كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس


مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 مايو 2022

مجلد 17. الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 64 .

 

17.

مجلد 17. الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 64 .

 -----
38 سورة ص
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة ص (38) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (3) وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (4)
أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (5)
1 - ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ :
ص أي ان هذا القرآن المعجز من حروفكم التي تتركب منها كلماتكم.
وَ الْقُرْآنِ الواو واو القسم.
ذِي الذِّكْرِ أي الشرف والشأن.
2 - بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ :
فِي عِزَّةٍ فى استكبار عن اتباع الحق.
وَ شِقاقٍ ومعاندة لأهل الحق.
3 - كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ :
كَمْ أَهْلَكْنا أي كثيرا ما أهلكنا.
مِنْ قَرْنٍ من أمة مكذبة.
فَنادَوْا فاستغاثوا حين جاءهم العذاب.
مَناصٍ خلاص. وليس الوقت وقت خلاص من العذاب.
4 - وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ :
وَ عَجِبُوا أي الكفار.
مُنْذِرٌ ينذر بالعذاب ان كفروا.
5 - أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ :
عُجابٌ عجب.

(1/4904)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 65
[سورة ص (38) : الآيات 6 الى 9]
وَ انْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (6) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (7) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (8) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9)
6 - وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ :
الْمَلَأُ مِنْهُمْ أشرافهم وسادتهم.
أَنِ امْشُوا أي سيروا على طريقتكم.
وَ اصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ أي على عبادتها.
يُرادُ أي يراد بنا لنترك آلهتنا.
7 - ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ :
فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ فى دين آبائنا.
اخْتِلاقٌ كذب وافتراء.
8 - أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ :
مِنْ بَيْنِنا أي أخص بذلك من بيننا.
مِنْ ذِكْرِي من القرآن.
بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ أي بل انهم لم يتحيروا ويتخبطوا الا لأنهم لم يذوقوا عذابى.
9 - أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ :
أَمْ عِنْدَهُمْ أي عند هؤلاء الحاسدين لك خزائن الرحمة فهم يهبونها من يشاءون.
[سورة ص (38) : آية 10]
أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (10)
10 - أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ :
فَلْيَرْتَقُوا أي فليستولوا ويهيمنوا.
فِي الْأَسْبابِ التي تتصل بتسيير الوجود.

(1/4905)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 66
[سورة ص (38) : الآيات 11 الى 18]
جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ (14) وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ (15)
وَ قالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (16) اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (18)
11 - جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ :
أي ما هم إلا جيش من الكفار المتحزبين على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم مهزوم مكسور عما قريب فلا تبال ولا تكترث بما يقولون.
12 - كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ :
ذُو الْأَوْتادِ الأبنية الراسخة الثابتة كالجبال.
13 - وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ :
الْأَيْكَةِ الشجر الكثير الملتف.
الْأَحْزابُ الذين تحزبوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
14 - إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ :
فَحَقَّ عِقابِ فوجب عليهم عقابى.
15 - وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ :
وَ ما يَنْظُرُ وما ينتظر.
مِنْ فَواقٍ من توقف مقدار فواق ، وهو ما بين حلبتى الحالب ورضعتى الراضع يعنى إذا جاء وقتها لم تستأخر هذا القدر من الزمان.
16 - وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ :
قِطَّنا نصيبنا من العذاب.
قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ قبل يوم الجزاء.
17 - اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ :
اصْبِرْ يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم.
ذَا الْأَيْدِ ذا القوة فى الاضطلاع بشئون الدين.
أَوَّابٌ رجاع الى اللّه فى جميع أحواله تواب.
18 - إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ :

(1/4906)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 67
سَخَّرْنَا ذللنا.
[سورة ص (38) : الآيات 19 الى 22]
وَ الطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (20) وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (22)
19 - وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ :
وَ الطَّيْرَ أي وذللنا له الطير.
مَحْشُورَةً مجموعة.
كُلٌّ لَهُ الضمير للّه تعالى ، أي كل من داود والجبال والطير.
أَوَّابٌ مسبح ، ووضع أواب ، موضع المسبح.
20 - وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ :
وَ شَدَدْنا مُلْكَهُ قويناه.
وَ آتَيْناهُ الْحِكْمَةَ أي النبوة.
وَ فَصْلَ الْخِطابِ وتمييز الحق من الباطل.
21 - وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ :
أَتاكَ الخطاب للنبى صلّى اللّه عليه وسلم.
نَبَأُ الْخَصْمِ خبر الخصوم.
إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ أي جاءوا من سور المحراب لا من بابه.
والمحراب : محل العبادة.
22 - إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ :
فَفَزِعَ مِنْهُمْ فخاف واضطرب.
خَصْمانِ نحن متخاصمان.
بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ ظلم بعضنا بعضا.
بِالْحَقِّ بالعدل.
وَ لا تُشْطِطْ ولا تتجاوزه.

(1/4907)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 68
وَ اهْدِنا وأرشدنا.
إِلى سَواءِ الصِّراطِ الى الطريقة المثلى.
[سورة ص (38) : الآيات 23 الى 26]
إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (23) قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ (24) فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ (26)
23 - إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ :
أَكْفِلْنِيها اجعلنى كافلا لها.
وَ عَزَّنِي وغلبنى.
فِي الْخِطابِ فى المخاطبة.
24 - قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ :
قالَ الضمير المستتر لداود عليه السلام.
مِنَ الْخُلَطاءِ من المتخالطين.
لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ليجور بعضهم على بعض.
وَ قَلِيلٌ ما هُمْ وهم قلة نادرة.
وَ ظَنَّ وعلم.
أَنَّما فَتَنَّاهُ أن الأمر ما هو الا امتحان منا له.
وَ أَنابَ ورجع الى ربه خاشعا.
25 - فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ :
فَغَفَرْنا لَهُ تعجله فى الحكم.
لَزُلْفى لقربى.
وَ حُسْنَ مَآبٍ وحسن مرجع.
26 - يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ :

(1/4908)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 69
خَلِيفَةً عنا.
بِالْحَقِّ بما شرعت لك.
فَيُضِلَّكَ فيحيد بك.
يَضِلُّونَ يحيدون.
بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ بنسيانهم وغفلتهم عن يوم الجزاء.
[سورة ص (38) : الآيات 27 الى 30]
وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (29) وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)
27 - وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ :
باطِلًا عبثا.
فَوَيْلٌ فما أشد ما يلقى الذين كفروا.
مِنَ النَّارِ نار جهنم.
28 - أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ :
كَالْفُجَّارِ كالمتمردين على أحكامنا.
29 - كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ :
كِتابٌ أي القرآن.
مُبارَكٌ كثير النفع.
لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ ليتمعنوا فى فهم آياته.
وَ لِيَتَذَكَّرَ وليتعظ.
أُولُوا الْأَلْبابِ أصحاب العقول.
30 - وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ :
نِعْمَ الْعَبْدُ أي خليق أن يقال فيه : نعم العبد.
إِنَّهُ أَوَّابٌ أي لأنه أواب ، وراجع الى اللّه فى كل أحواله.

(1/4909)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 70
[سورة ص (38) : الآيات 31 الى 35]
إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ (31) فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ (32) رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ (33) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ (34) قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35)
31 - إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ :
بِالْعَشِيِّ بعد الظهر.
الصَّافِناتُ الخيل الأصيلة التي تسكن حين وقوفها وتسرع حين سيرها.
32 - فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ :
أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ أي أشربت حب الخيل لأنها عدة الخير ، وهو الجهاد فى سبيل اللّه.
عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حبا ناشئا عن ذكرى لربى.
حَتَّى تَوارَتْ أي وما زال مشغولا بعرضها حتى غابت الشمس ، أو حتى غابت الخيل عن ناظريه.
33 - رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ :
رُدُّوها عَلَيَّ أمر منه برد الخيل اليه ليتعرف أحوالها.
فَطَفِقَ فأخذ.
مَسْحاً يمسح.
بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ ترفقا بها وحبا لها.
34 - وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ :
وَ لَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ امتحناه حتى لا يغتر بأبهة الملك.
وَ أَلْقَيْنا أي وألقيناه.
جَسَداً لا يستطيع تدبير الأمور.
ثُمَّ أَنابَ فرجع الى اللّه بعد أن تنبه الى هذا الامتحان.
35 - قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ :

(1/4910)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 71
الْوَهَّابُ الكثير العطاء.
[سورة ص (38) : الآيات 36 الى 41]
فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ (36) وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (38) هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)
وَ اذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ (41)
36 - فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ :
فَسَخَّرْنا فذللنا.
رُخاءً رخية هنية.
حَيْثُ أَصابَ حيث قصد وأراد.
37 - وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ :
وَ الشَّياطِينَ أي وذللنا له الشياطين.
وَ غَوَّاصٍ فى أعماق البحار.
38 - وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ :
وَ آخَرِينَ من هؤلاء الشياطين.
مُقَرَّنِينَ قرن بعضهم الى بعض.
فِي الْأَصْفادِ فى الأغلال.
39 - هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ :
هذا عَطاؤُنا أي هذا الذي أنعمنا به عليك عطاؤنا.
فَامْنُنْ فأعط من شئت.
أَوْ أَمْسِكْ أو احرم من شئت.
بِغَيْرِ حِسابٍ فلا حساب عليك فى الإعطاء أو المنع.
40 - وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ :
لَزُلْفى لقربة عظيمة.
وَ حُسْنَ مَآبٍ وحسن مرجع ومآل.
41 - وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ :
وَ اذْكُرْ الخطاب للنبى صلّى اللّه عليه وسلم.

(1/4911)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 72
بِنُصْبٍ بتعب.
وَ عَذابٍ وألم.
[سورة ص (38) : الآيات 42 الى 45]
ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ (42) وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44) وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ (45)
42 - ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ :
ارْكُضْ فاستجبنا له وقلنا له : اركض ، أي اضرب برجلك الأرض.
هذا مُغْتَسَلٌ فثمة ماء بارد تغتسل منه.
وَ شَرابٌ وتشرب منه.
43 - وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ :
وَ وَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وجمعنا شمله بأهله الذين تفرقوا عنه أيام محنته.
وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ وزدنا عليهم مثلهم.
رَحْمَةً مِنَّا له.
وَ ذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ وعظة لأولى العقول ، ليعرفوا أن عاقبة الصبر الفرج.
44 - وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ :
ضِغْثاً حزمة من حشيش وكان أيوب قد حلف أن يضرب أحدا من أهله عددا من العصى ، فحلل اللّه يمينه بأن يأخذ حزمة فيها العدد الذي حلف أن يضرب به فيبر يمينه بأقل ألم.
وَ لا تَحْنَثْ فى يمينك.
إِنَّهُ أَوَّابٌ رجاع الى اللّه فى كل الأمور.
45 - وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ :
أُولِي الْأَيْدِي أولى القوة فى الدين والدنيا.

(1/4912)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 73
وَ الْأَبْصارِ والبصائر النيرة.
[سورة ص (38) : الآيات 46 الى 52]
إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ (47) وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ (48) هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ (50)
مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ (52)
46 - إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ :
إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ خصصناهم.
بِخالِصَةٍ بصفة.
ذِكْرَى الدَّارِ هى ذكرهم الدار الآخرة.
47 - وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ :
لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ لمن المختارين.
48 - وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ :
وَ كُلٌّ وكلهم.
49 - هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ :
هذا الذي قصصناه من نبأ بعض المرسلين.
ذِكْرٌ تذكير لك ولقومك.
وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ المتحرزين من عصيان اللّه تعالى.
لَحُسْنَ مَآبٍ لحسن مرجع ومآل.
50 - جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ :
مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ لا يصدهم عنها صاد.
51 - مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ :
مُتَّكِئِينَ فِيها أي يجلسون متكئين على الأرائك ، وهى جلسة المطمئن المترف.
يَدْعُونَ فِيها يتمتعون فيها طالبين.
52 - وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ :
وَ عِنْدَهُمْ فى الجنة.
قاصِراتُ الطَّرْفِ قد غضضن أبصارهن تعففا.

(1/4913)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 74
أَتْرابٌ قد استوين سنا.
[سورة ص (38) : الآيات 53 الى 58]
هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ (53) إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ (54) هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (56) هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57)
وَ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (58)
53 - هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ :
هذا النعيم.
لِيَوْمِ الْحِسابِ ليوم القيامة.
54 - إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ :
لَرِزْقُنا لعطاؤنا.
نَفادٍ نهاية.
55 - هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ :
هذا أي هذا النعيم جزاؤنا للمتقين.
وَ إِنَّ لِلطَّاغِينَ المتمردين.
مَآبٍ مآل ومنقلب.
56 - جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ :
يَصْلَوْنَها يقاسون حرها.
الْمِهادُ الفراش.
57 - هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ :
هذا ماء.
فَلْيَذُوقُوهُ يؤمرون أن يذوقوه.
حَمِيمٌ بلغ الغاية فى الحرارة.
وَ غَسَّاقٌ وصديد أهل النار.
58 - وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ :
وَ آخَرُ وعذاب آخر.
مِنْ شَكْلِهِ من شكل هذا العذاب.
أَزْواجٌ أنواع مزدوجة.

(1/4914)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 75
[سورة ص (38) : الآيات 59 الى 65]
هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ (59) قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (60) قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ (61) وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (62) أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (63)
إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64) قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (65)
59 - هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ :
هذا فَوْجٌ جمع.
مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ داخل النار معكم فى زحمة وشدة.
لا مَرْحَباً بِهِمْ لأنهم مثلكم.
صالُوا النَّارِ ممن سيقاسون حرها.
60 - قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ :
قالُوا أي الأتباع.
قَدَّمْتُمُوهُ أي العذاب بإغرائكم.
فَبِئْسَ الْقَرارُ المستقر وهو جهنم.
61 - قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ :
قالُوا أي الأتباع.
مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا أي من تسبب لنا فى هذا العذاب.
62 - وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ :
كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ يعنون فقراء المسلمين.
63 - أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ :
أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أي كيف اتخذناهم سخريا ولم يدخلوا النار معنا.
أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ أم إنهم دخلوها وزاغت عنهم أبصارنا فلم نرهم.
64 - إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ :
لَحَقٌّ لا بد واقع.
تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ وهو تخاصمهم وتنازعهم.
65 - قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ :

(1/4915)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 76
قُلْ يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم.
مُنْذِرٌ أخوفكم عذاب اللّه.
الْقَهَّارُ الذي فوق كل سلطان.
[سورة ص (38) : الآيات 66 الى 72]
رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70)
إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (72)
66 - رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ :
الْعَزِيزُ الذي لا يغلب.
الْغَفَّارُ لذنوب من آمن به.
67 - قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ :
نَبَأٌ عَظِيمٌ هذا الذي أنذرتكم به.
68 - أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ :
عَنْهُ أي عن هذا النبأ العظيم.
مُعْرِضُونَ مولون لا تفكرون فيه ولا تتدبرونه.
69 - ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ :
بِالْمَلَإِ الْأَعْلى أي بأخبار الملأ الأعلى.
إِذْ يَخْتَصِمُونَ فى شأن آدم.
70 - إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ :
إِنْ يُوحى إِلَيَّ ما يوحى الى.
إِلَّا أَنَّما أَنَا الا لأننى.
نَذِيرٌ مُبِينٌ رسول أنذركم فى بيان ووضوح.
71 - إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ :
إِذْ قالَ حين قال.
بَشَراً يعنى آدم.
72 - فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ :
فَإِذا سَوَّيْتُهُ رجلا.

(1/4916)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 77
وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي الحياة.
فَقَعُوا لَهُ فخروا له.
ساجِدِينَ سجود تعظيم.
[سورة ص (38) : الآيات 73 الى 80]
فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (74) قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (75) قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77)
وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ (78) قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80)
73 - فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ :
فَسَجَدَ فخر.
74 - إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ :
اسْتَكْبَرَ استعظم أن يخر ساجدا.
75 - قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ :
قالَ أي اللّه تعالى.
مِنَ الْعالِينَ ممن علوا علوا وفاقوا.
76 - قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ :
قالَ الضمير لإبليس.
77 - قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ :
مِنْها من جماعة الملأ الأعلى.
رَجِيمٌ مطرود من رحمتى.
78 - وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ :
لَعْنَتِي إبعادى وطردى.
79 - قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ :
فَأَنْظِرْنِي فأمهلنى.
إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ الى يوم البعث.
80 - قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ :
مِنَ الْمُنْظَرِينَ من الممهلين.

(1/4917)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 78
[سورة ص (38) : الآيات 81 الى 88]
إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)
قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)
81 - إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ :
أي يوم البعث.
82 - قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ :
فَبِعِزَّتِكَ فبعظمتك.
لَأُغْوِيَنَّهُمْ لأضلنهم.
83 - إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ :
الْمُخْلَصِينَ الذين أخلصتهم لطاعتك.
84 - قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ :
فَالْحَقُّ يمينى وقسمى.
وَ الْحَقَّ أَقُولُ ولا أقول الا الحق.
85 - لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ :
مِنْكَ من جنسك.
وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ من ذرية آدم.
86 - قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ :
عَلَيْهِ على ما كلفت بتبليغكم إياه.
مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ الذي يتحلون بما ليس فيهم حتى أدعى النبوة.
87 - إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ :
إِنْ هُوَ أي القرآن.
إِلَّا ذِكْرٌ الا تذكير وعظة.
88 - وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ :
نَبَأَهُ ما اشتمل عليه من وعد ووعيد.
بَعْدَ حِينٍ عند قيام الساعة.

(1/4918)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 79
39 سورة الزمر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الزمر (39) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ (3)
1 - تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ :
الْكِتابِ القرآن.
الْعَزِيزِ الذي لا يغلبه أحد على مراده.
الْحَكِيمِ فى فعله وتشريعه.
2 - إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ :
إِلَيْكَ يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم.
الْكِتابَ القرآن.
بِالْحَقِّ آمرا بالحق.
مُخْلِصاً لَهُ وحده.
الدِّينَ العبادة.
3 - أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ :
أَلا لِلَّهِ وحده.
الدِّينُ الْخالِصُ البريء من كل شائبة.
أَوْلِياءَ نصراء.
زُلْفى تقربا بشفاعتهم لنا عنده.
بَيْنَهُمْ بين المشركين والمؤمنين.
فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ من أمر الشرك والتوحيد.

(1/4919)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 80
كَفَّارٌ ممعن فى الكفر.
[سورة الزمر (39) : الآيات 4 الى 6]
لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (4) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)
4 - لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ :
لَاصْطَفى لاختار.
ما يَشاءُ لا ما تشاءون أنتم حين تجعلون المسيح ابنا للّه والملائكة بناته.
الْقَهَّارُ الذي بلغ الغاية فى القهر.
5 - خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ :
بِالْحَقِّ على ناموس ثابت.
يُكَوِّرُ يلف.
وَ سَخَّرَ وذلك لإرادته ونفع عباده.
لِأَجَلٍ مُسَمًّى وهو يوم القيامة.
الْعَزِيزُ الغالب على كل شىء.
الْغَفَّارُ الذي بلغ الغاية فى الصفح عن المذنبين من عباده.
6 - خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ :
خَلَقَكُمْ أيها الناس.
مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ هو آدم أبو البشر.
مِنْها من هذه النفس.
زَوْجَها حواء.

(1/4920)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 81
ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ ثمانية أنواع ، وهى الإبل والبقر والضأن والماعز.
خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ طورا من بعد طور.
فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ظلمة البطن والرحم والمشيمة.
فَأَنَّى تُصْرَفُونَ فكيف تعدلون عن عبادته الى عبادة غيره.
[سورة الزمر (39) : الآيات 7 الى 8]
إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7) وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ (8)
7 - إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ :
غَنِيٌّ عَنْكُمْ وعن ايمانكم وشكركم نعمه.
يَرْضَهُ لَكُمْ يتقبله منكم.
وَ لا تَزِرُ ولا تحمل اثم.
وازِرَةٌ نفس آثمة.
وِزْرَ أُخْرى إثم نفس أخرى.
بِذاتِ الصُّدُورِ بما تكنه الصدور.
8 - وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ :
وَ إِذا مَسَّ وإذا أصاب.
ضُرٌّ مكروه وشر.
مُنِيباً إِلَيْهِ راجعا اليه.
خَوَّلَهُ نِعْمَةً أعطاه نعمة.
نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ نسى الضر الذي كان يدعو ربه لإزالته وكشفه.
أَنْداداً شركاء.

(1/4921)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 82
لِيُضِلَّ نفسه.
عَنْ سَبِيلِهِ عن سبيل اللّه.
قُلْ يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم لمن هذه سبيله.
تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا أنعم بكفرك قليلا فى حياتك.
[سورة الزمر (39) : آية 9]
أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (9)
9 - أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ :
قانِتٌ خاشع.
آناءَ اللَّيْلِ أثناء الليل.
ساجِداً وَقائِماً يقضيها ساجدا وقائما ، أي مصليا.
يَحْذَرُ الْآخِرَةَ يخاف عذاب اللّه فى الآخرة ويخشاه.
وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ ويطمع فى رحمة ربه.
وفى الكلام حذف تقديره : كغيره لمن يدعو ربه فى الضراء وينساه فى السراء.
أُولُوا الْأَلْبابِ أصحاب العقول المميزة.
[سورة الزمر (39) : الآيات 10 الى 11]
قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ (10) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11)
10 - قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ :
قُلْ يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم مبلغا عن ربك.
اتَّقُوا رَبَّكُمْ اخشوا عذابه.
وَ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ لمن ضيم فى أرضه.
بِغَيْرِ حِسابٍ مما لا يدخل فى حساب الحاسبين.
11 - قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ :
مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ مخلصا له عبادتى من كل شرك ورياء.

(1/4922)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 83
[سورة الزمر (39) : الآيات 12 الى 17]
وَ أُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (16)
وَ الَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ (17)
12 - وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ :
الْمُسْلِمِينَ المنقادين لأوامره.
13 - قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ :
عَظِيمٍ الهول ، وهو يوم القيامة.
14 - قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي :
اللَّهَ وحده.
مُخْلِصاً لَهُ دِينِي مبرئا عبادتى من الشرك والرياء.
15 - فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ :
الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ أضاعوا أنفسهم بضلالهم.
وَ أَهْلِيهِمْ بإضلالهم.
الْخُسْرانُ الْمُبِينُ الكامل البين.
16 - لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ :
لَهُمْ لهؤلاء الخاسرين.
ظُلَلٌ طبقات متراكمة.
ذلِكَ التصوير للعذاب.
يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يحذرهم.
فَاتَّقُونِ فاخشوا عذابى.
17 - وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ :
الطَّاغُوتَ الأصنام والشياطين.
أَنْ يَعْبُدُوها أن يتقربوا إليها.

(1/4923)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 84
وَ أَنابُوا إِلَى اللَّهِ ورجعوا الى اللّه فى كل أمورهم.
لَهُمُ الْبُشْرى لهم البشارة.
فَبَشِّرْ يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم.
عِبادِ عبادى المتقين.
[سورة الزمر (39) : الآيات 18 الى 21]
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (18) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ (20) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (21)
18 - الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ :
أَحْسَنَهُ الأهدى الى الحق.
هَداهُمُ اللَّهُ وفقهم الى الهدى.
أُولُوا الْأَلْبابِ أصحاب العقول المميزة.
19 - أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ :
أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أفمن وجبت عليه كلمة العذاب.
20 - لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ :
اتَّقَوْا رَبَّهُمْ خافوا عذابه.
الْمِيعادَ ما وعد به.
21 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ :
فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فأدخله فى الأرض فى ينابيع وعيون.
ثُمَّ يَهِيجُ ثم ييبس بعد نضارته.
حُطاماً فتاتا متكسرا.
إِنَّ فِي ذلِكَ التنقل من حال الى حال.
لَذِكْرى لعبرة.

(1/4924)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 85
[سورة الزمر (39) : الآيات 22 الى 25]
أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (23) أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24) كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (25)
22 - أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ :
شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ بقبول تعاليمه.
عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ على بصيرة من ربه.
فَوَيْلٌ فعذاب شديد.
لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ لمن قست قلوبهم.
مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عن ذكر اللّه.
23 - اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ :
مُتَشابِهاً تشابهت معانيه وألفاظه فى بلوغ الغاية فى الاعجاز والاحكام.
مَثانِيَ تتردد فيه المواعظ والأحكام.
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ تنقبض عند تلاوته.
ذلِكَ الكتاب الذي اشتمل على هذه الصفات.
هُدَى اللَّهِ نور اللّه.
يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ فيوفقه إلى الإيمان به.
وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ لعلمه أنه سيعرض عن الحق.
فَما لَهُ مِنْ هادٍ فليس له من مرشد ينقذه من الضلال.
24 - أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ :
أَ فَمَنْ يَتَّقِي أفمن يدفع.
بِوَجْهِهِ يتقى به العذاب.
وثمة حذف تقديره : كمن يأتى يوم القيامة آمنا.
25 - كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ :

(1/4925)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 86
لا يَشْعُرُونَ لا يتوقعون.
[سورة الزمر (39) : الآيات 26 الى 31]
فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (26) وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (29) إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30)
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)
26 - فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ :
الْخِزْيَ الصغار.
27 - وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ :
وَ لَقَدْ ضَرَبْنا ولقد بينا.
مِنْ كُلِّ مَثَلٍ يذكرهم بالحق.
لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ لعلهم يتعظون.
28 - قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ :
عَرَبِيًّا بلسانهم.
غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لا اختلال فيه.
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ رجاء أن يخشوا ربهم.
29 - ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ :
رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مملوكا لشركاء.
مُتَشاكِسُونَ متنازعون فيه.
وَ رَجُلًا سَلَماً خالص الملكية لواحد.
هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا أي لا يستويان.
الْحَمْدُ لِلَّهِ على اقامة الحجة على الناس.
30 - إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ :
إِنَّكَ الخطاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
وَ إِنَّهُمْ جميعا.
31 - ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ :
تَخْتَصِمُونَ يخاصم بعضكم بعضا.

(1/4926)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 87
[سورة الزمر (39) : الآيات 32 الى 36]
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (32) وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (35) أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (36)
32 - فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ :
مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ نسب اليه ما ليس له.
وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ وأنكر الحق حين جاءه على لسان الرسل.
مَثْوىً مستقر.
33 - وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ :
وَ صَدَّقَ بِهِ إذ جاءه.
34 - لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ :
لَهُمْ ما يَشاؤُنَ ما يحبون.
ذلِكَ الفضل.
جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ جزاء كل محسن.
35 - لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ :
لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ ليغفر لهم.
أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا أسوأ عملهم.
وَ يَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ ويوفيهم أجرهم.
بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ بأحسن ما عملوا فى الدنيا.
36 - أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ :
أَ لَيْسَ اللَّهُ وحده.
بِكافٍ عَبْدَهُ كافيا عباده ما يهمهم.
وَ يُخَوِّفُونَكَ الخطاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بآلهتهم التي يدعونها من دون اللّه.

(1/4927)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 88
مِنْ هادٍ من مرشد.
[سورة الزمر (39) : الآيات 37 الى 41]
وَ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ (37) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38) قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (40) إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41)
37 - وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ :
بِعَزِيزٍ بمنيع الجناب.
ذِي انْتِقامٍ من الكافرين.
38 - وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ :
وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ هؤلاء المشركين.
كاشِفاتُ مزيلات ومزيحات.
مُمْسِكاتُ مانعات.
حَسْبِيَ اللَّهُ هو وحده يكفينى كل شىء.
39 - قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ :
قُلْ متوعدا.
عَلى مَكانَتِكُمْ على طريقتكم من الكفر والتكذيب.
إِنِّي عامِلٌ انى ثابت على عمل ما أمرنى به ربى.
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ من سيأتيه عذاب يخزيه.
40 - مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ :
يُخْزِيهِ يذله.
مُقِيمٌ دائم لا ينكشف عنه.
41 - إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ :

(1/4928)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 89
الْكِتابَ القرآن الكريم.
لِلنَّاسِ جميعا.
بِالْحَقِّ مشتملا على الحق.
بِوَكِيلٍ بموكل بهدايتهم.
[سورة الزمر (39) : الآيات 42 الى 44]
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعاءَ قُلْ أَوَ لَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ (43) قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44)
42 - اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ :
يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ يقبض أرواحها.
حِينَ مَوْتِها حين يحين أجلها.
وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها ويقبض الأرواح التي لم تمت حين نومها.
فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ لا يردها.
وَ يُرْسِلُ الْأُخْرى التي لم يحن أجلها عند اليقظة.
إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى محدود.
43 - أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعاءَ قُلْ أَوَ لَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ :
شُفَعاءَ يتقربون بهم اليه.
أَ وَلَوْ كانُوا هؤلاء الشفعاء.
لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً ليس بملكهم فعل شىء.
وَ لا يَعْقِلُونَ أي ولا لهم قدرة على التمييز.
44 - قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ :
قُلْ الخطاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
لِلَّهِ وحده.
الشَّفاعَةُ جَمِيعاً الشفاعة كلها ، فلا ينالها أحد إلا برضاه.

(1/4929)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 90
ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فيحاسبكم على أعمالكم.
[سورة الزمر (39) : الآيات 45 الى 48]
وَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (48)
45 - وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ :
وَحْدَهُ دون أن تذكر آلهتهم.
اشْمَأَزَّتْ انقبضت.
الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ أي آلهتهم.
إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ إذا هم يفرحون ويسرون.
46 - قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ :
فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ خالق السموات والأرض على غير مثال.
عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ما نسر وما نعلن.
فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ من أمور الدنيا والآخرة. فاحكم بينى وبين هؤلاء المشركين.
47 - وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ :
لَافْتَدَوْا بِهِ لقدموه فداء.
وَ بَدا لَهُمْ وظهر لهم.
ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ما لم يكن يخطر على بالهم من العذاب.
48 - وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ :
وَ بَدا لَهُمْ وظهر لهم فى هذا اليوم.
سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا سوء عملهم.
وَ حاقَ بِهِمْ وأحاط بهم من العذاب.

(1/4930)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 91
ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ فى الدنيا.
[سورة الزمر (39) : الآيات 49 الى 52]
فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) أَوَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)
49 - فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ :
فَإِذا مَسَّ فاذا أصاب.
ضُرٌّ ما يكره.
دَعانا نادانا تضرعا.
ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ ثم إذا أعطيناه.
إِنَّما أُوتِيتُهُ أعطيته ونلته.
عَلى عِلْمٍ لعلم منى بوجوه كسبه.
بَلْ هِيَ أي هذه النعمة.
فِتْنَةٌ اختبار وابتلاء.
50 - قَدْ قالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ :
قَدْ قالَهَا أي هذه المقالة.
فَما أَغْنى عَنْهُمْ فما دفع عنهم العذاب.
ما كانُوا يَكْسِبُونَ ما اكتسبوه من مال وجاه.
51 - فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ :
فَأَصابَهُمْ هؤلاء الكفار.
سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا جزاء سيئات أعمالهم.
وَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ والظالمون من هؤلاء المخاطبين.
سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا جزاء سيئات أعمالهم.
وَ ما هُمْ بِمُعْجِزِينَ وما هم بمفلتين من العقاب.
52 - أَوَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ :

(1/4931)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 92
يَبْسُطُ الرِّزْقَ يوسعه.
وَ يَقْدِرُ ويعطيه بقدر.
[سورة الزمر (39) : الآيات 53 الى 56]
قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)
53 - قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ :
أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أكثروا على أنفسهم من المعاصي.
لا تَقْنَطُوا لا تيأسوا.
54 - وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ :
وَ أَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وارجعوا اليه تائبين.
وَ أَسْلِمُوا لَهُ وانقادوا له طائعين.
ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ثم لا تجدون من ينصركم ويدفع عنكم العذاب.
55 - وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ :
أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وهو القرآن الكريم.
بَغْتَةً فجأة.
وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ وأنتم لا تعلمون بمجيئه.
56 - أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ :
أَنْ تَقُولَ لئلا تقول.
يا حَسْرَتى يا أسفى.
عَلى ما فَرَّطْتُ على ما قصرت.
فِي جَنْبِ اللَّهِ فى طاعة اللّه وحقه.
وَ إِنْ كُنْتُ وانى كنت فى الدنيا.
لَمِنَ السَّاخِرِينَ لمن المستهزئين بدينه.

(1/4932)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 93
[سورة الزمر (39) : الآيات 57 الى 63]
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)
اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (63)
57 - أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ :
لَكُنْتُ فى الدنيا.
مِنَ الْمُتَّقِينَ الذين وقوا أنفسهم من العذاب بالايمان.
58 - أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ :
كَرَّةً رجعة الى الدنيا.
فَأَكُونَ فيها.
مِنَ الْمُحْسِنِينَ ممن يحسنون عملا.
59 - بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ :
وَ اسْتَكْبَرْتَ وتعاليت عن أن تؤمن بها.
60 - وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ :
وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ حزنا وكآبة.
مَثْوىً مقرا.
لِلْمُتَكَبِّرِينَ المتعالين عن الحق.
61 - وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ :
بِمَفازَتِهِمْ بما سبق فى علمه من فوزهم.
62 - اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ :
وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ يتولى أمره بمقتضى حكمته.
63 - لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ :
لَهُ وحده.

(1/4933)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 94
مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ تصاريف أمور السموات والأرض فلا يتصرف فيهن سواه.
[سورة الزمر (39) : الآيات 64 الى 68]
قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (68)
64 - قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ :
قُلْ الخطاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
أَ فَغَيْرَ اللَّهِ أي أفبعد وضوح الآيات تأمرونى بأن أخص غير اللّه بالعبادة.
65 - وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ :
وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ من الرسل.
لَئِنْ أَشْرَكْتَ باللّه شيئا.
لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ليبطلن اللّه عملك.
66 - بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ :
بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ أي لا تجبهم الى ما دعوك اليه من عبادة غير اللّه.
وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ له على نعمه.
67 - وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ :
وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ أي ما عظموه وما عرفوه ، يعنى المشركين.
حَقَّ قَدْرِهِ حق تعظيمه وحق معرفته.
قَبْضَتُهُ مملوكة له.
مَطْوِيَّاتٌ قد طويت كما يطوى الثوب.
سُبْحانَهُ تنزه عن أن يشرك به.
وَ تَعالى علوا كبيرا عن أن يكون له شريك.
68 - وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ :
فَصَعِقَ فمات.

(1/4934)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 95
فَإِذا هُمْ قِيامٌ قد قاموا من قبورهم.
يَنْظُرُونَ ينتظرون ما ذا سيفعل اللّه بهم.
[سورة الزمر (39) : الآيات 69 الى 71]
وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِي ءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (71)
69 - وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِي ءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ :
وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ يومئذ ، أي يوم البعث.
وَ وُضِعَ الْكِتابُ وأعد الكتاب الذي سجلت فيه أعمالهم.
وَ جِي ءَ وأحضر.
بِالنَّبِيِّينَ بالأنبياء.
وَ الشُّهَداءِ والعدول ليشهدوا على الخلق.
وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ وفصل بينهم.
بِالْحَقِّ بالعدل.
وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ نقصا فى ثواب ولا زيادة فى عذاب.
70 - وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ :
وَ وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ ووفيت كل نفس جزاء عملها.
71 - وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ :
وَ سِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا ودفعوا دفعا.
زُمَراً جماعات.
حَتَّى إِذا جاؤُها حتى إذا بلغوها.
خَزَنَتُها حراسها.
وَ يُنْذِرُونَكُمْ ويخوفونكم.
حَقَّتْ وجبت.

(1/4935)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 96
[سورة الزمر (39) : الآيات 72 الى 75]
قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (73) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (75)
72 - قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ :
فِيها أي فى جهنم.
مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ مقر المتعالين عن قبول الحق.
73 - وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ :
طِبْتُمْ نعمتم بما نلتم.
74 - وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الثناء للّه وحده.
الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ الذي حقق لنا ما وعدنا به على لسان رسله.
وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ أرض الجنة.
نَتَبَوَّأُ ننزل.
الْعامِلِينَ الذين أحسنوا فيما عملوا.
75 - وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ :
حَافِّينَ محيطين.
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ لهجين بالثناء على ربهم.
وَ قُضِيَ وفصل.
بَيْنَهُمْ بين الخلائق.
بِالْحَقِّ بالعدل.
وَ قِيلَ بلسان الكون أجمع.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الثناء للّه.
رَبِّ الْعالَمِينَ
خالق الخلق كله.

(1/4936)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 97
40 سورة غافر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة غافر (40) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (4)
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ (5)
1 - حم :
حرفان من حروف الهجاء التي يتكون منها كلامهم ، للاشارة إلى أن القرآن الذي حروفه حروف كلامهم أعجزهم الإتيان بمثله.
2 - تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ :
الْكِتابِ القرآن.
الْعَزِيزِ القوى الغالب.
الْعَلِيمِ المحيط علمه بكل شىء.
3 - غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ :
التَّوْبِ التوبة.
ذِي الطَّوْلِ صاحب الانعام.
الْمَصِيرُ المرجع.
4 - ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ :
ما يُجادِلُ ما يمارى.
فَلا يَغْرُرْكَ فلا يخدعك.
تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ تنقلهم فى البلاد بتيسير اللّه شئونهم مع كفرهم.
5 - كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ

(1/4937)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 98
بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ
:
وَ الْأَحْزابُ من اجتمعوا على الرسل.
لِيَأْخُذُوهُ ليوقعوا به.
وَ جادَلُوا بِالْباطِلِ أي جعلوا من الباطل حجتهم فى جدالهم.
لِيُدْحِضُوا ليدحروا.
[سورة غافر (40) : الآيات 6 الى 8]
وَ كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ (6) الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8)
6 - وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ :
حَقَّتْ وجبت.
7 - الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ :
وَ مَنْ حَوْلَهُ والمحيطون به ، أي بالعرش.
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ يلهجون بتنزيهه والثناء عليه.
وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ويطلبون المغفرة للذين آمنوا.
رَبَّنا قائلين ربنا.
وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وسعت رحمتك كل شىء.
وَ عِلْماً وأحاط علمك بكل شىء.
فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا فاصفح عن سيئات الذين رجعوا إليك تائبين.
وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ واتبعوا طريقك.
وَ قِهِمْ وجنبهم.
8 - رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
وَ أَدْخِلْهُمْ أي الذين تابوا واتبعوا سبيلك.

(1/4938)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 99
[سورة غافر (40) : آية 9]
وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)
9 - وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ :
وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ وجنبهم السيئات.
وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ ومن جنبته جزاء السيئات يوم الجزاء.
[سورة غافر (40) : الآيات 10 الى 14]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ (13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (14)
10 - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ :
لَمَقْتُ اللَّهِ لكراهة اللّه وبغضه لكم.
أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ أكبر من كراهتكم أنفسكم التي أوردتكم موارد العذاب.
11 - قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ :
أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ أي خلقتهم أمواتا أولا وإماتتهم عند انقضاء آجالهم.
وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ الإحياءة الأولى وإحياءة البعث.
إِلى خُرُوجٍ من النار.
مِنْ سَبِيلٍ من طريق للنجاة.
12 - ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ :
فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الذي يجازى من كفر على كفره.
13 - هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ :
آياتِهِ دلائل قدرته.
مَنْ يُنِيبُ من يرجع الى التدبر والتفكير فى آيات اللّه.
14 - فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ :
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ مخلصين له العبادة.

(1/4939)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 100
[سورة غافر (40) : الآيات 15 الى 18]
رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (17) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (18)
15 - رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ :
رَفِيعُ الدَّرَجاتِ عالى المقامات.
ذُو الْعَرْشِ صاحب العرش.
يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ ينزل الوحى من قضائه وأمره.
عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ على من اصطفاه من عباده.
لِيُنْذِرَ ليخوف الناس عاقبة مخالفة المرسلين.
يَوْمَ التَّلاقِ يوم الحساب حين يلتقى الخلق أجمعون.
16 - يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ :
يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ يوم يبدو الناس.
لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لا يخفى على اللّه من أمرهم شىء.
لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ حيث ينادى : لمن الملك اليوم؟
لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ فيجاب : للّه الواحد المتفرد بالحكم ، البالغ القهر.
17 - الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ :
بِما كَسَبَتْ بما عملت.
سَرِيعُ الْحِسابِ لا يؤخره عن وقته.
18 - وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ :
وَ أَنْذِرْهُمْ وخوفهم ، والخطاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
يَوْمَ الْآزِفَةِ يوم القيامة ، سميت بذلك لأزوفها ، أي لقربها.
لَدَى الْحَناجِرِ من شدة الهلع.

(1/4940)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 101
كاظِمِينَ كابتين غيظهم لا يستطيعون التفريج عن أنفسهم.
مِنْ حَمِيمٍ من محب مشفق.
وَ لا شَفِيعٍ يشفع لهم.
يُطاعُ يستجاب له.
[سورة غافر (40) : الآيات 19 الى 23]
يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20) أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ (21) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (22) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (23)
19 - يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ :
خائِنَةَ الْأَعْيُنِ استراق النظر إلى ما لا يحل.
20 - وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ :
يَقْضِي بِالْحَقِّ يحكم بالعدل.
وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ من يجعلونه شركاء اللّه.
لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ لعجزهم.
21 - أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ :
فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ فأهلكهم واستأصلهم.
بِذُنُوبِهِمْ بما أسلفوا من ذنوب.
مِنْ واقٍ من حافظ يحفظهم ويحميهم من عذابه.
22 - ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ :
بِالْبَيِّناتِ بالآيات الدالة على قدرة اللّه تعالى.
فَكَفَرُوا فجحدوا بها.
فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ فأهلكهم.
23 - وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ :
بِآياتِنا بمعجزاتنا.

(1/4941)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 102
وَ سُلْطانٍ وحجة دامغة.
مُبِينٍ لا غموض فيها.
[سورة غافر (40) : الآيات 24 الى 28]
إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (25) وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ (26) وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ (27) وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28)
24 - إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ :
كَذَّابٌ مبالغ فى الكذب.
25 - فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ :
وَ اسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ واتركوا نساءهم أحياء.
وَ ما كَيْدُ الْكافِرِينَ وما مكر الكافرين.
إِلَّا فِي ضَلالٍ الا فى ضياع.
26 - وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ :
ذَرُونِي دعونى.
وَ لْيَدْعُ رَبَّهُ لينقذه منى.
أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أن يغير دينكم.
الْفَسادَ الفتن.
27 - وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ :
إِنِّي عُذْتُ انى تحصنت.
بِرَبِّي بمالك أمرى.
وَ رَبِّكُمْ ومالك أمركم.
مُتَكَبِّرٍ متغطرس متعال.
28 - وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ

(1/4942)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 103
وَ إِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ
:
يَكْتُمُ إِيمانَهُ يخفيه.
بِالْبَيِّناتِ بالأدلة الواضحات.
مُسْرِفٌ مجاوز الحد.
كَذَّابٌ مبالغ فى الكذب.
[سورة غافر (40) : الآيات 29 الى 33]
يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلاَّ ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشادِ (29) وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ (31) وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (33)
29 - يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ :
ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ عالين.
فَمَنْ يَنْصُرُنا فمن ينقذنا.
مِنْ بَأْسِ اللَّهِ من عذاب اللّه.
إِلَّا ما أَرى الا الذي أرى.
وَ ما أَهْدِيكُمْ بهذا الرأى الذي أراه.
30 - وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ :
الْأَحْزابِ الذين تحزبوا على رسلهم.
31 - مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ :
مِثْلَ دَأْبِ مثل عادة.
32 - وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ :
يَوْمَ التَّنادِ يوم تصايح الخلق بعضهم على بعض ، يعنى يوم القيامة.
33 - يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ :

(1/4943)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 104
مُدْبِرِينَ لا تلوون على شىء من الهلع.
مِنْ عاصِمٍ من مانع.
مِنْ هادٍ من مرشد.
[سورة غافر (40) : الآيات 34 الى 37]
وَ لَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ (34) الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (36) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبابٍ (37)
34 - وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ :
بِالْبَيِّناتِ بالحجج الواضحة.
مُسْرِفٌ مجاوز الحد.
مُرْتابٌ فى شك وحيرة من أمره.
35 - الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ :
بِغَيْرِ سُلْطانٍ بغير برهان يؤيدهم.
أَتاهُمْ حضرهم.
كَبُرَ مَقْتاً كرها وسخطا.
كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ مثل هذا الختم يختم اللّه.
مُتَكَبِّرٍ قد ملىء غطرسة.
جَبَّارٍ فيه قسوة وغلظة.
36 - وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ :
صَرْحاً بناء عاليا.
لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ مسالك السموات.
37 - أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ :

(1/4944)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 105
أَسْبابَ السَّماواتِ مسالكها ومنافذها.
فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى فأرقى الى إله موسى وأراه.
وَ صُدَّ ومنع وحجب.
عَنِ السَّبِيلِ عن طريق الهدى.
وَ ما كَيْدُ فِرْعَوْنَ وما مكر فرعون.
إِلَّا فِي تَبابٍ الا فى خسار.
[سورة غافر (40) : الآيات 38 الى 42]
وَ قالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ (38) يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ (40) وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42)
38 - وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ :
سَبِيلَ الرَّشادِ طريق الفلاح.
39 - يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ :
مَتاعٌ الى فناء وزوال.
دارُ الْقَرارِ الاستقرار والبقاء.
40 - مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ :
بِغَيْرِ حِسابٍ يفوت عد الحاسبين.
41 - وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ :
إِلَى النَّجاةِ إلى ما يبلغكم النجاة من النار.
إِلَى النَّارِ الى ما يدخلنى النار.
42 - تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ :
وَ أُشْرِكَ بِهِ وأجعل له شريكا.
ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ لا علم عنه يحملنى على الاعتقاد به.
الْعَزِيزِ الغالب الذي لا يغلب.

(1/4945)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 106
الْغَفَّارِ الكثير المغفرة.
[سورة غافر (40) : الآيات 43 الى 46]
لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (44) فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (46)
43 - لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ
:
لا جَرَمَ لا محالة.
أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ أن الذي تدعوننى إلى عبادته.
لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ إلى نفسه ، أي من حق المعبود الحق أن يدعو العباد إلى طاعته ، ثم يدعو العباد إليها إظهارا لدعوة ربهم ، وما تدعون إليه وإلى عبادته ، لا يدعو هو إلى ذلك ، ولا يدعى الربوبية.
فِي الدُّنْيا أي انه جماد لا يستطيع شيئا من دعاء وغيره.
وَ لا فِي الْآخِرَةِ يتبرأ من الدعاء إليه ومن عبادته.
وقيل : ليس له استجابة دعوة تنفع فى الدنيا ولا فى الآخرة.
44 - فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ :
فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ أي فستعلمون صدق ما أقول لكم.
وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ وأكل أمرى إلى اللّه.
45 - فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ :
فَوَقاهُ اللَّهُ فدفع اللّه عنه.
سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا شدائد مكرهم.
وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ وأحاط بآل فرعون.
سُوءُ الْعَذابِ العذاب السيء.
46 - النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ :
يُعْرَضُونَ عَلَيْها يدخلونها.

(1/4946)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 107
غُدُوًّا وَعَشِيًّا أي عذابا متتابعا تتابع الغدو والعشى.
[سورة غافر (40) : الآيات 47 الى 51]
وَ إِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ (47) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (48) وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ (49) قالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (50) إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ (51)
47 - وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ :
وَ إِذْ يَتَحاجُّونَ وإذ يتخاصمون.
فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ وهم الأتباع.
لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا للمتبوعين.
48 - قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ :
إِنَّا كُلٌّ فِيها انا وأنتم جميعا فى النار.
49 - وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ :
الَّذِينَ فِي النَّارِ من الكبراء والضعفاء.
لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ لحفظة جهنم.
50 - قالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ :
بِالْبَيِّناتِ بالحجج الواضحة.
قالُوا بَلى أي جاءتنا الرسل فكذبناهم.
فَادْعُوا أنتم.
إِلَّا فِي ضَلالٍ الا فى ضياع.
51 - إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ :
إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا أي نجعل النصر لهم.
وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ أي يوم القيامة يوم يشهد الشهود للرسل بتبليغ رسالتهم.

(1/4947)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 108
[سورة غافر (40) : الآيات 52 الى 56]
يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ (53) هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (54) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (55) إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)
52 - يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ :
مَعْذِرَتُهُمْ اعتذارهم عما فرط منهم فى الدنيا.
وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ فى هذا اليوم ، أي الطرد من رحمة اللّه.
وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ أي سوء الدار الآخرة ، وهو عذابها.
53 - وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ :
الْهُدى ما يهتدى به الى الحق.
وَ أَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ وتركنا على بنى إسرائيل من بعده :
الْكِتابَ أي التوراة.
54 - هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ :
هُدىً وَذِكْرى إرشادا وتذكرة.
لِأُولِي الْأَلْبابِ لأصحاب العقول الواعية ، وهم المؤمنون العاملون بما فيه.
55 - فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ :
فَاصْبِرْ على ما ينالك من أذى ، والخطاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ ما وعدك إياه من نصر.
حَقٌّ لا يتخلف.
وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ واطلب المغفرة من ربك لما قد يعد ذنبا بالنسبة إليك.
وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ونزه ربك عن النقائص تنزيها مقترنا بالثناء عليه.
بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ ثناء متتابعا تتابع العشى والإبكار ، والعشى :
أواخر النهار ، والإبكار : أوائله.
56 - إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ :

(1/4948)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 109
يُجادِلُونَ يمارون.
فِي آياتِ اللَّهِ فيما بين أيديهم من دلائل على وجوده.
بِغَيْرِ سُلْطانٍ من غير حجة ملزمة.
إِلَّا كِبْرٌ الا تعال عن اتباع الحق.
ما هُمْ بِبالِغِيهِ أي ما هم بالغي موجب الكبر. أي ليس تعاليهم بموصلهم الى غايتهم.
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ فاطلب الحفظ منه.
[سورة غافر (40) : الآيات 57 الى 61]
لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (57) وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلا الْمُسِي ءُ قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ (58) إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (59) وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (60) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (61)
57 - لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ :
لا يَعْلَمُونَ أي سلبوا العلم فلم يؤمنوا بالبعث مع إقرارهم بأنه خالق السموات والأرض.
58 - وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِي ءُ قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ :
الْأَعْمى عن الحق.
وَ الْبَصِيرُ العارف بالحق.
وَ لَا الْمُسِي ءُ فى عقيدته وعمله.
ما تَتَذَكَّرُونَ ما تتذكرون أيها الناس.
59 - إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ :
إِنَّ السَّاعَةَ أي يوم القيامة.
لا رَيْبَ فِيها لا شك فى مجيئها.
لا يُؤْمِنُونَ لا يصدقون.
60 - وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ :
داخِرِينَ صاغرين.
61 - اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ :

(1/4949)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 110
لِتَسْكُنُوا فِيهِ لتهدءوا فيه وتستريحوا من العمل.
مُبْصِراً مضيئا لتعملوا فيه.
لا يَشْكُرُونَ نعمه.
[سورة غافر (40) : الآيات 62 الى 66]
ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (65) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (66)
62 - ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ :
ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ المنعم بهذه النعم الجليلة.
خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا معبود بحق إلا هو.
فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ فإلى أي جهة تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره.
63 - كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ :
يُؤْفَكُ يصرف عن الحق.
يَجْحَدُونَ ينكرون.
64 - اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ :
قَراراً مستقرة صالحة لحياتكم عليها.
بِناءً محكم الترابط.
فَتَبارَكَ اللَّهُ فتعالى اللّه.
65 - هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ :
هُوَ الْحَيُّ هو المنفرد بالحياة الدائمة.
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لا معبود بحق الا هو.
فَادْعُوهُ فتوجهوا بالدعاء اليه.
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ مخلصين له العبادة.
66 - قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ :
قُلْ الخطاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ حين جاءتنى الحجج الواضحة من ربى.

(1/4950)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 111
أَنْ أُسْلِمَ أن أنقاد.
[سورة غافر (40) : الآيات 67 الى 72]
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ (71)
فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72)
67 - هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ :
ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ هى ماء الرجل.
ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثم حول هذه النطفة الى قطعة دم جامدة.
أَشُدَّكُمْ الكمال قوة وعقلا.
أَجَلًا مُسَمًّى هو يوم البعث.
وَ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ما فى هذه الأطوار من عبر.
68 - هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ :
فَإِذا قَضى أَمْراً أراد إبراز أمر الى الوجود.
69 - أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ :
أَ لَمْ تَرَ ألم تنظر.
فِي آياتِ اللَّهِ الواضحة.
أَنَّى يُصْرَفُونَ كيف يصرفون عن النظر فيها ويصرون على ما هم فيه من خلال.
70 - الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ :
بِالْكِتابِ بالقرآن.
فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ عاقبة تكذيبهم.
71 - إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ :
يُسْحَبُونَ يجرون.
72 - فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ :
فِي الْحَمِيمِ فى الماء المتناهي فى الحرارة.

(1/4951)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 112
فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ يطرحون ليكونوا وقودا لها.
[سورة غافر (40) : الآيات 73 الى 78]
ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ (74) ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (77)
وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)
73 - ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ :
أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ أين معبوداتكم التي كنتم تعبدونها.
74 - مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ :
ضَلُّوا عَنَّا غابوا عنا.
شَيْئاً يعتد به.
كَذلِكَ مثل هذا الضلال.
75 - ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ :
ذلِكُمْ العذاب.
بِما كُنْتُمْ بسبب ما كنتم.
بِغَيْرِ الْحَقِّ بغير ما يستحق الفرح.
وَ بِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ وبسبب أشركم وبطركم.
76 - ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ :
مَثْوَى مستقر.
77 - فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ :
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ بعذاب الكافرين.
حَقٌّ لا ريب فيه.
فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ فى حياتك.
78 - وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ :

(1/4952)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 113
مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ من أوردنا أخبارهم عليك.
وَ ما كانَ لِرَسُولٍ منهم.
أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ بمعجزة.
إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ أي بمشيئته وإرادته لا من تلقاء نفسه.
فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ أي يوم البعث والحساب.
هُنالِكَ فى ذلك الوقت.
الْمُبْطِلُونَ أهل الباطل.
[سورة غافر (40) : الآيات 79 الى 83]
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ (79) وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (83)
79 - اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ :
لِتَرْكَبُوا مِنْها أي بعضها.
80 - وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ :
وَ لَكُمْ فِيها مَنافِعُ كثيرة غير الركوب والأكل.
فِي صُدُورِكُمْ تهتمون بها فى أنفسكم.
81 - يُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ
:
يُرِيكُمْ آياتِهِ
و يريكم اللّه دلائل قدرته.
َيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ
فأى دليل منها تنكرون.
82 - أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ :
فَما أَغْنى عَنْهُمْ فما دفع عنهم.
ما كانُوا يَكْسِبُونَ من قوة وجاه وسلطان.
83 - فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ :

(1/4953)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 114
بِالْبَيِّناتِ بالحجج الدامغة.
فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ آثروا عليها ما يملكون من علم دنيوى.
وَ حاقَ بِهِمْ فنزل بهم.
ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ العذاب الذي سخروا من الرسل حين أنذروهم به.
[سورة غافر (40) : الآيات 84 الى 85]
فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ (85)
84 - فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ :
بَأْسَنا شدة عذابنا.
وَ كَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ وأنكرنا الآلهة التي كنا بسببها مشركين.
85 - فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ :
سُنَّتَ اللَّهِ أن سن اللّه سنة.
قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ قد سبقت فى عباده ألا يقبل الايمان حين نزول العذاب.
هُنالِكَ وقت نزول العذاب.

(1/4954)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 115
41 سورة فصلت
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة فصلت (41) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (2) كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (4)
وَ قالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ (5)
1 - حم :
حرفان من حروف المعجم ، لإثارة الانتباه والتدليل على اعجاز القرآن.
2 - تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ :
أي هذا الكتاب تنزيل من الرحمن الرحيم.
3 - كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ :
فُصِّلَتْ آياتُهُ ميزت آياته لفظا ومقاطع ومعنى بتمييزه بين الحق والباطل والبشارة والانذار.
4 - بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ :
بَشِيراً مبشرا المؤمنين العاملين بما أعد لهم من نعيم.
وَ نَذِيراً ومخوفا المكذبين بما أعد لهم من عذاب أليم.
فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ
فانصرف عنه أكثرهم.
فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ أي فلم ينتفعوا به كأنهم لم يسمعوا.
5 - وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ :
فِي أَكِنَّةٍ فى أغطية متكاثفة.
مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ من توحيد اللّه.
وَقْرٌ صمم فلا نسمع ما تدعونا اليه.
حِجابٌ منيع يمنعنا من قبول ما جئت به.

(1/4955)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 116
فَاعْمَلْ ما شئت.
إِنَّنا عامِلُونَ ما نشاء.
[سورة فصلت (41) : الآيات 6 الى 9]
قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8) قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ (9)
6 - قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ :
فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ فاسلكوا اليه الطريق القويم.
وَ اسْتَغْفِرُوهُ واطلبوا المغفرة لذنوبكم.
وَ وَيْلٌ وعذاب شديد.
7 - الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ :
الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ الى مستحقيها.
8 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ :
أَجْرٌ جزاء.
غَيْرُ مَمْنُونٍ غير مقطوع.
9 - قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ :
أَنْداداً شركاء متساويين معه.
ذلِكَ الخالق للأرض.
رَبُّ الْعالَمِينَ مالك العوالم كلها.
[سورة فصلت (41) : آية 10]
وَ جَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ (10)
10 - وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ :
رَواسِيَ جبالا راسخة.
وَ بارَكَ فِيها وأكثر فيها الخير.
وَ قَدَّرَ فِيها أَقْواتَها أرزاق أهلها.
سَواءً مستوية تامة.

(1/4956)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 117
لِلسَّائِلِينَ ولغير السائلين ، أي خلق الأرض وما فيها لمن سأل ولمن لم يسأل ، ويعطى من سأل ومن لم يسأل.
وقيل : هذا التفصيل فى خلق الأرض وما عليها بيان للسائلين.
[سورة فصلت (41) : الآيات 11 الى 13]
ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (11) فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (13)
11 - ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ :
ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ أي عمد الى خلقها وقصد لتسويتها.
ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً أي جيئا بما خلقت فيكما من المنافع والمصالح وأخرجاها لخلقى.
قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ أي أتينا أمرك طائعين.
وقيل : أي كونا فكانتا.
12 - فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ :
فَقَضاهُنَّ فأتم خلقهن.
وَ أَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وأوجد فى كل سماء ما أعدت له.
السَّماءَ الدُّنْيا القريبة من الأرض.
بِمَصابِيحَ بنجوم منيرة كالمصابيح.
وَ حِفْظاً أي وحفظناها حفظا.
ذلِكَ الخلق المتقن.
تَقْدِيرُ تدبير.
الْعَزِيزِ الذي لا يغلب.
الْعَلِيمِ المحيط علمه بكل شىء.
13 - فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ :
فَإِنْ أَعْرَضُوا عن الإيمان.

(1/4957)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 118
أَنْذَرْتُكُمْ خوفتكم.
صاعِقَةً من السماء.
[سورة فصلت (41) : الآيات 14 الى 17]
إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (14) فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (17)
14 - إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ :
مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أي لم يدعوا طريقا لارشادهم الا سلكوه.
قالُوا أي المشركون.
15 - فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ :
فَاسْتَكْبَرُوا فعتوا وتعالوا.
يَجْحَدُونَ يكفرون.
16 - فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ :
صَرْصَراً مصوتة فى هبوبها.
نَحِساتٍ مشئومات.
عَذابَ الْخِزْيِ عذاب الهوان.
أَخْزى أشد هوانا.
وَ هُمْ لا يُنْصَرُونَ لا يجدون من ينصرهم من دون اللّه.
17 - وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ :
فَهَدَيْناهُمْ فدللناهم على طريق الرشد والضلالة.
فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى فاختاروا طريق الضلالة.
صاعِقَةُ الْعَذابِ داهية العذاب ، وقارعة العذاب.
الْهُونِ الهوان.

(1/4958)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 119
بِما كانُوا يَكْسِبُونَ بما كسبوا من ذنوب.
[سورة فصلت (41) : الآيات 18 الى 23]
وَ نَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (18) وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)
وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (23)
18 - وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ :
كانُوا يَتَّقُونَ اللّه ويخشون عذابه.
19 - وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ :
وَ يَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ يجمعون ويساقون ، يعنى من أشركوا باللّه.
فَهُمْ يُوزَعُونَ يحبس أولهم على آخرهم ، أي يستوقف سوابقهم حتى يلحق بهم تواليهم.
20 - حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ :
حَتَّى إِذا ما جاؤُها أي النار.
21 - وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ :
وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ بعد البعث.
22 - وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ :
وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ وما كان باستطاعتكم أن تخفوا أعمالكم القبيحة عن جوارحكم مخافة أن يشهد عليكم سمعكم وأبصاركم وجلودكم.
لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ بسبب إتيانكم لها فى الخفاء.
23 - وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ :
أَرْداكُمْ أهلككم.
فَأَصْبَحْتُمْ يوم القيامة.

(1/4959)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 120
[سورة فصلت (41) : الآيات 24 الى 27]
فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24) وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (25) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (27)
24 - فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ :
فَإِنْ يَصْبِرُوا أي لم ينفعهم الصبر.
فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ ولم ينفكوا به من الثواء فى النار.
وَ إِنْ يَسْتَعْتِبُوا وان يطلبوا رضاء اللّه عليهم.
فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ فما هم بمجابين الى طلبهم.
25 - وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ :
وَ قَيَّضْنا لَهُمْ وهيأنا لهم.
قُرَناءَ أخدانا.
ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ما تقدم من أعمالهم ، أو ما بين أيديهم من أمر الدنيا واتباع الشهوات.
وَ ما خَلْفَهُمْ من أمر العاقبة ، وأن لا بعث ولا حساب.
وَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ يعنى كلمة العذاب.
فِي أُمَمٍ فى جملة أمم.
26 - وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ أي لا تسمعوا له إذا قرىء ، وتشاغلوا عند قراءته برفع الأصوات حتى تخلطوا على القارئ وتشوشوا عليه وتغلبوه على قراءته.
27 - فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ :
عَذاباً شَدِيداً على فعلهم.

(1/4960)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 121
وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ أي ولنجزينهم أسوأ جزاء على أعمالهم.
[سورة فصلت (41) : الآيات 28 الى 32]
ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (28) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29) إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)
28 - ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ :
ذلِكَ الذي ذكر من عذاب.
النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ معد لهم فيها دار الخلد.
29 - وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ :
مِنَ الْأَسْفَلِينَ مكانا ومكانة.
30 - إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ :
ثُمَّ اسْتَقامُوا على شريعته.
أَلَّا تَخافُوا من شر ينزل بكم.
وَ لا تَحْزَنُوا على خير يفوتكم.
31 - نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ
:
نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ
نصراؤكم.
فِي الْحَياةِ الدُّنْيا
بالتأييد.
وَ فِي الْآخِرَةِ
بالتكريم.
وَ لَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ
ما تتمنون.
32 - نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ :
نُزُلًا إكراما وتحية.
مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ من رب واسع المغفرة والرحمة.

(1/4961)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 122
[سورة فصلت (41) : الآيات 33 الى 37]
وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)
33 - وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ :
مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ الى توحيد اللّه.
وَ قالَ اعترافا بعقيدته.
إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ المنقادين لأوامر اللّه.
34 - وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ :
وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ الخصلة الحسنة.
وَ لَا السَّيِّئَةُ ولا الخصلة القبيحة.
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أي ادفع الاساءة ان جاءتك من عدو بالخصلة التي هى أحسن منها.
وَلِيٌّ حَمِيمٌ ناصر مخلص.
35 - وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ :
وَ ما يُلَقَّاها وما يرزق هذه الخصلة.
إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا الا الذين رزقوا الصبر.
ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ من خصال الخير.
36 - وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ :
وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ واما أن يوسوس لك الشيطان ليصرفك عما أمرت به.
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ فتحصن باللّه.
37 - وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ :
إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ حقا.

(1/4962)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 123
[سورة فصلت (41) : الآيات 38 الى 41]
فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (38) وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ (41)
38 - فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ :
فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فإن تعاظموا عن امتثال أمرك.
فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ أي فى حضرته وهم الملائكة.
يُسَبِّحُونَ لَهُ ينزهونه عن كل نقص.
وَ هُمْ لا يَسْأَمُونَ وهم لا يكفون.
39 - وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
خاشِعَةً أي لا نبات فيها ، وأصل الخشوع : التذلل فاستعير لحال الأرض وهى قحطة.
اهْتَزَّتْ أي أخصبت وترقرقت بالنبات كأنها بمنزلة المختال فى زيه.
وَ رَبَتْ أي انتفخت وارتفعت ، لأن النبت إذا هم أن يظهر ارتفعت له الأرض.
40 - إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ :
يُلْحِدُونَ ينحرفون فى تأويل آيات القرآن عن جهة الصحة والاستقامة.
41 - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ :
بِالذِّكْرِ بالقرآن.
عَزِيزٌ محمى بحماية اللّه تعالى.

(1/4963)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 124
[سورة فصلت (41) : الآيات 42 الى 44]
لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) ما يُقالُ لَكَ إِلاَّ ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ (43) وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (44)
42 - لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ :
مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ أي لا يتطرق اليه الباطل من أية ناحية ولا يجد اليه سبيلا من جهة من الجهات.
حَمِيدٍ محمود على نعمه الكثيرة.
43 - ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ :
لَذُو مَغْفِرَةٍ يغفر لمن تاب منهم.
وَ ذُو عِقابٍ لمن أصر على كفره.
أَلِيمٍ شديد الألم.
44 - وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ :
أَعْجَمِيًّا كما اقترح بعض المتعنتين.
لَقالُوا منكرين.
لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ هلا بينت آياته بلسان نفقهه.
ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ أكتاب أعجمى ومخاطب به عربى.
قُلْ لهم يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم.
هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ هو للمؤمنين هدى يهديهم وشفاء لما فى صدورهم من دنس الكفر.
وَقْرٌ صمم لا يستمعون إليه.
وَ هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى لا يرون فيه إلا ما يبتغون به الفتنة.

(1/4964)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 125
يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ فلا يبلغهم دعاء.
[سورة فصلت (41) : الآيات 45 الى 47]
وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (46) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47)
45 - وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ :
الْكِتابَ التوراة.
فَاخْتُلِفَ فِيهِ قومه.
وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ ولو لا قضاء سبق من ربك.
لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ لفصل بينك وبينهم باستئصال المكذبين.
مِنْهُ من القرآن.
مُرِيبٍ موجب للقلق.
46 - مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ :
فَلِنَفْسِهِ فأجره لنفسه.
وَ مَنْ أَساءَ فى عمله.
فَعَلَيْها فإثمه عليها.
47 - إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ :
إِلَيْهِ إلى اللّه وحده.
يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ يرجع علم قيام الساعة.
مِنْ أَكْمامِها من أوعيتها.
قالُوا معتذرين.

(1/4965)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 126
آذَنَّاكَ فعلمك يا اللّه.
ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ ليس من يشهد أن لك شريكا.
[سورة فصلت (41) : الآيات 48 الى 50]
وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ (50)
48 - وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ :
وَ ضَلَّ عَنْهُمْ وغاب عنهم.
ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ ما كانوا يعبدونه من قبل من الشركاء.
وَ ظَنُّوا وأيقنوا.
ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ أنه لا مهرب لهم.
49 - لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ :
لا يَسْأَمُ لا يمل.
مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ من دعاء ربه بالخير الدنيوي.
وَ إِنْ مَسَّهُ وإن أصابه.
فَيَؤُسٌ فهو ذو يأس شديد من الخير.
قَنُوطٌ ذو قنوط بالغ من أن يستجيب اللّه دعاءه.
50 - وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ :
وَ لَئِنْ ونقسم.
أَذَقْناهُ رَحْمَةً أذقنا الإنسان نعمة.

(1/4966)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 127
ضَرَّاءَ ضر.
مَسَّتْهُ أصابته.
هذا لِي هذا الذي نلته من النعم حق ثابت لى.
وَ ما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وما أظن القيامة آتية.
وَ لَئِنْ وأقسم.
رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إن فرض ورجعت إلى ربى.
إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى ان لى عنده للعاقبة البالغة الحسن.
فَلَنُنَبِّئَنَّ ونقسم نحن لنخبرن.
بِما عَمِلُوا بعملهم يوم القيامة.
غَلِيظٍ شديد.
[سورة فصلت (41) : الآيات 51 الى 52]
وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ (51) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (52)
51 - وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ :
أَعْرَضَ تولى عن شكرنا.
وَ نَأى وبعد بجانبه عن ديننا.
وَ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ وإذا أصابه الشر.
عَرِيضٍ كثير.
52 - قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ :
أَ رَأَيْتُمْ أخبرونى.
إِنْ كانَ هذا القرآن.
ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ ثم جحدتم به.
مَنْ أَضَلُّ من أبعد عن الصواب.

(1/4967)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 128
فِي شِقاقٍ فى خلاف.
بَعِيدٍ عن الحق.
[سورة فصلت (41) : الآيات 53 الى 54]
سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54)
53 - سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ :
أَنَّهُ أي ما جئت به.
الْحَقُّ دون غيره.
أَ وَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ أنه مطلع على كل شىء.
54 - أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ :
أَلا إِنَّهُمْ أي هؤلاء الكفار.
فِي مِرْيَةٍ فى شك عظيم.
مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ استبعادهم للبعث.
بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ بعلمه وقدرته.

(1/4968)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 129
42 سورة الشورى
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الشورى (42) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (1) عسق (2) كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4)
تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5)
1 - ، 2 - حم. عسق :
من حروف الهجاء ، إشارة إلى أن القرآن من هذه الحروف التي يتركب منها كلامكم.
3 - كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ أي مثل ذلك الوحى ، أو ذلك الكتاب.
وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ من الرسل ، أي إن الله تعالى كرر هذه المعاني فى جميع الكتب السماوية.
اللَّهُ الْعَزِيزُ الغالب بقهره.
الْحَكِيمُ الذي يضع كل شىء موضعه.
4 - لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ :
الْعَلِيُّ المنفرد بعلو الشأن.
الْعَظِيمُ سلطانه.
5 - تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ :
يَتَفَطَّرْنَ يتشققن.
مِنْ فَوْقِهِنَّ أي يبتدىء الانفطار من جهتين الفوقانية ، وقيل :
من فوق الأرضين.

(1/4969)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 130
[سورة الشورى (42) : الآيات 6 الى 9]
وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (6) وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (8) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9)
6 - وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ :
أَوْلِياءَ نصراء.
اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ رقيب عليهم فيما يفعلون.
وَ ما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ وما أنت بمفوض إليك أمر الرقابة عليهم.
7 - وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ :
وَ كَذلِكَ أي مثل ذلك الإيحاء.
أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لا لبس فيه.
لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى أهل مكة ومن حولها من العرب.
وَ تُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ وتنذر الناس عذاب الله يوم يجمع فيه الخلائق للحساب.
لا رَيْبَ فِيهِ لا شك فى مجيئه.
فِي السَّعِيرِ فى النار.
8 - وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ :
مِنْ وَلِيٍّ يتكفل بحمايتهم.
وَ لا نَصِيرٍ ينقذهم من عذاب الله.
9 - أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
أَوْلِياءَ نصراء.
هُوَ الْوَلِيُّ بحق.

(1/4970)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 131
وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يسيطر بقدرته على كل شىء.
أي إنهم لم يتخذوا اللّه وليا ، بل اتخذوا غيره أولياء ، والله وحده هو الولي بحق إن أرادوا وليا ، فهو الذي يحيى الموتى للحساب ، وهو المسيطر بقدرته على كل شىء.
[سورة الشورى (42) : الآيات 10 الى 11]
وَ مَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10) فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)
10 - وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ :
مِنْ شَيْءٍ من إيمان وكفر.
فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ فالفصل فيه مفوض إلى الله.
ذلِكُمُ الحاكم فيما اختلفتم فيه.
اللَّهُ رَبِّي هو الله ربى ومالك أمرى.
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ فى أمورى.
وَ إِلَيْهِ وحده.
أُنِيبُ أرجع مسترشدا.
11 - فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ :
فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مبدعها.
مِنْ أَنْفُسِكُمْ من جنسكم.
أَزْواجاً ذكورا وإناثا.
وَ مِنَ الْأَنْعامِ ومن جنسها.
أَزْواجاً كذلك.
يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ يكثركم بهذا التدبير المحكم.

(1/4971)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 132
كَمِثْلِهِ كذاته.
شَيْءٌ يزاوجه.
وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ المدرك لما هو مسموع وما هو مرئى إدراكا كاملا.
[سورة الشورى (42) : الآيات 12 الى 13]
لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12) شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)
12 - لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ :
لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ حفظا وتدبيرا.
يَبْسُطُ يوسع.
وَ يَقْدِرُ ويضيق.
عَلِيمٌ محيط علما.
13 - شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ :
مِنَ الدِّينِ من العقائد.
ما وَصَّى بِهِ نُوحاً ما عهد به إلى نوح.
وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ والذي أوحيناه إليك.
وَ ما وَصَّيْنا بِهِ وما عهدنا به إلى.
أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ أن ثبتوا دعائم الدين بامتثال ما جاء فيه.
وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ولا تختلفوا فى شأنه.
كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ شق على المشركين.
ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ من إقامة دعائم الدين.

(1/4972)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 133
اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ أي يصطفى لرسالته من يشاء.
وَ يَهْدِي إِلَيْهِ ويوفق للإيمان به.
مَنْ يُنِيبُ من يقبل عليه تاركا العناد.
[سورة الشورى (42) : الآيات 14 الى 15]
وَ ما تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14) فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)
14 - وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ :
وَ ما تَفَرَّقُوا وما اختلف أتباع الرسل فرقا فى الدين.
إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بحقيقته.
بَغْياً بَيْنَهُمْ عداوة وحسدا فيما بينهم.
وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ ولو لا وعد سابق من الله بتأجيل العذاب إلى يوم القيامة.
لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ أي بين من آمن وبين من كفر بنزول العذاب.
وَ إِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ وإن الذين ورثوا الكتاب من أسلافهم وأدركوا عهدك.
لَفِي شَكٍّ مِنْهُ من كتابهم.
مُرِيبٍ موقع فى الريب حيث لم يستجيبوا لدعوتك.
15 - فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ :
فَلِذلِكَ فلأجل وحدة الدين وعدم التفرق فيه.
فَادْعُ فادعهم إلى إقامة الدين.
وَ اسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وثابر على تلك الدعوة كما أمرك الله.

(1/4973)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 134
وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ ولا تساير أهواء المشركين.
وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ وقل آمنت بجميع الكتب التي أنزلها الله على رسله.
وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ وأمرنى الله بإقامة العدل بينكم.
لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ لا احتجاج بيننا وبينكم لوضوح الحق.
اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا للفصل.
وَ إِلَيْهِ وحده.
الْمَصِيرُ المرجع والمآل.
[سورة الشورى (42) : الآيات 16 الى 17]
وَ الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (16) اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17)
16 - وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ :
وَ الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ يجادلون فى دين اللّه.
مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ من بعد ما استجاب الناس لدعوته الواضحة.
حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ باطلة.
عِنْدَ رَبِّهِمْ لا يقبلها ربهم.
17 - اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ :
الْكِتابَ القرآن وما قبله من كتب المرسلين.
بِالْحَقِّ مشتملة على الحق.
وَ الْمِيزانَ والعدل والتسوية. وإنزال العدل ، يعنى إنزاله فى الكتب السماوية المنزلة.
وَ ما يُدْرِيكَ وما يعلمك.

(1/4974)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 135
لَعَلَّ السَّاعَةَ لعل وقت الساعة.
قَرِيبٌ وأنت لا تدرى.
[سورة الشورى (42) : الآيات 18 الى 20]
يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (18) اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20)
18 - يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ :
يَسْتَعْجِلُ بِهَا أي بمجىء الساعة استهزاء.
الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها لا يصدقون بمجيئها.
مُشْفِقُونَ مِنْها خائفون من وقوعها فلا يستعجلونها.
وَ يَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ الثابت الذي لا ريب فيه.
يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ يجادلون فى وقوعها.
بَعِيدٍ عن الحق.
19 - اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ :
اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ عظيم البر بجميع عباده.
يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ كما يشاء.
الْعَزِيزُ الغالب على كل شىء.
20 - مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ :
حَرْثَ الْآخِرَةِ أي ثوابها.
نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ نضاعف له أجره.
حَرْثَ الدُّنْيا متاعها.
نُؤْتِهِ مِنْها نعطه ما قسم له فيها.
مِنْ نَصِيبٍ من الثواب.

(1/4975)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 136
[سورة الشورى (42) : الآيات 21 الى 23]
أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (21) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22) ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)
21 - أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ :
ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ما لم يأمر به.
وَ لَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ ولو لا عدة سابقة بتأخر الفصل إلى يوم القيامة.
بَيْنَهُمْ بين الكافرين والمؤمنين فى الدنيا.
22 - تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ :
مُشْفِقِينَ خائفين عقاب شركهم.
مِمَّا كَسَبُوا فى دنياهم.
وَ هُوَ واقِعٌ بِهِمْ وهو نازل بهم ، أي العقاب.
23 - ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ :
ذلِكَ الفضل الكبير.
يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ هو الذي يبشر اللّه به عباده.
قُلْ أيها الرسول.
لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً لا أطلب منكم على تبليغ الرسالة أجرا.
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى إلا أن تحبوا اللّه ورسوله فى تقربكم إليه تعالى بعمل الصالحات.
وَ مَنْ يَقْتَرِفْ ومن يكتسب.
حَسَنَةً طاعة.

(1/4976)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 137
نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً يضاعف اللّه له جزاءها.
غَفُورٌ واسع المغفرة للمؤمنين.
شَكُورٌ لعباده طيبات أعمالهم.
[سورة الشورى (42) : الآيات 24 الى 26]
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (24) وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (25) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (26)
24 - أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ :
افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أي اختلق محمد صلّى اللّه عليه وسلم الكذب على اللّه.
يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ يربط على قلبك بالصبر على أذاهم ، واتهامهم إياك بالافتراء على اللّه.
وَ يَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ ويزيل اللّه الشرك ويخذله.
وَ يُحِقُّ ويثبت.
الْحَقَّ الإسلام.
بِكَلِماتِهِ بالوحى الذي أنزله على رسوله صلّى اللّه عليه وسلم.
بِذاتِ الصُّدُورِ بخفايا الصدور.
25 - وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ :
وَ يَعْفُوا ويتجاوز ويصفح.
ما تَفْعَلُونَ من خير أو شر.
26 - وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ :
وَ يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا ويستجيب لهم ، فحذف اللام. أي ويجيب المؤمنين إلى ما طلبوا.
وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ويزيدهم خيرا على مطلوبهم.

(1/4977)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 138
[سورة الشورى (42) : الآيات 27 الى 29]
وَ لَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ (29)
27 - وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ :
وَ لَوْ بَسَطَ ولو وسع.
لَبَغَوْا لطغوا وظلموا.
بِقَدَرٍ حسبما اقتضته حكمته.
خَبِيرٌ محيط علما بما خفى.
بَصِيرٌ محيط علما بما ظهر.
28 - وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ :
الْغَيْثَ المطر الذي يحيى الأرض.
مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا من بعد ما يئسوا أن لا مخرج لهم من القحط.
وَ يَنْشُرُ رَحْمَتَهُ بركات المطر فيما ينبت من نبات.
وَ هُوَ الْوَلِيُّ الذي يتولى تدبير أمور عباده.
الْحَمِيدُ المحمود على إنعامه وجميع أفعاله.
29 - وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ :
وَ مِنْ آياتِهِ الدالة على قدرته.
وَ ما بَثَّ وما نشر.
فِيهِما أي السموات والأرض.
مِنْ دابَّةٍ مرئية وغيرها.
وقيل : هذا من نسبة الشيء إلى جميع المذكور وإن كان ملتبسا ببعضه ، إذ الدواب فى الأرض وحدها.

(1/4978)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 139
عَلى جَمْعِهِمْ يوم البعث للجزاء.
[سورة الشورى (42) : الآيات 30 الى 34]
وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ (30) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (31) وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34)
30 - وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ :
مِنْ مُصِيبَةٍ مما تكرهونه.
فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ فبسبب معاصيكم.
عَنْ كَثِيرٍ من المعاصي أو العصاة.
31 - وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ :
بِمُعْجِزِينَ بفائتين ما قدّر عليكم.
مِنْ وَلِيٍّ يتولاكم بالرحمة.
وَ لا نَصِيرٍ يدفع عنكم.
32 - وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ :
وَ مِنْ آياتِهِ ومن دلائل قدرته تعالى :
الْجَوارِ السفن الجارية فى البحر.
كَالْأَعْلامِ كالجبال فى عظمتها.
33 - إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ :
فَيَظْلَلْنَ أي السفن.
رَواكِدَ ثوابت.
عَلى ظَهْرِهِ على سطح البحر.
صَبَّارٍ قوى الصبر على الضراء.
شَكُورٍ كثير الشكر فى السراء.
34 - أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ :

(1/4979)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 140
أَوْ يُوبِقْهُنَّ أو يهلكهن - أي السفن - بذنوب ركابها.
وَ يَعْفُ أي أو إن يشأ يعف عن كثير فلا يرسل عليهم رياحا عاصفة تغرقهم.
[سورة الشورى (42) : الآيات 35 الى 38]
وَ يَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35) فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (38)
35 - وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ :
وَ يَعْلَمَ فعل ذلك ليعلم.
الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا يردونها ولا يؤمنون بها.
ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ من مهرب من عذاب اللّه.
36 - فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ :
فَما أُوتِيتُمْ فما أعطيتم.
فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فهو متاع لكم فى الحياة الدنيا.
وَ ما عِنْدَ اللَّهِ وما أعده لكم من نعيم الجنة.
وَ أَبْقى وأدوم.
37 - وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ :
وَ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ يبتعدون عن.
كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ كل كبيرة وقبيحة مما نهى اللّه عنه.
وَ إِذا ما غَضِبُوا وإذا ما استفزوا بالإساءة إليهم فى دنياهم.
هُمْ يَغْفِرُونَ هم يصفحون.
38 - وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ :
وَ الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ أجابوا دعوة خالقهم فآمنوا به.

(1/4980)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 141
وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وحافظوا على صلاتهم.
وَ أَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ ولم يقضوا فى أمورهم إلا عن تشاور لا يستبد بهم فرد.
[سورة الشورى (42) : الآيات 39 الى 42]
وَ الَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (42)
39 - وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ :
وَ الَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ اعتدى عليهم ظالم.
هُمْ يَنْتَصِرُونَ اجتمعوا على النصرة منه.
40 - وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ :
وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها وجزاء المسيء إساءة مماثلة.
فَمَنْ عَفا صفح ولم يأخذ المسيء بفعله.
وَ أَصْلَحَ ما بينه وبين خصمه.
فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ فثوابه على ما فعل إلى اللّه.
إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ المعتدين على حقوق غيرهم.
41 - وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ :
وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ أي عاقب بمثل ما اعتدى عليه به.
مِنْ سَبِيلٍ من مؤاخذة أو لوم.
42 - إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ :
إِنَّمَا السَّبِيلُ إنما اللوم والمؤاخذة.
عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ ينقصونهم حقوقهم ويعتدون عليهم.
وَ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ ويفسدون فى الأرض.
بِغَيْرِ الْحَقِّ مجانبين الحق.

(1/4981)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 142
[سورة الشورى (42) : الآيات 43 الى 46]
وَ لَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44) وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ (45) وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (46)
43 - وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ :
وَ لَمَنْ صَبَرَ على الظلم.
وَ غَفَرَ وتجاوز عن أن يأخذ ظالمه بمثل ظلمه.
لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ لمما يوجبه العاقل على نفسه ويلزمها به.
44 - وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ :
مِنْ وَلِيٍّ مرشد يهديه.
مِنْ بَعْدِهِ سوى اللّه.
إِلى مَرَدٍّ إلى رجعة إلى الدنيا ليعملوا غير ما كانوا يعملون.
مِنْ سَبِيلٍ من وسيلة.
45 - وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ :
تَراهُمْ أي الظالمين.
يُعْرَضُونَ عَلَيْها أي على النار.
خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ متضائلين مما لحقهم من هوان.
يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ يسارقون النظر إلى النار إشفاقا من مصيرهم.
إِنَّ الْخاسِرِينَ حقا.
الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ هم الذين ظلموا أنفسهم بالكفر.
وَ أَهْلِيهِمْ بما حيل بينهم وبينهم.
46 - وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ :

(1/4982)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 143
مِنْ سَبِيلٍ من طريق ووسيلة إلى الهداية.
[سورة الشورى (42) : الآيات 47 الى 50]
اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (47) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ (48) لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)
47 - اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ :
اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ سارعوا إلى إجابة ما دعاكم إليه رسوله.
لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يرده اللّه بعد أن قضى به.
مِنْ مَلْجَإٍ تفزعون إليه من العذاب.
مِنْ نَكِيرٍ من منكر ينكر ما حل بكم.
48 - فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ :
فَإِنْ أَعْرَضُوا فإن تولوا عن إجابتك ، أي المشركون.
إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ فما عليك إلا أن تبلغ الرسالة لمن أرسلت إليهم.
بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ بما اقترفوا من ذنوب.
كَفُورٌ جاحد بنعمة اللّه.
49 - لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ :
ما يَشاءُ خلقه.
50 - أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ :
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً أو يجمع بين الذكور والإناث.
عَقِيماً لا ولد له.
عَلِيمٌ بكل شىء.

(1/4983)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 144
قَدِيرٌ على فعل كل ما يريد.
[سورة الشورى (42) : الآيات 51 الى 53]
وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)
51 - وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ :
وَ ما كانَ لِبَشَرٍ وما صح لأحد من البشر.
وَحْياً بالإلقاء فى القلب إلهاما أو مناما.
أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أو بإسماع الكلام الإلهى دون أن يرى السامع من يكلمه.
أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا أو بإرسال ملك يرى صورته ويسمع صوته.
فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ بإذن اللّه ما يشاء.
عَلِيٌّ قاهر.
حَكِيمٌ بالغ الحكمة فى تصرفاته وتدبيره.
52 - وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ :
وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ومثل ما أوحينا إلى الرسل قبلك أوحينا إليك.
رُوحاً مِنْ أَمْرِنا هذا القرآن حياة للقلوب بأمرنا.
ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ ما كنت تعرف قبل الإيحاء إليك ما هو القرآن.
وَ لَا الْإِيمانُ ولا شرائع الإيمان.
وَ لكِنْ جَعَلْناهُ أي القرآن.
53 - صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ :
تَصِيرُ ترجع.
الْأُمُورُ أي جميع الأمور.

(1/4984)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 145
43 سورة الزخرف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الزخرف (43) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)
أَ فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ (5)
1 - حم :
أي مثل هذين الحرفين اللذين تتكون منها حروف اللغة التي بها تتكلمون كان هذا القرآن المعجز الذي لا تستطيعون الإتيان بمثله.
2 - وَالْكِتابِ الْمُبِينِ :
وَ الْكِتابِ أي القرآن.
الْمُبِينِ الذي اشتمل على العقائد والأحكام.
3 - إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ :
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ لكى تستطيعوا إدراك إعجازه ، وتدبر معانيه.
4 - وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ :
فِي أُمِّ الْكِتابِ فى اللوح المحفوظ.
لَعَلِيٌّ لرفيع القدر.
حَكِيمٌ محكم النظم.
5 - أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ :
أَ فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أفنهملكم فنمنع إنزال القرآن إليكم إعراضا عنكم.
أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ لإسرافكم على أنفسكم فى الكفر.
لا يكون ذلك ، لاقتضاء الحكم إلزامكم الحجة.

(1/4985)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 146
[سورة الزخرف (43) : الآيات 6 الى 9]
وَ كَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (7) فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)
6 - وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ :
أي لقد أرسل كثيرا من الأنبياء فى الأمم السابقة ، فليس عجيبا إرسال رسول إليكم.
7 - وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ :
وَ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ وما يجيئهم من رسول يذكرهم بالحق.
إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ إلا استمروا على استهزائهم به.
8 - فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ :
فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً فأهلكنا المكذبين الأولين وكانوا أشد من كفار مكة قوة ومنعة.
وَ مَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ وسلف فى القرآن من قصص الأولين العجيب ما جعلهم عبرة لغيرهم.
9 - وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ :
الْعَزِيزُ المتصف بالعزة.
الْعَلِيمُ المحيط علمه بكل شىء.
[سورة الزخرف (43) : الآيات 10 الى 11]
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ (11)
10 - الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ :
مَهْداً مكانا ممهدا لتستطيعوا الإقامة فيها واستغلالها.
سُبُلًا طرقات تسلكونها.
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ كى تصلوا إلى غاياتكم.
11 - وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ :
بِقَدَرٍ بقدر الحاجة.

(1/4986)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 147
فَأَنْشَرْنا بِهِ فأحيينا به.
كَذلِكَ تُخْرَجُونَ تبعثون.
[سورة الزخرف (43) : الآيات 12 الى 16]
وَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ (14) وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (16)
12 - وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ :
الْأَزْواجَ كُلَّها أصناف المخلوقات كلها.
13 - لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ
:
لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ كى تستقروا فوق ظهورها.
لَهُ لتسخيرها.
مُقْرِنِينَ مطيقين.
14 - وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ :
أي وإنا إلى خالقنا لراجعون بعد هذه الحياة فيحاسب كل على ما قدمت يداه.
15 - وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ :
مِنْ عِبادِهِ بعض خلقه.
جُزْءاً ولدا ظنوه جزءا منه.
إِنَّ الْإِنْسانَ بعمله هذا.
لَكَفُورٌ مبالغ فى كفره.
مُبِينٌ واضح فى جحوده.
16 - أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ :
أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ أم تزعمون أنه اتخذ لنفسه من خلقه بنات ، يعنون الملائكة.

(1/4987)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 148
وَ أَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ وآثركم بالذكور.
[سورة الزخرف (43) : الآيات 17 الى 20]
وَ إِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) أَوَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18) وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ (19) وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (20)
17 - وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ :
بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا بولادة أنثى له.
مُسْوَدًّا كآبة.
وَ هُوَ كَظِيمٌ مملوء غيظا.
18 - أَوَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ :
فِي الْحِلْيَةِ فى الزينة.
فِي الْخِصامِ فى الجدال.
غَيْرُ مُبِينٍ عاجز عن إقامة الحجة.
والمعنى : أتجترئون وتجعلون ولدا للّه من شأنه النشأة فى الزينة ، وهو فى الجدال وإقامة الحجة عاجز لقصور بيانه.
19 - وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ :
أَ شَهِدُوا خَلْقَهُمْ أرأوا خلقهم رؤية مشاهدة.
سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ سنسجل عليهم هذا الافتراء.
وَ يُسْئَلُونَ ويحاسبون عليه يوم القيامة.
20 - وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ :
ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ أي ليس لديهم بما قالوا أي علم يستندون إليه.
إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ أي ما هم إلا واهمون يقولون قولا غير مستند إلى دليل.

(1/4988)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 149
[سورة الزخرف (43) : الآيات 21 الى 26]
أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قالَ أَوَ لَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)
وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26)
21 - أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ :
كِتاباً يؤيد افتراءهم.
مِنْ قَبْلِهِ من قبل القرآن.
فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ متعلقون.
22 - بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ :
عَلى أُمَّةٍ على دين.
مُهْتَدُونَ سائرون.
23 - وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ :
وَ كَذلِكَ ومثل الحال التي عليها حال هؤلاء حال الأمم السابقة.
مِنْ نَذِيرٍ من رسول ينذرهم.
مُتْرَفُوها المتنعمون فيها الذين أبطرتهم النعمة.
عَلى أُمَّةٍ على دين.
24 - قالَ أَوَ لَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ :
بِأَهْدى بما هو أدخل فى الهداية.
قالُوا أي المشركون مجيبين للنذير.
كافِرُونَ جاحدون.
25 - فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ :
مِنْهُمْ من الذين كذبوا رسلهم.
كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ كيف كان مآلهم ومصيرهم.
26 - وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ :

(1/4989)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 150
بَراءٌ برىء.
مِمَّا تَعْبُدُونَ من آلهة باطلة.
[سورة الزخرف (43) : الآيات 27 الى 32]
إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ (30) وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)
أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)
27 - إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ :
الَّذِي فَطَرَنِي الذي خلقنى.
سَيَهْدِينِ سيرشدنى.
28 - وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ :
كَلِمَةً أي كلمة التوحيد.
فِي عَقِبِهِ فى ذريته.
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ إليها فيؤمنون بها.
29 - بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ :
هؤُلاءِ الحاضرين.
وَ آباءَهُمْ من قبلهم.
حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ حتى جاءهم القرآن داعيا إلى الحق.
وَ رَسُولٌ مُبِينٌ يدعوهم إليه.
30 - وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ :
وَ لَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ وحين نزل القرآن داعيا إلى الحق.
31 - وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ :
وَ قالُوا استخفافا بمحمد صلّى اللّه عليه وسلم ، واستعظاما أن ينزل عليه القرآن.
لَوْ لا نُزِّلَ هلا نزل.
مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ مكة والطائف.
32 - أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ :

(1/4990)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 151
يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ يجعلونها بينهم فى أصحاب الجاه.
نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ تولينا تدبير معيشتهم.
وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ وفضلنا بعضهم على بعض فى الرزق.
لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا ليتخذ بعضهم من بعض أعوانا يسخرونهم فى قضاء حوائجهم.
وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ أي دين اللّه وما يتبعه من الفوز فى المآب.
[سورة الزخرف (43) : الآيات 33 الى 36]
وَ لَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ (34) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35) وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)
33 - وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ :
وَ لَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ولو لا كراهة أن يكفر الناس جميعا إذا رأوا الكفار فى سعة من الرزق.
لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ لجعلنا لبيوت من يكفر بالرحمن.
وَ مَعارِجَ ومصاعد.
عَلَيْها يَظْهَرُونَ عليها يرتقون.
34 - وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ :
أَبْواباً من فضة.
وَ سُرُراً من فضة.
35 - وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ :
وَ زُخْرُفاً أي جعلنا لهم زخرفا ، أي زينة من كل شىء.
وَ إِنْ كُلُّ ذلِكَ وما كل ذلك المتاع الذي وصفناه لك.
لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا إلا متاعا فانيا مقصورا على الحياة الدنيا.
36 - وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ :

(1/4991)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 152
وَ مَنْ يَعْشُ ومن يتعام.
عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ عن القرآن الذي أنزله الرحمن.
نُقَيِّضْ لَهُ نتح له.
شَيْطاناً يتسلط عليه.
فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ فهو معه ملازما يضله ويغويه.
[سورة الزخرف (43) : الآيات 37 الى 39]
وَ إِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (39)
37 - وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ :
وَ إِنَّهُمْ وإن شياطين المتعامين عن القرآن.
وَ يَحْسَبُونَ أي المتعامون.
إِنَّهُمْ باتباع قرنائهم.
مُهْتَدُونَ على الهدى.
38 - حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ :
حَتَّى إِذا جاءَنا من تعامى عن القرآن يوم القيامة.
قالَ لقرينه بعد أن رأى عاقبة تعاميه.
يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فى الدنيا.
بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ عن المغرب.
فَبِئْسَ الْقَرِينُ فبئس الصاحب كنت لى.
39 - وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ :
الْيَوْمَ يوم الحساب.
إِذْ ظَلَمْتُمْ أنفسكم بالكفر.
أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ اشتراككم مع شياطينكم فيه ، لأن كلا يعانى من العذاب ما يثقله.

(1/4992)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 153
[سورة الزخرف (43) : الآيات 40 الى 45]
أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (40) فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ (44)
وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)
40 - أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ :
الصُّمَّ عن الحق.
الْعُمْيَ عن الاعتبار.
مُبِينٍ لا شك فيه.
41 - فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ :
فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فإن قبضناك قبل أن نريك عذابهم.
42 - أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ :
الَّذِي وَعَدْناهُمْ من عذاب.
مُقْتَدِرُونَ مسيطرون قاهرون.
43 - فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ :
بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ بالقرآن.
إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ على طريق الحق القويم.
44 - وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ :
وَ إِنَّهُ أي القرآن.
لَذِكْرٌ لَكَ لشرف عظيم لك.
وَ لِقَوْمِكَ ولأمتك لنزوله بلغتهم.
وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ يوم القيامة عن القيام بحقه.
45 - وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ :
وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا وانظر فى شرائع من أرسلنا من قبلك من رسلنا.

(1/4993)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 154
أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ أجاءت فيها دعوة الناس إلى عبادة غير اللّه.
[سورة الزخرف (43) : الآيات 46 الى 50]
وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (46) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ (47) وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ (49) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (50)
46 - وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ :
بِآياتِنا بالمعجزات الدالة على صدقه.
وَ مَلَائِهِ وقومه.
47 - فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ :
مِنْها من الآيات.
يَضْحَكُونَ سخرية واستهزاء.
48 - وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ :
هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها أي كل واحدة أعظم مما قبلها.
وقيل : الغرض أنهن كلهن موصوفات بالكبر لا يكدن يتفاوتن فيه ، وان اختلفت آراء الناس فى تفضيلها.
بِالْعَذابِ بأنواع البلايا.
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ عن كفرهم وغيهم.
49 - وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ :
يا أَيُّهَا السَّاحِرُ يعنون موسى عليه السلام ، وهو العالم.
بِما عَهِدَ عِنْدَكَ متوسلا بعهده عندك.
إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ لراجعون عن غينا إذا كشف عنا العذاب.
50 - فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ :

(1/4994)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 155
يَنْكُثُونَ ينقضون ما عاهدوه عليه من إيمان.
[سورة الزخرف (43) : الآيات 51 الى 56]
وَ نادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ (52) فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (55)
فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ (56)
51 - وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ :
مِنْ تَحْتِي من تحت قصرى.
أَ فَلا تُبْصِرُونَ أعميتم عن مشاهدة ذلك.
52 - أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ :
أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا بل أنا خير من هذا.
الَّذِي هُوَ مَهِينٌ الذي هو ضعيف ذليل.
وَ لا يَكادُ يُبِينُ ولا يكاد يفصح عن دعواه.
53 - فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ :
فَلَوْ لا فهلا.
أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ليلقى إليه بمقاليد الأمور ، أي ليس معه من آلات الملك ما يعضد به.
مُقْتَرِنِينَ مؤيدين.
54 - فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ :
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فاستفز فرعون قومه بما حاك من قول.
فَأَطاعُوهُ فى ضلاله.
فاسِقِينَ خارجين عن دين اللّه القويم.
55 - فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ :
فَلَمَّا آسَفُونا أغضبونا أشد الغضب بإفراطهم فى الفساد.
56 - فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ :

(1/4995)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 156
سَلَفاً قدوة للكافرين بعدهم فى استحقاق مثل عقابهم.
وَ مَثَلًا لِلْآخِرِينَ وحديثا عجيب الشأن يعتبر به جميع الناس.
[سورة الزخرف (43) : الآيات 57 الى 61]
وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (59) وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)
57 - وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ :
مَثَلًا فى كونه كآدم خلقه من تراب ثم قال له : كن فيكون.
يَصِدُّونَ يعرضون.
58 - وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ :
أَمْ هُوَ أي عيسى.
ما ضَرَبُوهُ لَكَ أي هذا المثل.
إِلَّا جَدَلًا إلا للجدل والغلبة فى القول لا لطلب الحق.
خَصِمُونَ شديد الخصومة.
59 - إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ :
إِنْ هُوَ ما هو.
أَنْعَمْنا عَلَيْهِ بالنبوة.
مَثَلًا عبرة عجيبة كالمثل ، إذ خلقناه دون أب.
لِبَنِي إِسْرائِيلَ ليستدلوا به على كمال قدرتنا.
60 - وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ :
يَخْلُفُونَ أي يخلفونكم فى الأرض كما يخلفكم أولادكم لتعلموا أن الملائكة خاضعون لتصريف قدرة اللّه.
61 - وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ :
وَ إِنَّهُ أي عيسى عليه السلام ، بحدوثه دون أب ، وإبرائه الأكمه والأبرص.

(1/4996)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 157
لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ
لدليل على قيام الساعة.
فَلا تَمْتَرُنَّ بِها فلا تشكن فيها.
وَ اتَّبِعُونِ واتبعوا ما أرسلت به إليكم.
هذا أي ما أدعوكم إليه.
صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ طريق قويم موصل إلى النجاة.
[سورة الزخرف (43) : الآيات 62 الى 65]
وَ لا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62) وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (64) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65)
62 - وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ :
وَ لا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ ولا يمنعنكم الشيطان عن اتباع طريقى المستقيم.
مُبِينٌ ظاهر العداوة.
63 - وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ :
بِالْبَيِّناتِ بالمعجزات الواضحات.
بِالْحِكْمَةِ بشريعة حكيمة تدعوكم إلى التوحيد.
وَ أَطِيعُونِ فيما أدعوكم إليه.
64 - إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ :
إِنَّ اللَّهَ وحده.
هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ هو خالقى وخالقكم.
فَاعْبُدُوهُ دون سواه.
65 - فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ :
مِنْ بَيْنِهِمْ من بين النصارى بعد عيسى فرقا فى أمره.
فَوَيْلٌ فهلاك.

(1/4997)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 158
لِلَّذِينَ ظَلَمُوا بما قالوه فى عيسى عليه السلام.
أَلِيمٍ شديد الإيلام.
[سورة الزخرف (43) : الآيات 66 الى 71]
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (66) الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ (67) يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)
يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ (71)
66 - هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ :
هَلْ يَنْظُرُونَ هل ينتظرون.
بَغْتَةً فجأة.
وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ وهم غافلون عنها.
67 - الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ :
الْأَخِلَّاءُ الأصدقاء الذين جمعهم الباطل فى الدنيا.
يَوْمَئِذٍ يوم القيامة.
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ يكون بعضهم لبعض عدوا.
إِلَّا الْمُتَّقِينَ إلا المجتنبين أخلاء السوء.
68 - يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ :
يا عِبادِ أي المتقين.
الْيَوْمَ يوم الحساب.
69 - الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ :
مُسْلِمِينَ منقادين.
70 - ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ :
تُحْبَرُونَ تسرون.
71 - يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ :
بِصِحافٍ بأوان.
وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وتقر به الأعين.

(1/4998)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 159
[سورة الزخرف (43) : الآيات 72 الى 78]
وَ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ (73) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ (74) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76)
وَ نادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (78)
72 - وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
أُورِثْتُمُوها ظفرتم بها.
بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ بما قدمتم فى الدنيا من عمل صالح.
73 - لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ :
كَثِيرَةٌ الأنواع والمقادير.
مِنْها تَأْكُلُونَ تتمتعون بالأكل منها.
74 - إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ :
إِنَّ الْمُجْرِمِينَ الذين أجرموا بالكفر.
75 - لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ :
لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ لا يخفف عنهم ولا يسكن.
مُبْلِسُونَ يائسون من النجاة.
76 - وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ :
وَ ما ظَلَمْناهُمْ وما ظلمنا هؤلاء المجرمين بهذا العذاب.
وَ لكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ لأنفسهم باختيارهم الضلالة على الهدى.
77 - وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ :
يا مالِكُ هو خازن النار.
لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ سل ربك أن يميتنا فنستريح من هول جهنم.
إِنَّكُمْ ماكِثُونَ مقيمون فى العذاب.
78 - لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ :
لَقَدْ جِئْناكُمْ أي لقد جاءكم رسولنا ، والخطاب لأهل مكة.
بِالْحَقِّ بالدين الحق.

(1/4999)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 160
[سورة الزخرف (43) : الآيات 79 الى 83]
أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (81) سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)
79 - أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ :
أَمْ بل.
أَبْرَمُوا أحكموا.
أَمْراً على تكذيب الرسول صلّى اللّه عليه وسلم.
فَإِنَّا مُبْرِمُونَ فإنا محكمون أمرا فى مجازاتهم وإظهارك عليهم.
80 - أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ :
أَمْ يَحْسَبُونَ بل أيحسب هؤلاء المشركون.
وَ نَجْواهُمْ وما يتكلمون به فيما بينهم من تكذيب الحق.
أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ أنا لا نسمع حديث أنفسهم بتدبير الكيد.
بَلى وَرُسُلُنا أي الحفظة من الملائكة.
لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ عندهم يكتبون ذلك.
81 - قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ :
أَوَّلُ الْعابِدِينَ لهذا الولد إن صح أن للّه ولدا.
82 - سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ :
سُبْحانَ تنزيها لرب السموات والأرض.
رَبِّ الْعَرْشِ خالق العرش.
عَمَّا يَصِفُونَ عما يصفه به المشركون مما لا يليق بألوهيته.
83 - فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ :
فَذَرْهُمْ فدعهم.
يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا ينغمسوا فى أباطيلهم ويلعبوا فى دنياهم.
يَوْمَهُمُ يوم القيامة.

(1/5000)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 161
الَّذِي يُوعَدُونَ الذي وعدوا به.
[سورة الزخرف (43) : الآيات 84 الى 88]
وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87) وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (88)
84 - وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ :
فِي السَّماءِ إِلهٌ أي فى السماء اللّه.
وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ أي وفى الأرض اللّه.
كأنه ضمن فيهما معنى المعبود أو المالك ، أو نحو ذلك.
وَ هُوَ الْحَكِيمُ ذو الأحكام البالغ فى أفعاله وتدبيره.
الْعَلِيمُ المحيط علمه بما كان وبما يكون.
85 - وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ :
وَ تَبارَكَ تعالى وتعظم.
وَ عِنْدَهُ وحده.
عِلْمُ السَّاعَةِ علم وقت الساعة.
وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فى الآخرة للحساب.
86 - وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ :
الشَّفاعَةَ لمن عبدوهم.
إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ بالتوحيد.
وَ هُمْ يَعْلَمُونَ أن اللّه ربهم حقا.
87 - وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ :
فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ فكيف يصرفون عن عبادته تعالى إلى عبادة غيره مع إقرارهم بأنه خالقهم.
88 - وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ :

(1/5001)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 162
وَ قِيلِهِ وقول محمد صلّى اللّه عليه وسلم مستغيثا داعيا.
لا يُؤْمِنُونَ لا ينتظر منهم إيمان لعنادهم.
[سورة الزخرف (43) : آية 89]
فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)
89 - فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ :
فَاصْفَحْ عَنْهُمْ فأعرض عنهم ودعهم.
وَ قُلْ لهم.
سَلامٌ أي شأنى متاركتكم بسلامتكم منى وسلامتى منكم.
فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ أي عاقبة عنادهم وهو الخسران المبين.

(1/5002)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 163
44 سورة الدخان
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الدخان (44) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)
أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)
1 - حم :
حرفان من حروف الهجاء الذي منه كلامهم وهم مع ذلك يعجزون عن الإتيان بمثله.
2 - وَالْكِتابِ الْمُبِينِ :
قسم بالقرآن الكاشف عن الدين الحق الموضح للناس ما يصلح دنياهم وآخرتهم.
3 - إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ :
فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ فى ليلة نيرة الخير كثيرة البركات.
إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ أي إن من شأننا الإنذار بإرسال الرسل.
4 - فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ :
فِيها فى هذه الليلة المباركة.
يُفْرَقُ يفصل ويبين.
حَكِيمٍ محكم.
5 - أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ :
أَمْراً منصوب على الاختصاص ، أي أعنى بهذا الأمر أمرا.
مِنْ عِنْدِنا كما اقتضاه تدبيرنا.
إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ من شأننا إرسال الرسل بالكتب لتبليغ العباد.
6 - رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ :

(1/5003)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 164
رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لأجل رحمة ربك بعباده.
إِنَّهُ وحده.
السَّمِيعُ لكل مسموع.
الْعَلِيمُ المحيط علما بكل معلوم.
[سورة الدخان (44) : الآيات 7 الى 9]
رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)
7 - رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ :
إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ بالحق ، مذعنين له.
8 - لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ :
رَبُّكُمْ خالقكم.
وَ رَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ وخالق آبائكم الأولين.
9 - بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ :
بَلْ هُمْ أي الكفار.
فِي شَكٍّ من هذا الحق.
يَلْعَبُونَ يتبعون أهواءهم.
[سورة الدخان (44) : الآيات 10 الى 12]
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)
10 - فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ :
فَارْتَقِبْ فانتظر. والخطاب للرسول صلّى اللّه عليه وسلم.
مُبِينٍ واضح.
11 - يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ :
يَغْشَى يعم.
أَلِيمٌ شديد الإيلام.
12 - رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ :
اكْشِفْ عَنَّا ارفع وأزل.
إِنَّا مُؤْمِنُونَ أي سنؤمن إن كشف عنا هذا العذاب.

(1/5004)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 165
[سورة الدخان (44) : الآيات 13 الى 19]
أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17)
أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (19)
13 - أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ :
أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى كيف يتعظ هؤلاء.
رَسُولٌ مُبِينٌ واضح الرسالة الدالة على صدقه.
14 - ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ :
ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ أعرضوا عن التصديق به.
مُعَلَّمٌ علمه غيره.
مَجْنُونٌ اختلط علمه.
15 - إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ :
أي ريثما نكشف عنكم العذاب تعودون إلى شرككم لا تلبثون عقب الكشف على ما أنتم عليه.
16 - يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ :
يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى يريد يوم القيامة.
إِنَّا مُنْتَقِمُونَ منهم.
17 - وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ :
وَ لَقَدْ فَتَنَّا امتحنا.
قَبْلَهُمْ قبل كفار مكة.
وَ جاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ هو موسى عليه السلام.
18 - أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ :
أَدُّوا إِلَيَّ ما هو واجب عليكم من قبول دعوتى.
19 - وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ :
وَ أَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ ولا تتكبروا على اللّه بتكذيب رسله.
إِنِّي آتِيكُمْ لأنى آتيكم.

(1/5005)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 166
بِسُلْطانٍ مُبِينٍ بمعجزة واضحة تبين صدق رسالتى.
[سورة الدخان (44) : الآيات 20 الى 26]
وَ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24)
كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (26)
20 - وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ :
وَ إِنِّي عُذْتُ وإنى اعتصمت.
بِرَبِّي بخالقى.
وَ رَبِّكُمْ وخالقكم.
أَنْ تَرْجُمُونِ أن تتمكنوا من قتلى رجما.
21 - وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ :
وَ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي وان لم تصدقوا بي.
فَاعْتَزِلُونِ فكونوا بمعزل منى ولا تؤذوننى.
22 - فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ :
فَدَعا أي موسى حين يئس من إيمان قومه.
مُجْرِمُونَ قد تناهوا فى الكفر.
23 - فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ :
فَأَسْرِ فسر.
مُتَّبَعُونَ سيتبعكم فرعون وجنوده.
24 - وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ :
رَهْواً ساكنا بعد ضربه بالعصا ليدخله فرعون وجنوده.
25 - كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ :
كَمْ تَرَكُوا بعد إغراقهم.
مِنْ جَنَّاتٍ كثيرا من الجنات.
وَ عُيُونٍ من ماء جارية.
26 - وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ :

(1/5006)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 167
وَ زُرُوعٍ متنوعة.
وَ مَقامٍ كَرِيمٍ ومنازل حسنة.
[سورة الدخان (44) : الآيات 27 الى 33]
وَ نَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (27) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (28) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ (29) وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31)
وَ لَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ (32) وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (33)
27 - وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ :
وَ نَعْمَةٍ وعيشة مترفة.
فاكِهِينَ متنعمين.
28 - كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ :
كَذلِكَ مثل ذلك العقاب يعاقب اللّه به من خالف أمره.
وَ أَوْرَثْناها أي هذه النعم.
29 - فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ :
السَّماءُ أي أهل السماء.
وَ الْأَرْضُ أي وأهل الأرض ، مبالغة فى الشماتة بهم.
وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ أي ولم يمهلوا.
30 - وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ :
مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ المذل المخزى.
31 - مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ :
مِنْ فِرْعَوْنَ أي نجاهم من فرعون.
عالِياً مستعليا على قومه.
مِنَ الْمُسْرِفِينَ فى الشر والطغيان.
32 - وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ :
عَلى عِلْمٍ منا بأحقيتهم بالاختيار.
عَلَى الْعالَمِينَ على عالمى زمانهم.
33 - وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ :

(1/5007)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 168
بَلؤُا اختبار.
مُبِينٌ ظاهر لهم.
[سورة الدخان (44) : الآيات 34 الى 39]
إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (36) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (37) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (38)
ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (39)
34 - إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ :
إِنَّ هؤُلاءِ المكذبين بالبعث.
35 - إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ :
إِنْ هِيَ ما هى.
إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى الأولى فى الدنيا.
وَ ما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ بمخرجين من قبورنا بعد الموت أحياء.
36 - فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :
فَأْتُوا بِآبائِنا أي ردوهم أحياء.
إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فى دعواكم أن اللّه يحيى الموتى.
وهذا من قول المشركين لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
37 - أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ :
أَ هُمْ أي كفار مكة.
خَيْرٌ فى القوة والمنعة والسلطان وسائر أمور الدنيا.
أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ تبع الحميرى.
مُجْرِمِينَ مفرطين فى الإجرام.
38 - وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ :
لاعِبِينَ دون حكمة.
39 - ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ :

(1/5008)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 169
إِلَّا بِالْحَقِّ إلا خلقا منوطا بالحكمة على نظام ثابت يدل على وجود اللّه ووحدانيته وقدرته.
وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ فى غفلة من هذا لا يدركون دلالته.
[سورة الدخان (44) : الآيات 40 الى 47]
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعامُ الْأَثِيمِ (44)
كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (47)
40 - إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ :
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ يوم الحكم بين المحق والمبطل.
مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ وقت موعدهم أجمعين.
41 - يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ :
يَوْمَ لا يُغْنِي يوم لا يجزىء.
مَوْلًى عَنْ مَوْلًى قريب عن قريب ولا حليف عن حليف.
وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ ولا يجدون من ينصرهم من دون اللّه.
42 - إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ :
الْعَزِيزُ الغالب على كل شىء.
الرَّحِيمُ بعباده المؤمنين.
43 - إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ :
التي هى طعام كل فاجر أثيم.
44 - طَعامُ الْأَثِيمِ :
الْأَثِيمِ الكثير الآثام.
45 - كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ :
كَالْمُهْلِ كسائل المعدن الذي صهرته النار.
46 - كَغَلْيِ الْحَمِيمِ :
كغلى الماء الذي بلغ النهاية فى غليانه.
47 - خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ :

(1/5009)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 170
خُذُوهُ الخطاب لزبانية جهنم.
فَاعْتِلُوهُ فجروه بعنف وغلظة.
إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ الى وسط جهنم.
[سورة الدخان (44) : الآيات 48 الى 53]
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52)
يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ (53)
48 - ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ :
مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ الماء البالغ الحرارة.
49 - ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ :
ذُقْ العذاب الشديد.
الْعَزِيزُ فى قومك.
الْكَرِيمُ فى حسبك.
50 - إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ :
إِنَّ هذا العذاب.
تَمْتَرُونَ تشكون فى وقوعه.
51 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ :
إِنَّ الْمُتَّقِينَ الذين وقوا أنفسهم من المعاصي بالتزام طاعة اللّه.
فِي مَقامٍ فى مكان عظيم.
أَمِينٍ يأمنون فيه على أنفسهم.
52 - ي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
:
جَنَّاتٍ
ينعمون فيها.
عُيُونٍ
من الماء تجرى من تحتها.
53 - يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ :
مِنْ سُندُسٍ ما رق من الحرير.
وَ إِسْتَبْرَقٍ ما غلظ من الحرير.

(1/5010)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 171
مُتَقابِلِينَ فى مجالسهم ليتم لهم الأنس.
[سورة الدخان (44) : الآيات 54 الى 58]
كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)
54 - كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ :
كَذلِكَ ومع هذا الجزاء.
وَ زَوَّجْناهُمْ فى الجنة.
بِحُورٍ عِينٍ يحار فيهن الطرف لفرط حسنهن وسعة عيونهن.
55 - يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ :
يَدْعُونَ يطلبون.
فِيها فى الجنة.
بِكُلِّ فاكِهَةٍ يشتهونها.
آمِنِينَ من زوال النعمة.
56 - لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ :
فِيهَا فى الجنة.
إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى التي ذاقوها فى الدنيا عند قضاء آجالهم.
وَ وَقاهُمْ وحفظهم.
عَذابَ الْجَحِيمِ عذاب النار.
57 - فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ :
فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ أي إحسانا من ربك حفظوا من العذاب.
ذلِكَ الحفظ من العذاب.
هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ غاية الفوز العظيم.
58 - فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ :

(1/5011)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 172
فَإِنَّما يَسَّرْناهُ أي القرآن ، يعنى سهلنا عليك تلاوته وتبليغه.
بِلِسانِكَ منزلا بلغتك ولغتهم.
لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ كى يتعظون.
[سورة الدخان (44) : آية 59]
فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)
59 - فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ :
فَارْتَقِبْ فانتظر ما يحل بهم.
إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ما يحل بك وبدعوتك من الدوائر.

(1/5012)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 173
45 سورة الجاثية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الجاثية (45) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4)
وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)
1 - حم :
حرفان من حروف العربية التي بها يتكلمون ، والتي بها نزل القرآن ، وهم عن الإتيان بمثله عاجزون.
2 - تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ :
تَنْزِيلُ الْكِتابِ تنزيل القرآن.
الْعَزِيزِ القوى المنيع.
الْحَكِيمِ فى تدبيره وصنعه.
3 - إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ :
إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إن فى خلق السموات والأرض.
لَآياتٍ لدلالات.
لِلْمُؤْمِنِينَ يؤمن بها المصدقون باللّه.
4 - وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ :
وَ ما يَبُثُّ وما يفرق وينشر.
يُوقِنُونَ يستيقنون متدبرين مفكرين.
5 - وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ :
وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ إلى جهات متعددة.
لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ فكروا بعقولهم.

(1/5013)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 174
[سورة الجاثية (45) : الآيات 6 الى 9]
تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (9)
6 - تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ :
نَتْلُوها عَلَيْكَ نقرؤها عليك فى القرآن على لسان جبريل.
7 - وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ :
وَيْلٌ هلاك.
أَفَّاكٍ افترى الكذب على اللّه.
أَثِيمٍ كثرت آثامه.
8 - يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ :
ثُمَّ يُصِرُّ على الكفر.
مُسْتَكْبِراً متكبرا.
9 - وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ :
وَ إِذا عَلِمَ هذا العنيد.
اتَّخَذَها أي جعل آيات اللّه.
هُزُواً مادة لسخريته واستهزائه.
مُهِينٌ لكبريائهم.
[سورة الجاثية (45) : آية 10]
مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (10)
10 - مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ :
مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ تنتظرهم.
وَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ ولا يدفع عنهم.
ما كَسَبُوا فى الدنيا.
شَيْئاً من العذاب.

(1/5014)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 175
وَ لا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ ولا الآلهة التي اتخذوها من دون اللّه نصراء.
[سورة الجاثية (45) : الآيات 11 الى 14]
هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11) اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (14)
11 - هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ :
هذا أي القرآن.
هُدىً دليل كامل الحق من عند اللّه.
مِنْ رِجْزٍ من أشد أنواع العذاب.
أَلِيمٌ مفرط فى الإيلام.
12 - اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ :
اللَّهُ وحده.
بِأَمْرِهِ بإذنه وقدرته.
وَ لِتَبْتَغُوا ولتطلبوا.
مِنْ فَضْلِهِ من فضل اللّه من خيرات البحر والانتفاع به.
وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ نعمه.
13 - وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ :
مِنْهُ تعالى.
يَتَفَكَّرُونَ يتدبرون آيات اللّه.
14 - قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ :
يَغْفِرُوا يصفحوا.
لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لا يتوقعون أيام اللّه التي يحاسب فيها كل على ما قدم.

(1/5015)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 176
بِما كانُوا يَكْسِبُونَ بما كانوا يعملون.
[سورة الجاثية (45) : الآيات 15 الى 17]
مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15) وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (16) وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17)
15 - مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ :
فَلِنَفْسِهِ الأجر والثواب.
وَ مَنْ أَساءَ عمله.
فَعَلَيْها فعلى نفسه وزر عمله.
ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ ثم إلى خالقكم.
تُرْجَعُونَ للجزاء.
16 - وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ :
الْكِتابَ التوراة.
وَ الْحُكْمَ بما فيها.
وَ النُّبُوَّةَ من قبل اللّه.
17 - وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ :
وَ آتَيْناهُمْ وأعطيناهم.
بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ دلائل واضحة من أمر دينهم.
الْعِلْمُ بحقيقة الدين وأحكامه.
بَغْياً بَيْنَهُمْ عداوة وحسدا فيما بينهم.
يَقْضِي يفصل.
بَيْنَهُمْ بين المختلفين.
فِيما كانُوا فِيهِ فى الأمر الذي كانوا فيه.

(1/5016)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 177
[سورة الجاثية (45) : الآيات 18 الى 21]
ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (21)
18 - ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ :
ثُمَّ جَعَلْناكَ بعد اختلاف أهل الكتاب ، والخطاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
عَلى شَرِيعَةٍ على منهاج واضح.
مِنَ الْأَمْرِ من أمر الدين الذي شرعناه لك ولمن قبلك من رسلنا.
فَاتَّبِعْها أي شريعتك الحقة.
الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ طريق الحق.
19 - إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ :
إِنَّهُمْ أي المبطلون.
لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً لن يدفعوا عنك من عذاب اللّه شيئا إن اتبعتهم.
أَوْلِياءُ أنصار.
وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ناصرهم فلا ينالهم ظلم الظالمين.
20 - هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ :
هذا أي القرآن المنزل عليك.
بَصائِرُ لِلنَّاسِ دلائل للناس تبصرهم بالدين الحق.
وَ هُدىً يرشدهم إلى مسالك الخير.
وَ رَحْمَةٌ ونعمة.
لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ يستيقنون بثواب اللّه وعقابه.
21 - أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ
:

(1/5017)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 178
أَمْ حَسِبَ
بل حسب.
الَّذِينَ اجْتَرَحُوا
الذين اكتسبوا.
السَّيِّئاتِ
ما يسوء من الكفر والمعاصي.
سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ
فنسوى بين الفريقين حياة وموتا.
ساءَ ما يَحْكُمُونَ
بئس ما يقضون به إذا أحسوا أنهم كالمؤمنين.
[سورة الجاثية (45) : الآيات 22 الى 24]
وَ خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (22) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (23) وَقالُوا ما هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (24)
22 - وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ :
بِالْحَقِّ خلقا ملتبسا بالحكمة والنظام.
بِما كَسَبَتْ من خير أو شر.
وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ لا ينقصون شيئا من جزائهم.
23 - أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ :
مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ من جعل هواه معبودا له فخضع له وأطاعه.
عَلى عِلْمٍ منه بهذه السبيل.
وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وأغلق سمعه فلا يقبل وعظا وقلبه فلا يعتقد حقا.
غِشاوَةً فلا يبصر عبرة.
24 - وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ :
وَ قالُوا أي المنكرون للبعث.
(إن هى) ما هى.
إِلَّا الدَّهْرُ إلا مرور الزمن.

(1/5018)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 179
وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ وما يقولون ذلك عن علم ويقين.
إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ولكن عن ظن وتخمين.
[سورة الجاثية (45) : الآيات 25 الى 29]
وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (25) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (26) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29)
25 - وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :
بَيِّناتٍ واضحات الدلالة على قدرته تعالى على البعث.
ائْتُوا بِآبائِنا أحيوا لنا آباءنا.
26 - قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ :
لا رَيْبَ فِيهِ لا شك فى هذا الجمع.
27 - وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ :
الْمُبْطِلُونَ الذين اتبعوا الباطل.
28 - وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
كُلَّ أُمَّةٍ أهل كل دين.
جاثِيَةً جالسين على الركب من هول الموقف متحفزين لإجابة النداء.
إِلى كِتابِهَا إلى سجل أعمالها.
الْيَوْمَ أي يوم الحساب.
تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ تستوفون جزاء ما كنتم تعملون فى الدنيا.
29 - هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :

(1/5019)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 180
هذا كِتابُنا الذي سجلنا فيه أعمالكم.
بِالْحَقِّ صادقا.
نَسْتَنْسِخُ نستكتب الملائكة.
[سورة الجاثية (45) : الآيات 30 الى 33]
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (31) وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (33)
30 - فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ :
وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وعملوا الأعمال الصالحة.
فِي رَحْمَتِهِ فى جنته.
ذلِكَ الجزاء.
الْمُبِينُ البين الواضح.
31 - وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ :
كَفَرُوا باللّه وبرسله.
فَاسْتَكْبَرْتُمْ فتعاليتم عن قبول ما فيها من حق.
32 - وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ :
لا رَيْبَ فِيها لا شك فى مجيئها.
مَا السَّاعَةُ ما حقيقتها.
إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وما مجيئها إلا ظنا.
وَ ما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ بموقنين أنها آتية.
33 - وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ :
وَ حاقَ بِهِمْ وأحاط بهم.
ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ جزاء استهزائهم بآيات اللّه.

(1/5020)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 181
[سورة الجاثية (45) : الآيات 34 الى 37]
وَ قِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (34) ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)
34 - وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ :
نَنْساكُمْ نترككم فى العذاب.
كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا كما تركتم الاستعداد للقاء ربكم فى هذا اليوم بالطاعة والعمل الصالح.
وَ مَأْواكُمُ النَّارُ ومقركم النار.
وَ ما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ ينقذونكم من عذابها.
35 - ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ :
ذلِكُمْ العذاب الذي نزل بكم بسبب كفركم واستهزائكم بآيات اللّه.
وَ غَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وخدعتكم الحياة الدنيا بزخرفها.
لا يُخْرَجُونَ مِنْها لا يستطيع أحد إخراجهم من النار.
وَ لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ولا يطلب منهم أن يرضوا ربهم بالاعتذار.
36 - فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ :
فَلِلَّهِ الْحَمْدُ فلله الثناء وحده.
رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ خالق السموات والأرض.
رَبِّ الْعالَمِينَ خالق جميع الخلق.
37 - وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
وَ لَهُ وحده.
الْكِبْرِياءُ العظمة والسلطان.
وَ هُوَ الْعَزِيزُ الذي لا يغلب.
الْحَكِيمُ ذو الحكمة الذي لا يخطىء فى أحكامه.

(1/5021)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 182
46 سورة الأحقاف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الأحقاف (46) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (4)
1 - حم :
حرفان من حروف الهجاء العربي الذي منه كلامهم ومنه القرآن الذي أعجزهم عن الإتيان بمثله.
2 - تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ :
تَنْزِيلُ الْكِتابِ تنزيل القرآن.
الْعَزِيزِ الغالب على كل شىء.
الْحَكِيمِ ذى الحكمة فى كل ما يفعل.
3 - ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ :
إِلَّا بِالْحَقِّ إلا على نواميس ثابتة.
وَ أَجَلٍ مُسَمًّى وإلى أمد معين تفنى بعده.
عَمَّا أُنْذِرُوا به من بعث للجزاء.
مُعْرِضُونَ لا يلقون بالا.
4 - قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :
أَ رَأَيْتُمْ أخبرونى.
ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عن حال ما تدعون من دون اللّه.
ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أي شىء خلقوا من الأرض.

(1/5022)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 183
أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أم لهم مشاركة فى السموات.
ائْتُونِي بِكِتابٍ من عند اللّه.
أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ أو أثر من علم الأولين تستندون إليه فى دعواكم.
[سورة الأحقاف (46) : الآيات 5 الى 8]
وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ (5) وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ (6) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8)
5 - وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ :
وَ مَنْ أَضَلُّ ومن أكثر ضلالا.
مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ معبودات لا تستجيب له.
إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ما بقيت الدنيا.
غافِلُونَ غير شاعرين به.
6 - وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ :
وَ إِذا حُشِرَ النَّاسُ وإذا جمع الناس للحساب يوم القيامة.
كانُوا أي هؤلاء المعبودون.
لَهُمْ لمن عبدوهم.
أَعْداءً خصوما.
وَ كانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ ويكذبونهم فيما زعموا من استحقاقهم لعبادتهم.
7 - وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ :
عَلَيْهِمْ على المشركين.
بَيِّناتٍ واضحات.
مُبِينٌ ظاهر.
8 - أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ :

(1/5023)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 184
افْتَراهُ اختلقه والضمير للقرآن.
فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً فلا تستطيعون أن تدفعوا عنى من عذابه شيئا.
هُوَ وحده.
بِما تُفِيضُونَ فِيهِ بما تخوضون فيه من الطعن فى آياته.
بِهِ أي اللّه سبحانه.
شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شهيدا لى بالصدق وشهيدا عليكم بالتكذيب.
وَ هُوَ وحده.
الْغَفُورُ الواسع المغفرة لمن تاب.
الرَّحِيمُ العظيم الرحمة.
[سورة الأحقاف (46) : آية 9]
قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)
9 - قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ :
بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ أول رسول من عند اللّه فتنكروا رسالتى.
نَذِيرٌ منذر.
مُبِينٌ من الإنذار.
[سورة الأحقاف (46) : آية 10]
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)
10 - قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ :
أَ رَأَيْتُمْ أخبرونى.
وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ هو عبد اللّه بن سلام ، وكان سأل النبي صلّى اللّه عليه وسلم أسئلة تعلم بأنه هو النبي المنتظر.
عَلى مِثْلِهِ الضمير للقرآن الكريم ، أي مثله فى المعنى وهو ما فى التوراة من المعاني المطابقة لمعانى القرآن من التوحيد والوعد الوعيد وغير ذلك.

(1/5024)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 185
فَآمَنَ به.
[سورة الأحقاف (46) : الآيات 11 الى 13]
وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ (12) إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13)
11 - وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ :
لِلَّذِينَ آمَنُوا أي فى شأن الذين آمنوا.
لَوْ كانَ ما جاء به محمد صلّى اللّه عليه وسلم.
ما سَبَقُونا إِلَيْهِ ما سبقنا هؤلاء إلى الإيمان به.
وَ إِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ وحين لم يهتدوا.
إِفْكٌ قَدِيمٌ كذب من أساطير الأولين.
12 - وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ :
وَ مِنْ قَبْلِهِ ومن قبل القرآن.
كِتابُ مُوسى أنزل اللّه التوراة.
إِماماً قدوة.
وَ هذا كِتابٌ القرآن.
مُصَدِّقٌ لما قبله من الكتب.
لِساناً عَرَبِيًّا أنزله اللّه بلسان عربى.
لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ليكون إنذارا للذين ظلموا.
لِلْمُحْسِنِينَ الذين استقاموا على الطريقة.
13 - إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ :
ثُمَّ اسْتَقامُوا ثم أحسنوا العمل.
فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ من نزول مكروه.
وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ لفوات مطلوب.

(1/5025)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 186
[سورة الأحقاف (46) : الآيات 14 الى 16]
أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (14) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (16)
14 - أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ :
أُولئِكَ الموصوفون بالتوحيد والاستقامة هم.
أَصْحابُ الْجَنَّةِ المختصون بدخول الجنة.
يَعْمَلُونَ من الصالحات.
15 - وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ :
إِحْساناً أن يحسن إليهما.
كُرْهاً حملا ذا مشقة.
وَ حَمْلُهُ وَفِصالُهُ ومدة حمله وفصاله.
أَشُدَّهُ كمال قوته وعقله.
أَوْزِعْنِي ألهمنى.
أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ بعمل صالح أعمله.
16 - أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ :
أُولئِكَ الموصوفون بتلك المحامد.
الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ هم الذين نتقبل عنهم.
أَحْسَنَ ما عَمِلُوا أعمالهم الحسنة.
وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ ونعفو عن سيئاتهم.
فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ فى عداد أصحاب الجنة.
وَعْدَ الصِّدْقِ محققين لهم وعد الصدق.
الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ به فى الدنيا.

(1/5026)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 187
[سورة الأحقاف (46) : الآيات 17 الى 19]
وَ الَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (18) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (19)
17 - وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ :
وَ الَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ حين دعواه إلى الايمان بالبعث.
أُفٍّ لَكُما متضجرا منهما ومنكرا عليهما.
أَ تَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ من القبر.
وَ قَدْ خَلَتِ وقد مضت.
الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي ولم يبعث منهم أحد.
وَ هُما أي الأبوان.
يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ استعظاما لجرمه.
وَيْلَكَ ويقولان له : ويلك ، أي هلكت.
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ بالبعث.
18 - أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ :
أُولئِكَ القائلون ذلك.
الَّذِينَ هم الذين.
حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ بوقوع العذاب.
فِي أُمَمٍ فى عداد أمم.
قَدْ خَلَتْ قد مضت.
19 - وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ :
وَ لِكُلٍّ من المسلمين والكفار.
دَرَجاتٌ منازل.
مِمَّا عَمِلُوا ملائمة لما عملوا.

(1/5027)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 188
وَ لِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وليوفينهم جزاء أعمالهم.
وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ لاستحقاقهم ما يجزون به.
[سورة الأحقاف (46) : الآيات 20 الى 22]
وَ يَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20) وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22)
20 - وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ :
وَ يَوْمَ يُعْرَضُ ويوم يوقف.
أَذْهَبْتُمْ يقال لهم : أذهبتم.
طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا نصيبكم من الطيبات فى حياتكم الدنيا.
عَذابَ الْهُونِ عذاب الهوان.
بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ باستكباركم.
وَ بِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ وبخروجكم عن طاعة اللّه.
21 - وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ :
أَخا عادٍ يعنى هودا عليه السلام.
إِذْ أَنْذَرَ إذ حذر.
بِالْأَحْقافِ
المقيمين بالأحقاف من أرض اليمن.
وَ قَدْ خَلَتِ وقد مضت.
النُّذُرُ الرسل بإنذارهم.
مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ قبله.
وَ مِنْ خَلْفِهِ بعده.
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قائلا لهم : لا تعبدوا إلا اللّه.
عَظِيمٍ الهول.
22 - قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ :

(1/5028)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 189
قالُوا يعنى قوم هود.
لِتَأْفِكَنا لتصرفنا.
عَنْ آلِهَتِنا عن عبادة آلهتنا.
بِما تَعِدُنا من العذاب.
[سورة الأحقاف (46) : الآيات 23 الى 26]
قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (23) فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلاَّ مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25) وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (26)
23 - قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ :
إِنَّمَا الْعِلْمُ بوقت عذابكم.
عِنْدَ اللَّهِ وحده.
تَجْهَلُونَ ما تبعث به الرسل.
24 - فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ :
فَلَمَّا رَأَوْهُ أي العذاب.
عارِضاً فى صورة سحاب.
مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ متوجها نحو أوديتهم.
قالُوا فرحين.
25 - تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ :
تُدَمِّرُ تهلك.
بِأَمْرِ رَبِّها بأمر خالقها.
كَذلِكَ الجزاء.
26 - وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ :

(1/5029)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 190
وَ لَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ أي عادا.
فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ فيما لم نمكنكم فيه يا أهل مكة من السعة والقوة.
وَ حاقَ بِهِمْ فأحاط بهم.
ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ من عذاب.
[سورة الأحقاف (46) : الآيات 27 الى 29]
وَ لَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27) فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (28) وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29)
27 - وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ :
وَ صَرَّفْنَا الْآياتِ وبينا لهم الدلائل.
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ عن الكفر.
28 - فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ :
فَلَوْ لا فهلا.
نَصَرَهُمُ منعوهم من الهلاك.
قُرْباناً آلِهَةً آلهة متقربين بهم إليه تعالى.
بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ بل غابوا عن نصرتهم.
وَ ذلِكَ إِفْكُهُمْ وذلك هو عاقبة تكذيبهم وافترائهم.
29 - وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ :
وَ إِذْ أي واذكر إذ.
صَرَفْنا إِلَيْكَ وجهنا إليك.
نَفَراً جماعة.
فَلَمَّا حَضَرُوهُ أي حضروا تلاوته.
قالُوا أَنْصِتُوا قال بعضهم لبعض : أنصتوا.

(1/5030)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 191
فَلَمَّا قُضِيَ فلما تمت تلاوته.
مُنْذِرِينَ محذرين من الكفر.
[سورة الأحقاف (46) : الآيات 30 الى 32]
قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (32)
30 - قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ :
لِما بَيْنَ يَدَيْهِ لما تقدمه من الكتب الإلهية.
يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ يرشد إلى الحق فى الاعتقاد.
وَ إِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ وإلى شريعة قويمة فى العمل.
31 - يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ :
داعِيَ اللَّهِ الذي يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
وَ آمِنُوا بِهِ وصدقوا باللّه.
يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ما سلف من ذنوبكم.
وَ يُجِرْكُمْ ويمنعكم.
32 - وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ :
فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ بمستطيع أن يعجز اللّه.
فِي الْأَرْضِ وإن هرب فى الأرض كل مهرب.
مِنْ دُونِهِ من دون اللّه.
أَوْلِياءُ يمنعونه من عذابه.
أُولئِكَ الذين يعرضون عن إجابة الداعي إلى اللّه.
فِي ضَلالٍ فى حيرة وبعد عن الحق.
مُبِينٍ واضح.

(1/5031)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 192
[سورة الأحقاف (46) : الآيات 33 الى 35]
أَ وَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34) فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ (35)
33 - أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
أَ وَلَمْ يَرَوْا أغفلوا ولم يعلموا.
وَ لَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ ولم يعجز عن خلقهن.
34 - وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ :
وَ يَوْمَ يُعْرَضُ ويوم يوقف.
أَ لَيْسَ هذا العذاب.
بِالْحَقِّ بالأمر الحق المطابق لما أنذرناكم به فى الدنيا.
بَلى وَرَبِّنا هو الحق.
35 - فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ :
أُولُوا الْعَزْمِ أصحاب القوة والثبات فى الشدائد.
وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ العذاب فهو واقع بهم.
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ يوم يشاهدون هوله.
لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ يحسبون مدة لبثهم قبله ساعة من نهار.
بَلاغٌ هذا الذي وعظتم به كاف فى الموعظة.
فَهَلْ يُهْلَكُ بعذاب اللّه.
إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ الخارجون عن طاعته.

(1/5032)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 193
47 سورة محمد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة محمد (47) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (1) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ (2) ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ (3) فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (4)
1 - الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ :
الَّذِينَ كَفَرُوا باللّه وبرسوله.
وَ صَدُّوا غيرهم.
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ عن الدخول فى الإسلام.
أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ أبطل اللّه كل ما عملوه.
2 - وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ :
آمَنُوا صدقوا.
كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ محا عنهم سيئاتهم.
وَ أَصْلَحَ بالَهُمْ وأصلح حالهم فى الدين والدنيا.
3 - ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ :
اتَّبَعُوا الْباطِلَ سلكوا طريق الباطل.
اتَّبَعُوا الْحَقَّ اتبعوا طريق الحق.
كَذلِكَ مثل ذلك البيان الواضح.
يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ يبين اللّه للناس أحوالهم ليعتبروا.
4 - فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ

(1/5033)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 194
يَشاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ
:
فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فى الحرب.
فَضَرْبَ الرِّقابِ فاضربوا رقابهم.
حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ حتى إذا أضعفتموهم بكثرة القتل فيهم.
فَشُدُّوا الْوَثاقَ فأحكموا قيد الأسارى.
فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ فإما أن تمنوا عليهم بعد انتهاء المعركة بإطلاقهم دون عوض.
وَ إِمَّا فِداءً واما أن تفدوهم بالمال ، أو بالأسرى من المسلمين.
حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها أثقالها وتنتهى.
ذلِكَ حكم اللّه فيهم.
لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ بغير قتال.
وَ لكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ولكنه شرع الجهاد ليختبر المؤمنين بالكافرين.
فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ فلن يبطل أعمالهم.
[سورة محمد (47) : الآيات 5 الى 7]
سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (6) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (7)
5 - سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ :
وَ يُصْلِحُ بالَهُمْ ويصلح قلوبهم.
6 - وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ :
عَرَّفَها لَهُمْ أعلمها وبين لكل منزلته فيها.
7 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ :
إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ إن تنصروا دين اللّه.
يَنْصُرْكُمْ على عدوكم.
وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ويوطد أمركم.

(1/5034)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 195
[سورة محمد (47) : الآيات 8 الى 9]
وَ الَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (8) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (9)
8 - وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ :
فَتَعْساً لَهُمْ فقد أتعسهم اللّه وأشقاهم.
وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ وأبطل أعمالهم.
9 - ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ :
ما أَنْزَلَ اللَّهُ من القرآن والتكاليف.
فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ فأبطل أعمالهم.
[سورة محمد (47) : الآيات 10 الى 13]
أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها (10) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ (11) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (12) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ (13)
10 - أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها :
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ الذين كذبوا الرسل من قبلهم.
دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أوقع عليهم الهلاك.
أَمْثالُها أمثال هذه العاقبة.
11 - ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ :
ذلِكَ الجزاء من نصر المؤمنين وقهر الكافرين.
بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا ناصرهم.
لا مَوْلى لَهُمْ ينصرهم.
12 - إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ :
يَتَمَتَّعُونَ فى الدنيا.
مَثْوىً لَهُمْ مأوى ومقام.
13 - وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ :
وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ وكثير من أهل القرى السابقين.

(1/5035)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 196
هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً هم أشد قوة من أهل قريتك مكة.
الَّتِي أَخْرَجَتْكَ التي أخرجك أهلها.
فَلا ناصِرَ لَهُمْ يمنعهم منا.
[سورة محمد (47) : الآيات 14 الى 17]
أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (14) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ (15) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (16) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ (17)
14 - أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ :
عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ على معرفة جلية بخالقه.
كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ كمن زين لهم الشيطان شركهم الذي هو مما يسوء ويقبح بالإنسان.
وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ الباطلة.
15 - مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ :
غَيْرِ آسِنٍ غير متغير.
كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ أصفة جنة هؤلاء كصفة جزاء من هو خالد فى النار.
حَمِيماً مفرطا فى الحرارة.
16 - وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ :
وَ مِنْهُمْ من الكفار.
مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ غير مؤمنين بك.
ما ذا قالَ آنِفاً الآن.
17 - وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ :

(1/5036)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 197
وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا إلى طريق الحق.
وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ وأعطاهم تقواهم التي يتقون بها النار.
[سورة محمد (47) : الآيات 18 الى 20]
فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ (18) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ (19) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ (20)
18 - فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ :
بَغْتَةً فجأة.
فَقَدْ جاءَ فقد ظهر.
أَشْراطُها علاماتها.
فَأَنَّى لَهُمْ فمن أين لهم.
إِذا جاءَتْهُمْ الساعة.
ذِكْراهُمْ التذكر.
19 - فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ :
وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ واستغفر اللّه لذنبك ولذنوب المؤمنين والمؤمنات.
مُتَقَلَّبَكُمْ كل متصرف لكم.
وَ مَثْواكُمْ وكل إقامة.
20 - وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ :
لَوْ لا هلا.
نُزِّلَتْ سُورَةٌ تدعوننا إلى القتال.
مُحْكَمَةٌ لا تحتمل غير وجوبه.
وَ ذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ مأمورا به.
مَرَضٌ نفاق.

(1/5037)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 198
نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ خوفا وفرقا من القتال.
فَأَوْلى لَهُمْ فأحق بهم.
[سورة محمد (47) : الآيات 21 الى 25]
طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (21) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (22) أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ (23) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (24) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ (25)
21 - طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ :
طاعَةٌ للّه.
وَ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وقول يقره الشرع.
فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فإذا جد الأمر ولزمهم القتال.
فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ فى الإيمان والطاعة.
لَكانَ خَيْراً لَهُمْ من النفاق.
22 - فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ :
فَهَلْ عَسَيْتُمْ فهل يتوقع منكم.
وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ وتقطعوا صلاتكم بأقاربكم.
23 - أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ :
لَعَنَهُمُ اللَّهُ أبعدهم اللّه عن رحمته.
فَأَصَمَّهُمْ عن سماع الحق.
وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ عن رؤية طريق الهدى.
24 - أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها :
أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أفلا يتفقهون هدى القرآن.
أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها أم على قلوبهم ما يحجبها عن تدبره.
25 - إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ :
عَلى أَدْبارِهِمْ إلى ما كانوا عليه من الكفر والضلال.

(1/5038)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 199
مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى من بعد ما ظهر لهم طريق الهداية.
سَوَّلَ لَهُمْ زين لهم.
وَ أَمْلى لَهُم ْ
و مد لهم فى الآمال الكاذبة.
[سورة محمد (47) : الآيات 26 الى 30]
ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ (27) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (28) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ (30)
26 - ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ :
ذلِكَ الارتداد.
إِسْرارَهُمْ أي أسرار هؤلاء المنافقين.
27 - فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ :
فَكَيْفَ يكون حالهم.
وَ أَدْبارَهُمْ ظهورهم.
28 - ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ :
ذلِكَ التوفى الرهيب على تلك الحالة.
اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ ما أغضبه وهو الباطل.
وَ كَرِهُوا رِضْوانَهُ ما يرضاه وهو الحق.
فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ فأبطل كل ما عملوه.
29 - أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ :
أَمْ حَسِبَ بل أظن.
مَرَضٌ نفاق.
أَضْغانَهُمْ أحقادهم.
30 - وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ :

(1/5039)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 200
لَأَرَيْناكَهُمْ لدللناك عليهم.
فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ فلعرفتهم بعلامات نسمهم بها.
وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ وأقسم لتعرفنهم.
فِي لَحْنِ الْقَوْلِ من أسلوب قولهم.
وَ اللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ حقيقة أعمالكم.
[سورة محمد (47) : الآيات 31 الى 33]
وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ (31) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ (32) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (33)
31 - وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ :
وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ ولنختبرنكم.
الْمُجاهِدِينَ فى سبيل اللّه.
وَ الصَّابِرِينَ فى البأساء والضراء.
وَ نَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ من طاعتكم فى الجهاد وغيره.
32 - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ :
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ عن طريق اللّه.
وَ شَاقُّوا الرَّسُولَ وخالفوا الرسول معاندين.
مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى من بعد ما ظهر لهم الهدى.
وَ سَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ وسيبطل كل ما عملوه.
33 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ :
أَطِيعُوا اللَّهَ فيما أمركم به.
وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فيما دعاكم إليه.

(1/5040)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 201
وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ ولا تضيعوا أعمالكم.
[سورة محمد (47) : الآيات 34 الى 38]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (35) إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (36) إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (37) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (38)
34 - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ :
وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ عن الدخول فى الإسلام.
35 - فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ :
فَلا تَهِنُوا فلا تضعفوا إذا لقيتموهم.
وَ تَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ ولا تدعوهم إلى المسالمة خوفا منهم.
وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ الغالبون بقوة الإيمان.
وَ اللَّهُ مَعَكُمْ بنصره.
وَ لَنْ يَتِرَكُمْ ولن ينقصكم.
أَعْمالَكُمْ ثواب أعمالكم.
36 - إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ :
لَعِبٌ وَلَهْوٌ باطل وغرور.
يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ يعظكم اللّه ثواب ذلك.
وَ لا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ جميعها إنما يقتصر على ربع العشر.
37 - إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ :
فَيُحْفِكُمْ أي يجهدكم بطلبها كلها.
أَضْغانَكُمْ أحقادكم لحبكم لها.
38 - ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ

(1/5041)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 202
وَ مَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ
:
مَنْ يَبْخَلُ بهذا الإنفاق.
فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ فما يضر ببخله إلا نفسه.
وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا وإن تعرضوا.
يَسْتَبْدِلْ مكانكم.
ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ فى الإعراض عن طاعته.

(1/5042)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 203
48 سورة الفتح
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الفتح (48) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً (3) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (4)
لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً (5)
1 - إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً :
مُبِيناً بانتصار الحق على الباطل.
2 - لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً :
مِنْ ذَنْبِكَ مما يعد لمثل مقامك ذنبا.
وَ ما تَأَخَّرَ منه.
وَ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ بانتشار دعوتك.
وَ يَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً ويثبتك على طريق اللّه المستقيم.
3 - وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً :
وَ يَنْصُرَكَ اللَّهُ على أعداء رسالتك.
نَصْراً عَزِيزاً قويا غالبا.
4 - هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً :
السَّكِينَةَ الطمأنينة.
لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ يقينا مع يقينهم.
عَلِيماً محيطا علمه بكل شىء.
حَكِيماً ذا حكمة بالغة فى تدبير كل شأن.
5 - لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً :

(1/5043)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 204
وَ يُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ ويمحو عنهم سيئاتهم.
وَ كانَ ذلك الجزاء.
[سورة الفتح (48) : الآيات 6 الى 9]
وَ يُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (7) إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (9)
6 - وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً :
ظَنَّ السَّوْءِ ظنا فاسدا ، وهو أنه لا ينصر رسوله.
دائِرَةُ السَّوْءِ لا يفلتون منها.
وَ لَعَنَهُمْ وطردهم من رحمته.
مَصِيراً نهاية لهم.
7 - وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً :
عَزِيزاً غالبا على كل شىء.
حَكِيماً ذا حكمة بالغة فى تدبير كل شأن.
8 - إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً :
شاهِداً على أمتك وعلى من قبلها من الأمم.
وَ مُبَشِّراً المتقين بحسن الثواب.
وَ نَذِيراً للعصاة بسوء العذاب.
9 - لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا :
لِتُؤْمِنُوا أيها المرسل إليكم.
وَ تُعَزِّرُوهُ وتنصروا اللّه بنصر دينه.
وَ تُوَقِّرُوهُ وتعظموه مع الإجلال والإكبار.
وَ تُسَبِّحُوهُ وتنزهوه عما لا يليق به.
بُكْرَةً غدوة.

(1/5044)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 205
وَ أَصِيلًا وعشيا.
[سورة الفتح (48) : الآيات 10 الى 12]
إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (10) سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (11) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (12)
10 - إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً :
يُبايِعُونَكَ يعاهدونك على بذل الطاقة لنصرتك.
إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ إنما يعاهدون اللّه.
يَدُ اللَّهِ قوة اللّه.
فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فوق قوتهم.
فَمَنْ نَكَثَ فمن نقض عهدك بعد ميثاقه.
فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ فلا يعود ضرر ذلك إلا على نفسه.
وَ مَنْ أَوْفى ومن وفى.
بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ بالعهد الذي عاهد اللّه عليه بإتمام بيعتك.
11 - سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً :
الْمُخَلَّفُونَ من خلفهم النفاق.
مِنَ الْأَعْرابِ من سكان البادية ، إذا رجعت من سفرك.
شَغَلَتْنا عن الخروج معك.
ضَرًّا ما يضركم.
نَفْعاً ما ينفعكم.
12 - بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً :
أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ أن لن يرجع الرسول صلّى اللّه عليه وسلم والمؤمنون من غزوهم.

(1/5045)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 206
وَ زُيِّنَ ذلِكَ الظن.
ظَنَّ السَّوْءِ الظن الفاسد.
بُوراً هالكين.
[سورة الفتح (48) : الآيات 13 الى 15]
وَ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً (13) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (14) سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (15)
13 - وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً :
أَعْتَدْنا هيأنا.
سَعِيراً نارا موقدة ذات لهب.
14 - وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً :
وَ لِلَّهِ وحده.
يَغْفِرُ الذنوب.
وَ يُعَذِّبُ بحكمته.
غَفُوراً عظيم المغفرة.
رَحِيماً واسع الرحمة.
15 - سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا :
الْمُخَلَّفُونَ هؤلاء الذين خلفهم النفاق عن الخروج معك من سكان البادية.
لِتَأْخُذُوها وعدكم اللّه بها لتأخذوها.
ذَرُونا دعونا.
نَتَّبِعْكُمْ إليها.
يُرِيدُونَ بذلك.

(1/5046)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 207
أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ أن يغيروا وعد اللّه بتلك الغنائم لمن خرج مع الرسول إلى الحديبية.
كَذلِكُمْ مثل ذلك الحكم بعدم اتباعهم.
قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ حكم اللّه من قبل ذلك بتلك الغنائم لم خرج إلى الغزو مع رسوله صلّى اللّه عليه وسلم.
بَلْ تَحْسُدُونَنا لم يأمركم اللّه بذلك بل تحسدوننا أن نشارككم.
لا يَفْقَهُونَ لا يفهمون من تشريع اللّه.
إِلَّا قَلِيلًا إلا فهما قليلا.
[سورة الفتح (48) : الآيات 16 الى 18]
قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (16) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (17) لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (18)
16 - قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً :
سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ إلى قتال قوم.
أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ذوى شدة قوية فى الحرب.
فَإِنْ تُطِيعُوا فإن تستجيبوا لهذه الدعوة.
وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا وإن تعرضوا عنها.
كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ كما أعرضتم من قبل.
17 - لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً :
حَرَجٌ إثم فى التخلف عن قتال الكفار.
وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فى كل أمر ونهى.
وَ مَنْ يَتَوَلَّ ومن يعرض عن طاعة اللّه ورسوله صلّى اللّه عليه وسلم.
18 - لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً :

(1/5047)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 208
إِذْ يُبايِعُونَكَ حين يعاهدونك.
فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ من الإخلاص والوفاء لرسالتك.
السَّكِينَةَ الطمأنينة.
وَ أَثابَهُمْ وأعطاهم بصدقهم.
فَتْحاً قَرِيباً عزا عاجلا.
[سورة الفتح (48) : الآيات 19 الى 22]
وَ مَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (20) وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (21) وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (22)
19 - وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً :
عَزِيزاً غالبا على كل شىء.
حَكِيماً ذا حكمة بالغة فى كل ما قضاه.
20 - وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً :
تَأْخُذُونَها فى الوقت المقدر لها.
فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وهو ما وعدكم به من الغنائم.
وَ كَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ ومنع أذى الناس عنكم.
وَ لِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ على صدق وعد اللّه لهم.
وَ يَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً بطاعته واتباع رسوله صلّى اللّه عليه وسلم.
21 - وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً :
وَ أُخْرى ومغانم أخرى.
قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها قد حفظها اللّه لكم فأظفركم بها.
قَدِيراً تام القدرة.
22 - وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً
:
الَّذِينَ كَفَرُوا من أهل مكة.

(1/5048)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 209
لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ لفروا منهزمين.
وَلِيًّا يلى أمرهم.
وَ لا نَصِيراً ينصرهم.
[سورة الفتح (48) : الآيات 23 الى 25]
سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (23) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (24) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (25)
23 - سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا :
سُنَّةَ اللَّهِ سن اللّه سنة أن تكون العاقبة لرسله والمؤمنين.
قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ قد مضت من قبل فى خلقه.
تَبْدِيلًا تغييرا.
24 - وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً :
وَ هُوَ اللّه وحده.
كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ منع أيدى الكفار من إيذائكم.
وَ أَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ ومنع أيديكم من قتالهم.
بِبَطْنِ مَكَّةَ بوسط مكة.
مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ من بعد أن أقدركم عليهم.
بِما تَعْمَلُونَ بكل ما تعملون.
25 - هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً :
هُمُ أهل مكة.
وَ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ومنعوكم من دخول المسجد الحرام.

(1/5049)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 210
وَ الْهَدْيَ ومنعوا الهدى.
مَعْكُوفاً الذي سقتموه محبوسا معكم على التقرب به.
أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ من بلوغ مكانه الذي ينحر فيه.
وَ لَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ بين الكفار بمكة.
لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ لم تعلموهم فتقتلوهم بغير علم بهم.
فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ فيلحقكم من أجل قتلهم عار وخزى.
ولو لا هذا لسلطناكم عليهم.
لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ ليدخل اللّه فى حفظه من كان بينهم من المؤمنين ، ومن أسلم من الكافرين.
لَوْ تَزَيَّلُوا لو تميز المؤمنون.
لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ لعاقبنا الذين كفروا منهم.
عَذاباً أَلِيماً عقابا أليما شديد الألم.
[سورة الفتح (48) : الآيات 26 الى 27]
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (26) لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (27)
26 - إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً :
إِذْ جَعَلَ حين جعل.
الْحَمِيَّةَ الأنفة.
حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ أنفة الجاهلية.
سَكِينَتَهُ طمأنينته.
وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى كلمة الوقاية من الشرك والعذاب.
وَ كانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وكانوا أحق بها وأهلا لها.
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً محيطا علمه بكل شىء.
27 - لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ

(1/5050)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 211
إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً
:
الرُّؤْيا بِالْحَقِّ رؤياه دخول المسجد الحرام بتحققها.
لا تَخافُونَ غير خائفين.
فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فعلم سبحانه الخير الذي لم تعلموه فى تأخير دخول المسجد الحرام.
فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فجعل من قبل دخولكم.
[سورة الفتح (48) : الآيات 28 الى 29]
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (28) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29)
28 - هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً :
بِالْهُدى بالإرشاد الواضح.
وَ دِينِ الْحَقِّ ودين الإسلام.
لِيُظْهِرَهُ ليعليه.
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ على الأديان كلها.
وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً على ذلك.
29 - مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً :
وَ الَّذِينَ مَعَهُ وأصحابه الذين معه.
أَشِدَّاءُ أقوياء.
رُحَماءُ بَيْنَهُمْ متراحمون متعاطفون فيما بينهم.
تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً تبصرهم راكعين ساجدين.

(1/5051)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 212
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ يطلبون بذلك ثوابا من اللّه عظيما ورضوانا عميما.
سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ علامتهم خشوع ظاهر فى وجوههم.
ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ ذلك هو وصفهم فى التوراة.
وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ وصفتهم فى الإنجيل.
كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ كصفة زرع أخرج أول ما ينشق عنه.
فَآزَرَهُ فعاونه.
فَاسْتَغْلَظَ فتحول من الدقة إلى الغلظ.
فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ فاستقام على أصوله.
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ بقوته ، وكان المؤمنون كذلك.
لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ليغيظ اللّه بقوتهم الكفار.
مَغْفِرَةً تمحو جميع ذنوبهم.
وَ أَجْراً وثوابا.
عَظِيماً بلغ الغاية فى العظم.

(1/5052)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 213
49 سورة الحجرات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الحجرات (49) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3)
1 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ :
لا تُقَدِّمُوا أمرا فى الدين والدنيا.
بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ دون أن يأمر به الله ورسوله.
وَ اتَّقُوا اللَّهَ واجعلوا لأنفسكم وقاية من عذاب الله بامتثال شريعته.
سَمِيعٌ تام السمع لكل ما تقولون.
عَلِيمٌ محيط علمه بكل شىء.
2 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ :
فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ إذا تكلم وتكلمتم.
وَ لا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ ولا تساووا أصواتكم بصوته كما يخاطب بعضكم بعضا.
أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ كراهة أن تبطل أعمالكم.
وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ببطلانها.
3 - إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ :

(1/5053)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 214
إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ يخفضونها.
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فى مجلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إجلالا.
امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى أخلص الله قلوبهم للتقوى فليس لغيرها مكان فيها.
[سورة الحجرات (49) : الآيات 4 الى 7]
إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7)
4 - إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ :
مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ من وراء حجراتك.
لا يَعْقِلُونَ ما ينبغى لمقامك من التوقير والإجلال.
5 - وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ :
وَ لَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا تأدبا معك.
6 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ :
فاسِقٌ خارج عن حدود الشريعة.
بِنَبَإٍ بخبر ما.
فَتَبَيَّنُوا فتثبتوا من صدقه.
أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً كراهة أن تصيبوا أي قوم بأذى.
بِجَهالَةٍ جاهلين حالهم.
فَتُصْبِحُوا فتصيروا.
عَلى ما فَعَلْتُمْ معهم بعد ظهور براءتهم.
نادِمِينَ متمنين أنه لم يقع منكم.
7 - وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ :

(1/5054)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 215
وَ اعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ فقدروه قدره.
لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ أي لو تسارع إلى ما أردتم قبل وضوح الأمر.
لَعَنِتُّمْ لنالكم مشقة وإثم.
وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ وبغض إليكم.
الْكُفْرَ جحود نعم الله.
وَ الْفُسُوقَ والخروج عن حدود الشريعة.
وَ الْعِصْيانَ ومخالفة أوامره.
أُولئِكَ يعنى الذين وفقهم الله فحبب إليهم الإيمان وكره إليهم الكفر.
الرَّاشِدُونَ الذين استقاموا على الطريق الحق.
[سورة الحجرات (49) : الآيات 8 الى 9]
فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8) وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)
8 - فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ :
فَضْلًا أي فعل الله بكم ذلك فضلا.
وَ نِعْمَةً أي وإنعاما أنعم الله به عليكم.
عَلِيمٌ محيط علمه بكل شىء.
حَكِيمٌ ذو حكمة بالغة فى تدبير كل شأن.
9 - وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ :
فَإِنْ بَغَتْ فإن تعدت وجارت ولم تقبل الصلح.
حَتَّى تَفِي ءَ إلى أن ترجع.
إِلى أَمْرِ اللَّهِ إلى حكم الله.
بِالْعَدْلِ بالإنصاف.
وَ أَقْسِطُوا واعدلوا.

(1/5055)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 216
[سورة الحجرات (49) : الآيات 10 الى 12]
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)
10 - إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ :
إِخْوَةٌ جمع بينهم الإيمان بالله ورسوله.
وَ اتَّقُوا اللَّهَ واخشوا عذاب الله إن جرتم.
تُرْحَمُونَ يرحمكم الله بتقواكم.
11 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ :
وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ولا يعب بعضكم بعضا.
وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ ولا يدع الواحد أخاه المؤمن بما يستكره من الألقاب.
بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بئس الذكر للمؤمنين أن يذكروا بالخروج عن الإيمان بعد اتصافهم بالإيمان.
وَ مَنْ لَمْ يَتُبْ ومن لم يرجع عما نهى عنه.
الظَّالِمُونَ لأنفسهم وغيرهم.
12 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ :
مِنَ الظَّنِّ ظن السوء بأهل الخير.
إِثْمٌ يستوجب العقوبة.
وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ولا يذكر بعضكم بعضا بما يكره فى غيبته.
فَكَرِهْتُمُوهُ فقد كرهتموه فاكرهوا الغيبة فإنها مماثلة له.

(1/5056)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 217
وَ اتَّقُوا اللَّهَ واخشوا عذاب الله بامتثال أمره واجتناب ما نهى عنه.
[سورة الحجرات (49) : الآيات 13 الى 14]
يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)
13 - يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ :
مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى أي من أصل واحد وهو آدم وحواء.
وَ جَعَلْناكُمْ وصيرناكم.
شُعُوباً طبقات يتشعب منها غيرها ، والطبقات التي عليها العرب ست : الشعب والقبيلة والعمارة والبطن والفخذ والفصيلة ، فالشعب يجمع القبائل وما تحتها.
لِتَعارَفُوا ليتم التعاون والتعارف بينكم.
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ إن أرفعكم منزلة فى الدنيا والآخرة عند الله.
أَتْقاكُمْ أكثركم خشية لعذابه.
عَلِيمٌ محيط علمه بكل شىء.
خَبِيرٌ لا تخفى عليه دقائق الأشياء.
14 - قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ :
قالَتِ الْأَعْرابُ بألسنتهم.
لَمْ تُؤْمِنُوا بقلوبكم.
أَسْلَمْنا انقدنا ظاهرا لرسالتك.
وَ إِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صادقين.
لا يَلِتْكُمْ لا ينقصكم.
مِنْ أَعْمالِكُمْ من ثواب أعمالكم.
غَفُورٌ عظيم المغفرة.

(1/5057)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 218
رَحِيمٌ واسع الرحمة.
[سورة الحجرات (49) : الآيات 15 الى 18]
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (18)
15 - إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ :
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ حقا.
الَّذِينَ هم الذين.
ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا ثم لم يقع فى قلوبهم شك فيما آمنوا به.
الصَّادِقُونَ فى إيمانهم.
16 - قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ :
أَ تُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ أتخبرون الله بتصديق قلوبكم.
وَ اللَّهُ وحده.
عَلِيمٌ محيط علمه بكل شىء.
17 - يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :
يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا يعدون إسلامهم يدا لهم عليك تستوجب شكرك لهم.
قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ فخيره لكم.
بَلِ اللَّهُ وحده.
يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ يمن عليكم بهدايته إياكم إلى الإيمان.
صادِقِينَ فى دعواكم.
18 - إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ :
غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ما استتر وخفى فى السموات والأرض.
بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ محيط الرؤية بكل ما تعملون.

(1/5058)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 219
50 سورة ق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة ق (50) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ (4)
بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5)
1 - ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ :
ق حرف من حروف الهجاء العربية الذي نزل بها القرآن الكريم وهم مع ذلك أعجز ما يكونون عن الإتيان بمثله.
وَ الْقُرْآنِ مقسم به.
الْمَجِيدِ ذو المجد والشرف.
2 - بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ :
مُنْذِرٌ مِنْهُمْ رسول منهم ينذرهم.
عَجِيبٌ منكر لا يقبله عقل.
3 - أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ :
ذلِكَ البعث بعد الموت.
رَجْعٌ رجوع.
بَعِيدٌ الوقوع.
4 - قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ :
ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ما تأخذه الأرض من أجسادهم بعد الموت.
حَفِيظٌ دقيق الإحصاء والحفظ.
5 - بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ :
فِي أَمْرٍ فى شأن.

(1/5059)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 220
مَرِيجٍ مضطرب بل لا يستقرون على حال.
[سورة ق (50) : الآيات 6 الى 9]
أَ فَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)
6 - أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ :
وَ زَيَّنَّاها بالكواكب.
مِنْ فُرُوجٍ من شقوق تعاب بها.
7 - وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ :
مَدَدْناها بسطناها.
وَ أَلْقَيْنا وأرسينا.
رَواسِيَ جبالا ثابتة.
مِنْ كُلِّ زَوْجٍ من كل صنف.
بَهِيجٍيبتهج به.
8 - تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ :
تَبْصِرَةً تبصيرا.
وَ ذِكْرى وتذكيرا.
مُنِيبٍ راجع إلى ربه يفكر فى دلائل قدرته.
9 - وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ :
مُبارَكاً كثير البركات.
وَ حَبَّ الْحَصِيدِ وأخرجنا به الزرع الذي يحصد.
[سورة ق (50) : الآيات 10 الى 11]
وَ النَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (11)
10 - وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ :
باسِقاتٍ ذاهبات إلى السماء طولا.
نَضِيدٌ متراكم بعضه فوق بعض.
11 - رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ :

(1/5060)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 221
رِزْقاً لِلْعِبادِ أي أنبتناها رزقا للعباد.
بِهِ أي بالماء.
مَيْتاً جف نباتها.
كَذلِكَ الْخُرُوجُ خروج الموتى من القبور حين يبعثون.
[سورة ق (50) : الآيات 12 الى 17]
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)
إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (17)
12 - كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ :
كَذَّبَتْ بالرسل.
قَبْلَهُمْ قبل هؤلاء.
13 - وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ :
وَ إِخْوانُ لُوطٍ وقوم لوط.
14 - وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ :
فَحَقَّ عليهم.
وَعِيدِ ما وعدتهم به من الهلاك.
15 - أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ :
أَ فَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ أفعجزنا عن الخلق الأول فلا نستطيع إعادتهم.
فِي لَبْسٍ فى ريب.
جَدِيدٍ بعد الموت.
16 - وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ :
ما تُوَسْوِسُ بِهِ ما تحدثه به.
مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ من عرق الوريد الذي هو أقرب شىء منه.
17 - إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ :
الْمُتَلَقِّيانِ الملكان الحافظان.

(1/5061)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 222
عَنِ الْيَمِينِ أحدهما عن اليمين قعيد.
وَ عَنِ الشِّمالِ والآخر عن الشمال قعيد.
يسجلان أعماله.
[سورة ق (50) : الآيات 18 الى 22]
ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)
18 - ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ :
ما يَلْفِظُ ما يتكلم وينطق.
رَقِيبٌ ملك يرقب عليه ما يلفظ.
عَتِيدٌ حافظ مهيأ لكتابة قوله.
19 - وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ :
سَكْرَةُ الْمَوْتِ غشية الموت.
بِالْحَقِّ الذي لا مرية فيه.
تَحِيدُ تهرب.
20 - وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ :
وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ نفخة البعث.
ذلِكَ النفخ.
يَوْمُ الْوَعِيدِ يوم وقوع العذاب الذي توعدون به.
21 - وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ :
كُلُّ نَفْسٍ برة أو فاجرة.
سائِقٌ يسوقها إلى المحشر.
وَ شَهِيدٌ يشهد بعملها.
22 - لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ :
مِنْ هذا الذي تقاسيه.
فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فأزلنا عنك الحجاب الذي يغطى عنك أمور الآخرة.

(1/5062)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 223
حَدِيدٌ نافذ قوى.
[سورة ق (50) : الآيات 23 الى 28]
وَ قالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (26) قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (27)
قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28)
23 - وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ :
قَرِينُهُ شيطانه الذي كان مقيضا له فى الدنيا.
هذا الكافر.
ما لَدَيَّ الذي عندى.
عَتِيدٌ مهيأ لجهنم بإضلالى.
24 - أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ :
أَلْقِيا الخطاب للملكين.
كَفَّارٍ مبالغ فى الكفر.
عَنِيدٍ مبالغ فى الفساد.
25 - مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مبالغ فى منع الخير.
مُعْتَدٍ مجاوز للحق.
مُرِيبٍ شاك فى الله تعالى وفيما أنزله.
26 - الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ :
الشَّدِيدِ البالغ غاية الشدة.
27 - قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ :
ما أَطْغَيْتُهُ ما جعلته يطغى.
بَعِيدٍ عن الحق ، فأعنته عليه بإغوائى.
28 - قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ :
لَدَيَّ عندى فى موقف الحساب والجزاء.
بِالْوَعِيدِ وعيدا على الكفر برسالتى إليكم.

(1/5063)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 224
[سورة ق (50) : الآيات 29 الى 35]
ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)
ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ (35)
29 - ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ :
ما يُبَدَّلُ ما يغير.
الْقَوْلُ لَدَيَّ القول الذي عندى ووعيدي بإدخال الكافرين النار.
30 - يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ :
هَلْ مِنْ مَزِيدٍ من زيادة أستزيد بها من هؤلاء الظالمين.
31 - وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ :
وَ أُزْلِفَتِ وأدنيت.
لِلْمُتَّقِينَ الذين اتقوا ربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
32 - هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ :
هذا الثواب.
ما تُوعَدُونَ الذي توعدون به.
لِكُلِّ أَوَّابٍ لكل رجاع.
حَفِيظٍ شديد الحفظ لشريعته.
33 - مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ :
بِالْغَيْبِ وهو غائب عنه لم يره.
وَ جاءَ فى الآخرة.
بِقَلْبٍ مُنِيبٍ بقلب راجع إليه تعالى.
34 - ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ :
ادْخُلُوها أي الجنة.
بِسَلامٍ آمنين.
ذلِكَ اليوم الذي دخلتم فيه الجنة.
يَوْمُ الْخُلُودِ يوم البقاء.
35 - لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ :

(1/5064)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 225
فِيها أي فى الجنة.
وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ وعندنا مزيد من النعيم.
[سورة ق (50) : الآيات 36 الى 41]
وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ (40)
وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (41)
36 - وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ :
بَطْشاً قوة وتسلطا.
فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ فطوفوا فى البلاد وأمعنوا فى البحث والطلب.
مِنْ مَحِيصٍ من مهرب من الهلاك.
37 - إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ :
لَذِكْرى لعظة.
لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ يدرك الحقائق.
أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ أو أصغى إلى الهداية.
وَ هُوَ شَهِيدٌ وهو حاضر بفطنته.
38 - وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ :
مِنْ لُغُوبٍ من إعياء.
39 - فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ :
فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ من زور وبهتان فى شأن رسالتك.
وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ونزه خالقك عن كل نقص حامدا له.
40 - وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ :
وَ أَدْبارَ السُّجُودِ وأعقاب الصلاة.
41 - وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ :

(1/5065)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 226
الْمُنادِ الملك المنادى.
[سورة ق (50) : الآيات 42 الى 45]
يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ (45)
42 - يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ :
الصَّيْحَةَ النفخة الثانية.
بِالْحَقِّ الذي هو البعث.
ذلِكَ اليوم.
يَوْمُ الْخُرُوجِ هو يوم الخروج من القبور.
43 - إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ :
نُحْيِي وَنُمِيتُ نحيى الخلائق ونميتهم.
الْمَصِيرُ الرجوع فى الآخرة.
44 - يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ :
سِراعاً فيخرجون مسرعين إلى المحشر.
ذلِكَ الأمر العظيم.
يَسِيرٌ هين.
45 - نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ :
بِما يَقُولُونَ من الأكاذيب فى شأن رسالتك.
بِجَبَّارٍ بمسلط عليهم تجبرهم على ما تريد وإنما أنت منذر.
مَنْ يَخافُ وَعِيدِ من يخاف عقابى.

(1/5066)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 227
51 سورة الذاريات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الذاريات (51) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَ الذَّارِياتِ ذَرْواً (1) فَالْحامِلاتِ وِقْراً (2) فَالْجارِياتِ يُسْراً (3) فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً (4)
إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ (6) وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (7)
1 - وَالذَّارِياتِ ذَرْواً :
وَ الذَّارِياتِ مقسم بها ، والذاريات : الرياح تثير السحاب تدفعها دفعا.
2 - فَالْحامِلاتِ وِقْراً :
فَالْحامِلاتِ منها.
وِقْراً ثقلا عظيما من الماء.
3 - فَالْجارِياتِ يُسْراً :
فَالْجارِياتِ به.
يُسْراً ميسرة بتسخير الله.
4 - فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً :
أي فالمقسمات رزقا يسوقه الله إلى من يشاء.
5 - إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ :
إِنَّما تُوعَدُونَ من البعث وغيره.
لَصادِقٌ لمحقق الوقوع.
6 - وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ :
وَ إِنَّ الدِّينَ وإن الجزاء.
لَواقِعٌ لحاصل لا محالة.
7 - وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ :

(1/5067)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 228
وَ السَّماءِ مقسم بها.
ذاتِ الْحُبُكِ ذات الطرائق المحكمة.
[سورة الذاريات (51) : الآيات 8 الى 9]
إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9)
8 - إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ :
إِنَّكُمْ إذ تقولون ما تقولون.
لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ مضطرب.
9 - يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ :
يُؤْفَكُ ينصرف.
عَنْهُ عن الإيمان بذلك الوعد الصادق والجزاء الواقع.
مَنْ أُفِكَ من صرف عنه لإيثاره هواه على عقله.
[سورة الذاريات (51) : الآيات 10 الى 14]
قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ (11) يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)
10 - قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ :
قُتِلَ هلك.
الْخَرَّاصُونَ الكذابون القائلون فى شأن القيامة بالظن والتخمين.
11 - الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ :
فِي غَمْرَةٍ مغمورين فى الجهل.
ساهُونَ غافلون.
12 - يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ :
يَسْئَلُونَ مستهزئين.
يَوْمُ الدِّينِ يوم الجزاء.
13 - يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ :
يُفْتَنُونَ يصهرون بها.
14 - ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ :
ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ذوقوا عذابكم.

(1/5068)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 229
تَسْتَعْجِلُونَ وقوعه.
[سورة الذاريات (51) : الآيات 15 الى 22]
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)
وَ فِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (22)
15 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ :
إِنَّ الْمُتَّقِينَ الذين خافوا الله وأطاعوه.
16 - آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ :
آخِذِينَ متقبلين.
ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ ما أعطاهم من ثواب وتكريم.
مُحْسِنِينَ فى أداء ما طلب منهم.
17 - كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ :
ما يَهْجَعُونَ ما ينامون.
18 - وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ :
وَ بِالْأَسْحارِ وبأواخر الليل.
19 - وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ :
حَقٌّ نصيب.
20 - وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ :
آياتٌ دلائل واضحة.
لِلْمُوقِنِينَ موصلة لليقين.
21 - وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ :
وَ فِي أَنْفُسِكُمْ كذلك آيات واضحات.
أَ فَلا تُبْصِرُونَ أغفلتم عنها فلا تبصرون دلالتها.
22 - وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ :
رِزْقُكُمْ أمر رزقكم.
وَ ما تُوعَدُونَ وتقدير ما توعدون.

(1/5069)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 230
[سورة الذاريات (51) : الآيات 23 الى 29]
فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ (27)
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)
23 - فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ :
فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ مقسم به.
إِنَّهُ أي ما تنكرونه من بعث وجزاء.
لَحَقٌّ لواقع.
مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ مثل نطقكم الذي لا تشكون فى وقوعه منكم.
24 - هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ :
هَلْ أَتاكَ هل علمت.
حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ قصة أضياف إبراهيم.
25 - إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ :
مُنْكَرُونَ غير معروفين.
26 - فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ :
فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فذهب إلى أهله فى خفية.
27 - فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ :
فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ فقدمه بين أيديهم.
أَ لا تَأْكُلُونَفلم يأكلوا منه فقال لهم ذلك منكرا.
28 - فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ :
فَأَوْجَسَ فأحس.
عَلِيمٍ له حظ وافر من العلم.
29 - فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ :
فِي صَرَّةٍ فى صيحة حين سمعت البشارة.
فَصَكَّتْ وَجْهَها فضربت وجهها بيدها.

(1/5070)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 231
عَجُوزٌ أنا عجوز.
عَقِيمٌ لا ألد ، فكيف ألد.
[سورة الذاريات (51) : الآيات 30 الى 38]
قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30) قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34)
فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (37) وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (38)
30 - قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ :
قالَ رَبُّكِ قضى ربك.
الْحَكِيمُ فى كل ما يقضى.
الْعَلِيمُ الذي لا يخفى عليه شىء.
31 - قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ :
فَما خَطْبُكُمْ فما شأنكم.
32 - قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ :
مُجْرِمِينَ مفرطين فى العصيان.
33 - لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ :
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ لنلقى عليهم.
مِنْ طِينٍ لا يعلم كنهه إلا الله.
34 - مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ :
مُسَوَّمَةً معلمة مخصصة.
لِلْمُسْرِفِينَ لمن تجاوزوا الحد فى الفجور.
35 - فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ :
فَأَخْرَجْنا فقضينا بإخراج.
36 - فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ :
غَيْرَ بَيْتٍ غير أهل بيت واحد.
37 - وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ :
آيَةً علامة على هلاك أهلها.
38 - وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ :

(1/5071)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 232
وَ فِي مُوسى وفى قصة موسى.
بِسُلْطانٍ ببرهان.
مُبِينٍ بين.
[سورة الذاريات (51) : الآيات 39 الى 44]
فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43)
فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44)
39 - فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ :
فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ فأعرض معتدا بقوته.
40 - أَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
:
جُنُودَهُ
و من اعتز بهم.
َبَذْناهُمْ
فطرحناهم.
الْيَمِ
فى البحر.
هُوَ مُلِيمٌ
و هو مقترف ما يلام عليه من الكفر والعناد.
41 - وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ :
وَ فِي عادٍ وفى قصة عاد عظة.
الْعَقِيمَ التي لا خير فيها.
42 - ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ :
أَتَتْ عَلَيْهِ مرت عليه.
كَالرَّمِيمِ كالعظم البالي.
43 - وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ :
وَ فِي ثَمُودَ وفى قصة ثمود عظة.
تَمَتَّعُوا فى داركم.
حَتَّى حِينٍ إلى وقت معلوم.
44 - فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ :
فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فتعالوا عن الاستجابة لأمر ربهم.
وَ هُمْ يَنْظُرُونَ وهم يعاينون وقوعها.

(1/5072)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 233
[سورة الذاريات (51) : الآيات 45 الى 51]
فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ (45) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (46) وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)
فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51)
45 - فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ :
فَمَا اسْتَطاعُوا فما تمكنوا.
مِنْ قِيامٍ من نهوض.
وَ ما كانُوا مُنْتَصِرِينَ وما كانوا قادرين على الانتصار بدفع العذاب.
46 - وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ :
مِنْ قَبْلُ أهلكناهم من قبل.
فاسِقِينَ خارجين عن طاعة اللّه.
47 - وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ :
بَنَيْناها بِأَيْدٍ أحكمناها بقوة.
لَمُوسِعُونَ لقادرون على أكثر من ذلك.
48 - وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ :
فَرَشْناها بسطناها.
فَنِعْمَ الْماهِدُونَ فنعم المهيئون لها نحن.
49 - وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ :
زَوْجَيْنِ صنفين مزدوجين.
تَذَكَّرُونَ فتؤمنوا بقدرتنا.
50 - فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ :
فَفِرُّوا فسارعوا.
إِلَى اللَّهِ إلى طاعة اللّه.
51 - وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ :
إِنِّي لَكُمْ من اللّه.
نَذِيرٌ مُبِينٌ أنذركم عاقبة الإشراك.

(1/5073)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 234
[سورة الذاريات (51) : الآيات 52 الى 58]
كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56)
ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)
52 - كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ :
كَذلِكَ كان شأن الأمم مع رسلهم.
مِنْ قَبْلِهِمْ من قبل قومك.
53 - أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ :
أَ تَواصَوْا بِهِ أأوصى بعضهم بعضا بهذا القول.
طاغُونَ متجاوزون الحدود.
54 - فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ :
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فأعرض عن هؤلاء المعاندين.
بِمَلُومٍ على عدم استجابتهم.
55 - وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ :
وَ ذَكِّرْ ودم على التذكير.
تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ تزيدهم بصيرة وقوة يقين.
56 - وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ :
وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ لشىء يعود على بالنفع.
إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وإنما خلقتهم ليعبدونى والعبادة نفع لهم.
57 - ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ :
ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ لأنى غنى عن العالمين.
وَ ما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ وما أريد أن يطعمونى لأنى أطعم ولا أطعم.
58 - إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ :
إِنَّ اللَّهَ وحده.
هُوَ الرَّزَّاقُ المتكفل برزق عباده.

(1/5074)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 235
ذُو الْقُوَّةِ وهو ذو القوة.
الْمَتِينُ الشديد الذي لا يعجز.
[سورة الذاريات (51) : الآيات 59 الى 60]
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)
59 - فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ :
لِلَّذِينَ ظَلَمُوا أنفسهم بالكفر.
ذَنُوباً نصيبا من العذاب.
مِثْلَ ذَنُوبِ مثل نصيب أصحابهم من الأمم الماضية.
فَلا يَسْتَعْجِلُونِ بإنزال العذاب قبل أوانه.
60 - فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ :
فَوَيْلٌ فهلاك.
الَّذِي يُوعَدُونَ الذي يوعدونه ، لما فيه من الشدائد والأهوال.

(1/5075)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 236
52 سورة الطور
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الطور (52) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَ الطُّورِ (1) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4)
وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (7)
1 - وَالطُّورِ :
مقسم به ، وهو جبل طور سيناء حيث كلم عليه موسى عليه السلام.
2 - وَكِتابٍ مَسْطُورٍ :
وَ كِتابٍ منزل من عند اللّه.
مَسْطُورٍ مكتوب.
3 - فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ :
فِي رَقٍّ فى صحف.
مَنْشُورٍ ميسرة للقراءة.
4 - وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ :
وَ الْبَيْتِ مقسم به.
الْمَعْمُورِ بالطائفين والقائمين والركع السجود.
5 - وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ :
وَ السَّقْفِ والسماء.
الْمَرْفُوعِ بغير عمد.
6 - وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ :
الْمَسْجُورِ المملوء.
7 - إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ :
إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ الذي توعد به الكافرين.
لَواقِعٌ لنازل بهم لا محالة.

(1/5076)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 237
[سورة الطور (52) : الآيات 8 الى 9]
ما لَهُ مِنْ دافِعٍ (8) يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (9)
8 - ما لَهُ مِنْ دافِعٍ :
دافِعٍ يدفعه عنهم.
9 - يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً :
تَمُورُ تضطرب.
مَوْراً اضطرابا شديدا.
[سورة الطور (52) : الآيات 10 الى 15]
وَ تَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (10) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (14)
أَ فَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (15)
10 - وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً :
وَ تَسِيرُ الْجِبالُ وتنتقل من مقارها.
سَيْراً انتقالا ظاهرا.
11 - فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ :
فَوَيْلٌ فهلاك شديد.
يَوْمَئِذٍ فى هذا اليوم.
لِلْمُكَذِّبِينَ بالحق.
12 - الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ :
فِي خَوْضٍ فى باطل.
يَلْعَبُونَ يلهون.
13 - يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا :
يُدَعُّونَ يدفعون.
دَعًّا دفعا شديدا.
14 - هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ :
تُكَذِّبُونَ فى الدنيا.
15 - أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ :
هذا الذي تشاهدونه.

(1/5077)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 238
[سورة الطور (52) : الآيات 16 الى 21]
اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20)
وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ (21)
16 - اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
اصْلَوْها ذوقوا حرها.
فَاصْبِرُوا على شدائدها.
سَواءٌ عَلَيْكُمْ فصبركم وعدمه سواء عليكم.
إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إنما تلاقون اليوم جزاء ما كنتم تعملون فى الدنيا.
17 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ :
إِنَّ الْمُتَّقِينَ الذين خشوا ربهم وأطاعوا ما أمروا به واجتنبوا ما نهوا عنه.
18 - فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ :
فاكِهِينَ متنعمين.
بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ بما أعطاهم ربهم.
وَ وَقاهُمْ وحفظهم وحماهم.
الْجَحِيمِ النار.
19 - كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ جزاء بما كنتم تعملون فى الدنيا.
20 - مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ :
مُتَّكِئِينَ جالسين متكئين.
عَلى سُرُرٍ على أرائك.
بِحُورٍ بنساء بيض.
عِينٍ واسعات العيون حسانها.
21 - وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ :

(1/5078)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 239
وَ ما أَلَتْناهُمْ وما نقصناهم.
رَهِينٌ مرهون بعمله.
[سورة الطور (52) : الآيات 22 الى 27]
وَ أَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (25) قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ (26)
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ (27)
22 - وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ :
وَ أَمْدَدْناهُمْ وزدناهم.
23 - يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ :
يَتَنازَعُونَ يتجاذبون.
فِيها فى الجنة.
كَأْساً مليئة بالشراب.
لا لَغْوٌ فِيها لا يكون لهم بشربها كلام باطل.
وَ لا تَأْثِيمٌ ولا عمل يستوجب الإثم.
24 - وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ :
لَهُمْ معدون لخدمتهم.
كَأَنَّهُمْ فى الصفاء والبياض.
مَكْنُونٌ مصان.
25 - وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ :
بَعْضُهُمْ بعض أهل الجنة.
يَتَساءَلُونَ يسأل كل صاحبه عن عظم ما هم فيه وسببه.
26 - قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ :
قَبْلُ أي قبل هذا النعيم.
فِي أَهْلِنا بين أهلنا.
مُشْفِقِينَ خائفين من عذاب اللّه.
27 - فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ :
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا برحمته.

(1/5079)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 240
وَ وَقانا وحمانا.
عَذابَ السَّمُومِ عذاب النار.
[سورة الطور (52) : الآيات 28 الى 32]
إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (29) أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (32)
28 - إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ :
مِنْ قَبْلُ فى الدنيا.
نَدْعُوهُ نعبده.
إِنَّهُ وحده.
هُوَ الْبَرُّ هو المحسن.
الرَّحِيمُ الواسع الرحمة.
29 - فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ :
فَذَكِّرْ فدم على ما أنت فيه من التذكير.
بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بما أنعم اللّه عليك من النبوة.
بِكاهِنٍ تخبر بالغيب دون علم.
وَ لا مَجْنُونٍ تقول ما لا تقصد.
30 - أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ :
أَمْ يَقُولُونَ بل أيقولون.
شاعِرٌ هو شاعر.
نَتَرَبَّصُ بِهِ ننتظر به.
رَيْبَ الْمَنُونِ نزول الموت.
31 - قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ :
قُلْ تهديدا لهم.
تَرَبَّصُوا انتظروا.
مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ من المنتظرين عاقبة أمرى وأمركم.
32 - أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ :

(1/5080)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 241 أَمْ بل.
أَحْلامُهُمْ عقولهم.
طاغُونَ مجاوزون الحد فى العناد.
[سورة الطور (52) : الآيات 33 الى 38]
أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (34) أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37)
أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (38)
33 - أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ :
أَمْ يَقُولُونَ بل أيقولون.
تَقَوَّلَهُ اختلقه ، يعنون القرآن.
بَلْ لا يُؤْمِنُونَ مكابرة.
34 - فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ :
مِثْلِهِ أي مثل القرآن.
صادِقِينَ فى قولهم إن محمدا صلّى اللّه عليه وسلم اختلقه.
35 - أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ :
مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ من غير خالق.
الْخالِقُونَ الذين خلقوا أنفسهم.
36 - أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ :
بَلْ لا يُوقِنُونَ بل هم لا يوقنون بما يجب للخالق.
37 - أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ :
أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ يتصرفون فيها.
الْمُصَيْطِرُونَ القاهرون المدبرون للأمور كما يشاءون.
38 - أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ :
أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ بل ألهم مرقى يصعدون فيه إلى السماء.
يَسْتَمِعُونَ فِيهِ ما يقضى به اللّه.
بِسُلْطانٍ بحجة.

(1/5081)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 242
مُبِينٍ بينة واضحة تصدق دعواه.
[سورة الطور (52) : الآيات 39 الى 44]
أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42) أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43)
وَ إِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ (44)
39 - أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ :
أَمْ لَهُ بل أله.
الْبَناتُ كما تزعمون.
وَ لَكُمُ الْبَنُونَ كما تحبون.
40 - أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ :
أَجْراً على تبليغ الرسالة.
فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ فهم لما يلحقهم من الغرامة.
مُثْقَلُونَ متبرمون.
41 - أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ :
أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ بل أعندهم الغيب.
فَهُمْ يَكْتُبُونَ ما شاءوا.
42 - أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ :
كَيْداً مكرا بك وإبطالا لرسالتك.
هُمُ الْمَكِيدُونَ هم الذين يحيق بهم مكرهم.
43 - أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ :
أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يمنعهم من عذاب اللّه.
سُبْحانَ اللَّهِ تنزه اللّه.
44 - وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ :
كِسْفاً جزءا.
ساقِطاً عليهم لعذابهم.
يَقُولُوا عنادا.
سَحابٌ هو سحاب.

(1/5082)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 243
مَرْكُومٌ متجمع.
[سورة الطور (52) : الآيات 45 الى 49]
فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (47) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ (49)
45 - فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ :
فَذَرْهُمْ فدعهم غير مكترث بهم.
يُصْعَقُونَ يهلكون.
46 - يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ :
لا يُغْنِي عَنْهُمْ لا يدفع عنهم.
كَيْدُهُمْ مكرهم.
شَيْئاً من العذاب.
وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ ولا هم يجدون ناصرا.
47 - وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ :
دُونَ ذلِكَ غير العذاب الذي يهلكون به فى الدنيا.
48 - وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ :
وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ بإمهالهم ، وعلى ما يلحقك من أذاهم.
فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا فى حفظنا ورعايتنا.
49 - وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ :
وَ إِدْبارَ النُّجُومِ أي وقت إدبار النجوم واحتجابها.

(1/5083)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 244
53 سورة النجم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة النجم (53) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَ النَّجْمِ إِذا هَوى (1) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (2) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى (4)
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (6)
1 - وَالنَّجْمِ إِذا هَوى :
وَ النَّجْمِ مقسم به.
إِذا هَوى للغروب.
2 - ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى :
ما ضَلَّ ما عدل عن طريق الحق.
وَ ما غَوى وما اعتقد باطلا.
3 - وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى :
وَ ما يَنْطِقُ وما يصدر نطقه فيما يتكلم به من القرآن.
عَنِ الْهَوى أي عن هوى فى نفسه.
4 - إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى :
إِنْ هُوَ ما القرآن.
إِلَّا وَحْيٌ من اللّه.
يُوحى يوحيه إليه.
5 - عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى :
عَلَّمَهُ هذا الوحى.
شَدِيدُ الْقُوى ملك شديد القوى.
6 - ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى :
ذُو مِرَّةٍ ذو حصانة عقلا ورأيا.
فَاسْتَوى فاستقام على صورته.

(1/5084)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 245
[سورة النجم (53) : الآيات 7 الى 9]
وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى (7) ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (8) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (9)
7 - وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى :
بِالْأُفُقِ الْأَعْلى بالجهة العليا من السماء المقابلة للناظر.
8 - ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى :
ثُمَّ دَنا ثم قرب جبريل منه.
فَتَدَلَّى فزاد فى القرب.
9 - فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى :
فَكانَ دنوه.
قابَ قَوْسَيْنِ قدر قوسين.
أَوْ أَدْنى بل أدنى من ذلك.
[سورة النجم (53) : الآيات 10 الى 13]
فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى (10) ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (11) أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (13)
10 - فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى
:
فَأَوْحى
جبريل عليه السلام.
إِلى عَبْدِهِ
إلى عبد اللّه ورسوله.
ما أَوْحى
ما أوحاه.
11 - ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى :
ما كَذَبَ ما أنكر.
الْفُؤادُ فؤاد محمد صلّى اللّه عليه وسلم.
ما رَأى ما رآه بصره.
12 - أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى :
أَ فَتُمارُونَهُ أفتكذبون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
عَلى ما يَرى فتجادلونه على ما يراه معاينة.
13 - وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى :
وَ لَقَدْ رَآهُ ولقد رأى محمد صلّى اللّه عليه وسلم جبريل.
نَزْلَةً أُخْرى على صورته مرة أخرى.

(1/5085)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 246
[سورة النجم (53) : الآيات 14 الى 23]
عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى (14) عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى (16) ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (17) لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (18)
أَ فَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى (23)
14 - عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى :
سِدْرَةِ الْمُنْتَهى مكان لا يعلم علمه إلا اللّه.
15 - عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى :
عِنْدَها عند هذا المكان.
جَنَّةُ الْمَأْوى الجنة التي يصير إليها المتقون.
16 - إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى :
يَغْشَى السِّدْرَةَ يغطيها.
ما يَغْشى ما لا يحيط به علم.
17 - ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى :
ما زاغَ الْبَصَرُ ما مال بصر محمد صلّى اللّه عليه وسلم عما رآه.
وَ ما طَغى وما تجاوز ما أمر برؤيته.
18 - لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى :
الْكُبْرى العظمى.
19 - أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى :
أَ فَرَأَيْتُمُ أعلمتم ذلك ففكرتم فى شأن اللات والعزى.
20 - وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى :
صنم لهم كانوا يعبدونه مع اللات والعزى.
21 - أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى :
وَ لَهُ أي للّه جل وعلا.
22 - تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى :
ضِيزى جائرة ، إذ تجعلون للّه ما تكرهون.
23 - إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى :

(1/5086)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 247
إِنْ هِيَ ما هى ، يعنى الأصنام.
إِلَّا أَسْماءٌ إلا مجرد أسماء ليس فيها شىء من معنى الألوهية.
سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ بمقتضى أهوائكم.
مِنْ سُلْطانٍ من حجة تصدق دعواكم فيها.
[سورة النجم (53) : الآيات 24 الى 28]
أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى (25) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى (26) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى (27) وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً (28)
24 - أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى :
ما تَمَنَّى ما تمناه واشتهاه من شفاعة هذه الأصنام ، أي ليس ذلك له.
25 - فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى :
فَلِلَّهِ وحده.
الْآخِرَةُ أمر الآخرة.
وَ الْأُولى وأمر الدنيا.
26 - وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى :
وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ كثير من الملائكة.
لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ مع علو منزلتهم.
إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ إلا من بعد إذنه تعالى :
لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى لمن يشاؤه ويرضاه.
27 - إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى :
بِالْآخِرَةِ بالدار الآخرة.
لَيُسَمُّونَ ليصفون.
تَسْمِيَةَ الْأُنْثى بالأنوثة ، فيقولون الملائكة بنات اللّه.
28 - وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً :

(1/5087)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 248
وَ ما لَهُمْ بِهِ بهذا القول.
إِلَّا الظَّنَّ إلا ظنهم الباطل.
[سورة النجم (53) : الآيات 29 الى 32]
فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَياةَ الدُّنْيا (29) ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى (30) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى (32)
29 - فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا :
فَأَعْرِضْ فانصرف.
عَنْ مَنْ تَوَلَّى : عمن أعرض.
عَنْ ذِكْرِنا عن القرآن.
30 - ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى :
ذلِكَ الذي يتبعونه فى عقائدهم وأعمالهم.
مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ منتهى ما وصلوا إليه من العلم.
بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ بمن أصر على الضلال.
31 - وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى :
وَ لِلَّهِ وحده.
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا ليجزى الضالين المسيئين بعملهم.
وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا المهتدين المحسنين.
بِالْحُسْنَى بالمثوبة الحسنى.
32 - الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى :
كَبائِرَ الْإِثْمِ ما يكبر عقابه من الذنوب.
وَ الْفَواحِشَ وما يعظم قبحه منها.
إِلَّا اللَّمَمَ لكن الصغائر من الذنوب يعفو اللّه عنها.

(1/5088)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 249
إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ إذ خلقكم من الأرض.
فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ فلا تصفوا أنفسكم بالتزكى تمدحا وتفاخرا.
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى فزكت نفسه حقيقة بتقواه.
[سورة النجم (53) : الآيات 33 الى 40]
أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى (36) وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)
أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى (40)
33 - أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى :
أَ فَرَأَيْتَ أفتأملت فرأيت.
الَّذِي تَوَلَّى أعرض عن اتباع الحق.
34 - وَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى :
وَ أَعْطى قَلِيلًا وأعطى شيئا قليلا من المال.
وَ أَكْدى وقطع العطاء.
35 - أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى :
فَهُوَ يَرى فهو منكشف له عما يدفعه إلى التولي عن الحق والبخل بالمال.
36 - أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى :
أَمْ لَمْ بل ألم.
يُنَبَّأْ بخبر.
37 - وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى :
الَّذِي وَفَّى بلغ الغاية فى الوفاء بما عاهد اللّه عليه.
38 - أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى :
أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ ألا تحمل نفس.
وِزْرَ أُخْرى إثم نفس أخرى.
39 - وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى :
إِلَّا ما سَعى إلا جزاء عمله.
40 - وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى :

(1/5089)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 250
سَوْفَ يُرى سوف يعلن فيرى يوم القيامة.
[سورة النجم (53) : الآيات 41 الى 47]
ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى (41) وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (44) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (45)
مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى (46) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى (47)
41 - ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى :
ثُمَّ يُجْزاهُ ثم يجزى الإنسان عن عمله.
الْجَزاءَ الْأَوْفى الجزاء الأوفر.
42 - وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى :
وَ أَنَّ إِلى رَبِّكَ لا إلى غيره.
الْمُنْتَهى المعاد.
43 - وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى :
وَ أَنَّهُ هُوَ وحده.
أَضْحَكَ بسط أسارير الوجوه.
وَ أَبْكى وقبضها.
أي خلق أسباب البسط والقبض.
44 - وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا :
وَ أَنَّهُ هُوَ وحده.
أَماتَ سلب الحياة.
وَ أَحْيا ووهبها.
45 - وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى :
وَ أَنَّهُ وحده.
الذَّكَرَ وَالْأُنْثى من الإنسان والحيوان.
46 - مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى :
مِنْ نُطْفَةٍ من ماء قليل.
إِذا تُمْنى تصب فى الرحم.
47 - وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى :

(1/5090)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 251
النَّشْأَةَ الأُْخْرى
الإحياء بعد الإماتة.
[سورة النجم (53) : الآيات 48 الى 54]
وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى (48) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى (49) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (50) وَثَمُودَ فَما أَبْقى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى (52)
وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (53) فَغَشَّاها ما غَشَّى (54)
48 - وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى :
وَ أَنَّهُ هُوَ وحده.
أَغْنى أعطى ما يكفى.
وَ أَقْنى وأرضى بما يقتنى ويدخر.
49 - وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى :
وَ أَنَّهُ هُوَ وحده.
رَبُّ الشِّعْرى الكوكب العظيم المسمى : الشعرى ، وهو ألمع نجم يرى فى السماء.
50 - وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى :
وَ أَنَّهُ وحده.
عاداً الْأُولى قوم هود.
51 - وَثَمُودَ فَما أَبْقى :
وَ ثَمُودَ قوم صالح.
فَما أَبْقى عليهم.
52 - وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى :
أَظْلَمَ أكثر ظلما.
وَ أَطْغى أكثر طغيانا.
53 - وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى :
وَ الْمُؤْتَفِكَةَ يعنى أن قوم لوط ائتفكت بهم قراهم ، أي انقلبت وصار عاليها سافلها.
أَهْوى جعلها تهوى وتنقلب.
54 - فَغَشَّاها ما غَشَّى :

(1/5091)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 252
فَغَشَّاها فأحاط بها من العذاب.
ما غَشَّى ما أحاط.
[سورة النجم (53) : الآيات 55 الى 62]
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (55) هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (56) أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (57) لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ (58) أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59)
وَ تَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)
55 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ فبأى نعمة من نعم ربك.
تَتَمارى ترتاب.
56 - هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى :
هذا القرآن.
مِنَ النُّذُرِ الْأُولى من جنس النذر التي أنذرت بها الأمم السابقة.
57 - أَزِفَتِ الْآزِفَةُ :
أَزِفَتِ قربت.
الْآزِفَةُ القيامة ، وسميت آزفة لقرب قيامها.
58 - لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ :
كاشِفَةٌ تكشف عن وقت وقوعها.
59 - أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ :
تَعْجَبُونَ إنكارا.
60 - وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ :
وَ تَضْحَكُونَ استهزاء وسخرية.
وَ لا تَبْكُونَ كما يفعل الموقنون.
61 - وَأَنْتُمْ سامِدُونَ :
سامِدُونَ لاهون متكبرون.
62 - فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا :
فَاسْجُدُوا لِلَّهِ الذي أنزل القرآن هدى للناس.
وَ اعْبُدُوا وأفردوه بالعبادة جل جلاله.

(1/5092)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 253
54 سورة القمر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة القمر (54) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4)
حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (5)
1 - اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ :
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ دنت الساعة.
وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ وسينشق القمر لا محالة.
2 - وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ :
وَ إِنْ يَرَوْا يعنى الكفار.
آيَةً معجزة.
يُعْرِضُوا عن الإيمان بها.
مُسْتَمِرٌّ دائم متتابع.
3 - وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ :
وَ كَذَّبُوا الرسل.
وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ ما تزينه لهم أهواءهم.
وَ كُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ منته إلى غاية يستقر عندها.
4 - وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ :
وَ لَقَدْ جاءَهُمْ أي الكفار.
مِنَ الْأَنْباءِ من أخبار الأمم السالفة.
ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ ما يكفى لزجرهم.
5 - حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ :
حِكْمَةٌ هذا الذي جاءهم حكمة.
بالِغَةٌ عظيمة قد بلغت غايتها.
فَما تُغْنِ النُّذُرُ فأى نفع تفيد النذر من انصرف عنها.

(1/5093)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 254
[سورة القمر (54) : الآيات 6 الى 9]
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)
6 - فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ :
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فأعرض عنهم ، أي عن الكفار.
يَوْمَ يَدْعُ وانتظر يوم يدع.
الدَّاعِ داعى اللّه.
إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ إلى أمر شديد تنكره النفوس.
7 - خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ :
خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ خاضعة أبصارهم من شدة الهول.
مِنَ الْأَجْداثِ من القبور.
كَأَنَّهُمْ فى الكثرة.
مُنْتَشِرٌ متفرق هنا وهناك.
8 - مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ :
مُهْطِعِينَ مسرعين.
إِلَى الدَّاعِ إلى داعى اللّه.
هذا يَوْمٌ يعنون يوم القيامة.
عَسِرٌ صعب شديد.
9 - كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ :
قَبْلَهُمْ قبل كفار مكة.
عَبْدَنا نوحا.
وَ قالُوا مَجْنُونٌ ورموه بالجنون.
وَ ازْدُجِرَ أي زجر عن دعوى النبوة بالسب والوعيد بالقتل.
[سورة القمر (54) : آية 10]
فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)
10 - فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ :
فَدَعا نوح.
مَغْلُوبٌ من قومى.

(1/5094)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 255
فَانْتَصِرْ لى منهم.
[سورة القمر (54) : الآيات 11 الى 16]
فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15)
فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (16)
11 - فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ :
مُنْهَمِرٍ منصب كثير متتابع.
12 - وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ :
وَ فَجَّرْنَا وشققنا.
فَالْتَقَى الْماءُ ماء السماء وماء الأرض.
عَلى أَمْرٍ على إهلاكهم.
قَدْ قُدِرَ قد قدره اللّه تعالى.
13 - وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ :
عَلى ذاتِ أَلْواحٍ سفينة من ألواح من خشب.
وَ دُسُرٍ وخيوط من ليف تشد ألواحها.
14 - تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ :
تَجْرِي أي السفينة.
بِأَعْيُنِنا أي بحفظنا.
جَزاءً لِمَنْ لنوح.
كانَ كُفِرَ الذي استمر قومه على تكذيب دعوته.
15 - وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ :
وَ لَقَدْ تَرَكْناها أي حادثة إغراق الكافرين وإنجاء المؤمنين.
آيَةً عظة.
فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ من متعظ.
16 - فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ :
فَكَيْفَ كانَ عَذابِي فعلى أي حال كان عذابى.

(1/5095)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 256
وَ نُذُرِ وإنذارى للمخالفين.
[سورة القمر (54) : الآيات 17 الى 22]
وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (21)
وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)
17 - وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ :
وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ سهلناه للتذكر.
فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ من متعظ.
18 - كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ :
كَذَّبَتْ عادٌ رسولهم هودا.
فَكَيْفَ كانَ عَذابِي فعلى أي حال كان عذابى.
وَ نُذُرِ وإنذارى للمخالفين.
19 - إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ :
إِنَّا أَرْسَلْنا إنا سلطنا.
صَرْصَراً باردة.
نَحْسٍ شؤم.
مُسْتَمِرٍّ دائم.
20 - تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ :
تَنْزِعُ النَّاسَ تقلعهم من أماكنهم ، أو ترمى بهم على الأرض صرعى.
كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ أصول نخل.
مُنْقَعِرٍ منقلع من مغارسه.
21 - فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ :
فَكَيْفَ كانَ عَذابِي فعلى أي حال كان عذابى.
وَ نُذُرِ وإنذارى للمخالفين.
22 - وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ :
وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ سهلناه.

(1/5096)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 257
لِلذِّكْرِ للعظة.
مُدَّكِرٍ متعظ.
[سورة القمر (54) : الآيات 23 الى 27]
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27)
23 - كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ :
ثَمُودُ قوم صالح.
بِالنُّذُرِ بإنذار نبيهم صالح لهم.
24 - فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ :
مِنَّا من عامتنا.
واحِداً لا عصبية له.
إِنَّا إِذاً إنا إذا اتبعناه.
لَفِي ضَلالٍ بعد عن الحق.
وَ سُعُرٍ وجنون.
25 - أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ :
الذِّكْرُ الوحى.
مِنْ بَيْنِنا وفينا من هو أحق منه.
بَلْ هُوَ كَذَّابٌ كثير الكذب.
أَشِرٌ منكر للنعمة.
26 - سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ :
غَداً قريبا يوم ينزل بهم العذاب.
27 - إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ :
فِتْنَةً امتحانا.
فَارْتَقِبْهُمْ فارقب ما هم فاعلون.
وَ اصْطَبِرْ واصبر على أذاهم.

(1/5097)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 258
[سورة القمر (54) : الآيات 28 الى 34]
وَ نَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32)
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (34)
28 - وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ :
قِسْمَةٌ مقسوم بينهم وبين الناقة.
كُلُّ شِرْبٍ كل نصيب.
مُحْتَضَرٌ يحضره صاحبه فى يومه.
29 - فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ :
فَتَعاطى فتهيأ لعقر الناقة.
فَعَقَرَ فعقرها.
30 - فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ :
فَكَيْفَ كانَ عَذابِي فعلى أي حال كان عذابى.
وَ نُذُرِ وإنذارى للمخالفين.
31 - إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ :
إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سلطنا عليهم.
كَهَشِيمِ كشجر يابس.
الْمُحْتَظِرِ من يريد اتخاذ حظيرة فهو يجمعه.
32 - وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ :
وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ سهلناه.
لِلذِّكْرِ للعظة والاعتبار.
مُدَّكِرٍ متعظ.
33 - كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ :
بِالنُّذُرِ بإنذارات رسولهم.
34 - إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ :
حاصِباً ريحا شديدة ترميهم بالحصى.
إِلَّا آلَ لُوطٍ المؤمنين.

(1/5098)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 259
نَجَّيْناهُمْ من هذا العذاب.
بِسَحَرٍ آخر الليل.
[سورة القمر (54) : الآيات 35 الى 39]
نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (39)
35 - نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ :
نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا إنعاما عليهم من عندنا.
كَذلِكَ الإنعام العظيم.
نَجْزِي مَنْ شَكَرَ نعمتنا بالإيمان والطاعة.
36 - وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ :
وَ لَقَدْ أَنْذَرَهُمْ ولقد خوفهم ، والضمير للوط عليه السلام.
بَطْشَتَنا أخذتنا الشديدة.
فَتَمارَوْا فشكوا.
بِالنُّذُرِ بإنذاراته تكذيبا له.
37 - وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ :
وَ لَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ أرادوا منه تمكينهم من ضيفه.
فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فمحونا أبصارهم جزاء ما أرادوا.
فَذُوقُوا عَذابِي فتجرعوا عذابى.
وَ نُذُرِ وإنذاراتى.
38 - وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ :
وَ لَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً ولقد فاجأهم فى الصباح الباكر.
عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ ثابت دائم.
39 - فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ :
فَذُوقُوا عَذابِي فتجرعوا عذابى.
وَ نُذُرِ وإنذاراتى.

(1/5099)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 260
[سورة القمر (54) : الآيات 40 الى 46]
وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44)
سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ (46)
40 - وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ :
وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ سهلناه.
لِلذِّكْرِ للعظة والاعتبار.
مُدَّكِرٍ متعظ.
41 - وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ :
النُّذُرُ الإنذارات المتتابعة.
42 - كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ :
بِآياتِنا بمعجزاتنا كلها التي جاءت على أيدى رسلنا.
فَأَخَذْناهُمْ فأهلكناهم.
أَخْذَ عَزِيزٍ إهلاك قوى لا يغلب.
مُقْتَدِرٍ عظيم القدرة.
43 - أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ :
مِنْ أُولئِكُمْ الأقوام السابقين الذين أهلكوا.
بَراءَةٌ من العذاب.
فِي الزُّبُرِ فيما نزل من الكتب السماوية.
44 - أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ
:
جَمِيعٌ جمع.
مُنْتَصِرٌ مؤتلف ممتنع على أعدائه لا يغلب.
45 - سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ :
سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ سيغلب هذا الجمع.
وَ يُوَلُّونَ الدُّبُرَ ويفرون مولين الأدبار.
46 - بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ :
بَلِ السَّاعَةُ بل القيامة.

(1/5100)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 261
مَوْعِدُهُمْ موعد عذابهم.
وَ السَّاعَةُ والقيامة.
أَدْهى أعظم داهية.
وَ أَمَرُّ وأقسى مرارة.
[سورة القمر (54) : الآيات 47 الى 52]
إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (49) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51)
وَ كُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52)
47 - إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ :
إِنَّ الْمُجْرِمِينَ من هؤلاء.
فِي ضَلالٍ فى هلاك.
وَ سُعُرٍ وجحيم مستعرة.
48 - يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ :
يَوْمَ يُسْحَبُونَ يوم يجرون.
ذُوقُوا قاسوا.
مَسَّ سَقَرَ آلام جهنم وحرارتها.
49 - إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ :
بِقَدَرٍ بتقدير على ما تقتضيه الحكمة.
50 - وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ :
وَ ما أَمْرُنا لشىء إذا أردناه.
إِلَّا واحِدَةٌ إلا كلمة واحدة نقولها له ، وهى كن.
كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ فيكون فى سرعة الاستجابة كلمح البصر.
51 - وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ :
أَشْياعَكُمْ أشباهكم فى الكفر.
مُدَّكِرٍ متعظ.
52 - وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ :
فَعَلُوهُ فى الدنيا.
فِي الزُّبُرِ مكتوب فى الصحف مقيد عليهم.

(1/5101)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 262
[سورة القمر (54) : الآيات 53 الى 55]
وَ كُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
53 - وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ :
وَ كُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ من الأعمال مكتوب.
مُسْتَطَرٌ لا يغيب منه شىء.
54 - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ :
وَ نَهَرٍ وأنهار متعددة الأنواع.
55 - فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ :
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ فى مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم.
مُقْتَدِرٍ عظيم القدرة.

(1/5102)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 263
55 سورة الرحمن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الرحمن (55) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الرَّحْمنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (4)
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (6) وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (8)
1 - الرَّحْمنُ :
من أسمائه تعالى.
2 - عَلَّمَ الْقُرْآنَ :
عَلَّمَ الإنسان القرآن ويسره له.
3 - خَلَقَ الْإِنْسانَ :
أوجده.
4 - عَلَّمَهُ الْبَيانَ :
علمه الإبانة عما فى نفسه بالكلام.
5 - الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ :
بِحُسْبانٍ يجريان بحساب وتقدير.
6 - وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ :
وَ النَّجْمُ والنبات الذي لا ساق له.
وَ الشَّجَرُ الذي يقوم على ساق.
يَسْجُدانِ يخضعان للّه تعالى فى كل ما يريد بهما.
7 - وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ :
رَفَعَها خلقها مرفوعة.
وَ وَضَعَ الْمِيزانَ وشرع العدل.
8 - أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ :

(1/5103)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 264
أَلَّا تَطْغَوْا ألا تجوروا.
فِي الْمِيزانِ فى الفصل فى أموركم.
[سورة الرحمن (55) : آية 9]
وَ أَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (9)
9 - وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ :
وَ أَقِيمُوا الْوَزْنَ واحكموا بين الناس وافصلوا فى أموركم.
بِالْقِسْطِ بالعدل.
وَ لا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ ولا تنقصوه.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 10 الى 16]
وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (10) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (12) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (13) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ (14)
وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ (15) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (16)
10 - وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ :
وَضَعَها بسطها ومهدها.
لِلْأَنامِ للخلائق.
11 - فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ :
ذاتُ الْأَكْمامِ ذات الأوعية التي فيها الثمر.
12 - وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ :
ذُو الْعَصْفِ ذو القشر.
وَ الرَّيْحانُ النبت الطيب الرائحة.
13 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما بأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
14 - خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ :
مِنْ صَلْصالٍ من طين يابس غير مطبوخ.
15 - وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ :
مِنْ مارِجٍ من لهب خالص من نار.
16 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.

(1/5104)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 265
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 17 الى 23]
رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (19) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (20) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (21)
يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (22) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (23)
17 - رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ :
رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ أي مشرقى الشمس والقمر.
وَ رَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ أي مغربى الشمس والقمر.
18 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
19 - مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ :
مَرَجَ أرسل وخلى.
الْبَحْرَيْنِ العذب والملح.
يَلْتَقِيانِ يتجاوران ويماسان.
20 - بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ :
بَرْزَخٌ حاجز من قدرة اللّه.
لا يَبْغِيانِ لا يطغى أحدهما على الآخر فيمتزجان.
21 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
22 - يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ :
اللُّؤْلُؤُ حلية وتكون منه حبات العقد.
وَ الْمَرْجانُ حلية تتخذ زينة فى أغراض مختلفة.
23 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.

(1/5105)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 266
[سورة الرحمن (55) : الآيات 24 الى 30]
وَ لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (24) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (25) كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (26) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (27) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (28)
يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (30)
24 - وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ :
الْجَوارِ السفن الجارية.
الْمُنْشَآتُ التي صنعتها أيديكم.
فِي الْبَحْرِ تجرى فى البحر.
كَالْأَعْلامِ كالجبال الشاهقة.
25 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
26 - كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ :
عَلَيْها على الأرض.
فانٍ زائل.
27 - وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ :
وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ويبقى اللّه.
ذُو الْجَلالِ صاحب العظمة.
وَ الْإِكْرامِ والإنعام.
28 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
29 - يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ :
يَسْئَلُهُ حاجاتهم.
مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جميع من فى السموات والأرض.
كُلَّ يَوْمٍ كل وقت.
هُوَ فِي شَأْنٍ يعز ويذل ويعطى ويمنع.
30 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.

(1/5106)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 267
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 31 الى 36]
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ (31) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (32) يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (35)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (36)
31 - سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ :
سَنَفْرُغُ لَكُمْ سنقصد لحسابكم يوم القيامة.
أَيُّهَ الثَّقَلانِ أيها الجن والإنس.
32 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
33 - يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ :
أَنْ تَنْفُذُوا أن تخرجوا.
مِنْ أَقْطارِ من جوانب.
فَانْفُذُوا فاخرجوا.
لا تَنْفُذُونَ لا تخرجون.
إِلَّا بِسُلْطانٍ إلا بقوة وقهر ولن يكون لكم ذلك.
34 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
35 - يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ :
يُرْسَلُ عَلَيْكُما يصب عليكما.
شُواظٌ لهب.
وَ نُحاسٌ مذاب.
فَلا تَنْتَصِرانِ فلا تقدران على هذا.
36 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :

(1/5107)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 268
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 37 الى 43]
فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ (37) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ (41)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (42) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43)
37 - فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ :
وَرْدَةً حمراء.
كَالدِّهانِ كدرة كالزيت المحترق.
38 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
39 - فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ :
فَيَوْمَئِذٍ فيوم إذ تشقق السماء.
لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ لأنهم قد أحصيت عليهم ذنوبهم.
40 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
41 - يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ :
الْمُجْرِمُونَ من الإنس والجن.
بِسِيماهُمْ بعلامة يتميزون بها.
بِالنَّواصِي بمقدم رؤوسهم.
وَ الْأَقْدامِ وبأقدامهم ، فيلقى بهم فى جهنم.
42 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
43 - هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ :

(1/5108)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 269
يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ منكم ، يقال هذا تقريعا لهم.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 44 الى 51]
يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (45) وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (46) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (47) ذَواتا أَفْنانٍ (48)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (49) فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ (50) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (51)
44 - يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ :
يَطُوفُونَ بَيْنَها يترددون بينها.
وَ بَيْنَ حَمِيمٍ وبين ماء.
آنٍ متناه فى الحرارة.
45 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
46 - وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ :
مَقامَ رَبِّهِ قدر ربه.
47 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
48 - ذَواتا أَفْنانٍ :
أَفْنانٍ أغصان.
49 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
50 - فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ :
عَيْنانِ من الماء.
تَجْرِيانِ جاريتان.
51 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.

(1/5109)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 270
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 52 الى 58]
فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ (52) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ (54) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (55) فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ (58)
52 - فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ :
زَوْجانِ صنفان.
53 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
54 - مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ :
مُتَّكِئِينَ معتمدين مطمئنين.
إِسْتَبْرَقٍ ديباج خالص.
وَ جَنَى الْجَنَّتَيْنِ وثمرها.
دانٍ قريب للمتناول.
55 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
56 - فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ
:
فِيهِنَّ فى الجنان.
قاصِراتُ الطَّرْفِ زوجات حابسات أبصارهن على أزواجهن.
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ لم يقربهن.
57 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
58 - كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ :
أي فى الحسن وصفاء اللون.

(1/5110)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 271
[سورة الرحمن (55) : الآيات 59 الى 67]
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (59) هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ (60) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (61) وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ (62) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (63)
مُدْهامَّتانِ (64) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (65) فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ (66) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (67)
59 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
60 - هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ :
هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ فى العمل.
إِلَّا الْإِحْسانُ فى الثواب.
61 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
62 - وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ :
وَ مِنْ دُونِهِما أي من دون الجنتين السابقتين.
63 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
64 - مُدْهامَّتانِ :
خضراوان قد اشتدت خضرتهما حتى مالت إلى السواد.
65 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
66 - يهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ
:
َّاخَتانِ
فوارتان بالماء لا تنقطعان.
67 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :

(1/5111)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 272
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 68 الى 75]
فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (69) فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ (70) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (71) حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (72)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (75)
68 - فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ :
فاكِهَةٌ من صنوف مختلفة.
69 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
70 - فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ :
خَيْراتٌ زوجات طيبات الأخلاق.
حِسانٌ مشرقات الوجوه.
71 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
72 - حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ :
مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ محبوسات فى خيامهن.
73 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
74 - لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ :
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ لم يقربهن.
75 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.

(1/5112)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 273
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 76 الى 78]
مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (76) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (77) تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (78)
76 - مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ :
رَفْرَفٍ فرش مرتفعة.
وَ عَبْقَرِيٍّ وطنافس.
77 - فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ :
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما فبأى نعمة من نعم ربكما.
تُكَذِّبانِ تجحدان أيها الثقلان.
78 - تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ :
تَبارَكَ تعالى وتنزه.
الْجَلالِ العظمة.
وَ الْإِكْرامِ والإنعام.

(1/5113)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 274
56 سورة الواقعة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الواقعة (56) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (2) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (3) إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4)
وَ بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (5) فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا (6) وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (7) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (8)
1 - إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ :
إِذا وَقَعَتِ إذا حلت.
الْواقِعَةُ القيامة.
2 - لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ :
كاذِبَةٌ نفس مكذبة بوقوعها.
3 - خافِضَةٌ رافِعَةٌ :
خافِضَةٌ للأشقياء.
رافِعَةٌ للسعداء.
4 - إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا :
إِذا رُجَّتِ إذا زلزلت واضطربت.
5 - وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا :
وَ بُسَّتِ فتتت.
6 - فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا :
هَباءً غبارا.
مُنْبَثًّا متطايرا.
7 - وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً :
أَزْواجاً أصنافا.
8 - فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ :

(1/5114)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 275
فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة.
ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أعظم مكانتهم.
[سورة الواقعة (56) : آية 9]
وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (9)
9 - وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ :
وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار.
ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أسوأ حالهم.
[سورة الواقعة (56) : الآيات 10 الى 16]
وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14)
عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (16)
10 - وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ :
وَ السَّابِقُونَ إلى الخيرات فى الدنيا.
السَّابِقُونَ هم السابقون إلى الدرجات فى الآخرة.
11 - أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ :
الْمُقَرَّبُونَ عند اللّه.
12 - فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ :
فِي جَنَّاتِ ويدخلهم ربهم فى جنات.
13 - ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ :
ثُلَّةٌ جماعة كثيرة ، يعنى هؤلاء المقربين.
مِنَ الْأَوَّلِينَ من الأمم السابقة.
14 - وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ :
مِنَ الْآخِرِينَ من أمة محمد صلّى اللّه عليه وسلم ، إذا قيست بهم.
15 - عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ :
مَوْضُونَةٍ مرصعة بالجواهر.
16 - مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ :
عَلَيْها على السرر.
مُتَقابِلِينَ غير متدابرين أنسا.

(1/5115)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 276
[سورة الواقعة (56) : الآيات 17 الى 25]
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (19) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21)
وَ حُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (24) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (25)
17 - يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ :
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ يدور عليهم يخدمونهم.
مُخَلَّدُونَ لا ينقطعون عن خدمتهم.
18 - بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ :
مِنْ مَعِينٍ من خمر جارية.
19 - لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ :
لا يُصَدَّعُونَ عَنْها لا يصيبهم بشربها صداع يصرفهم عنها.
وَ لا يُنْزِفُونَ ولا تذهب عقولهم.
20 - وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ :
مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ من أي نوع يختارونه.
21 - وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ :
مِمَّا يَشْتَهُونَ مما ترغب فيه نفوسهم.
22 - وَحُورٌ عِينٌ :
و نساء ذوات عيون نجلاء.
23 - كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ :
الْمَكْنُونِ المصون فى أصدافه.
24 - جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ :
بِما كانُوا يَعْمَلُونَ من الصالحات فى الدنيا.
25 - لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً :
فِيها فى الجنة.
لَغْواً كلاما لا ينفع.

(1/5116)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 277
وَ لا تَأْثِيماً ولا حديثا يأثم سامعه.
[سورة الواقعة (56) : الآيات 26 الى 34]
إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (26) وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30)
وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)
26 - إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً :
إِلَّا قِيلًا إلا قول بعضهم لبعض.
سَلاماً نسلم سلاما.
27 - وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ :
ما أَصْحابُ الْيَمِينِ لا يعلم أحد ما جزاء أصحاب اليمين.
28 - فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ :
فِي سِدْرٍ فى ظل شجر من النبق.
مَخْضُودٍ قد ذهب شوكه.
29 - وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ :
وَ طَلْحٍ وشجر من الموز.
مَنْضُودٍ قد تراكب ثمره.
30 - وَظِلٍّ مَمْدُودٍ :
مَمْدُودٍ منبسط.
31 - وَماءٍ مَسْكُوبٍ :
مَسْكُوبٍ فى آنيتهم.
32 - وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ :
كَثِيرَةٍ الأنواع والأصناف.
33 - لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ :
لا مَقْطُوعَةٍ فى وقت من الأوقات.
وَ لا مَمْنُوعَةٍ عمن يريدها.
34 - وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ :

(1/5117)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 278
مَرْفُوعَةٍ عالية.
[سورة الواقعة (56) : الآيات 35 الى 42]
إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (35) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (36) عُرُباً أَتْراباً (37) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39)
وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40) وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42)
35 - إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً :
أَنْشَأْناهُنَّ أي الحور العين ، أي ابتدأنا خلقهن.
36 - فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً :
فَجَعَلْناهُنَّ فخلقناهن.
37 - عُرُباً أَتْراباً :
عُرُباً محببات إلى أزواجهن.
أَتْراباً متقاربات فى السن.
38 - لِأَصْحابِ الْيَمِينِ :
مهيئات لنعيم أصحاب اليمين.
39 - ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ :
ثُلَّةٌ جماعة.
مِنَ الْأَوَّلِينَ من الأمم السابقة.
40 - وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ :
مِنَ الْآخِرِينَ من أمة محمد صلّى اللّه عليه وسلم.
41 - وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ :
ما أَصْحابُ الشِّمالِ لا يدرى أحد ما فيه أصحاب الشمال من عذاب.
42 - فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ :
فِي سَمُومٍ تحيط بهم ريح حارة.
وَ حَمِيمٍ وشرابهم ماء بلغ الغاية من الحرارة.

(1/5118)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 279
[سورة الواقعة (56) : الآيات 43 الى 50]
وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47)
أَ وَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50)
43 - وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ :
يَحْمُومٍ دخان حار شديد السواد.
44 - لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ :
لا بارِدٍ يخفف حرارة الجو.
وَ لا كَرِيمٍ ولا طيب إذا استنشقوه.
45 - إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ :
قَبْلَ ذلِكَ قبل هذا العذاب.
مُتْرَفِينَ مسرفين فى الاستمتاع بنعيم الدنيا.
46 - وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ :
يُصِرُّونَ يصممون.
عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ على الذنب العظيم الجرم.
47 - وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ :
وَ كانُوا يَقُولُونَ منكرين للإعادة.
أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ عائدون إلى الحياة بعد أن نموت.
48 - أَوَ آباؤُنَا الْأَوَّلُونَ :
الْأَوَّلُونَ الأقدمون ، أي أنبعث نحن وآباؤنا الذين سبقونا وصاروا ترابا.
49 - قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ :
إِنَّ الْأَوَّلِينَ من الأمم.
وَ الْآخِرِينَ الذين أنتم من جملتهم.
50 - لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ :
إِلى مِيقاتِ الى وقت.

(1/5119)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 280
يَوْمٍ مَعْلُومٍ يوم معين لا يتجاوزونه.
[سورة الواقعة (56) : الآيات 51 الى 58]
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55)
هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (58)
51 - ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ :
الضَّالُّونَ الجائرون عن طريق الهدى.
الْمُكَذِّبُونَ بالبعث.
52 - لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ :
مِنْ زَقُّومٍ هو الزقوم ، وهو شجر كريه المنظر كريه الطعم.
53 - فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ :
مِنْهَا من هذا الشجر.
54 - فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ :
مِنَ الْحَمِيمِ من ماء متناه فى الحرارة.
55 - فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ :
الْهِيمِ الإبل العطاش.
56 - هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ :
هذا الذي ذكر من ألوان العذاب.
نُزُلُهُمْ قراهم.
يَوْمَ الدِّينِ يوم الجزاء.
57 - نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ :
نَحْنُ خَلَقْناكُمْ من عدم.
فَلَوْ لا فهلا.
تُصَدِّقُونَ تقرون بقدرتنا على إعادتكم بالبعث.
58 - أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ :
ما تُمْنُونَ ما تقذفونه فى الأرحام من النطف.

(1/5120)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 281
[سورة الواقعة (56) : الآيات 59 الى 65]
أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (63)
أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65)
59 - أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ :
أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أأنتم تقدرونه وتتعهدونه فى أطواره حتى يصير بشرا.
أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ أم نحن المقدرون له.
60 - نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ :
نَحْنُ قَدَّرْنا نحن قضينا.
بِمَسْبُوقِينَ بمغلوبين.
61 - عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ
:
أَمْثالَكُمْ
صوركم بغيرها.
فِي ما لا تَعْلَمُونَ
فى خلق وصور لا تعهدونها.
62 - وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ :
وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ ولقد أيقنتم.
النَّشْأَةَ الْأُولى أن اللّه أنشأكم النشأة الأولى.
فَلَوْ لا فهلا.
تَذَكَّرُونَ تتذكرون أن من قدر عليها فهو على النشأة الأخرى أقدر.
63 - أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ :
ما تَحْرُثُونَ ما تبذرونه من الحب فى الأرض.
64 - أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ :
أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ تنبتونه.
الزَّارِعُونَ المنبتون.
65 - لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ :
لَجَعَلْناهُ لصيرناه ، أي النبات.
حُطاماً هشيما منكسرا قبل أن يبلغ نضجه.

(1/5121)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 282
فَظَلْتُمْ فبقيتم.
تَفَكَّهُونَ تتعجبون من سوء ما أصابهم به.
[سورة الواقعة (56) : الآيات 66 الى 73]
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ (70)
أَ فَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (72) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (73)
66 - إِنَّا لَمُغْرَمُونَ :
أي إنا لملزمون الغرم بعد جهدنا فيه.
67 - بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ :
مَحْرُومُونَ سيئو الحظ محرومون من الرزق.
68 - أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ :
الْماءَ العذب.
الَّذِي تَشْرَبُونَ منه.
69 - أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ :
مِنَ الْمُزْنِ من السحاب.
70 - لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ :
أُجاجاً مالحا لا يساغ.
فَلَوْ لا فهلا.
تَشْكُرُونَ أن جعله عذبا سائغا.
71 - أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ :
تُورُونَ توقدون.
72 - أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ :
الْمُنْشِؤُنَ لها.
73 - نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ :
جَعَلْناها أي هذه النار.
تَذْكِرَةً تذكيرا لنار جهنم.

(1/5122)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 283
وَ مَتاعاً ومنفعة.
لِلْمُقْوِينَ للنازلين بالقفر.
[سورة الواقعة (56) : الآيات 74 الى 81]
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (78)
لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (80) أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81)
74 - فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ :
فَسَبِّحْ فدم على التسبيح.
بِاسْمِ رَبِّكَ بذكر اسم ربك.
75 - فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ :
فَلا أُقْسِمُ فأقسم ، فَلا صلة.
بِمَواقِعِ النُّجُومِ بمساقط النجوم عند غروبها آخر الليل.
76 - وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ :
لَوْ تَعْلَمُونَ لو تفكرون فى مدلوله.
عَظِيمٌ الخطر بعيد الأثر.
77 - إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ :
كَرِيمٌ كثير المنافع.
78 - فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ :
فِي كِتابٍ فى اللوح المحفوظ.
مَكْنُونٍ مصون.
79 - لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ :
لا يَمَسُّهُ أي القرآن.
إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ من الأدناس والأحداث.
80 - تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ :
رَبِّ الْعالَمِينَ رب الخلق.
81 - أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ :

(1/5123)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 284
أَ فَبِهذَا الْحَدِيثِ أي القرآن العظيم.
مُدْهِنُونَ متهاونون.
[سورة الواقعة (56) : الآيات 82 الى 88]
وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86)
تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88)
82 - وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ :
وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ بدل شكر رزقكم.
أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ تكذبونه.
83 - فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ :
فَلَوْ لا فهلا.
إِذا بَلَغَتِ روح أحدكم عند الموت.
الْحُلْقُومَ مجرى النفس.
84 - وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ :
حِينَئِذٍ حين بلغت الروح الحلقوم حول المحتضر.
تَنْظُرُونَ إليه.
85 - وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ :
إِلَيْهِ مِنْكُمْ إلى المحتضر وأعلم بحاله منكم.
وَ لكِنْ لا تُبْصِرُونَ لا تدركون ذلك ولا تحسونه.
86 - فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ :
فَلَوْ لا فهلا.
غَيْرَ مَدِينِينَ غير خاضعين لربوبيتنا.
87 - تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :
تَرْجِعُونَها تردونها ، أي الروح.
صادِقِينَ فى أنكم ذوو قوة لا تقهر.
88 - فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ :
إِنْ كانَ المحتضر.

(1/5124)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 285
مِنَ الْمُقَرَّبِينَ من السابقين.
[سورة الواقعة (56) : الآيات 89 الى 96]
فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93)
وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)
89 - فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ :
فَرَوْحٌ فمآله راحة ورحمة.
وَ رَيْحانٌ ورزق طيب.
90 - وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ :
أي الموعودين بالجنة.
91 - فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ :
فَسَلامٌ لَكَ فيقال له تحية وتكريما : سلام لك.
مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ من إخوانك أصحاب اليمين.
92 - وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ :
الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ أصحاب الشمال.
93 - فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ :
فَنُزُلٌ فقراه الذي أعد له.
مِنْ حَمِيمٍ من ماء حار متناه فى حرارته.
94 - وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ :
و إحراق بنار شديدة الاتقاد.
95 - إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ :
إِنَّ هذا الذي ذكر فى هذه السورة الكريمة.
لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ لهو عين اليقين الثابت الذي لا يداخله شك.
96 - فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ :
فَسَبِّحْ فدم على التسبيح.
بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ بذكر اسم ربك العظيم تنزيها له وشكرا على آلائه.

(1/5125)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 286
57 سورة الحديد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الحديد (57) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)
1 - سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
سَبَّحَ لِلَّهِ نزه الله.
الْعَزِيزُ الغالب.
الْحَكِيمُ الذي يصرف الأمور بما تقتضيه الحكمة.
2 - لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
لَهُ لا لغيره.
قَدِيرٌ تام القدرة.
3 - هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ :
هُوَ الْأَوَّلُ الموجود قبل كل شىء.
وَ الْآخِرُ والباقي بعد فناء كل شىء.
وَ الظَّاهِرُ فى كل شىء ، فكل شىء له آية.
وَ الْباطِنُ فلا تدركه الأبصار.
وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ ظاهر أو باطن.
عَلِيمٌ تام العلم.
4 - هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ :
ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ثم استولى على العرش بتدبير ملكه.

(1/5126)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 287
يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ ما يغيب فيها.
وَ ما يَعْرُجُ فِيها وما يصعد فيها.
وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ عليم بكم محيط بشئونكم فى أي مكان كنتم.
بَصِيرٌ مطلع لا يخفى عليه شىء.
[سورة الحديد (57) : الآيات 5 الى 9]
لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (6) آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (9)
5 - لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ :
لَهُ وحده.
وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ أمور خلقه وتنتهى مصائرهم.
6 - يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ :
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ يدخل من ساعات الليل فى النهار.
وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ ويدخل من ساعات النهار فى الليل.
بِذاتِ الصُّدُورِ بما تكن وتضمر.
7 - آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ :
آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ صدقوا باللّه ورسوله.
مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ من المال الذي جعلكم خلفاء فى التصرف فيه.
أَجْرٌ كَبِيرٌ ثواب كبير.
8 - وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ :
وَ قَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ وقد أخذ الله ميثاقكم بالايمان من قبل.
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إن كنتم تريدون الإيمان فقد تحقق دليله.
9 - هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ :

(1/5127)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 288
آياتٍ من القرآن.
بَيِّناتٍ واضحات.
مِنَ الظُّلُماتِ من الضلال.
لَرَؤُفٌ لكثير الرأفة.
رَحِيمٌ واسع الرحمة.
[سورة الحديد (57) : الآيات 10 الى 11]
وَ ما لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)
10 - وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ :
وَ ما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وأي شىء حصل لكم فى ألا تنفقوا فى سبيل الله من أموالكم.
وَ لِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يرث كل ما فيهما.
لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ فى الدرجة والمثوبة.
مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ فتح مكة ، والإسلام فى حاجة إلى من يسنده ويقويه.
أُولئِكَ المنفقون المقاتلون قبل الفتح.
أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا بعد الفتح.
وَ كُلًّا من الفريقين.
وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى المثوبة الحسنى مع تفاوت درجاتكم.
وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فيجازى كلا بما يستحق.
11 - مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ :
مَنْ ذَا الَّذِي من المؤمن الذي.
يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ينفق فى سبيل الله مخلصا.

(1/5128)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 289
فَيُضاعِفَهُ لَهُ فيضاعف الله له ثوابه.
وَ لَهُ فوق المضاعفة.
أَجْرٌ كَرِيمٌ ثواب كريم يوم القيامة.
[سورة الحديد (57) : الآيات 12 الى 13]
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ (13)
12 - يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ :
يَسْعى نُورُهُمْ يسبق نور إيمانهم وأعمالهم الطيبة.
بَيْنَ أَيْدِيهِمْ أمامهم.
وَ بِأَيْمانِهِمْ وعن أيمانهم.
ذلِكَ الجزاء.
هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لكم لقاء أعمالكم.
13 - يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ :
انْظُرُونا انتظرونا.
نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ نصب بعض نوركم.
قِيلَ توبيخا لهم.
ارْجِعُوا وَراءَكُمْ إلى حيث أعطينا هذا النور.
فَالْتَمِسُوا نُوراً فاطلبوه.
فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بين المؤمنين والمنافقين.
بِسُورٍ بحاجز.
باطِنُهُ باطن الحاجز الذي يلى الجنة.
فِيهِ الرَّحْمَةُ والنعيم.

(1/5129)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 290
وَ ظاهِرُهُ الذي يلى النار.
مِنْ قِبَلِهِ من جهته.
الْعَذابُ والنقمة.
[سورة الحديد (57) : الآيات 14 الى 15]
يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)
14 - يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ :
يُنادُونَهُمْ ينادى المنافقون المؤمنين.
أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ فى الدنيا وفى رفقتكم.
قالُوا أي المؤمنون.
بَلى كنتم معنا كما تقولون.
وَ لكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ أهلكتم أنفسكم بالنفاق.
وَ تَرَبَّصْتُمْ بالمؤمنين الحوادث المهلكة.
وَ ارْتَبْتُمْ فى أمور الدين.
وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ وخدعتكم الآمال وأنكم على خير.
حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ الموت.
وَ غَرَّكُمْ بِاللَّهِ وخدعكم بعفو اللّه ومغفرته.
الْغَرُورُ الشيطان.
15 - فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ :
لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ تفتدون بها أنفسكم من العذاب.
مَأْواكُمُ مرجعكم.
هِيَ مَوْلاكُمْ وهى منزلكم الأولى بكم.
وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ النار.

(1/5130)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 291
[سورة الحديد (57) : الآيات 16 الى 18]
أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18)
16 - أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ :
أَ لَمْ يَأْنِ ألم يحن.
أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ أن ترق قلوبهم.
وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ من القرآن الكريم.
مِنْ قَبْلُ من قبلهم من اليهود والنصارى.
فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ عملوا به مدة فطال عليهم الزمن.
فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ فجحدت قلوبهم.
وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ خارجون عن حدود دينهم.
17 - اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ :
يُحْيِ الْأَرْضَ يصلحها ويهيئها للإنبات بنزول المطر.
بَعْدَ مَوْتِها بعد يبسها.
قَدْ بَيَّنَّا قد وضحنا.
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ما فيها.
18 - إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ :
إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ إن المتصدقين والمتصدقات.
وَ أَقْرَضُوا اللَّهَ وأنفقوا فى سبيل الله.
قَرْضاً حَسَناً نفقات طيبة بها نفوسهم.
يُضاعَفُ لَهُمْ ثواب ذلك.
وَ لَهُمْ فوق المضاعفة.

(1/5131)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 292
أَجْرٌ كَرِيمٌ يوم القيامة.
[سورة الحديد (57) : الآيات 19 الى 20]
وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (19) اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (20)
19 - وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ :
وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ولم يفرقوا بين أحد منهم.
أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ منزلة وعلو مرتبة.
لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ لهم ثواب ونور يوم القيامة مثل ثواب الصديقين والشهداء ونورهم.
أَصْحابُ الْجَحِيمِ أصحاب النار.
20 - اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ :
لَعِبٌ لا ثمرة له.
وَ لَهْوٌ يشغل الإنسان عما ينفعه.
وَ زِينَةٌ لا تحصل شرفا ذاتيا.
وَ تَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ بأنساب زائلة.
وَ تَكاثُرٌ بالعدد.
كَمَثَلِ مثلها فى ذلك مثل.
غَيْثٍ مطر.
أَعْجَبَ الْكُفَّارَ أعجب الزراع.
ثُمَّ يَهِيجُ ثم يكمل نضجه ويبلغ تمامه.
فَتَراهُ مُصْفَرًّا فتراه عقب ذلك مصفرا آخذا فى الجفاف.

(1/5132)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 293
ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً ثم يصير بعد فترة هشيما جامدا متكسرا.
عَذابٌ شَدِيدٌ لمن آثر الدنيا وأخذها بغير حقها.
وَ مَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ لمن آثر آخرته على دنياه.
وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا وليست الحياة الدنيا.
إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ إلا متاع هو غرور لا حقيقة له.
[سورة الحديد (57) : الآيات 21 الى 22]
سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)
21 - سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ :
سابِقُوا سارعوا.
أُعِدَّتْ هيئت.
ذلِكَ الجزاء العظيم.
مَنْ يَشاءُ من عباده.
وَ اللَّهُ وحده.
ذُو الْفَضْلِ صاحب الفضل.
الْعَظِيمِ الذي جل أن تحيط بوصفه العقول.
22 - ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ :
ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ ما نزل من مصيبة.
فِي الْأَرْضِ من قحط أو غير ذلك.
وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ من مرض أو فقر أو غير ذلك.
إِلَّا فِي كِتابٍ إلا مكتوبة فى اللوح مثبتة فى علم اللّه.
مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها من قبل أن نوجدها فى الأرض أو فى الأنفس.
إِنَّ ذلِكَ الإثبات للمصيبة والعلم بها.

(1/5133)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 294
عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ سهل لإحاطة علمه بكل شىء.
[سورة الحديد (57) : الآيات 23 الى 25]
لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (23) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24) لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)
23 - لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ :
لِكَيْلا تَأْسَوْا أعلمناكم بذلك لكيلا تحزنوا.
عَلى ما فاتَكُمْ على ما لم تحصلوا عليه حزنا مفرطا يجركم إلى السخط.
وَ لا تَفْرَحُوا فرحا مبطرا.
بِما آتاكُمْ بما أعطاكم.
مُخْتالٍ متكبر.
فَخُورٍ على الناس بما عنده.
24 - الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ :
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ الذين يضنون بأموالهم عن الإنفاق فى سبيل الله.
وَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ بتحسينه إليهم.
وَ مَنْ يَتَوَلَّ ومن يعرض عن طاعة الله.
فَإِنَّ اللَّهَ وحده.
هُوَ الْغَنِيُّ عنه.
الْحَمِيدُ المستحق بذاته للحمد والثناء.
25 - لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ :
بِالْبَيِّناتِ بالمعجزات القاطعة.
الْكِتابَ أي الكتب المتضمنة للأحكام وشرائع الدين.

(1/5134)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 295
وَ الْمِيزانَ الذي يحقق الإنصاف فى التعامل.
لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ليتعامل الناس فيما بينهم بالعدل.
وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ وخلقنا الحديد.
فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ عذاب شديد فى الحرب.
وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ فى السلم.
مَنْ يَنْصُرُهُ بنصر دينه.
وَ رُسُلَهُ بتصديقهم فيما جاءوا به.
بِالْغَيْبِ وهم لا يرونه.
قَوِيٌّ قادر بذاته.
عَزِيزٌ لا يفتقر إلى عون أحد.
[سورة الحديد (57) : الآيات 26 الى 27]
وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (26) ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (27)
26 - وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ :
وَ الْكِتابَ والكتب الهادية.
فَمِنْهُمْ بعض هذه الذرية.
مُهْتَدٍ سالك طريق الهداية.
فاسِقُونَ خارجون عن الطريق المستقيم.
27 - ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ :
ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ ثم تابعنا على آثار نوح وإبراهيم.
بِرُسُلِنا رسولا بعد رسول.

(1/5135)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 296
وَ قَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وأتبعنا بإرسال عيسى ابن مريم.
وَ رَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها وزادوا رهبانية وغلوا فى الدين ابتدعوها.
ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ ما فرضنا عليهم ابتداء ولا أمرناهم بها.
إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ أي ما أمرناهم إلا بما يرضى الله.
فَما رَعَوْها فما حافظوا عليها.
حَقَّ رِعايَتِها حق المحافظة.
فَآتَيْنَا فأعطينا.
الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ بمحمد صلّى اللّه عليه وسلم.
أَجْرَهُمْ نصيبهم من الثواب.
فاسِقُونَ مكذبون بمحمد صلّى اللّه عليه وسلم خارجون عن الطاعة والطريق المستقيم.
[سورة الحديد (57) : آية 28]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28)
28 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ :
اتَّقُوا اللَّهَ خافوا عقابه.
وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ واثبتوا على إيمانكم برسوله.
يُؤْتِكُمْ يعطكم.
كِفْلَيْنِ نصيبين.
تَمْشُونَ بِهِ تهتدون به.
وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ما فرط من ذنوبكم.
غَفُورٌ واسع المغفرة.
رَحِيمٌ وافر الرحمة.

(1/5136)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 297
[سورة الحديد (57) : آية 29]
لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)
29 - لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ :
لِئَلَّا يَعْلَمَ يمنحكم الله تعالى كل ذلك ليعلم.
أَهْلُ الْكِتابِ الذين لم يؤمنوا بمحمد صلّى اللّه عليه وسلم.
أَلَّا يَقْدِرُونَ أنهم لا يقدرون.
عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ على شىء من إنعام الله يكسبونه لأنفسهم أو يمنحونه لغيرهم.
وَ أَنَّ الْفَضْلَ كله.
بِيَدِ اللَّهِ وحده.
يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ من عباده.

(1/5137)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 298
58 سورة المجادلة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المجادلة (58) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)
1 - قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ :
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ المرأة.
الَّتِي تُجادِلُكَ التي تراجعك.
فِي زَوْجِها فى شأن زوجها الذي ظاهر منها.
وَ تَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وتتضرع إلى الله.
وَ اللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما والله يسمع ما تتراجعان به من الكلام.
إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ محيط سمعه بكل ما يسمع.
بَصِيرٌ محيط بصره بكل ما يبصر.
2 - الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ :
الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ بتشبيههن فى التحريم بأمهاتهم مخطئون ، ما الزوجات أمهاتهم.
إِنْ أُمَّهاتُهُمْ حقا.
إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ أتين بهم إلى الحياة.
وَ إِنَّهُمْ وإن المظاهرين.
لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ تنفر منه الأذواق السليمة.
وَ زُوراً وكذبا منحرفا عن الحق.

(1/5138)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 299
لَعَفُوٌّ عظيم العفو.
غَفُورٌ عظيم المغفرة عما سلف.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 3 الى 5]
وَ الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (4) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (5)
3 - وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ :
ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا ثم يرجعون لقولهم فيظهر لهم خطؤهم ويودون بقاء الزوجة.
فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فعليهم عتق رقبة.
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا من قبل أن يقرب أحدهما الآخر.
ذلِكُمْ الذي أوجبه اللّه من عتق الرقبة.
تُوعَظُونَ بِهِ عظة لكم توعظون به كيلا تعودوا.
4 - فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ :
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ رقبة.
فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ فعليه صيام شهرين متتابعين.
فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ذلك الصوم.
فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً فعليه إطعام ستين مسكينا.
ذلِكَ أي شرعنا ذلك.
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وتعملوا بمقتضى هذا الإيمان.
وَ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فلا تتجاوزوها.
5 - إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ :
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أي إن الذين يعادون اللّه ورسوله.

(1/5139)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 300
كُبِتُوا خذلوا.
كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كما خذل الذين من قبلهم.
وَ قَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ دلائل واضحات على الحق.
وَ لِلْكافِرِينَ وللجاحدين.
عَذابٌ مُهِينٌ شديد الإهانة.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 6 الى 8]
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)
6 - يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ :
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً يوم يحييهم اللّه جميعا بعد موتهم.
فَيُنَبِّئُهُمْ بما عملوا فيخبرهم بما عملوا.
أَحْصاهُ اللَّهُ عليهم.
شَهِيدٌ مطلع.
7 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ :
أَ لَمْ تَرَ ألم تعلم.
ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ ما يكون من مسارة بين ثلاثة.
8 - أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ :
إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى
إلى الذين نهوا عن المسارة فيما بينهم بما يثير الشك فى نفوس المؤمنين.
ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ ثم يرجعون إلى ما نهوا عنه.

(1/5140)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 301
وَ يَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ ويتسارون فيما بينهم بالذنب يقترفونه.
وَ الْعُدْوانِ يعتزمونه.
وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ومعصيتهم للرسول صلّى اللّه عليه وسلم.
وَ إِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بقول محرف.
بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ لم يحيك به اللّه.
لَوْ لا هلا.
يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ إن كان رسولا حقا.
يَصْلَوْنَها يدخلونها ويحترقون بنارها.
فَبِئْسَ الْمَصِيرُ فبئس المآل مآلهم.
[سورة المجادلة (58) : آية 9]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)
9 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ :
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صدقوا باللّه ورسوله.
إِذا تَناجَيْتُمْ إذا تساررتم فيما بينكم.
فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ فلا تتساروا فيما بينكم بالذنب والاعتداء ومخالفة الرسول صلّى اللّه عليه وسلم.
وَ تَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وتساروا فيما بينكم متواصين بالخير والتحرز عن الآثام.
وَ اتَّقُوا اللَّهَ وخافوا اللّه.
الَّذِي إِلَيْهِ لا إلى غيره.
تُحْشَرُونَ تساقون بعد بعثكم.
[سورة المجادلة (58) : آية 10]
إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)
10 - إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ :
إِنَّمَا النَّجْوى المثير للشك.

(1/5141)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 302
مِنَ الشَّيْطانِ من تزيين الشيطان.
لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ليدخل الحزن على قلوب المؤمنين.
وَ لَيْسَ ذلك.
إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ إلا بمشيئة اللّه.
وَ عَلَى اللَّهِ وحده.
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ فليعتمد المؤمنون.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 11 الى 12]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)
11 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ :
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صدقوا باللّه ورسوله.
إِذا قِيلَ لَكُمْ إذا طلب منكم.
تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ أن يوسع بعضكم فى المجالس لبعض.
فَافْسَحُوا فأوسعوا.
يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ يوسع اللّه لكم.
وَ إِذا قِيلَ وإذا طلب منكم.
انْشُزُوا أن تنهضوا من مجالسكم.
فَانْشُزُوا فانهضوا.
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا يعل اللّه مكانة المؤمنين المخلصين.
12 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ :
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صدقوا باللّه ورسوله.
إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ إذا أردتم مناجاة الرسول.
فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً فقدموا قبل مناجاتكم صدقة.

(1/5142)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 303
وَ أَطْهَرُ لقلوبكم حتى لا يقدمون على المناجاة إلا بقلوب خيرة تطلب النفع.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 13 الى 18]
أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (13) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (17)
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ (18)
13 - أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ :
فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا فإن لم تقدموا.
وَ اللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ فيجازيكم عليه.
14 - أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ :
إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً إلى المنافقين الذين والوا قوما.
ما هُمْ ما هؤلاء الموالون.
وَ لا مِنْهُمْ ولا ممن والوهم.
وَ هُمْ يَعْلَمُونَ مع علمهم بأنهم كاذبون.
15 - أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ :
لَهُمْ لهؤلاء المنافقين.
إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ من النفاق والحلف على الكذب.
16 - اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ :
جُنَّةً وقاية.
17 - لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ :
خالِدُونَ مخلدون لا يبرحونها.
18 - يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ :

(1/5143)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 304
فَيَحْلِفُونَ لَهُ فيقسمون له أنهم كانوا مؤمنين.
كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ الآن.
وَ يَحْسَبُونَ ويظنون.
أَنَّهُمْ بقسمهم هذا.
عَلى شَيْءٍ من الدهاء ينفعهم.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 19 الى 22]
اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)
19 - اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ :
اسْتَحْوَذَ استولى.
ذِكْرَ اللَّهِ تذكر الله واستحضار عظمته.
20 - إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ :
يُحَادُّونَ يعاندون.
أُولئِكَ فى عداد.
الْأَذَلِّينَ الذين بلغوا الغاية فى الذلة.
21 - كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ :
كَتَبَ اللَّهُ قضى الله.
لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي لأنتصرن أنا ورسلى.
22 - لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ :

(1/5144)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 305
يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يتبادلون المودة مع من عادى الله ورسوله صلّى اللّه عليه وسلم.
أُولئِكَ الذين لا يوالون من حاد الله ورسوله.
كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ ثبت الله فى قلوبهم الإيمان.
بِرُوحٍ مِنْهُ بقوة منه.
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أحبهم.
وَ رَضُوا عَنْهُ وأحبوه.

(1/5145)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 306
59 سورة الحشر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الحشر (59) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ (2)
1 - سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
سَبَّحَ لِلَّهِ نزه الله عما يليق به.
الْعَزِيزُ الغالب الذي لا يعجزه شىء.
الْحَكِيمُ فى تدبيره وأفعاله.
2 - هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ :
مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وهم يهود بنى النضير.
مِنْ دِيارِهِمْ عند أول إخراج لهم من جزيرة العرب.
ما ظَنَنْتُمْ أيها المسلمون.
أَنْ يَخْرُجُوا من ديارهم لقوتهم.
مِنَ اللَّهِ من بأس الله.
فَأَتاهُمُ اللَّهُ فأخذهم الله.
مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا من حيث لم يظنوا أن يؤخذوا من جهته.
وَ قَذَفَ وألقى.
الرُّعْبَ الفزع الشديد.
يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ ليتركوها خاوية.
وَ أَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ ليقضوا على تحصنهم.

(1/5146)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 307
فَاعْتَبِرُوا فاتعظوا بما نزل بهم.
يا أُولِي الْأَبْصارِ يا أولى العقول.
[سورة الحشر (59) : الآيات 3 الى 6]
وَ لَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ (3) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (4) ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ (5) وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)
3 - وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ :
الْجَلاءَ الإخراج من ديارهم على هذه الصورة الكريهة.
لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا بما هو أشد من الإخراج.
4 - ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ :
ذلِكَ الذي أصابهم فى الدنيا وما ينتظرهم فى الآخرة.
بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ عادوا الله ورسوله أشد العداء.
5 - ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ :
ما قَطَعْتُمْ أيها المسلمون.
مِنْ لِينَةٍ من نخلة.
قائِمَةً عَلى أُصُولِها باقية على ما كانت عليه.
فَبِإِذْنِ اللَّهِ فبأمر الله لا حرج عليكم فيه ليعز المؤمنين.
وَ لِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ وليهين الفاسقين المنحرفين عن شرائعه.
6 - وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
وَ ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ ما رده على رسوله.
مِنْهُمْ من أموالهم ، أي أموال بنى النضير.
فَما أَوْجَفْتُمْ فما أسرعتم.
عَلَيْهِ فى السير إليه.

(1/5147)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 308
مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ بخيل ولا إبل.
عَلى مَنْ يَشاءُ من عباده بلا قتال.
[سورة الحشر (59) : الآيات 7 الى 9]
ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (7) لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)
7 - ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ :
ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ ما رده اللّه على رسوله صلّى اللّه عليه وسلم.
مِنْ أَهْلِ الْقُرى من أموال أهل القرى من غير إيجاف خيل أو ركاب.
فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ فهو للّه وللرسول صلّى اللّه عليه وسلم ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.
كَيْ لا يَكُونَ هذا المال.
دُولَةً متداولا بين الأغنياء منكم خاصة.
وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ وما جاءكم به الرسول صلّى اللّه عليه وسلم.
فَخُذُوهُ فتمسكوا به.
فَانْتَهُوا فاتركوه.
8 - لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ :
لِلْفُقَراءِ وكذلك يعطى ما رده الله على رسوله صلّى اللّه عليه وسلم من أموال أهل القرى للفقراء.
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ يرجون زيادة من الله فى أرزاقهم.
وَ يَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ بأموالهم وأنفسهم.
9 - وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ :

(1/5148)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 309
وَ الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ يعنى الذين نزلوا المدينة وأقاموا بها ، وهم الأنصار.
وَ الْإِيمانَ وأخلصوا الإيمان.
مِنْ قَبْلِهِمْ من قبل نزول المهاجرين بها.
مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ من المسلمين.
وَ لا يَجِدُونَ ولا يحسون.
مِمَّا أُوتُوا أي مما أوتى المهاجرون من الفيء.
وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ ويقدمون المهاجرين على أنفسهم.
وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ولو كان بهم حاجة.
وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ومن يحفظ من بخل نفسه الشديد.
الْمُفْلِحُونَ الفائزون بكل ما يحبون.
[سورة الحشر (59) : الآيات 10 الى 11]
وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (10) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (11)
10 - وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ :
وَ الَّذِينَ جاؤُ والمؤمنون الذين جاءوا.
مِنْ بَعْدِهِمْ من بعد المهاجرين والأنصار.
غِلًّا حقدا.
11 - أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ :
أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا ألم تنظر متعجبا إلى المنافقين.
مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وهم بنو النضير.
لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لئن أجبرتم على الخروج من المدينة.

(1/5149)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 310
وَ لا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً ولا نطيع فى شأنكم أحدا مهما طال الزمان.
وَ إِنْ قُوتِلْتُمْ وإن قاتلكم المسلمون.
[سورة الحشر (59) : الآيات 12 الى 14]
لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (12) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (13) لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (14)
12 - لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ :
لَئِنْ أُخْرِجُوا أي اليهود.
لا يَخْرُجُونَ أي المنافقون.
لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ليفرون مدبرين.
13 - لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ :
لَأَنْتُمْ أيها المسلمون.
أَشَدُّ رَهْبَةً أشد مهابة.
فِي صُدُورِهِمْ فى صدور المنافقين واليهود.
لا يَفْقَهُونَ لا يعلمون حقيقة الإيمان.
14 - لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ :
لا يُقاتِلُونَكُمْ يعنى اليهود.
جَمِيعاً مجتمعين.
جُدُرٍ جدران يستترون بها.
تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً تظنهم مجتمعين متحدين.
وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّى مع أن قلوبهم متفرقة.
ذلِكَ أي اتصافهم بهذه الصفات.

(1/5150)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 311
بِأَنَّهُمْ لأنهم.
لا يَعْقِلُونَ عواقب الأمور.
[سورة الحشر (59) : الآيات 15 الى 18]
كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (15) كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (16) فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (17) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (18)
15 - كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ :
كَمَثَلِ مثل بنى النضير كمثل.
الَّذِينَ كفروا.
مِنْ قَبْلِهِمْ قريبا.
ذاقُوا فى الدنيا.
وَبالَ أَمْرِهِمْ عاقبة كفرهم ونقضهم العهود.
وَ لَهُمْ فى الآخرة.
16 - كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ :
كَمَثَلِ الشَّيْطانِ مثل المنافقين فى إغوائهم بنى النضير بالتردد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم كمثل الشيطان.
إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ حين أغوى الإنسان بترك الإيمان وقال له اكفر.
17 - فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ :
فَكانَ عاقِبَتَهُما مآل الشيطان ومن أغواه.
وَ ذلِكَ أي هذا الخلود فى النار.
18 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ :
وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ
و لتدبر كل نفس.
ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ أي شىء قدمت من العمل لغد.
وَ اتَّقُوا اللَّهَ والتزموا تقوى الله.

(1/5151)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 312
[سورة الحشر (59) : الآيات 19 الى 22]
وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (19) لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (20) لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (22)
19 - وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ :
وَ لا تَكُونُوا أيها المؤمنون.
نَسُوا اللَّهَ أي نسوا حقوق الله.
فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ بما ابتلاهم من البلايا فصاروا لا يعرفون ما ينفعها مما يضرها.
الْفاسِقُونَ الخارجون عن طاعة الله.
20 - لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ :
لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ المعذبون.
وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ المنعمون.
أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ دون غيرهم.
الْفائِزُونَ بكل ما يحبون.
21 - لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ :
عَلى جَبَلٍ شديد.
لَرَأَيْتَهُ لرأيت هذا الجبل على قوته.
خاشِعاً خاضعا.
مُتَصَدِّعاً متشققا.
نَضْرِبُها لِلنَّاسِ نعرضها للناس.
لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ يتدبرون عواقب الأمور.
22 - هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ :
إِلَّا هُوَ لا معبود بحق إلا هو وحده.
عالِمُ الْغَيْبِ عالم بما غاب.

(1/5152)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 313
وَ الشَّهادَةِ وما حضر.
[سورة الحشر (59) : الآيات 23 الى 24]
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)
23 - هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ :
الْمَلِكُ المالك لكل شىء على الحقيقة.
الْقُدُّوسُ المطهر من كل نقص المبرأ عما لا يليق.
السَّلامُ ذو السلامة من النقائص.
الْمُؤْمِنُ المصدق رسله بما أيدهم به من معجزات.
الْمُهَيْمِنُ الرقيب على كل شىء.
الْعَزِيزُ الغالب فلا يعجزه شىء.
الْجَبَّارُ العظيم الشأن فى القوة والسلطان.
الْمُتَكَبِّرُ المتعظم عما لا يليق بجلاله.
سُبْحانَ اللَّهِ تنزه الله.
24 - هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
الْخالِقُ المبدع للأشياء على غير مثال سابق.
الْبارِئُ الموجد لها بريئة من التفاوت.
الْمُصَوِّرُ لها على هيئاتها كما أراد.
يُسَبِّحُ لَهُ ينزهه عما لا يليق.
الْعَزِيزُ الغالب الذي لا يعجزه شىء.
الْحَكِيمُ فى تدبيره وتشريعه.

(1/5153)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 314
60 سورة الممتحنة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الممتحنة (60) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)
1 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ :
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صدقوا بالله ورسوله صلّى اللّه عليه وسلم.
أَوْلِياءَ أنصارا.
تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ تقضون إليهم بالمحبة الخالصة.
مِنَ الْحَقِّ من الإيمان بالله ورسوله صلّى اللّه عليه وسلم وكتابه.
وَ إِيَّاكُمْ ويخرجونكم من دياركم.
أَنْ تُؤْمِنُوا لإيمانكم.
وَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِي وطلب رضائى.
أي إن كنتم خرجتم من دياركم للجهاد فى سبيلى وطلب رضائى فلا تتولوا أعدائى.
تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ تلقون إليهم بالمودة سرا.
بِما أَخْفَيْتُمْ بما أسررتم.
وَ مَنْ يَفْعَلْهُ ومن يتخذ عدو الله وليا.
فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ فقد أخطأ الطريق المستقيم.
2 - إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ :
إِنْ يَثْقَفُوكُمْ إن يلقوكم ويتمكنوا منكم.
يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً تظهر لكم عداوتهم.

(1/5154)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 315
وَ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ ويمدوا إليكم أيديهم وألسنتهم بما يسوؤكم.
وَ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ تمنوا كفركم.
[سورة الممتحنة (60) : الآيات 3 الى 4]
لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)
3 - لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ :
أَرْحامُكُمْ قراباتكم.
يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ فيجعل أعداءه فى النار وأولياءه فى الجنة.
4 - قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ :
أُسْوَةٌ قدوة.
فِي إِبْراهِيمَ تقتدون بها فى إبراهيم.
وَ الَّذِينَ مَعَهُ والذين آمنوا معه.
إِذْ قالُوا حين قالوا.
إِنَّا بُرَآؤُا إنا بريئون.
وَ مِمَّا تَعْبُدُونَ ومن الآلهة التي تعبدونها من دون الله.
كَفَرْنا بِكُمْ جحدنا بكم.
وَ بَدا وظهر.
أبدا حتى تؤمنوا لا تزول أبدا حتى تؤمنوا.
إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لكن قول إبراهيم لأبيه.
لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ لأطلبن لك المغفرة ، ليس مما يقتدى به لأن ذلك كان قبل أن يعلم أنه مصمم على عداوته للّه ، فلما تبين له أنه عدو اللّه تبرأ منه.

(1/5155)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 316
رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا قولوا أيها المؤمنون : ربنا عليك اعتمدنا.
وَ إِلَيْكَ أَنَبْنا وإليك رجعنا.
وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ فى الآخرة.
[سورة الممتحنة (60) : الآيات 5 الى 8]
رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6) عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)
5 - رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لا تجعلنا بحال نكون بها فتنة للذين كفروا.
وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا ذنوبنا.
6 - لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ :
لَقَدْ كانَ لَكُمْ أيها المؤمنون فى إبراهيم والذين آمنوا معه.
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ قدوة حسنة فى معاداتهم أعداء الله.
لِمَنْ كانَ هذه القدوة لمن كان يرجو لقاء الله واليوم الآخر.
وَ مَنْ يَتَوَلَّ ومن يعرض عن هذا الاقتداء فقد ظلم نفسه.
هُوَ الْغَنِيُّ عما سواه.
الْحَمِيدُ المستحق للحمد من كل ما عداه.
7 - عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ :
عادَيْتُمْ من الكافرين.
مَوَدَّةً بتوفيقهم للإيمان.
8 - لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ :
لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الكافرين.
أَنْ تَبَرُّوهُمْ أن تكرموهم.

(1/5156)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 317
وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ وتمنحوهم صلتكم.
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إن الله يحب أهل البر والتواصل.
[سورة الممتحنة (60) : آية 9]
إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)
9 - إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ :
عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ عن الذين حاربوكم فى الدين ليصدوكم عنه.
وَ أَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وأجبروكم على الخروج من دياركم.
وَ ظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ وعاونوا على إخراجكم منها.
أَنْ تَوَلَّوْهُمْ أن تتخذوهم أنصارا.
وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ ومن يتخذ هؤلاء أنصارا.
فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ لأنفسهم.
[سورة الممتحنة (60) : آية 10]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10)
10 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ :
مُهاجِراتٍ من دار الشرك.
فَامْتَحِنُوهُنَّ فاختبروهن لتعلموا صدق إيمانهن.
اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ بحقيقة إيمانهن.
فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ فلا تردوهن إلى أزواجهن الكفار.
لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ لا المؤمنات حلال للكافرين.
وَ لا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ولا الكافرين حلال لهن.

(1/5157)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 318
وَ آتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وآتوا الأزواج الكافرين ما أنفقوا من الصداق على زوجاتهم المهاجرات إليكم.
وَ لا جُناحَ عَلَيْكُمْ ولا حرج عليكم.
أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ أن تتزوجوا هؤلاء المهاجرات.
إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ إذا آتيتموهن صداقهن.
وَ لا تُمْسِكُوا ولا تتمسكوا.
بِعِصَمِ الْكَوافِرِ بعقد زوجية الكافرات الباقيات فى دار الشرك أو اللاحقات بها.
وَ سْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ واطلبوا من الكفار ما أنفقتم من صداق على اللاحقات بدار الشرك.
وَ لْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا وليطلبوا هم ما أنفقوا على زوجاتهم المهاجرات.
ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ذلكم التشريع حكم الله.
يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يفصل بينكم به.
[سورة الممتحنة (60) : الآيات 11 الى 12]
وَ إِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)
11 - وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ :
وَ إِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ وإن أفلت منكم بعض زوجاتكم إلى الكفار.
فَعاقَبْتُمْ ثم حاربتموهم.
ما أَنْفَقُوا عليهن من صداق.
12 - يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ :

(1/5158)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 319
يُبايِعْنَكَ يعاهدنك.
وَ لا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ ولا يلحقن بأزواجهن من ليس من أولادهن بهتانا وكذبا.
يَفْتَرِينَهُ يختلقنه.
وَ لا يَعْصِينَكَ ولا يخالفنك.
فِي مَعْرُوفٍ تدعوهن إليه.
فَبايِعْهُنَّ فعاهدهن على ذلك.
وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ واطلب لهن المغفرة من الله.
[سورة الممتحنة (60) : آية 13]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ (13)
13 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ :
لا تَتَوَلَّوْا لا توالوا.
قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ وما فيها من ثواب وحساب.
كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ من إحياء أصحاب القبور.

(1/5159)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 320
61 سورة الصف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الصف (61) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (4)
وَ إِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (5)
1 - سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
سَبَّحَ لِلَّهِ نزه اللّه عما لا يليق به.
وَ هُوَ وحده.
الْعَزِيزُ الغالب على كل شىء.
الْحَكِيمُ ذو الحكمة البالغة.
2 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ :
لِمَ تَقُولُونَ بألسنتكم.
ما لا تَفْعَلُونَ ما لا تصدقه أفعالكم.
3 - كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ :
كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ كره اللّه كرها شديدا.
4 - إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ :
فِي سَبِيلِهِ أي فى سبيل إعلاء كلمته.
صَفًّا متماسكين.
مَرْصُوصٌ محكم.
5 - وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ :
وَ إِذْ واذكر يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم حين.

(1/5160)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 321
فَلَمَّا زاغُوا فلما أصروا عن الانصراف عن الحق.
أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ أمال اللّه قلوبهم عن قبول الهداية.
[سورة الصف (61) : الآيات 6 الى 9]
وَ إِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)
6 - وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ :
وَ إِذْ قالَ واذكر حين قال.
فَلَمَّا جاءَهُمْ الرسول المبشر به.
بِالْبَيِّناتِ بالآيات الواضحات.
قالُوا هذا الذي جئتنا به.
سِحْرٌ مُبِينٌ بين.
7 - وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ :
وَ مَنْ أَظْلَمُ ومن أشد ظلما.
مِمَّنِ افْتَرى ممن اختلق.
8 - يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ :
لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ نور دين اللّه.
وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ مكمل نوره بإتمام دينه.
9 - هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ :
رَسُولَهُ محمدا صلّى اللّه عليه وسلم.
بِالْهُدى بالقرآن.

(1/5161)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 322
وَ دِينِ الْحَقِّ والإسلام.
لِيُظْهِرَهُ
ليعليه.
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ على كل الأديان.
[سورة الصف (61) : الآيات 10 الى 14]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ (14)
10 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ :
هَلْ أَدُلُّكُمْ هل أرشدكم إلى.
11 - تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ :
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ هذه التجارة هى أن تثبتوا على الإيمان باللّه ورسوله.
ذلِكُمْ الذي أرشدكم إليه.
12 - يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ :
يَغْفِرْ لَكُمْ أي إن تؤمنوا وتجاهدا فى سبيل اللّه يغفر لكم ذنوبكم.
ذلِكَ الجزاء.
13 - وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ :
وَ أُخْرى ونعمة أخرى لكم أيها المؤمنون المجاهدون.
نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ هى نصر من اللّه.
وَ فَتْحٌ قَرِيبٌ تغنمون خيره.
14 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ :

(1/5162)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 323
كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ إذا دعاكم رسول اللّه أن تكونوا أنصاره.
كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ أي كما كان أصفياء عيسى أنصار اللّه حين قال من أنصارى إلى اللّه.
فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ بعيسى.
فَأَيَّدْنَا فقوينا.
عَدُوِّهِمْ الذين كفروا.
فَأَصْبَحُوا بتقويتنا.
ظاهِرِينَ منتصرين غالبين.

(1/5163)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 324
62 سورة الجمعة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الجمعة (62) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2)
1 - يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ :
يُسَبِّحُ لِلَّهِ ينزهه عما لا يليق به.
الْمَلِكِ المالك لكل شىء المتصرف فيه لا منازع.
الْقُدُّوسِ المنزه تنزيها كاملا عن كل نقص.
الْعَزِيزِ الغالب على كل شىء.
الْحَكِيمِ ذى الحكمة البالغة.
2 - هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ :
هُوَ اللّه.
الَّذِي بَعَثَ الذي أرسل.
فِي الْأُمِّيِّينَ فى العرب الذين لا يعرفون الكتابة.
يَتْلُوا عَلَيْهِمْ يقرأ عليهم.
وَ يُزَكِّيهِمْ ويطهرهم من خبائث العقائد.
وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ القرآن.
وَ الْحِكْمَةَ والتفقه فى الدين.
وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ وإن كانوا قبل بعثته.
لَفِي ضَلالٍ لفى انحراف عن الحق.
مُبِينٍ شديد الوضوح.

(1/5164)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 325
[سورة الجمعة (62) : الآيات 3 الى 6]
وَ آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4) مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (6)
3 - وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
وَ آخَرِينَ مِنْهُمْ أي وبعثه فى آخرين منهم.
لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ لم يجيئوا بعد وسيجيئون.
وَ هُوَ وحده.
الْعَزِيزُ الغالب على كل شىء.
الْحَكِيمُ ذو الحكمة البالغة فى كل أفعاله.
4 - ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ :
ذلِكَ البعث.
فَضْلُ اللَّهِ فضل من اللّه.
يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ يكرم به من يختار من عباده.
وَ اللَّهُ وحده.
5 - مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ :
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ يعنى اليهود الذين علموا التوراة وكلفوا العمل بها.
ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها ثم لم يعملوا بها.
أَسْفاراً كتبا لا يعرف ما فيها.
بِئْسَ ساء.
لا يَهْدِي لا يوفق.
الظَّالِمِينَ الذين شأنهم الظلم.
6 - قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :

(1/5165)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 326
قُلْ يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا يا أيها الذين صاروا يهودا.
إِنْ زَعَمْتُمْ إن ادعيتم باطلا.
أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ أنكم أحباء اللّه.
مِنْ دُونِ النَّاسِ جميعا.
فَتَمَنَّوُا من اللّه الموت.
إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فى دعوى حب اللّه لكم.
[سورة الجمعة (62) : الآيات 7 الى 9]
وَ لا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)
7 - وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ :
وَ لا يَتَمَنَّوْنَهُ أي الموت.
بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ بسبب ما قدموه من الكفر.
وَ اللَّهُ عَلِيمٌ محيط علمه.
8 - قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ الذي تهربون منه لا مهرب منه.
فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ فسوف يأتيكم.
ثُمَّ تُرَدُّونَ ثم ترجعون.
إِلى عالِمِ الْغَيْبِ عالم السر والعلانية.
9 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ :
إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ إذا أذن للصلاة.
فَاسْعَوْا فامضوا.
وَ ذَرُوا واتركوا.
ذلِكُمْ الذي أمرتم به.

(1/5166)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 327
خَيْرٌ لَكُمْ أنفع لكم.
[سورة الجمعة (62) : الآيات 10 الى 11]
فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)
10 - فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ :
فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فإذا أديت الصلاة.
فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ فتفرقوا فى الأرض لمصالحكم.
وَ ابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ واطلبوا من فضل اللّه.
وَ اذْكُرُوا اللَّهَ بقلوبكم وألسنتكم كثيرا.
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ تفوزون بخيرى الدنيا والآخرة.
11 - وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ :
انْفَضُّوا إِلَيْها تفرقوا إليها.
وَ تَرَكُوكَ قائِماً تخطب.
ما عِنْدَ اللَّهِ من الفضل والثواب.
وَ اللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ فاطلبوا رزقه بطاعته.

(1/5167)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 328
63 سورة المنافقون
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المنافقون (63) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (3)
1 - إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ :
قالُوا بألسنتهم.
لَكاذِبُونَ فى دعواهم الإيمان بك لعدم تصديقهم بقلوبهم.
2 - اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ :
اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جعلوا أيمانهم الكاذبة.
جُنَّةً وقاية لهم من المؤاخذة.
فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فمنعوا أنفسهم عن طريق اللّه.
إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ إنهم قبح ما كانوا يعملون من النفاق والأيمان الكاذبة.
3 - ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ :
ذلِكَ الذي دأبوا عليه من الظهور بغير حقيقته والحلف بالأيمان الكاذبة.
بِأَنَّهُمْ آمَنُوا بألسنتهم.
ثُمَّ كَفَرُوا بقلوبهم.
فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فختم على قلوبهم بهذا الكفر.
فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ لا يفهمون ما ينجيهم من عذاب اللّه.

(1/5168)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 329
[سورة المنافقون (63) : الآيات 4 الى 7]
وَ إِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (6) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (7)
4 - وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ :
وَ إِنْ يَقُولُوا وإن يتحدثوا.
تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ لحلاوته.
خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ لا حياة فيهم.
صَيْحَةٍ نازلة.
قاتَلَهُمُ اللَّهُ طردهم اللّه من رحمته.
أَنَّى يُؤْفَكُونَ كيف يصرفون عن الحق إلى ما هم عليه من النفاق.
5 - وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ :
لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ حركوها استهزاء.
يَصُدُّونَ يعرضون.
مُسْتَكْبِرُونَ عن الامتثال.
6 - سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ :
عَلَيْهِمْ على هؤلاء المنافقين.
أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ استغفارك لهم.
أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ أو عدم استغفارك.
لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ لأنهم لن يرجعوا عن نفاقهم.
إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي إلى الحق.
الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ الخارجين على أمره والإيمان به.
7 - هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ :

(1/5169)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 330
هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لأهل المدينة.
لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ من المؤمنين.
حَتَّى يَنْفَضُّوا حتى يتفرقوا عنه.
وَ لِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وما فيهما من أرزاق يعطيها من يشاء.
وَ لكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ لا يعلمون.
[سورة المنافقون (63) : الآيات 8 الى 9]
يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (9)
8 - يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ :
يَقُولُونَ يعنى المنافقين.
لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ ليخرجن فريقنا الأعز.
مِنْهَا من المدينة.
الْأَذَلَّ فريق المؤمنين الأذل.
9 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ :
لا تُلْهِكُمْ لا تشغلكم.
وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ومن تشغله أمواله وأولاده عن ذلك.
فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ يوم القيامة.
[سورة المنافقون (63) : الآيات 10 الى 11]
وَ أَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (11)
10 - وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ :
لَوْ لا أَخَّرْتَنِي هلا أمهلتنى.
إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ إلى وقت قصير.
11 - وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ :
وَ لَنْ يُؤَخِّرَ ولن يمهل.
إِذا جاءَ أَجَلُها إذا حان وقت موتها.

(1/5170)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 331
64 سورة التغابن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة التغابن (64) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (4)
أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (5)
1 - يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
يُسَبِّحُ لِلَّهِ ينزه اللّه عما لا يليق بجلاله.
لَهُ الْمُلْكُ التام.
وَ لَهُ الْحَمْدُ وله الثناء الجميل.
2 - هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ :
كافِرٌ منكر للألوهية.
مُؤْمِنٌ مصدق بها.
3 - خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ :
بِالْحَقِّ بالحكمة البالغة.
وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ حيث جعلكم فى أحسن تقويم.
4 - يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ :
ما تُسِرُّونَ ما تخفون.
5 - أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ :
أَ لَمْ يَأْتِكُمْ قد أتاكم.

(1/5171)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 332
فَذاقُوا فتجرعوا.
وَبالَ أَمْرِهِمْ سوء عاقبة أمرهم فى الدنيا.
[سورة التغابن (64) : الآيات 6 الى 7]
ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6) زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7)
6 - ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ :
ذلِكَ الذي أصابهم ويصيبهم من العذاب.
بِأَنَّهُ بسبب أنه.
بِالْبَيِّناتِ بالمعجزات الظاهرة.
أَ بَشَرٌ مثلنا.
يَهْدُونَنا يرشدوننا.
فَكَفَرُوا فأنكروا بعثتهم.
وَ تَوَلَّوْا وانصرفوا عن الحق.
وَ اسْتَغْنَى اللَّهُ وأظهر اللّه غناه عن إيمانهم بإهلاكهم.
غَنِيٌّ عن خلقه.
حَمِيدٌ مستحق للحمد والثناء على جميع نعمه.
7 - زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ :
زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا ادعوا باطلا.
أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا بعد الموت.
بَلى ليس الأمر كما زعمتم.
وَ رَبِّي قسم.
لَتُبْعَثُنَّ بعد الموت.
ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ ثم لتخبرن.
بِما عَمِلْتُمْ فى الدنيا.
وَ ذلِكَ البعث والحساب والجزاء.

(1/5172)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 333
يَسِيرٌ سهل.
[سورة التغابن (64) : الآيات 8 الى 9]
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)
8 - فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ :
فَآمِنُوا فصدقوا.
وَ النُّورِ واهتدوا بالنور.
الَّذِي أَنْزَلْنا الذي أنزلناه إذ وضح لكم أن البعث آت لا ريب فيه.
9 - يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ :
يَوْمُ التَّغابُنِ الذي يظهر فيه غبن لانصرافهم عن الإيمان ، وغبن المؤمنين المقصرين لتهادنهم فى تحصيل الطاعات.
ذلِكَ الجزاء.
[سورة التغابن (64) : الآيات 10 الى 11]
وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10) ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)
10 - وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ :
وَ الَّذِينَ كَفَرُوا والذين جحدوا بالإيمان.
وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وكذبوا بمعجزاتنا التي أيدنا بها رسلنا.
وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ وساء المصير الذي صاروا إليه.
11 - ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ :
ما أَصابَ العبد.
مِنْ مُصِيبَةٍ من بلاء.
إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ إلا بتقدير اللّه.
وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ ومن يصدق باللّه.

(1/5173)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 334
يَهْدِ قَلْبَهُ إلى الرضا بما كان.
[سورة التغابن (64) : الآيات 12 الى 16]
وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (12) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)
12 - وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ :
وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فيما بلغ عن ربه.
فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فإن أعرضتم عن هذه الطاعة فلن يضره إعراضكم.
فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ إبلاغكم الرسالة.
الْمُبِينُ إبلاغا بينا.
13 - اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ :
وَ عَلَى اللَّهِ وحده.
فَلْيَتَوَكَّلِ فليعتمد.
الْمُؤْمِنُونَ فى كل أمورهم.
14 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ :
عَدُوًّا لَكُمْ بما يصرفونكم عن طاعة اللّه لتحقيق رغباتهم.
فَاحْذَرُوهُمْ فكونوا منهم على حذر.
وَ إِنْ تَعْفُوا وإن تتجاوزوا عن سيئاتهم التي تقبل العفو.
وَ تَصْفَحُوا وتعرضوا عنها.
وَ تَغْفِرُوا وتستروها عليهم يغفر اللّه لكم.
فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ واسع المغفرة والرحمة.
15 - نَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
:
ْنَةٌ
ابتلاء وامتحان.
اللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
لمن يؤثره طاعته.
16 - فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ :

(1/5174)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 335
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فابذلوا فى تقوى اللّه جهدكم وطاقتكم.
وَ اسْمَعُوا مواعظه.
وَ أَطِيعُوا أوامره.
وَ أَنْفِقُوا مما رزقكم فيما أمر بالإنفاق فيه.
خَيْراً وافعلوا خيرا لأنفسكم.
وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ومن يكفه اللّه بخل نفسه وحرصها على المال.
فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون بكل خير.
[سورة التغابن (64) : الآيات 17 الى 18]
إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)
17 - إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ :
إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ إن تنفقوا فى وجوه البر.
قَرْضاً حَسَناً إنفاقا مخلصين فيه.
يُضاعِفْهُ لَكُمْ يضاعف اللّه ثواب ما أنفقتم.
وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ما فرط من ذنوبكم.
وَ اللَّهُ شَكُورٌ عظيم الشكر والمكافأة للمحسنين.
حَلِيمٌ فلا يعجل بالعقوبة على من عصاه.
18 - عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ كل ما غاب وما حضر.
الْعَزِيزُ القوى القاهر.
الْحَكِيمُ فى تدبير خلقه الذي يضع كل شىء فى موضعه.

(1/5175)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 336
65 سورة الطلاق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الطلاق (65) : الآيات 1 الى 2]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً (1) فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)
1 - يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً :
إِذا طَلَّقْتُمُ إذا أردتم أن تطلقوا.
فَطَلِّقُوهُنَّ مستقبلا.
وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ واضبطوا العدة.
لا تُخْرِجُوهُنَّ لا تخرجوا النساء المطلقات.
مِنْ بُيُوتِهِنَّ من مساكنهن التي طلقن فيها.
وَ لا يَخْرُجْنَ منها أبدا.
إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ إلا أن يفعلن فعلة منكرة.
مُبَيِّنَةٍ واضحة.
وَ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وتلك الأحكام المتقدمة معالم اللّه شرعها لعباده.
وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ ومن يجاوز حدود اللّه.
لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ يوجد.
بَعْدَ ذلِكَ الطلاق.
أَمْراً لا تتوقعه فيتحابان.
2 - فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً :

(1/5176)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 337
فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فإذا قاربت المطلقات نهاية عدتهن.
فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ فراجعوهن مع حسن معاشرة.
أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ من غير مضارة.
وَ أَشْهِدُوا على الرجعة والمفارقة.
ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ صاحبى عدل منكم.
وَ أَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ وأدوا الشهادة على وجهها خالصة للّه.
ذلِكُمْ الذي أمرتم به.
وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ ومن يخف اللّه فيقف عند أوامره ونواهيه.
يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً من كل ضيق.
[سورة الطلاق (65) : الآيات 3 الى 4]
وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4)
3 - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً :
وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ويهيىء له أسباب الرزق من حيث لا يخطر على باله.
وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ومن يفوض إلى اللّه كل أموره فهو كافيه.
إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ إن اللّه بالغ مراده منفذ مشيئته.
قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً قد جعل اللّه لكل شىء وقت لا يعدوه وتقديرا لا يجاوزه.
4 - وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً :
وَ اللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ والمعتدات من المطلقات اللائي يئسن من المحيض لكبرهن.

(1/5177)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 338
إِنِ ارْتَبْتُمْ إن لم تعلموا كيف يعتددن.
وَ اللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ عدتهن كذلك.
وَ أُولاتُ الْأَحْمالِ وصواحب الحمل.
أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ عدتهن أن يضعن حملهن.
وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ فينفذ أحكامه.
يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ييسر له أموره.
[سورة الطلاق (65) : الآيات 5 الى 6]
ذلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (5) أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى (6)
5 - ذلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً :
ذلِكَ التشريع.
أَمْرُ اللَّهِ لا غير.
وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ بالمحافظة على أحكامه.
يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ يمح عنه خطاياه.
وَ يُعْظِمْ لَهُ أَجْراً ويعظم له جزاء.
6 - أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى :
أَسْكِنُوهُنَّ أي المعتدات.
مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ بعض أماكن سكناكم.
مِنْ وُجْدِكُمْ على قدر طاقتكم.
وَ لا تُضآرُّوهُنَّ ولا تلحقوا بهن ضررا.
لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ فى السكنى.
وَ إِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ وإن كن ذوات حمل.
فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ المطلقات أولادكم.

(1/5178)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 339
فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فوفوهن أجورهن.
وَ أْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وليأمر بعضكم بعضا بما تعورف عليه من سماحة وعدم تعنت.
وَ إِنْ تَعاسَرْتُمْ وإن أوقع بعضكم بعضا فى العسر بالشح والتعنت.
فَسَتُرْضِعُ لَهُ أي للأب.
أُخْرى أي مرضعة أخرى.
[سورة الطلاق (65) : الآيات 7 الى 9]
لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ ما آتاها سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (7) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (8) فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً (9)
7 - لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً :
ذُو سَعَةٍ صاحب بسطة.
مِنْ سَعَتِهِ مما بسطه اللّه له.
وَ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ومن ضيق عليه رزقه.
فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ مما أعطاه اللّه.
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها إلا ما أعطاها.
بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً بعد ضيق فرجا.
8 - وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً :
وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ وكثير من القرى.
عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها تجبر أهلها وأعرضوا عن أمر ربهم ورسله.
فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً بتقصى كل ما فعلوه ومناقشتهم.
وَ عَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً منكرا فظيعا.
9 - فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً :
فَذاقَتْ فتجرعوا.
وَبالَ أَمْرِها سوء مآل أمرهم.

(1/5179)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 340
خُسْراً خسرانا شديدا.
[سورة الطلاق (65) : الآيات 10 الى 12]
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً (10) رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً (11) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12)
10 - أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً :
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ هيأ اللّه لأهل القرى المتجبرين.
فَاتَّقُوا اللَّهَ فاحذروا غضب اللّه.
يا أُولِي الْأَلْبابِ يا أصحاب العقول الراجحة.
الَّذِينَ آمَنُوا الذين اتصفوا بالإيمان.
11 - رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً :
يَتْلُوا عَلَيْكُمْ يقرأ عليكم.
مُبَيِّناتٍ لكم الحق من الباطل.
مِنَ الظُّلُماتِ من ظلمات الضلال.
إِلَى النُّورِ إلى نور الهداية.
وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ ومن يصدق باللّه.
مِنْ تَحْتِهَا من خلالها.
قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ للمؤمن الصالح.
رِزْقاً طيبا.
12 - اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً :
اللَّهُ وحده.
يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ يجرى أمره بينهن.

(1/5180)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 341
66 سورة التحريم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة التحريم (66) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)
1 - يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ :
لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ لم تمنع نفسك عما أحل الله لك.
تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ تريد إرضاء زوجاتك.
2 - قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ :
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ قد شرع الله لكم.
تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ تحليل أيمانكم بالتكفير عنها.
وَ اللَّهُ مَوْلاكُمْ والله سيدكم ومتولى أموركم.
3 - وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ :
وَ إِذْ واذكر حين.
إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حديثا.
فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ فلما أخبرت به.
وَ أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ وأطلع الله نبيه على إفشائه.
عَرَّفَ بَعْضَهُ أعلم بها بعضه.
وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ وأعرض تكرما عن بعض.
فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ فلما أعلمها به.
مَنْ أَنْبَأَكَ هذا من أعلمك هذا.

(1/5181)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 342
[سورة التحريم (66) : الآيات 4 الى 6]
إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (5) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (6)
4 - إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ :
إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ إن ترجعا إلى الله نادمتين فقد فعلتما ما يوجب التوبة.
فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما لأنه قد مالت قلوبكما عما يحبه رسول الله صلّى اللّه عليه وسلم من حفظ سره.
وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ وإن تتعاونا عليه بما يسوءه.
فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ هو ناصره.
ظَهِيرٌ مظاهرون له ومعينون.
5 - عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً :
أَنْ يُبْدِلَهُأن يزوجه بدلا منكن.
أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ زوجات خاضعات لله بالطاعة.
مُؤْمِناتٍ مصدقات بقلوبهن.
قانِتاتٍ خاشعات لله.
تائِباتٍ راجعات إلى الله.
عابِداتٍ متعبدات متذللات له.
سائِحاتٍ ذاهبات فى طاعة الله كل مذهب.
6 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ :
قُوا احفظوا.
عَلَيْها يقوم على أمرها وتعذيب أهلها.
غِلاظٌ قساة فى معاملتهم.

(1/5182)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 343
شِدادٌ أقوياء.
لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ يتقبلون أوامر الله.
وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ وينفذون ما يؤمرون به غير متوانين.
[سورة التحريم (66) : الآيات 7 الى 9]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)
7 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
لا تَعْتَذِرُوا لا تلتمسوا المعاذير.
8 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
تُوبُوا إِلَى اللَّهِ ارجعوا إلى الله عن ذنوبكم.
تَوْبَةً نَصُوحاً رجعة بالغة فى الإخلاص.
أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ أن يمحو عنكم سيئاتكم.
يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ يوم يرفع الله شأن النبي صلّى اللّه عليه وسلم.
بَيْنَ أَيْدِيهِمْ أمامهم.
9 - يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ :
وَ اغْلُظْ عَلَيْهِمْ واشتد عليهم.
وَ مَأْواهُمْ ومستقرهم.
وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ وبئس المآل مآلهم.
[سورة التحريم (66) : آية 10]
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)
10 - ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ :
تَحْتَ عَبْدَيْنِ تحت عصمة عبدين.

(1/5183)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 344
فَخانَتاهُما بالتآمر وإفشاء سرهما إلى قومهما.
فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً فلم يدفع هذان العبدان الصالحان عن زوجتيهما من عذاب الله شيئا.
ادْخُلَا الخطاب للزوجتين.
[سورة التحريم (66) : الآيات 11 الى 12]
وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (12)
11 - وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ :
عِنْدَكَ قريبا من رحمتك.
وَ عَمَلِهِ المسرف فى الظلم.
12 - وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ :
الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها التي حفظت فرجها.
فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا فحملت بعيسى.
وَ صَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وهى أوامره ونواهيه.
وَ كُتُبِهِ المنزلة.
مِنَ الْقانِتِينَ من عداد المواظبين على الطاعة.

(1/5184)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 345
67 سورة الملك
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الملك (67) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4)
1 - تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
تَبارَكَ تعالى وازدادت بركاته.
الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ من يملك وحده التصرف فى جميع المخلوقات.
2 - الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ :
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لغاية أرادها.
لِيَبْلُوَكُمْ وهى أن يختبركم.
وَ هُوَ الْعَزِيزُ الذي لا يعجزه شىء.
الْغَفُورُ العفو عن المقصرين.
3 - الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ :
طِباقاً متواقفة على سنة واحدة من الإتقان.
مِنْ تَفاوُتٍ أي تفاوت.
فَارْجِعِ الْبَصَرَ فأعد بصرك.
هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ هل تجد أي خلل.
4 - ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ :
ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ ثم أعد البصر.
كَرَّتَيْنِ مرة بعد مرة.
يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ يرجع إليك البصر.

(1/5185)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 346
خاسِئاً خاشعا صاغرا متباعدا عن أن يرى شيئا من عيب.
وَ هُوَ حَسِيرٌ قد بلغ الغاية فى الإعياء.
[سورة الملك (67) : الآيات 5 الى 8]
وَ لَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ (5) وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)
5 - وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ :
الدُّنْيا القريبة التي تراها العيون.
بِمَصابِيحَ يعنى النجوم.
وَ جَعَلْناها أي السماء.
رُجُوماً مصادر رجم ، أي شهب ، يرجم بها الشياطين.
وَ أَعْتَدْنا وأعددنا.
عَذابَ السَّعِيرِ عذاب النار الموقدة.
6 - وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ :
كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ لم يؤمنوا به.
وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ وساءت عاقبة لهم هذه العاقبة.
7 - إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ :
إِذا أُلْقُوا إذا طرحوا.
فِيها أي فى النار.
شَهِيقاً صوتا منكرا.
وَ هِيَ تَفُورُ وهى تغلى غليانا شديدا.
8 - تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ :
تَكادُ تَمَيَّزُ تكاد تنقطع وتتفرق.
مِنَ الْغَيْظِ من شدة الغضب عليهم.
كُلَّما أُلْقِيَ فِيها كلما طرح فيها.

(1/5186)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 347
فَوْجٌ جماعة منهم.
سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها سألهم الموكلون بها.
أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ رسول يحذركم لقاء يومكم هذا.
[سورة الملك (67) : آية 9]
قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9)
9 - قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ :
قالُوا أي أهل النار.
بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ أي قد جاء نذير.
فَكَذَّبْنا أي فكذبناه.
ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ عليك ولا غيرك من الرسل.
إِنْ أَنْتُمْ أيها الرسل.
إِلَّا فِي ضَلالٍ فى انحراف عن الحق.
كَبِيرٍ بين.
[سورة الملك (67) : الآيات 10 الى 12]
وَ قالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (11) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)
10 - وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ :
نَسْمَعُ سماع من يطلب الحق.
أَوْ نَعْقِلُ أو نفكر فيما ندعى إليه.
فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ فى عداد أصحاب السعير.
11 - فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ :
بِذَنْبِهِمْ بتكذيبهم وكفرهم.
فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ فبعدا لأصحاب السعير عن رحمة اللّه.
12 - إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ :
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ إن الذين يخافون ربهم.
بِالْغَيْبِ وهم لا يرونه.
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ لذنوبهم.

(1/5187)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 348
وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ وثواب عظيم على حسناتهم.
[سورة الملك (67) : الآيات 13 الى 17]
وَ أَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (13) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)
13 - وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ :
وَ أَسِرُّوا قَوْلَكُمْ وأخفوا قولكم.
أَوِ اجْهَرُوا بِهِ أو أعلنوه.
إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ إنه عليم بخفايا الصدور ، فيستوى إسراركم وجهركم.
14 - أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ :
أَ لا يَعْلَمُ الخالق لجميع الأشياء.
مَنْ خَلَقَ خلقه.
وَ هُوَ اللَّطِيفُ العالم بدقائق الأشياء.
الْخَبِيرُ بحقائقها.
15 - هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ :
ذَلُولًا طيعة ميسرة.
فَامْشُوا فِي مَناكِبِها فى حوافيها.
وَ كُلُوا مِنْ رِزْقِهِ الذي يخرجه لكم منها.
وَ إِلَيْهِ النُّشُورُ وإليه وحده البعث للجزاء.
16 - أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ :
أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ أن يقطع بكم الأرض.
فَإِذا هِيَ تَمُورُ تضطرب اضطرابا شديدا.
17 - أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ :
حاصِباً ريحا ترجمكم بالحصباء.

(1/5188)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 349
فَسَتَعْلَمُونَ حينئذ.
كَيْفَ نَذِيرِ هول وعيدي لكم.
[سورة الملك (67) : الآيات 18 الى 21]
وَ لَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (18) أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21)
18 - وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ :
مِنْ قَبْلِهِمْ من قبل قومك رسلهم.
فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ فعلى أي حال من الشدة كان إنكارى عليهم بإهلاكهم وأخذهم.
19 - أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ :
صافَّاتٍ باسطات أجنحتهن.
وَ يَقْبِضْنَ ويقبضهن حينا بعد حين.
ما يُمْسِكُهُنَّ أن يقعن.
20 - أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ :
أَمَّنْ هذَا الَّذِي بل من هذا الذي.
هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ هو قوة لكم.
يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ يدفع عنكم العذاب سوى الرحمن.
إِنِ الْكافِرُونَ ما الكافرون.
إِلَّا فِي غُرُورٍ بما يتوهمون.
21 - أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ :
أَمَّنْ هذَا الَّذِي بل من هذا الذي.
يَرْزُقُكُمْ بما تكون به حياتكم.
إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ إن حبس اللّه رزقه عنكم.
بَلْ لَجُّوا بل تمادى الكافرون.

(1/5189)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 350
فِي عُتُوٍّ فى استكبارهم.
وَ نُفُورٍ وشرودهم عن الحق.
[سورة الملك (67) : الآيات 22 الى 26]
أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)
22 - أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ :
مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ متعثرا ساقطا على وجهه.
أَهْدى فى سيره وقصده.
سَوِيًّا مستوى القامة.
عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ على طريق لا اعوجاج فيه.
23 - قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ :
أَنْشَأَكُمْ أوجدكم من العدم.
قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ ما تؤدون هذه النعم لواهبها.
24 - قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ :
ذَرَأَكُمْ بثكم.
وَ إِلَيْهِ وحده.
تُحْشَرُونَ تجمعون لحسابكم وجزائكم.
25 - وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :
وَ يَقُولُونَ يعنى المنكرين للبعث.
مَتى هذَا الْوَعْدُ متى يتحقق هذا الوعد بالنشور.
إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ نبئونا بزمانه إن كنتم صادقين.
26 - قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ :
إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ هذا علم اختص اللّه به.
وَ إِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ بين الإنذار.

(1/5190)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 351
[سورة الملك (67) : الآيات 27 الى 29]
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (29)
27 - فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ :
فَلَمَّا رَأَوْهُ فلما تبينوا الموعود به.
زُلْفَةً قريبا منهم.
سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا علت وجوه الذين كفروا الكآبة والذلة.
وَ قِيلَ توبيخا وإيلاما لهم.
هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ أي هذا الذي كنتم تطلبون تعجيله.
28 - قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ :
أَ رَأَيْتُمْ أخبرونى.
إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ إن أماتنى اللّه.
وَ مَنْ مَعِيَ من المؤمنين كما تتمنون.
أَوْ رَحِمَنا فأخر آجالنا وعافانا من عذابه ، فقد أنجانا فى الحالين.
فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ فمن يمنع الكافرين.
مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ استحقوه بكفرهم وغرورهم بآلهتهم.
29 - قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ :
آمَنَّا بِهِ صدقنا به.
وَ عَلَيْهِ وحده.
تَوَكَّلْنا اعتمدنا.
فَسَتَعْلَمُونَ إذا نزل العذاب.

(1/5191)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 352
مَنْ هُوَ أي الفريقين هو.
فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فى انحراف بعيد عن الحق.
[سورة الملك (67) : آية 30]
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (30)
30 - قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ :
أَ رَأَيْتُمْ أخبرونى.
غَوْراً ذاهبا فى الأرض لا تصلون إليه بأى سبب.
فَمَنْ يَأْتِيكُمْ فمن غير اللّه يأتيكم.
بِماءٍ مَعِينٍ طاهر متدفق يصل إليه كل من أراده.

(1/5192)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 353
68 سورة القلم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة القلم (68) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (1) ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5)
1 - ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ :
ن حرف من حروف المعجم الذي كان منها هذا القرآن المعجز.
وَ الْقَلَمِ مقسم به ، أي والقلم الذي كتب به الذكر.
وَ ما يَسْطُرُونَ وما يكتبون ، أي وما يكتبه الملائكة من أعمال بنى آدم.
2 - ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ :
ما أَنْتَ وقد أنعم اللّه عليك بالنبوة.
بِمَجْنُونٍ بضعيف العقل ولا سفيه الرأى.
3 - وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ :
وَ إِنَّ لَكَ على ما تلقاه فى تبليغ الرسالة.
لَأَجْراً لثوابا.
غَيْرَ مَمْنُونٍ غير مقطوع.
4 - وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ :
لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ أي متمسك بمحاسن الصفات والأفعال التي فطرك اللّه عليها.
5 - فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ :
فَسَتُبْصِرُ يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم عن قريب.

(1/5193)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 354
وَ يُبْصِرُونَ أي الكافرون.
[سورة القلم (68) : الآيات 6 الى 9]
بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)
6 - بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ :
أي بأيكم المجنون.
7 - إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ :
بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ بمن حاد عن سبيله.
بِالْمُهْتَدِينَ إليه.
8 - فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ :
أي فلا تترك ما أنت عليه من مخالفة للمكذبين.
9 - وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ :
وَدُّوا تمنوا.
لَوْ تُدْهِنُ لو تلين لهم بعض الشيء.
فَيُدْهِنُونَ فيلينون لك طمعا فى تجاوبك معهم.
[سورة القلم (68) : الآيات 10 الى 12]
وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)
10 - وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ :
حَلَّافٍ كثير الحلف.
مَهِينٍ حقير.
11 - هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ :
هَمَّازٍ عياب.
مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مغتاب ، نقال للحديث بين الناس على وجه الإفساد بينهم.
12 - مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ :
مَنَّاعٍ شديد الصد عن الخير.
أَثِيمٍ كثير الآثام.

(1/5194)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 355
[سورة القلم (68) : الآيات 13 الى 18]
عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (14) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ (17)
وَ لا يَسْتَثْنُونَ (18)
13 - عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ :
عُتُلٍّ غليظ القلب جاف الطبع.
بَعْدَ ذلِكَ فوق ما له من تلك الصفات الذميمة.
زَنِيمٍ لئيم معروف بالشر.
14 - أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ :
أَنْ كانَ لأنه كان.
ذا مالٍ وَبَنِينَ صاحب مال وبنين.
15 - إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ :
إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا إذا يتلى عليه القرآن.
أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ قصص الأولين وخرافاتهم.
16 - سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ :
أي سنجعل على أنفه علامة لازمة ليكون مفتضحا بين الناس.
17 - إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ :
إِنَّا بَلَوْناهُمْ إنا اختبرناهم ، يعنى أهل مكة بالإنعام عليهم فكفروا.
كَما بَلَوْنا كما اختبرنا.
أَصْحابَ الْجَنَّةِ يعنى أصحاب جنة من جنان الأرض ، كانت بأرض اليمن.
إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ إذ حلفوا ليقطعن ثمار جنتهم مبكرين.
18 - وَلا يَسْتَثْنُونَ :
أي ولم يذكروا اللّه فيعلقوا الأمر بمشيئته.

(1/5195)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 356
[سورة القلم (68) : الآيات 19 الى 25]
فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ (23)
أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ (25)
19 - فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ :
فَطافَ عَلَيْها فنزل بها.
طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ بلاء شديد من ربك.
وَ هُمْ نائِمُونَ ليلا.
20 - فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ :
فَأَصْبَحَتْ أي الجنة.
كَالصَّرِيمِ كالليل المظلم مما أصابها.
21 - فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ :
فَتَنادَوْا فنادى بعضهم بعضا.
مُصْبِحِينَ عند الصباح.
22 - أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ :
أَنِ اغْدُوا أن بكروا.
عَلى حَرْثِكُمْ مقبلين على حرثكم.
إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ إن كنتم مصرين على قطع الثمار.
23 - فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ :
فَانْطَلَقُوا فاندفعوا.
وَ هُمْ يَتَخافَتُونَ وهم يتسارون.
24 - أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ :
أي ألا يمكنن أحد منكم اليوم مسكينا من دخولها عليكم.
25 - وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ :
وَ غَدَوْا وساروا أول النهار إلى جنتهم.
عَلى حَرْدٍ على قصدهم السيء.
قادِرِينَ فى غاية القدرة على تنفيذه فى زعمهم.

(1/5196)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 357
[سورة القلم (68) : الآيات 26 الى 32]
فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ (28) قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (30)
قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ (31) عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ (32)
26 - فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ :
فَلَمَّا رَأَوْها سوادا محترقة.
قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ أي قد أخطأنا السبيل فما هذه جنتنا.
27 - بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ :
أي بل هى جنتنا ونحن محرومون.
28 - قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ :
قالَ أَوْسَطُهُمْ أعد لهم وأخبرهم.
أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ حين تواصيتم بحرمان المساكين.
لَوْ لا هلا.
تُسَبِّحُونَ تذكرون اللّه فتعدلوا عن نيتكم.
29 - قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ :
سُبْحانَ رَبِّنا تنزه ربنا أن يكون قد ظلمنا بما أصابنا.
إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ بسوء قصدنا.
30 - فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ :
يَتَلاوَمُونَ يلوم كل منهم الآخر.
31 - قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ :
يا وَيْلَنا يا هلاكنا.
طاغِينَ مسرفين فى ظلمنا.
32 - عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ :
أَنْ يُبْدِلَنا أن يعوضنا.
خَيْراً مِنْها من جنتنا.
إِنَّا إِلى رَبِّنا وحده.
راغِبُونَ فى عفوه وتعويضه.

(1/5197)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 358
[سورة القلم (68) : الآيات 33 الى 39]
كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (33) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37)
إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ (39)
33 - كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ :
كَذلِكَ مثل ذلك الذي أصاب الجنة.
الْعَذابُ يكون عذابى الذي أنزله فى الدنيا بمن يستحقه.
34 - إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ :
النَّعِيمِ الخالص.
35 - أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ :
أي أنظلم فى حكمنا فنجعل المسلمين كالكافرين.
36 - ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ :
ما لَكُمْ ما ذا أصابكم.
كَيْفَ تَحْكُمُونَ مثل هذا الحكم الجائر.
37 - أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ :
أَمْ لَكُمْ بل ألكم.
كِتابٌ من اللّه.
فِيهِ تَدْرُسُونَ فيه تقرءون.
38 - إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ :
لَما تَخَيَّرُونَ للذى تتخيرونه.
39 - أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ :
أَمْ لَكُمْ بل ألكم.
أَيْمانٌ عهود.
عَلَيْنا بالِغَةٌ علينا مؤكدة.
إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ باقية إلى يوم القيامة.
إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ إن لكم للذى تحكمون به.

(1/5198)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 359
[سورة القلم (68) : الآيات 40 الى 44]
سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (41) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ (43) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44)
40 - سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ :
سَلْهُمْ أي سل المشركين.
أَيُّهُمْ بِذلِكَ الحكم.
زَعِيمٌ كفيل.
41 - أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ :
أَمْ لَهُمْ بل ألهم.
شُرَكاءُ من يشاركهم ويذهب مذهبهم فى هذا القول.
إِنْ كانُوا صادِقِينَ فى دعواهم.
42 - يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ :
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ يوم يشتد الأمر ويصعب.
وَ يُدْعَوْنَ أي الكفار.
إِلَى السُّجُودِ تعجيز لهم وتوبيخا.
43 - خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ :
خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ منكسرة أبصارهم.
تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ تغشاهم ذلة مرهقة.
وَ قَدْ كانُوا فى الدنيا.
وَ هُمْ سالِمُونَ وهم قادرون.
44 - فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ :
فَذَرْنِي فدعنى يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم.
وَ مَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ بهذا القرآن.
«سنستدرجهم» سندنيهم من العذاب درجة درجة.

(1/5199)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 360
مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ من الجهة التي لا يعلمون أن العذاب يأتى منها.
[سورة القلم (68) : الآيات 45 الى 49]
وَ أُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49)
45 - وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ :
وَ أُمْلِي لَهُمْ وأمهلهم بتأخير العذاب.
إِنَّ كَيْدِي إن تدبيرى.
مَتِينٌ لا يفلت منه أحد.
46 - أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ :
أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً بل أتسألهم أجرا على تبليغ الرسالة.
فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ فهم من غرامة كلفتهم إياها مثقلون.
47 - أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ :
أَمْ عِنْدَهُمُ بل أعندهم.
الْغَيْبُ علم الغيب.
فَهُمْ يَكْتُبُونَ عنه ما يحكمون به.
48 - فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ :
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فاصبر لإمهالهم وتأخير نصرك عليهم.
وَ لا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ هو يونس ، فى العجلة والغضب على قومه.
إِذْ نادى حين نادى ربه.
وَ هُوَ مَكْظُومٌ وهو مملوء غيظا وغضبا ، طالبا تعجيل عذابهم.
49 - لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ :
نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ بقبول توبته.
لَنُبِذَ لطرح.

(1/5200)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 361
بِالْعَراءِ من بطن الحوت بالفضاء.
وَ هُوَ مَذْمُومٌ وهو معاقب بزلته.
[سورة القلم (68) : الآيات 50 الى 52]
فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50) وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَما هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (52)
50 - فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ :
فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فاصطفاه ربه بقبول توبته.
51 - وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ :
لَيُزْلِقُونَكَ ليزيلونك عن مكانك.
بِأَبْصارِهِمْ بنظرهم إليك عداوة وبغضا.
لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ حين سمعوا القرآن.
52 - وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ :
وَ ما هُوَ وما القرآن.
إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ إلا موعظة وحكمة للعالمين.

(1/5201)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 362
69 سورة الحاقة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الحاقة (69) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ (4)
فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (6) سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ (7)
1 - الْحَاقَّةُ :
أي : القيامة الواقعة حقا.
2 - مَا الْحَاقَّةُ :
أي : ما القيامة الواقعة حقا.
3 - وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ :
أي : وأي شىء أدراك حقيقتها ، وصور لك هولها وشدتها.
4 - كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ :
بِالْقارِعَةِ بالقيامة التي تقرع العالمين بأهوالها وشدائدها.
5 - فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ :
بِالطَّاغِيَةِ بالواقعة التي جاوزت الحد فى الشدة.
6 - وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ :
بِرِيحٍ صَرْصَرٍ بريح باردة.
عاتِيَةٍ عنيفة متمردة.
7 - سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ :
سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سلطها عليهم.
حُسُوماً متتابعة لا تنقطع.
فِيها فى مهب الريح.

(1/5202)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 363
صَرْعى موتى.
كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ كأنهم أصول نخل خاوية.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 8 الى 9]
فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (8) وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (9)
8 - فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ :
مِنْ باقِيَةٍ من نفس باقية دون هلاك.
9 - وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ :
وَ مَنْ قَبْلَهُ من الأمم التي كفرت.
وَ الْمُؤْتَفِكاتُ والجماعة المنصرفة عن الحق والفطرة السليمة.
بِالْخاطِئَةِ بالأفعال ذات الخطأ العظيم الفاحش.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 10 الى 12]
فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (10) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (12)
10 - فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً :
فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فعصت كل أمة من هؤلاء رسول ربهم.
فَأَخَذَهُمْ بعقابه.
أَخْذَةً رابِيَةً زائدة فى الشدة.
11 - إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ :
إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ إنا لما جاوز الماء حده وعلا فوق الجبال فى حادث الطوفان.
حَمَلْناكُمْ أي أوصلكم.
فِي الْجارِيَةِ فى السفينة الجارية.
12 - لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ
:
لِنَجْعَلَها
لنجعل الواقعة التي كان فيها نجاة المؤمنين وإغراق الكافرين.
لَكُمْ تَذْكِرَةً
عبرة لكم وعظة.
وَ تَعِيَها
و تحفظها.
أُذُنٌ واعِيَةٌ
كل أذن حافظة لما تسمع.

(1/5203)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 364
[سورة الحاقة (69) : الآيات 13 الى 22]
فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (17)
يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (18) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (22)
13 - فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ :
نَفْخَةٌ واحِدَةٌ هى النفخة الأولى لقيام الساعة.
14 - وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً :
وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ ورفعت الأرض والجبال عن موضعها.
15 - فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ :
وَقَعَتِ الْواقِعَةُ نزلت النازلة.
16 - وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ :
واهِيَةٌ ضعيفة بعد أن كانت محكمة.
17 - وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ :
عَلى أَرْجائِها على جوانبها.
18 - يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ :
تُعْرَضُونَ للحساب.
خافِيَةٌ أي سر كنتم تكتمونه.
19 - فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ :
فَيَقُولُ معلنا عن سروره لمن حوله.
هاؤُمُ اقْرَؤُا خذوا اقرءوا.
20 - إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ :
إِنِّي ظَنَنْتُ إنى أيقنت فى الدنيا.
21 - فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ :
راضِيَةٍ يعمها الرضا.
22 - فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ :
أي رفيعة المكان والدرجات.

(1/5204)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 365
[سورة الحاقة (69) : الآيات 23 الى 29]
قُطُوفُها دانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (26) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (27)
ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (29)
23 - قُطُوفُها دانِيَةٌ :
قُطُوفُها ثمارها.
دانِيَةٌ قريبة التناول.
24 - كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ :
هَنِيئاً لا مكروه فيها ولا أذى منها.
بِما أَسْلَفْتُمْ بما قدمتم من الأعمال الصالحة.
فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ فى أيام الدنيا الماضية.
25 - وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ :
وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَ وأما من أعطى.
فَيَقُولُ ندما وحسرة.
لَمْ أُوتَ لم أعط.
26 - وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ :
وَ لَمْ أَدْرِ ولم أعلم.
ما حِسابِيَهْ ما حسابى.
27 - يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ :
يا لَيْتَها يا ليت الموتة التي متها.
كانَتِ الْقاضِيَةَ كانت الفاصلة فى أمرى فلم أبعث بعدها.
28 - ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ :
ما أَغْنى عَنِّي ما نفعنى.
مالِيَهْ شىء ملكته فى الدنيا.
29 - هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ :
هَلَكَ عَنِّي ذهب عنى.
سُلْطانِيَهْ ما كان لى من قوة.

(1/5205)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 366
[سورة الحاقة (69) : الآيات 30 الى 39]
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (34)
فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (35) وَلا طَعامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (36) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ (37) فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (38) وَما لا تُبْصِرُونَ (39)
30 - خُذُوهُ فَغُلُّوهُ :
خُذُوهُ الخطاب لخزنة جهنم.
فَغُلُّوهُ فاجمعوا يديه إلى عنقه.
31 - ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ :
ثم لا تدخلوه إلا نار الجحيم.
32 - ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ :
ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً أي بالغة الطول.
فَاسْلُكُوهُ فجروه بها.
33 - إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ :
لا يُؤْمِنُ لا يصدق.
34 - وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ :
وَ لا يَحُضُّ ولا يحث.
35 - فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ :
هاهُنا فى الجحيم.
حَمِيمٌ قريب يدفع عنه.
36 - وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ :
إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ إلا من غسالة أهل النار.
37 - لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ :
الْخاطِؤُنَ المذنبون المتعمدون المصرون.
38 - فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ :
بِما تُبْصِرُونَ من المرئيات.
39 - وَما لا تُبْصِرُونَ :

(1/5206)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 367
من عالم الغيب.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 40 الى 47]
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (44)
لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (47)
40 - إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ :
إِنَّهُ أي القرآن.
لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ لمن اللّه على لسان رسول رفيع المكانة.
41 - وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ :
وَ ما هُوَ وما القرآن.
بِقَوْلِ شاعِرٍ كما تزعمون.
قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ قليلا ما يكون منكم إيمان بأن القرآن من عند اللّه.
42 - وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ :
وَ لا بِقَوْلِ كاهِنٍ وما القرآن بسجع كسجع الكهان الذي تعهدون.
قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ قليلا ما يكون منكم تذكر وتأمل للفرق بينهما.
43 - تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ :
تَنْزِيلٌ هو تنزيل.
مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ ممن تعهد العالمين بالخلق.
44 - وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ :
وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا ولو ادعى علينا.
بَعْضَ الْأَقاوِيلِ شيئا لم نقله.
45 - لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ :
أي لأخذنا منه كما يأخذ الآخذ بيمين من جهز عليه للحال.
46 - ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ :
الْوَتِينَ نياط قلبه.
47 - فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ :

(1/5207)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 368
فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مهما بلغت قوته.
عَنْهُ حاجِزِينَ نحجز عقابنا عنه.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 48 الى 52]
وَ إِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)
48 - وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ :
وَ إِنَّهُ وإن القرآن.
لَتَذْكِرَةٌ لعظة.
لِلْمُتَّقِينَ الذين يمتثلون أوامر اللّه ويجتنبون نواهيه.
49 - وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ :
مُكَذِّبِينَ بالقرآن.
50 - وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ :
وَ إِنَّهُ أي القرآن.
لَحَسْرَةٌ لسبب ندامة شديدة.
عَلَى الْكافِرِينَ على الجاحدين به.
51 - وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ :
وَ إِنَّهُ أي القرآن.
لَحَقُّ الْيَقِينِ ثابت لا ريب فيه.
52 - فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ :
أي فنزه باسم ربك العظيم.

(1/5208)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 369
70 سورة المعارج
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المعارج (70) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (6)
1 - سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ :
سَأَلَ سائِلٌ دعا داع استعجالا على سبيل الاستهزاء.
بِعَذابٍ واقِعٍ من اللّه.
2 - لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ :
لِلْكافِرينَ من اللّه.
لَيْسَ لَهُ دافِعٌ أي ليس لهذا العذاب راد يصرفه عنهم.
3 - مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ :
ذِي الْمَعارِجِ ذى العظمة والعلاء ، وقيل : السموات.
4 - تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ :
تَعْرُجُ تصعد.
وَ الرُّوحُ جبريل.
إِلَيْهِ إلى مهبط أمره.
سَنَةٍ من سنى الدنيا.
5 - فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا :
فَاصْبِرْ يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم على استهزائهم واستعجالهم بالعذاب.
صَبْراً جَمِيلًا لا جزع فيه.
6 - إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً :
إِنَّهُمْ أي الكافرين.

(1/5209)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 370
يَرَوْنَهُ أي يوم القيامة.
بَعِيداً مستحيلا لا يقع.
[سورة المعارج (70) : الآيات 7 الى 9]
وَ نَراهُ قَرِيباً (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (9)
7 - وَنَراهُ قَرِيباً :
قَرِيباً أي هينا فى قدرتنا غير متعذر علينا.
8 - يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ :
كَالْمُهْلِ كالفضة المذابة.
9 - وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ :
كَالْعِهْنِ كالصوف المصبوغ المنفوش.
[سورة المعارج (70) : الآيات 10 الى 13]
وَ لا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13)
10 - وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً :
أي : ولا يسأل قريب قريبا عن أمره ، إذ كل منهما مشغول بشأنه.
11 - يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ :
يُبَصَّرُونَهُمْ يتعارفون بينهم حتى يعرف بعضهم بعضا ، وهو مع ذلك لا يسأله.
يَوَدُّ الْمُجْرِمُ يود الكافر.
لَوْ يَفْتَدِي لو يفدى نفسه.
مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ من عذاب يوم القيامة.
12 - وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ :
وَ صاحِبَتِهِ وزوجته.
13 - وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ :
وَ فَصِيلَتِهِ وعشيرته.
الَّتِي تُؤْوِيهِ التي تضمه وينتمى إليها.

(1/5210)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 371
[سورة المعارج (70) : الآيات 14 الى 20]
وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلاَّ إِنَّها لَظى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعى (18)
إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20)
14 - وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ :
ثُمَّ يُنْجِيهِ هذا الفداء.
15 - كَلَّا إِنَّها لَظى :
كَلَّا ردع.
إِنَّها أي النار.
لَظى لهب خالص.
16 - نَزَّاعَةً لِلشَّوى :
نَزَّاعَةً شديدة النزع.
لِلشَّوى لليدين والرجلين وسائر الأطراف.
17 - تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى :
تَدْعُوا تنادى.
مَنْ أَدْبَرَ من أعرض عن الحق.
وَ تَوَلَّى وترك الطاعة.
18 - وَجَمَعَ فَأَوْعى :
وَ جَمَعَ المال.
فَأَوْعى وجعله فى وعائه - خزائنه - ومنع حق اللّه تعالى.
19 - إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً :
خُلِقَ طبع.
هَلُوعاً شديد الهلع والفزع.
20 - إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً :
الشَّرُّ المكروه والعسر.
جَزُوعاً شديد الجزع.

(1/5211)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 372
[سورة المعارج (70) : الآيات 21 الى 30]
وَ إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)
وَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)
21 - وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً
:
الْخَيْرُ اليسر.
مَنُوعاً شديد المنع.
22 - إِلَّا الْمُصَلِّينَ :
أي المقيمين للصلاة.
23 - الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ :
دائِمُونَ لا يتركونها فى وقت من الأوقات.
24 - وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ :
حَقٌّ مَعْلُومٌ معين مشروع.
25 - لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ :
لِلسَّائِلِ لمن يسألهم المعونة.
وَ الْمَحْرُومِ لمن يتعفف عن سؤالهم.
26 - وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ :
بِيَوْمِ الدِّينِ بيوم الجزاء فيتزودون له.
27 - وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ :
مُشْفِقُونَ خائفون فيتقونه لا يقعون فى أسبابه.
28 - إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ :
غَيْرُ مَأْمُونٍ لأحد أن يقع فيه.
29 - وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ :
لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ فلا تغلبهم شهواتها.
30 - إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ :
أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ يعنى إماءهم.

(1/5212)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 373
غَيْرُ مَلُومِينَ فى تركها على طبيعتها.
[سورة المعارج (70) : الآيات 31 الى 37]
فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (34) أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)
فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (37)
31 - فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ :
فَمَنِ ابْتَغى فمن طلب متاعا.
وَراءَ ذلِكَ وراء الزوجات والإماء.
العادُونَ المتجاوزون الحلال إلى الحرام.
32 - وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ :
لِأَماناتِهِمْ أمانات الشرع وأمانات العبادات وما التزموه للّه والناس.
راعُونَ حافظون غير خائنين ولا ناقضين.
33 - وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ :
قائِمُونَ بالحق غير كاتمين لما يعلمون.
34 - وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ :
يُحافِظُونَ يؤدونها على أكمل وجه.
35 - أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ :
أُولئِكَ أصحاب هذه الصفات.
مُكْرَمُونَ من اللّه تعالى.
36 - فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ :
فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا أي فما بال الذين كفروا.
قِبَلَكَ إلى جهتك.
مُهْطِعِينَ مسرعين.
37 - عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ :
عَنِ الْيَمِينِ عن يمينك.

(1/5213)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 374
وَ عَنِ الشِّمالِ وعن شمالك.
عِزِينَ جماعات.
[سورة المعارج (70) : الآيات 38 الى 43]
أَ يَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (40) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42)
يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)
38 - أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ :
أَ يَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ وقد سمع وعد اللّه ورسوله للمؤمنين بالجنة.
أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ أن يدخله اللّه جنة نعيم.
39 - كَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ :
كَلَّا للردع ، أي فليرتدعوا.
مِمَّا يَعْلَمُونَ من ماء مهين.
40 - فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ :
إِنَّا لَقادِرُونَ غير عاجزين.
41 - عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ :
عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ على أن نأتى بمن هم أطوع منهم للّه.
بِمَسْبُوقِينَ أي لا يفوتنا شىء ولا يعجزنا أمر نريده.
42 - فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ :
فَذَرْهُمْ فاتركهم.
يَخُوضُوا فى باطلهم.
وَ يَلْعَبُوا بدنياهم.
يُوعَدُونَ فيه العذاب.
43 - يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ :
مِنَ الْأَجْداثِ من القبور.
سِراعاً إلى الداعي.

(1/5214)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 375
إِلى نُصُبٍ إلى ما كانوا قد نصبوه وعبدوه فى الدنيا من دون اللّه.
يُوفِضُونَ يسرعون.
[سورة المعارج (70) : آية 44]
خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (44)
44 - خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ :
خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ ذليلة أبصارهم لا يستطيعون رفعها.
تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ تغشاهم الحقارة والمهانة.
ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ به فى الدنيا وهم يكذبون.

(1/5215)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 376
71 سورة نوح
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة نوح (71) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (1) قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)
قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً (5)
1 - إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ :
أَلِيمٌ شديد الإيلام.
2 - قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ :
مُبِينٌ أبين لكم رسالة ربى بلغة تعرفونها.
3 - أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ :
أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ أن أطيعوا اللّه واخضعوا له فى أداء الواجبات.
وَ اتَّقُوهُ وخافوه بترك المحظورات.
وَ أَطِيعُونِ فيما أنصح لكم به.
4 - يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ :
وَ يُؤَخِّرْكُمْ ويمد فى أعماركم.
إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى جعله غاية الطول فى العمر.
إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ أي الموت.
لا يُؤَخَّرُ أبدا.
لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ما يحل بكم من الندامة عند انقضاء أجلكم لآمنتم.
5 - قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهاراً :
دَعَوْتُ قَوْمِي إلى الإيمان.
لَيْلًا وَنَهاراً بلا فتور.

(1/5216)


=

=

=

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جلد 3. الحيوان للجاحظ /الجزء الثالث

  الجزء الثالث بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة استنشاط القارئ ببعض الهزل وإن كنَّا قد أمَلْلناك بالجِدِّ وبالاحتجاجاتِ الصحيحة والم...