ ما يَرِيبُها وقال الظبي إِذا أَسَنَّ ونبتت لقرونه شُعَبٌ نَبَحَ قال أَبو منصور والصواب الشُّعْبُ جمع الأَشْعَبِ وهو الذي انشعب قرناه الأَزهري التيس عند السِّفاد يَنْبَحُ والحية تَنْبَحُ في بعض أَصواتها وأَنشد يأْخُذُ فيه الحَيَّةَ النَّبُوحا والنَّوابِحُ والنُّبُوحُ جماعة النابح من الكلاب أَبو خَيْرَةَ النُّباحُ صوت الأَسْود يَنْبَحُ نُبَاحَ الجِرْو أَبو عمرو النَّبْحاء الصَّيَّاحة من الظِّباء ابن الأَعرابي النَّبَّاحُ الظبي الكثير الصِّياح والنَّبَّاحُ الهُدْهُد الكثيرُ الفَرْقَرةِ ويقول الرجلُ لصاحبه إِذا قَضِيَ له عليه وَكَلْتُكَ العامَ من كلب بتَنْباح وكلب نابح ونَبَّاح قال ما لَكَ لا تَنْبَحُ يا كَلْبَ الدَّوْمْ قد كنتَ نَبَّاحاً فما لَكَ اليَوْمْ ؟ قال ابن سيده هؤلاء قوم انتظروا قوماً فانتظروا نُِباحَ الكلب ليُنْذِرَ بهم وكلابٌ نَوابِحُ ونُبَّحٌ ونُبُوحٌ وأَنْبَحَه جعله يَنْبَحُ قال عبدُ بن حَبيب الهُذَلي فأَنْبَحْنا الكلابَ فَوَرَّكَتْنا خِلالَ الدارِ دامِيةَ العُجُوبِ وأَنْبَحْتُ الكلبَ واسْتَنْبَحْتُه بمعنًى واسْتَنْبَحَ الكلبَ إِذا كان في مَضِلَّة فأَخرج صوته على مثل نُباح الكلب ليسمعه الكلب فيتوهمه كلباً فَيَنْبَح فيستدل بِنُّباحِه فيهتدي قال قومٌ إِذا اسْتَنْبَحَ الأَقوامُ كَلْبَهُمُ قالوا لأُمِّهِمُ بُولِي على النارِ
( * قوله « إِذا استنبح الأَقوام » كذا بالأصل والمشهور الأَضياف )
وكلب نَبَّاح ونَبَّاحِيٌّ ضَخْمُ الصوت عن اللحياني ورجل مَنْبُوح يُضْرَبُ له مثل الكلب ويُشَبَّه به ومنه حديث عَمَّار رضي الله تعالى عنه فيمن تناول من عائشة رضي الله عنها اسْكُتْ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً مَنْبُوحاً حكاه الهروي في الغريبين والمَنْبُوحُ المَشْتُوم يقال نَبَحَتْني كِلابُك أَي لَحِقَتْني شَتائِمُكَ وأَصله من نُباح الكلب وهو صياحه التهذيب عن شمر يقال نَبَحه الكلب ونَبَحَتْ عليه
( * كذا بياض بالأصل وراجع عبارة التهذيب ) ونابَحَه قال امرؤُ القيس وما نَبَحَتْ كلابُك طارقاً مثلي ويقال في مَثَلٍ فلان لا يُعْوَى ولا يُنْبَحُ يقول من ضعفه لا يُعْتَدُّ به ولا يكلم بخير ولا شر ورجل نَبَّاح شديد الصوت وقد حكيت بالجيم وقد نَبَحَ نَبْحاً ونَبِيحاً ونَبَحَ الهُدْهُدُ يَنْبَحُ نُباحاً أَسَنَّ فَغَلُظَ صوته والنبوحُ أَصوات الحي قال الجوهري والنُّبُوحُ ضَجَّةُ الحيِّ وأَصوات كلابهم قال أَبو ذؤيب بأَطْيَبَ من مَقَبَّلِها إِذا ما دَنا العَيُّوقُ واكْتَتَمَ النُّبُوحُ والنُّبُوح الجماعة الكثيرة من الناس قال الجوهري ثم وضع موضع الكثرة والعِزِّ قال الأَخطل إَنَّ العَرارةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ والعِزّ عند تَكامُلِ الأَحْسابِ وهذا البيت أَورده ابن سيده وغيره إِنَّ العَرارةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ والمُسْتَخِفّ أَخوهم الأَثْقالا وقال ابن بري عن البيت الذي أَورده الجوهري إِنه للطِّرِمَّاح قال وليس للأَخطل كما ذكره الجوهري وصواب إِنشاده والنُّبُوح لطيئٍ وقبله يا أَيُّها الرجلُ المُفاخِرُ طَيِّئاً أَغْرَبْتَ نَفْسَك أَيَّما إِغرابِ قال وأَما بيت الأَخطل فهو ما أَورده ابن سيده وبعده المانعينَ الماءَ حتى يَشْرَبوا عَفَواتِه ويُقَسِّموه سِجالا مدح الأَطلُ بني دارم بكثرة عددهم وحملهم الأُمور الثقال التي يَعْجِزُ غيرهم عن حملها ويروى المستخف بالرفع والنصب فمن نصبه عطفه على اسم إِن وأَخوهم خبر إِن والأَثقال مفعول بالمستخف تقديره إِنَّ المستخف الأَثقال أَخوهم ففصل بين الصلة والموصول بخبر إِن للضرورة وقد يجوز أَن ينتصب بإِضمار فعل دل عليه المستخف تقديره إِن الذي استخف الأَثقال أَخوهم ويجوز أَن يرتفع أَخوهم بالمستخف والأَثقال منصوبة به ويكون العائد على الأَلف واللام الضمير الذي أُضيف إِليه الأَخ ويكون الخبر محذوفاً تقديره إِن الذي استخف أَخوهم الأَثقال هم فحذف الخبر لدلالة الكلام عليه وأَما من رفع المستخف فإِنه رفعه بالعطف على موضع إِنَّ ويكون الكلام في رفع الأَخ من الوجهين المذكورين كالكلام فيمن نصب المستخف والنَّبَّاح صَدَفٌ بيض صغار وفي التهذيب مَناقِفُ يُجاءُ بها من مكة تجعل في القلائد والوُشُح ويُدْفَعُ بها العينُ الواحدة نَبَّاحة والنَّوابح موضع قال مَعْنُ بن أَوس إِذا هيَ حَلَّتْ كَرْبَلاءَ فَلَعْلَعاً فَجَوْزَ العُذَيْبِ دونها فالنَّوابِحا

( نتح ) النَّتْحُ العَرَقُ وقيل خروج العَرَق من الجلد والدَّسَمِ من النِّحْيِ والنَّدَى من الثَّرَى وقال الأَزهري النَّتْحُ خروج العرق من أُصول الشعر وهو نَتْحُه الجلد نَتَحَ يَنْتَِحُ نَتْحاً ونُتُوحاً الجوهري النَّتْحُ الرَّشْحُ ومَناتِحُ العَرَقِ مَخارِجُه من الجلد وأنشد جَوْنٌ كأَنَّ العَرَقِ المَنْتُوحا لَبَّسَه القَطْرانَ والمُسُوحا ونَتَحه الحَرُّ وغيره ونَتَحَ النِّحْيُ إِذا رَشَحَ بالسَّمْنِ وذِفْرَى البعير تَنْتِحُ عَرَقاً إِذا سار في يوم صائف شديد الحر فقَطَرَ ذِفْرَياه عرقاً ونَتَحَت المَزادةُ تَنْتِحُ نَتْحاً ونُتُوحاً وكذلك خروج العَرق قال الراجز تَنْتِحُ ذِفْراها بمثل الدِّرْياقْ والمِنْتَحة الاستُ والنُّتُوحُ صُمُوغ الأَشجار ولا يقال نُتُوع والانْتِياحُ مثل النَّتْح قال ذو الرمة يصف بعيراً يَهْدِرُ في الشِّقْشِقَة رَقْشاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا دَوَّمَ فيها رِزَّه وأَرْعَدا واليَنْتُوح طائر أَقرع الرأْس يكون في الرمل الأَزهري روى أَبو أَيوب عن بعض العرب امْتَتحتُ الشيءَ وانْتَتحته وانتزعْتُه بمعنى واحد

( نجح ) النُّجحُ والنَّجاحُ الظَّفَرُ بالشيءِ وقد أَنْجَحَ وقد نَجَحْتْ حاجتي
( * قوله « وقد نجحت حاجتي إلخ » بابه منع كما في القاموس والمصباح ) وأَنْجَحَتْ وأَنْجَحْتُها لك وأَنْجَحَها الله تعالى أَسْعَفَني بإِدراكها وأَنْجَحَ الرجلُ صار ذا نُجْح فهو مُنْجِحٌ من قوم مَناجِح ومَناجِيح وقد أَنْجَحْتُ حاجَته إِذا قضيتها له وفي خطبة عائشة رضي الله عنها وأَنْجَحَ إِذا أَكْدَيْتُم يقال نَجَحَ إِذا أَصاب طَلِبَتَه ونَجَحَتْ طَلِْبَتُه وأَنْجَحَتْ وما أَفْلَحَ فلان ولا أَنْجَحَ وتَنَجَّحْتُ الحاجةَ واسْتَنْجَحْتُها إِذا تَنَجَّزْتَها ونَجَحَتْ هي ونَجَحَ أَمْرُ فلان تَيَسَّرَ وسَهُل فهو ناجح وقول أَبي ذؤيب فيهنَّ أُمُّ الصَّبِيَّيْنِ التي تَبَلَتْ قَلبي فليس لها ما عِشْتُ إِنْجاحُ أَراد فليس لحُبِّي لها وسَعْيي فيها إِنجاح ما عشت وسار فلان سيراً نَجِيحاً أَي وَشِيكاً وسَيرٌ ناجِحٌ ونَجِيحٌ وَشِيكٌ وكذلك المكان قال يَغْبُقُهُنَّ قَرَباً نَجِيحا وقال لبيد فَمَضَيْنا فَقَرَينا ناجِحاً مَوْطِناً نَسْأَلُ عنه ما فَعَلْ ونَهْضٌ نَجِيحٌ مُجِدٌّ قال أَبو خراشٍ الهُذَليّ يُقَرِّبُه النَّهْضُ النَّجِيحُ لما به ومنه بُدُوٌّ تارَةً ومَثِيلُ
( * قوله « ومنه بدو تارة ومثيل » كذا بالأصل ولم يظهر لنا معناه ولعله محرف عن ومنه نزو تارة ونئيل فالنزو بوزن الوثوب ومعناه والنئيل كرجيم مصدر نأَل نئيلاً إذا مشى ونهض برأسة يحركه إلى فوق كما في القاموس )
ورجل نَجِيحٌ مُنْجحُ الحاجات قال أَوس نَجِيحٌ جَوادٌ أَخُو ماقِطٍ نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ ورأْيٌ نَجِيحٌ صوابٌ وفي حديث عمر مع المُتَكَهِّن يا جَلِيحُ أَمرٌ نَجِيح رجل فَصِيح يقول لا إِله إِلا الله ويقال للنائم إِذا تتابعت عليه رُؤْيا صِدْقٍ تناجَحَتْ أَحلامُه قال ابن سيده وتَناجَحَتْ عليه أَحلامُه تتابع صدقُها ويقال أَنْجَحَ بك الباطلُ أَي غَلَبك الباطِلُ وكلُّ شيءٍ غلبك فقد أَنْجَحَ بك وإِذا غَلَبْتَه فقد أَنْجَحْتَ به والنَّجاحةُ الصبر ويقال ما نَفْسِي عنه بنَجِيحة أَي بصابرة وقال ابن مَيَّادة وما هَجْرُ لَيْلى أَن تكونَ تَباعدَتْ عليكَ ولا أَن أَحْصَرَتْك شُغُولي ولا أَن تَكون النفسُ عنها نَجِيحةً بشيءٍ ولا ببديلِ
( * كذا بياض بالأصل )
وقد سَمَّوْا نَجِيحاً ونُجَيْحاً ومُنْجِحاً ونَجاحاً

( نحح ) النَّحِيحُ صوت يُرَدِّدُه الرجلُ في جوفه وقد نَحَّ يَنِحُّ نَحِيحاً ونَحْنَحَ إِذا رَدَّ السائلَ ردّاً قبيحاً وشَحِيحٌ نَحِيحٌ إِتباع كأَنه إِذا سُئِلَ اعْتَلَّ كراهةً للعطاءِ فَرَدَّدَ نَفَسَه لذلك والتَّنَحْنُح والنَّحْنَحة كالنَّحِيح وهو أَشدّ من السُّعال الأَزهري عن الليث النَّحْنَحَة التَّنَحْنُح وهو أَسهل من السُّعال وهي عِلَّة البخيل وأَنشد يَكادُ من نَحْنَحةٍ وأَحِّ يَحْكي سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِّ والنَّحْنَحَةُ أَيضاً صوتُ الجَرْع من الحلق يقال منه تَنَحْنَحَ الرجلُ عن كراع قال ابن سيده ولست منه على ثقة وأُراها بالخاءِ قال وقال بعض اللغويين النَّحْنَحَةُ أَن يُكَرِّرَ قولَ نَحْ نَحْ مُسْتَرْوِحاً كما أَن المَقْرُورَ إِذا تَنَفَّسَ في أَصابعه مُسْتَدْفٍئاً فقال كَهْ كَهْ اشْتُقَّ منه المصدر ثم الفعل فقيل كَهْكَهَ كَهْكَهةً فاشتقوا من الصوت وذكر ابن بري في الحواشي في فصل وَغَبَ كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ قال الأُنَّحُ البخيلُ الذي إِذا سُئل تَنَحْنَحَ

( ندح ) النَّدْحُ الكثرةُ والنَّدْحُ والنُّدْحُ السَّعةُ والفُسْحةُ والنَّدْحُ ما اتسع من الأَرض تقول إِنك لفي نَدْحةٍ من الأَمْر ومشنْدُوحةٍ منه والجمع أَنداحٌ وكذلك النَّدْحةُ والنُّدْحة والمندوحةُ وأَرض مندوحةٌ واسعة بعيدة قال أَبو النجم يُطَوِّحُ الهادي به تَطْوِيحا إِذا عَلا دَوِّيَّه المَنْدُوحا الدَّوُّ بلد مستوٍ أَحدُ طرفيه يُتاخِمُ الحَفْرَ المنسوبَ إِلى أَبي موسى وما صاقَبه من الطريق وطَرَفُه الآخر يُتاخِمُ فَلَواتِ ثَبْرة وطُوَيْلِع وأَمْواهاً غيرَهما وقالوا لي عن هذا الأَمر مَنْدوحة أَي مُتَّسَعٌ ذهب أَبو عبيد إِلى أَنه من انْداحَ بَطْنُه أَي اتسع وليس هذا من غلط أَهل الصناعة وذلك أَن انْداحَ انفعل وتركيبه من دوح وإِنما مَنْدُوحة مفعولة فكيف يجوز أَن يشتق أَحدهما من صاحبه ؟ وتَنَدَّحتِ الغنمُ في مرابضها ومَسارحها وانْتَدَحَتْ كلاهما تَبَدَّدتْ وانتشرت واتسعت من البِطْنةِ ومنه قيل لي عنه مَنْدُوحة ومُنْتَدَحٌ أَي سَعَة وإِنك لفي نُدْحةٍ ومَنْدُوحةٍ من كذا أَي سَعَةٍ يعني أَن في التعريض بالقول من الاتساع ما يغني الرجلَ عن تَعَمُّدِ ذلك وفي حديث الحجاج وادٍ نادِحٌ أَي واسع الجوهري النُّدْحُ بالضم الأَرض الواسعة والمَنادِحُ المَفاوِزُ والمُنْتَدَحُ المكان الواسع وفي حديث عمران ابن حُصَيْن إِن في المَعاريضِ لمَنْدوحةً عن الكذب قال أَبو عبيد أَي سعة وفُسْحة الجوهري ولا تقل مَمْدوحة قال ومنه قيل للرجل إِذا عظم بطنه واتسع قد انْداحَ بطنه وانْدَحى لغتان فأَراد أَن في المَعاريض ما يستغني به الرجل عن الاضطرار إِلى الكذب المحض قال الأَزهري أَصاب أَبو عبيد في تفسير المَنْدُوحة أَنه بمعنى السَّعة والفُسْحة وغلط فيما جعله مشتقاً حين قال ومنه قيل انْداحَ بطنه وانْدَحى لأَن النون في المندوحة أَصلية والنون في انداح واندحى من الدَّحْوِ فبينهما وبين النَّدْح فُرْقانٌ كبير لأَن المندوحة مأْخوذة من أَنْداح الأَرض واحدها نَدْحٌ وهو ما اتسع من الأَرض ومنه قول رؤْبة صِيرانُها فَوْضَى بكلِّ نَدْحِ ومن هذا قولهم لك مُنْتَدَحٌ في البلاد أَي مذهبٌ واسع عريض وانْدَحَّ بطن فلان انْدِحاحاً اتسع من البِطْنةِ وانْداحَ بطنُه انْدِياحاً إِذا انتفخ وتَدَلَّى من سِمَنٍ كان ذلك أَو علة وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة رضي الله عنهما حين أَرادت الخروج إِلى البَصْرة قد جمع القرآن ذيْلَكِ فلا تَنْدَحِيه أَي لا تُوَسِّعِيه ولا تُفَرّقيه بالخروج إِلى البصرة والهاءُ للذيل ويروى لا تَبْدَحيه بالباءِ أَي لا تَفْتَحِيه من البَدْح وهو العلانية أَرادت قوله تعالى وقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ ولا تَبَرَّجْنَ قال الأَزهري من قاله بالباءِ ذهب إِلى البَداحِ وهو ما اتسع من الأَرض ومن قاله بالنون ذهب به إِلى النَّدْح ويقال نَدَحْتُ الشيءَ نَدْحاً إِذا وسعته الأَزهري والنَّدْحُ الكثرة في قول العجاج حيث يقول صِيد تَسامى وُرَّماً رِقابُها بِنَدْحِ وَهْمٍ قَطِمٍ قَبْقابُها ونادِحٌ ومُنادِحٌ اسمان وبنو مُنادِح بُطَيْنٌ

( نزح ) نَزَحَ الشيءُ يَنْزَحُ
( * قوله « نزح الشيء ينزح إلخ » بابه منع وضرب كما في القاموس ) نَزْحاً ونُزوحاً بَعُدَ وشيءٌ نُزُحٌ ونَزُوحٌ نازحٌ أَنشد ثعلب إِنَّ المَذَلَّةَ مَنْزِلٌ نُزُحٌ عن دار قَوْمِكِ فاتْرُكُي شَتْمِي ونَزَحت الدارُ فهي تَنْزِحُ نُزُوحاً إِذا بَعُدَتْ وقوم مَنازيحُ قال ابن سيده وقول أَبي ذؤيب وصَرَّحَ الموتُ عن غُلْبٍ كأَنهمُ جُرْبٌ يُدافِعُها الساقي مَنازيحُ إِنما هو جمع مِنْزاح وهي التي تأْتي إِلى الماءِ عن بُعْدٍ ونَزَحَ به وأَنْزَحَه وبلد نازحٌ ووَصْلٌ نازحٌ بعيد وفي حديث سَطيح عبدُ المَسِيح جاءَ من بلدٍ نَزيحٍ أَي بعيدٍ فعيل بمعنى فاعل ونَزَحَ البئرَ يَنْزِحُها ويَنْزَحُها نَزْحاً وأَنْزَحها إِذا استقى ما فيها حتى يَنْفَدَ وقيل حتى يَقِلَّ ماؤُها ونَزَحَتِ البئرُ ونَكِزَتْ تَنْزِحُ نَزْحاً ونُزُوحاً فهي نازح ونُزُحٌ ونَزُوحٌ نَفِدَ ماؤُها قال الليث والصواب عندنا نُزِحَتِ البئرُ إِذا اسْتُقِيَ ماؤُها وفي الحديث أَنه نزل الحُدَيْبِية وهي نَزَحٌ النَزَح بالتحريك البئر التي أُخذ ماؤُها يقال نَزَحتِ البئرُ ونَزَحْتُها لازم ومتعدّ ومنه حديث ابن المُسَيّب قال لقتادة ارْحَلْ عني فلقد نَزَحْتَني أَي أَنْفَدْتَ ما عندي وفي رواية نَزَفْتَني الجوهري وبئر نَزُوح قليلة الماءِ ورَكايا نُزُح والنَّزَحُ بالتحريك البئر التي نُزِحَ أَكثر مائها قال الراجز لا يَستَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ إِلا مُداراتُ الغُرُوبِ الجُوفِ وجمع النَّزَحِ أَنْزاحٌ وجمع النَّزوحِ نُزُحٌ وماءٌ لا يَنْزِحُ ولا يَنْزَحُ أَي لا يَنْفَدُ وأَنْزَحَ القومُ
( * قوله « وأَنزح القوم إلخ » كذا بالأصل كبعض نسخ القاموس وفي بعضها نزح بدون همزة كما نبه عليه شارحه ) نَزَحَتْ مياه آبارهم والنَّزَحُ الماءُ الكَدِرُ وقد نُزِحَ بفلان إِذا بَعُدَ عن دياره غَيبَةً بعيدة وأَنشد الأَصمعي ومن يُنْزَحْ به لا بُدَّ يوماً يَجيءُ به نَعِيٌّ أَو بَشِيرُ وأَنت بمُنْتَزَحٍ من كذا أَي ببعد منه قال ابن هَرْمَة يَرْثي ابنه فأَنتَ من الغَوائلِ حين تُرْمى ومن ذَمِّ الرجالِ بمُنْتَزاحِ إِلا أَنه أَشبع فتحة الزاي فتولدت الأَلف

( نسح ) الليث النّسْحُ والنُّساحُ ما تَحاتَّ عن التمر من قشره وفُتاتِ أَقماعه ونحو ذلك مما يبقى في أَسفل الوعاءِ والمِنساحُ شيء يُدْفَعُ به الترابُ ويُذْرى به ونَِساحٌ واد
( * قوله « وناح واد إلخ » كسحاب وكتاب كما في القاموس وياقوت ) باليمامة قال الأَزهري ما ذكره الليث في النَّسْح لم أَسمعه لغيره قال وأَرجو أَن يكون محفوظاً الجوهري نَسَحَ الترابَ نَسْحاً أَذراه ونَسِحَ نَسَحاً طَمِعَ ونَساحٌ جبل عن ثعلب وأَنشد يُوعِدُ خَيْراً وهو بالزَّحْزاحِ أَبْعَدُ من زُهْرَةَ من نَساحِ

( نشح ) نَشَحَ الشاربُ يَنْشَحُ نَشْحاً ونُشُوحاً وانْتَشَح إِذا شرب حتى امتلأَ وقيل نَشَحَ شَرب شُرْباً قليلاً دون الريّ قال ذو الرمة فانْصاعتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائِرَها وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ ولا هِيمُ وفي حديث أَبي بكر قال لعائشة رضي الله عنهما انْظُري ما زاد من مالي فَرُدِّيه إِلى الخليفة بعدي فإِني كنت نَشَحْتُها جُهْدي أَي أَقللت من الأَخذ منها والنَّشْحُ الشرب القليل ونَشَحَ بعيرَه سقاه ماء قليلاً والاسم النَّشُوحُ من قولك نَشَحَ إِذا شرب شُرْباً دون الرِّيِّ قال أَبو النجم يصف الحمير حتى إِذا ما غَيَّبتْ نَشُوحا وأَورد الجوهري هذا البيت على النَّشُوح الماء القليل وقال معناه أَي أَدخلت أَجوافها شراباً غَيَّبَتْه فيه وقيل النَّشُوح بالفتح الماءُ القليل قال الأَزهري وسمعت أَعرابيّاً يقول لأَصحابه أَلا وانْشَحُوا خيلَكم نَشْحاً أَي اسقوها سَقْياً يَفْثَأُ غُلَّتَها وإِن لم يُرْوِها قال الراعي يذكر ماءً وَرَدَه نَشَحْتُ بها عَنْساً تَجافى أَظَلُّها عن الأُكْمِ إِلا ما وَقَتْها السَّرائِحُ والنَّشْحُ العرق عن كراع وسِقاءٌ نَشَّاحٌ رَشَّاح نَضَّاح

( نصح ) نَصَحَ الشيءُ خَلَصَ والناصحُ الخالص من العسل وغيره وكل شيءٍ خَلَصَ فقد نَصَحَ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهذلي يصف رجلاً مزج عسلاً صافياً بماءٍ حتى تفرق فيه فأَزالَ مُفْرِطَها بأَبيضَ ناصِحٍ من ماءِ أَلْهابٍ بهنَّ التَّأْلَبُ وقال أَبو عمرو الناصح الناصع في بيت ساعدة قال وقال النضر أَراد أَنه فرّق به خالصها ورديئها بأَبيض مُفْرِطٍ أَي بماء غدير مملوء والنُّصْح نقيض الغِشّ مشتق منه نَصَحه وله نُصْحاً ونَصِيحة ونَصاحة ونِصاحة ونَصاحِيةً ونَصْحاً وهو باللام أَفصح قال الله تعالى وأَنْصَحُ لكم ويقال نَصَحْتُ له نَصيحتي نُصوحاً أَي أَخْلَصْتُ وصَدَقْتُ والاسم النصيحة والنصيحُ الناصح وقوم نُصَحاء وقال النابغة الذبياني نَصَحْتُ بني عَوْفٍ فلم يَتَقَبَّلوا رَسُولي ولم تَنْجَحْ لديهم وَسائِلي ويقال انْتَصَحْتُ فلاناً وهو ضدّ اغْتَشَشْتُه ومنه قوله أَلا رُبَّ من تَغْتَشُّه لك ناصِحٌ ومُنْتَصِحٍ بادٍ عليك غَوائِلُهْ تَغْتَشُّه تَعْتَدُّه غاشّاً لك وتَنْتَصِحُه تَعْتَدُّه ناصحاً لك قال الجوهري وانْتَصَحَ فلان أَي قبل النصيحة يقال انْتَصِحْني إِنني لك ناصح وأَنشده ابن بري تقولُ انْتَصِحْنُ إِنني لك ناصِحٌ وما أَنا إِن خَبَّرْتُها بأَمِينِ قال ابن بري هذا وَهَمٌ منه لأَن انتصح بمعنى قبل النصيحة لا يتعدَّى لأَنه مطاوع نصحته فانتصح كما تقول رددته فارْتَدَّ وسَدَدْتُه فاسْتَدَّ ومَدَدْتُه فامْتَدَّ فأَما انتصحته بمعنى اتخذته نصيحاً فهو متعدّ إِلى مفعول فيكون قوله انتصحْني إِنني لك ناصح يعني اتخذني ناصحاً لك ومنه قولهم لا أُريد منك نُصْحاً ولا انتصاحاً أَي لا أُريد منك أَن تنصحني ولا أَن تتخذني نصيحاً فهذا هو الفرق بين النُّصْح والانتصاح والنُّصْحُ مصدر نَصَحْتُه والانتصاحُ مصدر انْتَصَحْته أَي اتخذته نصيحاً ومصدر انْتَصَحْتُ أَيضاً أَي قبلت النصيحة فقد صار للانتصاح معنيان وفي الحديث إِن الدِّينَ النصيحةُ لله ولرسوله ولكتابه ولأَئمة المسلمين وعامّتهم قال ابن الأَثير النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إِرادة الخير للمنصوح له فليس يمكن أَن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناها غيرها وأَصل النُّصْحِ الخلوص ومعنى النصيحة لله صحة الاعتقاد في وحدانيته وإِخلاص النية في عبادته والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل بما فيه ونصيحة رسوله التصديق بنبوّته ورسالته والانقياد لما أَمر به ونهى عنه ونصيحة الأَئمة أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا ونصيحة عامّة المسلمين إِرشادهم إِلى المصالح وفي شرح هذا الحديث نظرٌ وذلك في قوله نصيحة الأَئمة أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا فأَيّ فائدة في تقييد لفظه بقوله يطيعهم في الحق مع إِطلاق قوله ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا ؟ وإِذا منعه الخروج إِذا جاروا لزم أَن يطيعهم في غير الحق وتَنَصَّح أَي تَشَبَّه بالنُّصَحاء واسْتَنْصَحه عَدَّه نصيحاً ورجل ناصحُ الجَيْب نَقِيُّ الصدر ناصح القلب لا غش فيه كقولهم طاهر الثوب وكله على المثل قال النابغة أَبْلِغِ الحرثَ بنَ هِنْدٍ بأَني ناصِحُ الجَيْبِ بازِلٌ للثوابِ وقومٌ نُصَّح ونُصَّاحٌ والتَّنَصُّح كثرة النُّصْحِ ومنه قول أَكْثَمَ بن صَيْفِيٍّ إِياكم وكثرةَ التَّنَصُّح فإِنه يورث التُّهَمَة والتوبة النَّصُوح الخالصة وقيل هي أَن لا يرجع العبد إِلى ما تاب عنه قال الله عز وجل توبةً نَصُوحاً قال الفراء قرأَ أَهل المدينة نَصُوحاً بفتح النون وذكر عن عاصم نُصُوحاً بضم النون وقال الفراء كأَنّ الذين قرأُوا نُصُوحاً أَرادوا المصدر مثل القُعود والذين قرأُوا نَصُوحاً جعلوه من صفة التوبة والمعنى أَن يُحَدّث نفسه إِذا تاب من ذلك الذنب أَن لا يعود إِليه أَبداً وفي حديث أُبيّ سأَلت النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة النصوح فقال هي الخالصة التي لا يُعاوَدُ بعدها الذنبُ وفَعُول من أَبنية المبالغة يقع على الذكر والأُنثى فكأَنَّ الإِنسانَ بالغ في نُصْحِ نفسه بها وقد تكرّر في الحديث ذكر النُّصْح والنصيحة وسئل أَبو عمرو عن نُصُوحاً فقال لا أَعرفه قال الفراء وقال المفضَّل بات عَزُوباً وعُزُوباً وعَرُوساً وعُرُوساً وقال أَبو إِسحق توبةٌ نَصُوح بالغة في النُّصْح ومن قرأَ نُصُوحاً فمعناه يَنْصَحُون فيها نُصوحاً وقال أَبو زيد نَصَحْتُه أَي صَدَقْتُه ومنه التوبة النصوح وهي الصادقة والنِّصاحُ السِّلكُ يُخاط به وقال الليث النِّصاحة السُّلوك التي يخاط بها وتصغيرها نُصَيِّحة وقميص مَنْصُوح أَي مَخِيط ويقال للإِبرة المِنْصَحة فإِذا غَلُظَتْ فهي الشعيرة والنُّصْحُ مصدر قولك نَصَحْتُ الثوبَ إِذا خِطْتَه قال الجوهري ومنه التوبة النصوح اعتباراً بقوله صلى الله عليه وسلم من اغتابَ خَرَقَ ومن استغفر الله رَفَأَ ونَصَحَ الثوبَ والقميص يَنْصَحُه نَصْحاً وتَنَصَّحه خاطه ورجل ناصح وناصِحِيٌّ ونَصَّاحٌ خائط والنِّصاحُ الخَيْطُ وبه سمي الرجل نِصاحاً والجمع نُصُحٌ ونِصاحةٌ الكسرة في الجمع غير الكسرة في الواحد والأَلف فيه غير الأَلف والهاء لتأْنيث الجمع والمِنْصَحة المِخْيَطة والمِنْصَحُ المِخْيَطُ وفي ثوبه مُتَنَصِّحٌ لم يُصلحه أَي موضع إِصلاح وخياطة كما يقال إِن فيه مُتَرَقَّعاً قال ابن مقبل ويُرْعِدُ إِرعادَ الهجِينِ أَضاعه غَداةَ الشَّمالِ الشُّمْرُخُ المُتَنَصَّحُ وقال أَبو عمرو المُتَنَصَّحُ المَخيطُ وأَنشد بيت ابن مقبل وأَرض مَنْصوحة متصلة بالغيت كما يُنْصَحُ الثوبُ حكاه ابن الأَعرابي قال ابن سيده وهذه عبارة رديئة إِنما المَنْصُوحة الأَرض المتصلة النبات بعضه ببعض كأَنَّ تلك الجُوَبَ التي بين أَشخاص النبات خيطت حتى اتصل بعضها ببعض قال النضر نَصَحَ الغيثُ البلادَ نَصْحاً إِذا اتصل نبتها فلم يكن فيه فَضاء ولا خَلَلٌ وقال غيره نَصَحَ الغيثُ البلادَ ونَضَرها بمعنى واحد وقال أَبو زيد الأَرض المنصوحة هي المَجُودةُ نُصِحتْ نَصْحاً ونَصَحَ الرجلُ الرِّيَّ نَصْحاً إِذا شرب حتى يَرْوى وكذلك نَصَحتِ الإِبلُ الشُّرْبَ تَنْصَحُ نُصُوحاً صَدَقَتْه وأَنْصَحْتُها أَنا أَرويتها قال هذا مَقامِي لكِ حتى تَنْصَحِي رِيّاً وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ ويروى حتى تَنْضَحِي بالضاد المعجمة وليس بالعالي البَلاطُ القاعُ وأَنْصَح الإِبلَ أَرْواها والنِّصاحاتُ الجلودُ قبال الأَعشى يصف شَرْباً فتَرى القومَ نَشاوى كلَّهُمْ مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ قال الأَزهري أَراد بالرُّبَحِ الرُّبَعَ في قول بعضهم وقال ابن سيده الرُّبَحُ من أَولاد الغنم وقيل هو الطائر الذي يسمى بالفارسية زاغ وقال المُؤَرِّج النِّصاحاتُ حبال يجعل لها حَلَقٌ وتنصب للقُرود إِذا أَرادوا صيدها يَعْمدُ رجل فيجعلُ عِدّة حبال ثم يأْخذ قرداً فيجعله في حبل منها والقرود تنظر إِليه من فوق الجبل ثم يتنحى الحابل فتنزل القرود فتدخل في تلك الحبال وهو ينظر إِليها من حيث لا تراه ثم ينزل إِليها فيأْخذ ما نَشِبَ في الحبال قال وهو قول الأَعشى مثلما مدّت نصاحات الربح قال والرُّبَحُ القرود وأَصلها الرُّباح وشَيْبَةُ بن نِصاحٍ رجل من القرّاء والنَّصْحاء ومَنْصَح موضعان قال ساعدة بن جؤية
( * قوله « قال ساعدة بن جؤية لهن إلخ » قبله ولو أنه إذ كان ما حمَّ واقعاً بجانب من يخفى ومن يتودّد والأصاغي بالصاد المهملة والغين المعجمة موضع كما أنشده ياقوت في مادته )
لهنَّ بما بين الأَصاغِي ومَنْصَحٍ تَعاوٍ كما عَجَّ الحَجِيحُ المُبَلِّدُ

( نضح ) النَّضْحُ الرَّشُّ نَضَح عليه الماءَ يَنْضَحُه
( * قوله « نضح عليه الماء ينضحه إلخ » بابه ضرب ومنع وكذلك نضخ بالخاء المعجمة كما في المصباح ) نَضْحاً إِذا ضربه بشيء فأَصابه منه رَشاشٌ ونَضَح عليه الماءُ ارْتَشَّ وفي حديث قتادة النَّضْحُ من النَّضْحِ يريد من أَصابه نَضْحٌ من البول وهو الشيء اليسير منه فعليه أَن يَنْضَحَه بالماء وليس عليه غسله قال الزمخشري هو أَن يصيبه من البول رَشاشٌ كرؤُوس الإِبَرِ وقال الأَصمعي نَضَحْتُ عليه الماءَ نَضْحاً وأَصابه نَضْحٌ من كذا وقال ابن الأَعرابي النَّضْح ما كان على اعتماد وهو ما نَضَحْته بيدك معتمداً والناقة تَنْضَحُ ببولها والنَّضْحُ ما كان على غير اعتماد وقيل هما لغتان بمعنى واحد وكله رش والقربةُ تَنْضَحُ من غير اعتماد فَوطِئَ
( * قوله « اعتماد فوطئ » هو هكذا مع البياض في الأصل ) على ماء فنَضَح عليه وهو لا يريد ذلك ومنه نَضْحُ البول في حديث إِبراهيم أَنه لم يكن يرى بنَضْح البول بأْساً وحكى الأَزهري عن الليث النَّضْح كالنَّضْخ ربما اتفقا وربما اختلفا ويقولون النَّضْح ما بقي له أَثر كقولك على ثوبه نَضْحُ دَمٍ والعين تَنْضَحُ بالماء نَضْحاً إِذا رأَيتها تفور وكذلك تَنْضَخُ العين وقال أَبو زيد يقال نَضَخَ عليه الماءُ يَنْضَخُ فهو ناضخٌ وفي الحديث يَنْضَخُ البحرُ ساحلَه وقال الأَصمعي لا يقال من الخاء فَعَلْتُ إِنما يقال أَصابه نَضْخ من كذا وقال أَبو الهيثم قول أَبي زيد أَصح والقرآن يدل عليه قال الله تعالى فيهما عينان نَضَّاختان فهذا يشهد به يقال نَضَخَ عليه الماء لأَن العين النَّضَّاخة هي الفَعَّالة ولا يقال لها نَضَّاخة حتى تكون ناضحة قال ابن الفرج سمعت جماعة من قيس يقولون النَّضح والنَّضْخُ واحد وقال أَبو زيد نَضَحْتُه ونَضَخْته بمعنى واحد قال وسمعت الغَنَوِيّ يقول النَّضْح والنَّضْخُ وهو فيما بان أَثره وما رق بمعنى واحد قال وقال الأَصمعي النَّضْح الذي ليس بينه فُرَجٌ والنَّضْخُ أَرَقّ منه وقال أَبو لَيْلى النَّضْحُ والنَّضْخُ ما رَقَّ وثَخُن بمعنى واحد ونَضَحَ البيتَ يَنْضِحُه بالكسر نَضْحاً رَشَّه وقيل رشه رشّاً خفيفاً وانْتَضَح عليهم الماء أَي تَرَشَّش وفي الحديث المدينة كالكِير تَنْفي خَبَثَها وتَنْضَحُ طِيبَها روي بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء المهملة من النَّضْح وهو رش الماء وهو مذكور في بضع ونَضَح الماءُ العطشَ يَنْضِحُه رَشَّه فذهب به أَو كاد يذهب به ونَضَح الماءُ المالَ يَنْضِحُه ذهب بعطشه أَو قارب ذلك والنَّضَحُ بفتح الضاد والنضيح الحوض لأَنه يَنْضَح العطش أَي يَبُلُّه وقيل هما الحوض الصغير والجمع أَنضاح ونُضُحٌ وقال الليث النضيح من الحياض ما قَرُب من البئر حتى يكون الإِفراغ فيه من الدلو ويكون عظيماً وقال الأَعشى فَغَدَوْنا عليهمُ بُكْرَةَ الوِرْ دِ كما تُورِدُ النَّضِيحَ الهِياما قال ابن الأَعرابي سمي بذلك لأَنه يَنْضِحُ عطشَ الإِبل أَي يَبُلُّه قال أَبو عبيد وقال أَبو عمرو نَضَحْتُ الرِّيَّ بالضاد وقال الأَصمعي فإِن شرب حتى يَرْوَى قال نَصَحْتُ بالصاد نَصْحاً ونَصَعْتُ به ونَقَعْتُ قال والنَّضْحُ والنَّشْحُ واحد وهو أَن يشرب دون الرِّيّ والنَّضْحُ سقي الزرع وغيره بالسانية ونَضَحَ زرعَه سقاه بالدَّلْو والناضحُ البعير أَو الثور أَو الحمار الذي يستقى عليه الماء والأُنثى بالهاء ناضحة وسانية وفي الحديث ما سُقِيَ من الزرع نَضْحاً ففيه نصف العشر يريد ما سقي بالدِّلاءِ والغُروب والسَّواني ولم يُسْقَ فَتْحاً والنواضح من الإِبل التي يستقى عليها واحدها ناضح ومنه الحديث أَتاه رجل فقال إِن ناضح بني فلان قد أَبَدَ عليهم وفي حديث معاوية قال للأَنصار وقد قعدوا عن تلقيه لما حج ما فَعَلَتْ نَواضِحُكم ؟ كأَنه يُقَرِّعُهم بذلك لأَنهم كانوا أَهل حَرْثٍ وزَرْعٍ وسَقْيٍ وقد تكرر ذكره في الحديث مفرداً ومجموعاً والنَّضَّاح الذي يَنْضَحُ على البعير أَي يسوق السانية ويسقي نخلاً قال أَبو ذؤيب هَبَطْنَ بَطْنَ رُهاط واعْتَصَبْنَ كما يَسْقِي الجُذُوعَ خِلالَ الدُّورِ نَضَّاحُ وهذه نخل تُنْضَحُ أَي تُسْقَى ويقال فلان يَسْقي بالنَّضْحِ وهو مصدر والنَّضْحاتُ الشيء اليسير المتفرق من المطر قال شمر وقد قالوا في نَضَحَ المطرُ بالحاء والخاء والناضحُ المطر وقد نَضَحَتْنا السماء والنَّضْحُ أَمْثَلُ من الطَّلّ وهو قَطْرٌ بين قَطْرَيْن قال ويقال لكل شيء يَتَحَلَّب من ماء أَو عَرَقٍ أَو بول يَنْضَحُ وأَنشد يَنْضَحْنَ في حافاته بالأَبْوال ونَضَحَ الرجلُ بالعَرَق نَضْحاً فَضَّ به وكذلك الفرس والنَّضِيحُ والتَّنْضاحُ العرق قال الراجز تَنْضَحُ ذِفْراه بماء صَبِّ والنَّضُوحُ الوَجُور في أَيّ الفم كان ونَضَحَتِ العين تَنْضَحُ نَضْحاً وانْتَضَحَت فارت بالدمع وعيناه تَنْضَحانِ والنَّضْحُ يدعوه الهَمَلانُ وهو أَن تمتلئ العين دمعاً ثم تَنْفَضِحَ هَمَلاناً لا ينقطع ونَضَحَتِ الخابية والجَرَّة تَنْضَحُ إِذا كانت رقيقة فخرج الماء من الخَزَف ورشَحَتْ وكذلك الجبل الذي يتحلب الماء بين صخوره ومَزادةٌ نَضُوح تَنْضَِح الماءَ ونَضَحَتْ ذِفْرَى البعير بالعَرَق نَضْحاً وقال القَطامِيّ حَرَجاً كأَنَّ من الكُحَيْلِ صُبابةً نَضَحَتْ مَغابِنُها به نَضَحَانا قال ورواه المُؤَرِّجُ نُضِخَتْ واسْتَنْضَح الرجلُ وانْتَضَح نَضَح شيئاً من ماء على فرجه بعد الوضوء وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه عَدَّ عَشْرَ خِلالٍ من السنَّة وذكر فيها الانتضاحَ بالماءِ وهو أَن يأْخذ ماء قليلاً فيَنْضَحَ به مذاكيره ومُؤْتَزَرَه بعد فراغه من الوضوء لينفي بذلك عنه الوَسْواس وفي خبر آخر انْتِفاض الماء ومعناهما واحد وفي حديث عطاء وسئل عن نَضَحِ الوضوء هو بالتحريك ما يَتَرَشَّشُ منه عند التَّوَضُّؤ كالنَّشَرِ ونَضَح بالبول على فخذيه أَصابهما به وكذلك نَضَحَ بالغبار ونَضَحَ الجُلَّة يَنْضِحُها نَضْحاً رَشَّها بالماء ليَتَلازَب قَمْرُها ويلزم بعضُه بعضاً ونَضَحَ الجُلَّة أَيضاً نثر ما فيها وقول الشاعر يَنْضَحُ بالبَوْلِ والغُبارُ على فَخْذَيْه نَضْحَ العِيدِيَّةِ الجُلَلا يفسر بكل واحد من هاتين ونَضَحَ الرِّيّ نَضْحاً شَرِبَ دونه وقيل هو أَن يشرب حتى يَرْوَى فهو من الأَضداد وقال شمر يقال نَضَحْتُ الأَدِيمَ بللته أَن لا ينكسر قال الكميت نَضَحْتُ أَدِيمَ الوُدِّ بيني وبينكم بِآصِرةِ الأَرْحامِ لو تَتَبَلَّلُ نَضَحْتُ أَي وَصَلْتُ والنَّضُوحُ بالفتح ضرب من الطيب وقد انْتَضَحَ به والنَّضْحُ منه ما كان رقيقاً كالماء والجمع نُضُوح وأَنْضِحَة والنَّضْخُ ما كان منه غليظاً كالخَلُوق والغالية وفي حديث الإِحرام ثم أَصبح محرماً يَنْضَحُ طِيباً أَي يفوح النَّضُوح ضرب من الطيب تفوح رائحته وأَصل النَّضْح الرَّشْح فشبه كثرة ما يفوح من طيبه بالرشح ومنه حديث عليّ وجد فاطمة وقد نَضَحَتِ البيتَ بنَضُوح أَي طَيَّبته وهي في الحج وأَرض مُنْضِحة واسعة ونَضَّحَتِ الغنم شَبِعَت ونَضَحْناهم بالنَّبْل نَضْحاً رميناهم ورَشَقْناهم ونَضَحْناهم نَضْحاً وذلك إِذا فرَّقوها فيهم وفي حديث هجاء المشركين كما تَرْمُون نَضْحَ النَّبْل ويقال انِْضَحْ عَنَّا الخيلَ أَي ارْمِهم وفي الحديث أَنه قال للرُّماة يوم أُحُد انْضَِحوا عنا الخيل لا نُؤْتَى من خَلْفِنا أَي ارموهم بالنُّشَّاب ونَضَحَ عنه ذَبَّ ودفع ونَضَح الرجل ردَّ عنه عن كراع ونَضَحَ الرجلُ عن نفسه إِذا دفع عنها بحُجَّة وهو يَنْضَح عن فلان أَي يَذُبُّ عنه ويدفع ورأَيته يَتَنَضَّحُ مما قُرِف به أَي ينتفي ويَتَنَصَّل منه وقال شُجاعٌ مَضَحَ عن الرجل ونَضَح عنه وذَبَّ بمعنى واحد ويقال هو يناضِحُ عن قومه ويُنافِحُ عنهم أَي يذب عنهم وأَنشد ولو بَلا في مَحْفِلٍ نِضاحِي أَي ذَبِّي ونَضْحِي عنه وقَوْس نَضُوح شديدة الدفع والحَفْز للسهم حكاه أَبو حنيفة وأَنشد لأَبي النجم أَنْحَى شِمالاً هَمَزَى نَضُوحا أَي مدَّ شماله في القوس هَمَزَى يعني القوسَ أَنها شديدة والنَّضُوحُ من أَسماء القوس كما تَنْضَحُ بالنبل والنَّضَّاحة الآلة التي تُسَوَّى من النحاس أَو الصُّفْر للنَّفْطِ وزَرْقِه ابن الأَعرابي المِنْضَحَة والمَنْضَحة الزَّرَّاقة قال الأَزهري وهي عند عوامِّ الناس النَّضَّاحة ومعناهما واحد وقال ابن الفرج سمعت شُجاعاً السُّلَمِيّ يقول أَمْضَحْتَ عِرْضِي وأَنْضَحْتَه إِذا أَفسدته وقال خَليفة أَنضَحْتُه إِذا أَنْهَبْتَه الناس وانْتَضَحَ من الأَمر أَظهر البراءة منه والرجل يُرْمَى أَو يُقْرَف بتُهَمَة فيَنْتَضِح منه أَي يُظْهِرُ التَبَرِّي منه وإِذا ابتدأَ الدقيق في حب السُّنْبُل وهو رطب فقد نَضَحَ وأَنْضَح لغتان قال ابن سيده وأَنْضَحَ الدقيقُ بدأَ في حَبِّ السنبل وهو رَطْبٌ ونَضَح الغَضا نَضْحاً تَفَطَّرَ بالوَرَقِ والنبات وعَمَّ بعضُهم به الشجر قال أَبو طالب بن عبد المطلب بُورِكَ المَيِّتُ الغَرِيبُ كما بُو رِكَ نَضْحُ الرُّمَّانِ والزَّيْتُونِ فأَما قول أَبي حنيفة نُضُوح الشجر فلا أَدري أَرآه للعرب أَم هو أَقْدَمَ فجمع نَضْحَ الشجر على نُضُوح لأَن بعض المصادر قد يجمع كالمرض والشُّغْل والعقل قالوا أَمراض وأَشغال وعُقُول ونَضَح الزَّرعُ غَلُظَت جثته

( نطح ) النَّطْحُ للكِبَاشِ ونحوها نَطَحه يَنْطِحُه
( * قوله « نطحه ينطحه » بابه ضرب ومنع كما في القاموس ) ويَنْطَحُه نَطْحاً وكَبْشٌ نَطَّاح وقد انتَطَحَ الكبشان وتَناطَحا ويُقْتاس من ذلك تَناطَحَتِ الأَمواجُ والسيول والرجال في الحرب وأَنشد الليلُ داجٍ والكِباشُ تَنْتَطِحْ وكبشٌ نَطِيحٌ من كباش نَطْحَى ونَطائح الأَخيرة عن اللحياني ونَعْجة نَطِيحٌ ونَطِيحةٌ من نِعاجٍ نَطْحى ونَطائِحَ وفي التنزيل والمُتَرَدِّيةٌ والنطيحةُ يعني ما تَنَاطَحَ فمات الأَزهري وأما النَّطِيحة في سورة المائدة فهي الشاة المَنْطوحة تموت فلا يحل أَكلها وأُدخلت الهاء فيها لأَنها جعلت اسماً لا نعتاً قال الجوهري إِنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها وكذلك الفَريسة والأَكِيلة والرَّمِيَّة لأَنه ليس هو على نَطَحتها فهي منطوحة وإِنما هو الشيء في نفسه مما يُنْطَحُ والشيء مما يُفْرَسُ ومما يؤكل وقولهم ما له ناطح ولا خابط فالناطح الكبش والتيس والعَنْزُ والخابط البعير وما نَطَحَتْ فيه جَمَّاءَ ذاتُ قَرْنٍ يقال ذلك فيمن ذهب هَدَراً عن ابن الأَعرابي ابن سيده والنَّطِيحُ والناطِحُ ما يستقبلك ويأْتيك من أَمامك من الطير والظباءِ والوحش وغيرها مما يُزْجَرُ وهو خلاف القَعِيد ورجل نَطِيحٌ مَشْؤُوم قال أَبو ذؤيب فأَمْكَنَّه مما يُرِيدُ وبعضُهم شَقِيٌّ لَدَى خَيْراتِهِنَّ نَطِيحُ وفرسٌ نَطِيحٌ إِذا طالت غُرَّتُه حتى تسيل تحت إِحدى أُذنيه وهو يُتشَاءم به وقيل النطيح من الخيل الذي وسَطَ جَبْهته دائرتان وإِن كانت واحدة فهي اللَّطْمةُ وهو اللَّطِيمُ ودائرة الناطح من دوائر الخيل وكل ذلك شُؤْم الأَزهري قال أَبو عبيد من دوائر الخيل دائرة اللَّطَاةِ وهي التي وسط الجبهة قال وإِن كانت دائرتان قالوا فرس نَطِيح قال وتكره دائرتا النَّطِيح وقال الجوهري دائرة اللَّطَاةِ ليست تكره ويقال للشَّرَطَيْنِ النَّطْحُ والناطحُ وهما قَرْنا الحَمل ابن سيده النَّطْحُ نجم من منازل القمر يتشاءم به أَيضاً قال ابن الأَعرابي ما كان من أَسماء المنازل فهو يأْتي بالأَلف واللام وبغير أَلف ولام كقولك نَطْحٌ والنَّطْحُ وغَفْرٌ والغَفْرُ الجوهري ونَواطِحُ الدهر شدائده ويقال أَصابه ناطِحٌ أَي أَمر شديد ذو مشقة قال الراعي وقد مَسَّه مِنَّا ومنهنَّ ناطِحُ وفي الحديث فارسُ نَطْحَةٌ أَو نَطْحَتانِ ثم لا فارسَ بعْدها أَبداً قال أَبو بكر معناه فارسُ تقاتل المسلمين مرة أَو مرتين وقيل معناه فارس تَنْطَِحُ مرى أَو مرتين فيبطل ملكها ويزول أَمرها فحذف تنطح لبيان معناه كما قال الشاعر رأَتْني بحَبْلَيْها فَصَدَّتْ مخافةً وفي الحَبْل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ أَراد رأَتْني أَقبلتُ بحبليها فحذف الفعل وفي الحديث لا يَنْتَطِحُ فيها عَنْزانِ أَي لا يَلْتَقِي فيها اثنان ضعيفان لأَن النِّطاحَ من شأْن التيوس والكباش لا العَتُود وهو إِشارة إِلى قضية مخصوصة لا يجري فيها خُلْفٌ ونِزاعٌ

( نظح ) الأَزهري خاصة حكى عن الليث أَنْظَحَ السُّنْبُلُ إِذا رأَيت الدقيق في حبه قال الأَزهري الذي حفظناه وسمعناه من الثقات نَضَحَ السُّنبل وأَنْضَح بالضاد قال والظاء بهذا المعنى تصحيف إِلا أَن يكون محفوظاً عن العرب فيكون لغة من لغاتهم كما قالوا بَضْرُ المرأَة لبَظْرها

( نفح ) نَفَح الطِّيبُ يَنْفَحُ نَفْحاً ونُفُوحاً أَرِجَ وفاحَ وقل النَّفْحةُ دُفْعَةُ الريح طَيِّبَةً كانت أَو خبيثة وله نَفْحة طيبة ونَفْحة خبيثة وفي الصحاح وله نَفْحة طيبة ونَفَحَتِ الريحُ هَبَّت وفي الحديث إِن لربكم في أَيام دهركم نَفَحاتٍ أَلا فَتَعَرَّضُوا لها وفي حديث آخر تَعَرَّضُوا لنَفَحاتِ رحمة الله وريحٌ نَفُوحٌ هَبُوبٌ شديدة الدفع قال أَبو ذؤيب ولا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عليه ببَلْقَعَةٍ شَآميةٌ نَفُوحُ ونَفَحَتِ الدابة تَنْفَح نَفْحاً وهي نَفُوحٌ رَمحتْ برجلها ورمت بحدّ حافرها ودَفَعَتْ وقيل النَّفْحُ بالرِّجل الواحدة والرَّمْحُ بالرجلين معاً الجوهري نَفَحَتِ الناقةُ ضربت برجلها وفي حديث شُرَيْح أَنه أَبطل النَّفْحَ أَراد نَفْحَ الدابة برجلها وهو رَفْسُها كان لا يُلْزِم صاحبَها شيئاً وقوسٌ نَفُوحٌ شديدة الدفع والحفز للسهم حكاه أَبو حنيفة وقيل بعيدة الدفع للسهم التهذيب ويقال للقوس النَّفِيحةُ وهي المِنفَحة ابن السكيت النَّفِيحةُ للقوس وهي شَطِيبَةٌ من نَبْع وقال مُلَيحٌ الهذلي أَناخُوا مُعِيداتِ الوَجيفِ كأَنها نَفائِحُ نَبْعٍ لم تَرَبَّعْ ذَوابِلُ والنَّفائحُ القِسِيُّ واحدتها نَفيحة ونَفَحة بشيء أَي أَعطاه ونَفَحه بالمال نَفْحاً أَعطاه وفي الحديث المُكْثِرونَ هم المُقِلُّون إِلاَّ من نَفَح فيه يمينَه وشمالَه أَي ضرب يديه فيه بالعطاء النَّفْحُ الضربُ والرمي ومنه حديث أَسماء قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْفِقي وانْضَحي وانْفَحِي ولا تُحْصِي فيُحْصِيَ اللهُ عليكِ ولا يزال لفلان من المعروف نَفَحاتٌ أَي دَفعاتٌ قال الشاعر لما أَتَيْتُكَ أَرْجو فَضْلَ نائِلِكم نَفَحْتَني نَفْحَةً طابتْ لها العَرَبُ أَي طابتْ لها النفس قال ابن بري هذا البيت للرَّمَّاحِ بن مَيَّادة واسم أَبيه أَبْرَدُ المُرِّيُّ وميادة اسم أُمه ومدح بهذا البيت الوليد بن يزيد بن عبد الملك وقبله إِلى الوليدِ أَبي العباسِ ما عَمِلَتْ ودونَها المُعْطُ من تُبانَ والكُثُبُ الكُثُبُ جمع كثيب والعَرب جمع عَرَبة وهي النفس والمُعْطُ اسم موضع
( * قوله « والمعط اسم موضع إلخ » أَما تبان بضم المثناة وتخفيف الموحدة فموضع كما قال ونص عليه المجد وياقوت وأَما المعط فلم نر فيما بيدنا من الكتب أَنه اسم موضع بل هو اما جمع أمعط أو معطاء رمال معط وأَرضون معط لا نبات فيهما كما نص عليه المجد وغيره والمعنى في البيت صحيح على ذلك فتأمل ) وكذلك تُبانُ قال ابن بري وقول الجوهري طابت لها العرب أَي طابت لها النفس ليس بصحيح وصوابه أَن يقول طابت لها النفوس إِلا أَن يجعل النفس جنساً لا يخص واحداً بعينه ويروى البيت لما أَتَيْتُك من نَجْدٍ وساكِنه الصحاح ونَفْحَةٌ من العذاب قطعة منه ابن سيده ونَفْحَةُ العذاب دفعةٌ منه وقال الزجاج النَّفحُ كاللفح إِلا أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً من اللَّفْح ابن الأَعرابي اللَّفْحُ لكل حار والنَّفحُ لكل بارد وأَنشد أَبو العالية ما أَنتِ يا بَغْدادُ إِلا سَلْحُ إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ وإِن جَفَفْتِ فترابٌ بَرْحُ والنَّفْحةُ ما أَصابك من دُفْعَة البرد الجوهري ما كان من الرياح نَفْحٌ فهو بَرْدٌ وما كان لَفْحٌ فهو حر وقول أَبي ذؤيب ولا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عليه ببَلْقَعةٍ يمانِيةٌ نَفُوحُ يعني الجَنُوب تَنْفَحُه ببردها قال ابن بري متحيِّر يريد ماء كثيراً قد تحير لكثرته ولا مَنْفَذ له يصف طيب فم محبوبته وشبهه بخمر مُزِجَتْ بماء وبعده بأَطْيَبَ من مُقَبَّلِها إِذا ما دَنا العَيُّوقُ واكْتَتَم النُّبُوحُ قال والنُّبوح ضَجَّة الحي وأَصوات الكلاب الليث عن أَبي الهيثم أَنه قال في قول الله عز وجل ولئن مَسَّتْهم نَفْحةٌ من عذاب ربك يقال أَصابتنا نَفْحةٌ من الصَّبا أَي رَوْحةٌ وطِيبٌ لا غَمَّ فيه وأَصابتنا نَفْحةٌ من سَمُوم أَي حَرٌّ وغَمٌّ وكَرْبٌ وأَنشد في طِيب الصَّبا إِذا نَفَحَتْ من عن يَمينِ المَشارِقِ ونَفَحَ الطِّيبُ إِذا فاحَ ريحه وقال جِرانُ العَوْدِ يذكر امرأَته لقد عالجَتْني بالقَبيح وثوبُها جَديدٌ ومن أَرْدانها المِسكُ يَنفَحُ أَي يَفوحُ طِيبُه فجعل النَّفْحَ مَرَّة أَشدَّ العذاب لقول الله عز وجل ولئن مستهم نفحةٌ من عذاب ربك وجعله مرةً رِيحَ مِسْكٍ قال الأَصمعي ما كان من الريح سَمُوماً فله لَفْحٌ باللام وما كان بارداً فله نَفْحٌ رواه أَبو عبيد عنه وطَعْنة نَفَّاحة دَفَّاعة بالدم وقد نَفَحتْ به التهذيب طعنة نَفُوحٌ يَنْفَحُ دَمُها سريعاً وفي الحديث أَوّلُ نَفْحةٍ من دَمِ الشهيدِ قال خالد ابن جَنْبة نَفْحةُ الدم أَوّل فَوْرة تَفور منه ودُفْعةٍ قال الراعي يَرْجُو سِجالاً من المعروفِ يَنْفَحُها لسائليه فلا مَنٌّ ولا حَسَدُ أَبو زيد من الضُّروع النَّفُوحُ وهي التي لا تَحْبِسُ لَبَنَها والنَّفُوح من النوق التي يخرج لبنها من غير حلب ونَفَح العِرْقُ يَنْفَح نَفْحاً إِذا نزا منه الدم التهذيب ابن الأَعرابي النَّفْحُ الذَّبُّ عن الرجل يقال هو يُنافِحُ عن فلان قال وقال غيره هو يُناضِحُ ونافَحْتُ عن فلان خاصَمْتُ عنه ونافَحُوهم كافَحوهم وفي الحديث إِن جبريل مع حَسَّان ما نافَحَ عني أَي دافع والمُنافَحة والمُكافَحة المُدافعة والمُضاربة ونَفَحْتُ الرجلَ بالسيف تناولته به يريد بمنافحته هجاء المشركين ومجاوبتهم على أَشعارهم وفي حديث علي رضي الله عنه في صِفِّين نافِحوا بالظُّبى أَي قاتلوا بالسيوف وأَصله أَن يَقرُبَ أَحد المقاتلين من الآخر بحيث يصل نَفْحُ كل واحد منهما إِلى صاحبه وهي ريحه ونَفَسُه ونَفْحُ الريح هُبوبها ونَفَحه بالسيف تناوله من بعيد شَزْراً وفي الحديث رأَيت كأَنه وضع في يَدَيَّ سِوارانِ من ذهب فأُوحِيَ إِليَّ أَنِ انْفُخْهما أَي ارْمِهما وأَلقهما كما تَنْفُخ الشيءَ إِذا دفعته عنك قال ابن الأَثير وإِن كانت بالحاء المهملة فهو من نَفَحْتُ الشيء إِذا رميته ونَفَحَتِ الدابةُ برجلها التهذيب والله تعالى هو النَّفَّاحُ المُنْعِمُ على عباده قال الأَزهري لم أَسمع النَّفَّاح في صفات الله عز وجل التي جاءت في القرآن والسُّنة ولا يجوز عند أَهل العلم أَن يوصف الله تعالى بما ليس في كتابه ولم يبينها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وإِذا قيل للرجل إِنه نَفَّاح فمعاه الكثير العطايا والنَّفِيحُ والنِّفِّيحُ الأَخيرة عن كراع والمِنْفَحُ والمِعَنُّ كلُّه الداخل على القوم وفي التهذيب مع القوم وليس شأْنُه شأْنهم وقال ابن الأَعرابي النَّفِيح الذي يجيء أَجنبيّاً فيدخل بين القوم ويُسْمِلُ بينهم ويُصْلِح أَمرهم قال الأَزهري هكذا جاء عن ابن الأَعرابي في هذا الموضع النَّفِيح بالحاء وقال في موضع آخر النَّفِيجُ بالجيم الذي يعترض بين القوم لا يصلح ولا يفسد قال هذا قول ثعلب ونَفَحَ جُمَّتَه رَجَّلَها والإِنفَحة بكسر الهمزة وفتح الفاء مخففة كَرِشُ الحَمَل أَو الجَدْي ما لم يأْكل فإِذا أَكلَ فهو كرش وكذلك المِنْفَحة بكسر الميم قال الراجز كم قد أَكلْتُ كَبِداً وإِنْفَحَه ثم ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه الأَزهري عن الليث الإِنْفَحة لا تكون إِلاَّ لذي كرش وهو شيء يتخرج من بطن ذيه أَصفرُ يُعْصَرُ في صوفة مبتلة في اللبن فيَغْلُظُ كالجُبْنِ ابن السكيت هي إِنْفَحَة الجَدْي وإِنْفَحَّته وهي اللغة الجيدة ولم يذكرها الجوهري بالتشديد ولا تقل أَنْفَحَة قال وحضرني أَعرابيان فصيحان من بني كلاب فقال أَحدهما لا أَقول إِلاَّ إِنْفَحَة وقال الآخر لا أَقول إِلا مِنْفَحة ثم افترقا على أَن يسأَلا عنهما أَشياخ بني كلاب فاتفقت جماعة على قول ذا وجماعة على قول ذا فهما لغتان قال ابن الأَعرابي ويقال مِنْفَحة وبِنْفَحة قال أَبو الهيثم الجَفْرُ من أَولاد الضأْن والمَعَزِ ما قد اسْتَكْرَشَ وفُطِمَ بعد خمسين يوماً من الولادة وشهرين أَي صارت إِنْفَحَتُه كَرِشاً حين رَعَى النبت وإِنما تكون إِنْفَحة ما دامت تَرْضَعُ ابن سيده وإِنْفَحة الجَدْي وإِنْفِحَتَه وإِنْفَحَّتُه ومِنْفَحَتُه شيءٌ يخرج من بطنه أَصفر يعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالحُبْن والجمع أَنافِحُ قال الشَّمَّاخُ وإِنَّا لمن قومٍ على أَن ذَمَمْتهم إِذا أَولَمُوا لم يُولِمُوا بالأَنافِحِ وجاءت الإِبل كأَنها الإِنْفَحَّة إِذا بالغوا في امتلائها وارتوائها حكاها ابن الأَعرابي ونَفَّاحُ المرأَة زوجها يمانية عن كراع

( نقح ) التَّنْقِيح وفي التهذيب النَّقْحُ تَشْذِيبُك عن العصا أُبَنَها حتى تَخْلُصَ وتَنْقِيحُ الجِذْع تَشْذِيبه وكلُّ ما نَحَّيْتُ عنه شيئاً فقد نَقَّحْته قال ذو الرمة من مُجْحِفاتِ زَمَنٍ مِرِّيدِ نَقَّحْنَ جِسْمي عن نُضارِ العُودِ ونَقَّح الشيءَ قَشَّره عن ابن الأَعرابي وأَنشد لغُلَيِّم من بني دُبَيْر إِليكَ أَشكو الدَّهْرَ والزَّلازِلا وكلَّ عامٍ نَقَّحَ الحَمائِلا يقول نَقَّحوا حَمائل سيوفهم أَي قشَرُوها فباعوها لشدة زمانهم ابن الأَعرابي أَنْقَحَ الرجلُ إَذا قلع حِلْيَةَ سيفه في الجَدْبِ والفقر وأَنْقَح شِعْرَه إِذا نَقَّحه وحَكَّكَه ونَقَّحَ النخلَ أَصلحه وقَشَره وتَنقيحُ الشِّعر تهذيبه يقال خيرٌُ الشِّعر الحَوْليُّ المُنَقَّحُ وتَنَقَّحَ شَحمُ الناقة أَي قلَّ ونقَّحَ الكلامَ فتَّشه وأَحسن النظر فيه وقيل أَصلحه وأَزال عيوبه والمُنَقَّحُ الكلام الذي فُعل به ذلك وروى الليث عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال في مَثَلٍ اسْتَغْنَتِ السُّلاَّدَةُ عن التنقيح وذلك أَن العصا إِنما تُنَقَّح لتَمْلُسَ وتَخْلُقَ والسُّلاّءة شوكة النخلة وهي في غاية الاستواء والمَلاسَة فإِن ذهبتَ تَقْشِرُ منها خَشُنَتْ يضرب مثلاً لمن يريد تجويد شيء هو في غاية الجَوْدة من شِعْر أَو كلام أَو غيره مما هو مستقيم قال أَبو وَجْزَة السَّعدي طَوْراً وطَوراً يَجُوبُ العُقْرَ من نَقَحٍ كالسَّنْدِ أَكْبادُه هِيمٌ هَراكيلُ أَزاد بها البيضمن حبال الرمل والنَّقَحُ الخالص من الرمل والسَّنْدُ ثيابٌ بيض وأَكباد الرمل أَوساطه والهَراكيل الضِّخامُ من كُثْبانه وفي حديث الأَسْلَميّ إِنه لَنِقْحٌ أَي عالم مُجَرَّب يقال نَقَّحَ العظمَ إِذا استخرج مُخَّه ونَقَّحَ الكلامَ إِذا هَذَّبه وأَحْسَنَ أَوصافَه ورجل مُنَقَّحٌ أَصابته البلايا عن اللحياني وقال بعضهم هو مشتق من ذلك ونَقَحَ العظمَ يَنْقَحُه نَقْحاً وانْتَقَحَه اسْتخرج مُخَّه والخاء لغة وكأَنه بالخاء استخراج المخ واستئصاله وكأَنه بالحاء تخليصه والنَّقْحُ سحاب أَبيض صَيْفِيّ قال العُجَيْرُ السَّلُوليُّ نَقْحٌ بَواسِقُ يجْتَلي أَوْساطَها بَرْقٌ خِلالَ تَهلُّل ورَبابِ

( نكح ) نَكَحَ فلان
( * قوله « نكح فلان إلخ » بابه منع وضرب كما في القاموس ) امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها ونَكَحَها يَنْكِحُها باضعها أَيضاً وكذلك دَحَمَها وخَجَأَها وقال الأَعشى في نَكَحَ بمعنى تزوج ولا تَقْرَبَنَّ جارةً إِنَّ سِرَّها عليك حرامٌ فانْكِحَنْ أَو تَأَبَّدا الأَزهري وقوله عز وجل الزاني لا ينكح إلا زانية أَو مشركة والزانية لا ينكحها إِلا زانٍ أَو مشرك تأْويله لا يتزوج الزاني إِلا زانية وكذلك الزانية لا يتزوجها إِلا زان وقد قال قومٌ معنى النكاح ههنا الوطء فالمعنى عندهم الزاني لا يطأُ إِلا زانية والزانية لا يطؤُها إِلا زان قال وهذا القول يبعد لأَنه لا يعرف شيء من ذكر النكاح في كتاب الله تعالى إِلا على معنى التزويج قال الله تعالى وأَنْكِحُوا الأَيامَى منكم فهذا تزويج لا شك فيه وقال تعالى يا أَيها الذين آمنوا إِذا نكحتم المؤمنات فاعلم أَن عقد التزويج يسمى النكاح وأَكثر التفسير أَن هذه الآية نزلت في قوم من المسلمين فقراء بالمدينة وكان بها بغايا يزنين ويأْخذن الأُجرة فأَرادوا التزويج بهنَّ وعَوْلَهنَّ فأَنزل الله عز وجل تحريم ذلك قال الأَزهري أَصل النكاح في كلام العرب الوطء وقيل للتزوّج نكاح لأَنيه سبب للوطء المباح الجوهري النكاح الوطء وقد يكون العَقْدَ تقول نَكَحْتُها ونَكَحَتْ هي أَي تزوَّجت وهي ناكح في بني فلان أَي ذات زوج منهم قال ابن سيده النِّكاحُ البُضْعُ وذلك في نوع الإِنسان خاصة واستعمله ثعلب في الذُّباب نَكَحَها يَنكِحُها نَكْحاً ونِكاحاً وليس في الكلام فَعَلَ يَفْعِلُ
( * قوله « وليس في الكلام فعل يفعل إلخ » الحصر إِضافي وإلا فقد فاته ينتح وينزح ويصمح ويجنح ويأمح ) مما لام الفعل منه حاء إِلا يَنْكِحُ ويَنْطِحُ ويَمْنِحُ ويَنْضِحُ ويَنْبِحُ ويَرْجِحُ ويَأْنِحُ ويَأْزِحُ ويَمْلِحُ ورجل نُكَحَةٌ ونَكَحٌ كثير النكاح قال وقد يجري النكاح مجرى التزويج وفي حديث معاوية لستُ بنُكَحٍ طُلَقَةٍ أَي كثير التزويج والطلاق والمعروف أَن يقال نُكَحَة ولكن هكذا روي وفُعَلَةٌ من أَبنية المبالغة لمن يكثر منه الشيء وأَنْكَحَه المرأَة زوَّجَه إِياها وأَنْكَحَها زوَّجها والاسم النُّكْحُ والنِّكْحُ وكان الرجل في الجاهلية يأْتي الحيَّ خاطباً فيقوم في ناديهم فيقول خِطْبٌ أَي جئت خاطباً فيقال له نِكْحٌ أَي قد أَنكحناك إِياها ويقال نُكْحٌ إِلاَّ أَن نِكْحاً هنا ليوازن خِطْباً وقصر أَبو عبيد وابن الأَعرابي قولهم خِطْبٌ فيقال نِكْحٌ على خبر أُمِّ خارجة كان يأْتيها الرجل فيقول خِطْبٌ فتقول هي نِكْحٌ حتى قالوا أَسرعُ من نكاح أُمِّ خارجة قال الجوهري النِّكْحُ والنُّكْحُ لغتان وهي كلمة كانت العرب تتزوَّج بها ونِكْحُها الذي يَنْكِحُها وهي نِكْحَتُه كلاهما عن اللحياني قال أَبو زيد يقال إِنه لنُكَحَة من قوم نُكَحاتٍ إِذا كان شديد النكاح ويقال نَكَحَ المطرُ الأَرضَ إِذا اعتمد عليها ونَكَحَ النُّعاسُ عينَه وناكَ المطرُ الأَرضَ وناك النُّعاسُ عينَه إِذا غَلب عليها وامرأَة ناكح بغير هاء ذات زوج قال أَحاطتْ بخُطَّابِ الأَيامى وطُلِّقتْ غَداةَ غَدٍ منهنَّ من كان ناكِحا وقد جاء في الشعر ناكِحةٌ على الفعل قال الطِّرِمَّاحُ ومِثْلُكَ ناحتْ عليه النسا ءُ من بينِ بِكْرٍ إِلى ناكِحه ويقوِّيه قول الآخر لَصَلْصَلَةُ اللجامِ بِرأْسِ طِرْفٍ أَحبُّ إِليَّ من أَن تَنْكِحِيني وفي حديث قَيْلَة انطلقتُ إِلى أُخت لي ناكحٍ في بني شَيْبَانَ أَي ذاتِ نكاح يعني متزوجة كما يقال حائض وطاهر وطالق أَي ذات حيض وطهارة وطلاق قال ابن الأَثير ولا يقال ناكح إِلا إِذا أَرادوا بناء الاسم من الفعل فيقال نَكَحتْ فهي ناكح ومنه حديث سُبَيْعةَ ما أَنتِ بناكح حتى تنقضيَ العدَّة واسْتَنْكَحَ في بني فلان تزوَّج فيهم وحكى الفارسي اسْتَنْكَحَها كَنَكَحها وأَنشد وهمْ قَتَلوا الطائيَّ بالحِجْرِ عَنْوَةً أَبا جابرٍ واسْتَنْكَحُوا أُمَّ جابرِ

( نوح ) النَّوْحُ مصدر ناحَ يَنُوحُ نَوْحاً ويقال نائحة ذات نِياحة ونَوَّاحةٌ ذات مَناحةٍ والمَناحةُ الاسم ويجمع على المَناحاتِ والمَناوِح والنوائحُ اسم يقع على النساء يجتمعن في مَناحة ويجمع على الأَنْواحِ قال لبيد قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ ونساء نَوْحٌ وأَنْواحٌ ونُوَّحٌ ونَوائح ونائحاتٌ ويقال كنا في مَناحةِ فلان وناحَتِ المرأَة تَنُوحُ نَوْحاً ونُواحاً ونِياحاً ونِياحةً ومَناحةً وناحَتْه وناحتْ عليه والمَناحةُ والنَّوْحُ النساء يجتمعن للحُزْن قال أَبو ذؤيب فهنّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَري مِ قد شَفَّ أَكبادَهنَّ الهَوَى وقوله أَنشده ثعلب أَلا هَلَكَ امرُؤٌ قامت عليه بجَنْبِ عُنَيْزَةَ البَقَرُ الهُجودُ سَمِعْنَ بموتِه فظَهَرْنَ نَوْحاً قِياماً ما يَحِلُّ لهنَّ عُودُ صير البقر نَوْحاً على الاستعارة وجمعُ النَّوْحِ أَنواح قال لبيد كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذَراه وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلِي ونَوْحُ الحمامة ما تُبْدِيه من سَجْعِها على شكل النَّوْحِ والفعل كالفعل قال أَبو ذؤيب فواللهِ لا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ كأَنه نُشَيْبَةُ ما دامَ الحَمامُ يَنُوحُ
( * قوله « نشيبة » هكذا في الأصل )
وحمامة نائحة ونَوَّاحة واسْتَناحَ الرجلُ كناحَ واستناحَ الرجلُ بَكَى حتى اسْتَبْكَى غيره وقول أَوس وما أَنا ممن يَسْتَنِيحُ بشَجْوِه يُمَدُّ له غَرْبا جَزُورٍ وجَدْوَلِ معناه لست أَرضى أَن أُدْفَعَ عن حقي وأُمنع حتى أُحْوجَ إِلى أَن أَشكو فأَستعينَ بغيري وقد فسر على المعنى الأَوّل وهو أَن يكون يستنيح بمعنى يَنُوحُ واستناحَ الذئبُ عَوَى فأَدْنَتْ له الذئابُ أَنشد ابن الأَعرابي مُقْلِقَة للمُسْتَنِيح العَسَّاس يعني الذئب الذي لا يستقرّ والتَّناوُحُ التَّقابُلُ ومنه تَناوُحُ الجبلين وتناوُحُ الرياح ومنه سميت النساء النوائحُ نَوائِحَ لأَن بعضهن يقابل بعضاً إِذا نُحْنَ وكذلك الرياح إِذا تقابلت في المَهَبِّ لأَن بعضها يُناوِحُ بعضاً ويُناسِجُ فكَّل ريح استطالت أَثَراً فهبتْ عليه ريحٌ طُولاً فهي نَيِّحَتُه فإِن اعترضته فهي نَسِيجَته وقال الكسائي في قول الشاعر لقد صَبَرَتْ حَنيفةُ صَبْرَ قَوْمٍ كِرامٍ تحت أَظْلالِ النَّواحِي أَراد النوائح فقلب وعَنَى بها الرايات المتقابلةَ في الحروب وقيل عنى بها السيوفَ والرياح إِذا اشتدَّ هُبوبها يقال تناوَحَتْ وقال لبيد يمدح قومه ويُكَلِّلُونَ إِذا الرياحُ تَناوَحتْ خُلُجاً تُمَدُّ شوارِعاً أَيتامُها والرياح النُّكْبُ في الشتاء هي المُتناوِحة وذلك أَنها لا تَهُبُّ من جهة واحدة ولكنها تَهُبُّ من جهات مختلفة سميت مُتناوِحةً لمقابلة بعضها بعضاً وذلك في السَّنة وقلة الأَنْديَةِ ويُبْس الهواء وشدة البرد ويقال هما جبلان يَتَناوَحانِ وشجرتانِ تَتَناوَحانِ إِذا كانتا متقابلتين وأَنشد كأَنك سَكْرانٌ يَميلُ برأْسِه مُجاجةُ زِقٍّ شَرْبُها مُتناوِحُ أَي يقابل بعضهم بعضاً عند شُرْبها والنَّوْحَةُ القوة وهي النَّيْحة أَيضاً وتَنَوَّحَ الشيءُ تَنَوُّحاً إِذا تحرّك وهو مُتَدَلٍّ ونُوحٌ اسم نبي معروف ينصرف مع العُجْمَةِ والتعريف وكذلك كل اسم على ثلاثة أَحرف أَوسطه ساكن مثل لُوطٍ لأَن خفته عادلت أَحد الثقلين وفي حديث ابن سَلام لقد قلتَ القولَ العظيم يوم القيامة في الخليفة من بعد نوح قال ابن الأَثير قيل أَراد بنوح عمر رضي الله عنه وذلك لأَن النبي صلى الله عليه وسلم استشار أَبا بكر وعمر رضي الله عنهما في أَسارى بدر فأَشار عليه أَبو بكر رضي الله عنه بالمَنِّ عليهم وأَشار عليه عمر رضي الله عنه بقتلهم فأَبل النبي صلى الله عليه وسلم على أَبي بكر رضي الله عنه وقال إِن إِبراهيم كان أَلْيَنَ في الله من الدُّهْنِ اللَّيِّنِ
( * قوله « من الدهن اللين » كذا بالأصل والذي في النهاية من الدهن باللبن )
وأَقبل على عمر رضي الله عنه وقال إِن نوحاً كان أَشدَّ في الله من الحَجَر فشبه أَبا بكر بإِبراهيم حين قال فمن تَبِعَني فإِنه مني ومن عَصاني فإِنك غفور رحيم وشبه عمر رضي الله عنه بنوح حين قال ربِّ لا تَذَرْ على الأَرض من الكافرين دَيَّاراً وأَراد ابن سلام أَن عثمان رضي الله عنه خليفة عمر الذي شُبه بنوح وأَراد بيوم القيامة يوم الجمعة لأَن ذلك القول كان فيه وعن كعب أَنه رأَى رجلاً يظلم رجلاً يوم الجمعة فقال ويحك تظلم رجلاً يوم القيامة والقيامة تقوم يوم الجمعة ؟ وقيل أَراد أَن هذا القول جزاؤه عظيم يوم القيامة

( نيح ) ناحَ الغُصْنُ نَيْحاً ونَيَحاناً مال والنَّيْحُ اشتداد العظم بعد رطوبته من الكبير والصغير وإِنه لعظم نَيِّحٌ شديد وناحَ العظمُ يَنِيحُ نَيْحاً صَلُبَ واشتدَّ بعد رُطوبة يكون ذلك في الكبير والصغير وعظم نَيِّحٌ شديد والنَّوْحةُ القوة وهي النَّيْحة أَيضاً ونَيَّحَ اللهُ عظمَك يدعو له بذلك وفي الحديث لا نَيَّحَ الله عِظامَه أَي لا صَلَّبَها ولا شَدَّ منها وما نَيَّحه بخير أَي ما أَعطاه شيئاً

( وتح ) طعام وَتْحٌ لا خير فيه كَوَحْتٍ والوَتْحُ والوَتِحُ والوَتِيحُ القليل من كل شيء وشيءٌ وَتْحٌ ووَتِحٌ أَي قليل تافِهٌ وقد وَتُحَ بالضم يَوْتُحُ وَتاحةً ويقال أَعْطَى عطاءً وَتْحاً ووَتُحَ عطاؤُه وقد وَتَحَ عطاءَه وأَوتَحه فَوَتُحَ وَتاحةً ووُتُوحة ووَتْحَةً وأَوْتَحَ الرجلُ قلَّ مالُه وتَوَتَّحَ الشرابَ شربه قليلاً قليلاً وما أَغْنى عني وَتَحَةً بفتح التاء كقولك ما أَغنى عني عَبَكَةً وقيل معناه ما أَغنى عني شيئاً وأَوتَحَ الرجلَ جَهَدَه وبَلَغ منه قال معها كفِرْخانِ الدَّجاجِ رُزَّحا دَرادِقاً وهي الشُّيُوخُ قُرَّحا قَرْقَمَهم عَيْشٌ خَبِيثٌ أَوْتَحا هذه رواية ثعلب ورواه ابن الأَعرابي أَوْتَخا وفسره بما فسر به ثعلب أَوْتَحا واحتمل ابن الأَعرابي الخاء مع الحاء لاقترابهما في المخرج وقال الأَزهري في تفسير هذا الشعر أَي يأْكلون أَكل الكبار وهم صغار قال وأَوْتَحَ جَهَدَهُمْ وبَلَغَ منهم وأَوتَحْتَ مني بَلَغْتَ مني وكأَنه أَبدل الحاء من الخاء وشيء وَتْحٌ وَعْرٌ إِتباعٌ له أَي نَزْرٌ قليل ووَتِحٌ ووَعِرٌ وهي الوُتُوحةُ والوُعُورةُ ورجل وَتِحٌ بكسر التاء أَي خسيس وأَوْتَحَ فلانٌ عطيَّته أَي أَقَلَّها وكذلك التَّوْتِيحُ وأَوْتَحَ له الشيءَ إِذا قلله وتَوَتَّحْتُ من الشراب شربت شيئاً قليلاً

( وجح ) وَجَحَ الطريقُ ظهر ووَضَحَ وأَوْجَحَتِ النارُ أَضاءَت وبدت وأَوْجَحَتْ غُرَّةُ الفرس إِيجاحاً اتَّضَحَتْ وليس دونه وِجاحٌ ووَجاحٌ ووُجاجٌ أَي سِتْرٌ واختار ابن الأَعرابي الفتح وحكى اللحياني ما دونه أُجاح وإِجاح عن الكسائي وحكي ما دونه أَجاحٌ عن أَبي صفوان وكل ذلك على إِبدال الهمزة من الواو وجاء فلان وما عليه وَجاحٌ أَي شيء يستره وتبنى هذه الكلمة على الكسر في بعض اللغات قال أُسُودُ شَرًى لَقِينَ أُسُودَ غابٍ ببَرْزٍ ليس بينهمُ وَجاحِ والمعروف وَجاحٌ وإِن كانت القوافي مجرورة والمُوجَحُ المُلْجَأُ كأَنه أُلْجِئَ إِلى موضع يستره والوَجَحُ المَلْجَأُ وكذلك الوَجِيحُ وأَنشد فلا وَجَحٌ يُنْجِيكَ إِن رُمْتَ حَرْبَنا ولا أَنتَ مِنَّا عند تلك بآيِلِ وقال حميد بن ثور نَضْح السُّقاةِ بصُباباتِ الرَّجا ساعةَ لا يَنْفَعُها منه وَجَعْ قال وقد وَجَحَ يَوْجَحُ وَجْحاً إِذا التجأَ كذلك قرئ بخط شمر وأَوْجَحه البولُ ضَيَّقَ عليه وروي عن عمر رضي الله تعالى عنه أَنه صلى صلاة الصبح فلما سَلَّم قال من استطاع منكم فلا يُصَلِّيَنَّ وهو مُوجَِحٌ وفي رواية فلا يصلِّ مُوجَِحاً قيل وما المُوجحُ ؟ قال المُرْهَقُ من خَلاءٍ أَو بَولٍ يعني مُضَيَّقاً عليه قال شمر هكذا روي بكسر الجيم وقال بعضهم مُوجَحٌ قد أَوْجَحَه بولُه قال وسمعت أَعرابيّاً سأَلته عنه فقال هو المُجِحُّ ذهب به إِلى الحامل وأَوْجَحَ البيتَ سَتَرَه قال ساعدة بن حؤية الهذلي وقد أَشْهَدُ البيتَ المُحَجَّبَ زانَه فِراشٌ وخِدْرٌ مُوجَحٌ ولَطائمُ وأَورد الأَزهري هذا البيت في التهذيب وقال المُوجَحُ الكثيفُ الغليظُ وثوب متين كثيف وثوب مُوجَحٌ كثير الغزل كثيف وثوب وَجِيحٌ ومُوجَحٌ قوي وقيل ضَيِّق مَتِين قال شمر كأَنه شبه ما يجد المُحْتَقِنُ من الامتلاء والانتفاخ بذلك قال ويكون من أَوْجَحَ الشيءُ إِذا ظهر وقد أَوجَحَه بوله فهو مُوجَحٌ إِذا كَظَّه وضَيَّقَ عليه والمُوجِحُ الذي يُخْفي الشيء ويستره مِن الوِجاحِ وهو السِّتْر فشبه به ما يجده المُحْتَقِنُ من الامتلاء وروي عن أَبي معاذ النحوي ما بيني وبينه جَاحٌ بمعنى وِجاح الفراء ليس بيني وبينه وِجاحٌ وإِجاحٌ وأُجاحٌ وأَجاحٌ أَي ليس بيني وبينه سِتْر قال أَبو خَيْرَةَ جَوْفاءُ مَحْشُوَّةٌ في مُوجَحٍ مَغِصٍ أَضيافُه جُوَّعٌ منه مَهازِيلُ أَراد بالمُوجَحِ جلداً أَمْلَسَ وأَضيافه قِرْدانُه الجوهري الرِجاحُ والوُجاحُ والوَجاحُ السِّتْرُ قال القَطَامِيُّ لم يَدَعِ الثَّلْجُ لهم وَجاحا قال وربما قلبوا الواو أَلفاً وقالوا أُجاح وإِجاح وأَجاح الأَزهري في ترجمة جوح والوَِجاحُ بقية الشيء من مال وغيره وطريق مُوجِحٌ مَهْيَعٌ قال الأَزهري المحفوظ في المُلْجإِ تقديم الحاء على الجيم فإِن صحت الرواية فلعلهما لغتان وروي الحديث بفتح الجيم وكسرها على المفعول والفاعل والمُوجِحُ الذي يُوجِحُ الشيءَ ويُمْسِكُه ويمنعه من الوَجَحِ وهو المَلْجَأُ قال الأَزهري وأَقرأَني إِبراهيم بن سعد الواقدي أَتَتْرُكُ أَمرَ القومِ فيهم بَلابِلٌ وتَتْرُكُ غيظاً كان في الصدرِ مُوجِحا ؟ قال شمر رواه موجحاً بكسر الجيم والوَجَحُ شبه الغار وقال بكلِّ أَمْعَزَ مها غير ذي وَجَحٍ وكلَّ دارةِ هَجْلٍ ذاتِ أَوجاحِ أَي ذاتِ غِيرانٍ والوَجاحُ الصَّفا الأَمْلَسُ قال الأَفْوَهُ وأَفْراسٌ مُذَلَّلةٌ وبِيضٌ كأَن مُتُونَها فيها الوَجاحُ ويقال للماء في أَسفل الحوض إِذا كان مقدار ما يستره وَجاحٌ ويقال لقيته أَدنى وَجاحٍ
( * قوله « لقيته أَدنى وجاح » كذا بضبط الأصل بفتح الواو وبهامش القاموس ما نصه ضبطه الشارح بالضم وعاصم بالفتح اه )
لأَوّلِ شيء يُرَى وباب موجوحٌ أَي مردود ويقال حَفَرَ حتى أَوجَحَ إِذا بلغ الصفاة

( وحح ) الوَحْوَحَة صوت مع بَحَحٍ ووَحْوَحَ الثوبُ صَوَّت ووَحْ وَحْ زجر للبقر ووَحْوَحَ البقرَ زَجَرها وكذلك وَحْوَحَ بها وإِذا طردت الثورَ قلت له قَعْ قَعْ وإِذا زجرته قلت له وَحْ وَحْ ووَحْوَحَ الرجلُ من البرد إِذا ردَّد نَفَسه في حَلْقه حتى تسمع له صوتاً قال الكُمَيْتُ ووَحْوَحَ في حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها ولم يَكُ في النُّكْدِ المَقاليتِ مَشْخَبُ ووَحْوَحَ الرجلُ إِذا نفخ في يده من شدَّة البرد ورجل وَحْواحٌ أَي خفيف قال أَبو الأَسود العِجْلي مُلازٍمِ آثارَها صَيداحِ واتَّسَقَتْ لزاجِرٍ وَحْواحِ
( * قوله « واتسقت لزاجر إلخ » أنشده في مادة ص د ح على غير هذا الوجه )
والصَّيْداحُ والصَّيْدَحُ الشديد الصوت وكذلك الوَحْوَحُ قال الجعدي يرثي أَخاه ومِنْ قَبْلِه ما قد رُزِئْتُ بوَحْوَحٍ وكان ابنَ أُمِّي والخليلَ المُصافِيا قال ابن بري وَحْوَح في البيت اسم علم لأَخيه وليس بصفة ورَثى في هذه القصيدة مُحارِبَ بن قيس بن عَدَسٍ من بني عمه ووَحْوَحاً أَخاه وقبله أَلم تَعْلَمِي أَني رُزِئْتُ مُحارِباً ؟ فما لك فيه اليومَ شيءٌ ولا لِيا فَتىً كمُلَتْ أَخلاقُه غيرَ أَنه جَوادٌ فلا يُبْقِي من المالِ باقِيا ومن قبله ما قد رزئت بوحوح وكانَ ابنَ أُمي والخليلَ المصافيا ورجل وَحْوَحٌ شديد القوّة يَنْحِمُ عند عمله لنشاطه وشدته ورجال وَحاوِحُ والأَصل في الوَحْوَحة الصوت من الحلق وكلب وَحْواحٌ ووَحْوَحٌ وتَوَحْوَح الظَّلِيمُ فوق البيض إِذا رَئِمَها وأَظهر وُلوعَه قال تميم بن مقبل كبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَوَحْوَحَ فَوْقَها هِجَفَّانِ مِرْياعا الضُّحَى وَحَدانِ وتركها تُوَحْوِحُ وتَوَحْوَحُ تُصَوِّت من البَرْدِ من الطَّلْق بين القَوابل والوَحْوَحُ والوَحْواحُ المُنْكَمِشُ الحديدُ النَّفْسِ قال يا رُبَّ شَيْخٍ من لُكَيْزٍ وَحْوَحِ عَبْلٍ شَدِيدٍ أَسْرُه صَمَحْمَحِ يَغْدو بدَلْوٍ ورِشاءٍ مُصْلَحِ حتى أَتَتْه ماءَةٌ كالإِنْفَحِ أَي جاءت صافيةَ السَّحْناءِ كأَنها إِنْفِحَة وقال وذُعِرَت من زاجرٍ وَحْواحِ ابن الأَثير وفي شعر أَبي طالب يمدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى تُجالِدكم عنه وَحاوِحةٌ شِيبٌ صَنادِيدُ لا يَذْعَرْهُمُ الأَسَلُ هو جمع وَحْواح وهو السيد والهاء فيه لتأْنيث الجمع ومنه حديث الذي يَعْبُر الصراطَ حَبْواً وهم أَصحابُ وَحْوَحٍ أَي أَصحاب من كان في الدنيا سيداً وهو كالحديث الآخر هَلَك أَصحابُ العُقْدة يعني الأُمراء ويجوز أَن يكون من الوَحْوَحةِ وهو صوت فيه بُحُوحة كأَنه يعني أَصحاب الجدال والخصام والشَّغَبِ في الأَسواق وغيرها ومنه حديث عليّ لقد شَفَى وَحاوِحَ صَدْري حَسُّكم إِياهم بالنِّصال والوَحْوَحُ ضرب من الطير قال ابن دريد ولا أَعرف ما صِحَّتُها ووَحْوَحٌ اسم ابن الأَعرابي الوَحُّ الوَتِدُ يقال هو أَفقر من وَحٍّ وهو الوَتِدُ وهذا قول المفَضَّل وقال غيره وَحٌّ كان رجلاً زَجَرَ فقيراً فضرب به المثل في الحاجة

( ودح ) أَوْدَحَ الرجلُ أَقَرَّ وفي التهذيب أَقَرَّ بالباطل حكاه ابن السكيت وأَنشد أَوْدَحَ لما أَن رأَى الجَدَّ حَكَمْ وأَوْدَحَ الرجلُ أَذعَنَ وخَضَع وربما قالوا أَوْدَحَ الكبشُ إِذا توقف ولم يَنْزُ الأَزهري أَبو زيد الإِيداحُ الإِقرار بالذل والانقيادُ لمن يقوده وأَنشد وأَكْوِي على قَرْنَيْهِ بعد خِصائِه بنارِي وقد يُخْصَى العَتُودُ فَيُودِحُ وأَودَحَتِ الإِبلُ سَمِنَتْ وحَسُنتْ حالُها أَبو عمرو يقال ما أَغْنى عنه وَدَحَةً ولا وَتَحةً ولا وَذَحةً ولا وَشَمَةً ولا رَشَمَةً أَي ما أَغنى عنه شيئاً ووَدْحانُ موضع وقد سَمَّوا به رجلاً

( وذح ) الوَذَحُ ما تعلق بأَصواف الغنم من البَعَرِ والبول وقال ثعلب هو ما يتعلق من القَذَر بأَلية الكبش الواحدة منه وَذَحة وقد وَذِحَتْ وَذَحاً والجمع وُذْحٌ مثل بَدَنةٍ وبُدْنٍ قال جرير والتَّغْلَبِيَّةُ في أَفواهِ عَوْرَتِها وُذْحٌ كثيرٌ وفي أَكتافِها الوَضَرُ ويقال منه وَذِحَتِ الشاةُ تَوْذَحُ وتَيْذَحُ وَذَحاً الأَزهري أَبو عمرو ما أَغنى عنه وَدَحةً ولا وَذَحةً أَي ما أَغنى عنه شيئاً وقال في ترجمة وذح ما أَغنى عني وَتَحَةً ولا وَذَحةً أَي ما أَغنى شيئاً أَبو عبيدة الوَذَحُ ما يتعلق بالأَصواف من أَبعار الغنم فيَجِفّ عليه وقال الأَعشى فَتَرى الأَعْداءَ حَوْلي شُزَّراً خاضِعِي الأَعْناقِ أَمْثالَ الوَذَحْ وقال النضر الوَذَحُ احتراقٌ وانْسِحاجٌ يكون في باطن الفَخِذَين قال ويقال له المَدَحُ أَيضاً وعبدٌ أَوْذَحُ إِذا كان لئيماً وقال بعض الرُّجَّاز يَهْجو أَبا وَجْزَة مَوْلى بني سَعْدٍ هَجِيناً أَوذَحا يَسُوقُ بَكْرَيْنِ وناباً كُِحْكُِحا قال أَبو منصور كأَنه مأْخوذ من الوَذَح وفي حديث علي كرم الله وجهه أَما والله ليُسَلَّطَنَّ عليكم غلامُ ثَقِيف الذَّيَّالُ المَيَّالُ إِيهٍ أَبا وَذَحةَ الوَذَحة بالتحريك الخُنْفُساء من الوَذَحِ وهو ما يتعلق بأَلية الشاة من البعر فيجف وبعضهم يقوله بالخاء وفي حديث الحجاج أَنه رأَى خُنْفُساءَة فقال قاتلَ اللهُ أَقواماً يزعمون أَن هذه من خلق الله فقيل مِمَّ هي ؟ قال من وَذَحِ إِبليس

( وشح ) الوِشاحُ والإِشاحُ على البدل كما يقال وِكافٌ وإِكافٌ والوُشاحُ كله حَلْيُ النساءِ كِرْسانِ من لؤلؤ وجوهر منظومان مُخالَفٌ بينهما معطوف أَحدُهما على الآخر تَتَوَشَّحُ المرأَةُ به ومنه اشتق تَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه والجمع أَوشِحةٌ ووُشُحٌ ووَشائِحُ قال ابن سيده وأُرى الأَخيرة على تقدير الهاء قال كثير عَزَّةَ كأَنَّ قَنا المُرَّانِ تحتَ خُدُودِها ظِباءُ المَلا نِيطَتْ عليها الوَشائِحُ ووَشَّحْتُها تَوْشِيحاً فَتَوَشَّحَتْ هي أَي لبسته وتَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه وبسيفه وقد تَوَشَّحَتِ المرأَةُ واتَّشَحَتْ الجوهري الوِشاحُ يُنْسَجُ من أَديم عريضاً ويرَصَّعُ بالجواهر وتَشُدُّه المرأَة بين عاتقيها وكَشْحَيْها وقولُ دَهْلَب بن قُرَيْع يخاطب ابناً له أُحِبُّ منكَ موضِعَ الوُشْحُنِّ وموضعَ اللَّبَّةِ والقُرْطُنِّ يعني الوُشاحَ وإِنما يزيدون هذه النون المشدّدة في ضرورة الشعر وأَورده الأَزهري وموضعَ الإِزارِ والقَفَنَّ وقال فإِنه زاد نوناً في الوُشُح والقفا ابن سيده والتوشُّح أَن يَتَّشِحَ بالثوب ثم يُخرجَ طَرَفه الذي أَلقاه على عاتقه الأَيسر من تحت يده اليمنى ثم يَعْقِدَ طرفيهما على صدره وقد أَشَّحَه الثوبَ قال مَعْقِلُ بن خويلد الهذلي أَبا مَعْقِلٍ إِن كنتَ أُشِّحْتَ حُلَّةً أَبا مَعْقِلٍ فانظر بنَبْلِكَ من تَرْمِي قال أَبو منصور التَّوَشُّح بالرداء مثل التأَبُّط والاضطباع وهو أَن يُدخل الثوب من تحت يده اليمنى فيُلْقِيَه على مَنْكِبه الأَيسر كما يفعل المُحْرِمُ وكذلك الرجل يَتَوَشَّح بحمائل سيفه فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة ومنه قول لبيد في تَوَشُّحِه بلجامه ولقد حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِي فُرُطٌ وِشاحِي إِذ غَدَوْتُ لِجامُها أَخبر أَنه يخرج رَبِيئَةً أَي طليعة لقومه على راحلته وقد اجتنب إِليها فرسَه وتَوَشَّح بلجامها راكباً راحلته فإِن أَحَسَّ بالعدوّ أَلجمَها وركبها تَحَوُّزاً من العدوّ وغاوَلهم إِلى الحيّ مُنْذِراً وفي الحديث أَنه كان يَتَوَشَّحُ بثوبه أَي يَتَغَشَّى به والأَصل فيه من الوشاح ومنه حديث عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتَوَشَّحُني ويَنالُ من رأْسي أَي يُعانقني ويُقَبِّلني وفي حديث آخر لا عَدِمْتَ رجلاً وَشَّحَك هذا الوِشاحَ أَي ضَرَبك هذه الضربة في موضع الوُشاحِ ومنه حديث المرأَة السَّوْداء ويومُ الوِشاحِ من تَعاجِيبِ رَبِّنا أَلا إِنه من بلدة الكفر نجاني
( * قوله « ألا إِنه من بلدة » كذا بالأصل والذي في النهاية على أنه من دارة )
قال ابن الأَثير كان لقوم وِشاحٌ فَفَقدوه فاتهموها به وكانت الحِدَأَة أَخذته فأَلقته إِليهم وفيه كان للنبي صلى الله عليه وسلم دِرْعٌ تسمى ذاتَ الوِشاحِ ابن سيده والوِشاحُ والوِشاحةُ السيف مثل إِزار وإِزارة قال أَبو كبير الهذلي مُسْتَشْعِرٌ تحتَ الرِّداءِ وِشاحةً عَضْباً غَمُوصَ الحَدِّ غيرَ مُفَلَّلِ والوِشاحُ القوسُ والمُوَشَّحةُ من الظباء والشاء والطير التي لها طرّتان من جانبيها قال أَو الأُدْم المُوَشَّحة العَواطِي بأَيديهنَّ من سَلَمِ النِّعافِ والوَشْحاء من المَعَز السوداء المُوَشَّحة ببياض وديكٌ مُوَشَّح إِذا كان له خُطَّتان كالوِشاحِ قال الطرماح ونَبّهْ ذا العِفاءِ المُوَشَّحِ وثوب مُوَشَّحٌ وذلك لوَشْيٍ فيه حكاه ابن سيده عن اللحياني ووَشْحَى موضع قال صَبَّحْنَ من وَشْحَى قَلَيْباً سُكَّا ودارةُ وَشْحاءَ موضعٌ هنالك عن كراع وواشِحُ قبيلة من اليمن

( وضح ) الوَضَحُ بياضُ الصبح والقمرُ والبَرَصُ والغرةُ والتحجيلُ في القوائم وغير ذلك من الأَلوان التهذيب الوَضَحُ بياض الصُّبْح قال الأَعشى إِذْ أَتَتْكُمْ شَيْبانُ في وَضَحِ الصُّ بحِ بكبشٍ تَرَى له قُدَّاما والعرب تسمي النهار الوَضَّاحَ والليلَ الدُّهْمانَ وبِكْرُ الوَضَّاحِ صلاةُ الغَداة وثِنْيُ دُهْمانَ العِشاءُ الآخرة قال الراجز لو قِسْتَ ما بينَ مَناحِي سَبَّاحْ لِثِنْيِ دُهْمانَ وبِكْرِ الوَضَّاح لَقِسْتَ مَرْتاً مُسْبَطِرَّ الأَبْداحْ سبَّاح بعيره والأَبْداحُ جوانبه والوَضَحُ بياض غالب في أَلوان الشاء قد فشا في جميع جسدها والجمع أَوضاح وفي التهذيب في الصدر والظهر والوجه يقال له تَوْضيح شديد وقد تَوَضَّح ويقال بالفرس وَضَحٌ إِذا كانت به شِيَةٌ وقد يكنى به عن البَرَصِ ومنه قيل لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ الوَضَّاحُ وفي الحديث جاءه رجل بكَفِّه وَضَح أَي بَرَصٌ وقد وَضَحَ الشيءُ يَضِحُ وُضُوحاً وَضَحَةً وضِحَةً واتَّضَحَ أَي بان وهو واضع ووَضَّاح وأَوضَحَ وتَوَضَّح ظهر قال أَبو ذؤيب وأَغْبَرَ لا يَجْتازُه مُتَوَضِّحُ الر جالِ كفَرْق العامِرِيِّ يَلُوحُ أَراد بالمُتَوَضِّح من الرجال الذي يظهر نفسه في الطريق ولا يدخل في الخَمَرِ ووَضَّحه هو وأَوضَحَه وأَوضَحَ عنه وتَوَضَّح الطريقُ أَي استبان والوَضَحُ الضَّوْءُ والبياضُ وفي الحديث أَنه كان يرفع يديه في السجود حتى يَبينَ وَضَحُ إبْطَيْهِ أَي البياضُ الذي تحتهما وذلك للمبالغة في رفعهما وتجافيهما عن الجنبين والوَضَحُ البياضُ من كل شيء ومنه حديث عمر صوموا من الوَضَح إِلى الوَضَحِ أَي من الضَّوء إِلى الضوء وقيل من الهلال إِلى الهلال قال ابن الأَثير وهو الوجه لأَن سياق الحديث يدل عليه وتمامه فإِن خَفِيَ عليكم فأَتِمُّوا العِدَّة ثلاثين يوماً وفي الحديث غَيِّرُوا الوَضَحَ أَي الشَّيْب يعني اخْضِبُوه والواضحةُ الأَسْنانُ التي تبدو عند الضحك صفة غالبة وأَنشد كلُّ خَليلٍ كنتُ صافَيْتُه لا تَرَكَ الله له واضِحه كلُّهمُ أَرْوَغُ من ثَعْلَبٍ ما أَشْبَه الليلةَ بالبارِحه وفي الحديث حتى ما أَوضَحُوا بضاحكة أَي ما طَلَعوا بضاحكة ولا أَبْدَوْها وهي إِحدى ضواحِكِ الإِنسان التي تبدو عند الضحك وإِنه لواضح الجَبينِ إِذا ابيضَّ وحَسُنَ ولم يكن غليظاً كثير اللحم ورجل وَضَّاحٌ حَسَنُ الوجه أَبيضُ بَسَّامٌ والوَضَّاحُ الرجلُ الأَبيضُ اللون الحَسَنُه وأَوضَحَ الرجلُ والمرأَة وُلِدَ لَهما أَولادٌ وُضَّحٌ بيضٌ وقال ثعلب هو منكَ أَدنى واضحةٍ إِذا وَضَحَ لك وظهر حتى كأَنه مُبْيَضُّ ورجل واضحُ الحَسَبِ ووَضَّاحُه ظاهره نَقِيُّه مبيضه على المثل ودرهم وَضَحٌ نَقِيّ أَبيض على النسب والوَضَحُ الدِّرْهم الضحيح والأَوضاحُ حَلْيٌ من الدراهم الصحاح وحكى ابن الأَعرابي أَعطيته دراهم أَوضاحاً كأَنها أَلبانُ شَوْلٍ رَعَتْ بدَكْداكِ مالكٍ مالك رمل بعينه وقلما ترعى الإِبل هنالك إِلا الحَلِيَّ وهو أَبيض فشبه الدراهم في بياضها بأَلبان الإِبل التي لا ترعى إِلا الحَلِيِّ ووَضَحُ القَدَم بياضُ أَخْمَصِه وقال الجُمَيْحُ والشَّوْكُ في وَضَحِ الرجلينِ مَرْكُوزُ وقال النضر المتوضِّحُ والواضح من الإِبل الأَبيض وليس بالشديد البياض أَشدُّ بياضاً من الأَعْيَصِ والأَصْهَبِ وهو المتوضِّحُ الأَقْراب وأَنشد مُتَوَضِّحُ الأَقْرابِ فيه شُهْلَةٌ شَنِجُ اليدين تَخالُه مَشْكُولا والأَواضِحُ الأَيامُ البيض إِما أَن يكون جمعَ الواضح فتكون الهمزة بدلاً من الواو الأُولى لاجتماع الواوين وإِما أَن يكون جمع الأَوْضَح وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم أَمر بصيام الأَواضِحِ حكاه الهروي في الغريبين قال ابن الأَثير وفي الحديث أَمر بصيام الأَوْضاحِ يريد أَيامَ الليالي الأَواضِح أَي البيض جمع واضحة وهي ثالث عشر ورابع عشر وخامس عشر والأَصل وَواضِح فقلبت الواو الأُولى همزة والواضِحة من الشِّجاج التي تُبْدي وَضَحَ العظم ابن سيده والمُوضِحةُ من الشِّجاج التي بلغت العظم فأَوضَحَتْ عنه وقيل هي التي تَقْشِر الجلدةَ التي بين اللحم والعظم أَو تشقها حتى يبدو وَضَحُ العظم وهي التي يكون فيها القصاص خاصة لأَنه ليس من الشجاج شيء له حدَّ ينتهي إِليه سواها وأَما غيرها من الشجاج ففيها ديتها وذكر المُوضِحة في أَحاديث كثيرة وهي التي تبدي العظم أَي بَياضَه قال والجمع المَواضِح والتي فُرِضَ فيها خمس من الإِبل هي ما كان منها في الرأْس والوجه فأَما المُوضِحة في غيرهما ففيها الحكومة ويقال للنَّعَم وَضِيحةٌ ووَضائِحُ ومنه قول أَبي وَجْزَة لقَوْمِيَ إِذ قَوْمي جميعٌ نَواهُمُ وإِذ أَنا في حَيٍّ كثير الوَضائِح والوَضَحُ اللبنُ قال أَبو ذؤيب الهذلي عَقَّوْا بسَهْمٍ فلم يَشْعُرْ به أَحدٌ ثم اسْتَفاؤوا وقالوا حَبَّذا الوَضَحُ أَي قالوا اللبنُ أَحبُّ إِلينا من القَوَد فأَخبر أَنهم آثَرُوا إِبل الدية وأَلبانها على دم قاتل صاحبهم قال ابن سيده وأُراه سمي بذلك لبياضه وقيل الوَضَحُ من اللبن ما لم يُمْذَقْ ويقال كثر الوَضَحُ عند بني فلان إِذا كَثُرَت أَلبانُ نَعَمِهم أَبو زيد من أَين وَضَحَ الراكبُ ؟ أَي من أَين بدا وقال غيره من أَين أَوضَح بالأَلف ابن سيده وَضَحَ الراكبُ طَلَع ومن أَين أَوضَحْتَ بالأَلف أَي من أَين خرجت عن ابن الأَعرابي التهذيب من أَين أَوضَح الراكبُ ومن أَين أَوضَعَ ومن أَين بدا وضَحُك ؟ وأَوضَحْتُ قوماً رأَيتهم واستوضَحَ عن الأَمر بحث أَبو عمرو استوضَحْتُ الشيءَ واستشرفْته واستكفَفْتُه وذلك إِذا وضعت يدك على عينيك في الشمس تنظر هل تراه تُوَقّي بكفك عينَك شُعاعَ الشمس يقال اسْتَوْضِحْ عنه يا فلان واستوضَحْتُ الأَمرَ والكلامَ إِذا سأَلته أَن يُوَضِّحَه لك ووَضَحُ الطريق مَحَجَّتُه ووَسَطُه والواضحُ ضدّ الخامل لوُضُوح حاله وظهور فضله عن السَّعْدي والوَضَحُ حَلْيٌ من فضة والجمع أَوضاح سميت بذلك لبياضها واحدها وَضَح وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَقاد من يهودي قَتَلَ جُوَيْرِيةً على أَوْضاح لها وقيل الوَضَحُ الخَلْخالُ فَخَصَّ والوُضَّحُ الكواكبُ الخُنَّسُ إِذا اجتمعت مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل الليث إِذا اجتمعت الكواكب الخنس مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل سُمِّين جميعاً الوُضَّحَ اللحياني يقال فيها أَوْضاحٌ من الناس وأَوْباش وأَسْقاطٌ يعني جماعات من قبائل شَتَّى قالوا ولم يُسْمَعْ لهذه الحروف بواحد قال الأَصمعي يقال في الأَرض أَوضاح من كَلإٍ إِذا كان فيها شيء قد ابيضَّ قال الأَزهري وأَكثر ما سمعتهم يذكرون الوَضَحَ في الكلإ للنَّصِيِّ والصِّلِّيانِ الصَّيْفِيِّ الذي لم يأْت عليه عامٌ ويَسْوَدُّ ووَضَحُ الطريقة من الكلإِ صغارها وقال أَبو حنيفة هو ما ابيض منها والجمع أَوضاحٌ قال ابن أَحمر ووصف إِبلاً تَتَبَّعُ أَوْضاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ وتَرْعى هَشِيماً من حُلَيْمةَ بالِيا وقال مرة هي بقايا الحَلِيّ والصِّلِّيان لا تكون إِلاّ من ذلك ورأَيت أَوضاحاً أَي فِرَقاً قليلة ههنا وههنا لا واحد لها وتُوضِحُ موضع معروف وفي حديث المبعث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلعب وهو صغير مع الغلمان بعَظْمِ وَضَّاحٍ وهي لُعْبَة لصبيان الأَعراب يَعْمِدُون إِلى عظم أَبيض فيرمونه في ظلمة الليل ثم يتفرّقون في طلبه فمن وجده منهم فله القَمْرُ قال ورأَيت الصبيان يصغرونه فيقولون عُظَيْمُ وَضَّاحٍ قال وأَنشدني بعضهم عُظَيْم وَضَّاحٍ ضِحَنَّ الليله لا تَضِحَنَّ بعدها من لَيْله قوله ضِحَنَّ أَمرٌ من وَضَحَ يَضِحُ بتثقيل النون المؤَكدة ومعناه اظْهِرَنَّ كما تقول من الوصل صِلَنّ ووَضَّاحٌ فَعَّال من الوُضوح الظهور

( وطح ) الوَطَحُ وفي التهذيب الوَطْحُ بجزم الطاء ما تعلق بالأَظلاف ومخالب الطير من العُرَّة والطين وأَشباه ذلك واحدته وَطْحة بجزم الطاء والوَطْح الدفع باليدين في عُنْف وتَواطَحَ القومُ تَداوَلُوا الشرَّ بينهم قال الحَكَمُ الحَضْرَميّ وأَبي جَمالُ لقد رَفَعْتُ ذِمارَها بشَبابِ كلِّ مُحَبَّرٍ سَيَّارِ لَذٍّ بأَفواهِ الرُّواةِ كأَنما يَتَواطَحُونَ به على دِينارِ قال ابن بري جَمالُ اسم امرأَة وذِمارها ما يلزم لها من الحفظ والصيانة ولَذّ يَسْتَلِذُّه الراوي المنشدُ له والمُحَبَّرُ البيت المُحَسَّنُ من الشِّعْر والسيّار الذي سار وتناشده الناس وقوله بشباب كلِّ محبَّر أَي لم يَخْلَقْ عند الرواة بل هو جديد يتواطحون أَي يتقابلون وقال أَبو وَجْزَة وأَكْبَر منهم قائلاً بمقالة تُفَرِّجُ بين العَسْكَرِ المتواطِحِ وتَواطَحَتِ الإِبلُ على الحوض إِذا ازْدَحَمَتْ عليه والوَطِيحُ حِصْنٌ بخيبر وفي حديث غزوة خيبر ذكر والوَطيح هو بفتح الواو وكسر الطاء وبالحاء المهملة حصن من حصون خيبر

( وقح ) حافر وَقاحٌ صُلْبٌ باق على الحجارة والنعت وَقاحٌ الذكر والأُنثى فيه سواء وجمعه وُقُح ووُقَّحٌ وقد وَقُح يَوْقُح وَقاحةً ووُقوحة وقِحةً وَقَحَةً الأَخيرتان نادرتان قال ابن جني الأَصل وِقْحة حذفوا الواو على القياس كما حذفت من عِدَة وزِنةٍ ثم إِنهم عدلوا بها عن فِعْلَة إِلى فَعْلة فأَقروا الحرفَ بحاله وإِن زالت الكسرة التي كانت موجبة له فقالوا القَحَةُ فَتَدَرَّجوا بالقِحةِ إِلى القَحة وهي وَقْحَةٌ كجَفْنَةٍ لأَن الفاء فتحت قبل الحرف الحلقي كما ذهب إِليه محمد بن يزيد وأَبى الأَصْمَعِيُّ في القحة إِلاَّ الفتح ووَقِحَ وَقَحاً ووَقَح فهو واقحٌ واستوقَحَ وأَوقَحَ وكذلك الخُفُّ والظَّهْرُ ووَقُحَ الفرسُ وَقاحةً وقِحَةً والتوقيح أَن يُوَقَّحَ الحافرُ بشحمة تُذابُ حتى إِذا تَشَيَّطتِ الشحمةُ وذابت كُوِيَ بها مواضع الحَفا والأَشاعِرِ واسْتَوْقَح الحافر إِذا صَلُبَ وقال غيره وَقِّحْ حوضَك أَي امْدُرْه حتى يَصْلُبَ فلا يُنَشِّفَ الماءَ وقد يُوَقَّحُ بالصفائح وقال أَبو وَجْزَة أَفْرِغْ لها من ذي صَفِيحٍ أَوْقَحا من هَزْمةٍ جابتْ صَمُوداً أَبْدَحا أَي من بئر خَسِيفٍ نُقِّيت أَبْدَحا واسعاً ووَقَّحَ الحافرَ كَوى موضع الحَفا والأَشاعِرِ منه بشحمة مذابة ورجل وَقِيحُ الوجه ووَقاحُه صُلْبُه قليل الحياء والأُنثى وَقاحٌ بغير هاء والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر وزاد اللحياني في الوجه بَيِّنُ الوَقَحِ والوُقُوحِ وَقُِحَ الرجل إِذا صار قليل الحياء فهو وَقِحٌ ووَقاحٌ وامرأَة وَقاحُ الوجه ورجل وَقاحُ الذَّنَب صبور على الركوب عن ابن الأَعرابي ورجل مُوَقَّح أَصابته البلايا فصار مُجَرَّباً عن اللحياني

( وكح ) وَكَحَه برجله وَكْحاً وَطِئَه وَطْأً شديداً واستوكَحَتْ مَعِدَتُه اشتدّت واستوكَحَتِ الفِراخُ وهي وُكُحٌ غَلُظَتْ وأُرَى وُكُحاً على النسب كأَنه جمع واكِح أَو وَكُوحٍ إِذ لا يسوغ أَن يكون جمع مُسْتَوكِح وأَوكَحَ الرجلُ مَنَع واشتدّ على السائل قال رؤْبة إِذا الحُقُوقُ أَحْضَرَتْه أَوكَحا قال المُفَضَّل سأَلته فاستوكَح استِيكاحاً أَي أَمسك ولم يُعْطِ الأَزهري عن أَبي زيد أَوكَحَ عَطِيَّتَه إِيكاحاً إِذا قطعها الأَصمعي حَفَر فأَكْدى وأَوكَحَ إِذا بلغ المكانَ الصُّلْبَ الأَزهري أَراد أَمراً فأَوكَحَ عنه إِذا كَفَّ عنه وتركه والأَوكَحُ الترابُ وقد ذكر في أَول الباب لأَنه عند كراع فَوْعَلٌ وقياس قول سيبويه أَن يكون أَفْعَل

( ولح ) الوَلِيحُ والوَلِيحةُ الضخم الواسع من الجُوالق وقيل هو الجُوالِقُ ما كان والجمع الوَلِيحُ والوَلِيحة الغِرارةُ والوَلِيحُ والوَلائح الغَرائر والجِلالُ والأَعْدال يُحْمَل فيها الطِّيبُ والبَزُّ ونحوه قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً يُضِيءُ رَباباً كدُهْمِ المَخا ضِ جُلِّلْنَ فوقَ الوَلايا الوَليحا وقال اللحياني الوليحة الغِرارةُ والمِلاحُ المِخْلاةُ قال ابن سيده وأُراه مقلوباً من الوَلِيح إِذ لم أَجد ما أَستدل به على ميمه أَهي زائدة أَم أَصل وحملها على الزيادة أَكثر وفي حديث المختار لما قَتَلَ عمر بن سعد جعل رأْسَه في مِلاحٍ وعلقه حكى اللفظة الهروي في الغريبين

( ومح ) الأَزهري خاصة ابن الأَعرابي الوَمْحَة الأَثَرُ من الشمس قال وقرأْت بخط شمر أَن أَبا عمرو الشَّيْبانيّ أَنشده هذه الأَبيات لما تَمَشَّيْتُ بُعَيْدَ العَتَمَه سَمِعْتُ من فوقِ البُيوتِ كَدَمَه إِذا الخَريعُ العَنْقَفِيرُ الحُذَمه يَؤُزُّها فَحْلٌ شديدُ الضَّمْضَمه أَزّاً بعَيَّارٍ إِذا ما قَدَّمَه فيها انْفَرَى وَمَّاحُها وخَزَمَه قال وَمَّاحُها صَدْعُ فرجها انْفَرَى انفتح وانْفَتَقَ لإِيلاجه الذكر فيه قال الأَزهري لم أَسمع هذا الحرف إِلاَّ في هذه الأُرجوزة وأَحسبها في نوادره

( ونح ) ابن سيده وانَحْتُ الرجلَ وافَقْتُه

( ويح ) وَيْح كلمة تقال رحمةً وكذلك وَيْحَما قال حُمَيْدُ بن ثور أَلا هَيّما مما لَقِيتُ وَهَيّما ووَيْحٌ لمن لم يَدْرِ ما هنَّ وَيْحَما الليث وَيْحَ يقال إِنه رحمة لمن تنزل به بليَّة وربما جعل مع ما كلمة واحدة وقيل وَيْحَما ووَيْحٌ كلمة تَرَحُّم وتَوَجُّع وقد يقال بمعنى المدح والعجب وهي منصوبة على المصدر وقد ترفع وتضاف ولا تضاف يقال وَيْحَ زيدٍ ووَيْحاً له ووَيْحٌ له الجوهري وَيْح كلمة رحمة ووَيْلٌ كلمة عذاب وقيل هما بمعنى واحد وهما مرفوعتان بالابتداء يقال وَيْحٌ لزيد ووَيْلٌ لزيد ولك أَن تقول ويحاً لزيد وويلاً لزيد فتنصبهما بإِضمار فعل وكأَنك قلت أَلْزَمَهُ اللهُ وَيْحاً ووَيْلاً ونحو ذلك ولك أَن تقول وَيْحَكَ ووَيْحَ زيد ووَيْلَكَ ووَيْلَ زيد بالإِضافة فتنصبهما أَيضاً بإِضمار فعل وأَما قوله فَتَعْساً لهم وبُعْداً لثمود وما أَشبه ذلك فهو منصوب أَبداً لأَنه لا تصح إِضافته بغير لام لأَنك لو قلت فتَعْسَهُم أَو بُعْدَهم لم يصلح فلذلك افترقا الأَصمعي الوَيْلُ قُبُوحٌ والوَيحُ تَرَحُّمٌ ووَيْسٌ تصغيرها أَي هي دونها أَبو زيد الوَيْلُ هَلَكةٌ والوَيْحُ قُبُوحٌ والوَيْسُ ترحم سيبويه الوَيْلُ يقال لمن وقع في الهَلَكَة والوَيْحُ زجر لمن أَشرف على الهَلَكة ولم يذكر في الوَيْس شيئاً ابن الفرج الوَيْحُ والوَيْلُ والوَيْسُ واحد ابن سيده وَيْحَه كَوَيْلَه وقيل وَيْح تقبيح قال ابن جني امتنعوا من استعمال فِعْل الوَيْحِ لأَن القياس نفاه ومنع منه وذلك لأَنه لو صُرِّف الفعل من ذلك لوجب اعتلال فائه كوَعَدَ وعينه كباع فتَحامَوا استعماله لما كان يُعْقِبُ من اجتماع إِعلالين قال ولا أَدري أَأُدْخِلَ الأَلفُ واللام على الوَيْح سماعاً أَم تَبَسُّطاً وإِدْلالاً ؟ الخليل وَيْس كلمة في موضع رأْفة واستملاح كقولك للصبي وَيْحَهُ ما أَمْلَحَه ووَيْسَه ما أَملحه نصر النحوي قال سمعت بعضَ من يَتَنَطَّعُ بقول الوَيحُ رحمة قال وليس بينه وبين الويل فُرْقانٌ إِلا أَنه كأَنه أَلْيَنُ قليلاً قال ومن قال هو رحمة يعني أَن تكون العرب تقول لمن ترحمه وَيْحَه رِثايَةً له وجاءَ عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قال لعَمَّارٍ وَيْحَكَ يا ابن سُمَيَّةَ بُؤْساً لك تقتلك الفئةُ الباغية الأَزهري وقد قال أَكثر أَهل اللغة إِن الويل كلمة تقال لكل من وقع في هَلَكَة وعذاب والفرق بين ويح وويل أَن وَيْلاً تقال لمن وقع في هَلَكَة أَو بلية لا يترحم عليه وَيْح تقال لكل من وقع في بلية يُرْحَمُ ويُدْعى له بالتخلص منها أَلا ترى أَن الويل في القرآن لمستحقي العذاب بجرائمهم وَيْلٌ لكل هَمْزَةٍ ويْلٌ للذين لا يؤتون الزكاة ويل للمطففين وما أَشبهها ؟ ما جاءَ ويل إِلا لأَهلِ الجرائم وأَما وَيح فإِن النبي صلى الله عليه وسلم قالها لعَمَّار الفاضل كأَنه أُعْلِمَ ما يُبْتَلى به من القتل فَتَوَجَّعَ له وترحم عليه قال وأَصل وَيْح ووَيْس ووَيْل كلمة كله عندي « وَيْ » وُصِلَتْ بحاءٍ مرة وبسين مرة وبلام مرة قال سيبويه سأَلت الخليل عنها فزعم أَن كل من نَدِمَ فأَظهر ندامته قال وَيْ ومعناها التنديم والتنبيه ابن كَيْسانَ إِذا قالوا له وَيْلٌ له ووَيْحٌ له ووَيْسٌ له فالكلامُ فيهن الرفعُ على الابتداءِ واللام في موضع الخبر فإِن حذفت اللام لم يكن إِلا النصب كقوله وَيْحَه ووَيْسَه

( يدح ) رأَيت في بعض نسخ الصحاح الأَيْدَحُ اللهو والباطل تقول العرب أَخذته بأَيْدَحَ ودُبَيْدَحَ على الإِتباع وأَيْدَحُ أَفْعَلُ لا فَيْعَلٌ قال ابن بري لم يذكر الجوهري في فصل الياءِ شيئاً

( يوح ) ابن سيده يُوحُ الشمسُ عن كراع لا يدخله الصرف ولا الأَلف واللام والذي حكاه يعقوب بُوحُ قال ابن بري لم يذكر الجوهري في فصل الياء شيئاً وقد جاءَ منه قولهم يُوحُ اسم للشمس قال وكان ابن الأَنباري يقول هو بُوحُ بالباءِ وهو تصحيف وذكره أَبو علي الفارسي في الحَلَبِيَّات عن المبرد بالياءِ المعجمة باثنتين وكذلك ذكره أَبو العَلاءِ بن سليمان في شعره فقال وأَنت مَتى سَفَرْتَ رَدَدْتَ يُوحا قال ولما دخل بغداد اعترض عليه في هذا البيت فقيل له صحفته وإِنما هو بوح بالباءِ واحتجوا عليه بما ذكره ابن السكيت في أَلفاظه فقال لهم هذه النسخ التي بأَيديكم غيّرها شيوخكم ولكن أَخرجوا النسخ العتيقة فأَخرجوا النسخ العتيقة فوجدوها كما ذكره أَبو العلاء وقال ابن خالويه هو يُوحُ بالياء المعجمة باثنتين وصحفه ابن الأَنباري فقال بُوح بالباء المعجمة بواحدة وجرى بين ابن الأَنباري وبين أَبي عمر الزاهد كل شيءٍ حتى قالت الشعراء فيهما ثم أَخرجنا كتاب الشمس والقمر لأَبي حاتم السجستاني فإِذا هو يوح بالياء المعجمة باثنتين وأَما البُوحُ بالباءِ فهو النَّفْس لا غير وفي حديث الحسن بن علي عليهما السلام هل طلعت يُوحِ ؟ يعني الشمس وهو من أَسمائها كبَراحِ وهما مبنيان على الكسر قال ابن الأَثير وقد يقال فيه يُوحى على مثال فعلى وقد يقال بالباء الموحدة لظهورها من قولهم باحَ بالأَمر يَبُوحُ

( خ ) قال ابن كَيْسانَ من الحروف المجْهُورُ والمهْمُوسُ والمهموسُ عشرة الهاء والحاء والخاء والكاف والشين والسين والتاء والصاد والثاء والفاء ومعنى المهموس أَنه حرف لان في مخرجه دون المجهور وجرى معه النفس فكان دون المجهور في رفع الصوت وقال الخليل بن أَحمد حروف العربية تسعة وعشرون حرفاً منها خمسة وعشرون صِحاحٌ لها أَحياز ومَدارِجُ فالخاءُ والغين في حيز واحد والخاء من الحروف الحلقية وقد ذكر ذلك في بابه أَول الكتاب

( أبخ ) أَبَّخَه لامه وعَذلَه لغة في وَبَّخَه قال ابن سيده حكاها ابن الأعرابي وأُرى همزته إِنما هي بدل من واو وبخه على أَن بدل الهمزة من الواو المفتوحة قليل كَوَناة وأَناة ووَحَدٍ وأَحَدٍ

( أخخ ) أَخُّ كلمةُ توجع وتأَوُّه من غيظ أَو حزن قال ابن دريد وأَحسبها مُحْدَثةً ويقال للبعير إِخْ إذا زُجر ليَبْرُكَ ولا فعل له ولا يقال أَخَخْتُ الجملَ ولكن أَنَخْته والأَخُّ القَذَر قال وانْثَنَتِ الرجلُ فصارت فَخَّا وصار وَصْلُ الغانياتِ أخَّا أي قَذَراً وأَنشده أبو الهيثم إِخَّا بالكسر وهو الزجر والأَخِيخةُ دقيق يصب عليه ماء فيُبْرَقُ بزيت أَو سمن فيُشْرَبُ ولا يكون إِلا رقيقاً قال تَصْفِرُ في أَعْظُمِه المَخِيخَه تَجَشُّؤَ الشَّيْخِ على الأَخِيخَه شبَّه صوت مصه العظامَ التي فيها المخ بجُشاءِ الشيخ لأَنه مسترخي الحنك واللَّهَواتِ فليس لجُشائِه صوت قال أَبو منصور هذا الذي قيل في الأَخيخة صحيح سميت أَخيخة لحكاية صوت المُتَجَشِّئِ إذا تَجَشَّأَها لرقتها والأَخُّ والأَخَّةُ لغة في الأَخِ والأُخْتِ حكاه ابن الكلبي قال ابن دُرَيْدٍ ولا أَدري ما صحة ذلك

( أرخ ) التَّأْريخُ تعريف الوقت والتَّوْريخُ مثله أَرَّخَ الكتابَ ليوم كذا وَقَّته والواو فيه لغة وزعم يعقوب أَن الواو بدل من الهمزة وقيل إِن التأْريخ الذي يُؤَرِّخُه الناس ليس بعربي محض وإِن المسلمين أَخذوه عن أَهل الكتاب وتأْريخ المسلمين أَُرِّخَ من زمن هجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كُتِبَ في خلافة عمر رضي الله عنه فصار تاريخاً إلى اليوم ابن بُزُرْج آرَخْتُ الكتابَ فهو مُؤَارخ وفَعَلْتُ منه أَرَخْتُ أَرْخاً وأَنا آرِخٌ الليث والأَرْخُ والإِرْخُ والأُرْخِيُّ البقر وخص بعضهم به الفَتِيّ منها والجمع آراخٌ وإِراخ والأُنثى أَرْخَة وإِرْخَة والجمع إِراخٌ لا غير والأَرْخُ الأُنثى من البقر البِكْرُ التي لم يَنْزُ عليها الثيران قال ابن مقبل أَو نعجة من إِراخ الرملِ أَخْذَلها عن إِلْفِها واضِحُ الخَدَّينِ مَكْحولُ قال ابن بري هذا البيت يقوي قول من يقول إِن الأَرخ الفتية بكراً كانت أَو غير بكر أَلا تراه قد جعل لها ولداً بقوله واضح الخَدّين مكحول ؟ والعرب تُشَبّه النساءَ الخَفِرات في مشيهن بالإِراخ كما قال الشاعر يَمْشِينَ هَوْناً مِشْيَةَ الإِراخِ والأُرْخِيَّةُ ولد الثَّيْتَل قال أَبو حنيفة الأَرْخُ والإِرْخُ الفتية من بقر الوحش فأَلقى الهاءَ من الأَرْخَة والإِرْخَةُ وأَثبته في الفتيَّة وخص بالأَرْخ الوَحْشَ كما ترى وقد ذكر أَنه الأَزْخُ بالزاي وقال ابن السكيت الأَرْخُ بقر الوحش فجعله جنساً فيكون الواحد على هذا القول أَرْخَة مثل بَطٍّ وبَطَّةٍ وتكون الأَرْخَة تقع على الذكر والأُنثى يقال أَرْخَة ذكر وأَرْخَة أُنثى كما يقال بَطَّةٌ ذكر وبَطَّة أَنثى وكذلك ما كان من هذا النوع جنساً وفي واحده تاء التأْنيث نحو حمام وحمامة تقول حمامة ذكر وحمامة أُنثى قال ابن بري وهذا ظاهر كلام الجوهري لأَنه جعل الإِراخ بقر الوحش ولم يجعلها إِناث البقر فيكون الواحد أَرْخة وتكون منطلقة على المذكر والمؤَنث الصَّيْداويّ الإِرْخُ ولد البقرة الوحشية إِذا كان أُنثى مصعب بن عبدالله الزُّبَيْريّ الأَرخ ولد البقرة الصغير وأَنشد الباهليّ لرجل مَدَنيّ كان بالبصرة ليتَ لي في الخَميسِ خَمْسين عَيْناً كلُّها حَوْلَ مسجدِ الأَشْياخِ
( * قوله « عيناً » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس عاماً )
مسجدٍ لا تزال تَهْوي إِليه أُمُّ أَرْخٍ قِناعُها مُتَراخِي وقيل إِن التأْريخ مأْخوذ منه كأَنه شيء حَدَث كما يَحْدُثُ الولد وقيل التاريخ مأْخوذ منه لأَنه حديث الأَزهري أَنشد محمد بن سَلام لأُمَيَّة بن أَبي الصَّلْت وما يَبْقى على الحِدْثانِ غُفْرٌ بشاهقةٍ لهُ أُمٌّ رَؤومُ تَبِيتُ الليلَ حانِيةً عليه كما يَخْرَمِّسُ الأَرْخُ الأَطُومُ قال الغُفْرُ ولد الوَعِلِ والأَرْخُ ولد البقرة ويَخْرَمِّسُ أَي يَسْكُتُ والأَطُومُ الضَّمَّامُ بين شفتيه ابن الأَعرابي من أَسماءِ البقرة اليَفَنَة والأَرخ بفتح الهمزة والطَّغْيا واللِّفْتُ قال أَبو منصور الصحيح الأَرْخ بفتح الأَلف والذي حكاه الصيداوي فيه نظر والذي قاله الليث إِنه يقال له الأُرْخيّ لا أَعرفه وقالوا من الأَرْخِ ولدِ البقرة أَرَخْتُ أَرْخاً وأَرَخَ إِلى مكانه يأْرَخُ ( قوله « وأَرخ الى مكانه يأرخ » كذا بضبط الأصل من باب منع ومقتضى اطلاق القاموس أنه من باب كتب ) أُرُوخاً حَنَّ إِليه وقد قيل إِن الأَرْخَ من البقر مشتق من ذلك لحنينه إِلى مكانه ومأْواه

( أزخ ) الأَزْخ الفَتِيُّ من بقر الوحش كالأَرْخ رواهما جميعاً أَبو حنيفة وأَما غيره من أَهل اللغة فإِنما روايته الأَرْخُ بالراءِ والله أَعلم

( أضخ ) أُضاخُ بالضم جبل يذكر ويؤَنث وقيل هو موضع بالبادية يصرف ولا يصرف قال امرو القيس يصف سحاباً فلما أَن دَنا لِقَفا أُضاخٍ وَهَتْ أَعْجازُ رَيِّقه فحارا وكذلك أُضايخ أَنشد ابن الأَعرابي صَوادِراً عن شُوكَ أَو أُضايخا

( أفخ ) اليأْفوخ حيث التقى عظم مقدَّم الرأْس وعظم مؤخره وهو الموضع الذي يتحرك من رأْس الطفل وقيل هو حيث يكون لَيِّناً من الصبي قبل أَن يتلاقى العظمان السَّمَّاعةُ والرَّمَّاعةُ والنَّمَغَةَ وقيل هو ما بين الهامة والجبهة قال الليث من همز اليأْفُوخ فهو على تقدير يَفْعُول ورجل مأْفوخ إذا شُجَّ في يأْفوخه ومن لم يهمز فهو على تقدير فاعُول من اليَفْخ والهمز أَصوب وأَحسن وجمع اليأْفوخ يآفِيخُ وفي حديث العقيقة ويوضع على يافوخ الصبي هو الموضع الذي يتحرك من رأْس الطفل ويجمع على يآفيخ والياء زائدة وفي حديث عليّ رضي الله عنه وأَنتم لَهامِيمُ العرب ويآفيخُ الشرف استعار للشرف رؤُوساً وجعلهم وسطها وأَعلاها وأَفَخَه يأْفِخُه
( * قوله « وأفخه يأفخه » كذا بضبط الأصل من باب ضرب ومقتضى اطلاق القاموس انه من باب كتب ) أَفْخاً ضرب يأْفوخه أَبو عبيد أَفَخْتُه وأَذَنْتُه أَصبت يأْفُوخَه وأُذنه ويأْفوخ الليل معظمه

( ألخ ) ائْتَلَخَ عليهم أَمرُهم ائْتِلاخاً اختلط ويقال وقعوا في ائْتِلاخ أَي في اختلاط الليث ائْتَلَخَ العُشْبُ يأْتَلِخُ وائْتِلاخُه عِظمُه وطوله والتفافه وأَرض مؤْتَلِخة مُعْشِبة ويقال أَرض مُؤْتَلِخة ومُلْتَخَّة ومُعْتَلِجة وهادِرَةٌ ويقال ائْتَلَخَ ما في البطن إِذا تحرّك وسمعت له قَراقِر

( بخخ ) بَخٍ كلمةُ فَخْرٍ ودِرْهَمٌ بَخِّيٌّ كتب عليه بَخْ ودرهم مَعْمَعِيّ إِذا كتب عليه مع مضاعفاً لأَنه منقوص وإِنما يضاعف إِذا كان في حال إِفراده مخففاً لأَنه لا يتمكن في التصريف وفي حال تخفيفه فيحتمل طُول التضاعف ومن ذلك ما يُثَقَّل فيكتفى بتثقيله وإِنما حمل ذلك على ما يجري على أَلسنة الناس فوجدوا بَخ مثقلاً في مستعمل الكلام ووجدوا مع مخففاً وجَرْسُ الخاء أَمتن من جَرْس العين فكرهوا تثقيل العين فافهم ذلك الأَصمعي درهم بَخِيّ خفيفة لأَنه منسوب إِلى بَخْ وبَخْ خفيفة الخاء وهو كقولهم ثوب يَدِيٌّ للواسع ويقال للضَّيِّق وهو من الأَضداد قال والعامة تقول بَخِّيٌّ بتشديد الخاء وليس بصواب وبَخْبَخَ الرجلُ قال بَخٍ بَخٍ وفي الحديث أَنه لما قرأَ وسارِعوا إِلى مغفرةٍ من ربكم وجنة قال بَخٍ بَخٍ وقال الحجاجُ لأَعْشَى هَمْدانَ في قوله بينَ الأَشَجِّ وبين قَيْسٍ باذِخٌ بَخْبِخْ لوالدهِ وللمَوْلودِ والله لا بَخْبَخْتَ بعدها ابن الأَعرابي إِبل مُخَبْخَبة عظيمة الأَجواف وهي المُبَخْبَخة مقلوب مأْخوذ من بَخْ بَخْ والعرب تقول للشيء تمدحه بَخْ بَخْ وبَخٍ بَخْ قال فكأَنها من عظمها إذا رآها الناس قالوا ما أَحسنها قال والبَخُّ السَّرِيُّ من الرجال قال ابن الأَنباري معنى بَخْ بَخْ تعظيم الأَمر وتفخيمه وسكنت الخاء فيه كما سكنت اللام في هل وبل قال ابن السكيت بَخٍ بَخٍ وبَهٍْ بَهٍْ بمعنى واحد قال ابن سيده وإِبل مُبَخْبَخة يقال لها بَخٍ بَخٍ إِعجاباً بها وقد عللنا قوله حتى تجيء الخَطَبَه بإبلٍ مُخَبْخَبه وذكرنا أَنه أَراد مُبَخْبَخة فقلب وبَخْبَخَةُ البعير وبَخْباخُه هدير يملأُ فمه بشِقْشِقَته وهو جمل بَخْباخ الهدير قال بَخٍ وبَخْباخُ الهَدِير الزَّغْدِ يقال بَخْبَخَ البعير إِذا هَدَرَ قال وبَخْبَخَةُ البعير هَدِيرٌ يملأُ الفمَ شِقْشِقَتُه وقيل بَخْباخُ الجمل أَولُ هَدِيره وتَبَخْبَخَ لحمه صَوَّتَ من الهُزال وربما شُدِّدت كالاسم وقد جمعهما الشاعر فقال يصف بيتاً روافِدُه أَكرمُ الرافِداتِ بَخٍ لكَ بَخٍّ لبحر خِضَمّْ وتَبَخْبَخَ لحمه هو الذي تسمع له صوتاً من هُزال بعد سِمَن الأَصمعي رجل وَخْواخ وبَخْباخ إِذا استرخى بطنُه واتسع جلده وتَبَخْبَخَ الحرُّ كتَخَبْخَبَ وباخَ سكن بعضُ فَوْرَتِه وبَخْبِخوا عنكم من الظهيرة أَبْرِدُوا كخَبْخِبُوا وهو مقلوب منه وتَبَخْبَخَتِ الغَنَمُ سكنت أَينما كانت وبخْ بَخْ وبَخٍ بَخٍ بالتنوين وبَخٍ بَخْ كقولك غاقٍ غاقْ ونحوه كل ذلك كلمة تقال عند تعظيم الإِنسان وعند التعجب من الشيء وعند المدح والرضا بالشيء وتكرر للمبالغة فيقال بَخْ بَخْ فإِن فصلت خففت ونوِّنت فقلت بَخٍ التهذيب وبَخ كلمة تقال عند الإِعجاب بالشيء تخفف وتثقل وقال بَخْ بَخْ لهذا كَرَماً فوقَ الكَرَمْ أَبو الهيثم بَخْ بَخْ كلمة تتكلم بها عند تفضيلك الشيء وكذلك بَدَخْ وجَخْ بمعنى بخ قال العجاج إِذا الأَعادي حَسَبُونا بَخْبَخُوا أَي قالوا بَخْ بَخْ وبَخٍ بَخٍ قال أَبو حاتم لو نسب إِلى بَخٍ على الأَصل قيل بَخَوِيّ كما إِذا نسب إِلى دَمٍ قيل دَمَوِيّ أَبو عمرو بَخَّ إِذا سكن من غضبه وخَبَّ من الخَبَب

( بدخ ) امرأَة بَيْدَخة تارَّة لغة حِمْيَريَّة وبَيْدَخُ اسم امرأَة قال هل تَعْرِفُ الدارَ لآلِ بَيْدَخا ؟ جَرَّتْ عليها الريحُ ذيْلاً أَنْبَخا يقال فلان يَتَبَدَّخُ علينا ويَتَمَدَّخُ أَي يتعظم ويتكبر والبُدَخاء العِظامُ الشُّؤُون وأَنشد لساعدة بُدَخَاءُ كلُّهمُ إِذا ما نُوكِرُوا الأَزهري بَخٍ بَخٍ تتكلم بها عند تفضيلك الشيء وكذلك بَدَخْ مثل قولهم عَجَباً وبَخْ بَخْ وأَنشد نحنُ بنو صَعْبٍ وصَعبٌ لأَسَدْ فبَدَخٌ هل تُنْكِرَنْ ذاكَ مَعَدُّ ؟

( بذخ ) البَذَخ الكبر والبَذَخ تطاول الرجل بكلامه وافتخاره بَذَخَ يَبْذَخْ ويَبْذُخُ والفتح أَعلى بَذَخاً وبُذُوخاً وتَبَذَّخَ تطاول وتكبر وفَخَر وعلا وشَرَفٌ باذِخٌ أَي عال ورجل باذِخٌ والجمع بُذَخاءُ ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم عالم وعلماء وهو مذكور في موضعه وقال ساعدة بن جؤية بُذَخاءُ كلُّهُمُ إِذا ما نُوكِرُوا يُتْقَى كما يُتْقَى الطَّلِيُّ الأَجْرَبُ وبَذَّاخ كباذِخ قال طرفة أَنتَ ابنُ هِنْدٍ فَقُلْ لي من أَبوك إِذاً ؟ لا يُصْلِحُ المُلْكَ إِلاَّ كلُّ بَذَّاخِ ويروى لا يَصْلُح المُلْكَ أَي للملك وباذَخَه فاخَرَه والجمع البَواذِخُ والباذِخاتُ التهذيب وفي الكلام هو بَذَّاخٌ وفي الشعر هو باذِخٌ وأَنشد أَشَمُّ بَذَّاخٌ نَمَتْنِي البُذَّخُ وفلان يَتَبَذَّخُ أَي يتعظم ويتكبر وفي حديث الخيل والذي يتخذها أَشَراً وبَطَراً وبَذَخاً البَذَخ بالتحريك الفخر والتطاول والباذخ العالي ويجمع على بُذَّخ ومنه كلام عليّ رضي الله عنه وحَمَّل الجِمالَ البُذَّخَ على أَكتافِها والباذخُ والشامخُ الجبل الطويل صفة غالبة والجمع البَواذخُ وقد بَذَخَ بُذُوخاً وبَذَخَ البعيرُ يَبْذُخ بَذَخاناً فهو باذخٌ وبَذَّاخٌ اشتدّ هَدْرُه فلم يكن فوقه شيء وإِنه لَبَذَّاخٌ وتقول إِذا زجرته عن ذلك أَو حكيتَه بِذِخْ بِذِخْ والبَيْذَخُ معروفة بهذا الاسم وامرأَة بَيْذَخٌ أَي بادِنٌ

( بذلخ ) بَذْلَخَ الرجلُ طَرْمَذَ ورجل بِذْلاخٌ

( برخ ) البَرْخُ الكبير الرَّخْصُ عُمَانِيَّة وقيل هي بالعِبرانية أَو السُّريانية يقال كيف أَسعارُهم ؟ فيقال بَرْخٌ أَي رخيص والتَّبرِيخُ التَّبرِيكُ قال ولو يُقالُ بَرِّخُوا لَبَرَّخُوا لِمارِ سَرْجِيسَ وقد تَدَخْدَخُوا أَي ذَلُّوا وخَضَعُوا بَرِّخُوا بَرِّكُوا بالنَّبَطِيَّة وقال غيره بَرِّخُوا أَي اجعلوا لنا شِقْصاً وأَصله بالفارسية البَرْخُ وهو النصيب وقال أَبو عمرو بَزِّخوا بالزاي قال هكذا رأَيته أَي اسْتَخْذُوا وهو من كلام النصارى قال أَبو منصور وهو بالزاي أَشبه من تَبازَخَ وهو الأَبْزَخُ والبَرْخُ أَن تقطع بعض اللحم بالسيف والبَرْخُ الحَرْبُ والبَزْخُ الجَرْفُ بلغة عُمَانَ قال الأَزهري ورويَ البَرْخ بالراء

( بربخ ) البَرْبَخة الإِرْدَبَّةُ وبَرْبَخُ البولِ مَجْراه

( برزخ ) البَرْزَخُ ما بين كل شيئين وفي الصحاح الحاجز بين الشيئين والبَرْزَخُ ما بين الدنيا والآخرة قبل الحشر من وقت الموت إِلى البعث فمن مات فقد دخل البَرْزَخَ وفي حديث المبعث عن أَبي سعيد في بَرْزَخِ ما بين الدنيا والآخرة قال البَرْزَخُ ما بين كل شيئين من حاجز وقال الفراء في قوله تعالى ومن ورائهم بَرْزَخٌ إِلى يوم يُبْعَثُون قال البَرْزَخُ من يوم يموت إِلى يوم يبعث وفي حديث عليّ رضوان الله عليه أَنه صلى بقوم فأَسْوَى بَرْزَخاً قال الكسائي قوله فأَسْوَى بَرْزَخاً أَجْفَلَ وأَسْقَط قال والبَرْزَخ ما بين كل شيئين ومنه قيل للميت هو في بَرْزخ لأَنه بين الدنيا والآخرة فأَراد بالبَرْزَخ ما بين الموضع الذي أَسقط عليٌّ منه ذلك الحرف إِلى الموضع الذي كان انتهى إِليه من القرآن وبَرازِخُ الإِيمان ما بين الشك واليقين وقيل هو ما بين أَول الإِيمان وآخره وفي حديث عبدالله وسئل عن الرجل يجد الوسوسة فقال تلك بَرازِخُ الإِيمانِ يريد ما بين أَوّله وآخره وأَوَّلُ الإِيمان الإِقرار بالله عز وجل وآخره إماطة الأَذَى عن الطريق والبَرازخ جمع بَرْزَخ وقوله تعالى بينهما بَرْزَخٌ لا يبغيان يعني حاجزاً من قدرة الله سبحانه وتعالى وقيل أَي حاجز خفيّ وقوله تعالى وجَعَلَ بينهما بَرْزَخاً أَي حاجزاً قال والبرزخ والحاجز والمُهْلَة متقاربات في المعنى وذلك أَنك تقول بينهما حاجزٌ أَن يَتزاوَرا فتنوي بالحاجز المسافةَ البعيدة وتنوي الأَمر المانع مثل اليمين والعداوة فصار المانع في المسافة كالمانع من الحوادث فوَقَعَ عليها البَرْزَخُ

( بزخ ) البَزَخُ تَقاعُسُ الظهر عن البطن وقيل هو أَن يدخل البطنُ وتَخْرُجَ الثُّنَّةُ وما يليها وقيل هو أَن يخرج أْسفل البطن ويدخل ما بين الوركين وقيل هو خروج الصدر ودخول الظهر وامرأَة بَزْخاءُ وفي وركه بَزَخٌ وربما يمشي الإِنسان مُتَبازِخاً كمِشية العجوز أَقامت صلبها فتَقاعَسَ كاهلُها وانْحَنَى ثَبَجُها ومن العرب من يقول تَبازَخْتُ عن هذا الأَمر أَي تَقاعَسْتُ عنه وفي صدره بَزَخٌ أَي نُتُوءٌ وكذلك الفرس إِذا اطمأَنت قَطاتُه وصُلْبه وتَبازَختِ المرأَةُ إِذا أَخرجت عَجيزتها وتَبازَخَ عن الأَمر أَي تقاعس وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه دعا بفَرَسين هَجين وعَربيّ للشُّرْب فتطاول العتيقُ فشرب بطول عُنُقه وتَبازَخَ الهَجِينُ التبازُخُ أَن يَثْنَي حافره إِلى بطنه لقِصَر عنقه ابن سيده البَزَخُ في الفرس تَطامُنُ ظهره وإِشرافُ قَطاتِه وحارِكِه والفعل من ذلك كله بَزِخَ بَزَخاً وهو أَبْزَخُ وانْبَزَخَ كبَزَخَ عن ابن الأَعرابي وبِرْذَوْنٌ أَبْزَخُ إِذا كان في ظهره تَطامُن وقد أَشرف حارِكُه والبَزَخُ في الظهر أَن يطمئن وَسَطُ الظهر ويخرج أَسفل البطن والبَزْخاء من الإِبل التي في عجزها وَطْأَة وبَزَخَه بَزْخاً ضربه فدخل ما بين وركيه وخرجت سُرَّته والبِزْخُ الوِطاءُ من الرمل والجمع أَبْزاخ وتَبازَخَ الرجلُ مشى مِشْيةَ الأَبْزَخ أَو جلس جِلْسَتَه قال عبد الرحمن بن حسان فتبازَتْ فَتبازَخْتُ لها جِلْسةَ الجازِرِ يَسْتَنجِي الوَتَرْ وروى أَبو عمرو قول العجاج ولو أَقولُ بَزِّخُوا لَبَزَّخُوا وقال بَزِّخُوا اسْتَخْذُوا ورواه غيره بَرّخوا بالراء والزاي أَفصح وبَزَخَ القوسَ حَناها قالت بعض نساء مَيْدَعان لو مَيْدَعانُ دَعا الصَّرِيخَ لقد بَزَخَ القِسِيَّ شمائلٌ شُعْرُ وبَزَخَ ظهرَه بالعصا يَبْزَخُه بَزْخاً ضربه وعَصاً بَزُوخ وعِزَّة بَزُوخ كلاهما شديدة قال أَبتْ لي عِزَّةٌ بَزَرَى بَزُوخُ إِذا ما رامَها عِزٌّ يَدُوخُ وبَزَخَه يَبْزَخُه بَزْخاً فَضَحه وبُزاخة وبُزاخ موضعان قال النابغة الذبياني يصف نخلاً بُزَاخِيَّة أَلْوَتْ بِليفٍ كأَنه عِفاءُ قِلاصٍ طار عنها تَواجِرِ التهذيب الليث البَزْخ الجَرْف بلغة عُمان قال أَبومنصور وقال غيره هو البَرْخ بالراء ويومُ بُزاخةَ يومٌ معروف وفي الحديث ذكر وَفْد بُزاخةَ هي بضم الباء وتخفيف الزاي موضع كانت به وقعة للمسلمين في خلافة أَبي بكر الصديق رضي الله عنه

( بزمخ ) ابن دريد بَزْمَخَ الرجلُ إِذا تكبر

( بطخ ) البِطِّيخُ والطِّبِّيخُ لغتان والبِطِّيخُ من اليَقْطِين الذي لا يعلو ولكن يذهب حبالاً على وجه الأَرض واحدته بِطِّيخة والمَبْطَخة والمَبْطُخة مَنْبِتُ البطيخ وأَبْطَخَ القومُ كثر عندهم البطيخ أَبو حمزة قال أَبو زيد المَطْخُ والبَطْخُ اللَّعْقُ ولم أَسمعه من غيره

( بلخ ) البَلَخُ مصدر الأَبْلَخ وهو العظيم في نفسه الجَريء على ما أَتى من الفجور والمرأَة بَلْخاء والبَلَخُ التكبر ابن سيده البِلْخُ والبَلْخُ الرجل المتكبر في نفسه بَلِخَ بَلَخاً وتَبَلَّخَ أَي تكبر وهو أَبْلَخُ بَيِّنُ البَلَخِ قال أَوسُ بن حَجَر يَجُودُ ويُعْطِي المالَ عن غير ضِنَّةٍ ويَضْرِبُ رأْسَ الأَبْلَخِ المُتَهَكِّمِ والجمع البُلْخُ والبَلْخاءُ من النساء الحمقاء وبَلْخٌ كُورَة بخراسان والبَلِيخُ موضع قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً والبَلْخُ الطُّول والبَلْخُ شجر السَّنْدِيان أَبو العباس البُلاخُ شجر السنديان وهو الشجر الذي يقطع منه كدينات القصارين والله أَعلم
( * زاد في القاموس وشرحه ونسوة بلاخ بالكسر أي ذوات أعجاز والبلاخية بالضم العظيمة في نفسها الجريئة على الفجور أو الشريفة في قومها وبلخان محركة بلد قرب أبي ورد والبلخية محركة شجر يعظم كشجر الرمان له زهر حسن اه وقوله ونسوة بلاخ إلخ ذكره المصنف في مادة دلخ في حل قول الشاعر أسقي ديار خلد بلاخ )

( بوخ ) باخَتِ النارُ والحربُ تَبُوخُ بَوْخاً وبُو وخاً وبَوَخاناً سكنتْ وفَتَرَت وكذلك الحرُّ والغضب والحُمَّى قال رؤبة حتى يَبُوخَ الغَضَبُ الحَمِيتُ وأَباخَها الذي يُخُمِدُها وأَبَخْتُ الحَرْبَ إِباخةً وباخَ الرجلُ يَبوخُ سكَنَ غَضَبُه وباخَ الحَرُّ يبوخُ إِذا فَتَر وقيل باخَ الحرّ إِذا سكنَ فَوْرُه وأَبِخْ عنك من الظهيرة أَي أَقم حتى يسكن حر النهار ويَبرُدَ وعَدا حتى باخَ أَي أَعيا وانْبهَرَ وهم في بُوخٍ من أَمرهم أَي في اختلاط

( تخخ ) التَّخُّ العجين الحامض تَخَّ العجينُ يَتُخُّ تُخوخاً وأَتَخَّه صاحبه إِتْخاخاً والتَّخُّ العجين المسترخي وتَخَّ العجينُ تَخّاً إِذا أُكْثِرَ ماو ه حتى يَلِينَ وكذلك الطينُ إِذا أُفْرِطَ في كثرة مائه حتى لا يمكن أَن يُطَيَّنَ به وأَتَخَّهما هو فعل بهما ذلك والتَّخْتَخَة في بعض حكاية الأَصوات الأَصوات الجنّ وبه سمي التَّخْتاخ والتَّخْتَخة اللُّكْنَة ورجل تَخْتاخ وتَخْتَخانيٌّ أَلْكَنُ والتَّخُّ الكُسْبُ
( * زاد المجد وأصبح تاخاً أي لا يشتهي الطعام وتخ تخ بالكسر زجر للدجاج )

( ترخ ) ابن الأَعرابي التَّرْخُ الشَّرْطُ اللَّيِّنُ يقال أُرْتِخَ شَرْطي وأُتْرِخَ شَرْطي قال الأَزهري فهما لغتان التَّرْخُ والرَّتْخُ مثل الجَبْذِ والجذْب ابن سيده تُراخ موضع

( تنخ ) تَنَخَ بالمكان وتَنَأَ تُنُوخاً وتَنَّخَ إِذا أَقام به فهو تانِخٌ وتانئٌ أَي مقيم وفي حديث عبدالله بن سلام أَنه آمن ومن معه من يَهُودَ فتَنَخُوا على الإِسلام أَي ثبتوا وأَقاموا ويروى بتقديم النون على التاء أَي رَسَخوا وتَنُوخُ حيّ من العرب أَو من اليمن أَو قبيلة مشتق من ذلك لأَنهم اجتمعوا وتحالفوا فتَنَخُوا وتَنَخَ في الأَمر رَسَخَ فيه فهو تانخٌ وتَنِخَتْ نفسه تَنَخاً خَبُثَتْ من شِبَع أَو غيره كطَنِخَتْ وتَنِخَ وطنِخَ إِذا اتَّخَم

( توخ ) الليث تاخت الإِصْبَع في الشيء الوارم الرِّخْو وأَنشد بيت أَبي ذؤَيب بالنِّيِّ فهي تَتُوخُ فيه الإِصْبَعُ قال ويروى فهي تَثُوخُ بالثاء وسيأْتي ذكره قال الأَزهري ثاخَ وساخَ معروفان بهذا المعنى وأَما تاخَ بمعناهما فما رواه غير الليث أَبو زيد يقال للعصا المِتْيَخة وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أُتيَ بسكران فقال اضربوه فضربوه بالنعال والثياب والمِتْيَخِة وهذه لفظة قد اختلف في ضبطها فقيل هي بكسر الميم وتشديد التاء مِتِّيخة وقيل هي بفتح الميم مع التشديد مَتِّيخة وقيل هي بكسر الميم وسكون التاء قبل الياء مِتْيخة وقيل هي بكسر الميم وتقديم الياء الساكنة على التاء مِيتَخَة قال الأَزهري وهذه كلها أَسماء لجرائد النخل وأَصل العُرْجُون فمن قال مِتْيَخة فهو من وَتَخَ يَتِخُ ومن قال مِيتَخة فهو من تاخَ يَتِيخُ ومن قال مِتِّيخة فهو فِعَّيلة من مَتَخَ وقيل المِتْيَخة جرائد رطبة وقيل هي اسم للعصا وقيل للقضيب الدقيق اللين وقيل كل ما ضرب به من جريد أَو عصا أَو دِرَّة وغير ذلك وترجم عليها ابن الأَثير في متخ قال وأَصلها فيما قيل من مَتَخَ اللَّهُ رقبته ومَتَخه بالسَّهم إِذا ضربه وقيل من تَيَّخَه وطَيَّخه إِذا أَلَحَّ عليه فأُبدلت التاء من الطاء وفي الحديث أَنه خرج وفي يده مِتْيَخة في طرفها خوص معتمداً على ثابت بن قيس

( ثخخ ) ثَخَّ الطينُ والعجينُ إِذا كثر ماؤهما كتَخَّ وأَثخَّه كأَتَخَّه وهي أَقل اللغتين وقد ذكر ذلك في التاء أَيضاً

( ثلخ ) ثَلَخَ البقرُ يَثْلَخُ ثَلْخاً خَثَى وهو خُرْو ه أَيام الربيع وقيل إِنما يَثْلَخُ إِذا كان الربيعُ وخالطه الرُّطْبُ ويقال ثَلَّخْتُه تَثْلِيخاً إِذا لَطَّخْته بقذر فَثَلَخَ ثَلْخاً

( ثوخ ) ثاخَ الشيءُ ثَوْخاً ساخ وثاخَت قَدَمُه في الوَحَلِ تَثُوخُ وتَثِيخ خاضت وغابت فيه قال المتنخل الهذلي يصف سيفاً أَبيضُ كالرَّجْع رَسُوبٌ إِذا ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي أَراد بالأَبيض السيف والرَّجْع الغَدير شبه السيف به في بياضه والرَّسُوبُ الذي يَرْسُب في اللحم والمُحْتَفَل أَعظم موضع في الجسد ويختلي يَقْطَعُ وثاخَ وساخَ ذهب في الأَرض سُفْلاً وثاختِ الإِصْبَعُ في الشيء الوارم ساخت قال أَبو ذؤيب قَصَرَ الصَّبُوحَ لها فَشُرِّجَ لَحْمُها بالنِّيِّ فهي تَثُوخُ فيها الإِصْبَعُ وروي هذا البيت بالتاء وقد تقدم وهذه الكلمة يائية وواوية

( ثيخ ) ثاخَتْ رجلُه تَثِيخ مثل ساخت والواو فيه لغة وقد تقدم وزعم يعقوب أَن ثاء ثاخت بدل من سين ساخت والله أَعلم

( جبخ ) جَبَخَ جَبْخاً تكبر وجَبَخَ القِداحَ والكِعابَ جَبْخاً حركها وأَجالها والجَبْخُ صوت الكِعاب والقِداح إِذا أَجلتها والجَمْخُ مثل الجَبْخ في الكِعاب إِذا أُجيلت والجَبْخُ والجِبْخُ جميعاً حيث تَعْسِلُ النحلُ لغة في الجِبُحْ
( * زاد المجد والأجباخ أمكنة فيها نخيل وفي قول طرفة الحجارة )

( جخخ ) جَخَّ ببوله رَمى به وقيل جَخَّ به إِذا رَغَّاه حتى يَخُدَّ به الأَرض كذا حكاه ابن دريد بتقديم الجيم على الخاء قال ابن سيده وأُرى عكسَ ذلك لغة وجَخَّ برجله نَسَفَ بها التراب في مشيه كَخَجَّ حكاهما ابن دريد معاً قال وجَخَّ أَعلى وجَخَّت النجومُ تَجْخِيَةً وخَوَّتْ تَخْوِيَةً إِذا مالت للمغيب وجَخَّ الرجلُ تَحوَّل من مكان إِلى مكان وجَخْجَخَ لم يُبْدِ ما في نفسه كخَجْخَجَ وجَخْجَخَ صاح ونادى وفي الحديث إِن أَردت العِزَّ فجَخْجِخْ في جُشَم وقال الأَغلبُ العِجْليّ إِن سَرَّك العِزُّ فجَخْجِخْ في جُشَمْ أَهلِ النَّباهِ والعَديدِ والكَرَمْ قال الليث الجَخْجَخَة الصياح والنداء ومعنى الحديث صِحْ وناد فيهم وتحوَّل إِليهم وقال أَبو الهيثم في معنى قول الأَغلب فَجَخْجخْ بجشم أَي ادْعُ بها تُفاخِرْ معك وفي الحواشي الجَخْجَخة التعريض معناه أَي عَرِّضْ بها وتعرَّضْ لها ويقال بل جَخْجِخْ بها أَي ادخل بها في معظمها وسوادها الذي كأَنه ليل وقد تَجَخْجَخَ إِذا تراكب واشتدّت ظلمته قال وأَنشد أَبو عبدالله لمن خَيالٌ زارنا من مَيْدَخا طافَ بنا والليلُ قد تَجَخْجَخا ؟
( * قوله « من ميدخا » كذا بضبط الأصل ولم نجد هذه اللفظة في مظانها مما بأيدينا من الكتب )
قال أَبو الفضل وسمعت أَبا الهيثم يقول جَخْجَخَ أَصله من جَخْ جَخْ كما تقول بَخْ بَخْ عند تفضيلك الشيء والجَخْجَخَةُ صوت تكثير الماء وجَخْ زجر للكبش وجَخْ جَخْ حكاية صوت البطن قال إِن الدقيقَ يَلْتَوي بالجُنْبُخِ حتى يقولَ بطنُه جَخٍ جَخِ وجَخْجَخْتُ الرجلَ صَرَعْتُه وجَخْجَخَ وتَجَخْجَخَ إِذا اضطجع وتمكن واسترخى وفي حديث البراء بن عازب أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان إِذا سجد جَخَّ قال شمر يقال جَخَّ الرجل في صلاته إِذا رفع بطنه فمعناه أَي فتح عضديه عن جنبيه وجافاهما عنهما أَبو عمرو جَخَّ إِذا تفتَّح في سجوده وغيره وقيل في تفسير حديث البراء معنى جَخَّ إِذا فتح عضديه في السجود وكذلك جَخَّى واجلَخَّ كله إِذا فتح عضديه في السجود وقال الفراء جَخَّ تحوَّل من مكان إِلى مكان قال الأَزهري والقول ما قال أَبو عمرو وجَخَّى تَجْخِيةً إِذا جلس مستوفزاً في الغائط وقال ابن الأَعرابي ينبغي له أَن يُجَخَّيَ ويُخَوِّيَ قال والتَّجْخِية إِذا أَراد الركوع رفع ظهره قال أَبو السَّمَيْدَع المُجَخِّي الأَفْحَجُ الرجلين

( جرفخ ) جَرْفَخ الشيءَ إِذا أَخذه بكثرة وأَنشد جَرْفَخَ مَيَّارُ أَبي تُمامه
( * قوله « تمامه » كذا في الأصل )

( جفخ ) الأَصمعي الجَمْخُ والجَفْخُ الكِبْرُ وجَفَخَ الرجلُ يَجْفَخُ ويَجْفِخُ جَفْخاً كجَخَف فَخَرَ وتكبر وكذلك جَمَخَ فهو جَفَّاخٌ وجمَّاخٌ وذو جَفْخٍ وذو جَمْخٍ وجافَخَه وجامَخَه

( جلخ ) جَلَخَ السيلُ الواديَ يَجْلَخُه جَلْخاً قطع أَجرافه وملأَه وسيل جُلاخ وجُراف كثير والجُلاح بالحاء غير معجمة الجُرافُ والجَلْخُ ضرب من النكاح وقيل الجَلْخُ إِخراجها والدَّعْسُ إِدخالها والجَليخُ صوت الماء والجُلاخُ اسم شاعر والجِلْواخُ الواسع الضخم الممتلئ من الأَودية وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال أَخذني جبريل وميكائيل فَصَعِدا بي فإِذا بنهرين جِلْواخَيْنِ فقلت ما هذان النهران ؟ قال جبريل سُقْيا أَهل الدنيا جِلواخَين أَي واسعين والجُلاخُ الوادي العَميقُ وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء أَلا ليتَ شعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً بأَبْطح جِلْواخٍ بأَسْفله نَخْلُ ؟ والجِلْواخ التَّلَعَةُ التي تعظم حتى تصير مثل نصف الوادي أَو ثلثيه والجِلْواخ ما بان من الطريق ووضَحَ وجَلَوَّخٌ اسم ابن الأَنباري اجْلَخَّ الشيخُ أَي ضَعُفَ وفَترت عظامُه وأَعضاؤه وأَنشد لا خيرَ في الشِّيْخ إِذا ما اجْلَخَّا واطْلَخَّ ماءُ عينِه ولَخَّا اطْلَخَّ أَي سال قال ابن الأَنباري اجْلَخَّ معناه سقط فلا ينبعث ولا يتحرّك أَبو العباس جَخَّ وجَخَّى واجْلَخَّ إِذا فتح عضديه في السجود

( جمخ ) الجَمْخُ والجَفْخُ الكبر جَمَخَ يَجمَخُ جَمْخاً فَخَر ورجل جامخ وجَمُوخ وجِمِّيخ فِخِّير وجامَخَه جِماخاً فاخَره وجَمَخَ الخيلَ والكِعابَ يجْمَخُها جَمْخاً وجَمَخَ بها أَرسلها ودفعها قال وإِذا ما مَرَرْتَ في مُسْبَطِرٍّ فاجْمَخِ الخيلَ مثلَ جَمْخِ الكِعابِ والجَمْخُ مثل الجَبْخِ في الكعاب إِذا أُجيلت وجَمَخَ الصبيان بالكِعاب مثل جَبَخُوا أَي لعِبُوا مُتطارحين لها وجَمَخَ الكَعْبُ وانْجَمَخَ انتصب وجَمَخَ جَمْخاً قفَزَ والجَمْخَ السَّيَلانُ وجَمَخَ اللحمُ تغير كَخَمَج

( جنبخ ) الليث الجُنْبُخُ الضخم بلغة مصر قال والقملة الضخمة جُنْبُخَة والجُنْبُخُ الكبير العظيم وعِزٌّ جُنْبُخٌ قال أَعرابي يأْبى ليَ اللَّهُ وعِزٌّ جُنْبُخُ ابن السكيت الجُنْبُخُ الطويل وأَنشد إِنَّ القَصِير يَلْتَوِي بالجُنْبُخِ حتى يَقولَ بطنُه جَخٍ جَخِ

( جوخ ) جاخَ السيلُ الواديَ يَجُوخُه جَوْخاً جَلَخَه وقلَع أَجرافه قال الشاعر فللصخرِ من جَوْخِ السُّيُولِ وَجِيبُ وجاخَه يَجِيخُه جَيْخاً أَكل أَجرافه وهو مثل جَلَخَه والكلمة يائية وواوية وجَوَّخَ السيلُ الواديَ تجْويخاً إِذا كسر جَنَبَتَيْه وهو الجَوْخُ قال حميد بن ثور أَلَثَّتْ علينا دِيمَةٌ بعدَ وابِلٍ فللجِزْعِ من جَوْخِ السُّيولِ قَسيبُ وهذا البيت استشهد الجوهري بعجزه وتَمَّمه ابن بري بصدره ونسبه إِلى النِّمِرِ بن تَوْلَبٍ وتَجَوَّخَتِ البئر والرَّكِيَّةُ تَجَوُّخاً انهارتْ وسَمَّى جريرٌ مُجاشِعاً بني جَوْخا فقال تَعَشَّى بنو جَوْخا الخَزِيرَ وخَيْلُنا تُشَظِّي قِلالَ الحَزْنِ يومَ تُناقِلُهْ وجَوْخا موضع أَنشد ابن الأَعرابي
( * قوله « انشد ابن الاعربي » أي لزياد بن خليفة الغنوي وقبله كما في
ياقوت
هبطنا بلاداً ذات حمى وحصبة ... وموم واخوان مبين عقوقها
سوى أن أقواماً من الناس وطشوا ... بأشياء لم يذهب ضلالاً
طريقها قال الفراء وطش له إذا هيأ له وجه الكلام أو العلم أو الرأي )
وقالوا عليكم حَبَّ جَوْخا وسُوقَها وما أَنا أَمْ ما حَبُّ جَوخا وسُوقُها ؟ والجَوْخانُ بَيْدَرُ القمح ونحوه بِصرية وجمعها جَواخِينُ على أَن هذا قد يكون فَوْعالاً قال أَبو حاتم تقول العامَّة الجَوْخانُ وهو فارسي معرَّب وهو بالعربية الجَرِينُ والمِسْطَحُ ويقال تَجَوَّخَتْ قَرْحَتُه إِذا انفجرت بالمِدَّة والله أَعلم

( جيخ ) جاخَ السيلُ الواديَ يَجِيخُه جَيْخاً أَكلَ أَجرافَه والكلمة يائية وواوية وقد تقدم ذكره

( خوخ ) الخَوْخَةُ واحدة الخَوخِ والخَوْخَةُ كُوَّة في البيت تؤَدِّي إليه الضوء والخَوْخة مُخْتَرَقُ ما بين كل دارين لم ينصب عليها باب بلغة أَهل الحجاز وعم به بعضهم فقال هي مُخْتَرَقُ ما بين كل شيئين وفي الحديث لا تَبْقى خَوخةٌ في المسجد إِلاْ سُدَّتْ غير خَوخةِ أَبي بكر الصديق رضي الله عنه وفي حديث آخر إلاَّ خَوْخةَ عليّ رضوان الله عليه هي باب صغير كالنافذة الكبيرة تكون بين بيتين ينصب عليها باب قال الليث وناس يسمون هذه الأَبواب التي تسميها العجم بنحرقات خَوْخاتٍ والخَوْخةُ الدُّبُر ثمرة معروفة وجمعها خَوْخٌ والخَوْخة ضرب من الثياب الخُضْر قال الأَزهري وضرب من الثياب أَخْضَرُ يسميه أَهل مكة الخَوْخة والخَوْخاةُ الرجل الأَحمق ابن سيده الخَوْخاء ممدود الأَحمق والجمع خَوْخاؤون قال الأَزهري الذي أَعرفه لأَبي عبيد الهَوْهاة الجبان الأَحمق بالهاء ولعل الخاء لغة فيه أَبو عمرو والخُوَيْخِيَة الداهية والياء مخففة قال لبيد وكلُّ أُناسٍ سوفَ تَدْخُلُ بينهمْ خُوَيْخِيَةٌ تَصْفَرُّ منها الأَنامِلُ ويروى بيتهم قال شمر لم أَسمع خُوَيخِيَة إِلاَّ للبيد وأَبو عمرو ثقة وقال الأَزهري هذا حرف غريب ورواه بعضهم دُوَيْهِيَة قال ومن الغريب أَيضاً ما روي عن ابن الأَعرابي قال الصُّوصِيَة والصُّواصِيَة الداهية التهذيب واسم موضع يقال له رَوْضةُ خاخٍ بين الحرمين وكانت المرأَة التي أَدركها عليّ والزبير رضي الله عنهما وأَخذا منها كتاباً كتبه حاطببن أَبي بَلْتَعةَ إِلى أَهل مكة إِنما أَلْفَياها بروضَةِ خاخٍ ففَتَّشاها وأَخذا منها الكتاب

( دبخ ) دَبَّخَ الرجلُ تَدْبيخاً إِذا قَبَّبَ ظهره وطأْطأَ رأْسه بالخاء والحاء جميعاً عن أَبي عمرو وابن الأَعرابي

( دخخ ) الدَّخُّ والدُّخُّ والطَّسْلُ والنُّحاسُ الدُّخانُ وحكاه ابن دريد بالضم فقط وقال الشاعر لا خيرَ في الشَّيْخِ إِذا ما اجْلَخَّا وسالَ غَرْبُ عينِه فاطْلَخَّا والتْوَتِ الرِّجْلُ فصارتْ فَخَّا وصارَ وَصْلُ الغانِياتِ أَخّا عند سعُارِ النارِ يَغْشَى الدُّخَّا أَراد الدُّخَانَ وفي الحديث قال لابن صَيَّادٍ ما خَبَأْتُ لك ؟ قال هو الدُّخُّ الدَّخُّ بفتح الدال وضمها الدُّخَانُ قال الشاعر عند رِوَاق البيتِ يَغْشَى الدُّخَّا وفسر في الحديث أَنه أَراد بذلك يوم تأْتي السماء بدُخانٍ مبين وقيل إِن الدجال يقتله عيسى بن مريم بجبل الدُّخَانِ فيحتمل أَن يكون أَراده تعريضاً بقتله لأَن ابن صَيَّادٍ كان يظن أَنه الدجال والدَّخَخُ سواد وكُدْرة والدَّخْدَخةُ مثل التَّدْوِيخ ودَخْدَخَهُم دَوَّخهم والدَّخْدَخة تَقاربُ الخَطوِ في عَجَلةٍ وفي النوادر مَرَّ فلان مُدَخْدِخاً ومُزَخْزِخاً إِذا مر مسرعاً وتَدَخْدَخَ الليلُ إِذا اختلط ظَلامه وتَدَخْدَخَتْ والدُّخْدُخُ دُوَيْبَّةٌ قال المُؤَرِّج الدَّخْداخ دويبة صفراء كثيرة الأَرجل قال الفَقْعَسِيّ ضَحِكَتْ ثم أَغْرَبَتْ أَن رأَتني لاقْتِطاعِي قَوائمَ الدَّخْداخِ ورجل دُخْدُخٌ ودُخادِخٌ قصير وتَدَخْدَخَ الرجلُ انقبض لغة مرغوبٌ عنها ودُخْدُخْ ودُخْدُوخْ كلمة يُسَكَّتُ بها الإِنسانُ ويُقْدَعُ ومعناه قد أَقررت فاسكت ودَخْدَخْنا القومَ ذللناهم ووَطِئناهم قال الشاعر ودَخْدَخَ العَدُوَّ حتى اخَرَمّسَا وكذلك دُخْنا البلادَ والدَّخْدَخةُ الإِعْياءُ ودَخْدَخ البعيرُ إِذا رُكِبَ حتى أَعيا وذَلَّ قال الراجز والعَوْدُ يشكو ظَهْرَه قد دَخْدَخا

( دربخ ) دَرْبَخَتِ الحمامةُ لذَكرها خَضَعت له وطاوعته للسِّفاد وكذلك الرجلُ إِذا طأْطأَ رأْسه وبسط ظهره قال ولو نقولُ دَرْبِخُوا لدَرْبَخُوا لفَحْلِنا إِذ سَرَّه التَّنَوُّخُ يقول إِني سيد الشعراء والدَّرْبَخَة الإِصغاء إِلى الشيء والتذلل قال ابن دريد أَحسبها سريانية ودَرْبَخَ ذَلَّ عن ابن الأَعرابي ولم يَعْتذر له وكذلك حكاه يعقوب والحاء المهملة لغة وقد تقدم ذكره ودَرْبَخَ الرجلُ حَنى ظهره عن اللحياني

( دلخ ) الدَّلَخُ السِّمَنُ أَبو عمرو دَلِخَ يَدْلَخُ دَلَخاً فهو دَلِخٌ ودَلوخ أَي سَمِينٌ وأَنشد تُسائِلُنا من ذا أَضَرَّ به التَّنَخْ ؟ فقلتُ الذي لأْياً يقومُ من الدَّلَخْ ودَلِخَتِ الإِبلُ تَدْلَخُ دَلْخاً ودَلَخاً فهي دَوالِخ ودُلَّخ ودُلُخٌ سمنت أَنشد ابن الأَعرابي أَلم تَرَيا عِشارٍ أَبي حُمَيْدٍ يُعَوِّدها التَّذَبُّلَ بالرِّحالِ ؟ وكانت عندَه دُلُخاً سِماناً فأَضْحَتْ ضُمَّراً مثلَ السَّعالي الفراء امرأَة دُلَخَة أَي عَجْزاءُ وأَنشد أَسْقَى دِيارَ خُلَّدٍ بِلاخِ من كلِّ هَيْفاءِ الحَشا دِلاخِ بِلاخٌ ذواتُ أَعجاز ودِلاخٌ للواحدة والجمع والدالِخُ المُخْصِبُ من الرجال وقوم دالِخون ودلِخَ الإِناءُ إِذا امتلأَ حتى يَفِيضَ هذه وحدها عن كراع

( دمخ ) دَمَّخَ الرجلُ طأْطأَ ظهرَه والحاء لغة وقد تقدم ودَمَّخَ ودَنَّخَ إِذا طأْطأَ رأْسه ودَمْخٌ اسم جبل قال طَهْمانُ بن عمرو الكلابي كَفَى حَزَناً أَني تَطالَلْتُ كي أَرَى ذُرَى قُلَّتَيْ دَمْخٍ فما تُرَيانِ تطاللت أَي مددت عُنُقي لأَنظر ودَمْخٌ جبل بين أَجبال ضِخامٍ في ناحية ضَرِيَّةَ يقال أَثقلُ من دَمْخِ الدِّماخ ابن سيده والدِّماخُ موضع وقال أَبو رِياشٍ إِنما هو دَمْخ فجمعه بما حوله وقال آخر تركتُه أَركانَ دَمْخٍ لا بقَعْر ابن الأَعرابي الدَّمْخ الشَّدْخُ يقال دَمَخه دَمْخاً إِذا شَدَخه

( دنخ ) خضوعٌ وذِلَّة وتنكيس الرأْس يقال لما رآني دَنَّخَ ودَنَّخ الرجلُ خَضَع ويقال للرجل إِذا لم يَبْرَحْ بيته قد دَنَّخَ ودَنَّخ الرجلُ في بيته أَقام فلم يبرح قال العجاج وإِن رآني الشعراءُ دَنَّخُوا ولو أَقولُ بَزِّخُوا لَبَزَّخُوا ودَنَّخَت البطيخةُ خرج بعضُها وانهزم بعضُها ورجل مُدَنِّخ الرأْس إِذا كان في رأْسه ارتفاع وانخفاض ودَنَّخَتْ ذِفْراه أَشْرَفتْ قَمَحْدُوتُه عليها ودخلت الذِّفْرى خَلْفَ الخُشَشَاوَيْنِ ورجل مُدَنِّخٌ فَحَّاشٌ
( * زاد المجد الدنفخ كجعفر الضخم واسم رجل )

( دوخ ) داخَ يَدُوخُ دَوْخاً ذَلَّ وخَضَع ودَوَّخَ الرجلُ والبعير ذَلَّله يائية وواوية وفي حديث وَفْد ثَقِيفٍ أَداخَ العَرَبَ ودانَ له الناسُ أَي أَذَلَّهم وأَدَخْتُه أَنا فداخَ ودَوَّخَ المكانَ جالَ فيه ودَوَّخَ الوجعُ رأْسَه أَداره وداخَ البلادَ يَدُوخُها قهرها واستولى على أَهلها وكذلك الناس دخْناهم دَوْخاً ودَوَّخْناهم تَدْوِيخاً وَطِئناهم ودَوَّخَ فلانٌ البلادَ إِذا سار فيها حتى عرفها ولم تخف عليه طُرقُهُا

( ديخ ) الدِّيخُ القِنْوُ وجمعهِ ديَخَة مثلِ ديكٍ ودِيَكةٍ والذال أَعلى وإِياها قَدَّم أَبو حنيفة وداخَ يَدِيخُ دَيْخاً ودَيَّخَة هو ذلله كدَوَّخه يائية وواوية قال الأَزهري دَيَّخْته وذَيَّخْته بالدال والذال ذللته وهو مُدَيَّخ أَي مذلل وحكاه أَبو عبيد عن الأَحمر بالذال المعجمة فأَنكره شمر قال الأَزهري وهو صحيح لا شك فيه وفي حديث عائشة تصف عمر رضي الله عنهما ففَنَّخَ الكَفَرَةَ ودَيَّخَها أَي أَذلها وقهرها يقال دَيَّخَ ودَوَّخَ بمعنى واحد وفي حديث الدعاء بعد أَن يُدَيِّخَهم الأَسْرُ وبعضهم يرويه بالذال المعجمة وهي لغة شاذة

( ذخخ ) رجل ذَخْذاخٌ يُنْزِلُ قبل الخِلاطِ ابن الأَعرابي رجل ذَوْذَخٌ وهو الزُّمَلِقُ الذي يُنْزِلُ قبل أَن يُفْضِيَ إِلى المرأَة

( ذوخ ) ابن الأَعرابي الذَّوْذَخُ والوَخْواخُ العِذْيَوْطُ

( ذيخ ) الذِّيخُ الذكرُ من الضّباع الكثير الشعر والجمع أَذْياخ وذُيوخٌ وذِيَخَةٌ والأُنثىِ ذِيخة والجمع ذِيخات ولا يُكَسَّر قال جرير مثل الضبِّاعِ يَسُفْنَ ذِيخاً ذائخا وفي حديث القيامة وينظر الخليل عليه السلام إِلى أَبيه فإِذا هو بذيِخٍ مُتَلَطِّخٍ الذِّيخُ ذَكَرُ الضِباعِ وأَراد بالتَّلَطُّخ التَّلَطُّخَ برجيعه أَو بالطين كما قال في الحديث الآخر بِذيِخٍ أَمْدَرَ أَي متلطخٍ بالمَدَرِ وفي حديث خُزَيمة والذِّيخ مُحْرَ نْجِماً أَي أَن السَّنَة تركت ذكر الضباع مجتمعاً مُتَقَبِّضاً من شدّة الجَدْب والذِّيخُ قِنْوُ النخلة حكاه كراع في الذال المعجمة وجمعه ذِيَخَةٌ وقد تقدّم في الدال ويقال ذَيَّخَتِ النخلةُ إِذا لم تقبل الإِبارَ ولم تَعْقِدْ شيئاً وذَيَّخَه تَذْييخاً ذلله حكاها أَبو عبيد وحده والصواب الدال وكان شمر يقول دَيَّخْته ذللته بالدال من داخَ إِذا ذل والذِّيخُ الكِبْرِ وفي حديث علي رضوان الله عليه كان الأَشْعَث ذا ذِيخٍ حكاه الهروي في الغريبين ويقال في فلان ذِيخٌ أَي كِبْرٌ والمَذْيَخَةُ الذِّئابُ بلسان خَوْلانَ

( ربخ ) : الرَّبْخُ و التَّرَبُّخُ : الاسترخاء حكي عن بعض العرب : مَشَى حتى تَرَبَّخَ أَي استرخى . و الرَّبيخُ من الرجال : العظيم المسترخي . و رَبَخَتِ المرأَةُ تَرْبَخُ رَبَخاً و رُبوخاً و رَباخاً وهي رَبوخ : غُشِيَ عليها عند الجماع . ورَحْل رَبِيخٌ : ضخم قال : فلما اعْتَرَتْ طارِقاتُ الهُموم رَفَعْتُ الوَلِيَّ وكَوْراً رَبيخَا أَي ضَخْماً . وأَرض رابخ : تأْخذ اللُّؤمَة ولا حجارةَ فيها ولا نَقَل . و رابخٌ : موضع بنجد قال ابن دريد : أَحسب ذلك ولم يتّيقنه . و مُرْبِخٌ : جبل من جبال زَرُودَ أَو رملة بالبادية قال أَبو الهيثم : سمي جبل مُرْبِخٍ مُرْبِخاً لأَنَّه يُرْبِخ الماشي فيه من التعب والمشقة أَي يذهب عقلُه كالرَّبوخِ التي يغشى عليها من شدّة الشهوة قال الشاعر : أَطْيَبُ لَذَّاتِ الفَتَى : نَيْكُ رَبُوخ غَلمَه وروي عن عليّ عليه السلام أَنَّ رجلاً خاصم إِليه أَبا امرأَته فقال : زوَّجني ابنته وهي مجنونة فقال : ما بدا لك من جنونها فقال : إِذا جامعتها غشي عليها فقال : تلك الرَّبُوخُ لست لها بأَهل أَراد أَنَّ ذلك يحمد منها . وأَصل الرَّبُوخ من تَرَبَّخ في مشيه إِذا استرخى . و أَرْبَخَ الرجلُ إِذا اشترى جارية رَبوخاً وهي التي تَنْخِرُ عند الجماع وتضطرب كأَنَّها مجنونة . و رَبِخَتِ الإِبلُ في المُرْبِخِ أَي فَتَرَتْ في ذلك الرمل من الكَلال وأَنشد : أَمِنْ حِبالِ مُرْبِخٍ تَمَطَّيْنْ لا بُدَّ منه فانْحَدِرْنَ وارْقَيْنْ أَو يَقْضِي اللَّهُ ذُباباتِ الدَّيْنْ قال ابن سيده : ولا أَعرف مثل هذا يشتق من الأَعلام إِنَّما ذلك في إِيتان المواضع كأَنْجَدَ وأَتْهَمَ . ابن الأَعرابي : أَرْبَخَ الرجلُ إِذا وقع في الشدائد و أَرْبَخَ الرملُ إِذا تكاثف و أَرْبخ الماشي فيه . و بنو رُبَخَة : حيٌّ

( رتخ ) الرَّتْخُ قِطَعٌ صغار في الجِلْدِ خاصةً وقُرادٌ راتِخٌ يابس الجلد قال الليث قُراد رَتْخٌ وهو الذي شَقَّ أَعلى الجلد فَلَزِقَ به رُتوخاً وأَنشد في ترجمة زنخ فَقُمْنا وزيدٌ راتِخٌ في خِبائِها رُتوخَ القُرادِ لا يَرِيمُ إِذا زَنَخْ ويقال رَتَخَ بالمكان رُتُوخاً إِذا ثبت وأَرْتَخَ الحَجَّامُ لم يبالغ في الشَّرْط والاسم الرَّتْخُ قال رَشْحاً من الشَّرْطِ ورَتْخاً واشِلا ابن الأَعرابي التَّرْخُ الشرطُ اللَّيِّنُ يقال ارْتَخْ شَرْطِي واتْرَخْ شَرْطِي قال الأَزهري هما لغتان التَّرْخُ والرَّتْخُ مثل الجَبْذِ والجَذْبِ ورَتَخَ العجينُ رَتْخاً إِذا رَقَّ فلم يَنْخَبِزْ وكذلك الطين فهو راتخٌ زَلِقٌ والرُّتُوخُ اللُّصُوق

( رجخ ) رُجَّخ رُجَّخ اسم كُورَةٍ

( رخخ ) رَخَّة الشيءُ رَخّاً شَدَخَه وأَرْخاه قال ابن مقبل فَلَبَّدَه مَسُّ القِطارِ ورَخَّه نِعاجُ رُوءافٍ قبل أَن يَتَشَدَّدا
( * قوله « فلبده مس » الذي في ياقوت مرّ بالراء يدل مس ورؤاف بضم الراء جبل )
وروي ورَجَّه بالجيم والأَوّل أَكثر وفي التهذيب رَخَّه ووَطِئَه فأْرْخاه ورخَّ العجينُ يَرِخُّ رَخّاً كثر ماؤُه وأَرَخَّه هو ابن الأَعرابي ارْتَخَّ رأْيه إِذا اضطرب وسكران مُرْتَخٌّ ومُلْتخٌّ بالراء واللام ورَخَخْتُ الشرابَ مَزَجْتُه والرَّخَخُ السهولة واللين وأَرضٌ رَخَّاءُ منتفخة تُكْسَرُ تحت الوَطء والجمع رَخاخِيُّ والنَّفْخاءُ مثلها وهي الرَّخَّاءُ والسَّخَّاء والمَسْوَخةُ والسُّوَّاخَى أَبو عمرو الرَّخاخُ هو الرِّخْوُ من الأَرض ابن الأَعرابي أَرض رَخَّاء رِخْوَة لينة وأَرض رَخاخٌ لينة واسعة وقيل هي الرِّخْوَةُ ورَخاخُ الثَّرى ما لانَ منه قال ابن مقبل رَبِيبَةُ حُرٍّ دافعتْ في حُقُوفِها رَخاخَ الثَّرَى والأُقْحُوانَ المُدَيَّما
( * قوله « ربيبة حر إلخ » كذا بالأصل هنا وأنشده في دوم كشارح القاموس ربيبة رمل دافعت في حقوقها إلخ وقوله ربيبة لعوة كذا بالأصل )
أَي أَنه لم يصبها من الرَّخاخِ شيء وربيبة لعوِة وقوله والأُقْحُوانَ أَي وثَغْراً كالأُقحوان ورَخاخُ العيش خَفْضُه ورَغَدُه وسعَتُه ويوصف به فيقال عَيْشٌ رَخاخٌ أَي واسع ناعم وفي الحديث يأْتي على الناس زمان أَفضلُهم رَخَاخاً أَقصدُهم عيشاً قال الرَّخَاخُ لينُ العَيْشِ ابن شميل رَخَاخُ الأَرض ما اتسع منها ولانَ ولا يضرك أَسْتَوى أَو لم يَسْتَوِ وطينٌ رَخْرَخٌ رقيق والرَّخَاخُ نبات لَيِّن هَشٌّ قال ابن سيده وأَحسب الرُّخَّ لغة فيه وقال أَبو حنيفة الرُّخُّ بالضم نبات هَشّ والرُّخُّ من أَداة الشطرنج والجمع رِخاخ الليث الرُّخّ معرب من كلام العجم من أَدوات لُعْبَة لهم

( ردخ ) المَرْدَخُ الشَّدْخ والرَّدَخُ مثل الرَّدع عُمانِيَّة

( رزخ ) رَزَخه بالرمح يَرْزَخُه رَزْخاً زَجَّه به والمِرْزَخَةُ كل ما رُزِخَ به

( رسخ ) رَسَخَ الشيءُ يَرْسَخُ رُسُوخاً ثبت في موضعه وأَرسخه هو والراسخ في العلم الذي دخل فيه دخولاً ثابتاً وكل ثابت راسخ ومنه الراسخون في العلم وأَرْسَخْته إِرساخاً كالحِبْرِ رَسَخَ في الصحيفة والعِلم يَرْسَخُ في قلب الإِنسان والراسخون في العِلم في كتاب الله المُدارسون ابن الأَعرابي هم الحُفَّاظُ المذاكرون قال مَسْرُوقٌ قَدِمْتُ المدينة فإِذا زيدز بن ثابت من الراسخين في العلم خالد بن جَنْبَة الراسخ في العلم البعيد العلم ورَسَخ الدِّمْنُ ثبت ورَسَخَ الغديرُ رُسُوخاً نَضَب ماوءه ورَسَخ المَطَرُ رُسوخاً إِذا نَضَبَ نداه في داخل الأَرض فالتَقى الثَّريَانِ

( رصخ ) رَصَخَ الشيءُ ثَبَت مثل رَسَخ بمعنى واحد

( رضخ ) الرَّضْخُ مثل
( * قوله « الرضخ مثل إلخ » وبابه ضرب ومنه كما في القاموس ) الرَّضْح والرَّضْخُ كسر الرأْس ويستعمل الرَّضْخُ في كسر النَّوَى والرأْس للحيات وغيرها وَرَضَخْتُ رأْسَ الحية بالحجارة ورَضَخ النوى والحصى والعظم وغيرها من اليابس يَرْضَخُه رضخاً كسره والرَّضْخُ كسر رأس الحية وفي الحديث فَرَضَخ رأْسَ اليهودي قاتِلها بين حجرين وفي حديث بدر شَبَّهْتُها النواةَ تَنْزُو من تحت المَراضِخ هي جمع مِرْضَخَة وهي حجر يُرْضَخ به النوى وكذلك المِرْضاخُ وظَلُّوا يَتَرَضَّخُون أَي يكسرون الخُبْز فيأْكلونه ويتناولونه وهم يَتراضَخُون بالسهام أَي يَتَرامَوْنَ وراضَخْته رَامَيْتُه بالحجارة والتَّراضُخُ تَرامِي القوم بينهم بالنُّشَّاب والحاء في جميع ذلك جائزة إِلا غي الأَكل يقال كنا نَتَرضَّخُ وفي حديث العَقَبةِ قال لهم كيف تقاتلون ؟ قالوا إذا دنا القومُ منا كانت المُراضَخَةُ وهي المراماة بالسهام من الرَّضْخِ الشَّدْخ والرَّضْخُ أَيضاً الدَّقُّ والكسر وكذلك العطاء يقال فيه الرَّضْخُ بالخاء المعجمة ورَضَخَ له من ماله يَرْضَخُ رَضْخاً أَعطاه ويقال رَضَخْت له من مالي رَضِيخَةً وهو القليل والرَّضِيخةُ العطية المُقارَبة وفي الحديث أَمَرْتُ له برَضْخٍ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَمرنا لهم برَضْخٍ الرَّضْخُ العطية القليلة وفي حديث علي رضي الله عنه وتَرْضَخُ له على ترك الدِّينِ رَضِيخَةً هي فعيلة من الرَّضْخ أَي عطيةً ويقال راضَخَ فلانٌ شيئاً إِذا أَعطى وهو كاره وراضَخْنا منه شيئاً أَصبنا ونلنا وقيل المراضَخة العطاء على كُرْه والرَّضْخُ والرَّضْخة الشيء اليسير تسمعه من الخَبَر من غير أَن تَسْتَبينه المبرد يقال فلان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً عجميةً إِذا نشأَ مع العجم يسيراً ثم صار مع العرب فهو يَنْزِعُ إِلى العجم في أَلفاظ من أَلفاظهم لا يستمر لسانه على غيرها ولو اجتهد قال وفي حديث صُهَبُب كان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً رومِيَّةً وكان سَلْمان يَرْتَضِخُ هذا ينزع في نفطه إلى لكْنَةً فارسية أي كان الروم وهذا إِلى الفُرْسِ ولا يستمر لسانهما على العربية استمراراً وكان صُهَيْبُ سَبِيَ وهو صغير سباه الروم فبقيت لُكْنَة في لسانه وكان عَبْدُ بني الحسحاس يَرْتَضِخُ لُكْنَة حبشية مع جَوْدةِ شِعْره

( رفخ )
( * زاد المجد الرفوخ بالضم الدواهي وعيش رافخ رافغ )

( رمخ ) شمر هو السَّدا والسَّداءُ ممدود بلغة أَهل المدينة وهو السَّيَابُ بلغة وادي القُرَى وهو الرُّمْخ بلغة طيئ واحدته رُمْخَةٌ والخَلالُ بلغة أَهل البصرة قال الطائي تحت أَفانينِ وَدِيٍّ مُرْمِخ والرِّمْخُ الشجر المجتمع والرِّمَخُ والرُّمَخُ البَلَحُ واحدته رِمَخَة لغة طائية ومنه أَرْمَخَ النخلُ وهو ما سقط من البُسْرِ أَخْضَرَ فَنَضِج ابن الأَعرابي والرَّمْخاءُ الشاة الكَلِفةُ بأَكل الرِّمْخ ورُماخُ موضع رمخ
( * زاد المجد وأرمخ الرجل لان وذل والدابة أخذت في السن )

( رنخ ) رَنَّخَ الرجلَ ذَلَّله

( ريخ ) راخَ يَريخ رَيْخاً ورُيُوخاً ورَيَخاناً ذَلَّ وقيل لانَ واسترخى وكذلك داخَ ورَيَّخه أَوْهَنه وأَلانه والتَّرْيِيخُ ضَعْفُ الشيء ووَهْنُه ويقال ضربوا فلاناً حتى رَيَّخُوه أَي أَوهَنُوه وأَنشد بِوَقْعِها يُرَيَّخُ المُرَيَّخُ والحَسَبُ الأَوْفَى وعزٌّ جُنْيُخُ والمُرَيَّخُ العظم الهَش في جَوف القَرْن الليث ويسمى العُظَيمُ الهَش الداخل في جوف القرن مُرَيَّخَ القَرْنِ والمُرَيَّخُ المُرْداسَنْجُ ذكره الأَزهري ههنا قال الأَزهري أَما العظيم الهش الوالج في جوف القرن فإِن أَبا خيرة قال هو المَرِيخُ والمَريج القَرْنُ الداخل ويجمعان أَمْرِخَةً وأَمْرِجَةً حكاه أَبو تراب في كتاب الاعتقاب قال وسأَلت عنهما أَبا سعيد فلم يعرفهما قال وعرف غيره المَرِيخ القَرْن الأَبيض الذي يكون في جوف القرن قال الأَزهري وذكر الليث هذا الحرف في ترجمة مرخ فجعله مَريخاً وجَمَعَه أَمْرِخَةً وجعله في هذا الباب مُرَيَّخاً بتشديد الياء قال ولم أَسمعه لغيره وأَما التَّرْييخِ بمعنى التليين فهو صحيح ابن سيده وراخَ رَيْخاً جارَ كذلك رواه كراع ورواية ابن السكيت وابن دريد وأَبي عبيد في مصنفه زاخَ بالزاي وسيأْتي ذكره وراخَ الرجلُ يَرِيخُ إِذا باعد ما بين الفخذين منه وانْفَرَجتا حتى لا يقدرَ على ضمهما عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَمْسى حبِيبٌ كالفُرَيْخِ رائِخا بات يُماشِي قُلُصاً مخَائِخا صَوَادِراً عن شُوكَ أَو أُضايِخا

( زخخ ) زَخَّه يَزُخُّه زَخّاً دفعه في وَهْدة وزَخَّ في قفاه يِزُخُّ زَخّاً دفع وقال ابن دريد كل دَفْع زَخٌّ وفي حديث أَبي موسى الأَشعري أَنه قال اتَّبِعُوا القرآنَ ولا يَتَّبِعَنَّكم القرآنُ فإِنه من يَتَّبِعِ القرآنُ يَهْبِطْ به على رياضِ الجنَّةِ ومَنْ يَزُخُّ في قفاه أَي يدفعه حتى يَقْذِفَ به في نار جهنم وفي الحديث مَثَلُ أَهلِ بيتي مَثَلْ سفينة نوح من تَخَلَّف عنها زُخَّ به في النار أَي دُفِعَ ورُمِيَ يقال زَخَّه يَزُخُّه زَخّاً ومنه حديث أَبي بَكْرَةَ ودُخُولِهم على معاوية قال فَزَخَّ في أَقفائنا أَي دَفَعَنا وأخْرَجَنا وزخَّ المرأَةَ يَزُخُّها زَخّاً وزَخْزَخَها نكحها وهو من ذلك لأَنه دفعٌ والمَزَخَّة بالفتح المرأَة وزَخَّةُ الإِنسان ومَزَخَّته ومِزَخَّته امرأَته قال اللحياني هو من الزَّخِّ الذي هو الدفع وروي عن علي بن أَبي طالب عليه السلام في الحديث أَنه قال أَفلح من كانت له مِزَخَّه يَزُخُّها ثم ينامُ الفَخَّه الفخة أَن ينام فَيَنْفُخَ في نومه أَراد ينام جتي يصير له فَخيخٌ أَي غطيط والمزَخَّة بالكسر الزوجة وروي مَزَخَّة بنصب الميم كأَنها موضع الزَّخِّ أَي الدفع فيها لأَنه يَزُخُّها أَي يجامعها وسميت المرأَة مِزَخَّة لأَن الرجل يجامعها وزَخَّتِ المرأَةُ بالماء تَزُخُّ وزَخَّتْه دفعته وامرأَة زَخَّاخة وزَخَّاء تَزُخُّ عند الجماع وزخَّ ببوله زَخّاً دفع مثلَ ضَخَّ والزَّخُّ السُّرعة وزخَّ الإِبلَ يَزُخُّها زَخّاً ساقها سوقاً سريعاً واحْتَثَّها والمِزَخُّ السريع السَّوْق قال إِنَّ عليك حادياً مِزَخَّا أَعْجَمَ لا يُحْسِنُ إِلاَّ نَخَّا والنَّخُّ لا يُبْقي لهنَّ مُخَّا والزَّخُّ والنَّخُّ السير العنيف وفي حديث علي عليه السلام كتب إِلي عثمان بن حُنيف لا تأْخُذنَّ من الزُّخَّةِ والنُّخَّةِ شيئاً الزّخَّة أَولاد الغنم لأَنها تُزَخُّ أَي تُساقُ وتدفع من ورائها هي فُعْلَة بمعنى مفعول كالقُبْضَةِ والغُرْفَة وإِنما لا تؤخذ منها الصدقة إِذا كانت منفردة فإِذا كانت مع أُمهاتها اعتدّ بها في الصدقة ولا تؤخذ ولعل مذهبه قد كان لا يأْخذ منها شيئاً وربما وضَع الرجلُ مِسْحاتَه في وسط نهر ثم يَزُخُّ بنفسه أَي يَثِبُ والزَّخُّ والزَّخَّةُ الحِقْدُ والغيظ والغضب قال صَخْر الغَيّ فلا تَقْعُدَنَّ على زَخَّةٍ وتُضْمِرَ في القلبِ وَجْداً وخِيفَا ويقال زَخَّ الرجلُ زَخّاً إِذا اغتاظ قال ابن سيده وذكروا أَنه لم يُسْمَعِ الزَّخَّةُ التي هي الحقد والغضب إِلا في هذا البيت والزَّخِيخُ النار يمانية وقيل هي شدَّة بريق الجمر والحرّ والحَرِيرَ يَبْرُق من الثياب وقد زَخَّ يَزُخُّ زَخِيخاً قال فعند ذاكَ يَطْلُعُ المِرِّيخُ في الصبح يَحْكي لونَهُ زَخِيخُ من شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفِيخُ

( زرنخ ) الزِّرْنِيخُ أَعْجَمِيٌّ

( زلخ ) الزَّلْخُ رَفْعُك يدك في رمي السهم إِلى أَقصى ما تَقدر عليه تريد بُعْدَ الغَلْوَةِ وأَنشد من مائةٍ زَلْخٍ بِمرِّيخٍ غال الأَزهري وسئل أَبو الدُّقَيْش عن تفسير هذا البيت بعينه فقال الزَّلْخُ أَقْصى غايةِ المُغالي والزَّلْخ غَلْوَةُ سَهْمٍ قال الأَزهري الذي قاله الليث إِنّ الزَّلْخَ رَفعك يدك في رمي السهم حرف لم أَسمعه لغيره قال وأَرجو أَن يكون صحيحاً وزَلِخَتِ الإِبلُ
( * قوله « وزلخت الابل إلخ » بابه فرح كما في القاموس )
تَزْلَخُ زَلَخاً سمنت وعَنَقٌ زَلاَّخٌ شديد قال يَرِدْنَ قَبلَ فُرَّطِ الفراخِ بِدَلَجٍ وعَنَقٍ زَلاَّخِ وناقة زَلُوخٌ سريعة وقال خليفة الضبِّابيّ الزَّلَجَانُ والزَّلخَان في المشي التَّقَدُّم في السُّرْعَة والزَّلْخُ المَزَلَّة
( * قوله « والزلخ المزلة » بسكون اللام وكسرها كما في القاموس ) تَزِلُّ منها الأَقْدام لنَداوتِها لأَنها صَفَاةٌ مَلْساءُ وعَقَبَةٌ زَلُوخٌ طويلة بعيدة ورَكِيَّة زَلُوخ وزَلْخٌ ملساء أَعلاها مَزَلَّة يَزْلَقُ فيها من قام عليها وقال الشاعر كأَنَّ رِماحَ القَوْمِ أَشْطانُ هُوَّةٍ زَلُوخِ النَّواحِي عَرْشُها مُتَهَدِّمُ وبئر زلوخ وزَلُوجٌ وهي المُتَزَلِّقَة الرأْس ومكان زَلِخٌ بكسر اللام ويقال زَلْخٌ ومقَامٌ زَلْخٌ مثل زَلْجٍ أَي دَخْضٌ مَزِلَّة وصف بالمصدر ومَزِلَّة زَلْخٌ كذلك قال قامَ على مَنْزَعةٍ زَلْخٍ فَزَلّ أَبو زيد زَلَخَتْ رِجْلُه وزَلَجَتْ قال الشاعر فَوارِسُ نازَلُوا الأَبْطال دِوني غَداةَ الشِّعْبِ في زَلْخِ المقَامِ وزَلَخ رأْسَه
( * قوله « وزلخ رأسه » بابه ضرب كما في القاموس ) زَلْخاً شَجَّه هذه عن كراع والزُّلَّخَة بتشديد اللام وجع يَعْرِضُ في الظهر وقال ابن سيده هو داء يأْخذ في الظهر والجنب قال كأَنَّ ظَهْرِي أَخَذَتْه زُلَّخَه لمَّا تَمَطَّى بالفَرِيِّ المِفْضَخه الزُّلَّخة مثل القُبَّرة الزُّحْلُوقة يَتَزَلَّجُ منها الصبيان وأَنشد أَبو عمرو وصِرْتُ من بعدِ القوامِ أَبْزَخا وزَلَّخَ الدهرُ بظَهْري زُلَّخا قال أَبو الهيثم اعْتَلَّتْ أُمُّ الهيثم الأَعرابيةُ فزارها أَبو عبيدة وقال لها عَمَّ كانت عِلَّتُكِ ؟ فقالت كنت وَحْمَى سَدِكَةً فَشَهِدْتُ مأْدُبة فأَكلتُ جُبْجُبَة من صَفِيفٍ هِلَّعَة فاعْتَرَتْني زُلَّخة قلنا لها ما تقولين يا أُم الهيثم ؟ فقالت أَوَللناس كلامان ؟ وفي الحديث إِن فلاناً المُحارِبيَّ أَراد أَن يَفْتِكَ بالنبي صلى الله عليه وسلم فلم يَشْعُرْ به إِلا وهو قائم على رأْسه ومعه السيف فقال اللهم اكْفِنِيه بما شئت فانْكَبَّ لوجهه من زُلَّخة زُلِّخَها بين كتفيه ونَدَر سيفُه يقال رمى اللهُ فلاناً بالزُّلَّخة بضم الزاي وتشديد اللام وفتحها وهو وجع يأْخذ في الظهر لا يتحرّك الإِنسان من شدته واشتقاقها من الزَّلْخِ وهو الزَّلْقُ ويروى بتخفيف اللام قال الخطابي ورواه بعضهم فَزُلِجَ بين كتفيه بالجيم قال وهو غلط وكانت صاحبةُ يوسف الصِّدِّيق عليه السلام تسمى زَلِيخا فيما زعم المفسرون

( زمخ ) زَمَخَ الرجلُ بأَنفه زَمْخاً وشَمَخَ تكبر وتاه وأُنُوفٌ زُمَّخٌ شُمَّخٌ وعَقَبة زَمُوخٌ بعيدة قال أَبو زيد عَقَبَةٌ زَمُزخٌ وحَجُون شديدة وقال ابن الأَعرابي زَمُوخ وبَزُوخ أَي عَسِرَة نَكِدَة وأَنشد أَبَتْ لي عِزَّةٌ بَزَرَى زَمُوخ ويروى بَزُوخ ومعناهما واحد والزامِخُ الشامخُ بأَنفه وأَنشد أَجْوازُهُنَّ والأُنوفُ الزُّمَّخُ يعني بالأَجْواز أَوساطَ الجبال وأُنوفَها الطِّوالَ والله أَعلم

( زنخ ) زنخ الدُّهْنُ والسَّمْنُ بالكسر يَزْنَخُ زَنَخاً تغيرت رائحته فهو زَنِخٌ . وفي الحديث أَن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم دعاه رجل فَقَدَّم إِليه إِهالَةً زَنِخةً فيها عرق أَي متغيرة الرائحة ويقال سَنِخةٌ بالسين وإِبل زَنِخةٌ إِذا عطشت مرة فضاقت بطونها عن كراع زَنِخَ الطعامُ وسَنِخَ إِذا تغير أَبو عمور زَنَخَ القُرادُ زُنُوخاً ورَتَخَ رُتُوخاً إِذا تَشَبَّثَ بمن عَلِقَ به وأَنشد فقُمنا وزَيْدٌ راتِخٌ في خِبائها رُتُوخَ القُرادِ لا يَرِيم إِذا زَنَخْ ويروى إِذا رَتَخَ ومعناهما واحد

( زوخ ) زُوَاخ موضع يصرف ولا يصرف

( زيخ ) زَاخَ يَزيِخُ زَيْخاً وزَيَخاناً جار قال شمر زاح وزاخ بالحاء والخاء بمعنى وحكي عن أَعرابي من قيس أَنه قال حَمَلُوا عليهم فأَزاخُوهم عن موضعهم أَي نَحَّوْهم قال ويروى بيت لبيد لو يَقومُ الفِيلُ أَو فَيَّالُه زاخَ عن مِثْلِ مَقامي وزَحَل قال أَبو الهيثم زاح بالحاء أَي ذهب وزاحت علته وأَما زاخ بالخاء فهو بمعنى جار لا غير

( سبخ ) التَّسْبِيخُ التخفيف وفي الدعاء سَبَّخَ اللهُ عنك الشِّدّة وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن سارقاً سرق من بيت عائشة رضي الله عنها شيئاً فدعت عليه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا تُسَبِّخِي عنه بدعائك عليه أَي لا تُخَفِّفي عنه إِثمه الذي استحقه بالسرقة بدعائك عليه يريد أَن السارق إِذا دعا عليه المسروق منه خفف ذلك عنه قال الشاعر فَسَبِّخْ عليك الهَمَّ واعلم بأَنه إِذا قَدَّرَ الرحمنُ شيئاً فكائِنُ وهذا كما قال في الحديث الآخر من دعا على من ظلمه فقد انتصر وكذلك كل من خُفِّفَ عنه شيء فقد سُبِّخَ عنه ويقال اللهم سَبِّخْ عني الحُمَّى أَي خَفِّفْها وسُلَّها ولهذا قيل لِقطَعِ القُطْن إِذا نَدِفَ سَبائخ ومنه قول الأَخطل يذكر الكلاب فأَرْسَلُوهُنَّ بُذْرِينَ الترابَ كما يُذْرِي سبَائخَ قُطنٍ نَدْفُ أَوْتارِ ويقال سَبِّخْ عنا الأَذَى يعني اكْشِفْه وخففه والتسبيح أَيضاً التسكين والسكونُ جميعاً قال بعض العرب الحمد لله على نوم الليل وتسبيح العروق وأَنشد ابن الأَعرابي لما رَمَوْا بي والنَّقانِيقُ تَكِشْ في قَعْرِ خَرْقاءَ لها جَوْبٌ عَطِشْ سَبَّخْتُ والماءُ بِعطْفَيْها يَنِشْ ابن الأَعرابي سمعت أَعرابيّاً يقول الحمد لله على تسبيح العروق وإِساغة الريق بمعنى سكون العروق من ضَربَانِ أَلم فيها والسَّبْخُ والتَّسْبِيخُ النوم الشديد وقيل هو رُقادُ كل ساعة وسَبَّخْتُ أَي نمت وفي التنزيل إِن لك في النهار سَبْخاً طويلاً قرأَ بها يحيى بن يَعْمُرَ وقيل معناه فَراغاً طويلاً الفراء هو من تَسْبيخ القطن وهو توسعته وتنفيشه يقال سَبِّخِي قُطْنك أَي نَفِّشِيه ووَسِّعيه ابن الأَعرابي من قرأَ سَبْحاً فمعناه اضطراباً ومعَاشاً ومن قرأَ سَبْخاً أَراد راحة وتخفيفاً للأَبدان والنوم أَبو عمرو السَّبْخُ النوم والفراع الزجاج السَّبْحُ والسَّبْخ قريبان من السَّواء وتَسَبَّخَ الحَرُّ والغَضبُ وسَبَخَ سكن وفتر وفي حديث علي رضي الله عنه أَمْهِلْنا يُسَبَّخْ عنا الحَرُّ أَي يَخِفُّ والسَّبِيخة القُطْنة وقيل هي القطعة من القطن تُعَرَّضُ ليوضع فيها دواء وتُوضَعَ فوق جُرْحٍ وقيل هي القطن المنفوش المَنْدُوفُ وجمعها سَبائخ وسَبِيخٌ وأَنشد سَبَائخُ من بُرْسٍ وطُوطٍ وبَيْلَمٍ وقُنْفُعَةٌ فيها أَلِيلُ وَحِيحِها البُرْسُ القطنُ والطُّوطُ قطنُ البَرْدِيّ والبَيْلَمُ قطن القصب والقُنْفُعَة القُنْفُذة والوحيح ضرب من الوَحْوَحة والسبيخ من القطن ما يُسَبَّخُ بعد النَّدْفِ أَي يلف لتغزله المرأَة والقِطْعة منه سَبِيخة وكذلك من الصوف والوبر وقطن سَبِيخٌ ومُسَبَّخٌ مُفَدَّك مُفَدَّك وهو ما يلف لتغزله المرأَة بعد النَّدْفِ والسَّبْخُ شِبْه الاستلال والسَّبْخُ سَلُّ الصوف والقطن وأَنشد في ترجمة سخت ولو سَبَخْتَ الوَبَرَ العَمُيتا وبِعْتَهم طَحِينَكَ السِّخْتِيتا إِذاً رَجَوْنا لك أَن تَلُوتا تقول سَبِيخةٌ من قطن وعَمِيتةٌ من صوف وفَلِيلة من شعر ويقال لريش الطائر الذي يَسْقُط سَبِيخٌ لأَنه يَنْسَلُّ فيسقط عنه وسبائخ الريش وسَبِيخه ما تناثر منه وهو المُسَبَّخُ والسَّبَخَةُ أَرض ذات ملح ونَزٍّ وجمعها سِباخٌ وقد سَبِخَتْ سَبَخاً فهي سَبِخةٌ وأَسْبَخَتْ وتقول انتهينا إِلى سَبَخة يعني الموضع والنعت أَرض سَبِخة والسَّبَخةُ الأَرض المالحة والسَّبَخُ المكان يَسْبَخُ فَيُنْبِتُ المِلْحَ وتَسُوخُ فيه الأَقدام وقد سَبِخَ سَبَخاً وأَرض سَبِخة ذات سِباخ وفي الحديث أَنه قال لأَنس وذكر البصرة إِن مررت بها ودخلتها فإِياك وسِباخَها هو جمع سَبَخَة وهي الأَرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تُنْبِتُ إِلاَّ بعضَ الشجر والسَّبَخَة ما يعلو الماءَ من طُحْلُب ونحوه ويقال قد علت هذا الماء سَبَخَةٌ شديدة كأَنه الطُّحْلُب من طول الترك وحَفَروا فأَسْبَخُوا بلغوا السَّباخَ تقول حَفَر بئراً فأَسْبَخَ إِذا اننهى إِلى سَبَخة

( سخخ ) السَّخَاخ بالفتح الأَرض الحُرَّة اللَّيِّنَةُ قال أَبو منصور وقد جمعها القَطامِيُّ سَخاسِخَ قال يصف سحاباً ماطراً تَواضَعَ بالسَّخاسِخِ من مُنِيمٍ وجادَ العينَ وافْتَرشَ الغِمارا وسَخَّتِ الجرادة غَرَزَتْ ذَنَبَها في الأَرض وفي النَّوادر يقال سُخَّ في أَسفل البئر أَي احْفِرْ وسَخَّ في الأَرض وزَخَّ في الحَفْرِ والإِمعانِ في السيرِ جميعاً ويقال لَخَّ في البئر مثل سَخَّ

( سدخ ) ضربه حتى انْسَدَخَ أَي انبسط

( سربخ ) السَّرْبَخُ الأَرض الواسعة وقيل هي الأَرض البعيدة وقيل هي المَضِلَّة التي لا يُهْتَدَى فيها لطريق وفي حديث جُهَيْشٍ وكائنْ قَطَعْنا إِليك من دَويَّة سَرْبَخٍ أَي مفازة واسعة بعيدة الأَرجاء قال عمرو بن معديكرب وأَرض قد قَطَعْتُ بها القَواهِي من الجِنَّانِ سَرْبَخُها مَلِيعُ
( * قوله « قطعت بها القواهي » كذا بالأصل بالقاف ولعله جمع قاه وهو الحديد الفؤاد وقوله من الجنان بيان له جمع جان كحائط وحيطان والذي في الصحاح الهواهي بهاءين )
وقال أَبو دُواد أَسْأَدَتْ ليْلةً ويوماً فلما دَخَلَتْ في مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ قال المَرْدُون المنسوج بالسراب والرَّدَنُ الغَزْلُ والسَّرْبَخَة الخِفَّة والنَّزَقُ وفي النوادر ظَلِلْتُ اليومَ مُسَرْبَخاً ومُسَنْبَخاً أَي ظَلِلْتُ أَمشي في الظهيرة

( سلخ ) السَّلْخُ كُشْطُ الإِهابِ عنِ ذيهِ سَلَخَ الإِهابَ يَسْلُخه ويَسْلَخه سَلْخاً كَشَطه والسَّلْخُ ما سُلِخَ عنه وفي حديث سليمان عليه السلام والهُدْهُدِ فَسَلَخوا موضعَ الماءِ كما يُسْلَخُ الإِهابُ فخرج الماء أَي حفروا حتى وجدوا الماء وشاة سَلِيخٌ كَشِطَ عنها جلدُها فلا يزال ذلك اسمَها حتى يُوءكل منها فإِذا أُكل منها سمي ما بقيَ منها شِلْواً قلَّ أَو كثر والمَسْلوخ الشاة سُلِخَ عنها الجلد والمَسْلوخة اسم يَلْتَزِمُ الشاة المسلوخة بلا بُطونٍ ولا جُزارة والمِسْلاخُ الجِلْد والسَّلِيخة قضيب القوس إِذا جُرِّدَتْ من نَحْتِها لأَنها اسْتُخْرِجَتْ من سَلْخِها عن أَبي حنيفة وكل شيء يُفْلَقُ عن قِشْر فقد انْسَلَخَ ومِسْلاخ الحية وسَلْخَتها جِلْدَتها التي تَنْسَلِخُ عنها وقد سَلَخَتِ الحيةُ تسلَخُ سَلْخاً وكذلك كل دابة تَنْسَرِي من جِلْدَتها كاليُسْرُوعِ ونحوه وفي حديث عائشة ما رأَيت امرأَة أَحبُّ إِليَّ أَن أَكونَ في مِسْلاخها من سَوْدةَ تمنت أَن تكون مثل هَدْيها وطريقتها والسِّلْخُ بالكسر الجِلْد والسالخُ الأَسْوَدُ من الحيات شديدُ السواد وأَقْتَلُ ما يكون من الحيات إِذا سَلَخَت جِلْدَها قال الكميت يصف قَرْنَ ثور طعن به كلباً فَكَرَّ بأَسْحَمَ مثلِ السِّنانِ شَوَى ما أَصابَ به مَقْتَلُ كأَنْ مُخَّ رِيقَتِه في الغُطَاطْ به سالخُ الجِلْدِ مُسْتَبْدَلُ ابن بُزُرْج ذلك أَسودُ سالِخاً جعله معرفة ابتداء من غير مسأَلة وأَسْوَدُ سالخٌ غيرَ مضاف لأَنه يَسْلَخ جلده كلَّ عام ولا يقال للأُنثى سالخة ويقال لها أَسْوَدَةُ ولا توصف بسالخة وأَسْوَدانِ سالخٌ لا تثنى الصفة في قول الأصمعي وأَبي زيد وقد حكى ابن دريد تثنيتها والأَول أَعرف وأَساوِدُ سالخةٌ وسَوالخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخةٌ الأَخيرة نادرة وسَلَخَ الحَرُّ جلدَ الإِنسان وسَلَّخه فانْسَلَخ وتَسَلَّخ وسَلَخَت المرأَة عنها دِرْعَها نزعته قال الفرزدق إِذا سَلَخَتْ عنها أُمامةُ دِرْعَها وأَعْجَبها رابي المَجَسَّةِ مُشْرِفُ والسالخُ جَرَبٌ يكون بالجمل يُسْلَخُ منه وقد سُلِخَ وكذلك الظليم إِذا أَصاب ريشَه داءٌ واسْلَخَّ الرجل إِذا اضطجع وقد اسْلَخَخْتُ أَي اضطجعت وأَنشد إِذا غَدا القومُ أَبى فاسْلَخَّا وانْسَلَخَ النهار من الليل خرج منه خروجاً لا يبقى معه شيء من ضوئه لأَن النهار مُكَوَّر على الليل فإِذا زال ضوؤه بقي الليل غاسقاً قد غَشِيَ الناسَ وقد سَلَخ اللهُ النهارَ من الليل يَسْلخُه وفي التنزيل وآية لهم الليل نَسْلَخُ منه النهار فإِذا هم مظلمون وسَلَخْنا الشهرَ نَسْلَخُه ونَسْلُخُه سَلْخاً وسلوخاً خرجنا منه وصِرْنا في آخر يومه وسَلَخَ هو وانسَلخ وجاءَ سَلْخَ الشهر أَي مُنْسَلَخَه التهذيب يقال سَلَخْنا الشهر أَي خرجنا منه فسَلَخْنا كل ليلة عن أَنفسنا كلَّه قال وأَهْلَلْنا هِلالَ شهر كذا أَي دخلنا فيه ولبسناه فنحن نزداد كل ليلة إِلى مضيِّ نصفه لِباساً منه ثم نَسْلَخُه عن أَنفسنا جزءاً من ثلاثين جزءاً حتى تكاملت ليليه فسلَخناه عن أنفسنا كلَّه ومنه قوله إِذا ما سَلَخْتُ الشهرَ أَهْلَلْتُ مثلَه كَفَى قاتِلاً سَلْخِي الشُّهورَ وإِهْلالي وقال لبيد حتى إِذا سَلَخا جُمادَى ستَّةً جَزْءاً فطالَ صيامُه وصيامُها قال وجمادى ستة هو جمادى الآخرة وهي تمام ستة أَشهر من أَول السنة وسَلَخْتُ الشهر إِذا أَمضيته وصرت في آخره وانسلَخَ الشهرُ من سَنته والرجلُ من ثيابه والحيةُ من قشرها والنهارُ من الليل والنبات إِذا سَلَخ ثم عاد فاخْضَرَّ كلُّه فهو سالخٌ من الحَمْض وغيره ابن سيده سَلَخَ النباتُ عاد بعد الهَيْج واخْضَرَّ وسَلِيخ العَرْفَج ما ضَخُمَ من يَبِيسه وسَلِيخةُ الرِّمْثِ والعَرْفَج ما ليس فيه مَرْعىً إِنما هو خشب يابس والعرب تقول للرِِّمْث والعَرْفَج إِذا لم يبق فيهما مَرْعىً للماشية ما بقي منهما إِلا سَلِيخة وسَلِيخةُ البانِ دُهْنُ ثَمره قبل أَن يُربَّبَ بأفاويه الطِّيب فإِذا رُبِّبَ ثمره بالمسك والطيب ثم اعْتُصِر فهو مَنْشُوشٌ وقد نُشَّ نَشّاً أَي اختلط الدهنُ بروائح الطيب والسَّلِيخة شيء من العِطْر تراه كأَنه قِشْرٌ مُنْسَلخ ذو شُعَبٍ والأَسْلخُ الأَصْلَعُ وهو بالجيم أَكثر والمِسْلاخُ النخلة التي يَنْتَثِر بُسْرُها وهو أَخضر وفي حديث ما يَشْتَرِطُه المشتري على البائع إِنه ليس له مِسْلاخ ولا مِحْضار المِسْلاخ الذي ينتثر بُسْرُه وسَلِيخٌ مَلِيخٌ لا طعم له وفيه سَلاخَة ومَلاخة إِذا كان كذلك عن ثعلب

( سمخ ) السِّماخ الثَّقْبُ الذي بين الدُّجْرَيْنِ من آلة الفَدَّان والسِّماخ لغة في الصِّماخ وهو والِجُ الأُذُن عند الدماغ وسَمَخَه يَسْمَخُه
( * قوله « وسمخه يسمخه » بابه منع وسمخ الزرع طلع أولاً وانه لحسن السمخة بالكسر كأنه مأخوذ من السماخ العفاص ) سَمْخاً أَصاب سِماخَه فعَقره ويقال سَمَخَنيِ بِجدَّةِ صوته وكثرة كلامه ولغة تميم الصَّمْخُ

( سملخ ) السَّمالِخِيّ من الطعام واللبن ما لا طعم له والسَّمالِخِيُّ اللبَنُ يترك في سِقاءٍ فيُحْقَنُ وطعمهُ طَعْمُ مَخْضٍ وسُمْلُوخ النَّصِيِّ ما تنتزعه من قُضْبانه الرَّخْصة وقال النضر صُمْلُوخ الأُذُنِ وسُمْلُوخُها وَسَخها وما يخرج من قشورها وسَماليخُ النَّصِيِّ أَما صِيخُه وهو ما تَنْزِعُه منه مثلَ القضيب

( سنخ ) السِّنْخُ الأَصل من كل شيء والجمع أَسْناخ وسَنُوخ وسِنْخُ كل شيء أَصله وقول رؤبة غَمْرُ الأَجارِيّ كريمُ السِّنْحِ أَبْلَجُ لم يُولَدْ بَنجْمِ الشُّحِّ إِنما أَراد السِنّخ فأَبدل من الخاء حاء لمكان الشُّحِّ وبعضهم يرويه بالخاء وجمع بينها وبين الحاء لأَنهما جميعاً حرفا حَلْق ورجع فلان إِلى سِنْخِ الكَرَم وإِلى سِنْخِه الخبيث وسِنْخُ الكلمة أَصلُ بنائها وفي حديث علي عليه السلام ولا يَظْمَأُ على التقوى سِنْخُ أَصلٍ والسِّنْخُ والأَصل واحد فلما اختلف اللفظان أَضاف أَحدهما إِلى الآخر وفي حديث الزُّهْري أَصلُ الجهاد وسِنْخُه الرِّباطُ في سبيل الله يعني المُرابَطة عليه وفي النوادر سِنْخُ الحُمَّى وبلد سَنْخٌ مَحَمَّةٌ وسِنْخُ السكين طَرفَ سِيلانِه الداخلُ في النصاب وسِنْخُ النَّصْل الحديدة التي تدخل في رأْس السهم وسِنْخُ السيف سِيلانُه وأَسْناخُ الثنايا والأَسْنانِ أُصولها والسَّناخَةُ الريح المُنْتِنة والوَسَخُ وآثار الدباغ ويقال بَيْتٌ له سَنْخَةٌ وسنَاخة قال أَبو كبير فَدَخَلْتُ بيتاً غيرَ بيتِ سَناخة وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكَريمِ المِفْضَلِ يقول ليس ببيت دِباغٍ ولا سَمْن وسَنِخَ الدُّهْنُ والطعامُ وغيرهما سَنَخاً تغير لغةٌ في زَنِخَ يَزْنَخُ إِذا فسد وتغيرت ريحه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَن خَيَّاطاً دعاه إِلى طعام فقدّم إِليه إهالة سَنِخةً وخُبْزَ شعير الإِهالَةُ الدسم ما كان والسَّنِخةُ المتغيرة ويقال بالزاي وقد تقدم وسَنِخَ من الطعام أَكْثَر وسَنَخَ في العلم يَسْنَخُ سُنُوخاً رَسَخ فيه وعلا وأَسْناخ النجوم التي لا تَنْزِلُ بنُجومِ الأَخْذِ حكاه ثعلب قال ابن سيده فلا أَحقّ أَعَنى بذلك الأُصولَ أَم غيرها وقال بعضهم إِنما هي أَشياخ النجوم أَبو عمرو صَنِخَ الوَدَكُ وسَنِخَ

( سنبخ ) في النوادر ظَلِلْتُ اليومَ مُسَرْبَخاً ومُسنَبخاً أَي ظَلِلْتُ أَمشي في الظهيرة

( سوخ ) ساخت بهم الأَرضُ تَسُوخ سَوْخاً وسُؤُوخاً وسَوَخاناً إِذا انْفَخَسَت وكذلك الأَقدام تَسُوخ في الأَرض وتَسيخ تدخل فيها وتَغِيبُ مثل ثاخَتْ وفي حديث سُراقَةَ والهِجْرَةِ فساخَتْ يَدُ فَرَسي أَي غاصت في الأَرض وفي حديث موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام فَساخَ الجبلُ وخَرَّ موسى صَعِقاً وفي حديث الغارِ فانْساختِ الصخرةُ كذا روي بالخاء أَي غاصت في الأَرض قال وإِنما هو بالحاء المهملة وقد تقدم وساختِ الرِّجلُ تَسيخُ كذلك مثل ثاختْ وصارت الأَرض سُوَّاخاً وسُواخي أَي طِيناً وساخ الشيءُ يَسُوخُ رَسَبَ ويقال مُطِرْنا حتى صارت الأَرض سَواخي على فَعالى بفتح الفاء واللام وفي التهذيب حتى صارت الأَرض سُوَّاخى على فُعَّالى بضم الفاء وتشديد العين وذلك إِذا كثرت رِداغُ المَطَر ويقال بَطْحاءُ سُوَّاخى وهي التي تَسُوخ فيها الأَقدام ووصف بعيراً يُراضُ قال فأَخذ صاحبه بذنبه في بَطْحاء سُوَّاخي وإِنما يُضْطَرُّ إِليها الصَّعْبُ ليَسُوخَ فيها والسُّوّاخي طين كثر ماؤُهُ من رِداغ المطر يقال إِن فيه لسُوَّاخِيَةً شديدة أَي طين كثير والتصغير سُوَيْوِخَة كما يقال كمُيَثرة وفي النوادر تَسَوَّخْنا في الطين وتَزَوَّخْنا أَي وقعنا فيه

( سيخ ) ساخ الشيء سَيَخاناً رَسَخَ الساخةُ لغة في السَّخاةِ وهي البَقْلَةُ الرَّبيعية وفي حديث يوم الجمعة ما من دابة إِلا وهي مُسيخة أَي مُصْغِية مُسْتَمعة ويروى بالصاد وهو الأَصل

( شبخ ) الشَّبْخُ صوت اللبن عند الحَلْب كالشَّخْبِ عن كراع

( شخخ ) شَخَّ ببوله يَشُخُّ شَخّاً مَدّ به وصَوّت وقيل دَفَع وشَخَّ الشيخُ ببوله يَشُخُّ شَخّاً لم يقدر أَن يحبسه فغلبه عن ابن الأَعرابي وعَمَّ به كُراعٌ فقال شَخَّ ببوله شَخّاً إذا لم يقدر على حبسه والشَّخُّ صوت الشُّخْب إِذا خرج من الضَّرْع والشَّخْشَخة صوت السلاح واليَنْبُوتِ كالخَشْخَشة وهي لغة ضعيفة والشَّخْشَخة والخَشْخَشة حركة القِرْطاسِ والثوب الجديد وشَخْشَختِ الناقةُ رفعت صدرها وهي باركة

( شدخ ) الشَّدْخُ الكسرُ في كل شيء رَطْب وقيل هو التَّهْشِيم يعني به كَسْرَ اليابس وكلِّ أَجوفَ شَدَخَه بَشْدَخُه شَدْخاً فانْشَدَخ وتَشَدَّخ الليث الشَّدْخ كسرك الشيءَ الأَجْوَفَ كالرأْس ونحوه شَدَخَ رأْسَه فانْشَدَخَ وشُدِّختِ الرُؤُوس شُدِّدَ للكثرة وفي الحديث فَشَدَخُوه بالحجارة الشَّدْخُ كسر الشيء الأَجْوَفِ وكذلك كل شيء رَخْصٍ كالعَرْفَجِ وما أَشبهه والمُشَدَّخُ بُسْرٌ يُغْمَز حتى يَنْشَدِخ ابن سيده وعَجَلَةٌ شَدْخَةٌ رَطْبَة رَخْصَةٌ أَعني بالعَجَلَة ضرباً من النبات وطِفْلٌ شَدَخٌ رَخْصٌ وغلام شادِخٌ شابٌّ الجوهري المُشَدَّخُ البُسْر يُغْمَز حتى يَنْشَدخ ثم يُيَبَّسُ في الشتاء قال أَبو منصور المُشَدَّخ من البُسْرِ ما افْتُضِخ والفَضْخ والشَّدْخ واحد وقول جرير ورَكِبَ الشادِخَةَ المُحَجَّله يعني ركب فِعْلَة مشهورة قبيحة من قِبَلِ أَبيه وقال ابن بري الشعر للعَيِّفِ العَبْدِيِّ يهجو به الحرث بن أَبي شمر الغساني ابن الأَعرابي يقال للغلام جَفْر ثم يافِعٌ ثم شَدَخ ثم مُطَبَّخ ثم كَوْكَبٌ وروي في حديث ابن عمر أَنه قال في السِّقْطِ إِذا كان شَدَخاً أَو مُضْغَةً فادْفِنْه في بيتك الشَّدَخ بالتحريك الذي يسقط من جوف أُمه رَطْباً رَخصاً لم يَشْتَدَّ وشَدَخَتِ الغُرّة تَشْدَخُ شَدْخاً وشُدُوخاً انتشرت وسالت سُفْلاً فملأَت الجبهة ولم تبلغ العينين وقيل غَشِيَتِ الوجهَ من أَصل الناصية إِلى الأَنف قال غُرَّتُنا بالمَجْدِ شادِخَةٌ للناظرين كأَنها البَدْرُ وفرس أَشْدَخُ والأُنثى شَدْخاء ذو شادِخَةٍ قال أَبو عبيدة يقال لغُرَّة الفرس إِذا كانت مستديرة وَتِيرة فإِذا سالت وطالت فهي شادِخَة وقد شَدَخَتْ شُدُوخاً اتسعت في الوجه وأَنشد أَبو عبيد سَقْياً لكم يا نُعْمُ سَقْيَيْنِ اثْنَيْن شادِخَة الغُرَّة نَجْلاء العَيْن وقال الراجز شَدَخَتْ غُرَّة السَّوابقِ فيهم في وُجوهٍ إِلى الكِمامِ الجِعَادِ والشُِّدَّاخُ أَحد حُكَّام كنانة وهو لقب له واسمه يَعْمَرُ بنُ عَوْف قال الأَزهري كان يَعْمَرُ الشُِّدَّاخُ أَحد حكام العرب في الجاهلية سمي شُدَّاخاً لأَنه حكم بين خُزاعة وقُصَيّ حين حَكَّموه فيما تنازعوا فيه من أَمر الكعبة وكثر القتلُ فَشَدَخَ دِماء خزاعة تحت قدمه وأَبطلها وقضى بالبيت لِقُصَيّ وخُرِّجَ شُِدَّاخٌ نعتاً مخرج رجل طُوَّال وماء طِيَّاب ومن العرب من يقول يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ وأَمْرٌ شادِخٌ أَي مائل عن القصد وقد شَدَخَ يَشْدَخُ شَدْخاً فهو شادخ قال أَبو منصور لا أَعرف هذا الحرف ولا أَحقه ثم قال صححه قول أَبي النجم مُقْتَدِرُ النَّفْسِ على تَسْخِيرِها بأَمْرِه الشادِخِ عن أُمُورِها أَي يَعْدِلُ عن سَنَنها ويَمِيل وقال الراجز شادِخَة تَشْدَخُ عن أَذْلالِها قال أَبو عبيدة أَي تَعْدِلُ عن طريقها وبنو الشَّدَّاخِ بطنٌ والأَشْداخُ وادٍ من أَودية تِهامَةَ قال حسان بن ثابت أَلم تَسْأَلِ الرَّبْعَ الجَديدَ التَّكَلُّما بِمَدْفَعِ أَشْداخٍ فَبُرْقَةِ أَظْلَما

( شرخ ) الشَّرْخُ والسِّنْخُ الأَصْلُ والعِرْقُ وشَرْخ كل شيءٍ حرفه الناتئُ كالسهم ونحوه وشَرْخا الفُوق حرفاه المُشْرِفانِ اللذان يقع بينهما الوَتر ابن شميل زَنَمَتا السهم شَرْخا فُوقِه وهما اللذان الوَتَرُ بينهما وشَرْخا السهم مِثْلُه قال الشاعر يصف سهماً رمى به فأَنْفَذَ الرَّميَّة وقد اتصل به دَمُها كأَنَّ المَتْنَ والشَّرْخَيْنِ منه خِلاف النَّصْل سِيطَ به مُشِيحُ وشَرْخُ الأَمر والشباب أَوله وشَرْخا الرَّحْل حرفاه وجانباه وقيل خشبتاه من وراء ومُقَدَّم وشَرْخُ الشباب أَوَّله ونَضارته وقُوَّته وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع وقيل هو جمع شارخ مثل شارب وشَرْبٍ وفي التهذيب شَرْخا الرحل آخِرَتُه وواسطته قال ذو الرمة كأَنه بين شَرْخَيْ رَحْل ساهِمةٍ حَرْفٍ إِذا ما اسْتَرَقَّ الليلُ مَأْمُومُ وقال العجاج شَرْخا غَبيطٍ سَلِسٍ مِرْكاحِ ابن حَبِيبٍ نَجْلُ الرجل وشَلْخُهُ وشَرْخُه واحدٌ وفي حديث عبد الله بن رَواحة قال لابن أَخيه في غزوة مُؤْتَةَ لعلك تَرْجِعُ بين شَرْخَي الرَّحْل أَي جانبيه أَراد أَنه يُسْتَشْهَدُ فيرجع ابن أَخيه راكباً موضعه على راحلته فيستريح وكذا كان استشهد ابن رواحة فيها ومنه حديث ابن الزبير مع أَزَبَّ جاءَ وهو بين الشَّرْخَيْنِ أَي جانبي الرحْلِ شمر الشَّرْخُ الشَّابُّ وهو اسم يقع موقع الجمع قال لبيد شَرْخاً صُقُوراً يافِعاً وأَمْرَدا وشَرْخُ الشَّباب قُوَّتُه ونَضارته وقال المُبَرِّدُ الشَّرْخُ الشَّبابُ لأَن الشَّرْخَ الحَدُّ وأَنشد إِنَّ شَرْخَ الشَّبابِ تَأْلَفُه البي ضُ وشَيْبُ القَذالِ شَيءٌ زَهِيدُ والشَّرْخُ أَوَّل الشَّبابِ والشارِخُ الشَّابُّ والشَّرْخُ اسم للجمع وفي الحديث اقْتُلوا شُيُوخَ المشركين واسْتَحْيُوا شَرْخَهم قال أَبو عبيد قيه قولان أَحدهما أَنه أَراد بالشُّيوخ
( * قوله « أراد بالشيوخ إلخ » عبارة النهاية أراد بالشيوخ الرجال المسانّ أهل الجلد والقوة على القتال ولم يرد الهرمى والشرخ الصغار الذين لم يدركوا وقيل أراد بالشيوخ الهرمى الذين إذا سبوا لم ينتفع بهم في الخدمة وأراد بالشرخ الشبان أهل الجلد الذين ينتفع بهم في الخدمة ) الرجال المَسانَّ أَهلَ الجَلَدِ والقُوَّة على القتال ولا يريد الهَرْمى الذين إِذا سُبُوا لم ينتفع بهم في الخدمة ) وأَراد بالشَّرْخِ الشَّباب أَهل الجلد الذين ينتفع بهم في الخدمة وقيل أَراد بهم الصِّغارَ فصار تأْويل الحديث اقتلوا الرجال البالغين واستحيوا الصبيان قال حسان بن ثابت إِنَّ شَرْخَ الشَّبابِ والشَّعَرَ الأَسْ وَدَ ما لم يُعاضَ كان جُنُونا وجمع الشَّرْخ شُروخٌ وشُرَّخٌ وشُروخ شُرَّخٌ على المبالغة قال العجاج صِيدٌ تَسامى وشُروخٌ شُرَّخٌ والشَّرْخُ نِتاجُ كل سنة من أَولاد الإِبل قال ذو الرمة يصف فحلاً سِبَحْلاً أَبا شَرْخَيْنِ أَحْيا بناتِه مقَالِيتُها فهي اللبُّابُ الحَبائشُ أَبو عبيدة الشَّرْخُ النِّتَاجُ يقال هذا من شَرْخِ فلان أَي من نِتاجه وقيل الشَّرْخُ نِتاجُ سَنَة ما دام صغاراً والشَّرْخُ نابُ البعير وشَرَخَ نابُ البعير يَشْرُخُ شُرُوخاً شَقَّ البَضْعَة وخرج قال الشاعر فلما اعَتَرَتْ طارقاتُ الهُموم رَفَعْتُ الوليَّ وكَوْراً رَبيخا على بازلٍ لم يَخُنْها الضِّراب وقد شَرَخَ النابُ منها شُرُوخا وفي الصحاح شَرَخ نابُ البعير شَرْخاً وشَرَخ الصَّبيُّ شُروخاً والشَّرْخُ النَّصْل الذي لم يُسْقَ بَعْدُ ولم يُرَكَّبْ عليه قائمُه والجمع شُرُوخٌ وهما شَرْخان أَي مِثْلان والجمع شُرُوخٌ وهم الأَتراب قال أَبو بكر في الشَّرْخِ قولان يقال الشَّرْخُ أَول الشباب فهو واحد يكفي من الجمع كما تقول رجلٌ صَوْمٌ ورجلان صَوْمٌ والشَّرْخُ جمع شارِخٍ مثل طائر وطيرٍ وشاربٍ وشَرْبٍ وقال أَبو منصور يقال هو شَرْخِي وأَنا شَرْخُه أَي تِرْبي ولِدَتي وفِقَعَةٌ شِرْياخٌ لا خير فيها وفي حديث أَبي رُهْمٍ لهم نَعَمٌ بشَبَكَةِ شَرْخٍ هو بفتح الشين وسكون الراءِ موضع بالحجاز وبعضهم يقوله بالدال والشِّرْياخُ الكَمْأَة الفاسدة التي قد اسْتَرْخَتْ وقد ذكرها بعضهم في الرباعي

( شردخ ) رجل شِرْداخُ القدمين عريضهما وفي النوادر قَدَمٌ شِرْداخة أَي عريضة وفي بعض حواشي نسخ الصحاح قال أَبو سهل الذي أَحفظه شِرْداح القدم بالحاءِ المهملة

( شلخ ) الشَّلْخُ الأَصلُ والعِرْقُ قال ابن حبيب شَلْخُ الرجل وشَرْخُه ونَجْلُه ونَسْلُه وزِكْوِتُه وزِكْيَتُه واحد قال أَبو عدنان قال لي كِلابيٌّ فلانٌ شَلْخُ سَوْءٍ وخَلْفُ سَوْءٍ وأَنشد بيت لبيد وبَقِيتُ في شَلْخٍ كجِلْدِ الأَجْرَبِ والشَّلْخُ حُسْنُ الرجل عن ابن الأَعرابي وشالَخُ جَدُّ إِمبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام

( شمخ ) شَمَخَ الجَبَلُ يَشْمَخُ شُموخاً علا وارتفع والجبال الشَّوامخُ الشواهق وجبل شامخٌ وشَمَّاخٌ طويل في السماء ومنه قيل للمتكبر شامخ والشامخ الرافع أَنفه عِزّاً وتكبراً والجمع شُمَّخٌ وقد شَمَخَ أَنفه وبأَنفه يَشْمَخُ شُموخاً تكبر وتعظم وفي حديث قُسٍّ شامخُ الحَسَب الشامخ العالي وفي الحديث فَشَمَخَ بأَنفه ارتفع وتكبر وأُنُوف شُمَّخٌ وشَمَخ فلانٌ بأَنفه وشَمَخَ أَنْفُه لي إِذا رفع رأْسه عزّاً وكبراً والأُنُوفُ الشُّمَّخ مثل الزُّمَّخ ورجل شَمَّاخ كثير الشُّمُوخ قال أَبو تراب قال عَرَّام نِيَّة زَمَخٌ وشَمَخٌ وزَمُوخ وشَمُوخ أَي بعيدة والشَّمَّاخ بن ضِرار اسم شاعر واسم الشَّمَّاخ مَعْقِلٌ وكنيته أَبو سعيد وشَمْخٌ اسم وبنو شَمْخ بَطْنٌ قال وشَمْخُ بن فَزارة بطنٌ

( شمرخ ) الشِّمْراخُ والشُّمْروخ العِثْكالُ الذي عليه البُسْرُ وأَصله في العِذْق وقد يكون في العنب التهذيب الشِّمْراخُ عِسْقَبَةٌ من عِذْقِ عُنْقُودٍ وفي الحديث أَن سَعْدَ بن عُبادة أَتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل في الحيّ مُخْدَجٍ سقيم وُجِدَ على أَمَة من إِمائهم يَخْبُثُ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذوا له عِثْكالاً فيه مائة شِمْراخ فاضربوه به ضربة ما بين خمس مرات إِلى عشر مرات والشُّمْروخ غُصْنٌ دقيق رَخْصٌ يَنْبُتُ في أَعلى الغصن الغليظ خرج في سَنَتِه رَخْصاً والشِّمْراخُ رأْسٌ مستدير طويل دقيق في أَعلى الجبل الأَصمعي الشَّماريخُ رؤُوس الجبال وهي الشَّناخِيبُ واحدتها شُنْخُوبة والشِّمْراخ من الغُرَر ما استَدَقَّ وطال وسال مُقْبِلاً حتى جَلَّلَ الخَيْشُومَ ولم يبلغ الجَحْفَلَة والفرس شِمْراخٌ قال حُرَيْثُ بنُ عَتَّاب النَّبْهانيُّ تَرى الجَوْنَ ذا الشِّمْراخِ والوَرْدَ يُبْتَغَى لَيالَي عَشْراً وَسْطَنا وهو عائرُ وقال الليث الشِّمْراخ من الغُرَرِ ما سال على الأَنف وشِمْراخُ السحاب أَعاليه وشَمْرَخَ النخلةَ خَرَط بُسْرَها وقال أَبو صَبْرَةَ السَّعْديُّ شَمْرِخ العِذْقَ أَي اخْرُطْ شَماريخه بالمِخْلَب قَعْطاً
( * قوله « قعطاً » كذا بالأصل بتقديم العين على الطاء وفي القاموس قطعاً بتأخير العين قال شارحه وانظره ) والشِّمْراخية صنف من الخوارج أَصحاب عبدالله بن شِمْراخ

( شنخ ) الشِّناخُ أَنف الجبل قال ذو الرمة يصف الجبال إِذا شِناخُ أَنْفِه تَوَقَّدا وفي التهذيب إِذا شِناخا قُورِها تَوَقِّدا أَراد شَناخِيب قُورِها وهي رؤُوسها الواحدة شَنْخَة كأَن الباءَ زيدت الأَزهري المُشَنَّخُ من النخل الذي نُقِّحَ سُلاَّؤه وقد شَنَّخَ نَخْلَه تَشْنِيخاً

( شندخ ) الشُّنْدُخُ الوَقَّادُ من الخيل وأَنشد أَبو عبيدة قول المَرَّار شُنْدُخٌ أَشْدَفُ ما وَزَّعْتَه وإِذا طُؤْطِئَ طَيَّارٌ طِمِرُّ ورواه غيره شُنْدُفٌ وقيل هو العظيم الشديد التهذيب الشُّنْدُخ من الخيل والإِبل والرجال الشديد الطويل المكتنز اللحم وأَنشد بشُنْدُخٍ يَقْدُم أُولى الأُنُفِ وقال طالق بن عَدِيّ ولا يَرى الفَرْسَخَ بعد الفَرْسَخ شيئاً على أَقَبَّ طاوٍ شُنْدُخِ والشُّنْدُخُ والشُّنْدُخِيُّ ضرب من الطعام الفراء الشُّنْدَاخيُّ الطعام بجعله الرجل إِذا ابتنى داراً أو عمل بيتاً

( شيخ ) الشيْخُ الذي استبانتْ فيه السن وظهر عليه الشيبُ وقيل هو شَيْخٌ من خمسين إِلى آخره وقيل هو من إِحدى وخمسين إِلى آخر عمره وقيل هو من الخمسين إِلى الثمانين والجمع أَشياخ وشِيخانٌ وشُيوخٌ وشِيَخَة وشِيخةٌ ومَشْيَخٍة ومَِشِيخة ومَشْيُوخاء ومَشايِخُ وأَنكره ابن دريد وفي الحديث ذكر شِيخانِ قريش جمع شَيْخ كضَيْف وضِيفانٍ والأُنثى شَيْخَة قال عَبِيدُ بنُ الأَبرَص كأَنها لِقْوَةٌ طَلُوبُ تَيْبَسُ في وَكْرِها القُلُوبُ باتتْ على أُرَّمٍ عَذُوباً كأَنها شَيْخةٌ رَقُوبُ قال ابن بري والضمير في باتت يعود على اللِّقْوَة وهي العُقاب شبه بها فرسه إِذا انقضت للصيد وعَذُوبٌ لم تأْكل شيئاً والرَّقُوبُ التي تَرْقُبُ وَلَدَها خوفاً أَن يموت وقد شاخَ يَشِيخُ شَيَخاً بالتحريك وشُيُوخة وشُِيِوُخِيَّةً عن اللحياني وشَيْخُوخة وشَيْخوخِيَّة فهو شَيْخ وشَيَّخَ تَشْيِيخاً أَي شاخَ وأَصل الياءِ في شيخوخة متحرّكة فسكنت لأَنه ليس في الكلام فَعْلُولٌ وما جاءَ على هذا من الواو مثل كَيْنُونة وقَيْدودة وهَيْعُوعة فأَصله كَيَّنُونة بالتشديد فخفف ولولا ذلك لقالوا كَوْنُونة وقَوْدُودة ولا يجب ذلك في ذوات الياءِ مثل الحَيْدُودة والطَّيْرورة والشَّيْخوخة وشَيَّخْته دَعَوْتُه شَيْخاً للتبجيل وتصغير الشَّيخ شُيَيْخٌ وشُيَيْخٌ أَيضاً بكسر الشين ولا تقل شُوَيْخ أَبو زيد شَيَّخْتُ الرجل تَشْييخاً وسَمَّعت به تَسْميعاً ونَدَّدت به تَنْديداً إِذا فضحته وشَيَّخَ عليه شنَّع أَبو العباس شَيْخٌ بَيّن التَّشَيُّخ والتشييخ والشَّيْخُوخة وأَشياخُ النجوم هي الدراريُّ قال ابن الأَعرابي أَشياخُ النجوم هي التي لا تنزل في منازل القمر المسماة بنجوم الأَخْذِ قال ابن سيده أُرى أَنه عنى بالنجوم الكواكب الثابتة وقال ثعلب إِنما هي أَسْناخُ النجوم وهي أُصولها التي عليها مدار الكواكب وسِرُّها وقوله أَنشده ثعلب عن ابن الأَعرابي يَحْسَبُه الجاهلُ ما لم يَعْلَما شَيْخاً على كُرْسِيِّه مُعَمَّما لو أَنه أَبانَ أَو تَكَلَّما لكان إِيَّاه ولكن أَعْجَما وفسره فقال يصف وَطْبَ لبن شبهه برجل مُلَفَّفٍ بكسائه وقال ما لم يعلم فلما أَطلق الميم رَدَّها إِلى اللام وأَما سيبويه فقال هو على الضرورة وإِنما أَراد يعلمنْ قال ونظيره في الضرورة قول جَذيمَة الأَبْرَص ربما أَوفَيْتُ في عَلَمٍ تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمالاتُ وقول الشاعر مَتى مَتى تُطَّلَعُ المَثابا ؟ لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابا قال عني بالشيخ الوَعِلَ والشِّيخَةُ نَبْتَةٌ لبياضها كما قالوا في ضرب من الحَمْضِ الهَرْمُ والشاخةُ المعتدِلُ قال ابن سيده وإِنما قضينا على أَن أَلف شاخة ياء لعدم « ش و خ » وإِلا فقد كان حقها الواو لكونها عيناً قال أَبو زيد ومن الأَشجار الشَّيْخُ وهي شجرة يقال لها شجرة الشُّيُوخِ وثمرتها جِرْوٌ كجِرْوِ الخِرِّيعِ قال وهي شجرة العُصْفُر مَنْبِتُها الرِّياضُ والقُرْيانُ وفي حديث أُحُدٍ ذكر شَيْخانِ
( * قوله « ذكر شيخان » قال ابن الأثير بفتح الشين وكسر النون وقال ياقوت شيخان بلفظ تثنية شيخ ثم قال وشيخة رملة بيضاء في بلاد أسد وحنظلة على الصحيح ) بفتح الشين هو موضع بالمدينة عَسْكَرَ به سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة خَرَجَ إِلى أُحُدٍ وبه عَرَضَ الناسَ والله أَعلم

( صبخ ) الصَّبَخَةُ لغة في السَّبَخَة والسين أَعلى والصَّبِيخَة لغة في سَبِيخةِ القطن و السين فيه أَفشى

( صخخ ) الصخُّ الضرب بالحديد على الحديد والعصا الصلبة على شيءٍ مُصمتٍ وَصَخُّ الصخرة وَصَخِيخُها صوتُها إِذا ضربتها بحجر أَو غيره وكلُّ صوت من وقع صخرة على صخرة ونحوه صَخٌّ وصَخيخٌ وقد صَخَّت تصخُّ تقول ضربت الصخرة بحجر فسمعت لها صَخَّةً والصاخَّةُ القيامة وبه فسر أَبو عبيدَة قوله تعالى فَإِذا جاءَت الصاخة فإِما أَن يكون اسمَ الفاعل من صخ يصخ وإِما أَن يكون المصدَر وقال أَبو إِسحاق الصاخة هي الصيحة التي تكون فيها القيامة تصُخُّ الأَسماعَ أَي تُصِمُّها فلا تسمع إِلاَّ ما تدعى به للإِحياء وتقول صخَّ الصوتُ الأُذُنَ يَصُخُّها صخّاً وفي نسخة من التهذيب أَصخ إِصخاخاً ولا ذكر له في الثلاثي وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة فخاف الناس أَن يصيبهم صاخة من السماء هي الصيحة التي تَصُخُّ الأَسماع أَي تقرعها وتصمها قال ابن سيده الصاخة صيحة تصخ الأُذن أَي تطعنها فتصمها لشدتها ومنه سميت القيامة الصاخة يقال كأَنها في أُذنه صاخة أَي طعنة والغرابُ يصُخُّ بمنقاره في دَبَرِ البعير أَي يطعن تقول منه صخ يصخ والصاخة الداهية

( صرخ ) الصَّرْخَةُ الصيحة الشديدة عند الفزع أَو المصيبة وقيل الصُّراخُ الصوت الشديد ما كان صرخ يصرُخُ صُراخاً ومن أَمثالهم كانَتْ كَصَرْخَةِ الحُبْلى للأَمر يفجَو ك والصارخ والصريخ المستغيث وفي المثل عَبْدٌ صَريخُهُ أَمَةٌ أَي ناصره أَذل منه وأَضعف وقيل الصارخ المستغيث والمستصرخ المستغيث والمصرخ المغيث وقيل الصارخ المستغيث والصارخ المغيث قال الأَزهري ولم أَسمع لغير الأَصمعي في الصارخ أَن يكون بمعنى المغيث قال والناس كلهم على أَن الصارخ المستغيث والمصرخ المغيث والمستصرخ المستغيث أَيضاً وروى شمر عن أَبي حاتم أَنه قال الاستصراخ الاستغاثة والاستصراخ الاغاثة وفي حديث ابن عمر أَنه استصرخ على امرأَته صفية استصراخ الحيّ على الميت أَي استعان به ليقوم بشأْن الميت فيعينهم على ذلك والصراخ صوت استغاثتهم قال ابن الأَثير اسْتُصْرِخ الإِنسان إِذا أَتاه الصارخ وهو الصوت يعلمه بأَمر حادث ليستعين به عليه أَو ينعى له ميتاً واسْتَصْرَخْتُهُ إِذا حملته على الصراخ وفي التنزيل ما أَنا بمصرخكم وما أَنتم بمصرخيَّ والصريخُ المغيث والصريخ المستغيث أَيضاً من الأَضداد قال أَبو الهيثم معناه ما أَنا بمغيثكم قال والصريخ الصارخ وهو المغيث مثل قدير وقادر واصْطَرَخَ القَومُ وتصارخوا واستصرخوا استغاثوا والاصطراخ التصارخ افتعال والتصرّخ تكلف الصراخ ويقال التصرّخ به حمق أَي بالعطاس والمستصرخ المستغيث تقول منه استصرخني فأَصرخته والصَّريخُ صوتُ المستصرخ ويقال صرخ فلان يصرخُ صراخاً إِذا استغاث فقال واغَوثاهْ واصَرْخَتاهْ قال والصريخ يكون فعيلاً بمعنى مُفعِل مثل نذير بمعنى منذر وسميع بمعنى مسمع قال زهير إِذا ما سمعنا صارخاً مَعَجَتْ بِنا إِلى صوتهِ وُرْقُ المَراكلِ ضُمَّرُ وسمعت صارخة القوم أَي صوت استغاثتهم مصدر على فاعلة قال والصارخة بمعنى الاغاثة مصدر وأَنشد فكانوا مُهلِكِي الأَبناءِ لولا تدارُكُهم بِصارخةٍ شَفِيقِ قال الليث الصارخة بمعنى الصريخ المغيث وصرخ صرخَة واصطرخ بمعنى ابن الأَعرابي الصرَّاخُ الطاووس والنَّبَّاحُ الهدهد وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل إِذا سمع صوت الصارخ يعني الديك لأَنه كثير الصياح في الليل

( صلخ ) الأَصْلَخُ الأَصَمُّ كذلك قال الفراء وأَبو عبيد قال ابن الأَعرابي فهؤلاء الكوفيون أَجمعوا على هذا الحرف بالخاء المعجمة وأَمَّا أَهل البصرة ومن في ذلك الشق من العرب فإِنهم يقولون الأَصلج بالجيم قال الأَزهري وسمعت أَعرابيّاً يقول فلان يتصالج علينا أَي يتصامم قال ورأَيت أَمة صماء كانت تعرف بالصلجاء قال فهما لغتان جيدتان بالخاءِ والجيم وقد صَلِخَ سَمعُهُ وصَلِخَ الأَخيرةُ عن ابن الأَعرابي ذهب فلا يسمع شيئاً البتة ورجل أَصلخ بَيِّن الصَّلَخِ قال ابن الأَعرابي فإِذا بالغوا بالأَصم قالوا أَصم أَصلخ قال الشاعر لو أَبْصَرَتْ أَبْكمَ أَعمى أَصلَخا إِذاً لَسَمَّى واهتَدى أَنَّى وَخَى أَي أَنَّى توجه يقال وخَى يَخِي وَخْياً وإِذا دُعي على الرجل قيل صَلْخاً كصَلْخِ النعام لأَن النعام كله أَصلخُ وكان الكميت أَصم أَصلخ وجَمَلٌ أَصلخ وناقة صلخاء وإِبل صلخى وهي الجُِرب والجرَب الصالِخُ وهو الناخس الذي يقع في دَبَرِه فلا يشك أَنه سيصلخه وصلخه إِياه أَي أَنه يشمل بدنه والعرب تقول للأَسود من الحيات صالِخٌ وسالِخٌ حكاه أَبو حاتم بالصاد والسين غيره أَقْتَلُ ما يكونُ من الحيات إِذا صَلَخَتْ جلدها ويقال للأَبرص الأَصلخ

( صمخ ) الصِّماخُ من الأُذن الخرقُ الباطن الذي يُفضي إِلى الرأْس تميمية والسماخ لغة فيه ويقال إِن الصماخ هو الأُذن نفسها قال العجاج حتى إِذا صرَّ الصماخَ الأَصمعَا وفي حديث الوضوء فأَخذ ماء فأَدخل أَصابعة في صماخ أُذنيه قال الصماخ ثقب الأُذن وقول العجاج أُمَّ الصَّدى عن الصَّدى وأَصْمُخُ أَصْمُخُ أَصُكُّ الصماخ وهو ثقب الأُذن الماضي إِلى داخل الرأْس وأُمُّ الصدى الهامَةُ وأُمُّها الجلدة التي تجمع الدماغ والجمع أَصمخة وصُمُخٌ وهو الأُصْموخُ وبالسين لغة وصَمَخَه يصمُخُه صمخاً أَصاب صماخه وصمخت فلاناً إِذا عقرت صماخ أُذنه بعود أَو غيره ابن السكيت صَمَخْت عينه أَصمُخُها صمْخاً وهو ضربك العين بجمع يدك ذكره بعقب صمخت صماخه وصَمَخ أَنْفَهُ دقَّهُ عن اللحياني ويقال للعطشان إِنه لَصادِي الصُّماخ والصُّماخ البئر القليلة الماء وجمعه صُمُخ والصَّمْخُ كل ضربة أَثرت قال أَبو زيد كل ضربة أَثرت في الوجه فهي صمْخ أَبو عبيد صمخته الشمس أَصابته شمر صمخته بالخاء أَصابت صماخه ويقال صمخ الصوتُ صِماخَ فلان ويقال ضرب الله على صماخه إِذا أَنامه وفي حديث أَبي ذرّ فضرب الله على أَصمختنا فما انتبهنا حتى أَضحينا وهو كقوله عز وجل فضربنا على آذانهم في الكهف ومعناه أَنمناهم وقول أَبي ذرّ فضرب الله على أَصمختنا هو جمع قلة للصماخ أَي أَن الله أَنامهم وفي حديث عليّ رضوان الله عليه أَصختُ لاستراق صمائخ الأَسماع هي جمع صماخ كشمال وشمائل وصمخته الشمس اشتدّ وقعها عليه أَبو عبيد الشاة إِذا حلبت عند ولادها يوجد في أَحاليل ضرعها شيء يابس يسمى الصَّمْخَ والصمغَ الواحدة صَمْخَة وصَمْغَة فإِذا قطر ذلك أَفصَحَ لبَنُها بعد ذلك واحْلَوْلَى ويقال للحالب إِذا حلب الشاة ما ترك فيها قَطْراً

( صملخ ) الصِّمْلاخُ والصُّمْلُوخُ وسخ صماخ الأُذن وما يخرج من قشورها والجمع الصماليخ وقال النضر صُمْلوخُ الأُذن وسَمْلُوخُها ولبنٌ صُمالِخ وصُمالِخيٌّ خاثر متلبد وقال ابن شميل في باب اللبن الصُّمالخيّ والسُّمالخيّ من اللبن الذي حقنَ في السقاء ثم حفر له حفرة ووضع فيها حتى يروب يقال سقاني لبناً صمالخياً وقال ابن الأَعرابي الصمالخي من الطعام واللبن الذي لا طعم له والصُّمْلُوخُ أُمْصُوخُ النَّصِيِّ وهو ما ينتزع منه مثل القضيب حكاه أَبو حنيفة والعرب تقول لأَصل النَّصِيِّ والصِّلِّيانِ من الورق الرقيق إِذا يبس صملوخ والجمع الصماليخ قال الطرمَّاح سماوِيَّةٌ زُغْبٌ كأَنّ شكِيرَها صَمالِيخُ مَعْهودِ النَّصِيِّ المُجَلَّخِ وهو ما رقَّ من نبات أُصولها

( صنخ ) أَبو عمرو صَنِخَ الوَدكُ وسَنِخَ وهو الوضَحُ والوسَخُ وفي حديث أَبي الدرداء نعم البيت الحمَّام يذهب الصَّنخَة ويذكر النار يعني الدرن والوسخ يقال صنخ بدنه وسنخ والسين أَشهر

( صيخ ) أَصاخ لهُ يصِيخُ إِصاخة استمع وأَنصت لصوت قال أَبو دواد ويصيخ أَحياناً كما اس تمع المضلّ لصوت ناشد وفي حديث ساعة الجمعة ما من دابة إِلا وهي مُصيخة أَي مستمعة منصتة ويروى بالسين وقد تقدم والصاخَة خفيفٌ ورم يكون في العظم من صدمة أَو كدمة يبقى أَثرها كالمَشَشِ والجمع صاخات وصاخٌ وأَنشد بلَحْييهِ صاخٌ من صِدامِ الحوافر وفي حديث الغار فانصاخت الصخرة هكذا روي بالخاء المعجمة وإِنما هو بالمهملة بمعنى انشقت ويقال انصاخ الثوب إِذا انشق من قبل نفسه وأَلفها منقلبة عن واو وقد رويت بالسين وهي مذكورة فيما تقدم قال ابن الأَثير ولو قيل إِن الصاد فيها مبدلة من السين لم تكن الخاء غلطاً يقال ساخ في الأَرض يسوخ ويسيخ إِذا دخل فيها والله أَعلم

( ضخخ ) الضَّخُّ امتداد البول والمضخة قصبة في جوفها خشبة يرمى بها الماء من الفم قال أَبو منصور الضخ مثل النضخ للماء وقد ضَخَّه ضخّاً إِذا نضحه بالماء

( ضردخ ) نخلة ضِرْداخٌ صَفيٌّ كريمة قال بعض الطائيين عَرَسْتَ في جَبَّانَةٍ لم تَسْنَخِ كلَّ صَفِيٍّ ذات فرعٍ ضِرْدَخِ تَطَّلبُ الماءَ متى ما ترسخ وقيل الضردخ العظيم من كل شيء

( ضمخ ) الضَّمْخُ لطخ الجسد بالطيب حتى كأَنما يقطر وأَنشد تَضَمَّخْنَ بالجاديّ حتى كأَنما الأُ نوفُ إِذا اسْتعْرَضْتَهُنَّ رواعِفُ ابن سيده ضَمَخَه بالطيب يضمَخُه ضَخْماً وضمخه تضميخاً لطخه وتضمخ به تلطخ به وفي الحديث كان يُضَمِّخ رأْسه بالطيب التضمخ التلطخ بالطيب وغيره والإِكثار منه وفي الحديث كان متضمخاً بالخَلوق واضَّمخ واضطمخ والمضخ لغة شنعاء في الضمخ وضخَ عينه ووجهه وأَنفه يضمخه ضخماً ضربه بجمعه وقيل الضمخ ضرب الأَنف رعَفَ أَو لم يرعُفْ وقيل هو كل ضرب مؤثر في أَنف أَو عين أَو وجه وضمخه فلان أَتعبه

( ضيخ ) ابن الأَثير في حديث الزبير إِنَّ الموت قد تغشَّاكم سحابه وهو منضاخٌ عليكم بوابل البلايا يقال انضاخ الماء وانضخَّ إِذا انصبَّ ومثله في التقدير انقاض الحائط وانقضّ إِذا سقط شبه المنية بالمطر وانسيابه قال ابن الأَثير هكذا ذكره الهروي وشرحه وذكره الزمخشري في الصاد والحاء المهملتين وأَنكر ما ذكره الهروي

( طبخ ) الطَّبْخُ إنضاج اللحم وغيره اشتواء واقتداراً طبخَ القِدْرَ واللحمَ يطبُخُهُ ويَطبخُه طَبخاً واطَّبخه الأَخيرة عن سيبويه فانطبخ واطَّبَخ أَي اتخذ طبيخاً افتعل ويكون الاطّباخ اشتواء واقتداراً يقال هذه خبزة جيدة الطبخ وآجُرَّة جيدة الطبخ وطابِخَةُ لقب عامر بن الياس بن مضر لقبه بذلك أَبوه حين طبخ الضَّب وذلك أَن باه بعثه في بغاء شيء فوجد أَرنباً
( * هكذا بالأصل ) فطبخها وتشاغل بها عنه فسمي طابخة وتميمُ بنُ مرّ ومزينة وضبة بنو أَدّ بن طابخة بن خِندِف وكأَنه إِنما أَثبت الهاء في طابخة للمبالغة والمطبخ الموضع الذي يطبخ فيه وفي التهذيب المَطَبخ بيت الطَّباخ والمِطبخ بكسر الميم قال سيبويه ليس على الفعل مكاناً ولا مصدراً ولكنه اسم كالمربد والمِطْبخ آلة الطبخ والطَّبَّاخ معالج الطبخ وحرفته الطِّباخة وقد يكون الطبخ في القرص والحنطة ويقال أَتقدروُنَ أَم تشوُون ؟ وهذا مُطَّبَخ القوم ومُشْتواهم ويقال اطَّبِخُوا لنا قُرصاً وفي حديث جابر فاطَّبخنا هو افتعلنا من الطبخ فقلبت التاء لأَجل الطاء قبلها والاطّباخ مخصوص بمن يطبخ لنفسه والطبخ عام لنفسه ولغيره والطِّبْخُ اللحمُ المطبوخ والطبيخ كالقدير وقيل القدير ما كان بِفِحىً وتوابِلَ والطبيخ ما لم يفَحَّ واطَّبَخنا اتخذنا طبيخاً وهذا مُطَّبَخ القوم وهذا مُشْتواهم والطُّباخَة الفُوارَة وهو ما فار من رغوة القِدر إِذا طبخ فيها وطبُاخَة كل شيء عصارته المأْخوذة منه بعد طَبْخِه كعصارة البَقَّمِ ونحوه التهذيب الطُّباخَة ما تحتاج إِليه مما يُطبَخ نحو البَقَّمِ تأَخذ طُباخَتَه للصبغ وتطرح سائره وقول الشاعر والله لولا أَن تَحُشَّ الطُّبَّخُ بِيَ الجَحِيمَ حيث لا مُسْتَصْرَخُ يعني بالطُّبَّخ الملائكة الموكلين بالعذاب يعني عذاب الكفار والطُّبَّخ جمع طابخ والطبيخ ضرب من الأَشربة ابن سيده والطبيخ ضرب من المُنَصَّف وطَبَخ الحَرُّ الثمر اءنضجه ومنه قول أَبي حَثْمة قي صفة التمر تُحفةُ الصائم وتَعِلَّةُ الصبيِّ ونُزُلُ مريمَ عليها السلام وتُطبَخُ ولا تُعَنِّي صاحبهَا وطبائخ الحر سمائمها في الهواجر واحدتها طبيخة قال الطرماح ومستأْنس بالقَفرِ باتت تلُفُّه طبائخُ حرٍّ وقعُهُنَّ سَفُوعُ والطابخة الهاجرة والصابخُ الحمَّى الصالِبُ والطّبَاخُ القوَّة ورجل ليس به طباخ أَي ليس به قوّة ولا سِمن ووجد بخط الأَزهري طُباخ بضم الطاء ووجد بخط الإِيادي طَباخ بفتح الطاء قال حسان بن ثابت المالُ يَغْشَى رجالاً لا طَباخَ بهم كالسَّيل يَغْشَى أُصولَ الدِّندِن البالي ومعناه لا عقل لهم والدِّنْدِنُ ما بلي وعفِنَ من أُصول الشجر الواحدة دِنْدِنَة و قد جاء هذا البيت في شعر لِحَيَّةَ بن خلف الطائي يخاطب امرأَة من بني شمحَى بن جرم يقال لها أَْسماءُ وكانت تقول ما لِحَيَّة مال فقال مجاوباً لها تقول أَسماء لما جئت خاطبها يا حيُّ ما أَرَبي إِلاَّ لذي مالِ أَسماءُ لا تفعليها رُبّ ذي إِبل يغشى الفَواحش لا عَفّ ولا نال الفقر يزري بأَقوام ذوي حسب وقد يسوّد غيرَ السيد المالُ
( * في هذا البيت إقواء )
والمال يغشى أُناساً لا طَبَاخ لهم كالسيل يغشى أُصول الدِّندِن البالي أَصون عرضي بمالي لا أُدنسه لا بارك الله بعد العرض في المال أَحتال للمال إِن أَودى فأَكسبه ولست للعرض إن أودى بمخنال قوله نال من النوال وأَصله نَوِلَ مثل قولهم كبش صافٍ وأَصله صَوِفٌ وفي حديث ابن المسيب ووقعت الثالثة فلم ترتفع وفي الناس طباخ أَصل الطباخ القوّة والسمن ثم استعمل في غيره فقيل لا طباخ له أَي لا عقل له ولا خير عنده أَراد أَنها لم تبق في الناس من الصحابة أَحداً وعليه يبنى حديث الأَطبخ الذي ضرب أُمّه عند من رواه بالخاء وفي الحديث إِذا أَراد الله بعبد سوءاً جعل ماله في الطبيخين قيل هما الجص والآجرّ فعيل بمعنى مفعول وامرأَة طباخية مثل علانية شابة ممتلئة مكتنزة اللحم قال الأَعشى عبْهَرةُ الخَلْقِ طَباخِيَّةٌ تَزينه بالخُلُق الطاهر
( * قوله « طباخية » في خط المؤلف بتشديد الياء وان كان ما قبله يقتضي التخفيف وفي القاموس ككراهية وغرابية بتشديد الياء ففيه التخفيف والتشديد ) ويروى لُباخِيَّة وقيل امرأَة طباخية عاقلة مليحة وفي كلامه طُباخ إِذا كان محكماً والمُطَبَّخُ الشابُّ الممتلئ ابن الأَعرابي يقال للصبي إِذا ولد رضيع وطفل ثم فطيم ثم دارِجٌ ثم جَفْر ثم يافع ثم شَدَخ ثم مطبخ ثم كوكب وطبَّخ ترعرع وعقل ابن سيده والمُطبِّخ بكسر الباء مشدّدة من أَولاد الضأْن أَملأُ ما يكون وقيل هو الذي كاد يلحق بأَبيه وأَوّله حِسْل ثم غَيْداق ثم مُطَبِّخٌ ثم خُضَرِم ثم ضبّ وقد طَبَّخَ الحِسلُ تطبيخاً كبر ورجل طبْخَةُ أَحمق والمعروف طيخة والأَطبخ المستحكم الحمق كالطبخة بيِّن الطبَخ وفي الحديث كان في الحي رجل له زوجة وأُم ضعيفة فشكت زوجتُه إِليه أُمه فقام الأَطبخ إِلى أُمه فأَلقاها في الوادي حكاه الهروي في الغريبين والطِّبِّيخُ بلغة أَهل الحجاز البطيخ وقيده أَبو بكر بفتح الطاء

( طخخ ) طخ الشيءَ يَطُخُّه طخّاً أَلقاه من يده فأَبعَد والمِطَخَّةُ خشبة يُحدَّد أَحد طرفيها ويلعب بها الصبيان والطَّخُّ كناية عن النكاح وقد طخّ المرأَة يطخّها طَخّاً وروي عن يحيى بن يَعْمَر أَنه اشترى جارية خُراسانية ضخمةً فدخل عليه أَصحابُه فسأَلوه عنها فقال نهم المِطَخَّة والطخُوخ الشرِسُ في الخلق وسوء العشرة والمعاملة طخَّ طخّاً شرس في معاملته والطَّخْطَخة استواء الشيء وتسويته كنحو السحاب يكون فيه جُوَبٌ ثم يتَطخطخ أَي ينضم بعضه إِلى بعض وتطخطخ السحابُ إِذا كانت فيه جُوَب ثم انضم واستوى وسحاب طخطاخ أَبو عبيد المتطخطخ من الغيم الأَسودُ وتطخطخ الليل أَظلم وتراكم يكون بغيم وبغير غيم ومثله تدخدخ وذلك إِذا كان غيم يستر ضوء النجوم وذلك إِذا لم يكن فيه قمر ولا أَدري ما طخطخه وليل طُخاطِخ وقد طخطخَه السحاب ويقال للرجل الضعيف النظر متطخطخ والجمع متطخطخون ابن سيده والمُطَخْطِخ الضعيف البصر وقد طخطخ الليل بصره إِذا حجبته الظلمة عن انفساح النظر والطخطخة حكاية بعض الضحك وطخطخ الضاحك قال طيخ طيخ وهو أَقبح القهقهة وربما حكى صوت الحلى ونحوه به والطَّخطاخ اسم رجل

( طرخ ) الطَّرخَة ماجِلٌ يتخذ كالحوض الواسع عند مخرج القناة يجتمع فيها الماء ثم يتفجر منها إِلى المزرعة وهو دخيل ليست فارسية لكناء ولا عربية محضة وطَرْخان اسم للرجل الشريف بلغة أَهل خراسانت والجمع الطَّراخِنة

( طلخ ) الطلْخ اللطخ بالقذَر وإِفساد الكتابِ ونحوه واللطخ أَعم وروى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أَنه كان في جنازة فقال أَيكم يأْتي المدينة فلا يدع فيها وثناً إِلاّ كسره ولا صورة إِلاَّ طلَخها ولا قبراً إِلاَّ سوّاه ؟ وقال شمر أَحسب قوله طلخها أَي لطخها بالطين حتى يطمسها مِن الطلَخ وهو الذي يبقى في أَسفل الحوض والغدير معناه يسوّدها وكأَنه مقلوب قال ويكون طلخته أَي سوّدته ومنه الليلة المطلخِمّة والميم زائدة وامرأَة طلْخاء إِذا كانت حمقاء وأَنشد فكَمْ مثلُ زوجِ طَلْخاء خِرملٍ أَقلَّ عِياناً في السَّداد وأَشْكَعا
( * قوله « فكم مثل زوج إلخ » هكذا في نسخة المؤلف وهي مكسورة ولعل أصله فكم مثل زوج زوج طلخاء خرمل إلخ فيكون زوج الثاني بدلاً من الأول )
ويروى طلخاء لطخة والطَّلْخُ بقية الماء في الحوض والغدير وفي التهذيب الطَّلْخُ والطَّمْحُ العَرِينُ الذي فيه الدَّعامِيصُ لا يُقْدَر على شربه واطْلَخَّ دمع عينه أَي تفرق وأَنشد الأَزهري في ترجمة جلخ لا خيرَ في الشَّيْخ إِذا ما اجْلَخَّا واطْلَخَّ ماءُ عَيِنه ولَخَّا وفي التهذيب وسالَ غَرْبُ مائِه فاطْلَخَّا واطلخ دمع عينه إِذا سال

( طمخ ) الطِّمْخُ شجر يدبغ به يجيء أَديمه أَحمَر ويقال له أَيضاً العِرْنَةُ

( طنخ ) طَنِخَ الرجل يَطْنَخُ طَنْخاً وتَنِخ يتنخ تَنَخاً فهو طَنِيخٌ وطانخٌ غلب الدسم على قلبه واتَّخَمَ منه وطنَّخ الدسمُ قلبه وطَنِخَتْ نفسُه خبثت وهو من ذلك وطُنِّخَت الناقةُ والدابة اشتدّ سِمَنُها ومَرَّ طِنْخٌ من الليل كَعِنْكٍ قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته والطَّنَخُ البَشَم قال شمر سمعت ابن الفقعسي يقول نشرب هذه الأَلبانَ فتطنخنا عن الطعام أَي تغنينا

( طيخ ) ابن سيده طاخَ الأَمرَ طَيْخاً أَفسده وقال أَحمد بن يحيى هو مِن تَواطَخَ القومُ قال وهذا من الفساد بحيث تراه قال ابن جني وقد يجوز أَن يحسن الظنّ به فيقال إِنه أَراد كأَنه مقلوب منه ابن الأَعرابي المُطَيَّخُ الفاسد وطاخ يَطِيخُ طَيْخاً تلطخ بقبيح من قول أَو فعل وطاخَه هو وطَيَّخَه لطخه به يتعدّى ولا يتعدى وأَنشد الأَزهري ولَسْتَ بطيَّاخَةٍ في الرجال ولَسْتَ بِخِزْرافَة أَحْدَبا اللحياني طاخ فلان فلاناً يطيخه ويطوخه رماه بقبيح من قول أَو فعل وطَيَّخَه بشرّ لطخهُ أَبو زيد طيَّخه العذاب أَلحَّ عليه فأَهلكه وطيخه السَّمَن امتلأَ سِمَناً أَبو مالك طيخ أَصحابه إِذا شتمهم فأَلحَّ عليهم ورجل طائخ وطيَّاخة وطَيْخَة أَحمقُ لا خير فيه وقيل أَحمق قذر وجمع الطَّيْخَة طيخات قال ولم نسمعه مكسراً والطِّيخ والطَّيْخ الجهل والطَّيْخُ الكِبر وطاخ تكبر قال الحرث بن حِلزة فاتركوا الطَّيْخَ والتعدّي وإِما تتعاشوا ففي التعاشي الداءُ وزمن الطَّيخة زمن الفتنة والحرب يقال أَتانا فلان زمن الطيخة وناقة طيوخ تذهب يميناً وشمالاً وتأْكل من أَطراف الشجر وطِيخِ حكايةُ صوت الضحك حكاه سيبويه الليث يقول الناس طِيخِ طِيخِ أَي قهقهوا وطَيْخٌ موضعٌ بينَ ذي خَشَبٍ ووادي القرى قال كثير عزة فوالله ما أَدري أَطَيْخاً تواعدوا لتمٍّ ظمٍ أَم ماءَ حَيْدَةَ أَوردوا

( ظمخ ) الظِّمْخُ شجر السُّمَّاقِ التهذيب أَبو عمرو الظِّمْخُ واحدتها ظِمْخَةٌ شجرة على صورة الدُّلْب يقطع منها خشب القصارين التي تُدفن وهي العِرْنُ أَيضاً الواحدة عِرْنَةٌ والعِرْنة والعَرَنْتَنُ أَيضاً خشبه الذي يدبغ به والسَّفع طلعه

( عهعخ ) قال الأَزهري قال الخليل بن أَحمد سمعنا كلمة شنعاء لا تجوز في التأْليف سئل أَعرابي عن ناقته فقال تركتها ترعى العُهْعُخَ قال وسأَلنا الثقات من علمائهم فأَنكروا أَن يكون هذا الاسم من كلام العرب قال وقال الفذ منهم هي شجرة يتداوى بها وبورقها قال وقال أَعرابي آخر إِنما هو الخُعْخُع قال الليث وهذا موافق لقياس العربية والتأْليف

( فتخ ) الفَتْخَةُ والفَتَخَةُ خاتم يكون في اليد والرجل بفص وغير فص وقيل هي الخاتم أَيّاً كان وقيل هي حَلَقَةٌ تلبس في الإِصبع كالخاتم وكانت نساء الجاهلية يتخذنها في عَشْرِهنّ والجمع فَتَخٌ وفُتُوخ وفَتَخات وذكر في جمعه فِتاخٌ وقيل الفَتْخة حلقة من فضة لا فص فيها فإِذا كان فيها فص فهي الخاتم قال الشاعر تَسْقُطُ مِنْها فَتَخِى في كُمِّي قال ابن برّي هذا الشعر للدَّهْناء بنتِ مِسْحَلٍ زوج العجاج وكانت رَفَعته إِلى المغيرة بن شعبة فقالت له أَصلحك الله إِني منه بِجُمْع أَي لم يفتضني فقال العجاج الله يعلم يا مغيرة أَنني قد دُسْتُها دَوْسَ الحِصانِ المِرْسَل وأَخذتُها أَخذَ المقصِّب شاتَهُ عَجْلانَ يذبَحُها لقومٍ نُزَّلِ فقالت الدهناء والله لا تَخْدَعُني بشَمٍّ ولا بتقبيلٍ ولا بِضَمٍّ إِلاَّ بِزَعْواعٍ يُسَلِّي هَمِّي تَسْقُط منه فَتَخِي في كُمِّي
( * قوله « منه » هكذا في نسخة المؤلف ولعله روي بالتذكير والتأنيث )
قال وحقيقة الفتخة أَن تكون في أَصابع الرجلين وفي الحديث أَن امرأَة أَتته وفي يدها فِتَخٌ كثيرة وفي رواية فُتوخ هكذا روي وإِنما هو فتخ بفتحتين جمع فتخة وهي خواتيم تكاد تلبس في الأَيدي قال وربما وضعت في أَصابع الأَرجل وفي حديث عائشة في قوله تعالى ولا يبدين زينتهن إِلاَّ ما ظهر منها قال القُلْبُ والفَتَخَةُ ومعنى شعر الدهناء أَن النساء كن يتختَّمْن في أَصابع أَرجلهن فتصف هذه أَنه إِذا شالَ برحيلها سقطت خواتيمها في كمها وإِنما تمنت شدّة الجماع وقيل الفتوخ خواتم بلا فصوص كأَنها حلَق وروي عن عائشة رضي الله عنها أَنها قالت الفتخ حلق من فضة يكون في أَصابع الرجلين قالته في قوله تعالى إِلاَّ ما ظهر منها قالت القُلْب والفَتَخة والفَتَخ كل خَلخال لا يَجْرِس والفَتَخُ والفَتَخَة باطن ما بين العضد والذراع والفَتَخُ استرخاء المفاصل ولينُها وعرْضُها وقيل هو اللِّين في المفاصل وغيرها فَتِخَ فَتَخاً وهو أَفَتْخُ وعُقاب فَتْخاءُ ليِّنة الجناح لأَنها إِذا انحطت كسرت جناحيها وغمزتهما وهذا لا يكون إِلاَّ من اللين والفَتَخُ عَرْض الكف والقدم وطولهما وأَسد أَفْتَخُ عَريض الكف والفتَخ عرض مخالب الأَسد ولين مفاصلها والأَفْتَخُ الليِّنُ مفاصلِ الأَصابع مع عرض والفتَخ في الرجلين طول العظم وقلة اللحم قال الشاعر على فَتْخاءَ تعلَم حيثُ تَنْجُو وما إِنْ حيثُ تَنْجُو من طَريق قال عنى بالفتخاء رجله قال وهذا صفة مُشتار العسل الأَصمعي فتخاء قدم لينة وقال أَبو عمرو فيها عوج وفَتَخَ الرجل أَصابعه فَتْخاً عرَّضها وأَرخاها وقيل فَتَخَ أَصابع رجليه في جلوسه فَتْخاً ثناها وليَّنها قال أَبو منصور يثنيهما إِلى ظاهر القدم لا إِلى باطِنها وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان إِذا سجد جافَى عضديه عن جنبيه وفَثَخَ أَصابع رجليه قال يحيى بن سعيد الفَتْخُ أَن يصنع هكذا ونصب أَصابعه ثم غمز موضع المفاصل منها إِلى باطن الراحة وثناها إِلى باطن الرجل يعني أَنه كان يفعل ذلك بأَصابع رجليه في السجود قال الأَصمعي وأَصل الفتخ اللين ويقال للبراجِم إِذا كان فيها لين وعرض إِنها لفُتْخ ومنه قيل للعقاب فتخاء وأَنشد كأَني بفَتْخاءِ الجَناحَيْنِ لَقْوةٍ دَفُوفٍ منَ العِقْبان طَأْطأْتُ شِمْلالي وتقول رجل أَفتح بيِّن الفتخ إِذا كان عريض الكف والقدم مع اللين قال الشاعر فُتْخُ الشمائل في أَيمانهم رَوَحُ والفَتَخ في الإِبل كالطَّرَق وناقة فتخاء الأَخْلافِ ارتفعت أَخلافها قِبَل بطنها وكذلك المرأَة وهو فيها مدح وفي الرجل ذم وهو الفَتَخ والفتخاء شيء مرتفع من خشب يجلس عليه الرجل ويكون لمشتار العسل وقيل الفتخاء شبه مِلبن من خشب يقعد عليه المشتار ثم يمدّ من فوق حتى يبلغ موضع العسل ويقال للفاتر الطرف أَفتخ الطرف قال وهْي تَتْلو رَخْصَ الظُّلوفِ ضَئِيلاً أَفْتَخَ الطَّرْفِ في قوله إِشْرافُ
( * قوله « في قوله اشراف » كذا في نسخة المؤلف وهو مكسور ولعله بحذف في ليتزن )
والأَفاتِيخ من الفُقُوعِ هَناةٌ تخرج في أَوّله فيحسبها الناس كَمْأَةً حتى يستخرجوها فيعرفوها حكاه أَبو حنيفة ولم يحك للأَفاتيخ واحداً وفُتَيْخ وفَتَّاخ دَحْلانِ بأَطراف الدهناء مما يلي اليمامة عن الهجري وفَتَّاخ اسم موضع

( فخخ ) الفَخُّ المصْيَدَة التي يصاد بها معروف وقيل هو معرّب من كلام العجم والجمع فُخوخ وفِخاخ قال أَبو منصور والعرب تسمي الفَخَّ الطَّرَقَ قال الفراء الحَضْبُ سرعة أَخذ الطَّرَق الرَّهْدَنَ قال والطرق الفخ والفَخَّة والفَخُّ في النوم دون الغطيط تقول سمعت له فَخيخاً وفي حديث صلاة الليل أَنه نام حتى سمعت فَخيخَه أَي غطيطه وقيل الفَخَّةُ والفَخُّ أَن ينام الرجل وينفخ في نومه وفَخَّ النائمُ يَفِخُّ واسم هذه النومة الفَخَّة وفي حديث علي رضي الله عنه أَفْلَح مَن كانت له مِزَخَّهْ يَزْخُّها ثم يَنامُ الفَخَّهْ أَي ينام نومة يسمع فخيخه فيها وقال أَبو العباس في قوله ثم ينام الفخة قال ابن الأَعرابي الفخة أَن ينام على قفاه وينفخ من الشبع وفي حديث بلال أَلا ليتَ شِعري هل أَبيتَنَّ لَيلَةً بفَخٍّ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَلِيلُ ؟

( فدخ ) فدَخَه يفْدَخُه فَدْخاً شدخه وهو رطب والفَدْخ الكسر وفَدَخت الشيء فدخاً كسرته

( فرخ ) الفَرْخ ولد الطائر هذا الأَصل وقد استعمل في كل صغير من الحيوان والنبات والشجر وغيرها والجمع القليل أَفرُخ وأَفراخه وأَفرِخَةٌ نادرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَفْواقُها حِذَةَ الجَفِيرِ كأَنَّها أَفْواهُ أَفْرِخَةٍ من النِّغْرانِ والكثير فُرُخٌ وفِراخٌ وفِرْخانٌ قال مَعْها كفِرْخانِ الدجاجِ رُزَّخَا دَرادِقاً وهْيَ الشُّيوخُ فُرَّخَا يقول إِن هؤلاء وإِن كانوا صغاراً فإِن أَكلهم أَكل الشيوخ والأُنثى فرخة وأَفْرَخَت البيضة والطائرة وفرّخت وهي مُفْرِخٌ ومُفْرِّخٌ طار لها فَرْخ وأَفرخ البيضُ خرج فرخه وأَفرخ الطائر صار ذا فرخ وفرَّخ كذلك واسْتَفْرَخُوا الحَمامَ اتخذوها للفراخ وفي حديث عليّ رضوان الله عليه أَتاه قوم فاستأْمروه في قتل عثمان رضي الله عنه فنهاهم وقال إِن تفعلوه فَبَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه أَراد إِن تقتلوه تهيجوا فتنة يتولى منها شيء كثير كما قال بعضهم أَرى فتنةً هاجت وباضت وفرّخت ولو تُركت طارت إِليها فراخُها قال ابن الأَثير ونصب بيضاً بفعل مضمر دل الفعل المذكور عليه تقديره فَلْيُفْرِخَنَّ بَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه كما تقول زيداً أَضرب ضربت
( * قوله « أضرب ضربت » كذا في نسخة المؤلف ) أَي ضربت زيداً فحذف الأَول وإِلا فلا وجه لصحته بدون هذا التقدير لأَن الفاء الثانية لا بدَّ لها من معطوف عليه ولا تكون لجواب الشرط لكون الأُولى كذلك ويقال أَفرخت البيضة إِذا خلت من الفرخ وأَفَرختها أُمّها وفي حديث عمر يا أَهل الشام تجهزوا لأَهل العراق فإِن الشيطان قد باض فيهم وفرّخ أَي اتخذهم مقرّاً ومسكناً لا يفارقهم كما يلازم الطائر موضع بيضه وأَفراخه وفَرْخُ الرأْسِ الدماغُ على التشبيه كما قيل له العصفور قال ونحن كشَفْنا عن مُعاويةَ التي هي الأُمُّ تَغْشَى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق وقول الفرزدق ويومَ جَعَلْنا البِيضَ فيه لعامِرٍ مُصَمَّمَةً تَفْأَى فِراخَ الجَماجِمِ يعني به الدماغ والفَرْخُ مقدَّمُ دماغ الفرس والفَرْخُ الزرع إِذا تهيأَ للانشقاق بعدما يطلُع وقيل هو إِذا صارت له أَغصان وقد فرّخ وأَفرخ تفريخاً الليث الزرع ما دام في البَذر فهو الحب فإذا انشق الحب عن الورقة فهو الفَرْخ فإذا طلع رأْسه فهو الحَقْل وفي الحديث أَنه نهى عن بيع الفَرُّوخ بالمَكِيل من الطعام قال الفَرُّوخ من السنبل ما استبانت عاقبته وانعقد حبه وهو مِثلُ نهيه عن المُخاضَرة والمُحاقَلة وأَفرخَ الأَمر وفرّخ استبانت عاقبته بعد اشتباه وأَفرخَ القومُ بيضَهم إِذا أَبدوا سرهم يقال ذلك للذي أَظْهرَ أَمرَهُ وأَخرج خبره لأَن إفراخَ البيض أَن يخرج فرخه وفَرَّخَ الرَّوْعُ وأَفْرَخَ ذهب الفَزَع يقال لِيُفْرِخْ رَوْعُكَ أَي ليخرج عنك فَزَعُك كما يخرج الفرخ عن البيضة وأَفْرِخْ رَوْعَك يا فلان أَي سَكِّنْ جأْشَك الأَزهري أَبو عبيد من أَمثالهم المنتشرة في كشف الكرب عند المخاوف عن الجبان قولهم أَفْرِخْ رَوْعَك يقول لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفَزَعك فإن الأَمر ليس على ما تحاذر وفي الحديث كتب معاوية إلى ابن زياد أَفْرِخْ رَوْعَكَ قد وليناك الكوفة وكان يخاف أَن يوليها غيره وأَفْرَخَ فؤادُ الرجل إذا خرج رَوْعُه وانكشف عنه الفزع كما تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها وأَصل الإِفراخ الانكشاف مأْخوذ من إِفراخ البيض إِذا انقاض عن الفرخ فخرج منها قال وقلبه ذو الرمة لمعرفته في المعنى فقال جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِه الكُرَبُ قال والرَّوْعُ في الفؤاد كالفرخ في البيضة وأَنشد فقل لِلْفُؤَادِ إِنْ نَزَا بِكَ نَزْوَةً من الخَوْفِ أَفرِخْ أَكثرُ الرَّوعِ باطِلُه وقال أَبو عبيد أَفرَخَ رَوْعُه إِذا دعي له أَن يسكن رَوْعُه ويذهب وفُرِّخَ الرِّعْدِيدُ رُعِبَ وأُرْعِدَ وكذلك الشيخ الضعيف الأَزهري ويقال للفَرِقِ الرِّعْدِيدِ قد فرَّخَ تَفْريخاً وأَنشد وما رأَينا من معشر يَنْتَخوا من شَنا إِلا فَرَّخُوا
( * قوله « وما رأينا من معشر إلخ » كذا في نسخة المؤلف وشطره الثاني ناقص ولهذا تركه السيد مرتضى كعادته فيما لم يهتد إلى صحته من كلام المؤلف )
أبو منصور معنى فرّخوا ضعفوا كأَنهم فراخ من ضعفهم وقيل معناه ذلوا الهوازني إذا سمع صاحب الأَمَةِ الرعدَ والطَّحنَ فَرِخَ إِلى الأَرض أَي لزق بها يفرخ فرخاً وفَرِخَ الرجل إِذا زال فزعه واطمأَن والفَرِخُ المدغدغ من الرجال والفَرْخَة السنان العريض والفُرَيْخُ على لفظ التصغير قَيْنٌ كان في الجاهلية تنسب إليه النصال الفُرَيْخِيَّة ومنه قول الشاعر ومَقْذوذَيْنِ من بَرْيِ الفُرَيْخِ وقولهم فلان فُرَيخ قريش إِنما هو على وجه المدح كقول الحُباب بن المنذر « أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ » والعرب تقول فلان فُريخ قومه إذا كانوا يعظمونه ويكرمونه وصغر على وجه المبالغة في كرامته وفَرّوخ من ولد إِبراهيم عليه السلام وفي حديث أَبي هريرة يا بني فَرّوخ قال الليث بلغنا أَن فَرّوخ كان من ولد إِبراهيم عليه السلام ولد بعد إِسحاق وإسماعيل وكثر نسله ونما عدده فولد العجم الذين هم في وسط البلاد وأَما قول الشاعر فإِنْ يَأْكلْ أَبو فَرّوخَ آكُلْ ولو كانت خَنانيصاً صغاراً فإنه جعله أَعجميّاً فلم يصرفه لمكان العجمة والتعريف

( فرسخ ) الفَرْسَخُ السكون وقالت الكلابية فراسخ الليل والنهار ساعاتهما وأَوقاتهما وقال خالدَ ابن جنبة هؤلاء قوم لا يعرفون مواقيت الدهر وفراسخ الأَيام قال حيث يأْخذ الليل من النهار والفرسخ من المسافة المعلومة في الأَرض مأْخوذ منه والفرسخ ثلاثة أَميال أَو ستة سمي بذلك لأَن صاحبه إِذا مشى قعد واستراح من ذلك كأَنه سكن وهو واحد الفراسخ فارسي معرب وفي حديث حذيفة ما بينكم وبين أَن يُرْسَلَ عليكم الشرُّ إِلاَّ فَراسِخُ من ذلك حكاه ابن الأَعرابي وفي رواية ما بينكم وبين أَن يُصَبَّ عليكم الشرّ فَراسِخَ إِلاّ موتُ رجلٍ يعني عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه فلو قد مات صُبَّ عليكم الشرّ قال ابن شميل كل شيءٍ دائم كثير لا ينقطع فرسخ والفرسخ الراحة والفرجة ويقال للشيء الذي لا فرجة فيه فرسخ كأَنه على السلب وانتظرتك فرسخاً من الليل أَو من النهار أَي طويلاً وكأَن الفرسخ أُخذ من هذا وفَرْسَخَتْ عنه الحمَّى وتَفَرْ سَخَتْ وافْرَنْسَخَتْ انكسرت وبعدت وكذلك غيرها من الأَمراض والفرسخ الساعة من النهار قال أَبو زياد ما مُطِرَ الناسُ من مطر بين نَوْأَيْنِ إِلا كان بينهما فَرْسَخٌ قال والفرسخ انكسار البرد وقال بعض العرب أَعصبت السماء أَياماً بعَين ما فيها فرسخ والعَين أن يدوم المطر أَياماً وقوله ما فيها فرسخ يقول ليس فيها فرجة ولا إِقلاع قال وإِذا احتبس المطر اشتدَّ البرد فإِذا مطر الناس كان للبرد بعد ذلك فرسخ أَي سكون من قولك فَرْسَخَ عني المرض وافْرَ نْسَخَ أَي تباعد

( فرضخ ) الفِرْضاخُ العريض يقال فرس فِرْضاخَةٌ وقَدم فِرْضاخَة وفِرْضاخٌ والفِرْضاخُ النخلة الفتية وقيل هو ضرب من الشجر ورجل فرضاخ عريض غليظ كثير اللحم ويقال رجل فرضاخ وامرأَة فرضاخِيَّة والياء للمبالغة وامرأَة فرضاخة لَحِيمَة عريضة وفي حديث الدجال أَن أُمه كانت فرضاخة أَي ضخمة عريضة الثديين ومن أَسماء العقرب الفِرْضخ والشَّوْشَبُ وتَمْرَةُ لا ينصرف

( فرفخ ) الفَرْفَخُ والفَرْفَخَةُ البَقْلة الحمقاء ولا تنبت بنجد وتسمى الرجلة قال أَبو حنيفة وهي فارسية عرّبت قال العجاج ودُسْتُهُم كما يُداسُ الفَرْفَخُ يُؤكلُ أَحْياناً وحِيناً يُشْدَخُ

( فسخ ) فسَخَ الشيءَ يفسَخُه فَسْخاً فانْفَسَخَ نَقَضَه فانتَقَض وتفاسَخَت الأَقاويل تَناقَضَت والفَسْخُ زوال المَفْصِل عن موضعه وفسختُ يدَه أَفسَخُها فسخاً بغير أَلف إِذا فككت مَفْصِله من غير كسر وفسخَ المَفْصلَ يفسَخه فسْخاً وفَسَّخَه فانْفَسَخَ وتفسَّخ أَزاله عن موضعه ويقال وقع فلان فانفسخت قدمه وفسخته أَنا وتفسخ عن العظم وتفسخ الجلد عن العظم ولا يقال إِلاَّ لشَعر الميتة وجلدها وتفسخت الفأْرة في الماء تقطعت والفَسْخ الضعيف الذي ينفسخ عند الشدة واللحم إِذا أَصَلَّ انفَسَخ وانفَسَخَ اللحمُ وتفسخ انخَضَدَ عن وَهَنٍ أَو صُلُولٍ وتفسخ الشعر عن الجلد زال وتطاير ولا يقال إِلاّ لشعر الميتة وفَسِخَ رأْيُه فَسَخاً فهو فَسِخٌ فسد وفَسَخَه فَسْخاً أَفسده ويقال فسخت البَيْعَ بين البيِّعَين والنكاحَ فانفسخ البيعُ والنكاحُ أَي نقضته فانتقض وفي الحديث كان فَسْخُ الحجِّ رُخْصَةً لأَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو أَن يكون نوى الحج أَوَّلاً ثم يبطله وينقضه ويجعله عمرة ويحل ثم يعود يحرم بحجة وهو التمتع أَو قريب منه وفيه فَسْخ وفَسْخة إِذا كان ضعيف العقل والبدن والفَسْخ الذي لا يظفر بحاجته وفسَخَ الشيءَ فرَّقه وأَفْسَخَ القرآنَ نسيه وتفسَّخَ الرُّبَعُ تحت الحِمل الثقيل وذلك إِذا لم يطقه وفَسَخْتُ عني ثوبي إِذا طرحته

( فشخ ) الفَشْخُ اللطم والصفع في لعب الصبيان والكذب فيه فشَخه يفشَخه فشْخاً وفشَخَ الصبيان في لعبهم فشْخاً كذبوا فيه وظلموا وفَنْشَخَ وفَنْشَخَ أَعيا

( فصخ ) ابن شميل الفَصْخُ التغابي عن الشيء وأَنت تعلمه يقال فَصَخْتُ عن ذلك الأَمر فصْخاً ويقال فَصَخَ يده وفسخها إِذا أَزال عن مفصله حكَى الصادَ عن أَبي الدُّقيش أَبو حاتم فصَخَ النعامُ بصومه إِذا رمى به

( فضخ ) الفضْخ كسر كل شيء أَجوف نحو الرأْس والبطيخ فَضَخَه يفْضَخُه فضْخاً وافتضخه وفضخ رأْسه شدخه وانفَضَخَ سَنامُ البعير انشدخ وأَفضَخ العنقودُ حان وصلح أَن يفتضخ ويُعْتَصر ما فيه وفضَخ الرُّطبَة ونحوها من الرطْب يفضَخها فضخاً شدخها والفَضِيخُ عصير العنَب وهو أَيضاً شراب يتخذ من البُسر المفضوخ وحده من غير أَن تمسه النار وهو المشدوخ وفضَخْتُ البسر وافتَضَخْته قال الراجز بالَ سُهَيْلٌ في الفَضيخ فَفسَد يقول لما طلع سهيل ذهب زمن البسر وأَرطب فكأَنه بال فيه وقال بعضهم هو المفضوخ لا الفضيخ المعنى أَنه يُسْكِرُ شاربه فيفضخه وسئل ابن عمر عن الفضيخ فقال ليس بالفضيخ ولكن هو الفضوخ فعول من الفضيخة أَراد يُسْكِر شاربَه فيفضَخه وقد تكرر ذكر الفضيخ في الحديث والمِفْضَخَة حجر يفضخ به البسر ويجفف والمفاضخ الأَواني التي ينبذ فيها الفضيخ وكل شيء اتسعَ وعَرُض فقد انفضخ وانفَضَخَت القُرْحة وغيرُها انفَتَحَت وانعصرت ودلو مِفْضَخَةٌ واسعة قال كأَنّ ظَهْرِي أَخذَتْهُ زُلَّخَهْ مِمَّا تَمطَّى بالفَرِيِّ المِفْضَخَهْ وقد قيل في الدلو انفضجت بالجيم وانفضخ العرق ويقال انفضخت العين بالخاء إِذا انفقأَت أَبو زيد فضَخْتُ عينَه وفقأْتها فَقْأً وهما واحد للعين والبطن وكل وعاء فيه دهن أو شراب وفي حديث علي رضوان الله عليه أَنه قال كنت رجلاً مَذَّاءً فسأَلت المقداد أَن يسأَل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إِذا رأَيت المذي فتوضأْ واغسل مَذاكِيرَك وإِذا رأَيت فَضْخَ الماءِ فاغتسل يريد المنيّ وفَضْخُ الماءِ دَفْقُه وانفضخ الدلو إِذا دفق ما فيه من الماء قال والدلو يقال لها المِفْضَخة وحكي عن بعضهم أَنه قيل له ما الإِناء ؟ فقال حيث تَفْضَخ الدلوْ أَي تدفق فتفيض في الإِناء ويقال بينَا الإِنسانُ ساكتٌ إِذِ انْفَضَخ وهو شدة البكاء وكثرة الدمع والقارورة تنفضخ إِذا تكسرت فلم يبق فيها شيء والسقاء ينفضخ وهو ملآن فينشق ويسيل ما فيه أَبو حاتم يقال للبن الذي أُكثر ماؤه حتى رق هو أَبيض مثل السَّمار ومثله الضَّيْح والخَضار والشِّجاج والفَضِيخُ والشُّهابة مثله بضم الشين وكذلك البِراح وهُو المِزْرَح والدِّلاحُ والمَذْقُ وقيل هو الشُّهابُ

( فقخ ) فَقَخَه فَقْخاً كقفخه والله أَعلم

( فلخ ) شمر فَلَخْتُه وقَفَخْتُه إِذا أَوضَحتَه وسَلَعْته أَيضاً والفَيْلَخ أَحَدُ رَحَيَيِ الماءِ واليد السفلى منهما ومنه قوله ودُرْنا كما دارَتْ على القُطْبِ فَيْلَخُ

( فلذخ ) الفَلْذَخُ اللَّوْزِينَج

( فنخ ) الفَلْذَخُ اللَّوزِينَج

( فنشخ ) التهذيب يقال فَنْشَخَه فِنْشاخاً وزلزله زلزالاً بمعنى واحد

( فنقخ ) التهذيب ا لفراء داهِيَةٌ فِنْقَخٌ قال الراوي هكذا أَسمعنيه المنذري في نوادر الفراء

( فوخ ) فاخ المسك يفوخ وَيفيخ فَوخاناً سطع مثل فاح الفراء فاحت ريحه وفاخت أَخذت بنفسه وفاحت دون ذلك الأَصمعي فاخت منه ريح طيبة تفوخ وتفيخ مثل فاحت وفاخ الرجل يفوخ فَوْخاً وأَفاخ يُفيخ خرجت منه ريح وهو مذكور في الياء أَيضاً وفاخ الحَدَثُ نفسُه يفوخ صوّت وفاخت الريح تَفُوخ إِذا كان لها صوت الفراء أَفَخْتُ الزِّق إِفاخَة إِذا فتحت فاه ليفُش ريحه قال وسمعت شيخاً من أَهل العربية يقول أَفخت الزق إِذا طليت داخله بِرُبّ وأَفِخْ عنك من الظهيرة أَي أَقم حتى يسكن حر النهار ويَبْرُدَ وهو أَيضاً مذكور في الياء وأَفاخ الإِنسان يُفيخ إفاخة وفي الحديث أَنه خرج يريد حاجة فاتبعه بعض أَصحابه فقال تنح عني فإِن كل بائلة يُفِيخ الإِفاخَةُ الحدَث من خروج الريح خاصة وقوله بائلة أَي نفس بائلة الليث إِفاخَةُ الريح بالدبر قال أَبو زيد إِذا جعلت الفعل للصوت قلت فاخ يفوخ وفاخت الريح تفوخ فوخاً إِذا كان مع هبوبها صوت وأَما الفوح بالحاء فمن الريح تجدها لا من الصوت وقال النضر بن شميل إِذا بال الإِنسان أَو الدابة فخرج منه ريح قيل أَفاخ وأَنشد لجرير ظَلَّ اللَّهازِمُ يَلْعَبون بِنِسْوَة بالجَوِّ يومَ يُفِخْنَ بالأَبْوالِ وأَفاخ ببوله إِذا اتسع مخرجه وأَفاخت الناقة ببولها وأَشاعَتْ وأَوْزَغَتْ وأَنشد بيت جرير أَيضاً

( فيخ ) : الفَيْخَة : السُّكُرُّجَة . و فَيَّخ العجينَ : جعله كالسُّكُرُّجة وأَنشد الليث : ونَهِيدَةٍ في فَيْخَةٍ مَعَ طِرْمَةٍ أَهدَيْتُها لِفَتىً أَراد الزَّغْبَدا التهذيب : و الإِفاخة أَن يُسْقَط في يده قال الفرزدق : أَفاخَ وأَلْقَى الدّرْعَ عنه ولم أَكُنْ لأُلْقِيَ دِرْعِي عَن كَمِيَ أُقاتِلُه و أَفاخ الرجلُ : صُدَّ عنه فسُقِط في يده . التهذيب : أَفاخ فلان من فلان إِذا صدّ عنه وأَنشد : أَفاخوا من رِماح الخَطِّ لمَّا رأَوْنا قد شَرَعْناها نِهالا و فاخ الرجل و أَفاخ يفيخ أَي ضرط . وقيل : الإِفاخة الحدث مع خروج الريح خاصة . ابن الأَعرابي : فَيْخة البول اتّساع مخرجه وكثرته . و فاخت الرائحة الطيِّبة تَفِيخ فَيخاً و فيخاناً : كفاحت . و فيخة الحر : شدَّته وغُلَواؤُه . و فاخ الحر : سكن وكذلك كل ما سكن بعدُ و أَفِخْ عنك من الظهيرة أَي أَقم حتى يسكن حر النهار ويبرد . و فَيْخة النبات : التفافه وكثرته . و الفَيْخ : الانتشار كالفيح عن كُراع قال ابن سيده : ولست منها على ثقة

( قفخ ) قَفَخَ الشيءَ قَفْخاً وقفاخاً ضربه ولا يكون القَفْخ إلاّ على شيء صُلب أَو على شيء أَجوف أَو على الرأْس فإِن ضربه على شيء مصمت يابس قال صفقته وصقعته وقفخ رأْسه بالعصا يَقْفَخه قفخاً كذلك الأَصمعي قفَخت الرجل أَقفخه قفخاً إِذا صككته على رأْسه بالعصا والقفخ أَيضاً كسر الشيء عرضاً الليث القفخ كسر الرأْس شدخاً قال وكذلك إِذا كسرت العَرْمَض على وجه الماء قلت قفخته قفخاً وأَنشد قَفْخاً على الهام وبَجًّا وخْضا وقفخَ العرمضَ قفْخاً كسره عن وجه الماء وأَهل اليمن يسمون الصَّقْعَ القَفْخَ والقَفيخة طعام يصنع من إهالة وتمر يُصبّ على حشيشة والقُفَّاخ المرأَة الحسنة الحادرة والقَفْخة البقرة المستحرمة وأَقْفَخَتِ البقرةُ استحرمت وكذلك الذئب يقال أَقْفَخَت أَرخُهم أَي استحرمت بَقَرتُهم وكذلك الذئبة إِذا أَرادت السفاد

( قلخ ) القَلْخ الضرب باليابس على اليابس والقَلْخ والقَلِيخُ شدَّة الهَدير وأَنشد قَلخ الهَديرِ مِرْجَس رعَّاد وقَلَخَ البعيرُ هديره يقلَخه قلْخاً وهو قلاَّخ قطَّعه وقيل قلَخ يقلَخُ قلْخاً وقُلاخاً وقَليخاً الأَخيرة عن سيبويه وهو قَلاَّخ وقُلاَّخ جعل يهدر هدراً كأَنه يقلعه من جوفه وقيل قلْخُه أَوَّل هديره قال الفراء أَكثر الأَصوات بني على فعيل مثل هدر هديراً وصهل صهيلاً ونبح نبيحاً وقلخ قليخاً والقَلْخ الحمار المُسِنّ والقَلْخ والقُلاخ الضخم الهامَة وقَلَّخَه بالسَّوطِ تقليخاً ضربه ويقال للفحل عند الضراب قَلَخْ قَلَخْ مجزوم ويقال للحمار المسن قلْخ وقلْح بالخاء والحاء وأَنشد الليث أَيحكُمُ في أَموالنا ودمائنا قُدَامَة قَلْخُ العَيرِ عَيرِ ابنِ جَحْجَب ؟ الأَصمعي الفحل من الإِبل إِذا هدر فجعل كأَنه يقلع الهدير قلعاً قيل قلَخَ قلخاً وأَنشد الأَصمعي قَلْخَ الفحولِ الصِّيدِ في أَشوالها والقُلاخ بالضم اسم شاعر وهو قلاخ بن حزن السعدي وهو القائل أَنا القُلاخُ في بغائي مِقْسَماً أَقسَمْتُ لا أَسأَمُ حتى يسأَما والقُلاخ بن جَنَاب بن جلا الراجز شبه بالفحل فلقب بالقلاخ وهو القائل أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بنِ جلا أَبو خَناثيرَ أَقودُ الجَمَلا أَراد أَني مشهور معروف وكل من قاد الجَمَل فإِنه يرى من كل مكان قال ابن برّي الذي ذكره الجوهري ليس هو القلاخ بن حزن كما ذكر وإنما هو القلاخ العنبري ومِقْسَم غلام القلاخ هذا العنبري وكان قد هرب فخرج في طلبه فنزل بقوم فقالوا من أَنت ؟ قال أَنا القلاخ جئتُ أَبْغِي مِقْسَما

( قمخ ) الأَصمعي أَقْمَخَ بأَنفه إِقْماخاً وأَكْمخ إِكماخاً إِذا شمخ بأَنفه وتكبر

( قنفخ ) القَنْفَخُ ضرب من النبت والله أَعلم

( قوخ ) قاخَ جوفُ الإِنسان قَوْخاً وقَخاً مقلوب فسد من داء وليلة قاخٌ مظلمة سوداء وأَنشد كم ليلة طَخياءَ قاخاً حِنْدِسا تَرى النجومَ من دُجاها طُمَّسا وليس نهار قاخ كذلك عن كراع

( كخخ ) كَخَّ بَكِخُّ كخًّا وكَخِيخاً نامَ فَغَطَّ وفي الحديث عن أَبي هريرة أَكل الحسن أَو الحسين رضي الله عنهما تمرة من الصدقة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كخ كخ أَما علمت أَنَّا أَهلُ بيت لا تحلُّ لنا الصدقة ؟

( كرخ ) الكَرْخُ سوق ببغداد نبطية وفي التهذيب كَرْخ بغير تعريف وأُكَيْراخُ موضع آخر في السواد والكُراخيَّةُ الشُّقَّة من البواري وفي التهذيب الكَراخة والكارِخُ الرجل الذي يسوق الماء إلى الأَرض سوادية والكارِخَة الحَلق أَو شيء منه وقد قيلت بالحاء المهملة

( كشخ ) الكَشْخانُ الدَّيُّوث وهو دخيل في كلام العرب ويقال للشاتم لا تَكْشِخْ فلاناً قال الليث الكشخان ليس من كلام العرب فإِن أُعرب قيل كِشْخَانُ على فِعلال قال الأَزهري إن كان الكشخ صحيحاً فهو حرف ثلاثي ويجوز أَن يقال فلان كَشْخان على فَعلان وإِن جعلت النون أَصلية فهو رباعي ولا يجوز أَن يكون عربيّاً لأنه يكون على مثال فعلال وفعلال لا يكون في غير المضاعف فهو بناء عقيم فافهمه والكشخنة مولِّدة ليست عربية

( كشمخ ) الكَشْمَخَة والكُشْمَخة بقلة تكون في رمال بني سعد تؤَه طيبة رخصة قال الأَزهري أقمت في رمال بني سعد فما رأَيت كَشْمَخة ولا سمعت بها قال وأَحسبها نبطية وما أُراها عربية وذكر الدينوري الكشمخة وفسرها كذلك ثم قال وهي المُلاَّجُ وأَهل البصرة يسمون المُلاَّج الكُشْمَلَخَ والله أَعلم

( كشملخ ) الكُشْمَلَخُ بِصرية المُلاَّحُ حكاها أَبو حنيفة قال وأَحسبها نبطية قال وأَخبرني بعض البصريين أَن الكُشْمَلَخ اليَنَمَةُ

( كفخ ) الكَفْخَة الزبدة المجتمعة البيضاء من أَجود الزبد قال لها كَفْخَةٌ بَيْضا تَلُوحُ كأَنها تَرِيكَةُ قَفْرٍ أُهْدِيَتْ لأَمير قال أَبو تراب كَفَخَه كَفْخاً إِذا ضربه

( كمخ ) أَقْمَخَ بأَنْفه إِقماخاً وأَكْمخ إِكماخاً إِذا شمَخ بأَنفه وتكبر وكمَخه باللجام قَدَعه وقيل الإِكماخ رفع الرأْس تكبراً وقيل الإِكماخ جلوس المتعظم في نفسه أَكمخ إِكماخاً حكى أَبو الدقيش فلبس كساء له ثم جلس جلوس العروس على المنَصَّة وقال هكذا يكْمَخون من البأْو والعظمة وقال أَبو العباس الكُماخ الكبرُ والتعظم وقوله إِذا ازدَهاهُم يوم هَيْجا أَكْمَخوا بأْواً ومَدَّتْهمْ جبالٌ شُمَّخ قيل معناه عمروا وزادوا وقيل ترادوا ومَلِكٌ كَيْمَخ رفع رأْسه تكبراً وفي الصحاح كمخ بأَنفه تكبر وأَكْمَخَ الكرم بدت زَمَعاته وذلك حين يتحرك للإِيراق هذه عن أَبي حنيفة والكَمْخ السلْح وكَمَخ البعيرُ بسَلْحه يكمَخُ كَمْخاً إِذا أَخرجه رقيقاً والكامَخُ نوع من الأُدْم معرّب وقرّب إلى أَعرابيّ خبز وكامَخٌ فلم يعرفه فقال ما هذا ؟ فقيل كامَخٌ فقال قد علمت أَنه كامَخٌ ولكن أَيُّكم كمَخَ به ؟ يريد سلَح به

( كوخ ) ليلةٌ كاخٌ مظلمة ويقال للبيت المسنَّم كُوخٌ وهو فارسيٌّ معرّب والكُوخ بالضم بيت من قصب بلا كوة والجمع الأَكْواخ الأَزهري الكُوخ والكاخ دخيلان في العربية والكُوخ كل موضع يتخذه الزارع على زرعه ويكون فيه يحفظ زروعه وكذلك الناطور يتخذه يحفظ ما في البستان وأَهل مرو يقولون كاخٌ للقصر الذي يتخذ في البستان والمواضع

( لبخ ) اللبْخُ الاحتيال للأَخذ واللبْخ الضرب والقتل واللبُّوخ كثرة اللحم في الجسد رجل لَبيخٌ وامرأَة لُباخيَّة كثيرة اللحم ضخمة الرَّبلة تامَّة كأَنها منسوبة إِلى اللُّباخ ويقال للمرأَة الطويلة العظيمة الجسم خرْباقٌ ولُباخيَّة واللّباخ اللّطام والضراب واللبَخَة شجرة عظيمة مثل الأَثابَة أَعظم ورقها شبيه بورق الجوز ولها أَيضاً جَنًى كجَنى الحَماطِ مُرٌّ إِذا أُكل أَعطش وإِذا شرب عليه الماءُ نفخ البطن حكاه أَبو حنيفة وأَنشد مَن يشرب الماءَ ويأْكل اللَّبخْ تَرِمْ عروقُ بطنِه ويَنتَفِخْ قال وهو من شجر الجبال قال وأَخبرني العالِم به أَن بانْصنا من صعيد مصر وهي مدينة السحرة في الدور الشجرة بعد الشجرة تسمى اللبخ قال وهو بالفتح قال وهو شجر عظام أمثال الدُّلْب وله ثمر أَخضر يشبه التمر حلو جدّاً إِلا أَنه كريه وهو جيد لوجع الأَضراس وإِذا نشر شجره أَرعف ناشره قال وينشر أَلواحاً فيبلغ اللوح منها خمسين ديناراً بجعله أصحاب المراكب في بناءِ السفن وزعم أَنه إِذا ضم منه لوحان ضمّاً شديداً وجعلا في الماء سنة التحما فصارا لوحاً واحداً ولم يذكر في التهذيب أَن يجعلا في الماءِ سنة ولا أَقل ولا أَكثر وهذه الشجرة رأْيتها أَنا بجزيرة مصر وهي من كبار الشجر وأَعجب ما فيها أَن قوماً زعموا أَن هذه الشجرة كانت تَقتل في بلاد الفرس فلما نقلت إلى مصر صارت تؤكل ولا تضر ذكره ابن البيطار العشاب في كتابه الجامع واللَّبيخة نافجة المسك وتَلبَّخ بالمسك تطيب به كلاهما عن الهجري وأَنشد هَداني إِليها ريحُ مسكِ تَلَبَّخَتْ به في دُخانِ المَنْدَليّ المُقَصَّدِ

( لتخ ) اللتْخُ لغة في اللطخ وتلتخ كتلطخ ورجل لَتِخَة داهية منكر هكذا حكاه كراع وقد نفى سيبويه هذا المثال في الصفات واللَّتْخان الجائع عن كراع والمعروف عند أَبي عبيد الحاء وقد تقدم الليث اللتْخ الشق يقال لَتَخه بالسوط أَي سحله وقشر جلده

( لخخ ) لَخِخَتْ عينه ولَحِحَتْ إِذا التزقت من الرمص ولَخَّتْ عينه تَلِخُّ لخّاً ولَخيخاً كثرت دموعها وغلظت أَجفانها أَنشد ابن دريد لا خيرَ في الشيخ إِذا ما اجلَخَّا وسال غَرب عينه فَلَخَّا أَي رَمِصَ واللَّخَّة الانف قال حتى إِذا قالتْ له إِيه إِيهْ وجَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنّيه تغنيه أَراد تُغَنِّنُه من الغنة وواد لاخٌّ وملْتَخٌّ كثير الشجر مؤْتَشب قال الأَزهري وروينا عن ابن عباس قصة إسماعيل وأُمِّه هاجر وإِسكان إِبراهيم إِياه في الحرم قال والوادي يومئذ لاحٌّ قال شمر في كتابه إِنما هو لاخٌ خفيف أَي معوجُّ الفم ذهب به إِلى الإِلخاءِ
( * قوله « إلى الالخاء إلخ » في شرح القاموس ذهب في أخذه من الالخى هكذا عندنا بالنسخة بالالف المقصورة والذي في الامهات من الالخاء إلخ اه والظاهر أنه بالالف المقصورة على أفعل بدليل اللخواء ولقوله وهو المعوج إلخ ) واللخواء وهو المعوجُّ الفم قال الأَزهري والرواية لاخٌّ بالتشديد روي عن ابن الأَعرابي أَنه قال جوف لاخ أَي عميق قال والجوف الوادي ومعنى قوله الوادي لاخّ أَي متضايق متلاخّ لكثرة شجره وقلة عمارته قال ابن الأَثير أَثبته ابن معين بالخاءِ المعجمة وقال من قال غير هذا فقد صحَّف فإِنه يروى بالحاءِ المهملة وسكران مُلْتخٌّ ومُلْطخٌّ أَي مختلط لا يفهم شيئاً لاختلاط عقله ومنه يقال التَخَّ عليهم أَمرُهم أَي اختلط فأَما قولهم مُلْطخٌّ فغير مأْخوذ به لأَنه ليس بعربي قال الجوهري سكران مُلْتَخٍّ والعامة تقول ملطَخٌّ ولا يقال سكران مُتَلَطِّخٌ قال الأَصمعي هو مأْخوذ من واد لاخّ إِذا كان ملتفّاً بالشجر والتَخَّ العُشب التَفَّ واللَّخْلَخانيَّةُ العجمة في المنطق رجل لَخْلَخانيٌّ وامرأَة لخلخانية إِذا كانا لا يفصحان وفي الحديث فأَتانا رجل فيه لَخْلَخانيَّة قال أَبو عبيدة اللخلخانية العُجمة قال البعيث سيترُكُها إِن سلَّم الله جارَها بنو اللَّخْلَخانيَّات وهْي رُتُوع وفي حديث معاوية قال أَيّ الناس أَفصح ؟ فقال رجل قوم ارتفعوا عن لَخْلَخانيَّة العراق قال وهي اللكنة في الكلام والعجمة وقيل هو منسوب إِلى لَخْلَخان وهي قبيلة وقيل موضع ومنه الحديث كنا بموضع كذا وكذا فأَتى رجل فيه لَخْلَخانيَّة واللَّخْلَخَة ضرب من الطيب وقد لخلخه

===========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جلد 3. الحيوان للجاحظ /الجزء الثالث

  الجزء الثالث بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة استنشاط القارئ ببعض الهزل وإن كنَّا قد أمَلْلناك بالجِدِّ وبالاحتجاجاتِ الصحيحة والم...