كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس


مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 مايو 2022

مجلد 18.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور من ( عربض )الي ( مرط )

 

18.

مجلد 18.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور  

  ( عربض ) العِرَبْضُ كالهِزَبْر الضخْمُ فأَما أَبو عبيدة فقال العَريضُ كأَنه من الضَّخَمِ والعِرَبْضُ والعِرْباضُ البعيرُ القَوِيُّ العَرِيضُ الكَلْكَلِ الغليظُ الشديدُ الضخْمُ قال الشاعر أَلْقَى عليها كَلْكَلاً عِرَبْضا وقال إِنَّ لَنا هَوَّاسَةً عِرَبْضا وأَسَدٌ عِرْباضٌ رَحْبُ الكَلْكَلِ

( عرمض ) العَرْمَضُ والعِرْماضُ الطُّحْلُبُ قال اللحياني وهو الأَخضر مثل الخِطْمِيّ يكون على الماء قال وقيل العَرْمَضُ الخُضْرَةُ على الماء والطُّحْلُبُ الذي يكون كأَنه نسج العنكبوت الأَزهري العرمض رخو أَخضر كالصوف في الماء المزمن وأَظنهه نباتاً قال أَبو زيد الماء المُعَرْمِضُ والمُطَحْلِبُ واحد ويقال لهما ثَوْرُ الماء وهو الأَخضر الذي يخرج من أَسفل الماء حتى يكون فوق الماء قال الأَزهري العَرْمَضُ الغَلْفَقُ الأَخضرُ الذي يَتَغَشَّى الماء فإِذا كان في جوانبه فهو الطُّحْلُب يقال ماءٌ مُعَرْمِضٌ قال امرؤ القيس تَيَمَّمَتِ العَينَ التي عندَ ضارِجٍ يَفيءُ عليها الظِّلُّ عَرْمَضُها طامي وعَرْمَضَ الماءُ عَرْمَضَةً وعِرْماضاً علاه العرمض عن اللحياني والعَرْمَضُ والعِرْمِض الأَخيرة عن الهجري من شجر العِضاهِ لها شوك أَمثال مَناقِير الطير وهو أَصلبها عِيداناً والعَرْمَضُ أَيضاً صغار السَّدْرِ والأَراك عن أَبي حنيفة وأَنشد بالرّاقِصاتِ على الكَلالِ عَشِيَّةً تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ الأَزهري يقال لصغار الأَراك عَرْمَضٌ والعَرْمَضُ السِّدْر صِغاره وصغار العِضاه عَرمض

( عضض ) العَضُّ الشدُّ بالأَسنان على الشيء وكذلك عَضّ الحيَّة ولا يقال للعَقْرَب لأَن لَدْغَها إِنما هو بِزُباناها وشَوْلَتِها وقد عَضِضْتُه أَعَضُّه وعَضِضْتُ عليه عَضّاً وعِضاضاً وعَضِيضاً وعَضَّضْتُه تميمة ولم يسمع لها بآتٍ على لغتهم والأَمر منه عَضَّ واعْضَضْ وفي حديث العِرْباض وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ هذا مثل في شدّة الاستماك بأَمر الدين لأَن العَضَّ بالنواجذ عَضٌّ بجميع الفم والأَسنان وهي أَواخِرُ الأَسنان وقيل هي التي بعد الأَنياب وحكى الجوهري عن ابن السكيت عضضت باللقمة فأَنا أَعَضُّ وقال أََبو عبيدة عَضَضْتُ بالفتح لغة في الرِّبابِ قال ابن بري هذا تصحيف على ابن السكيت والذي ذكره ابن السكيت في كتاب الإِصلاح غَصِصْتُ باللقمة فأَنا أَغَصُّ بها غَصَصاً قال أَبو عبيدة وغَصَصْتُ لغة في الرِّبابِ بالصاد المهملة لا بالضاد المعجمة ويقال عَضَّه وعَضَّ به وعَضَّ عليه وهما يَتعاضّانِ إِذا عَضَّ كل واحد منهما صاحبه وكذلك المُعاضَّةُ والعِضاضُ وأَعْضَضْتُه سيفي ضربته به وما لنا في هذا الأَمر مَعَضٌّ أَي مُسْتَمْسَكٌ والعَضُّ باللسان أَنْ يَتَناوَلَه بما لا ينبغي والفعلُ كالفعلِ وكذلك المصدر ودابةٌ ذاتُ عَضِيضٍ وعِضاضٍ قال سيبويه العِضاضُ اسم كالسِّبابِ ليس على فَعَلَه فَعْلاً وفرَسٌ عَضُوضٌ أَي يَعَضُّ وكلب عَضوض وناقة عَضوض بغير هاء ويقال بَرِئْتُ إِليك من العِضاضِ والعَضِيضِ إِذا باع دابَّة وبَرِئَ إِلى مشتريها من عَضِّها الناسَ والعُيُوبُ تجيءُ على فِعال بكسر الفاء وأَعْضَضْتُه الشيءَ فَعَضَّه وفي الحديث من تَعَزَّى بِعَزاءِ الجاهلية فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبيه ولا تَكْنُوا أَي قُولوا له اعْضَضْ بأَيْرِ أَبيك ولا تكنوا عن الأَير بالهن تنكيلاً وتأْديباً لمن دعَا دَعْوى الجاهلية ومنه الحديث أَيضاً من اتَّصَلَ فأَعِضُّوه أَي من انتسَب نِسْبَةَ الجاهلية وقال يا لفلان وفي حديث أُبَيّ أَنه أَعَضَّ إِنساناً اتّصَل وقال أَبو جهل لعتبة يوم بدر واللّه لو غَيْرُك يقول هذا لأَعْضَضْتُه وقال الأَعْشى عَضَّ بما أَبْقَى المَواسِي له من أُمِّه في الزَّمَنِ الغابِرِ وما ذاقَ عَضاضاً أَي ما يُعَضُّ عليه ويقال ما عندنا أَكالٌ ولا عَضاضٌ وقال كأَنَّ تَحْتي بازِياً رَكَّاضا أَخْدَرَ خَمْساً لم يَذُقْ عَضاضا أَخْدَرَ أَقامَ خَمْساً في خِدْره يريد أَن هذا البازي أَقام في وَكْره خمس ليال مع أَيامهن لم يذق طعاماً ثم خرج بعد ذلك يطلب الصيد وهو قَرِمٌ إِلى اللحم شديد الطيران فشبه ناقته به وقال ابن بزرج ما أَتانا من عَضاضٍ وعَضُوضٍ ومَعْضُوضٍ أَي ما أَتانا شيءٌ نَعَضُّه قال وإِذا كان القوم لا بنين لهم فلا عليهم أَن يَرَوْا عَضاضاً وعَضَّ الرجلُ بصاحِبه يَعَضُّه عَضّاً لَزِمَه ولَزِقَ به وفي حديث يعلى يَنْطَلِقُ أَحدكم إِلى أَخيه فَيَعَضُّه كَعَضِيضِ الفَحْلِ أَصل العَضِيضِ اللزوم وقال ابن الأَثير في النهاية المراد به ههنا العَضُّ نفسه لأَنه بعضه له يلزمه وعَضَّ الثِّقافُ بأَنابِيبِ الرُّمْحِ عَضّاً وعَضَّ عليها لَزِمَها وهو مَثَلٌ بما تقدَّمَ لأَن حقيقة هذا الباب اللزوم واللزوق وأَعَضَّ الرُّمْحَ الثِّقافَ أَلزمه إِيّاه وأَعَضَّ الحَجَّامُ المِحْجَمةَ قفاه أَلزمها إِيّاه عن اللحياني وفلان عِضُّ فلان وعَضِيضُه أَي قِرْنُه ورجل عِضٌّ مُصْلِحٌ لِمَعِيشته وماله ولازم له حَسَنُ القِيامِ عليه وعَضِضْتُ بمالي عُضُوضاً وعَضاضةً لَزِمْتُه ويقال إِنه لَعِضُّ مال وفلان عِضُّ سفَر قويٌّ عليه وعِضُّ قتال وأَنشد الأَصمعي لم نُبْقِ من بَغْيِ الأَعادي عِضّا والعَضُوضُ من أَسماء الدَّواهي وفي التهذيب العَضْعَضُ العِضُّ الشديد ومنهم من قَيَّدَهُ من الرجال والضَّعْضَعُ الضعيفُ والعِضُّ الداهِيةُ وقد عَضِضْتَ يا رجل أَي صِرْتَ عِضّاً قال القطامي أَحادِيثُ مِن أَنباءِ عادٍ وجُرْهُمٍ يُثَوِّرُها العِضّانِ زَيْدٌ ودَغْفَلُ يريد بالعِضِّينِ زيد بن الكَيِّسِ النُّمَيْري ودَغْفَلاً النسَّابةَ وكانا عالمي العرب بأَنسابها وأَيامها وحِكَمِها قال ابن بري وشاهد العِضِّ أَيضاً قول نجاد الخيبري فَجَّعَهُمْ باللَّبَنِ العَكَرْكَرِ عِضٌّ لَئِيمُ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ والعِضُّ أَيضاً السَّيءُ الخُلُق قال ولم أَكُ عِضّاً في النَّدامى مُلَوَّما والجمع أَعضاضٌ والعِضُّ بكسر العين العِضاهُ وأَعَضَّتِ الأَرضُ وأَرضٌ مُعِضَّة كثيرة العِضاهِ وقومٌ مُعِضُّونَ تَرْعَى إِبلهم العِضَّ والعُضُّ بضم العين النوى المَرْضُوخُ والكُسْبُ تُعْلَفُه الإِبل وهو عَلَف أَهل الأَمصار قال الأَعشى من سَراة الهِجانِ صَلَّبَها العُ ض ورَعْيُ الحِمَى وطولُ الحِيالِ العُضُّ عَلَفُ أَهل الأَمصار مثل القَتِّ والنوى وقال أََبو حنيفة العُضُّ العجينُ الذي تعلفه الإِبل وهو أَيضاً الشجر الغليظ الذي يبقى في الأَرض قال والعَضاضُ كالعُضِّ والعَضاضُ أَيضاً ما غَلُظَ من النبت وعَسا وأَغَضَّ القومُ أَكَلَتْ إِبلهم العُضَّ أَو العَضاضَ وأَنشد أَقولُ وأَهْلي مُؤْرِكُونَ وأَهْلُها مُعِضُّونَ إِن سارَتْ فكيفَ أَسيرُ ؟ وقال مرة في تفسير هذا البيت عند ذكر بعض أَوصاف العِضاه إِبل مُعِضَّةٌ تَرْعَى العِضاهَ فجعلها إِذ كان من الشجر لا من العُشْبِ بمنزلة المعلوفة في أَهلها النَّوَى وشبهه وذلك أَن العُضَّ هو علَف الرِّيفِ من النوى والقَتِّ وما أَشبه ذلك ولا يجوز أَن يقال من العِضاه مُعِضٌّ إِلا على هذا التأْويل والمُعِضُّ الذي تأْكل إِبله العُضَّ والمُؤْرِكُ الذي تأْكل إِبله الأَراكَ والحَمْضَ والأَراكُ من الحَمْضِ قال ابن سيده قال المتعقب غَلِطَ أَبو حنيفة في الذي قاله وأَساءَ تخريج وجه كلام الشاعر لأَنه قال إِذا رعى القوم العِضاه قيل القوم مُعِضُّونَ فما لذكره العُضّ وهو علف الأَمصار مع قول الرجل العِضاه وأَين سُهَيْلٌ من الفَرْقَدِ وقوله لا يجوز أَن يقال من العِضاه مُعِضٌّ إِلا على هذا التأْويل شرط غير مقبول منه لأَنَّ ثَمَّ شيئاً غَيَّره عليه قبل ونحن نذكره إِن شاء اللّه تعالى وفي الصحاح بعير عُضاضِيٌّ أَي سمين منسوب إِلى أَكل العُضِّ قال ابن بري وقد أَنكر عليُّ بنُ حمزة أَن يكون العُضُّ النوى لقول امرئ القيس تَقْدُمُه نَهْدَةٌ سَبُوحٌ صَلَّبَها العُضُّ والحِيالُ قال أَبو زيد في أَول كتاب الكلإِ والشجر العضاه اسم يقع على شجر من شجر الشوك له أََسماء مختلفة يجمعها العضاه واحدتها عِضاهةٌ وإِنما العِضاه الخالص منه ما عظم واشتد شوكه وما صغر من شجر الشوك فإِنه يقال له العِضُّ والشِّرْسُ وإِذا اجتمَعَت جموع ذلك فما له شوك من صغاره عِضٌّ وشِرْسٌ ولا يُدْعَيانِ عِضاهاً فمن العِضاه السَّمُرُ والعُرْفُطُ والسَّيالُ والقَرَظُ والقَتادُ الأَعظم والكَنَهْبَلُ والعَوْسَجُ والسِّدْرُ والغافُ والغَرَبُ فهذه عِضاهٌ أَجمع ومن عِضاهِ القِياسِ وليس بالعضاه الخالص الشَّوْحَطُ والنَّبْعُ والشِّرْيانُ والسَّراءُ والنَّشَمُ والعُجْرُمُ والتَّأْلَبُ والغَرَفُ فهذه تدعى كلُّها عِضاهَ القِياسِ يعني القِسيَّ وليست بالعضاه الخالص ولا بالعِضِّ ومن العِضِّ والشَّرْسِ القَتادُ الأَصغر وهي التي ثمرتها نُفّاخةٌ كَنُفّاخةِ العُشَرِ إِذا حركت انفقأَت ومنها الشُّبْرُمُ والشِّبْرِقُ والحاجُ واللَّصَفُ والكَلْبةُ والعِتْرُ والتُّغْرُ فهذه عِضٌّ وليست بعضاه ومن شجر الشوك الذي ليس بِعضٍّ ولا عضاه الشُّكاعَى والحُلاوَى والحاذُ والكُبُّ والسُّلَّحُ وفي النوادر هذا بلدُ عِضٍّ وأَعضاضٍ وعَضاضٍ أَي شجر ذي شوك قال ابن السكيت في المنطق بعير عاضٌّ إِذا كان يأْكل العِضَّ وهو في معنى عَضِهٍ وعلى هذا التفصيل قول من قال مُعِضُّونَ يكون من العِضِّ الذي هو نفس العِضاه وتصح روايته والعَضُوضُ من الآبارِ الشاقَّةُ على الساقي في العمل وقيل هي البعِيدةُ القعرِ الضَّيِّقةُ أَنشد أَوْرَدَها سَعْدٌ عليَّ مُخْمِسا بِئْراً عَضُوضاً وشِناناً يُبَّسا والعرب تقول بِئْرٌ عَضُوضٌ وماءٌ عَضُوضٌ إِذا كان بعيدَ القعر يستقى منه بالسانِيةِ وقال أَبو عمرو البئرُ العَضُوضُ هي الكثيرة الماء قال وهي العَضِيضُ في نوادره ومِياهُ بني تميم عُضُضٌ وما كانت البئر عَضُوضاً ولقد أَعَضَّتْ وما كانت جُدّاً ولقد أَجَدَّتْ وما كانت جَرُوراً ولقد أَجَرَّتْ والعُضَّاضُ ما بين رَوْثةِ الأَنف إِلى أَصله وفي التهذيب عِرْنِينُ الأَنف قال لمَّا رأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفَّا أَعْدَمْتُه عُضَّاضَه والكَفَّا وقال ابن بري قال أَبو عُمَر الزاهد العُضاضُ بالضم الأَنف وقال ابن دريد الغُضاضُ بالغين المعجمة وقال أَبو عمرو العُضَّاضُ بالضم والتشديد الأَنف وأَنشد لعياض بن درة وأَلْجَمَه فأْسَ الهَوانِ فلاكَه فأَعْضَى على عُضّاضِ أَنْفٍ مُصَلَّمِ قال الفراء العُضاضِيُّ الرجل الناعم اللَّيِّنُ مأْخوذ من العُضاضِ وهو ما لانَ من الأَنف وزَمَنٌ عَضُوضٌ أَي كَلِبٌ قال ابن بري عَضَّه القَتَبُ وعَضَّه الدهْرُ والحرْبُ وهي عَضوض وهو مستعار من عَضِّ الناب قال المخبّل السعدي لَعَمْرُ أَبيكَ لا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ على الحِدْثانِ خَيْراً من بَغِيضِ غَداةَ جَنَى عليّ بَنيَّ حَرْباً وكيفَ يَدايَ بالحرْبِ العَضُوضِ ؟ وأَنشد ابن بري لعبد اللّه بن الحجاج وإِنِّي ذو غِنىً وكَرِيمُ قَوْمٍ وفي الأَكْفاءِ ذو وَجْهٍ عَرِيضِ غَلَبْتُ بني أَبي العاصِي سَماحاً وفي الحرْبِ المُنَكَّرَةِ العَضُوضِ ومُلْكٌ عَضُوضٌ شديدٌ فيه عَسْفٌ وعَنْفٌ وفي الحديث ثم يكون مُلْكٌ عَضُوضٌ أَي يُصيبُ الرَّعِيَّةَ فيه عسف وظلم كأَنهم
( * قوله « كأَنهم إلخ » كذا بالأصل وأصل النسخة التي بأيدينا من النهاية ثم أصلحت كأنه يعضهم عضاً ) يُعَضُّونَ فيه عَضّاً والعَضُوضُ من أَبْنِيةِ المُبالغَةِ وفي رواية ثم يكون مُلوك عُضُوضٌ وهو جمع عِضٍّ بالكسر وهو الخَبِيثُ الشَّرِسُ وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه وسَتَرَوْنَ بعدي مُلْكاً عَضُوضاً وقوْسٌ عَضُوضٌ إِذا لَزِقَ وترُها بِكَبدِها وامرأَة عَضوض لا يَنْفُذ فيها الذكَر من ضِيقها وفلان يُعَضِّضُ شفتيه أَي يَعَضُّ ويُكْثِرُ ذلك من الغضَب وفلان عِضاضُ عَيْشٍ أَي صَبُورٌ على الشدة وعاضَّ القومُ العَيْشَ منذُ العامِ فاشتد عِضاضُهم أَي اشتدَّ عَيْشُهم وغَلَقٌ عِضٌّ لا يكادُ يَنْفَتِحُ والتَّعْضُوضُ ضرب من التمر شديد الحلاوة تاؤُه زائدة مفتوحة واحدته تَعْضُوضةٌ وفي التهذيب تمر أَسود التاء فيه ليست بأَصلية وفي الحديث أَن وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ قَدِموا على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فكان فيما أَهْدَوْا له قُرُبٌ من تَعْضُوض وأَنشد الرياشي في صفة نخل أَسْوَد كاللَّيْلِ تَدَجَّى أَخْضَرُهْ مُخالِط تَعْضُوضه وعُمُرُهْ بَرْنِيَّ عَيْدانٍ قَلِيلٍ قِشَرُهْ العُمُر نخل السُّكَّر قال أَبو منصور وما أَكلت تمراً أَحْمَتَ حَلاوةً من التَّعْضُوضِ ومعدنه بهجر وقُراها وفي الحديث أَيضاً أَهْدَتْ لنا نَوْطاً من التعضوض وقال أَبو حنيفة التَّعْضُوضةُ تمرة طَحْلاءُ كبيرة رطْبة صَقِرةٌ لذيذة من جَيِّد التمر وشَهِيِّه وفي حديث عبد الملك بن عمير واللّه لتَعْضُوضٌ كأَنه أَخفاف الرِّباع أَطيب من هذا

( علض ) عَلَضَ الشيءَ يَعْلِضُه عَلْضاً حرَّكه ليَنْزِعَه نحو الوتد وما أَشْبهه والعِلَّوْضُ ابنُ آوَى بلغة حمير

( علهض ) الأَزهري قال الليث عَلْهَضْتُ رأْس القارورةِ إِذا عالَجْتَ صِمامَها لِتَسْتَخْرِجَه قال وعَلْهَضْتُ العين عَلْهَضَةً إِذا استخرجتها من الرأْس وعلهضتُ الرجل إِذا عالَجْتَه عِلاجاً شديداً قال وعلهضتُ منه شيئاً إِذا نِلْتَ منه شيئاً قال الأَزهري علهضت رأَيته في نسخ كثيرة من كتاب العين مقيداً بالضاد والصواب عندي الصاد وروي عن ابن الأَعرابي قال العِلْهاصُ صِمامُ القارورةِ قال وفي نوادر اللحياني عَلْهَصَ القارورةَ بالصاد أَيضاً إِذا استخرج صمامها وقال شجاع الكلابي فيما روى عنه عرّام وغيره العَلْهَصَة والعَلْفَصَة والعَرْعَرَةُ في الرأْي والأَمر وهو يُعَلْهِصُهم ويُعَنِّفُ بهم ويَقْسِرُهم وقال ابن دريد في كتابه رجل عُلاهِضٌ جُرافِضٌ جُرامِضٌ وهو الثقيل الوَخِمُ قال الأَزهري قوله رجل علاهض منكر وما أَراه محفوظاً وقال ابن سيده عَضْهَلَ القارورة وعَلْهضَها صَمَّ رأْسَها قال وعَلْهَضَ الرجلَ عالَجه عِلاجاً شديداً وأَدارَه وعَلْهَضْتُ الشيءَ إِذا عالجته لتَنزِعَه نحو الوَتِدِ وما أَشبهه

( عوض ) العِوَضُ البَدَلُ قال ابن سيده وبينهما فَرْقٌ لا يليق ذكره في هذا المكان والجمع أَعْواضٌ عاضَه منه وبه والعَوْضُ مصدر قولك عاضَه عَوْضاً وعِياضاً ومَعُوضةً وعَوَّضَه وأَعاضَه عن ابن جني وعاوَضَه والاسم المَعُوضةُ وفي حديث أَبي هريرة فلما أَحل اللّه ذلك للمسلمين يعني الجزية عرفوا أَنه قد عاضَهم أَفضل مما خافُوا تقول عُضْتُ فلاناً وأَعَضْتُه وعَوَّضْتُه إِذا أَعطيته بدل ما ذهب منه وقد تكرر في الحديث والمستقبل التعويض
( * قوله « والمستقبل التعويض » كذا بالأصل )
وتَعَوَّضَ منه واعْتاضَ أَخذ العِوَضَ واعْتاضَه منه واسْتَعاضَه وتَعَوَّضَه كلُّه سأَلَه العِوَضَ وتقول اعْتاضَني فلان إِذا جاء طالباً للعوض والصِّلة واستعاضني كذلك وأَنشد نِعْمَ الفَتى ومَرْغَبُ المُعْتاضِ واللّهُ يَجْزِي القَِرِْضَ بالاقْراضِ وعاضَه أَصاب منه العِوَضَ وعُضْتُ أَصَبْتُ عِوَضاً قال أَبو محمد الفقعسي هل لكِ والعارِضُ مِنْكِ عائِضُ في هَجْمةٍ يُسْئِرُ منها القابِضُ ؟ ويروى في مائة ويروى يُغْدِرُ أَي يُخَلِّفُ يقال غَدَرَتِ الناقةُ إِذا تَخَلَّفَتْ عن الإِبل وأَغْدَرَها الراعي والقابض السائق الشديد السوق قال الأَزهري أَي هل لك في العارِضِ منك على الفضل في مائة يُسْئِرُ منها القابض ؟ قال هذا رجل خطب امرأَة فقال أُعطيك مائة من الإِبل يَدَعُ منها الذي يقبضها من كثرتها يدع بعضها فلا يطيق شَلَّها وأَنا مُعارِضُك أُعطي الإِبل وآخُذُ نفسَكِ فأَنا عائض أَي قد صار العوض منك كله لي قال الأَزهري قوله عائض من عِضْتُ أَي أَخذت عوضاً قال لم أَسمعه لغير الليث وعائضٌ من عاضَ يَعوض إِذا أَعطى والمعنى هل لك في هجمة أَتزوّجك عليها والعارضُ منكِ المُعْطي عِوَضاً عائِضٌ أَي مُعَوِّضٌ عِوَضاً تَرْضَيْنَه وهو الهجمة من الإِبل وقيل عائض في هذا البيت فاعل بمعنى مفعول مثل عيشة راضِية بمعنى مَرْضِيَّة وتقول عَوَّضْتُه من هِبَتِه خيراً وعاوَضْتُ فلاناً بعوض في المبيع والأَخذ والإِعطاء تقول اعْتَضْتُه كما تقول أَعطيته وتقول تعاوَضَ القومُ تعاوُضاً أَي ثابَ مالُهم وحالُهم بعد قِلَّةٍ وعَوْض يبنى على الحركات الثلاث الدَّهْر معرفة علم بغير تنوين والنصب أَكثر وأَفشَى وقال الأَزهري تفتح وتضم ولم يذكر الحركة الثالثة وحكي عن الكسائي عوضُ بضم الضاد غير منون دَهْرٌ قال الجوهري عَوْضُ معناه الأَبد وهو للمستقبل من الزمان كما أَنَّ قَطّ للماضي من الزمان لأَنك تقول عوض لا أُفارقك تريد لا أُفارقك أَبداً كما تقول قطّ ما فارقتك ولا يجوز أَن تقول عوض ما فارقتك كما لا يجوز أَن تقول قطّ ما أُفارقك قال ابن كيسان قط وعوض حرفان مبنيان على الضم قط لما مضى من الزمان وعوض لما يستقبل تقول ما رأَيته قطّ يا فتى ولا أُكلمك عوض يا فتى وأَنشد الأَعشى رحمه اللّه تعالى رضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تَحالَفا بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضَ لا نَتَفرَّقُ أَي لا نتفرق أَبدأً وقيل هو بمعنى قَسَم يقال عَوْض لا أَفْعَله يحلف بالدهر والزمان وقال أَبو زيد عوض في بيت الأَعشى أَي أَبداً قال وأَراد بأَسْحَمَ داجٍ الليل وقيل أَراد بأَسْحم داج سواد حَلَمَةِ ثدي أُمه وقيل أَراد بالأَسحم هنا الرَّحِمَ وقيل سواد الحلمة يقول هو والنَّدَى رضَعا من ثدي واحد وقال ابن الكلبي عَوْض في بيت الأَعشى اسم صنم كان لبكر بن وائل وأَنشد لرُشَيْدِ بن رُمَيْضٍ العنزي حَلَفْتُ بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ وأَنْصابٍ تُرِكْنَ لدَى السَّعِيرِ قال والسعِيرُ اسم صنم لعنزةَ خاصَّة وقيل عوض كلمة تجري مجرى اليمين ومن كلامهم لا أَفْعَلُهُ عَوْضَ العائضينَ ولا دَهْرَ الدَّاهِرينَ أَي لا أَفعله أَبداً قال ويقال ما رأَيت مثله عَوْض أَي لم أَرَ مثله قَط وأَنشد فَلَمْ أَرَ عاماً عَوْضُ أَكْثَرَ هالِكاً ووَجْهَ غُلامٍ يُشْتَرَى وغُلامَهْ ويقال عاهَدَه أَن لا يُفارِقَه عَوْضُ أَي أَبداً ويقول الرجل لصاحبه عوض لا يكون ذلك أَبداً فلو كان عوض اسماً للزمان إِذاً لجرى بالتنوين ولكنه حرف يراد به القسم كما أَن أَجَلْ ونحوها مما لم يتمكن في التصريف حُمِلَ على غير الإِعراب وقولهم لا أَفعلُه من ذي عوضِ أَي أَبداً كما تقول من ذي قبْلُ ومن ذي أُنُفٍ أَي فيما يُسْتَقْبَلُ أَضاف الدهر إِلى نفسه قال ابن جني ينبغي أَن تعلم أَنَّ العِوَضَ من لفظ عَوْضُ الذي هو الدهر ومعناه أَن الدهر إِنما هو مرور النهار والليل والتقاؤُهما وتَصَرُّمُ أَجزائهما وكلَّما مضَى جزء منه خلفه جزء آخر يكون عوَضاً منه فالوقت الكائن الثاني غير الوقت الماضي الأَوّل قال فلهذا كان العِوَضُ أَشدّ مخالفة للمُعَوَّضِ منه من البدل قال ابن بري شاهد عوضُ بالضم قول جابر بن رَأْلانَ السِّنْبسِيّ يَرْضَى الخَلِيطُ ويَرْضَى الجارُ مَنْزِلَه ولا يُرَى عَوْضُ صَلْدا يَرْصُدُ العَلَلا قال وهذا البيت مع غيره في الحماسة وعَوْضُ صنم وبنو عَوْضٍ قبيلة وعياضٌ اسم رجل وكله راجع إِلى معنى العِوَضِ الذي هو الخلَفُ قال ابن جني في عياض اسم رجل إِنما أَصله مصدر عُضْتُه أَي أَعطيته وقال ابن بري في ترجمة عوص عَوْصٌ قبيلة وعَوْضٌ بالضاد قبيلة من العرب قال تأَبط شرّاً ولَمَّا سَمِعْتُ العَوْضَ تَدْعُو تَنَفَّرَتْ عَصافِيرُ رأْسي مِنْ نَوىً وتَوانِيا

( غبض ) الليث التَّغْبِيضُ أَن يريد الإِنسان البكاء فلا تُجِيبُه العين قال أَبو منصور وهذا حرف لم أَجده لغيره قال وأَرجو أَن يكون صحيحاً

( غرض ) الغَرْضُ حِزامُ الرَّحْلِ والغُرْضةُ كالغَرْضِ والجمع غُرْضٌ مثل بُسْرةٍ وبُسْرٍ وغُرُضٌ مثل كُتُبٍ والغُرْضةُ بالضم التَّصْدِيرُ وهو للرحْل بمنزلة الحِزامِ للسَّرْج والبِطانِ وقيل الغَرْضُ البِطانُ للقَتَبِ والجمع غُرُوضٌ مثل فَلْسٍ وفُلُوسٍ وأَغْراضٌ أَيضاً قال ابن بري ويجمع أَيضاً على أَغْرُضٍ مثل فَلْس وأَفْلُسٍ قال هِمْيانُ بن قُحافة السعدي يَغْتالُ طُولَ نِسْعِه وأَغْرُضِهْ بِنَفْخِ جَنْبَيْه وعَرْضِ رَبَضِهْ وقال ابن خالويه المُغَرَّضُ موضعُ الغُرْضة قال ويقال للبطن المُغَرَّضُ وغَرَضَ البعيرَ بالغَرْض والغُرْضةِ يَغْرِضُه غَرْضاً شدَّه وأَغْرَضْتُ البعير شَدَدْت عليه الغَرْضَ وفي الحديث لا تُشَدُّ الرِّحالُ الغُرْضُ إِلا إِلى ثلاثةِ مَساجِدَ هو من ذلك والمُغَرَّضُ الموضع الذي يَقَعُ عليه الغَرْضُ أَو الغُرْضةُ قال إِلى أَمُونٍ تَشْتَكي المُغَرَّضا والمَغْرِضُ المَحْزِمُ وهو من البعير بمنزلة المحزم من الدابّة وقيل المَغْرِضُ جانب البطن اسفَلَ الأَضْلاعِ التي هي مَواضِع الغَرْضِ من بطونها قال أَبو محمد الفقعسي يَشْرَبْنَ حتى يُنْقِضَ المَغعارِضُ لا عائِفٌ منها ولا مُعارِضُ وأَنشد آخر لشاعر عَشَّيْت جابانَ حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه وكادَ يَهْلِكُ لولا أَنَّه اطَّافا
( * استدَّ أَي انسدَّ )
أَي انسَدَ ذلك الموضع من شدة الامتلاء والجمع المَغارِضُ والمَغْرِضُ رأْس الكتف الذي فيه المُشاشُ تحتَ الغُرْضُوفِ وقيل هو باطن ما بين العَضُدِ مُنْقَطَعِ
( * قوله « بين العضد منقطع » كذا بالأصل )
الشَّراسِيفِ والغَرْضُ المَلْءُ والغَرْضُ النقصانُ عن المِلْءِ وهو من الأَضداد وغَرَضَ الحوْضَ والسِّقاءَ يَغْرِضُهما غَرْضاً مَلأَهُما قال ابن سيده وأَرى اللحياني حكى أَغْرَضَه قال الراجز لا تأْوِيا للحوْضِ أَن يَغِيضا أَن تُغْرضا خَيْرٌ من أَن تَغِيضا والغَرْضُ النقصانُ قال لقد فَدَى أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ والدَّأْظُ حتى ما لَهُنَّ غَرْضُ أَي كانت لهن أَلبان يُقْرَى منها فَفَدَتْ أَعناقَها من أَن تنحر ويقال الغَرْضُ موضع ماء تَرَكْتَه فلم تجعل فيه شيئاً يقال غَرِّضْ في سقائك أَي لا تملأْه وفلان بحر لا يُغَرَّضُ أَي لا يُنْزَحُ وقيل في قوله والدَّأْظُ حتى ما لَهُنَّ غَرْضُ إِن الغَرْضَ ما أَخْلَيْتَه من الماء كالأَمْتِ في السقاء والغَرْضُ أَيضاً أَن يكون الرجل سميناً فيُهْزَلَ فيبقى في جسده غُرُوضٌ وقال الباهلي الغَرْضُ أَن يكون في جُلودها نُقْصانٌ وقال أَبو الهيثم الغَرْضُ التَّثَنِّي والغَرَضُ الضَّجَر والملالُ وأَنشد ابن بري للحُمامِ ابن الدُّهَيْقِين لَمَّا رأَتْ خَوْلَةُ مِنِّي غَرَضا قامَتْ قِياماً رَيِّثاً لِتَنْهَضا قوله غَرَضا أَي ضجَراً وغَرِضَ منه غَرَضاً فهو غَرِضٌ ضَجِرَ وقَلِقَ وقد غَرِضَ بالمُقامِ يَغْرَضُ غَرَضاً وأَغْرَضَه غيره وفي الحديث كان إِذا مَشَى عُرِفَ في مَشْيِه أَنه غير غَرِضٍ الغَرِضُ القَلِقُ الضَّجِرُ وفي حديث عَديّ فسِرْتُ حتى نزلْت جَزِيرةَ العرب فأَقمت بها حتى اشتد غَرَضِي أَي ضجَرِي ومَلالي والغَرَضُ أَيضاً شدّة النِّزاعِ نحو الشيء والشوْقِ إِليه وغَرِض إِلى لِقائِه يَغْرَضُ غَرَضاً فهو غَرِضٌ اشتاقَ قال ابن هَرْمةَ إِنِّي غَرِضْتُ إِلى تَناصُفِ وجْهِها غَرَضَ المُحِبِّ إِلى الحَبِيبِ الغائِبِ أَي مَحاسِنِ وجْهِها التي يُنْصِفُ بعضُها بعضاً في الحسن قال الأَخفش تفسيره
( * قوله « تفسيره » ليس الغرض تفسير البيت ففي الصحاح وقد غرض بالمقام يغرض غرضاً ويقال أَيضاً غرضت إِليه بمعنى اشتقت إِليه قال الأَخفش تفسيره إلخ ) غَرِضْتُ من هؤلاء إِليه لأَن العرب تُوصِلُ بهذه الحروف كلها الفعل قال الكلابي فَمَنْ يَكُ لَمْ يَغْرَضْ فإِنَّي وناقَتِي بِحَجْرٍ إِلى أَهلِ الحِمَى غَرِضانِ تَحِنُّ فَتُبْدي ما بِها من صَبابةٍ وأُخْفِي الذي لوْلا الأَسَى لَقَضاني وقال آخر يا رُبَّ بَيْضاءَ لها زَوْجٌ حَرِضْ تَرْمِيكَ بالطَّرْفِ كما يَرْمِي الغَرِضْ أَي المُشْتاقُ وغَرَضْنا البَهْمَ نَغْرِضُه غَرْضاً فَصَلْناه عن أُمَّهاتِه وغَرَضَ الشيءَ يَغْرِضُه غَرْضاً كسَره كسْراً لم يَبِنْ وانْغَرَضَ الغُصْن تَثَنَّى وانكَسر انْكِساراً غير بائن والغَرِيضُ الطَّرِيُّ من اللحم والماء واللبن والتمر يقال أَطْعِمْنا لحماً غَرِيضاً أَي طريّاً وغَرِيضُ اللبن واللحم طريُّه وفي حديث الغِيبة فَقاءَتْ لحماً غَرِيضاً أي طَريّاً ومنه حديث عمر فيُؤْتى بالخبزِ ليّناً وباللحم غَريضاً وغَرُضَ غِرَضاً فهو غَريضٌ أَي طَرِيّ قال أَبو زبيد الطائي يصف أَسداً يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَه مِنْ فَرائِسٍ رُفاتُ عِظامٍ أَو غَرِيضٌ مُشَرْشَرُ مُغِبّاً أَي غابّاً مُشَرْشَرٌ مُقَطَّعٌ ومنه قيل لماء المطر مَغْرُوضٌ وغَريضٌ قال الحادرةُ بَغَرِيضِ سارِيةٍ أَدَرَّتْه الصَّبا مِنْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ والمَغْرُوضُ ماءُ المطر الطَّرِيّ قال لبيد تَذَكَّرَ شَجْوه وتَقاذَفَتْه مُشَعْشَعةٌ بِمَغْرُوضٍ زُلالِ وقولهم وَرَدْتُ الماء غارِضاً أَي مُبْكِراً وغَرَضْناه نَغْرِضُه غَرْضاً وغَرَّضْناه جَنَيْناه طَريّاً أَو أَخذْناه كذلك وغَرَضْتُ له غَريضاً سقيته لبناً حليباً وأَغْرَضْتُ للقوم غَريضاً عَجَنْتُ لهم عجيناً ابْتَكَرْتُه ولم أُطْعِمهم بائِتاً ووِرْدٌ غارِضٌ باكِرٌ وأَتَيْتُه غارِضاً أَولَ النهار وغَرَضَتِ المرأَةُ سِقاءَها تَغْرِضُه غَرْضاً وهو أَن تَمْخَضَه فإِذا ثَمَّرَ وصار ثَميرة قبل أَن يجتمع زبده صبَّتْه فسقته للقوم فهو سقاءٌ مَغْرُوضٌ وغَريضٌ ويقال أَيضاً غَرَضْنا السخْلَ نَغْرِضُه إِذا فطَمْناه قبل إِناه وغَرَّضَ إِذا تفَكَّه من الفُكاهةِ وهو المِزاحُ والغَرِيضةُ ضرب من السويق يُصْرَمُ من الزرع ما يراد حتى يستفرك ثم يُشَهَّى وتَشْهِيَتُه أَن يُسَخَّن على المِقْلى حتى ييبس وإِن شاء جعل معه على المقلى حَبَقاً فهو أَطيب لطعمه وهو أَطيب سويق والغَرْض شُعبة في الوادي أَكبر من الهَجيجِ قال ابن الأَعرابي ولا تكون شعبة كاملة والجمع غِرْضانٌ وغُرْضانٌ يقال أَصابَنا مَطَرٌ أَسالَ زَهادَ الغِرْضانِ وزَهادُها صِغارُها والغُرْضانُ من الفرس ما انحدر من قصبة الأَنف من جانبيها وفيها عِرْق البُهْرِ وقال أَبو عبيدة في الأَنف عُرْضانِ وهما ما انحدر من قصبة الأَنف من جانبيه جميعاً وأَما قوله كِرامٌ يَنالُ الماءَ قَبْلَ شِفاهِهِمْ لَهُمْ وارِداتُ الغُرْضِ شُمُّ الأَرانِبِ فقد قيل إِنه أَراد الغُرْضُوفَ الذي في قصبة الأَنف فحذف الواو والفاء ورواه بعضهم لهم عارِضات الوِرْد وكل من وَرَدَ الماء باكِراً فهو غارِضٌ والماء غَرِيضٌ وقيل الغارض من الأُنوف الطويل والغَرَضُ هو الهدَفُ الذي يُنْصَبُ فيرمى فيه والجمع أَغْراضٌ وفي حديث الدجال أَنه يدعُو شابّاً مُمْتَلِئاً شَباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رَمْيةَ الغَرَضِ الغَرَضُ ههنا الهدَف أَراد أَنه يكون بُعْدُ ما بين القِطعتين بقدر رَمْيةِ السهم إِلى الهدف وقيل معناه وصف الضربة أَي تصيبه إِصابةَ رميةِ الغرَض وفي حديث عقبة بن عامر تختلف بين هذين الغَرَضَيْنِ وأَنت شيخ كبير وغَرَضُه كذا أَي حاجَتُه وبُغْيَتُه وفَهمت غرضك أَي قَصْدَك واغْتَرَضَ الشيءَ جعله غَرَضَه وغَرضَ أَنفُ الرجل شَرِبَ فنال أَنفه الماء من قبل شفته والغَرِيضُ الطَّلْع والإِغْريضُ الطلْعُ والبرَدُ ويقال كل أَبيض طَرِيٍّ وقال ثعلب الإِغْريضُ ما في جوف الطلْعة ثم شُبِّه به البَرَدُ لا أَنّ الإِغْريضَ أَصل في البَرَد ابن الأَعرابي الإِغْريضُ الطلْعُ حين ينشقُّ عنه كافورُه وأَنشد وأَبْيَضَ كالإِغْريضِ لم يَتَثَلَّمِ والإِغْريضُ أَيضاً قَطْر جليل تراه إِذا وقع كأَنه أُصول نَبْل وهو من سحابة متقطعة وقيل هو أَوّلُ ما يسقط منها قال النابغة يَمِيحُ بِعُودِ الضِّرْوِ إِغْريضَ بَغْشةٍ جَلا ظَلْمَه ما دون أَن يَتَهَمَّما وقال اللحياني قال الكسائي الإِغْريضُ كل أَبيضَ مثلِ اللبن وما ينشق عنه الطلْعُ قال ابن بري والغَرِيضُ أَيضاً كل غِناءٍ مُحْدَثٍ طريٍّ ومنه سمي المُغَني الغريض لأَنه أَتى بغِناءٍ مُحْدَث

( غضض ) الغَضُّ والغَضِيضُ الطَّرِيُّ وفي الحديث مَنْ سَرَّه أَن يَقرأَ القرآن غَضّاً كما أُنْزِلَ فَلْيَسْمَعْه من ابنِ أُمّ عَبْدٍ الغَضُّ الطريّ الذي لم يتغير أَراد طريقه في القِراءة وهيأَته فيها وقيل أَراد الآيات التي سمعها منه من أَول سورة النساء إِلى قوله فكيف إِذا جئنا من كل أُمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ومنه حديث عليّ هل يَنْتَظِرُ أَهلُ غَضاضةِ الشباب أَي نَضارَتِه وطَراوَتِه وفي حديث ابن عبد العزيز أَن رجلاً قال إِن تزوّجت فلانة حتى أَكل الغَضِيض فهي طالق الغَضِيضُ الطريّ والمراد به الطَّلْعُ وقيل الثَّمَرُ أَوَّلَ ما يخرج ويقال شيء غَضٌّ بَضٌّ وغاضٌّ باضٌّ والأُنثى غَضّةٌ وغَضِيضةٌ وقال اللحياني الغضّةُ من النساءِ الرَّقيقةُ الجلدِ الظاهرةُ الدمِ وقد غَضَّتْ تَغِضُّ
( * قوله « تغض » بكسر الغين على انه من باب ضرب كما في المصباح وبفتحها على أَنه من باب سمع كما في القاموس ) وتَغَضُّ غَضاضةً وغُضُوضةً ونبت غَضٌّ ناعِمٌ وقوله فَصَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَلْ أَي أَنه لم تُدْرِكه الشمسُ فهو غَضٌّ كما أَن النبت إِذا لم تدركه الشمس كان كذلك وتقول منه غَضِضْتَ وغَضَضْتَ غَضاضةً وغُضوضةً وكل ناضِر غَضٌّ نحو الشّاب وغيره قال ابن بري أَنكر عليّ بن حمزة غَضاضةً وقال غَضٌّ بيِّن الغُضوضةِ لا غير قال وإِنما يقال ذلك فيما يُغْتَضُّ منه ويُؤْنَفُ والفعل منه غَضَّ واغْتَضَّ أَي وضَع ونَقَضَ قال ابن بري وقد قالوا بَضٌّ بيِّن البَضاضةِ والبُضُوضةِ قال وهذا يقوّي قول الجوهري في الغَضاضة التهذيب واختلف في فعلت من غَضّ فقال بعضهم غَضِضْتَ تَغَضُّ وقال بعضهم غَضَضْتَ تَغَضُّ والغضُّ الحِبْنُ من حين يَعْقِدُ إِلى أَن يَسْوَدّ ويَبْيَضَّ وقيل هو بعد أَن يَحْدِرَ إِلى أَن يَنْضَج والغَضِيضُ الطلْعُ حين يَبْدُو والغَضُّ من أَولاد البقر الحديث النتاج والجمع الغِضاضُ قال أَبو حية النميري خَبَأْنَ بها الغُنَّ الغِضاضَ فأَصْبَحَتْ لَهُنَّ مَراداً والسِّخالُ مَخابِئا الأَصمعي إِذا بدا الطَّلعُ فهو الغَضِيضُ فإِذا اخْضَرَّ قيل خَضَبَ النخلُ ثم هو البلح ابن الأَعرابي يقال للطَّلْعِ الغِيضُ والغَضِيضُ والإِغْرِيضُ ويقال غَضَّضَ إِذا أَكل الغَضَّ والغَضاضةُ الفُتُورُ في الطرف يقال غَضَّ وأَغْضى إِذا دانى بين جفنيه ولم يُلاقِ وأَنشد وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عَلَيْهِ غَضاضةٌ تَمَرَّسَ بي مِنْ حَيْنِه وأَنا الرَّقِمْ قال الأَزهري عليه غَضاضةٌ أَي ذُلّ ورجل غَضِيضٌ ذَلِيلٌ بَيِّنُ الغَضاضةِ من قوم أَغِضّاءَ وأَغِضّةٍ وهم الأَذِلاّءُ وغَضَّ طَرْفَه وبَصره يَغُضُّه غَضّاً وغَضاضاً وغِضاضاً وغَضاضةً فهو مَغْضُوضٌ وغَضِيضٌ كفَّه وخَفَضَه وكسره وقيل هو إِذا دانى بين جفونه ونظر وقيل الغَضِيضُ الطرْفِ المُسْتَرْخي الأَجفانِ وفي الحديث كان إِذا فَرِحَ غَضَّ طرْفَه أَي كسَره وأَطرَق ولم يفتح عينه وإِنما كان يفعل ذلك ليكون أَبعد من الأَشَرِ والمَرَحِ وفي حديث أُم سلمة حُمادَياتُ النساءِ غَضُّ الأَطرافِ في قول القتيبي ومنه قصيد كعب وما سُعادُ غَداةَ البين إِذ رَحَلُوا إِلا أَغَنُّ غَضِيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ هو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعول وذلك إِنما يكون من الحَياءِ والخَفَرِ وغَضَّ من صوته وكلُّ شيء كَفَفْته فقد غَضَضْتَه والأَمر منه في لغة أَهل الحجاز اغْضُضْ وفي التنزيل واغضُض من صوتك أَي اخْفِضِ الصوت وفي حديث العُطاسِ إِذا عَطَسَ غَضَّ صوتَه أَي خَفَضَه ولم يرفعه وأَهل نجد يقولون غُضَّ طرْفَك بالإدْغامِ قال جرير فَغُضَّ الطرْف إِنَّكَ من نُمَيْرٍ فلا كَعْباً بَلَغْتَ ولا كِلابا معناه غُضَّ طَرْفَكَ ذُلاًّ ومَهانَة وغَضَّ الطرْفَ أَي كَفَّ البَصَرَ ابن الأَعرابي بضَّضَ الرجلُ إِذا تَنَعَّمَ وغَضَّضَ صار غَضّاً مُتَنَعِّماً وهي الغَضُوضةُ وغَضَّضَ إِذا أَصابته غَضاضةٌ وانْغِضاضُ الطرْفِ انْغِماضُه وظبي غَضِيضُ الطرْفِ أَي فاتِرُه وغَضُّ الطرْفِ احتمالُ المكروه وأَنشد أَبو الغوث وما كانَ غَضُّ الطرْفِ مِنَّا سَجِيَّةً ولَكِنَّنا في مَذْحِجٍ غُرُبان ويقال غُضَّ من بصرك وغُضَّ من صوتك ويقال إِنك لَغَضِيضُ الطرْفِ نَقِيُّ الظَّرْفِ قال والظَّرْفُ وِعاؤه يقول لسْتَ بخائن ويقال غُضَّ من لجام فرَسك أَي صَوِّبْه وانْقُص من غَرْبِه وحِدّتِه وغَضَّ منه يَغُضُّ أَي وَضَعَ ونَقَصَ من قدره وغَضَّه يَغُضُّه غَضّاً نَقَصَه ولا أَغُضُّكَ دِرْهَماً أَي لا أَنْقُصُكَ وفي حديث ابن عباس لَوْ غَضَّ الناسُ في الوصِيَّة من الثلُث أَي نَقَصُوا وحَطُّوا وقوله أَيّامَ أَسْحَبُ لِمَّتي عَفَرَ المَلا وأَغُضُّ كلَّ مُرَجَّلٍ رَيّان قيل يعني به الشَّعَر فالمُرَجَّلُ على هذا المَمْشُوطُ والرّيانُ المُرْتَوِي بالدهن وأَغُضُّ أَكُفُّ منه وقيل إِنما يعني به الزِّقّ فالمُرَجَّلُ على هذا الذي يُسْلَخُ من رجل واحدة والرّيّانُ المَلآنُ وما عليك بهذا غَضاضةٌ أَي نَقْصٌ ولا انْكسارٌ ولا ذُلٌّ ويقال ما أَرَدْت بذا غَضيضةً فلان ولا مَغَضَّتَه كقولك ما أَردت نقيصته ومَنْقَصَته ويقال ما غَضَضْتك شيئاً أَي ما نَقَصْتُك شيئاً والغَضْغَضةُ النقص وتَغَضْغَضَ الماءُ نقَص الليث الغَضُّ وَزْعُ العَذْلِ وأَنشد غُضّ المَلامةَ إِنِّي عَنْك مَشْغُولُ
( * قوله « غض الملامة » كذا هو في الأصل بضاد بدون ياء وفي شرح القاموس بالياء خطاباً لمؤنث )
وغَضْغَضَ الماءَ والشيءَ فَغَضْغَضَ وتَغَضْغَضَ نقَصه فنَقَصَ وبحر لا يُغَضْغَضُ ولا يُغَضْغِضُ أَي لا يُنْزَحُ يقال فلان بحر لا يُغَضْغَضُ وفي الخبر إِن أَحد الشعراء الذين اسْتَعانَتْ بهم سَلِيطٌ على جرير لما سمع جريراً ينشد يَتْرُكُ أَصْفانَ الخُصى جَلاجِلا قال علمت أَنه بحر لا يُغَضْغَضُ أَو يُغَضْغِضُ قال الأَحوص سَأَطْلُبُ بالشامِ الوَلِيدَ فإِنَّه هوَ البَحْرُ ذو التَّيّارِ لا يَتَغَضْغَضُ ومطر لا يُغَضْغِضُ أَي لا ينقطع والغَضْغَضَةُ أَن يَتَكَلَّمَ الرجلُ فلا يُبِين والغَضاضُ والغُضاضُ ما بين العِرْنينِ وقُصاصِ الشعَر وقيل ما بين أَسفل رَوْثَةِ الأَنف إِلى أَعْلاه وقيل هي الرَّوْثةُ نفسها قال لَمَّا رَأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفّا لِلشَّرِّ لا يُعْطِي الرِّجالَ النِّصْفا أَعْدَمْتُه غُضاضَه والكَفّا ورواه يعقوب في الأَلفاظ عُضاضَه وقد تقدّم وقيل هو مقدم الرأْس وما يليه من الوجه ويقال للراكب إِذا سأَلته أَن يُعَرّج عليك قليلاً غُضّ ساعة وقال الجعدي خَلِيلَيَّ غُضَّا ساعةً وتَهَجَّرا أَي غُضّا من سَيرِكما وعَرّجا قليلاً ثم روحا متهجرين ولما مات عبد الرحمن بن عوف قال عمرو بن العاص هَنِيئاً لك يا ابن عوف خَرَجْتَ من الدنيا بِبِطْنَتِكَ ولم يَتَغَضْغَضْ منها شيء قال الأَزهري ضَرَبَ البِطْنةَ مثلاً لوفور أَجره الذي اسْتَوْجَبَهُ بِهِجْرَته وجِهادِه مع النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وأَنه لم يتلبس بشيء من وِلايةٍ ولا عَمَل يَنْقُصُ أُجُورَه التي وجَبَت له وروى ابن الفرج عن بعضهم غَضَضْتُ الغُصْنَ وغَضَفْتُه إِذا كسرْته فلم تُنْعِم كَسْرَه وقال أَبو عبيد في باب موت البَخِيلِ ومالُه وافرٌ لم يُعْطِ منه شيئاً من أَمثالهم في هذا مات فلان ببطنه لم يَتَغَضْغَضْ منها شيء زاد غيره كما يقال مات وهو عَرِيضُ البطان أَي سمين من كثرة المال

( غمض ) الغُمْضُ والغَماضُ والغِماضُ والتَّغْماضُ والتَّغْمِيضُ والإِغْماضُ النوم يقال ما اكتَحَلْتُ غَماضاً ولا غِماضاً ولا غُمْضاً بالضم ولا تَغْمِيضاً ولا تَغْماضاً أَي ما نمت قال ابن بري الغُمْضُ والغُمُوضُ والغِماضُ مصدر لفعل لم ينطق به مثل القَفْر قال رؤبة أَرَّقَ عَيْنَيْكَ عن الغِماضِ بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَهَّاضِ وما اغْتَمَضَتْ عَيْنايَ وما ذُقْتُ غُمْضا ولا غِماضاً أَي ما ذقت نوماً وما غَمَضْتُ ولا أَغْمَضْتُ ولا اغْتَمَضْتُ لغات كلها وقوله أَصاحِ تَرى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ يَمُوتُ فُواقاً ويَشْرَى فُواقا إِنما أَراد لم يَسْكُن لَمَعانُه فعبر عنه بيغتمِض لأَن النائم تسكُن حركاته وأَغْمَضَ طرْفَه عنِّي وغَمَّضه أَغْلَقَه وأَغْمَضَ الميِّتَ إِغْماضاً وتَغْمِيضاً وتغميضُ العين إِغْماضُها وغَمَّضَ عليه وأَغْمَضَ أَغْلَقَ عينيه أَنشد ثعلب لحسين بن مطير الأَسدي قَضَى اللّهُ يا أَسماءُ أَن لَسْتُ زائِلاً أُحِبُّكِ حتى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ وغَمَّضَ عنه تجاوَزَ وسَمِعَ الأَمرَ فأَغْمَضَ عنه وعليه يكنى به عن الصبر ويقال سمعت منه كذا وكذا فأَغْمَضْتُ عنه وأَغْضَيْتُ إِذا تَغافَلْتَ عنه وأَغْمَضَ في السِّلْعة اسْتَحَطَّ من ثمنها لرداءتِها وقد يكون التَّغْمِيض من غير نوم ويقول الرجل لبيِّعه أَغْمِضْ لي في البِياعةِ أَي زِدْني لمكان رداءته أَو حُطَّ لي من ثمنه قال ابن الأَثير يقال أَغْمَضَ في البيع يُغْمِضُ إِذا استزاده من المَبيعِ واستحطَّه من الثمن فوافقه عليه وأَنشد ابن بري لأَبي طالب هُما أَغْمَضا للقوْمِ في أَخَوَيْهِما وأَيْدِيهِما من حُسْنِ وصْلِهِما صِفْرُ قال وقال المتنخل الهذلي يَسُومُونَه أَن يُغْمِضَ النَّقْدَ عِنْدَها وقد حاوَلُوا شِكْساً عليها يُمارِسُ وفي التنزيل العزيز ولَسْتم بآخذيه إِلاَّ أَن تُغْمِضُوا فيه يقول أَنتم لا تأْخذونه إِلا بِوَكْسٍ فكيف تعطونه في الصَّدَقةِ ؟ قاله الزجاج وقال الفراء لستم بآخذيه إِلاَّ على إِغْماضٍ أَو بِإِغْماضٍ ويدُلّك على أَنه جزاء أَنك تجد المعنى إِن أَغْمَضْتم بعد الإِغماض أَخذتموه وفي الحديث لم يأْخذه إِلا على إِغْماضٍ الإِغْماضُ المُسامَحةُ والمُساهَلةُ وغَمَضْتَ عن فلان إِذا تَساهَلْتَ عليه في بيع أَو شراء وأَغْمَضْت الأَصمعي أَتاني ذاك على اغْتِماضٍ أَي عَفْواً بلا تَكَلُّفٍ ولا مَشَقَّةٍ وقال أَبو النجم والشِّعْرُ يأْتِيني على اغْتِماضِ كَرْهاً وطَوْعاً وعلى اعْتِراضِ أَي أَعْتَرِضُه اعتِراضاً فآخذ منه حاجتي من غير أَن أَكون قدّمت الروِيّة فيه والغَوامِض صغار الإِبل واحدها غامِضٌ والغَمْضُ والغامِضُ المطمئنّ المنخفض من الأَرض وقال أَبو حنيفة الغَمْضُ أَشدّ الأَرض تَطامُناً يَطمئِنُّ حتى لا يُرَى ما فيه ومكان غَمْض قال وجمعه غُمُوضٌ وأَغماضٌ قال الشاعر إِذا اعْتَسَفْنا رَهْوةً أَو غَمْضا وأَنشد ابن بري لرؤبة بلالِ يا ابنَ الحَسَبِ الأَمْحاضِ لَيْسَ بأَدْناسٍ ولا أَغْماضِ جمع غَمْض وهو خلاف الواضح وهي المَغامِضُ واحدها مَغْمَضٌ وهو أَشدُّ غُؤُوراً وقد غَمَضَ المكانُ وغَمُضَ وغَمَضَ الشيءُ وغَمُضَ يَغْمُضُ غُموضاً فيهما خفي اللحياني غَمَض فلان في الأَرض يَغْمُضُ ويَغْمِضُ غُموضاً إِذا ذهب فيها وقال غيره أَغْمَضَتِ الفَلاةُ على الشخُوص إِذا لم تظهر فيها لتغْييبِ الآلِ إِيّاها وتَغَيُّبِها في غُيوبِها وقال ذو الرمة إِذا الشخْصُ فيها هَزَّه الآلُ أَغْمَضَتْ عليه كإِغْماضِ المُغَضِّي هُجُولُها أَي أَغْمَضَت هُجُولُها عليه والهُجُولُ جمع الهَجْل من الأَرض وفي الحديث كان غامِضاً في الناس أَي مَغْموراً غير مشهور وفي حديث معاذ إِيّاكم ومُغَمِّضاتِ الأُمور
( * قوله « ومغمضات الأمور إلخ » هذا ضبط النهاية بشكل القلم وعليه فمغمضات من غمض بشد الميم وفي القاموس مغمضات كمؤمنات من اغمض واستشهد شارحه بهذا الحديث فلعله جاء بالوجهين ) وفي رواية المُغَمِّضاتِ من الذنوب قال هي الأُمور العظيمة التي يَرْكَبُها الرجل وهو يعرفها فكأَنه يُغَمِّضُ عينيه عنها تَعامِياً وهو يُبْصِرُها قال ابن الأَثير وربما روي بفتح الميم وهي الذنوب الصغار سميت مُغَمِّضاتٍ لأَنها تَدِقُّ وتخفى فيركبها الإِنسان بِضَرْب من الشُّبْهة ولا يعلم أَنه مُؤاخذ بارتكابها وكلُّ ما لم يَتَّجِهْ لك من الأُمور فقد غَمَضَ عليك ومُغْمِضاتُ الليلِ دَياجِير ظُلَمِه وغَمُضَ يَغْمُضُ غُمُوضاً وفيه غُمُوضٌ قال اللحياني ولا يكادون يقولون فيه غُموضةٌ والغامِضُ من الكلام خلافُ الواضحِ وقد غَمُضَ غُموضةً وغَمَّضْتُه أَنا تَغْمِيضاً قال ابن بري ويقال فيه أَيضاً غَمَضَ بالفتح غَمُوضاً قال وفي كلام ابن السراج قال فتأَمله فإِنّ فيه غُمُوضاً يَسِيراً والغامِضُ من الرجال الفاتِرُ عن الحَمْلةِ وأَنشد والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ لا يَسْتَطيعُ جَرَّه الغَوامِضُ ويقال للرجل الجيِّدِ الرأْي قد أَغْمَضَ النظر ابن سيده وأَغْمَضَ النظر إِذا أَحْسَنَ النظر أَو جاء برأْي جيِّد وأَغْمَضَ في الرأْي أَصابَ ومسأَلة غامِضةٌ فيها نَظر ودِقّةٌ ودارٌ غامِضةٌ إِذا لم تكن على شارع وقد غَمَضَتْ تَغْمُضُ غُمُوضاً وحَسَبٌ غامِض غير مشهور ومعنىً غامِضٌ لطِيف ورجل ذُو غَمْضٍ أَي خامل ذلِيل قال كعب بن لؤيّ لأَخيه عامر بن لؤيّ لئن كنتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ لقد بَدَا لِجَمْعِ لُؤيٍّ منكَ ذِلَّةُ ذي غَمْضِ وأَمرٌ غامِض وقد غَمَضَ وخَلْخالٌ غامِض قد غاصَ في السَّاق وقد غَمَضَ في السَّاق غُموضاً وكعْبٌ غامِض واراه اللحم وغَمَضَ في الأَض يَغْمِضُ ويَغْمُضُ غُموضاً ذهَب وغاب عن اللحياني وما في هذا الأَمر غَمِيضةٌ وغُمُوضةٌ أَي عَيْب وغَمَّضَتِ الناقةُ إِذا رُدَّت عن الحَوْض فحمَلَت على الذّائد مُغمِّضة عَيْنَيْها فَوَرَدَت قال أَبو النجم يُرْسِلُها التغْمِيضُ إِنْ لم تُرْسَلِ خَوْصاء ترمي باليَتِيمِ المُحْثَلِ

( غنض ) غَنَضَه يَغْنِضُه غَنْضاً جهَده وشَقَّ عليه

( غيض ) غاضَ الماءُ يَغِيضُ غَيْضاً ومَغِيضاً ومَغاضاً وانْغاضَ نقَص أَو غارَ فذهبَ وفي الصحاح قَلَّ فنضَب وفي حديث سَطيح وغاضَت بُحَيْرةُ ساوَةَ أَي غارَ ماؤها وذهَب وفي حديث خُزيمة في ذكر السَّنة وغاضَت لها الدِّرّة أَي نقصَ اللَّبنُ وفي حديث عائشة تَصِف أَباها رضي اللّه عنهما وغاضَ نَبْعَ الرِّدَّةِ أَي أَذْهَب ما نَبَع منها وظَهر وغاضَه هو وغَيَّضَه وأَغاضَه يتعدّى ولا يتعدّى وقال بعضهم غاضَه نقَصه وفَجَّرَه إِلى مَغيض والمَغِيضُ المكان الذي يَغِيضُ فيه الماء وأَغاضَه وغَيَّضَه وغِيضَ ماءُ البحر فهو مَغِيضٌ مفعول به الجوهري وغِيضَ الماءُ فُعِلَ به ذلك وغاضَه اللّه يتعدّى ولا يتعدّى وأَغاضَه اللّه أَيضاً فأَما قوله إِلى اللّه أَشْكُو من خليل أَوَدُّه ثلاثَ خِلال كلُّها ليَ غائِضُ قال بعضهم أَراد غائظ بالظاء فأَبدل الظاء ضاداً هذا قول ابن جني قال ابن سيده ويجوز عندي أَن يكون غائِض غير بَدَل ولكنه من غاضَه أَي نَقصه ويكون معناه حينئذ أَنه يَنْقُصُني ويَتَهَضَّمُني وقوله تعالى وما تَغِيض الأَرحام وما تَزْدادُ قال الزجاج معناه ما نقَص الحَمْل عن تسعة أَشهر وما زاد على التسعة وقيل ما نقَص عن أَن يتم حتى يَموت وما زاد حتى يتمَّ الحمْل وغَيَّضْت الدَّمع نَقَصْته وحَبَسْته والتغْيِيضُ أَن يأْخذ العَبْرة من عَيْنه ويَقْذِف بها حكاه ثعلب وأَنشد غَيَّضْنَ من عَبَراتِهِنَّ وقُلْنَ لي ماذا لَقِيتَ من الهَوَى ولَقِينا ؟ معناه أَنهنّ سَيَّلْنَ دموعهنّ حتى نَزَفْنَها قال ابن سيده من ههنا للتبعيض وتكون زائدة على قول أَبي الحسن لأَنه يرى زيادة من في الواجِبِ وحكي قد كان مِنْ مَطَرٍ أَي قد كان مطَر وأَعطاه غَيْضاً من فيض أَي قليلاً من كثير قال أَبو سعيد في قولهم فلان يُعْطِي غَيْضاً من فَيْضٍ معناه أَنه قد فاض ماله ومَيْسَرَتُه فهو إِنّما يُعْطِي من قُلّه أَعظم أَجراً
( * كذا بالأضل ) وفي حديث عثمان بن أَبي العاصي لَدِرْهمٌ يُنْفِقُه أَحدكم من جَهْدِه خيرٌ من عشرة آلاف ينفقُها أَحَدُنا غَيْضاً من فَيْضٍ أَي قليلُ أَحدكم مع فَقْرِه خير من كثيرِنا مع غنانا وغاضَ ثَمنُ السِّلْعة يَغِيضُ نقَص وغاضَه وغَيَّضَه الكسائي غاضَ ثمنُ السِّلْعة وغِضْتُه أَنا في باب فعَلَ الشيءُ وفعَلْته قال الراجز لا تأْويَا للحَوْضِ أَن يَفِيضَا أَن تَغْرِضا خيرٌ من أَن تَغِيضا يقول أَنَ تَمْلآه خير من أَن تَنْقُصاه وقول الأَسود بن يعفر أَما تَرَيْني قد فَنِيتُ وغاضَني ما نِيل من بَصَرِي ومن أَجْلادِي ؟ معناه نَقَصَني بعد تمامي وقوله أَنشده ابن الأَعرابي رحمه اللّه تعالى ولو قد عَضَّ مَعْطِسَه جَرِيرِي لقدْ لانَتْ عَرِيكَتُه وغاضا فسَّره فقال غاضَ أَثَّرَ في أَنفه حتى يَذِلَّ ويقال غاضَ الكِرامُ أَي قَلُّوا وفاضَ اللِّئام أَي كَثُرُوا وفي الحديث إِذا كان الشِّتاء قَيْظاً وغاضَت الكِرام غَيْضاً أَي فَنُوا وبادُوا والغَيْضَةُ الأَجَمةُ وغَيَّضَ الأَسَدُ أَلِفَ الغَيْضَة والغَيْضَة مَغِيضُ ماءٍ يجتمع فيَنْبت فيه الشجر وجمعها غِياضٌ وأَغْياضٌ الأَخيرة على طرْح الزائد ولا يكون جَمْعَ جمعٍ لأَن جمع الجمع مُطَّرح ما وُجِدَت عنه مَنْدوحة ولذلك أَقَرَّ أَبو عليّ قوله فَرُهُنٌ مقبُوضة على أَنه جمع رَهْن كما حكى أَهل اللغة لا على أَنه جمع رِهان الذي هو جمع رَهْن فافهم وفي حديث عمر لا تُنْزِلُوا المسلمين الغِياض الغِياضُ جمع غَيْضة وهي الشجر المُلْتَفّ لأَنهم إِذا نزَلُوها تفرّقوا فيها فتمكَّن منهم العدوّ والغَيْضُ ما كثُرَ من الأَغْلاثِ أَي الطَّرْفاء والأَثْل والحاجِ والعِكْرِش واليَنْبُوت وفي الحديث كان مِنْبَر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أَثْلِ الغابة قال ابن الأَثير الغابة غَيْضة ذات شجر كثير وهي على تسعة أَميال من المدينة والغِيضُ الطَّلْع وكذلك الغَضِيضُ والإِغْرِيض واللّه أَعلم

( فحض ) فَحَضَ الشيءَ يَفْحَضُه فَحْضاً شدَخه يمانية وأَكثر ما يُستعمل في الرطْب كالبِطِّيخ وشِبْهِه

( فرض ) فرَضْت الشيء أَفْرِضه فَرْضاً وفَرَّضْتُه للتكثير أَوْجَبْتُه وقوله تعالى سُورةٌ أَنْزَلْناها وفَرَضْناها ويقرأ وفرَّضْناها فمن قرأَ بالتخفيف فمعناه أَلزَمْنا كم العَمل بما فُرِضَ فيها ومن قرأَ بالتشديد فعلى وجهين أَحدهما على معنى التكثير على معنى إِنا فرضنا فيها فُرُوضاً وعلى معنى بَيَّنَّا وفَصَّلْنا ما فيها من الحلال والحرام والحدُود وقوله تعالى قد فرَضَ اللّه لكم تَحِلّةَ أَيْمانِكم أَي بيَّنها وافْتَرَضَه كفَرَضَه والاسم الفَرِيضةُ وفَرائضُ اللّهِ حُدودُه التي أَمرَ بها ونهَى عنها وكذلك الفَرائضُ بالمِيراثِ والفارِضُ والفَرَضِيُّ الذي يَعْرِف الفرائضَ ويسمى العِلْمُ بقِسْمةِ المَوارِيث فَرائضَ وفي الحديث أَفْرَضُكم زيد والفَرْضُ السُّنةُ فَرَضَ رسول اللّه صلّى اللّ عليه وسلّم أَي سَنَّ وقيل فَرَضَ رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أَي أَوْجَبَ وُجُوباً لازماً قال وهذا هو الظاهر والفَرْضُ ما أَوْجَبه اللّه عزّ وجلّ سمي بذلك لأَنَّ له مَعالِمَ وَحُدُوداً وفرَض اللّه علينا كذا وكذا وافْتَرَضَ أَي أَوْجَب وقوله عزّ وجلّ فمَن فرَض فيهنّ الحج أَي أَوْجَبه على نفسه بإِحرامه وقال ابن عرفة الفَرْضُ التوْقِيتُ وكلُّ واجِبٍ مؤقَّتٍ فهو مَفْرُوضٌ وفي حديث ابن عمر العِلْمُ ثلاثةٌ منها فرِيضةٌ عادلةٌ يريد العَدْل في القِسْمة بحيث تكون على السِّهام والأَنْصِباء المذكورة في الكتاب والسنَّة وقيل أَراد أَنها تكون مُسْتَنْبَطَةً من الكتاب والسنة وإِن لم يَرِد بها نص فيهما فتكون مُعادِلةً للنص وقيل الفَرِيضةُ العادِلةُ ما اتفق عليه المسلمون وقوله تعالى وقال لأَتَّخِذنَّ من عِبادِكَ نصِيباً مَفْرُوضاً قال الزجاج معناه مؤقتاً والفَرْضُ القِراءة يقال فَرَضْتُ جُزْئي أَي قرأْته والفَرِيضةُ من الإِبل والبقر ما بلغ عَدَدُه الزكاةَ وأَفْرَضَتِ الماشِيةُ وجبت فيها الفَرِيضة وذلك إِذا بلغت نِصاباً والفَرِيضةُ ما فُرِضَ في السائمةِ من الصدقة أَبو الهيثم فَرائضُ الإِبل التي تحتَ الثَّنيّ والرُّبُعِ يقال للقَلُوصِ التي تكون بنت سنة وهي تؤخذ في خمس وعشرين فَرِيضةٌ والتي تؤخذ في ست وثلاثين وهي بنت لَبُونٍ وهي بنت سنتين فريضةٌ والتي تؤخذ في ست وأَربعين وهي حِقّة وهي ابنة ثلاثِ سنين فريضة والتي تؤخذ في إِحدى وستين جَذَعةٌ وهي فريضتها وهي ابنة أَربع سنين فهذه فرائضُ الإِبلِ وقال غيره سميت فريضة لأَنها فُرِضَتْ أَي أُوجِبَتْ في عَدَدٍ معلوم من الإِبل فهي مَفْروضةٌ وفَريضة فأُدخلت فيها الهاء لأَنها جعلت اسماً لا نعتاً وفي الحديث في الفريضة تجبُ عليه ولا توجَدُ عنده يعني السِّنَّ المعين للإِخراج في الزكاة وقيل هو عامّ في كل فرْضٍ مَشْروعٍ من فرائضِ اللّه عزّ وجل ابن السكيت يقال ما لهم إِلا الفَرِيضتانِ وهما الجَذَعةُ من الغنم والحِقّةُ من الإِبل قال ابن بري ويقال لهما الفرْضتانِ أَيضاً عن ابن السكيت وفي حديث الزكاة هذه فَرِيضةُ الصدقةِ التي فَرَضَها رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على المسلمين أَي أَوجَبها عليهم بأَمر اللّه وأَصلُ الفرض القطْعُ والفَرْضُ والواجِبُ سِيّانِ عند الشافعي والفَرْضُ آكَدُ من الواجب عند أَبي حنيفة وقيل الفرْضُ ههنا بمعنى التقدير أَي قَدّرَ صدَقةَ كلِّ شيء وبَيَّنَها عن أَمر اللّه تعالى وفي حديث حُنَيْنٍ فإِن له علينا ستّ فَرائضَ الفرائضُ جمع فَرِيضةٍ وهو البعير المأْخوذ في الزكاة سمي فريضة لأَنه فَرْضٌ واجب على ربّ المال ثم اتُّسِع فيه حتى سمي البعيرُ فريضة في غير الزكاة ومنه الحديث مَن مَنَعَ فَرِيضةً من فَرائضِ اللّه ورجل فارِضٌ وفَرِيضٌ عالِمٌ بالفَرائضِ كقولك عالِمٌ وعَلِيمٌ عن ابن الأعْرابي والفَرْضُ الهِبةُ يقال ما أَعطاني فَرْضاً ولا قَرْضاً والفرْضُ العَطيّةُ المَرْسُومةُ وقيل ما أَعْطَيْتَه بغير قَرْضٍ وأَفْرَضْتُ الرَّجل وفَرَضْتُ الرَّجل وافْتَرَضْتُه إِذا أَعطيته وقد أَفْرَضْتُه إِفْراضاً والفرْضُ جُنْدٌ يَفْتَرِضُون والجمع الفُروضُ الأَصمعي يقال فَرَضَ له في العَطاء وفرَض له في الدِّيوانِ يَفْرِضْ فَرْضاً قال وأَفْرَضَ له إِذا جعل فريضة وفي حديث عَدِيّ أَتيت عمر بن الخطاب رضي اللّه عنهما في أُناسٍ من قَوْمِي فجعل يَفْرِضُ للرجل من طَيِّء في أَلفين أََلفين ويُعْرِضُ عني أَي يَقْطَعُ ويُوجِبُ لكل رجل منهم في العَطاء أَلفين من المال والفرْضُ مصدر كل شيء تَفْرِضُه فتُوجِبه على إِنسان بقَدْر معلوم والاسم الفَرِيضةُ والفارِضُ الضخْمُ من كل شيء الذكر والأُنثى فيه سواء ولا يقال فارِضةٌ ولِحْيةٌ فارضٌ وفارِضةٌ ضَخْمةٌ عظيمة وشِقْشِقةٌ فارِضٌ وسِقاء فارضٌ كذلك وبَقَرة فارضٌ مُسِنّة وفي التنزيل إِنها بقَرة لا فارِضٌ ولا بِكْر قال الفرّاء الفارِضي الهَرِمةُ والبِكْرُ الشابّة وقد فَرَضَتِ البقرةُ تَفْرِضُ فُروضاً أَي كَبِرَتْ وطَعَنَت في السِّنّ وكذلك فَرُضَتِ البقرة بالضم فَراضةً قال علقمة بن عوف وقد عَنى بقرة هرمة لَعَمْرِي لقد أَعْطَيْتَ ضَيْفَكَ فارِضاً تُجَرُّ إِليه ما تَقُوم على رِجْلِ ولم تُعْطِه بِكْراً فَيَرْضَى سَمِينةً فَكَيْفَ يُجازِي بالمَوَدَّةِ والفِعْلِ ؟ وقال أُمية في الفارض أَيضاً كُمَيْت بَهِيم اللَّوْنِ ليس بِفارِضٍ ولا بخَصِيفٍ ذاتِ لَوْنٍ مُرَقَّمِ وقد يستعمل الفارِضُ في المُسِنّ من غير البقر فيكون للمذكر وللمؤنث قال شَوْلاء مسك فارض نهيّ من الكِباشِ زامِر خَصيّ وقومٌ فُرَّضٌ ضِخامٌ وقيل مَسانُّ قال رجل من فُقَيْم شَيَّبَ أَصْداغِي فرَأْسِي أَبْيَضُ مَحامِلٌ فيها رجالٌ فُرَّضُ مِثْلُ البَراذِينِ إِذا تأَرَّضُوا أَو كالمِراضِ غَيْرَ أَنْ لم يَمْرَضُوا لو يَهْجَعُونَ سَنةً لم يَعْرِضُوا إِنْ قلْتَ يَوْماً للغَداء أَعْرَضُوا نَوْماً وأَطْرافُ السِّبالِ تَنْبِضُ وخُبِئَ المَلْتُوتُ والمُحَمَّضُ واحدهم فارِضٌ وروى ابن الأَعرابي مَحامِلٌ بِيضٌ وقَوْمٌ فُرَّضُ قال يريد أَنهم ثِقالٌ كالمَحاملِ قال ابن بري ومثله قول العجاج في شَعْشعانٍ عُنُق يَمْخُور حابي الحُيُودِ فارِضِ الحُنْجُور قال وقال الفقعسي يذكر غَرْباً واسِعاً والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ التهذيب ويقال من الفارض فَرَضَتْ وفُرضَت قال ولم نسمع بِفَرِضَ وقال الكسائي الفارِضُ الكبيرة العظيمة وقد فَرَضَت تَفْرِضُ فُرُوضاً ابن الأَعرابي الفارض الكبيرة وقال أَبو الهيثم الفارِضُ المُسِنّةُ أَبو زيد بقرة فارِضٌ وهي العظيمةُ السمينة والجمع فَوارِضُ وبقرةٌ عَوانٌ من بقر عُونٍ وهي التي نُتجَت بعد بَطْنها البِكْر قال قتادة لا فارِضٌ هي الهَرِمةُ وفي حديث طَهْفةَ لكم في الوَظِيفةِ الفَريضةُ الفَريضةُ الهرمةُ المُسِنّةُ وهي الفارِضُ أَيضاً يعني هي لكم لا تُؤْخذُ منكم في الزكاة ويروى عليكم في الوَظِيفةِ الفَرِيضةُ أَي في كل نِصابٍ ما فُرِضَ فيه ومنه الحديث لكم الفارِضُ والفرِيضُ الفَرِيضُ والفارِضُ المُسِنّةُ من الإِبل وقد فَرَضَت فهي فارِضٌ وفارِضةٌ وفَرِيضةٌ ومثله في التقدير طَلَقَتْ فهي طالق وطالِقةٌ وطَلِيقةٌ قال العجاج نَهْرُ سَعِيدٍ خالِصُ البياضِ مُنْحَدِرُ الجِرْية في اعْتِراضِ هَوْلٌ يَدُقُّ بكم العِراضِ يَجْرِي على ذِي ثَبَجٍ فِرْياضِ
( * قوله العراض بالكسر هكذا في الأصل ولعلها العراضي بالياء المشدّدة ) كأَنَّ صَوْت مائِه الخَضْخاضِ أَجْلابُ جِنٍّ بنَقاً مِغْياضِ قال ورأَيت بالسِّتارِ الأَغْبَرِ عَيْناً يقال لها فِرْياضٌ تَسْقي نخلاً كثيرة وكان ماؤها عذباً وقوله أَنشده ابن الأَعرابي يا رُبَّ مَوْلىً حاسِدٍ مُباغِضِ عليَّ ذِي ضِغْنِ وضَبٍّ فارِضِ له قُروء كقُروء الحائِضِ عنى بضب فارضٍ عَداوةً عظيمة كبيرة من الفارض التي هي المسنة وقوله له قروء كقروء الحائض يقول لعداوته أَوقات تهيج فيها مثل وقت الحائض ويقال أَضمر عليّ ضِغْناً فارضاً وضِغْنةً فارضاً بغير هاء أَي عظيماً كأَنه ذو فَرْض أَي ذو حَزٍّ وقال يا رُبّ ذي ضِغن عليّ فارِض والفَرِيضُ جِرّةُ البعير عن كراع وهي عند غيره القَريضُ بالقاف وسيأْتي ذكره ابن الأَعرابي الفَرْضُ الحَزُّ في القِدْحِ والزَّنْدِ وفي السَّير وغيره وفُرْضةُ الزند الحز الذي فيه وفي حديث عمر رضي اللّه عنه اتخذ عام الجدب قِدْحاً فيه فَرْض الفرض الحَزُّ في الشيء والقطعُ والقِدْحُ السهْمُ قبل أَن يُعْمل فيه الرِّيشُ والنَّصْلُ وفي صفة مريم عليها السلام لم يَفْتَرِضْها ولَد أَي لم يؤثِّر فيها ولم يَحُزّها يعني قبل المسيح قال ومنه قوله تعالى لأَتخذنّ من عبادك نَصِيباً مَفْرُوضاً أَي مؤقتاً وفي الصحاح أَي مُقْتَطَعاً مَحْدوداً وفَرْضُ الزَّنْد حيث يُقْدَحُ منه وفَرَضْتُ العُودَ والزَّندَ والمِسْواكَ وفرَضْتُ فيهما أَفْرِضُ فَرْضاً حَزَزْتُ فيهما حَزّاً وقال الأَصمعي فرَض مِسْواكَه فهو يَفْرِضُه فَرْضاً إِذا حَزَّه بأَسنانِه والفَرْضُ اسم الحز والجمع فُروضٌ وفِراضٌ قال منَ الرَّصَفاتِ البِيضِ غيَّرَ لَوْنَها بَناتُ فِراضِ المَرْخِ واليابسِ الجَزْلِ التهذيب في ترجمة فرض الليث التقْرِيضُ في كلّ شيء كتقْريضِ يَدَيِ الجُعَلِ وأَنشد إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ هَوَى له مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَين أَفلَحُ قال الأَزهري هذا تصحيف وإِنما هو التفريض بالفاء من الفرْض وهو الحز وقولهم الجُعْلانةُ مُفَرَّضةٌ كَأَنَّ فيها حُزوزاً قال وهذا البيت رواه الثِّقاتُ أََيضاً بالفاء مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذراعين وهو في شعر الشماخ وأَراد بالشأْو ما يُلْقِيه العَيْرُ والأَتانُ من أَرْواثها وقال الباهلي أَراد الشماخ بالمُفَرَّضِ المُحَزَّزَ يعني الجُعَل والمِفْرَضُ الحديدة التي يُحَزّ بها وقال أَبو حنيفة فراض النحل
( * قوله « فراض النحل » كذا بالنسخة التي بأَيدينا والذي في شرح القاموس الفراض ما تظهره إلخ » ) ما تظهره الزَّنْدةُ من النار إِذا اقْتُدِحَت قال والفراض إِنما يكون في الأُنثى من الزندتين خاصة وفَرَضَ فُوقَ السهْمِ فهو مَفْروضٌ وفَريضٌ حَزَّه والفَريضُ السهم المَفْروض فُوقُه والتفْريضُ التحزيز والفَرْضُ العَلامةُ ومنه فرْضُ الصلاةِ وغيرها إِنما هو لازم للعبد كلُزومِ الحَزِّ للقِدْح الفراء يقال خرجت ثَناياه مُفَرَّضةً أَي مؤشَّرةً قال والغُروبُ ماء الأَسنان والظَّلْمُ بياضُها كأَنه يعلوه سَواد وقيل الأَشْرُ تحزيز في أَطراف الأَسنان وأَطرافُها غُروبها واحدها غَرْبٌ والفَرْضُ الشّقُّ في وسَط القبر وفَرَضْت للميت ضَرَحْت والفُرْضةُ كالفَرْضِ والفَرْضُ والفُرْضةُ الحَزّ الذي في القوْس وفُرْضة القوس الحز يقع عليه الوتَر وفَرْضُ القوسِ كذلك والجمع فِراضٌ وفُرْضةُ النهر مَشْرَبُ الماء منه والجمع فُرَضٌ وفِراضٌ الأَصمعي الفُرْضةُ المَشْرَعةُ يقال سقاها بالفِراضِ أَي من فُرْضةِ النهر والفُرْضة الثُّلْمة التي تكون في النهر والفِراضُ فُوَّهةُ النهر قال لبيد تجري خزائنه على مَن نابَه جَرْيَ الفُراتِ على فِراضِ الجَدْوَلِ وفُرْضةُ النهر ثُلْمَتُه التي منها يُسْتقى وفي حديث موسى عليه السلام حتى أَرْفَأ به عند فرضة النهر أَي مَشْرَعَتِه وجمع الفرضة فُرَضٌ وفي حديث ابن الزبير واجعلوا السيوف للمنايا فُرَضاً أَي اجعلوها مَشارِعَ للمنايا وتَعَرَّضُوا للشهادة وفُرْضَةُ البحر مَحَطُّ السفُن وفُرْضةُ الدواةِ موضع النِّفْس منها وفُرْضة الباب نَجْرانُه والفَرْضُ القِدْحُ قال عبيدُ بن الأَبرص يصف بَرْقاً فَهْوَ كَنِبْراسِ النَّبِيطِ أَو ال فَرْضِ بكَفِّ اللاَّعِبِ المُسْمِرِ والمُسْمِرُ الذي دخل في السَّمَرِ والفَرْضُ التُّرْسُ قال صخر الغي الهذلي أَرِقْتُ له مِثْلَ لَمْعِ البَشِي رِ قَلَّبَ بالكفِّ فَرْصاً خَفِيفَا قال أََبو عبيد ولا تقل قُرْصاً خفيفا والفَرْضُ ضرب من التمر وقيل ضرب من التمر صغار لأَهل عُمان قال شاعرهم إِذا أَكلتُ سمَكاً وفَرْضا ذهَبْتُ طُولاً وذهَبْتُ عَرْضا قال أَبو حنيفة وهو من أَجود تمر عُمانَ هو والبَلْعَقُ قال وأَخبرني بعض أَعرابها قال إِذا أَرْطَبَتْ نخلَتُه فتُؤُخِّرَ عن اخْتِرافِها تَساقَطَ عن نواه فبقيت الكِباسةُ ليس فيها إِلا نَوىً معلَّق بالتَّفارِيق ابن الأَعرابي يقال لذكر الخنافس المُفَرَّضُ وأَبو سَلْمانَ والحَوَّاز والكَبَرْتَلُ والفِراضُ موضع قال ابن أَحمر جزَى اللّه قَوْمي بالأُبُلَّةِ نُصْرةً ومَبْدىً لهم حَولَ الفِراضِ ومَحضَرا وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي كأَنْ لم يكُنْ مِنّا الفِراضُ مَظِنَّةً ولم يُمْسِ يَوْماً مِلْكُها بيَمِيني فقد يجوز أَن يَعْنِيَ الموضع نفْسَه وقد يجوز أَن يعني الثغور يشبهها بمشارِعِ المياهِ وفي حديث ابن عمر أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم استقبل فُرْضَتَيِ الجبلِ فُرْضةُ الجبل ما انْحَدَرَ من وسطه وجانبه ويقال للرجل إِذا لم يكن عليه ثوب ما عليه فِراضٌ أَي ثوب وقال أَبو الهيثم ما عليه سِتْرٌ وفي الصحاح يقال ما عليه فِراضٌ أَي شيءٌ من لِباسٍ وفِرْياضٌ موضع

( فضض ) فَضَضْتُ الشيءَ أَفُضُّه فَضّاً فهو مَفْضُوضٌ وفَضِيضٌ كسرتُه وفَرَّقْتُه وفُضاضُه وفِضاضُه وفُضاضَتُه ما تكسَّر منه قال النابغة تَطيِرُ فُضاضاً بَيْنَها كلُّ قَوْنَسٍ ويَتْبَعُها مِنْهُم فَراشُ الحَواجِبِ وفَضَضْت الخاتم عن الكتاب أَي كسرْتُه وكل شيء كسرْتَه فقد فضَضْتَه وفي حديث ذي الكِفْلِ إِنه لا يَحِلُّ لك أَن تَفُضَّ الخاتَم هو كناية عن الوطْءِ وفَضَّ الخاتَمَ والخَتْمَ إِذا كَسره وفَتَحه وفُضاضُ وفِضاضُ الشيء ما تفرق منه عند كسرك إِياه وانْفَضَّ الشيءُ انكسر وفي حديث الحديبية ثم جِئْتَ بهم لبَيْضَتِكَ تَفُضُّها أَي تَكْسِرُها ومنه حديث معاذ في عذاب القبر حتى يفض كل شيءٍ وفي الدعاء لا يَفْضُضِ اللّهُ فاكَ أَي لا يَكْسِرْ أَسنانك والفمُ ههنا الأَسنان كما يقال سقَط فوه يعنون الأَسنان وبعضهم يقول لا يُفْضِ اللّهُ فاك أَي لا يجعله فَضاء لا أَسنان فيه قال الجوهري ولا تقل لا يُفْضِضِ اللّه فاكَ أَو تقديره لا يكسر اللّه أَسنانَ فِيكَ فحذف المضاف يقال فَضَّه إِذا كسره ومنه حديث النابغة الجعدي لما أَنشده القصيدة الرائية قال لا يَفْضُضِ اللّه فاك قال فعاش مائة وعشرين سنة لم تسقُط له سِنّ وللإِفْضاءُ سُقوطُ الأَسنانِ من أَعْلى وأَسفَل والقولُ الأَول أَكثر وفي حديث العباس بن عبد المطلب أَنه قال يا رسول اللّه إِني أُريد أَن أَمْتَدِحَك فقال قل لا يَفْضُضِ اللّهُ فاكَ ثم أَنشده الأَبيات القافيَّة ومعناه لا يُسْقِطِ اللّهُ أَسنانَكَ والفم يقوم مقام الأَسنان وهذا من فَضِّ الخاتَمِ والجمُوع وهو تَفْريقُها والمِفَضُّ
( * قوله « والمفض إلخ » كذا هو بالنسخ التي بأيدينا )
والمِفْضاضُ ما يُفَضُّ به مَدَرُ الأَرصِ المُثارةِ والمِفَضَّةُ ما يُفَضُّ به المَدَرُ ويقال افْتَضَّ فلان جاريَتَه واقْتَضَّها إِذا افْتَرَعَها والفَضَّةُ الصخْرُ المَنْثُورُ بعضُه فوق بعض وجمعه فِضاضٌ وتَفَضَّضَ القوم وانْفَضُّوا تَفَرَّقُوا وفي التنزيل لانْفَضُّوا من حوْلِك أَي تفرَّقوا والاسم الفَضَضُ وتَفَضَّضَ الشيء تفرَّقَ والفَضُّ تفريقُكَ حَلْقةً من الناس بعد اجتماعهم يقال فضَضْتُهم فانْفَضُّوا أَي فرَّقْتهم قال الشاعر إِذا اجْتَمَعُوا فضَضْنا حُجرَتَيهِمْ ونَجْمَعُهم إِذا كانوا بَدادِ وكلُّ شيءٍ تفرَّقَ فهو فَضَضٌ ويقال بها فَضٌّ من الناس أَي نفَر متفرِّقُون وفي حديث خالد بن الوليد أَنه كتب إِلى مروانَ بن فارس أَما بعد فالحمد للّه الذي فَضَّ خَدَمَتَكُم قال أَبو عبيد معناه كسَر وفرَّق جمعكم وكل مُنكسر متفرِّق فهو مُنْفَضٌّ وأَصل الخَدَمةِ الخَلْخالُ وجمعها خدامٌ وقال شمر في قوله أَنا أَولُ من فَضَّ خَدَمةَ العَجَم يريد كسرهم وفَرَّق جَمْعَهم وكلُّ شيءٍ كَسَرْتَه وفرَّقته فقد فضَضْتَه وطارَت عِظامُه فُضاضاً وفِضاضاً إِذا تطايَرَتْ عند الضرب وقال المؤرِّجُ الفَضُّ الكسْرُ وروى لخِداشِ بن زُهَيْر فلا تَحْسَبي أَنِّي تَبَدَّلْتُ ذِلَّةً ولا فَضَّني في الكُورِ بَعْدَكِ صائغُ يقول يأْبى أَن يُصاغَ ويُراضَ وتَمْر فَضٌّ متفرِّق لا يَلْزَقُ بعضه ببعض عن ابن الأَعرابي وفَضَضْتُ ما بينهما قَطَعْتُ وقال تعالى قَوارِيرَ قَوَارِيرَ من فِضَّةٍ قدَّرُوها تقديراً يسأَل السائلُ فيقول كيف تكون القَوارِيرُ من فضة وجَوْهرُها غير جوهرها ؟ قال الزجاج معنى قوله قوارير من فضة أَصلُ القَوارِيرِ التي في الدنيا من الرمل فأَعلم اللّه فَضْلَ تلك القوارِيرِ أَن أَصلها من فِضَّة يُرى من خارجها ما في داخلها قال أَبو منصور أَي تكون مع صَفاء قواريرها آمِنة من الكسر قابلة للجبر مثل الفضة قال وهذا من أَحسن ما قيل فيه وفي حديث المسيب فقبض ثلاثة أَصابع من فضة فيها من شعر وفي رواية من فضة أَو قُصَّة والمراد بالفضة شيء مَصُوغٌ منها قد ترك فيه الشعر فأَمّا بالقاف والصاد المهملة في الخُصْلةُ من الشعر وكلُّ ما انْقَطع مع شيءٍ أَو تفرَّق فَضَضٌ وفي الحديث عن عائشة رضي اللّه عنها قالت لمروان إِنَّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لَعَنَ أَباكَ وأَنتَ في صُلْبه فأَنت فَضَضٌ من لعنة اللّه قال ثعلب معناه أَي خرجت من صُلْبه مُتَفَرِّقاً يعني ما انْفَضَّ من نُطْفَةِ الرجل وتَرَدَّدَ في صُلْبه وقيل في قولها فأَنت فَضَضٌ من لعنة اللّه أَرادت إِنكَ قِطْعة منها وطائفة منها وقال شمر الفُضُضُ اسم ما انْفَضَ أَي تفرَّق والفُضاضُ نحوه وروى بعضهم هذا الحديث فُظاظةٌ بظاءين من الفَظِيظِ وهو ماءُ الكَرِشِ وأَنكره الخطابي وقال الزمخشري افْتَظَظْتُ الكَرِشَ اعْتَصَرْتُ ماءَها كأَنه عُصارةٌ من اللَّعْنَةِ أَو فُعالةٌ من الفَظِيظِ ماء الفحل أَي نُطْفَةٌ من اللَّعنةِ والفَضِيضُ من النَّوَى الذي يُقْذَفُ من الفم والفَضِيضُ الماءُ العَذْبُ وقيل الماءُ السائل وقد افْتَضَضْته إِذا أَصبته ساعةَ يخرج ومكان فَضِيض كثير الماء وفي حديث عمر بن عبد العزيز أَنه سئل عن رجل قال عن امرأَة خطبها هي طالق إِن نكَحْتُها حتى آكلَ الفَضِيضَ هو الطَّلْع أَولَ ما يظهر والفَضِيضُ أَيضاً في غير هذا الماء يخرج من العين أَو ينزل من السحاب وفَضَضُ الماء ما انتشر منه إِذا تُطُهِّرَ به وفي حديث غَزاةِ هَوازِنَ فجاء رجل بنُطْفةٍ في إِداوَةٍ فافْتَضَّها أَي صَبَّها وهو افْتِعالٌ من الفَضِّ ويروى بالقاف أَي فتح رأْسها ويقال فَضَّ الماءَ وافْتَضَّه أَي صَبَّه وفَضَّ الماءُ إِذا سالَ ورجل فَضْفاضٌ كثير العطاء شُبِّه بالماء الفَضْفاض وتَفَضْفَضَ بولُ الناقةِ إِذا انتشر على فخذيها والفَضَضُ المتفرِّق من الماء والعَرَق وقول ابن مَيّادةَ تَجْلُو بأَخْضَرَ من فُروعِ أَراكةٍ حَسَن المُنَصَّبِ كالفَضِيضِ البارِدِ قال الفَضِيضُ المتفرِّقُ من ماءِ المطرِ والبَرَدِ وفي حديث عمر أَنه رَمى الجَمْرَةَ بسبع حَصَياتٍ ثم مضَى فلما خرج من فَضَضِ الحَصى أَقبل على سُلَيْم ابن رَبيعةَ فكلَّمه قال أَبو عبيد يعني ما تفرَّق منه فَعَلٌ بمعنى مَفْعُول وكذلك الفَضِيضُ وناقة كثيرةُ فَضِيضِ اللبن يَصِفُونها بالغَزارةِ ورجل كثير فَضِيض الكلام يصفونه بالكَثارة وأَفَضَّ العَطاءَ أَجْزَلَه والفِضَّةُ من الجواهر معروفة والجمع فِضَضٌ وشيءٌ مُفَضَّضٌ مُمَوَّه بالفضة أَو مُرَصَّعٌ بالفضة وحكى سيبويه تَفَضَّيْتُ من الفضة أَراد تَفَضَّضْت قال ابن سيده ولا أَدري ما عنَى به أَتخذْتُها أَم استعملتُها وهو من تحويل التضعيف وفي حديث سعيد بن زيد لو أَنَّ أَحدَكم انْفَضَّ مما صُنِعَ بابن عَفَّان لَحَقَ له أَن يَنْفَضّ قال شمر أَي يَنْقَطِعَ ويتفرّق ويروى يَنْقَضّ بالقاف وقد انْفَضَّتْ أَوصالُه إِذا تفرَّقت قال ذو الرمة تَكادُ تَنْفَضُّ منهنَّ الحَيازِيمُ وفَضّاضٌ اسم رجل وهو من أسماء العرب وفي حديث أم سلمة قالت جاءت امرأَة إِلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالت إِن ابْنتي توُفِّيَ عنها زوجُها وقد اشْتَكَتْ عَيْنَها أَفَتَكْحُلُها ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا مرتين أَو ثلاثاً إِنما هي أَربعةَ أَشهر وعَشْراً وقد كانت إِحْداكنَّ في الجاهلية تَرْمي بالبَعَرة على رأْس الحول قالت زينبُ بنتُ أُم سلَمَة ومعنى الرمي بالبعرة أَنَّ المرأَة كانت إِذا توُفِّيَ عنها زوجها حِفْشاً ولَبِسَتْ شَرَّ ثِيابِها ولم تَمَسَّ طِيباً حتى تَمُرَّ بها سنةٌ ثم تُؤْتَى بدابّةٍ حمارٍ أَو شاةٍ أَو طائر فَتَفْتَضُّ بها فقَلَّما تَفْتَضُّ بشيءٍ إِلا ماتَ ثم تخرج فتُعْطَى بعرةً فَتَرْمي بها وقال ابن مسلم سأَلت الحجازيين عن الافْتِضاضِ فذكروا أَن المعتدَّة كانت لا تَغْتَسِل ولا تَمَسُّ ماء ولا تَقْلِمُ ظُفْراً ولا تَنْتِفُ من وجهها شعراً ثم تخرج بعد الحوْلِ بأَقْبَحِ مَنْظَرٍ ثم تَفْتَضُّ بطائر وتَمْسَحُ به قُبُلَها وتَنْبِذُه فلا يكاد يَعِيشُ أَي تكسِرُ ما هي فيه من العِدَّة بذلك قال وهو من فَضَضْتُ الشيءَ إِذا كسَرْتَه كأَنها تكون في عِدَّةٍ من زوجها فتكسر ما كانت فيه وتخرج منه بالدابة قال ابن الأَثير ويروى بالقاف والباء الموحدة قال أَبو منصور وقد روى الشافعي هذا الحديث غير أَنه روى هذا الحرف فَتَقْبِضُ بالقاف والباء المعجمة بواحدة والصاد المهملة وهو مذكور في موضعه وأَمرهم فَيْضُوضَى بينهم وفَيْضُوضاء بينهم وفَيْضِيضَى وفَيْضيضاء وفَوْضُوضَى وفَوْضُوضاء بينهم كلها عن اللحياني والفَضْفَضَةُ سَعةُ الثوبِ والدِّرْعِ والعَيْشِ ودِرْعٌ فَضْفاضٌ وفَضْفاضةٌ وفُضافِضَةٌ واسِعةٌ وكذلك الثوبُ قال عمرو بن مَعْدِ يكَرِب وأَعْدَدْتُ للحَرْبِ فضْفاضةً كأَنَّ مَطاوِيَها مِبْرَدُ وقَمِيصٌ فَضْفاضٌ واسعٌ وفي حديث سطيح أَبْيَضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ أَراد واسع الصدر والذراع فكنى عنه بالرداء والبدن وقيل أَراد كثرة العطاء ومنه حديث ابن سيرين قال كنت مع أَنَس في يوم مطر والأَرض فَضْفاضٌ أَي قد عَلاها الماء من كثرة المطر وقد فَضْفَضَ الثوبَ والدِّرْعَ وَسَّعَهما قال كثيِّر فنَبَذْتُ ثَمَّ تَحِيَّةً فأَعادَها غَمْرُ الرِّداءِ مُفَضْفَضُ السِّرْبالِ والفَضْفاضُ الكثيرُ الواسعُ قال رؤبة يَسْعُطْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبِرْ وعَيْشٌ فَضْفاضٌ واسعٌ وسَحابةٌ فَضْفاضةٌ كثيرة الماء وجارِيةٌ فَضْفاضة كثيرة اللحم مع الطُّولِ والجسم قال رؤبة رَقْراقةٌ في بُدْنِها الفَضْفاضِ الليث فلان فُضاضةُ ولد أَبيه أَي آخرهم قال أَبو منصور والمعروف فلان نُضاضةُ ولدِ أَبيه بالنون بهذا المعنى الفراء الفاضّةُ الدّاهِيةُ وهنّ الفواضُّ

( فهض ) فَهَضَ الشيءَ يَفْهَضُه كسَرَه وشَدَخَه

( فوض ) فَوَّضَ إِليه الأَمرَ صَيَّرَه إِليه وجعَلَه الحاكم فيه وفي حديث الدعاء فَوَّضْتُ أَمْري إِليك أَي رَدَدْتُه إِليك يقال فَوَّضَ أَمرَه إِليه إِذا ردّه إِليه وجعله الحاكم فيه ومنه حديث الفاتحة فَوَّضَ إِليَّ عَبْدي والتَّفْوِيضُ في النكاح التزويجُ بلا مَهْر وقَوْمٌ فَوْضَى مُخْتَلِطُون وقيل هم الذين لا أَمير لهم ولا من يجمعهم قال الأَفْوَهُ الأَوْدِي لا يَصْلُحُ القَوْمُ فَوْضَى لا سَراةَ لَهم ولا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادُوا وصار الناسُ فَوْضَى أَي متفرِّقين وهو جماعةُ الفائضِ ولا يُفْرَدُ كما يُفْرد الواحد من المتفرّقين والوحش فَوْضَى متفرّقة تتردّد وقوم فَوْضَى أَي مُتَساوُونَ لا رَئيسَ لهم ونَعامٌ فَوْضَى أَي مُخْتَلِطٌ بعضه ببعض وكذلك جاء القوم فَوْضى وأَمْرُهم فَيْضَى وفَوْضَى مختلط عن اللحياني وقال معناه سواء بينهم كما قال ذلك في فضا ومتاعُهم فَوْضَى بينهم إِذا كانوا فيه شركاء ويقال أَيضاً فَضاً قال طَعامُهُمُ فَوْضَى فَضاً في رِحالِهِمْ ولا يَحْسَبُونَ السُّوءَ إِلاَّ تَنادِيا ويقال أَمرهم فَيْضُوضا وفَيْضيضَا وفَوْضُوضا بينهم وهذه الأَحرف الثلاثة يجوز فيها المدُّ والقصر وقال أَبو زيد القوم فَيْضُوضا أَمرُهم وفَيْضُوضا فيما بينهم إِذا كانوا مختلطين فيَلْبَسُ هذا ثوبَ هذا ويأْكل هذا طعامَ هذا لا يُؤَامِرُ واحد منهم صاحِبَه فيما يَفْعَلُ في أَمره ويقال أَموالُهم فَوْضَى بينهم أَي هم شرَكاء فيها وفَيْضُوضا مثله يمد ويقصر وشَرِكةُ
( * قوله « وشركة » ككلمة ويخفف وهو الأَغلب بكسر أَوّله وتسكين ثانيه أفاده المصباح ) المُفاوضَةِ الشَّرِكةُ العامّةُ في كل شيء وتَفاوَضَ الشَّرِيكانِ في المال إِذا اشتركا فيه أَجمع وهي شركة المفاوضة وقال الأَزهري في ترجمة عنن وشارَكه شركة مفاوضة وذلك أَن يكون مالهما جميعاً من كل شيء يَمْلِكانه بينهما وقيل شَرِكةُ المفاوضة أَن يشتركا في كل شيء في أَيديهما أَو يَسْتَفِيئانِه من بعد وهذه الشركة باطلة عند الشافعي وعند النعمان وصاحبيه جائزة وفاوَضَه في أَمْره أَي جارَاه وتَفاوَضوا الحديث أَخذوا فيه وتَفَاوَضَ القوم في الأَمر أَي فاوَضَ فيه بعضُهم بعضاً وفي حديث معاوية قال لدَغْفَلِ بن حنظلة بِمَ ضَبَطْتَ ما أَرَى ؟ قال بمُفاوَضةِ العُلماء قال وما مُفاوَضةُ العلماء قال كنت إِذا لقِيتُ عالماً أَخذت ما عنده وأَعطيته ما عندي المُفاوَضةُ المُساواةُ والمُشارَكةُ وهي مُفاعلة من التفْويض كأَن كلَّ واحد منهما رَدّ ما عنده إِلى صاحبه أَراد مُحادَثة العلماء ومُذاكرتهم في العلم واللّه أَعلم

( فيض ) فاض الماء والدَّمعُ ونحوهما يَفِيض فَيْضاً وفُيُوضةً وفُيُوضاً وفَيَضاناً وفَيْضُوضةً أَي كثر حتى سالَ على ضَفّةِ الوادي وفاضَتْ عينُه تَفِيضُ فَيْضاً إِذا سالت ويقال أَفاضَتِ العينُ الدمعَ تُفِيضُه إِفاضة وأَفاضَ فلان دَمْعَه وفاضَ الماء والمطرُ والخيرُ إِذا كثر وفي الحديث ويَفيضُ المالُ أَي يَكْثُر من فاضَ الماء والدمعُ وغيرُهما يَفيض فَيْضاً إِذا كثر قيل فاضَ تدَفَّقَ وأَفاضَه هو وأَفاضَ إِناءه أَي مَلأَه حتى فاضَ وأَفاضَ دُموعَه وأَفاضَ الماءَ على نفسه أَي أَفْرَغَه وفاض صَدْرُه بسِرِّه إِذا امْتَلأ وباح به ولم يُطِقْ كَتْمَه وكذلك النهرُ بمائه والإِناء بما فيه وماءٌ فَيْضٌ كثير والحَوْضُ فائض أَي ممتلئ والفَيْضُ النهر والجمع أَفْياضٌ وفُيوضٌ وجَمْعُهم له يدل على أَنه لم يسمّ بالمصدر وفَيْضُ البصرةِ نَهرها غَلب ذلك عليه لِعظَمِه التهذيب ونهرُ البصرةِ يسمى الفَيْضَ والفَيْضُ نهر مصر ونهرٌ فَيّاضٌ أَي كثير الماء ورَجل فَيّاضٌ أَي وهّاب جَوادٌ وأَرض ذاتُ فُيوضٍ إِذا كان فيها ماء يَفِيضُ حتى يعلو وفاضَ اللّئامُ كَثُروا وفرَس فَيْضٌ جَوادٌ كثير العَدْو ورجل فَيْضٌ وفَيّاضٌ كثير المعروف وفي الحديث أَنه قال لطَلحةَ أَنت الفَيّاضُ سمي به لسَعةِ عَطائه وكثرته وكان قسَمَ في قومه أَربعمائة أَلف وكان جَواداً وأَفاضَ إِناءه إِفاضةً أَتْأَقَه عن اللحياني قال ابن سيده وعندي أَنه إِذا ملأه حتى فاض وأَعطاه غَيْضاً من فَيْضٍ أَي قليلاً من كثير وأَفاضَ بالشيء دَفَع به ورَمَى قال أَبو صخر الهذلي يصف كتيبة تَلَقَّوْها بِطائحةٍ زَحُوفٍ تُفِيضُ الحِصْن مِنها بالسِّخالِ وفاضَ يَفِيضُ فَيْضاً وفُيوضاً مات وفاضَتْ نَفسُه تَفِيضُ فَيْضاً خرجت لغة تميم وأَنشد تَجَمَّع الناسُ وقالوا عِرْسُ فَفُقِئَتْ عَيْنٌ وفاضَتْ نَفْسُ وأَنشده الأَصمعي وقال إِنما هو وطَنَّ الضِّرْس وذهبنا في فَيْض فلان أَي في جَنازَتِه وفي حديث الدجال ثم يكونُ على أَثَرِ ذلك الفَيْضُ قال شمر سأَلت البَكْراوِيّ عنه فقال الفَيْضُ الموتُ ههنا قال ولم أَسمعه من غيره إِلا أَنه قال فاضت نفسُه أَي لُعابُه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج رُوحه وقال ابن الأَعرابي فاضَ الرجلُ وفاظَ إِذا مات وكذلك فاظت نفسُه وقال أَبو الحسن فاضَت نفسه الفعل للنفس وفاضَ الرجلُ يَفِيض وفاظَ يَفِيظُ فَيْظاً وفُيوظاً وقال الأَصمعي لا يقال فاظت نفسه ولا فاضت وإِنما هو فاض الرجل وفاظ إِذا مات قال الأَصمعي سمعت أَبا عمرو يقول لا يقال فاظت نفسه ولكن يقال فاظ إِذا مات بالظاء ولا يقال فاض بالضاد وقال شمر إِذا تَفَيَّضُوا أَنفسهم أَي تَقَيَّأُوا الكسائي هو يَفِيظُ نفسه
( * قوله « يفيظ نفسه » أي يقيؤها كما يعلم من القاموس في فيظ ) وحكى الجوهري عن الأَصمعي لا يقال فاض الرجل ولا فاضت نفسه وإِنما يَفِيضُ الدمعُ والماء قال ابن بري الذي حكاه ابن دريد عن الأَصمعي خلاف هذا قال ابن دريد قال الأَصمعي تقول العرب فاظ الرجل إِذا مات فإِذا قالوا فاضت نفسُه قالوها بالضاد وأَنشد فقئت عين وفاضت نفس قال وهذا هو المشهور من مذهب الأَصمعي وإِنما غَلِطَ الجوهري لأَن الأَصمعي حكى عن أَبي عمرو أَنه لا يقال فاضت نفسه ولكن يقال فاظ إِذا مات قال ولا يقال فاضَ بالضاد بَتَّةً قال ولا يلزم مما حكاه من كلامه أَن يكون مُعْتَقِداً له قال وأَما أَبو عبيدة فقال فاظت نفسه بالظاء لغة قيس وفاضت بالضاد لغة تميم وقال أَبو حاتم سمعت أَبا زيد يقول بنو ضبة وحدهم يقولون فاضت نفسه وكذلك حكى المازني عن أَبي زيد قال كل العرب تقول فاظت نفسُه إِلا بني ضبة فإِنهم يقولون فاضت نفسه بالضاد وأَهل الحجاز وطيِّءٍ يقولون فاظت نفسه وقضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه وزعم أَبو عبيد أَنها لغة لبعض بني تميم يعني فاظت نفسه وفاضت وأَنشد فقئت عين وفاضت نفس وأَنشده الأَصمعي وقال إِنما هو وطَنّ الضِّرْسُ وفي حديث الدجال ثم يكون على أَثر ذلك الفَيْضُ قيل الفَيْضُ ههنا الموت قال ابن الأَثير يقال فاضت نفسُه أَي لُعابه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج رُوحه وفاضَ الحديثُ والخبَرُ واسْتَفاضَ ذاعَ وانتشر وحَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ ذائعٌ ومُسْتَفاض قد اسْتَفاضُوه أَي أَخَذُوا فيه وأَباها أَكثرهم حتى يقال مُسْتَفاضٌ فيه وبعضهم يقول اسْتَفاضُوه فهو مُسْتَفاضٌ التهذيب وحديث مُسْتَفاضٌ مأْخوذ فيه قد استفاضُوه أَي أَخذوا فيه ومن قال مستفيض فإِنه يقول ذائع في الناس مثل الماء المُسْتَفِيض قال أَبو منصور قال الفراء والأَصمعي وابن السكيت وعامة أَهل اللغة لا يقال حديث مستفاض وهو لحن عندهم وكلامُ الخاصّ حديثٌ مُسْتَفِيضٌ منتشر شائع في الناس ودِرْعٌ فَيُوضٌ وفاضةٌ واسعةٌ الأَخيرة عن ابن جني ورجل مُفاضٌ واسِعُ البَطْنِ والأُنثى مُفاضةٌ وفي صفته صلّى اللّه عليه وسلّم مُفاض البطنِ أَي مُسْتَوي البطنِ مع الصَّدْرِ وقيل المُفاضُ أَن يكون فيه امْتِلاءٌ من فَيْضِ الإِناء ويُريد به أَسفلَ بطنِه وقيل المُفاضةُ من النساء العظيمة البطن المُسْتَرْخِيةُ اللحمِ وقد أُفِيضَت وقيل هي المُفْضاةُ أَي المَجْمُوعةُ المَسْلَكَيْنِ كأَنه مَقْلُوبٌ عنه وأَفاضَ المرأَةَ عند الافْتِضاضِ جعل مَسْلَكَيْها واحداً وامرأَة مُفاضةٌ إِذا كانت ضخمة البطن واسْتَفاضَ المكانُ إِذا اتَّسع فهو مُسْتَفِيضٌ قال ذو الرمة بحَيْثُ اسْتَفاضَ القِنْعُ غَرْبيَّ واسِط ويقال اسْتَفاضَ الوادي شجراً أَي اتَّسع وكثُرَ شجره والمُسْتَفِيضُ الذي يَسأَل إِفاضةَ الماء وغيره وأَفاضَ البَعِيرُ بِجِرَّتِه رَماها مُتَفَرِّقةً كثيرة وقيل هو صوتُ جِرَّتِه ومَضْغِه وقال اللحياني هو إِذا دَفَعَها من جَوْفِه قال الراعي وأَفَضْنَ بعْدَ كُظُومِهِنَّ بِجِرَّةٍ مِنْ ذي الأَبارِقِ إِذْ رَعين حَقِيلا ويقال كظَمَ البِعيرُ إِذا أَمسك عن الجِرَّة وأَفاضَ القومُ في الحديث انتشروا وقال اللحياني هو إِذا اندفعوا وخاضُوا وأَكْثَروا وفي التنزيل إِذ تُفِيضُونَ فيه أَي تَنْدَفِعُونَ فيه وتَنْبَسِطُون في ذكره وفي التنزيل أَيضاً لَمَسَّكُمْ فيما أَفَضْتُم وأَفاضَ الناسُ من عَرَفاتٍ إِلى مِنى اندفعوا بكثرة إِلى مِنى بالتَّلْبية وكل دَفْعةٍ إِفاضةٌ وفي التنزيل فإِذا أَفضتم من عرفات قال أَبو إِسحق دلَّ بهذا اللفظ أَن الوقوف بها واجبٌ لأَنَّ الإِفاضةَ لا تكون إِلا بعد وُقُوف ومعنى أَفَضْتُم دَفَعْتم بكثرةْ وقال خالد بن جَنْبة الإِفاضةُ سُرْعةُ الرَّكْضِ وأَفاضَ الراكِبُ إِذا دفع بعيره سَيْراً بين الجَهْدِ ودون ذلك قال وذلك نِصْفُ عَدْوِ الإِبل عليها الرُّكْبان ولا تكون الإِفاضة إِلا وعليها الرُّكْبانُ وفي حديث الحج فأَفاضَ من عَرفةَ الإِفاضةُ الزَّحْفُ والدَّفْعُ في السير بكثرة ولا يكون إِلا عن تفرقٍ وجَمْعٍ وأَصل الإِفاضةِ الصَّبُّ فاستعيرت للدفع في السير وأَصله أَفاضَ نفْسَه أَو راحلته فرَفَضُوا ذكر المفعول حتى أَشْبه غير المتعدِّي ومنه طَوافُ الإِفاضةِ يوم النحر يُفِيضُ من مِنى إِلى مكة فيطوف ثم يرجع وأَفاضَ الرجلُ بالقِداحِ إِفاضةً ضرَب بها لأَنها تقع مُنْبَثَّةً متفرقة ويجوز أَفاضَ على القداح قال أَبو ذؤيب الهُذلي يصف حماراً وأُتُنه وكأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ وكَأَنَّه يَسَرٌ يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ يعني بالقِداحِ وحروفُ الجر يَنُوبُ بعضُها مَنابَ بعض التهذيب كل ما كان في اللغة من باب الإِفاضةِ فليس يكون إِلا عن تفرُّق أَو كثرة وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما أَخرج اللّهُ ذَرِّيَّةَ آدمَ من ظهره فأَفاضَهم إِفاضَةَ القِدْحِ هي الضرْبُ به وإِجالَتُه عند القِمار والقِدْحُ السهمُ واحدُ القِداح التي كانوا يُقامِرُونَ بها ومنه حديث اللُّقَطَةِ ثم أَفِضْها في مالِكَ أَي أَلْقِها فيه واخْلِطْها به من قولهم فاضَ الأَمرُ وأَفاضَ فيه وفَيّاضٌ من أَسماء الرجال وفَيّاضٌ اسم فرس من سَوابق خيل العرب قال النابغة الجعدي وعَناجِيج جِيادٍ نُجُبٍ نَجْلَ فَيّاضٍ ومن آلِ سَبَلْ وفرس فَيْضٌ وسَكْبٌ كثير الجَرْي

( قبض ) القَبْضُ خِلافُ البَسْط قَبَضَه يَقْبِضُه قَبْضاً وقَبّضَه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد تَرَكْتُ ابنَ ذي الجَدَّينِ فيه مُرِشَّةٌ يُقَبِّضُ أَحْشاءَ الجَبانِ شَهِيقُها والانْقِباضُ خِلافُ الانْبِساط وقد انْقَبَضَ وتَقَبَّضَ وانْقَبَضَ الشيءُ صارَ مَقْبُوضاً وتَقَبَّضَتِ الجلدة في النار أَي انْزَوَتْ وفي أَسماء اللّه تعالى القابِضُ هو الذي يُمْسِكُ الرزق وغيره من الأَشياء عن العِبادِ بلُطْفِه وحِكمته ويَقْبِضُ الأَرْواحَ عند المَمات وفي الحديث يَقْبِضُ اللّه الأَرضَ ويقبض السماء أَي يجمعهما وقُبِضَ المريضُ إِذا توُفِّيَ وإِذا أَشرف على الموت وفي الحديث فأَرْسَلَتْ إِليه أَن ابناً لي قُبِضَ أَرادت أَنه في حال القَبْضِ ومُعالجة النَّزْع الليث إِنه ليَقْبِضُني ما قَبَضَك قال الأَزهري معناه أَنه يُحْشِمُني ما أَحْشَمَكَ ونَقِيضُه من الكلام إِنه لَيَبْسُطُني ما بَسَطَك ويقال الخَيْرُ يَبْسُطُه والشرُّ يَقْبِضُه وفي الحديث فاطِمةُ بَضْعةٌ مني يَقْبِضُني ما قبَضها أَي أَكره ما تكرهه وأَنْجَمِعُ مما تنجمع منه والتَّقَبُّضُ التَّشَنُّجُ والملَكُ قابِضُ الأَرْواح والقبض مصدر قَبَضْت قَبْضاً يقال قبضتُ مالي قبضاً والقَبْضُ الانقباض وأَصله في جناح الطائر قال اللّه تعالى ويَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلا الرحمن وقبَضَ الطائرُ جناحَه جَمَعَه وتَقَبَّضَتِ الجلدةُ في النار أَي انْزَوَتْ وقوله تعالى ويَقْبِضُون أَيديَهم أَي عن النفقة وقيل لا يُؤْتون الزكاة واللّه يَقْبِضُ ويبسُط أَي يُضَيِّقُ على قوم ويُوَسِّع على قوم وقَبَّضَ ما بين عينيه فَتَقَبَّضَ زَواه وقَبَّضْتُ الشيءَ تَقْبِيضاً جَمَعْتُه وزَوَيْتُه ويومٌ يُقَبِّضُ ما بين العَيْنَيْنِ يكنى بذلك عن شدة خَوْفٍ أَو حَرْب وكذلك يومٌ يُقَبِّضُ الحشَى والقُبْضةُ بالضم ما قَبَضْتَ عليه من شيء يقال أَعْطاه قُبضة من سَوِيق أَو تمر أَو كَفّاً
( * قوله « أو كفاً » في شرح القاموس أَي كفاً ) منه وربما جاء بالفتح الليث القَبْضُ جَمْعُ الكفّ على الشيء وقَبَضْتُ الشيءَ قبْضاً أَخذته والقَبْضة ما أَخذت بِجُمْعِ كفِّك كله فإِذا كان بأَصابعك فهي القَبْصةُ بالصاد ابن الأَعرابي القَبْضُ قَبُولُكَ المَتاعَ وإِن تُحَوِّلْه والقَبْضُ تَحْوِيلُكَ المَتاعَ إِلى حَيِّزِكَ والقَبْضُ التناوُلُ للشيءِ بيدك مُلامَسةً وقبَضَ على الشيء وبه يَقْبِضُ قَبْضاً انْحَنَى عليه بجميع كفه وفي التنزيل فَقَبَضْتُ قَبْضةً من أَثَر الرسول قال ابن جني أَراد من تراب أَثَر حافِر فرَس الرسول ومثله مسأَلة لكتاب أَنْتَ مِنِّي فَرْسخانِ أَي أَنْتَ مني ذُو مَسافةِ فَرْسَخَيْنِ وصار الشيءُ في قَبْضِي وقَبْضَتي أَي في مِلْكِي وهذا قُبْضةُ كفِّي أَي قدر ما تَقْبِضُ عليه وقوله عزّ وجلّ والأَرضُ جميعاً قَبْضَتُه يوم القيامة قال ثعلب هذا كما تقول هذه الدارُ في قَبْضَتي ويدِي أي في مِلْكِي قال وليس بقَوِيّ قال وأَجازَ بعض النحويين قَبْضَتَه يومَ القيامة بنصب قبضَتَه قال وهذا ليس بجائز عند أَحد من النحويين البصريين لأَنه مختص لا يقولون زيدٍ قبضتَك ولا زيد دارَك وفي التهذيب المعنى والأَرضُ في حال اجتماعها قَبْضَتُه يوم القيامة وفي حديث حنين فأَخذ قُبْضةً من التراب هو بمعنى المَقْبُوض كالغُرْفةِ بمعنى المَغْرُوف وهي بالضم الاسم وبالفتح المرّة ومَقبِضُ السِّكِّينِ والقَوسِ والسيف ومَقْبِضَتُها ما قَبَضْتَ عليه منها بجُمْع الكفّ وكذلك مَقْبِضُ كل شيءٍ التهذيب ويقولون مَقْبِضَةُ السِّكِّينِ ومَقْبِض السيف كل ذلك حيث يُقْبَضُ عليه بجُمع الكفّ ابن شميل المَقْبِضَةُ موضع اليد من القَناة وأَقْبَضَ السيفَ والسكين جعل لهما مَقْبِضاً ورجل قُبَضَةٌ رُفَضةٌ للذي يَتمَسَّكُ بالشيء ثم لا يَلْبَثُ أَن يَدَعَه ويَرْفِضَه وهو من الرِّعاء الذي يَقْبِضُ إِبله فيسُوقُها ويَطْرُدها حتى يُنْهِيها حيث شاء وراعٍ قُبضَةٌ إِذا كان مُنْقَبِضاً لا يتفسَّح في رَعْي غنمه وقَبَضَ الشيءَ قَبْضاً أَخذه وقَبَّضَه المالَ أَعْطاهُ إِيّاه والقَبَضُ ما قُبِضَ من الأَمْوال وتَقْبِيضُ المالِ إِعطاؤه لمن يأْخذه والقَبْضُ الأَخذ بجميع الكف وفي حديث بلال رضي اللّه عنه والتمر فَجَعل يجيءُ به قُبَضاً قُبَضاً وفي حديث مجاهد هي القُبَضُ التي تُعْطى عند الحَصاد وقد روي بالصاد المهملة ودخلَ مالُ فلان في القَبَض بالتحريك يعني ما قُبِضَ من أَموال الناس الليث القَبَضُ ما جُمع من الغنائم فأُلقي في قَبَضِه أَي في مُجْتَمَعِه وفي الحديث أَن سعداً قَتَلَ يوم بدر قَتِيلاً وأَخذ سيفه فقال له أَلْقِه في القَبَضِ والقَبَضُ بالتحريك بمعنى المقبوض وهو ما جُمِع من الغنيمة قبل أَن تُقْسَم ومنه الحديث كان سلمان على قَبَضٍ من قَبَضِ المهاجرين ويقال صار الشيءُ في قَبْضِكَ وفي قَبْضَتِكَ أَي في مِلْكِكَ والمَقْبَضُ المكانُ الذي يُقْبَضُ فيه نادِرٌ والقَبْضُ في زِحافِ الشعر حذف الحرف الخامس الساكن من الجزء نحو النون من فعولن أَينما تصرفت ونحو الياء من مفاعيلن وكلُّ ما حُذف خامسه فهو مَقْبُوض وإِنما سمي مَقْبوضاً لِيُفْصَل بين ما حذف أَوله وآخره ووسطُه وقُبِضَ الرَّجل مات فهو مَقْبُوضٌ وتَقَبَّضَ على الأَمر توَقَّفَ عليه وتَقَبَّضَ عنه اشْمَأَزَّ والانْقِباضُ والقَباضةُ والقَبَضُ إِذا كان مُنْكَمِشاً سريعاً قال الراجز أَتَتْكَ عِيسٌ تَحْمِيلُ المَشِيّا ماءً من الطَّثْرَةِ أَحْوَذِيّا يُعْجِلُ ذا القَباضةِ الوَحِيّا أَن يَرْفَعَ المئْزَرَ عنه شَيّا والقَبِيضُ من الدواب السرِيعُ نقلِ القوائِم قال الطِّرمّاح سَدَتْ بِقَباضةٍ وثَنَتْ بِلِين والقابِضُ السائقُ السرِيعُ السَّوْقِ قال الأَزهري وإِنما سمي السَّوْقُ قَبْضاً لأَنَّ السائق للإِبل يَقْبِضُها أَي يَجْمَعُها إِذا أَراد سوْقَها فإِذا انتشرت عليه تَعَذَّرَ سوْقُها قال وقَبَضَ الإِبلَ يَقْبِضُها قَبّضاً ساقَها سَوْقاً عَنيفاً وفرس قَبِيضُ الشدِّ أَي سَرِيعُ نقلِ القوائم والقَبْضُ السوْق السريع يقال هذا حادٍ قابِضٌ قال الراجز كيْفَ تَراها والحُداةُ تَقْبِضُ بالغَمْلِ لَيْلاً والرِّحالُ تَنْغِضُ
( * قوله « بالغمل » هو اسم موضع كما في الصحاح والمعجم لياقوت )
تَقْبِضُ أَي تسوق سَوْقاً سريعاً وأَنشد ابن بري لأَبي محمد الفقعسي هَلْ لَكِ والعارِضُ مِنْكِ عائضُ في هَجْمةٍ يَغْدِرُ منها القابِضُ ؟ ويقال انْقَبَضَ أَي أَسْرَع في السوْق قال الراجز ولو رَأَت بِنْت أَبي الفَضّاضِ وسُرْعتي بالقَوْمِ وانْقِباضِي والعَيْرُ يَقْبِضُ عانَته يَشُلَّها وعَير قَبّاضة شَلاَّل وكذلك حادٍ قَبَّاضةٌ وقَبَّاضٌ قال رؤبة قَبّاضةٌ بَيْنَ العَنِيفِ واللَّبِقْ قال ابن سيده دخلت الهاء في قَبّاضة للمبالغة وقد انْقَبَضَ بها والقَبْضُ الإِسْراعُ وانْقَبَضَ القومُ سارُوا وأَسْرَعُوا قال آذَنَ جِيرانك بانْقِباضِ قال ومنه قوله تعالى أَوَلم يَرَوْا إِلى الطير فوقهم صافّاتٍ ويَقْبِضْنَ والقُنْبُضةُ من النساء القصيرة والنون زائدة قال الفرزدق إِذا القُنْبُضات السودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى رَقَدْنَ عَلَيْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ والرجل قُنْبُضٌ والضمير في رَقدن يعود إِلى نسوة وصفهن بالنَّعْمةِ والتَّرَفِ إِذا كانت القُنْبُضات السود في خِدْمة وتَعَبٍ قال الأَزهري قول الليث القَبِيضةُ من النساء القصيرة تصحيف والصواب القُنْبُضة بضم القاف والباء وجمعها قُنْبُضات وأَورد ببيت الفرزدق والقَبّاضةُ الحمار السريعُ الذي يَقْبِضُ العانةَ أَي يُعْجِلُها وأَنشد لرؤبة أَلَّفَ شَتَّى لَيْسَ بالرّاعِي الحَمِقْ قَبّاضةٌ بين العَنِيفِ واللَّبِقْ الأَصمعي ما أَدري أَيُّ القَبِيضِ هو كقولك ما أَدري أَيُّ الطَّمْشِ هو وربما تكلموا به بغير حرف النفي قال الراعي أَمْسَتْ أُمَيّةُ للاسْلامِ حائطةً ولِلْقَبِيضِ رُعاةً أَمْرُها الرّشدُ ويقال للرّاعِي الحسَنِ التدْبير الرَّفِيقِ برَعِيَّتِه إِنه لَقُبَضةٌ رُفَضةٌ ومعناه أَنه يَقْبِضُها فيسُوقُها إِذا أَجْدَب لها المَرْتَعُ فإِذا وقَعَت في لُمْعةٍ من الكلإِ رفَضَها حتى تَنْتَشِرَ فَتَرْتَعَ والقَبْضُ ضرب من السَّير والقِبِضَّى العَدْو الشديدُ وروى الأَزهري عن المنذري عن أَبي طالب أَنه أَنشده قولَ الشماخ وتَعْدُو والقِبِضَّى قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى ولم تَدْرِ ما بالي ولم أَدْر ما لَها قال والقِبِضَّى والقِمِصَّى ضرْب من العَدْو فيه نَزْوٌ وقال غيره يقال قَبَضَ بالصاد المهملة يَقْبِضُ إِذا نزا فهما لغتان قال وأَحسَب بيتَ الشمّاخ يُروى وتعدو القِبِصّى بالصاد المهملة

( قرض ) القَرْضُ القَطْعُ قَرَضه يَقْرِضُه بالكسر قَرْضاً وقرَّضَه قطَعه والمِقْراضانِ الجَلَمانِ لا يُفْرَدُ لهما واحد هذا قول أَهل اللغة وحكى سيبويه مِقْراضٌ فأَفْرد والقُراضةُ ما سقَط بالقَرْضِ ومنه قُراضةُ الذَّهب والمِقْراضُ واحد المَقارِيض وأَنشد ابن بري لعدي بن زيد كلّ صَعْلٍ كأَنَّما شَقَّ فِيه سَعَفَ الشَّرْيِ شَفْرتا مِقْراضِ وقال ابن مَيّادةَ قد جُبْتُها جَوْبَ ذِي المِقْراضِ مِمْطَرةً إِذا اسْتَوى مُغْفلاتُ البِيدِ والحدَب
( * قوله « مغفلات » كذا فيما بأَيدينا من النسخ ولعله معقلات جمع معقلة بفتح فسكون فضم وهي التي تمسك الماء )
وقال أَبو الشِّيصِ وجَناحِ مَقْصُوصٍ تَحَيَّفَ رِيشَه رَيْبُ الزَّمان تَحَيُّفَ المِقْراضِ فقالوا مِقْراضاً فأَفْرَدُوه قال ابن بري ومثله المِفْراصُ بالفاء والصاد للحاذِي قال الأَعشى لِساناً كَمِفْراصِ الخَفاجِيِّ ملْحبا وابنُ مِقْرَضٍ دُوَيْبّة تقتل الحمام يقال لها بالفارسية دَلَّهْ التهذيب وابنُ مِقْرَض ذو القوائم الأَربع الطويلُ الظهرِ القَتالُ للحَمام ابن سيده ومُقَرِّضاتُ الأَساقي دُويبة تَخْرِقُها وتَقْطَعُها والقُراضةُ فُضالةُ ما يَقْرِضُ الفأْرُ من خبز أَو ثوب أَو غيرهما وكذلك قُراضاتُ الثوب التي يَقْطَعُها الخَيّاطُ ويَنْفِيها الجَلَمُ والقَرْضُ والقِرْضُ ما يَتَجازَى به الناسُ بينهم ويَتَقاضَوْنَه وجمعه قرُوضٌ وهو ما أَسْلَفَه من إِحسانٍ ومن إِساءة وهو على التشبيه قال أُمية ابن أَبي الصلت كلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُجْزَى قَرْضَه حَسَناً أَو سَيِّئاً أَو مَدِيناً مِثْلَ ما دانا وقال تعالى وأَقْرِضُوا اللّه قَرْضاً حَسَناً ويقال أَقْرَضْتُ فلاناً وهو ما تُعْطِيهِ لِيَقْضِيَكَه وكلُّ أَمْرٍ يَتَجازَى به الناسُ فيما بينهم فهو من القُروضِ الجوهري والقَرْضُ ما يُعْطِيه من المالِ لِيُقْضاه والقِرْضُ بالكسر لغة فيه حكاها الكسائي وقال ثعلب القَرْضُ المصدر والقِرْضُ الاسم قال ابن سيده ولا يعجبني وقد أَقْرَضَه وقارَضَه مُقارَضةً وقِراضاً واسْتَقْرَضْتُ من فلان أَي طلبت منه القَرْضَ فأَقْرَضَني وأَقْرَضْتُ منه أَي أَخذت منه القَرْض وقَرَضْته قَرْضاً وقارَضْتُه أَي جازَيتُه وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله تعالى مَنْذا الذي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حسَناً قال معنى القَرْضِ البَلاء الحسَنُ تقول العرب لك عندي قَرْضٌ حَسَنٌ وقَرْضٌ سَيِّء وأَصل القَرْضِ ما يُعطيه الرجل أَو يفعله ليُجازَى عليه واللّه عزّ وجلّ لا يَسْتَقْرِضُ من عَوَزٍ ولكنه يَبْلُو عباده فالقَرْضُ كما وصفنا قال لبيد وإِذا جُوزِيتَ قَرْضاً فاجْزِه إِنما يَجْزِي الفَتَى ليْسَ الجَمَلْ معناه إِذا أُسْدِيَ إِليكَ مَعْروفٌ فكافِئْ عليه قال والقرض في قوله تعالى منذا الذي يقرض اللّه قرضاً حسناً اسم ولو كان مصدراً لكان إِقْراضاً ولكن قَرْضاً ههنا اسم لكل ما يُلْتَمَسُ عليه الجزاء فأَما قَرَضْتُه أَقْرِضُه قَرْضاً فجازيته وأَصل القَرْضِ في اللغة القَطْعُ والمِقْراضُ من هذا أُخِذ وأَما أَقْرَضْتُه فَقَطَعْتُ له قِطْعَةً يُجازِي عليها وقال الأَخفش في قوله تعالى يُقْرِضُ أَي يَفْعَلُ فِعْلاً حسناً في اتباع أَمر اللّه وطاعته والعَربُ تقول لكل مَن فعلَ إِلَيه خَيْراً قد أَحْسَنْتَ قَرْضِي وقد أَقْرَضْتَني قَرْضاً حسناً وفي الحديث أَقْرِضْ من عِرْضِكَ ليوم فَقْرِكَ يقول إِذا نالَ عِرْضَكَ رجل فلا تُجازِه ولكن اسْتَبْقِ أَجْرَهُ مُوَفَّراً لك قَرْضاً في ذمته لتأْخذه منه يوم حاجتك إِليْهِ والمُقارَضةُ تكون في العَمَلِ السَّيِّء والقَوْلِ السَّيِّء يَقْصِدُ الإنسان به صاحِبَه وفي حديث أَبي الدرداء وإِن قارَضْتَ الناسَ قارَضُوك وإِن تركْتَهم لم يَتْرُكوك ذهَب به إِلى القول فيهم والطَّعْنِ عليهم وهذا من القَطْعِ يقول إِن فَعَلْتَ بهم سُوءاً فعلوا بك مثله وإِن تركتهم لم تَسْلَمْ منهم ولم يَدَعُوك وإِن سَبَبْتَهم سَبُّوكَ ونِلْتَ منهم ونالُوا منك وهو فاعَلْت من القَرْضِ وفي حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه حضَرَه الأَعْرابُ وهم يَسْأَلونه عن أَشياء أَعَلَيْنا حَرَجٌ في كذا ؟ فقال عبادَ اللّهِ رَفَع اللّهُ عَنّا الحَرَجَ إِلا مَنِ اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً وفي رواية من اقْتَرَضَ عِرْضَ مُسْلِمٍ أَراد بقوله اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً أَي قطَعَه بالغِيبة والطّعْنِ عليه ونالَ منه وأَصله من القَرْض القطع وهو افْتِعالٌ منه التهذيب القِراضُ في كلام أَهل الحجاز المُضارَبةُ ومنه حديث الزهري لا تَصْلُحُ مُقارَضةُ مَنْ طُعْمَتُه الحَرامُ يعني القِراضَ قال الزمخشري أَصلها من القَرْضِ في الأَرض وهو قَطْعُها بالسيرِ فيها وكذلك هي المُضارَبةُ أَيضاً من الضَّرْب في الأَرض وفي حديث أَبي موسى وابني عمر رضي اللّه عنهم اجعله قِراضاً القِراضُ المضاربة في لغة أَهل الحجاز وأَقْرَضَه المالَ وغيره أَعْطاه إِيّاهُ قَرْضاً قال فَيا لَيْتَني أَقْرَضْتُ جَلْداً صَبابَتي وأَقْرَضَني صَبْراً عن الشَّوْقِ مُقْرِضُ وهم يَتقارضُون الثناء بينهم ويقال للرجلين هما يَتقارَضانِ الثناءَ في الخير والشر أَي يَتَجازَيانِ قال الشاعر يتَقارَضُون إِذا التَقَوْا في مَوْطِنٍ نَظَراً يُزِيلُ مَواطِئَ الأَقْدامِ أَراد نَظَر بعضِهم إِلى بعض بالبَغْضاء والعَداوَةِ قال الكميت يُتَقَارَضُ الحَسَنُ الجَمِي لُ من التَّآلُفِ والتَّزاوُرْ أََبو زيد قَرَّظَ فلانٌ فلاناً وهما يَتقارَظانِ المَدْحَ إِذا مَدَحَ كلُّ واحد منهما صاحَبه ومثله يتَقارَضان بالضاد وقد قرَّضَه إِذا مَدَحَه أَو ذَمَّه فالتَّقارُظُ في المَدْحِ والخير خاصّةً والتَّقارُضُ إِذا مدَحَه أَو ذَمَّه وهما يتقارضان الخير والشر قال الشاعر إِنَّ الغَنِيَّ أَخُو الغَنِيِّ وإِنما يَتقارَضانِ ولا أَخاً للمُقْتِرِ وقال ابن خالويه يقال يتَقارَظانِ الخير والشرَّ بالظاء أَيضاً والقِرْنانِ يتقارضان النظر إِذا نظر كلُّ واحد منهما إِلى صاحبه شَزْراً والمُقارَضةُ المُضاربةُ وقد قارَضْتُ فلاناً قِراضاً أَي دَفَعْتَ إِليه مالاَ ليتجر فيه ويكون الرِّبْحُ بينكما على ما تَشْتَرِطانِ والوَضِيعةُ على المال واسْتَقْرَضْتُه الشيءَ فأَقْرَضَنِيه قَضانِيه وجاء وقد قرَضَ رِباطَه وذلك في شِدَّةِ العَطَشِ والجُوعِ وفي التهذيب أَبو زيد جاء فلان وقد قَرَض رِباطَه إِذا جاء مجْهُوداً قد أَشْرَفَ على الموت وقرَض رِباطه مات وقرَض فلان أَي مات وقرَضَ فلان الرِّباطَ إِذا مات وقَرِضَ الرجلُ إِذا زالَ من شيءٍ إِلى شيء وانْقَرَضَ القومُ دَرَجُوا ولم يَبْقَ منهم أَحد والقَرِيضُ ما يَرُدُّه البعير من جِرَّتِه وكذلك المَقْرُوضُ وبعضهم يَحْمِلُ قولَ عَبيدٍ حالَ الجَرِيضُ دون القَرِيضِ على هذا ابن سيده قرَض البعيرُ جِرَّتَه يَقْرِضُها وهي قَرِيضٌ مَضَغَها أَو ردَّها وقال كراع إِنما هي الفَرِيضُ بالفاء ومن أَمثال العرب حالَ الجَرِيضُ دون القَرِيض قال بعضهم الجريض الغُصّةُ والقَرِيضُ الجِرَّة لأَنه إِذا غُصَّ لم يَقْدِرْ على قَرْضِ جِرَّتِه والقَرِيضُ الشِّعْر وهو الاسم كالقَصِيدِ والتقْرِيضُ صِناعتُه وقيل في قول عبيد بن الأَبرص حالَ الجَرِيضُ دون القَرِيض الجَرِيضُ الغَصَصُ والقَرِيضُ الشِّعْرُ وهذا المثل لعَبيد بن الأَبرص قاله للمُنْذِر حين أَراد قتله فقال له أَنشدني من قولك فقال عند ذلك حال الجريض دون القريض قال أَبو عبيد القَرْضُ في أَشياء فمنها القَطْعُ ومنها قَرْضُ الفأْر لأَنه قَطْعٌ وكذلك السيْرُ في البِلادِ إِذا قطعتها ومنه قوله إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِف ومنه قوله عزّ وجلّ وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ الشِّمالِ والقَرْضُ قَرْضُ الشعْر ومنه سمي القَرِيضُ والقَرْضُ أَن يَقْرِضَ الرجُلُ المالَ الجوهري القَرْضُ قولُ الشعْر خاصّةً يقال قَرَضْتُ الشعْرَ أَقْرِضُه إِذا قلته والشعر قرِيضٌ قال ابن بري وقد فرق الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ بين الرَّجز والقَرِيضِ بقوله أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضا ؟ كِلَيْهِما أَجِدُ مُسْتَرِيضا وفي حديث الحسن قيل له أَكان أَصْحابُ رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يَمْزَحُون ؟ قال نعم ويَتقارَضُون أَي يقولون القَرِيضَ ويُنشِدُونَه والقَرِيضُ الشِّعْرُ وقرَضَ في سَيرِه يَقْرِضُ قَرْضاً عدَل يَمْنةً ويَسْرَةً ومنه قوله عزّ وجلّ وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ الشِّمالِ قال أَبو عبيدة أَي تُخَلِّفُهم شِمالاً وتُجاوِزُهم وتَقْطَعُهم وتَتْرُكُهم عن شِمالها ويقول الرجل لصاحبه هل مررت بمكان كذا وكذا ؟ فيقول المسؤول قرَضْتُه ذاتَ اليَمينِ ليلاً وقرَضَ المكانَ يَقْرِضُه قرْضاً عدَل عنه وتَنَكَّبَه قال ذو الرمة إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْن أَجْوازَ مُشْرِفٍ شِمالاً وعنْ أَيْمانِهِنَّ الفَوارِسُ ومُشْرِفٌ والفَوارِسُ موضعان يقول نظرت إِلى ظُعُن يَجُزْنَ بين هذين الموضعين قال الفراء العرب تقول قرضْتُه ذاتَ اليمينِ وقرَضْتُه ذاتَ الشِّمالِ وقُبُلاً ودُبُراً أَي كنت بحِذائِه من كلِّ ناحية وقرَضْت مثل حَذَوْت سواء ويقال أَخذَ الأَمرَ بِقُراضَتِه أَي بطَراءَتِه وأَوَّله التهذيب عن الليث التَّقْرِيضُ في كل شيء كتَقْرِيض يَدَي الجُعَل وأَنشد إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ هَوَى له مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَينِ أَفْلَحُ قال الأَزهري هذا تصحيف وإِنما هو التَّفْرِيضُ بالفاء من الفَرْض وهو الحَزُّ وقوائِمُ الجِعْلانِ مُفَرَّضةٌ كأَنَّ فيها حُزوزاً وهذا البيتُ رواه الثِّقاتُ أَيضاً بالفاه مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَينِ وهو في شِعْر الشمَّاخِ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال من أَسماء الخُنْفُساء المَنْدُوسةُ والفاسِياء ويقال لذكرها المُقَرَّضُ والحُوَّازُ والمُدَحْرِجُ والجُعَلُ

( قربض ) القُرُنْبُضةُ القصيرةُ

( قضض ) قَضَّ عليهم الخيلَ يَقُضُّها قَضّاً أَرْسَلها وانْقَضَّتْ عليهم الخيلُ انْتَشَرَتْ وقَضَضْناها عليهم فانْقَضَّتْ عليهم وأَنشد قَضُّوا غِضاباً عليكَ الخيلَ من كَثَب وانْقَضَّ الطائرُ وتَقَضَّضَ وتَقَضَّى على التحويل اخْتاتَ وهَوَى في طَيَرانه يريد الوقوع وقيل هو إِذا هوَى من طيرانه ليَسْقُط على شيء ويقال انْقَضَّ البازي على الصيْدِ وتَقَضَّضَ إِذا أَسْرَعَ في طيرانه مُنْكَدِراً على الصيْدِ قال وربما قالوا تَقَضَّى يَتَقَضَّى وكان في الأَصل تَقَضَّضَ ولما اجتمعت ثلاثُ ضادات قلبت إِحداهن ياء كما قالوا تَمَطَّى وأَصله تَمَطَّط أَي تمدَّد وفي التنزيل العزيز ثم ذهَب إِلى أَهله يَتَمَطَّى وفيه وقد خابَ من دَسّاها وقال العجاج إِذا الكِرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ أَي كسَر جَناحَيْه لِشدَّة طَيرانِه وانْقَضَّ الجِدار تَصَدَّعَ من غير أَن يسقط وقيل انْقَضَّ سقَط وفي التنزيل العزيز فوجَدا فيها جِداراً يُريد أَن ينقضّ هكذا عدَّه أَبو عبيد وغيره ثنائيّاً وجعله أَبو علي ثلاثياً من نقض فهو عنده افْعَلَّ وفي التهذيب في قوله تعالى يُريد أَنْ يَنْقَضَّ أَي يَنْكَسِرَ يقال قَضَضْتُ الشيءَ إِذا دَقَقْتَه ومنه قيل للحَصى الصِّغار قَضَضٌ وانْقَضَّ الجدارُ انْقِضاضاً وانْقاضَ انْقِياضاً إِذا تَصَدَّعَ من غير أَن يَسْقُط فإِذا سقَط قيل تَقَيَّض تَقَيُّضاً وفي حديث ابن الزبير وهَدْم الكَعْبةِ فأَخذَ ابنُ مُطِيعٍ العَتَلَةَ فَعَتَلَ ناحِيةً من الرُّبْضِ فأَقَضَّه أَي جعله قَضَضاً والقَضَضُ الحصَى الصِّغار جمع قضّة بالكسر والفتح وقَضَّ الشيءَ يَقُضُّه قَضّاً كسره وقَضَّ اللُّؤْلؤة يَقُضُّها بالضم قَضّاً ثقَبها ومنه قِضّةُ العَذْراء إِذا فُرِغَ منها واقْتَضَّ المرأَة افْتَرَعَها وهو من ذلك والاسم القِضَّةُ بالكسر وأَخذ قِضَّتَها أَي عُذْرَتها عن اللحياني والقِضّةُ بالكسر عُذْرة الجارية وفي حديث هوازن فاقْتَضَّ الإِداوةَ أَي فتَح رأْسَها من اقْتِضاضِ البِكْر ويروى بالفاء وقد تقدم ومنه قولهم انْقَضَّ الطائر أَي هَوَى انْقِضاضَ الكَواكِب قال ولم يستعملوا منه تَفَعَّلَ إِلا مُبْدَلاً قالوا تَقَضَّى وانْقَضَّ الحائِطُ وقَع وقال ذو الرمة جدا قضّة الآساد وارْتَجَزَتْ له بِنَوْءِ السّماكَينِ الغُيُوثُ الرَّوائحُ
( * قوله « جدا قضة إلخ » وقوله « ويروى حدا قضة إلى قوله الاسد » هكذا فيما بيدنا من النسخ )
ويروى حدا قضة الآساد أَي تبع هذا الجداير الأَسد ويقال جئته عند قضّة النجم أَي عند نَوْئِه ومُطِرْنا بقضّة الأَسَد والقَضَضُ الترابُ يَعْلُو الفِراشَ قَضَّ يَقَضُّ قَضَضاً فهو قَضٌّ وقَضِضٌ وأَقَضَّ صار فيه القَضَضُ قال أَبو حنيفة قيل لأَعرابي كيف رأَيت المطر ؟ قال لو أَلْقَيْتَ بَضْعةً ما قَضَّتْ أَي لم تَتْرَبْ يعني من كَثْرَةِ العُشْبِ واسْتَقَضَّ المكانُ أَقَضَّ عليه ومكانٌ قَضٌّ وأَرض قَضَّةٌ ذاتُ حَصىً وأَنشد تُثِيرُ الدَّواجِنَ في قَضَّة عِراقِيّة وسطها للفَدُورْ وقضَّ الطعامُ يَقَضُّ قَضَضاً فهو قَضِضٌ وأَقَضَّ إِذا كان فيه حَصىً أَو تراب فوَقع بين أَضراسِ الآكِل ابن الأَعرابي قَضَّ اللحمُ إِذا كان فيه قَضَضٌ يَقَعُ في أَضْراسِ آكِلِه شِبْه الحصَى الصِّغار ويقال اتَّقِ القِضَّةَ والقَضَّةَ والقَضَضَ في طَعامِك يريد الحصى والتراب وقد قَضِضْت الطعام قَضَضاً إِذا أَكلْتَ منه فوقع بين أَضْراسِكَ حَصىً وأَرض قِضّةٌ وقَضَّة كثيرة الحجارة والتراب وطعامٌ قَضٌّ ولحم قَضٌّ إِذا وقع في حصى أَو تراب فوُجِد ذلك في طَعْمِه قال وأَنتم أَكلتم لحمه تراباً قَضّا والفعلُ كالفعل والمصدر كالمصدر والقِضّة والقَضّةُ الحصى الصغار والقِضّة والقَضّة أَيضاً أَرض ذاتُ حَصى قال الراجز يصف دلواً قد وَقَعَتْ في قِضّةٍ مِن شَرْجِ ثم اسْتَقَلَّتْ مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ وأَقَضَّتِ البَضْعةُ بالتُّراب وقَضَّتْ أَصابَها منه شيء وقال أَعرابي يصف خِصْباً مَلأَ الأَرض عُشْباً فالأَرضُ اليومَ لو تُقْذَفُ بها بَضْعةٌ لم تَقَضَّ بتُرْب أَي لم تَقَع إِلا على عشب وكلُّ ما نالَه ترابٌ من طعام أَو ثوب أَو غيرهما قَضٌّ ودِرْعٌ قَضَّاء خَشِنةُ المَسّ من جِدَّتِها لم تَنْسَحِقْ بَعْدُ مشتق من ذلك وقال أَبو عمرو هي التي فُرِغَ من عَمَلِها وأُحْكِمَ وقد قَضَيْتُها قال النابغة ونَسْجُ سُلَيْمٍ كلّ قَضَّاء ذائل قال بعضهم هو مشتق من قَضَيْتُها أَي أَحكمتُها قال ابن سيده وهذا خطأٌ في التصريف لأَنه لو كان كذلك لقال قَضْياء وأَنشد أَبو عمرو بيت الهذلي وتَعاوَرا مَسْرُودَتَيْن قَضاهُما داودُ أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ قال الأَزهري جعل أَبو عمرو القَضَّاء فَعّالاً من قَضى أَي حكَمٍ وفَرغَ قال والقَضَّاء فَعْلاء غير منصرف وقال شمر القَضَّاء من الدُّرُوع الحَدِيثةُ العَهْدِ بالجِدّةِ الخَشِنةُ المَسِّ من قولك أَقَضَّ عليه الفِراشُ وقال ابن السكيت في قوله كلّ قَضَّاء ذائل كلُّ دِرْع حديثة العمل قال ويقال القضَّاء الصُّلْبةُ التي امْلاس في مَجَسَّتها قضة
( * قوله « ويقال القضاء إلخ » كذا بالأصل وشرح القاموس » )
وقال ابن السكيت القَضَّاء المَسْمُورةُ من قولهم قض الجَوْهرة إِذا ثَقَبَها وأَنشد كأَنَّ حصاناً قَضَّها القَيْنُ حُرَّةٌ لدى حيْثُ يُلْقى بالفِناء حَصِيرُها شَبَّهها على حَصِيرها وهو بِساطُها بدُرّة في صَدَفٍ قَضَّها أَي قَضَّ القينُ عنها صدَفها فاستخرجها ومنه قِضَّةُ العَذْراء وقَضَّ عليه المَضْجَعُ وأَقَضَّ نَبا قال أَبو ذؤيب الهذلي أَمْ ما لِجَنْبِكَ لا يُلائِمُ مَضْجَعاً إِلا أَقَضَّ عليكَ ذَاكَ المَضْجَعُ وأَقَضَّ عليه المَضْجَعُ أَي تَتَرَّبَ وخَشُنَ وأَقضَّ اللّهُ عليه المضجعَ يتعدَّى ولا يتعدَّى واستَقَضَّ مضجَعُه أَي وجدَه خَشِناً ويقال قَضَّ وأَقَضَّ إِذا لم ينَمْ نَوْمةً وكان في مضجَعِه خُشْنةٌ وأَقَضَّ على فلان مضجَعُه إِذا لم يَطْمَئِنَّ به النومُ وأَقَضَّ الرجلُ تَتَبَّع مَداقَّ الأُمور والمَطامعَ الدَّنِيئةَ وأَسَفَّ على خِساسِها قال ما كُنْتَ مِنْ تَكَرُّمِ الأَعْراضِ والخُلُقِ العَفّ عن الإِقْضاضِ وجاؤوا قَضَّهم بقَضِيضِهم أَي بأَجْمَعهم وأَنشد سيبويه للشماخ أَتَتْني سُلَيْمٌ قَضَّها بِقَضِيضِها تُمَسِّحُ حَوْلي بالبَقِيعِ سِبالَها وكذلك جاؤوا قَضَّهم وقَضِيضَهم أَي بجمْعهم لم يدَعُوا وراءهم شيئاً ولا أَحَداً وهو اسم منصوب موضوع موضع المصدر كأَنه قال جاؤوا انْقِضاضاً قال سيبويه كأَنه يقول انْقَضَّ آخِرُهم على أَوَّلهم وهو من المَصادِر الموْضُوعةِ موضِع الأَحْوالِ ومن العرب من يُعْرِبه ويُجريه على ما قبله وفي الصحاح ويُجْرِيه مُجْرى كلِّهم وجاء القومُ بقَضِّهم وقَضِيضِهم عن ثعلب وأَبي عبيد وحكى أَبو عبيد في الحديث يؤْتى بقَضِّها وقِضِّها وقَضِيضِها وحكى كراع أَتَوْني قَضُّهم بقَضِيضِهم ورأَيتهم قَضَّهم بقَضِيضِهم ومررت بهم قَضَّهم وقَضِيضِهم أَبو طالب قولهم جاء بالقَضِّ والقَضِيض فالقَضُّ الحَصى والقَضِيضُ ما تكسَّر منه ودَقَّ وقال أَبو الهيثم القَضُّ الحصى والقَضِيضُ جمع مثلُ كَلْب وكَليب وقال الأَصمعي في قوله جاءتْ فَزارةُ قَضُّها بقَضِيضِها لم أَسمعهم يُنْشدون قَضُّها إِلا بالرفع قال ابن بري شاهد قوله جاؤوا قضَّهم بقضيضهم أَي بأَجمعهم قولُ أَوْس بن حَجَر وجاءتْ جِحاشٌ قَضَّها بقَضِيضِها بأَكثَر ما كانوا عَدِيداً وأَوْكَعُوا
( * قوله « وأَوكعوا » في شرح القاموس أي سمنوا ابلهم وقووها ليغيروا علينا )
وفي الحديث يُؤْتى بالدنيا بقَضَّها وقَضِيضِها أَي بكل ما فيها من قولهم جاؤوا بقَضِّهم وقَضِيضِهم إِذا جاؤوا مجتمعين يَنْقَضُّ آخِرُهم على أَوَّلهم من قولهم قَضَضْنا عليهم الخيلَ ونحن نقُضُّها قَضّاً قال ابن الأَثير وتلخيصه أَن القَضَّ وُضِع موضع القاضِّ كزَوْرٍ وصَوْمٍ بمعنى زائر وصائم والقَضِيض موضعَ المَقْضُوضِ لأَن الأَوّل لتقدمه وحمله الآخِر على اللِّحاق به كأَنه يقُضُّه على نفسه فحقيقتُه جاؤوا بمُسْتَلْحَقِهم ولاحقِهِم أَي بأَوّلِهم وآخِرهم قال وأَلْخَصُ من هذا كلّه قولُ ابن الأَعرابي إِنَّ القَضِّ الحصى الكِبارُ والقَضِيض الحصى الصِّغارُ أَي جاؤوا بالكبير والصغير ومنه الحديث دخلت الجنةَ أُمّةٌ بقَضِّها وقَضِيضِها وفي حديث أَبي الدحداح وارْتَحِلي بالقَضِّ والأَوْلادِ أَي بالأَتْباع ومَن يَتَّصِلُ بكِ وفي حديث صَفْوانَ بن مُحْرِز كان إِذا قرأَ هذه الآية وسَيعْلَمُ الذين ظلَموا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون بكى حتى يُرى لقدِ انْقدّ
( * قوله « انقد » كذا بالنهاية أَيضاً وبهامش نسخة منها اندق أي بدل انقد وهو الموجود في مادة قصص منها ) قَضِيضُ زَوْرِه هكذا رُوي قال القتيبي هو عندي خطأ من بعض النقَلةِ وأَراه قَصَص زَوْرِه وهو وسَطُ صَدْرِه وقد تقدم قال ويحتمل إنْ صحت الرواية أَن يُراد بالقَضِيضِ صِغارُ العِظام تشبيهاً بصِغارِ الحَصى وفي الحديث لو أَنَّ أَحدَكم انْقَضَّ مما صُنِعَ بابن عَفَّانَ لَحَقَّ له أَن يَنْفَضَّ قال شمر أَي يتقطَّع وقد روي بالقاف يكاد يَنْقَضُّ الليث القضَّةُ أَرْضٌ مُنْخَفِضةٌ ترابها رَمْل وإِلى جانِبِها متن مُرْتَفِعٌ وجمعها القِضُونَ
( * قوله « القضون » كذا بالأَصل والذي في شرح القاموس عن الليث وجمعها القضض ا ه يعني بكسر ففتح كما هو مشهور في فعل جمع فعلة ) وقول أَبي النجم بلْ مَنْهل ناءٍ عن الغياضِ هامي العَشِيّ مُشْرِف القَضْقاضِ
( * قوله « هامي » بالميم وفي شرح القاموس بالباء )
قيل القِضْقاضُ والقَضْقاضُ ما اسْتَوى من الأَرض يقول يسْتَبينُ القِضْقاضُ في رأْي العين مُشْرِفاً لبعده والقَضِيضُ صوت تسمعه من النِّسْعِ والوتَر عند الإِنْباضِ كأَنه قُطِعَ وقد قَضَّ يَقِضُّ قَضِيضاً والقِضاضُ صَخْر يركَب بعضُه بعضاً كالرِّضام وقال شمر القضّانةُ الجبل يكون أَطباقاً وأَنشد كأَنَّما قَرْعُ أَلْحِيها إِذا وَجَفَتْ قَرْعُ المَعاوِلِ في قضَّانة قلَع قال القَلَعُ المُشْرِفُ منه كالقَلَعة قال الأَزهري كأَنه من قَضَضْتُ الشيءَ أَي دَقَقْتُه وهو فُعْلانة
( * قوله « فعلانة » ضبط في الأَصل بضم الفاء ومنه يعلم ضم قاف قضانة واستدركه شارح القاموس عليه ولم يتعرض لضبطه ) منه وفي نوادر الأَعراب القِضّةُ الوَسْمُ قال الراجز مَعْروفة قِضَّتها رُعْن الهامْ والقَضّةُ بفتح القاف الفَضَّةُ وهي الحجارة المُجْتَمِعةُ المُتَشَقِّقةُ والقَضْقَضَة كسْرُ العِظام والأَعْضاء وقَضْقَضَ الشيءَ فَتَقَضْقَضَ كسَّره فتكسَّر ودقَّه والقَضْقَضَةُ صوتُ كسْرِ العظام وقَضَضْتُ السويقَ وأَقْضَضْتُه إِذا أَلقيتَ فيه سكَّراً يابساً وأَسد قَضْقاضٌ وقُضاقِضٌ يحْطِم كلّ شيءٍ ويُقَضْقِضُ فَرِيسَتَه قال رؤْبة بن العجاج كمْ جاوَزَتْ من حَيَّةٍ نَضْناضِ وأَسَدٍ في غِيلِه قَضْقاضِ وفي حديث مانِع الزكاة يُمَثَّلُ له كَنْزُه شُجاعاً فيُلْقِمُه يدَه فيُقَضْقِضُها أَي يُكَسِّرُها وفي حديث صَفِيَّةَ بنتِ عبدِ المُطَّلِب فأَطَلَّ علينا يَهُودِيٌّ فقمت إِليه فضرَبْتُ رأْسَه بالسيف ثم رميت به عليهم فتَقَضْقَضُوا أَي انْكَسَرُوا وتفرَّقُوا شمر يقال قَضْقَضْتُ جنبه من صُلْبِه أَي قَطَعْتُه والذئبُ يُقَضْقِضُ العِظام قال أَبو زيد قَضْقَضَ بالتَّأْبِينِ قُلَّةَ رأْسِه ودَقَّ صَلِيفَ العُنْقِ والعُنْقُ أَصْعَرُ وفي الحديث أَنَّ بعضهم قال لو أَن رجلاً انْفَضَّ انْفِضاضاً مما صُنِعَ بابن عَفَّان لَحَقَّ له أَن يَنْفَضَّ قال شمر ينفض بالفاء يريد يَتَقَطَّع وقد انْقَضَّتْ أَوْصالُه إِذا تفرَّقَت وتقطَّعَت قال ويقال قَضَّ فا الأَبْعَدِ وفَضَّه والفَضُّ أَن يَكْسِر أَسنانَه قال ويُرْوى بيتُ الكُمَيْت يَقُضُّ أُصولَ النخلِ من نَخَواتِه بالفاء والقاف أَي يقْطَعُ ويرْمي به والقَضَّاء من الإِبل ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين والقَضَّاء من الناس الجِلَّةُ وإِن كان لا حسَب لهم بعد أَن يكونوا جِلَّةً في أَبْدانٍ وأَسنان ابن بري والقَضَّاء من الإِبل ليس من هذا الباب لأَنها من قضى يَقْضي أَي يُقْضى بها الحُقوقُ والقَضَّاء من الناس الجِلَّةُ في أَسنانهم الأَزهري القِضَةُ بتخفيف الضاد ليست من حدّ المُضاعَف وهي شجرة من شجر الحَمْضُ معروفة وروي عن ابن السكيت قال القضة نبت يُجْمع القِضِينَ والقِضُونَ قال وإِذا جمعته على مثل البُرى قلت القِضى وأَنشد بِساقَيْنِ ساقَيْ ذِي قِضِينَ تَحُشُّه بأَعْوادِ رَنْدٍ أَو أَلاوِيةً شُقْرا قال وأَما الأَرضُ التي ترابُها رمل فهي قِضَّةٌ بتشديد الضاد وجمعها قِضَّاتٌ قال وأَما القَضْقاضُ فهو من شجر الحَمْضِ أَيضاً ويقال إِنه أُشْنانُ أَهل الشام ابن دريد قِضَّةُ موضع معروف كانت فيه وَقْعة بين بَكْر وتَغْلِب سمي يوم قِضَّة شَدَّد الضادَ فيه أَبو زيد قِضْ خفيفةً حكايةُ صوتِ الرُّكْبة إِذا صاتَتْ يقال قالت رُكْبَته قِضْ وأَنشد وقَوْل رُكْبَتِها قِضْ حين تَثْنِيها

( قعض ) القَعْضُ عَطْفُك الخشبةَ كما تُعْطَفُ عُروشُ الكَرْم والهَوْدَج قَعَضَ رأْسَ الخشبة قَعْضاً فانْقَعَضَت عَطَفَها وخشبة قَعْضٌ مَقْعوضةٌ وقَعَضَه فانْقَعَضَ أَي انْحَنى قال رؤبة يخاطب امرأَته إِمّا تَرَيْ دَهْراً حناني حَفْضا أَطْرَ الصِّناعَيْنِ العَريشَ القَعْضا فقد أُفَدَّى مِرْجَماً مُنْقَضَّا القَعْضُ المَقْعُوضُ وُصف بالمصدر كقولك ماء غَوْرٌ قال ابن سيده عندي أَن القَعْضَ في تأْويل مفعول كقولك دِرْهم ضرْبٌ أَي مَضْروبٌ ومعناه إِن تَرَيْني أَيَّتُها المرأَة أَن الهَرَم حَناني فقد كنت أُفَدَّى في حالِ شبابي بِهِدايتي في المَفاوِز وقُوَّتي على السفَر وسقطت النون من تَرَيْن للجزم بالمُجازاة وما زائدة والصَّناعَيْن تثنيةُ امرأَةٍ صَناعٍ والعَرِيشُ هنا الهَوْدَجُ وقال الأَصمعي العريشُ القَعْضُ الضيِّقُ وقيل هو المُنْفَك

( قنبض ) القُنْبُضُ القصير والأُنثى قُنْبُضةٌ قال الفرزدق إِذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحى رَقَدْنَ عليهِنّ الحِجالُ المُسَجَّفُ

( قوض ) قَوَّضَ البناء نقَضَه من غير هَدْم وتَقَوَّض هو انْهَدَمَ مكانه وتقَوَّضَ البيتُ تقَوُّضاً وقوَّضْتُه أَنا وفي حديث الاعتكاف فأَمرَ ببنائه فقُوِّضَ أَي قُلِع وأُزِيلَ وأَراد بالبناء الخِباءَ ومنه تقْويضُ الخِيام وتقَوَّضَ القومُ وتقَوّضَتِ الحَلَقُ والصُّفوفُ منه وقوّضَ القومُ صُفوفَهم وتقَوَّضَ البيتُ وتقَوَّزَ إِذا انهدم سواء أَكان بيتَ مدَر أَو شعَر وتقوّضت الحَلَقُ انتقضتْ وتفرَّقتْ وهي جمع حَلْقةٍ من الناس وفي الحديث عن عبد اللّه بن مسعود قال كنا مع النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في سفَر فنزلنا منزلاً فيه قرْيةُ نَمل فأَحْرقناها فقال لنا لا تُعَذِّبوا بالنار فإِنه لا يُعذب بالنار إِلاَّ رَبُّها قال ومررنا بشجرة فيها فَرْخا حُمّرةٍ فأَخذناهما فجاءت الحُمّرةُ إِلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وهي تَقَوَّضُ فقال من فَجَعَ هذه بفَرْخَيْها ؟ قال فقلنا نحن قال رُدُّوهما فرددناهما إِلى موضعهما قال أَبو منصور تقَوَّضُ أَي تَجيء وتذْهَبُ ولا تَقَرُّ

( قيض ) القَيْضُ قِشرةُ البَيْضة العُلْيا اليابسةُ وقيل هي التي خرج فرْخُها أَو ماؤها كلُّه والمَقِيضُ موضِعُها وتَقَيَّضَتِ البيضةُ تَقَيُّضاً إِذا تكسرت فصارت فِلَقاً وانْقاضَت فهي مُنْقاضةٌ تَصدَّعَت وتشقَّقت ولم تَفَلَّقْ وقاضَها الفرْخُ قَيضاً شقها وقاضَها الطائرُ أَي شقها عن الفرخ فانقاضت أَي انشقّت وأَنشد إِذا شِئت أَن تَلْقَى مَقِيضاً بقَفْرةٍ مُفَلَّقةٍ خِرْشاؤها عن جَنِينِها والقَيْضُ ما تَفَلَّقَ من قُشور البيض والقَيْضُ البيض الذي قد خَرج فرْخُه أَو ماؤُه كله قال ابن بري قال الجوهري والقَيْضُ ما تفلَّق من قُشور البيض الأَعلى صوابه من قِشْر البيض الأَعلى بإفراد القشر لأَنه قد وصفه بالأَعلى وفي حديث عليّ رضوان اللّه عليه لا تكونوا كقَيْض بَيْضٍ في أَداحٍ يكون كسْرُها وِزْراً ويخرج ضغانها
( * قوله « ضغانها » كذا بالأَصل وفي النهاية هنا حضانها ) شرّاً القَيْضُ قِشْر البيض وفي حديث ابن عباس إِذا كان يوم القيامة مُدّتِ الأَرضُ مَدّ الأَديم وزِيدَ في سَعَتها وجُمع الخلقُ جِنُّهم وإِنْسُهم في صَعيدٍ واحد فإِذا كان كذلك قِيضَتْ هذه السماء الدنيا عن أَهلها فنُثِرُوا على وجه الأَرض ثم تُقاضُ السمواتُ سماء فسماء كلما قِيضَت سماء كان أَهلُها على ضِعْفِ مَن تحتَها حتى تُقاضَ السابعةُ في حديث طويل قال شمر قِيضَت أَي نُقِضَتْ يقال قُضْتُ البِناء فانْقاضَ قال رؤبة أَفْرخ قَيْض بَيْضِها المُنْقاضِ وقيل قِيضت هذه السماء عن أَهلها أَي شُقَّتْ من قاضَ الفرْخُ البيضةَ فانْقاضَتْ قال ابن الأَثير قُضْتُ القارُورةَ فانْقاضَت أَي انْصَدَعَت ولم تَتَفَلَّقْ قال ذكرها الهروي في قوض من تَقْوِيضِ الخِيام وأَعاد ذكرها في قيض وقاضَ البئرَ في الصخْرةِ قَيْضاً جابَها وبئر مَقِيضةٌ كثيرة الماء وقد قِيضَتْ عن الجبلة وتَقَيَّضَ الجِدارُ والكَثِيبُ وانْقاضَ تهدَّم وانْهالَ وانْقاضَت الرَّكِيَّةُ تكسَّرت أَبو زيد انْقاضَ الجِدارُ انْقِياضاً أَي تصدّع من غير أَن يسقط فإِن سقط قيل تَقَيَّضَ تَقَيُّضاً وقيل انْقاضَت البئرُ انْهارَت وقوله تعالى جِداراً يُريد أَن يَنْقَضَّ وقرئ يَنْقاضَ ويَنْقاضَ بالضاد والصاد فأَمّا يَنْقَضَّ فيسقط بسرْعة من انقضاض الطير وهذا من المضاعف وأَما يَنْقاضَ فإِنَّ المنذري روى عن أَبي عمرو انْقاضَ وانْقاضَ واحد أَي انشقّ طولاً قال وقال الأَصمعي المُنْقاضُ المُنْقَعِرُ من أَصله والمُنْقاضُ المنشق طولاً يقال انْقاضَتِ الرَّكِيّةُ وانقاضَت السِّنّ أَي تشققت طولاً وأَنشد لأَبي ذؤيب فِراقٌ كَقَيْضِ السنّ فالصَّبْرَ إِنّه لكلِّ أُناسٍ عَثْرةٌ وجُبورُ ويروى بالصاد أَبو زيد انْقَضَّ انْقِضاضاً وانْقاضَ انْقِياضاً كلاهما إِذا تصدّع من غير أَن يسقُط فإِن سقط قيل تَقَيَّضَ تَقَيُّضاً وتقَوَّضَ تقَوُّضاً وأَنا قوّضْتُه وانْقاضَ الحائطُ إِذا انهدمَ مكانه من غير هَدْمٍ فأَمّا إِذا دُهْوِرَ فسقط فلا يقال إِلا انْقَضَّ انْقِضاضاً وقُيِّضَ حُفِرَ وشُقَّ وقايَضَ الرجلَ مُقايضةً عارضه بمتاع وهما قَيِّضانِ كما يقال بَيِّعانِ وقايَضَهُ مُقايضةً إِذا أَعطاه سِلْعةً وأَخذ عِوَضَها سِلْعةً وباعَه فرَساً بفرسَيْن قَيْضَيْن والقَيْضُ العِوَضُ والقَيْضُ التمثيلُ ويقال قاضَه يَقِيضُه إِذا عاضَه وفي الحديث إِن شئتَ أَقِيضُكَ به المُخْتارةَ من دُروعِ بدْر أَي أُبْدِلُكَ به وأُعَوِّضُكَ عنه وفي حديث معاوية قال لسعيد بن عُثمان بن عفّان لو مُلِئَتْ لي غُوطةُ دِمَشْقَ رِجالاً مِثْلَكَ قِياضاً بيَزِيدَ ما قَبِلْتُهم أَي مُقايَضةً به الأَزهريُّ ومن ذوات الياء أَبو عبيد هما قَيْضانِ أَي مِثْلان وقَيَّضَ اللّه فلاناً لفلان جاءه به وأَتاحَه له وقَيَّضَ اللّه قَرِيناً هَيَّأَه وسَبَّبَه من حيث لا يَحْتَسِبُه وفي التنزيل وقَيَّضْنا لهم قُرنَاء وفيه ومَن يَعْشُ عن ذِكر الرحمن نُقَيِّضْ له شَيْطاناً قال الزجاج أَي نُسَبِّبْ له شيطاناً يجعل اللّه ذلك جَزاءه وقيضنا لهم قُرناء أَي سبَّبْنا لهم من حيث لم يَحْتَسِبوه وقال بعضهم لا يكون قَيَّضَ إِلا في الشرّ واحتج بقوله تعالى نقيض له شيطاناً وقيضنا لهم قرناء قال ابن بري ليس ذلك بصحيح بدليل قوله صلّى اللّه عليه وسلّم ما أَكْرَم شابٌّ شَيْخاً لسِنِّه إِلاَّ قَيَّضَ له اللّه مَن يُكْرِمُه عند سِنِّه أَبو زيد تَقَيَّضَ فلان أَباه وتَقَيَّلَه تقَيُّضاً وتقَيُّلاً إِذا نزَع إِليه في الشَّبَه ويقال هذا قَيْضٌ لهذا وقِياضٌ له أَي مساوٍ له ابن شميل يقال لسانه قَيِّضةٌ الياء شديدة واقْتاضَ الشيءَ استأْصَلَه قال الطرمّاح وجَنَبْنا إِليهِم الخيلَ فاقْتِي ضَ حِماهم والحَرْبُ ذاتُ اقْتِياضِ والقَيِّضُ حجر تُكْوى به الإِبل من النُّحاز يؤخذ حجر صغير مُدَوَّر فيُسَخَّنُ ثم يُصْرَعُ البعيرُ النَّحِزُ فيوضع الحجر على رُحْبَيَيْهِ قال الراجز لَحَوْت عَمْراً مِثْلَ ما تُلْحَى العَصا لَحْواً لو انَّ الشَّيبَ يَدْمَى لَدَما كَيَّكَ بالقَيْضِ قدْ كان حَمَى مواضِعَ النّاحِزِ قد كان طنَى وقَيْضَ إِبله إِذا وسَمَها بالقَيِّضِ وهو هذا الحجر الذي ذكرناه أَبو الخطّابِ القَيِّضةُ حجَر تُكْوى به نُقَرةُ الغنم

( كرض ) الكَرِيضُ ضرْب من الأَقِط وصنعته الكِراضُ وهو جُبْن يَتحَلَّبُ عنه ماؤه فَيَمْصُلُ كقوله من كَرِيضٍ مُنَمِّس وقد كَرَضُوا كِراضاً حكاه العين قال أَبو منصور أَخطأَ الليث في الكَرِيضِ وصحَّفه والصواب الكَرِيصُ بالصاد غير المعجمة مسموعٌ من العرب وروي عن الفرّاء قال الكَرِيصُ والكَرِيزُ بالزاي الأَقط وهكذا أَنشده وشاخَسَ فاه الدَّهْر حتى كأَنه مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَرِيصِ الضَّوائن وثِيرانُ الكَرِيصِ جمع ثَوْر الأَقِط والضوائن البِيضُ من قِطَعِ الأَقِط قال والضاد فيه تصحيف مُنْكَر لا شك فيه والكِراضُ ماء الفحل وكَرَضَت الناقةُ تَكْرِضُ كَرْضاً وكُرُوضاً قَبِلَت ماء الفحل بعدما ضرَبَها ثم أَلْقَتْه واسم ذلك الماء الكِراضُ والكِراضُ في لغة طيِّء الخِداجُ والكِراضُ حَلَقُ الرَّحِم واحدها كِرْضٌ وقال أَبو عبيدة واحدتها كُرْضةٌ بالضم وقيل الكِراضُ جمع لا واحد له وقولُ الطِّرمَّاحِ سَوْفَ تُدْنِيكَ من لَمِيسَ سَبَنْتا ةٌ أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ أَضْمَرَتْه عشرينَ يَوْماً ونِيلَتْ حِينَ نِيلَتْ يَعارَةً في عِراضِ يجوز أَن يكون أَراد بالكِراضِ حَلَقَ الرَّحِم ويجوز أَن يريد به الماء فيكونَ من إِضافة الشيء إِلى نفسه قال الأَصمعي ولم أَسمع ذلك إِلا في شعر الطرماح قال ابن بري الكِراضُ في شعر الطرماح ماءُ الفحل قال فيكون على هذا القول من باب إِضافة الشيء إِلى نفسه مثل عِرْقِ النِّسا وحبّ الحَصِيدِ قال والأَجودُ ما قاله الأَصمعي من أَنه حلَق الرحم ليَسْلَمَ من إِضافة الشيء إِلى نفسه وصَفَ هذه الناقةَ بالقوة لأَنها إِذا لم تَحْمِل كان أَقوى لها أَلا تراه يقول أَمارت بالبول ماء الكراض بعد أَن أَضمرته عشرين يوماً ؟ واليَعارةُ أَن يُقادَ الفحلُ إِلى الناقةِ عند الضِّرابِ مُعارَضةً إِن اشْتَهَت ضرَبَها وإِلا فلا وذلك لكَرَمِها قال الراعي قلائصَ لا يُلقَحْنَ إِلا يَعارةً عِراضاً ولا يُشْرَيْنَ إِلا غَوالِيا الأَزهري قال أَبو الهيثم خالَفَ الطرماحُ الأُمَويَّ في الكِراضِ فجعل الطرماحُ الكِراضَ الفحلَ وجعله الأُمَويُّ ماء الفَحْل وقال ابن الأَعرابي الكِراضُ ماءُ الفحل في رحم الناقة وقال الجوهري الكِراضُ ماءُ الفحل تَلْفِظُه الناقةُ من رَحِمِها بعدما قَبِلَتْه وقد كَرَضَتِ الناقةُ إِذا لَفَظَتْه وقال الأَصمعي الكِراضُ حلَقُ الرَّحِمِ وأَنشد حيثُ تُجِنُّ الحَلَقَ الكِراضا قال الأَزهري الصواب في الكِراضِ ما قاله الأُموي وابن الأعْرابي وهو ماء الفَحْل إِذا أَرْتَجَتْ عليه رَحِمُ الطَّروقةِ أَبو الهيثم العرب تدْعُو الفُرْضةَ التي في أَعْلى القَوْسِ كرُضةً وجمعها كِراضٌ وهي الفُرْضة التي تكون في طَرفِ أَعلى القَوْسِ يُلْقَى فيها عَقْدُ الوَتَرِ

( لضض ) رجل لَضٌّ مُطَّردٌ واللَّضْلاضُ الدَّلِيلُ يقال دلِيلٌ لَضْلاضٌ أَي حاذِقٌ ولَضْلَضَتُه التِفاتُه يميناً وشمالاً وتحَفُّظُه وأَنشد وبَلَدٍ يَعْيا على اللَّضْلاضِ أَيْهَمَ مُغْبَرِّ الفِجاجِ فاضي
( * قوله « وبلد يعيا » في الصحاح وبلدة تغبى )
أَي واسِعٍ من الفَضاء

( لعض ) لعَضَه بلسانه إِذا تناوله لغة يمانية واللَّعْوَضُ ابن آوَى يمانية

( محض ) المَحْضُ اللبنُ الخالِصُ بلا رَغْوة ولَبنٌ محْضٌ خالِصٌ لم يُخالِطْه ماء حُلْواً كان أَو حامضاً ولا يسمى اللبنُ مَحْضاً إِلا إِذا كان كذلك ورجل ماحِضٌ أَي ذُو مَحْضٍ كقولك تامِرٌ ولابِنٌ ومَحَضَ الرجلَ وأَمْحَضَه سَقاه لبناً مَحْضاً لا ماء فيه وامْتَحَضَ هو شَرِبَ المَحْضَ وقد امْتَحَضَه شارِبُه ومنه قول الشاعر امْتَحِضا وسَقِّياني ضَيْحَا فقد كَفَيْتُ صاحِبَيَّ المَيْحا ورجل مَحِضٌ وماحِضٌ يشتهي المحْضَ كلاهما على النسب وفي حديث عمر لما طُعِنَ شَرِبَ لبناً فخرج مَحْضاً أَي خالِصاً على جِهته لم يختلط بشيء وفي الحديث بارِكْ لهم في مَحْضِها ومَخْضِها أَي الخالِص والمَمْخُوض وفي حديث الزكاة فاعْمِدْ إِلى شاةٍ مُمْتلِئةٍ شحْماً ومَحْضاً أَي سَمِينةٍ كثيرة اللبن وقد تكرر في الحديث بمعنى اللبن مطلقاً والمَحْضُ من كل شيء الخالِصُ الأَزهري كلُّ شيء خَلَصَ حتى لا يشُوبه شيء يُخالِطُه فهو مَحضٌ وفي حديث الوَسْوَسَةِ ذلك مَحْضُ الإِيمانِ أَي خالِصُه وصَرِيحُه وقد قدمنا شرح هذا الحديث وأَتينا بمعناه في ترجمة صرح ورجل مَمْحُوضُ الضَّرِيبةِ أَي مُخَلَّصٌ قال الأَزهري كلام العرب رجل ممْحُوصُ الضَّرِيبة بالصاد إِذا كان مُنَقَّحاً مُهَذَّباً وعربي مَحْضٌ خالِصُ النسب ورجل مَمْحوضُ الحسَب مَحْضٌ خالِصٌ ورجل محضُ الحسب خالِصُه والجمع مِحاضٌ قال تَجِدْ قوْماً ذَوِي حسَبٍ وحالٍ كِراماً حيْثُما حُسِبُوا مِحاضا والأُنثى بالهاء وفضة مَحْضةٌ ومَحْضٌ وممحوضةٌ كذلك قال سيبويه فإِذا قلت هذه الفضةُ مَحْضاً قلته بالنصب اعتماداً على المصدر ابن سيده وقالوا هذا عربي مَحْضٌ ومَحْضاً الرفع على الصفة والنصب على المصدر والصِّفة أَكثر لأَنه من اسم ما قبله الأَزهري وقال غير واحد هو عربي مَحْض وامرأَة عربية مَحْضَةٌ ومَحْضٌ وبَحْتٌ وبَحْتَةٌ وقَلْبٌ وقَلْبةٌ الذكر والأُنثى والجمع سواء وإِن شئت ثَنَّيْتَ وجمَعْتَ وقد مَحُضَ بالضم مُحُوضةً أَي صار مَحْضاً في حسَبه وأَمْحَضَه الودَّ وأَمْحَضَه له أَخْلَصَه وأَمْحَضَه الحديث والنصِيحةَ إِمْحاضاً صدَقَه وهو من الإِخْلاص قال الشاعر قل للغَواني أَما فِيكُنَّ فاتِكَةٌ تَعْلُو اللَّئِيمَ بِضَرْبٍ فيه إِمْحاضُ ؟ وكل شيء أَمْحَضْتَه
( * قوله « وكل شيء أمحضته إلخ » عبارة الجوهري وكل شيء أخلصته فقد أمحضته ) فقد أَخْلَصْتَه وأَمْحَضْتُ له النُّصْحَ إِذا أَخلصتَه وقيل مَحَضْتُك نُصْحِي بغير أَلف ومَحَضْتُكَ مودَّتي الجوهري ومَحضْتُه الودَّ وأَمْحَضْتُه قال اين بري في قوله محضته الود وأَمحضته لم يعرف الأَصمعي أَمْحَضْتُه الود قال وعَرفه أَبو زيد والأُمْحُوضةُ النَّصيحة الخالصة

( مخض ) مَخِضَتِ المرأَةُ مَخاضاً ومِخاضاً وهي ماخِضٌ ومُخِضَت وأَنكرها ابن الأَعرابي فإِنه قال يقال مَخِضَتِ المرأَةُ ولا يقال مُخِضَتْ ويقال مَخَضْتُ لبنها الجوهري مَخِضَت الناقة بالكسر تَمْخَضُ مَخاضاً مثل سمع يسمع سماعاً ومَخَّضَت أَخذها الطلق وكذلك غيرها من البهائم والمَخاضُ وَجعُ الوِلادةِ وكلُّ حامل ضرَبها الطلْقُ فهي ماخِضٌ وقوله عزّ وجلّ فأَجاءها المَخاضُ إِلى جِذْعِ النخلةِ المَخاضُ وجَعُ الوِلادةِ وهو الطلْق ابن الأَعرابي وابن شميل ناقةٌ ماخِضٌ ومَخُوضٌ وهي التي ضربها المَخاضُ وقد مَخِضَت تَمْخَضُ مَخاضاً وإِنها لتَمَخَّضُ بولدها وهو أَن يَضْرِبَ الولدُ في بطنها حتى تُنْتَجَ فتَمْتَخِضَ يقال مَخِضَتْ ومُخِضَت وتَمَخَّضَتْ وامْتَخَضَت وقيل الماخِضُ من النساء والإِبل والشاء المُقْرِبُ والجمع مَواخِضُ ومُخَّضٌ وأَنشد ومَسَدٍ فَوْقَ مَحالٍ نُغَّضِ تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ وأَنشد مَخَضْتِ بها ليلةً كلَّها فجئْتِ بها مُؤْيِداً خَنْفَقِيقا ابن الأَعرابي ناقة ماخِضٌ وشاةٌ ماخِضٌ وامرأَةٌ ماخِضٌ إِذا دَنا وِلادُها وقد أَخذها الطلْقُ والمَخاضُ والمِخاضُ نُصَيْرٌ إِذا أَرادت الناقة أَن تَضَعَ قيل مَخِضَت وعامَّةُ قيس وتميم وأَسد يقولون مِخِضَتْ بكسر الميم ويفعلون ذلك في كل حرف كان قبل أَحد حروف الحلق في فِعِلْت وفِعِيل يقولون بِعيرٌ وزِئيرٌ وشِهِيقٌ ونِهِلَتِ الإِبِلُ وسِخِرْت منه وأَمْخَضَ الرجلُ مَخِضَت إِبلُه قالت ابنة الخُسِّ الإِيادِيّ لأَبيها مَخِضَت الفُلانِيّةُ لناقةِ أَبيها قال وما عِلْمُكِ ؟ قالت الصَّلا راجّ والطَّرْفُ لاجّ وتَمْشِي وتَفاجّ قال أَمْخَضَتْ يا بنتي فاعْقِلي راجٌّ يَرْتَجُّ ولاجٌّ يَلَجُّ في سُرعةِ الطرْف وتفاجُّ تُباعِدُ ما بين رِجْلَيْها والمَخاضُ الحَوامِلُ من النوق وفي المحكم التي أَولادُها في بُطونها واحدتها خَلِفةٌ على غير قياس ولا واحد لها من لفظها ومنه قيل للفَصِيل إِذا استكْمَل السنة ودخل في الثانية ابن مَخاض والأُنثى ابنة مخاض قال ابن سيده وإِنما سميت الحَواملُ مَخاضاً تفاؤُلاً بأَنها تصير إِلى ذلك وتسْتَمْخِضُ بولدها إِذا نُتِجَت أَبو زيد إِذا أَردت الحَوامِلَ من الإِبل قلت نُوق مخاض واحدتها خَلِفة على غير قياس كما قالوا لواحدة النساء امرأَة ولواحدة الإِبل ناقةٌ أَو بعير الأَصمعي إِذا حَمَلْت الفحلَ على الناقة فلَقِحَت فهي خَلِفة وجمعها مَخاض وولدُها إِذا استكمل سنة من يومَ ولد ودخول السنةِ الأُخْرى ابن مخاض لأَنَّ أُمه لَحِقَت بالمَخاض من الإِبل وهي الحَوامِلُ وقال ثعلب المَخاضُ العِشار يعني التي أَتى عليها من حملها عشرة أَشهر وقال ابن سيده لم أَجد ذلك إِلا له أَعني أَن يعبر عن المخاض بالعشار ويقال للفصيل إِذا لقحت أُمه ابنُ مَخاض والأُنثى بنت مخاض وجمعها بنات مخاض لا تُثَنَّى مَخاضٌ ولا تُجْمَعُ لأَنهم إِنما يريدون أَنها مضافة إِلى هذه السِّن الواحدة وتدخله الأَلف والأَلف للتعريف فيقال ابن المخاض وبنت المخاض قال جرير ونسبه ابن بري للفرزدق في أَماليه وجَدْنا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَيْماً كفَضْلِ ابن المَخاضِ على الفَصِيلِ وإِنما سموا بذلك لأَنهم فضَلُوا عن أُمهم وأُلحقت بالمخاض سواء لَقِحَت أَو لم تَلْقَح وفي حديث الزكاة في خمس وعشرين من الإِبل بنتُ مَخاض ابن الأَثير المخاض اسم للنُّوق الحوامل وبنتُ المخاض وابن المخاض ما دخل في السنة الثانية لأَن أُمه لَحِقت بالمخاض أَي الحواملَ وإِن لم تكن حاملاً وقيل هو الذي حَمَلَت أُمه أَو حملت الإِبل التي فيها أُمُّه وإِن لم تحمل هي وهذا هو معنى ابن مخاض وبنت مخاض لأَنَّ الواحد لا يكون ابن نوق وإِنما يكون ابن ناقة واحدة والمراد أَن تكون وضعتها أُمها في وقتٍ مّا وقد حملت النوق التي وَضَعْنَ مع أُمها وإِن لم تكن أُمها حاملاً فنسَبَها إِلى الجماعة بحُكم مُجاوَرَتِها أُمها وإِنما سمي ابن مخاض في السنة الثانية لأَنّ العرب إِنما كانت تحملُ الفُحول على الإِناث بعد وضعها بسنة ليشتدَّ ولدُها فهي تحمل في السنة الثانية وتَمْخَضُ فيكون ولدُها ابنَ مخاض وفي حديث الزكاة أَيضاً فاعْمِدْ إِلى شاةٍ مُمتلئةٍ مَخاضاً وشحْماً أَي نِتاجاً وقيل أَراد به المَخاضَ الذي هو دُنُوُّ الولادة أَي أَنها امتلأَت حَمْلاً وسمناً وفي حديث عمر رضي اللّه عنه دَعِ الماخِضَ والرُّبَّى هي التي أَخذها المخاض لتضَعَ والمَخاضُ الطلْقُ عند الولادة يقال مَخِضَتِ الشاةُ مَخْضاً ومِخاضاً إِذا دنا نتاجها وفي حديث عثمان رضي اللّه عنه أَنّ امرأَة زارَتْ أَهْلَها فمخِضت عندهم أَي تحرَّك الولدُ عندهم في بطنها للوِلادةِ فضرَبَها المَخاضُ قال الجوهري ابن مَخاضٍ نكرة فإِذا أَرْدتَ تعْريفه أَدخلت عليه الأَلف واللام إِلا أَنه تعريف جنس قال ولا يقال في الجمع إِلا بناتُ مخاض وبناتُ لَبُون وبناتُ آوى ابن سيده والمَخاضُ الإِبلُ حين يُرْسَلُ فيها الفحلُ في أَوّل الزمان حتى يَهْدِرَ لا واحد لها قال هكذا وُجِدَ حتى يهدر وفي بعض الروايات حتى يَفْدِرَ أَي يَنْقَطِعَ عن الضِّراب وهو مَثَلٌ بذلك ومَخَضَ اللبنَ يَمْخَضُه ويَمْخِضُه ويَمْخُضُه مَخْضاً ثلاث لغات فهو مَمْخُوضٌ ومَخِيضٌ أَخذ زُبْده وقد تَمَخَّضَ والمَخِيضُ والمَمْخُوض الذي قد مُخِضَ وأُخذ زُبده وأَمْخَضَ اللبنُ أَي حانَ له أَن يُمْخَضَ والمِمْخَضةُ الإِبْرِيجُ وأَنشد ابن بري لقد تَمَخَّضَ في قَلْبي مَوَدَّتُها كما تَمَخَّضَ في إِبْرِيجه اللَّبَنُ والمِمْخَضُ السِّقاءُ وهو الإِمْخاضُ مثل به سيبويه وفسَّره السيرافي وقد يكون المَخْضُ في أَشياءَ كثيرة فالبعير يَمْخُضُ بشِقْشِقَتِه وأَنشد يَجْمَعْنَ زَأْراً وهَدِيراً مَخْضَا
( * قوله « يجمعن » كذا في الأَصل والذي في شرح القاموس يتبعن قاله يصف القروم )
والسَّحابُ يَمْخُضُ بمائه ويَتَمَخَّضُ والدهر يَتَمَخَّضُ بالفِتْنةِ قال وما زالتِ الدُّنْيا تخُونُ نَعِيمَها وتُصْبِحُ بالأَمْرِ العَظيمِ تَمخَّضُ ويقال للدنيا إِنها تَتَمَخَّضُ بِفِتْنةٍ مُنكرة وتَمَخَّضَتِ الليلةُ عن يوم سَوءٍ إِذا كان صَباحُها صَباحَ سوء وهو مثَل بذلك وكذلك تمخَّضتِ المَنُونُ وغيرها قال تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى ولكلِّ حاملةٍ تَمامُ على أَنَّ هذا قد يكون من المَخاض قال ومعنى هذا البيت أَنَّ المَنِيَّةَ تَهَيَّأَتْ لأَن تَلِدَ له الموتَ يعني النعمانَ بن المنذر أَو كسرى والإِمْخاضُ ما اجتمع من اللبن في المَرْعَى حتى صار وِقْرَ بعير ويجمع على الأَماخِيضِ يقال هذا إِحْلابٌ من لبن وإِمْخاضٌ من لبن وهي الأَحالِيبُ والأَماخِيضُ وقيل الإِمخاض اللبنُ ما دام في المِمْخَضِ والمُسْتَمْخِضُ البَطِيءُ الرَّوبِ من اللبن فإِذا اسْتَمْخَضَ لم يَكَدْ يَرُوب وإِذا رابَ ثمَ مَخَضَه فعاد مَخْضاً فهو المُسْتَمْخِضُ وذلك أَطيبُ أَلبانِ الغنم وقال في موضع آخر وقد اسْتَمْخَضَ لبنُك أَي لا يكادُ يروب وإِذا استمخَضَ اللبنُ لم يكد يخرج زُبده وهو من أَطيب اللبن لأَن زُبده اسْتُهْلِكَ فيه واستمخضَ اللبنُ أَيضاً إِذا أَبْطأَ أخذه الطَّعْم بعد حَقْنِه في السِّقاء الليث المَخْضُ تحريكُك المِمْخَض الذي فيه اللبن المَخِيض الذي قد أُخِذَتْ زُبدته وتَمَخَّضَ اللبنُ وامْتَخَضَ أَي تحرَّك في المِمْخضة وكذلك الولد إِذا تحرَّك في بطن الحامل قال عمرو بن حسَّان أَحد بني الحَرِث بن هَمَّام بن مُرَّة يخاطب امرأَته أَلا يا أُمَّ عَمْروٍ لا تَلُومِي وابْقِي إِنَّما ذا الناسُ هامُ أَجِدَّكِ هل رأَيتِ أَبا قُبَيْسٍ اطالَ حَياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ ؟ وكِسْرَى إِذْ تَقَسَّمَه بَنُوه بأَسْيافٍ كما اقْتُسِمَ اللِّحامُ تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى ولكلِّ حاملة تَمامُ فجعل قوله تَمَخَّضَت يَنُوبُ مَنابَ قوله لَقِحَتْ بولد لأَنها ما تمخضت بالولد إِلاَّ وقد لَقِحت وقوله أَنَى أَي حانَ وِلادته لتمام أَيام الحمل قال ابن بري المشهور في الرّواية أَلا يا أُمَّ قيس وهي زوجته وكان قد نزل به ضَيْف يقال له إِسافٌ فعقَر له ناقة فلامَتْه فقال هذا الشعر وقد رأَيت أَنا في حاشية من نسخ أَمالي ابن برّيّ أَنه عقر له ناقتين بدليل قوله في القصيدة أَفي نابَيْنِ نالَهُما إِسافٌ تأَوَّهُ طَلَّتي ما إِنْ تَنامُ ؟ ومَخَضْتُ بالدَّلْوِ إِذا نَهَزْتَ بها في البئر وأَنشد إِنَّ لَنا قَلِيذَماً هَمُوما يَزِيدُها مَخْضُ الدِّلا جُمُوما ويروى مَخْجُ الدِّلا ويقال مَخَضْتُ البئرَ بالدلو إِذا أَكثرتَ النزْعَ منها بدِلائكَ وحرَّكتها وأَنشد الأَصمعي لتَمْخَضَنْ جَوْفَكِ بالدُّليِّ وفي الحديث أَنه مُرَّ عليه بجنازةٍ تُمْخَض مَخْضاً أَي تُحَرَّكُ تحريكاً سريعاً والمَخِيضُ موضع بقرب المدينة ابن بزرج تقول العرب في أَدْعِيَة يَتداعَوْن بها صَبَّ اللّه عليك أُمّ حُبَيْنٍ ماخِضاً تعني الليل

( مرض ) المريض معروف والمَرَضُ السُّقْمُ نَقِيضُ الصِّحَّةِ يكون للإِنسان والبعير وهو اسم للجنس قال سيبويه المرَضُ من المَصادِرِ المجموعة كالشَّغْل والعَقْل قالوا أَمْراضٌ وأَشْغال وعُقول ومَرِضَ فلان مَرَضاً ومَرْضاً فهو مارِضٌ ومَرِضٌ ومَرِيضٍ والأُنثى مَرِيضةٌ وأَنشد ابن بري لسلامة ابن عبادة الجَعْدي شاهداً على مارِضٍ يُرِينَنَا ذا اليَسَر القَوارِضِ ليس بمَهْزُولٍ ولا بِمارِضِ وقد أَمْرَضَه اللّه ويقال أَتيت فلاناً فأَمْرَضْته أَي وجدته مريضاً والمِمْراضُ الرَّجل المِسْقامُ والتَّمارُض أَن يُرِيَ من نفْسه المرضَ وليس به وقال اللحياني عُدْ فلاناً فإِنه مَريضٌ ولا تأْكل هذا الطعام فإِنك مارِضٌ إِن أَكلْتَه أَي تَمْرَضُ والجمع مَرْضَى ومَراضَى ومِراضٌ قال جرير وفي المِراضِ لَنا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ قال سيبويه أَمْرَضَ الرجلَ جعله مَرِيضاً ومرَّضه تمْرِيضاً قام عليه وَولِيَه في مرَضه وداواه ليزول مرَضُه جاءَت فَعَّلْت هنا للسلب وإِن كانت في أَكثر الأَمر إِنما تكون للإِثبات وقال غيره التَّمْرِيضُ حُسْنُ القِيامِ على المريض وأَمْرَضَ القومُ إِذا مَرِضَت إِبلُهم فهم مُمْرِضُون وفي الحديث لا يُورِد مُمْرِضٌ عل مُصِحٍّ المُمْرِضُ الذي له إِبل مَرْضَى فنَهَى أَن يَسْقِيَ المُمْرِضُ إِبلَه مع إِبل المُصِحّ لا لأَجل العَدْوى ولكن لأَن الصِّحاحَ ربما عرَض لها مرَضٌ فوقع في نفس صاحبها أَن ذلك من قبيل العدوى فيَفْتِنُه ويُشَكِّكُه فأَمَرَ باجْتِنابِه والبُعْد عنه وقد يحتمل أَن يكون ذلك من قِبَل الماء والمَرْعى تَسْتَوْبِلُه الماشيةُ فَتَمْرَضُ فإِذا شاركها في ذلك غيرها أَصابه مثلُ ذلك الداء فكانوا بجهلهم يسمونه عَدْوَى وإِنما هو فعل اللّه تعالى وأَمْرَضَ الرجلُ إِذا وقَع في ماله العاهةُ وفي حديث تَقاضِي الثِّمار يقول أَصابها مُراضٌ هو بالضم داء يقع في الثَّمَرة فتَهْلِكُ والتَّمْرِيضُ في الأَمر التضْجيعُ فيه وتَمْرِيضُ الأُمور تَوْهِينُها وأَن لا تُحْكِمَها وريح مَريضةٌ ضعيفةُ الهُبُوب ويقال للشمس إِذا لم تكن مُنْجَلِيةً صافيةً حسنَةً مريضةٌ وكلُّ ما ضَعُفَ فقد مَرِضَ وليلة مريضةٌ إِذا تَغَيَّمَتِ السماء فلا يكون فيها ضَوء قال أَبو حَبَّة ولَيْلة مَرِضَتْ من كلِّ ناحِيةٍ فلا يُضِيءُ لهَا نَجْمٌ ولا قَمَرُ ورَأْيٌ مَرِيضٌ فيه انحِراف عن الصواب وفسر ثعلب بيت أَبي حبة فقال وليلة مَرِضَتْ أَظلَمت ونقصَ نورها وليلةٌ مريضةٌ مُظْلِمة لا تُرَى فيها كواكِبُها قال الراعي وطَخْياء مِنْ لَيْلِ التَّمامِ مَرِيضة أَجَنَّ العَماءُ نَجْمَها فهو ماصِحُ وقول الشاعر رأَيتُ أَبا الوَلِيدِ غَداةَ جَمْعِ به شَيْبٌ وما فَقَدَ الشَّبابا ولكِن تحْت ذاكَ الشيْبِ حَزْمٌ إِذا ما ظَنَّ أَمْرَضَ أَو أَصابا أَمْرَضَ أَي قارَبَ الصَّواب في الرأْي وإِن يُصِبْ كلَّ الصّواب والمَرْضُ والمرَضُ الشَّكُّ ومنه قوله تعالى في قلوبهم مَرَضٌ أَي شَكٌّ ونِفاقٌ وضَعْفُ يَقِين قال أَبو عبيدة معناه شك وقوله تعالى فزادهم اللّهُ مرَضاً قال أَبو إِسحق فيه جوابان أَي بكُفْرهم كما قال تعالى بلْ طبع اللّه عليها بكفرهم وقال بعض أَهل اللغة فزادهم اللّه مرضاً بما أَنزل عليهم من القرآن فشكُّوا فيه كما شكوا في الذي قبله قال والدليل على ذلك قوله تعالى وإذا ما أُنْزِلَتْ سُورة فمنهم من يقول أَيُّكم زادته هذه إِيماناً فأَما الذين آمنوا قال الأَصمعي قرأْت على أَبي عمرو في قلوبهم مرَض فقال مَرْضٌ يا غُلام قال أَبو إِسحق يقال المرَضُ والسُّقْم في البدَن والدِّينِ جميعاً كما يقال الصِّحةُ في البدَن والدين جميعاً والمرَضُ في القلب يَصْلُح لكل ما خرج به الإِنسان عن الصحة في الدين ويقال قلب مَرِيضٌ من العَداوةِ وهو النِّفاقُ ابن الأَعرابي أَصل المرَضِ النُّقْصانُ وهو بدَنٌ مريض ناقِصُ القوّة وقلب مَريضٌ ناقِصُ الدين وفي حديث عمرو بن معْدِ يكرِبَ هم شِفاء أَمْراضِنا أَي يأْخُذون بثَأْرِنا كأَنهم يَشْفُون مرَضَ القلوبِ لا مرَض الأَجسام ومَرَّضَ فلان في حاجتي إِذا نقَصَت حَرَكَتُه فيها وروي عن ابن الأَعرابي أَيضاً قال المرَضُ إِظْلامُ الطبيعةِ واضْطِرابُها بعد صَفائها واعْتدالها قال والمرَضُ الظُّلْمةُ وقال ابن عرفة المرَضُ في القلب فُتُورٌ عن الحقّ وفي الأَبدان فُتورُ الأَعضاء وفي العين فُتورُ النظرِ وعين مَريضةٌ فيها فُتور ومنه فيطْمعَ الذي في قلبه مرَضٌ أَي فُتور عما أُمِرَ به ونُهِيَ عنه ويقال ظُلْمة وقوله أَنشده أَبو حنيفة تَوائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَريضةٍ يَلُذْنَ بِخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ يجوز أَن يكون في معنى مُمْرِضة عنى بذلك فَسادَ هَوائها وقد تكون مريضة هنا بمعنى قَفْرة وقيل مريضة ساكنة الريح شديدة الحر والمَراضانِ وادِيانِ مُلْتَقاهما واحد قال أَبو منصور المَراضان والمَرايِضُ مواضعُ في ديار تميم بين كاظِمةَ والنَّقِيرةِ فيها أَحْساء وليست من المرَضِ وبابِه في شيء ولكنها مأْخوذة من اسْتِراضةِ الماء وهو اسْتِنْقاعُه فيها والرَّوْضةُ مأْخوذة منها قال ويقال أَرْض مَرِيضةٌ إِذا ضاقت بأَهلها وأَرض مَريضةٌ إِذا كثُر بها الهَرْجُ والفِتَنُ والقَتْلُ قال أَوس بن حجر تَرَى الأَرضَ مِنّاً بالفَضاءِ مَرِيضةً مُعَضِّلةً مِنَّا بجَيْشٍ عَرَمْرَمِ

( مضض ) المَضُّ الحُرْقةُ مَضَّني الهَمُّ والحُزْنُ والقول يَمُضُّني مَضّاً ومَضِيضاً وأَمَضَّني أَحْرَقَني وشقّ عليّ والهمُّ يَمُضُّ القلبَ أَي يُحْرِقُه وقال رؤبة
( * قوله « وقال رؤبة من إلخ » كذا بالأَصل وعبارة القاموس مع شرحه والمضماض بالكسر الحرقة قال رؤبة من يتسخط ) مَنْ يَتَسَخَّطْ فالإِلهُ راضِي عَنْكَ ومَنْ لَمْ يَرْضَ في مِضْماضِ أَي في حُرْقةٍ ومَضِضْتُ منه أَلِمْتُ ومَضَّني الجُرح وأَمَضَّني إِمْضاضاً آلمَني وأَوْجَعَني ولم يعرف الأَصمعي مَضَّني وقدّم ثعلب أَمَضَّني قال ابن سيده وكان من مضَى يقول مَضَّني بغير أَلف وأَمَضَّني جلدي فدَلَكْتُه أَحَكَّني قال ابن بري شاهد مَضَّني قول حَرِّيّ بن ضَمْرةَ يا نَفْسُ صَبْراً على ما كان مِنْ مَضَضٍ إِذْ لم أَجِدْ لفُضُولِ القَوْلِ أَقْرانا قال وشاهد أَمَضَّني قول سِنان بن محرش السَّعْدي وبِتّ بالحِصْنَيْنِ غَيْرَ راضِي يَمْنَعُ مِنِّي أَرْقمِي تَغْماضِي من الحَلُوء صادِقِ الإِمْضاضِ في العينِ لا يَذْهَبُ بالتَّرْحاضِ والتَّرْحاض الغَسل والمَضَضُ وجع المصيبة وقد مَضِضْتَ يا رجل منه بالكسر تَمَضُّ مَضَضاً ومَضِيضاً ومَضاضة ومَضَّ الكحلُ العينَ يَمُضُّها ويَمَضُّها وأَمَضَّها آلَمَها وأَحْرَقَها وكُحل مَضٌّ يُمِضُّ العين ومَضِيضُه حُرْقَتُه وأَنشد قد ذاقَ أَكْحالاً من المَضاضِ
( * قوله « قد ذاق إلخ » في شرح القاموس والمضاض كسحاب الاحتراق قال رؤبة قد ذاق إلخ )
وكَحَله كُحْلاً مَضّاً إِذا كان يُحْرِق وكحله بمُلْمُولٍ مَضٍّ أَي حارٍّ ومرأَةٌ مَضّةٌ لا تحتمل شيئاً يَسُوءُها كأَنَّ ذلك يَمُضُّها عن ابن الأَعرابي قال ومنه قول الأَعْرابية حين سُئلَتْ أَيّ الناس أَكرم ؟ قالت البيضاء البَضَّة الخَفِرةُ المَضّة التهذيب المضّة التي تؤلِمُها الكلمة أَو الشيء اليسير وتؤْذيها أبو عبيدة مَضَّني الأَمر وأَمَضَّني وقال أَمَضَّني كلام تميم ويقال أَمَضَّني هذا الأَمرُ ومَضِضْت له أَي بَلَغْتُ منه المشَقّةَ قال رؤبة فاقْني وشَرُّ القَوْلِ ما أَمَضّا ومُضاضٌ اسم رجل وإِذا أَقر الرجل بحق قيل مِضِّ يا هذا أَي قد أَقررْت وإِن في مِضّ وبِضّ لَمَطْمَعاً وأَصل ذلك أَن يسأَل الرجلُ الرجلَ الحاجةَ فيُعَوّجَ شَفَته فكأَنه يُطْمِعُه فيها الليث المِضُّ أَن يقول الإِنسان بطرف لسانه شبه لا وهو هِيجْ بالفارسية وأَنشد سأَلْتُها الوَصْلَ فقالَتْ مِضِّ وحرَّكَتْ لي رأَْسَها بالنَّغْضِ
( * قوله « سألتها الوصل » كذا بالأَصل والذي في الصحاح وشرح القاموس سألت هل وصل ؟ )
النَّغْضُ التحريكُ قال الفراء مِضِّ كقول القائل يقولها بأَضراسه فيقال ما علَّمَك أَهلُك إِلا مِضِّ ومِضُّ وبعضهم يقول إِلاَّ مِضّاً بوُقُوعِ الفعل عليها الفراء ما علّمك أَهلك من الكلام إِلا مِضّاً ومِيضاً وبِضّاً وبِيضاً الجوهري مِضِّ بكسر الميم والضادِ كلمة تستعمل بمعنى لا وهي مع ذلك كلمةُ مُطْمِعةٌ في الإِجابة أَبو زيد كثرت المَضائضُ بين الناسِ أَي الشرُّ وأَنشد وقدْ كَثُرَتْ بَين الأَعَمِّ المَضائضُ ومَضْمَضَ إِناءه ومَصْمَصَه إِذا حرّكه وقيل إِذا غَسلَه وتَمَضْمضَ في وضُوئه والمضمضةُ تحريك الماء في الفم ومضمضَ الماءَ في فيه حرَّكه وتَمَضْمَضَ به الليث المَضُّ مَضِيضُ الماء كما تَمْتَصُّه ويقال لا تَمُضَّ مَضِضَ العنْزِ ويقال ارْشُفْ ولا تَمُضَّ إِذا شرِبْتَ ومَضَّت العنزُ تَمُضّ في شُربها مَضِيضاً إِذا شرِبت وعَصَرَتْ شَفَتَيْها وفي الحديث ولَهم كلْب يَتَمضْمَضُ عَراقِيبَ الناسِ أي يَمَضُّ قال ابن الأَثير يقال مَضِضْتُ أَمَضُّ مثل مَصِصْتُ أَمَصُّ ومَضْمَضَ النعاسُ في عينه دَبَّ وتمضمضت به العينُ وتَمضْمَضَ النعاسُ في عينه قال الراجز وصاحِب نَبَّهْتُه ليَنْهَضَا إِذا الكَرى في عَيْنِه تَمَضْمَضا ومَضْمَضَ نامَ نَوْماً طويلاً والمِضْماضُ النومُ وما مَضْمَضَتْ عيني بِنوْم أَي ما نامَتْ وما مَضْمَضْت عيني بنوم أَي ما نِمْتُ وفي حديث عليّ عليه السلام ولا تَذُوقُوا النوْمَ إِلا غِراراً ومَضْمَضةً لمّا جعل النوم ذَوْقاً أَمرهم أَن لا ينالوا منه إِلا بأَلْسِنَتِهم ولا يُسِيغُوه فشبهه بالمَضْمَضةِ بالماء وإِلقائِه من الفم من غير ابْتلاعٍ وتَمَضْمَضَ الكلبُ في أَثَره هَرَّ وفي حديث الحسَن خَباثِ كلَّ عِيدانِك قد مَضِضْنا فوجدْنا عاقِبَتَه مُرّاً خَباثِ بوَزْنِ قَطامِ أَي يا خَبِيثةُ يريد الدُّنيا يعني جَرَّبْناكِ واختبرناكِ فوجدْناك مُرّة العاقبة والمِضْماضُ الرجل الخَفيفُ السريع قال أَبو النجم يَتْرُكْنَ كُلَّ هَوْجلٍ نَغّاضِ فَرْداً وكُلَّ مَعِضٍ مِضْماضِ ابن الأَعرابي مَضَّضَ إِذا شَرِبَ المُضاض وهو الماء الذي لا يُطاقُ مُلوحةً وبه سمي الرجلُ مُضاضاً وضدّه من المياه القَطِيعُ وهو الصافي الزُّلالُ وقال بعض بني كلاب فيما روى أَبو تراب تَماضَّ القوم وتَماصُّوا إِذا تلاجُّوا وعَضَّ بعضهم بعضاً بأَلسِنَتِهم

( معض ) مَعِضَ من ذلك الأَمرِ يَمْعَضُ مَعْضاً ومَعَضاً وامْتَعَضَ منه غَضِبَ وشَقَّ عليه وأَوْجَعَه وفي التهذيب مَعِضَ من شيء سمعه قال رؤبة ذا مَعَضٍ لوْلا تَرُدُّ المَعْضا وفي حديث سعد لما قُتل رُسْتم بالقادسية بعَث إِلى الناس خالدَ بن عُرْفُطةَ وهو ابنُ أُخته فامْتَعَضَ الناسُ امْتِعاضاً شديداً أَي شَقَّ عليهم وعَظُمَ وفي حديث ابن سيرين تُسْتأْمَرُ اليتيمةُ فإِن مَعِضَت لم تُنْكَحْ أَي شَقَّ عليها وفي حديث سُراقةَ تَمَعَّضَتِ الفرَسُ قال أَبو موسى هكذا روي في المعجم ولعله من هذا وفي نسخة فنَهَضَتْ قال ابن الأَثير ولو كان بالصاد المهملة من المَعَصِ وهو الْتِواء الرِّجْل لكان وجْهاً وقال ثعلب مَعِضَ مَعَضاً غَضِبَ وكلام العرب امْتَعَضَ أَراد كلام العرب المشهورَ وأَمْعَضه إِمْعاضاً ومَعَّضه تَمْعِيضاً أَنزل به ذلك وأَمْعَضَني الأَمرُ أَوجَعني وبنو ماعِضٍ قوم دَرَجُوا في الدهْر الأَول وقال أَبو عمرو المَعّاضةُ من الإِبل التي ترفع ذنَبها عند نِتاجِها

( نبض ) نَبَضَ العِرْقُ يَنْبِضُ نَبْضاً ونَبَاضاً تحرّك وضرَب والنّابِضُ العَصَبُ صِفةٌ غالبةٌ والمَنابِضُ مَضارِبُ القلب ونَبَضَتِ الأَمْعاء تَنْبِضُ اضْطَرَبَت أَنشد ابن الأَعرابي ثم بَدَتْ تَنْبِضُ أَحْرادُها إِنْ مُتَغَنّاةً وإِنْ حادِيَهْ
( * قوله « ثم بدت » تقدم في مادة حرد ثم غدت )
أَراد إِنْ مُتَغَنِّيةً فاضْطُرَّ فحوّلَه إِلى لفظ المفعول وقد يجوز أَن يكون هذا كقولهم الناصاةَ في النّاصِية والقاراةَ في القارِيةِ يقْلِبون الياء أَلفاً طلباً للخفة وقوله وإِن حادية إِمَّا أَن يكون على النسب أَي ذاتُ حُداء وإِما أَن يكون فاعلاً بمعنى مفعول أَي مَحْدُوّاً بها أَو مَحْدُوّةً والنَّبْضُ الحركةُ وما به نَبَضٌ أَي حرَكةٌ ولم يستعمل مُتَحَرِّكَ الثاني إِلا في الجَحْد وقولهم ما به حَبَضٌ ولا نَبَضٌ أَي حَراكٌ ووجع مُنْبِضٌ والنَّبْضُ نَتْفُ الشعَر عن كراع والمِنْبَضُ المِنْدَفةُ الجوهري المِنْبَضُ المِنْدَفُ مثل المِحْبَض قال الخليل وقد جاء في بعض الشعْر المَنابِضُ المَنادِفُ وأَنْبَضَ القوْسَ مثل أَنْضَبَها جذَبَ وتَرَها لتُصَوِّتَ وأَنْبَضَ بالوتَر إِذا جذَبَه ثم أَرسله ليَرِنّ وأَنْبَضَ الوترَ أَيضاً جذبَه بغير سهم ثم أَرسله عن يعقوب قال اللحياني الإِنْباضُ أَن تَمُدّ الوتر ثم تُرْسله فتسمعَ له صوتاً وفي المثل لا يُعْجِبُك الإِنْباضُ قبل التَّوتِيرِ وهذا مثل في استعجال الأَمر قبل بلوغه إِناه وفي المثلِ إِنْباضٌ بغير تَوْتِيرٍ وقال أَبو حنيفة أَنبض في قوسه ونَبَّضَ أَصاتها وأَنشد لئنْ نَصَبْتَ ليَ الرَّوْقَيْنِ مُعْتَرِضاً لأَرْمِيَنَّك رَمْياً غير تَنْبِيضِ أَي لا يكون نَزْعي تَنْبِيضاً وتَنْقِيراً يعني لا يكون توَعُّداً بل إِيقاعاً ونَبَضَ الماءُ مثل نَضَبَ سالَ وما يُعْرَفُ له مَنْبِضُ عَسَلةٍ كمَضْرِبِ عسَلةٍ

( نتض ) نَتَضَ الجلدُ نُتُوضاً خرج عليه داء كآثار القُوباء ثم تَقَشَّرَ طَرائقَ وفي التهذيب نَتَضَ الحِمارُ نُتُوضاً إِذا خرج به داء فأَثارَ القوباء ثم تَقَشَّر طَرائقَ بعضُها من بعض وأَنْتَضَ العُرْجُونُ من الكَمْأَةِ وهو شيء طويل من الكمأَة يَنْقَشِرُ أَعالِيهِ من جنس الكمأَة وهو يَنْتِضُ عن نفسه كما تَنْتِضُ الكمأَةُ الكمأَةَ والسِّنُّ السّنَّ إِذا خرجت فرفعَتْه عن نفْسِها لم يَجئ إِلا هذا قال الأَزهري هذا صحيح ومن العرب مسموع قال ولم أَجده لغير الليث وقال أَبو زيد في معاياة العرب قولهم ضأْنٌ بِذي تُناتِضةَ تَقْطَعُ رَدْغةَ الماء بعَنَقٍ وإِرْخاء قال يُسَكِّنون الردْغةَ في هذه الكلمة وحدها

( نحض ) النَّحْضُ اللحمُ نفْسُه والقِطْعةُ الضخْمةُ منه تسمّى نَحْضةً والمَنْحُوضُ والنَّحِيضُ الذي ذهَب لحمُه وقيل هما الكَثِيرا اللحْم والأُنثى بالهاء وكلُّ بَضْعة لحم لا عظم فيها لفئة نحو النَّحْضةِ والهَبْرَةِ والوَذْرةِ قال ابن السكيت النَّحِيضُ من الأَضْدادِ يكون الكثيرَ اللحْمِ ويكون القَليلَ اللحمِ كأَنَّه نُحِضَ نَحْضاً وقد نَحُضا نَحاضةً كثر لحمُهما ونَحَضَ لحمُه يَنْحَضُ نُحوضاً نقَص قال الأَزهري ونَحاضَتُها كثرةُ لحمِهما وهي مَنْحُوضةٌ ونَحِيضٌ ونَحَضَ اللحمَ يَنْحَضُه ويَنْحِضُه نَحْضاً قشَره ونَحضَ العظمَ يَنْحَضُه نَحْضاً وانْتَحَضَه أَخَذ ما عليه من اللحم واعْتَرَقه والنَّحْضُ والنحْضةُ اللحمُ المُكْتَنِزُ كلحم الفخذ قال عبيد ثم أَبري نِحاضَها فتراها ضامِراً بَعْدَ بُدْنِها كالهِلالِ وقد نَحُض بالضم فهو نَحِيضٌ أَي اكْتَنَزَ لحمه وامرأَة نَحِيضةٌ ورجل نَحِيضٌ كثير اللحم ونُحِضَ على ما لم يسمّ فاعله فهو مَنْحُوضٌ أَي ذهَب لحمُه وانْتُحِضَ مثلُه وفي حديث الزكاة فاعْمِد إِلى شاةٍ ممْتلئةٍ شحْماً ونَحْضاً النَّحْضُ اللحم وفي قصيد كعب عَيْرانةٍ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ أَي رُمِيت باللحم ونَحَضْتُ السِّنانَ والنَّصْلَ فهو مَنْحُوضٌ ونَحِيضٌ إِذا رَقَّقْتَه وأَحْدَدْته وأَنشد كمَوْقِف الأَشْقَرِ إِن تَقَدَّما باشَرَ مَنْحُوضَ السِّنانِ لَهْذَما وقال امرؤ القيس يصِفُ الخَدَّ وقال ابن بري إِن الجوهري قال يصف الجَنْبَ والصوابُ يصِفُ الخدّ يُبارِي شَباة الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّقٌ كحَدِّ السِّنانِ الصُّلَّبيّ النَّحِيضِ ونَحَضْتُ فلاناً إِذا تَلَحَّحْتَ عليه في السؤَال حتى يكون ذلك السؤالُ كنَحْضِ اللحم عن العظم قال ابن بري قال أَبو زيد نَحَضَ الرجلَ سأَلَه ولامَه وأَنشد لسلامة بن عبادة الجَعْديّ أَعْطى بِلا مَنٍّ ولا تَقارُضِ ولا سُؤالٍ مع نَحْضِ النَّاحِضِ

( نضض ) النَّضُّ نَضِيضُ الماء كما يَخرج من حجر نَضَّ الماءُ يَنِضُّ نَضّاً ونَضِيضاً سالَ وقيل سالَ قليلاً قليلاً وقيل خرج رَشْحاً وبئر نَضُوضٌ إِذا كان ماؤها يخرج كذلك والنَّضَضُ الحِسى وهو ماء على رَمْل دونَه إِلى أَسفل أَرض صُلْبة فكُلَّما نَضَّ منه شيء أَي رَشَحَ واجتمع أُخِذ واسْتَنَضَّ الثِّمادَ من الماء تَتَبَّعها وتَبَرَّضَها واستعاره بعضُ الفُصَحاء في العَرَضِ فقال يصف حالَه وتَسْتَنِضُّ الثِّماد من مَهَلي والنَّضِيضُ الماء القَلِيلُ والجمع نِضاضٌ وفي حديث عِمْرانَ والمرأَة صاحِبةِ المَزادةِ قال والمَزادةُ تكاد تَنِضُّ من الماء أَي تَنْشَقُّ ويخرج منها الماء يقال نَضَّ الماءُ من العين إِذا نَبَعَ ويُجْمَعُ على أَنِضَّةٍ وأَنشد الفراء وأَخْوَتْ نُجُومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضّةً أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليس قاطِرُها يُثْرِي أَي ليس يَبُلُّ الثَّرى والنَّضِيضةُ المطر الضعيفُ القليل والجمع نَضائضُ قال الأَسدي وقيل لأَبي محمد الفقعسي يا جُمْل أَسْقاكِ البُرَيْقُ الوامِضُ والدِّيَمُ الغادِيةُ النَّضانِضُ في كلِّ عامٍ قَطْرُه نَضائضُ والنَّضِيضةُ السحابةُ الضعيفةُ وقيل هي التي تَنِضُّ بالماء تسيل والنَّضِيضةُ من الرِّياح التي تَنِضّ بالماء فتَسِيل وقيل الضعيفة ونضَّ إِليه من مَعْروفِه شيء يَنِضُّ نَضّاً ونَضِيضاً سالَ وأَكثرُ ما يُستعمل في الجَحْد وهي النُّضاضةُ ويقال نَضَّ من معروفك نُضاضةٌ وهو القليل منه وقال أَبو سعيد عليهم نَضائضُ من أَموالهم وبَضائضُ واحدتها نَضِيضةٌ وبَضِيضةٌ الأَصمعي نَضَّ له بشيء وبَضَّ له بشيء وهو المعروف القليل والنَّضِيضةُ صوتُ نَشِيشِ اللحم يُشْوى على الرَّضْفِ قال الراجز تَسْمَعُ للرَّضْفِ بها نَضائضا والنَّضائضُ صوت الشِّواء على الرَّضْف قال ابن سيده وأَراد للواحد كالخَشارِم وقد يجوز أَن يُعْنى بصوتِ الشِّواء أَصواتُ الشواء وتركتِ الإِبلُ الماءَ وهي ذاتُ نَضِيضةٍ وذاتُ نَضائضَ أَي ذاتُ عطَش لم ترْوَ ويقال أَنضَّ الراعي سِخالَه أَي سَقاها نَضيضاً من اللَبن وأَمْرٌ ناضٌّ مُمْكِنٌ وقد نَضَّ يَنِضُّ ونُضاضةُ الشيء ما نَضَّ منه في يدِك ونُضاضةُ الرجل آخِرُ ولده أَبو زيد هو نُضاضةُ ولدِ أَبويه يستوي فيه المذكر والمؤنث والتثنية والجمع مثل العِجْزةِ والكِبْرةِ وقيل نُضاضةُ الماء وغيره وكلِّ شيء آخِرُه وبَقِيَّتُه والجمع نَضائضُ ونُضاضٌ وفلان يَسْتَنِضُّ معروفَ فلان يَسْتَقْطِرُه وقيل يستخرِجُه والاسم النِّضاضُ قال يَمْتاحُ دَلْوِي مُطْرَبُ النِّضاضِ ولا الجَدَى من مُتْعَب حَبّاضِ
( * قوله « يمتاح دلوي » كذا ضبط في الأَصل والشطر الثاني ضبط في مادة حبض من الصحاح مثل ضبط الأَصل )
وقال إِن كان خَيْرٌ منكِ مُسْتَنَضّا فاقْني فَشَرُّ القَوْلِ ما أَمَضّا ابن الأَعرابي استَنْضَضْتُ منه شيئاً ونَضْنَضْتُه إِذا حرَّكْته وأَقْلَقْتَه ومنه قيل للحية نَضْناضٌ وهو القَلِقُ الذي لا يَثْبت في مكانه لشِرَّتِه ونَشاطِه والنَّضُّ الدِّرهم الصامِتُ والناضُّ من المَتاعِ ما تحوَّل ورِقاً أَو عيناً الأَصمعي اسم الدراهم والدنانير عند أَهل الحجاز الناضُّ والنضُّ وإِنما يسمونه ناضّاً إِذا تحوّلَ عيناً بعدما كان مَتاعاً لأَنه يقال ما نضَّ بيدي منه شيء ابن الأَعرابي النَّضُّ الإِظهار والنضُّ الحاصل يقال خذ ما نَضَّ لك من غَرِيمِك وخذ ما نَضَّ لك من دَيْنٍ أَي تيَسَّر وهو يَسْتَنِضُّ حقه من فلان أَي يستنجزه ويأْخذ منه الشيءَ بعد الشيء وتَضْنَضَ الرجل إِذا كثر ناضُّه وهو ما ظهر وحصل من ماله قال ومنه الخبر خذ صدقةَ ما نَضَّ من أَمْوالهم أَي ما ظهر وحصل من أَثمان أَمْتِعَتهم وغيرها وفي حديث عمر رضي اللّه عنه كان يأْخذ الزَّكاةَ من ناضِّ المالِ هو ما كان ذهباً أَو فِضَّةً عيناً أَو وَرِقاً ووُصف رجل بكثرة المال فقيل أَكثر الناس ناضّاً وفي الحديث عن عِكْرِمةَ إِنَّ الشريكين إِذا أَرادا أَن يَتَفَرَّقا يقْتَسِمانِ ما نَضَّ من أَمْوالهما ولا يقتَسِمانِ الدَّيْنَ قال شمر ما نضَّ أَي ما صار في أَيديهما وبينهما من العين وكره أَن يُقْتَسَمَ الدَّينُ لأَنه ربما اسْتَوفاه أَحدُهما ولم يَسْتَوْفِه الآخر فيكون رِباً ولكن يقتسمانه بعد القبض والنَّضُّ الأَمْرُ المكروه تقول أَصابني نَضٌّ من أَمرِ فلان ونَضَّ الطائرُ حرَّك جناحَيْه ليَطير ونَضْنَضَ البعيرُ ثَفِناته حركها وباشَر بها الأَرضَ قال حميد ونَضْنَضَ في صُمِّ الحَصَى ثَفِناتِه ورامَ بسَلْمَى أَمره ثم صَمَّما ونَضْنَضَ لسانَه حرَّكه الضاد فيه أَصل وليست بدلاً من صاد نَصْنَصَه كما زعم قوم لأَنهما ليستا أُختين فتُبدلَ إِحداهما من صاحبتها وفي الحديث عن أَبي بكر أَنه دُخل عليه وهو يُنَضْنِضُ لسانَه أَي يحرِّكُه ويروى بالصاد وقد تقدَّم والنَّضْنَضةُ صوتُ الحيَّةِ والنَضْنَضةُ تحريك الحية لسانَها ويقال للحية نَضْناضٌ ونَضْناضةٌ وحيَّةٌ نَضْناضٌ تحرك لسانَها قال ابن جني أَخبرني أَبو عليّ يرفعه إِلى الأَصمعيّ قال حدثنا عيسى ابن عمر قال سأَلتُ ذا الرمَّةِ عن النَّضْناضِ فأَخرج لسانه فحرّكه وقيل هي المُصَوِّتةُ وقيل هي التي تقتلُ إِذا نَهشَتْ من ساعتها وقيل هي التي لا تَسْتَقِرُّ في مكان قال الرَّاعي يَبِيتُ الحَيَّةُ النَّضْناضُ منه مكَانَ الحِبِّ يَسْتَمِعُ السِّرارا الحِبُّ القُرْطُ وقيل الحَبيبُ وقيل النَّضْناض الحية الذكر وهو كله يرجع إِلى الحركة

( نعض ) النُّعْضُ بالضم شجر من العِضاه سُهْلِيٌّ وقيل هو بالحجاز وقيل له شوك يُسْتاك به قال رؤْبة في سَلْوةٍ عِشْنا بذاك أُبْضا خِدْنَ اللَّواتي يَقْتَضِبْنَ النُّعْضا فقد أُفَدَّى مِرْجَماً مُنْقَضّاً إِما أَن يريد بقوله عشنا الجمع فيكون المعنى على اللفظ ويكون خِدْنَ اللواتي موضوعاً موضع أَخْدانِ اللواتي وإِما أَن يقول عشنا كقولك عِشْتُ إِلاَّ أَنه اختار عشنا لأَنه أَكمل في الوزن ويروى جَذْب اللواتي وروى الأَزهري ويقال ما نَعَضْتُ منه شيئاً أَي ما أَصَبْتُ قال ولا أَحُقُّه ولا أَدري ما صحته

( نغض ) نَغَضَ الشيءُ يَنْغُضُ نَغْضاً ونُغُوضا ونَغضَاناً وتَنَغَّض وأَنْغَض تحرَّك واضْطَرَبَ وأَنْغَضه هو أَي حرَّكه كالمتعَجِّب من الشيء ويقال نَغَضَ فلان أَيضاً رأْسَه يَتَعدَّى ولا يتعدَّى والنَّغَضانُ تَنَغُّضُ الرأْسِ والأَسنانِ في ارْتِجافٍ إِذا رَجَفَتْ تقول نَغَضَتْ ومنه حديث عثمان سَلِسَ بَوْلي ونَغَضَتْ أَسْناني أَي قَلِقَتْ وتحرَّكَت ويقال نَغَضَ رأْسَه إِذا تحرَّك وأَنْغَضَه إِذا حرَّكَه ومنه الحديث وأَخذ يُنْغِضُ رأْسه كأَنه يستفهم ما يقال له أَي يُحَرِّكه ويَمِيلُ إِليه وفي التنزيل العزيز فسَيُنْغِضون إِليك رُؤُوسهم قال الفراء أَنْغَضَ رأْسَه إِذا حرَّكَه إِلى فَوقُ وإِلى أَسفلُ والرأْس يَنْغُضُ ويَنْغِضُ لُغتان والثنية إِذا تحرَّكت قيل نَغَضَت سِنُّه وإِنما سُمِّي الظَّلِيمُ نَغْضاً ونَغِضاً لأَنه إِذا عَجِل في مشيته ارتفع وانخفض قال أَبو الهيثم يقال للرجل إِذا حُدِّثَ بشيء فحرَّك رأْسه إِنكاراً له قد أَنْغَضَ رأْسه ونَغَضَ رأْسُه يَنغُضُ ويَنْغِضُ نَغْضاً ونُغُوضاً أَي تحرَّك ونَغَضَ برأْسِه يَنْغُضُ نَغْضاً حرَّكه قال العجاج يصف الظليم واسْتَبْدَلَتْ رُسُومُه سَفَنَّجا أَصَكَّ نَغْضاً لا يَني مُسْتَهْدَجا وفي المحكم أَسَكَّ بالسين والنَّغْضُ الذي يُحَرِّك رأْسَه ويَرْجُف في مِشْيَتِه وصف بالمصدر وكلُّ حركة في ارْتِجافٍ نَغضٌ يقال نَغَضَ رَحْلُ البعير وثَنِيَّةُ الغلام نَغْضاً ونَغَضاناً قال ذو الرمة ولم يَنْغُض بهنَّ القَناطِر ونَغْضٌ ونِغْضٌ الظَّلِيمُ كذلك معرفة لأَنه اسم للنوْع كأُسامة وقال غيره النَّغْضُ الظليم الجَوَّالُ ويقال بل هو الذي يُنغِضُ رأْسَه كثيراً والنَّاغِضُ الغُضْرُوفُ ابن سيده ونُغْضُ الكَتِف حيث تذهَب وتجيء وقيل هو أَعلى مُنْقَطَع غُضْرُوفِ الكَتِف وقيل النُّغْضانِ اللّذان يَنْغُضان من أَصل الكتف فيتحَرَّكانِ إِذا مشَى وروى شُعبةُ عن عاصم عن عبد اللّه بن سَرْجِسَ رضي اللّه عنه قال نظرت إِلى ناغِضِ كتف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الأَيْمن والأَيسر فإِذا كهيْئةِ الجُمْعِ عليه الثآليلُ قال شمر الناغِضُ من الإِنسانِ أَصل العُنُق حيث يَنْغُضُ رأْسُه ونُغْضُ الكتِف هو العظم الرقيق على طَرَفها وفي حديث أَبي ذر رضي اللّه عنه بشِّر الكَنَّازِينَ برَضْفةٍ
( * قوله « برضفة » كذا بالأَصل والذي في النهاية في غير موضع برضف ) في النّاغِضِ أَي بحجر مُحْمىً فيوضع على ناغِضِه وهو فَرْعُ الكتف قيل له ناغض لتحرُّكه وأَصل النَّغْضِ الحركةُ وفي حديث ابن الزبير إِنَّ الكَعْبةَ لما احترقت نَغَضَتْ أَي تحرَّكت ووَهَتْ وفي حديث سَلْمانَ في خاتَمِ النبوة وإِذا الخاتَمُ في ناغِضِ كَتِفه الأَيسر وروي في نَغْضِ كتِفه النُّغْضُ والنَّغْضُ والنّاغِضُ أَعلى الكتِف وقيل هو العَظْمُ الرَّقِيقُ الذي على طرَفِه وغيم نَغّاضٌ ونَغَضَ السَّحابُ إِذا كثُفَ ثم مَخَض تراه يتحرّك بعضُه في بعض ولا يَسِيرُ قال رؤبة أَرَّقَ عَيْنيكَ عن الغِمَاضِ بَرْقٌ تَرَى في عارِضٍ نَغّاضِ قال ابن بري الذي وقع في شعره بَرْقٌ سرَى في عارِضِ نَهّاضِ الليث يقال للغَيْم إِذا كَثُفَ ثم تَمَخَّض قد نَغَضَ حيث تراه يتحرّك بعضُه في بعض مُتَحَيِّراً ولا يَسير ومَحالٌ نُغَّضٌ قال الراجز لا ماءَ في المَقْراةِ إِن لم تَنْهَضِ بمَسَدٍ فوقَ المَحالِ النُّغَّضِ قال ابن بري والنَّغْضةُ في شِعْر الطرماح يصف ثوراً باتَ إِلى نَغْضةٍ يَطُوفُ بها في رأْسِ مَتْنٍ أَبْزَى به جَرَدُهْ هو الشجرة فيما فسره ابن قتيبة وفسر غيره النَّغْضةَ في البيت بالنّعامةِ وفي صفته صلّى اللّه عليه وسلّم من حديث عليّ رضي اللّه عنه كان نَغّاضَ البطْنِ فقال له عمر رضي اللّه عنه ما نَغّاضُ البطنِ ؟ فقال مُعَكَّنُ البطن وكان عُكَنُه أَحْسَنَ من سَبائكِ الذهبِ والفِضّةِ قال النَّغْضُ ونُتوء عن مُسْتَوَى البطنِ قيل للمُعَكَّنِ نَغَّاضُ البطن

( نفض ) النَّفْضُ مصدر نفَضْتُ الثوبَ والشجَرَ وغيره أَنْفُضُه نَفْضاً إِذا حرَّكْتَه ليَنْتَفِضَ ونَفَّضْتُه شُدِّد للمبالغة والنَّفَضُ بالتحريك ما تَساقَط من الورق والثَّمَر وهو فَعَلٌ بمعنى مفْعُول كالقَبَضِ بمعنى المَقْبُوضِ والنَّفَضُ ما وقَع من الشيء إِذا نَفَضْتَه والنَّفْضُ أَن تأْخذ بيدك شيئاً فتَنْفُضَه تُزَعْزِعُه وتُتَرْتِرُه وتَنْفُضُ التراب عنه ابن سيده نَفَضَه يَنْفُضُه نَفضاً فانْتَفَضَ والنُّفاضةُ والنُّفاضُ بالضم ما سقط من الشيء إِذا نُفِضَ وكذلك هو من الورق وقالوا نُفاضٌ من ورق كما قالوا حالٌ من ورَق وأَكثر ذلك في ورق السَّمُرِ خاصة يُجْمَعُ ويُخْبَط في ثوب والنَّفَضُ ما انْتَفَضَ من الشيء ونَفَضُ العِضاهِ خَبَطُها وما طاحَ من حَمْلِ الشجرةِ فهو نَفَضٌ قال ابن سيده والنَفَضُ ما طاحَ من حَمْلِ النخل وتساقَط في أُصُولِه من الثمَر والمِنْفَضُ وعاء يُنْفَضُ فيه التمْر والمِنْفَضُ المِنْسَفُ ونَفَضَتِ المرأَةُ كَرِشَها فهي نَفُوضٌ كثيرة الولدِ والنَّفْضُ من قُضْبانِ الكَرْمِ بعدما يَنْضُرُ الورَق وقبل أَن تَتَعَلَّقَ حَوالِقُه وهو أَغَضُّ ما يكون وأَرْخَصُه وقد انْتَفَضَ الكَرْمُ عند ذلك والواحدة نَفْضةٌ جزم وتقول انْتَفَضَتْ جُلَّةُ التَّمْرِ إِذا نفضْتَ ما فيها من التَّمر ونفَضُ الشجرةِ حين تَنْتَفِضُ ثمرَتُها والنَّفَضُ ما تساقَط من غير نَفْضٍ في أُصُول الشجر من أَنْواع الثمَر وأَنْفَضَتْ جلةُ التمر نُفِضَ جميعُ ما فيها والنَّفَضَى الحركةُ وفي حديث قَيْلةَ مُلاءَتانِ كانتا مَصْبُوغَتَينِ وقد نفَضَتا أَي نصَلَ لونُ صِبْغِهما ولم يَبْقَ إِلا الأَثَرُ والنّافِضُ حُمَّى الرِّعْدَةِ مذكر وقد نَفَضَتْه وأَخذته حُمَّى نافِضٍ وحُمَّى نافِضٌ وحُمَّى بنافِضٍ هذا الأَعْلى وقد يقال حُمَّى نافِضٌ فيوصف به الأَصمعي إِذا كانت الحُمّى نافِضاً قيل نفَضَتْهُ فهو مَنْفُوضٌ والنُّفْضةُ بالضم النُّفَضاء وهي رِعْدةُ النّافِضِ وفي حديث الإِفك فأَخذتها حُمَّى بِنافِضٍ أَي برِعْدةٍ شديدةٍ كأَنها نفَضَتْها أَي حرَّكَتْها والنُّفَضةُ الرِّعدةُ وأَنْفَضَ القومُ نَفِدَ طعامُهم وزادُهم مثل أَرْمَلوا قال أَبو المُثَلَّم له ظَبْيَةٌ وله عُكَّةٌ إِذا أَنْفَضَّ القومُ لم يُنْفِضِ وفي الحديث كنا في سَفَرٍ فأَنْفَضْنا أَي فَنِيَ زادُنا كأَنهم نفَضُوا مَزاوِدَهم لِخُلُوِّها وهو مثْلُ أَرملَ وأَقْفَرَ وأَنْفَضُوا زادَهم أَنْفَدُوه والاسم النُّفاضُ بالضم وفي المثل النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ يقول إِذا ذهب طعامُ القومِ أَو مِيرتُهم قَطَّرُوا إِبلَهم التي كانوا يَضِنُّون بها فَجَلَبُوها للبيع فباعُوها واشْتَرَوا بثمنها مِيرةً والنُّفاضُ الجَدْبُ ومنه قولهم النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ وكان ثعلب يفتحه ويقول هو الجَدْبُ يقول إِذا أَجْدَبُوا جَلَبُوا الإِبل قِطاراً قِطاراً للبيع والإِنْفاضُ المَجاعةُ والحاجة ويقال نَفَضْنا حَلائبَنا نَفْضاً واسْتَنْفَضْناها استِنْفاضاً وذلك إِذا اسْتَقْصَوْا عليها في حَلبها فلم يَدَعُوا في ضُروعها شيئاً من اللبن ونفَضَ القومُ نَفْضاً ذهب زادُهم ابن شميل وقوم نَفَضٌ أَي نفَضُوا زادَهم وأَنْفَضَ القومُ أَي هَلَكَتْ أَموالُهم ونفَضَ الزّرْعُ سبَلاً خرج آخِر سُنْبُله ونفَض الكَرْمُ تَفَتَّحتْ عَناقِيدُه والنَّفَضُ حَبُّ العِنب حين يأْخذ بعضُه ببعض والنَّفَضُ أَغَضُّ ما يكون من قضبان الكرم ونُفُوضُ الأَرض نَبائِثُها ونفَض المكانَ يَنْفُضُه نَفْضاً واسْتَنْفَضَه إِذا نظر جميع ما فيه حتى يعرفه قال زهير يصف بقرة فقدت ولدها وتَنْفُضُ عنها غَيْبَ كلِّ خَمِيلةٍ وتخشَى رُماةَ الغَوْث من كلِّ مَرْصَدِ وتنفُض أَي تنظر هل ترى فيه ما تكره أَم لا والغَوْث قبيلة من طيِّءٍ وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه والغار أَنا أَنْفُضُ لك ما حوْلَك أَي أَحْرُسُكَ وأَطُوفُ هل أَرى طَلباً ورجل نَفُوضٌ للمكان مُتَأَمِّلٌ له واسْتَنْفَضَ القومَ تأَمّلهم وقول العُجَيْر السَّلُولي إِلى مَلِك يَسْتَنْفِضُ القومَ طَرْفُه له فَوْقَ أَعْوادِ السَّرِيرِ زَئيرُ يقول ينظر إِليهم فيعرف من بيده الحق منهم وقيل معناه أَنه يُبْصِرُ في أَيّهم الرأْيُ وأَيّهم بخلاف ذلك واسْتَنْفَضَ الطريقَ كذلك واسْتِنْفاضُ الذكَر وإِنْفاضُه اسْتِبْراؤه مما فيه من بقية البول وفي الحديث ابْغنِي أَحْجاراً أَسْتَنْفِضُ بها أَي أَسْتَنْجي بها وهو من نَفْضِ الثوبِ لأَن المُسْتَنْجي يَنْفُضُ عن نفْسِه الأَذى بالحجر أَي يُزِيلُه ويَدْفَعُه ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما أَنه كان يَمُرُّ بالشِّعْبِ من مُزْدَلِفةَ فيَنْتَفِضُ ويَتوضأ الليث يقال اسْتَنْفَضَ ما عنده أَي اسْتخرجه وقال رؤبة صَرَّحَ مَدْحي لكَ واسْتِنْفاضِي والنَّفِيضةُ الذي يَنْفُضُ الطريقَ والنَّفَضةُ الذين يَنْفُضون الطريقَ الليث النفَضة بالتحريك الجماعة يُبْعثون في الأَرض مُتَجَسِّسين لينظروا هل فيها عدوّ أَو خوف وكذلك النفيضةُ نحو الطَّلِيعة وقالت سَلْمى الجُهَنِيّةُ ترثي أَخاها أَسْعد وقال ابن بري صوابه سُعْدى الجهنية يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةَّ ونَفِيضةً وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ يعني إِذا قصُر الظل نصف النهار وحَضِيرةً ونَفِيضةً منصوبان على الحال والمعنى أَنه يغزو وحده في موضع الحضِيرةِ والنفِيضةِ كما قال الآخر يا خالداً أَلْفاً ويُدْعى واحدا وكقول أَبي نُخَيْلةَ أَمُسْلِمُ إِنِّي يا ابْنَ كلِّ خَلِيفةٍ ويا واحِدَ الدُّنيا ويا جَبَلَ الأَرْضِ أَي أَبوك وحده يقوم مَقام كل خليفة والجمع النَّفائضُ قال أَبو ذؤَيب يصف المَفاوِزَ بِهنَّ نَعامٌ بَناه الرِّجا لُ تُلْقي النَّفائضُ فيه السَّرِيحا قال الجوهري هذا قول الأَصمعي وهكذا رواه أَبو عمرو بالفاء إِلا أَنه قال في تفسيره إِنها الهَزْلى من الإِبل قال ابن برّي النعامُ خشبات يُسْتَظَلّ تحتها والرِّجالُ الرَّجّالة والسَّرِيحُ سُيورٌ تُشدّ بها النِّعال يريد أَنّ نِعالَ النَّفائضِ تقطَّعت الفراء حَضيِرةُ الناسِ وهي الجماعة ونفِيضَتُهم وهي الجماعة ابن الأَعرابي حَضِيرةٌ يحضُرها الناسُ ونفِيضةٌ ليس عليه أَحَد ويقال إِذا تكلَّمت ليلاً فاخْفِضْ وإِذا تكلمت نهاراً فانْفُضْ أَي التَفِت هل ترى من تكره واسْتَنْفَض القومُ أَرْسلوا النِّفَضةَ وفي الصحاح النَّفِيضةَ ونفَضَتِ الإِبلُ وأَنْفَضَتْ نُتِجَتْ كلُّها قال ذو الرُّمّة ترى كَفْأَتَيْها تَنْفُضانِ ولم يَجِد لها ثِيلَ سَقْبٍ في النِّتاجَيْنِ لامِسُ روي بالوجهين تَنْفُضانِ وتُنْفِضانِ وروي كِلا كَفْأَتَيْها تُنْفَضانِ ومن روى تُنْفَضانِ فمعناه تُسْتَبْرآن من قولك نفَضْتُ المكانَ إِذا نظرت إِلى جميع ما فيه حتى تَعْرِفَه ومن روى تَنْفُضانِ أَو تُنْفِضانِ فمعناه أَن كلّ واحد من الكَفْأَتين تُلقي ما في بطنها من أَجنَّتها فتوجد إِناثاً ليس فيها ذكر أَراد أَنها كلَّها مآنيثُ تُنْتَجُ الإِناثَ وليست بمذاكير ابن شميل إِذا لُبس الثوبُ الأَحمر أَو الأَصفر فذهب بعض لونه قيل قد نفَضَ صِبْغُه نَفْضاً قال ذو الرمة كَساكَ الذي يَكْسُو المَكارِم حُلَّةً من المَجْد لا تَبْلى بَطِيئاً نُفوضُها ابن الأَعرابي النُّفاضةُ ضُوازةُ السِّواك ونُفاثَتُه والنُّفْضةُ المَطْرةُ تُصِيبُ القِطْعةَ من الأَرض وتُخْطِئُ القِطعة التهذيب ونُفوضُ الأَمْرِ راشانها وهي فارسية إِنما هي أَشْرافُها والنِّفاضُ بالكسر إِزارٌ من أُزُر الصِّبيان قال جارِية بَيْضاء في نِفاضِ تَنْهَضُ فيه أَيَّما انْتِهاضِ وما عليه نِفاضٌ أَي ثوب والنِّفْضُ خُرْء النَّحْل عن أَبي حنيفة ابن الأَعرابي النَّفْضُ التحْريكُ والنَّفْضُ تَبَصُّرُ الطريق والنَّفْضُ القراءةُ يقال فلان يَنْفُضُ القرآنَ كلَّه ظاهراً أَي يقرؤه

( نقض ) النَّقْضُ إِفْسادُ ما أَبْرَمْتَ من عَقْدٍ أَو بِناء وفي الصحاح النَّقْضُ نَقْضُ البِناء والحَبْلِ والعَهْدِ غيره النقْضُ ضِدُّ الإِبْرام نقَضَه يَنْقُضُه نَقْضاً وانْتَقَضَ وتَناقَضَ والنَّقْضُ اسمُ البِناء المَنْقُوضِ إِذا هُدم وفي حديث صوم التَّطَوُّع فناقَضَني وناقَضْتُه هي مُفاعَلةٌ من نَقْض البناء وهو هَدْمُه أَي يَنْقُضُ قولي وأَنْقُضُ قوله وأَراد به المُراجَعةَ والمُرادَّةَ وناقضَه في الشيء مُناقَضةً ونِقاضاً خالَفَه قال وكان أَبُو العَيُوفِ أَخاً وجاراً وذا رَحِمٍ فقُلْتُ له نِقاضا أَي ناقَضْتُه في قوله وهَجْوِه إِيّاي والمُناقَضةُ في القول أَن يُتَكَلَّم بما يتناقَضُ معناه والنَّقِيضةُ في الشِّعْرِ ما يُنْقَضُ به وقال الشاعر إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ ذا نَقْضٍ وإِمرارِ أَي ما أَمَرَّ عادَ عليه فنقَضَه وكذلك المُناقَضةُ في الشِّعْر يَنْقُضُ الشاعرُ الآخرُ ما قاله الأَوّل والنَّقِيضةُ الاسم يجمع على النَّقائض ولذلك قالوا نَقائضُ جرير والفرزدق ونَقِيضُك الذي يُخالِفُك والأُنثى بالهاء والنَّقْضُ ما نَقَضْتَ والجمع أَنْقاض ويقال انْتَقَضَ الجُرْحُ بعد البُرْء وانتَقض الأَمْرُ بعد التِئامه وانتقَض أَمرُ الثغْرِ بعد سَدِّه والنِّقْضُ والنِّقْضةُ هما الجملُ والناقةُ اللذان قد هَزَلْتَهما وأَدْبَرْتَهما والجمع الأَنْقاضُ قال رؤبة إِذا مَطَوْنا نِقْضةً أَي نِقْضا والنِّقْضُ بالكسر البعير الذي أَنْضاه السفر وكذلك الناقة والنِّقْضُ المَهْزُول من الإِبل والخيل قال السيرافي كأَنَّ السفَرَ نقَض بِنْيتَه والجمع أَنْقاضٌ قال سيبويه ولا يُكَسَّر على غير ذلك والأُنثى نِقْضةٌ والجمع أَنْقاضٌ كالمذكر على توَهُّمِ حذْفِ الزائد والانْتِقاضُ الانْتِكاثُ والنَّقْضُ ما نُكث من الأَخبية والأَكْسِيةِ فغُزل ثانية والنُّقاضةُ ما نُقض من ذلك والنِّقْضُ المَنْقُوضُ مثل النِّكْث والنِّقْضُ مُنْتَقِضُ الأَرض من الكَمْأَةِ وهو الموضع الذي يَنتَقِضُ عن الكمأَة إذا أَرادت أَن تخرج نقَضت وجه الأَرض نَقْضاً فانْتَقَضت الأَرض وأَنشد كأَنَّ الفُلانِيَّاتِ أَنْقاضُ كَمْأَةٍ لأَوَّلِ جانٍ بالعَصا يَسْتَثِيرُها والنَّقّاضُ الذي يَنْقُضُ الدِّمَقْسَ وحِرْفَتُه النِّقاضةُ قال الأَزهري وهو النَّكّاثُ وجمعه أَنْقاض وأَنْكاث ابن سيده والنِّقْضُ قِشْرُ الأَرض المُنْتَقِضُ عن الكَمْأَة والجمع أَنْقاض ونُقوضٌ وقد أَنْقَضْتُها وأَنقَضْت عنها وتَنقَّضَت الأَرض عن الكمأَة أَي تقطَّرَت وأَنْقَضَ الكَمْءُ ونقَّض تَقَلْفَعَتْ عنه أَنقاضه قال ونَفَّضَ الكَمْءُ فأَبْدَى بَصَرَهْ
( * قوله « ونقض الكمء » تقدم انشاده في مادة بصر ونقض الكمء بالفاء ونصب الكمء تبعاً للأَصل والصواب ما هنا )
والنِّقْضُ العسَلُ يُسَوِّسُ فيؤخذ فيُدَقّ فيُلْطَخ به موضع النحل مع الآس فتأْتيه النحل فتُعَسِّلُ فيه عن الهَجَرِيّ والنَّقِيضُ من اَلأَصْواتِ يكون لِمفاصل الإِنسانِ والفَرارِيجِ والعَقْرَبِ والضِّفْدَعِ والعُقابِ والنَّعامِ والسُّمانى والبازِي والوبْرِ والوزَغ وقد أَنْقَض قال فلمَّا تَجاذَبْنا تَفَرْقَعَ ظَهْرُه كما يُنْقِضُ الوُزْغانُ زُرْقاً عُيونُها وأَنْقَضت العُقابُ أَي صوَّتَت وأَنشد الأَصمعي تُنْقِضُ أَيْدِيها نَقِيضَ العِقْبانْ وكذلك الدجاجةُ قال الراجز تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ والإِنْقاضُ والكَتِيتُ أَصوات صغار الإِبل والقَرْقَرةُ والهَديرُ أَصوات مَسانِّ الإِبل قال شِظاظٌ وهو لِصٌّ من بني ضَبّة رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بَعْدَ القَرْقَرهْ أَي أَسْمَعْتُها وذلك أَنه اجْتازَ على امرأَة من بني نُمير تَعْقِلُ بعيراً لها وتَتَعَوَّذُ من شِظاظٍ وكان شِظاظ على بكر فنزل وسرَق بعيرها وترك هناك بَكْرَه وتنَقَّضت عِظامُه إِذا صوَّتت أَبو زيد أَنْقَضْتُ بالعنز إِنْقاضاً دَعَوْتُ بها وأَنْقَضَ الحِمْلُ ظهرَه أَثقله وجعله يُنْقِضُ من ثِقَله أَي يُصَوِّتُ وفي التنزيل العزيز ووضَعْنا عنك وِزْرَك الذي أَنْقَض ظهرَك أَي جعلَه يُسْمَعُ له نَقِيضٌ من ثِقَلِه وجاء في التفسير أَثْقل ظهرك قال ذلك مجاهد وقتادةُ والأَصل فيه أَن الظهر إِذا أَثقله الحِمل سُمع له نَقِيض أَي صوت خفي كما يُنْقِض الرَّجل لحماره إِذا ساقَه قال فأَخبر اللّه عزّ وجلّ أَنه غفر لنبيه صلّى اللّه عليه وسلّم أَوزارَه التي كانت تراكمت على ظهره حتى أَثقلته وأَنها لو كانت أَثقالاً حملت على ظهره لسمع لها نقيض أَي صوت قال محمد بن المكرّم عفا اللّه عنه هذا القول فيه تسَمُّح في اللفظ وإغلاظ في النطق ومن أَين لسيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أَوزار تتراكم على ظهره الشريف حتى تثقله أَو يسمع لها نقيض وهو السيد المعصوم المنزه عن ذلك صلّى اللّه عليه وسلّم ؟ ولو كان وحاش للّه يأْتي بذنوب لم يكن يجد لها ثِقَلاً فإِن اللّه تعالى قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأَخر وإِذا كان غفر له ما تأَخر قبل وقوعه فأَين ثقله كالشرِّ إِذا كفاه اللّه قبل وُقوعه فلا صُورة له ولا إِحْساسَ به ومن أَين للمفسِّر لفظ المغفرة هنا ؟ وإِنما نص التلاوة ووَضَعْنا وتفسير الوِزْر هنا بالحِمل الثقيل وهو الأَصل في اللغة أَولى من تفسيره بما يُخْبَر عنه بالمغفرة ولا ذكر لها في السورة ويحمل هذا على أَنه عزّ وجلّ وضع عنه وزره الذي أَنقض ظهره من حَمْلِه هَمَّ قريش إِذ لم يسلموا أَو هَمَّ المنافقين إِذ لم يُخْلِصوا أَو همّ الإِيمانِ إِذ لم يُعمّ عشيرته الأَقربين أَو همّ العالَمِ إذ لم يكونوا كلهم مؤمنين أَو همّ الفتح إِذ لم يعجَّل للمسلمين أَو هموم أُمته المذنبين فهذه أَوزاره التي أَثقلت ظهره صلّى اللّه عليه وسلّم رغبة في انتشار دعوته وخَشْيةً على أُمته ومحافظة على ظهور ملته وحِرْصاً على صفاء شِرْعته ولعل بين قوله عزّ وجلّ ووضعنا عنك وزرك وبين قوله فلعلك باخع نفسك على آثارهم إِن لم يؤمنوا بهذا الحديث أَسفاً مناسبةً من هذا المعنى الذي نحن فيه وإِلا فمن أَين لمن غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأَخَّر ذنوب ؟ وهل ما تقدَّم وما تأَخَّر من ذنبه المغفور إِلا حسنات سواه من الأَبْرار يراها حسنة وهو سيّد المقربين يراها سيئة فالبَرُّ بها يتقرَّب والمُقَرَّبُ منها يتوب وما أَوْلى هذا المكان أَن يُنْشَد فيه ومِنْ أَيْنَ للوجْهِ الجَمِيل ذُنوب وكل صوت لمَفْصِل وإِصْبَع فهو نَقِيضٌ وقد أَنْقَضَ ظهرُ فلان إِذا سُمع له نَقِيض قال وحُزْن تُنْقِضُ الأَضْلاعُ منه مُقِيم في الجَوانِحِ لنْ يَزُولا ونَقِيضُ المِحْجَمةِ صوتها إِذا شدَّها الحَجّامُ بمَصِّه يقال أَنْقَضَتِ المِحْجَمةُ قال الأَعشى زَوَى بينَ عَيْنَيْه نَقِيضُ المَحاجِم وأَنْقَضَ الرَّحْلُ إِذا أَطَّ قال ذو الرمة وشبَّه أَطِيطَ الرِّحالِ بأَصوات الفراريج كأَنَّ أَصْواتَ من إِيغالِهِنَّ بِنا أَواخِرِ المَيْسِ إِنْقاضُ الفَرارِيجِ قال الأَزهري هكذا أَقرأَنِيه المُنْذِري رواية عن أَبي الهيثم وفيه تقديم أُريد التأْخير أَراد كأَنَّ أَصواتَ أَواخِرِ المَيْسِ إِنْقاضُ الفراريج إِذا أَوْغَلَت الرِّكابُ بنا أَي أَسْرَعَت ونَقِيضُ الرّحال والمَحامِل والأَدِيمِ والوَتَرِ صوتُها من ذلك قال الراجز شَيَّبَ أَصْداغي فَهُنَّ بِيضُ مَحامِلٌ لقِدِّها نَقِيضُ وفي الحديث أَنه سمع نَقيضاً من فوقه النَّقِيضُ الصوت ونَقِيضُ السقْفِ تحريك خشبه وفي حديث هِرَقْلَ ولقد تنقَّضَتِ الغُرفةُ أَي تشقَّقت وجاء صوتها وفي حديث هوازِنَ فأَنْقَضَ به دُرَيْد أَي نَقَرَ بلسانه في فيه كما يُزْجَرُ الحِمار فَعَله اسْتجهالاً وقال الخطابي أَنْقَضَ به أَي صَفَّق بإحدى يديه على الأُخرى حتى سُمع لها نَقِيضٌ أَي صوتٌ وقيل الإِنْقاضُ في الحَيوان والنَّقْضُ في المَوَتان وقد نقَض يَنْقُضُ ويَنْقِضُ نَقْضاً والإِنْقاضُ صُوَيْت مثل النَّقْرِ وإِنْقاضُ العِلْك تَصويته وهو مكروه وأَنْقَضَ أَصابعه صوَّت بها وأَنْقض بالدابة أَلصقَ لسانه بالغار الأَعلى ثم صوَّت في حافتيه من غير أَن يرفع طَرفه عن موضعه وكذلك ما أَشبهه من أَصوات الفراريج والرِّحال وقال الكسائي أَنْقَضْتُ بالعنزِ إِنْقاضاً إِذا دعوتها أَبو عبيد أَنْقَضَ الفرْخُ إِنْقاضاً إِذا صأَى صَئِيّاً وقال الأَصمعي يقال أَنْقَضْتُ بالعَيْر والفرس قال وكلُّ ما نقَرْت به فقد أَنْقَضْتَ به وأَنْقَضَت الأَرضُ بدَا نباتُها ونَقْضا الأُذنين
( * قوله « وتقضا الأذنين » كذا ضبط في الأَصل ) مُسْتدارُهما والنُّقَّاضُ نَبات والإِنْقِيضُ رائحة الطِّيب خُزاعية وفي النوادر نقَّضَ الفرسُ ورَفَّضَ إِذا أَدْلَى ولم يَسْتَحْكِم إِنْعاظُه ومثله سيَا وأَسابَ وشَوَّلَ وسبَّح وسمَّل وانْساحَ وماسَ

( نهض ) النُّهوضُ البَراحُ من الموضع والقيامُ عنه نهَضَ يَنْهَضُ نَهْضاً ونُهوضاً وانْتَهَضَ أَي قامَ وأَنشد ابن الأَعرابي لرُوَيْشد ودون حدر وانْتِهاضٍ وربوة كأَنَّكما بالرِّيقِ مُخْتَنِقانِ وأَنشد الأَصمعي لبَعْضِ الأَغْفال تَنْتَهِضُ الرِّعْدةُ في ظُهَيْري من لَدُنِ الظُّهْر إِلى العُصَيْرِ وأَنْهَضْتُه أَنا فانْتَهَضَ وانتهض القومُ وتناهَضوا نهَضُوا للقتال وأَنْهَضَه حَرَّكه للنُّهوض واسْتَنْهَضْته لأَمر كذا إِذا أَمرته بالنُّهوض له وناهَضْتُه أَي قاوَمْتُه وقال أَبو الجَهْم الجعفريّ نَهَضْنا إِلى القوم ونَغَضْنا إِليهم بمعنىً وتناهَضَ القومُ في الحرب إِذا نَهض كلُّ فريق إِلى صاحبه ونَهض النَّبْتُ إِذا استوى قال أَبو نخيلة وقد عَلَتْني ذُرْأَةٌ بادِي بَدِي ورَثْيةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ قال ابن بري صوابه تنهَض في تشدُّد وأَنْهَضَت الرِّيحُ السَّحابَ ساقَتْه وحملَتْه قال باتَتْ تُنادِيهِ الصَّبا فأَقْبَلا تُنْهِضُه صُعْداً ويأْبَى ثِقَلا والنَّهْضةُ الطَّاقةُ والقوَّةُ وأَنهضه بالشيء قوَّاه على النُّهوضِ به والناهِضُ الفرْخُ الذي استَقَلَّ للنُّهوضِ وقيل هو الذي وفُرَ جَناحاه ونَهضَ للطَّيَران وقيل هو الذي نَشر جناحَيْه ليَطِيرَ والجمع نَواهِضُ ونهَض الطائرُ بسَط جناحيه ليطير والناهِضُ فرْخُ العُقاب الذي وفُرَ جناحاه ونَهضَ للطيران قال امرؤُ القيس راشَه مِنْ رِيشِ ناهِضةٍ ثم أَمْهاهُ على حَجَرِهْ وقول لبيد يصف النَّبْل رقَمِيَّاتٌ عليها ناهِضٌ تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلّْ إِنما أَراد رِيشَ من فرْخٍ من فِراخِ النَّسْرِ ناهِضٍ لأَن السِّهامَ لا تُراشُ بالناهِضِ كلّه هذا ما لا يجوز إِنما تُراش برِيشِ الناهض ومثله كثير والنَّواهِضُ عِظامُ الإِبل وشِدادُها قال الراجز الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارضُ لا يَسْتَطِيعُ جَرَّه الغَوامِضُ إِلاَّ المُعيداتُ به النَّواهِضُ والغامِضُ العاجز الضَّعيف وناهِضةُ الرجل قومه الذين ينهَضُ بهم فيما يُحْزِنُه من الأُمور وقيل ناهِضةُ الرجل بنو أَبيه الذين يَغْضَبُون بغَضَبه فيَنْهَضُون لنَصْره وما لفلان ناهِضةٌ وهم الذين يَقُومون بأَمرِه وتَناهَضَ القومُ في الحرب نهَضُوا والناهِضُ رأْس المنكب وقيل هو اللحم المجتمع في ظاهر العضد من أَعْلاها إِلى أَسفلها وكذلك هو من الفرس وقد يكون من البعير وهما ناهِضانِ والجمع نَواهِضُ أَبو عبيدة ناهِضُ الفرس خُصَيْلةُ عضُدِه المُنْتَبِرَةُ ويُستحب عِظَمُ ناهِضِ الفَرس وقال أَبو دواد نَبِيل النَّواهِضِ والمَنْكِبَيْن حَدِيد المَحازِم ناتِي المَعَدْ الجوهري والناهِضُ اللحم الذي يلي عضُد الفرس من أَعلاها ونَهْضُ البعيرِ ما بين الكتف والمَنْكِبِ وجمعه أَنْهُضٌ مثل فَلْسِ وأَفْلُس قال هِمْيانُ ابن قحافة وقَرَّبُوا كلّ جُمالِيٍّ عَضِهْ أَبْقَى السِّنافُ أَثَراً بأَنْهُضِهْ وقال النضر نَواهِضُ البعير صدره وما أَقَلَّتْ يده إِلى كاهِلِه وهو ما بين كِرْكِرته إِلى ثُغْرةِ نَحْرِه إِلى كاهِلِه الواحد ناهِضٌ وطريق ناهِضٌ أَي صاعِدٌ في جبل وهو النَّهْضُ وجمعه نِهاضٌ وقال الهذلي يتابع نَقْباً ذا نِهاضٍ فوَقْعُه به صُعُدٌ لولا المَخافةُ قاصِد
( * قوله « يتابع نقباً إلخ » كذا في الأَصل وفي شرح القاموس يتائم )
ومكانٌ ناهِضٌ مرتفِعٌ والنَّهْضةُ بسكون الهاء العَتَبةُ من الأَرض تُبْهَرُ فيها الدابةُ أَو الإِنسان يَصْعَدُ فيها من غَمْضٍ والجمع نِهاضٌ قال حاتم بن مُدْرِك يهجو أَبا العَيُوفِ أَقولُ لصاحِبَيَّ وقد هَبَطْنا وخَلَّفْنا المَعارِضَ والنِّهاضا يقال طريق ذو مَعارِضَ أَي مَراعٍ تُغْنِيهم أَن يَتَكَلَّفُوا العَلَف لمواشيهم الأَزهريُّ النَّهْضُ العَتَبُ ابن الأَعرابي النِّهاضُ العَتَبُ والنهاض السرْعةُ والنَّهْضُ الضَّيْمُ والقَسْرُ وقيل هو الظُّلْم قال أَما تَرى الحَجّاجَ يأْبى النَّهْضا وإِناء نَهْضان وهو دون الشلثان
( * قوله « الشلثان » كذا بالأَصل بمثلثة بعد اللام وفي شرح القاموس بتاء مثناة بعدها ) هذه عن أَبي حنيفة وناهِضٌ ومُناهِضٌ ونَهّاضٌ أَسماء

( نوض ) النَّوضُ وُصْلةُ ما بين العَجُز والمتن وخَصَّصَه الجوهري بالبعير ولكل امرأَة نَوْضانِ وهما لَحمتان مُنْتَبِرتانِ مُكْتَنِفتانِ قَطَنَها يعني وسَط الوَرِك قال إِذا اعْتَزَمْنَ الدَّهْرَ في انْتِهاضِ جاذَبْنَ بالأَصْلابِ والأَنْواضِ
( * قوله « الدهر » كذا بالأَصل والذي في شرح القاموس الزهو )
والنَّوْضُ شِبْهُ التَّذَبْذُبِ والتَّعَثْكُلِ وناضَ الشيءُ يَنُوضُ نَوْضاً تَذَبْذَبَ وناضَ فلان يَنُوض نَوْضاً ذهب في البلاد ونُضْتُ الشَّيءَ وناضَ الشيءَ يَنُوضُه نَوْضاً أَراغَه لينتزعه كالغُصْن والوَتدِ ونحوهما وناضَ نَوْضاً كناصَ أَي عدَل عن كراع وناضَ البرْقُ يَنُوضُ نَوْضاً إِذا تلألأ ويقال فلان ما يَنُوضُ بحاجة وما يَقْدِر أَن ينوض أَي يتحرّك بشيء والصاد لغة والمَناضُ المَلْجأُ عن كراع والصاد أَعلى وأَناضَ حَمْلُ النخلة إِناضةً وإِناضاً كأَقامَ إِقامةً وإِقاماً أَدرَك قال لبيد فاخِراتٌ ضُروعُها في ذُراها وأَناضَ العَيْدانُ والجَبّارُ قال ابن سيده وإِنما كانت الواو أَولى به من الياء لأَنَّ ض ن و أَشدّ انقلاباً من ض ن ي والإِناضُ إِدْراكُ النخل وإِذا أَدْرَكَ حَمْلُ النخلةِ فهو الإِناضُ أَبو عمرو الأَنْواضُ مَدافِعُ الماء والأَنْواضُ والأَناوِيضُ مواضع متفرّقة
( * قوله « متفرقة » في الصحاح مرتفعة ) ومنه قول لبيد أَرْوَى الأَناوِيضَ وأَرْوَى مِذْنَبَهْ والأَنْواضُ موضع معروف قال رؤبة غُرّ الذُّرى ضَواحِك الإِيماضِ تُسْقَى به مَدافِعُ الأَنْواضِ وقيل الأَنْواضُ هنا مَنافِقُ الماء وبه فسر الشعر ولم يذكر للأَنْواضِ ولا للمَنافِق واحد والأَنْواضُ الأَوْدِية واحدها نَوْض والجمع الأَناوِيضُ والنَّوْضُ الحرَكة والنَّوْضُ العُصْعُصُ قال الكسائي العرب تبدل من الصاد ضاداً فتقول ما لكَ من هذا الأَمر مَناضٌ أَي مَناصٌ وقد ناضَ وناصَ مَناضاً ومَناصاً إِذا ذهب في الأَرض قال ابن الأَعرابي نَوَّضْتُ الثوبَ بالصِّبْغ تَنْوِيضاً وأَنشد في صفة الأَسد في غِيلِه جِيَفُ الرِّجالِ كأَنَّه بالزَّعْفرانِ من الدِّماء مُنَوَّضُ أَي مُضَرَّج أَبو سعيد الأَنْواضُ والأَنْواطُ واحد وهي ما نُوِّطَ على الإِبل إِذا أُوقِرَتْ قال رؤبة جاذَبْنَ بالأَصْلابِ والأَنْواضِ

( نيض ) ابن الأَعرابي النَّيْضُ بالياء ضَربَان العِرْقِ مثل النَّبْضِ سواء

( هرض ) الهَرَضُ الحَصَفُ الذي يظهر على الجلد وهَرَضَ الثوبَ يَهْرضُهُ هَرْضاً مَزَّقَه

( هضض ) الهَضُّ والهَضَضُ كسْر دُونَ الهَدِّ وفوق الرَّضِّ وقيل هو الكَسْرُ عامّةً هَضَّه يَهُضُّه هَضّاً أَي كسَره ودقَّه فانْهَضَّ وهو مَهْضُوض وهَضِيضٌ ومُنْهَضٌّ والهَضْهَضةُ كذلك إِلا أَنه في عَجَلةٍ والهَضّ في مُهْلةٍ جعلوا ذلك كالمَدّ والترْجِيع في الأَصْوات واهْتَضَّه كسَره قال العجاج وكان ما اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجا تَرُدُّ عنها رأْسَها مُشَجَّجا واهْتَضَضْتُ نفسي لفلان إِذا اسْتَزَدْتَها له والهَضْهَضَةُ الفَحْل الذي يَهُضُّ أَعْناقَ الفُحول تقول هو يُهَضْهِضُ الأَعْناقَ وفَحْل هَضّاضٌ يَهُضُّ أَعناقَ الفُحول وقيل هو الذي يَصْرَع الرّجل والبعير ثم يُنْحِي عليه بكَلْكَلِه وقيل هَضْهَضَها والهَضَضُ التكسر أَبو زيد هَضَضْتُ الحجرَ وغيره هَضّاً إِذا كسرْته ودقَقْتَه وجاءت الإِبل تَهُضُّ السيْرَ هَضّاً إِذا أسرَعت يقال لشَدَّ ما هَضَّتْ وقال رَكّاضٌ الدُّبَيْري جاءت تَهُضُّ المَشْيَ أَيَّ هَضِّ يَدْفَعُ عنها بعضُها عن بَعْضِ قال ابن الأَعرابي يقول هي إِبل غَزِيراتٌ فتدْفع أَلبانُها عنها قطعَ رُؤوسِها كقوله حتى فَدَى أَعْناقَهُنّ المَخْضُ وهَضَّضَ إِذا دَقّ الأَرض برجليه دقّاً شديداً والهَضَّاء الجماعةُ من الناس والخيل وهي أَيضاً الكَتِيبةُ لأَنها تهُضُّ الأَشياء أَي تكسرها الأَصمعي الهَضَّاء بتشديد الضاد الجماعة من الناس قال الطرمّاحُ قد تجَاوَزْتُها بهَضّاء كالجِنّ ة يُخْفُون بعضَ قَرْعِ الوِفاضِ وهو فَعْلاء مثل الصحْراء حكاه ثعلب وأَنشد إِليه تَلْجَأُ الهَضّاءُ طُرّاً فليسَ بقائِلٍ هُجْراً لجارِ قال ابن بري البيت لأَبي دُواد يَرْثي أَبا بِجاد وصوابه هُجْراً لجادِي بالدال وأَول القصيد مصِيفُ الهَمِّ يَمْنَعُني رُقادي إِليَّ فقد تَجافى بي وِسادِي لفَقْدِ الأَرْيَحِيِّ أَبي بِجادِ أَبي الأَضْيافِ في السَّنة الجَمادِ ابن الفَرج جاء يَهُزُّ المَشْيَ ويَهُضُّه إِذا مشى مَشْياً حسناً في تَدافُعٍ أَنشد ابن الأَعرابي فيما رواه ثعلب عنه تَرَوَّحَتْ عن حُرُضٍ وحَمْضِ جاءتْ تَهُضُّ الأَرضَ أَيَّ هَضِّ يَدْفَعُ عنها بعضُها عن بَعْضِ مَشْيَ العَذارى شِمْنَ عَيْنَ المُغْضي قال تهُضُّ تدُقّ يقول راحَتْ عن حُرُض فجاءت تهُضُّ المشْيَ مَشْيَ العَذارى يقول العَذارى يَنْظُرْن إِلى المُغْضِي الذي ليس بصاحب رِيبة ويَتَوَقَّيْنَ صاحبَ الرِّيبة فشبَّه نظر الإِبل بأَعين العذارى تَغُضُّ عمن لا خيرَ عنده وشِمْنَ نظَرْن وهَضْهاضٌ وهُضاضٌ وهِضاضٌ جميعاً وادٍ قال مالك بن الحرث الهذلي إِذا خَلَّفْتُ باطِنَتَيْ سَرارٍ وبَطْنَ هُِضاضَ حيثُ غَدا صُباحُ أَنت على إِرادة البُقْعة وهَضّاضٌ ومِهَضٌّ اسْمانِ

( هلض ) هلَضَ الشيءَ يَهْلِضُه هَلْضاً انْتَزَعه كالنبت تَنْتَزِعُه من الأَرض ذكر أَبو مالك أَنه سمعه من أَعراب طيّء وليس بثَبَت

( هنبض ) الهُنْبُضُ العظيمُ البطْن وهَنْبَضَ الضَّحِكَ أَخْفاه

( هيض ) هاضَ الشيءَ هَيْضاً كسَره وهاضَ العظمَ يَهِيضُه هَيْضاً فانْهاضَ كسَره بعد الجُبور أَو بعدما كاد يَنْجَبِرُ فهو مَهِيضٌ واهْتاضَه أَيضاً فهو مُهْتاضٌ ومُنْهاضٌ قال رؤْبة هاجَك مِن أَرْوى كَمُنْهاضِ الفَكَكْ لأَنه أَشد لوجعه وكلُّ وجَع على وجع فهو هَيْضٌ يقال هاضَني الشيءُ إِذا رَدَّك في مرَضِك وروي عن عائشة أَنها قالت في أَبيها رضي اللّه عنهما لما توُفِّيَ رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم واللّه لو نزل بالجبال الرّاسيات ما نزلَ بأَبي لهاضَها أَي كسَرها الهَيْضُ الكَسْرُ بعد جُبورِ العظْمِ وهو أَشدُّ ما يكون من الكسر وكذلك النُّكْسُ في المَرض بعد الانْدِمال قال ذو الرمة ووَجْه كقَرْنِ الشمسِ حُرّ كأَنَّما تَهِيضُ بهذا القَلْبِ لَمْحَتُه كَسْرا وقال القطامي إِذا ما قُلْتُ قد جُبِرَتْ صُدوعٌ تُهاضُ وما لِما هِيضَ اجْتِبارُ وقال ابن الأَعرابي في قول عائشة لَهاضَها أَي لأَلانَها والهَيْضُ اللِّينُ وقد هاضَه الأَمرُ يَهِيضُه وفي حديث أَبي بكر والنّسّابةِ يَهِيضُه حِيناً وحِيناً يَصْدَعُهْ أَي يكسِرُه مرة ويشُقُّه أُخرى وفي الحديث قيل له خَفِّضْ عليك فإِنَّ هذا يَهِيضُك وفي حديث عمر بن عبد العزيز اللهم قد هاضَني فَهِضْه والمُسْتَهاضُ الكَسِيرُ يَبْرَأُ فيُعْجَلُ بالحَمْلِ عليه والسَّوْق له فينكسر عظمه ثانية بعد جَبْر وتَماثُل والهَيْضةُ مُعاودةُ الهَمّ والحُزْنِ والمَرضِ بعد المَرض وقد تَهَيَّضَ قال وما عادَ قَلْبي الهمُّ إِلاَّ تَهَيَّضا والمُسْتَهاضُ المريض يبرأُ فيعمل عملاً فيشق عليه أَو يأْكل طعاماً أَو يشرب شراباً فيُنْكَسُ وكل وجع هَيْضٌ وهاضَ الحُزْنُ قلبَه أَصابه مرّة بعد أُخرى والهَيْضةُ انْطِلاقُ البطن يقال بالرجلَ هيْضة أَي به قُياء وقِيامٌ جميعاً وأَصابت فلاناً هَيْضةٌ إِذا لم يُوافِقْه شيء يأْكله وتغيَّرَ طَبْعُه عليه وربما لانَ من ذلك بطنُه فكثر اختلافه والهَيْضُ سَلْحُ الطائرِ وقد هاضَ هَيْضاً قال كأَنَّ مَتْنَيْه من النَّفِيِّ مَهايِضُ الطيرِ على الصفِيِّ والمعروف مَواقِعُ الطير قال ابن بري هيَّضه بمعنى هَيَّجه قال هِمْيانُ بن قُحافةَ فهَيَّضُوا القلبَ إِلى تَهَيُّضِه

( وخض ) الوَخْضُ الطَّعْنُ غير الجائِف وقيل هو الجائفُ وقد وخَضَه بالرُّمْح وخْضاً قال أَبو منصور هذا التفسير للوَخْضِ خطأٌ الأَصمعي إَذا خالطت الطعنةُ الجَوْفَ ولم تنفُذ فذلك الوَخْضُ والوَخْطُ وقال أَبو زيد البَجُّ مثل الوخْضِ وأَنشد قَفْخاً على الهام وبَجّاً وخْضا أَبو عمرو وخَطَه بالرمح ووخَضَه والوَخِيضُ المَطْعون قال ذو الرمة فكَرَّ يَمْشُقُ طَعْناً في جَواشنِها كأَنَّه الأَجْرُ في الإِقدامِ يُحْتَسَبُ وتارةً يَخِضُ الأَسْحارَ عن عُرُضٍ وخْضاً وتُنْتَظَمُ الأَسْحارُ والحُجُبُ

( ورض ) ورَّضَتِ الدَّجاجةُ رَخَّمَت على البيض ثم قامت فباضَتْ بمرّة وفي الصحاح قامت فذَرَقَتْ بمرّة واحدة ذَرْقاً كثيراً وكذلك التَّوْرِيضُ في كل شتيء قال أَبو منصور وهذا تصحيف والصواب ورَّصَتْ بالصاد وروى الأَزهري بسنده عن الفراء قال ورَّضَ الشيخُ بالضاد إِذا اسْتَرْخى حِتارُ خَوْرانِه فأَبْدى قال أَبو العباس وقال ابن الأَعرابي أَورَضَ ووَرَّضَ إِذا رَمى بغائطِه وأَخرجه بمرة وأَما التوْرِيص بالصاد فله معنى غير ما ذكره الليث ابن الأَعرابي المُوَرِّضُ الذي يرْتادُ الأَرض ويطلب الكلأَ وأَنشد لابن الرِّقاعِ حَسِبَ الرَّائدُ المُوَرِّضُ أَنْ قد دَرَّ منها بكلِّ نَبْءٍ صِوارُ دَرَّ أَي تفرّق والنَّبء ما نَبا من الأَرض ويقال نويت الصومَ وأَرَّضْتُه وورَّضْتُه ورَمَّضْتُه وبَيَّتُّه وخَمَّرْتُه ورَسَّسْتُه بمعنى واحد وفي الحديث لا صِيامَ لمن لم يُوَرِّضْ من الليل أَي لم يَنْوِ يقال ورَّضْتُ الصومَ إِذا عزمت عليه قال أَبو منصور وأَحسب الأَصل فيه مهموزاً ثم قلبت الهمزة واواً

( وفض ) الوِفاضُ وِقاية ثِفالِ الرَّحى والجمع وُفُضٌ قال الطرمّاح قد تجاوَزْتُها بهَضّاء كالجِنّ ةِ يُخْفُون بعضَ قَرْعِ الوِفاضِ أَبو زيد الوِفاضُ الجلدة التي توضع تحت الرَّحى وقال أَبو عمرو الأَوْفاضُ والأَوْضامُ واحدها وفَضٌ ووَضَمٌ وهو الذي يُقطع عليه اللحم وقال الطّرماح كم عَدُوٍّ لنا قُراسِيةِ العِزِّ تَرَكْنا لَحْماً على أَوْفاضِ وأَوْفَضْتُ لفلان وأَوْضَمْت إِذا بسَطْتَ له بِساطاً يَتَّقي به الأَرضَ ثعلب عن ابن الأَعرابي يقال للمكان الذي يُمْسِك الماء الوِفاضُ والمَسَكُ والمَساكُ فإِذا لم يُمْسِكْ فهو مَسْهَبٌ والوَفْضةُ خَرِيطةٌ يَحْمِلُ فيها الرَّاعي أَداتَه وزاده والوَفْضةُ جَعْبةُ السِّهامِ إِذا كانت من أَدَمٍ لا خشبَ فيها تشبيهاً بذلك والجمع وِفاضٌ وفي الصحاح والوَفْضةُ شيء كالجَعْبةِ من أَدَمٍ ليس فيها خشب وأَنشد ابن بري للشَّنْفَرَى لها وَفْضةٌ فيها ثلاثون سَيْحَفاً إِذا آنَسَتْ أُولى العَدِيِّ اقْشَعَرّتِ الوَفضةُ هنا الجَعبة والسَّيْحَفُ النَّصْلُ المُذَلَّقُ وفَضَتِ الإِبلُ أَسرَعَت وناقة مِيفاضٌ مُسْرِعةٌ وكذلك النعامةُ قال لأَنْعَتَنْ نَعامةً مِيفاضا خَرْجاءَ تَغْدُو تَطْلُب الإِضاضا
( * قوله « الاضاض » هو الملجأ كما تقدم ووضعت في الأصل الذي بأيدينا لفظة الملجأ هنا بازاء البيت )
وأَوْفَضَها واسْتَوْفَضَها طَرَدَها وفي حديث وائل بن حجر من زَنى مِنْ بِكْرٍ فأَصْقِعُوه كذا واسْتَوْفِضُوه عاماً أَي اضْرِبُوه واطْرُدُوه عن أَرضه وغَرِّبوه وانْفُوه وأَصله من قولك اسْتَوْفَضَتِ الإِبلُ إِذا تفرَّقت في رَعْيِها الفراء في قوله عزّ وجلّ كأَنهم إِلى نُصُب يوفضون الإِيفاضُ الإِسْراعُ أَي يُسْرِعُون وقال الليث الإِبل تَفِضُ وَفْضاً وتَسْتَوْفِضُ وأَوْفَضَها صاحبُها وقال ذو الرمة يصف ثوراً وحشيّاً طاوي الحَشا قَصَّرَتْ عنه مُحَرَّجةٌ مُسْتَوْفَضٌ من بَناتِ القَفْرِ مَشْهُومُ قال الأَصمعي مُسْتَوْفَضٌ أَي أُفْزِعَ فاسْتَوْفَضَ وأَوْفَضَ إِذا أَسْرَع وقال أَبو زيد ما لي أَراكَ مُسْتَوْفَضاً أَي مَذْعُوراً وقال أَبو مالك اسْتَوْفَضَ اسْتَعْجَلَ وأَنشد لرؤبةً إِذا مَطَوْنا نِقْضةً أَو نِقْضا تَعْوِي البُرَ مُسْتَوْفِضاتٍ وَفْضا تَعْوِي أَي تَلْوِي يقال عَوَتِ الناقةُ بُرَتها في سيْرها أَي لوتها بخِطامِها ومثل شعر رؤبة قولُ جرير يَسْتَوفِضُ الشيخُ لا يَثْنِي عمامَته والثلْجُ فوق رُؤوس الأُكْمِ مَرْكُومُ وقال الحطيئة وقِدْرٍ إِذا ما أَنْفَضَ الناسُ أَوْفَضَتْ إِليها بأَيْتامِ الشِّتاءِ الأَرامِلُ وأَوْفَضَ واسْتَوْفَضَ أَسرَع واسْتَوْفَضَه إِذا طَرَده واستعجله والوَفْضُ العجَلة واسْتَوْفَضَها استعجَلها وجاءَ على وفْض ووفَضٍ أَي على عجَل والمُسْتَوْفِضُ النافِرُ من الذُّعْرِ كأَنه طلَب وفْضَه أَي عدْوَه يقال وفَضَ وأَوْفَضَ إِذا عَدا ويقال لِقيتُه على أَوْفاضٍ أَي على عجَلةٍ مثل أَوْفازٍ قال رؤبة يَمْشِي بنا الجِدُّ على أَوْفاضِ قال أَبو تراب سمعت خليفة الحُصَيْنِي يقول أَوْضَعتِ الناقةُ وأَوْضَفَت إِذا خَبَّتْ وأَوْضَفْتُها فوضَفت وأَوْفَضْتها فوفَضَت ويقال للأَخلاط أَوْفاضٌ والأَوْفاضُ الفِرَقُ من الناس والأَخْلاطُ من قَبائلَ شَتَّى كأَصْحاب الصُّفّةِ وفي حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه أَمَر بصدَقةٍ أَن توضَع في الأَوْفاضِ فُسِّرُوا أَنهم أَهلُ الصُّفّةِ وكانوا أَخْلاطاً وقيل هم الذين مع كل واحد منهم وَفْضةٌ وهي مثل الكِنانةِ الصغيرة يُلْقي فيها طعامَه والأَوّل أَجْودُ قال أَبو عمرو الأَوْفاضُ هم الفِرَقُ من الناس والأَخْلاط من وفضَتِ الإِبلُ إِذا تفرّقت وقيل هم الفقراء الضّعافُ الذين لا دِفاعَ بهم واحدهم وفض
( * دقوله « واحدهم وفض » كذا في الأَصل والنهاية بلا ضبط ) وفي الحديث أَن رجلاً من الأَنصار جاءَ إِلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فقال مالي كلُّه صدَقةٌ فأَقْتر أَبواه حتى جلَسا مع الأَوْفاضِ أَي افتقَرا حتى جلسا مع الفقراء قال أَبو عبيد وهذا كله عندنا واحد لأَن أَهلَ الصُّفّة إِنما كانوا أَخلاطاً من قَبائل شتَّى وأَنكر أَن يكون مع كل رجل منهم وفْضةٌ ابن شميل الجَعْبةُ المُسْتديرةُ الواسعةُ التي على فمها طبَقٌ من فوقها والوَفْضةُ أَصغرُ منها وأَعْلاها وأَسفلُها مُسْتَوٍ والوَفَضُ وضَمُ اللحم طائيّةٌ عن كراع

( ومض ) ومَضَ البرْقُ وغيره يَمِضُ ومْضاً ووَمِيضاً ووَمَضاناً وتوْماضاً أَي لَمَعَ لمْعاً خفسًّا ولم يَعْتَرِضْ في نَواحي الغَيم قال امرؤ القيس أَصاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ ومِيضَه كلَمْعِ اليَدَيْنِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ وقال ساعدة بن جؤية الهذلي ووصف سحاباً أُخِيلُ بَرْقاً مَتَى حابٍ له زَجَلٌ إِذا يُفَتِّرُ من تَوْماضِه خَلَجا وأَنشد في ومض تَضْحَكُ عن غُرِّ الثَّنايا ناصِعٍ مِثْلِ ومِيضِ البَرْقِ لَمّا عَنْ وَمَضْ يريد لما أن ومَضَ الليث الوَمْضُ والوَمِيضُ والوَمِيضُ من لَمَعانِ البرْقِ وكلِّ شيء صافي اللوْنِ قال وقد يكون الوَمِيضُ للنار وأَوْمَضَ البرقُ إِيماضاً كوَمَضَ فأَما إِذا لَمع واعْتَرَضَ في نواحِي الغيم فهو الخَفْوُ فإِن اسْتَطارَ في وسَط السماء وشقّ الغيم من غير أَن يَعْتَرِضَ يميناً وشمالاً فهو العَقِيقةُ وفي الحديث أَنه سأَل عن البرْقِ فقال أَخَفْواً أَمْ وَمِيضاً ؟ وأَوْمَضَ رأَى ومِيضَ بَرْق أَو نار أَنشد ابن الأَعرابي ومُسْتَنْبِحٍ يَعْوِي الصَّدَى لعُوائِه رأَى ضَوْءَ ناري فاسْتَناها وأَوْمَضا اسْتَناها نظَر إِلى سَناها ابن الأَعرابي الوَمِيضُ أَن يُومِضَ البرقُ إِماضةً ضعيفة ثم يَخفى ثم يُومِض وليس في هذا يأْسٌ من مطر قد يكون وقد لا يكون وأَوْمَضَ لمع وأَوْمَضَ له بعينه أَوْمأَ وفي الحديث هَلاَّ أَومَضْتَ إِليَّ يا رسول اللّه أَي هلاَّ أَشَرْتَ إِليَّ إِشارة خفيَّة من أَوْمَض البرقُ ووَمَض وأَوْمَضَت المرأَةُ سارقَتِ النظَر ويقال أَوْمَضَتْه فلانة بعينها إِذا برَقت

( وهض ) التهذيب الأَصمعي يقال لما اطْمَأَنَّ من الأَرض وَهْضةٌ أَبو السَّمَيْدَع الوَهْضةُ والوَهْطةُ وذلك إِذا كانت مُدَوَّرة

( يضض ) أَبو زيد يَضَّضَ الجَرْو مثل جَصَّصَ وفقَّح وذلك إِذا فتح عينيه الفراء يقال يَصَّصَ بالصاد مثله قال أَبو عمرو يَضَّضَ ويَصَّصَ وبَضَّضَ بالباء وجَصَّصَ بمعنَى واحد لغات كلها

( ط ) الطاء حرف من حروف العربية وهي من الحروف المجهورة وأَلفها ترجع إِلى الياء إِذا هَجَّيْتَه جَزمْته ولم تعربه كما تقول ط د مُرْسلةَ اللفظ بلا إِعراب فإِذا وصفته وصيرته اسماً أَعربته كما تعرب الاسم فتقول هذه طاء طويلة لمَّا وصفته أَعْرَبْتَه والطاء والدال والتاء ثلاثة في حيز واحد وهي الحروف النَِّطَعِيَّةُ لأَنَّ مَبْدأَها من نَطبْعِ الغارِ الأَعْلى

( أبط ) الإِبْطُ إِبْطُ الرجل والدوابّ ابن سيده الإِبْطُ باطِنُ المَنْكِب غيره والإِبط باطن الجَناحِ يذكر ويؤَنث والتذكير أعْلى وقال اللحياني هو مذكر وقد أَنثه بعض العرب والجمع آباط وحكى الفراءُ عن بعض الأَعراب فرَفَع السوْطَ حتى بَرَقَتْ إِبْطُه وقول الهذلي شَرِبْتُ بجَمِّه وصَدَرْتُ عنه وأَبْيَضُ صارِمٌ ذَكَرٌ إِباطِي أَي تحت إِبْطِي قال ابن السيرافي أَصله إِباطِيٌّ فخفف ياء النسب وعلى هذا يكون صفة لصارم وهو منسوب إِلى الإِبط وتأَبَّطَ الشيءَ وضعَه تحت إِبطه وتأَبَّط سَيْفاً أَو شيئاً أَخذه تحت إِبطه وبه سمي ثابت بن جابر الفَهْمِيّ تأَبَّط شرّاً لأَنه زعموا كان لا يفارقه السيف وقيل لأَنَّ أُمه بَصُرَتْ به وقد تأَبَّط جَفِيرَ سِهام وأَخذ قَوْماً فقالت هذا تأَبَّط شرّاً وقيل بل تأَبط سِكِّيناً وأَتى نادِيَ قومِه فوَجَأَ أَحدَهم فسمي به لذلك وتقول جاءَني تأَبط شرّاً ومررْتُ بتأَبّط شرّاً تدَعُه على لفظه لأَنك لم تنقله من فعل إِلى اسم وإِنما سميت بالفعل مع الفاعل رجلاً فوجب أَن تحكيه ولا تغيره قال وكذلك كل جملة تسمي بها مثل برَق نَحْرُه وذَرَّى حَبّاً وإِن أَردت أَن تثني أَو تجمع قلت جاءَني ذَوا تأَبّط شرّاً وذَوو تأَبّط شرّاً أَو تقول كلاهما تأَبَّط شرّاً وكلُّهم ونحو ذلك والنسبة إِليه تأَبَّطِيٌّ يُنْسب إِلى الصدر ولا يجوز تصغيره ولا ترخيمه قال سيبويه ومن العرب من يفرد فيقول تأَبَّطَ أَقْبَل قال ابن سيده ولهذا أَلْزَمَنا سيبويه في الحكاية الإِضافةَ إِلى الصَّدْر وقول مليح الهذلي ونَحْنُ قَتَلْنا مُقْبِلاً غير مُدْبِرٍ تأَبَّطَ ما تَرْهَقْ بنا الحَرْبُ تَرْهَقِ أَراد تأَبَّط شرّاً فحذف المفعول للعلم به وفي الحديث أَما واللّه إِنَّ أَحدَكم ليُخْرِجُ بمسْأَلَتِه من يتأَبَّطُها أَي يجعلها تحت إِبْطِه وفي حديث عمرو بن العاص قال لَعَمْرُ اللّه إِني ما تأَبَّطَني الإِماء أَي لم يحْضُنَّني ويَتَوَلَّيْنَ تَرْبِيتي والتأَبطُ الاضْطِباع وهو ضرب من اللِّبْسة وهو أَن يُدْخِلَ الثوب من تحت يده اليمنى فيُلقِيَه على مَنْكِبِه الأَيسر وروي عن أَبي هريرة أَنه كانت رِدْيَتُه التأَبُّطَ ويقال جعلت السيف إِباطي أَي يَلي إِبطي قال وعَضْبٌ صارِمٌ ذكَرٌ إِباطي وإِبْطُ الرَّمْل لُعْطُه وهو ما رَقَّ منه والإِبْطُ اَسفلُ حَبْلِ الرمل ومَسْقَطُه والإِبْطُ من الرمل مُنْقَطَعُ معظمه واستأْبَطَ فلان إِذا حَفَر حُفْرة ضَيَّقَ رأْسَها ووسَّعَ أَسفلَها قال الراجز يَحْفِرُ نامُوساً له مُسْتأْبِطا ابن الأَعرابي أَبَطه اللّه وهَبَطَه بمعنىً واحد ذكره الأَزهري في ترجمة وبَط رأْيُه إِذا ضَعَف والوابِطُ الضعيفُ

( أدط ) الأَدَطُ
( * قوله « الأدط إلخ » هو هكذا في الأَصل بالدال المهملة مضبوطاً وكذا نقله شارح القاموس قال والصواب بالذال المعجمة )
المُعْوَجُّ الفكِّ قال أَبو منصور المعروف فيه الأَدْوَطُ فجعله الأَدَط قال وهما لغتان

( أرط ) الأَرْطَى شجر ينبُت بالرَّمْل قال أَبو حنيفة هو شبيه بالغَضَا ينبُت عِصِيّاً من أَصل واحد يَطولُ قدر قامة وله نَوْر مثل نور الخِلافِ ورائحته طيبة واحدته أَرْطاةٌ وبها سمي الرجل وكُنِّي والتثنية أَرْطَيانِ والجمع أَرْطَياتٌ وقال سيبويه أَرْطاةٌ وأَرْطَى قال وجمع الأَرْطَى أَراطَى قال ذو الرمة ومثل الحَمامِ الوُرْقِ مِمَّا تَوقَّدَتْ به من أَراطَى حَبْلِ حُزْوَى أَرِينِها قال ويجمع أَيضاً أَراطٍ قال الشاعر يصف ثَوْرَ وحشٍ فَضافَ أَراطِيَ فاجْتالَها له مِنْ ذَوائبِها كالحَطَرْ
( * قوله « كالحطر » كذا في الأَصل بالطاء وفي شرح القاموس بالضاد )
وقال العجاج أَلْجَأَه لَفْحُ الصَّبا وأَدْمَسا والطَّلُّ في خِيسِ أَراطِ أَخْيَسا فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي الجَوْفُ خَيْرٌ لك من لُغاطِ ومن أَلاءَاتٍ إِلى أَراطِ فقد يكون جمع أَرْطاة وهو الوجه وقد يكون جمع أَرْطَى كما قال التمران قال أَبو منصور والأَرْطاة ورَقُ شجرها عَبْلٌ مَفْتول مَنْبِتُها الرمالُ لها عُروق حُمْر يدبغ بورقها أَساقي اللبن فيَطِيب طَعْم اللبن فيها قال المبرد أَرْطَى على بناء فَعْلى مثل عَلْقَى إِلا أَن الأَلف التي في آخرهما ليست للتأْنيث لأن الواحدة أَرْطاةٌ وعَلْقاةٌ قال والأَلف الأُولى أَصلية وقد اختلف فيها فقيل هي أَصلية لقولهم أَدِيمٌ مأْرُوطٌ وقيل هي زائدة لقولهم أَدِيمٌ مَرْطِيٌّ وأَرْطَتِ الأَرْضُ إِذا أَخرجت الأَرْطَى قال أَبو الهيثم أَرْطَتْ لحن وإِنما هو آرَطَتْ بأَلفين لأَن أَلف أَرْطَى أَصلية الجوهري الأَرْطَى شجر من شجر الرمْل وهو فَعْلَى لأَنك تقول أَديم مأْرُوطٌ إِذا دبغ بذلك وأَلفه للإِلحاق أَو بني الاسم عليها وليست للتأْنيث لأَن الواحدة أَرطاةٌ قال يا رُبَّ أَبّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ تَقَبَّضَ الذِّئبُ إِليه واجْتَمَعْ لَمّا رأَى أَنْ لا دَعَهْ ولا شِبَعْ مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْف فاضْطَجَعْ وفيه قول آخر إِنه أَفْعل لأَنه يقال أَديم مَرْطِيّ وهذا يذكر في المعتّل فإِن جعلت أَلفِه أَصلية نوَّنته في المعرفة والنكرة جميعاً وإِن جعلتها للإلحاق نونته في النكرة دون المعرفة قال أَعرابي وقد مَرِضَ بالشام أَلا أَيُّها المُكَّاء ما لَكَ ههُنا أَلاءٌ ولا أَرْطَى فأَيْنَ تَبِيضُ ؟ فأَصْعِدْ إِلى أَرضِ المَكاكيّ واجْتَنِبْ قُرى الشامِ لا تُصْبِحْ وأَنتَ مَرِيضُ قال ابن بري عند قوله إِن جعلت أَلف أَرْطَى أَصليّاً نوَّنته في المعرفة والنكرة جميعاً قال إِذا جعلت أَلف أَرْطى أَصْليّاً أَعني لام الكلمة كان وزْنُها أَفْعَل وأَفعلُ إِذا كان اسماً لم ينصرف في المعرفة وانصرف في النكرة وفي الحديث جِيءَ بإِبل كأَنها عُرُوقُ الأَرْطَى وبعير أَرْطَوِيٌّ وأَرْطاوِيّ ومأْرُوطٌ يأْكلُ الأَرْطَى ويلازمه ومأْرُوطٌ أَيضاً يشتكي منه وأَديم مأْرُوط ومُؤَرْطَى مدبوغ بالأَرْطَى والأَريطُ العاقِرُ من الرجال قال حميد الأَرقط ماذا تُرَجِّينَ من الأَرِيطِ حَزَنْبَلٍ يأْتِيكِ بالبَطِيطِ ليس بذي حَزْمٍ ولا سَفِيطِ ؟ والسَّفِيطُ السَّخِيُّ الطيب النفس وأُراطَى وذو أُراطَى وذو أُراطٍ وذو الأَرْطَى أَسماء مواضع أَنشد ثعلب فلو تراهُنَّ بذي أُراط وقال طرَفةُ ظَلِلْتُ بذي الأَرْطى فُوَيْقَ مُثَقِّبٍ بِبِيئَةِ سُوءٍ هالِكاً أَو كَهالِكِ

( أسفط ) الإِسْفِنْطُ والإِسْفَنْطُ المُطَيَّبُ من عصير العنب وقيل هو من أَسماء الخمر وقال أَبو عبيدة الإِسْفنْط أَعلى الخمر قال الأَصمعي هو اسم رومي قال الأَعشى وكأَنَّ الخَمْرَ العَتِيقَ من الإِسْ فِنْطِ مَمْزُوجَةً بماءٍ زُلالِ قال أَبو حنيفة قال أَبو حزام العُكْلي فهو مما يمدح به ويعاب قال سيبويه الإِسْفِنْطُ والإِسْطَبْلُ خماسيان جعل الأَلف فيهما أَصلية كما يَسْتَعُور خماسيّاً جعلت الياء أَصلية

( أصفط ) الأَصمعي الإِصْفِنْط الخمر بالرومية وهي الإِسْفِنْطُ وقال بعضهم هي خمر فيها أَفاوِيهُ وقال أَبو عبيدة هي أَعلى الخمر وصَفْوَتُها وقيل هي خُمور مخلوطة قال شمر سأَلت ابن الأَعرابي عنها فقال الإِسفنط اسم من أَسمائها لا أَدري ما هو وقد ذكرها الأَعشى فقال أَو ِاسْفِنْطَ عانةَ بَعْدَ الرُّقا دِ شَكَّ الرّصافُ إِليها غَدِيرا

( أطط ) ابن الأَعرابي الأَطَطُ الطَّويل والأُنثى طَطاء والأُطُّ والأَطِيطُ نَقِيضُ صوت المَحامِل والرِّحال إِذا ثقل عليها الرُّكبان وأَطَّ الرَّحْلُ والنِّسْعُ يَئِطُّ أَطّاً وأَطِيطاً صَوَّتَ وكذلك كلُّ شيء أَشبه صوت الرحل الجديد وأَطِيطُ الإِبلِ صوتُها وأَطَّت الإِبلُ تَئِطُّ أَطِيطاً أَنَّتْ تَعَباً أَو حَنيناً أَو رَزَمةً وقد يكون من الحَقْلِ ومن الأَبديات الجوهري الأَطِيطُ صوت الرحل والإِبل من ثِقَل أَحْمالِها قال ابن بري قال علي بن حمزة صوت الإِبل هو الرُّغاء وإِنما الأَطِيطُ صوتُ أَجْوافِها من الكِظَّةِ إِذا شربت والأَطيط أَيضاً صوت النِّسْعِ الجديد وصوت الرَّحْل وصوت الباب ولا أَفعل ذلك ما أَطَّتِ الإِبلُ قال الأَعشى أَلَسْتَ مُنْتَهِياً عن نَحْتِ أَثْلَتِنا ؟ ولَسْتَ ضائرَها ما أَطَّتِ الإِبلُ ومنه حديث أُمِّ زَرْع فجعَلَني في أَهلِ صَهِيل وأَطِيطٍ أَي في أَهل خَيْل وإِبل قال وقد يكون الأَطِيطُ في غير الإِبل ومنه حديث عُتبة بن غَزْوان رضي اللّه عنه حين ذكَر بابَ الجنة قال ليَأْتِينَّ على باب الجنة زَمانٌ يكون له فيه أَطِيطٌ أَي صوتٌ بالزِّحامِ وفي حديث آخر حتى يُسْمَعَ له أَطِيطٌ يعني بابَ الجنة قال الزجاجي الأَطِيطُ صوتُ تَمَدُّد النِّسْع وأَشْباهِه وفي الحديث أَطَّتِ السماء الأَطِيطُ صوتُ الأَقْتاب وأَطِيطُ الإِبل أَصواتها وحَنِينُها أَي أَن كثرةَ ما فيها من الملائكة قد أَثْقَلها حتى أَطَّت وهذا مثلٌ وإِيذان بكثرة الملائكة وإِن لم يكن ثَمَّ أَطِيط وإِنما هو كلام تقريب أُريد به تقريرُ عظمةِ اللّه عزّ وجلّ وفي الحديث العرشُ على مَنكِب إِسرافيل وإِنه لَيَئِطُّ أَطِيطَ الرَّحْل الجديد يعني كُوَ الناقة أَي أَنه لَيَعْجَزُ عن حَمْله وعَظَمته إِذ كان معلوماً أَنَّ أَطِيطَ الرَّحْل بالراكب إِنما يكون لقوة ما فَوْقَه وعجزِه عن احتماله وفي حديث الاسْتِسْقاء لقد أَتيناك وما لنا بعير يَئِطُّ أَي يحِنّ ويَصِيح يريد ما لنا بعير أَصلاً لأَن البعير لا بدَّ أَن يئطّ وفي المثل لا آتيك ما أَطَّت الإِبلُ والأَطَّاطُ الصيَّاحُ قال يَطْحِرْن ساعاتِ إِنا الغُبوقِ من كِظَّةِ الأَطّاطةِ السَّبُوقِ
( * قوله « السبوق » كذا في الأَصل بالموحدة بعد المهملة وفي هامشه صوابه السنوق وكذا هو في شرح القاموس بالنون )
وأَنشد ثعلب وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ باتَتْ على مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ يعني الطريقَ والأَطيطُ صوت الظَّهْر من شدّةِ الجوع وأَطيط البَطْن صوت يسمع عند الجوع قال هَلْ في دَجُوبِ الجُرَّةِ المَخِيطِ وَذِيلةٌ تَشْفِي من الأَطِيطِ ؟ الدَّجُوبُ الغِرارةُ والوَذِيلةُ قِطْعة من السَّنام والأَطِيطُ صوتُ الأَمْعاء من الجُوع وأَطَّتِ الإِبلُ مدّت أَصواتَها ويقال أَطِيطُها حَنِينُها وقيل الأَطِيطُ الجوعُ نفسُه عن الزجاجي وأَطَّتِ القَناةُ أَطيطاً صوَّتت عند التقْويم قال أَزُوم يَئِطُّ الأَيْرُ فيه إِذا انْتَحَى أَطِيطَ قُنيِّ الهِنْدِ حين تُقَوَّمُ فاستعاره وأَطَّت القَوْسُ تَئِطُّ أَطيطاً صَوَّتَتْ قال أَبو الهيثم الهذلي شُدَّتْ بكلِّ صُهابيّ تَئِطُّ به كما تَئِطُّ إِذا ما رُدَّت الفِيَقُ والأَطِيطُ صوت الجوفِ من الخَوا وحَنِينُ الجِذْع قال الأَغلب قد عَرَفَتْني سِدْرَتي وأَطَّتِ قال ابن بري هو للراهب واسمه زهرة بن سِرْحانَ وسمي الراهبَ لأَنه كان يأْتي عُكاظَ فيقوم إِلى سَرْحةٍ فيرجز عندها ببني سُلَيْم قائماً فلا يزال ذلك دأْبَه حتى يَصْدُر الناسُ عن عكاظ وكان يقول قد عَرَفَتْني سَرْحَتي فأَطَّتِ وقد ونَيْتُ بَعْدَها فاشْمَطَّتِ وأُطَيْطٌ اسم شاعر قال ابن الأَعرابي هو أُطيط ابن المُغَلِّس وقال مُرَّة هو أُطَيْطُ بن لَقِيطِ بن نَوْفَل بن نَضْلةَ قال ابن دريد وأَحسَب اشتقاقه من الأَطِيطِ الذي هو الصَّرِيرُ وفي حديث ابن سيرين كنت مع أنس بن مالك حتى إِذا كنا بأَطِيطٍ
( * قوله « كنا بأطيط » كذا بالأَصل وبهامشه صوابه بأطط محركة وهو كذلك في القاموس وشرحه ومعجم ياقوت )
والأَرضَ فَضْفاضٌ أَطِيطٌ هو موضع بين البصرة والكوفة واللّه أَعلم

( أقط ) الأقِطُ والإِقْطُ والأَقْطُ والأُقْطُ شيء يتخذ من اللبن المَخِيض يطبخ ثم يترك حتى يَمْصُل والقِطعةُ منه أَقِطةٌ قال ابن الأَعرابي هو من أَلبان الإِبل خاصّة قال الجوهري الأَقِطُ معروف قال وربما سكن في الشعر وتنقل حركة القاف إِلى ما قبلها قال الشاعر رُوَيْدَكَ حتى يَنْبُتَ البقْلُ والغَضَا فيَكْثُر إِقْطٌ عندهم وحَلِيبُ قال وأْتَقَطْتُ اتخذْتُ الأَقِطَ وهو افْتَعَلْتُ وأَقَطَ الطعامَ يأْقِطُه أَقْطاً عَمِلَه بالأَقط فهو مأْقُوطٌ وأَنشد الأَصمعي ويأْكلُ الحَيَّةَ والحَيُّوتا ويَدْمُقُ الأَقْفالَ والتّابُوتا ويَخْنُقُ العَجوزَ أَو تَمُوتا أَو تُخْرِجَ المأْقُوطَ والمَلْتوتا أَبو عبيد لَبَنْتُهم من اللبن ولَبأْتُهم أَلْبَؤُهُمْ من اللِّبَإِ وأَقَطْتُهم من الأَقِط يقال أَقَطَ الرجلَ يأْقِطُه أَقْطاً أَطْعَمه الأَقِط وحكى اللحياني أَتيت بني فلان فخبزوا وحاسُوا وأَقَطُوا أَي أَطْعَموني ذلك هكذا حكاه اللحياني غير مُعَدّياتٍ أَي لم يقولوا خَبَزُوني وحاسُوني وأَقَطُوني وآقَطَ القومُ كثر أَقطهم عنه أَيضاً قال وكذلك كل شيءٍ من هذا إِذا أَردت أَطْعمْتَهم أَو وهبْتَ لهم قلتَه فعلتهم بِغير أَلف وإِذا أَردت أَنَّ ذلك قد كثر عندهم قلت أَفْعَلُوا والأَقِطةُ هَنَةٌ دون القِبَةِ مما يلي الكَرِشَ والمعروف اللاَّقِطةَ قال الأَزهري سمعت العرب يسمونها اللاَّقِطةَ ولعل الأَقِطةَ لغة فيها والمَأْقِطُ المَضِيقُ في الحرب وجمعه المَآقِطُ والمَأْقِطُ الموضع الذي يقتتلون فيه بكسر القاف قال أَوس جَوادٌ كَرِيمٌ أَخُو مأْقِطٍ نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ والأَقِطُ والمَأْقِطُ الثقيل الوَخِمُ من الرجال والمَأْقُوطُ الأَحمق قال الشاعر يَتْبَعُها شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ لا وَرِعٌ جِبْسٌ ولا مأْقُوطُ وضربه فأَقَطَه أَي صرَعه كوَقَطهُ قال ابن سيده وأَرى الهمزة بدلاً وإِن قلّ ذلك في المفتوح قال ابن الأَثير قد تكرر ذكر الأَقط في الحديث وهو لبن مُجَفَّف يابس مُسْتَحْجِر يطبخ به

( أمط ) قال ابن بري الأُمْطِيُّ شجر طويل يحمل العِلْكَ قال العجاج
( * قوله « قال العجاج » في معجم ياقوت قال رؤبة وجعل بدل الدال المهملة الأَخيرة من فرنداد دالاً معجمة )
وبالفِرِنْدادِ له أُمْطِيّ

( بأط ) التهذيب أَبو زيد تَبَأَطَ الرجلُ تَبَؤُّطاً إِذا أَمْسى رَخِيَّ البال غير مهموم صالحاً

( بثط ) بَثِطَت شَفتُه بَثَطاً وَرِمَتْ قال وليس بثبت

( برط ) ابن الأَعرابي بَرِطَ الرجل إِذا اشتغل عن الحقّ باللهو قال أَبو منصور هذا حرف لم أَسمعه لغيره وأُراه مقلوباً عن بَطِرَ

( بربط ) البَرْبَطُ العود أَعجمي ليس من مَلاهي العرب فأَعربته حين سمعت به التهذيب البربط من ملاهي العجم شبه بصدر البَطّ والصدْرُ بالفارسية بَرْ فقيل بَرْبَطٌ وفي حديث علي بن الحسين لا قُدِّسَتْ أُمَّةٌ فيها البَرْبَطُ قال البَرْبَطُ مَلْهاة تشبه العود فارسي معرَّب قال ابن الأَثير أَصله بَرْبَتْ فإِن الضارب به يضعه على صدره واسم الصدر بَرْ والبِرْبِيطياءُ ثياب والبِرْبِيطياء موضع ينسب إِليه الوَشْي ذكره ابن مقبل في شعره خُزامى وسَعْدانٌ كأَنَّ رِياضَها مُهِدْنَ بذي البِرْبِيطياء المُهَذَّبِ

( برقط ) تَبَرْقَطَت الإِبل اختلفت وجوهها في الرَّعْي حكاه اللحياني وتَبَرْقطَ على قفاه كَتَقَرْطَبَ والبَرْقَطةُ خَطْوٌ متقارب وبَرْقَطَ الرجلُ بَرْقَطةً فرّ هارباً وولَّى مُتَلَفِّتاً وبَرْقَطَ الشيءَ فرَّقَه والمُبَرْقَطُ ضرب من الطعام قال ثعلب سمي بذلك لأَن الزيت يُفَرَّق فيه كثيراً ابن بزرج الفَرْشَطةُ بَسْطُ الرجلين في الركوب من جانب واحد والبَرْقطة القعود على الساقين بتفريج الركبتين أَبو عمرو بَرْقَطَ في الجبل وبَقَّطَ إِذا صعَّد

( بسط ) في أَسماء اللّه تعالى الباسطُ هو الذي يَبْسُطُ الرزق لعباده ويوسّعه عليهم بجُوده ورحمته ويبسُط الأَرواح في الأَجساد عند الحياة والبَسْطُ نقيض القَبْضِ بسَطَه يبسُطه بَسْطاً فانبسَط وبَسَّطَه فتبَسَّط قال بعض الأَغفال إِذا الصَّحيحُ غَلَّ كَفّاً غَلاّ بَسَّطَ كَفَّيْهِ مَعاً وبَلاّ وبسَط الشيءَ نشره وبالصاد أَيضاً وبَسْطُ العُذْرِ قَبوله وانبسَط الشيءُ على الأَرض والبَسِيطُ من الأَرض كالبِساطِ من الثياب والجمع البُسُطُ والبِساطُ ما بُسِط وأَرض بَساطٌ وبَسِيطةٌ مُنْبَسطة مستويَة قال ذو الرمة ودَوٍّ ككَفِّ المُشْتَرِي غيرَ أَنه بَساطٌ لأَخْفافِ المَراسِيل واسِعُ وقال آخر ولو كان في الأَرضِ البَسيطةِ منهمُ لِمُخْتَبِطٍ عافٍ لَما عُرِفَ الفَقْرُ وقيل البَسِيطةُ الأَرض اسم لها أَبو عبيد وغيره البَساطُ والبَسيطة الأَرض العَريضة الواسعة وتبَسَّط في البلاد أَي سار فيها طولاً وعَرْضاً ويقال مكان بَساط وبسِيط قال العُدَيْلُ بن الفَرْخِ ودُونَ يَدِ الحَجّاجِ من أَنْ تَنالَني بَساطٌ لأَيْدِي الناعجات عَرِيضُ قال وقال غير واحد من العرب بيننا وبين الماء مِيلٌ بَساطٌ أَي مِيلٌ مَتَّاحٌ وقال الفرّاء أَرض بَساطٌ وبِساط مستوية لا نَبَل فيها ابن الأَعرابي التبسُّطُ التنزُّه يقال خرج يتبسَّطُ مأْخوذ من البَساط وهي الأَرضُ ذاتُ الرَّياحين ابن السكيت فرَشَ لي فلان فِراشاً لا يَبْسُطُني إِذا ضاقَ عنك وهذا فِراشٌ يبسُطني إِذا كان سابِغاً وهذا فراش يبسُطك إِذا كان واسعاً وهذا بِساطٌ يبسُطك أَي يَسَعُك والبِساطُ ورقُ السَّمُرِ يُبْسَطُ له ثوب ثم يضرب فيَنْحَتُّ عليه ورجل بَسِيطٌ مُنْبَسِطٌ بلسانه وقد بسُط بساطةً الليث البَسِيطُ الرجل المُنْبَسِط اللسان والمرأَة بَسِيطٌ ورجل بَسِيطُ اليدين مُنْبَسِطٌ بالمعروف وبَسِيطُ الوجهِ مُتَهَلِّلٌ وجمعها بُسُطٌ قال الشاعر في فِتْيةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ عند الفِصالِ قدِيمُهم لم يَدْثُرِ ويد بِسْطٌ أَي مُطْلَقةٌ وروي عن الحكم قال في قراءة عبد اللّه بل يداه بِسْطانِ قال ابن الأَنباري معنى بِسْطانِ مَبْسُوطَتانِ وروي عن عروة أَنه قال مكتوب في الحِكمة ليكن وجْهُك بِسْطاً تكن أَحَبّ إِلى الناسِ ممن يُعْطِيهم العَطاء أَي مُتبسِّطاً منطلقاً قال وبِسْطٌ وبُسْطٌ بمعنى مبسوطَتَين والانْبِساطُ ترك الاحْتِشام ويقال بسَطْتُ من فلان فانبسَط قال والأَشبه في قوله بل يداه بُسْطان
( * قوله « بل يداه بسطان » سبق انها بالكسر وفي القاموس وقرئ بل يداه بسطان بالكسر والضم )
أَن تكون الباء مفتوحة حملاً على باقي الصفات كالرحْمن والغَضْبان فأَما بالضم ففي المصادر كالغُفْرانِ والرُّضْوان وقال الزمخشري يدا اللّه بُسْطانِ تثنيةُ بُسُطٍ مثل رَوْضة أُنُفٍ ثم يخفف فيقال بُسْطٌ كأُذُنٍ وأُذْنٍ وفي قراءة عبد اللّه بل يداه بُسْطانِ جُعل بَسْطُ اليدِ كنايةً عن الجُود وتمثيلاً ولا يد ثم ولا بَسْطَ تعالى اللّه وتقدس عن ذلك وإِنه ليَبْسُطُني ما بسَطَك ويَقْبِضُني ما قبَضَك أَي يَسُرُّني ما سَرَّك ويسُوءُني ما ساءك وفي حديث فاطمة رِضْوانُ اللّه عليها يبسُطُني ما يبسُطُها أَي يسُرُّني ما يسُرُّها لأَن الإِنسان إِذا سُرَّ انبسط وجهُه واستَبْشر وفي الحديث لا تَبْسُطْ ذِراعَيْكَ انْبِساطَ الكلب أَي لا تَفْرُشْهما على الأَرض في الصلاة والانْبِساطُ مصدر انبسط لا بَسَطَ فحمَله عليه والبَسِيط جِنْس من العَرُوضِ سمي به لانْبِساط أَسبابه قال أَبو إِسحق انبسطت فيه الأَسباب فصار أَوّله مستفعلن فيه سببان متصلان في أَوّله وبسط فلان يده بما يحب ويكره وبسَط إِليَّ يده بما أُحِبّ وأَكره وبسطُها مَدُّها وفي التنزيل العزيز لئن بسطْتَ إِليَّ يدك لتقتلني وأُذن بَسْطاء عريضة عَظيمة وانبسط النهار وغيره امتدّ وطال وفي الحديث في وصف الغَيْثِ فوقع بَسِيطاً مُتدارِكاً أَي انبسط في الأَرض واتسع والمُتدارِك المتتابع والبَسْطةُ الفضيلة وفي التنزيل العزيز قال إِنَّ اللّه اصطفاه عليكم وزاده بَسْطةً في العلم والجسم وقرئ بَصْطةً قال الزجاج أَعلمهم أَن اللّه اصطفاه عليهم وزاده بسطة في العلم والجسم فأَعْلَمَ أَن العلم الذي به يجب أَن يقَع الاخْتيارُ لا المالَ وأَعلم أَن الزيادة في الجسم مما يَهيبُ
( * قوله « يهيب » من باب ضرب لغة في يهابه كما في المصباح )
العَدُوُّ والبَسْطةُ الزيادة والبَصْطةُ بالصاد لغة في البَسْطة والبَسْطةُ السِّعةُ وفلان بَسِيطُ الجِسْمِ والباع وامرأَة بَسْطةٌ حسَنةُ الجسمِ سَهْلَتُه وظَبْية بَسْطةٌ كذلك والبِسْطُ والبُسْطُ الناقةُ المُخَلاَّةُ على أَولادِها المتروكةُ معها لا تمنع منها والجمع أَبْساط وبُساطٌ الأَخيرة من الجمع العزيز وحكى ابن الأَعرابي في جمعها بُسْطٌ وأَنشد للمَرّار مَتابِيعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ كما رَجَعَت في لَيْلِها أُمُّ حائلِ وقيل البُسْطُ هنا المُنْبَسطةُ على أَولادها لا تنقبضُ عنها قال ابن سيده وليس هذا بقويّ ورواجعُ مُرْجِعةٌ على أَولادها وتَرْبَع عليها وتنزع إِليها كأَنه توهّم طرح الزائد ولو أَتم لقال مَراجِعُ ومتئمات معها حُوارٌ وابن مَخاض كأَنها ولدت اثنين اثنين من كثرة نَسْلها وروي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه كتب لوفْد كَلْب وقيل لوفد بني عُلَيْمٍ كتاباً فيه عليهم في الهَمُولةِ الرَّاعِيةِ البِساطِ الظُّؤارِ في كل خمسين من الإِبل ناقةٌ غيرُ ذاتِ عَوارٍ البساط يروى بالفتح والضم والكسر والهَمُولةُ الإِبل الراعِيةُ والحَمُولةُ التي يُحْمل عليها والبِساطُ جمع بِسْط وهي الناقة التي تركت وولدَها لا يُمْنَعُ منها ولا تعطف على غيره وهي عند العرب بِسْط وبَسُوطٌ وجمع بِسْط بِساطٌ وجمع بَسُوط بُسُطٌ هكذا سمع من العرب وقال أَبو النجم يَدْفَعُ عنها الجُوعَ كلَّ مَدْفَعِ خَمسون بُسْطاً في خَلايا أَرْبَعِ البساط بالفتح والكسر والضم وقال الأَزهري هو بالكسر جمع بِسْطٍ وبِسْطٌ بمعنى مَبْسوطة كالطِّحن والقِطْفِ أَي بُسِطَتْ على أَولادها وبالضم جمع بِسْطٍ كظِئْرٍ وظُؤار وكذلك قال الجوهري فأَما بالفتح فهو الأَرض الواسعة فإِن صحت الرواية فيكون المعنى في الهمولة التي ترعى الأَرض الواسعة وحينئذ تكون الطاء منصوبة على المفعول والظُّؤار جمع ظئر وهي التي تُرْضِع وقد أُبْسِطَت أَي تُركت مع ولدها قال أَبو منصور بَسُوطٌ فَعُول بمعنى مَفْعولٍ كما يقال حَلُوبٌ ورَكُوبٌ للتي تُحْلَبُ وتُرْكَب وبِسْطٌ بمعنى مَبْسوطة كالطِّحْن بمعنى المَطْحون والقِطْفِ بمعنى المَقْطُوفِ وعَقَبة باسِطةٌ بينها وبين الماء ليلتان قال ابن السكيت سِرْنا عَقبةً جواداً وعقبةً باسِطةً وعقبة حَجُوناً أَي بعيدة طويلة وقال أَبو زيد حفر الرجل قامةً باسِطةً إِذا حفَرَ مَدَى قامتِه ومدَّ يَدِه وقال غيره الباسُوطُ من الأَقْتابِ ضدّ المَفْروق ويقال أَيضاً قَتَبٌ مَبسوطٌ والجمع مَباسِيطُ كما يُجمع المَفْرُوقُ مفارِيقَ وماء باسِطٌ بعيد من الكلإِ وهو دون المُطْلِب وبُسَيْطةُ اسم موضع وكذلك بُسَيِّطةُ قال ما أَنْتِ يا بُسَيِّطَ التي التي أَنْذَرَنِيكِ في المَقِيلِ صُحْبَتي قال ابن سيده أَراد يا بُسَيِّطةُ فرخَّم على لغة من قال يا حارِ ولو أَراد لغة من قال يا حارُ لقال يا بُسَيِّطُ لكن الشاعر اختار الترخيم على لغة من قال يا حارِ ليعلم أَنه أَراد يا بسيطةُ ولو قال يا بُسَيِّطُ لجاز أَن يُظن أَنه بلد يسمى بَسيطاً غير مصغّر فاحتاج إِليه فحقّره وأَن يظن أَن اسم هذا المكان بُسَيّط فأَزال اللبس بالترخيم على لغة من قال يا حارِ فالكسر أَشْيَعُ وأَذْيَع ابن بري بُسَيْطةُ اسم موضع ربما سلكه الحُجّاج إِلى بيت اللّه ولا تدخله الأَلف واللام والبَسِيطةُ
( * قوله « والبسيطة إلخ » ضبطه ياقوت بفتح الياء وكسر السين ) وهو غير هذا الموضع بين الكوفة ومكة قال ابن بري وقول الراجز إِنَّكِ يا بسيطةُ التي التي أَنْذَرَنِيكِ في الطَّريقِ إِخْوتي قال يحتمل الموضعين

( بصط ) البَصْطةُ بالصاد لغة في البَسْطة وقرئ وزاده بَصْطةً ومُصَيْطِرٌ بالصاد والسين وأَصل صاده سين قلبت مع الطاء صاداً لقرب مخرجهما

( بطط ) بَطّ الجُرْحَ وغيره يَبُطُّه بَطّاً وبَجَّه بَجّاً إِذا شقَّه والمِبَطّةُ المِبْضَعُ وبَطَطْتُ القرْحةَ شَقَقْتها وفي الحديث أَنه دخل على رجلٍ به ورم فما بَرِحَ حتى بُطَّ البَطُّ شقّ الدُّمّل والخُراجِ ونحوهما والبَطّةُ الدَّبّةُ مكية وقيل هي إِناء كالقارُورةِ وفي حديث عمر بن عبد العزيز أَنه أَتى بَطّةً فيها زيت فصبّه في السّراج البطّة الدَّبّةُ بلغة أَهل مكة لأَنها تُعمل على شكل البطّة من الحيوان والبَطُّ الإِوَزُّ واحدته بطّة يقال بطّةٌ أُنثى وبَطّةٌ ذكر الذكر والأُنثى في ذلك سواء أَعجمي معرّب وهو عند العرب الإِوَزُّ صِغارُه وكباره جميعاً قال ابن جني سميت بذلك حكاية لأَصواتها وزيدُ بَطّة لقب قال سيبويه إِذا لقّبْت مفرداً بمفرد أَّضفته إِلى اللقَب وذلك قولك هذا قَيْسُ بطّةَ جعلت بطة معرفة لأَنك أَردت المعرفة التي أَردتها إِذا قلت هذا سعيد فلو نونت بطةَ صار سعيد نكرة ومعرفة بالمضاف إِليه فيصير بطة ههنا كأَنه كان معرفة قبل ذلك ثم أُضيف إِليه وقالوا هذا عبد اللّه بطةُ يا فتى فجعلوا بطة تابعاً للمضاف الأَوّل قال سيبويه فإِذا لقبت مضافاً بمفرد جرى أَحدهما على الآخر كالوصف وذلك قولك هذا عبد اللّه بطة يا فتى والبَطُّ من طير الماء الواحدة بطة وليست الهاء للتأْنيث وإِنما هي لواحد الجنس تقول هذه بطة للذكر والأُنثى جميعاً مثل حمامة ودجاجة والبَطْبَطةُ صوت البط والبَطِيطُ العَجب والكَذِبُ يقال جاء بأَمْر بَطِيطٍ أَي عجيب قال الشاعر أَلَمّا تَعْجَبي وتَرَيْ بَطِيطاً من اللاَّئينَ في الحِقَبِ الخَوالي ولا يقال منه فعَل وأَنشد ابن بري سَمَتْ للعِراقَيْنِ في سَوْمِها فَلاقَى العِراقانِ منها البَطِيطا وقال آخر أَلم تَتَعَجَّبي وتَرَيْ بَطِيطاً من الحِقَبِ المُلَوَّنةِ العنُونا
( * قوله « الملونة العنونا » هكذا هو في الأَصل )
ابن الأَعرابي البُطُطُ الأَعاجيبُ والبُطُطُ الأَجْواعُ والبُطُطُ الكَذِبُ والبُطُطُ الحَمْقَى والبَطِيط رأْس الخُفّ عِراقِيّة وقال كراع البَطِيطُ عند العامة خُفٌّ مقطوع قدَمٌ بغير ساقٍ وقول الأَعرابية إِنَّ حِرِي حُطائطٌ بُطائط كأَثَرِ الظَّبْيِ بجَنْبِ الغائِط
( * قوله « الغائط » هو بالأَصل هنا وفيما سيأْتي في مادة حطط بالغين المعجمة والذي في شرح القاموس هنا بالحاء المهملة )
قال ابن سيده أَرى بُطائطاً إِتباعاً لحُطائط قال وهذا البيت أَنشده ابن جني في الإِقْواء ولو سكن فقال بطائط وتَنكَّب الإِقواء لكان أَحسن ونهر بَطّ معروف قال لم أَرَ كاليَوْمِ ولا مُذْقَطِّ أَطْوَلَ من ليْلٍ بنَهْر بَطِّ أَبيت بين خلَّتي مُشْتطِّ من البَعُوضِ ومن التَّغَطِّي

( بعط ) البَعْطُ والإِبْعاطُ الغُلُوّ في الجَهْلِ والأَمْر القَبِيح وأَبْعَطَ الرجلُ في كلامه إِذا لم يُرْسِلْه على وجهه قال رؤبة وقُلْت أَقْوالَ امرِئٍ لم يُبْعِطِ أَعْرِضْ عن الناسِ ولا تَسَخَّطِ وأَبْعَطَ في السَّوْمِ تَباعَدَ وتَجاوَزَ القَدْرَ قال ابن بري شاهِدُه قولُ حسّان ونَجا أَراهِطُ أَبْعَطُوا ولَوَ أُنَّهم ثَبَتُوا لمَا رَجَعُوا إِذاً بسلام وكذلك طمَح في السَّوْمِ وأَشَطَّ فيه قال ابن الأَعرابي وكذلك المُعْتَنِزُ والمُبْعِطُ والصُّنْتُوتُ والفَرْدُ والفَرِدُ والفَرُودُ الذي يكون وحده والإِبْعاطُ أَن تُكَلِّفَ الإِنسانَ ما ليس في قوّته أَنشد ابن الأَعرابي ناجٍ يُعَنِّيهِنَّ بالإِبْعاطِ إِذا اسْتدى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ ورواه ثعلب يُغَنِّيهِنّ بالإِبْعاطِ اسْتدى افْتَعَل من السَّدْو والإِبْعاطُ الإِبْعادُ قال ومشى أَعرابي في صلح بين قوم فقال لقد أَبْعَطُوا إِبْعاطاً شديداً أَي أَبْعَدُوا ولم يَقْرُبوا من الصلح وقال مجنون بني عامر لا يُبْعِطُ النَّقْدَ من دَيْني فيَجْحَدَني ولا يُحَدّثُني أَنْ سَوْفَ يَقْضِيني وروى سلمة عن الفراء أَنه قال يُبْدلون الدال طاء فيقولون ما أَبْعَطَ طارَك يريدون ما أَبعد دارك ويقولون بَعَطَ الشاةَ وشَحَطَها وذَمَطَها وبَذَحَها وذَعَطَها إِذا ذبحها والبَعْطُ والمِبْعَطةُ الاسْتُ

( بعثط ) البُعْثُطُ والبُعْثُوطُ سُرّةُ الوادي وخير موضع فيه والبُعْثُطُ الاسْتُ وقد تثقل الطاء في هذه الأَخيرة يقال أَلْزَقَ بُعْثُطَه وعُضْرُطَه بالصَّلَّةِ الأَرضِ يعني اسْتَه قال وهي اسْتُه وجِلْدة خُصْيَيْه ومَذاكِيرُه ويقال غَطِّ بُعْثُطَك وهو اسْتُه ومَذاكِيرُه ويقال للعالم بالشيء هو ابن بُعْثُطِها كما يقال هو ابن بَجْدَتِها وفي حديث معاوية قيل له أَخبرنا عن نَسبِك في قُريش فقال أَنا ابن بُعْثُطِها البُعْثُطُ سُرَّةُ الوادي يريد أَنه واسِطةُ قُريشٍ ومن سُرَّةِ بِطاحِها

( بعقط ) البُعْقُوط القصير في بعض اللغات والبُعْقُوطةُ دُحْرُوجةُ الجُعَل ابن بري البُعْقُوطةُ ضرب من الطير ورجل بُعْقُوطٌ وبُلْقُوطٌ قصير قال وقال بعضهم ليس البلقوط بثبت

( بقط ) في الأَرض بَقْطٌ من بَقْل وعُشْبٍ أَي نَبْذُ مَرْعىً يقال أَمْسَيْنا في بُقْطةٍ مُعْشِبةٍ أَي في رُقْعةٍ من كلإٍ وقيل البَقْطُ جمعه بُقوطٌ وهو ما ليس بمجتمع في موضع ولا منه ضَيْعةٌ كاملة وإِنما هو شيء متفرّق في الناحية بعد الناحية والعرب تقول مررت بهم بَقْطاً بَقْطاً بإِسكان القاف وبقَطاً بقَطاً بفتحها أَي متفرّقين وذهبوا في الأَرض بَقْطاً بَقْطاً أَي متفرقين وحكى ثعلب أَن في بني تميم بَقْطاً من ربيعة أَي فِرْقةً أَو قِطْعةً وهم بَقَطٌ في الأَرض أَي متفرّقون قال مالك بن نويرة رأَيتُ تَمِيماً قد أَضاعَتْ أُمورَها فهُم بَقَطٌ في الأَرض فَرْثٌ طَوائفُ فأَمّا بَنُو سَعْدٍ فبالخَطِّ دارُها فَبابانُ منهم مأْلَفٌ فالمَزالِفُ أَي منتشرون متفرقون أَُّو تراب عن بعض بني سليم تَذَقَّطْتُه تَذَقُّطاً وتَبَقَّطْتُه تَبَقُّطاً إِذا أَخذته قليلاً قليلاً أَبو سعيد عن بعض بني سليم تَبَقَّطْتُ الخبَر وتسَقَّطْتُه وتَذَقَّطْتُه إِذا أَخذته شيئاً بعد شيء وبَقَطُ الأَرض فِرْقةٌ منها قال شمر روى بعض الرواة في حديث عائشة رضي اللّه عنها فواللّهِ ما اختلفوا في بُقْطةٍ إِلا طارَ أَبي بحَظِّها قال والبُقْطةُ البُقْعةُ من بِقاعِ الأَرض تقول ما اختلفوا في بُقْعةٍ من البِقاع ويقع قول عائشة على البُقْطةِ من الناس وعلى البقطة من الأَرض والبُقْطةُ من الناس الفِرْقةُ قال ويمكن أَن تكون البُقطة في الحديث الفرقة من الناس ويقال إِنها النقطة بالنون وسيأْتي ذكرها وبَقَطَ الشيءَ فرّقه ابن الأَعرابي القَبْطُ الجمع والبَقْطُ التفْرِقةُ وفي المثل بَقِّطِيه بِطِبِّكِ يقال ذلك للرجل يؤمر بإحكام العَمَلِ بعلمه ومعرفته وأَصله أَن رجلاً أَتى هَوىً له في بيتها فأَخذه بطنُه فقَضى حاجتَه فقالت له ويْلَك ما صَنَعْتَ ؟ فقال بَقِّطِيه بِطِبِّك أَي فِرِّقيه برِفْقِكِ لا يُفْطَنُ له وكان الرجل أَحْمَقَ والطِّبُّ الرِّفْق اللحياني بَقَّطَ مَتاعَه إِذا فرَّقه التهذيب البُقَّاطُ ثُفْلُ الهَبِيدِ وقِشْرُه قال الشاعر يصف القانِصَ وكِلابَه ومَطْعَمَه من الهبيد إِذا لم ينل صيداً إِذا لم يَنَلْ منْهُنّ شيْئاً فقَصْرُه لَدى حِفْشِه من الهَبِيدِ جَرِيم تَرى حَوْلَه البُقَّاطَ مُلْقىً كأَنَّه غَرانِيقُ نخل يَعْتَلِين جُثوم والبَقْطُ أَن تُعطي الجنَّة على الثلُثِ أَو الرُّبع والبَقْطُ ما سقَط من التمر إِذا قُطع يُخْطِئُه المِخْلَبُ والمِخْلَبُ المِنْجَلُ بلا أَسنان وروى شمر بإِسناده عن سعيد بن المسيب أَنه قال لا يصلح بَقْطُ الجِنانِ قال شمر سمعت أَبا محمد يروي عن ابن المظَفَّر أَنه قال البَقْطُ أَن تُعطي الجِنانَ على الثلث أَو الربع وبَقَطُ البيتِ قُماشُه أَبو عمرو بَقَّطَ في الجبل وبَرْقَطَ وتَقَدْقَدَ في الجبل إِذا صَعَّدَ وفي حديث علي رضوان اللّه عليه أَنه حمل على عسكر المشركين فما زالوا يُبَقِّطُون أَي يتعادَوْن إِلى الجبال متفرّقين والبَقْطُ التفْرِقةُ

( بلط ) البَلاطُ الأَرضُ وقيل الأَرض المُسْتَوِيةُ المَلْساء ومنه يقال بالَطْناهم أَي نازَلْناهم بالأَرض وقال رؤبة لو أَحْلَبَتْ حَلائبُ الفُسْطاطِ عليه أَلْقاهُنّ بالبَلاطِ والبَلاطُ بالفتح الحجارة المَفْرُوشةُ في الدَّارِ وغيرها قال الشاعر هذا مَقامِي لَكِ حتى تَنْضَحي رِيّاً وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ وأَنشد ابن بري لأَبي دواد الإِيادِيّ ولقدْ كان ذا كَتائبَ خُضْرٍ وبَلاطٍ يُشادُ بالآجُرُونِ ويقال دار مُبَلَّطةٌ بآجُرٍّ أَو حجارة ويقال بَلَطْتُ الدارَ فهي مَبْلُوطةٌ إِذا فرَشْتَها بآجُرٍّ أَو حجارة وكلُّ أَرض فُرِشَتْ بالحجارة والآجُرِّ بَلاطٌ وبَلَطَها يَبلُطُها بَلْطاً وبَلَّطَها سَوَّاها وبَلَط الحائطَ وبَلَّطه كذلك وبَلاطُ الأَرضِ وجْهُها وقيل مُنْتَهى الصُّلْبِ من غير جَمْعٍ يقال لَزِمَ فلان بَلاطَ الأَرض وقول الراجز فبات وهو ثابتُ الرِّباطِ بمُنْحَنى الهائلِ والبَلاطِ يعني المُسْتَوِيَ من الأَرض قال فبات يعني الثوْرَ وهو ثابت الرِّباط أَي ثابت النفْس بمنحَنى الهائل يعني ما انْحَنَى من الرَّمل الهائل وهو ما تناثر منه والبَلاطُ المسْتَوِي والبَلْطُ تَطْيِينُ الطّانةِ وهي السطْح إِذا كان لها سُمَيْطٌ وهو الحائط الصغير أَبو حنيفة الدِّينَوَرِيّ البَلاطُ وجه الأَرض ومنه قيل بالَطَنِي فلان إِذا تركك أَو فرّ منك فذهب في الأَرض ومنه قولهم جالِدوا وبالِطُوا أَي إِذا لقيتم عدُوَّكم فالزَمُوا الأَرض قال وهذا خلافُ الأَوَّل لأَن الأَول ذهب في الأَرض وهذا لزم الأَرض وقال ذو الرمة يذكر رفيقه في سفر يَئِنُّ إِلى مَسِّ البَلاطِ كأَنَّما براه الحَشايا في ذواتِ الزَّخارِفِ وأَبْلَطَ المطرُ الأَرضَ أَصاب بَلاطَها وهو أَن لا ترى على متنها تراباً ولا غباراً قال رؤْبة يأْوِي إِلى بَلاط جَوْفٍ مُبْلَطِ والبلالِيطُ الأَرَضُون المستوية من ذلك قال السيرافي ولا يُعرف لها واحد وأُبْلِطَ الرجل وأَبْلَطَ لَزِقَ بالأَرض وأُبْلِطَ فهو مُبْلَطٌ على ما لم يُسَمّ فاعله افتقر وذهب مالُه وأَبْلَطَ فهو مُبْلِطٌ إِذا قلّ ماله قال أَبو الهيثم أَبْلَطَ إِذا أَفْلَس فلزِق بالبَلاط قال امرؤُ القيس نَزَلْتُ على عَمْرو بن دَرْماءَ بُلْطةً فيا كُرْمَ ما جارٍ ويا كُرْم ما مَحَلْ أَراد فيا كرم جار على التعجب قال واختلف الناس في بُلْطة فقال بعضهم يريد به حللت على عمرو بن دَرْماءَ بُلطة أَي بُرْهة ودَهراً وقال آخرون بلطة أَراد داره أَنها مُبَلَّطةٌ مفروشة بالحجارة ويقال لها البلاط وقال بعضهم بُلطة أَي مُفْلِساً وقال بعضهم بلطة قَرية من جبلي طيءٍ كثيرة التين والعنب وقال بعضهم هي هضبة بعينها وقال أَبو عمرو بُلطة فَجْأَة التهذيب وبُلطةُ اسم دار قال امرؤُ القيس وكنتُ إِذا ما خِفْتُ يَوْماً ظُلامةً فإِنَّ لها شِعْباً ببُلطةِ زَيْمَرَا وزَيْمَرُ اسم موضع وفي حديث جابرٍ عقلت الجملَ في ناحيةِ البَلاطِ قال البلاطُ ضرب من الحجارة تفرش به الأَرض ثم سمي المكان بَلاطاً اتِّساعاً وهو موضع معروف بالمدينة تكرر ذكره في الحديث وأَبْلَطهم اللِّصُّ إِبْلاطاً لم يدَعْ لهم شيئاً عن اللحياني وبالَطَ في أُموره بالغ وبالَط السَّابِحُ اجْتهد والبُلُط المُجّانُ والمُتَحَزِّمُون من الصُّوفيَّة الفراء أَبْلَطَنِي فلان إِبْلاطاً وأَخْجاني
( * قوله « وأخجاني » في شرح القاموس بفاء بدل الخاء المعجمة ) إِخجاء إِذا أَلَحّ عليك في السُّؤال حتى يُبْرِمَك ويُملَّك والمُبالَطةُ المُجاهَدةُ يقال نزلَ فبالِطْه أَي جاهِدْه وفلان مُبالِطٌ لك أَي مُجتهِدٌ في صَلاحِ شأْنك وأَنشد فهْو لَهُنّ حابِلٌ وفارِطُ إِنْ وَرَدَتْ ومادِرٌ ولائِطُ لحوْضِها وماتِحٌ مُبالِطُ ويقال تبالَطُوا بالسيوف إِذا تجالَدُوا بها على أَرجلهم ولا يقال تبالَطُوا إِذا كانوا رُكباناً والتَّبالُطُ والمُبالَطةُ المُجالدَةُ بالسيوف وبالَطَنِي فلان فرَّ مني والبُلُطُ الفارُّون من العسكر وبَلَّطَ الرجلُ تَبْلِيطاً إِذا أَعْيا في المَشْي مثل بَلَّحَ والتَّبْلِيطُ عِراقِيَّةٌ وهو أَن يَضرب فَرْعَ أُذن الإِنسان بطرَفِ سَبَّابته وبَلَّطَ أُذنه تَبْلِيطاً ضربها بطرف سبابته ضرباً يوجعه والبَلْطُ والبُلْطُ المِخْراطُ وهو الحديدة التي يَخْرُطُ بها الخَرَّاطُ عَرَبية قال والبلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ والبَلُّوطُ ثمر شَجر يؤْكل ويدبَغُ بقِشْره والبَلاطُ اسم موضع قال لولا رَجاؤُكَ ما زُرْنا البَلاطَ ولا كان البَلاطُ لَنا أَهلاً ولا وَطَنا

( بلقط ) البُلْقُوطُ القصير قال ابن دريد ليس بثبَت

( بلنط ) الليث البَلَنْطُ شيءٌ يشبه الرُّخامَ إِلا أَنَّ الرخام أَهش منه وأَرْخى قال عمرو بن كلثوم وسارِيَتَيْ بَلَنْطٍ أَو رُخامٍ يَرِنُّ خَشاشُ حَلْيِهِما رَنِينا

( بنط ) الأَزهري أَما بنط فهو مهمل فإِذا فصل بين الباء والنون بياء كان مستعملاً يقول أَهل اليمن للنّسَّاج البِيَنْطُ وعلى وزنه البِيَطْرُ وهو مذكور في موضعه

( بهط ) البَهَطُّ كلمة سِنْدية وهي الأَرُزُّ يطبخ باللبن والسمن خاصّة بلا ماء واستعملته العرب بالهاء فقالت بَهَطَّةٌ طيبة كأَنها ذهبت بذلك إِلى الطائفة منه كما قالوا لَبَنَةٌ وعسَلَةٌ وقيل البَهَطَّة ضرب من الطعام أَرُزُّ وماءٌ وهو معرب وبالفارسية بَتا وينشد تَفَقَّأَتْ شَحْماً كما الإِوَزِّ من أَكلها البَهطَّ بالأَرُزِّ وأَنشده الأَزهري من أَكلِها الأَرُزُّ بِالبَهَطِّ قال ابن بري ومثله قول أَبي الهندي فأَما البَهَطُّ وحِيتانُكم فما زِلْتُ منها كثيرَ السَّقَمْ قال أَبو تراب سمعت الأَشجعي يقول بَهَطَنِي هذا الأَمر وبَهَظَني بمعنىً واحد قال الأَزهري ولم أَسمعها بالطاء لغيره واللّه أَعلم

( بوط ) البُوطةُ التي يُذيب فيها الصائغُ ونحوه من الصُّنَّاع ابن الأَعرابي باطَ الرجلُ يَبُوطُ إِذا ذَلَّ بعد عِزٍّ أَو إِذا افتقر بعد غِنىً

( تحط ) الأَزهري قال تَحُوطُ اسم القَحْطِ ومنه قول أَوْس بن حجر الحافِظُ الناسِ في تَحُوطَ إِذا لم يُرْسِلُوا تحتَ عائذٍ رُبَعا قال كأَنَّ التاء في تحوط تاء فعل مضارع ثم جعل اسماً معرفة للسنة ولا يُجْرَى ذكَرها في باب الحاء والطاء والتاء

( ثأط ) الثَّأْطةُ دُوَيْبّة لم يحكها غير صاحب العين والثَّأْطةُ الحَمْأَةُ وفي المثل ثَأْطَةٌ مُدَّتْ بماء يضرب للرجل يشْتَدُّ مُوقُه وحُمْقُه لأَن الثأْطة إِذا أَصابها الماء ازدادت فَساداً ورُطوبة وقيل للذي يُفْرِطُ في الحُمْق ثأْطة مُدَّتْ بماء وجمعها ثَأْطٌ قال أُمية يذكر حمامة نوح على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام فجاءَتْ بَعْدَما رَكَضَتْ بقِطْفٍ عليه الثَّأْط والطِّينُ الكُبارُ وقيل الثأْطُ والثَّأْطةُ الطين حمأَةً كان أَو غير ذلك وقال أُمية أَيضاً بلَغَ المَشارِق والمَغارِبَ يَبْتَغِي أَسْبابَ أَمْرٍ من حَكِيمٍ مُرْشِدِ فأَتَى مَغِيبَ الشمْسِ عند مآبِها في عَيْنِ ذي خُلُبٍ وثأْطٍ حَرْمِدِ
( * قوله « فأتى إلخ » تقدم للمؤلف في مادة حرمد فرأى مغيب الشمس عند مسائها )
وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً به على الثأْطة الحمأَة فقال وأَنشد شمر لتُبَّع وكذلك أَورده ابن بري وقال إِنه لتُبَّع يصف ذا القَرْنَيْن قال والخُلُب الطين بكلامهم قال الأَزهري وهذا في شعر تُبَّع المروي عن ابن عباس والثأْطة دُوَّيْبَّة لَسَّاعةٌ والثأْطاء الحمقاء مشتقّ من الثأْطة وما هو بابن ثأْطاء وثأَطاء وثأْطانَ وثأَطانَ أَي بابن أَمة ويكنى به عن الحُمْق

( ثبط ) الليث ثَبَّطَه عن الشيء تَثْبِيطاً إِذا شغَلَه عنه وفي التنزيل العزيز ولكن كَرِه اللّهُ انْبِعاثَهم فثبَّطَهم قال أَبو إِسحق التثبيط ردّك الإِنسانَ عن الشيء يفعله أَي كره اللّه أَن يَخْرجوا معكم فردَّهم عن الخروج وثَبَطَه عن الشيء ثَبْطاً وثَبَّطَه رَيَّثه وثَبَّته وثَبَّطه على الأَمر فتَثَبَّط وقَّفَه عليه فتوَقَّف وأَثْبَطه المرَضُ إِذا لم يكد يُفارِقُه وثَبَطْتُ الرجلَ ثَبْطاً حبَسْتُه بالتخفيف وفي الحديث كانت سَوْدةُ امرأَةً ثَبِطةً أَي ثقِيلة بَطِيئةً من التَّثْبِيطِ وهو التعْوِيقُ والشَّغْلُ عن المُراد وقول لبيد وهُمُ العَشِيرةُ إِنْ يُثَبِّطْ حاسِد معناه إِنْ بَحَثَ عن مَعايِبِها بذلك فسره ابن الأَعرابي وفي بعض اللغات ثَبَطَتْ شَفةُ الإِنسانِ وَرِمَتْ وليس بثَبَت

( ثرط ) الثَّرْطُ مثل الثَّلْطِ لغة أَو لُثْغةٌ الجوهري والثَّرْطُ أَيضاً شيء تستعمله الأَساكِفةُ وهو بالفارسية شَرِيسْ ذكره النضر بن شميل ولم يعرفه أَبو الغوث والثَّرْطِئةُ بالكسر الرجل الأَحْمَقُ الضعيفُ قال والهمزة زائدة وثَرَطَه يَثْرُطُه ثَرْطاً زرَى عليه وعابَه قال وليس بثبَت قال الأَزهري الثَّرْطِئةُ بالهمز بعد الطاء الرجل الثقيل قال وإِن كانت الهمزة أَصلية فالكلمة رباعية وإِن لم تكن أَصلية فهي ثلاثية قال والغِرْقِئُ مثله

( ثرعط ) الثُّرْعُطةُ الحَسا الرَّقِيقُ الأَزهري الثُّرُعْطُطُ حَساً رقيق طبخ باللبن

( ثرمط ) الثُّرْمُطةُ والثُّرَمِطةُ على مثال عُلَبِطةٍ الأَخيرة عن كراع الطين الرَّطْبُ قال الجوهري لعل الميم زائدة الفراء وقع فلان في ثُرْمُطةٍ أَي في طين رطْب قال شمر واثْرَنْمَط السِّقاء إِذا انْتَفَخ وأَنشد ابن الأَعرابي تأْكلُ بَقْل الرِّيفِ حتى تَحْبَطا فبَطْنُها كالوَطْبِ حين اثْرَنْمَطا والاثْرِنْماطُ اطْمِحْرارُ السِّقاء إِذا راب ورَغا وكَرْثأَ إِذا ثَخُنَ اللبن عليه كَرْثَأَةً مثلَ اللِّبإِ الخَثِرِ أَبو عمرو الثُّرْمُوطُ الرجل العظيمُ اللُّقَمِ الكثير الأَكْل

( ثرنط ) قال الأَزهري قرأْت بخط أَبي الهيثم لابن بزرج اثْرَنْطَأَ أَي حَمُقَ

( ثطط ) رجل ثَطٌّ ثَقِيلُ البطن بَطِيء والثَّطُّ والأَثَطُّ الكَوْسَجُ رجل أَثَطُّ بيِّن الثَّطَطِ من قوم ثُطٍّ وقيل هو القليلُ شعر اللِّحْية وقيل هو الخفيف اللحية من العارِضَيْنِ وقيل هو أَيضاً القليل شعر الحاجِبَيْنِ ورجل ثَطُّ الحاجبين وامرأَة ثَطَّاء الحاجبين ولا يستغنى عن ذكر الحاجبين ابن الأَعرابي الأَثَطّ الرقيق الحاجبين قال والثُّطُطُ والزُّطُطُ الكَواسِجُ التهذيب وامرأَة ثَطَّةُ الحاجبين لا يستغنى فيه عن ذكر الحاجبين قال الشاعر وما من هوايَ ولا شِيمَتي عَرَكرَكةٌ ذاتُ لَحْمٍ زِيَمْ ولا أَلَقَى ثَطَّةُ الحاجِبيْ نِ مُحْرَفةُ السَّاقِ ظَمْأَى القَدَمْ قوله مُحْرفة أَي مَهْزُولة ورجل ثَطٌّ بالفتح من قوم ثُطَّانٍ وثِطَطةٍ وثِطاطٍ بيِّن الثُّطُوطةِ والثَّطاطةِ وهو الكوسج قال ابن دريد لا يقال في الخفيف شعر اللحية أَثَطُّ وإِن كانت العامة قد أُولِعَتْ به إِنما يقال ثَطٌّ وأَنشد لأَبي النجم كلِحْيةِ الشيْخِ اليَماني الثَّطِّ وحكى ابن بري عن الجواليقي قال رجل ثَطٌّ لا غير وأَنكر أَثَطّ وأَورد بيت أَبي النجم أَيضاً قال وصواب إِنشاده كَهامةِ الشيخ وفي حديث عثمان وجيءَ بعامر بن عبد قَيْس فرآه أَشْغَى ثَطّاً وفي حديث أَبي رُهْمٍ سأَله النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عمن تخلَّف منِ غفار فقال ما فعل النفَرُ الحُمْرُ الثَّطاطُ ؟ هو جمع ثَطٍّ وهو الكوْسَجُ الذي عَرِيَ وجهُه من الشعر إِلاَّ طاقاتٍ في أَسفل حَنَكِه وروي هذا الحديث ما فعل الحمْر النَّطانِطُ ؟ جمع نَطْناطٍ وهو الطويل قال أَبو حاتم قال أَبو زيد مرة رجل أَثَطُّ فقلت له تقول أَثطّ ؟ قال سمعتها وجمع الثَّطِّ أَثْطاطٌ عن كراع والكثير ثُطٌّ وثُطّانٌ وثِطاطٌ وثِطَطةٌ وقد ثَطَّ يَثِطُّ ويَثُطُّ ثَطَطاً وثَطاطةً وثُطُوطةً فهو أَثَطُّ وثَطٌّ قال ابن دريد المصدر الثَّطَطُ والاسم الثَّطاطةُ والثُّطوطةُ قال ابن سيده ولعمري إِنه فرق حسن وامرأَة ثَطّاء لا إِسْبَ لها يعني شِعْرةَ رَكَبِها والثطّاء دُوَيْبَّة تَلْسَعُ الناس قيل هي العنكبوت

( ثعط ) الثَّعيطُ دُقاقُ رَمْل سَيّالٍ تنقله الريح والثَّعِطُ اللحم المتغيِّرُ وقد ثَعِطَ ثَعَطاً وكذلك الجلد إِذا أَنْتَنَ وتقطَّع قال الأَزهري أَنشدني أَبو بكر يأْكُل لَحْماً بائتاً قد ثَعِطا أَكْثَرَ منه الأَكْلَ حتى خَرِطا قال وخَرِطَ به إِذا غُصَّ به قال الجوهري والثَّعَطُ مصدر قولك ثَعِطَ اللحمُ أَي أَنتن وكذلك الماء قال الراجز ومَنْهَلٍ على غَشَاشٍ وفَلَطْ شَرِبْتُ منه بين كُرْهٍ وثَعَطْ وقال أَبو عمرو إِذا مَذِرَت البيضة فهي الثَّعِطةُ وثَعِطَتْ شفَتُه وَرِمَتْ وتشَقَّقت وقال بعض شعراء هذيل يُثَعِّطْنَ العَرابَ وهُنّ سُودٌ إِذا خالَسْنَه فُلُحٌ فِدامُ العَرابُ ثمَرُ الخَزَم واحدته عَرابةٌ يُثَعِّطْنَه يَرْضَخْنَه ويَدْقُقْنَه فُلُح جمع الفَلْحاء الشفة فِدامٌ هَرِماتٌ

( ثلط ) الثَّلْطُ هو سلْح الفِيلِ ونحوه من كل شيء إِذا كان رقيقاً وثلَط الثَّوْرُ والبعيرُ والصبيُّ يَثْلِطُ ثَلْطاً سَلَح سَلْحاً رقيقاً وقيل إِذا أَلقاه سهْلاً رقيقاً وفي الصحاح إِذا أَلقى بَعره رقيقاً قال أَبو منصور يقال للإِنسان إِذا رقَّ نَجْوُه هو يَثْلِطُ ثَلْطاً وفي الحديث فبالَتْ وثَلَطَتْ الثَّلْطُ الرقيق من الرجيع قال ابن الأَثير وأَكثر ما يقال للإِبل والبقر والفِيَلةِ وفي حديث علي كرم اللّه وجهه كانوا يَبْعَرُون بَعَراً وأَنتم تَثْلِطُون ثَلْطاً أَي كانوا يتغوَّطون يابساً كالبعر لأَنهم كانوا قليلي الأَكل والمآكل وأَنتم تثلِطون رقيقاً وهو إِشارة إِلى كثرة المآكل وتَنَوُّعِها ويقال ثَلَطْتُه ثَلْطاً إِذا رميتَه بالثَّلْطِ ولطَخْتَه به قال جرير يا ثَلْطَ حامِضةٍ تَرَبَّعَ ماسِطاً مِنْ واسِطٍ وتَرَبَّعَ القُلاَّما

( ثلمط ) الثَّلْمَطةُ الاسْتِرْخاء وطين ثَلْمَطٌ

( ثمط ) الثَّمْطُ الطين الرقيق أَو العجين إِذا أَفْرَط في الرِّقةِ

( ثنط ) الليث الثَّنْطُ خُروج الكمأَةِ من الأَرض والنباتُ إِذا صدَع الأَرضَ وظهر قال وفي الحديث كانت الأَرض تَمِيدُ فوقَ الماء فَثَنطها اللّهُ بالجبال فصارت لها أَوْتاداً ابن الأَعرابي الثنْطُ الشَّقُّ والنَّثْطُ التثقيل ومنه خبر كعب إِن اللّه تعالى لما مَدَّ الأَرضَ مادَتْ فثَنَطَها بالجبال أَي شقَّها فصارت كالأَوْتادِ لها ونَثَطها بالآكامِ فصارت كالمُثْقِلاتِ لها قال أَبو منصور فرق ابن الأَعرابي بين الثَّنْط والنَّثْط فجعل الثَّنْطَ شَقّاً وجعل النَّثْطَ إِثْقالاً قال وهما حَرفان غَريبان قال ولا أَدري أَعربيان أَم دخيلان قال ابن الأَثير وما جاء إِلا في حديث كعب قال ويروى بالباء بدل النون من التثبيط وهو التعويق

( جحط ) جِحِطْ زجر للغنمِ كجِحِضْ

( جحرط ) عجوز جِحْرِطٌ هَرِمة

( جخرط ) عجوز جِخْرِطٌ هَرِمةٌ قال الشاعر والدَّرْدَبِيسُ الجِخْرِطُ الجَلَنْفَعَه ويقال جِحْرِطٌ بالحاء المهملة

( جرط ) قال ابن بري الجَرَطُ الغَصَصُ قال نجاد الخيْبري لَمّا رأَيتُ الرَّجُلَ العَمَلَّطا يأْكل لحماً بائتاً قد ثَعِطا أَكثرَ منه الأَكل حتى جَرِطا

( جلط ) جَلَطَ رأْسَه يَجْلِطُه إِذا حلَقه ومن كلام العرب الصحيح جَلَط الرجلُ يَجْلِطُ إِذا كذَب والجِلاطُ المُكاذَبةُ الفراء جلَط سيفَه أَي اسْتَلَّه

( جلحط ) الجِلْحِطاء الأَرض التي لا شجر فيها وقيل هي الجِلْحِظاء بالظاء المعجمة وقيل هي الجِلْخِطاء بالخاء المعجمة والطاء غير المعجمة وقيل هي الحَزْنُ عن السيرافي

( جلخط ) الجِلْخِطاء الأَرض التي لا شجر فيها أَو الحَزْن لغة في جلحط

( جلفط ) التهذيب الجِلْفاطُ الذي يَسُدُّ دُروزَ السفينة الجديدة بالخُيوط والخِرَقِ يقال جَلْفَطَه الجِلْفاطُ إِذا سَوّاه وقَيَّرَه قال ابن دريد هو الذي يُجَلْفِطُ السفن فيُدخل بين مَسامِير الأَلواح وخُروزها مُشاقةَ الكَتّانِ ويمسَحُه بالزِّفْت والقارِ وفعله الجَلْفَطةُ

( جلمط ) جَلْمطَ رأْسَه حلَق شعره قال الجوهري والميم زائدة واللّه أَعلم

( حبط ) الحَبَط مثل العَرَبِ من آثارِ الجُرْحِ وقد حَبِطَ حَبَطاً وأَحْبَطَه الضرْبُ الجوهري يقال حَبِط الجرحُ حَبَطاً بالتحريك أَي عَرِب ونُكس ابن سيده والحَبَطُ وجع يأْخذ البعير في بطْنه من كَلإٍ يَسْتَوْبِلُه وقد حَبِطَ حَبَطاً فهو حَبِطٌ وإِبِل حَباطَى وحَبَطةٌ وحَبِطَت الإِبلُ تَحْبَطُ قال الجوهري الحَبَطُ أَن تأْكل الماشية فتُكْثِرَ حتى تَنْتَفِخَ لذلك بطونُها ولا يخرج عنها ما فيها وحَبِطتِ الشاة بالكسر حَبَطاً انتفخ بطنها عن أَكل الذُّرَقِ وهو الحَنْدَقُوقُ الأَزهري حَبِطَ بطنُه إِذا انتفخ يحبَطُ حَبَطاً فهو حَبِطٌ وفي الحديث وإِنَّ ممّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلِمُّ وذلك الدَّاء الحُباطُ قال ورواه بعضهم بالخاء المعجمة من التَّخَبُّطِ وهو الاضْطِرابُ قال الأَزهريّ وأَما قول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلمّ فإِن أَبا عبيد فسر الحَبَطَ وترك من تفسير هذا الحديث أَشياء لا يَستغْني أَهلُ العلمِ عن مَعْرِفتها فذكرت الحديث على وجهه لأُفَسِّر منه كلَّ ما يحتاجُ من تفسيره فقال وذَكره سنده إِلى أَبي سعيد الخدري انه قال جلس رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على المِنْبر وجَلسنا حولَه فقال إِني أَخاف عليكم بَعْدِي ما يُفْتَحُ عليكم من زَهرةِ الدنيا وزِينتِها قال فقال رجل أَوَيَأْتي الخيرُ بالشرّ يا رسول اللّه ؟ قال فسكت عنه رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ورأَيْنا أَنه يُنْزَلُ عليه فأَفاقَ يَمْسَحُ عنه الرُّحضاء وقال أَين هذا السائلُ ؟ وكأَنه حَمِدَه فقال إِنه لا يأْتي الخيرُ بالشرّ وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يَقتل حبَطاً أَو يُلمّ إِلاّ آكِلةَ الخَضِر فإِنها أَكلت حتى إِذا امتلأَت خاصرتاها استَقْبَلَتْ عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتَعَتْ وإِن هذا المال خَضِرةٌ حُلوةٌ ونِعْم صاحبُ المُسْلمِ هو لمن أَعْطى المِسْكينَ واليتيمَ وابنَ السبيلِ أَو كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وإِنه مَن يأْخذه بغير حقه فهو كالآكل الذي لا يشبع ويكون عليه شهيداً يوم القيامة قال الأَزهري وإِنما تَقَصَّيْتُ رواية هذا الخبر لأَنه إِذا بُتِرَ اسْتَغْلَقَ معناه وفيه مثلان ضرَب أَحدَهما للمُفْرِط في جمع الدنيا مع مَنْعِ ما جمَع من حقّه والمثل الآخر ضربه للمُقْتَصِد في جمْعِ المال وبذْلِه في حقِّه فأَما قوله صلّى اللّه عليه وسلّم وإِنَّ مما يُنبت الربيعُ ما يقتل حبَطاً فهو مثل الحَرِيصِ والمُفْرِط في الجمْع والمنْع وذلك أَن الربيع يُنبت أَحْرار العشب التي تَحْلَوْلِيها الماشيةُ فتستكثر منها حتى تَنْتَفِخَ بطونها وتَهْلِكَ كذلك الذي يجمع الدنيا ويَحْرِصُ عليها ويَشِحُّ على ما جمَع حتى يمنَعَ ذا الحقِّ حقَّه منها يَهْلِكُ في الآخرة بدخول النار واسْتِيجابِ العذابِ وأَما مثل المُقْتَصِد المحمود فقوله صلّى اللّه عليه وسلّم إِلاَّ آكِلةَ الخَضِر فإِنها أَكلت حتى إِذا امتلأَتْ خَواصِرُها استقبلت عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتعت وذلك أَن الخَضِرَ ليس من أَحْرارِ البقول التي تستكثر منها الماشية فتُهْلِكه أَكلاً ولكنه من الجَنْبةِ التي تَرْعاها بعد هَيْجِ العُشْبِ ويُبْسِه قال وأَكثر ما رأَيت العرب يجعلون الخَضِرَ ما كان أَخْضَرَ من الحَلِيِّ الذي لم يصفَرّ والماشيةُ تَرْتَعُ منه شيئاً شيئاً ولا تستكثر منه فلا تحبَطُ بطونُها عنه قال وقد ذكره طرَفةُ فبين أَنه من نبات الصيف في قوله كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ إِذا أَنْبَتَ الصيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ فالخَضِرُ من كَلإِ الصيفِ في القَيْظِ وليس من أَحرارِ بُقولِ الرَّبيع والنَّعَمُ لا تَسْتَوْبِلُه ولا تَحْبَطُ بطونُها عنه قال وبناتُ مَخْرٍ أَيضاً وهي سحائبُ يأْتِينَ قُبُلَ الصيف قال وأَما الخُضارةُ فهي من البُقول الشَّتْوِيّة وليست من الجَنْبة فضرب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم آكِلةَ الخَضِرِ مثلاً لمن يَقْتَصِد في أَخذ الدنيا وجمْعِها ولا يُسْرِفُ في قَمِّها
( * قوله « قمها » أي جمعها كما بهامش الأصل )
والحِرص عليها وأَنه ينجو من وَبالِها كما نَجَتْ آكلةُ الخَضِر أَلا تراه قال فإِنها إِذا أَصابت من الخَضِر استقبلت عين الشمس فثَلطت وبالت ؟ وإِذا ثلطت فقد ذهب حبَطُها وإِنما تَحْبَطُ الماشيةُ إِذا لم تَثْلِطْ ولم تَبُلْ وأْتُطِمَت عليها بطونها وقوله إِلا آكلة الخضر معناه لكنَّ آكلة الخضر وأَما قول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إِن هذا المال خَضِرةٌ حُلْوة ههنا الناعمة الغَضّةُ وحَثَّ على إِعطاء المِسكين واليتيم منه مع حَلاوتِه ورَغْبةِ الناس فيه ليَقِيَه اللّهُ تبارك وتعالى وبالَ نَعْمَتِها في دنياه وآخرته والحَبطُ أَن تأْكل الماشية فتكثر حتى تنتفخ لذلك بطونها ولا يخرج عنها ما فيها ابن سيده والحَبطُ في الضَّرْعِ أَهْونُ الورَمِ وقيل الحَبطُ الانْتِفاخُ أَين كان من داء أَو غيره وحَبِطَ جِلدُه وَرِمَ ويقال فرس حَبِطُ القُصَيْرَى إِذا كان مُنْتَفِخَ الخاصرتين ومنه قول الجعدي فَلِيق النَّسا حَبِيط المَوْقِفَيْ نِ يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأَشْعَبِ قال ولا يقولون حَبِط الفرسُ حتى يُضِيفُوه إِلى القُصَيْرَى أَو إِلى الخاصِرةِ أَو إِلى المَوْقِفِ لأَن حبَطَه انتفاخُ بطنِه واحْبَنْطَأَ الرجلُ انتفخ بطنه والحَبَنْطَأُ يهمز ولا يهمز الغَلِيظ القَصِير البطِينُ قال أَبو زيد المُحْبَنْطِئ مهموز وغير مهموز الممْتَلئ غضَباً والنون والهمزة والأَلف والباء زَوائدُ للإلحاق وقيل الأَلف للإلحاق بسفرجل ورجل حَبَنْطىً بالتنوين وحَبَنْطاةٌ ومُحْبَنْطٍ وقد احْبَنْطَيْتَ فإِن حَقَّرْتَ فأَنت بالخيار إِن شئت حذفت النون وأَبدلت من الأَلف ياء وقلت حُبَيْطٍ بكسر الطاء منوناً لأَن الأَلف ليست للتأْنيث فيفتح ما قبلها كما نفتح في تصغير حُبْلى وبُشْرى وإِن بقَّيت النون وحذفت الأَلف قلت حُبَيْنِطٌ وكذلك كل اسم فيه زيادتان للإلحاق فاحذف أَيَّتَهما شئت وإِن شئتَ أَيضاً عوَّضْتَ من المحذوف في الموضعين وإِن شئتَ لم تُعَوِّضْ فإِن عوَّضت في الأَوّل قلت حُبَيِّطٍ بتشديد الياء والطاء مكسورة وقلت في الثاني حُبَيْنِيطٌ وكذلك القول في عَفَرْنى وامرأَة حَبَنْطاةٌ قصيرة دَمِيمةٌ عَظيمةُ البطْنِ والحَبَنْطى المُمْتلئ غضَباً أَو بطنة وحكى اللحياني عن الكسائي رجل حَبَنْطىً مقصور وحِبَنْطىً مكسور مقصور وحَبَنْطأٌ وحَبَنْطَأَةٌ أَي مُمْتلئ غيظاً أَو بِطنة وأَنشد ابن بري للراجز إِني إِذا أَنْشَدْتُ لا أَحْبَنْطِي ولا أُحِبُّ كَثْرةَ التَّمَطِّي قال وقال في المهموز ما لك تَرْمِي بالخَنى إِلينا مُحْبَنْطِئاً مُنْتَقِماً علينا ؟ وقد ترجم الجوهري على حَبْطَأَ قال ابن بري وصوابه أَن يذكر في ترجمة حبط لأَن الهمزة زائدة ليست بأَصلية وقد احْبَنْطَأْت واحْبَنْطَيْت وكل ذلك من الحبَطِ الذي هو الورَمُ ولذلك حكم على نونه وهمزته أَو يائه أَنهما مُلْحِقتان له ببناء سَفَرْجل والمُحْبَنْطِئُ اللاَّزِقُ بالأَرض وفي الحديث إِن السِّقط ليَظَلُّ مُحْبَنْطِياً على باب الجنة فسروه مُتَغَضِّباً وقيل المُحْبَنْطِي المُتغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشيء وبالهمز العظيم البطن قال ابن الأَثير المُحْبَنْطِئُ بالهمز وتركه المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشيء وقيل هو الممتنِعُ امتِناعَ طلَبٍ لا امتناع إِباء يقال احبنطأْت واحْبَنْطَيْت والنون والهمزة والأَلف والياء زوائد للإلحاق وحكى ابن بري المُحْبَنطِي بغير همز المتغضِّبُ وبالهمز المنتفخ وحَبِطَ حبْطاً وحُبوطاً عَمِلَ عَملاً ثم أَفْسَدَه واللّه أَحْبَطه وفي التنزيل فأَحْبَطَ أَعمالَهم الأَزهري إِذا عمل الرجل عملاً ثم أَفْسَدَه قيل حَبِطَ عَمَلُه وأَحْبَطَه صاحبُه وأَحْبَطَ اللّه أَعمالَ من يُشْرِكُ به وقال ابن السكيت يقال حَبِطَ عملُه يَحْبَطُ حبْطاً وحُبُوطاً فهو حَبْطٌ بسكون الباء وقال الجوهري بطل ثوابه وأَحبطه اللّه وروى الأَزهري عن أَبي زيد أَنه حكى عن أَعرابي قرأَ فقد حبَط عملُه بفتح الباء وقال يَحْبِطُ حُبوطاً قال الأَزهري ولم أَسمع هذا لغيره والقراءة فقد حَبِط عملُه وفي الحديث أَحْبَط اللّه عمله أَي أَبْطَلَه قال ابن الأَثير وأَحْبَطه غيرُه قال وهو من قولهم حَبِطَت الدابةُ حَبطاً بالتحريك إِذا أَصابت مَرْعىً طيِّباً فأَفرطت في الأَكل حتى تنتفخ فتموت والحَبَطُ والحَبِطُ الحرث بن مازِنِ بن مالك بن عمرو بن تَميم سمي بذلك لأَنه كان في سفر فأَصابه مثل الحَبَط الذي يصيبُ الماشية فنَسَبُوا إليه وقيل إِنما سمي بذلك لأَن بطنه وَرِمَ من شيء أَكله والحَبِطاتُ والحَبَطاتُ أَبناؤه على جهة النسَب والنِّسْبة إِليهم حُبَطِيٌّ وهم من تميم والقياس الكسر وقيل الحَبِطاتُ الحرثُ بن عمرو بن تَميم والعَنْبَرُ بن عمرو والقُلَيْبُ بن عمرو ومازِنُ بن مالك بن عمرو وقال ابن الأَعرابي ولقي دَغْفَلٌ رجلاً فقال له ممن أَنت ؟ قال من بني عمرو بن تميم قال إِنما عمرو عُقابٌ جاثِمةٌ فالحبطات عُنُقُها والقُلَيْبُ رأْسها وأُسَيِّدٌ والهُجَيْمُ جَناحاها والعَنْبَرُ جِثْوتُها وجَثوتُها ومازنٌ مِخْلَبُها وكَعْب ذنبها يعني بالجثوة بدنها ورأَْسها الأَزهري الليث الحَبِطاتُ حيّ من بني تميم منهم المِسْوَرُ بن عباد الحَبَطِيُّ يقال فلان الحبطي قال وإِذا نسبوا إِلى الحَبِطِ قالوا حَبَطِيٌّ وإِلى سَلِمةَ سَلَمِيّ وإِلى شَقِرةَ شَقَرِيٌّ وذلك أَنهم كرهوا كثرة الكسرات ففتحوا قال الأَزهري ولا أَرى حَبْط العَمل وبُطْلانه مأْخوذاً إِلا من حبَط البطن لأَن صاحب البطن يَهْلِكُ وكذلك عملُ المنافق يَحْبَطُ غير أَنهم سكنوا الباء من قولهم حَبِطَ عمله يَحْبَطُ حبْطاً وحركوها من حَبِطَ بطنه يَحْبَطُ حَبَطاً كذلك أُثبت لنا عن ابن السكيت وغيره ويقال حَبِطَ دم القتيل يَحْبَطُ حَبْطاً إِذا هُدِرَ وحَبِطَتِ البئر حبْطاً إِذا ذهب ماؤُها وقال أَبو عمرو الإِحْباطُ أَن تُذْهِب ماء الرّكيّة فلا يعود كما كان

( حثط ) الأَزهري قال أَبو يوسف السجزي الحَثَطُ كالغُدّةِ أَتى به في وصف ما في بُطونِ الشاء قال ولا أَدري ما صحته

( حشط ) الأَزهري خاصة عن ابن الأَعرابي الحَشْطُ الكَشْطُ

( حطط ) الحَطُّ الوَضْعُ حطَّه يَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ والحَطُّ وضْع الأَحْمالِ عن الدَّوابِّ تقول حَطَطْتُ عنها وفي حديث عمر إِذا حَطَطْتُمُ الرِّحالَ فشُدُّوا السُّروجَ أَي إِذا قضيتم الحَجَّ وحَطَطْتُم رِحالَكم عن الإِبل وهي الأَكْوارُ والمَتاع فشُدُّوا السُّروج على الخيل للغَزْو وحَطّ الحِمْلَ عن البعير يحُطُّه حَطّاً أَنزله وكلُّ ما أَنزله عن ظهر فقد حطه الجوهريّ حطّ الرحلَ والسرْجَ والقوْسَ وحَطَّ أَي نزَل والمَحَطُّ المَنْزِلُ والمِحَطُّ من الأَدواتِ وقال في مكان آخَر من أَدوات النَّطَّاعِينَ الذين يُجَلِّدون الدَّفاتر حديدة معطوفة الطرَف وأَدِيم مَحْطُوطٌ وأَنشد تُبِينُ وتُبْدي عن عُروقٍ كأَنَّها أَعِنّةُ خَرَّازٍ تُحَطُّ وتُبْشَرُ وحطَّ اللّهُ عنه وِزْرَه في الدعاء وضَعَه مَثَلٌ بذلك أَي خفَّفَ اللّه عن ظَهْرِكَ ما أَثْقَلَه من الوِزْر يقال حطّ اللّه عنك وزرك ولا أَنْقَضَ ظهرَك واستحَطَّه وِزْرَه سأَله أَن يَحُطَّه عنه والاسم الحِطَّةُ وحكي أَنَّ بني إِسرائيل إِنما قيل لهم وقولوا حِطَّة ليَسْتَحِطُّوا بذلك أَوْزارَهم فتُحَطَّ عنهم وسأَله الحِطِّيطى أَي الحِطَّة قال أَبو إِسحق في قوله تعالى وقولوا حِطَّة قال معناه قولوا مسأَلتُنا حِطَّة أَي حطُّ ذنوبنا عنا وكذلك القراءة وارتفعت على معنى مَسْأَلتُنا حِطَّة أَو أَمْرُنا حِطَّةٌ قال ولو قرئت حِطَّةً كان وجهاً في العربية كأَنه قيل لهم قولوا احْطُطْ عنّا ذنوبَنا حِطّةً فحرَّفوا هذا القول وقالوا لفظة غير هذه اللفظة التي أُمِروا بها وجملة ما قالوا أَنه أَمر عظيم سماهم اللّه به فاسقِينَ وقال الفراء في قوله تعالى وقولوا حطة يقال واللّه أَعلم قولوا ما أُمرتم به حطةٌ أَي هي حطة فخالَفُوا إِلى كلام بالنَّبَطِيَّةِ فذلك قوله تعالى فبدّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى وادْخُلُوا الباب سُجَّداً قال رُكَّعاً وقولوا حطةٌ مغفرة قالوا حِنْطةٌ ودخلوا على أَسْتاهِهم فذلك قوله تعالى فبدَّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم وقال الليث بلغنا أَن بني إِسرائيل حين قيل لهم قولوا حِطَّةٌ إِنما قيل لهم كي يسْتَحِطُّوا بها أَوزارهم فتُحَطّ عنهم وقال ابن الأَعرابي قيل لهم قولوا حطة فقالوا حنطة شمقايا أَي حنطة جيدة قال وقوله عزّ وجلّ حطة أَي كلمة تَحُطُّ عنكم خطاياكم وهي لا إِله إلا اللّه ويقال هي كلمة أُمر بها بنو إِسرائيل لو قالوها لحُطَّت أَوزارهم وحَطَّه أَي حَدَرَه وفي الحديث من ابتلاه اللّه ببَلاء في جَسَده فهو له حِطَّةٌ أَي تُحَطُّ عنه خطاياه وذنوبُه وهي فِعْلةٌ من حَطَّ الشيءَ يَحُطُّه إِذا أَنزله وأَلقاه وفي الحديث إِن الصلاة تسمى في التوراة حَطُوطاً وحَطّ السِّعْرُ يَحُطُّ حَطّاً وحُطوطاً رَخُصَ وكذلك انْحَطَّ حُطوطاً وكسر وانكسر يريد فَتَر وقال الأَزهري في هذا المكان ويقال سِعْر مَقْطُوط وقد قَطّ السِّعْرُ وقُطّ السِّعْرُ وقَطّ اللّهُ السِّعْر ولم يزد ههنا على هذا اللفظ والحَطاطةُ والحُطائطُ والحَطِيطُ الصغير وهو من هذا لأَن الصغير مَحْطُوط أَنشد قطرب إِنّ حِرِي حُطائطٌ بُطائط كأَثَر الظَّبْيِ بجَنْبِ الغائط بُطائطٌ إِتباع وقال مليح بكلِّ حَطِيطِ الكَعْبِ دُرْمٌ حُجولُه تَرَى الحَجْلَ منه غامِضاً غيرَ مُقْلَقِ وقيل هو القصير أَبو عمرو الحُطائطُ الصغير من الناس وغيرهم وأَنشد والشَّيْخُ مِثْل النَّسْر والحُطائطِ والنِّسْوةِ الأَرامِل المَثالِطِ قال الأَزهري وتقول صِبْيان الأَعراب في أَحاجِيهم ما حُطائطٌ بُطائط تَمِيسُ تحت الحائط ؟ يعنون الذّرةَ والحَطاطُ شِدّةُ العَدْوِ والكَعْبُ الحَطِيطُ الأَدْرَمُ والحِطَّانُ التَّيْسُ وحطّانُ من أَسماء العرب والحُطائطة بَثْرةٌ صغيرة حمراء وجارية مَحْطُوطةُ المَتْنَيْن ممدودَتُهما وقال الأَزهري ممدودة حسنَة مستوية قال النابغة مَحْطُوطةُ المَتْنَيْنِ غيرُ مُفاضةٍ وأَنشد الجوهري للقطامي بيْضاء مَحْطوطةُ المَتْنَيْنِ بَهُكَنةٌ رَيَا الرّوادِفِ لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ وأَلْيةٌ مَحْطوطةٌ لا مَأْكَمةَ لها والحَطُوطُ الأَكَمةُ الصَّعْبةُ الانْحِدار وقال ابن دريد الحطوط الأَكَمةُ الصعبة فلم يذكر ارتفاعاً ولا انحداراً والحَطُّ الحَدْرُ من عُلْو حطَّه يَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ وأَنشد كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيْلُ مِنْ عَلِ قال الأَزهري والفِعْل اللاّزم الانحطاط ويقال للهَبُوط حَطُوطٌ والمُنْحَطُّ من المَناكِب المُسْتَفِلُ الذي ليس بمُرْتَفِعٍ ولا مُسْتَقِلٍّ وهو أَحسنها والحَطاطةُ بَثْرة تخرج بالوجه صغيرة تُقَيِّحُ ولا تُقَرِّحُ والجمع حَطاطٌ قال المتنخل الهذلي ووجْهٍ قد رأَيْت أُمَيْمَ صافٍ أَسِيلٍ غيرِ جَهْمٍ ذي حَطاطِ وقد حَطَّ وجهُه وأَحَطَّ وربما قيل ذلك لمن سَمِنَ وجهُه وتَهَيَّجَ والحَطاطةُ الجاريةُ الصغيرة تشبَّه بذلك وقال الأَصمعي الحَطاطُ البَثْر الواحدة حَطاطةٌ وأَنشد الأَصمعي لزياد الطَّمّاحِيِّ قامَ إِلى عَذْراء في الغُطاطِ يَمْشِي بمثل قائم الفُسْطاطِ بمُكْفَهِرِّ اللونِ ذي حَطاطِ قال ابن بري الذي رواه أَبو عمرو بمُكْرَهِفِّ الحُوقِ أَي بمُشْرفه وبعده هامَتُه مِثْلُ الفَنِيقِ السّاطِي نِيطَ بحَقْوَيْ شَبِقٍ شِرْواطِ فَبَكَّها مُوَثَّقُ النِّياطِ ذُو قوّةٍ ليس بذي وباطِ فداكَها دَوْكاً على الصِّراطِ ليس كَدَوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ وقام عنها وهو ذُو نَشاطِ ولُيّنَتْ من شِدّةِ الخِلاطِ قد أَسْبَطَتْ وأَيّما إِسْباطِ وقال الراجز ثم طَعَنْت في الجَمِيش الأَصْفَرِ بذي حَطاطٍ مِثْلِ أَيْرِ الأَقْمَرِ والواحدة حَطاطةٌ قال وربما كانت في الوجه ومنه قول المتنخل الهذلي ووجْهٍ قد جَلَوْت أُمَيْمَ صافٍ كَقَرْنِ الشمسِ ليس بذي حَطاطِ وقال أَبو زيد الأَجرب العين الذي تَبْثُر عينُه ويلزمها الحَطاطُ وهو الظَّبْظابُ والحُدْحُدُ قال ابن سيده والحَطاط بالفتح مثل البَثْر في باطن الحُوق وقيل حَطاطُ الكَمَرة حُروفُها وحَطّ البعيرُ حِطاطاً وانْحَطَّ اعتمد في الزِّمامِ على أَحد شِقّيْه قال ابن مقبل برَأْسٍ إِذا اشتدَّتْ شَكِيمةُ وجْهِه أَسَرَّ حِطاطاً ثم لانَ فبَغّلا وقال الشماخ وإِن ضُرِبَتْ على العِلاَّت حَطّتْ إِليكَ حِطاطَ هادِيةٍ شَنُونِ العِلاَّتُ الأَعْداء والهادِيةُ الأَتانُ الوَحْشِيّةُ المتقدمة في سيرها والشَّنُونُ التي بين السمينةِ والمَهْزُولة ونَجِيبةٌ مُنْحَطّةٌ في سيرها وحَطُوطٌ الأَصمعي الحَطُّ الاعتماد على السير والحَطُوطُ النَّجِيبةُ السريعة وناقة حَطُوطٌ وقد حَطَّتْ في سيرها قال النابغة فما وخَدَتْ بمِثْلِكَ ذاتُ غَرْبٍ حَطُوطٌ في الزِّمامِ ولا لَجُونُ ويروى في الزِّماعِ وقال الأَعشى فلا لَعَمْرُ الذي حَطَّتْ مَناسِمُها تَخْدِي وسِيقَ إِليها الباقِرُ العَتِلُ
( * هكذا ورد هذا البيت في رواية أَبي عبيدة وهو في قصيدة الأَعشى مَرويّ على هذه الصورة
إني لَعمر الذي خطت مناسمُها ... له وسِيقَ إِليهِ الباقِرُ
الغُيُلُ )
حَطَّتْ في سيْرِها وانْحَطَّتْ أَي اعْتمدتْ يقال ذلك للنَّجِيبةِ السَّريعةِ وقال أَبو عمرو انْحَطَّتِ الناقةُ في سيرها أَي أَسرَعتْ وتقول اسْتَحَطَّني فلان من الثمن شيئاً والحَطِيطةُ كذا وكذا من الثمن والحَطاطُ زُبْدُ اللَّبَن وحُطَّ البعيرُ وحُطّ عنه إِذا طَنِيَ فالتَزَقَتْ رئتُه بجَنْبِه فخطَّ الرَّحْلَ عن جَنْبِه بساعِدِه دَلْكاً حِيالَ الطَّنَى حتى يَنْفَصِلَ عن الجَنْبِ وقال اللحياني حُطَّ البعيرُ الطَّنِيُّ وهو الذي لَزِقَتْ رئته بجنبه وذلك أَن يُضْجَعَ على جنبه ثم يؤخذ وَتِد فيُمَرَّ على أَضْلاعِه إِمْراراً لا يُحْرِقُ الأَزهري أَبو عمرو حَطَّ وحَثَّ بمعنى واحد وفي الحديث جلس رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إِلى غُصْن شجرة يابسةٍ فقال بيده فحَطَّ ورَقها معناه فحَتَّ ورَقها أَي نَثَره والحَطِيطةُ ما يُحَطُّ من جملة حَطائطَ يقال حَطَّ عنه حَطِيطةً وافية والحُطُطُ الأَبدان النّاعمة والحُطُطُ أَيضاً مَراتِبُ السِّفَلِ واحِدَتُها حِطَّةٌ والحِطَّةُ نُقْصانُ المَرْتَبة وحَطّ الجِلدَ بالمِحَطِّ يَحُطُّه حَطّاً سَطَرَه وصقَله ونقَشَه والمِحَطُّ والمِحَطَّةُ حديدة أَو خشبة يُصْقَلُ بها الجلد حتى يَلِينَ ويَبْرُقَ والمِحَطُّ بالكسر الذي يُوشَمُ به ويقال هو الحديدة التي تكون مع الخَرّازِين يَنْقُشون بها الأَدِيمَ قال النَّمر بن تَوْلب كأَنَّ مِحَطّاً في يَدَيْ حارِثِيّةٍ صَناعٍ عَلَتْ مِني به الجِلْدَ مِن عَل وأَما الذي في حديث سُبَيْعةَ الأَسلمية فحَطَّت إِلى الشاب أَي مالَتْ إِليه ونزلت بقلبها نحوه والحُطاطُ الرائحة الخَبيثةُ وحَطْحَطَ في مشيه وعمله أَسرع ويَحْطُوط وادٍ مَعْروف وعِمْرانُ بن حِطّانَ بكسر الحاء وهو فِعْلانُ وحُطائِطُ بن يَعْفُرَ أَخو الأَسْودِ بن يعفُرَ

( حطمط ) الأَزهري في الرباعي أَبو عمرو الحِطْمِطُ الصغير من كل شيء صبيٌّ حِطْمِطٌ وأَنشد لرِبْعِيٍّ الزبيري إِذا هَنِيَّ حِطْمِطٌ مِثلُ الوَزَغْ يضْرِبُ منه رأْسه حتى انْثَلَغْ

( حطنط ) الأَزهري حَطَنْطَى يُعَيَّرُ بها الرجلُ إِذا نُسِبَ إِلى الحُمْقِ

( حقط ) الحَيْقَطُ والحَيْقُطانُ ذكر الدُّرَّاج قال الطرمّاح من الهُوذِ كَدْراء السَّراةِ وبَطْنُها خَصِيفٌ كَلَوْنِ الحَيْقُطانِ المُسَيَّحِ المُسَيَّحُ المُخَطَّطُ والخَصِيفُ لون أَبيض وأَسود كلون الرَّماد وقال ابن خالويه لم يفتح أَحد قاف الحَيْقطان إِلا ابن دريد وسائر الناس الحَيْقُطانُ والأُنثى حَيْقُطانةٌ والحَقَطُ خفة الجسم وكثرة الحركة والحَقْطةُ المرأَة الخَفيفة الجسم النَّزِقةُ

( حلط ) حَلَطَ حَلْطاً وأَحْلَطَ واحْتَلَطَ حَلَفَ ولَجَّ وغَضِبَ واجتهد الجوهري أَحْلَطَ الرجلُ في اليمين إِذا اجتهد قال ابن أَحمر وكُنّا وهُمْ كابْنيْ سُباتٍ تَفَرَّقا سِوًى ثم كانا مُنْجِداً وتِهامِيا فأَلقَى التِّهامي منهما بلَطاتِه وأَحْلطَ هذا لا أَعُودُ ورائِيا
( * قوله « لا أَعود ورائيا » في الأَصل بازاء البيت لا أريم مكانيا أ ه وهي رواية الجوهري )
لَطاتُه ثِقَلُه يقول إِذا كانت هذه حالَهما فلا يجتمعان أَبداً والسباتُ الدهر الأَزهري قال ابن الأَعرابي في قول ابن أَحمر وأَحْلَط هذا أَي أَقام قال ويجوز حَلَفَ قال الأَزهري والاحْتِلاطُ الاجتهادُ في مَحْلٍ ولَجاجةٍ الجوهري الاحْتِلاطُ الغضَب والضجَر ومنه حديث عبيد بن عمير إِنما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كشاتَيْنِ بين غَنَمَينِ فاحْتلَط عُبَيْدٌ وغَضِب وفي كلام عَلْقَمةَ بن عُلاثة إِن أَوَّل العِيِّ الاحْتِلاطُ وأَسْوَأ القوْلِ الإِفْراطُ قال الشيخ ابن بري يقال حَلَطَ في الخير وخَلَطَ في الشرّ ابن سيده وحَلِطَ عليَّ حَلَطاً واحْتَلَطَ غَضِب وأَحْلَطَه هو أَغضَبه الأَزهري عن ابن الأَعرابي الحَلْطُ الغَضَبُ من الحَلْطِ القسَمِ والحَلْطُ الإِقامة بالمكان قال والحِلاطُ الغَضَب الشديد قال وقال في موضعٍ الحُلُطُ المُقْسِمون على الشيء والحُلُط المُقِيمون في المكان والحُلُطُ الغَضابَى من الناس والحُلُط الهائمون في الصَّحارِي عِشقاً ابن سيده وأَحْلَطَ الرجل نزل بدار مَهْلكةٍ وفي التهذيب حَلَط فلان بغير أَلف وأَحْلَط بالمكان أَقام وأَحْلَط الرجلُ البعيرَ أَدخل قضيبه في حَياءِ الناقة والمعروف بالخاء معجمة

( حلبط ) شمر يقال هذه الحُلَبِطةُ وهي المائة من الإِبل إِِلى ما بلغت

( حمط ) حَمَطَ الشيءَ يَحْمِطُه حَمْطاً قشَره وهذا فِعْلٌ مماتٌ والحَماطةُ حُرْقةٌ وخُشونةٌ يجدُها الرجل في حَلْقِه وحَماطةُ القلب سَوادُه وأَنشد ثعلب ليتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلْبِه عَمْرٌو بأسْهُمِه التي لم تُلْغَبِ وقولهم أَصَبْتُ حَماطةَ قلبِه أَي حَبَّةَ قَلبِه الأَزهري يقال إِذا ضَرَبْتَ فأَوْجِع ولا تُحَمِّطْ فإِن التَّحْميطَ ليس بشيء يقول بالِغْ والتحْمِيطُ أَن يُضْرَبَ الرجلُ فيقولَ ما أَوْجَعني ضرْبُه أَي لم يُبالِغْ الأَزهري الحَماطُ من ثَمَر اليمن معروف عندهم يُؤكل قال وهو يشبه التِّين قال وقيل إِنه مثل فِرْسِكِ الخَوْخِ ابن سيده الحَماطُ شجر التين الجبليِّ قال أَبو حنيفة أَخبرني بعض الأَعراب أَنه في مثل نبات التين غير أَنه أَصغر ورقاً وله تين كثير صغار من كل لون أَسود وأَملح وأَصفر وهو شديد الحلاوة يُحْرِقُ الفم إِذا كان رطباً ويَعْقِرُه فإِذا جَفَّ ذهب ذلك عنه وهو يُدَّخَر وله إِذا جَفَّ مَتانةٌ وعُلوكة والإِبل والغنم ترعاه وتأْكل نَبْتَه وقال مرّة الحَماط التين الجبليّ والحَماطُ شجر من نبات جبال السَّراةِ وقيل هو الأَفانَى إِذا يَبِسَ قال أَبو حنيفة هو مثل الصِّلِّيانِ إِلا أَنه خَشِنُ المَسِّ الواحدة منها حَماطةٌ أَبو عمرو إِذا يبس الأَفانَى فهو الحماط قال الأَزهري الحَماطةُ عند العرب هي الحَلَمةُ وهي من الجَنْبةِ وأَما الأَفانَى فهو من العُشْب الذي يَتناثَر الجوهري الحَماطُ يَبِيسُ الأَفانَى تأْلفه الحيات يقال شيطانُ حَماط كما يقال ذئبُ غَضاً وتَيْسُ حُلَّبٍ قال الراجز وقد شبه المرأَة بحَيَّةٍ له عُرْف عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ كمِثْل شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ الواحدة حَماطة الأَزهري العرب تقول لجِنْسٍ من الحيّاتِ شيطانُ الحَماط وقيل الحماطة بلغة هذيل شجر عِظامٌ تنبت في بلادهم تأْلفها الحيات وأَنشد بعضهم كأَمْثالِ العِصِيِّ من الحَماطِ والحَماطُ تبن الذُّرة خاصّة عن أَبي حنيفة والحَمَطِيطُ نبت كالحَماطِ وقيل نبت وجمعه الحَماطِيطُ قال الأَزهري لم أَسمع الحَمْطَ بمعنى القَشْر لغير ابن دريد ولا الحَمَطيِطَ في باب النبات لغير الليث وحَماطانُ شجر وقيل موضع قال يا دارَ سَلْمَى بحَماطانَ اسْلَمِي والحِمْطاطُ والحُمْطُوطُ دُوَيْبَّة في العشب منقوشة بأَلوان شتى وقيل الحَماطِيطُ الحيات الأَزهري وأَما قول المتلمس في تشبيهه وَشْيَ الحُلَل بالحماطيط كأَنما لونُها والصُّبْحُ مُنْقَشِعٌ قَبْلَ الغَزالةِ أَلْوانُ الحماطِيطِ فإِنَّ أَبا سعيد فقال الحَماطِيطُ جمع حَمَطيطٍ وهي دودة تكون في البقل أَيام الربيع مفصّلة بحمرة يشبّه بها تَفْصِيلُ البَنانِ بالحِنّاء شبَّه المُتَلَمِّسُ وَشْيَ الحلل بأَلوان الحَماطِيط وحَماط موضع ذكره ذو الرمة في شعره فلمّا لَحِقْنا بالحُمولِ وقد عَلَتْ حَماطَ وحرْباء الضُّحَى مُتَشاوِسُ
( * قوله « بالحمول » في شرح القاموس بالحدوج وقوله « وحرباء » كذا هو في الأصل وشرح القاموس بالحاء والذي في معجم ياقوت وجرباء بالجيم )
الأَزهري عن ابن الأَعرابي أَنه ذكر عن كعب أَنه قال أَسماء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في الكتب السَّالِفةِ محمد وأَحمد والمتوَكِّلُ والمُختارُ وحِمْياطا ومعناه حامي الحُرَم وفارِقْلِيطا أَي يَفْرُقُ بين الحقِّ والباطل قال ابن الأَثير قال أَبو عمرو سأَلت بعض من أَسلم من اليهود عن حِمْياطا فقال معناه يحْمي الحُرَمَ ويمنع من الحرام ويُوطِئ الحَلال

( حمطط ) الأَزهري في الرباعي الحَمَطِيطُ دُوَيْبَّةٌ وجمعها الحَماطِيطُ قال ابن دريد هي الحُمْطُوطُ

( حنط ) الحِنْطةُ البُرُّ وجمعها حِنَطٌ والحَنّاطُ بائعُ الحِنْطةِ والحِناطةُ حِرْفَته الأَزهري رجل حانِطٌ كثير الحِنْطةِ وإِنه لَحانِطُ الصُّرَّةِ أَي عظيمها يعنون صُرَّةَ الدراهم الأَزهري ويقال حَنَطَ ونَحَطَ إِذا زَفَرَ وقال الزَّفَيانُ وانْجَدَلَ المِسْحَلُ يَكْبُو حانِطا كَبا إِذا رَبا حانِطاً أَراد ناحِطاً يَزْفِرُ فقَلَبَه وأَهل اليمن يسمون النَّبْل الذي يُرْمى به حَنْطاً وفي نوادر الأَعراب فلان حانِطٌ إِليّ ومُسْتَحْنِطٌ إِليّ ومُسْتَقْدِمٌ إِليّ ونابِلٌ إِليّ ومُسْتَنْبِلٌ إِليّ إِذا كان مائلاً عليه مَيْلَ عَداوةٍ ويقال للبَقْل الذي بلغ أَن يُحْصَد حانِطٌ وحَنَطَ الزَّرْعُ والنبْتُ وأَحْنَطَ وأَجَزَّ وأَشْرَى حانَ أَن يُحْصَد وقوم حانِطون على النسَب والحِنْطِيُّ الذي يأْكل الحِنْطةَ قال والحِنطِئُ الحِنْطِيُّ يُمْ نَحُ بالعَظيمةِ والرَّغائِبْ الحِنْطِئُ القصيرُ وحَنِطَ الرَّمْثُ وحَنَطَ وأَحْنَطَ ابْيَضَّ وأَدْرَك وخرجت فيه ثَمَرة غبراء فبدا على قُلَلِهِ أَمثالُ قِطَعِ الغِراء وقال أَبو حنيفة أَحْنَطَ الشجرُ والعُشب وحَنَطَ يَحْنُطُ حُنوطاً أَدرك ثَمَره الأَزهري عن ابن الأَعرابي أَوْرَسَ الرَّمْثُ وأَحْنَطَ قال ومثله خَضَبَ العَرْفَجُ ويقال للرمث أَوَّل ما يَتَفطَّر ليخرج ورقه قد أَقْمَل فإِذا ازداد قليلاً قيل قد أَدْبَى فإِذا ظهرت خُضرته قيل بَقَلَ فإِذا ابيضَّ وأَدرك قيل حَنِطَ وحَنَطَ قال وقال شمر يقال أَحْنَطَ فهو حانِطٌ ومُحْنِطٌ وإِنه لحسن الحانِطِ قال والحانِطُ والوارِسُ واحد وأَنشد تَبَدَّلْنَ بَعدَ الرَّقْصِ في حانِطِ الغَضا أَباناً وغُلاَّناً به يَنْبُتُ السِّدْرُ يعني الإِبل ابن سيده قال بعضهم أَحْنَطَ الرِّمْثُ فهو حانِطٌ على غير قياس والحَنُوط طِيب يُخلط للميت خاصّة مشتقّ من ذلك لأَن الرمث إِذا أَحنط كان لونه أَبيض يضرب إِلى الصفرة وله رائحة طيبة وقد حَنَّطَه وفي الحديث أَن ثَمُودَ لما استيقنوا بالعذاب تكَفَّنُوا بالأَنْطاع وتحَنَّطُوا بالصَّبِرِ لئلا يَجِيفُوا ويُنْتِنُوا الجوهري الحَنُوطُ ذَرِيرة وقد تَحَنَّطَ به الرجل وحَنَّطَ الميت تَحْنِيطاً الأَزهري هو الحَنُوطُ والحِناطُ وروي عن ابن جريج قال قلت لعَطاء أَيُّ الحِناطِ أَحَبُّ إِليكَ ؟ قال الكافور قلت فأَين يُجْعَلُ منه ؟ قال في مَرافِقِه قلت وفي بطنه ؟ قال نعم قلت وفي مَرْجِعِ رجليه ومَآبِضه ؟ قال نعم قلت وفي رُفْغَيْه ؟ قال نعم قلت وفي عينيه وأَنْفِه وأُذُنيه ؟ قال نعم قلت أَيابساً يُجْعَلُ الكافور أَم يُبَلُّ ؟ قال لا بل يابساً قلت أَتكره المِسْك حِناطاً ؟ قال نعم قال قلت هذا يدل على أَنَّ كل ما يُطَيِّبُ به الميت من ذَرِيرة أَو مِسْك أَو عنبر أَو كافُور من قصَبٍ هِنْدِيٍّ أَو صَنْدَلٍ مدقوق فهو كله حَنوط ابن بري اسْتَحْنَطَ فلان اجترأَ على الموت وهانَتْ عليه الدنيا وفي حديث ثابت بن قيس وقد حسَرَ عن فخذيه وهو يتحنط أَي يستعمل الحَنُوطَ في ثيابه عند خروجه إِلى القتال كأَنه أَراد به الاستعداد للموت وتَوْطِينَ النفس بالصبْر على القتال وقال ابن الأَثير الحَنُوطُ والحِناطُ هو ما يُخلط من الطِّيب لأَكفان الموتى وأَجْسامهم خاصّة وعَنْزُ حُنَطِئةٌ عريضة ضخمة وحَنَطَ الأَدِيمُ احمرّ فهو حانِطٌ

( حنقط ) الحِنْقِطُ ضرب من الطير يقال مثل الحَيْقُطانِ قال ابن دريد لا أَدري ما صِحَّتُه وقيل هو الدرّاجُ وجمعه حَناقِطُ وقالوا حَنْقُطانٌ وحَيْقُطان وحِنْقِطُ اسم

( حوط ) حاطَه يَحُوطُه حَوْطاً وحِيطةً وحِياطةً حَفِظَه وتعَهَّده وقول الهذلي وأَحْفَظُ مَنْصِبي وأَحُوطُ عِرْضِي وبعضُ القومِ ليسَ بذِي حِياطِ أَراد حِياطة وحذف الهاء كقول اللّه تعالى وإِقامِ الصلاة يريد الإِقامة وكذلك حَوَّطه قال ساعدة ابن جُؤَيّةَ عليَّ وكانُوا أَهلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ ومَجْدٍ إِذا ما حُوِّطَ المَجْدُ نائل
( * قوله « حوط المجد » وقوله « ويروى حوص » كذا في الأصل مضبوطاً )
ويروى حُوِّصَ وهو مذكور في موضعه وتَحَوَّطَه كَحَوَّطَه واحْتاطَ الرجلُ أَخذ في أُموره بالأَحْزَم واحْتاط الرجل لنفسه أَي أَخذ بالثِّقة والحَوْطةُ والحَيْطةُ الاحْتِياطُ وحاطَه اللّه حَوْطاً وحِياطةً والاسم الحَيْطةُ والحِيطة صانه وكَلأَه ورَعاه وفي حديث العباس قلت يا رسول اللّه ما أَغْنَيْتَ عن عمك يعني أَبا طالب فإِنه كان يَحُوطُك ؟ حاطَه يَحُوطُه حَوْطاً إِذا حفظه وصانه وذبَّ عنه وتَوفَّرَ على مصالحِهِ وفي الحديث وتُحِيطُ دَعْوَتُه من وَرائهم أَي تُحْدِقُ بهم من جميع نَواحِيهم وحاطَه وأَحاط به والعَيْرُ يَحُوطُ عانَتَه يجمعها والحائطُ الجِدار لأَنه يَحُوطُ ما فيه والجمع حِيطانٌ قال سيبويه وكان قِياسُه حُوطاناً وحكى ابن الأَعرابي في جمعه حِياطٌ كقائمٍ وقِامٍ إِلا أَن حائطاً قد غلب عليه الاسم فحكمه أَن يكسّر على ما يكسر عليه فاعل إِذا كان اسماً قال الجوهري صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها قال ابن جني الحائط اسم بمنزلة السَّقْف والرُّكْنن وإن كان فيه معنى الحَوْط وحَوْطَ حائطاً عمله وقال أَبو زيد حُطْتُ قومي وأَحَطْتُ الحائطَ وحَوَّطَ حائطاً عمله وحَوَّطَ كَرْمَه تحْويطاً أَي بنَى حوْلَه حائطاً فهو كرم مُحَوَّط ومنه قولهم أَنا أُحَوِّطُ حول ذلك الأَمر أَي أدُورُ والحُوَّاطُ حَظِيرة تتخذ للطّعام لأَنها تَحُوطُه والحُوَّاطُ حظيرة تتخذ للطعام أَو الشيء يُقْلَعُ عنه سريعاً وأَنشد إِنّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ مَذْمُومةً لَئِيمةَ الحُوّاطِ والحُواطةُ حظيرة تتخَذ للطعام والحِيطةُ بالكسر الحِياطةُ وهما من الواو ومع فلان حِيطةٌ لك ولا تقل عليك أَي تَحَنُّنٌ وتعَطُّفٌ والمَحاطُ المكان الذي يكون خلف المالِ والقومِ يَسْتَدِير بهم ويَحُوطُهم قال العجاج حتى رأَى من خَمَرِ المَحاطِ وقيل الأَرض المَحاط التي علَيها حائطٌ وحَديقةٌ فإِذا لم يُحَيَّطْ عليها فهي ضاحيةٌ وفي حديث أَبي طلحة فإِذا هو في الحائط وعليه خَميصةٌ الحائطُ ههنا البُسْتانُ من النخيل إِذا كان عليه حائط وهو الجِدارُ وتكرَّر في الحديث وجمعه الحوائطُ وفي الحديث على أَهلِ الحَوائطِ حِفْظُها بالنهار يعني البَساتِينَ وهو عامٌّ فيها وحُوَّاطُ الأَمرِ قِوامُه وكلُّ من بلغ أَقْصَى شيء وأَحْصَى عِلْمَه فقد أَحاطَ به وأَحاطَتْ به الخيلُ وحاطَتْ واحْتاطَتْ أَحْدَقَتْ واحتاطت بفلان وأَحاطت إِذا أَحدقت به وكلُّ من أَحْرَز شيئاً كلَّه وبلَغ عِلْمُه أَقْصاه فقد أَحاطَ به يقال هذا الأَمْر ما أَحَطْتُ به عِلماً وقوله تعالى واللّه مُحِيطٌ بالكافرين أَي جامعهم يوم القيامة وأَحاطَ بالأَمر إِذا أَحْدَقَ به من جَوانِبِه كلِّه وقوله تعالى واللّه من ورائهم مُحِيطٌ أَي لا يُعْجِزُه أَحَدٌ قدرته مشتملة عليهم وحاطَهم قَصاهُم وبِقَصاهُم قاتَلَ عنهم وقوله تعالى أَحَطْتُ بما لم تُحِطْ به أَي علمته من جميع جهاتِه وأَحاطَ به عَلِمَه وأَحاطَ به عِلْماً وفي الحديث أَحَطْت به عِلماً أَي أَحْدَقَ عِلْمِي به من جميع جهاته وعَرفَه ابن بزرج يقولون للدَّراهم إِذا نقَصت في الفرائض أَو غيرها هَلُمَّ حِوَطَها قال والحِوَطُ ما تُتَمِّمُ به الدَّراهم وحاوَطْتُ فلاناً مُحاوَطةً إِذا داورْتَه في أَمر تُريدُه منه وهو يأْباه كأَنك تَحُوطُه ويَحُوطُك قال ابن مقبل وحاوَطْتُه حتى ثَنَيْتُ عِنانَه على مُدْبِرِ العِلْباء رَيَّانَ كاهِلُهْ وأُحِيطَ بفلان إِذا دَنا هلاكُه فهو مُحاطٌ به قال اللّه عزّ وجلّ وأُحِيطَ بثمره فأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كفَّيه على ما أَنفَق فيها أَي أَصابَه ما أَهْلَكَه وأَفْسده وقوله تعالى إِلا أَن يُحاطَ بكم أَي تؤْخَذُوا من جَوانِبِكم والحائط من هذا وأَحاطَتْ به خَطِيئته أَي مات على شِرْكِه نعوذ باللّه من خاتمةِ السُّوء ابن الأَعرابي الحَوْطُ خَيْطٌ مفْتول من لَوْنين أَحمر وأَسود يقال له البَرِيمُ تشدُّه المرأَة على وسَطها لئلا تُصيبها العين فيه خَرَزات وهِلالٌ من فضَّة يسمى ذلك الهِلالُ الحَوْطَ ويسمَّى الخَيْطُ به ابن الأَعرابي حُطْ حُطْ إِذا أَمرته أَن يُحَلِّيَ صِبْيةً بالحَوْط وهو هِلالٌ من فضَّة وحُطْ حُطْ إِذا أَمرته بصلة الرحم وحَوْطُ الحَظائر رجل من النَّمِر بن قاسط وهو أَخو المُنْذِر بن امرئ القيس لأُمه جدّ النعمان بن المنذر وتَحُوطُ وتَحِيطُ وتُحِيطُ والتَّحُوطُ والتَّحِيطُ كله اسم للسنة الشديدة

( خبط ) خَبَطَه يَخْبِطُه خَبْطاً ضربه ضرْباً شديداً وخبَط البعيرُ بيده يَخْبِطُ خبْطاً ضرب الأَرض بها التهذيب الخَبْطُ ضرب البعير الشيءَ بخُفِّ يدِه كما قال طرفة تَخْبِطُ الأَرضَ بِصُمٍّ وُقُحٍ وصِلابٍ كالملاطِيسِ سُمُرْ
( ) روي هذا البيت في قصيدة طرفة على هذه الصورة
جافلاتٍ فوقَ عُوج عجُل ... رُكِّبَتْ فيها مَلاطِيسُ
سُمُرْ )
أَراد أَنها تَضْرِبُها بأَخْفافِها إِذا سارَتْ وفي حديث سعد أَنه قال لا تَخْبِطُوا خَبْطَ الجمَل ولا تَمُطُّوا بآمِينَ يقول إِذا قام قدَّم رِجْلَه يعني من السُّجودِ نهاه أَن يُقَدِّمَ رِجْلَه عند القيامِ من السجود والخَبْطُ في الدَّوابِّ الضرْبُ بالأَيْدِي دون الأَرْجُلِ وقيل يكون للبعير باليد والرجل وكلُّ ما ضرَبه بيده فقد خبَطه أَنشد سيبويه فَطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ دَوامِي الأَبْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا أَراد الأَيْدي فاضْطُرَّ فحذف وتَخَبَّطَه كَخَبَطَه ومنه قيل خَبْطَ عَشْواء وهي الناقة التي في بَصرها ضَعْفٌ تَخْبِط إِذا مشت لا تتوَقَّى شيئاً قال زهير رأَيتُ المَنايا خَبْطَ عَشْواء مَنْ تُصِبْ تُمِتْه ومَنْ تُخْطِئُ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ يقول رأَيتها تَخْبِطُ الخَلْقَ خَبْطَ العَشْواء من الإِبل وهي التي لا تُبْصِرُ فهي تَخْبِطُ الكل لا تُبْقِي على أَحد فممّن خَبَطَتْه المَنايا من تُمِيتُه ومنهم من تُعِلُّه فيبرأُ والهَرَمُ غايتُه ثم الموت وفلان يَخْبِط في عَمْياء إِذا رَكِبَ ما ركب بجَهالةٍ ورجل أَخْبَطُ يَخْبِطُ برجليه وقوله عَنّا ومَدَّ غايَةَ المُنْحَطِّ قَصَّرَ ذُو الخَوالِع الأَخْبَطِّ إِنما أَراد الأَخْبَطَ فاضطر فشدد الطاء وأَجْراها في الوصل مُجْراها في الوقف وفرس خَبِيطٌ وخَبُوطٌ يخبِطُ الأَرض برجليه التهذيب والخَبُوطُ من الخيل الذي يَخْبِط بيديه قال شجاع يقال تَخَبَّطَني برجله وتخبَّزَني وخبَطَني وخبَزَني والخَبْطُ الوَطْء الشديد وقيل هو من أَيدي الدَّوابّ والخَبَطُ ما خَبَطَتْهُ الدوابُّ والخَبيطُ الحَوْضُ الذي خَبَطَتْه الإِبل فهدَمَتْه والجمع خُبُطٌ وقيل سمي بذلك لأَن طينه يُخبَطُ بالأَرجل عند بنائه قال الشاعر ونُؤْي كَأَعضاد الخَبِيطِ المُهَدَّمِ وخبَطَ القومَ بسيفه يَخْبِطُهُم خَبْطاً جلدَهم وخبَطَ الشجرة بالعَصا يَخْبِطُها خَبْطاً شدّها ثم ضرَبها بالعصا ونفَض ورَقها منها ليَعْلِفَها الإِبلَ والدوابَّ قال الشاعر والصَّقْع من خابِطةٍ وجُرْزِ قال ابن بري صواب إِنشاده والصقعِ بالخفض لأَن قبله بالمَشْرَفيَّات وطَعْنٍ وخْزِ الوخْزُ الطعْنُ غير النافذ والجُرْزُ عَمودٌ من أَعْمِدةِ الخِباء وفي التهذيب أَيضاً الخَبْطُ ضرْبُ ورق الشجر حتى يَنْحاتَّ عنه ثم يَسْتَخْلِف من غير أَن يَضُرّ ذلك بأَصل الشجرة وأَغْصانِها قال الليث الخَبَطُ خَبَطُ ورق العِضاهِ من الطَّلْحِ ونحوه يُخْبَطُ يُضْرَبُ بالعصا فيتناثر ثم يُعْلف الإِبل وهو ما خَبَطَتْه الدوابُّ أَي كسرَتْه وفي حديث تحريم مكة والمدينة نَهَى أَن تُخْبَطَ شجرُها هو ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقها واسم الورق الساقطِ الخَبَطُ بالتحريك فَعَلٌ بمعنى مَفْعول وهو من عَلَفِ الإِبل وفي حديث أَبي عبيدة خرج في سرية إِلى أَرض جُهَينةَ فأَصابهم جوع فأَكلوا الخَبَطَ فسُمُّوا جيشَ الخَبَطِ والمِخْبَطةُ القَضِيبُ والعَصا قال كثيِّر إِذا خَرَجَتْ مِنْ بيتِها حالَ دُونَها بِمِخْطةٍ يا حُسْنَ مَنْ أَنت ضارِبُ يعني زوجها أَنه يخْبِطُها وفي الحديث فضَرَبَتْها ضَرَّتُها بمِخْبَط فأَسْقَطَتْ جَنِيناً المِخْبَطُ بالكسر العصا التي يُخبط بها الشجر وفي حديث عمر لقد رأَيْتُني بهذا الجبل أَحْتَطِبُ مرة وأَخْتَبِطُ أُخْرى أَي أَضرب الشجر لينتَثِرَ الورقُ منه وهو الخَبَطُ وفي الحديث سُئل هل يَضُرُّ الغَبْطُ ؟ قال لا إلا كما يَضُرُّ العِضاةَ الخَبْطُ الغبْطُ حسَدٌ خاصٌّ فأَراد صلّى اللّه عليه وسلّم أَن الغَبْطَ لا يضرّ ضَررَ الحَسَدِ وأَنّ ما يَلْحَقُ الغابِطَ من الضَّررِ الراجع إِلى نُقصان الثواب دونَ الإِحْباط بقدر ما يلحق العِضاهَ من خَبْط ورَقِها الذي هو دون قَطْعِها واسْتئصالها ولأَنه يعود بعد الخبْط ورقُها فهو وإِن كان فيه طرَفٌ من الحسَدِ فهو دونه في الإثم والخَبَطُ ما انْتَفَضَ من ورقها إِذا خُبِطتْ وقد اختبط له خبَطاً والناقةُ تَخْتَبِطُ الشوكَ تأْكله أَنشد ثعلب حُوكَتْ على نِيْرَيْن إِذ تُحاكُ تَخْتَبِطُ الشَّوْكَ ولا تُشاكُ
( * قوله حوكت هكذا ورد على قلب الياء واواً والقياس حيكت )
أَي لا يُؤذِيها الشوكُ وحُوكَتْ على نِيْرَيْنِ أَي أَنها شَحِيمةٌ قويّةٌ مُكْتَنِزة وخبَط الليلَ يَخْبِطُه خَبْطاً سار فيه على غير هُدىً قال ذو الرمة سَرَتْ تخْبِطُ الظَّلْماء من جانِبيْ قَسَا وحُبَّ بها من خابِطِ الليلِ زائر وقولهم ما أَدري أَي خابِطِ الليلِ هو أَو أَيُّ خابِطِ ليلٍ هو أَي أَيُّ الناس هو وقيل الخبط كلُّ سْيرٍ على غير هدى وفي حديث علي كرم اللّه وجهه خَبّاطُ عَشواتٍ أَي يخبط في الظّلام وهو الذي يمشي في الليل بلا مِصْباح فيتحير ويَضلّ فربما تَردّى في بئر فهو كقولهم يَخْبِط في عَمْياء إِذا ركب أَمراً بجَهالة والخُباطُ بالضم داء كالجُنون وليس به وخبَطَه الشيطانُ وتَخَبَّطَه مسَّه بأَذىً وأَفسَدَه ويقال بفلان خَبْطةٌ من مَسٍّ وفي التنزيل كالذي يَتَخَبَّطُه الشيطانُ من المَسِّ أَي يتوَطَّؤُه فيصْرَعُه والمَسُّ الجُنون وفي حديث الدعاء وأَعوذ بك أَن يَتَخبَّطَني الشيطانُ أَي يَصْرَعَني ويَلْعَبَ بي والخَبْطُ باليدين كالرَّمْح بالرّجْلَيْنِ وخُباطةُ معرفةً الأَحْمَقُ كما قالوا للبحر خُضارةَ وروي عن مكحول أَنه مر برجل نائم بعد العصر فدفَعَه برجله فقال لقد عُوفِيتَ لقد دُفع عنك إِنها ساعةُ مَخْرَجِهم وفيها يَنْتَشِرُون ففيها تكون الخَبْتةُ قال شمر كان مكحول في لسانه لُكْنةٌ وإِنما أَراد الخَبْطةَ من تَخَبَّطَه الشيطانُ إِذا مَسَّه بخَبْلٍ أَو جنُونٍ وأَصل الخَبْطِ ضرْبُ البعير الشيءَ بخُفِّ يده أَبو زيد خَبَطْتُ الرجلَ أَخْبِطُه خَبْطاً إِذا وصلْته ابن بزرج قالوا عليه خَبْطةٌ جَمِيلةٌ أَي مَسْحةٌ جميلةٌ في هيئته وسَحْنَتِه والخَبْطُ طَلَبُ المعروف خَبَطَه يَخْبِطُه خبْطاً واخْتَبَطَه والمُخْتَبِطُ الذي يَسْأَلُك بلا وسِيلة ولا قَرابةٍ ولا معرفة وخَبَطَه بخير أَعطاه من غير معرفة بينهما قال عَلْقَمةُ بن عَبْدةَ وفي كلِّ حَيٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ فَحُقَّ لشَأْسٍ من نَداكَ ذَنُوبُ وشَأْسٌ اسم أَخي عَلْقَمةَ ويروى قد خَبَطَّ أَراد خَبَطْتَ فقلب التاء طاء وأَدغم الطاء الأُولى فيها ولو قال خَبَتَّ يريد خَبَطْتَ لكان أَقْيَسَ اللغتين لأَن هذه التاء ليست متصلة بما قبلها اتصال تاء افْتَعَلْتَ بمثالِها الذي هي فيه ولكنه شبه تاء خبطْتَ بتاء افتعل فقَلَبها طاء لوقوع الطاء قبلها كقوله اطَّلَعَ واطَّرَدَ وعلى هذا قالوا فحَصْطُ برجلي كما قالوا اصْطَبَرَ قال الشاعر ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ من دُونِنا كُفىً وذاتِ رَضِيعٍ لم يُنِمْها رَضِيعُها وقال لبيد لِيَبْكِ على النعْمانِ شَرْبٌ وقَيْنةٌ ومُحْتَبِطاتٌ كالسَّعالي أَرامِلُ ويقال خبَطَه إِذا سأَلَه ومنه قول زهير يَوْماً ولا خابِطاً من مالِه وَرِقا وقال أَبو زيد خَبَطْتُ فلاناً أَخْبِطُه إِذا وصلْتَه وأَنشد في ترجمة جزح وإِنِّي إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ برِفْدِه لمُخْتَبِطٌ من تالِدِ المالِ جازِحُ قال ابن بري يقال اخْتَبَطَني فلان إِذا جاءَ يَطْلُبُ المَعْروفَ من غير آصِرةٍ ومعنى البيت إِنّي إِذا بَخِل الرَّفُود برفْده فإِني لا أَبْخَلُ بل أَكون مخْتَبِطاً لمن سأَلني وأُعْطِيه من تالِدِ مالي أَي القديم أَبو مالك الاخْتِباطُ طلَبُ المعْروفِ والكسب تقول اخْتَبَطْت فلاناً واخْتَبَطْتُ مَعْرُوفَه فاختبطني بخير وفي حديث ابن عامر قيل له في مرضه الذي مات فيه قد كنت تَقْري الضيفَ وتُعْطِي المُخْتَبِطَ هو طالِبُ الرِّفْدِ من غير سابق معرفة ولا وَسِيلةٍ شُبّه بِخابطِ الورَقِ أَو خابِطِ الليل والخِباطُ بالكسرِ سمةٌ تكون في الفخذ طويلةٌ عَرْضاً وهي لبني سعد وقيل هي التي تكون على الوجه حكاه سيبويه وقال ابن الأَعرابي هي فوق الخَدّ والجمعُ خُبُطٌ قال وَعْلةُ الجَرْمِيُّ أَمْ هَلْ صَبَحْتَ بَني الديّانِ مُوضِحةً شَنْعاء باقِيةَ التَّلْحِيمِ والخُبُطِ ؟ وخَبَطَه خَبْطاً وسَمه بالخِباطِ قال ابن الرماني في تفسير الخِباط في كتاب سيبويه إِنه الوَسْمُ في الوجه والعِلاطُ والعِراضُ في العُنُق قال والعِراضُ يكون عَرْضاً والعِلاطُ يكون طُولاً وخبَطَ الرجلُ خبْطاً طرح نفسَه حيث كان ونام قال دبّاق الدُّبَيْرِيُّ قَوْداء تَهْدي قُلُصاً مَمارِطَا يَشْدَخْن باللّيلِ الشُّجاعَ الخابِطا المَمارِطُ السِّراعُ واحدتها مِمْرَطةٌ أَبو عبيد خبَطَ مثل هَبَغَ إِذا نامَ والخَبْطةُ كالزَّكْمةِ تأْخذ قبل الشّتاء وقد خُبط فهو مَخْبُوطٌ والخِبْطةُ القِطْعةُ من كل شيء والخِبْطُ والخِبْطةُ والخِبِيطُ الماء القليلُ يبقى في الحوْضِ قال إِنْ تَسْلَمِ الدَّفْواءُ والضَّروطُ يُصْبِحْ لها في حَوْضِها خَبِيطُ والدَّفْواءُ والضَّرُوطُ ناقَتانِ والخِبْطة بالكسر اللبَنُ القليل يبقى في السقاء ولا فعل له قال أَبو عبيد الخِبْطةُ الجَرْعةُ من الماء تَبْقَى في قِرْبةٍ أَو مَزادة أَو حَوْضٍ ولا فعل لها قال ابن الأَعرابي هي الخِبْطةُ والخَبْطةُ والحِقْلةُ والحَقْلَةُ والفَرْسَة والفَراسة والسُّحْبةُ والسُّحابةُ كله بقية الماء في الغدير والحَوْضُ الصغير يقال له الخَبِيطُ ابن السكيت الخِبْطُ والرَّفَضُ نحو من النصف ويقال له الخَبِيطُ وكذلك الصَّلْصلةُ وفي الإِناء خِبْطٌ وهو نحو النِّصْفِ ويقال خَبِيطٌ وأَنشد يُصْبِحْ لها في حَوْضِها خَبِيطُ ويقال خَبِيطةٌ وأَنشد ابن الأَعرابي هَلْ رامَني أَحَدٌ يُرِيدُ خَبِيطتي أَمْ هَلْ تَعَذَّر ساحَتي ومَكاني ؟ والخِبْطةُ ما بقي في الوِعاء من طعام أَو غيره قال أَبو زيد الخِبْطُ من الماء الرَّفْضُ وهو ما بين الثلث إِلى النصف من السقاء والحوض والغدير والإِناء قال وفي القِربة خِبْطةٌ من ماء وهو مثل الجرْعة ونحوها ويقال كان ذلك بعد خِبْطةٍ من الليل أَي بعد صدْرٍ منه والخِبْطةُ القِطْعة من البيوت والناس تقول منه أَتَوْنا خِبْطة خِبْطة أَي قِطْعة قطعة والجمع خِبَطٌ قال افْزَعْ لِجُوفٍ قد أَتتك خِبَطا مِثل الظَّلام والنهار اخْتَلَطا قال أَبو الربيع الكلابي كان ذلك بعد خِبْطةٍ من الليل وحِذْفةٍ وخدمة
( * قوله « خدمة » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس خذمة ) أَي قِطْعة والخَبِيطُ لبن رائب أَو مَخِيضٌ يُصَبُّ عليه الحليب من اللبن ثم يضرب حتى يختلط وأَنشد أَو قُبْضة من حازٍرٍ خَبِيط والخِباطُ الضِّرابُ عن كراع والخَبْطةُ ضربة الفحلِ الناقةَ قال ذو الرمة يصف جملاً خَرُوجٌ من الخَرْقِ البعيدِ نِياطُه وفي الشَّوْلِ يُرْضَى خَبْطةَ الطَّرْقِ ناجِلُهْ

( خرط ) : الخَرْطُ : قَشْرُك الورَقَ عن الشجر اجْتِذاباً بكفّك وأَنشد : إِنَّ دُونَ الذي هَمَمْتَ به مِثْلَ خَرْطِ القَتادِ في الظُّلُمَهْ أَراد في الظُّلْمَةِ . و خَرَطْتُ العودَ أَخْرُطُه و أَخرِطُه خَرْطاً : قشرته . و خَرِطَ الشجرة يَخْرِطها خَرْطاً : انتزع الورقَ واللِّحاء عنها اجْتِذاباً . و خَرَطْتُ الورقَ : حَتَتُّه وهو أَن تَقْبِضَ على أَعلاه ثم تُمِرَّ يدك عليه إِلى أْسفله . وفي المثل : دُونه خَرْطُ القَتادِ . قال أَبو الهيثم : خَرَطْتُ العُنْقُودَ خَرْطاً إِذا اجتذبت حبّه بجميع أَصابعك وما سقط منه فهو الخُراطةُ . ويقال : خَرِط الرجلُ العُنْقُودَ و اخْتَرَطَه إِذا وضعه في فيهِ وأَخرج عُمْشُوشَه عارِياً . وفي الحديث : أَنه كان يأْكل العنب خَرْطاً يقال : خَرَط العُنقود واخترطه إِذا وضعه في فِيهِ ثم يأْخذ حبّه ويُخرج عُرجُونه عارياً منه . و الخَرُوط : الدابةُ الجَمُوحُ الذي يَجْتَذِبُ رَسَنَه من يد مُمْسِكِه ثم يَمْضي عائراً خارِطاً وقد خرطَه فانْخَرَطَ والاسم الخِراطُ . يقول بائع الدابة : بَرِئْت إِليك من الخِراط أَي الجِماحِ . وفرس خَروطٌ أَي جَمُوحٌ . ويقال للرجل إِذا أَذن لعبده في إِيذاء قوم : قد خَرَطَ عليهم عبدَه شبه بالدابة يُفْسَخُ رَسَنُه ويُرْسَلُ مهملاً . وناقة خَرَّاطةٌ و خَرَّاتةٌ : تَخْتَرِطُ فتذهب على وجهها . و خَرَطَ جارِيَتَه خَرْطاً إِذا نَكَحها . و خَرَطَ البازي إِذا أَرْسَلَه من سَيْرِهِ قال جَوّاسُ بن قَعْطَلٍ : يَزَعُ الجِيادَ بقَوْنَسٍ وكأَنَّه و انْخِراطُ الصقْرِ : انْقِضاضُه . و خَرِطَ الرجلُ خَرَطاً إِذا غَصَّ بالطَّعامِ قال شمر : لم أَسمع خَرِطَ إِلا ههنا قال الأَزهري : وهو حرف صحيح وأَنشد الأُموِيّ : يأْكُلُ لَحْماً بائِتاً قد ثَعِطَا أَكْثَرَ مِنْهُ الأَكْل حَتَّى خَرِطَا و انْخَرَطَ الرَّجلُ في الأَمْر و تَخَرَّطَ : ركِب فيه رأْسَه من غير عِلم ولا معرفة . وفي حديث عليَ كرّم الله وجهه : أَنه أَتاه قوم برجل فقالوا : إِن هذا يَؤُمُّنا ونحن له كارهون فقال له عليّ رضيا عنه : إِنَّكَ لَخَرُوطٌ أَتَؤُمُّ قوماً وهم لك كارهون قال أَبو عبيد : الخَرُوط الذي يَتَهَوَّرُ في الأُمور ويركب رَأْسَه في كل ما يريد بالجهل وقلة المعرفة بالأُمور كالفرس الخَرُوط الذي يَجْتَذِبُ رَسَنَه من يد مُمْسِكه ويَمْضِي لوَجْهِهِ ومنه قيل : انْخَرَطَ علينا فلانٌ إِذا انْدَرَأَ عليهم بالقول السَّيِّء والفعل . و انْخَرَطَ الفَرسُ في سيره أَي لَجَّ قال العجاج يصف ثوراً وحشيّاً : فَظَلَّ يَرْقَدُّ مِنَ النَّشاطِ كالبَرْبَرِيِّ لَجَّ في انْخِراطِ قال : شبَّهه بالفرس البَرْبَريِّ إِذا لجّ في سيرِه . ورَجل خَرُوط : يَنْخَرِطُ في الأُمور بالجهْلِ . و انخَرط علينا بالقبيح والقَوْل السيِّء إِذا اندرأَ وأَقبل . و اسْتَخْرَطَ الرَّجُل في البكاء : لَجَّ فيه واشْتَدَّ والاسم الخُرَّيْطي . و الخارِطُ و المُنْخرِطُ في العَدْوِ : السَّريع عن ابن الأَعرابي وأَنشد : نِعْمَ الأَلوكُ أَلُوكُ اللحمِ تُرْسِلُه على خَوارِطَ فيها الليلَ تَطْرِيبُ يعني بالخوارِط الحُمُرَ السَّريعَةَ . و اخْتَرَطَ السيفَ : سَلَّه من غِمْدِهِ . وفي حديث صلاة الخَوْفِ : فاخْتَرَطَ سيفَه أَي سَلَّه من غِمْدِهِ وهو افْتَعَلَ من الخَرْطِ و خَرَطَ الفَحْلَ في الشَّوْل خَرْطاً : أَرْسَلَه و خَرَطَ الإِبلَ في الرِّعْي خَرْطاً : أَرْسَلَها و خَرَطَ الدَّلْوَ في البئر كذلك أَي أَلقاها وحَدَرها . وفي حديث عمر رضيا عنه : أَنه رأَى في ثوبه جَنابةً فقال : خُرِطَ علينا الاحْتِلامُ أَي أُرسَل علينا ومن قولهم خَرَطَ دَلوَه في البئر أَي أَرْسَلَها . و الخَرَطُ بالتحريك في اللبن : أَن تُصِيبَ الضَّرْعَ عَيْنٌ أَو داء أَو تَرْبُضَ الشاةُ أَو تَبْرُك الناقةُ على نَدىً فيخرج اللبَنُ مُتَعَقّداً كقِطَعِ الأَوْتارِ ويخرج معه ماء أَصفر وقال اللحياني : هو أَن يخرج مع اللبن شعْلةُ قَيْح وقد أَخْرَطت الشاةُ والناقةُ وهي مُخْرِطٌ والجمع مَخارِيطُ فإِذا كان ذلك لها عادة فهي مِخْراطٌ قال ابن سيده : هذا نص قول أَبي عبيد قال : وعندي أَن مَخارِيطَ جمع مِخْراط لا جمع مُخْرِط و الخِرْطُ : اللبَنُ الذي يُصِيبه ذلك قال الأَزهري : فإِذا احْمَرَّ لبنها ولم تُخْرِطْ فهي مُمْغِرٌ وأَنشد ابن برِّي شاهداً على المِخْراط : وسَقَوهُم في إِناء مُقْرِفٍ لَبَناً من درِّ مِخْراطٍ فَئِرْ قال : فَئِرٌ سَقَطَ فيه فأْرة . وقال ابن خالويه : الخِرْطُ لبن مُنْعقد يعلوه ماء أَصفر . و الخَرِيطةُ : هَنة مثل الكِيسِ تكون من الخِرَقِ والأَدَمِ تُشْرَجُ على ما فيها ومنه خَرائِط كُتب السلطانِ وعُمَّاله . و أَخْرَطَها : أَشْرَجَ فاها . ورجل مَخْرُوطٌ : قليل اللِّحْيةِ . و المَخْرُوطةُ من اللحاء : التي خفَّ عارضاها وسَبَطَ عُثْنُونُها وطالَ . ورجل مخروط الوجه : في وجهه طول من غير عِرَضٍ وكذلك مخروط اللحية إِذاكان فيها طول من غيرِ عِرَض وقد اخْرَوَّطَتْ لِحيتُه . و اخْرَوَّط بهم الطريقُ والسفَرُ : امتدَّ قال العجاج : مُخْرَوِّطاً جاء من الأَقْطارِ فَوْتَ الغِرافِ ضامِنَ السِّفارِ وقال أَعشى باهلة : لا تَأْمَنُ البازِلُ الكَوْماءُ ضَرْبَتَه بالمَشْرِفِيِّ إِذا ما اخْرَوَّطَ السَّفَرُ ومنه قوله : و اخْرَوَّطَ السفَر . ويقال للشَّرَكِ إِذا انْقَلَب على الصيد فَعَلِقَ بِرِجْلِهِ : قد اخْرَوَّطَ في رجله . و اخْرَوَّطَتِ الشَّركةُ في رجل الصَّيْدِ : عَلِقَتْها فاعْتَقَلَتْها و اخْرِوَّاطُها امْتِدادُ أُنْشُوطَتِها . و الأَخْرِوَّاطُ في السَّيْر : المضاءُ والسُّرْعةُ . و اخْرَوَّط البعيرُ في سيره إِذا أَسْرَعَ . و المُخْرَوِّطةُ من النُّوقِ : السريعة . و تَخَرَّطَ الطائرُ تَخَرُّطاً : أَخذ الدُّهْنَ من زِمِكَّاه . و المِخْراطُ : الحيّةُ التي من عادتها أَن تَسْلُخَ جلدها في كل سنة قال الشاعر : إِنّي كَسانِي أَبُو قابُوسَ مُرْفَلةً كأَنَّها سَلْخُ أَبْكارِ المَخارِيط و المَخارِيط : الحَيَّاتُ المُنْسَلِخَةُ . و الإِخْرِيطُ : نَباتٌ ينبُتُ في الجَدَدِ له قُرُون كقُرون اللُّوبياء وورقه أَصغر من ورق الرَّيحان وقيل : هو ضَرْب من الحَمْضِ وقال أَبو حنيفة : هو أَصفرُ اللَّوْنِ دقِيقُ العيدان ضخم له أُصول وخشب قال الرَّمّاحُ : بِحَيْثُ يَكُنَّ إِخْرِيطاً وسِدْراً وحَيْثُ عَنِ التَّفَرُّقِ يَلْتَقِينا التهذيب : و الإِخْرِيطُ من أَطْيَبِ الحَمْضِ وهو مثل الرُّغْل سمّي إِخْريطاً لأَنه يُخَرِّطُ الإِبلَ أَي يرقِّقُ سَلْحَها كما قالوا لبقْلة أُخرى تُسْلحُ المَواشِيَ إِذا رَعَتْها : إِسْلِيحٌ . و الخُراطُ و الخُرَّاطُ و الخُرَّيْطَى و الخُراطَى : شحمة تَتَمصَّخُ عن أَصْل البَرْدِيِّ واحدته خُراطةٌ . و خَرَطَ الرُّطْبُ البعيرَ وغيره : سَلَّحَه . وبعير خارِط : أَكل الرُّطب فخَرَّطَه قال : وهذا لا يصح إِلا أَن يكون بعير خارط بمعنى مَخْرُوط . و اخْتَرَطَ الفَصِيلُ الدَّابَّةَ و خَرَطَه و اخْتَرَطَ الإِنسانَ المَشِيُّ فانْخَرَطَ بطْنُه و خَرَطَه الدَّواءُ أَي مَشَّاهُ وكذلك خَرَّطَه تَخْرِيطاً . وحمار خارِطٌ : وهو الذي لا يَسْتَقِرُّ العلفُ في بطنه وقد خَرَطَه البقْلُ فخَرَطَ قال الجعديّ : خارِطٌ أَحْقَبُ فَلْوٌ ضامِرٌ أَبْلَقُ الحَقْوَيْنِ مَشْطُوبُ الكَفَلْ مَشْطوب : قليل اللحم ويقال : في عَجُزه طَرائقُ أَي خُطوطٌ ويقال : طويل غير مُدَوَّر . و انخَرَطَ جِسْمُه أَي دَقَّ . و خَرَطْتُ الحديدَ خَرْطاً أَي طَوَّلْتُه كالعمود قال الأَزهري : قرأْت في نسخة من كتاب الليث : عَجِبْتُ لِخرْطِيطٍ ورَقْمِ جَناحِهِ وذَمّة طِخْمِيلٍ ورعْثِ الضَّغادِرِ قال : الخِرْطِيط فراشةٌ منقوشة الجناحينِ والطخميل الدِّيكُ والضَّغادِرُ الدَّجاجُ الواحدة ضُغْدُورةٌ قال أَبو منصور : ولا أَعرف شيئاً مما في هذا البيت

( خطط ) الخَطُّ الطريقةُ المُسْتَطِيلةُ في الشيء والجمع خُطُوطٌ وقد جمعه العجّاج على أَخْطاطٍ فقال وشِمْنَ في الغُبارِ كالأَخْطاطِ ويقال الكَلأُ خُطوطٌ في الأَرض أَي طَرائقُ لم يَعُمَّ الغَيْثُ البلادَ كُلَّها وفي حديث عبد اللّه بن عَمرو في صفة الأَرض الخامسةِ فيها حيّاتٌ كسلاسِلِ الرَّمْلِ وكالخطائط بين الشَّقائِق واحدتها خَطِيطةٌ وهي طرائقُ تُفارِقُ الشَّقائق في غِلَظِها ولِينِها والخَطُّ الطريق يقال الزَمْ ذلك الخَطَّ ولا تَظْلِمْ عنه شيئاً قال أَبو صخر الهذلي صُدُود القِلاصِ الأُدْمِ في ليلةِ الدُّجَى عن الخَطِّ لم يَسْرُبْ لها الخَطِّ سارِبُ وخَطَّ القلَمُ أَي كتب وخَطَّ الشيءَ يَخُطُّه خَطّاً كتبه بقلم أَو غيره وقوله فأَصْبَحَتْ بَعْدَ خَطَّ بَهْجَتِها كأَنَّ قَفْراً رُسُومَها قَلَما أَراد فأَصبحت بعد بهجتها قفراً كأَنَّ قلماً خَطَّ رُسومَها والتَّخْطِيطُ التَّسْطِيرُ التهذيب التخْطيطُ كالتَّسْطِير تقول خُطِّطَت عليه ذنوبُه أَي سُطِّرت وفي حديث معاوية بن الحكم أَنه سأَل النبيَّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن الخَطِّ فقال كان نبيٌّ من الأَنبياء يَخُطُّ فمن وافَقَ خَطَّه عَلِمَ مثل عِلْمِه وفي رواية فمن وافَق خطَّه فذاكَ والخَطُّ الكتابة ونحوها مما يُخَطُّ وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه قال في الطَّرْقِ قال ابن عباس هو الخَطُّ الذي يَخُطُّه الحازِي وهو عِلْم قديم تركه الناس قال يأْتي صاحِبُ الحاجةِ إِلى الحازِي فيُعْطِيه حُلْواناً فيقول له اقْعُدْ حتى أَخُطَّ لك وبين يدي الحازي غُلام له معَه مِيلٌ له ثم يأْتي إِلى أَرْضٍ رخْوَةٍ فيَخُطُّ الأُسْتاذ خُطوطاً كثيرة بالعجلة لئلا يَلْحَقها العدَدُ ثم يرجِعُ فيمحو منها على مَهَلٍ خَطَّيْنِ خطين فإِن بقي من الخُطوط خَطَّانِ فهما علامة قضاء الحاجة والنُّجْح قال والحازِي يمحو وغلامه يقول للتفاؤل ابْنَيْ عِيان أَسْرِعا البَيان قال ابن عباس فإِذا مَحا الحازِي الخُطوطَ فبقي منها خَطٌّ واحد فهي علامة الخَيْبةِ في قضاء الحاجة قال وكانت العرب تسمي ذلك الخطّ الذي يبقى من خطوط الحازي الأَسْحَم وكان هذا الخط عندهم مشْؤُوماً وقال الحَرْبيُّ الخطُّ هو أَن يخُطّ ثلاثة خُطوط ثم يَضْرِب عليهن بشعِير أَو نَوىً ويقول يكون كذا وكذا وهو ضَرْبٌ من الكَهانة قال ابن الأَثير الخَطُّ المشار إِليه علم معروف وللناس فيه تَصانِيفُ كثيرة وهو معمول به إِلى الآن ولهم فيه أَوْضاعٌ واصْطلاحٌ وأَسامٍ ويستخرجون به الضمير وغيره وكثيراً ما يُصِيبُون فيه وفي حديث ابن أُنَيْسٍ ذهَب بي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إِلى منزله فدَعا بطعام قليل فجعلت أُخَطِّطُ حتى يَشْبَعَ رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أَي أَخُطُّ في الطعام أُرِيهِ أَني آكُل ولست بآكِلٍ وأَتانا بطعام فخَطَطْنا فيه أَي أَكَلْناه وقيل فحطَطْنا بالحاء المهملة غير معجمة عَذَّرْنا ووصف أَبو المَكارم مَدْعاةً دُعِيَ إِليها قال فحَطَطْنا ثم خَطَطْنا أَي اعتمدنا على الأَكل فأَخذنا قال وأَما حَطَطْنا فمعناه التَّعْذِيرُ في الأَكل والحَطُّ ضِدُّ الخَطِّ والماشي يَخُطُّ برجله الأَرضَ على التشبيه بذلك قال أَبو النجم أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِيادٍ كالخَرِفْ تَخطُّ رِجْلايَ بِخَطٍّ مُخْتَلِفْ تُكَتِّبانِ في الطَّرِيقِ لامَ أَلِفْ والخَطُوط بفتح الخاء من بقر الوحش التي تخُطُّ الأَرض بأَظْلافِها وكذلك كل دابّة ويقال فلان يخُطّ في الأَرض إِذا كان يفكِّر في أَمره ويدبّره والخَطُّ خَطُّ الزاجر وهو أَن يخُطّ بإِصْبَعِه في الرمل ويَزْجُر وخَطَّ الزاجِرُ في الأَرض يخُطُّ خطّاً عَمِلَ فيها خَطّاً بإِصْبَعِه ثم زَجَر قال ذو الرمة عَشِيّةَ ما لي حِيلةٌ غَيْرَ أَنَّنِي بَلَقْطِ الحصى والخَطِّ في التُّرْبِ مولَعُ وثوب مُخَطَّطٌ وكِساء مُخَطَّط فيه خُطوط وكذلك تمر مُخَطَّط ووَحْشٌ مُخَطَّطٌ وخَطَّ وجْهُه واخْتَطَّ صارَتْ فيه خُطوط واخْتَطَّ الغلامُ أَي نبتَ عِذارُه والخُطَّةُ كالخَطِّ كأَنها اسم للطريقة والمِخَطُّ بالكسر العود الذي يَخُطّ به الحائكُ الثوبَ والمِخْطاطُ عُود تُسَوَّى عليه الخُطوطُ والخَطُّ الطَّرِيقُ عن ثعلب قال سلامةُ بن جَنْدل حتى تركْنا وما تُثْنَى ظَعائننا يأْخُذْنَ بينَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ والخَطُّ ضَربٌ من البَضْعِ
( * قوله « البضع » بالفتح والضم بمعنى الجماع ) خَطَّها يَخُطُّها خَطّاً وفي التهذيب ويقال خَطَّ بها قُساحاً والخِطُّ والخِطَّةُ الأَرض تُنْزَلُ من غير أَن ينزِلها نازِلٌ قبل ذلك وقد خَطَّها لنَفْسِه خَطّاً واخْتَطَّها وهو أَن يُعَلِّم عليها عَلامةً بالخَطِّ ليُعلم أَنه قد احْتازَها
( * قوله « احتازها » في النهاية اختارها ) ليَبْنِيَها داراً ومنه خِطَطُ الكوفةِ والبصرةِ واخْتَطَّ فلان خِطَّةً إِذا تحَجَّر موضعاً وخَطَّ عليه بِجِدار وجمعها الخِطَطُ وكلُّ ما حَظَرْتَه فقد خطَطْتَ عليه والخِطّةُ بالكسر الأَرضُ والدار يَخْتَطُّها الرَّجل في أَرض غير مملوكةٍ ليَتَحجَّرها ويَبْنيَ فيها وذلك إِذا أَذِن السلطان لجماعة من المسلمين أَنْ يَخْتَطُّوا الدُّورَ في موضع بعينه ويتخذوا فيه مَساكِنَ لهم كما فعلوا بالكوفة والبصرة وبغداد وإِنما كسرت الخاء من الخِطَّة لأَنها أُخرجت على مصدر بُني على فعله
( * قوله « على فعله » كذا في الأصل وشرح القاموس بدون نقط لما بعد اللام وعبارة المصباح وإنما كسرت الخاء لأَنها أُخرجت على مصدر افتعل مثل اختطب خطبة وارتد ردّة وافترى فرية ) وجمع الخِطَّةِ خِطَطٌ وسئل إِبراهيمُ الحَربيّ عن حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه وَرَّث النساء خِطَطَهُنَّ دون الرِّجال فقال نَعَم كان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَعْطَى نِساء خِطَطاً يَسْكُنَّها في المدينة شبْه القَطائِع منهنَّ أُمُّ عبد فجعلها لهنَّ دون الرِّجال لا حَظَّ فيها للرجال وحكى ابن بري عن ابن دريد أَنه يقال خِطٌّ للمكَان الذي يَخْتَطُّه لنفسه من غير هاء يقال هذا خِطُّ بني فلان قال والخُطُّ الطريق يقال الزَمْ هذا الخُطَّ قال ورأَيته في نسخة بفتح الخاء ابن شميل الأَرضُ الخَطيطةُ التي يُمْطَرُ ما حَوْلَها ولا تُمْطَر هي وقيل الخَطِيطةُ الأَرض التي لم تمطر بين أَرْضَين مَمْطورَتَين وقيل هي التي مُطِر بعضُها وروي عن ابن عباس أَنه سئل عن رجل جعل أَمْرَ امْرأَتِه بيدِها فقالت له أَنتَ طالق ثلاثاً فقال ابن عباس خطَّ اللّه نَوْءَها أَلاَّ طَلَّقَتْ نفسَها ثلاثاً وروي خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها بالهمز أَي أَخْطأَها المطر قال أَبو عبيد من رواه خَطَّ اللّه نوْءَها جعله من الخَطِيطةِ وهي الأَرض التي لم تمطر بين أَرضين ممطورتين وجمعها خَطائطُ وفي حديث أَبي ذرّ في الخَطائطِ تَرْعَى الخَطائطَ ونَرِدُ المَطائطَ وأَنشد أَبو عبيدة لهميان بن قُحافةَ على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطائطَا يَتْبَعْنَ مَوَّارَ المِلاطِ مائطا وقال البَعِيثُ أَلا إِنَّما أَزْرَى بحَارَك عامِداً سُوَيْعٌ كخطَّافِ الخَطِيطةِ أَسْحَمُ وقال الكميت قِلاتٌ بالخَطِيطةِ جاوَرَتْها فَنَضَّ سِمالُها العَيْنُ الذَّرُورُ القِلاتُ جمع قَلْتِ للنُّقْرة في الجبل والسِّمالُ جمع سَمَلةٍ وهي البقِيَّةُ من الماء وكذلك النَّضِيضةُ البقيةُ من الماء وسمالُها مرتفع بنَضَّ والعينُ مرتفع بجاورَتْها قال ابن سيده وأَما ما حكاه ابن الأَعرابي من قول بعض العرب لابنه يا يُنَيَّ الزم خَطِيطةَ الذُّلِّ مَخافةَ ما هو أَشدُّ منه فإِنَّ أَصل الخَطِيطةِ الأَرضُ التي لم تمطر فاستعارها للذلِّ لأَن الخطيطة من الأَرضين ذليلة بما بُخِسَتْه من حقّها وقال أَبو حنيفة أَرض خِطٌّ لم تُمْطَر وقد مُطر ما حولَها والخُطَّةُ بالضم شِبْه القِصَّة والأَمْرُ يقال سُمْتُه خُطَّةَ خَسْفٍ وخُطَّة سَوْء قال تأَبَّط شَرّاً هُما خُطَّتا إِمَّا إِسارٌ ومِنَّةٌ وإِمَّا دَمٌ والقَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ أَراد خُطَّتانِ فحذف النون اسْتِخْفافاً وفي حديث الحديبية لا يَسْأَلوني خُطَّةً يُعَظّمون فيها حُرُماتِ اللّه إِلاَّ أَعطَيتهم إِيَّاها وفي حديثها أَيضاً إِنه قد عرَض عليكم خُطَّة رُشْدٍ فاقبلوها أَي أَمراً واضحاً في الهُدَى والاسْتِقامةِ وفي رأْسِه خُطَّةٌ أَي أَمْرٌ مّا وقيل في رأْسه خُطَّةٌ أَي جَهْلٌ وإِقدامٌ على الأُمور وفي حديث قيْلةَ أَيُلامُ ابن هذه أَن يَفْصِلَ الخُطَّةَ ويَنْتَصِرَ من وراء الحَجَزة ؟ أَي أَنه إِذا نزل به أَمْرٌ مُلْتَبِسٌ مُشْكِلٌ لا يُهْتَدى له إِنه لا يَعْيا به ولكنه يَفْصِلُه حتى يُبْرِمَه ويخرُجَ منه برأْيِه والخُطَّةُ الحالُ والأَمْرُ والخَطْبُ الأَصمعي من أَمْثالهم في الاعْتزام على الحاجة جاءَ فلان وفي رأْسه خُطَّةٌ إِذا جاءَ وفي نفسه حاجةٌ وقد عزَم عليها والعامَّةُ تقول في رأْسه خُطْيَةٌ وكلام العرب هو الأَول وخَطَّ وجهُ فلان واخْتَطَّ ابن الأَعرابي الأَخَطُّ الدَّقِيقُ المَحاسِنِ واخْتَطَّ الغُلامُ أَي نبتَ عِذارُه ورجل مُخطَّطٌ جَمِيلٌ وخَطَطْتُ بالسيفِ وسطَه ويقال خَطَّه بالسيف نِصفين وخُطَّةُ اسم عَنْز وفي المثل قَبَّحَ اللّه عَنْزاً خَيْرُها خُطَّةُ قال الأَصمعي إِذا كان لبعض القوم على بعض فَضِيلةٌ إِلاَّ أَنها خَسيسةٌ قيل قَبَّحَ اللّهُ مِعْزَى خيْرُها خُطَّةُ وخُطةُ اسم عنز كانت عَنز سَوْء وأَنشد يا قَومِ مَنْ يَحْلُبُ شاةً مَيِّتهْ ؟ قد حُلِبَت خُطَّةُ جَنْباً مُسْفَتهْ ميتة ساكنةٌ عند الحَلب وجَنْباً عُلْبةٌ ومُسْفَتةٌ مَدْبوغة يقال أَسْفَت الزقّ دَبَغَه الليث الخَطُّ أَرض ينسب إِليها الرِّماحُ الخَطِّيَّةُ فإِذا جعلت النسبةَ اسماً لازماً قلت خَطِّيَّة ولم تذكر الرماحَ وهو خَطُّ عُمانَ قال أَبو منصور وذلك السِّيفُ كلُّه يسمى الخَطَّ ومن قُرى الخَطِّ القَطِيفُ والعُقَيْرُ وقَطَرُ قال ابن سيده والخَطُّ سِيفُ البَحْرَينِ وعُمانَ وقيل بل كلُّ سِيفٍ خَطٌّ وقيل الخَطُّ مَرْفَأُ السفُن بالبحرين تُنْسب إِليه الرماح يقال رُمْح خَطِّيٌّ ورِماح خَطِّيَّة وخِطِّيَّةٌ على القياس وعلى غير القياس وليست الخطّ بمنْبِتٍ للرِّماح ولكنها مَرْفَأُ السفُن التي تحْمِلُ القَنا من الهِنْدِ كما قالوا مِسْكُ دارِينَ وليس هنالك مسك ولكنها مرفأُ السفن التي تحمل المِسك من الهِند وقال أَبو حنيفة الخَطِّيُّ الرِّماح وهو نِسْبةٌ قد جرَى مَجْرى الاسم العلم ونِسْبته إِلى الخَطّ خَطِّ البحرين وإِليه ترفأُ الشفن إِذا جاءَت من أََرض الهند وليس الخَطِّيّ الذي هو الرماح من نبات أَرض العرب وقد كثر مجيئه في أَشْعارها قال الشاعر في نباته وهَل يُنْبِتُ الخَطِّيَّ إِلاّ وشِيجهُ وتُغْرَسُ إلاَّ في مَنابِتِها النَّخْلُ ؟ وفي حديث أُمِّ زَرْع فأَخذ خَطِّيّاً الخَطِّيّ بالفتح الرمح المنسوب إِلى الخَطّ الجوهري الخَط موضع باليمامة وهو خَطُّ هَجَرَ تُنْسب إِليه الرِّماحُ الخَطِّيَّةُ لأَنها تحمل من بلاد الهند فتُقوّم به وقوله في الحديث إِنه نام حتى تُسمع غَطِيطُه أَو خَطِيطُه الخَطِيطُ قريب من الغَطِيطِ وهو صوت النائم والغين والخاء متقاربتان وحِلْسُ الخِطاط اسم رجل زاجر ومُخَطِّطٌ موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِلاَّ أَكُنْ لاقَيْتُ يَوْمَ مُخَطِّطٍ فقد خَبَّرَ الرُّكْبانُ ما أَتَوَدَّدُ وفي النوادر يقال أَقم على هذا الأَمْرِ بخُطَّةٍ وبحُجَّةٍ معناهما واحد وقولهم خُطَّةٌ نائيةٌ أَي مَقْصِدٌ بعيد وقولهم خذ خُطّةً أَي خذ خُطة الانْتِصاف ومعناه انتصف والخُطَّةُ أَيضاً من الخَطِّ كالنُّقْطة من النَّقْطِ اسم ذلك وقولهم ما خَطَّ غُبارَه أَي ما شَقَّه

( خلط ) خَلَطَ الشيء بالشيء يَخْلِطُه خَلْطاً وخَلَّطَه فاخْتَلَطَ مَزَجَه واخْتَلَطا وخالطَ الشيءَ مُخالَطة وخِلاطاً مازَجَه والخِلْطُ ما خالَطَ الشيءَ وجمعه أَخْلاطٌ والخِلْطُ واحد أَخْلاطِ الطِّيب والخِلْطُ اسم كلّ نوع من الأَخْلاطِ كأَخْلاطِ الدّواء ونحوه وفي حديث سعد وإِن كان أَحدُنا ليَضَعُ كما تضعُ الشاةُ ما له خِلْطٌ أَي لا يَخْتَلِطُ نَجْوُهُم بعضُه ببعض لجَفافِه ويُبْسِه فإِنهم كانوا يأْكلون خبز الشعير وورقَ الشجر لفقرهم وحاجتهم وأَخْلاطُ الإِنسان أَمْزِجَتُه الأَربعة وسَمْنٌ خَلِيطٌ فيه شَحْم ولَحْم والخَلِيطُ من العَلَفِ تِبن وقَتٌّ وهو أَيضاً طين وتِبن يُخْلَطانِ ولبَن خَلِيطٌ مختلط من حُلو وحازِر والخَلِيطُ أَن تُحْلَب الضأْنُ على لبن المِعْزى والمِعزى على لبَن الضأْنِ أَو تحلب الناقةُ على لبن الغنم وفي حديث النبيذِ نهى عن الخَلِيطَيْنِ في الأَنْبِذة وهو أَن يجمع بين صِنْفين تمر وزبيب أَو عنب ورُطَب الأَزهري وأَما تفسير الخليطين الذي جاء في الأَشربة وما جاء من النهي عن شُرْبه فهو شَراب يتخذ من التمر والبُسْر أَو من العنب والزبيب يريد ما يُنْبَذُ من البسر والتمر معاً أَو من الزبيب والعنب معاً وإِنما نهى عن ذلك لأَن الأَنواع إِذا اختلفت في الانتباذ كانت أَسرَعَ للشدَّة والتخمير والنبيذُ المعمول من خَلِيطَيْن ذهب قوم إِلى تحريمه وإِن لم يُسكر أَخذاً بظاهر الحديث وبه قال مالك وأَحمد وعامّة المحدّثين قالوا من شربه قبل حدوث الشدّة فيه فهو آثمٌ من جهة واحدة ومن شربه بعد حدوثها فيه فهو آثمٌ من جهتين شربِ الخَلِيطيْن وشُربِ المُسْكِر وغيرُهم رَخَّص فيه وعللوا التحريم بالإِسْكار وفي الحديث ما خالَطَتِ الصدَقةُ مالاً إِلا أَهْلَكَتْه قال الشافعي يعني أَنّ خِيانةَ الصدَقةِ تُتْلِفُ المالَ المَخْلُوطَ بها وقيل هو تَحْذِير للعمَّال عن الخيانة في شيء منها وقيل هو حَثٌّ على تعجيل أَداء الزكاة قبل أَن تُخْلَطَ بماله وفي حديث الشُّفْعَةِ الشَّرِيكُ أَوْلى من الخَلِيطِ والخَلِيطُ أَولى من الجارِ الشرِيكُ المُشارِكُ في الشُّيوعِ والخَلِيطُ المُشاركُ في حُقوقِ المِلك كالشِّرْبِ والطريق ونحو ذلك وفي الحديث أَن رجلين تقدّما إِلى مُعاوِيةَ فادَّعَى أَحدهما على صاحبه مالاً وكان المُدَّعي حُوَّلاً قُلَّباً مِخْلَطاً المِخْلَطُ بالكسر الذي يَخْلِطُ الأَشْياء فيُلَبِّسُها على السامعين والناظرين والخِلاط اخْتِلاطُ الإِبِل والناسِ والمَواشي أَنشد ثعلب يَخْرُجْنَ من بُعْكُوكةِ الخِلاطِ وبها أَخْلاطٌ من الناس وخَلِيطٌ وخُلَيْطى وخُلَّيْطى أَي أَوْباشٌ مُجْتَمِعُون مُخْتَلِطُون ولا واحد لشيء من ذلك وفي حديث أَبي سعيد كنا نُرْزَقُ تَمْرَ الجَمْعِ على عَهْدِ رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو الخِلْطُ من التمر أَي المُخْتَلِطُ من أَنْواعِ شَتَّى وفي حديث شريح جاءه رجل فقال إِنِّي طلقت امرأَتي ثلاثاً وهي حائض فقال أَما أَنا فلا أَخْلِطُ حَلالاً بحَرامٍ أَي لا أَحْتَسِبُ بالحَيْضةِ التي وقع فيها الطلاقُ من العِدّةِ لأَنها كانت له حلالاً في بعض أَيام الحيضة وحراماً في بعضها ووقع القومُ في خُلَيْطى وخُلَّيْطى مثال السُّمَّيْهى أَي اخْتِلاطٍ فاختلط عليهم أَمرُهم والتخْلِيطُ في الأَمْرِ الإِفْسادُ فيه ويقال للقوم إِذا خَلَطُوا مالَهم بعضَه ببعض خُلَّيْطى وأَنشد اللحياني وكُنَّا خُلَيطى في الجِمالِ فراعني جِمالي تُوالى وُلَّهاً من جِمالِك ومالُهم بينهم خِلِّيطى أَي مُخْتَلِط أَبو زيد اخْتَلَطَ الليلُ بالتُّرابِ إِذا اختلطَ على القوم أَمرهم واختلط المَرْعِيُّ بالهَمَلِ والخِلِّيطى تَخْلِيطُ الأَمْرِ وإِنه لَفي خُلَّيْطى من أَمرِه قال أَبو منصور وتخفف اللام فيقال خُلَيْطى وفي حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه قال لا خِلاطَ ولا شِناقَ في الصدقة وفي حديث آخر ما كان من خَلِيطَيْنِ فإِنهما يتراجَعانِ بينهما بالسَّوِيّةِ قال الأَزهري كان أَبو عبيد فسّر هذا الحديث في كتاب غريب الحديث فَثَبَّجَه ولم يُفَسِّرُه على وجهه ثم جَوَّدَ تفسيره في كتاب الأَمْوالِ قال وفسره على نحو ما فسّره الشافعي قال الشافعيّ الذي لا أَشُكّ فيه أَن الخَلِيطَيْنِ الشريكان لن يقتسما الماشية وتراجُعُهما بالسويّة أَن يكونا خليطين في الإِبل تجب فيها الغنم فتوجد الإِبل في يد أَحدهما فتؤخذ منه صدقتُها فيرجع على شريكه بالسوية قال الشافعيّ وقد يكون الخليطان الرجلين يتخالطان بماشيتهما وإِن عرف كل واحد منهما ماشيته قال ولا يكونان خليطين حتى يُرِيحا ويُسَرِّحا ويَسْقِيا معاً وتكونَ فُحولُهما مُخْتَلِطةً فإِذا كانا هكذا صَدّقا صدقةَ الواحد بكل حال قال وإِن تفرَّقا في مُراحٍ أَو سَقْيٍ أَو فُحولٍ فليسا خَليطين ويُصَدِّقانِ صدقةَ الاثنين قال ولا يكونان خليطين حتى يحول عليهما حَوْلٌ من يومَ اخْتَلطا فإِذا حال عليهما حول من يومَ اختلطا زَكَّيا زكاةَ الواحد قال الأَزهري وتفسير ذلك أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَوجب على مَن مَلك أَربعين شاة فحال عليها الحولُ شاةً وكذلك إِذا ملك أَكثر منها إِلى تمام مائة وعشرين ففيها شاة واحدة فإِذا زادت شاةٌ واحدة على مائة وعشرين ففيها شاتان ولو أَن ثلاثة نفر ملكوا مائة وعشرين لكل واحد منهم أَربعون شاة ولم يكونوا خُلَطاء سنةً كاملة فعلى كل واحد منهم شاة فإِذا صاروا خلطاء وجمعوها على راع واحد سنة فعليهم شاة واحدة لأَنهم يصدّقون إِذا اخْتَلَطُوا وكذلك ثلاثة نفر بينهم أَربعون شاة وهم خلطاء فإن عليهم شاة كأَنّه ملكها رجل واحد فهذا تفسير الخلطاء في المواشي من الإِبل والبقر والغنم وقوله عزّ وجلّ وإِن كثيراً من الخلطاء ليَبْغي بعضُهم على بعض إِلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فالخُلَطاء ههنا الشُّرَكاء الذين لا يَتَمَيَّزُ مِلْكُ كل واحد من مِلْكِ صاحبه إِلا بالقِسْمة قال ويكون الخلطاء أَيضاً أَن يخلطوا العين المتميز بالعين المتميز كما فسر الشافعي ويكونون مجتمعين كالحِلَّةِ يكون فيها عشرة أَبيات لصاحب كل بيت ماشيةٌ على حدة فيجمعون مواشِيَهم على راعٍ واحد يرعاها معاً ويَسْقِيها معاً وكلّ واحد منهم يعرف ماله بسِمَته ونِجارِه ابن الأَثير وفي حديث الزكاة أَيضاً لا خِلاطَ ولا وِراطَ الخِلاطُ مصدر خالَطه يُخالِطُه مُخالَطةً وخِلاطاً والمراد أَن يَخْلِطَ رجل إِبله بإِبل غيره أَو بقره أَو غنمه ليمنع حق اللّه تعالى منها ويَبْخَسَ المُصَدِّقَ فيما يجب له وهو معنى قوله في الحديث الآخر لا يُجْمَعُ بين متفرِّقٍ ولا يُفَرَّقُ بين مُجتمع خشيةَ الصدقة أَما الجمع بين المتفرِّق فهو الخِلاط وذلك أَن يكون ثلاثة نفر مثلاً لكل واحد أَربعون شاة فقد وجب على كل واحد منهم شاةٌ فإِذا أَظَلَّهم المُصَدِّقُ جمعوها لئلا يكون عليهم فيها إِلا شاةٌ واحدة وأَما تفريقُ المجتمع فأَن يكون اثنان شريكان ولكل واحد منهما مائة شاةٍ وشاةٌ فيكون عليهما في مالهما ثلاث شياه فإِذا أَظَلَّهما المصدِّق فرَّقا غنمهما فلم يكن على كل واحد إِلا شاة واحدة قال الشافعي الخطابُ في هذا للمُصدّقِ ولربِّ المال قال فالخَشْيَةُ خَشْيَتانِ خَشْيةُ السّاعي أَن تقلّ الصدقةُ وخشْيةُ ربِّ المال أَن يقلَّ مالُه فأُمر كلّ واحد منهما أَن لا يُحْدِثَ في المال شيئاً من الجمع والتفريق قال هذا على مذهب الشافعي إِذ الخُلْطةُ مؤثِّرة عنده وأَما أَبو حنيفة فلا أَثر لها عنده ويكون معنى الحديث نفي الخِلاطِ لنفي الأَثر كأَنه يقول لا أَثر للخُلْطةِ في تقليل الزكاة وتكثيرها وفي حديث الزكاة أَيضاً وما كان من خَليطَيْنِ فإِنهما يَتراجَعانِ بينهما بالسويَّةِ الخَلِيطُ المُخالِط ويريد به الشريك الذي يَخْلِط ماله بمال شريكه والتراجع بينهما هو أَن يكون لأَحدهما مثلاً أَربعون بقرة وللآخر ثلاثون بقرة ومالهما مختلط فيأْخذ الساعي عن الأَربعين مُسِنّةً وعن الثلاثين تَبِيعاً فيرجع باذِلُ المسنَّةِ بثلاثة أَسْباعها على شريكه وباذل التَّبيعِ بأَربعة أَسْباعه على شريكه لأَن كل واحد من السنَّين واجب على الشيوع كأَنَّ المال ملك واحد وفي قوله بالسوية دليل على أَن الساعيَ إِذا ظلم أَحدهما فأَخذ منه زيادة على فرضه فإِنه لا يرجع بها على شريكه وإِنما يَضْمَنُ له قِيمةَ ما يَخُصُّه من الواجب دون الزيادة وفي التراجع دليل على أَن الخُلطة تصح مع تمييز أَعْيان الأَموال عند من يقول به والذي فسره ابن سيده في الخلاط أَن يكون بين الخليطين مائة وعشرون شاة لأَحدهما ثمانون وللآخر أَربعون فإِذا أَخذ المُصَدِّقُ منها شاتين ردّ صاحبُ الثمانين على ربّ الأَربعين ثلثَ شاة فيكون عليه شاةٌ وثلث وعلى الآخر ثلثا شاة وإِن أَخذ المُصَدّق من العشرين والمائة شاةً واحدة ردّ صاحبُ الثمانين على ربّ الأَربعين ثلث شاة فيكون عليه ثلثا شاة وعلى الآخر ثلثُ شاة قال والوِراطُ الخديعةُ والغِشُّ ابن سيده رجل مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ بكسر الميم فيهما يُخالِطُ الأُمور ويُزايِلُها كما يقال فاتِقٌ راتِقٌ ومِخْلاطٌ كمِخْلطٍ أَنشد ثعلب يُلِحْنَ مِن ذِي دَأَبٍ شِرواطِ صاتِ الحُداء شَظِفٍ مِخْلاطِ وخلَط القومَ خَلْطاً وخالَطَهم داخَلهم وخَليطُ الرجل مُخالطُه وخَلِيطُ القوم مُخالطهم كالنَّديم المنادِمِ والجَلِيسِ المُجالِسِ وقيل لا يكون إِلا في الشركة وقوله في التنزيل وإِنّ كثيراً من الخُلَطاء هو واحد وجمع قال ابن سيده وقد يكون الخَليطُ جمعاً والخُلْطةُ بالضم الشِّرْكة والخِلْطةُ بالكسر العِشْرةُ والخَلِيطُ القوم الذين أَمْرُهم واحد والجمعُ خُلَطاء وخُلُطٌ قال الشاعر بانَ الخَلِيطُ بسُحْرةٍ فتَبَدَّدُوا وقال الشاعر إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْصَرَمُوا قال ابن بري صوابه إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدُوا وأَخْلَفُوك عِدَى الأَمْرِ الذي وَعَدُوا ويروى فانْفَرَدُوا وأَنشد ابن بري هذا المعنى لجماعة من شعراء العرب قال بسَّامَةُ بن الغَدِير إِنّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البين فابْتَكَرُوا لِنِيَّة ثم ما عادُوا ولا انْتَظَرُوا وقال ابن مَيّادةَ إِن الخليط أَجدُّوا البين فانْدَفَعُوا وما رَبُوا قَدَرَ الأَمْرِ الذي صَنَعُوا وقال نَهْشَلُ بن حَرِّيّ إِن الخليط أَجدوا البين فابتكروا واهْتاجَ شَوْقَكَ أَحْداجٌ لها زُمَر وقال الحسين بن مُطَيْرٍ إِن الخليط أَجدوا البين فادّلَجُوا بانُوا ولم ينْظرُوني إِنهم لَحِجُوا وقال ابن الرَّقاعِ إِن الخليط أَجدوا البين فانْقَذَفُوا وأَمْتَعُوكَ بشَوْقٍ أَيّةَ انْصَرَفُوا وقال عمر بن أَبي ربيعة إِنَّ الخليط أَجدّ البين فاحْتَمَلا وقال جرير إِنّ الخَلِيطَ أَجدُّوا البين يومَ غَدَوْا مِنْ دارةِ الجأْبِ إِذ أَحْداجُهم زُمَرُ وقال نُصَيْبُ إِن الخليط أَجدّوا البين فاحْتَمَلُوا وقال وَعْلةُ الجَرْمِيُّ في جمعه على خُلُطٍ سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ هَلْ جَنَيْتَ لهُمْ حَرْباً تُفَرِّقُ بين الجِيرةِ الخُلُطِ ؟ وإِنما كثر ذلك في أَشعارهم لأَنهم كانوا يَنْتَجِعُونَ أَيام الكَلإِ فتجتمع منهم قبائل شتى في مكان واجد فتقع بينهم أُلْفَةٌ فإِذا افْتَرَقوا ورجعوا إِلى أَوطانهم ساءَهم ذلك قال أَبو حنيفة يلقى الرجلُ الرجلَ الذي قد أَورد إِبله فأَعْجَلَ الرُّطْبَ ولو شاءَ لأَخَّرَه فيقول لقد فارَقْتَ خَليطاً لا تَلْقى مثلَه أَبداً يعني الجَزَّ والخَلِيطُ الزوجُ وابن العم والخَلِطُ المُخْتَلِطُ
( * قوله « والخلط المختلط » في القاموس والخلط بالفتح وككتف وعنق المختلط بالناس المتملق اليهم ) بالناس المُتَحَبِّبُ يكون للذي يَتَمَلَّقُهم ويتحَبَّبُ إِليهم ويكون للذي يُلْقي نساءَه ومتاعَه بين الناس والأُنثى خَلِطةٌ وحكى سيبويه خُلُط بضم اللام وفسره السيرافي مثل ذلك وحكى ابن الأَعرابي رجل خِلْطٌ في معنى خَلِطٍ وأَنشد وأَنتَ امرُؤٌ خِلْطٌ إِذا هي أَرْسَلتْ يَمينُكَ شيئاً أَمْسَكَتْهُ شِمالُكا يقول أَنت امرؤ مُتَمَلِّقٌ بالمَقال ضنينٌ بالنَّوال ويمينُك بدل من قوله هي وإِن شئت جعلت هي كنايةً عن القِصّة ورفَعْت يمينك بأَرسلت والعرب تقول أَخْلَطُ من الحمَّى يريدون أَنها متحببة إِليه مُتَمَلِّقة بورُودها إِياه واعْتيادِها له كما يفعل المُحِبُّ المَلِقُ قال أَبو عبيدة تنازعَ العجاجُ وحُمَيْدٌ الأَرْقَطُ أُرْجُوزَتين على الطاء فقال حميد الخِلاطَ يا أَبا الشعْثاء فقال العجاج الفجاجُ أَوْسَعُ من ذلك يا ابن أَخي أَي لا تَخْلِطْ أُرْجُوزَتي بأُرْجُوزَتِكَ واخْتَلَطَ فلان أَي فسد عقله ورجل خِلْطٌ بَيِّنُ الخَلاطةِ أَحْمَقُ مُخالَطُ العقْل عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي وقد خُولِطَ في عَقْلِه خِلاطاً واخْتَلَطَ ويقال خُولِط الرجلُ فهو مُخالَطٌ واخْتَلَطَ عقلُه فهو مُخْتَلِط إِذا تغير عقلُه والخِلاطُ مخالطةُ الداءِ الجوفَ وفي حديث الوَسْوَسةِ ورجَعَ الشيطانُ يَلْتمس الخِلاطَ أَي يخالِط قَلْبَ المصلي بالوَسْوَسةِ وفي الحديث يَصِف الأَبرار فظنَّ الناس أَن قد خُولِطُوا وما خُولِطُوا ولكن خالط قلْبَهم هَمٌّ عَظيمٌ من قولهم خُولط فلان في عقله مُخالَطة إِذا اختلَّ عقله وخالَطه الداءُ خِلاطاً خامره وخالط الذئبُ الغَنَمَ خِلاطاً وقَع فيها الليث الخِلاطُ مخالطةُ الذئبِ الغَنَم وأَنشد يَضْمَنُ أَهل الشاءِ في الخِلاطِ والخِلاط مخالَطة الرجلُ أَهلَه وفي حديث عَبِيدةَ وسُئل ما يُوجِبُ الغُسْلَ ؟ قال الخَفْقُ والخِلاطُ أَي الجِماعُ من المخالطة وفي خطبة الحجاج ليس أَوانَ يَكْثُر الخِلاط يعني السِّفادَ وخالَط الرجلُ امرأَتَه خِلاطاً جامَعها وكذلك مخالَطةُ الجملِ الناقةَ إِذا خالَط ثِيلُه حَياءَها واسْتخلط البعير أَي قَعا وأَخلط الفحْلُ خالط الأُنثى وأَخلطه صاحبه وأَخلط له الأَخيرة عن ابن الأَعرابي إِذا أَخطأَ فسدَّده وجعل قضيبه في الحَياء واسْتَخْلَطَ هو فعل ذلك من تلقاء نفسه ابن الأَعرابي الخِلاطُ أَن يأْتي الرجلُ إِلى مُراحِ آخر فيأْخذَ منه جمَلاً فيُنزِيَه على ناقته سِرّاً من صاحِبه قال والخِلاط أَيضاً أَن لا يُحْسن الجملُ القَعْو على طَرُوقَتِه فيأْخذَ الرجلُ قَضِيبَه فيُولجه قال أَبو زيد إِذا قَعا الفحلُ على الناقةِ فلم يَسْتَرْشِدْ لحَيائها حتى يُدخله الراعي أَو غيرُه قيل قد أَخْلطه إِخْلاطاً وأَلْطَفَه إِلْطافاً فهو يُخْلِطُه ويُلْطِفُه فإِن فعل الجمل ذلك من تلقاء نفسه قيل قد اسْتَخْلَطَ هو واسْتَلْطَفَ ابن شميل جمل مُختلِط وناقة مختلطة إِذا سَمِنا حتى اختلَط الشحم باللحم ابن الأَعرابي الخُلُط المَوالي والخُلَطاء الشركاء والخُلُطُ جِيران الصَّفا والخَلِيط الصاحِبُ والخَلِيطُ الجار يكون واحداً وجمعاً ومنه قول جرير بانَ الخَلِيطُ ولو طُووِعتُ ما بانا فهذا واحد والجمع قد تقدم الاستشهاد عليه والأَخْلاطُ الجماعة من الناس والخِلْطُ والخِلِطُ من السِّهام السهم الذي ينبُت عُودُه على عَوَج فلا يزال يتعوَّج وإِن قُوِّم وكذلك القوسُ قال المتنخل الهذلي وصفراءُ البُرايةِ غَيْر خِلْطٍ كوَقْفِ العاجِ عاتِكة اللياطِ وقد فُسِّر به البيتُ الذي أَنشده ابن الأَعرابي وأَنتَ امرؤٌ خِلْطٌ إِذا هي أَرسلت قال وأَنت امرؤ خِلْط أَي أَنك لا تستقيم أَبداً وإِنما أَنت كالقِدْح الذي لا يزال يَتعوَّج وإِن قُوِّم والأَوّل أَجود والخِلْط الأَحمق والجمع أَخْلاط وقوله أَنشده ثعلب فلمّا دخَلْنا أَمْكَنَتْ من عِنانِها وأَمْسَكْتُ من بعض الخِلاطِ عِناني فسره فقال تكلَمت بالرفَثِ وأَمسكْتُ نفسي عنها فكأَنه ذهب بالخلاط إِلى الرفَثِ الأَصمعي المِلْطُ الذي لا يُعْرَفُ له نسب ولا أَب والخِلْطُ يقال فلان خِلْطٌ فيه قولان أَحدُهما المُخَتَلِطُ النسَبِ ويقال هو والد الزِّنا في قول الأَعْشَى أَتاني ما يقولُ ليَ ابنُ بَظْرا أَقَيْسٌ يا ابنَ ثَعْلبة الصَّباحِ لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ وخِلْطٌ رَجوفُ الأَصلِ مَدْخولُ النَّواحي ؟ أَراد أَقَيْسٌ لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ هَجا بهذا جِهنّاماً أَحد بني عَبْدانَ واهْتَلَبَ السيفَ من غِمْده وامْتَرَقه واعْتَقَّه واخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه قال الجرجاني الأَصل اخْتَرَطَه وكأَنَّ اللامَ مبدلة منه قال وفيه نظر

( خمط ) قال اللّه عزّ وجلّ في قصة أَهل سبإٍ وبدَّلْناهم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وأَثْلٍ قال الليث الخَمْطُ ضرب من الأَراكِ له حَمْل يؤْكل وقال الزجاج يقال لكل نبت قد أَخَذَ طَعْماً من مَرارة حتى لا يمكن أَكلُه خَمْطٌ وقال الفراء الخمط في التفسير ثَمَرُ الأَراكِ وهو البَرِيرُ وقيل شجر له شوْكٌ وقيل الخَمْطُ في الآية شجر قاتل أَو سمّ قاتِل وقيل الخَمْط الحَمْل القليل من كل شجرة والخمط شجر مثل السِّدْرِ وحمله كالتُّوت وقرئ ذواتي أُكُلِ خَمْطٍ بالإِضافة قال ابن بري من جعل الخمْط الأَراكَ فحقُّ القراءَةِ بالإضافة لأَن الأَكل للجني فأَضافه إِلى الخمْط ومن جعل الخمط ثَمَرَ الأَراك فحق القراءَة أَن تكون بالتنوين ويكون الخمط بدلاً من الأُكُل وبكلٍّ قرأَتْه القرَّاءُ ابن الأَعرابيّ الخَمْطُ ثمر يقال له فَسْوةُ الضَّبُع على صورة الخَشْخاش يَتَفَرَّكُ ولا يُنْتفَعُ به وقد خَمَط اللحمَ يَخْمِطُه خَمْطاً فهو خَمِيطٌ شواه وقيل شواه فلم يُنْضِجْه وخَمط الحَمَلَ والشاةَ والجَدْيَ يَخْمِطُه خَمْطاً وهو خَمِيطٌ سلَخَه ونزع جِلْده وشَواه فإِذا نزَع عنه شَعَره وشواه فهو السَّمِيطُ وقيل الخَمْطُ بالنار والسَّمْطُ بالماء والخَمِيطُ المَشْوِيُّ والسَّمِيط الذي نُزع عنه شعرُه والخَمّاطُ الشَّوَّاء قال رؤْبة شاكٍ يَشُكُّ خَلَلَ الآباطِ شَكَّ المَشاوِي نَقَدَ الخَمَّاطِ أَراد بالمَشاوي السفافِيدَ تدخل في خَلَل الآباطِ قال والخُمَّاطُ السُّمَّاطُ الواحد خامِطٌ وسامِط والخَمْطةُ رِيحٌ نَوْرِ الكَرم وما أَشْبَهه مما له ريح طيبة وليست بشديدة الذّكاءِ طِيباً والخَمْطة الخمر التي أَخَذَت ريِحاً وقال اللحياني الخمْطة التي قد أَخذت شيئاً من الرِّيح كريح النَّبِق والتفَّاح يقال خَمِطَتِ الخَمْرُ وقيل الخمْطةُ الحامضةُ مع ريح قال أَبو ذؤَيب عُقارٌ كماءِ النِّيِّ لَيْسَتْ بخَمْطةٍ ولا خَلّةٍ يَكْوِي الوُجوهَ شِهابُها ويروى يَكْوِي الشُّروبَ شِهابُها وقيل إِذا أُعْجِلَت عن الاسْتِحكام في دَنِّها فهي خَمْطةٌ وكلُّ طَرِيّ أَخَذ طعْماً ولم يَسْتَحْكِم فهو خَمْطٌ وقال خالد بن زهير الهذلي ولا تَسْبِقَنْ للناسِ منّي بخَمْطةٍ من السُّمِّ مَذْرورٍ عليها ذُرُورُها يعني طريّة حديثة كأَنها عنده أَحَدُّ وقال المتنخل مُشَعْشَعَةٌ كعَيْنِ الدِّيك فيها حُمَيّاها من الصُّهْبِ الخِماطِ اختارها حَدِيثةً واختارها أَبو ذُؤَيب عَتِيقةً ولذلك قال ليست بخَمْطَةٍ وقال أَبو حنيفة الخَمْطَةُ الخمرة التي أُعجلت عن استحكام ريحها فأَخذت ريح الإِدْراكِ كريح التُّفَّاح ولم تُدْرِكْ بعد ويقال هي الحامضةُ وقال أَبو زيد الخَمْطةُ أَوّلُ ما تَبْتَدئُ في الحُموضة قبل أَن تشتدَّ وقال السكّري في بيت خالد بن زهير الهذلي عَنى بالخمْطةِ اللَّوْمَ والكلامَ القَبيحَ ولبن خَمْطٌ وخامِطٌ طَيِّبُ الرِّيح وقيل هو الذي قد أَخذ شيئاً من الرِّيح كريح النبق أَو التُّفَّاح وكذلك سِقاء خامِطٌ خَمَطَ يَخْمُطُ خَمْطاً وخُموطاً وخَمِطَ خَمَطاً وخَمْطَتُه وخَمَطَتُه رائحتُه وقيل خَمَطُه أَن يَصِير كالخِطْمِيِّ إِذا لَجَّنَه وأَوْخَفَه وقيل الخَمْطُ الحامضُ وقيل هو المُرّ من كل شيء وذكر أَبو عبيدة أَن اللبن إِذا ذهب عنه حَلاوة الحَلب ولم يتغير طعمه فهو سامِطٌ فإِن أَخذ شيئاً من الرِّيح فهو خامِطٌ فإِن أَخذ شيئاً من طعْم فهو مُمَحَّلٌ فإِذا كان فيه طَعْمُ الحَلاوةِ فهو فُوّهةٌ اليزيدي الخامِطُ الذي يُشبه ريحُه ريحَ التُّفّاحِ وكذلك الخَمْطُ أَيضاً قال ابن أَحمر وما كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ مَنِيَّتِي ضَرِيبَ جِلادِ الشَّوْلِ خَمْطاً وصافِيا التهذيب لبن خَمْطٌ وهو الذي يُحْقَنُ في سِقاء ثم يوضَع على حشيش حتى يأْخُذَ من ريحه فَيكون خَمْطاً طَيِّبَ الريح طيبَ الطعم والخَمْطُ من اللبن الحامِضُ وأَرض خَمْطةٌ وخَمِطةٌ طيبةُ الرائحة وقد خَمِطَتْ وخَمَطَتْ وخَمَط السِّقاءُ وخَمِطَ خَمْطاً وخَمَطاً فهو خَمِطٌ تغيرت رائحتُه ضدّ سيبويه وهي الخَمْطةُ وتَخَمَّطَ الفحلُ هَدَرَ وخَمِطَ الرجلُ وتَخَمَّطَ غَضِبَ وتَكبَّرَ وثارَ قال إِذا تَخَمَّطَ جَبّارٌ ثَنَوْه إِلى ما يَشْتَهُونَ ولا يُثْنَوْن إِنْ خَمِطُوا والتَّخَمُّطُ التَّكَبُّرُ قال إِذا رأَوْا مِنْ مَلِكٍ تَخَمُّطا أَو خُنْزُواناً ضَرَبُوهُ ما خَطا ومنه قول الكميت إِذا ما تَسامَتْ للتخمطِ صِيدُها الأَصمعي التخمُّط الأَخذُ والقهْرُ بغَلبةٍ وأَنشد إِذا مُقْرَمٌ مِنّا ذَرَا حَدُّ نابِه تَخَمَّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ ورجل مُتَخَمِّطٌ شديدُ الغَضَبِ له ثَوْرةٌ وجَلَبة وفي حديث رِفاعةَ قال الماءُ من الماء فتخمَّطَ عمر أَي غَضِبَ ويقال للبحر إِذا التَطَمَتْ أَمواجُه إِنه لَخَمِطُ الأَمْواجِ وبحر خَمِطُ الأَمواج مُضْطَرِبُها قال سويد بن أَبي كاهل ذُو عُبابٍ زَبَدٍ آذِيَّه خَمِطُ التَّيّارِ يَرْمي بالقَلَعْ يعني بالقِلَعِ الصخْرَ أَي يرمي بالصخْرة العظيمةِ وتَخَمَّطَ البحرُ التطَم أَيضاً

( خنط ) خَنَطَه يَخْنِطُه خَنْطاً كَرَبَه الأَزهري الخَناطِيطُ والخَناطِيلُ مثل العَبادِيدِ جَماعاتٌ في تَفْرِقةٍ ولا واحد لها

( خوط ) الخُوطُ الغُصْنُ الناعِمُ وقيل الغُصن لِسَنةٍ وقيل هو كلُّ قَضِيبٍ ما كان عن أَبي حنيفة والجمع خِيطانٌ قال لَعَمْرُكَ إِنّي في دِمَشْقَ وأَهْلِها وإِن كنتُ فيها ثاوِياً لغَرِيبُ أَلا حَبَّذا صَوْتُ الغَضَا حِينَ أَجْرَسَتْ بِخِيطانِه بَعْدَ المَنامِ جَنُوبُ وقال الشاعر سَرَعْرَعاً خُوطاً كغُصْنٍ نابِت يقال خُوطُ بانٍ الواحدة خُوطةٌ والخُوطُ من الرجال الجسيمُ الخَفِيفُ كالخَوْطِ وجارية خُوطانِيَّةٌ مُشَبَّهة بالخُوط ابن الأَعرابي خُطْ خُطْ إِذا أَمرته أَن يَخْتِلَ إِنساناً برُمْحِه وفي النوادر تَخَوّطْتُ فلاناً وتَخَوَّتُّه تَخَوُّطاً وتَخَوُّتاً إِذا أَتيتَه الفَيْنةَ بعد الفينةِ أَي الحِينَ بعد الحِين

( خيط ) الخَيْطُ السِّلْك والجمع أَخْياطٌ وخُيوطٌ وخُيوطةٌ مثل فَحْلٍ وفُحولٍ وفُحولةٍ زادوا الهاء لتأْنيث الجمع وأَنشد ابن بري لابن مقبل قَرِيساً ومَغْشِيّاً عليه كأَنَّه خُيوطةُ مارِيٍّ لَواهُنَّ فاتِلُهْ وخاطَ الثوبَ يَخِيطُه خَيْطاً وخِياطةً وهو مَخْيوطٌ ومَخِيطٌ وكان حدّه مَخْيوطاً فلَيَّنُوا الياء كما لَيَّنُوها في خاطٍ والتقى ساكنان سكون الياء وسكون الواو فقالوا مَخِيط لالتقاء الساكنين أَلقوا أَحدهما وكذلك بُرٌّ مَكِيل والأَصل مَكْيُولٌ قال فمن قال مَخْيوط أَخرجه على التمام ومن قال مخيط بناه على النقص لنقصان الياء في خِطْتُ والياء في مَخِيط هي واو مفعول انقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وإِنما حرك ما قبلها لسكونها وسكون الواو بعد سقوط الياء وإِنما كسر ليعلم أَنّ الساقط ياء وناس يقولون إِنّ الياء في مخيط هي الأَصلية والذي حذف واو مفعول ليُعرف الواويّ من اليائيّ والقولُ هو الأَوّل لأَنّ الواو مزيدة للبناء فلا ينبغي لها أَن تحذف والأَصليّ أَحقُّ بالحذف لاجتماع الساكنين أَو علَّةٍ توجب أَن يحذف حرف وكذلك القول في كل مفعول من ذوات الثلاثة إِذا كان من بنات الياء فإِنه يجيء بالنقصان والتمام فأَما من بنات الواو فلم يجئ على التمام إِلا حَرْفان مِسْك مَدْوُوفٌ وثوب مَصْوُون فإِنَّ هذين جاءا نادرين وفي النحويين من يقيس على ذلك فيقول قَوْلٌ مَقْوُول وفرس مَقْوُودٌ قياساً مطرداً وقول المتنخل الهذلي كأَنَّ على صَحاصِحِه رِياطاً مُنَشَّرةً نُزِعْنَ من الخِياطِ إِما أَن يكون أَراد الخِياطةَ فحذف الهاء وإِما أَن يكون لغة وخَيَّطَه كخاطَه قال فهُنَّ بالأَيْدِي مُقَيِّساتُه مُقَدِّراتٌ ومُخَيِّطاتُه والخِياطُ والمِخْيَطُ ما خِيطَ به وهما أَيضاً الإِبرَةُ ومنه قوله تعالى حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِياطِ أَي في ثَقْبِ الإِبرة والمِخْيَطِ قال سيبويه المِخْيَطُ ونظيره مما يُعْتَمل به مكسورُ الأَول كانت فيه الهاء أَو لم تكن قال ومثل خِياطٍ ومِخْيَطٍ سِرادٌ ومِسْرَدٌ وإِزارٌ ومِئْزَرٌ وقِرامٌ ومِقْرَمٌ وفي الحديث أَدُّوا الخِياطَ والمِخْيَطَ أَراد بالخِياط ههنا الخَيْطَ وبالمِخْيَطِ ما يُخاطُ به وفي التهذيب هي الإِبرة أَبو زيد هَبْ لي خِياطاً ونِصاحاً أَي خَيْطاً واحداً ورجل خائطٌ وخَيَّاطٌ وخاطٌ الأَخيرة عن كراع والخِياطةُ صِناعةُ الخائِط وقوله تعالى حتى يتَبَيَّنَ لكم الخيْطُ الأَبيضُ من الخيطِ الأَسودِ من الفجر يعني بياضَ الصبحِ وسوادَ الليل وهو على التشبيه بالخَيْطِ لدِقَّته وقيل الخيطُ الأَسود الفجر المستطيل والخيط الأَبيض الفجر المُعْتَرِضُ قال أَبو دُواد الإِيادي فلمَّا أَضاءتْ لَنا سُدْفةٌ ولاحَ من الصُّبْحِ خَيْطٌ أَنارا قال أَبو إِسحق هما فَجْرانِ أَحدهما يبدو أَسود مُعْترضاً وهو الخيط الأَسود والآخر يبدو طالعاً مستطيلاً يَمْلأُ الأُفق فهو الخيط الأَبيض وحقيقته حتى يتبين لكم الليلُ من النهار وقول أَبي دواد أَضاءت لنا سدفة هي ههنا الظُّلمة ولاحَ من الصبح أَي بَدا وظهر وقيل الخيْطُ اللَّوْنُ واحتج بهذه الآية قال أَبو عبيد يدل على صحة قوله ما قاله النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في تفسير الخَيْطَيْنِ إِنما ذلك سوادُ الليلِ وبياضُ النهار قال أُمَيَّةُ بن أَبي الصلت الخَيْطُ الأَبْيَضُ ضَوْء الصُّبْحِ مُنْفَلِقٌ والخِيْطُ الأَسْودُ لوْنُ الليلِ مَرْكُومُ ويروى مَكْتُومُ وفي الحديث أَنَّ عَدِيّ بن حاتم أَخذَ حَبْلاً أَسودَ وحبلاً أَبيضَ وجعلهما تحت وِسادِه لينظر إِليهما عند الفجر وجاء إِلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأَعلمه بذلك فقال إِنك لعَريصُ القَفا ليس المعنى ذلك ولكنه بياضُ الفجرِ من سوادِ الليلِ وفي النهاية ولكنه يريد بياضَ النهار وظلمة الليل وخَيَّطَ الشيبُ رأْسَه وفي رأْسِه ولِحْيَتِه صار كالخُيوطِ أَو ظهر كالخُيوطِ مثل وخَطَ وتَخَيَّطَ رأْسهُ كذلك قال بدر بن عامر الهذلي تاللّهِ لا أَنْسَى مَنِيحةَ واحدٍ حتى تَخَيَّطَ بالبَياضِ قُروني قال ابن بري قال ابن حبيب إِذا اتصل الشيبُ في الرأْس فقد خَيَّطَ الرأْسَ الشيبُ فجعل خَيَّطَ مُتعدِّياً قال فتكون الرواية على هذا حتى تُخَيَّطَ بالبَياضِ قُروني وجُعِل البياضُ فيها كأَنه شيء خِيطَ بعضُه إِلى بعض قال وأَمّا من قال خَيَّطَ في رأْسِه الشيبُ بمعنى بَدا فإِنه يريد تُخَيَّطُ بكسر الياء أَي خَيَّطَتْ قُروني وهي تُخَيَّطُ والمعنى أَن الشيب صار في السواد كالخُيوطِ ولم يتصل لأَنه لو اتصل لكان نَسْجاً قال وقد روي البيت بالوجهين أَعني تُخَيَّطُ بفتح الياء وتُخَيِّطُ بكسرها والخاء مفتوحة في الوجهين وخَيْطُ باطِلٍ الضَّوْء الذي يدخُل من الكُوَّةِ يقال هو أَدَقُّ من خَيْطِ باطِلٍ حكاه ثعلب وقيل خَيْطُ باطِلٍ الذي يقال له لُعابُ الشمس ومُخاطُ الشيطان وكان مَرْوانُ بن الحَكَمِ يُلَقَّب بذلك لأَنه كان طويلاً مُضْطَرِباً قال الشاعر لَحى اللّهُ قَوْماً مَلَّكُوا خَيْطَ باطِلٍ على الناس يُعْطِي مَن يَشاءُ ويَمْنَعُ وقال ابن بري خَيْطُ باطِل هو الخيط الذي يخرج من فَمِ العَنْكَبوتِ أَحمد بن يحيى يقال فلان أَدَقُّ من خَيْطِ الباطل قال وخَيْطُ الباطل هو الهَباء المَنْثور الذي يدخل من الكوّة عند حَمْي الشمس يُضْرَبُ مَثَلاً لمن يَهُون أَمرُه والخَيْطةُ خَيْطٌ يكون مع حَبْل مُشْتارِ العسل فإِذا أَراد الخَلِيَّةَ ثم أَراد الحبل جَذَبه بذلك الخيط وهو مَرْبُوط إِليه قال أَبو ذؤيب تَدَلَّى عليها بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ بجَرداء مثلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرابُها وأَورد الجوهري هذا البيتَ مستشهداً به على الوَتدِ وقال أَبو عمرو الخَيْطةُ حبل لطيف يتخذ من السَّلَبِ وأَنشد في التهذيب تدلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطةٍ شَديدُ الوَصاةِ نابِلٌ وابنُ نابِلِ وقال قال الأَصمعي السِّبُّ الحبل والخَيْطةُ الوَتِدُ ابن سيده الخيْطة الوتِد في كلام هُذيل وقيل الحبل والخَيْطُ والخِيطُ جماعة النَّعامِ وقد يكون من البقر والجمع خِيطانٌ والخَيْطى كالخِيطِ مثل سَكْرى قال لبيد وخَيْطاً من خَواضِبَ مُؤْلَفاتٍ كأَنَّ رِئالَها ورَقُ الإِفالِ وهذا البيت نسبه ابن بري لشبيل قال ويجمع على خِيطانٍ وأَخْياطٍ الليث نَعامة خَيْطاء بَيِّنَةُ الخَيَطِ وخَيَطُها طُولُ قَصَبِها وعُنُقِها ويقال هو ما فيها من اخْتِلاطِ سوادٍ في بياض لازِمٍ لها كالعَيَسِ في الإِبل العِراب وقيل خَيَطُها أَنها تَتقاطَرُ وتَتَّابعُ كالخَيْطِ الممدود ويقال خاطَ فلان بعيراً ببعير إِذا قَرَن بينهما قال رَكّاضٌ الدُّبَيْرِي بَلِيدٌ لم يخِطْ حَرْفاً بعَنْسٍ ولكنْ كان يَخْتاطُ الخِفاء أَي لم يقْرُن بعيراً ببعير أَراد أَنه ليس من أَرْباب النَّعَم والخِفاء الثوبُ الذي يُتَغَطَّى به والخَيْطُ والخِيطُ القِطْعةُ من الجراد والجمع خِيطانٌ أَيضاً ونَعامةٌ خَيْطاء بَيّنةُ الخَيطِ طويلة العُنق وخَيْطُ الرَّقَبة نُخاعُها يقال جاحَش فلان عن خَيْطِ رقَبته أَي دافَع عن دََمِه وما آتِيك إِلا الخَيْطةَ أَي الفَيْنةَ وخاطَ إِليهم خَيْطةً مرّ عليهم مرّة واحدة وقيل خاط إِليهم خَيْطةً واخْتاطَ واخْتَطى مقلوب مرّ مَرّاً لا يكاد ينقطع قال كراع هو مأْخوذ من الخَطْوِ مقلوب عنه قال ابن سيده وهذا خطَأٌ إِذ لو كان كذلك لقالوا خاطَه خَوْطةً ولم يقولوا خَيْطةً قال وليس مثل كراع يُؤمَن على هذا الليث يقال خاط فلان خَيْطةً واحدة إِذا سار سَيْرة ولم يَقطع السير وخاطَ الحَيّةُ إِذا انساب على الأَرض ومَخِيطُ الحَيّةِ مَزْحَفُها والمَخيطُ المَمَرُّ والمَسْلَكُ قال ذو الرمة وبينَهما مَلْقى زِمامٍ كأَنّه مَخِيطُ شُجاعٍ آخِرَ الليلِ ثائر ويقال خاطَ فلان إِلى فلان أَي مرّ إِليه وفي نوادر الأَعراب خاط فلان خَيْطاً إِذا مَضى سريعاً وتَخَوَّطَ تَخَوُّطاً مثله وكذلك مَخَطَ في الأَرض مَخْطاً ابن شميل في البطن مَقاطُّه ومَخِيطُه قال ومخيطه مجتمع الصِّفاقِ وهو ظاهر البطن

( دثط ) دَثَطَت القَرْحةُ انفجر ما فيها وليس بثبَت

( دحلط ) دَحْلَطَ الرجلُ دَحْلَطةً خلَطَ في كلامه قال الأَزهري هذا الحرف في كتاب الجمهرة لابن دريد مع غيره قال وما وجدت أَكثرها لأَحد من الثقات قال وينبغي أَن يَفْحَصَ عنها فما وجد منها لإِمام موثوق به فهو رباعي وما لم يجد منها لثقة كان منها على ريبة وحَذَر

( دقط ) الدَّقِطُ والدَّقْطانُ الغَضْبانُ قال أُمَيَّةُ ابنُ أَبي الصلْت من كان مُكْتَئِباً من سَيّءٍ دَقَطاً فزاد في صَدْرِه ما عاشَ دَقْطانا

( دوط ) الفراء طادَ إِذا ثبت وداطَ إِذا حَمُقَ

( ذأط ) ذأَط الإِناءَ يَذْأَطُه ذَأْطاً مَلأَه والذَّأْطُ الامْتِلاء وذأَطَه يَذْأَطُه ذَأْطاً مثل ذأَتَه أَي خنَقَه أَشدَّ الخنْقِ حتى دلَعَ لِسانُه كل ذلك عن كراع

( ذعط ) الذَّاعِطُ الذَّابح والذَّعْطُ الذبْحُ الوَحِيُّ والعين غير معجمة ذَعَطَه يَذْعَطُه ذَعْطاً ذبحه ذبْحاً وحِيّاً وقيل ذبحه أَيَّ ذبْحٍ كان وقد ذَعَطْته بالسكين وذعَطَتْه المَنِيّةُ على المثَل وسحَطَتْه قال أُسامةُ بن حَبيب الهذلي إِذا بلَغُوا مِصْرَهُم عُوجِلُوا من المَوْتِ بالهِمْيعِ الذَّاعِطِ وكذلك الذَّعْمَطةُ بزيادة الميم ومَوْت ذَعْوَطٌ ذاعِطٌ

( ذعمط ) الذَّعْمَطةُ الذبْحُ الوَحِيُّ ذَعْمَطَ الشاةَ ذَبَحها ذَبْحاً وحِيّاً

( ذفط ) ذَفَط الطائرُ ذَفْطاً سفَد وكذلك التيْسُ وذفَطَ الذُّبابُ إِذا أَلْقى ما في بطنه كل ذلك عن كراع

( ذقط ) ذَقَط الطائرُ أُنثاه يَذْقِطُها ذَقْطاً سفَدَها وخصّ ثعلب به الذُّبابَ وقال هو إِذا نكح قال ابن سيده ولم أَر أَحداً استعملَ النكاحَ في غير نوْع الإِنسان إِلا ثعلباً ههنا وقال سيبويه ذقَطَها ذَقْطاً وهو النكاح فلا أَدري ما عَنى من الأَنواع لأَنه لم يخُصّ منها شيئاً قال أَبو عبيد ونَمَ الذبابُ وذقَط بمعنى واحد ابن الأَعرابي الذَّاقِطُ الذباب الكثير السّفادِ غيره الذُّقَط ذباب صغير يدخل في عيون الناس وجمعه ذِقْطانٌ أَبو تراب عن بعض بني سُلَيْم يقال تذَقَّطْتُه تذَقُّطاً وتبَقَّطْتُه تبَقُّطاً إِذا أَخذته قليلاً قليلاً الطَّائفيُّ الذُّقَطُ وهو الذي يكون في البيوت

( ذمط ) في نوادر الأَعراب طَعام ذَمِطٌ وزَرِدٌ أَي لَيِّن سَريعُ الانْحِدارِ

( ذهط ) ذَهْوَطٌ موضع والذِّهْيَوْطُ على مثال عِذْيَوْط موضع وحكاه صاحب العين الذُّهْيُوط قال ابن سيده والصحيح ما تقدم

( ذوط ) ذاطَه يذوطُه دَوْطاً إِذا خَنَقه حتى يَدْلَعَ لِسانُه عن كراع والذَّوَطُ أَن يطولَ الحَنكُ الزَعْلى ويقْصُرَ الأَسْفلُ والذَّوَطُ صِغر الذَّقَنِ وقيل قِصَرُها والذَّوَطُ سُقاطُ الناسِ والذَّوْطةُ وجمعها أَذْواطٌ عنكبوت تكون بتهامة لها قوائم وذنبها مثل الحبة من العنب الأَسود صفراء الظهر صغيرة الرأْس تَكَعُ بذَنَبِها فتُجْهِدُ من تَكَعُه حتى يَذُوطَ وذَوْطُه أَن يَخْدَرَ مرّات ومن كلامهم يا ذَوْطةُ ذُوطِيه والأَذْوَطُ الناقِصُ الذَّقَنِ من الناس وغيرهم وامرأَة ذَوْطاء وقد ذوِطَ ذَوَطاً وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه لو منعوني جَدْياً أَذْوَطَ لقاتلتهم عليه هو من ذلك

( ذيط ) أَبو زيد ذاط في مشيه يَذِيطُ ذيَطاناً إِذا حرَّك مَنْكِبَيْه في مشيه مع كثرة لحم

( ربط ) رَبَطَ الشيءَ يَرْبِطُه ويَرْبُطُه رَبْطاً فهو مَرْبُوطٌ ورَبِيطٌ شدَّه والرِّباطُ ما رُبِطَ به والجمع رُبُطٌ وربَط الدابةَ يربِطُها ويربُطُها رَبْطاً وارْتَبَطَها وفلان يرتَبِطُ كذا رأْساً من الدوابّ ودابَّةٌ رَبِيطٌ مَربوطة والمِرْبَطُ والمِرْبَطةُ ما ربَطها به والمَرْبِطُ والمَرْبَطُ موضع رَبْطها وهو من الظروف المخصوصة ولا يَجْرِي مَجْرى مَنْزِلةَ الولد ومَناطَ الثُّرَيّا لا تقول هو مني مَرْبَطَ الفرس قال ابن بري فمن قال في المستقبل أَرْبِطُ بالكسر قال في اسم المكان المَرْبِطُ بالكسر ومن قال أَربُط بالضم قال في اسم المكان مَرْبَطاً بالفتح ويقال ليس له مَرْبِطُ عَنْزٍ والمِرْبَطةُ من الرَّحْل نِسْعةٌ لطيفة تشدّ فوق الحَشِيَّةِ والرَّبِيطُ ما ارْتُبِط من الدوابّ ويقال نِعم الرَّبِيطُ هذا لما يُرْتَبَطُ من الخيل ويقال لفلان رِباطٌ من الخيل كما تقول تِلادٌ وهو أَصلُ خيلِه وقد خَلَّف فلان بالثَّغْر خيلاً رابِطةً وببلد كذا رابِطةٌ من الخيل ورِباطُ الخيلِ مُرابَطَتُها والرِّباطُ من الخيل الخمسةُ فما فوقها قال بُشَير ابن أَبي حمام العَبْسِيّ وإِنَّ الرِّباطَ النُّكْدَ من آلِ داحِسٍ أَبَيْنَ فما يُفْلِحْن دُونَ رِهانِ
( * قوله « دون رهان » في الصحاح يوم رهان )
والرِّباطُ والمُرابَطةُ مُلازمةُ ثَغْرِ العَدُوِّ وأَصله أَن يَرْبِطَ كلُّ واحد من الفَريقين خيلَه ثم صار لزومُ الثَّغْرِ رِباطاً وربما سميت الخيلُ أَنفُسها رِباطاً والرِّباطُ المُواظَبةُ على الأَمر قال الفارسي هو ثانٍ من لزومِ الثغر ولزومُ الثغْر ثانٍ من رِباط الخيل وقوله عزَّ وجلَّ وصابِرُوا ورابِطُوا قيل معناه حافِظُوا وقيل واظِبُوا على مَواقِيت الصلاة وفي الحديث عن أَبي هريرة أَن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال أَلا أَدُلُّكم على ما يَمْحو اللّهُ به الخَطايا ويَرْفَعُ به الدرجاتِ ؟ قالوا بلى يا رسول اللّه قال إِسْباغُ الوُضوءِ على المَكارِه وكثرةُ الخُطى إِلى المساجِد وانْتِظارُ الصلاةِ بعد الصلاة فذلِكم الرِّباطُ الرِّباطُ في الأَصل الإِقامةُ على جِهادِ العدوِّ بالحرب وارتِباطُ الخيل وإِعْدادُها فشبَّه ما ذكر من الأَفعال الصالحة به قال القتيبيّ أَصل المُرابَطةِ أَن يَرْبطَ الفَرِيقانِ خيولها في ثَغْرٍ كلٌّ منهما مُعِدّ لصاحبه فسمي المُقامُ في الثُّغور رِباطاً ومنه قوله فذلكم الرِّباطُ أَي أَنَّ المُواظبةَ على الطهارة والصلاة كالجهاد في سبيل اللّه فيكون الرِّباطُ مصدرَ رابطْتُ أَي لازمت وقيل هو ههنا اسم لما يُرْبَطُ به الشيء أَي يُشَدُّ يعني أَنَّ هذه الخِلال تَرْبِطُ صاحبها عن المعاصي وتكفُّه عن المحارم وفي الحديث أَنَّ رَبِيطَ بني إِسرائيل قال زَيْنُ الحَكيِم الصمْتُ أَي زاهِدهم وحكِيمهم الذي يَرْبُطُ نفسه عن الدنيا أَي يَشُدُّها ويمنَعُها وفي حديث عديّ قال الشعبي وكان لنا جاراً ورَبيطاً بالنهْرَيْنِ ومنه حديث ابن الأَكواع فَرَبَطْتُ عليه أَسْتَبْقِي نفْسِي أَي تأَخرت عنه كأَنه حبَس نفْسَه وشدّها قال الأَزهري أَراد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بقوله فذلكم الرِّباطُ قوله عزّ وجل يا أَيها الذين آمنوا اصْبِرُوا وصابِرُا ورابِطُوا وجاءَ في تفسيره اصبروا على دِينكم وصابروا عدوَّكم ورابطوا أَي أَقيموا على جهاده بالحرب قال الأَزهري وأَصل الرِّباط من مَرابِطِ الخيل وهو ارْتِباطُها بِإِزاء العدوّ في بعض الثغورِ والعرب تسمي الخيل إِذا رُبطت بالأَفنية وعُلِفَتْ رُبُطاً واحدها رَبيطٌ ويجمع الرُّبُطُ رِباطاً وهو جمع الجمع قال اللّه تعالى ومن رِباطِ الخيل تُرهبون به عَدُوَّ اللّه وعدوَّكم قال الفرّاء في قوله ومن رباط الخيل قال يريد الإِناث من الخيل وقال الرِّباطُ مُرابَطةُ العدوِّ وملازَمةُ الثغر والرجلُ مُرابِطٌ والمُرابِطاتُ جماعات الخيول التي رابَطَت ويقال ترَابَط الماءُ في مكان كذا وكذا إِذا لم يبرحْه ولم يخرج منه فهو ماءٌ مُترابِطٌ أَي دائمٌ لا يَنْزَحُ قال الشاعر يصف سحاباً تَرَى الماء منه مُلْتقٍ مُترابِطٌ ومُنْحَدِرٌ ضاقَتْ به الأَرضُ سائحُ والرِّباطُ الفُؤَاد كأَنَّ الجسم رُبِطَ به ورجل رابِطُ الجَأْشِ ورَبِيطُ الجأْشِ أََي شديد القلب كأَنه يرْبُط نفْسَه عن الفِرار يكُفُّها بجُرْأَته وشَجاعته وربَطَ جأْشُه رِباطةً اشتدَّ قلبُه ووَثُقَ وحَزُمَ فلم يَفِرّ عند الرَّوْعِ وقال العجاج يصف ثوراً وحْشيّاً فباتَ وهو ثابتُ الرِّباطِ أَي ثابِتُ النفْسِ وربَطَ اللّهُ على قلبِه بالصبرِ أَي أَلهَمه الصبْرَ وشدَّه وقَوّاه ونَفَسٌ رابِطٌ واسِعٌ أَريضٌ وحكى ابن الأَعْرابي عن بعض العرب أَنه قال اللهم اغْفِر لي والجِلْدُ بارِدٌ والنفْسُ رابِطٌ والصُّحُفُ منتَشِرة والتوْبةُ مقبولةٌ يعني في صحَّته قبل الحِمام وذكَّر النفْسَ حَملاً على الرُّوحِ وإِن شئت على النسب والرَّبِيطُ التمر اليابسُ يوضع في الجِرابِ ثم يُصَبُّ عليه الماء والرَّبيطُ البُسْرُ المَوْدونُ وارتَبَطَ في الحَبْل نَشِبَ عن اللحياني والرَّبِيطُ الذاهب عن الزجّاجي فكأَنه ضدّ وقيل الرَّبِيطُ الرّاهِبُ والرِّباطُ ما تُشَدُّ به القِرْبةُ والدابةُ وغيرهما والجمع رُبُطٌ قال الأَخطل مِثل الدَّعامِيصِ في الأَرْحامِ عائرة سُدَّ الخَصاصُ عليها فهْو مَسْدُودُ تموتُ طَوْراً وتَحْيا في أَسِرَّتِها كما تُقَلَّبُ في الرُّبْطِ المَراوِيدُ والأَصل في رُبْطٍ رُبُطٌ ككتاب وكُتب والإِسكان جائز على جهة التخفيف وقطَع الظبْيُ رِباطَه أَي حِبالَتَه إِذا انْصَرف مَجْهوداً ويقال جاء فلان وقد قرَض رِباطَه والرِّباطُ واحد الرِّباطاتِ المبْنِيّةِ والرَّبِيطُ لقَبُ الغَوْثِ بن مُرَّة
( * قوله « ابن مرة » في القاموس ابن مر بدون هاء تأْنيث قال شارحه ووقع في الصحاح مرة وهو وهم )

( رثط ) أَهمله الليث وفي النوادر أَرْثَطَ الرجلُ في قُعودِه ورثَطَ وتَرَثَّطَ ورَطَمَ ورَضَمَ وأَرْطَم كله بمعنى واحد

( رسط ) الأَزهري أَهملها ابن المظفر قال وأَهل الشام يسمون الخَمْرَ الرَّساطُونَ وسائرُ العرب لا يعرفونه قال وأُراها رومية دخلت في كلام مَنْ جاوَرَهم من أَهل الشام ومنهم من يقلب السين شيناً فيقول رَشاطون

( رطط ) الرَّطِيطُ الحُمْقُ والرَّطِيطُ أَيضاً الأَحْمَقُ فهو على هذا اسم وصفة ورجل رَطِيطٌ ورَطِيءٌ أَي أَحمقُ وأَرَطَّ القومُ حَمُقُوا وقالوا أَرِطِّي فإِنَّ خَيْرَكِ بالرَّطِيطِ يُضْرب للأَحمق الذي لا يرزق إِلا بالحُمْقِ فإِن ذهَبَ يَتعاقَلُ حُرِمَ وقومٌ رَطائطُ حَمْقَى حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد مَهْلاً بَني رُومانَ بعضَ عِتابِكُمْ وإِيّاكُمُ والهُلْبَ مِنِّي عَضارِطا أَرِطُّوا فقد أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْ عسَى أَن تَفُوزُوا أَن تكُونوا رَطائطا ولم يُذْكر للرّطائط واحد يقول اضْطَرَبَ أَمرُكم من جهة الجِدِّ والعقل فاحْمُقوا لعلكم تَفُوزون بجهلكم وحُمْقِكم قال ابن سيده وقوله أَقْلَقْتُم حَلَقاتِكم يقول أَفْسَدْتم عليكم أَمرَكم من قول الأَعشى لقد قَلَّقَ الحَلْقَ إِلا انْتِظارا وقال ابن الأَعرابي تقول للرجل رُطْ رُطْ إِذا أَمرته أَن يتَحامَقَ مع الحَمْقَى ليكون له فيهم جَدٌّ ويقال اسْتَرْطَطْتُ الرجلَ واسْتَرْطَأْتُهُ إِذا اسْتَحْمَقْتَه والرَّطْراطُ الماء الذي أَسْأَرَتْه الإِبلُ في الحِياضِ نحو الرِّجْرِجِ والرَّطِيطُ الجَلَبةُ والصِّياحُ وقد أَرَطُّوا أَي جَلَّبُوا

( رغط ) رُغاطٌ موضع

( رقط ) الرُّقْطةُ سواد يشوبُه نُقَطُ بَياضٍ أَو بياضٌ يشوبُه نُقَطُ سوادٍ وقد ارْقَطَّ ارْقِطاطاً وارْقاطَّ ارْقِيطاطاً وهو أَرْقَطُ والأُنثى رَقْطاء والأَرْقَطُ من الغنم مثل الأَبْغَثِ ويقال تَرَقَّطَ ثوبه تَرَقُّطاً إِذا تَرَشَّشَ عليه مِداد أَو غيره فصار فيه نُقط ودجاجة رَقْطاء إِذا كان فيها لُمَعٌ بِيضٌ وسُود والسُّلَيْسِلَة
( * قوله « والسليسلة » كذا بالأصل مضبوطاً وفي شرح القاموس السليلة بسين واحدة )
الرَّقْطاء دُوَيْبَّة تكون في الجَبابِينِ وهي أَخْبَثُ العِظاء إِذا دَبَّتْ على طعام سَمَّتْهُ وارْقاطَّ عُود العَرْفَجِ ارْقِيطاطاً إِذا خرج ورقه ورأَيتَ في متفرّق عيدانه وكُعُوبِه مثل الأَظافير وقيل هو بعد التَّثْقِيبِ والقَمَلِ وقَبْلَ الإِدْباء والإِخْواصِ والأَرْقَطُ النَّمِرُ للونه صفة غالبة غلَبةَ الاسم والرّقْطاء من أَسماء الفتنة لتلوُّنها وفي حديث حذيفة ليَكُونَنّ فيكم أَيّتُها الأُمّةُ أَربع فِتَنٍ الرّقْطاء والمُظْلِمةُ وفلانة وفلانة يعني فتنة شَبَّهها بالحيّة الرقْطاء وهو لون فيه سواد وبياض والمظلمة التي تعمُّ والرقْطاء التي لا تعمّ وفي حديث أَبي بكْرة وشهادَتِه على المغيرة لو شئتُ أَن أَعُدَّ رقَطاً كان على فَخِذَيْها أَي فَخِذَيِ المرأَةِ التي رُمِيَ بها وفي حديث صفة الحَزْوَرَةِ أَغْفَرَ بَطْحاؤُها وارْقاطَّ عَوْسَجُها ارْقاطّ من الرُّقطة البياض والسواد يقال ارْقَطَّ وارْقاطَّ مثل احْمَرَّ واحْمارّ قال القتيبي أَحسبه ارْقاطَّ عَرْفَجُها يقال إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ فلانَ عُوده قد ثقَّبَ عودُه فإِذا اسْوَدَّ شيئاً قيل قد قَمِلَ فإِذا زاد قيل قد ارْقاطَّ فإِذا زاد قيل قد أَدْبَى والرَّقْطاءُ الهِلالِيّةُ التي كانت فيها قِصّة المغيرة لتلوُّن كان في جلدها وحُمَيْد بن ثَوْرٍ الأَرْقَط أَحد رُجّازِهم وشُعرائهم سمي بذلك لآثار كانت في وجهه والأُرَيْقِطُ دليلُ النبي صلّى اللّه عليه وسلّم واللّه أَعلم

( رمط ) رَمَطَ الرجلَ يَرْمِطُه رَمْطاً عابَه وطَعن عليه والرَّمْطُ مَجْمَعُ العُرْفُطِ ونحوه من الشجر وقيل هو من شجر العِضاه كالغيْضةِ قال الأَزهري هذا تصحيف سمعت العرب تقول للحَرْجةِ الملْتفَّة من السِّدْر غَيْضُ سِدْر ورَهْطُ سدر ورَهْطٌ من عُشَرٍ بالهاء لا غير قال ومن رواه بالميم فقد صحّف

( رهط ) رَهْطُ الرجلِ قومُه وقبيلته يقال هم رَهْطه دِنْية والرَّهْطُ عدد يجمع من ثلاثة إِلى عشرة وبعض يقول من سبعة إِلى عشرة وما دون السبعة إِلى الثلاثة نَفَرٌ وقيل الرَّهْطُ ما دون العشرة من الرّجال لا يكون فيهم امرأَة قال اللّه تعالى وكان في المدينة تِسْعةُ رَهْط فجمع ولا واحد له من لفظه مثل ذَوْدٍ ولذلك إذا نُسِبَ إِليه نسب على لفظه فقيل رَهْطِيّ وجمع الرَّهْط أَرْهُطٌ وأَرْهاطٌ وأَراهِطُ قال ابن سيده والسابقُ إِليَّ من أَوّل وهلة أَن أَراهِطَ جمع أُرْهُطٍ لضِيقه عن أَن يكون جمع رَهْطٍ ولكن سيبويه جعله جمع رَهْطٍ قال وهي أَحد الحروف التي جاء بِناء جمعها على غير ما يكون في مثله ولم تكسر هي على بنائها في الواحد قال وإِنما حَمَل سيبويه على ذلك علمه بعزة جمع الجمع لأَن الجموع إِنما هي للآحاد وأَما جمْعُ الجمع ففَرْعٌ داخِل على فرع ولذلك حمل الفارسيّ قوله تعالى فرُهُنٌ مقبوضة فيمن قرأَ به على باب سَحْلٍ وسُحُلٍ وإِن قَلَّ ولم يحمله على أَنه جمع رهان الذي هو تكسير رَهْنٍ لعزّة هذا في كلامهم وقال الليث يجمع الرَّهْطُ من الرِّجالِ أَرْهُطاً والعددُ أَرْهِطةٌ ثم أَراهِط قال الشاعر يا بُؤْس لِلْحَرْبِ التي وَضَعَت أَراهِطَ فاسْترَاحوا وشاهد الأَرْهُطِ قول رؤبة هُوَ الدََّّلِيلُ نَفَراً في أَرْهُطه وقال آخر وفاضِحٍ مُفْتَضِحٍ في أَرْهُطِهْ وقد يكون الرَّهْطُ من العشرة الليث تخفيف الرهط أَحسن من تثقيله وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه قال المَعْشَرُ والرهط والنَّفَرُ والقوم هؤُلاء معناهم الجَمع ولا واحد لهم من لفظهم وهو للرجال دون النساء قال والعَشيرةُ أَيضاً الرِّجالُ وقال ابن السكيت العِتْرةُ هو الرَّهْطُ قال أَبو منصور وإِذا قيل بنو فلان رَهْط فلان فهو ذو قَرابَتِه الأَدْنَوْنَ والفَصِيلةُ أَقرب من ذلك ويقال نحن ذَوُو ارْتِهاطٍ أَي ذَوُو رَهْطٍ من أَصحابنا وفي حديث ابن عمر فأَيْقَظَنا ونحنُ ارْتِهاطٌ أَي فِرَقٌ مُرْتَهِطُون وهو مصدر أَقامَه مُقامَ الفِعل كقول الخنساء فإِنما هِيَ إِقْبالٌ وإِدْبار أَي مُقْبِلةٌ ومُدْبِرةٌ أَو على معنى ذَوِي ارْتِهاطٍ وأَصل الكلمة من الرَّهْطِ وهم عَشِيرة الرجل وأَهلُه وقيل الرهطُ من الرجال ما دون العشرة وقيل إِلى الأَربعين ولا يكون فيهم امرأَة والرَّهْطُ جلْد قَدْرُ ما بين الرُّكبة والسُّرّة تَلْبَسه الحائضُ وكانوا في الجاهلية يطوفون عُراة والنساء في أَرْهاط قال ابن سيده والرَّهْطُ جلد طائفيّ يُشَقِّقُ تَلْبَسهُ الصبيان والنساء الحُيَّضُ قال أَبو المُثَلَّم الهُذَلي مَتى ما أَشَأْ غَيْرَ زَهْوِ المُلُو كِ أَجعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ ابن الأَعرابي الرَّهْطُ جِلد يُقَدُّ سُيوراً عِرَضُ السير أَربع أَصابِعَ أَو شبر تلبسه الجارية الصغيرة قبل أَن تُدرك وتلبَسه أَيضاً وهي حائض قال وهي نَجْدِية والجمع رِهاطٌ قال الهذلي بِضَرْبٍ في الجَماجِمِ ذي فُرُوغ وطَعْنٍ مِثْلِ تَعْطِيطِ الرِّهاطِ وقيل الرِّهاطُ واحد وهو أَدِيم يُقْطع كقَدْرِ ما بين الحُجْزةِ إِلى الرُّكْبةِ ثم يُشَقَّقُ كأَمْثالِ الشُّرُكِ تلبَسُه الجارية بنتُ السبْعة والجمع أَرْهِطةٌ ويقال هو ثوب تلبسه غِلْمان الأَعْراب أَطْباقٌ بعضُها فوق بَعْضٍ أَمْثالُ المَراوِيحِ وأَنشد بيت الهذلي مثلِ تَعْطِيطِ الرِّهاطِ وقال ابن الأَعرابي الرَّهْط مِئْزَرُ الحائض يجعلُ جُلوداً مشقَّقة إِلا موضع الفَلْهَم وقال أَبو طالب النحوي الرَّهْطُ يكون من جُلود ومن صوف والحَوْفُ لا يكون إِلا من جُلود والتَّرْهيطُ عِظَمُ اللَّقْم وشِدَّةُ الأَكل والدَّهْورةِ وأَنشد يا أَيُّها الآكِلُ ذُو التَّرْهِيطِ والرُّهَطةُ والرُّهَطاء والرّاهِطاء كلُّه من جِحَرَةِ اليَرْبُوعِ وهي أَول حَفِيرة يَحْتَفِرُها زاد الأَزهريُّ بين القاصِعاء والنّافِقاء يَخْبأُ فيه أَولاده أَبو الهيثم الرّاهِطاء التراب الذي يجعله اليربوع على فَمِ القاصعاء وما وراء ذلك وإِنما يُغَطِّي جُحْرَه حتى لا يبقى إِلا على قَدْرِ ما يدخل الضَّوْء منه قال وأَصله من الرَّهْط وهو جلد يُقطع سُيوراً يصير بعضها فوق بعض ثم يلبس للحائض تَتَوَقَّى وتَأْتَزِرُ به قال وفي الرَّهْط فُرَجٌ كذلك في القاصعاء مع الرّاهطاء فُرجة يصل بها إِليه الضوء قال والرَّهْطُ أَيضاً عِظَمُ اللَّقْمِ سميت راهِطاء لأَنها في داخل فَمِ الجُحْر كما أَن اللُّقْمةَ في داخل الفم الجوهري والراهِطاء مثل الدّامَّاء وهي أَحد جِحَرةِ اليَربوع التي يُخرج منها الترابَ ويجمعه وكذلك الرُّهَطةُ مثال الهُمَزةِ والرَّهْطَى طائر يأْكل التِّينَ عند خُروجه من ورقه صغيراً ويأْكل زَمَعَ عَناقِيدِ العنب ويكون ببعض سَرواتِ الطائِف وهو الذي يسمى عَيْرَ السَّراةِ والجمع رَهاطَى ورَهْطٌ موضعٌ قال أَبو قِلابةَ الهذلي يا دارُ أَعْرِفُها وحْشاً مَنازِلُها بَيْنَ القَوائمِ من رَهْطٍ فأَلْبانِ ورُهاطٌ موضع بالحجاز وهو على ثلاث لَيالٍ من مكة قال أَبو ذؤَيب هَبَطْنَ بَطْنَ رُهاطَ واعْتَصَبْنَ كما يَسْقي الجُذُوعَ خِلالَ الدارِ نَضّاحُ ومَرْجُ راهِطٍ موضع بالشام كانت به وَقْعةٌ التهذيب ورُهاط موضع في بلاد هذيل وذُو مَراهِطَ اسم موضع آخر قال الراجز يصف إِبلاً كم خَلَّفَتْ بلَيْلِها من حائِطِ ودَغْدَغَتْ أَخْفافُها من غائطِ مُنْذُ قَطَعْنا بَطْنَ ذي مَراهطِ يَقُودُها كلُّ سَنامٍ عائطِ لم يَدْمَ دَفّاها من الضَّواغِطِ قال ووادي رُهاطٍ في بلاد هذيل الأَزهري في ترجمة رمط قال الرَّمْطُ مُجْتَمَعُ العُرْفُطِ ونحوه من الشجر كالغَيْضةِ قال وهذا تصحيف سمعت العرب تقول للحَرْجةِ المُلْتَفَّةِ من السِّدْر غَيْضُ سِدْر ورَهْطُ سِدْر وقال ابن الأَعرابي يقال فَرْشٌ من عُرْفُطٍ وأَيْكَةٌ من أَثْلٍ ورَهْطٌ من عُشَرٍ وجَفْجَفٌ من رِمْثٍ قال وهو بالهاء لا غير ومن رواه بالميم فقد صحّف

( روط ) راطَ الوحْشيُّ بالأَكَمةِ أَو الشجرة رَوْطاً كأَنه يَلُوذُ بها

( ريط ) الرَّيْطةُ المُلاءَةُ إِذا كانت قِطْعةً واحدة ولم تكن لِفْقَيْنِ وقيل الرَّيْطةُ كل مُلاءَة غير ذات لَفْقَينِ كلُّها نَسْجٌ واحد وقيل هو كلُّ ثوبٍ لَيِّنٍ دقيقٍ والجمع رَيْطٌ ورِياطٌ قال لا مَهْلَ حتى تَلْحَقِي بعَنْسِ أَهْلِ الرِّياطِ البِيضِ والقَلَنْسِي عَنْسُ قَبيلة قال الأَزهري لا تكون الرَّيْطةُ إِلا بَيْضاء والرّائطةُ كالرَّيْطةِ وفي حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما أُتِيَ برائطةٍ يتَمَنْدَلُ بها بعد الطَّعامِ فطَرَحَها قال سفيان يعني بِمِنْدِيلٍ قال وأَصحاب العربية يقولون رَيْطة وفي حديث حذيفة ابْتاعُوا لي رَيْطَتَيْنِ نَقِيَّتَيْنِ وفي رواية أَنه أُتِيَ بكَفَنِه رَيْطَتَيْنِ فقال الحَيُّ أَحْوجُ إِلى الجديد من الميت وفي حديث أَبي سعيد في ذكر الموت ومع كل واحد منهم رَيْطةٌ مِن رِياطِ الجنةِ ورائطةُ اسم امرأَة وقال في التهذيب ورَيْطةُ اسم للمرأَة قال ولا يقال رائطةُ ورَيْطات اسم موضع قال النابغة الجعدي تَحُلُّ بأَطْرافِ الوجافِ ودارُها حَويلٌ فَرَيْطاتٌ فَزَعْمٌ فأَخْرَبُ
( * قوله « تحل إلخ » كذا بالأصل ومثله شرح القاموس وفي معجم ياقوت وحاف بالكسر وحاء مهملة وزعم براء مفتوحة فمهملة ساكنة موضعان )
وراطَ الوحْشِيُّ بالأَكمةِ يَرِيطُ لاذ ويَرُوطُ أَعْلى وهي حكاية ابن دريد في الجمهرة والأوُلى حكاها الفارسيّ عن أَبي زيد

( زبط ) حكى ابن برِّيٍّ عن ابن خالويه الزَّباطةُ البَطّةُ وقال الفراء الزَّبِيطُ صِياحُ البطّةِ غيره الزَّبْطُ صياح البطة وزَبَطَتِ البَطَّةُ زَبْطاً صوَّتَتْ

( زحلط ) الزُّحْلوطُ الخَسِيسُ

( زخرط ) الزِّخْرِطُ بالكسر مُخاطُ الإِبل والشاء والنعجة ولُعابُها وجمَل زُخْروطٌ مُسِنٌّ هَرِمٌ وقال ابن بري الزُّخْرُوطُ الجمَلُ الهَرِمُ

( زرط ) التهذيب يقال سَرَطَ اللُّقْمةَ وزَرَطَها وزَرَدَها وهو الزَّرّاطُ والسرّاطُ وروي عن أَبي عمرو أَنه قرأَ الزِّراطَ بالزاي خالصة وروى الكسائي عن حمزة الزِّراط بالزاي وسائرُ الرُّواة روَوْا عن أَبي عمرو الصِّراطَ وقال ابن مجاهد قرأَ ابن كثير بالصاد واختلف عنه وقرأَ بالصاد نافع وأَبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي وقيل قرأَ يعقوب الحَضْرمي السراط بالسين

( زطط ) الزُّطُّ جيل أَسْوَدُ من السِّنْدِ إِليهم تُنسب الثياب الزُّطِّيَّةُ وقيل الزُّطُّ إِعْرابُ جَت بالهندية وهم جِيل من أَهل الهند ابن الأَعرابي الزُّطُطُ والثُّطُطُ الكَواسِجُ وقيل الأَزَطُّ المُسْتَوِي الوجهِ والأَذَطُّ المُعْوَجُّ الفَطِّ وفي بعض الأَخبار فَحَلَق رأْسَه زُطِّيّة قيل هو مثل الصَّلِيب كأَنه فِعْل الزُّطّ وهم جنس من السُّودان والهُنود والواحد زُطِّيّ مثل الزِّنْجِ والزِّنْجِيّ والرومِ والرُّومِيّ شاهده فَجئْنا بِحَيَّيْ وائلٍ وبِلَفِّها وجاءتْ تَمِيمٌ زُطُّها والأَساوِرُ وقال عوهم بن عبد اللّه ويغني الزُّطّ عَبْد القَيْسِ عَنّا وتَكْفِينا الأَساوِرةُ المُزُونا وقال أَبو النجم وكان خالد بن عبد اللّه أَعطاه جارِيةً من سَبْي الهِنْد فقال فيها أُرْجوزةً أَوّلُها عُلِّقْتُ خَوْداً مِنْ بَناتِ الزُّطِّ وقيل الزُّطُّ السَّبابِجةُ قوم من السِّنْدِ بالبصرة

( زعط ) زَعَطَه زَعْطاً خَنَقَه وموتٌ زاعِطٌ ذابِحٌ كذاعِطٍ وزَعَطَ الحِمارُ ضَرطَ قال وليس بثبت

( زلط ) الزَّلْطُ المَشيُ السَّرِيعُ في بعض اللغات قال ابن دريد وليس بثبت

( زلقط ) الزُّلُنْقُطةُ القصيرة

( زنط ) الزِّناطُ الزِّحامُ وقد تَزانَطُوا إِذا تَزاحَمُوا

( زهط ) الزَّهْوَطةُ عِظَمُ اللَّقْمِ عن كراع وفي التهذيب « ز ه ط » مهملة إِلا الزِّهْيَوْطَ وهو موضع

( زوط ) زاوُطُ موضع أَبو عمرو يقال أَزْوَطُوا وغَوَّطُوا ودَبَّلُوا إِذا عَظَّمُوا اللُّقَمَ وازْدَرَدُوا وقيل زَوَّطُوا

( زيط ) زاطَ يَزِيطُ زَيْطاً وزِياطاً نازَعَ وهي المُنَازَعةُ واخْتِلافُ الأَصوات قال الهذلي كأَنَّ وَغَى الخَمُوشِ بِجانِبَيْها وَغَى رَكْبٍ أُمَيْمَ ذَوي زِياطِ
( * قوله « بجانبيها إلخ » في شرح القاموس بجانبيه أَي الماء وأُولي زياط بدل ذوي زياط )
هكذا أَنشده ثعلب وقال الزِّياطُ الصِّياحُ ورجل زَيّاطٌ صَيّاحٌ وروي ذَوِي هِياطِ والزِّياطُ الجُلْجُلُ وأَنشد بيت الهذلي أَيضاً

( سبط ) السَّبْطُ والسَّبَطُ والسَّبِطُ نقيض الجَعْد والجمع سِباطٌ قال سيبويه هو الأَكثر فيما كان على فَعْلٍ صِفةً وقد سَبُطَ سُبُوطاً وسُبُوطةً وسَباطةً وسَبْطاً الأَخيرة عن سيبويه والسَّبْطُ الشعر الذي لا جُعُودة فيه وشعر سَبْطٌ وسَبِطٌ مُسْتَرْسِلٌ غير جَعْدٍ ورجل سبْطُ الشعر وسَبِطُه وقد سَبِطَ شعرُه بالكسر يَسْبَطُ سَبَطاً وفي الحديث في صفة شعره ليس بالسَّبْطِ ولا بالجَعْدِ القَطِطِ السَّبْطُ من الشعر المُنْبَسِطُ المُسْتَرْسِلُ والقَطِطُ الشدِيدُ الجُعُودةِ أَي كان شعره وسَطاً بينهما ورجل سَبِطُ الجسمِ وسَبْطُه طَويلُ الأَلواحِ مُسْتَوِيها بَيّنُ السَّباطةِ مثل فَخِذٍ وفَخْذ من قوم سِباطٍ إِذا كان حَسَنَ القَدِّ والاستواء قال الشاعر فَجاءت به سَبْطَ العِظامِ كأَنَّما عِمامَتُه بَيْنَ الرِّجالِ لِواء ورجل سَبْطٌ بالمَعْروف سَهْلٌ وقد سَبُطَ سَباطةً وسَبِطَ سَبَطاً ولغة أَهل الحجاز رجل سَبِطُ الشعرِ وامرأَة سَبِطةٌ ورجل سَبْطُ اليَدَيْن بَيّنُ السُّبُوطة سَخِيٌّ سَمْحُ الكفين قال حسان رُبَّ خالٍ لِيَ لَوْ أَبْصَرْتَهُ سَبِطِ الكَفَّيْنِ في اليَوْم الخَصِرْ شمر مطَر سَبْطٌ وسَبِطٌ أَي مُتدارِكٌ سَحٌّ وسَباطَتُه سَعَتُه وكثرته قال القطامِيُّ صَاقَتْ تَعَمَّجُ أَعْرافُ السُّيُولِ به من باكِرٍ سَبِطٍ أَو رائحٍ يَبِلِ
( * قوله « أعراف » كذا بالأصل والذي في الاساس وشرح القاموس أعناق )
أَراد بالسبط المطَر الواسِع الكثير ورجل سَبِطٌ بيِّن السَّباطةِ طويل قال أَرْسَلَ فيها سَبِطاً لم يَخْطَلِ أَي هو في خِلْقته التي خلقه اللّه تعالى فيها لم يزد طولاً وامرأَة سَبْطةُ الخلقِ وسَبِطةٌ رَخْصةٌ ليِّنَةٌ ويقال للرجل الطويلِ الأَصابعِ إِنه لسَبْطُ الأَصابع وفي صفته صلّى اللّه عليه وسلّم سَبْط القَصَبِ السبْطُ والسِبطُ بسكون الباء وكسرها الممتدُّ الذي ليس فيه تَعَقُّدٌ ولا نُتوء والقَصَبُ يريد بها ساعِدَيه وساقَيْه وفي حديث المُلاعَنةِ إِن جاءت به سَبطاً فهو لزوجها أَي ممتدّ الأَعضاء تامَّ الخلْقِ والسُّباطةُ ما سقَط من الشعر إِذا سُرِّحَ والسُّباطةُ الكُناسةُ وفي الحديث أَن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أَتى سُباطةَ قومٍ فبالَ فيها قائماً ثم توضأَ ومسَح على خُفَّيْه السُّباطةُ والكُناسةُ الموضع الذي يُرْمى فيه الترابُ والأَوْساخُ وما يُكْنَسُ من المنازل وقيل هي الكُناسةُ نفسها وإِضافَتُها إِلى القوم إِضافةُ تَخْصِيصٍ لا مِلْكٍ لأَنها كانت مَواتاً مُباحة وأَما قوله قائماً فقيل لأَنه لم يجد موضعاً للقعود لأَنَّ الظاهر من السُّباطة أَن لا يكون موضعُها مُسْتوياً وقيل لمرض منعه عن القعود وقد جاء في بعض الروايات لِعِلَّةٍ بمَأُبِضَيْهِ وقيل فعَله للتَّداوِي من وجع الصُّلْبِ لأَنهم كانوا يتَداوَوْنَ بذلك وفيه أَن مُدافَعةَ البَوْلِ مكروهة لأَنه بالَ قائماً في السُّباطة ولم يؤخِّرْه والسَّبَطُ بالتحريك نَبْتٌ الواحدة سَبَطةٌ قال أَبو عبيد السبَطُ النَّصِيُّ ما دام رَطْباً فإِذا يَبِسَ فهو الحَلِيُّ ومنه قول ذي الرمة يصف رملاً بَيْنَ النهارِ وبين الليْلِ مِن عَقَِدٍ على جَوانِبه الأَسْباطُ والهَدَبُ وقال فيه العجّاج أَجْرَدُ يَنْفِي عُذَرَ الأَسْباطِ ابن سيده السبَطُ الرَّطْبُ من الحَلِيِّ وهو من نباتِ الرمل وقال أَبو حنيفة قال أَبو زياد السبَطُ من الشجر وهو سَلِبٌ طُوالٌ في السماء دُقاقُ العِيدان تأْكله الإِبل والغنم وليس له زهرة ولا شَوك وله ورق دِقاق على قَدْرِ الكُرَّاثِ قال وأَخبرني أَعرابي من عَنَزة أَن السبَطَ نباتُه نباتُ الدُّخْنِ الكِبار دون الذُّرةِ وله حبّ كحبّ البِزْرِ لا يخرج من أَكِمَّتِه إِلا بالدَّقِّ والناس يستخرجونه ويأْكلونه خَبْزاً وطَبْخاً واحدته سبَطةٌ وجمع السبَطِ أَسْباطٌ وأَرض مَسْبَطةٌ من السَّبَطِ كثيرة السبَطِ الليث السبَطُ نبات كالثِّيل إِلا أَنه يطول وينبت في الرِّمال الواحدة سبَطةٌ قال أَبو العباس سأَلت ابن الأَعرابي ما معنى السِّبْط في كلام العرب ؟ قال السِّبْطُ والسّبْطانُ والأَسْباطُ خاصّة الأَولاد والمُصاصُ منهم وقيل السِّبْطُ واحد الأَسْباط وهو وَلد الوَلدِ ابن سيده السِّبْطُ ولد الابن والابنة وفي الحديث الحسَنُ والحُسَينُ سِبْطا رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ورضي عنهما ومعناه أَي طائفتانِ وقِطْعتان منه وقيل الأَسباط خاصة الأَولاد وقيل أَولاد الأَولاد وقيل أَولاد البنات وفي الحديث أَيضاً الحسينُ سِبْطٌ من الأَسْباط أَي أُمَّةٌ من الأُمم في الخير فهو واقع على الأُمَّة والأُمَّةُ واقعة عليه ومنه حديث الضِّبابِ إِنَّ اللّه غَضِبَ على سِبْطٍ من بني إِسرائيل فمسخهم دَوابَّ والسِّبْطُ من اليهود كالقبيلة من العرب وهم الذين يرجعون إِلى أَب واحد سمي سِبْطاً ليُفْرَق بين ولد إِسمعيل وولد إِسحق وجمعه أَسْباط وقوله عزّ وجلّ وقطَّعناهم اثْنَتَيْ عَشْرةَ أَسْباطاً أُمماً ليس أَسباطاً بتمييز لأَن المميز إِنما يكون واحداً لكنه بدل من قوله اثنتي عشرة كأَنه قال جعلناهم أَسْباطاً والأَسْباطُ من بني إِسرائيل كالقبائل من العرب وقال الأَخفش في قوله اثنتي عشرة أَسباطاً قال أَنَّث لأَنه أَراد اثنتي عشرة فِرْقةً ثم أَخبر أَن الفِرَقَ أَسْباطٌ ولم يجعل العدد واقعاً على الأَسباط قال أَبو العباس هذا غلط لا يخرج العدد على غير الثاني ولكن الفِرَقُ قبل اثنتي عشرة حتى تكون اثنتي عشرة مؤنثة على ما فيها كأَنه قال وقطَّعناهم فِرَقاً اثنتي عشرة فيصح التأْنيث لما تقدم وقال قطرب واحد الأَسباط سِبْطٌ يقال هذا سِبْط وهذه سبط وهؤلاء سِبْط جمع وهي الفِرْقة وقال الفراء لو قال اثْنَيْ عشَر سِبْطاً لتذكير السبط كان جائزاً وقال ابن السكيت السبط ذَكَرٌ ولكن النية واللّه أَعلم ذهبت إِلى الأُمم وقال الزجاج المعنى وقطَّعناهم اثنتي عشْرةَ فِرْقة أَسباطاً فأَسباطاً من نعت فرقة كأَنه قال وجعلناهم أَسباطاً فيكون أَسباطاً بدلاً من اثنتي عشرة قال وهو الوجه وقال الجوهري ليس أَسباطاً بتفسير ولكنه بدل من اثنتي عشرة لأَن التفسير لا يكون إِلا واحداً منكوراً كقولك اثني عشر درهماً ولا يجوز دراهم وقوله أُمماً من نعت أَسْباطٍ وقال الزجاج قال بعضهم السِّبْطُ القَرْنُ الذي يجيء بعد قرن قالوا والصحيح أَن الأَسْباط في ولد إِسحق بن إِبراهيم بمنزلة القبائل في ولد إِسمعيل عليهم السلام فولَد كلِّ ولدٍ من ولدِ إِمعيل قبيلةٌ وولد كلِّ ولد من ولَدِ إِسحق سِبْطٌ وإِنما سمي هؤلاء بالأَسباط وهؤلاء بالقبائل ليُفْصَلَ بين ولد إِسمعيل وولد إِسحق عليهما السلام قال ومعنى إِمعيل في القبيلة ( ) قوله « قال ومعنى إسماعيل في القبيلة إلخ » كذا في الأَصل معنى الجماعة يقال لكل جماعة من أَب واحد قبيلة وأَما الأَسباط فمشتق من السبَطِ والسبَطُ ضرْب من الشجر ترعاه الإِبل ويقال الشجرةُ لها قبائل فكذلك الأَسْباطُ من السبَط كأَنه جُعل إِسحقُ بمنزلة شجرة وجعل إِسمعيل بمنزلة شجرة أُخرى وكذلك يفعل النسابون في النسب يجعلون الوالد بمنزلة الشجرة والأَولادَ بمنزلة أَغْصانها فتقول طُوبى لفَرْعِ فلانٍ وفلانٌ من شجرة مباركة فهذا واللّه أَعلم معنى الأَسْباط والسِّبْطِ قال ابن سيده وأَما قوله كأَنه سِبْطٌ من الأَسْباطِ فإِنه ظن السبْطَ الرجل فغَلِط وسَبَّطَتِ الناقةُ وهي مُسَبِّطٌ أَلْقَتْ ولدَها لغير تمام وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها كانت تَضْرِب اليَتيم يكون في حَجْرِها حتى يُسْبِطَ أَي يَمتدّ على وجه الأَرض ساقطاً يقال أَسْبَطَ على الأَرض إِذا وقع عليها ممتدّاً من ضرب أَو مرَض وأَسْبَطَ الرجلُ إِسْباطاً إِذا انْبَسَطَ على وجه الأَرض وامتدّ من الضرب واسْبَطَرَّ أَي امتدّ منه ومنه حديث شُرَيْحٍ فإِن هي دَرَّتْ واسْبَطَرَّت يريد امتدَّتْ للإِرْضاع وقال الشاعر ولُيِّنَتْ من لَذّةِ الخِلاطِ قد أَسْبَطَتْ وأَيُّما إِسْباطِ يعني امرأَة أُتِيَتْ فلما ذاقَتِ العُسَيْلةَ مَدَّتْ نفْسَها على الأَرض وقولهم ما لي أَراك مُسْبِطاً أَي مُدَلِّياً رأْسَك كالمُهْتَمّ مُسْتَرْخِيَ البدَنِ أَبو زيد يقال للناقة إِذا أَلقَتْ ولدَها قُبَيْلَ أَن يَسْتَبينَ خَلْقُه قد سَبَّطَتْ وأَجْهَضَتْ ورَجَعَتْ رِجاعاً وقال الأَصمعي سبَّطتِ الناقةُ بولدها وسبَّغَت بالغين المعجمة إِذا أَلقته وقد نبَت وبَرُه قبل التَّمام والتَّسْبِيطُ في الناقة كالرِّجاعِ وسبَّطتِ النعجةُ إِذا أَسْقطت وأَسْبَط الرجلُ وقع فلم يقدر على التحرُّك من الضعْف وكذلك من شُرب الدَّواء أَو غيره عن أَبي زيد وأَسْبَطَ بالأَرض لَزِقَ بها عن ابن جَبلة وأَسْبَط الرجلُ أَيضاً سكَت مِن فَرَقٍ والسَّبَطانةُ قَناةٌ جَوْفاء مَضْروب بالعَقَبِ يُرْمى بها الطيرُ وقيل يرمى فيها بِسهام صِغار يُنْفَخُ فيها نَفْخاً فلا تكاد تُخْطِئ والسَّاباطُ سَقيفةٌ بين حائطين وفي المحكم بين دارين وزاد غيره من تحتها طريق نافذ والجمع سَوابِيطُ وساباطاتٌ وقولهم في المثل أَفْرَغُ من حَجَّامِ ساباطٍ قال الأَصمعي هو ساباطُ كسْرى بالمدائنِ وبالعجمية بَلاس آبادْ وبَلاس اسم رجل ومنه قول الأَعشى
فأَصْبَحَ لم يَمْنَعْه كَيْدٌ وحِيلةٌ ... بِساباطَ حتى ماتَ وهو مُحَرْزَق
( * هكذا روي صدر هذا البيت في الأَصل روايتين مختلفتين وكلتا الروايتين
تخالف ما في قصيدة الأَعشى فقد روي فيها على هذه الصورة فذاك وما أنجى من الموت ربّه )
يذكر النعمان بن المنذر وكان أَبْرَويز حبَسه بساباط ثم أَلقاه تحت
أَرْجُل الفِيَلةِ وساباطُ موضع قال الأَعشى
هُنالِكَ ما أَغْنَتْه عِزَّةُ مُلْكِه ... بِساباطَ حتى ماتَ وهو مُحَرْزَقُ
( * هكذا روي صدر هذا البيت في الأَصل روايتين مختلفتين وكلتا الروايتين
تخالف ما في قصيدة الأَعشى فقد روي فيها على هذه الصورة فذاك وما أنجى من الموت ربّه )
وسَباطِ من أَسماء الحمَّى مبنيّ على الكسر قال المتنخل الهذلي أَجَزْتُ بفِتْيةٍ بِيضٍ كِرامٍ ... كأَنَّهُمُ تَمَلُّهُمُ سَباطِ
وسُباط اسم شهر بالرومية وهو الشهر الذي بين الشتاء والربيع وفي التهذيب وهو في فصل الشتاء وفيه يكون تمام اليوم الذي تَدُور كسُوره في السنين فإِذا تَمَّ ذلك اليومُ في ذلك الشهر سمّى أَهلُ الشام تلك السنةَ عامَ الكَبِيسِ وهم يَتَيَمَّنُونَ به إِذا وُلد فيه مولود او قَدِم قادِمٌ من سَفَرٍ والسِّبْطُ الرِّبْعِيُّ نخلة تُدرك آخر القَيْظِ وسابِطٌ وسُبَيْطٌ اسْمانِ وسابُوطٌ دابّةٌ من دواب البحر ويقال سبَط فلان على ذلك الأَمْرِ يميناً وسَمَط عليه بالباء والميم أَي حلَف عليه ونعْجة مَبْسُوطةٌ إِذا كانت مَسْمُوطةً مَحْلوقة

( سجلط ) السِّجِلاّطُ على فِعِلاَّلٍ الياسَمِينُ وقيل هو ضرْب من الثّياب وقيل هي ثياب صُوف وقيل هو النَّمَطُ يُغَطَّى به الهَوْدَجُ وقيل هو بالرومية سِجِلاَّطُس الفراء السِّجِلاّطُ شيء من صوف تُلْقِيه المرأَةُ على هَوْدَجِها وقيل هي ثياب مَوْشيّة كأَنَّ وشْيهَا خاتَم وهي زعموا رُومِيّة قال حميد بن ثور تخَيَّرْنَ إِمّا أُرْجُواناً مُهَذَّباً وإِمّا سِجِلاَّطَ العِراقِ المُخَتَّما أَبو عمرو يقال للكساء الكُحْليّ سِجلاّطِيّ ابن الأَعرابي خَزٌّ سِجِلاَّطِيٌّ إِذا كان كُحْلِيّاً وفي الحديث أُهْدِيَ له طَيْلَسانٌ من خَزٍّ سِجِلاَّطيٍّ قيل هو الكُحْليُّ وقيل على لون السِّجلاّطِ وهو الياسَمِينُ وهو أَيضاً ضرب من ثياب الكَتَّان ونمط من الصوف تلقيه المرأَة على هَوْدَجِها يقال سِجِلاَّطِيٌّ وسِجلاَّطٌ كرُومِيٍّ ورُومٍ والسِّنْجِلاطُ موضع ويقال ضَرْبٌ من الرَّياحِين قال الشاعر أُحِبُّ الكَرائنَ والضَّوْمَرانَ وشُرْبَ العَتِيقةِ بالسِّنْجِلاط

( سحط ) السَّحْطُ مثل الذَّعْطِ وهو الذبْحُ سَحَطَ الرجلَ يَسْحَطُه سَحْطاً وشَحَطَه إِذا ذبحه قال ابن سيده وقيل سَحَطَه ذبَحه ذَبْحاً وحِيّاً وكذلك غيره مما يُذْبَحُ وقال الليث سحطَ الشاةَ وهو ذبح وَحِيٌّ وفي حديث وحْشِيٍّ فبَرَكَ عليه فسَحَطَه سَحْطَ الشاة أَي ذبَحه ذبْحاً سريعاً وفي الحديث فأَخرج لهم الأَعرابيُّ شاةً فسحَطُوها وقال المفضل المَسْحُوطُ من الشَّراب كلِّه الممزوج وسحَطَه الطعامُ يَسْحَطُه أَغَصَّه وقال ابن دريد أَكل طعاماً فسحَطَه أَي أَشْرَقَه قال ابن مقبل يصف بقرة كاد اللُّعاعُ من الحَوْذانِ يَسْحَطُها ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْها خَناطِيلُ وقال يعقوب يَسْحَطُها هنا يذْبَحُها والرِّجْرِجُ اللُّعابُ يتَرَجْرَجُ وسحَط شرابَه سَحْطاً قتله بالماء أَي أَكثر عليه وانْسَحَط الشيء من يدي امَّلَسَ فسقط يمانية ابن بري قال أَبو عمرو المَسْحُوطُ اللبن يُصبّ
( * قوله « اللبن يصب » كذا بالأصل وشرح القاموس ولم يزيدا على ذلك شيئاً ) وأَنشد لابن حبيب الشيباني متى يأْتِه ضَيْفٌ فليس بذائقٍ لَماجاً سِوى المَسْحُوطِ واللَّبنِ الإِدْلِ

( سخط ) السُّخْطُ والسَّخَطُ ضدّ الرِّضا مثل العُدْمِ والعَدَمِ والفعل منه سَخِطَ يَسْخَطُ سَخَطاً وتَسَخَّطَ وسَخِط الشيءَ سَخَطاً كرهه وسَخِطَ أَي غضب فهو ساخِط وأَسْخَطَه أَغْضَبَه تقول أَسْخَطَني فلان فسَخِطْتُ سَخَطاً وتسَخَّطَ عَطاءه أَي اسْتَقلَّه ولم يقع مَوْقِعاً يقول كلَّما عَمِلْت له عملاً تَسَخَّطه أَي لم يرضه وفي حديث هِرَقْلَ فهل يَرْجِعُ أَحد منهم سَخْطةً لدِينهِ ؟ السَّخَطُ والسُّخْطُ الكراهية للشيء وعدم الرّضا به ومنه الحديث إِن اللّه يَسْخَطُ لكم كذا أَي يكرهه لكم ويمنعُكم منه ويُعاقِبُكم عليه أَو يرجع إِلى إِرادة العقوبة عليه

( سرط ) سَرِطَ الطعامَ والشيءَ بالكسر سَرَطاً وسَرَطاناً بَلِعَه واسْتَرَطَه وازْدَرَدَه ابْتَلَعَه ولا يجوز سرَط وانْسَرَطَ الشيء في حَلْقِه سارَ فيه سيْراً سهْلاً والمِسْرَطُ والمَسْرَطُ البُلْعُوم والصاد لغة والسِّرْواطُ الأَكُول عن السيرافي والسُّراطِيُّ والسِّرْوَطُ الذي يَسْتَرِطُ كل شيء يبتلعه وقال اللحياني رجل سِرْطِمٌ وسَرْطَمٌ يبتلع كل شيء وهو من الاسْتراط وجعل ابن جني سَرطَماً ثلاثيّاً والسِّرْطِمُ أَيضاً البليغ المتكلم وهو من ذلك وقالوا الأَخذ سُرَّيْطٌ وسُرَّيْطَى والقضاء ضُرَّيْطٌ وضُرَّيْطَى أَي يأْخذ الدَّين فيَسْتَرِطُه فإِذا اسْتَقْضاه غريمُه أَضْرَطَ به ومن أَمثال العرب الأَخذ سَرَطانٌ والقَضاء لَيَّانٌ وبعض يقول الأَخذ سُرَيْطاء والقَضاء ضُرَيْطاء وقال بعض الأَعراب الأَخذ سِرِّيطَى والقضاء ضِرِّيطَى قال وهي كلها لغات صحيحة قد تكلمت العرب بها والمعنى فيها كلها أَنت تُحبُّ الأَخذ وتكره الإِعْطاء وفي المثل لا تكن حُلْواً فتُسْتَرَطَ ولا مُرّاً فتُعْقى من قولهم أَعْقَيْتُ الشيء إِذا أَزَلْتَه من فِيك لمَرارتِه كما يقال أَشْكَيْتُ الرجل إِذا أَزلته عما يشكوه ورجل سِرْطِيطٌ وسُرَطٌ وسَرَطانٌ جيّد اللَّقْمِ وفرس سُرَطٌ وسَرَطانٌ كأَنه يَسْتَرِطُ الجرْي وسيف سُراطٌ وسُراطِيٌّ قاطع يَمُرّ في الضَّريبةِ كأَنه يَسْتَرِطُ كل شيء يَلْتَهِمُه جاء على لفظ النسب وليس بنَسَب كأَحْمر وأَحْمريّ قال المتنخل الهذلي كَلوْن المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي به أَحْمِي المُضافَ إِذا دَعاني ونَفْسِي ساعةَ الفَزَعِ الفِلاطِ وخفّف ياء النسبة من سُراطي لمكان القافية قال ابن بري وصواب إِنشاده يُتِرُّ بضم الياء والفِلاطُ الفُجاءةُ والسِّراطُ السبيل الواضح والصِّراط لغة في السراط والصاد أَعلى لمكان المُضارَعة وإِن كانت السين هي الأَصل وقرأَها يعقوب بالسين ومعنى الآية ثَبِّتْنا على المِنْهاج الواضح وقال جرير أَميرُ المؤمنينَ على صِراطٍ إِذا اعْوَجَّ المَوارِدُ مُسْتَقِيم والمَوارِدُ الطُّرُقُ إِلى الماء واحدتها مَوْرِدةٌ قال الفراء ونفر من بَلْعَنْبر يصيِّرون السين إِذا كانت مقدمة ثم جاءت بعدها طاء أَو قاف أَو غين أَو خاء صاداً وذلك أَن الطاء حرف تضع فيه لسانك في حنكك فينطبق به الصوت فقلبت السين صاداً صورتها صورة الطاء واستخفّوها ليكون المخرج واحداً كما استخفوا الإِدْغام فمن ذلك قولهم الصراط والسراط قال وهي بالصاد لغة قريش الأَوّلين التي جاء بها الكتاب قال وعامة العرب تجعلها سيناً وقيل إِنما قيل للطريق الواضح سراط لأَنه كأَنه يَسْتَرِطُ المادّة لكثرة سلوكهم لاحِبَه فأَما ما حكاه الأَصمعي من قراءة بعضهم الزِّراط بالزاي المخلصة فخَطأ إِنما سَمِع المُضارِعةَ فتَوَهَّمها زاياً ولم يكن الأَصمعي نحويّاً فيُؤْمَنَ على هذا وقوله تعالى هذا سِراطٌ عليَّ مُسْتَقِيمٌ فسَّره ثعلب فقال يعني الموتَ أَي عليَّ طريقُهم والسُّرَّيْطُ والسِّرِطْراط والسَّرَطْراطُ بفتح السين والراء الفالُوذَجُ وقيل الخَبِيصُ وقيل السَّرَطْراطُ الفالوذج شامية قال الأَزهري أَما بالكسر فهي لغة جيدة لها نظائر مثل جِلِبْلابٍ وسِجِلاَّط قال وأَما سَرَطْراطٌ فلا أَعرف له نظيراً فقيل للفالوذج سِرِطْراطٌ فكررت فيه الراء والطاء تبليغاً في وصفه واستِلْذاذِ آكله إِياه إِذا سَرَطَه وأَساغَه في حَلْقِه ويقال للرجل إِذا كان سريعَ الأَكل مِسْرَطٌ وسَرّاطٌ وسُرَطةٌ والسِّرِطْراطُ فِعِلْعالٌ من السَّرْطِ الذي هو البَلْع والسُّرَّيْطَى حَساً كالخَزِيرةِ والسَّرَطانُ دابّة من خَلق الماء تسميه الفُرْس مُخ والسرَطانُ داء يأْخذ الناس والدوابَّ وفي التهذيب هو داء يظهر بقوائم الدوابّ وقيل هو داء يعرض للإنسان في حلقه دموي يشبه الدُّبَيْلةَ وقيل السرَطانُ داء يأْخذ في رُسْغ الدابّة فيُيَبِّسه حتى يَقْلِب حافرها والسرَطانُ من بروج الفَلَكِ

( سرمط ) السَّرْمَطُ والسَّرَوْمَطُ الجمل الطويل وأَنشد بكلِّ سامٍ سَرْمَطٍ سَرَوْمَط وقيل السَّرَوْمَطُ الطويل من الإِبل وغيرها قال ابن سيده السرَوْمَطُ وعاء يكون فيه زِق الخمر ونحوه ورجل سَرَوْمَطٌ يَسْتَرِط كل شيء يَبْتَلِعُه وقد تقدّم على قول من قال إِن الميم زائدة وقول لبيد يصف زِقَّ خمر اشْتُرِي جِزافاً ومُجْتَزَفٍ جَوْنٍ كأَنَّ خِفاءه قَرى حَبَشِيٍّ بالسَّرَوْمَطِ مُحْقَب
( * قوله « ومجتزف » في الصحاح بمجتزف )
قال السَّرَوْمَطُ ههنا جمل وقيل هو جلد ظَبية لُفّ فيه زِقُّ خمر وكل خِفاء لُفّ فيه شيء فهو سَرَوْمَطٌ له وتَسَرْمَطَ الشعَرُ قَلّ وخَفّ ورجل سُرامِطٌ وسَرْمَطِيطٌ طويل والسُّرامِطُ الطويل من كل شيء

( سطط ) التهذيب ابن الأَعرابي السُّطُطُ الظَّلَمةُ والسُّطُطُ الجائرون والأَسَطُّ من الرجال الطويل الرِّجْلَيْن

( سعط ) السُّعُوطُ والنُّشُوقُ والنُّشُوغُ في الأَنف سعَطَه الدّواءَ يَسْعَطُه ويَسْعُطُه سَعْطاً والضم أَعلى والصاد في كل ذلك لغة عن اللحياني قال ابن سيده وأَرى هذا إِنما هو على المُضارَعة التي حكاها سيبويه في هذا وأَشبهه وفي الحديث شَرِبَ الدّواء واسْتَعَطَ وأَسْعَطَه الدّواءَ أَيضاً كلاهما أَدخله أَنفه وقد اسْتَعَطَ أَسْعَطْتُ الرجُلَ فاسْتَعَطَ هو بنفسه والسَّعُوطُ بالفتح والصَّعوطُ اسم الدواء يُصبُّ في الأَنف والسَّعِيطُ والمِسْعَطُ والمُسْعُطُ الإِناء يجعل فيه السَّعُوط ويصب منه في الأَنف الأَخير نادر إِنما كان حكمه المِسْعَطَ وهو أَحد ما جاء بالضم مما يُعْتَملُ به وأَسْعَطْتُه الرُّمْحَ إِذا طَعَنْتَه في أَنفه وفي الصحاح في صدره ويقال أَسْعَطْتُه علماً إِذا بالغت في إِفْهامه وتكرير ما تُعلِّمه عليه واسْتَعَطَ البعيرُ شَمَّ شيئاً من بول الناقة ثم ضربها فلم يُخْطِئ اللقح فهذا قد يكون أَن يَشَمَّ شيئاً من بولها أَو يدخل في أَنفه منه شيء والسَّعِيطُ والسُّعاطُ ذَكاء الرِّيح وحِدَّتُها ومُبالَغَتُها في الأَنف والسُّعاط والسَّعِيطُ الريح الطيبة من الخمر وغيرها من كل شيء وتكون من الخَرْدَل والسَّعِيطُ دُهْنُ البان وأَنشد ابن بري للعجاج يصف شَعَرَ امرأَة يُسْقَى السَّعِيطَ من رُفاضِ الصَّنْدَلِ
( * قوله « من رفاض » تقدّم للمؤلف في مادة رفض في رفاض )
والسَّعِيطُ دُرْدِيُّ الخمر قال الشاعر وطِوالِ القُرُونِ في مُسْبَكِرٍّ أُشْرِبَتْ بالسَّعِيطِ والسَّبَّابِ
( * قوله « والسباب » كذا في الأصل بموحدتين مضبوطاً وفي شرح القاموس بياء تحتية ثم موحدة والسياب البلح أَو البسر )
والسَّعِيطُ دُهْنُ الخَرْدل ودهن الزنبقِ وقال أَبو حنيفة السَّعِيطُ البانُ وقال مرة السُّعوط من السَّعْطِ كالنُّشوق من النشق ويقال هو طيب السُّعوطِ والسُّعاطِ والإِسْعاطِ وأَنشد يصف إِبلاً وأَلبانها حَمْضِيَّة طَيِّبة السُّعاطِ وفي حديث أُمّ قيس بنت مِحْصَنٍ قالت دخلت بابنٍ لي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقد أَعْلَقْتُ من العُذْرةِ فقال عَلامَ تَدْغَرْن أَوْلادَكُنَّ ؟ عليكنَّ بهذا العُود الهِنديّ فإِنَّ فيه سبعةَ أَشَْفِيةٍ يُسْعَطُ من العُذْرة ويُلَدُّ من ذاتِ الجَنْبِ

( سفط ) السَّفَطُ الذي يُعَبَّى فيه الطِّيبُ وما أَشبهه من أَدَواتِ النساء والسَّفَطُ معروف ابن سيده السَّفَطُ كالجوُالِق والجمع أَسفاطٌ أَبو عمرو سَفَّطَ فلان حَوْضه تَسْفيطاً إِذا شَرَّفَه ولاطَه وأَنشد حتى رأَيْت الحَوْضَ ذُو قَدْ سُفِّطا قَفْراً من الماء هواء أَمْرَطا أَراد بالهَواءِ الفارِغَ من الماء والسَّفِيطُ الطَّيِّبُ النفْسِ وقيل السَّخِيُّ وقد سَفُطَ سَفاطةً قال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ ماذا تُرَجِّينَ من الأَرِيطِ ؟ ليس بذِي حَزْمٍ ولا سَفِيطِ ويقال هو سَفِيطُ النفْس أَي سَخِيُّها طيِّبها لغة أَهل الحجاز ويقال ما أَسْفَطَ نفسَه أَي ما أَطْيَبَها الأَصمعي إِنه لسَفِيطُ النفْسِ وسَخِيُّ النفْسِ ومَذْلُ النفْسِ إِذا كان هَشّاً إِلى المَعْروفِ جَواداً وكلُّ رجل أَو شيء لا قَدْر له فهو سَفِيطٌ عن ابن الأَعرابي والسفِيطُ أَيضاً النذْلُ والسفيطُ المُتَساقِطُ من البُسْر الأَخضر والسُّفاطةُ متاع البيت الجوهري الإِسْفَنْطُ ضرْبٌ من الأَشربة فارسي معرب وقال الأَصمعي هو بالرومية قال الأَعشى وكأَنَّ الخَمْرَ العَتِيق من الإِسْ فَنْطِ مَمْزُوجةً بماءٍ زُلالِ

( سقط ) السَّقْطةُ الوَقْعةُ الشديدةُ سقَطَ يَسْقُطُ سُقوطاً فهو ساقِطٌ وسَقُوطٌ وقع وكذلك الأُنثى قال من كلِّ بَلْهاء سَقُوطِ البُرْقُعِ بيْضاءَ لم تُحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ يعني أَنها لم تُحْفَظْ من الرِّيبةِ ولم يُضَيِّعْها والداها والمَسْقَطُ بالفتح السُّقوط وسَقط الشيءُ من يدي سُقوطاً وفي الحديث لَلّهُ عزّ وجلّ أَفْرَحُ بتَوْبةِ عَبْدِه من أَحدكم يَسْقُط على بَعِيره وقد أَضلَّه معناه يَعثُر على موضعه ويقعُ عليه كما يقعُ الطائرُ على وكره وفي حديث الحرث بن حسان قال له النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وسأَله عن شيء فقال على الخَبِيرِ سقَطْتَ أَي على العارِفِ به وقعت وهو مثل سائرٌ للعرب ومَسْقِطُ الشيء ومَسْقَطُه موضع سقُوطه الأَخيرة نادرة وقالوا البصرة مَسْقَطُ رأْسي ومَسْقِطُه وتساقَط على الشيء أَي أَلقى نفسَه عليه وأَسقَطَه هو وتساقَط الشيءُ تتابع سُقوطه وساقَطه مُساقَطةً وسِقاطاً أَسْقَطَه وتابع إِسْقاطَه قال ضابئُ بن الحَرثِ البُرْجُمِيّ يصف ثوراً والكلاب يُساقِطُ عنه رَوْقُه ضارِياتِها سِقاطَ حَدِيدِ القَينِ أَخْوَلَ أَخْوَلا قوله أَخْوَل أَخولا أَي متفرِّقاً يعني شرَرَ النار والمَسْقِطُ مِثال المَجْلِس الموضع يقال هذا مَسْقِط رأْسي حيث ولد وهذا مسقِطُ السوْطِ حيث وقع وأَنا في مَسْقِط النجم حيث سقط وأَتانا في مَسْقِط النجم أَي حين سقَط وفلان يَحِنُّ إِلى مسقِطه أَي حيث ولد وكلُّ مَن وقع في مَهْواة يقال وقع وسقط وكذلك إِذا وقع اسمه من الدِّيوان يقال وقع وسقط ويقال سقَط الولد من بطن أُمّه ولا يقال وقع حين تَلِدُه وأَسْقَطتِ المرأَةُ ولدها إِسْقاطاً وهي مُسْقِطٌ أَلقَتْه لغير تَمام من السُّقوطِ وهو السَّقْطُ والسُّقْطُ والسَّقْط الذكر والأُنثى فيه سواء ثلاث لغات وفي الحديث لأَنْ أُقَدِّمَ سِقْطاً أَحَبُّ إِليَّ من مائة مُسْتَلئِمْ السقط بالفتح والضم والكسرِ والكسرُ أَكثر الولد الذي يسقط من بطن أُمه قبل تَمامِه والمستلْئِمُ لابس عُدَّةِ الحرب يعني أَن ثواب السِّقْطِ أَكثر من ثوابِ كِبار الأَولاد لأَن فعل الكبير يخصُّه أَجره وثوابُه وإِن شاركه الأَب في بعضه وثواب السقط مُوَفَّر على الأَب وفي الحديث يحشر ما بين السَّقْطِ إِلى الشيخ الفاني جُرْداً مُرْداً وسَقْطُ الزَّند ما وقع من النار حين يُقْدَحُ باللغات الثلاث أَيضاً قال ابن سيده سَقْطُ النار وسِقْطُها وسُقْطُها ما سقَط بين الزنْدين قبل اسْتحكامِ الوَرْي وهو مثل بذلك يذكر ويؤَنث وأَسقَطَتِ الناقةُ وغيرها إِذا أَلقت ولدها وسِقْطُ الرَّمْلِ وسُقْطُه وسَقْطُه ومَسْقِطُه بمعنى مُنقَطَعِه حيث انقطع مُعْظَمُه ورَقَّ لأَنه كله من السُّقوط الأَخيرة إِحدى تلك الشواذ والفتح فيها على القياس لغة ومَسْقِطُ الرمل حيث ينتهي إِليه طرَفُه وسِقاطُ النخل ما سقَط من بُسْرِه وسَقِيطُ السَّحابِ البَرَدُ والسَّقِيطُ الثلْجُ يقال أَصبَحتِ الأَرض مُبْيَضَّة من السَّقِيطِ والسَّقِيطُ الجَلِيدُ طائيةٌ وكلاهما من السُّقوط وسَقِيطُ النَّدَى ما سقَط منه على الأَرض قال الراجز وليْلةٍ يا مَيَّ ذاتِ طَلِّ ذاتِ سَقِيطٍ ونَدىً مُخْضَلِّ طَعْمُ السُّرَى فيها كطَعْمِ الخَلِّ ومثله قول هُدْبة بن خَشْرَمٍ وَوادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قطَعْتُه تَرى السَّقْطَ في أَعْلامِه كالكَراسِفِ والسَّقَطُ من الأَشياء ما تُسْقِطهُ فلا تَعْتَدُّ به من الجُنْد والقوم ونحوه والسُّقاطاتُ من الأَشياء ما يُتَهاون به من رُذالةِ الطعام والثياب ونحوها والسَّقَطُ رَدِيءُ المَتاعِ والسَّقَطُ ما أُسْقِط من الشيء ومن أَمْثالِهم سَقَطَ العَشاء به على سِرْحانٍ يُضرب مثلاً للرجل يَبْغي البُغْيةَ فيقَعُ في أَمر يُهْلِكُه ويقال لخُرْثِيِّ المَتاعِ سَقَطٌ قال ابن سيده وسقَطُ البيت خُرْثِيُّه لأَنه ساقِطٌ عن رفيع المتاع والجمع أَسْقاط قال الليث جمع سَقَطِ البيتِ أَسْقاطٌ نحو الإِبرة والفأْس والقِدْر ونحوها وأَسْقاطُ الناس أَوْباشُهم عن اللحياني على المثل بذلك وسَقَطُ الطَّعامِ ما لا خَيْرَ فيه منه وقيل هو ما يَسْقُط منه والسَّقَطُ ما تُنُوول بيعه من تابِلٍ ونحوه لأَن ذلك ساقِطُ القِيمة وبائعه سَقَّاط والسَّقَّاطُ الذي يبيع السَّقَطَ من المَتاعِ وفي حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما كان لا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ ولا صاحِبِ بِيعةٍ إِلا سَلَّم عليه هو الذي يَبيعُ سَقَطَ المتاعِ وهو رَدِيئُه وحَقِيره والبِيعةُ من البَيْعِ كالرِّكْبةِ والجِلْسَةِ من الرُّكُوبِ والجُلوس والسَّقَطُ من البيع نحو السُّكَّر والتَّوابِل ونحوها وأَنكر بعضهم تسميته سَقَّاطاً وقال لا يقال سَقَّاط ولكن يقال صاحب سَقَطٍ والسُّقاطةُ ما سَقَط من الشيء وساقَطه الحديثَ سِقاطاً سَقَط منك إِليه ومنه إِليك وسِقاطُ الحديثِ أَن يتحدَّثَ الواحدُ ويُنْصِتَ له الآخَرُ فإِذا سكت تحدَّثَ الساكِتُ قال الفرزدق إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَديثَ كأَنَّه جَنى النَّحْلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّف وسَقَطَ إِليَّ قوم نزلوا عليَّ وفي حديث النجاشِيّ وأَبي سَمّالٍ فأَما أَبو سَمَّالٍ فسَقَطَ إِلى جيرانٍ له أَي أَتاهم فأَعاذُوه وسَترُوه وسَقَطَ الحَرّ يَسْقُطُ سُقُوطاً يكنى به عن النزول قال النابغة الجعدي إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْش في ظُلُلاتِها سَواقِطُ من حَرٍّ وقد كان أَظْهَرا وسَقَطَ عنك الحَرُّ أَقْلَعَ عن ابن الأَعرابي كأَنه ضد والسَّقَطُ والسِّقاطُ الخَطَأُ في القول والحِساب والكِتاب وأَسْقَطَ وسَقَطَ في كلامه وبكلامه سُقوطاً أَخْطأَ وتكلَّم فما أَسْقَطَ كلمة وما أَسْقَط حرفاً وما أَسْقَط في كلمة وما سَقَط بها أَي ما أَخْطأَ فيها ابن السكيت يقال تَكلَّم بكلام فما سَقَطَ بحرف وما أَسْقَطَ حَرْفاً قال وهو كما تقول دَخَلْتُ به وأَدْخَلْتُه وخرَجْتُ به وأَخْرَجْتُه وعَلوْت به وأَعْلَيْتُه وسُؤتُ به ظَنّاً وأَسأْتُ به الظنَّ يُثْبتون الأَلف إِذا جاء بالأَلف واللام وفي حديث الإفك فأَسْقَطُوا لها به يعني الجارِيةَ أَي سَبُّوها وقالوا لها من سَقَط الكلامِ وهو رديئه بسبب حديث الإِفْك وتَسَقَّطَه واستَسْقَطَه طلَب سَقَطَه وعالَجه على أَن يَسْقُطَ فيُخْطِئ أَو يكذب أَو يَبُوحَ بما عنده قال جرير ولقد تسَقَّطَني الوُشاةُ فصادَفُوا حَجِئاً بِسِرِّكِ يا أُمَيْمَ ضَنِينا
( * قوله « حجئاً » أَي خليقاً وفي الأَساس والصحاح وديوان جرير حصراً وهو الكتوم للسر )
والسَّقْطةُ العَثْرةُ والزَّلَّةُ وكذلك السِّقاطُ قال سويد بن أَبي كاهل كيفَ يَرْجُون سِقاطِي بَعْدَما جَلَّلَ الرأْسَ مَشِيبٌ وصَلَعْ ؟ قال ابن بري ومثله ليزيد بن الجَهْم الهِلالي رجَوْتِ سِقاطِي واعْتِلالي ونَبْوَتي وراءَكِ عَنِّي طالِقاً وارْحَلي غَدا وفي حديث عمر رضي اللّه عنه كُتب إِليه أَبيات في صحيفة منها يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدةُ من سُلَيْمٍ مُعِيداً يَبْتَغي سَقَطَ العَذارى أَي عثَراتِها وزَلاَّتِها والعَذارى جمع عَذْراء ويقال فلان قليل العِثار ومثله قليل السِّقاطِ وإِذا لم يَلْحق الإِنسانُ مَلْحَقَ الكِرام يقال ساقِطٌ وأَنشد بيت سويد بن أَبي كاهل وأَسقط فلان من الحساب إِذا أَلقى وقد سقَط من يدي وسُقِطَ في يَدِ الرجل زَلَّ وأَخْطأَ وقيل نَدِمَ قال الزجّاجُ يقال للرجل النادم على ما فعل الحَسِر على ما فرَطَ منه قد سُقِط في يده وأُسْقِط وقال أَبو عمرو لا يقال أُسقط بالأَلف على ما لم يسمّ فاعله وفي التنزيل العزيز ولَمّا سُقِط في أَيديهم قال الفارسي ضرَبوا بأَكُفِّهم على أَكفهم من النَّدَم فإِن صح ذلك فهو إِذاً من السقوط وقد قرئ سقَط في أَيديهم كأَنه أَضمر الندم أَي سقَط الندمُ في أَيديهم كما تقول لمن يحصل على شيء وإِن كان مما لا يكون في اليد قد حَصل في يده من هذا مكروهٌ فشبّه ما يحصُل في القلب وفي النفْس بما يحصل في اليد ويُرى بالعين الفراء في قوله تعالى ولما سُقط في أَيْديهم يقال سُقط في يده وأُسقط من الندامة وسُقط أَكثر وأَجود وخُبِّر فلان خَبراً فسُقط في يده وأُسقط قال الزجاج يقال للرجل النادم على ما فعل الحسِرِ على ما فرَط منه قد سُقط في يده وأُسقط قال أَبو منصور وإِنما حَسَّنَ قولهم سُقط في يده بضم السين غير مسمًّى فاعله الصفةُ التي هي في يده قال ومثله قول امرئ القيس فدَعْ عنكَ نَهْباً صيحَ في حَجَراتِه ولكنْ حَدِيثاً ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ ؟ أَي صاح المُنْتَهِبُ في حَجَراتِه وكذلك المراد سقَط الندمُ في يده أَنشد ابن الأَعرابي ويوْمٍ تَساقَطُ لَذَّاتُه كنَجْم الثُّرَيّا وأَمْطارِها أَي تأْتي لذاته شيئاً بهد شيء أَراد أَنه كثير اللذات وخَرْقٍ تحَدَّث غِيطانُه حَديثَ العَذارَى بأَسْرارِها أَرادَ أَن بها أَصوات الجنّ وأَما قوله تعالى وهُزِّي إِليكِ بجِذْعِ النخلةِ يَسّاقَطْ وقرئ تَساقَطْ وتَسّاقَطْ فمن قرأَه بالياء فهو الجِذْعُ ومن قرأَه بالتاء فهي النخلةُ وانتصابُ قوله رُطَباً جَنِيّاً على التمييز المحوَّل أَرادَ يَسّاقطْ رُطَبُ الجِذْع فلما حوّل الفعل إِلى الجذع خرج الرطبُ مفسِّراً قال الأَزهري هذا قول الفرّاء قال ولو قرأَ قارئ تُسْقِطْ عليك رُطباً يذهب إِلى النخلة أَو قرأَ يسقط عليك يذهب إِلى الجذع كان صواباً والسَّقَطُ الفَضيحةُ والساقِطةُ والسَّقِيطُ الناقِصُ العقلِ الأَخيرة عن الزجاجيّ والأُنثى سَقِيطةٌ والسَّاقِطُ والساقِطةُ اللَّئيمُ في حسَبِه ونفْسِه وقوم سَقْطَى وسُقّاطٌ وفي التهذيب وجمعه السَّواقِطُ وأَنشد نحنُ الصَّمِيمُ وهُمُ السَّواقِطُ ويقال للمرأَة الدنيئةِ الحَمْقَى سَقِيطةٌ ويقال للرجل الدَّنِيء ساقِطٌ ماقِطٌ لاقِطٌ والسَّقِيطُ الرجل الأَحمق وفي حديث أَهل النار ما لي لا يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعفاء الناسِ وسَقَطُهم أَي أَراذِلُهم وأَدْوانُهُم والساقِط المتأَخِّرُ عن الرجال وهذا الفعل مَسْقَطةٌ للإِنسان من أَعْيُنِ الناس وهو أَن يأْتي بما لا ينبغي والسِّقاطُ في الفَرسِ اسْتِرْخاء العَدْوِ والسِّقاطُ في الفرس أَن لا يَزالَ مَنْكُوباً وكذلك إِذا جاء مُسْتَرْخِيَ المَشْي والعَدْوِ ويقال للفرس إِنه ليساقِط الشيء
( * قوله « ليساقط الشيء » كذا بالأصل والذي في الاساس وانه لفرس ساقط الشدّ إِذا جاء منه شيء بعد شيء ) أَي يجيء منه شيء بعد شيء وأَنشد قوله بِذي مَيْعة كأَنَّ أَدْنَى سِقاطِه وتَقْرِيبِه الأَعْلَى ذَآلِيلُ ثَعْلَبِ وساقَطَ الفرسُ العَدْوَ سِقاطاً إِذا جاء مسترخياً ويقال للفرس إِذا سبق الخيل قد ساقَطَها ومنه قوله ساقَطَها بنَفَسٍ مُرِيحِ عَطْفَ المُعَلَّى صُكَّ بالمَنِيحِ وهَذَّ تَقْرِيباً مع التَّجْلِيحِ المَنِيحُ الذي لا نَصِيبَ له ويقال جَلَّحَ إِذا انكشَف له الشأْنُ وغَلب وقال يصف الثور كأَنَّه سِبْطٌ من الأَسْباطِ بين حَوامِي هَيْدَبٍ سُقَّاطِ السِّبْطُ الفِرْقةُ من الأَسْباط بين حوامِي هَيْدَبٍ وهَدَبٍ أَيضاً أَي نَواحِي شجر ملتفّ الهَدَب وسُقّاطٌ جمع الساقِط وهو المُتَدَلِّي والسَّواقِطُ الذين يَرِدُون اليمَامةَ لامْتِيارِ التمر والسِّقاطُ ما يحملونه من التمر وسيف سَقّاطٌ وَراء الضَّريبةِ وذلك إِذا قَطَعَها ثم وصَل إِلى ما بعدها قال ابن الأَعرابي هو الذي يَقُدُّ حتى يَصِل إِلى الأَرض بعد أَن يقطع قال المتنخل الهذلي كلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي وقد تقدَّم في سرط وصوابهُ يُتِرُّ العظمَ والسُّراطِيُّ القاطعُ والسَّقّاطُ السيفُ يسقُط من وراء الضَّرِيبة يقطعها حتى يجوز إِلى الأَرض وسِقْطُ السَّحابِ حيث يُرى طرَفُه كأَنه ساقِطٌ على الأَرض في ناحية الأُفُق وسِقْطا الخِباء ناحِيَتاه وسِقْطا الطائرِ وسِقاطاه ومَسْقَطاه جَناحاه وقيل سِقْطا جَناحَيْه ما يَجُرُّ منهما على الأَرض يقال رَفَع الطائرُ سِقْطَيْه يعني جناحيه والسِّقْطانِ من الظليم جَناحاه وأَما قول الرَّاعي حتى إِذا ما أَضاء الصُّبْحُ وانْبَعَثَتْ عنه نَعامةُ ذي سِقْطَيْن مُعْتَكِر فإِنه عنى بالنعامة سَواد الليل وسِقْطاه أَوّلُه وآخِرُه وهو على الاستعارة يقول إِنَّ الليلَ ذا السِّقْطين مضَى وصدَق الصُّبْح وقال الأَزهري أَراد نَعامةَ ليْلٍ ذي سِقطين وسِقاطا الليل ناحِيتا ظَلامِه وقال العجاج يصف فرساً جافِي الأَيادِيمِ بلا اخْتِلاطِ وبالدِّهاسِ رَيَّث السِّقاطِ قوله ريّث السقاط أَي بطيء أَي يَعْدو
( * قوله « أي يعدو إلخ » كذا بالأصل ) في الدِّهاسِ عَدْواً شديداً لا فُتورَ فيه ويقال الرجل فيه سِقاطٌ إِذا فَتَر في أَمره ووَنَى قال أَبو تراب سمعت أَبا المِقْدامِ السُّلَمِيّ يقول تسَقَّطْتُ الخَبَر وتَبقَّطْتُه إِذا أَخذته قليلاً قليلاً شيئاً بعد شيء وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه بهذه الأَظْرُبِ السَّواقِطِ أَي صِغار الجبالِ المُنْخفضةِ اللاَّطئةِ بالأَرض وفي حديث سعد رضي اللّه عنه كان يُساقِطُ في ذلك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أَي يَرْوِيهِ عنه في خِلالِ كلامِه كأَنه يَمْزُجُ حَدِيثَه بالحديث عن رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو من أَسْقَطَ الشيءَ إِذا أَلْقاه ورَمَى به وفي حديث أَبي هريرة أَنه شرب من السَّقِيطِ قال ابن الأَثير هكذا ذكره بعض المتأَخرين في حرف السين وفسره بالفَخّارِ والمشهور فيه لُغةً وروايةً الشينُ المعجمة وسيجيء فأَمّا السَّقِيطُ بالسين المهملة فهو الثَّلْجُ والجَلِيدُ

( سقلط ) السَّقْلاطُون نوعٌ من الثّياب وقد ذكرناه أَيضاً في النون في ترجمة سقلطن كما وجدناه

( سلط ) السَّلاطةُ القَهْرُ وقد سَلَّطَه اللّهُ فتَسَلَّطَ عليهم والاسم سُلْطة بالضم والسَّلْطُ والسَّلِيطُ الطويلُ اللسانِ والأُنثى سَلِيطةٌ وسَلَطانةٌ وِسِلِطانةٌ وقد سَلُطَ سَلاطةً وسُلوطةً ولسان سَلْطٌ وسَلِيطٌ كذلك ورجل سَلِيطٌ أَي فصيح حَدِيدُ اللسان بَيّنُ السَّلاطةِ والسُّلوطةِ يقال هو أَسْلَطُهم لِساناً وامرأَة سَليطة أَي صَخّابة التهذيب وإِذا قالوا امرأَة سَلِيطةُ اللسانِ فله معنيان أَحدهما أَنها حديدة اللسان والثاني أَنها طويلة اللسان الليث السَّلاطةُ مصدر السَّلِيط من الرجال والسلِيطةِ من النساء والفعل سَلُطَتْ وذلك إِذا طال لسانُها واشتدَّ صَخَبُها ابن الأَعرابي السُّلُطُ القَوائمُ الطِّوالُ والسَّلِيطُ عند عامّة العرب الزيْتُ وعند أَهل اليمن دُهْنُ السِّمْسِم قال امرؤ القيس أَمالَ السَّلِيطَ بالذُّبال المُفَتَّلِ وقيل هو كلُّ دُهْنٍ عُصِر من حَبٍّ قال ابن بري دُهن السمسم هو الشَّيْرَجُ والحَلُّ ويُقَوّي أَنَّ السَّلِيط الزيتُ قولُ الجعدِيّ يُضِيءُ كَمِثْلِ سِراجِ السَّلِي طِ لم يَجْعَلِ اللّهُ فيه نُحاسا قوله لم يجعل اللّه فيه نُحاساً أَي دُخاناً دليل على أَنه الزيت لأَن السليط له دُخان صالِحٌ ولهذا لا يُوقد في المساجد والكنائِس إِلا الزيتُ وقال الفرزدق ولكِنْ دِيافِيُّ أَبُوه وأُمُّه بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ وحَوْرانُ من الشام والشأْم لا يُعْصَرُ فيها إِلا الزيتُ وفي حديث ابن عباس رأَيت عليّاً وكأَنَّ عَيَنَيْه سِراجا سَلِيطٍ هو دُهْن الزيتِ والسُّلْطانُ الحُجَّةُ والبُرْهان ولا يجمع لأَن مجراه مَجْرى المصدرِ قال محمد بن يزيد هو من السلِيط وقال الزجّاج في قوله تعالى ولقد أَرْسَلْنا موسى بآياتِنا وسُلطانٍ مُبين أَي وحُجَّةٍ بَيِّنةٍ والسُّلطان إِنما سمي سُلْطاناً لأَنه حجةُ اللّهِ في أَرضه قال واشتاق السلطان من السَّليط قال والسليطُ ما يُضاء به ومن هذا قيل للزيت سليط قال وقوله جلّ وعزّ فانْفُذوا إِلا بسلطان أَي حيثما كنتم شاهَدْتم حُجَّةً للّه تعالى وسُلطاناً يدل على أَنه واحد وقال ابن عباس في قوله تعالى قَوارِيرَ قواريرَ من فضّة قال في بياض الفضة وصَفاء القوارير قال وكل سلطان في القرآن حجة وقوله تعالى هلَك عنِّي سُلْطانِيَهْ معناه ذهب عني حجتُه والسلطانُ الحجة ولذلك قيل للأُمراء سَلاطين لأَنهم الذين تقام بهم الحجة والحُقوق وقوله تعالى وما كان له عليهم من سُلْطان أَي ما كان له عليهم من حجة كما قال إِنَّ عبادي ليس لك عليهم سُلْطانٌ قال الفراء وما كان له عليهم من سلطان أَي ما كان له عليهم من حجة يُضِلُّهم بها إِلاَّ أَنَّا سَلَّطْناه عليهم لنعلم مَن يُؤمن بالآخرة والسُّلْطانُ الوالي وهو فُعْلان يذكر ويؤنث والجمع السَّلاطِينُ والسُّلْطان والسُّلُطانُ قُدْرةُ الملِك يذكر ويؤنث وقال ابن السكيت السلطان مؤنثة يقال قَضَتْ به عليه السُّلْطانُ وقد آمَنَتْه السُّلْطان قال الأَزهري وربما ذُكِّر السلطان لأَن لفظه مذكر قال اللّه تعالى بسُلْطان مُبين وقال الليث السُّلْطانُ قُدْرةُ المَلِك وقُدرةُ مَن جُعل ذلك له وإِن لم يكن مَلِكاً كقولك قد جعلت له سُلطاناً على أَخذ حقِّي من فلان والنون في السلطان زائدة لأَن أَصل بنائه السلِيطُ وقال أَبو بكر في السلطان قولان أَحدهما أَن يكون سمي سلطاناً لتَسْلِيطِه والآخر أَن يكون سمي سلطاناً لأَنه حجة من حُجَج اللّه قال الفراء السلطان عند العرب الحجة ويذكر ويؤنث فمن ذكر السلطان ذهب به إِلى معنى الرجل ومن أَنثه ذهب به إِلى معنى الحجة وقال محمد بن يزيد من ذكر السلطان ذهب به إِلى معنى الواحد ومن أَنثه ذهب به إِلى معنى الجمع قال وهو جمع واحده سَلِيطٌ فسَلِيطٌ وسُلْطان مثل قَفِيزٍ وقُفْزانٍ وبَعير وبُعران قال ولم يقل هذا غيره والتسْلِيطُ إِطلاق السُّلْطانِ وقد سلَّطه اللّه وعليه وفي التنزيل العزيز ولو شاء اللّهُ لسلَّطَهم عليكم وسُلْطانُ الدَّم تبيُّغُه وسُلْطانُ كل شيء شِدَّتُه وحِدَّتُه وسَطْوَتُه قيل من اللسانِ السَّليطِ الحدِيدِ قال الأَزهري السَّلاطة بمعنى الحِدَّةِ قد جاء قال الشاعر يصف نُصُلاً محدَّدة سِلاطٌ حِدادٌ أَرْهَفَتْها المَواقِعُ وحافر سَلْطٌ وسَلِيطٌ شديد وإِذا كان الدابةُ وَقاحَ الحافر والبعيرُ وَقاحَ الخُفِّ قيل إنه لَسلْط الحافر وقد سَلِطَ يَسْلَطُ سَلاطةً كما يقال لسان سَلِيطٌ وسَلْطٌ وبعير سَلْطُ الخفّ كما يقال دابة سَلْطةُ الحافر والفعلُ من كل ذلك سَلُطَ سَلاطةً قال أُميَّة بن أَبي الصلْت إِنَّ الأَنامَ رَعايا اللّهِ كلُّهُمُ هو السَّلِيطَطُ فوقَ الأَرضِ مُسْتَطِرُ قال ابن جني هو القاهر من السَّلاطة قال ويروى السَّلِيطَطُ وكلاهما شاذٌّ التهذيب سَلِيطَطٌ جاء في شعر أُمية بمعنى المُسَلَّطِ قال ولا أَدري ما حقيقته والسِّلْطةُ السهْمُ الطويلُ والجمع سِلاطٌ قال المتنخل الهذلي كأَوْبِ الدَّبْرِ غامِضةً وليْسَتْ بمُرْهَفةِ النِّصالِ ولا سِلاطِ قوله كأَوْب الدبر يعني النصالَ ومعنى غامضة أَي أُلْطِفَ حَدُّها حتى غمَضَ أَي ليست بمرْهَفات الخِلقة بل هي مُرهفات الحدِّ والمَسالِيطُ أَسنان المفاتيح الواحدة مِسْلاطٌ وسَنابِكُ سَلِطاتٌ أَي حِدادٌ قال الأَعشى هو الواهِبُ المائةِ المُصْطَفا ةِ كالنَّخل طافَ بها المُجْتَزِمْ وكلِّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطَّرِي قِ يَجْرِي على سَلِطاتٍ لُثُمْ المُجْتَزِمُ الخارِصُ ورواه أَبو عمرو المُجْترِم بالراء أَي الصارِمُ

( سلنط ) ابن بزرج اسْلَنْطَأْتُ أَي ارْتَفعت إِلى الشيء أَنظر إِليه

( سمط ) سَمَطَ الجَدْيَ والحَمَلَ يَسْمِطُه ويَسْمُطُه سَمْطاً فهو مَسْموط وسَمِيطٌ نتَفَ عنه الصوفَ ونظَّفه من الشعر بالماء الحارّ ليَشْوِيَه وقيل نتَف عنه الصوفَ بعد إِدْخاله في الماء الحارّ الليث إِذا مُرِط عنه صُوفُه ثم شُوِي بإِهابه فهو سَمِيطٌ وفي الحديث ما أَكَل سميطاً أَي مَشْوِيَّة فَعِيل بمعنى مَفْعول وأَصل السَّمْطِ أَن يُنْزَعَ صُوفُ الشاةِ المذبوحة بالماء الحارِّ وإِنما يفعل بها ذلك في الغالب لتُشْوى وسَمَطَ الشيءَ سَمْطاً عَلَّقَه والسِّمْطُ الخَيْطُ ما دام فيه الخَرَزُ وإِلا فهو سِلْكٌ والسِّمْطُ خيط النظْمِ لأَنه يُعَلَّقُ وقيل هي قِلادةٌ أَطولُ من المِخْنقةِ وجمعه سُموطٌ قال أَبو الهيثم السِّمْطُ الخيط الواحد المنْظومُ والسِّمْطانِ اثنان يقال رأَيت في يد فلانة سِمْطاً أَي نَظْماً واحداً يقال له يَكْ رَسَنْ وإِذا كانت القلادة ذات نظمين فهي ذاتُ سِمْطَينِ وأَنشد لِطَرَفةَ وفي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شادِنٌ مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ والسِّمْطُ الدِّرْعُ يُعَلِّقُها الفارِسُ على عَجُزِ فرسه وقيل سَمَّطَها والسِّمْطُ واحد السُّمُوطِ وهي سبُور تُعَلَّقُ من السرْجِ وسَمَّطْتُ الشيءَ عَلَّقْتُه على السُّموطِ تَسْمِيطاً وسَمَّطْتُ الشيء لَزِمْتُه قال الشاعر تَعالَيْ نُسَمِّطْ حُبَّ دَعْدٍ ونَغْتَدي سَواءَيْنِ والمَرْعَى بأُمِّ دَرِينِ أَي تَعاليْ نَلْزَمْ حُبّنا وإِن كان علينا فيه ضِيقة والمُسَمَّطُ من الشِّعر أَبيات مَشْطورة يجمعها قافية واحدة وقيل المُسَمَّطُ من الشعر ما قُفِّي أَرباعُ بُيُوتِه وسُمِّطَ في قافية مخالفة يقال قصِيدةٌ مُسَمَّطة وسِمْطِيّةٌ كقول الشاعر وقال ابن بري هو لبعض المحدَثين وشَيْبَةٍ كالقَسِمِ غَيْر سُودَ اللِّمَمِ داوَيْتُها بالكَتَمِ زُوراً وبُهْتانا وقال الليث الشعر المُسَمَّط الذي يكون في صدر البيت أَبيات مَشْطورة أَو مَنْهوكة مُقَفّاة ويجمعها قافية مُخالِفةٌ لازمة للقصيدة حتى تنقَضي قال وقال امرؤُ القيس في قصيدتين سِمْطِيَّتَينِ على هذا المثال تسميان السمطين وصدر كل قصيدة مِصْراعانِ في بيت ثم سائره ذو سُموط فقال في إِحداهما ومُسْتَلْئِمٍ كشَّفْتُ بالرُّمْحِ ذَيْلَه أَقَمْتُ بعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه فجَعْتُ به في مُلْتَقَى الخيْلِ خيْلَه
( * قوله « ملتقى الخيل » في القاموس ملتقى الحي )
تركتُ عِتاقَ الطير تحْجُلُ حَوْلَه كأَنَّ على سِرْبالِه نَضْحَ جِرْيالِ وأَورد ابن بري مُسَمَّطَ امرئ القيس توَهَّمْتُ من هِنْدٍ معالِمَ أَطْلالِ عَفاهُنَّ طُولُ الدَّهْر في الزَّمن الخالي مَرابعُ من هِنْدٍ خَلَتْ ومَصايِفُ يَصِيحُ بمَغْناها صَدىً وعَوازِفُ وغَيَّرَها هُوجُ الرِّياحِ العَواصِفُ وكلُّ مُسِفٍّ ثُمَّ آخَرُ رادِفُ بأَسْحَمَ من نَوْءِ السِّماكَينِ هَطَّالِ وأَورد ابن بري لآخر خَيالٌ هاجَ لي شَجَنا فَبِتُّ مُكابِداً حَزَنا عَمِيدَ القلْبِ مُرْتَهَنا بذِكْرِ اللّهْوِ والطَّرَبِ سَبَتْني ظَبْيَةٌ عَطِلُ كأأَنَّ رُضابَها عَسَلُ يَنُوءُ بخَصْرِها كَفَلُ بنَيْلِ رَوادِفِ الحَقَبِ يَجُولُ وِشاحُها قَلَقا إِذا ما أُلْبِسَتْ شَفَقا رقاقَ العَصْبِ أَو سَرَقا مِن المَوْشِيَّةِ القُشُبِ يَمُجُّ المِسْكَ مَفْرِقُها ويُصْبي العَقْلَ مَنْطِقُها وتُمْسِي ما يُؤَرِّقُها سَقامُ العاشِقِ الوَصِبِ ومن أَمثال العرب السائرة قولهم لمن يجوز حكمُه حكمُكَ مُسَمَّطاً قال المبرد وهو على مَذهب لك حكمُك مسمّطاً أَي مُتَمَّماً إِلا أَنهم يحذفون منه لك يقال حكمك مسمطاً أَي متمَّماً معناه لك حكمُك ولا يستعمل إِلا محذوفاً قال ابن شميل يقال للرجل حكمك مسمطاً قال معناه مُرْسَلاً يعني به جائزاً والمُسَمَّطُ المُرْسَل الذي لا يُرَدُّ ابن سيده وخذ حقَّك مسمطاً أَي سهلاً مُجوّزاً نافذاً وهو لك مسمطاً أَي هنيئاً ويقال سَمَّطَ لِغَرِيمه إِذا أَرسله ويقال سَمَطْتُ الرجلَ يميناً على حَقِّي أَي اسْتَحلفته وقد سمَط هو على اليمين يَسْمطُ أَي حلف ويقال سَبَطَ فلان على ذلك الأَمر يميناً وسمَط عليه بالباء والميم أَي حلف عليه وقد سَمَطْتَ يا رجلُ على أَمْرٍ أَنْت فيه فاجِر وذلك إِذا وكَّدَ اليمين وأَحْلَطَها ابن الأَعرابي السّامِطُ الساكِتُ والسَّمْط السكوت عن الفُضولِ يقال سَمَطَ وسمَّطَ وأَسْمَطَ إِذا سكت والسَّمْطُ الدّاهي في أَمره الخَفِيفُ في جِسْمِه من الرجال وأَكثر ما يُوصَف به الصَّيّادُ قال رؤبة ونسبه الجوهري للعجاج جاءتْ فلاقَتْ عِندَه الضَّآبِلا سِمْطاً يُرَبِّي وِلْدةً زَعابِلا قال ابن بري الرجز لرؤبة وصواب إِنشاده سِمْطاً بالكسر
( * قوله « سمطاً بالكسر » تقدم ضبطه في مادة ولد بالفتح تبعاً للجوهري ) لأَنه هنا الصائد شبه بالسّمْطِ من النِّظامِ في صِغَر جِسمه وسِمْطاً بدل من الضآبل قال أَبو عمرو يعني الصياد كأَنه نِظام في خفّته وهُزالِه والزّعابِلُ الصغار وأَورد هذا البيت في ترجمة زعبل وقال السَّمْطُ الفقير ومما قاله رؤبة في السِّمْطِ الصائد حتى إِذا عايَنَ رَوْعاً رائعا كِلابَ كَلاَّبٍ وسِمْطاً قابِعا وناقة سُمُطٌ وأَسْماطٌ لا وَسْم عليها كما يقال ناقة غُفْلٌ ونعل سُمُطٌ وسمط
( * قوله « سمط وسمط » الاولى بضمتين كما صرح به القاموس وضبط في الأصل أَيضاً والثانية لم يتعرض لها في القاموس وشرحه ولعلها كقفل )
وسَمِيطٌ وأَسْماطٌ لا رُقْعةَ فيها وقيل ليست بمَخْصُفةٍ والسَّمِيطُ من النعل الطّاقُ الواحد ولا رُقْعةَ فيها قال الأَسود بن يعفر فأَبْلِعْ بَني سَعْدِ بنِ عِجْلٍ بأَننا حَذَوْناهُمُ نَعْلَ المِثالِ سَمِيطا وشاهد الأَسْماط قولُ ليلى الأَخْيلية شُمُّ العَرانِينِ أَسْماطٌ نِعالُهُمُ بِيضُ السَّرابيلِ لم يَعْلَقْ بها الغَمَرُ وفي حديث أَبي سَلِيطٍ رأَيت للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم نَعْل أَسْماطٍ هو جمع سَميطٍ هو من ذلك وسَراويل أَسماطٌ غير مَحْشُوّةٍ وقبل هو أَن يكون طاقاً واحداً عن ثعلب وأَنشد بيت الأَسود ابن يعفر وقال ابن شميل السِّمْطُ الثوب الذي ليست له بطانةُ طَيْلَسانٍ أَو ما كان من قُطن ولا يقال كِساء سِمْطٌ ولا مِلْحَفَةُ سِمْط لأَنها لا تُبَطَّن قال الأَزهري أَراد بالملحفة إِزارَ الليلِ تسميه العرب اللِّحافَ والمِلْحفة إِذا كان طاقاً واحداً والسَّمِيطُ والسُّمَيْطُ الآجُرُّ القائمُ بعضُه فوق بعض الأَخيرة عن كراع قال الأَصمعي وهو الذي يسمى بالفارسية براستق وسَمَطَ اللبنُ يَسْمُطُ سَمْطاً وسُمُوطاً ذهبت عنه حَلاوةُ الحلَب ولم يتغير طعمه وقيل هو أَوّلُ تَغَيُّرِه وقيل السامِطُ من اللبن الذي لا يُصَوِّتُ في السِّقاء لطَراءتِه وخُثُورَتِه قال الأَصمعي المَحْضُ من اللبن ما لم يُخالِطه ماءٌ حُلواً كان أَو حامِضاً فإِذا ذهبت عنه حَلاوَةُ الحلَب ولم يتغير طعمُه فهو سامِطٌ فإن أَخذ شيئاً من الرِّيح فهو خامِطٌ قال والسامِطُ أَيضاً الماءُ المُغْلَى الذي يَسْمُطُ الشيء والسامِطُ المُعَلِّقُ الشيء بحَبْل خلْفَه من السُّمُوطِ قال الزَّفَيانُ كأَن أَقْتادِيَ والأَسامِطا ويقال ناقة سُمُطٌ لا سِمَةَ عليها وناقة عُلُطٌ مَوْسُومة وسَمَطَ السكّينَ سَمْطاً أَحَدَّها عن كراع وسِماطُ القومِ صَفُّهُم ويقال قامَ القومُ حولَه سِماطَيْنِ أَي صفَّين وكلُّ صفٍّ من الرجال سِماطٌ وسُموطُ العِمامةِ ما أُفْضِلَ منها على الصَّدْرِ والأَكتاف والسِّماطانِ من النخْلِ
( * قوله « من النحل » هو بالحاء المهملة بالأصل وشرح القاموس والنهاية ) والناسِ الجانِبانِ يقال مشَى بين السِّماطينِ وفي حديث الإِيمان حتى سَلِمَ من طَرفِ السِّماطِ السِّماطُ الجماعة من الناس والنحْل والمراد في الحديث الجماعة الذين كانوا جلوساً عن جانبيه وسِماطُ الوادي ما بين صَدْرِه ومُنْتهاه وسِمْط الرَّمْلِ حَبْلُه قال فلما غَدا اسْتَذْرَى له سِمْط رَمْلةٍ لِحَوْلَيْنِ أَدْنَى عَهْدِه بالدَّواهِنِ
( * قوله « فلما غدا إلخ » قال في الاساس بعد أَن نسبه للطرماح أَراد به الصائد جعله في لزومه للرملة كالسمط اللازم للعنق )
وسِمْطٌ وسُمَيطٌ اسمان وأَبو السِّمْطِ من كناهم عن اللحياني

( سمعط ) اسْمَعَطَّ العَجاجُ اسْمِعْطاطاً إِذا سَطَعَ الأَزهري اسْمَعَدَّ الرجلُ واشْمَعَدَّ إِذا امْتَلأَ غضباً وكذلك اسْمَعَطَّ واشْمَعَطَّ ويقال ذلك في ذكَر الرجل إِذا اتْمَهلَّ

( سنط ) السِّنْطُ المَفْصِلُ بين الكَفِّ والساعِدِ وأَسْنَعَ الرجلُ إِذا اشتكى سِنْعَه أَي سِنْطَه وهو الرُّسْغ والسَّنْطُ قَرْظٌ يَنْبُت في الصعيد وهو حطَبُهم وهو أَجْوَدُ حطَبٍ اسْتَوْقَد به الناسُ يزعمون أَنه أَكْثره ناراً وأَقلُّه رَماداً حكاه أَبو حنيفة وقال أَخبرني بذلك الخبير قال ويَدْبُغون به وهو اسم أَعجمي والسِّناطُ والسُّناطُ والسَّنُوطُ كله الذي لا لِحْيَة له وقيل هو الذي لا شَعرَ في وجهه البَتَّةَ وقد سَنُطَ فيهن التهذيب السّناطُ الكَوْسَج وكذلك السَّنُوطُ والسَّنُوطِيُّ وفعله سَنُطَ وكذلك عامة ما جاء على بناء فِعالٍ وكذلك ما جاء على بناء المجهول ثلاثيّاً ابن الأَعرابي السُّنُطُ الخَفِيفو العَوارِض ولم يبلغوا حال الكَواسِج وقال غيره الواحدُ سَنُوط وقد تكرر في الحديث وهو بالفتح الذي لا لحية له أَصلاً ابن بري السِّناطُ يُوصفُ به الواحد والجمع قال ذو الرمة زُرْقٌ إِذا لاقَيْتَهُمْ سِناطُ لَيْس لهم في نَسَبٍ رِباطُ ولا إِلى حَبْلِ الهُدَى صِراطُ فالسَّبُّ والعارُ بهم مُلْتاطُ ويقال منه سَنُطَ الرجلُ وسَنِطَ سَنَطاً فهو سِناط وسَنُوطٌ اسم رجل معروف

( سوط ) السَّوْطُ خَلْطُ الشيء بَعْضِه ببعض ومنه سمي المِسْواطُ وساطَ الشيءَ سَوْطاً وسَوَّطَه خاضَه وخَلَطَه وأَكثَرَ ذلك وخصَّ بعضُهم به القِدْرَ إِذا خُلِطَ ما فيها والمِسْوَطُ والمِسْواطُ ما سِيطَ به واسْتَوَطَ هو اخْتَلَطَ نادر وفي حديث سَوْدة أَنه نظَرَ إِليها وهي تنظر في رَكْوةٍ فيها ماء فنَهاها وقال إِني أَخافُ عليكم منه المِسْوطَ يعني الشيْطانَ سمي به من ساطَ القِدْرَ بالمِسْوطِ والمِسْواطِ وهو خشبة يُحَرّكُ بها ما فيها ليخْتَلِطَ كأَنه يُحَرِّك الناس للمعصيةِ ويجمعهم فيها وفي حديث عليّ كرّم اللّه وجهه لتُساطُنَّ سَوْطَ القِدْر وحديثه مع فاطمةَ رضوان اللّه عليهما مَسْوطٌ لَحْمُها بِدَمي ولَحْمي أَي مَمْزوجٌ ومَخْلُوط ومنه قصيد كعب بن زهير لكِنَّها خُلَّةٌ قدْ سِيطَ من دَمِها فَجْعٌ وَوَلْعٌ وإِخْلافٌ وتَبْدِيلُ أَي كأَنَّ هذه الأَخْلاقَ قد خُلِطَتْ بدمها وفي حديث حَلِيمةَ فشَقّا بَطْنَه فهما يَسُوطانِه وسَوْطَ رَأْيَه خَلَّطَه واسْتَوَطَ عليه أَمرُه اضْطَرَبَ وأَمْوالُهم بينهم سَوِيطةٌ مُسْتَوِطةٌ أَي مُخْتلِطةٌ وإِذا خَلَّط الإِنسانُ في أَمره قيل سَوَّطَ أَمرَه تَسْوِيطاً وأَنشد فَسُطْها ذَميمَ الرَّأْي غَيرَ مُوَفَّقٍ فَلَسْتَ على تَسْوِيطِها بِمُعانِ وسمي السَّوْطُ سَوْطاً لأَنه إِذا سِيطَ به إِنسان أَو دابّة خُلِطَ الدمُ باللحمِ وهو مُشْتَقٌّ من ذلك لأَنه يَخْلِطُ الدم باللحم ويَسُوطُه وقولهم ضربت زيداً سَوْطاً إِنما معناه ضربته ضربة بسوط ولكن طريق إِعرابه أَنه على حذف المضاف أَي ضربته ضربة سَوْطٍ ثم حذفت الضربة على حذف المضاف ولو ذهبت تتأَوّل ضربته سوطاً على أَن تقدَّر إِعرابه ضربةً بسوط كما أَن معناه كذلك أَلزمك أَن تُقدِّر أَنك حذفتَ الباء كما يُحْذَفُ حَرْفُ الجرِّ في نحو قوله أَمَرْتُكَ الخير وأَسْتَغْفِرُ اللّه ذنباً فتحتاج إِلى اعْتذارٍ من حذف حرف الجر وقد غَنِيتَ عن ذلك كله بقوله إِنه على حذف المضاف في ضربة سوطٍ ومعناه ضربةً بسوط وجمعه أَسْواطٌ وسِياطٌ وفي الحديث معَهم سِياطٌ كأَذْنابِ البقر هو جمع سَوْطٍ الذي يُجْلَد به والأَصل سِواطٌ بالواو فقلبت ياء للكسرة قبلها ويجمع على الأَصل أَسْواطاً وفي حديث أَبي هريرة رضي اللّه عنه فجعلنا نضْرِبه بأَسْياطِنا وقِسيِّنا قال ابن الأَثير هكذا روي بالياء وهو شاذّ والقياسُ أَسْواطِنا كما يقال في جمع ريح أَرياح شاذّاً والقياس أَرواحٌ وهو المُطَّرِدُ المستعمل وإِنما قلبت الواو في سِياط للكسرة قبلها ولا كَسرةَ في أَسواط وقد ساطَه سَوْطاً وسُطْتُه أَسُوطُه إِذا ضربته بالسَّوْط قال الشَّماخ يصف فرسَه فصَوَّبْتُه كأَنَّه صَوْبُ غَبْيةٍ على الأَمْعَزِ الضَّاحِي إِذا سِيطَ أَحْضَرا صَوَّبْتُه حملته على الحُضرِ في صَبَبٍ من الأَرض والصَّوْبُ المطر والغَبْيَةُ الدُّفْعةُ منه وفي الحديث أَوَّلُ من يدخل النارَ السَّوَّاطونَ قيل هم الشُّرَطُ الذين معهم الأَسْواط يَضْربون بها الناس وساطَ دابَّته يَسُوطُه إِذا ضربه بالسوْطِ وساوَطَني فسُطْتُه أَسُوطه عن اللحياني لم يزد على ذلك شيئاً قال ابن سيده وأَراه إِنما أَراد خاشَنَني بسَوْطِه أَو عارَضَنِي به فغلبته وهذا في الجَواهِر قليل إِنما هو في الأَعْراضِ وقوله عزّ وجلّ فصَبَّ عليهم ربُّك سَوْطَ عَذابٍ أَي نَصِيبَ عَذابٍ ويقال شدَّته لأَن العذاب قد يكون بالسوط وقال الفراء هذه الكلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوْطُ جرى به الكلام والمثَل ويروى أَن السوطَ من عذابهم الذي يُعذّبون به فجرى لكل عذاب إِذ كان فيه عندهم غايةُ العذابِ والمِسْياطُ الماء يبقى في أَسفل الحوض قال أَبو محمد الفقعسي حتى انتهت رَجارِجُ المِسْياطِ والسِّياطُ قُضْبانُ الكُرّاثِ الذي عليه ماليقه
( * قوله « ماليقه » كذا بالأصل والذي في القاموس زماليقه ) تشبيهاً بالسياط التي يضرب بها وسَوَّطَ الكراثُ إِذا أَخرج ذلك وسَوْطُ باطلٍ الضوء الذي يدخل من الكُوَّة وقد حكيت فيه الشين والسُّوَيْطاء مرقة كثيرة الماء تساط أَي تخلط وتضرب

( شبط ) الشَّبُّوطُ والشُّبُّوط الأَخيرة عن اللحياني وهي رديئة ضرب من السمك دقيق الذنب عريض الوسط صغير الرأْس لَيّنُ المَلمَسّ كأَنه البَرْبَطُ وإِنما يشبّه البربطُ إِذا كان ذا طول ليس بعريض بالشبّوط قال الشاعر مُقْبِلٌ مُدْبِرٌ خَفِيفٌ ذَفِيفٌ دَسِمُ الثوْبِ قد شَوَى سَمَكاتِ من شَبابِيطِ لُجّةٍ وسْطَ بَحْرٍ حَدَثَتْ من شُحُومِها عَجِراتِ وهو أَعجمي قال ابن سيده وحكى بعضهم الشَّبُوطةَ بفتح الشين والتخفيف قال ولست منه على ثقة واللّه أَعلم

( شحط ) الشَّحْطُ والشَّحَطُ البُعْدُ وقيل البُعْدُ في كل الحالات يثقل ويخفف قال النابغة وكلُّ قَرِينةٍ ومَقَرِّ إِلْفٍ مُفارِقُه إِلى الشَّحَطِ القَرِينُ وأَنشد الأَزهري والشَّحْطُ قَطّاعٌ رَجاءَ مَن رَجا وشَحَطَنِ الدَّارُ تَشْحَطُ شَحْطاً وشَحَطاً وشُحُوطاً بَعُدَتْ الجوهري شَحَطَ المَزَارُ وأَشْحَطْتُه أَبْعَدْتُه وشَواحِطُ الأَوْدية ما تَباعَدَ منها وشحَطَ فلان في السَّوْمِ وأَبْعَطَ إِذا اسْتَامَ بسِلْعَتِه وتَباعَد عن الحقّ وجاوَز القَدْر عن اللحياني قال ابن سيده وأَرى شَحِطَ لغة عنه أَيضاً وفي حديث ربيعةَ في الرجل يُعْتِقُ الشِّقْصَ من العبد قال يُشْحَطُ الثمنُ ثم يُعْتَقُ كلُّه أَي يُبْلَغُ به أَقْصَى القِيمةِ هو من شَحَط في السَّوْمِ إِذا أَبْعَدَ فيه وقيل معناه يُجْمع ثمَنُه من شَحطْتُ الإِناء إِذا مَلأْتَه وشحَطَ شَرابَه يَشْحَطُه أَرَقَّ مِزاجَه عن أَبي حنيفة والشَّحْطةُ داء يأْخُذ الإِبل في صُدُورها فلا تكاد تَنْجُو منه والشَّحْطةُ أَثر سَحْجٍ يُصيب جَنْباً أَو فخذاً ونحوهما يقال أَصابته شحْطة والتشحُّطُ الاضْطرابُ في الدَّم ابن سيده الشحْطُ الاضْطراب في الدم وتشَحَّطَ الولد في السَّلَى اضْطَرب فيه قال النابغة ويَقْذِفْنَ بالأَوْلادِ في كلّ مَنْزِلٍ تَشَحَّطُ في أَسْلائِها كالوَصائلِ الوصائلُ البُرُودُ الحُمْر وشَحَطَه يَشْحطُه شَحْطاً وسَحَطَه ذبَحه قال ابن سيده والسين أَعْلى وتَشَحَّطَ المقْتُولُ بدَمِه أَي اضْطَرَب فيه وشحَّطَه غيرُه به تَشْحِيطاً وفي حديث مُحَيِّصةَ وهو يَتَشَحَّطُ في دمه أَي يَتَخَبَّطُ فيه ويَضْطَرِبُ ويتمرّغُ وشحَطَتْه العقربُ ووَكَعَتْه بمعنى واحد وقال الأَزهري يقال شحَطَ الطائرُ وصامَ ومَزَقَ ومَرَقَ وسَقْسقَ وهو الشحْطُ والصوْمُ الأَزهري يقال جاء فلان سابقاً قد شحَطَ الخيلَ شحْطاً أَي فاتَها ويقال شحَطَتْ بنُو هاشم العربَ أَي فاتُوهم فَضْلاً وسبَقُوهم والشحْطةُ العُودُ من الرُّمّان وغيره تَغْرِسُه إِلى جنب قَضِيب الحَبَلةِ حتى يَعْلُوَ فوقَه وقيل الشحْطُ خشبة توضع إِلى جنب الأَغصان الرِّطابِ المتفرّقة القِصار التي تخرج من الشُّكُر حتى ترتفع عليها وقيل هو عود ترفع عليه الحَبَلة حتى تَسْتقِلّ إِلى العَرِيش قال أَبو الخطّاب شحَطْتها أَي وضعت إِلى جنبها خشبة حتى ترتفع إِليها والمِشْحَطُ عُوَيْد يُوضع عند القَضِيب من قُضْبانِ الكرْم يَقِيه من اَلأرض والشَّوْحَطُ ضرب من النَّبْع تتخذ منه القِياسُ وهي من شجر الجبالِ جبالِ السَّراةِ قال الأَعشى وجِياداً كأَنها قُضُبُ الشَّوْ حَطِ يَحْمِلْنَ شِكّةَ الأَبطالِ قال أَبو حنيفة أَخبرني العالم بالشوحط أَنَّ نباتَه نباتُ الأَرْزِ قُضبان تسمو كثيرة من أَصل واحد قال وورقة فيما ذكر رِقاقٌ طِوالٌ وله ثمرة مثل العنبة الطويلة إِلا أَنَّ طرفها أَدَقُّ وهي لينة تؤْكل وقال مرّة الشوْحَطُ والنَّبْعُ أَصفرا العود رَزِيناه ثَقِيلانِ في اليد إِذا تقادَما احْمَرَّا واحدته شَوْحَطة وروى الأَزهري عن المبرد أَنه قال النبْعُ والشوحطُ والشَّرْيان شجرة واحدة ولكنها تختلف أَسماؤها بكَرَمِ مَنابِتها فما كان منها في قُلّة الجبل فهو النبْعُ وما كان في سَفْحِه فهو الشِّرْيان وما كان في الحَضِيضِ فهو الشوحط الأَصمعي من أَشجار الجبال النبع والشوحط والتَّأْلَبُ وحكى ابن بري في أَمياله أَن النبع والشوْحَطَ واحد واحتج بقول أَوْس يصف قوساً تَعَلَّمَها في غِيلِها وهي حَظْوةٌ بوادٍ به نَبْعٌ طِوالٌ وحِثْيَلُ وَبانٌ وظَيَّانٌ ورَنْفٌ وشَوْحَطٌ أَلَفُّ أَثِيثٌ ناعِمٌ مُتَعَبِّلُ فجعل مَنْبِتَ النبْعِ والشوْحطِ واحداً وقال ابن مقبل يصف قوساً مِن فَرْعِ شَوْحَطةٍ بِضاحي هَضْبةٍ لَقِحَتْ به لَقحاً خِلافَ حِيالِ وأَنشد ابن الأَعرابي وقد جَعل الوَسْمِيُّ يُنْبِتُ بيننا وبينَ بني دُودانَ نَبْعاً وشَوْحَطا قال ابن بري معنى هذا أَنَّ العرب كانت لا تطْلُب ثأْرَها إِلا إِذا أَخْصَبَتْ بلادُها أَي صار هذا المطر يُنبِت لنا القِسِيّ التي تكون من النبع والشوحط قال أَبو زياد وتُصنع القياس من الشَّرْيان وهي جيدة إِلا أَنها سوداء مُشْرَبةٌ حمرة قال ذو الرمة وفي الشِّمالِ من الشَّرْيانِ مُطْعِمةٌ كَبْداء في عَسْجِها عَطْفٌ وتَقْوِيمُ وذكر الغنوي الأَعرابي أَن السَّراء من النبع ويقوّي قولَه قولُ أَوْس في صفة قَوْس نبع أَطنب في وصفها ثم جعلها سَراء فهما إِذاً واحد وهو قوله وصَفْراء من نبع كأَنَّ نَذِيرَها إِذا لم يُخَفِّضْه عن الوحش أَفْكَلُ ويروى أَزْمَلُ فبالغ في وصفها ثم ذكر عَرْضَها للبيع
( * قوله « ذكر عرضها للبيع إلخ » كذا بالأصل ) وامْتِناعَه فقال فأَزْعَجَه أَن قِيلَ شَتَّان ما ترى إِليكَ وعُودٌ من سَراء مُعَطَّلُ فثبت بهذا أَن النبع والشوحط والسَّراء في قول الغنويّ واحد وأَما الشَّرْيان فلم يذهب أَحد إِلى أََنه من النبع إِلاَّ المبرّد وقد رُدَّ عليه ذلك قال ابن بري الشوحط والنبع شجر واحد فما كان منها في قُلّةِ الجبل فهو نَبع وما كان منها في سَفْحه فهو شوحط وقال المبرد وما كان منها في الحَضيض فهو شَرْيان وقد ردَّ عليه هذا القول وقال أَبو زياد النبع والشوحط شجر واحد إِلا أَن النبع ما ينبت منه في الجبل والشوحط ما ينبت منه في السَّهْلِ وفي الحديث أَنه ضربَه بمِخْرَش من شَوْحَطٍ هو من ذلك قال ابن الأَثير والواو زائدة وشِيحاط موضع بالطائف وشُواحِطٌ موضع قال ساعدة بن العجلان الهذلي غَداةَ شُواحِطٍ فنَجَوْتَ شَدّاً وثَوْبُكَ في عَباقِيةٍ هَرِيدُ والشُّمْحُوطُ الطويل والميم زائدة

( شرط ) الشَّرْطُ معروف وكذلك الشَّريطةُ والجمع شُروط وشَرائطُ والشَّرْطُ إِلزامُ الشيء والتِزامُه في البيعِ ونحوه والجمع شُروط وفي الحديث لا يجوز شَرْطانِ في بَيْعٍ هو كقولك بعتك هذا الثوب نَقْداً بدِينار ونَسِيئةً بدِينارَيْنِ وهو كالبَيْعَتين في بَيْعةٍ ولا فرق عند أَكثر الفقهاء في عقد البيع بين شَرْط واحد أَو شرطين وفرق بينهما أَحمد عملاً بظاهر الحديث ومنه الحديث الآخر نهى عن بَيْع وشَرْطٍ وهو أَن يكون الشرطُ ملازماً في العقد لا قبله ولا بعده ومنه حديث بَرِيرةَ شَرْطُ اللّهِ أَحَقُّ يريد ما أَظهره وبيَّنه من حُكم اللّه بقوله الولاء لمن أَعْتق وقيل هو إِشارة إِلى قوله تعالى فإِخْوانُكم في الدِّين ومَوالِيكم وقد شرَط له وعليه كذا يَشْرِطُ ويَشْرُطُ شَرْطاً واشْتَرَط عليه والشَّرِيطةُ كالشَّرْطِ وقد شارَطَه وشرَط له في ضَيْعَتِه يَشْرِط ويَشْرُط وشرَط للأَجِير يَشْرُطُ شَرْطاً والشَّرَطُ بالتحريك العلامة والجمع أَشْراطٌ وأَشْراطُ الساعةِ أَعْلامُها وهو منه وفي التنزيل العزيز فقد جاء أَشْراطُها والاشْتِراطُ العلامة التي يجعلها الناس بينهم وأَشْرَطَ طائفةً من إِبله وغنمه عَزَلَها وأَعْلَمَ أَنها للبيع والشَّرَطُ من الإِبل ما يُجْلَبُ للبيع نحو النَّاب والدَّبِرِ يقال إِن في إِبلك شَرَطاً فيقول لا ولكنها لُبابٌ كلها وأَشْرَط فلان نفسَه لكذا وكذا أَعْلَمها له وأَعَدَّها ومنه سمي الشُّرَطُ لأَنهم جعلوا لأَنفسهم علامة يُعْرَفُون بها الواحد شُرَطةٌ وشُرَطِيٌّ قال ابن أَحمر فأَشْرَطَ نفْسَه حِرصاً عليها وكان بنَفْسِه حَجِئاً ضَنِينا والشُّرْطةُ في السُّلْطان من العلامة والإِعْدادِ ورجل شُرْطِيٌّ وشُرَطِيٌّ منسوب إِلى الشُّرطةِ والجمع شُرَطٌ سموا بذلك لأَنهم أَعَدُّوا لذلك وأَعْلَمُوا أَنفسَهم بعلامات وقيل هم أَول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأُ للموت وفي حديث ابن مسعود وتُشْرَطُ شُرْطةٌ للموت لا يرجِعُون إِلا غالِبين هم أَوّل طائفة من الجيش تشهد الوَقْعة وقيل بل صاحب الشُّرْطةِ في حرب بعينها قال ابن سيده والصواب الأَول قال ابن بري شاهدُ الشُّرْطِيِّ احد الشُّرَطِ قول الدَّهناء واللّهِ لوْلا خَشْيةُ الأَمِيرِ وخَشْيَةُ الشرْطِيّ والثُّؤْثُورِ الثُّؤْثورُ الجلْوازُ قال وقال آخر أَعُوذُ باللّهِ وبالأَمِيرِ من عامِل الشُّرْطةِ والأُتْرُورِ وأَشْراطُ الشيء أَوائلُه قال بعضهم ومنه أَشراطُ الساعةِ وذكرها النبي صلّى اللّه عليه وسلّم والاشتقاقان مُتقارِبان لأَن علامة الشيء أَوَّله ومَشارِيطُ الأَشياء أَوائلها كأَشْراطِها أَنشد ابن الأَعرابي تَشابَهُ أَعْناقُ الأُمُورِ وتَلْتَوِي مَشارِيطُ ما الأَوْرادُ عنه صَوادِرُ قال ولاواحد لها وأَشْراطُ كلِّ شيء ابتداء أَوَّله الأَصمعي أَشْراطُ الساعةِ علاماتها قال ومنه الاشْتِراط الذي يَشْتَرِطُ الناسُ بعضُهم على بعض أَي هي عَلامات يجعلونها بينهم ولهذا سميت الشُّرَط لأَنهم جعلوا لأَنفسهم علامة يُعْرَفون بها وحكى الحطابي عن بعض أَهل اللغة أَنه أَنكر هذا التفسير وقال أَشراطُ الساعةِ ما تُنكِره الناسُ من صغار أُمورها قبل أَن تقوم الساعة وشُرَطُ السلطانِ نُخْبةُ أَصحابه الذين يقدِّمهم على غيرهم من جنده وقول أَوس بن حجر فأَشْرَط فيها نفْسَه وهو مُعْصِمٌ وأَلْقَى بأَسْبابٍ له وتَوَكَّلا أَجعل نفْسَه علَماً لهذا الأَمر وقوله أَشْرَط فيها نفسه أَي هَيَّأَ لهذه النَّبْعةِ وقال أَبو عبيدة سمي الشُّرَطُ شُرَطاً لأَنهم أَعِدّاء وأَشراطُ الساعةِ أَسبابُها التي هي دون مُعْظَمِها وقِيامِها والشَّرَطانِ نَجْمانِ من الحَمَلِ يقال لهما قَرْنا الحملِ وهما أَوَّل نجم من الرَّبيع ومن ذلك صار أَوائلُ كل أَمْر يقع أَشْراطَه ويقال لهما الأَشْراط قال العجاج أَلْجَأَهُ رَعْدٌ من الأَشْراطِ ورَيْقُ الليلِ إِلى أَراطِ قال الجوهري الشرطانِ نجمانِ من الحَمَل وهما قَرْناه وإِلى جانِب الشَّمالِيِّ منهما كوكب صغير ومن العرب من يَعُدُّه معهما فيقول هو ثلاثة كواكب ويسميها الأَشراط قال الكميت هاجَتْ عليه من الأَشْراطِ نافِجةٌ في فَلْتةٍ بَيْنَ إِظْلامٍ وإِسْفارِ والنَّسَبُ إِليه أَشْراطِيٌّ لأَنه قد غَلب عليها فصار كالشيء الواحد قال العجاج من باكِرِ الأَشْراطِ أَشْراطِيُّ أَرادَ الشَّرَطَيْنِ قال ابن بري الشَّرَطانِ تثنية شَرَطٍ وكذلك الأَشْراطُ جمع شَرَطٍ قال والنسبُ إِلى الشَّرَطَيْنِ شرَطِيٌّ كقوله ومن شَرَطِيٍّ مُرْثَعِنٍّ بعامِر قال وكذلك النسَبُ إِلى الأَشْراطِ شَرَطِيٌّ قال وربما تسَبُوا إِليه على لفظ الجمع أَشْراطِيٌّ وأَنشد بيت العجاج ورَوْضةٌ أَشْراطِيّة مُطِرَتْ بالشَّرَطَيْنِ قال ذو الرمة يصف روضة قَرْحاءُ حَوَّاءُ أَشْراطِيّة وكَفَتْ فيها الذِّهابُ وحَفَّتْها البَراعِيمُ يعني رَوْضةُ مُطرت بنَوء الشرَطينِ وإِنما قال قرحاء لأَنَّ في وسَطِها نُوَّارةً بَيْضاء وقال حوَّاء لخُضْرةِ نباتها وحكى ابن الأَعرابي طلَع الشَّرَطُ فجاء للشَّرَطَيْنِ بواحد والتثنيةُ في ذلك أَعْلى وأَشْهر لأَن أَحدهما لا ينفصل عن الآخر فصارا كأَبانَيْنِ في أَنهما يُثْبَتانِ معاً وتكون حالَتُهما واحدة في كل شيء وأَشْرَطَ الرسولَ أَعْجَله وإِذا أَعْجَل الإِنسانُ رسولاً إِلى أَمر قيل أَشْرَطَه وأَفْرَطَه من الأَشْراط التي هي أَوائل الأَشياء كأَنه
( * قوله « كأَنه إلخ » كذا بالأصل ويظهر ان قبله سقطاً ) من قولك فارِطٌ وهو السابق والشَّرَطُ رُذالُ المالِ وشِرارُه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء قال جرير تُساقُ مِن المِعْزَى مُهورُ نِسائهمْ ومِنْ شَرَطِ المِعْزَى لَهُنَّ مُهورُ وفي حديث الزكاة ولا الشَّرَطَ اللَّئيمة أَي رُذالَ المالِ وقيل صِغارُه وشِراره وشَرَطُ الناس خُشارَتُهم وخَمّانُهم قال الكميت وجَدْتُ الناسَ غَيْرَ ابْنَيْ نِزارٍ ولَمْ أَذْمُمْهُمُ شَرَطاً ودُونا فالشَّرَطُ الدُّونُ من الناسِ والذين هم أَعظم منهم ليسوا بشرَطٍ والأَشْراطُ الأَرْذالُ والأَشْراطُ أَيضاً الأَشْرافُ قال يعقوب وهذا الحرف من الأضداد وأَما قولُ حَسّانَ بن ثابت في نَدامى بِيضِ الوُجوهِ كِرامٍ نُبِّهُوا بَعْدَ هَجْعةِ الأَشْراطِ فيقال إِنه أَراد به الحرَسَ وسَفِلةَ الناس وأَنشد ابن الأَعرابي أَشارِيطُ من أَشْراطِ أَشْراطِ طَيِّءٍ وكان أَبوهمْ أَشْرَطاً وابْن أَشْرَطا وفي الحديث لا تقومُ الساعةُ حتى يأْخُذَ اللّهُ شريطتَه من أَهلِ الأَرض فيَبْقَى عَجاجٌ لا يَعْرِفون مَعْروفاً ولا يُنْكِرُون مُنْكَراً يعني أَهلَ الخيرِ والدِّينِ والأَشْراطُ من الأَضْداد يقع على الأَشراف والأَرذال قال الأَزهري أَظُنُّه شَرَطَتَه أَي الخِيارَ إِلا أَنَّ شمراً كذا رواه وشرَطٌ لقَب مالِكِ بن بُجْرَة ذهَبوا في ذلك إِلى اسْتِرْذالِه لأَنه كان يُحَمَّقُ قال خالد بن قيس التيْمي يهجُو مالكاً هذا لَيْتَكَ إِذ رَهِبْتَ آلَ مَوْأَلَهْ حَزُّوا بنَصْلِ السيْفِ عند السَّبَلهْ وحَلَّقَتْ بك العُقابُ القَيْعَلَهْ مُدْبِرةً بشَرَطٍ لا مُقْبِلَهْ والغنمُ أَشْرطُ المالِ أَي أَرْذَلُه مُفاضَلةٌ وليس هناك فِعْل قال ابن سيده وهذا نادِرٌ لأَن المُفاضلةَ إِنما تكون من الفعل دون الاسم وهو نحو ما حكاه سيبويه من قولهم أَحْنَكُ الشاتين لأَن ذلك لا فعل له أَيضاً عنده وكذلك آبَلُ الناسِ لا فِعْلَ له عند سيبويه وشَرَطُ الإِبلِ حَواشِيها وصِغارُها واحدها شَرَطٌ أَيضاً وناقة شَرَطٌ وإِبل شَرَطٌ قال وفي بعض نسخ الإِصلاح الغنمُ أَشْراطُ المال قال فإِن صح هذا فهو جمع شَرَط التهذيب وشَرَطُ المالِ صغارها وقال والشُّرَطُ سُمُّوا شُرَطاً لأَن شُرْطةَ كل شيء خِيارُه وهم نُخْبةُ السلطانِ من جُنده وقال الأَخطل ويَوْم شرْطةِ قَيْسٍ إِذْ مُنِيت بِهِمْ حَنَّتْ مَثاكِيلُ من أَيْفاعِهمْ نُكُدُ وقال آخر حتى أَتَتْ شُرْطةٌ للموْتِ حارِدةٌ وقال أَوْسٌ فأَشْرَط فيها أَي استخَفَّ بها وجعلها شَرَطاً أَي شيئاً دُوناً خاطَرَ بها أَبو عمرو أَشْرَطْتُ فلاناً لعمل كذا أَي يَسَّرْتُه وجعلته يليه وأَنشد قَرَّبَ منهم كلِّ قَرْمٍ مُشْرَطِ عَجَمْجَمٍ ذِي كِدْنةٍ عَمَلَّطِ المُشْرَطُ المُيَسَّرُ للعمل والمِشْرَطُ المِبْضَعُ والمِشْراطُ مثله والشَّرْطُ بَزْغُ الحَجّام بالمِشْرَطِ شَرَطَ يَشْرُطُ ويَشْرِطُ شَرْطاً إِذا بزَغ والمِشْراطُ والمِشْرَطةُ الآلةُ التي يَشْرُط بها قال ابن الأَعرابي حدثني بعض أَصحابي عن ابن الكَلْبي عن رجل عن مُجالِد قال كنت جالساً عند عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أَبي طالب بالكوفة فأُتِيَ برجل فأَمَر بضَرْبِ عُنقه فقلت هذا واللّهِ جَهْدُ البَلاء فقال واللّه ما هذا إِلا كشَرْطةِ حَجّامٍ بمشْرَطَتِه ولكن جهد البلاء فَقْر مُدْقِعٌ بعد غِنىً مُوسع وفي الحديث نَهى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن شَرِيطةِ الشيطانِ وهي ذبيحة لا تُفْرَى فيها الأَوْداجُ ولا تُقْطَعُ ولا يُسْتَقْصَى ذبحُها أُخذ من شَرْط الحجام وكان أَهل الجاهلية يقطعون بعضَ حَلْقِها ويتركونها حتى تموتَ وإِنما أَضافها إِلى الشيطان لأَنه هو الذي حملهم على ذلك وحسّن هذا الفعلَ لدَيْهِم وسوّلَه لهم والشَّرِيطةُ من الإِبل المشقُوقةُ الأُذن والشَّرِيطةُ شِبْه خُيوطٍ تُفْتل من الخُوص واللِّيفِ وقيل هو الحبلُ ما كان سمي بذلك لأَنه يُشْرَطُ خُوصه أَي يُشَقُّ ثم يفتل والجمع شَرائطُ وشُرُطٌ وشَرِيطٌ كشَعيرة وشَعير والشَّرِطُ العَتِيدةُ للنساء تَضَعُ فيها طِيبَها وقيل هي عَتيدةُ الطِّيبِ وقيل العَيْبةُ حكاه ابن الأَعرابي وبه فُسِّر قولُ عَمْرو بن مَعْدِ يكَرِب فَزَيْنُكَ في الشَّرِيطِ إِذا التَقَيْنا وسابِغةٌ وذُو النُّونَيْنِ زَيْني يقول زَيْنُكَ الطِّيبُ الذي في العَتِيدةِ أَو الثيابُ التي في العَيْبة وزَيْني أَنا السِّلاحُ وعَنَى بذي النُّونين السيفَ كما سماه بعضهم ذا الحَيّاتِ قال الأَسود بن يَعْفُرَ عَلَوْتُ بِذي الحَيّاتِ مَفْرَقَ رأْسِه فَخَرَّ كما خَرَّ النِّساءُ عَبِيطَا وقال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد الهُذليّ وما جَرَّدْتُ ذا الحَيّاتِ إِلاّ لأَقْطَعَ دابِرَ العَيْشِ الحُبابِ
( * قوله « الحباب » ضبط في الأصل هنا وفي مادة دبر بالضم وقال هناك الحباب اسم سيفه )
كانت امرأَته نظرت إِلى رجل فضرَبها مَعْقِلٌ بالسيف فأَتَرَّ يَدَها فقال فيها هذا يقول إِنما كنت ضربْتُكِ بالسيفِ لأَقْتُلَكِ فأَخْطأْتكِ لجَدِّكِ فَعادَ عليكِ أَنَّ لَكُنّ حَظّاً وواقِيةً كواقِيةِ الكِلابِ وقال أَبو حنيفة الشَّرَطُ المَسِيلُ الصغير يجيء من قَدر عشرة أَذرُع مِثل شَرَطِ المال رُذالِها وقيل الأَشْراطُ ما سال من الأَسْلاقِ في الشِّعابِ والشَّرْواطُ الطويلُ المُتَشَذِّبُ القليل اللحْم الدقيقُ يكون ذلك من الناس والإِبل وكذلك الأُنثى بغير هاء قال يُلِحْنَ من ذِي زَجَلٍ شِرْواطِ مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ قال ابن بري الرجَز لجسَّاسِ بن قُطَيْبٍ والرجز مُغَيَّرٌ وصوابه بكماله على ما أَنشده ثعلب في أَمالِيه وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ باتَتْ على مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ تَنْجُو إِذا قيل لها يَعاطِ فلو تَراهُنَّ بذي أُراطِ وهنَّ أَمثالُ السُّرَى الأَمْراطِ يُلِحْنَ من ذي دَأَبٍ شِرْواطِ صاتِ الحُداءِ شَظِفٍ مِخْلاطِ مُعْتَجِرٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ على سَراوِيلَ له أَسْماطِ ليست له شَمائلُ الضَّفَّاطِ يتْبَعْنَ سَدْوَ سَلِسِ المِلاطِ ومُسْرَبٍ آدَمَ كالفُسْطاطِ ( ) قوله « ومسرب » كذا في الأَصل بالسين المهملة ولعله بالشين المعجمة خَوَّى قليلاً غيرَ ما اغْتِباطِ على مَباني عُسْبٍ سِباطِ يُصْبِحُ بعد الدَّلَج القَطْقاطِ وهْو مُدِلٌّ حسَنُ الأَلْياطِ الأَلْياطُ الجُلود ومُلَحَّب طريق وأَطّاطٌ مُصوِّتٌ ويَعاطِ زَجْر وأُراطٌ موضع والسُّرَى جمع سُرْوةٍ السَّهْم والأَمْراطُ المُتمرِّطةُ الرِّيشِ ويُلِحْن يَفْرَقْنَ والدّأَبُ شدَّة السَّيْر والسَّوْقِ والشَّظَفُ خُشونة العيْشِ والضَّفّاطُ الكثير اللحم وهو أَيضاً الذي يُكْرَى من مَنْزِل إِلى منزل والمِلاطُ المِرْفَقُ وعُسُبٌ قَوائمه وسِباطٌ جمع سَبْطٍ والقَطْقاطُ السريعُ الليث ناقة شِرْواطٌ وجمل شِرْواط طويل وفيه دِقّة الذكر والأُنثى فيه سواء ورجل شِرْوَطٌ طويل وبنو شَرِيطٍ بطن

( شطط ) الشَّطاطُ الطُّولُ واعْتِدالُ القامةِ وقيل حُسن القَوام جاريةٌ شَطّةٌ وشاطّةٌ بينةُ الشَّطاطِ والشِّطاطِ بالكسر وهما الاعتدال في القامة قال الهذلي وإِذْ أَنا في المَخيلةِ والشَّطاطِ والشَّطاطُ البُعْدُ شَطَّتْ دارُه تَشُطُّ وتَشِطُّ شَطّاً وشُطوطاً بَعُدت وكل بَعِيدٍ شاطٌّ ومنه أَعوذ بك من الضِّبْنةِ في السفَر وكآبةِ الشِّطّةِ الشِّطَّةُ بالكسر بُعْد المسافةِ من شَطَّتِ الدارُ إِذا بَعُدت والشَّطَطُ مُجاوَزةُ القَدْرِ في بيع أَو طلَب أَو احتكام أَو غير ذلك من كل شيءٍ مشتق منه قال عنترة شَطَّتْ مَزارَ العاشِقينَ فأَصْبَحَت عَسِراً عليَّ طِلابُها ابْنةُ مَخْرَمِ
( * هكذا رُوي هنا وهو في معلقة عنترة
حَلَّتْ بأَرضِ الزَّائرين فأَصبحت ... عِسِراً عليَّ
طِلابُكِ ابنةَ مخْرَمِ )
أَي جاوَزَتْ مَزارَ العاشقين فعدَّاه حملاً على معنى جاوزت ويجوز أَن يكون منصوباً بإِسقاط الباء تقديره بَعُدت بموضع مَزارِهم وهو قول عثمان بن جني إِلاَّ أَنه جعل الخافض الساقط عن أَي شَطَّت عن مزارِ العاشقين وفي حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه لها مَهْرُ مِثلها لا وكْسَ ولا شَطَطَ أَي لا نُقْصان ولا زِيادةَ وفي التنزيل العزيز وانه كان يقول سَفِيهُنا على اللّهِ شَطَطاً قال الراجز يَحْمُونَ أَلفاً أَن يُسامُوا شَطَطا وشَطّ في سِلْعَتِه وأَشطَّ جاوَزَ القَدْرَ وتباعدَ عن الحق وشَطَّ عليه في حُكْمِه يَشِطُّ شَطَطاً واشْتَطَّ وأَشَطَّ جارَ في قضيَّتِه وفي التنزيل ولا تُشْطِطْ وقرئَ ولا تَشْطُطْ ولا تُشَطِّطْ ويجوز في العربية ولا تَشْطِطْ ومعناها كلّها لا تَبْعُدْ عن الحقّ وأَنشد تَشُِطُّ غَداً دارُ جِيرانِنا ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ أَبو عبيد شَطَطْتُ أَشُطُّ بضم الشين وأَشْطَطْتُ جُرْت قال ابن بري أَشَطَّ بمعنى أَبْعَدَ وشَطَّ بمعنى بعُدَ وشاهد أََشَطَّ بمعنى أَبعدَ قول الأَحوص أَلا يا لَقَوْمِي قد أَشَطَّتْ عَواذِلي ويَزْعُمْنَ أَن أَوْدَى بحَقِّيَ باطِلي وفي حديث تَميم الدَّارِيّ أَنَّ رجلاً كلمه في كثرة العبادة فقال أَرأَيتَ إِن كنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعِيفاً وأَنت مُؤْمن قوي ؟ إِنك لشاطِّي حتى أَحْمِلَ قوَّتَك على ضَعْفِي فلا أَسْتَطِيعَ فأَنْبَتَّ قال أَبو عبيد هو من الشَّطَطِ وهو الجَوْرُ في الحُكْم يقول إِذا كَلَّفْتَني مثل عملك وأَنتَ قويّ وأَنا ضعِيفٌ فهو جَوْرٌ منك عليَّ قال الأَزهري جعل قوله شاطِّي بمعنى ظالِمِي وهو معتدٍّ قال أَبو زيد وأَبو مالك شَطَّني فلان فهو يَشِطُّني شَطّاً وشُطوطاً إِذا شَقَّ عليك قال الأَزهري أَراد تميم بقوله شاطِّي هذا المعنى الذي قاله أَبو زيد أَي جائر عليَّ في الحكم وقيل قولُه لشاطِّي أَي لظالِمٌ لي من الشَّطَط وهو الجورُ والظلم والبُعْدُ عن الحق وقيل هو من قولهم شَطَّني فلان يَشِطُّني شَطّاً إِذا شَقَّ عليك وظلمك وقوله عزّ وجلّ لقد قلنا إِذاً شططاً قال أَبو إِسحق يقول لقد قلنا إِذاً جَوْراً وشَطَطاً وهو منصوب على المصدر المعنى لقد قلنا إِذاً قَولاً شطَطاً والشطَطُ مجاوزةُ القدْرِ في كل شيء يقال أَعطيته ثمناً لا شَطَطاً ولا وَكْساً واشتطَّ الرجل فيما يَطْلُبُ أَو فيما يحكم إِذا لم يَقْتَصِد وأَشَطَّ في طلبه أَمْعَنَ ويقال أَشَطَّ القومُ في طَلبِنا إِشْطاطاً إِذا طلبوهم رُكْباناً ومُشاةً وأَشَطَّ في المَفازةِ ذهب والشَّطُّ شاطِئُ النهر وجانبه والجمع شُطوطٌ وشُطَّانٌ قال وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ من شُطَّانِه بَقْلٌ بظاهِرِهِ وبَقْلُ مِتانِه ويروى من شُطْآنِه جمع شاطِئٍ وقال أَبو حنيفة شَطُّ الوادِي سَنَدُه الذي يَلي بطنَه والشَّطُّ جانبُ السَّنامِ وقيل شِقُّه وقيل نِصْفُه ولكل سَنام شَطَّانِ والجمع شُطوط وناقة شَطُوطٌ وشَطَوْطَى عظيمة جنبي السَّنامِ قال الأَصمعي هي الضخْمةُ السنامِ قال الراجز يصف إِبلاً وراعِيَها قد طَلَّحَتْه جِلَّةٌ شَطائطُ فهْو لهُنَّ حابِلٌ وفارِطُ والشَّطُّ جانبُ النهرِ والوادي والسَّنامِ وكلُّ جانبٍ من السنام شَطٌّ قال أَبو النجم عُلِّقْتُ خَوْداً من بَناتِ الزُّطِّ ذاتَ جَهازٍ مَضْغَطٍ ملَطِّ كأَنَّ تحتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ شَطّاً رَمَيْت فَوْقَه بشَطِّ لم يَنْزُ في الرَّفعِ ولم يَنْحَطِّ والشُّطَّانُ موضع قال كثيِّر عزَّة وباقي رُسُومٍ ما تزالُ كأَنَّها بأَصْعِدةِ الشُّطَّانِ رَيْطٌ مُضَلَّعُ وغَدِيرُ الأَشْطاطِ موضعٌ بمُلْتَقَى الطريقين من عُسْفانَ للحاجّ إِلى مكة صانها اللّه عزّ وجلّ ومنه قول رسول اللّه ثلّى اللّه عليه وسلّم لبُرَيْدةَ الأَسلمي أَين تركت أَهلَك بغَدِير الأَشْطاطِ ؟ والشَّطْشاطُ طائر

( شقط ) الشَّقِيطُ الجرارُ من الخَزَفِ يُجعل فيها الماء وقال الفراء الشَّقِيطُ الفَخَّار عامَّةً وفي حديث ضمضم رأَيت أَبا هريرة رضي اللّه عنه يشرب من ماء الشَّقِيطِ هو من ذلك ورواه بعضهم بالسين المهملة وقد تقدَّم

( شلط ) الشَّلْطُ السكين بلغة أَهل الحَوْفِ قال الأَزهري لا أَعرفه وما أَراه عربيّاً واللّه أَعلم

( شمط ) شَمَطَ الشيءَ يَشْمِطُه شَمْطاً وأَشْمَطَه خلَطه الأَخيرة عن أَبي زيد قال ومن كلامهم أَشْمِط عملك بصدَقةٍ أَي اخْلِطْه وشيءٌ شَمِيطٌ مَشْمُوطٌ وكل لونين اختلطا فهما شَمِيطٌ وشمَط بين الماء واللبن خلَط وإِذا كان نصف ولد الرجل ذكوراً ونصفهم إِناثاً فهم شَمِيطٌ ويقال اشْمِطْ كذا لعَدُوٍّ أَي اخْلِطْ وكلُّ خَلِيطَيْن خَلَطْتَهما فقد شَمَطْتَها وهما شَمِيطٌ والشَّمِيطُ الصُّبح لاخْتِلاطِ لَوْنَيْه من الظُّلْمةِ والبياضِ ويقال للصُّبْحِ شَمِيطٌ مُوَلَّعٌ وقيل للصبْح شَمِيطٌ لاختِلاطِ بياضِ النهار بسواد الليل قال الكميت وأَطْلَعَ منه اللِّياحَ الشَّمِيطَ خُدودٌ كما سُلَّتِ الأَنْصُلُ قال ابن بري شاهد الشَّمِيطِ الصبحِ قولُ البَعِيثِ وأَعْجَلَها عن حاجة لم تَفُهْ بها شَمِيطٌ تبكَّى آخِرَ الليلِ ساطِعُ
( * قوله « تبكى » كذا بالأصل وشرح القاموس والذي في الاساس يتلى أَي بالتضعيف كما يفيده الوزن )
وكان أَبو عمرو بن العَلاء يقول لأَصحابه اشْمِطُوا أَي خذوا مرّةً في قرآن ومرة في حديث ومرة في غريب ومرة في شِعر ومرّة في لغة أَي خُوضُوا والشَّمَطُ في الشعرَ اختلافُه بلونين من سواد وبياض شَمِطَ شَمَطاً واشْمَطَّ واشْماطَّ وهو أَشْمَطُ والجمع شُمْطٌ وشُمْطانٌ والشمَطُ في الرجل شيْبُ اللِّحية ويقال للرجل أَشْيَبُ والشَمَطُ بياض شعر الرأْسِ يُخالِطُ سَواده وقد شَمِطَ بالكسر يَشْمَطُ شَمْطاً وفي حديث أَنس لو شئتُ أَن أَعُدّ شَمَطاتٍ كُنَّ في رأْسِ رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فعَلْتُ الشمَطُ الشيْبُ والشَّمَطاتُ الشَّعراتُ البيض التي كانت في شعر رأْسه يريد قِلَّتها وقال بعضهم وامرأَة شَمْطاء ولا يقال شَيْباء وقوله أَنشده ابن الأَعرابي شَمْطاء أَعْلى بَزِّها مُطَرَّحُ قد طَال ما تَرَّحَها المُتَرِّحُ شَمْطاء أَي بيْضاء المِشْفَرَيْن وذلك عند البُزولِ وقوله أَعْلى بَزِّها مُطَرَّح أَي قد سَمِنت فسَقط وبَرُها وقوله قد طال ما تَرَّحَها المُتَرِّحُ أَي نَغَّصَها المَرْعى وفرس شَمِيطُ الذَّنَبِ فيه لوْنانِ وذئب شَميطٌ فيه سواد وبياض والشَّمِيطُ من النَّبات ما رأَيتَ بعضَه هائجاً وبعضه أَخْضر وقد يقال لبعض الطير إِذا كان في ذَنَبه سواد وبياض إِنه لشميطُ الذُّنابَى وقال طفيل يصف فرساً شَمِيطُ الذُّنابَى جُوِّفَتْ وهي جَوْنة بنُقْبةِ دِيباجٍ ورَيْطٍ مُقَطَّعِ الشَّمْطُ الخَلْطُ يقول اختلط في ذَنبِها بياض وغيره أَبو عمرو الشُّمطان الرُّطَب المُنَصَّفُ والشُّمْطانةُ البُسْرة التي يُرْطِبُ جانب منها ويَبقى سائرُها يابساً وقِدْرٌ تسَعُ شاةً بشَمْطِها وأَشماطِها أَي بتابَلِها وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال الناس كلهم على فتح الشين من شَمْطِها إِلا العُكْلِيَّ فإِنه يكسر الشين والشِّمْطاطُ والشُّمْطوطُ الفِرْقةُ من الناس وغيرهم والشَّماطِيطُ القِطَعُ المتفرّقة يقال جاءت الخيل شَماطِيطَ أَي متفرّقة أَرْسالاً وذهَب القومُ شَماطِيطَ وشَمالِيلَ إِذا تفرّقوا والشَّمالِيلُ ما تفرّق من شُعَبِ الأَغْصانِ في رؤوسها مثل شَماريخِ العِذْق الواحد شِمْطيطٌ وفي حديث أَبي سفيان صريح لُؤيٍّ لا شَماطِيط جُرْهُم الشَّماطِيطُ القِطَعُ المتفرّقةُ وشَماطِيطُ الخيل جماعة في تَفْرِقِةٍ واحدها شُمْطُوطٌ وتفرّق القومُ شَماطِيطَ أَي فِرَقاً وقِطَعاً واحدها شِمْطاطٌ وشُمْطُوطٌ وثوب شِمْطاطٌ قال جَسّاسُ بن قُطَيْبٍ مُحْتَجِزٍ بِخَلَقٍ شِمْطاطِ على سَراوِيلَ له أَسْماطِ وقد تقدّمت أُرْجُوزته بكمالها في ترجمة شرط أَي بخَلَقٍ قد تشقق وتقطَّع وصار الثوبُ شَماطِيطَ إِذا تشقّق قال سيبويه لا واحد للشَّماطِيطِ ولذلك إِذا نسَب إِليه قال شَماطيطِيٌّ فأَبْقَى عليه لفظ الجمع ولو كان عنده جمعاً لرَدَّ النسَبَ إِلى الواحد فقال شِمْطاطِيٌّ أَو شُمْطُوطِيٌّ أَو شِمْطِيطِيٌّ الفراء الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ والأَبابِيلُ كلُّ هذا لا يُفْرد له واحد وقال اللحياني ثوب شَماطِيطُ خَلَقٌ والشُّمْطُوطُ الأَحْمق قال الراجز يَتْبَعُها شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ لا ورَعٌ جِبْسٌ ولا مأْقُوطُ وشَماطِيطُ اسم رجل أَنشد ابن جني أَنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْت بهْ متَى أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبهْ ثم أُنَزِّ حَوْلَه وأَحْتَبِهْ حتى يقالُ سَيِّدٌ ولسْتُ بهْ والهاء في أَحْتَبِه زائدة للوقف وإِنما زادها للوصل لا فائدة لها أَكثر من ذلك وقوله حتى يقال روي مرفوعاً لأَنه إِنما أَراد فِعَل الحال وفِعلُ الحال مرفوع في باب حتى أَلا ترى أَن قولهم سرْتُ حتى أَدخلُها إِنما هو في معنى قوله حتى أَنا في حال دخولي ولا يكون قوله حتى يقال سيّد على تقدير الفعل الماضي لأَن هذا الشاعر إِنما أَراد أَن يَحْكِي حاله التي هو فيها ولم يرد أَن يُخبر أَنَّ ذلك قد مضى

( شمحط ) الشَّمْحَطُ والشِّمْحاطُ والشُّمْحُوطُ المُفْرِطُ طُولاً وذكره الجوهري في شحط وقال إِن ميمه زائدة

( شمعط ) قال أَبو تراب سمعت بعض قيس يقول اشْمَعَطَّ القومُ في الطَّلَب واشْمَعَلُّوا إِذا بادَرُوا فيه وتفرّقوا واشْمَعَلَّتِ الإِبلُ واشْمَعَطَّت إِذا انتشرت الأَزهري قال مُدْرِكٌ الجَعْفَرِيّ يقال فَرِّقُوا لضَوالِّكُم بُغْياناً يُضِبُّون لها أَي يَشْمَعِطُّون فسئل عن ذلك فقال أَضِبُّوا لفلان أَي تفرَّقُوا في طَلبه وأَضَبَّ القومُ في بُغْيَتهم أَي في ضالَّتِهم أَي تفرّقُوا في طلَبها الأَزهري اسْمَعَدَّ الرجلُ واشْمَعَدّ إِذا امتلأَ غَضَباً وكذلك اسْمَعَطَّ واشْمَعَطَّ ويقال ذلك في ذكَر الرجل إِذا اتْمَهَلَّ

( شنط ) المُشَنَّطُ الشِّواء وقيل شِواء مُشَنَّطٌ لم يُبالَغْ في شَيِّه والشُّنُطُ اللُّحْمانُ المُنْضَجةُ

( شنحط ) الشُّنْحُوطُ الطويل مثّل به سيبويه وفسره السيرافي

( شوط ) شَوَّطَ الشيءَ لغة في شَيَّطه والشَّوْطُ الجَرْيُ مرة إِلى غاية والجمع أَشْواطٌ قال وبارحٍ مُعْتَكِرِ الأَشْواطِ يعني الريح الأَصمعي شاطَ يَشُوطُ شَوْطاً إِذا عَدا شَوْطاً إِلى غاية وقد عَدا شَوْطاً أَي طَلَقاً ابن الأَعرابي شَوَّطَ الرجلُ إِذا طال سفره وفي حديث سُلَيْمَان بن صُرَدٍ قال لعلي يا أَمير المؤمنين إِن الشَّوْطَ بَطِينٌ وقد بَقِيَ من الأُمورِ ما تَعْرِفُ صَدِيقَك من عدُوِّكَ البَطِينُ البَعِيدُ أَي إِن الزمان طويل يُمكِنُ أَن أَسْتَدْرِكَ فيه ما فرَّطْتُ وطافَ بالبيتِ سبعةَ أَشْواط من الحجَر إِلى الحجَر شَوْطٌ واحد وفي حديث الطوافِ رملَ ثلاثةَ أَشْواطٍ هي جمع شَوْطٍ والمراد به المرّة الواحدةُ من الطَّوافِ حوْلَ البيتِ وهو في الأَصل مَسافة من الأَرض يَعْدُوها الفَرس كالمَيْدان ونحوه وشَوْطُ باطِلٍ الضَّوْء الذي يدخل من الكُوَّة وشَوْطُ بَراحٍ ابن آوى أَو دابَّةٌ غيره والشَّوْطُ مكان بين شَرَفَيْنِ من الأَرض يأْخذ فيه الماء والناسُ كأَنه طريق طولُه مِقْدارُ الدَّعْوةِ ثم يَنْقطِعُ وجمعه الشِّياطُ ودخولُه في الأَرض أَنه يواري البعير وراكبه ولا يكون إِلا في سُهولِ الأَرض يُنْبِتُ نَبْتاً حسَناً وفي حديث ابن الأَكوع أَخَذْت عليه شَوْطاً أَو شَوْطَيْنِ وفي حديث المرأَة الجَوْنِيَّةِ ذِكْرُ الشوْطِ هو اسمُ حائطٍ من بساتِينِ المدينةِ

( شيط ) شاطَ الشيءُ شَيْطاً وشِياطةً وشَيْطُوطةً احترق وخصَّ بعضهم به الزيتَ والرُّبَّ قال كَشائطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ وأَشاطَه وشَيَّطَه وشاطَتِ القِدْر شَيْطاً احتَرقَتْ وقيل احترقت ولَصِقَ بها الشيء وأَشاطَها هو وأَشَطْتُها إِشاطة ومنه قولهم شاطَ دمُ فلان أَي ذهب وأَشَطْتُ بدَمِه وفي حديث عمر رضي اللّه عنه القسامةُ تُوجِبُ العَقْلَ ولا تُشِيطُ الدَّمَ أَي تؤخذ بها الدِّيَةُ ولا يُؤْخَذُ بها القِصاصُ يعني لا تُهْلِكُ الدم رأْساً بحيث تُهْدِرُه حتى لا يجب فيه شيء من الديّة الكلابي شَوَّط القِدْرَ وشَيَّطَها إِذا أَغْلاها وأَشاطَ اللحم فَرَّقه وشاطَ السمْنُ والزَّيْتُ خَثُرَ وشاطَ السمنُ إِذا نَضِجَ حتى يَحْتَرِقَ وكذلك الزيت قال نِقادةُ الأَسدي يصف ماء آجِناً أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا أَصْفَرَ مِثْل الزَّيْتِ لَمّا شاطا والتَشْيِيطُ لحم يُصْلَح للقوم ويُشْوى لهم اسم كالتَّمْتِين والمُشَيَّطُ مِثْلُه وقال الليث التشَيُّطُ شَيْطُوطةُ اللحم إِذا مسَّته النار يَتَشَيَّطُ فيَحْتَرِقُ أَعْلاه وتَشَيَّطَ الصوفُ والشِّياطُ رِيح قُطنة مُحْتَرِقةٍ ويقال شَيَّطْتُ رأْس الغنم وشوَّطْتُه إِذا أَحْرَقْت صُوفه لتُنظِّفه يقال شَيَّطَ فلان اللحم إِذا دَخَّنه ولم يُنْضِجُه قال الكميت لَمّا أَجابَتْ صَفِيراً كان آيَتَها مِنْ قابِسٍ شَيَّطَ الوَجْعاء بالنارِ وشَيَّطَ الطَّاهي الرأْس والكُراعَ إِذا أَشْعَل فيهما النار حتى يَتَشَيَّطَ ما عليهما من الشعرَ والصُّوفِ ومنهم من يقول شَوّطَ وفي الحديث في صفةِ أَهل النار أَلم يَرَوْا إِلى الرأْسِ إِذا شُيِّطَ من قولهم شَيَّطَ اللحمَ أَو الشعَرَ أَو الصُّوفَ إِذا أَحرقَ بعضَه وشاطَ الرجلُ يَشيطُ هلَك قال الأَعشى قد نَخْضِبُ العَيْرَ في مَكْنُون فائِله وقد يَشِيطُ على أَرْماحِنا البَطَلُ
( * في قصيدة الأَعشى قد نطعنُ العيرَ بدلَ قد نخضِب العير )
والإِشاطةُ الإِهْلاكُ وفي حديث زيد بن حارثة أَنه قاتلَ بِرايةِ رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتى شاطَ في رِماحِ القوم أَي هلَك ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه لما شَهِدَ على المُغيرة ثلاثةُ نَفَرٍ بالزِّنا قال شاطَ ثلاثةُ أَرباع المُغيرة وكلُّ ما ذهَب فقد شاطَ وشاطَ دَمُه وأَشاطَ دمَه وبدَمِه أَذْهَبَه وقيل أَشاطَ فلان فلاناً إِذا أَهْلَكه وأَصلُ الإِشاطةِ الإِحْراقُ يقال أَشاط بدَمِه عَمِل في هَلاكِه وتَشَيَّطَ دمُه وأَشاطَ فلان دمَ فلانٍ إِذا عَرَّضه للقتل ابن الأَنباري شاطَ فلانٌ بدم فلانٍ معناه عَرَّضه للهَلاك ويقال شاط دمُ فلان إِذا جُعل الفعل للدّمِ فإِذا كان للرجلِ قيل شاط بدمِه وأَشاط دمَه وتشيَّطَ الدمُ إِذا عَلا بصاحبه وشاط دمُه وشاط فلانٌ الدِّماء أَي خلَطَها كأَنه سَفَكَ دمَ القاتل على دم المقتول قال المتلَمِّسُ أَحارِثُ إِنَّا لو تُشاطُ دِماؤنا تَزَيَّلْن حتى ما يَمَسّ دَمٌ دَما ويروى تُساطُ بالسين والسَّوْطُ الخَلْط وشاطَ فلان أَي ذهب دمُه هَدَراً ويقال أَشاطَه وأَشاطَ بدمِه وشاطَ بمعنى عَجِلَ ويقال للغُبار السَّاطِعِ في السماء شَيْطِيٌّ قال القطامي تَعادِي المَراخِي ضُمَّراً في جُنوحِها وهُنَّ من الشَّيطِيّ عارٍ ولابِسُ يصف الخيل وإِثارَتَها الغُبارَ بسنابِكها وفي الحديث أَنَّ سَفِينةَ أَشاطَ دمَ جَزُورٍ بِجِذْلٍ فأَكَله قال الأَصمعي أَشاطَ دمَ جَزُورٍ أَي سَفَكَه وأَراقه فشاطَ يَشِيطُ يعني أَنه ذبحه بعُود والجذل العود واشْتاطَ عليه الْتَهَب والمُسْتَشِيطُ السَّمين من الإِبل والمِشْياطُ من الإِبل السريعةُ السِّمَنِ وكذلك البعير الأَصمعي المَشايِيطُ من الإِبل اللَّواتي يُسْرِعن السِّمَن يقال ناقةِ مِشْياطٌ وقال أَبو عمرو هي الإِبل التي تجعل للنَّحْر من قولهم شاطَ دمُه غيره وناقة مِشْياطٌ إِذا طارَ فيها السِّمنُ وقال العجاج بوَلْقِ طَعْنٍ كالحَرِيقِ الشّاطي قال الشّاطي المُحْتَرِق أَرادَ طَعْناً كأَنه لَهَبُ النار من شدَّته قال أَبو منصور أَراد بالشاطي الشائطَ كما يقال للهائر هارِ قال اللّه عزّ وجلّ هارٍ فانْهارَ به ويقال شاطَ السَّمْنُ يَشِيطُ إِذا نَضِجَ حتى يحترق الأَصمعي شاطَتِ الجَزُور إِذا لم يبق فيها نصيب إِلا قُسم ابن شميل أَشاطَ فلان الجزور إِذا قسَمها بعد التقطيع قال والتقطيعُ نفْسه إِشاطةٌ أَيضاً ويقال تَشَيَّطَ فلان من الهِبّةِ أَي نَحِلَ من كثرة الجماع وروي عن عمر رضي اللّه عنه أَنه قال إِنَّ أَخْوفَ ما أَخافُ عليكم أَن يؤخذ الرجلُ المسلمُ البريء فيقالَ عاصٍ وليس بعاص فيُشاطَ لحمُه كما تُشاطُ الجَزُور قال الكميت نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهِيدَ من الكوُ مِ ولم نَدْعُ من يُشِيطُ الجَزُورا قال وهذا من أَشَطْتُ الجزور إِذا قطَّعْتها وقسَّمت لحمها وأَشاطَها فلان وذلك أَنهم إِذا اقْتَسَمُوها وبقي بينهم سهم فيقال من يُشِيطُ الجَزُور أَي من يُنَفِّقُ هذا السهمَ وأَنشد بيت الكميت فإِذا لم يبق منها نصيب قالوا شاطت الجزور أَي تنَفَّقَتْ واسْتَشاطَ الرجلُ من الأَمر إِذا خَفّ له وغَضِبَ فلان واسْتشاطَ أَي احْتَدَم كأَنه التهب في غضَبِه قال الأَصمعي هو من قولهم ناقة مِشْياط وهي التي يُسْرِع فيها السِّمَن واسْتَشاطَ البعير أَي سَمِن واستشاط فلان أَي احْتَدَّ وخَفّ وتحرّقَ ويقال استشاط أَي احتدَّ وأَشرف على الهَلاكِ من قولك شاطَ فلان أَي هلَك وفي الحديث إِذا اسْتَشاطَ السُّلْطان تَسَلَّطَ الشيطان يعني إِذا استشاط السلطان أَي تحرَّقَ من شدَّة الغضَب وتلهَّب وصار كأَنه نار تسلَّط عليه الشيطانُ فأَغْراه بالإِيقاع بمن غَضب عليه وهو اسْتَفْعَلَ من شاطَ يَشِيط إِذا كاد يحترق واستشاط فلان إِذا اسْتَقْتَل قال أَشاطَ دِماء المُسْتَشِيطِين كلِّهم وغُلَّ رُؤوسُ القومِ فيهم وسُلْسِلُوا وروى ابن شميل بإِسناده إِلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ما رؤي ضاحِكاً مُسْتَشِيطاً قال معناه ضاحكاً ضَحِكاً شديداً كالمُتَهالِكِ في ضَحِكه واسْتشاطَ الحَمامُ إِذا طارَ وهو نشِيطٌ والشيْطان فَعْلان من شاطَ يَشِيط وفي الحديث أَعُوذ بك من شرِّ الشيطان وفُتونه وشِيطاه وشجونه قيل الصواب وأَشْطانِه أَي حِبالِه التي يَصِيد بها والشيطانُ إِذا سمّي به لم ينصرف وعلى ذلك قول طُفيل الغَنَوي وقد مَتَّتِ الخَدْواءُ مَتّاً عليهِمُ وشَيْطانُ إِذ يَدْعوهُمُ ويُثَوِّبُ فلم يصرف شيطانَ وهو شَيْطانُ بن الحكَمِ بن جلهمة والخَذْواء فرسه والشَّيِّطُ فرس أُنَيْفِ بن جبَلةَ الضّبّي والشَّيِّطانِ قاعانِ بالصَّمّانِ فيهما مساكاتٌ لماء السماء

( صرط ) الأَزهري قرأَ ابن كثير ونافع وأَبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي اهْدِنا الصّراطَ المستقيم بالصاد وقرأَ يعقوب بالسين قال وأَصل صاده سين قلبت مع الطاء صاداً لقُرب مخارجها الجوهري الصراطُ والسراطُ والزّراطُ الطريق قال الشاعر أَكُرُّ على الحَرُورِيِّينَ مُهْرِي وأَحْمِلُهم على وضَحِ الصِّراطِ

( صعط ) قال اللحياني الصَّعُوط والسَّعُوطُ بمعنىً واحد قال ابن سيده أَرى هذا إِنما هو على المُضارَعة التي حكاها سيبويه في هذا وأَشباهه

( ضأط ) ضَئِطَ ضَأَطاً حرَّك مَنْكِبَيْه وجسَدَه في مَشْيِه عن أَبي زيد

( ضبط ) الضَّبْطُ لزوم الشيء وحَبْسُه ضَبَطَ عليه وضَبَطَه يَضْبُط
( * قوله « يضبط » شكل في الأصل في غير موضع بضم الباء وهو مقتضى اطلاق المجد وضبط هامش نسخة من النهاية يوثق بها لكن الذي في المصباح والمختار أَنه من باب ضرب ) ضَبْطاً وضَباطةً وقال الليث الضّبْطُ لزومُ شيء لا يفارقه في كل شيء وضَبْطُ الشيء حِفْظُه بالحزم والرجل ضابِطٌ أَي حازِمٌ ورجل ضابِطٌ وضَبَنْطى قويٌّ شديدٌ وفي التهذيب شديد البطش والقُوَّةِ والجسم ورجل أَضْبَطُ يعمل بيديه جميعاً وأَسَدٌ أَضْبَطُ يعمل بيَساره كعمله بيمينه قالت مُؤَبِّنةُ رَوْحِ بن زنباع في نَوْحِها أَسَدٌ أَضْبَطُ يَمْشِي بين قَصْباءٍ وغِيلِ والأُنثى ضَبْطاء يكون صِفة للمرأَة واللَّبُؤة قال الجُمَيْحُ الأَسَدِي أَمّا إِذا أَحْرَدَتْ حَرْدَى فمُجْرِيةٌ ضَبْطاء تَسْكُنُ غِيلاً غيرَ مَقروبِ وشبّه المرأَة باللبؤة الضبْطاء نَزَقاً وخِفّة وليس له فِعل وفي الحديث أَنه سئل عن الأَضْبطِ قال أَبو عبيد هو الذي يعمل بيديه جميعاً يعمل بيساره كما يعمل بيمينه وكذلك كل عامل يعمل بيديه جميعاً وقال مَعْن بن أَوْس يصف ناقة عُذافِرة ضَبْطاء تَخْدِي كأَنها فَنِيقٌ غَدا يَحْمي السَّوامَ السَّوارِحا وهو الذي يقال له أَعْسَرُ يَسَرٌ ويقال منه ضَبِطَ الرجل بالكسر يَضْبَطُ وضَبَطَه وجَع أَخَذه وتَضَبَّطَ الرجلَ أَخذه على حَبْسٍ وقَهْر وفي حديث أَنس رضي اللّه عنه سافَر ناسٌ من الأَنصار فأَرْمَلوا فمَرُّوا بحَيٍّ من العرب فسأَلوهم القِرى فلم يَقْرُوهم وسأَلوهم الشِّراء فلم يَبيعُوهم فتَضَبَّطوهم فأَصابوا منهم وتضَبَّطَ الضأْنُ أَي أَسرَع في المرْعى وقَوِيَ وتضَبَّطَتِ الضأْنُ نالت شيئاً من الكَلإِ تقول العرب إِذا تضَبَّطَتِ الضأْنُ شَبعت الإِبلُ قال وذلك أَن الضأْن يقال لها الإِبل الصغرى لأَنها أَكثر أَكلاً من المِعْزى والمِعْزى أَلْطَفُ أَحْناكاً وأَحسن إِراغة وأَزْهَدُ زُهْداً منها فإِذا شبعت الضأْنُ فقد أَحْيا الناسُ لِكثرة العُشب ومعنى قوله تضَبَّطَتْ قَوِيَت وسَمِنت وضُبِطَتِ الأَرضُ مُطرت عن ابن الأَعرابي والضَّبَنْطَى القَوي والنون والياء زائدتان للإلحاق بسَفَرْجَل وفي الحديث يأْتي على الناس زمانٌ وإِنَّ البعِيرَ الضابِطَ والمَزادَتَيْنِ أَحبُّ إِلى الرجل مما يَمْلِكُ الضابِطُ القويّ على عمَلِه ويقال فلان لا يَضْبُطُ عمَله إِذا عجَز عن وِلايةِ ما وَلِيَه ورجل ضابِطٌ قويّ على عمَلِه ولعبةٌ للأَعراب تسمّى الضَّبْطةَ والمَسَّةَ وهي الطَّرِيدةُ والأَضْبطُ اسم رجل

( ضبعط ) الضَّبَغْطى والضَّبَعْطى بالعين والغين شيء يُفَزَّعُ به الصبيّ

( ضبغط ) الضَّبَغْطى الأَحمق وهي كلمة أَو شيء يُفَزَّع بها الصِّبيان وأَنشد ابن دريد وزَوْجُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَى يَفْزَعُ إِن فُزِّعَ بالضَّبَغْطَى أَشْبَهُ شيءٍ هُو بالحَبَرْكَى إِذا حَطَأْتَ رأْسَهُ تَشَكَّى وإِن قَرَعْتَ أَنْفَهُ تَبَكَّى شَرُّ كَمِيعٍ ولَدَتْهُ أُنْثَى والأَلف في ضَبَغْطَى للإِلحاق وهذا الرجز أَورده الأَزهري ونسبه لمنظور الأَسدي وبَعْلُها زَوَنَّكٌ زَوَنْزَى يُحْصِفُ إِنْ خُوِّفَ بالضَّبَغْطى وقال ابن بزرج ما أَعطيتني إِلا الضبغْطى مُرْسَلة أَي الباطلَ ويقال اسكُت لا يأْكُلكَ الضبغطى قال ابن دريد هو الضَّبَغْطى والضَّبَعطى بالغين والعين وقال أَبو عمرو الضبغطى ليس شيء يُعرف ولكنها كلمة تستعمل في التخويف ويقال الضبغْطى فَزَّاعةُ الزَّرْعِ

( ضرط ) الضُّراطُ صوت الفَيْخِ معروف ضَرَطَ يَضْرِطُ ضرْطاً وضِرطاً بكسر الراء وضَرِيطاً وضُراطاً وفي المَثَل أَوْدَى العَيْرُ إِلا ضَرِطاً أَي لم يَبْقَ من جَلَدِه وقُوّته إِلا هذا وأَضرَطَه غيرُه وضَرَّطَه بمعنى وكان يقال لعمرو بن هند مُضَرِّطُ الحِجارة لشِدّتِه وصَرامَتِه وفي الحديث إِذا نادَى المُنادي بالصلاة أَدْبَرَ الشيطانُ وله ضُراطٌ وفي رواية وله ضَرِيطٌ يقال ضُراطٌ وضَرِيطٌ كنُهاقٍ ونَهِيقٍ ورجل ضَرّاطٌ وضَرُوطٌ وضِرَّوْطٌ مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي وأَضْرَطَ به عَمِلَ له بفِيه شبه الضُّراط وفي المثل الأَخْذُ سُرَّيْطَى والقضاءُ ضُرَّيْطَى وبعض يقولون الأَخذ سُرَّيْطٌ والقضاءُ ضُرَّيْطٌ معناه أَن الإِنسان يأْخذ الدَّيْنَ فيَسْتَرِطُه فإِذا طالَبه غَرِيمُه وتَقاضاه بدينه أَضرطَ به وقد قالوا الأَكلُ سَرَطانٌ والقَضاءُ ضَرَطان وتأْويل ذلك تُحِبُّ أَن تأْخذ وتكره أَن تَرُدَّ ومن أَمثال العرب كانت منه كضَرْطةِ الأَصَمِّ إِذا فَعَلَ فَعْلةً لم يكن فَعَل قبلها ولا بعدها مثلَها يُضْربُ له
( * قوله « يضرب له » عبارة شرح القاموس عن الصاغاني وهو مثل في الندرة ) قال أَبو زيد وفي حديث عليّ رضي اللّه عنه أَنه دخل بيت المال فأَضْرَط به أَي استَخَفَّ به وسَخِرَ منه وفي حديثه أَيضاً كرَّم اللّه وجهه أَنه سئل عن شيء فأَضْرَطَ بالسائل أَي استخفَّ به وأَنْكر قوله وهو من قولهم تكلم فلان فأَضْرط به فلان وهو أَن يجمع شَفَتيه ويخرج من بينهما صَوتاً يشبه الضَّرْطة على سبيل الاستخفاف والاستهزاء وضَمارِيطُ الاسْتِ ما حَوالَيْها كأَنّ الواحد ضِمْراطٌ أَو ضُمْرُوطٌ أَو ضِمْريط مشتقٌّ من الضَّرْطِ قال الفَضِمُ بن مُسْلم البكائي وبَيَّتَ أُمَّه فأَساغَ نَهْساً ضَمارِيطَ اسْتِها في غَيْر نارِ قال ابن سيده وقد يكون رباعيّاً وسنذكره وتكلم فلان فأَضرط به فلان أَي أَنكر قوله يقال أَضرط فلان بفلان إِذا استخفّ به وسخِر منه وكذلك ضَرَّطَ به أَي هَزِئَ به وحكى له بفِيهِ فِعْلَ الضارِطِ والضَّرَطُ خِفَّة الشعَر ورجل أَضْرَطُ خَفِيفُ شعرِ اللحيةِ وقيل الضرَطُ رِقَّة الحاجِبِ وامرأَة ضَرْطاء خفيفة شعر الحاجب رَقِيقَتُه وقال في ترجمة طرط رجل أَطْرَطُ الحاجبين ليس له حاجبان قال وقال بعضهم هو الأَضْرَطُ بالضاد المعجمة قال ولم يعرفه أَبو الغَوْث ونعجة ضُرَّيْطةٌ ضخْمة

( ضرغط ) المُضْرَغِطُّ العظيمُ الجسم الكثير اللحم الذي لا غَناء عنده واضْرَغَطّ الشيءُ عظُم عن ثعلب وأَنشد بُطونُهم كأَنَّها الحِبابُ إِذا اضْرَغَطَّتْ فوقَها الرِّقابُ واضْرَغَطَّ واسْمَادّ اضْرِغْطاطاً إِذا انتفخ من الغضب والغين معجمة وضَرْغَطٌ اسم جبل وقيل هو موضع ماء ونخلٍ ويقال له أَيضاً ذو ضَرْغَدٍ قال إِذا نَزَلُوا ذا ضَرْغَدٍ فَقُتائداً يُغَنِّيهِمُ فيها نَقِيقُ الضَّفادِعِ

( ضرفط ) ضَرْفَطَه في الحَبْل شَدّه وقال يونس جاء فلان مُضَرْفَطاً بالحبال أَي مُوثَقاً

( ضطط ) ابن الأَعرابي الضُّطُطُ الدّواهي وقال غيره الضَّطِيطُ الوَحَلُ الشديدُ من الطين يقال وقعنا في ضَطِيطةٍ مُنْكَرةٍ أَي في وحَل ورَدْغةٍ

( ضغط ) الضَّغْطُ والضَّغْطةُ عصر شيء إِلى شيء ضَغَطَه يَضْغَطُه ضَغْطاً زَحَمه إِلى حائطٍ ونحوه ومنه ضَغْطةُ القبر وفي الحديث لتَضْغَطُنّ على باب الجنة أَي تُزْحَمُون يقال ضَغَطَه إِذا عصَره وضيَّق عليه وقَهَره ومنه حديث الحُدَيْبِيةِ لا يتحدّث العرب أَنَّا أُخِذْنا ضُغْطةً أَي عَصْراً وقَهراً وأَخذت فلاناً ضُغْطة بالضم إِذا ضيَّقت عليه لتُكْرِهَهُ على الشيء وفي الحديث لا يَشْتَرِيَنَّ أَحدُكم مالَ امرِئٍ في ضُغْطةٍ من سُلطان أَي قَهْرٍ والضُّغْطةُ الضِّيق والضُّغطة الإِكْراه والضِّغاطُ المُزاحَمةُ والتَّضاغُطُ التَّزاحُم وفي التهذيب تَضاغَطَ الناسُ في الزِّحامِ والضُّغطة بالضم الشدة والمَشقة يقال ارفع عنا هذه الضُّغطة والضاغِطُ كالرَّقِيبِ والأَمِين يُلْزَمُ به العامل لئلا يَخُونَ فيما يَجْبي يقال أَرسَلَه ضاغِطاً على فلان سمي بذلك لتضييقه على العامل ومنه الحديث قالت امرأَةُ مُعاذٍ له وقد قَدِمَ من اليمن لمّا رجع عن العمل أَين ما يَحْمِلُه العامِلُ من عُراضة أَهله ؟ فقال كان معي ضاغِطٌ أَي أَمِينٌ حافِظٌ يعني اللّه عزّ وجلّ المُطَّلِعَ على سَرائرِ العِباد وقيل أَراد بالضَّاغِط أَمانةَ اللّه التي تَقَلَّدَها فأَوْهَمَ امرأَته أَنه كان معه حافظ يُضيِّق عليه ويمنعه على الأَخذ ليُرْضِيَها ويقال فعل ذلك ضُغطة أَي قَهْراً واضْطِراراً وضَغط عليه واضْتَغَطَ تَشدّد عليه في غُرْمٍ أَو نحوه عن اللحياني كذا حكاه اضْتَغَطَ بالإِظهار والقِياسُ اضْطَغَطَ والضاغِطُ أَن يتحرّكَ مِرْفَقُ البعير حتى يقعَ في جنبه فيَخْرِقَه والضاغِطُ في البعير انْفِتاقٌ من الإِبْطِ وكثرةٌ من اللحم وهو الضَّبُّ أَيضاً والضاغطُ في الإِبل أَن يكون في البعير تحت إِبطه شِبه جِرابٍ أَو جِلْد مجتمع وقال حَلْحلةُ بن قيس بن اشيم وكان عبد الملك قد أَقْعده ليُقادَ منه وقال له صَبْراً حَلْحَل فأَجابه أَصْبَرُ من ذي ضاغِطٍ عَرَكْرَك قال الضاغط الذي أَصل كِرْكِرَتِه يَضْغَط موضع إِبطه ويؤثِّر فيه ويَسْحَجُه والمَضاغِطُ مواضع ذاتُ أَمْسِلةٍ مُنخفضة واحدها مَضْغَطٌ والضغيط رَكِيّةٌ يكون إِلى جنبها رَكِيّةٌ أُخرى فتَنْدَفِنُ إِحداهما فتَحْمَأُ فيُنْتِنُ ماؤُها فيَسِيلُ في ماء العذْبة فيُفْسِدُها فلا يُشْرَبُ قال فتلك الضَّغِيطُ والمَسِيطُ وأَنشد يَشْرَبْنَ ماء الأَجْنِ والضَّغِيطِ ولا يَعَفْنَ كَدَرَ المَسِيطِ أَراد ماء المَنْهلِ الآجِن أَو إِضافةَ الشيء إِلى نفسه ورجل ضَغِيطٌ ضعيفُ الرأْي لا يَنْبَعِثُ مع القوم وجمعه ضَعْطى لأَنه كأَنه داء وضُغاطٌ موضع وروي عن شريح أَنه كان لا يُجِيزُ الضُّغْطةَ يُفَسَّر تفسيرين أَحدهما الإِكْراهُ والآَخَر أَن يُماطِل بائعه بأَداء الثَّمن ليَحُطّ عنه بعضَه قال النضر الضُّغْطةُ المُجاحَدةُ يقول لا أُعْطِيك أَو تَدَعَ ممّا لك عليَّ شيئاً وقال ابن الأَثير في حديث شريح هو أَن يَمْطُلَ الغريمُ بما عليه من الدِّينِ حتى يَضْجَرَ صاحب الحقّ ثم يقول له أَتَدَعُ منه كذا وكذا وتأْخذ الباقيَ مُعَجَّلاً ؟ فيَرْضى بذلك وفي الحديث يُعتق الرجل من عبده ما شاء إِن شاء ثلثاً أَو ربعاً أَو خمساً ليس بينه وبين اللّه ضُغْطة وفي الحديث لا تجوز الضُّغْطة قيل هي أَن تُصالِحَ من لك عليه مالٌ على بعضه ثم تَجِد البينة فتأْخذه بجميع المال

( ضفط ) الضَّفاطةُ الجَهْلُ والضَّعْفُ في الرأْي وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه سمع رجلاً يتَعوَّذُ من الفِتَنِ فقال عمر اللهم إِني أَعوذ بك من الضَّفاطة أَتَسلُ ربَّك أَن لا يَرْزُقَك أَهلاً ومالاً ؟ قال أَبو منصور تأَوَّل قَوْل اللّه عزّ وجلّ إِنما أَموالُكم وأَولادُكم فِتْنة ولم يرد فِتنةَ القتالِ والاختلاف التي تَمُوجُ مَوْجَ البحر قال وأَما الضَّفاطةُ فإِن أَبا عبيد قال عَنى به ضَعْفَ الرأْي والجهل ورجل ضَفِيطٌ جاهل ضعيف وروي عن عمر رضي اللّه عنه أَنه سئل عن الوتْر فقال أَنا أُوتِرُ حين ينام الضَّفْطَى أَراد بالضَّفْطَى جمع ضَفِيط وهو الضعيفُ العقل والرأْي وعُوتِب ابن عباس رضي اللّه عنهما في شيء فقال إِني في ضَفْطَةٍ وهي إِحدى ضَفَطاني أَي غَفَلاني وقد ضَفُطَ بالضم يَضْفُطُ ضَفاطةً وفي الحديث اللهم إِني أَعوذ بك من الضَّفاطةِ هي ضعْفُ الرأْي والجهل وهو ضَفِيطٌ ومنه الحديث إِذا سَرَّكم أَن تنظُروا إِلى الرجل الضَّفِيطِ المُطاعِ في قومه فانظروا إِلى هذا يعني عُيَيْنةَ بن حِصْنٍ وفي حديث ابن سيرين بلغَه عن رجل شيء فقال إِني لأُراهُ ضَفِيطاً ورجل ضِفِطٌّ وضَفّاطٌ الأَخيرة عن ثعلب ثقيل لا يَنْبَعِثُ مع القوم هذه عن ابن الأَعرابي والضَّفاطةُ الدُّفُّ وفي حديث ابن سيرين أَنه شهد نِكاحاً فقال أَين ضَفاطَتُكم ؟ فسَّروا أَنه أَراد الدُّفّ وفي الصحاح أَين ضَفاطَتُكُنَّ يعني الدفّ وقيل أَين ضَفاطَتُكم قيل لِعابُ الدُّفِّ سمي ضَفاطَةً لأَنه لَهْوٌ ولَعِبٌ وهو راجع إِلى ضعف الرأْي والجهل ابن الأَعرابي الضَّفّاط الأَحْمَقُ وقال الليث الضَّفّاطُ الذي قد ضَفَطَ بسَلْحِه ورمى به ورجل ضَفّاطٌ وضَفِيطٌ وضَفَنَّطٌ سَمِين رخْو ضَخْمُ البَطْنِ وقد ضَفُطَ ضَفَاطةً شمر رجل ضَفِيطٌ أَي أَحمق كثير الأَكل وقال الضِّفِطُّ التارُّ من الرجال والضَّفّاطُ الجالِبُ من الأَصْل والضفَّاطُ الذي يُكْرِي الإِبل من موضع إِلى موضع والضافِطةُ والضَّفّاطةُ العِير تحملُ المَتاع وقيل الضفّاطون التُّجَّار يحملون الطعام وغيره أَنشد سيبويه للأَخضر بن هبيرة فما كنت ضَفّاطاً ولكِنَّ راكِباً أَناخَ قلِيلاً فَوْقَ ظَهْر سَبِيلِ والضَّفَّاطُ الذي يُكْرِي من قرية إِلى قرية أُخرى وقيل الذي يُكْري من مَنْزِلٍ إِلى منزل حكاه ثعلب وأَنشد لَيْسَتْ له شَمائلُ الضَّفّاطِ والضّافِطةُ من الناس الجَمّالُون والمُكارُون وقيل الضَّفّاطُ الجمّال والضفّاطةُ بالتشديد شبيهة بالدَّجّالةِ وهي الرُّفْقةُ العظيمة والضَّفَّاطُ المخْتلفُ على الحُمُر من قَرية إِلى قرية ويقال للحمر الضفّاطةُ وفي حديث قَتادةَ بن النُّعمان فقَدِمَ ضافِطةٌ
( * قوله « فقدم ضافطة » كذا ضبط في النهاية في مادة درمك غير أَنه أَنث الفعل وشدد في أَصلنا دال قدم ونصب ضافطة ) من الدَّرْمَكِ الضافِطةُ والضفّاطُ الذي يجْلِبُ المِيرةَ والمَتاعَ إِلى المُدُن والمُكارِي الذي يُكْرِي الأَحْمالَ وكانوا يومئذ قوماً من الأَنْباط يحملون إِلى المدينة الدَّقيق والزيت وغيرهما ومنه أَنَّ ضَفّاطِينَ قَدِمُوا إِلى المدينة وقال ثعلب رحلَ فلان على ضَفّاطةٍ وهي الرَّوْحاء المائِلةُ وضَفَطَ الرجلُ أَسْوَى وما أَعظَمَ ضُفوطَهم أَي خُرْأَهم والضَّفّاطُ المُحْدِثُ يقال ضفَطَ إِذا قضَى حاجتَه كأَنَّه نزل عن راحلته وظُنَّ به ذلك

( ضفرط ) الضِّفْرِطُ الرخْوُ البطنِ الضخْمُ وهي الضِّفْرِطةُ وضَفارِطُ الوجهِ كُسور بين الخَدِّ والأَنفِ وعند اللِّحاظين واحدها ضُفْرُوطٌ

( ضمرط ) الضُّمْرُوطُ الضُّمْرُ وضِيقُ العيشِ والضُّمْرُوط أَيضاً مَسِيل ضيِّق في وَهْدةٍ بين جبلين ابن الأَعرابي يقال لخُطوط الجَبِين الأَسارِيرُ والضَّمارِيطُ واحدها ضُمْرُوطٌ قال والضُّمْروط في غير هذا موضع يُخْتَبَأُ فيه

( ضنط ) الضَّنْطُ الضِّيقُ والضِّناطُ الزِّحامُ على الشيء قال رؤبة إِنِّي لوَرّادٌ على الضِّناطِ وفي نوادر أَبي زيد ضَنِطَ فلان من الشحْمِ ضَنَطاً قال الشاعر أَبو بَناتٍ قد ضَنِطْنَ ضَنَطا

( ضنفط ) التهذيب في الرباعي رجل ضَنْفَطٌ سَمِين رخْو ضَخْم البطن بَيِّنُ الضَّفاطةِ

( ضوط ) الضَّوِيطةُ السمْنُ يُذاب بالإِهالةِ ويجعلُ في نِحْيٍ صَغِير والضَّوِيطةُ العَجِين وقيل الضَّوِيطةُ ما اسْتَرْخَى من العجين من كثرة الماء والضَّوِيطةُ الحَمْأَةُ والطِّينُ وقيل الحمأَة والطين يكون في أَصل الحوْض والضَّوِيطةُ الأَحمقُ قال أَيَرُدُّني ذاكَ الضَّوِيطةُ عن هَوَى نَفْسِي ويَفْعَلُ ما يُرِيدُ ؟ قال ابن سيده هذا البيت من نادر الكامل لأَنه جاء مخمساً وقال ابن بري في كتابه الضَّوِيطةُ الأَحمقُ قال رياح الدُّبَيْريّ أَيردني ذاك الضويطة عن هوى نفْسِي ويفعل ما يريد شَبِبُ ؟ واستشهد الأَزهري على ذلك بقول الشاعر أَيردني ذاك الضويطة عن هوى نفسي ويفعلُ غَيْرَ فِعْلِ العاقِلِ ؟ وقال أَبو حَمْزة يقال أَضْوَطَ الزِّيارَ على الفرَس أَي زَيَّرَه به وفي فَمِه ضَوَطٌ أَي عَوَجٌ

( ضيط ) ضاطَ الرجلُ في مَشْيِه فهو يَضِيطُ ضَيْطاً وضَيَطاناً وحاكَ يَحِيكُ حَيَكاناً مشَى فحرّك مَنْكِبَيْه وجسَده حين يمشي مع كثرة لحم ورَخاوة قال الأَزهري وروى الإِيادِي عن أَبي زيد الضَّيَطانُ أَن يُحرّك منكبيه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم ثم قال روى المنذري عن أَبي الهيثم الضَّيَكانُ قال وهما لغتان معروفتان ابن سيده ورجل ضَيْطانٌ كثير اللحمِ رَخْوُه والضَّيّاطُ المُتَمايِلُ في مِشْيَتِه وقيل الضخْمُ الجَنْبَيْنِ العظيمُ الاسْتِ كالضيْطانِ قال نِقادةُ الأَسَدي حتى تَرَى البَجْباجَةَ الضَّيَّاطا يَسْمَحُ لمّا حالَف الإِغباطا بالحَرْف من ساعِدِه المُخاطا والضَّيّاطُ المتبَخْتِرُ والضيّاطُ التاجِرُ والمعروف الضفّاطُ والضِّيْطاء من الإِبل مثل الفَتْلاء وهي الثقيلة

( طرط ) : الطَّرَطُ : خِفّة شعر العينين والحاجبين طَرِطَ طَرَطاً فهو طَرِطٌ و أَطْرَطُ . أَبو زيد : رجل أَطْرَطُ الحاجبين وأَمْرَطُ الحاجبين ليس له حاجبان ولا يُسْتَغْنَى عن ذكر الحاجبين . وقال بعضهم : هو الأَضْرَطُ بالضاد المعجمة وقال : ولم يعرفه أَبو الغوث . ابن الأَعرابي : في حاجبيه طَرَطٌ أَي رِقّةُ شعر قال : و الطارِطُ الحاجِبُ الخفيفُ الشعر . و الطَّرَطُ : الحُمْقُ . ورجل طَرِطٌ : أَحمق

( طوط ) الطّاطُ والطُّوطُ والطّائطُ للفَحل المُغْتَلِمُ الهائجُ يوصَف به الرجل الشجاع والجمع طاطةٌ وأَطْواطٌ وحكى الأَزهريّ عن الليث في جمعه طاطُون وفُحولٌ طاطةٌ قال ويجوز في الشِّعر فُحول طاطاتٌ وأَطْواطٌ وفحل طاطٌ وقد طاطَ يَطُوطُ طُوُوطاً والكلمة واوية ويائيّةٌ قال ذو الرمة فَرُبَّ امْرِئٍ طاطٍ عن الحَقِّ طامِحٍ بِعَيْنَيْهِ عَمَّا عَوَّدَتْه أَقارِبُهْ قال طاطٍ يرفع عينيه عن الحق لا يكاد يُبْصِره كذلك البعير الهائج الذي يرفع أَنْفَه مما به ويقال طائطٌ وقيل الطاطُ الذي تسْمُو عيناه إِلى هذه وهذه من شدة الهَيْج وقيل هو الذي يَهْدِرُ في الإِبل فإِذا سمعت الناقةُ صوته ضَبَعَتْ وليس هذا عندهم بمحمود وقد يقال غلام طائط قال لَوْ أَنَّها لاقَتْ غُلاماً طائطا أَلْقَى عليها كَلْكَلاً عُلابِطا قال هو الذي يَطِيطُ أَي يَهْدِر في الإِبل وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال يقال طاط الفحلُ الناقةَ يَطاطُها طاطاً إِذا ضربها ويقال أَعجبني طاطُ هذا الفحل أَي ضِرابُه وقال أَبو نصر الطاطُ والطائطُ من الإِبل الشديدُ الغُلْمةِ وأَنشد طاط من الغُلْمةِ في الْتِجاجِ مُلْتَهِب من شِدَّةِ الهِياجِ وقال آخر كَطائطٍ يَطيطُ منْ طَرُوقَهْ يَهْدِرُ لا يَضْرِبُ فيها روقَهْ والطَّاطُ الظالم والطُّوط والطَّاط الرَّجل الشديدُ الخصُومة وربما وُصِفَ به الشُّجاعُ ورجل طاطٌ وطُوطٌ الأَخيرة عن كراع مُفْرِطُ الطُّولِ وقيل هو الطويل فقط من غير أَن يُقَيّد بإِفْراط وطَوَّطَ الرَّجلُ إِذا أَتى بالطَّاطة من الغِلمان وهم الطِّوالُ والطُّوطُ الباشِقُ وقيل الخُفّاشُ والطُّوطُ الحَيّة وقال الشاعر ما إِنْ يَزالُ لَها شَأْوٌ يُقَوِّمُها مُقَوِّمٌ مِثْلُ طُوط الماء مَجْدُولُ يعني الزّمام شَبَّهه بالحيّةِ ابن الأَعرابي الأَطَطُ
( * قوله « الاطط » قال في شرح القاموس هو بالتحريك ويوافقه ضبط الأصل هنا وفيما تقدم وقوله « والانثى ططاء » هو في الأصل هنا بشد الطاء وضبط فيه في مادة أطط بتخفيفها ) الطَّويلُ والأُنثى طَطّاء قال أَبو منصور كأَنه مأْخوذ من الطَّاط والطُّوط وهو الطويل ورجل طاطٌ أَي مُتَكَبِّر قال ربيعةُ بن مَقْرومٍ وخَصْمٍ يَرْكَبُ العَوصاء طاطٍ عن المُثْلَى غُنَاماه القِذاعُ أَي مُتَكَبِّر عن المُثلى والمُثْلَى خَير الأُمور وعليه بيت ذي الرمة فَرُبَّ امْرئٍ طاطٍ عن الحَقِّ طامح وجبَل طُوطٌ صغير والطُّوطُ القُطْن قال من المُدَمْقَسِ أَو مِن فاخِر الطُّوطِ وقيل الطُّوط قُطن البَرْدِيّ خاصّة وأَنشد ابن خالويه لأُمية والطُّوطُ نَزْرَعُه أَغَنّ جِراؤه فيه اللِّباسُ لِكُلِّ حَوْلٍ يُعْضَدُ أَغَنُّ ناعِمٌ مُلْتَفّ وجِراؤه جَوْزُه الواحد جَِرْو ويُعْضَدُ يُوَشَّى وروى هشام عن أَنس ابن سِيرينَ قال كنت مع أَنس بن مالك بِمَكان بين البَصرة والكُوفة يقال له أَطَطٌ فصَلّى على حِمار المَكْتوبة مُسْتَقْبِل القِبلةِ يُومِئُ إِيماءً العصرَ والفجر في رَدْغةٍ في يومٍ مَطير

( طيط ) طاطَ الفحْلُ في الإِبل يَطيطُ ويَطاطُ طُيُوطاً هَدَر وهاجَ والطُّيُوطُ الشدّة ورجل طِيطٌ طَويل كطُوطٍ والطِّيطُ أَيضاً الأَحْمقُ والأُنثى طِيطةٌ والطِّيطانُ الكُرّاث وقيل الكُرَّاث البريّ ينبت في الرمل قال بعض بني فقعس إِنَّ بَني مَعْنٍ صُباةٌ إِذا صبَوْا فُساةٌ إِذا الطِّيطانُ في الرَّمْلِ نَوَّرا حكاه أَبو حنيفة قال ابن بري وظاهر الطِّيطانِ أَنه جمع طُوط التهذيب والطِّيطَوى ضَرب من الطير معروف وعلى وزنه نِينَوى قال وكلاهما دَخِيلان وذكر عن بعضهم أَنه قال الطِّيطوى ضرب من القَطا طِوالُ الأَرجل قال أَبو منصور لا أَصل لهذا القول ولا نظير لهذا في كلام العرب قال الأَزهري وفي الموضع
( * قوله « وفي الموضع إلخ » عبارة ياقوت وبسواد الكوفة ناحية يقال لها نينوى منها كربلاء التي قتل بها الحسين رضي اللّه عنه ) الذي فيه الحسين سلام اللّه عليه ورحمته موضع يقال له نِنوى قال الأَزهري وقد وردته

( عبط ) عَبَطَ الذَّبِيحةَ يَعْبِطُها عَبْطاً واعْتَبَطَها اعْتِباطاً نَحَرَها من غير داء ولا كسر وهي سَمينة فَتِيَّةٌ وهو العَبْطُ وناقة عَبِيطةٌ ومُعْتَبَطةٌ ولحمها عَبِيط وكذلك الشاة والبقرة وعمّ الأَزهريّ فقال يقال للدابة عَبِيطةٌ ومُعْتَبَطةٌ والجمع عُبُطٌ وعِباطٌ أَنشد سيبويه أَبِيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِباطِ وقال ابن بزرج العَبِيطُ من كلّ اللحم وذلك ما كان سَلِيماً من الآفات إِلا الكسر قال ولا يقال للحم الدَّوِي المدخُولِ من آفةٍ عَبِيطٌ وفي الحديث فَقاءتْ لَحماً عَبِيطاً قال ابن الأَثير العَبِيطُ الطَّرِيُّ غير النَّضِيج ومنه حديث عمر فَدَعا بِلحْم عَبيط أَي طريّ غير نَضيج قال ابن الأَثير والذي جاءَ في غريب الخطَّابي على اختلاف نسخه فدعا بلحم غَلِيظ بالغين والظاء المعجمتين يريد لحماً خَشِناً عاسِياً لا يَنْقادُ في المَضْغِ قال وكأَنه أَشْبه وفي الحديث مُرِي بَنِيكَ لا يَعْبِطُوا ضُروعَ الغنم أَي لا يُشَدِّدوا الحلَب فيَعْقرُوها ويُدْمُوها بالعصر من العَبِيط وهو الدم الطريّ أَو لا يَسْتَقْصُوا حلبها حتى يخرجُ الدمُ بعد اللبن والمراد أَن لا يَعْبِطوها فحَذف أَن وأَعملها مُضمرة وهو قليل ويجوز أَن تكون لا ناهية بعد أَمر فحذف النون للنهي ومات عَبْطةً أَي شابّاً وقيل شابّاً صحيحاً قال أُمية بن أَبي الصلْت مَنْ لم يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَماً لِلْمَوت كأْسٌ والمرء ذائقُها وفي حديث عبد الملك بن عمير مَعْبُوطة نفْسُها أَي مذبوحة وهي شابّةٌ صحيحة وأَعْبَطَه الموتُ واعْتَبَطَه على المثَل ولحم عَبِيطٌ بيِّن العُبْطةِ طريّ وكذلك الدمُ والزعفران قال الأَزهري ويقال لحم عَبِيطٌ ومَعْبُوطٌ إِذا كان طريّاً لم يُنَيِّبْ فيه سبع ولم تُصِبه عِلة قال لبيد ولا أَضَنُّ بِمَعْبُوطِ السَّنامِ إِذا كان القُتارُ كما يُسْتَرْوَحُ القُطُر قال الليث ويقال زَعْفران عَبِيط يُشبَّه بالدم العَبِيط وفي الحديث من اعْتَبَطَ مُؤْمِناً قَتلاً فإِنه قَوَدٌ أَي قَتَله بلا جِناية كانت منه ولا جريرة تُوجِب قتله فإِنَّ القاتل يُقاد به ويقتل وكلُّ من مات بغير علة فقد اعْتُبِطَ وفي الحديث مَن قَتَلَ مؤمناً فاعتبَط بقتْلِه لم يَقبل اللّهُ منه صَرْفاً ولا عدْلاً هكذا جاء الحديثُ في سُنَن أَبي داود ثم قال في آخر الحديث قال خالد بن دهْقان وهو راوي الحديث سأَلت يحيى بن يحيى الغَسّاني عن قوله اعتبَط بقتله قال الذين يُقاتَلون في الفِتْنة فيرى أَنه على هُدى لا يستغفر اللّه منه قال ابن الأَثير وهذا التفسير يدل على أَنه من الغِبْطةِ بالغين المعجمة وهي الفرَح والسُّرُور وحُسْن الحال لأَن القاتِل يَفْرَح بِقَتْل خصمه فإِذا كان المقتول مؤمناً وفرح بقتله دخل في هذا الوعيد وقال الخطابي في معالم السنَن وشَرَح هذا الحديث فقال اعْتَبَطَ قَتْلَه أَي قَتَله ظُلْماً لا عن قصاص وعَبَطَ فلان بنَفْسِه في الحرب وعَبَطَها عَبْطاً أَلقاها فيها غير مُكْرهٍ وعَبَطَ الأَرضَ يَعْبِطُها عَبْطاً واعْتَبَطَها حَفَر منها مَوْضِعاً لم يُحْفَر قبلَ ذلك قال مَرَّارُ ابن مُنْقِذ العدويّ ظَلَّ في أَعْلى يَفاعٍ جاذِلاً يَعْبِطُ الأَرضَ اعْتِباطَ المُحْتَفِرْ وأَمّا بيتُ حُميدِ بن ثَوْر إِذا سَنابِكُها أَثَرْنَ مُعْتَبَطاً من التُّرابِ كَبَتْ فيها الأَعاصِيرُ فإِنه يريد التراب الذي أَثارتْهُ كان ذلك في موضع لم يكن فيه قبل والعَبْطُ الرّيبةُ والعَبْطُ الشَّقُّ وعَبط الشيءَ والثوبَ يعبِطُه عَبْطاً شَقَّه صَحِيحاً فهو مَعْبُوطٌ وعَبِيطٌ والجمع عُبُطٌ قال أَبو ذؤيب فتَخالَسا نَفْسَيْهما بنَوافِذٍ كنوافِذِ العُبُط التي لا تُرْقَعُ يعني كشقّ الجُيوب وأَطراف الأَكْمام والذُّيول لأَنها لا تُرْقَع بعد العَبْطِ وثوب عَبِيطٌ أَي مَشْقوقٌ قال المنذري أَنشدني أَبو طالب النحوي في كتاب المعاني للفراء كنوافذ العُطُبِ ثم قال ويروى كنوافذِ العُبُطِ قال والعُطُبُ القُطْن والنوافِذُ الجُيوب يعني جُيوبَ الأَقْمِصَة وأَخْراتَها لا تُرْقَعُ شبَّهَ سَعةَ الجِراحاتِ بها قال ومن رواها العُبُط أَراد بها جمعَ عَبيطٍ وهو الذي يُنْحَرُ لغير علة فإِذا كان كذلك كان خُروجُ الدم أَشَدَّ وعَبَطَ الشيءُ نَفْسُه يَعْبِطُ انشقَّ قال القطامي وظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيدي كُلُوماً تَمُجُّ عُروقُها عَلَقاً مُتاعا وعَبَطَ النباتُ الأَرضَ شَقَّها والعابِطُ الكذّابُ والعَبْطُ الكَذبُ الصُّراح من غير عُذر وعَبَطَ عليَّ الكذبَ يَعْبِطُه عَبْطاً واعْتَبَطَه افْتَعلَه واعْتَبَطَ عِرْضَه شتَمَه وتَنَقَّصَه وعَبَطَتْه الدَّواهي نالَتْه من غير اسْتِحقاق قال حميد وسماه الأَزهري الأُرَيْقِطَ بِمَنْزلٍ عَفٍّ ولم يُخالِطِ مُدَنّساتِ الرِّيَبِ العَوابِطِ والعَوْبَطُ الدّاهِيةُ وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها قالت فَقَدَ رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلاً كان يُجالِسُه فقالوا اعْتُبِطَ فقال قُوموا بنا نَعُوده قال ابن الأَثير كانوا يُسمون الوَعْكَ اعْتِباطاً يقال عَبَطَتْه الدّواهي إِذا نالَتْه والعَوْبَطُ لُجَّةُ البحر مقلوب عن العَوْطَبِ ويقال عَبَطَ الحِمارُ التُّرابَ بحَوافِره إِذا أَثارَه والترابُ عَبيطٌ وعَبَطَتِ الرِّيحُ وجهَ الأَرضِ إِذا قَشَرَتْه وعَبَطْنا عَرَقَ الفرَسِ أَي أَجْرَيْناه حتى عَرِقَ قال الجَعدِيّ وقد عَبَطَ الماءَ الحَمِيمَ فأَسْهَلا

( عثلط ) العُثَلِطُ اللبنُ الخاثر الأَصمعي لبن عُثَلِطٌ وعُجَلِطٌ وعُكَلِطٌ أَي ثَخِينٌ خاثِر وأَبو عمرو مثله وهو قَصْرُ عُثالِطٍ وعُجالِطٍ وعُكالِطٍ وقيل هو المُتَكَبِّد الغَليظُ وأَنشد أَخْرَس في مَخْرمه عُثالِط
( * قوله « في مخرمه » كذا بالأصل وفي شرح القاموس مجزمه )

( عجلط ) العُجَلِطُ اللبن الخاثِر الطَّيِّبُ وهو مَحْذُوف من فُعالِل وليس فُعَلِلٌ فيه ولا في غيره بأَصل قال الشاعر كَيْفَ رأَيْتَ كُثْأَتَيْ عُجَلِطِهْ وكُثْأَةَ الخامِطِ من عُكَلِطِهْ ؟ كُثْأَةُ اللبن ما عَلا الماء من اللبن الغَليظ وبقي الماء تحته صافِياً وقال الراجز ولو بَغى أَعْطاهُ تَيْساً قافِطا وَلَسَقاهُ لَبَناً عُجالِطا ويقال للبن إِذا خَثُر جدّاً وتَكَبَّد عُجَلِطٌ وعُجالِطٌ وعُجالِدٌ وأَنشد إِذا اصْطَحَبْتَ رائِباً عُجالِطا مِن لَبَنِ الضَأْنِ فَلَسْتَ ساخِطا وقال الزَّفَيان ولم يدَعْ مَذْقاً ولا عُجالِطا لِشاربٍ حَزْراً ولا عُكالِطا قال ابن بري ومما جاء على فُعَلِلٍ عُثَلِطٌ وعُكَلِطٌ وعُجَلِطٌ وعُمَهِجٌ اللبن الخاثِرُ والهُدَبِدُ الشَّبْكرةُ في العين وليل عُكمِسٌ شديد الظُّلمةِ وإِبل عُكَمِسٌ أَي كثيرة ودِرْع دُلَمِصٌ أَي بَرّاقةٌ وقِدْرٌ خُزَخِزٌ أَي كبيرة وأَكل الذئبُ من الشاة الحُدَلِقَ وماءٌ زُوَزِمٌ بَيْنَ الملح والعذب ودُوَدِمٌ شيء يشبه الدَّمَ يخرُجُ من السَّمُرة يجعله النساء في الطِّرارِ قال وجاء فَعَلُلٌ مثال واحد عَرَتُنٌ محذوف من عَرَنْتُنٍ

( عذط ) العُذْيُوطُ والعِذْيَوْطُ الذي إِذا أَتى أَهلَه أَبْدَى أَي سَلَحَ أَو أَكْسَلَ وجمعه عِذْيَوْطُونَ وعَذا يِيطُ وعَذا وِيطُ الأَخيرة على غير قياس وقد عَذْيَطَ يُعَذْيِطُ عَذْ يَطَةٍ والاسم العَذْطُ قالت امرأَة إِنِّي بُلِيتُ بِعِذْيَوْطٍ به بَخَرٌ يَكادُ يَقْتُلُ مَنْ ناجاه إِنْ كَشَرا والمرأَةُ عِذْيَوْطةٌ وهي التَّيْتاءةُ والرجل تَيْتاء قال الأَزهري وهو الزُّمَلِّقُ والزَّلِقُ وهو الثَّمُوتُ والثَّتُّ ومنهم من يقول عِظْيَوْطٌ بالظاء

( عرط ) اعْتَرَطَ الرجلُ أَبْعَدَ في الأَرض وعِرْيَطٌ وأُمّ عِرْيَطٍ وأُمّ العِرْيط كله العقرب ويقال عَرَطَّ فلان عِرضَ فلان واعْتَرَطَهُ إِذا اقْتَرَضَه بالغِيبة وأَصل العَرْطِ الشق حتى يدْمَى

( عرفط ) العُرْفُطُ شجر العِضاه وقيل ضَرْب منه وقال أَبو حنيفة من العضاه العُرْفُط وهو مفترش على الأَرض لا يذهب في السماء وله ورقة عريضة وشوكة حَديدة حَجْناء وهو مما يُلْتَحَى لِحاؤُه وتُصْنعُ منه الأَرْشِيَةُ وتخرج في بَرَمِه عُلَّفة كأَنه الباقِلَّى تأْكله الإِبل والغنم وقيل هو خَبيث الريح وبذلك تَخْبُتْ رِيحُ راعِيته وأَنْفاسُها حتى يُتَنَحَّى عنها وهو من أَخبث المراعي واحدته عُرْفُطةٌ وبه سمي الرجل الأَزهري العُرْفُطةُ شجرة قصيرة متوانية الأَغصان ذاتُ شوك كثير طُولُها في السماء كطول البعير بارِكاً لها وُرَيْقة صغيرة تَنْبُتُ بالجِبال تَعْلُقُها الإِبلُ أَي تأْكل بفِيها أَعْراض غِصَنَتِها قال مسافر العَبْسيّ يصف إِبلاً عَبْسِيّة لم تَرْعَ طَلْحاً مُجْعَما ولم تُواضِعْ عُرْفُطاً وسَلَما لكنْ رَعَين الحَزْن حيثُ ادْلْهْمَما بَقْلاً تَعاشِيبَ ونَوْراً تَوْأَما الجوهري العُرْفُط بالضم شجر من العِضاه يَنْضَحُ المُغْفُورَ وبَرَمَتُه بيضاء مُدَحْرَجة وقيل هو شجر الطلح وله صمغ كريه الرائحة فإِذا أَكلته النحل حصل في عسلها من ريحه وفي الحديث أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم شرب عسلاً في بيت امرأَة من نسائه فقالت له إِحدى نسائه أَكلتَ مَغافِيرَ قال لا ولكني شَرِبت عسلاً فقالت جَرَسَتْ إِذاً نحْلُه العُرْفُطَ المَغافِيرُ صمغ يسِيل من شجر العرفط حُلو غير أَن رائحته ليست بطيبة والجَرْسُ الأَكل وإِبلٌ عُرْفُطِيّةٌ تأْكل العرفط واعْرَنْفَطَ الرجلُ تَقَبَّضَ والمُعْرَنْفِطُ الهَنُ أَنشد ابن الأَعرابي لرجل قالت له امرأَته وقد كَبِرَ يا حَبَّذا ذَباذِبْكْ إِذ الشَّبابُ غالِبُكْ فأَجابها يا حَبَّذا مُعْرَنْفِطُكْ إِذْ أَنا لا أُفَرِّطُكْ

( عرقط ) العُرَيْقِطة دويبة عريضة كالجُعَلِ الجوهري وهي العُرَيْقِطانُ

( عزط ) العَزْطُ كأَنه مقلوب عن الطَّعْزِ وهو النِّكاحُ

( عسط ) قال الأَزهري لم أَجد في عسط شيئاً غير عَسَطُوسٍ وهي شجرة لينة الأَغصان لا أُبَنَ لها ولا شَوْك يقال إِنه الخَيْزُرانُ وهو على بناء قَرَبُوسٍ وقَرَقُوسٍ وحَلَكُوكٍ للشَّديد السواد وقال الشاعر عَصا عَسَطُوسٍ لِينها واعْتِدالها قال ابن سيده العَيْسَطانُ موضع

( عسمط ) عَسْمَطْتُ الشيءَ عَسْمَطةً إِذا خَلَطْتَه

( عشط ) عَشَطه يَعْشِطُه عَشْطاً جَذَبه وقال الأَزهري لم أَجد في ثلاثي عشط شيئاً صحيحاً

( عشنط ) العشَنَّطُ الطويل من الرجال كالعَنْشَطِ وجمعه عَشَنَّطُونَ وعَشانِطُ وقيل في جمعه عَشانِطةٌ مثل عَشانِقةٍ قال الراجز بُوَيْزِلاً ذا كِدْنةٍ مُعَلَّطا من الجِمالِ بازِلاً عَشَنَّطا قال ويقال هو الشابُّ الظَّريفُ الأَصمعي العَشَنَّطُ والعَنْشَطُ معاً الطويل الأَول بتشديد النون والثاني بتسكين النون قبل الشين

( عضط ) العِضْيَوطُ والعُضْيُوطُ الأَخيرة عن ثعلب الذي يُحْدِثُ إِذا جامع وقد عَضْيَطَ وكذلك العِذْيَوْطُ ويقال للأحمق أَذْوَطُ وأَضْوَطُ

( عضرط ) العِضْرِطُ والعَضْرَطُ العِجانُ وقيل هو الخَطّ الذي من الذكر إِلى الدُّبر والعُضارِطِيُّ الفرْج الرّخْو قال جرير تُواجِهُ بَعْلَها بِعُضارِطِيٍّ كأَنَّ على مَشافِرِه حَبابا والعِضْرِطُ اللَّئيمُ والعُضْرُطُ والعُضْرُوطُ الخادمُ على طَعامِ بطْنه وهم العَضارِيطُ والعَضارِطةُ والعَضارِيطُ التُّبّاعُ ونحوهم الواحد عُضْرُطٌ وعُضْرُوطٌ وأَنشد ابن بري لطفيل وراحِلةٍ أَوْصَيْتُ عُضْرُوطَ رَبِّها بها والذي يحْني ليَدْفَعَ أَنْكَبُ يعني بربها نفسه أَي نزلتُ عن راحلتي وركبتُ فرسي للقتال وأَوصيت الخادِمَ بالراحلةِ وقوم عَضارِيطٌ صَعالِيكُ وقولهم فلان أَهْلَبُ العِضْرِطِ قال أَبو عبيد هو العِجانُ ما بين السُّبَّةِ والمَذاكِير أَنشد ابن بري أَتانٌ سافَ عِضْرِطَها حِمار وهي العِضْرِطُ والبُعْثُط للاست يقال أَلْزَقَ بُعْثُطَه وعِضْرِطه بالصَّلَّةِ يعني اسْتَه وقال شمر مثَل العرب إِياك وكُلَّ قِرْنٍ أَهْلَبِ العِضْرِطِ ابن شميل العِضْرط العِجانُ والخُصْية قال ابن بري تقول في المثل إِياك والأَهلبَ العضرِط فإِنك لا طاقةَ لك به قال الشاعر مَهْلاً بَني رُومانَ بَعْضَ عِتابِكُمْ وإِيّاكُمُ والهُلْبَ مِنِّي عَضارِطا أَرِطُّوا فَقَدْ أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْ عسى أَنْ تَفُوزوا أَنْ تَكُونوا رَطائطا أَرِطَّ احْمُقْ والأَهْلَبُ هو الكثير شعر الأُنثَيين ويقال العِضرط عَجْبُ الذَّنَبِ الأَصْمعي العَضارِطُ الأُجراء وأَنشد أَذاكَ خَيْرٌ أَيُّها العَضارِطُ وأَيُّها اللَّعْمَظةُ العَمارِطُ وحكى ابن بري عن ابن خالويه العُضْروطُ الذي يَخْدُمُ بطعام بطنِه ومثله اللَّعْمَظُ واللُّعْمُوظُ والأُنثى لُعْمُوظةٌ

( عضرفط ) العَضْرَفُوطُ دويبة بيضاء ناعمة ويقال العَضْرفوط ذكر العِظاء وتصغيره عُضَيرِفٌ وعُضَيْرِيف وقيل هو ضرب من العِظاء وقيل هي دويبة تسمى العِسْوَدَّة بيضاء ناعمة وجمعها عَضافِيطُ وعَضْرفُوطاتٌ قال وبعضهم يقول عُضْفُوط وأَنشد ابن بري فأَجْحَرَها كرُّها فِيهِمُ كما يُجْحِرُ الحَيّةُ العَضْرَفُوطا

( عطط ) العَطُّ شقُّ الثوب وغيره عَرضاً أَو طُولاً من غير بَيْنُونة وربما لم يقيد ببينُونة عَطَّ ثوبَه يَعُطُّه عَطّاً فهو مَعْطُوطٌ وعَطِيطٌ واعْتَطَّه وعَطَّطه إِذا شقَّه شدِّد للكثرة والانْعِطاطُ الانْشِقاق وانْعَطَّ هو قال أَبو النجم كأَنَّ تَحْتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ شَطّاً رَمَيْتَ فَوْقَه بشَطْ وقال المتنخل بضَرْبٍ في القَوانِسِ ذي فُرُوغٍ وطَعْنٍ مِثْلِ تعْطِيطِ الرِّهاطِ ويروى في الجماجِِمِ ذي فُضُولٍ ويروى تَعْطاط والرَّهْطُ جلد يشقَّق تَلْبَسه الصبيان والنساء وقال ابن بري الرِّهاط جُلود تشقَّق سيوراً والعَطَوَّطُ الطويل والأَعطّ الطويل وقال ابن بري العُطُطُ المَلاحِفُ المُقَطَّعةُ وقول المتنخل الهذلي وذلك يَقْتُلُ الفِتْيانَ شَفْعاً ويَسْلُبُ حُلَّةَ الليْثِ العَطاطِ وقال ابن بري هو لعمرو بن معديكرب قيل هو الجَسِيم الطويل الشُّجاع والعَطاط الأَسد والشجاع ويقال لَيْثٌ عَطاطٌ وشجاع عَطاط جسيم شديد وعَطَّه يَعُطُّه عَطّاً إِذا صرعه ورجل مَعْطُوطٌ مَعْتُوتٌ إِذا غُلِبَ قولاً وفعلاً وانْعَطَّ العُودُ انْعِطاطاً إِذا تثنى من غير كسر والعَطَوَّطُ الانْطلاقُ السريع كالعَطَوَّدِ والعَطَوَّدُ الشديدُ من كل شيء والعُطْعُط الجَدْي ويقال له العُتْعُتُ أَيضاً والعَطْعَطَةُ حكاية صوت والعَطْعَطَةُ تَتابُعُ الأَصوات واختلافُها في الحرب وهي أَيضاً حكاية أَصوات المُجّانِ إِذا قالوا عِيطِ عِيطِ وذلك إِذا غَلب قوم قوماً يقال هم يُعَطْعِطُون وقد عَطْعَطُوا وفي حديث ابن أُنَيْسٍ إِنه ليُعَطْعِطُ الكلامَ وعَطْعَطَ بالذئب قال له عاطِ عاطِ

( عظط ) قال الأَزهري في ترجمة عذط ومنهم من يقول عِظْيَوْطٌ بالظاء وهو الذي إِذا أَتَى أَهلَه أَبْدَى

( عفط ) عَفَطَ يَعْفِطُ عَفْطاً وعَفَطاناً فهو عافِطٌ وعِفِطٌ ضَرطَ قال يا رُبَّ خالٍ لكَ قَعْقاعٍ عَفِطْ ويقال عَفَقَ بها وعَفَطَ بها إِذا ضَرطَ وقال ابن الأَعرابي العَفْطُ الحُصاصُ للشاة والنَّفْطُ عُطاسُها وفي حديث علي ولكانت دُنياكم هذه أَهوَنَ عليَّ من عَفْطةِ عنز أَي ضَرْطة عنز والمِعْفَطةُ الاسْت وعفَطَتِ النعجةُ والماعِزةُ تَعْفِطُ عَفِيطاً كذلك والعرب تقول ما لفلان عافِطةٌ ولا نافِطةٌ العافطة النعجة وعلل بعضهم فقال لأَنها تَعْفِطُ أَي تَضْرطُ والنافِطةُ إِتباع قال وهذا كقولهم ما له ثاغِيةٌ ولا راغِيةٌ أَي لا شاةٌ تَثْغُو ولا ناقةٌ تَرْغُو قال ابن بري ويقال ما له سارحةٌ ولا رائحةٌ وما له دقيقة ولا جَلِيلة فالدقيقةُ الشاة والجليلة الناقة وما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ فالحانَّة الناقة تَحِنُّ لولدها والآنَّة الأَمةُ تَئِنُّ من التَّعب وما له هارِبٌ ولا قارِب فالهارِبُ الصادِرُ عن الماء والقاربُ الطالب للماء وما له عاوٍ ولا نابِحٌ أَي ما له غنم يعوي بها الذئب وينْبَح بها الكلب وما له هِلَّعٌ ولا هِلَّعةٌ أَي جَدْي ولا عَناق وقيل النافطة العَنز أو الناقة قال الأَصمعي العاطفةُ الضائنة والنافطة الماعِزة وقال غير الأَصمعي من الأَعراب العاطفة الماعِزة إِذا عطَست وقيل العافطة الأَمة والنافطة الشاة لأَن الأَمة تعفِط في كلامها كما يعفِط الرجل العِفْطِيُّ وهو الأَلْكَن الذي لا يُفْصِح وهو العَفّاطُ ولا يقال على جهة النسبة إِلا عِفْطِيٌّ والعَفْطُ والعَفِيطُ نَثِيرُ الشاء بأُنوفِها كما يَنْثِرُ الحِمار وفي الصحاح نثير الضأْن وهي العَفْطةُ وعَفَطتِ الضأْنُ بأُنوفها تَعْفِط عَفْطاً وعَفِيطاً وهو صوت ليس بعُطاس وقيل العَفْط والعَفِيط عُطاس المَعز والعافطةُ الماعزة إِذا عطست وعفَط في كلامه يَعْفِط عَفْطاً تكلم بالعربية فلم يُفْصِح وقيل تكلم بكلام لا يُفْهم ورجل عَفَّاط وعِفْطِيّ أَلكن وقد عَفَت عَفْتاً وهو عَفّات قال الأَزهري الأَعْفَتُ والأَلفت الأَعْسَرُ الأَخْرَقُ وعَفَتَ الكلامَ إِذا لَواه عن وجهه وكذلك لَفَتَه والتاء تبدل طاء لقرب مخرجها والعافط الذي يصيح بالضأْن لتأْتيه وقال بعض الرُّجَّازِ يَصِف غنماً يَحارُ فيها سالِئٌ وآفِطُ وحالِبانِ ومَحاحٌ عافِطٌ وعفَط الراعي بغنمه إِذا زجرَها بصوت يُشبه عَفْطَها والعافِطةُ والعَفّاطةُ الأَمة الراعِيةُ والعافِطُ الرَّاعي ومن سَبَّهم يا ابن العافطة أَي الراعِية

( عفلط ) العَفْلَطةُ خلْطُك الشيءَ عَفْلَطْتُه بالتراب ابن سيده عَفْطَل الشيءَ وعَفْلَطَه خلطه بغيره والعَفَلَّطُ والعِفْلِيطُ الأَحمق

( عفنط ) العَفَنَّطُ اللئيم السيء الخُلُقِ والعَفَنَّطُ أَيضاً الذي يسمى عَناقَ الأَرض

( عقط ) اليَعْقُوطةُ دُحْروجةُ الجُعَل يعني البعرة

( عكلط ) لبن عُكَلِطٌ وعُكَلِدٌ خاثر قال الشاعر كيف رأَيتَ كُثأَتَيْ عُجَلِطِهْ وكُثْأَةَ الخامِطِ من عُكَلِطِهْ الأَصمعي إِذا خَثُر اللبن جدّاً فهو عُكَلِطٌ وعُجَلِط وغُثَلِطٌ وأَنشد ابن بري في ترجمة عثلط للزَّفَيان ولم يَدَعْ مَذْقاً ولا عُجالِطا لشارِبٍ حَزْراً ولا عُكالِطا قال ومما جاء على فُعَلِلٍ عُكَلِطٌ وعُثَلِطٌ وعُجَلِطٌ وعُمَهِجٌ للبن الخاثر والهُدَبِدُ للشَّبْكرةِ في العين وليلٌ عُكَمِسٌ شديدُ الظُّلْمةِ وإِبل عُكَمِسٌ أيَ كثيرة ودِرْعٌ دُلَمِصٌ أَي برَّاقةٌ وقِدر خُزَخِزٌ أَي كبيرة وأَكل الذئب من الشاة الحُدَلِق وماء زُوَزِمٌ بين المِلح والعَذب ودُوَدِمٌ شيء يُشبه الدم يخرج من السَّمُرة يجعله النساء في الطرارِ وجاء فَعَلُلٌ مثال واحد عَرَتُنٌ محذوف من عَرَنْتُنٍ

( علط ) العِلاطُ صفْحة العُنق من كل شيء والعِلاطانِ صفحتا العنق من الجانبين والعِلاطُ سِمة في عُرْض عنق البعير والناقة والسِّطاعُ بالطُّولِ وقال أَبو علي في التذكرة من كتاب ابن حبيب العِلاط يكون في العنق عَرْضاً وربما كان خطّاً واحداً وربما كان خطَّين وربما كان خُطوطاً في كل جانب والجمع أَعْلِطةٌ وعُلُطٌ والإِعْلِيطُ الوَسْمُ بالعِلاطِ وعَلَطَ البعيرَ والناقةَ يَعْلِطُهما ويَعْلُطُهما عَلْطاً وعَلَّطَهما وسَمهما بالعِلاطِ شُدّد للكثرة وربما سمي الأَثر في سالِفتِه عَلْطاً كأَنه سمي بالمصدر قال لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بعَلْطِ بِلِيتِه عند بُذُوحِ الشَّرْطِ البُذُوحُ الشُّقوقُ وحَرْزَمٌ اسم بعير وعَلَطه بالقول أَو بالشرِّ يَعْلُطُه عَلْطاً وسمَه على المثل وهو أَن يرميه بعلامة يعرف بها والمعنيان متقاربان والعِلاطُ الذكر بالسُّوء وقيل عَلَطه بشرّ ذكره بسوء قال الهذلي ونسبه ابن بري للمتنخل فَلا واللّهِ نادَى الحَيُّ ضَيْفِي هُدُوءاً بالمَساءةِ والعِلاطِ والمَساءةُ مصدر سُؤْتُه مَساءة وعَلَطه بسَهْم عَلْطاً أَصابه به وناقة عُلُطٌ بلا سمة كعُطُلٍ وقيل بلا خِطام قال أَبو دواد الرُّؤاسي هلاَّ سأَلتِ جَزاك اللّه سَيِّئةً إِذ أَصْبحَت ليس في حافاتِها قَزَعَهْ وراحت الشَّول كالشَّنّات شاسِفةً لا يَرْتجي رِسْلَها راعٍ ولا رُبَعَهْ واعرَورتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَركُضُه أُمُّ الفَوارِسِ بالدِّئْداء والرَّبَعَهْ وجمعها أَعْلاطٌ قال نِقادةُ الأَسدي أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا أَصفرَ مثل الزيت لما شاطا والعِلاط الحبل الذي في عنق البعير وعَلَّطَ البعير تَعْليطاً نزع عِلاطَه من عُنقه هذه حكاية أَبي عبيد والعُلُطُ الطِّوال من النوق والعُلُط أَيضاً القِصار من الحَمير وقال كراع عَلَّط البعير إِذا نزَع عِلاطَه من عُنقه وهي سِمةٌ بالعَرْض قال وقول أَبي عبيد أَصح وبعير علط من
( * قوله « وبعير علط من إلخ » كذا بالأصل ) خِطامه وعِلاط الإِبرة خَيْطُها وعِلاطُ الشمسِ الذي تراه كالخيط إِذا نظرت إِليها وعِلاطُ النجوم المُعَلَّقُ بها والجمع أَعْلاط قال وأَعْلاطُ النُّجومِ مُعَلَّقاتٌ كحَبْلِ الفَرْقِ ليس له انْتِصابُ الفَرْقُ الكَتّان قال الأَزهري ورأَيت في نسخة كحبل القَرْق قال الكتان قال الأَزهري ولا أَعرف القَرْق بمعنى الكتان وقيل أَعْلاطُ الكواكب هي النُّجومُ المُسَمّاة المعروفة كأَنها مَعْلوطة بالسِّماتِ وقيل أَعلاطُ الكواكبِ هي الدَّرارِي التي لا أَسماء لها من قولهم ناقة عُلُطٌ لا سِمةَ عليها ولا خِطام ونُوق أَعْلاط والعِلاطانِ والعُلْطتانِ الرَّقْمتانِ اللتان في أَعْناقِ القَمارِي قال حميد بن ثور مِنَ الوُرْقِ حَمَّاء العِلاطَيْنِ باكَرَتْ قَضِيبَ أَشاء مَطْلَع الشمْسِ أَسْحَما وقيل العُلْطتان الرَّقْمَتان اللتان في أَعناق الطير من القماري ونحوها وقال ثعلب العُلْطتان طَوْقٌ وقيل سِمة قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا وقال الأَزهري عِلاطا الحَمامةِ طَوْقُها في صفحتي عُنقها وأَنشد ببيت حميد بن ثور والعُلْطة القِلادة والعُلْطتان ودَعتان تكونان في أَعْناق الصبيان قال حُبَيْنةُ بن طَرِيف العُكْلِيّ يَنْسُبُ بليلى الأَخْيَلِيَّة جارية من شِعْبِ ذِي رُعَيْنِ حَيَّاكة تَمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ قد خَلَجَت بحاجِبٍ وعَيْنِ يا قَوْمِ خَلُّوا بينها وبَيْني أَشَدَّ ما خُلِّيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ وقيل عُلْطتاها قُبلها ودُبرها وجعلهما كالسِّمَتين والعُلْطة والعَلْطُ سواد تخُطُّه المرأَة في وجهها تَتزيّن به وكذلك اللُّعْطةُ ولُعْطةُ الصَّقْر صُفْعةٌ في وجهه ونعجةٌ عَلْطاء بِعُرض عنقها عُلْطةُ سوادٍ وسائرها أَبيض والعِلاطُ الخُصومة والشرّ والمُشاغَبةُ قال المتنخل فلا واللّهِ نادَى الحَيُّ ضَيْفي وأَورد البيت المقدّم وقال أَي لا نادَى والإِعْلِيطُ ما سقط ورقه من الأَغْصان والقُضْبانِ وقيل هو ورق المَرْخِ وقيل هو وعاء ثَمَر المرخ قال امرؤ القيس لَها أُذُنٌ حَشْرةٌ مَشْرةٌ كإِعْلِيطِ مَرْخ إِذا ما صَفِرْ واحدته إِعْلِيطةٌ شبه به أُذن الفرس قال ابن بري البيت للنمر بن تَوْلَب والعِلْيَطُ شجر بالسَّراةِ تُعمل منه القِسِيُّ قال حميد بن ثور تكادُ فُروعُ العِلْيَط الصُّهْبُ فَوْقَنا به وذُرَى الشَّرْيانِ والنِّيمِ تَلْتَقِي واعْلوَّطَنِي الرجلُ لَزِمني واشتقّه ابن الأَعرابي فقال كما يلزم العِلاطُ عنق البعير وليس ذلك بمعروف والاعْلِوَّاطُ ركوبُ الرأْس والتَّقَحُّمُ على الأُمور بغير رَوِيّةٍ يقال اعْلوَّط فلان رأْسه وقيل الاعْلوّاط ركوبُ العنق والتقحُّمُ على الشيء من فوق واعْلَوّط الجملُ الناقة ركب عُنقها وتقَحَّمَ من فوقها واعْلَوّط الجملُ الناقة يَعْلَوِّطُها إِذا تسدّاها ليَضْرِبَها وهو من باب الافْعِوّال مثل الاخْرِوّاطِ والاجْلوّاذِ واعْلَوَّطَ بعيرَه اعْلِوّاطاً إِذا تعلّق بعُنقه وعَلاه وانما لم تنقلب الواو ياء في المصدر كما انقلبت في اعْشَوْشَبَ اعْشِيشاباً لأَنها مشدّدة والاعْلِوَّاطُ الأَخذ والحَبْس والاعلوّاطُ رُكوب المركوب عُرْياً قال سيبويه لا يتكلم به إِلا مزيداً والمَعْلُوط اسم شاعر وعِلْيَطٌ اسم

( علبط ) غَنمٌ عُلَبِطةٌ أَوّلها الخَمسون والمائة إِلى ما بلغت من العِدّةِ وقيل هي الكثيرة وقال اللحياني عليه عُلَبِطةٌ من الضأْنِ أَي قِطْعة فخَصّ به الضأْنَ ورجل عُلَبِطٌ وعُلابِطٌ ضَخْم عظيم وناقة عُلَبِطة عظيمة وصدْر عُلَبِطٌ عريض ولبن عُلَبِطٌ رائب مُتَكَبِّدٌ خاثِرٌ جدّاً وقيل كل غليظٍ عُلَبِطٌ وكل ذلك محذوف من فُعالِلٍ وليس بأَصل لأَنه لا تتوالى أَربع حركات في كلمة واحدة والعُلَبِطُ والعُلابِطُ القَطِيعُ من الغنم وقال ما راعَنِي إِلا خَيالٌ هابِطاً على البُيوت قَوْطَه العُلابِطا خيال اسم راعٍ

( علسط ) العَسْلَطةُ والعَلْسَطة كلام غيرُ ذي نِظام وكلام مُعَلْسطٌ لا نظام له

( علقط ) العِلْقِطُ الإِتْبُ قال ابن دريد أَحْسَبه العِلْقةَ

( عمط ) عَمَطَ عِرْضَه عَمْطاً واعْتَمَطه عابه ووقع فيه وثَلَبَه بما ليس فيه وعَمَطَ نِعْمةَ اللّه عَمْطاً وعَمِطَها عَمْطاً كغَمِطَها لم يَشْكُرْها وكَفَرها

( عمرط ) العَمَرَّطُ بتشديد الراء الشديد الجَسُور وقيل الخفيفُ من الفِتْيانِ والجمع العَمارِطُ والعُمْرُوطُ المارِدُ الصُّعْلُوكُ الذي لا يَدَعُ شيئاً إِلا أَخذه وعمّ بعضهم به اللُّصُوصَ والعُمْرُوطُ اللِّصُّ والجمع العَمارِيطُ والعَمارِطةُ وقوم عَمارِطُ لا شيء لهم واحدهم عُمْرُوطٌ وعَمْرَطَ الشيءَ أَخذه

( عملط ) العُمَّلِطُ والعَمَلَّطُ بتشديد اللام الشديد من الرّجال والإِبل وأَنشد ابن بري لِنِجاد الخَيْبَري أَما رأَيتَ الرجلَ العَمَلَّطا يأْكلُ لَحْماً بائتاً قد ثَعِطا ؟ أَكْثَرَ منه الأَكل حتى خَرِطا فأَكثَرَ المَذْبُوبُ منه الضَّرِطا فظَلَّ يَبْكي جَزَعاً وفَطْفَطَا الأَزهري قال أَبو عمرو العَمَلَّسُ القويُّ على السفر والعَمَلَّطُ مثله وأَنشد قَرَّبَ منها كلَّ قَرْمٍ مُشْرَطِ عَجَمْجَمٍ ذي كِدْنةٍ عَمَلَّطِ المُشْرَطُ المُيَسَّرُ للعمَلِ وبعير عَمَلَّطٌ قويٌّ شديدٌ

( عنط ) العَنَطُ طولُ العُنُق وحُسْنُه وقيل هو الطُّول عامَّة ورجُل عَنَطْنَطٌ والأُنثى بالهاء طويل وأَصل الكلمة عنط فكرّرت قال الليث اشتقاقه من عنط ولكنه أُرْدِفَ بحرفين في عَجُزه وأَنشد تَمْطُو السُّرى بِعُنقٍ عَنَطْنَطِ ومن الناس مَن خَصّ فقال الطويل من الرّجال وفي حديث المُتْعةِ فتاة مِثْل البَكْرةِ العَنَطْنَطة أَي الطويلة العُنُق مع حُسْن قوَام وعَنَطُها طُولُ عُنقِها وقَوامها لا يُجعل مصدر ذلك إِلا العَنَط قال الأَزهري ولو جاءَ في الشعر عَنَطْنَطَتُها في طول عُنُقِها جاز ذلك في الشعر قال وكذلك أَسد غَشَمْشَمٌ بَيِّنُ الغَشَم ويوم عَصَبْصَبٌ بَيِّنُ العَصابةِ وأَعْنَطَ جاء بولد عَنَطْنَط وفرس عَنَطْنَطةٌ طويلة قال عَنَطْنَط تَعْدُو به عَنَطْنَطَهْ والعَنَطْنَطُ الإِبْرِيقُ لطُول عُنُقِه قال ابن سيده أَنشدني بعضُ من لقيت فَقَرَّبَ أَكْواساً له وعَنَطْنَطاً وجاءَ بتُفَّاحٍ كَثيرٍ دَوارِكِ والعِنْطِيانُ أَوَّلُ الشَّبابِ وهو فِعْلِيانٌ بكسر الفاء عن أَبي بكر بن السَّرَّاج

( عنبط ) رجُل عُنْبُطٌ وعُنْبُطةٌ قصير كثير اللحم

( عنشط ) العَنْشَطُ الطَّوِيل من الرِّجالِ كالعَشَنَّطِ والعَنْشَطُ أَيضاً السَّيِّءُ الخُلُقِ ومنه قول الشاعر أَتاكَ من الفِتْيانِ أَرْوَعُ ماجِدٌ صَبُورٌ على ما نابَه غيرُ عَنْشَطِ وعَنْشَطَ غَضِبَ العَنْشَطُ الطويلُ وكذلك العَشَنَّطُ كالعَشَنَّقِ

( عنفط ) العُنْفُطُ اللَّئِيمُ من الرِّجال السَّيِّءُ الخُلُقِ والعُنْفُطُ أَيضاً عَناقُ الأَرضِ

( عوط ) قال ابن سيده عاطَتِ الناقةُ تَعُوطُ عَوْطاً وتَعوَّطَتْ كتَعَيَّطَتْ وأَحال على ترجمة عيط وقال الأَزهري قال الكسائي إِذا لم تحمل الناقة أَول سنة يَطْرُقُها الفحل فهي عائط وحائلٌ فإِذا لم تحمل السنةَ المُقبلة أَيضاً فهي عائطُ عُوطٍ وعُوطَطٍ زاد الجوهري وعائطُ عِيطٍ قال وجمعها عُوطٌ وعِيطٌ وعِيطَطٌ وعُوطَطٌ وحُولٌ وحُولَلٌ قال ويقال عاطَتِ الناقة تَعُوطُ قال وقال أَبو عبيد وبعضهم يقول عُوطَطٌ مصدر ولا يجعله جمعاً وكذلك حُولَلٌ وقال العَدَبَّسُ الكِناني يقال تَعَوَّطَت إِذا حُمِل عليها الفحل فلم تَحْمِل وقال ابن بزرج بَكْرة عائطٌ وجمعها عِيطٌ وهي تَعِيطُ قال فأَما التي تَعْتاطُ أَرحامُها فعائطُ عُوطٍ وهي من تَعُوط وأَنشد يَرُعْنَ إِلى صَوْتي إِذا ما سَمِعْنَه كما تَرْعَوِي عِيطٌ إِلى صَوْتِ أَعْيَسا وقال آخر نَجائب أَبْكارٍ لَقِحْنَ لِعِيطَطٍ ونِعْمَ فَهُنَّ المُهْجِراتُ الحَيائرُ وقال الليث يقال للناقة التي لم تحمل سنوات من غير عقْر قد اعْتاطتِ اعتياطاً فهي معْتاطٌ قال وربما كان اعْتِياطُها من كثرة شَحْمِها أَي اعتاصَتْ قال الجوهري يقال اعتاطَتْ وتَعَوَّطَت وتَعَيَّطَت وفي الحديث أَنه بعث مُصَدِّقاً فأُتيَ بشاةٍ شافِعٍ فلم يأْخُذْها فقال ائتِني بمُعْتاطٍ والشافعُ التي معَها ولدُها وربما قالوا اعْتاطَ الأَمرُ إِذا اعْتاصَ قال وقد تَعْتاطُ المرأَةُ وناقة عائطٌ وقد عاطَتْ تَعِيطُ عِياطاً ونُوق عِيطٌ وعُوطٌ من غير أَن يقال عاطَتْ تَعُوطُ وجمع العائط عَوائطُ وقال غيره العِيط خِيارُ الإِبل وأَفْتاؤُها ما بين الحِقَّةِ إِلى الرَّباعِيةِ
( عيط ) العَيَطُ : طُول العُنق . رجل أَعْيَطُ وامرأَة عَيْطاء : طويلة العُنق . وفي حديث المُتْعةِ : فانطلقتُ إِلى امرأَةٍ كأَنها بكرة عَيْطاء العَيْطاء : الطويلة العنق في اعْتدال وناقة عَيْطاء كذلك والذكر أَعْيَطُ والجمع عِيطٌ . قال ابن بري عند قوله جمل أَعيَطُ وناقة عَيْطاء قال : ويقال عَيَّاطُ أَيضاً قال الأَعشى : صَمَحْمَح مُجَرَّب عَيَّاط وهَضْبةٌ عَيْطاء : مرتفِعةٌ . وقارةٌ عَيْطاء : مُشْرِفةٌ اسْتطالتْ في السماء . وفرس عَيْطاء وخَيْل عِيطٌ : طِوالٌ . وقَصْر أَعْيَطُ : مُنِيفٌ وعِزٌّ أَعيطُ كذلك على المثَل قال أُمَيَّةُ : نحن ثَقِيفٌ عِزُّنا مَنِيعُ أَعْيَطُ صَعْبُ المُرْتَقَى رَفِيعُ ورجل أَعْيَطُ : أَبيُّ مُتَمَنِّعٌ قال النابغة الجعدي : ولا يشعر الرُّمْحُ الأَصَمُّ كُعوبُه بثَرْوةِ رَهْطِ الأَعْيَطِ المُتَظَلِّمِ المتظلِّمُ : هنا الظالمُ ويوصف بذلك حُمُرُ الوحْشِ وقيل : الأَعيطُ الطويلُ الرأْسِ والعنق وهو سمْح . قال ابن سيده : و عاطتِ الناقةُ تَعِيطُ عِياطاً و تَعَيَّطَتْ و اعتاطت لم تحمل سِنين من غير عُقْرٍ وهي عائِطٌ من إِبل عُيَّطٍ و عِيطٍ و عِيطاتٍ و عُوطٍ الأَخيرة على من قال رُسْل وكذلك المرأَةُ والعنز وربما كان اعْتِياطُ الناقةِ من كثرة شَحْمِها وقالوا عائطُ عِيطٍ و عُوطٍ و عُوطَطٍ فبالَغوا بذلك . وفي حديث الزكاة : فاعْمِد إِلى عَناق مُعْتاطٍ قال ابن الأَثير : المُعْتاطُ من الغنم التي امتنَعت من الحَبَل لسِمَنها وكثرة شحمها وهي في الإِبل التي لا تَحْمِل سنوات من غير عُقْر والذي جاءَ في الحديث أَن المعتاط التي لم تَلِدْ وقد حانَ وِلادُها وهذا بخلاف ما تقدَّم في عَوط و عِيط قال ابن الأَثير : إِلا أَن يريد بالولاد الحمل أَي أَنها لم تحمل وقد حان أَن تحمل وذلك من حيث معرفة سنِّها وأَنها قد قاربت السنّ التي يحمل مثلها فيها فسمي الحمل بالولادةِ والميم والتاء زائدتان . و العُوطَطُ عند سيبويه : اسم في معنى المصدر قلبت فيه الياء واواً ولم يجعل بمنزلة بِيض حيث خرجت إِلى مِثالِها هذا وصارت إِلى أَربعة أَحرف وكأَن الاسم هنا لا تحرك ياؤُه ما دام على هذه العدة وأَنشد : مُظاهِرة نَيّاً عَتِيقاً وعُوطَطاً فقد أَحْكَما خَلْقاً لها مُتبايِنا و العائطُ من الإِبل : البكرة التي أَدْرَك إِنى رَحِمها فلم تَلْقَحْ وقد اعْتاطَتْ وهي مُعْتاطٌ والاسم العُوطةُ و العُوطَطُ . و التَّعَيُّط : أَن يَنْبُعَ حجر أَو شجر أَو عود فيخرج منه شِبْه ماء فيُصَمِّغَ أَو يَسِيل . و تَعَيَّطَتِ الذِّفْرى بالعَرَقِ : سالت قال الأَزهري : وذفرى الجمل تَتَعَيَّطُ بالعرَق الأَسود وأَنشد : تَعَيَّطُ ذِفْراها بجَوْنٍ كأَنَّه كُحَيْلٌ جرَى من قُنْفُذِ اللَّيتِ نابِعُ و عِيطِ عِيطِ : كلمة يُنادَى بها عند السُّكْر أَو الغَلبةِ وقد عَيَّطَ . قال الأَزهري : عيطِ كلمة يُنادي بها الأَشِرُ عند السُّكْرِ يَلْهَجُ به عند الغلبة فإِن لم يزد على واحدة قالوا : عيَّطَ وإِن رجَّع قالوا : عَطْعَطَ . ويقال : عَيَّطَ فلان بفلان إِذا قال له عِيط عِيطِ . و التعَيُّطُ : غَضَبُ الرجل واخْتِلاطُه وتَكَبُّرُه قال ذو الرمة : والبَغْيَ من تَعَيُّطِ العَيّاطِ وقال : التعيط ههنا الجَلَبةُ وصِياحُ الأَشر بقوله عيط . و مَعْيَط : موضع قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ : هلِ اقْتَنَى حَدَثانُ الدَّهْرِ من أَحَدٍ كانُوا بِمَعْيَطَ لا وَخْشٍ ولا قَزَمِ كانوا في موضع نعت لأَحد أَي هل أَبْقى حدثانُ الدهرِ واحداً من أُناس كانوا هناك قال ابن جني : مَعْيَطٌ مَفْعَلٌ من لفظ عَيْطاء و اعْتاطَتْ إِلا أَنه شذّ وكان قياسُه الإِعلال مَعاطٌ كمَقامٍ ومَباعٍ غير أَن هذا الشذوذ في العَلم أَسهل منه في الجنس ونظيره مَرْيَم ومَكْوَزة

( غبط ) الغِبْطةُ حُسْنُ الحالِ وفي الحديث اللهم غَبْطاً لا هَبْطاً يعني نسأَلُك الغِبْطةَ ونَعوذُ بك أَن نَهْبِطَ عن حالِنا التهذيب معنى قولهم غَبْطاً لا هَبْطاً أَنَّا نسأَلُك نِعْمة نُغْبَطُ بها وأَن لا تُهْبِطَنا من الحالةِ الحسنَةِ إِلى السيئةِ وقيل معناه اللهم ارْتِفاعاً لا اتِّضاعاً وزيادةً من فضلك لا حَوْراً ونقْصاً وقيل معناه أَنزلنا مَنْزِلة نُغْبَطُ عليها وجَنِّبْنا مَنازِلَ الهُبوطِ والضَّعةِ وقيل معناه نسأَلك الغِبْطةَ وهي النِّعْمةُ والسُّرُورُ ونعوذُ بك من الذُّلِّ والخُضوعِ وفلان مُغْتَبِطٌ أَي في غِبْطةٍ وجائز أَن تقول مُغْتَبَطٌ بفتح الباء وقد اغْتَبَطَ فهو مُغْتَبِطٌ واغْتُبِطَ فهو مُغْتَبَطٌ كل ذلك جائز والاغْتِباطُ شُكرُ اللّهِ على ما أَنعم وأَفضل وأَعْطى ورجل مَغْبوطٌ والغِبْطةُ المَسَرَّةُ وقد أَغْبَطَ وغَبَطَ الرجلَ يَغْبِطُه غَبْطاً وغِبْطةً حسَدَه وقيل الحسَدُ أَن تَتَمنَّى نِعْمته على أَن تتحوّل عنه والغِبْطةُ أَن تَتَمنَّى مثل حال المَغْبوطِ من غير أَن تُريد زوالها ولا أَن تتحوّل عنه وليس بحسد وذكر الأَزهري في ترجمة حسد قال الغَبْطُ ضرْب من الحسَد وهو أَخفّ منه أَلا ترى أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لما سئل هل يَضُرُّ الغَبْطُ ؟ قال نعم كما يضرُّ الخَبْطُ فأَخبر أَنه ضارٌّ وليس كضَرَرِ الحسَدِ الذي يتمنى صاحبُه زَيَّ النعمةِ عن أَخيه والخَبْطُ ضرْبُ ورق الشجر حتى يَتَحاتَّ عنه ثم يَسْتَخْلِفَ من غير أَن يضرّ ذلك بأَصل الشجرة وأَغْصانها وهذا ذكره الأَزهري عن أَبي عبيدة في ترجمة غبط فقال سُئل النبيُّ صلّى اللّه عليه وسلّم هل يضرُّ الغَبْطُ ؟ فقال لا إِلاَّ كما يضرّ العِضاهَ الخَبْطُ وفسّر الغبطَ الحسَدَ الخاصّ وروي عن ابن السكيت قال غَبَطْتُ الرجل أَغْبِطُه غَبْطاً إِذا اشتهيْتَ أَن يكون لك مثلُ ما لَه وأَن لا يَزول عنه ما هو فيه والذي أَراد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَن الغَبْط لا يضرُّ ضرَر الحسَدِ وأَنَّ ما يلحق الغابِطَ من الضَّررِ الراجعِ إِلى نُقصان الثواب دون الإِحْباط بقدر ما يلحق العِضاه من خبط ورقها الذي هو دون قطعها واستئصالها ولأَنه يعود بعد الخبط ورقُها فهو وإِن كان فيه طرَف من الحسد فهو دونه في الإِثْم وأَصلُ الحسدِ القَشْر وأَصل الغَبْطِ الجَسُّ والشجر إِذا قُشِر عنها لِحاؤها يَبِسَت وإِذا خُبِط ورقُها استخلَف دون يُبْس الأَصل وقال أَبو عَدْنان سأَلت أَبا زيد الحنظلي عن تفسير قول سيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أَيضر الغبطُ ؟ قال نعم كما يَضُرُّ العِضاهَ الخبطُ فقال الغبْط أَن يُغْبَطَ الإِنسانُ وضَرَرُه إِيّاه أَن تُصِيبَه نفس فقال الأَبانيُّ ما أَحسنَ ما استَخْرجها تُصِيبه العينُ فتُغيَّر حالُه كما تُغَيَّرُ العِضاهُ إِذا تحاتّ ورقُها قال والاغْتِباطُ الفَرَحُ بالنِّعمة قال الأَزهري الغَبْطُ ربما جلَبَ إِصابةَ عين بالمَغْبُوطِ فقام مَقام النَّجْأَةِ المَحْذُورةِ وهي الإِصابةُ بالعين قال والعرب تُكنّي عن الحسد بالغَبْط وقال ابن الأَعرابي في قوله أَيضر الغبط ؟ قال نعم كما يضر الخبط قال الغبْط الحسَدُ قال الأَزهري وفرَق اللّهُ بين الغَبط والحَسد بما أَنزله في كتابه لمن تدبّره واعْتَبره فقال عزَّ من قائل ولا تَتَمنَّوْا ما فَضَّلَ اللّهُ به بعضَكم على بعضٍ للرِّجالِ نَصِيب مما اكْتَسَبُوا وللنساءِ نَصِيبٌ مما اكْتَسَبْنَ واسأَلوا اللّه من فضله وفي هذه الآية بيان أَنه لا يجوز للرجل أَن يَتَمَنَّى إِذا رأَى على أَخيه المسلم نِعمة أَنعم اللّه بها عليه أَن تُزْوَى عنه ويُؤْتاها وجائز له أَن يتمنى مثلها بلا تَمَنّ لزَيِّها عنه فالغَبْط أَن يَرى المَغْبُوطَ في حال حسَنة فيتمنى لنفسه مثلَ تلك الحالِ الحسنة من غير أَن يتمنى زوالها عنه وإِذا سأَل اللّهَ مثلها فقد انتهى إِلى ما أَمَرَه به ورَضِيَه له وأَما الحسَدُ فهو أَن يشتهِيَ أَن يكون له مالُ المحسود وأَن يزول عنه ما هو فيه فهو يَبْغِيه الغَوائلَ على ما أُوتِيَ من حُسْنِ الحال ويجتهد في إزالتها عنه بَغْياً وظُلماً وكذلك قوله تعالى أَم يَحْسُدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله وقد قدّمنا تفسير الحسد مُشعبَاً وفي الحديث على مَنابِرَ من نور يَغْبِطُهم أَهلُ الجمْع ومنه الحديث أَيضاً يأْتي على الناسِ زمان يُغْبَطُ الرجلُ بالوَحْدةِ كما يُغْبَطُ اليوم أَبو العَشرة يعني كان الأَئمة في صدْر الإِسلام يَرْزُقون عِيال المسلمين وذَرارِيَّهم من بيتِ المال فكان أَبو العَشرة مَغْبُوطاً بكثرة ما يصل إِليهم من أَرزاقهم ثم يَجيء بعدَهم أَئمة يَقْطَعون ذلك عنهم فَيُغْبَطُ الرجلُ بالوحْدةِ لِخِفّة المَؤُونةِ ويُرْثَى لصاحبِ العِيال وفي حديث الصلاة أَنه جاء وهم يُصلُّون في جماعة فجعل يُغَبِّطُهم قال ابن الأَثير هكذا روي بالتشديد أَي يَحْمِلُهم على الغَبْطِ ويجعل هذا الفعل عندهم مما يُغْبَطُ عليه وإِن روي بالتخفيف فيكون قد غَبَطَهم لتقدُّمِهم وسَبْقِهم إِلى الصلاة ابن سيده تقول منه غَبَطْتُه بما نالَ أَغْبِطُه غَبْطاً وغِبْطةً فاغْتَبَطَ هو كقولك مَنَعْتُه فامْتنَع وحبستُه فاحتبس قال حُرَيْثُ بن جَبلةَ العُذْريّ وقيل هو لعُشِّ بن لَبِيدٍ العذري وبَيْنَما المَرءُ في الأَحْياءِ مُغْتَبِطٌ إِذا هُو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ أَي هو مُغْتَبِطٌ قال الجوهري هكذا أَنْشَدَنِيه أَبو سعِيد بكسر الباء أَي مَغْبُوطٌ ورجل غَابطٌ من قومٍ غُبَّطٍ قال والنَّاس بين شامِتٍ وغُبَّطِ وغَبَطَ الشاةَ والناقةَ يَغْبِطُهما غَبْطاً جَسَّهُما لينظر سِمَنَهما من هُزالِهِما قال رجل من بني عمرو ابن عامر يهْجُو قوماً من سُلَيْم إِذا تَحَلَّيْتَ غَلاَّقاً لِتَعْرِفَها لاحَتْ من اللُّؤْمِ في أَعْناقِه الكُتب
( * قوله « في أعناقه » أَنشده شارح القاموس في مادة غلق أَعناقها )
إِني وأَتْيِي ابنَ غَلاَّقٍ ليَقْرِيَني كالغابطِ الكَلْبِ يَبْغِي الطِّرْقَ في الذَّنَبِ وناقة غَبُوطٌ لا يُعْرَف طِرْقُها حتى تُغْبطَ أَي تُجَسّ باليد وغَبَطْتُ الكَبْش أَغْبطُه غَبْطاً إِذا جَسَسْتَ أَليته لتَنْظرَ أَبه طِرْقٌ أَم لا وفي حديث أَبي وائلٍ فغَبَطَ منها شاةً فإِذا هي لا تُنْقِي أَي جَسّها بيده يقال غَبَطَ الشاةَ إِذا لَمَسَ منها المَوضع الذي يُعْرَف به سِمَنُها من هُزالها قال ابن الأَثير وبعضهم يرويه بالعين المهملة فإِن كان محفوظاً فإِنه أَراد به الذبح يقال اعْتَبَطَ الإِبلَ والغنم إِذا ذبحها لغير داء وأَغْبَطَ النباتُ غَطّى الأَرض وكثفَ وتَدانَى حتى كأَنه من حَبَّة واحدة وأَرض مُغْبَطةٌ إِذا كانت كذلك رواه أَبو حنيفة والغَبْطُ والغِبْطُ القَبضاتُ المَصْرُومةُ من الزَّرْع والجمع غُبُطٌ الطائِفيّ الغُبُوطُ القَبضاتُ التي إِذا حُصِدُ البُرّ وُضِعَ قَبْضَة قَبْضة الواحد غَبْط وغِبْط قال أَبو حنيفة الغُبوطُ القَبَضاتُ المَحْصودةُ المتَفرّقةُ من الزَّرْع واحدها غبط على الغالب والغَبِيطُ الرَّحْلُ وهو للنساء يُشَدُّ عليه الهوْدَج والجمع غُبُطٌ وأَنشد ابن برّيّ لوَعْلةَ الجَرْمِيّ وهَلْ تَرَكْت نِساء الحَيّ ضاحِيةً في ساحةِ الدَّارِ يَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ ؟ وأَغْبَطَ الرَّحْلَ على ظهر البعير إِغْباطاً وفي التهذيب على ظهر الدابةِ أَدامه ولم يحُطَّه عنه قال حميد الأَرقط ونسبه ابن بري لأَبي النجمِ وانْتَسَفَ الجالِبَ منْ أَنْدابهِ إَغْباطُنا المَيْسَ على أَصْلابِه جَعَل كل جُزْء منه صُلْباً وأَغْبَطَتْ عليه الحُمّى دامتْ وفي حديث مرضِه الذي قُبِضَ فيه صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه أَغْبَطَتْ عليه الحُمّى أَي لَزِمَتْه وهو من وضْع الغَبِيط على الجمل قال الأَصْمعيّ إِذا لم تفارق الحُمّى المَحْمومَ أَياماً قيل أَغْبَطَتْ عليه وأَرْدَمَتْ وأَغْمَطَتْ بالميم أَيضاً قال الأَزهري والإِغْباطُ يكون لازماً وواقعاً كما ترى ويقال أَغْبَطَ فلانٌ الرُّكوب إِذا لَزِمه وأَنشد ابن السكيت حتّى تَرَى البَجْباجةَ الضَّيّاطا يَمْسَحُ لَمَّا حالَفَ الإِغْباطَا بالحَرْفِ مِنْ ساعِدِه المُخاطا قال ابن شميل سير مُغْبِطٌ ومُغْمِطٌ أَي دائم لا يَسْتَريحُ وقد أَغْبَطُوا على رُكْبانِهم في السيْرِ وهو أَن لا يَضَعُوا الرّحالَ عنها ليلاً ولا نهاراً أَبو خَيْرةَ أَغْبَطَ علينا المطَرُ وهو ثبوته لا يُقْلعُ بعضُه على أَثر بعض وأَغْبَطَتْ علينا السماء دام مَطَرُها واتَّصَلَ وسَماء غَبَطَى دائمةُ المطر والغَبيطُ المَرْكَبُ الذي هو مثل أُكُفِ البَخاتِيّ قال الأَزهري ويُقَبَّبُ بِشِجارٍ ويكون للحَرائِر وقيل هو قَتَبةٌ تُصْنَعُ على غير صَنْعةِ هذه الأقْتاب وقيل هو رَحْل قَتَبُه وأَحْناؤه واحدة والجمع غُبُطٌ وقولُ أَبي الصَّلْتِ الثَّقَفِيّ يَرْمُونَ عن عَتَلٍ كَأَنَّها غُبُطٌ بِزَمْخَرٍ يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا يعني به خشَب الرِّحالِ وشبّه القِسِيّ الفارِسيّةَ بها الليث فرس مُغْبَطُ الكاثِبة إِذا كان مرتفع المِنْسَجِ شبّه بصنعة الغبيط وهو رحْل قَتَبُه وأَحْناؤه واحدة قال الشاعر مُغْبَط الحارِكِ مَحْبُوك الكَفَلْ وفي حديث ابن ذِي يَزَنَ كأَنّها غُبُطٌ في زَمْخَرٍ الغُبُطُ جمع غَبيطٍ وهو الموضع الذي يُوطَأُ للمرأَة على البعير كالهَوْدَج يعمل من خشب وغيره وأَراد به ههنا أَحَدَ أَخشابه
( * قوله « أحد أَخشابه » كذا بالأصل وشرح القاموس والذي في النهاية آخر أخشابه ) شبه به القوس في انْحِنائها والغَبِيطُ أَرْض مُطْمَئنة وقيل الغَبِيطُ أَرض واسعةٌ مستوية يرتفع طَرفاها والغَبِيطُ مَسِيلٌ من الماء يَشُقُّ في القُفّ كالوادي في السَّعةِ وما بين الغَبيطَيْنِ يكون الرَّوْضُ والعُشْبُ والجمع كالجمع وقوله خَوَّى قَليلاً غَير ما اغْتِباطِ قال ابن سيده عندي أَنَّ معناه لم يَرْكَن إِلى غَبيطٍ من الأَرض واسعٍ إِنما خوَّى على مكانٍ ذي عُدَواء غيرِ مطمئن ولم يفسره ثعلب ولا غيره والمُغْبَطة الأَرض التي خرجت أُصولُ بقْلِها مُتدانِيةً والغَبِيطُ موضع قال أَوس بن حجر فمالَ بِنا الغَبِيطُ بِجانِبَيْه علَى أَرَكٍ ومالَ بِنا أُفاقُ والغَبِيطُ اسم وادٍ ومنه صحراء الغَبِيطِ وغَبِيطُ المَدَرةِ موضع ويَوْمُ غَبِيطِ المدرة يومٌ كانت فيه وقْعة لشَيْبانَ وتَميمٍ غُلِبَتْ فيه شَيْبانُ قال فإِنْ تَكُ في يَوْمِ العُظالَى مَلامةٌ فَيَوْمُ الغَبِيطِ كان أَخْزَى وأَلْوَما

( غطط ) غَطّه في الماء يَغُطُّه ويَغِطُّه غَطّاً غَطَّسَه وغَمَسَه ومَقَلَه وغَوَّصَه فيه وانْغَطَّ هو في الماء انْغِطاطاً إِذ انْقَمَس فيه بالقاف وتَغاطَّ القومُ يَتَغاطُّونَ أَي يَتَماقَلُون في الماء وفي حديث ابتداء الوَحْي فأَخَذني جِبريلُ فَغَطَّنِي الغَطُّ العَصْرُ الشديد والكَبْسُ ومنه الغَطُّ في الماء الغَوْصُ قيل إِنما غَطَّه لِيَخْتَبِره هل يقول من تلقاء نفسه شيئاً وفي حديث زيد بن الخطاب وعاصم بن عمر أَنهما كانا يَتغاطّانِ في الماء وعمر ينظر أَي يَتَغامَسانِ فيه يَغُطُّ كلُّ واحد منهما صاحِبَه وغَطَّ في نومه يَغِطُّ غَطِيطاً نَخَرَ وغطَّ البعيرُ يغِطُّ غَطِيطاً أَي هَدَرَ في الشِّقْشقةِ وقيل هَدَرَ في غير الشقشقة قال وإِذا لم يكن في الشقشقة فهو هَدِيرٌ وفي الحديث واللّهِ ما يَغِطُّ لنا بعير غطَّ البعيرُ هدَر في الشِّقْشقةِ والناقةُ تَهْدِرُ ولا تَغِطُّ لأَنه لا شِقْشِقةَ لَها وغَطِيطُ النائمِ والمَخْنوقِ نَخِيرُه وفي الحديث أَنه نامَ حتى سُمِعَ غَطِيطُه هو الصوت الذي يخرج مع نفس النائم وهو ترديده حيث لا يجد مَساغاً وغَطَّ يَغِطُّ غَطّاً وغَطِيطاً فهو غائطٌ وفي حديث نزول الوحي فإِذا هو مُحْمَرُّ الوجهِ يَغِطُّ وغطَّ الفَهْد والنِّمرُ والحُبارى صوَّتَ والغَطاط القَطا بفتح الغين وقيل ضَرْب من القطا واحدته غَطاطةٌ قال الشاعر فأَثارَ فارِطُهُمْ غَطاطاً جُثَّماً أَصْواتُها كتَراطُنِ الفُرْسِ وقيل القَطا ضرْبانِ فالقِصارُ الأَرجلِ الصفْرُ الأَعناقِ السودُ القوادِم الصُّهْبُ الخَوافِي هي الكُدْرِيَّةُ والجُونِيَّةُ والطِّوالُ الأَرجلِ البيضُ البطونِ الغُبْرُ الظهورِ الواسعةُ العُيونِ هي الغَطاطُ وقيل الغطاط ضرب من الطير ليس من القطا هنَّ غُبْر البطونِ والظهورِ والأَبدان سودُ الأَجنحة وقيل سودُ بطونِ الأَجنحةِ طِوالُ الأَرجل والأَعْناقِ لِطافٌ وبأَخْدَعَيِ الغَطاطةِ مثلُ الرَّقْمَتَيْنِ خَطَّانِ أَسود وأَبيض وهي لطيفة فوق المُكَّاء وإِنما تُصادُ بالفخّ ليس تكون أَسْراباً أَكثر ما تكون ثلاثاً أَو اثنتين ولهن أَصوات وهنَّ غُثْم ووصفها الجوهري بهذه الصفة على أَنها ضرب من القطا وقيل الغَطاطُ طائر وفي التهذيب القطا ضربانِ جُونِيٌّ وغَطاطٌ فالغَطاطُ منها ما كان أَسودَ باطِن الجناح مُصْفَرَّةَ الحُلوق قَصيرَة الأَرجل في ذَنَبِها
( * هكذا في الأَصل ذكَّرَ أَوّلاً في قوله ما كان اسود باطن الجناح ثم أنَّث )
رِيشتانِ أَطولُ من سائر الذنب التهذيب الغَطاغِطُ إِناثُ السَّخْلِ قال الأَزهري هذا تصحيف وصوابه العَطاعِطُ بالعين المهملة الواحد عُطْعُطٌ وعُتْعُتٌ قاله ابن الأَعرابي وغيره والغُطاطُ بضم الغين الصبح وقيل اخْتِلاطُ ظَلام آخر الليل بِضياء أَوّل النهار وقيل بقية من سواد الليل وقيل هو أَول الصبح وأَنشد أَبو العباس في الغُطاطِ قامَ إِلى أَدْماءَ في الغُطاطِ يَمْشِي بِمِثْلِ قائمِ الفُسْطاطِ وقال رؤْبة يا أَيُّها الشَّاحِجُ بالغُطاطِ إِنّي لوَرّادٌ على الضِّناطِ والضِّناطُ الكثرة والزِّحامُ وقول الهذلي يَتَعَطَّفون على المُضافِ ولو رَأَوْا أُولَى الوَعاوِعِ كالغُطاطِ المُقْبِلِ روي بالفتح والضم فمن رَوى بالفتح أَراد أَنَّ عَدِيَّ القومِ يَهْوَوْنَ إِلى الحَرْب هوِيّ الغَطاطِ يشبههم بالقَطا ومن رواه بالضم أَراد أَنهم كَسوادِ السَّدَفِ ونسب الجوهريّ هذا البيت لابن أَحْمر وخَطَّأَه ابن بَرّي وقال هو لأَبي كبير الهُذَليّ وأَنشده لا يُجْفِلُون عن المُضافِ إِذا رأَوا أُولى الوَعاوِعِ كالغُطاط المقبل فإِما أَن يكون البيت بعينه أَو هو لشاعر آخر وقال ثعلب الغُطاط والغَطاطُ السَّحَرُ ابن الأَعرابي الأَغَطُّ الغَنِيُّ قال الأَزهري شكَّ الشيخ في الأَغَطّ الغني والغَطْغَطةُ حِكاية صوتِ القِدْر في الغلَيَانِ وما أَبهها وقيل هو اشتداد غَلَيانِها وقد غَطْغَطَت فهي مُغَطْغِطة والغَطغطة يحكى بها ضرب من الصوت والمُغَطْغِطَةُ القِدْر الشديدةُ الغليان وفي حديث جابر وإِنَّ بُرْمَتَنا لَتَغِطُّ أَي تَغْلِي ويُسمع غَطِيطُها وغَطْغَطَ البحرُ غَلَتْ أَمواجُه وغَطْغَطَ عليه النومُ غلَب

( غطمط ) الغَطْمَطَةُ اضْطِرابُ الأَمْواج وبحر غُطامِطٌ وغَطَوْمَطٌ وغَطْمَطِيطٌ عظيمٌ كثير الأَمواجِ منه والغُطامِطُ بالضم صوت غَلَيانِ مَوْجِ البحر وقد قيل إِن الميم زائدة قال الكميت كأَنَّ الغُطامِطَ من غَلْيها أَراجِيزُ أَسْلَم تَهْجُو غِفارا وهما قبيلتان كانت بينهما مُهاجاة والغَطْمَطَةُ صوت السيل في الوادِي والتَّغَطْمُطُ والغَطْمَطِيطُ الصوتُ وسمعت للماء غُطامِطاً وغَطْمَطِيطاً قال وقد يكون ذلك في الغَلَيانِ وغَطْمَطَتِ القِدْر وتغَطْمَطَت اشْتَدَّ غَلَيانُها والمُغطْمِطةُ القِدْر الشديدةُ الغَلَيانِ والتَغَطْمُطُ صوت معه بحَح

( غلط ) الغَلَطُ أَن تَعْيا بالشيء فلا تَعْرِفَ وجه الصواب فيه وقد غَلِطَ في الأمر يَغْلَطُ غَلَطاً وأَغْلَطَه غيره والعرب تقول غَلِطَ في مَنْطِقِه وغَلِتَ في الحِساب غَلَطاً وغَلَتاً وبعضهم يجعلُهما لغتين بمعنىً قال والغَلَطُ في الحِساب وكلِّ شيءٍ والغَلَتُ لا يكون إِلا في الحساب قال ابن سيده ورأَيت ابن جني قد جمعَه على غِلاطٍ قال ولا أَدْري وجْهَ ذلك وقال الليث الغَلَطُ كل شيءٍ يَعْيا الإِنسان عن جهة صوابه من غير تعمد وقد غالَطَه مُغالَطةً والمَغْلَطةُ والأُغْلُوطةُ الكلام الذي يُغْلَطُ فيه ويُغالَطُ به ومنه قولهم حَدَّثْتُه حديثاً ليس بالأَغالِيطِ والتغْلِيطُ أَن تقول للرجل غَلِطْتَ والمَغْلَطةُ والأُغْلُوطةُ ما يُغالَطُ به من المسائل والجمع الأَغالِيطُ وفي الحديث أَنه صلّى اللّه عليه وسلّم نَهى عن الغَلُوطاتِ وفي رواية الأُغْلُوطاتِ قال الهرويّ الغَلُوطاتُ تُركت منها الهمزة كما تقول جاء لَحْمَرُ بترك الهمزة قال وقد غَلِطَ مَن قال إِنها جمع غَلُوطةٍ وقال الخطابي يقال مسأَلة غَلُوطٌ إِذا كان يُغْلَطُ فيها كما يقال شاة حَلُوبٌ وفرَس رَكُوب فإِذا جعلتها اسماً زِدْتَ فيها الهاء فقلت غَلُوطة كما يقال حَلوبة ورَكوبة وأَراد المسائل التي يُغالَطُ بها العلماء ليَزِلُّوا فيَهِيجَ بذلك شَرٌّ وفِتنة وإِنما نهَى عنها لأَنها غير نافعة في الدِّين ولا تكاد تكون إِلا فيما لا يقع ومثله قول ابن مسعود أَنْذَرْتُكم صِعابَ المَنْطِق يريد المسائلَ الدَّقيقةَ الغامِضةَ فأَما الأُغْلُوطاتُ فهي جمع أُغْلوطة أُفْعولة من الغَلَط كالأُحْدُوثةِ والأُعْجُوبةِ

( غمط ) غَمْطُ الناسِ احْتِقارُهم والإِزْراءُ بهم وما أَشبه ذلك وغَمَطَ الناسَ غَمْطاً احْتَقَرَهم واسْتَصْغَرهم وكذلك غَمَضَهم وفي الحديث إِنّما ذلك مَن سَفِهَ الحقَّ وغمَط الناسَ يعني أَن يرى الحقَّ سَفَهاً وجَهْلاً ويَحْتَقِرَ الناسَ أَي إِنما البغْيُ فِعْلُ مَن سَفِهَ وغمط ورواه الأَزهري الكِبْرُ أَن تَسْفَهَ الحقَّ وتَغْمَطَ الناسَ الغَمْطُ الاسْتِهانة والاسْتِحقارُ وهو مثل الغَمْصِ وغَمِطَ النِّعْمةَ والعافيةَ بالكسر يَغْمَطُها غَمْطاً لم يَشْكُرها وغَمِطَ عَيْشَه وغَمَطَه بالفتح أَيضاً يَغْمِطُه غَمْطاً بالتسكين فيهما بَطِرَه وحَقَرَه وقال بعض الأَعراب اغْتَمَطْتُه بالكلام واغْتَطَطْتُه إِذا عَلَوْتَه وقَهَرْتَه وغَمِطَ الحقَّ جَحده وغَمِطَه غَمْطاً ذَبحه والغَمْطُ المطمئنُّ من الأَرض كالغَمْضِ وتَغَمَّطَ عليه ترابُ البيتِ أَي غَطَّاه حتى قتلَه والغَمْطُ والمُغامَطةُ في الشُّرْب كالغَمْجِ والفعل يُغامِطُ قال الشاعر غَمُط غَمالِيطَ غَمَلَّطات ورواه ابن الأَعرابي غَمْج غَمالِيجَ غَمَلَّجات والمعنى واحد والإِغْماطُ الدَّوامُ واللُّزومُ وأَغْمَطَت عليه الحُمَّى كأَغْبَطَت وفي الحديث أَصابَتْه حُمَّى مُغْمِطةٌ أَي لازِمةٌ دائمة والميم بدل من الباء يقال أَغْبَطَت عليه الحمَّى إِذا دامت وقيل هو من الغَمْطِ كُفْرانِ النِّعْمةِ وسَتْرِها لأَنها إِذا غَشِيَتْه فكأَنما سَتَرت عليه وأَغْمَطَتِ السماء وأَغْبَطَت دام مطرُها وسَماء غَمَطى دائمة المطر كغَبَطى

( غمرط ) التهذيب في الرباعي أَبو سعيد الضُّراطِمِيُّ من الأَركابِ الضخْمُ الجافي وأَنشد لجرير تُواجِهُ بَعْلَها بضُراطِمِيٍّ كأَنَّ على مَشافِرِه ضَبابا ورواه ابن شميل تُنازِعُ زَوْجَها بغُمارِطِيٍّ كأَنَّ على مَشافِره حَبابا
( * وهو في ديوان جرير
تواجه بعلها بعضارتيِّ ... كأَنَّ على مشافرِه جُبابا )
وقال غُمارِطِيُّها فَرْجها

( غملط ) الغَمَلَّطُ الطويلُ العُنق

( غوط ) الغَوْطُ الثَّريدةُ والتَّغْوِيطُ اللَّقْمُ منها وقيل التغويط عِظَمُ اللَّقْمِ وغاطَ يَغُوط غَوْطاً حَفَر وغاطَ الرجلُ في الطِّين ويقال اغْوِطْ بئرك أَي أَبْعِدْ قَعْرَها وهي بئر غَوِيطة بعيدة القعر والغَوْطُ والغائطُ المُتَّسِعُ من الأَرض مع طُمَأْنينةٍ وجمعه أَغْواطٌ وغُوطٌ وغِياطٌ وغِيطاتٌ صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها قال المتنخل الهذلي وخَرْقٍ تُحْشَرُ الرُّكْبانُ فيه بَعِيدِ الجَوْفِ أَغْبَرَ ذِي غِياطِ وقال وخَرْقٍ تَحَدَّثُ غِيطانُه حَدِيثَ العَذارى بأَسْرارِها إِنما أَرادَ تَحَدَّثُ الجِنُّ فيها أَي تَحَدَّثُ جِنُّ غِيطانِه كقول الآخر تَسْمَعُ للجنِّ بهِ زيزِيزَها هَتامِلاً مِن رِزِّها وهَيْنَما قال ابن بري أَغْواطٌ جمع غَوْطٍ بالفتح لغة في الغائط وغِيطانٌ جمع له أَيضاً مثل ثَوْرٍ وثِيرانٍ وجمع غائطٍ أَيضاً مثل جانٍّ وجِنَّانٍ وأَما غائطٌ وغوطٌ فهو مثل شارِفٍ وشُرْفٍ وشاهد الغَوط بفتح الغين قول الشاعر وما بينَها والأَرضِ غَوْطٌ نَفانِف ويروى غَوْلٌ وهو بمعنى البُعْد ابن شميل يقال للأَرضِ الواسعةِ الدَّعْوةِ غائطٌ لأَنه غاطَ في الأَرض أَي دخَل فيها وليس بالشديد التصَوُّبِ ولبَعْضِها أَسنادٌ وفي قصة نوح على سيدنا محمد وعليه الصلاة والسلام وانْسَدَّتْ يَنابِيعُ الغَوْطِ الأَكبرِ وأَبوابُ السماء الغَوْطُ عُمْقُ الأَرضِ الأَبْعدُ ومنه قيل للمطْمَئنّ من اَلأَرض غائطٌ ولموضع قَضاء الحاجة غائط لأَنَّ العادة أَن يَقْضِيَ في المُنْخَفِض من الأَرض حيث هو أَستر له ثم اتُّسَعَ فيه حتى صار يطلق على النجْوِ نفْسِه قال أَبو حنيفة من بواطن الأَرض المُنْبِتةِ الغِيطانُ الواحد منها غائطٌ وكلُّ ما انْحَدَرَ في الأَرض فقد غاطَ قال وقد زعموا أَنَّ الغائط ربما كان فَرْسخاً وكانت به الرِّياضُ ويقال أَتى فلان الغائطَ والغائطُ المطمئن من الأَرض الواسعُ وفي الحديث تنزِل أُمّتي بغائطٍ يسمونه البَصْرةَ أَي بَطْنٍ مُطْمَئِنٍّ من الأَرض والتغْوِيطُ كناية عن الحدَثِ والغائطُ اسم العَذِرة نفْسها لأَنهم كانوا يُلْقُونها بالغِيطان وقيل لأَنهم كانوا إِذا أَرادوا ذلك أَتوا الغائط وقضوا الحاجة فقيل لكل مَن قضى حاجتَه قد أَتى الغائط يُكنَّى به عن العذرة وفي التنزيل العزيز أَو جاء أَحد منكم من الغائط وكان الرجل إِذا أَراد التَّبَرُّزَ ارْتادَ غائطاً من الأَرض يَغِيبُ فيه عن أَعين الناس ثم قيل للبِرازِ نَفْسِه وهو الحدَثُ غائط كناية عنه إِذ كان سبباً له وتَغَوَّط الرجل كناية عن الخِراءة إِذا أَحدث فهو مُتَغَوِّط ابن جني ومن الشاذّ قراءة من قرأَ أَو جاء أَحد منكم من الغَيْطِ يجوز أَن يكون أَصله غَيِّطاً وأَصله غَيْوِطٌ فخفف قال أَبو الحسن ويجوز أَن يكون الياء واواً للمُعاقبةِ ويقال ضرب فلان الغائطَ إِذا تبَرَّزَ وفي الحديث لا يذهَب الرَّجلانِ يَضْرِبان الغائطَ يتحدَّثانِ أَي يَقْضِيانِ الحاجةَ وهما يتحدَّثان وقد تكرر ذكر الغائط في الحديث بمعنى الحدَث والمكان والغَوْطُ أَغْمَضُ من الغائطِ وأَبعَدُ وفي الحديث أَنَّ رجلاً جاءه فقال يا رسولَ اللّه قل لأَهْلِ الغائط يُحْسِنوا مُخالَطتي أَراد أَهل الوادي الذي يَنْزِلُه وغاطَت أَنْساعُ الناقةِ تَغُوطُ غَوْطاً لَزِقَتْ ببطنها فدخلت فيه قال قيس بن عاصم سَتَخْطِمُ سَعْدٌ والرِّبابُ أُنُوفَكم كما غاطَ في أَنْفِ القَضِيبِ جَرِيرُها ويقال غاطَتِ الأَنْساعُ في دَفِّ الناقةِ إِذا تبينت آثارُها فيه وغاطَ في الشيء يَغُوطُ ويَغِيطُ دخل فيه يقال هذا رمل تَغُوطُ فيه الأَقْدامُ وغاطَ الرجلُ في الوادي يَغُوطُ إِذا غاب فيه وقال الطِّرِمّاحُ يذكر ثَوْراً غاطَ حتى اسْتَثارَ مِن شِيَمِ الأَر ضِ سَفاه من دُونِها باده
( * قوله « باده » هو هكذا في الأصل على هذه الصورة )
وغاطَ فلانٌ في الماء يَغُوطُ إِذا انغمَسَ فيه وهما يتَغاوَطان في الماء أَي يتَغامَسانِ ويتَغاطَّانِ الأَصمعي غاطَ في الأَرض يَغُوطُ ويَغِيطُ بمعنى غابَ ابن الأَعرابي يقال غُطْ غُطْ إِذا أَمرته أَن يكون مع الجماعة يقال ما في الغاطِ مثله أَي في الجماعة والغَوْطةُ الوَهْدةُ في الأَرض المُطْمَئنَّةُ وذهب فلان يَضْرِب الخَلاء وغُوطةُ موضع بالشام كثير الماء والشجر وهو غُوطةُ دِمَشْق وذكرها الليث معرّفة بالأَلف واللام والغُوطةُ مجتمَعُ النباتِ والماء ومدينة دِمَشْقَ تسمى غُوطةَ قال أُراه لذلك وفي الحديث أَنَّ فُسطاطَ المسلمين يوم المَلْحمةِ بالغُوطةِ إِلى جانب مدينةٍ يقال لها دِمَشْقُ الغُوطة اسم البساتين والمياه التي حولَ دمشقَ صانها اللّه تعالى وهي غُوطَتُها

( فرط ) الفارِطُ المتقدّم السابقُ فرَطَ يَفْرُط فُروطاً قال أَعرابي للحسَن يا أَبا سَعِيدٍ عَلِّمْني ديناً وَسُوطاً لا ذاهباً فُروطاً ولا ساقِطاً سُقوطاً أَي دِيناً مُتوسِّطاً لا مُتقدِّماً بالغُلُوِّ ولا متأَخِّراً بالتُّلُوِّ قال له الحسن أَحسنت يا أَعرابي خيرُ الأُمورِ أَوْساطُها وفرَّطَ غيرَه أَنشد ثعلب يُفَرِّطُها عن كُبّةِ الخَيْلِ مَصْدَقٌ كَرِيمٌ وشَدٌّ ليس فيه تَخاذُلُ أَي يُقَدِّمُها وفرَّطَ إِليه رسولَه قدَّمه وأَرسله وفرَّطَه في الخُصومةِ جَرَّأَه وفرَط القومَ يفرطهم فَرْطاً وفَراطاً وفَراطةً تقدَّمهم إِلى الوِرْدِ لإِصلاح الأَرْشِيةِ والدِّلاء ومَدْرِ الحِياض والسَّقْيِ فيها وفرَطْتُ القومَ أَفْرِطُهم فَرْطاً أَي سبقْتُهم إِلى الماء فأَنا فارِطٌ وهم الفرَّاطُ قال القُطامي فاسْتَعْجَلُونا وكانوا من صَحابَتِنا كما تَقَدَّمَ فُرّاطٌ لِوُرَّادِ وفي الحديث أَنه قال بطريق مكة مَن يَسْبِقُنا إِلى الأَثايةِ فَيَمْدُر حوْضَها ويُفْرِطُ فيه فيَمْلَؤُه حتى نأْتِيَه أَي يُكْثر من صبّ الماء فيه وفي حديث سراقة الذي يُفْرِطُ في حوْضِه أَي يَمْلَؤُه ومنه قصيد كعب تَنْفي الرِّياحُ القَذَى عنه وأَفْرَطَه أَي ملأَه وقيل أَفْرَطَه ههنا بمعنى تركَه والفارِطُ والفَرَطُ بالتحريك المتقدِّم إِلى الماء يتقدَّمُ الوارِدةَ فُيهَيِّء لهم الأَرْسانَ والدِّلاءَ ويملأُ الحِياضَ ويستقي لهم وهو فَعَلٌ بمعنى فاعِلٍ مثل تَبَعٍ بمعنى تابِعٍ ومنه قول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنا فرَطُكم على الحوْضِ أَي أَنا متقدِّمُكم إِليه رجل فرَطٌ وقوم فرَطٌ ورجل فارِطٌ وقوم فُرَّاطٌ قال فأَثارَ فارِطُهم غَطاطاً حُثَّماً أَصْواتُها كتَراطُنٍ الفُرْسِ ويقال فرَطْتُ القومَ وأَنا أَفرُطُهم فُروطاً إِذا تقدَّمْتَهم وفرَّطْت غيري قدَّمْتُه والفَرَطُ اسم للجمع وفي الحديث أَنا والنبيّون فُرَّاطٌ لقاصِفينَ جمع فارِطٍ أَي متقدّمون إِلى الشَّفاعةِ وقيل إِلى الحوْضِ والقاصِفونَ المُزْدَحِمون وفي حديث ابن عباس قال لعائشة رضي اللّه عنهم تَقْدَمِينَ على فَرَطِ صِدْقٍ يعني رسولَ اللّه صلّى الله عليه وسلّم وأَبا بكر رضي اللّه عنه وأَضافهما إِلى صِدْقٍ وصفاً لهما ومَدْحاً وقوله إِنَّ لها فَوارِساً وفَرَطا يجوز أَن يكون من الفَرَط الذي يقع على الواحد والجمع وأَن يكون من الفَرط الذي هو اسم لجمع فارِطٍ وهذا أَحسن لأَن قبله فوارساً فَمُقابلة الجمع باسم الجمع أَوْلى في قوة الجمع والفَرَطُ الماء المتقدّمُ لغيره من الأَمْواه والفُراطةُ الماء يكون شَرَعاً بين عدَّةِ أَحْياء مَن سبَق إِليه فهو له وبئر فُراطةٌ كذلك ابن الأَعرابي الماء بينهم فُراطةٌ أَي مُسابَقة وهذا ماء فُراطة بين بني فلان وبني فلان ومعناه أَيُّهم سبَق إِليه سَقى ولم يُزاحِمْه الآخَرُون الصحاح الماء الفِراطُ الذي يكون لمن سبق إِليه من الأَحْياء وفُرَّاطُ القَطا متقدِّماتُها إِلى الوادي والماء قال نِقادَةُ الأَسدي ومَنْهَلٍ ورَدْتُه التِقاطا لم أَرَ غِذْ ورَدْتُه فُرّاطا إِلاَّ الحَمام الوُرْقَ والغَطاطا وفرَطْت البئرَ إِذا تركتَها حتى يَثوب ماؤها قال ذلك شمر وأَنشد في صفة بئر وهْيَ إِذا ما فُرِطَتْ عَقْدَ الوَذَمْ ذاتُ عِقابٍ همشٍ وذاتُ طَمْ يقول إِذا أُجِمَّتْ هذه البئرُ قَدْرَ ما يُعْقَدُ وذَمُ الدلْوِ ثابت بماء كثير والعِقابُ ما يَثوب لها من الماء جمع عَقبٍ وأَما قول عمْرو بن معديكرب أَطَلْتُ فِراطَهم حتى إِذا ما قَتَلْتُ سَراتَهم كانت قَطاطِ أَي أَطَلْت إِمْهالَهم والتَّأَني بهم إِلى أَن قتلتُهم والفرَطُ ما تقدَّمك من أَجْرٍ وعَمَل وفرَطُ الولد صِغاره ما لم يُدْرِكوا وجمعُه أَفراط وقيل الفرَطُ يكون واحداً وجمعاً وفي الدعاء للطِّفل الميت اللهم اجعله لنا فَرَطاً أَي أَجراً يتقدَّمُنا حتى نَرِدَ عليه وفرَطَ فلانٌ وُلْداً وافْتَرطَهم ماتوا صِغاراً وافْتُرِطَ الوَلدُ عُجِّلَ موتُه عن ثعلب وأَفرطَتِ المرأَةُ أَولاداً قدَّمتهم قال شمر سمعتُ أَعرابية فصيحة تقول افْتَرَطْتُ ابنينِ وافترَط فلان فرَطاً له أَي أَولاداً لم يبلغوا الحُلُم وأَفْرَطَ فلان ولداً إِذا مات له ولد صغير قبل أَن يبلغُ الحُلُم وافترط فلان أَولاداً أَي قدَّمهم والإِفْراط أَن تَبعث رسولاً مجرَّداً خاصّاً في حوائجك وفارَطْتُ القومَ مُفَارَطة وفِرطاً أَي سابقتُهم وهم يتَفارَطون قال بشر إِذا خَرَجَتْ أَوائلُهُنَّ شُعْثاً مُجَلِّحةً نَواصيها قتامُ يُنازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْغِياتٍ كما يتَفارَطُ الثَّمْدَ الحَمامُ ويُروى الحِيامُ وفلانٌ لا يُفْتَرَطُ إِحسانه وبِرُّه أَي لا يُفْتَرص ولا يُخاف فَوْتُه وقول أَبي ذؤيب وقد أَرْسَلُوا فُرَّاطَهم فتَأَثَّلُوا قَلِيباً سَفاهاً كالإِماءِ القَواعِدِ يعني بالفُرَّاط المتقدِّمين لحفر القَبْرِ وكله من التقدُّم والسبقِ وفرَط إِليه مِنِّي كلامٌ وقولٌ سبَق وفي الدعاء على ما فرَط مِنِّي أَي سبق وتقدَّم وتكلم فلانٌ فِراطاً أَي سبقت منه كلمة وفَرَّطْته تركتُه وتقدّمته وقول ساعدة بن جؤية معه سِقاءٌ لا يُفَرِّط حَمْلَه صُفْنٌ وأَخْراصٌ يَلُحْنَ ومِسْأَبُ أَي لا يترك حملَه ولا يُفارقه وفرَط عليه في القول يَفْرُط أَسرف وتقدَّم وفي التنزيل العزيز إِنّا نَخاف أَن يفرُط علينا أَو أَن يَطْغَى والفُرُطُ الظُّلْم والاعتداء قال اللّه تعالى وكان أَمْرُهُ فُرُطاً وأَمره فُرُطٌ أَي مَتْروك وقوله تعالى وكان أَمرُه فُرُطاً أَي متروكاً تَرَك فيه الطاعة وغَفَل عنها ويقال إِيّاك والفُرُطَ وفي حديث سَطيح إِنْ يُمْسِ مُلْكُ بَنِي ساسانَ أَفْرَطَهم أَي تَرَكهم وزال عنهم وقال أَبو الهيثم أَمرٌ فُرُطٌ أَي متهاوَنٌ به مضيَّع وقال الزجاج وكان أَمرُه فُرُطاً أَي كان أَمرُه التفريطَ وهو تقديم العَجْز وقال غيره وكان أَمرُه فُرطاً أَي نَدَماً ويقال سَرَفاً وفي حديث علي رضوان اللّه عليه لا يُرى الجاهلُ إِلا مُفْرِطاً أَو مُفَرِّطاً هو بالتخفيف المُسرف في العمل وبالتشديد المقصِّر فيه ومنه الحديث أَنه نام عن العشاء حتى تفرّطت أَي فات وقتُها قبل أَدائها وفي حديث توبةِ كعبٍ حتى أَسرعوا وتَفارَطَ الغَزْوُ أَي فات وقتُه وأَمر فُرُط أَي مجاوَزٌ فيه الحدّ ومنه قوله تعالى وكان أَمرُه فُرُطاً وفَرَط في الأَمر يَفْرُط فَرْطاً أَي قصَّر فيه وضيَّعه حتى فات وكذلك التفريطُ والفُرُط الفرَس السريعة التي تَتَفَرَّط الخيلَ أيُ تتقدَّمُها وفرس فُرُط سريعة سابقة قال لبيد ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تحمِل شِكَّتي فُرُطٌ وِشاحي إِذ غدوتُ لجامُها وافترَط إِليه في هذا الأَمر تقدّم وسبَق والفُرْطة بالضم اسمٌ للخروج والتقدّم والفَرْطة بالفتح المرّة الواحدة منه مثل غُرْفة وغَرْفة وحُسْوة وحَسْوة ومنه قولُ أُمّ سلمة لعائشة إِن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهاكِ عن الفُرْطة في البِلاد غيره وفي حديث أُم سلمة قالت لعائشة رضي اللّه عنهما إِن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهاكِ عن الفُرْطة في الدِّين يعني السبْق والتقدّم ومجاوزة الحدّ وفلان مُفْتَرِط السِّجال إِلى العُلى أَي له فيه قُدْمة وأَنشد ما زِلْت مُفْتَرِطَ السِّجال إِلى العُلى في حَوْضِ أَبْلَجَ تَمْدُرُ التُّرْنُوقا ومَفارِطُ البلد أَطرافه وقال أَبو زبيد وسَمَوْا بالمَطِيِّ والذُّبَّلِ الصُّمِّ لعَمْياءَ في مَفارِط بيدِ وفلان ذو فُرْطة في البلاد إِذا كان صاحبَ أَسفار كثيرة ابن الأَعرابي يقال أَلْقاه وصادَفه وفارَطَه وفالَطَه ولاقَطَه كله بمعنى واحد وقال بعض الأَعراب فلان لا يُفْتَرَط إِحسانه وبرُّهُ أَي لا يُفْتَرص ولا يُخاف فَوْتُه والفارِطان كَوْكَبان مُتباينان أَمام سَرِير بَنات نَعْشٍ يتقدَّمانها وأَفراطُ الصَّباح أَولُ تَباشيره لتقدّمها وإِنذارها بالصبح واحدها فُرْطٌ وأَنشد لرؤبة باكَرْتُه قبل الغَطاط اللُّغَّطِ وقبل أَفْراط الصَّباح الفُرَّطِ والإِفراطُ الإِعجال والتقدُّم وأَفْرَطَ في الأَمر أَسرف وتقدَّم والفُرُط الأَمر يُفْرَط فيه وقيل هو الإِعجال وقيل النَّدَم وفرَط عليه يَفْرُط عَجِل عليه وعَدا وآذاه وفرط تَوانَى ونَسِيَ والفَرَطُ العَجلة وقال الفراء في قوله تعالى إِنّا نَخاف أَن يَفْرُط علينا قال يَعْجَل إِلى عُقوبتنا والعرب تقول فَرَط منه أَي بَدَر وسبَق والإِفْراط إِعجالُ الشيء في الأَمر قبل التثبُّت يقال أَفْرَط فلان في أَمره أَي عَجِل فيه وأَفْرَطه أَي أَعجله وأَفرطت السِّقاءَ ملأْته والسحابةُ تُفْرط الماء في أَول الوَسْمِيّ أَي تُعجله وتُقدِّمه وأَفْرَطت السحابة بالوسمي عَجَّلت به قال سيبويه وقالوا فَرّطْت إِذا كنت تُحذّره من بين يديه شيئاً أَو تأْمره أَن يتقدَّم وهي من أَسماء الفعل الذي لا يتعدّى وفَرْطُ الشهوة والحزن غلبتهما وأَفْرط عليه حَمَّله فوق ما يُطيق وكلُّ شيء جاوز قَدْرَه فهو مُفْرِط يقال طول مُفْرِط وقِصَر مُفْرِط والإِفراط الزيادة على ما أُمرت وأَفرطْت المَزادةَ ملأْتها ويقال غَدِير مُفْرَط أَي ملآن وأَنشد ابن بري يَرَجِّعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ صَوافٍ لم يُكدِّرْها الدِّلاء وأَفرط الحوضَ والإِناءَ ملأَه حتى فاض قال ساعدة بن جؤية فأَزال ناصِحَها بأَبْيَض مُفْرطٍ من ماء أَلْهابٍ بهِنَّ التَّأْلَبُ أَي مزَجها بماء غَدِير مملوءٍ وقول أَبي وجزة لاعٍ يكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه مُسْتَرْفِع لِسُرَى المَوْماة هَيَّاج
( * قوله « مسترفع لسرى » أورده في مادة ربع مستربع بسرى وفسره هناك )
يُفْرِطُه يملؤه رَوْعاً حتى يذهَب به والفَرْطُ بفتح الفاء الجبل الصغير وجمعه فُرُط عن كراع الجوهري والفُرُط واحد الأَفْراط وهي آكام شبيهات بالجبال يقال البُوم تَنوح على الأَفْراط عن أَبي نصر وقال وعْلَة الجَرْمي سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ هل جَنَيْتُ لهم ؟ حَرْ بأَتُفَرِّقُ بين الجِيرةِ الخُلُطِ ؟ وهل سَمَوْتُ بجرّارٍ له لَجَبٌ جَمِّ الصَّواهِلِ بين السَّهْلِ والفُرُطِ ؟ والفُرْط سَفْحُ الجبال وهو الجَرُّ عن اليزيدي قال حسان ضاقَ عَنّا الشِّعْبُ إِذ نَجْزَعُه ومَلأْنا الفُرْطَ منكم والرِّجَلْ وجمعه أَفراط قال امرؤ القيس وقد أُلْبِسَت أَفْراطها ثِنْيَ غَيْهَب والفَرْط العَلَم المستقيم يُهتدى به والفَرْط رأْس الأَكَمَة وشخصها وجمعه أَفْراط وأَفْرُط قال ابن بَرّاقة إِذا الليلُ أَدْجَى واكْفَهَرَّت نُجومُه وصاح من الأَفْراط بُومٌ جواثِمُ وقيل الأَفْراط ههنا تَباشير الصبح لأَن الهامَ تَزْقو عند ذلك قال والأَول أَولى ونسَب ابن بري هذا البيت للأَجدع الهمداني وقال أَراد كأَن الهامَ لما أَحسَّت بالصباح صَرَخت وأَفرطْتُ في القول أَي أَكثرت وفرَّط في الشيء وفرَّطه ضيعه وقدَّم العجز فيه وفي التنزيل العزيز أَن تقولَ نفسٌ يا حَسْرتا على ما فرَّطْت في جنْب اللّه أَي مَخافة أَن تصيروا إِلى حال الندامة للتفريط في أَمر اللّه والطريق الذي هو طريق اللّه الذي دعا إِليه وهو توحيد اللّه والإِقرار بنبوّة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم قال صخر البغيّ ذلك بَزِّي فَلَن أُفَرِّطَه أَخافُ أَن يُنْجِزوا الذي وعَدُوا يقول لا أُخلّفه فأَتقدّم عنه وقال ابن سيده يقول لا أُضيّعه وقيل معناه لا أُقدّمه وأَتخلّف عنه والفَرَطُ الأَمر الذي يفرِّط فيه صاحبه أَي يضيّع وفرَّطَ في جَنْب اللّه ضيَّع ما عنده فلم يعمل له وتفارطَت الصلاة عن وقتها تأَخرت وفرَّط اللّه عنه ما يكره أَي نَحّاه وقَلّما يستعمل إِلا في الشعر قال مُرَقِّش يا صاحبَيَّ تَلَبَّثا لا تُعْجَلا وَقِفا برَبْعِ الدار كَيْما تَسْأَلا فلَعَلَّ بُطْأَ كما يُفَرِّط سَيِّئاً أَو يَسْبِق الإِسراعُ خَيْراً مُقْبِلا والفَرْط الحِين يقال إِنما آتيه الفَرْطَ وفي الفَرْط وأَتيته فَرْط أَشهر أَي بعدها قال لبيد هلِ النفْسُ إِلاَّ مُتْعةٌ مُسْتعارةٌ تُعارُ فَتَأْتي رَبَّها فَرْطَ أَشهُر ؟ وقيل الفَرْط أَن تأْتيه في الأَيام ولا تكون أَقلّ من ثلاثة ولا أَكثر من خمس عشرة ليلة ابن السكيت الفَرْط أَن يقال آتيك فَرْط يوم أَو يومين والفَرْط اليوم بعد اليومين أَبو عبيد الفَرْط أَن تلقَى الرجل بعد أَيام يقال إِنما تلقاه في الفَرْط ويقال لقيته في الفَرْط بعد الفَرْطِ أَي الحِين بعد الحِين وفي حديث ضُباعة كان الناس إِنما يذهبون فَرْطَ يوم أَو يومين فيَبْعَرُون كما تَبْعَرُ الإِبل أَي بعد يومين وقال بعض العرب مضيت فَرْط ساعة ولم أُومِنْ أَنْ أَنْفَلِت فقيل لهع ما فرْط ساعة ؟ فقال كمُذ أَخذت في الحديث فأَدخل الكاف على مُذْ وقوله ولم أومِن أَي لم أَثِقْ ولم أُصدِّق أَني أَنفلِت وتفارطَتْه الهموم أَتته في الفَرْط وقيل تسابقت إِليه وفَرَّط كَفَّ عنه وأَمهلَه وفرَّطْت الرجل إِذا أَمهلتَه والفِراط التَّرْك وما أَفرط منهم أَحداً أَي ما ترك وما أَفْرَطْت من القوم أَحداً أَي ما تركت وأَفْرَط الشيءَ نَسِيه وفي التنزيل وأَنَّهم مُفْرَطون قال الفراء معناه منسيُّون في النار وقيل منسيُّون مضيَّعون متروكون قال والعرب تقول أَفْرَطْت منهم ناساً أَي خَلَّفتهم ونَسِيتهم قال ويُقرأُ مُفْرِطون يقال كانوا مُفْرِطِين على أَنفسهم في الذنوب ويروى مُفَرِّطون كقوله تعالى يا حَسْرتا على ما فَرَّطْتُ في جَنْب اللّه يقول فيما ترَكْتُ وضيَّعت

( فرشط ) فَرْشَط الرجلُ فَرْشَطة أَلصق أَليتيه بالأَرض وتوسَّد ساقيه وفَرْشَط البعيرُ فَرْشَطة وفِرْشاطاً برَك بُروكاً مسترخياً فأَلصق أَعضاده بالأَرض وقيل هو أَن ينتشر بِرْكةَ البعير عند البُروك وفَرْشَطَت الناقة إِذا تفَحَّجَت للحلَب وفَرْشَط الجملُ إِذا تفَحَّجَ للبول والفَرْشَطةُ أَن تفرّج رجليك قائماً أَو قاعداً والفَرْشَطةُ بمعنى الفَرْحَجة وفَرْشَطَ الشيءَ وفَرْشَط به مدَّه قال فَرْشَط لمّا كُرِه الفِرْشاطُ بفَيْشةِ كأَنَّها مِلْطاطُ وفرشط اللحمَ شرْشَره ابن بزرج الفَرْشَطة بسط الرجلين في الركوب من جانب واحد

( فسط ) الفَسِيط قُلامة الظُّفُر وفي التهذيب ما يُقلم من الظُّفُر إِذا طال واحدته فَسيطة وقيل الفسيط واحد عن ابن الأَعرابي قال عمرو بن قَمِيئة يصف الهلال كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانِحاً فَسِيطٌ لَدَى الأُفْقِ من خِنْصِرِ يعني هلالاً شبَّهه بقُلامة الظُّفُر وفسره في التهذيب فقال أَراد بابن مُزْنَتها هلالاً أَهلَّ بين السحاب في الأُفُق الغربيّ ويروى كأَنَّ ابن ليلتها يصِف هلالاً طلَع في سنة جدْب والسماء مغبَرَّة فكأَنه من وراء الغُبار قُلامة ظفر ويروى قَصيص موضع فَسيط وهو ما قُصَّ من الظفُر ويقال لقُلامة الظُّفر أَيضاً الزِّنْقير والحَذْرَفوت والفَسيطُ عِلاقُ ما بين القِمَع والنواة وهو ثُفْرُوق التمرة قال أَبو حنيفة الواحدة فَسِيطة قال وهذا يدل على أَن الفسيط جمع ورجل فَسِيط النفْس بيِّن الفَساطة طيِّبها كسفيطها والفُسطاط بيت من شعَر وفيه لغات فُسْطاط وفُسْتاط وفُسّاط وكسر التاء لغة فيهنَّ وفُسطاط مدينة مِصر حماها اللّه تعالى والفُسّاط والفِسّاط والفُسْطاط والفِسْطاط ضرْب من الأَبنية والفُسْتاط والفِسْتاط لغة فيه التاء بدل من الطاء لقولهم في الجمع فَساطيط ولم يقولوا في الجمع فَساتيط فالطاء إِذاً أَعمّ تصرُّفاً وهذا يؤيد أَن التاء في فُسْتاط إِنما هي بدل من طاء فُسْطاط أَو من سين فُسّاط هذا قول ابن سيده قال فإِن قلت فهلاَّ اعْتَزَمْت أَن تكون التاء في فُسْتاط بدلاً من طاء فُسْطاط لأَن التاء أَشْبه بالطاء منها بالسين ؟ قيل بإِزاء ذلك أَيضاً أَنك إِذا حكمت بأَنها بدل من سين فُسّاط ففيه شيئان جيّدان أَحدهما تغيير الثاني من المثلين وهو أَقيس من تغيير الأَول من المثلين لأَن الاستكراه في الثاني يكون لا في الأَول والآخر أَن السينين في فُسّاط ملتقيان والطاءان في فُسْطاط مُفْترقتان منفصلتان بالأَلف بينهما واستثقال المثلين ملتقيين أَحْرَى من استثقالهما منفصلين وفُسْطاط المِصر مجتَمَع أَهله حوْل جامِعه التهذيب والفُسْطاط مجتَمع أَهل الكُورة حَوالَيْ مسجد جماعتهم يقال هؤلاء أَهل الفُسْطاط وفي الحديث عليكم بالجماعة فإِنّ يَدَ اللّه على الفُسْطاطِ هو بالضم والكسر يريد المدينة التي فيها مجتمَع الناس وكلُّ مدينة فُسْطاط ومنه قيل لمدينة مِصر التي بناها عمرو بن العاص الفُسْطاط وقال الشعبي في العبد الآبق إِذا أُخِذ في الفُسْطاط ففيه عشرة دراهِم وإِذا أُخذ خارج الفُسْطاط ففيه أَربعون قال الزمخشري الفُسْطاط ضرْب من الأَبنية في السفَر دون السُّرادق وبه سُميت المدينة ويقال لمِصر والبصرة الفُسْطاط ومعنى قوله صلّى اللّه عليه وسلّم فإِنَّ يَدَ اللّه على الفُسْطاط أَن جماعة الإِسلام في كَنَف اللّه ووِقايته فأَقيموا بينهم ولا تفارقوهم قال وفي الحديث أَنه أَتى على رجل قُطعت يده في سرِقة وهو في فُسْطاطٍ فقال مَنْ آوى هذا المُصاب ؟ فقالوا خُزَيْمُ بن فاتِك فقال اللهم بارك على آل فاتِك كما آوى هذا المُصاب

( فشط ) انْفَشَطَ العُود انفَضَخَ ولا يكون إِلا في الرطْب

( فطط ) أَهمله الليث والأَفطُّ الأَفْطَس

( فطفط ) فَطْفَط الرجل إِذا لم يُفهم كلامه والفَطْفَطة السَّلْح قال نِجاد الخيبري فأَكثرَ المَذْبوب منه الضَّرِطا فظَلَّ يبكي جَزَعاً وفَطْفَطا والمَذْبوب الأَحمق

( فلط ) الفِلاطُ الفَجْأَة لغة هذيل لَقِيته فَلَطاً وفِلاطاً أَي فجأَة هذلية وقال المتنخِّل الهذلي به أَحْمي المُضافَ إِذا دعاني ونَفسي ساعةَ الفَزَعِ الفِلاطِ ابن الأَعرابي يقال صادَفه وفارَطه وفالَطه ولاقَطه كله بمعنى واحد ورُفع إِلى عمر بن عبد العزيز رجل قال لآخر في يَتِيمَةٍ كَفَلها إِنك تَبُوكها فأَمر بحدّه فقال أَاُضرَب فِلاطاً ؟ قال أَبو عبيد الفِلاط الفَجْأَة معناه أَاُضرَب فجأَة ويقال تكلم فلان فِلاطاً فأَحسن إِذا فاجأَ بالكلام الحسن قال الراجز ومَنْهَلٍ على غِشاش وفَلَطْ شربتُ منه بين كُرْهٍ ونَعَطْ ويقال فَلَط الرجل عن سيفه دُهش عنه وأَفْلَطه أَمرٌ فاجَأَه قال المتنخِّل أَفْلَطَها الليلُ بِعِيرٍ فَتَسْ عى ثوبُها مُجتنِبُ المعْدِلِ أَي فاجَأَها الليل بِعِير فيها زوجها فأَسرعت من السرور وثوبها مائل عن مَنْكِبها على غير القصد يصِفها بالحُمْق وأَفْلَطني الرجل إِفْلاطاً مثل أَفْلَتني وقيل لغة في أَفلتني تميمية قبيحة وقد استعمله ساعدة بن جؤية فقال بأَصْدَقِ بأْسٍ من خليلِ ثَمينةٍ وأَمضى إِذا ما أَفْلَطَ القائمَ اليَدُ أَراد أَفْلَت القائمُ اليدَ فَقَلب والفِلاط الترْك كالفِراط عن كراع

( فلسط ) فِلَسْطِين اسم موضع وقيل فِلَسْطُون وقيل فِلَسْطِين اسم كُورة بالشام ابن الأَثير فِلَسْطين بكسر الفاء وفتح اللام الكُورة المعروفة فيما بين الأُرْدُنّ وديار مصر وأُمّ بلادها بيت المقدس صانها اللّه تعالى التهذيب نونها زائدة وتقول مررنا بفِلَسْطين وهذه فِلَسْطون قال أَبو منصور وإِذا نسبوا إِلى فِلَسْطين قالوا فِلَسْطِيّ قال تَقُلْه فِلَسْطِيّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَهُ وقال ابن هَرْمة كَأْسٌ فِلَسْطِيَّةٌ مُعَتَّقةٌ شُجَّتْ بماءٍ من مُزْنة السَّبَل وفِلَسْطين بلد ذكرها الجوهري في ترجمة طين قال ابن بري حقها أَن تذكر في فصل الفاء من باب الطاء لقولهم فِلَسْطون

( فوط ) الفُوطة ثوب قصير غليظ يكون مئزراً يجلَب من السِّند وقيل الفُوطة ثوب من صوف فلم يُحَلَّ بأَكثر وجمعها الفُوَط قال أَبو منصور لم أَسمع في شيء من كلام العرب في الفُوَط قال ورأَيت بالكوفة أُزُراً مخطَّطة يشتريها الجمَّالون والخدَم فيتَّزرون بها الواحدة فُوطة قال فلا أَدري أَعربيّ أَم لا

( قبط ) ابن الأَعرابي القَبْط الجمع والبَقْط التَّفْرقة وقد قَبَط الشيءَ يَقْبِطه قَبْطاً جمعه بيده والقُبّاط والقُبَّيْط والقُبَّيْطى والقُبَيْطاء الناطِف مشتقّ منه إِذا خففت مددت وإِذا شددت الباء قصرت وقَبَّط ما بين عينيه كقَطَّب مقلوب منه حكاه يعقوب والقِبْط جِيل بمصر وقيل هم أَهل مصر وبُنْكُها ورجل قِبْطِيّ والقُبْطِيَّة ثياب كتان بيض رِقاق تعمل بمصر وهي منسوبة إِلى القِبْط على غير قياس والجمع قُباطِيٌّ والقِبْطِيَّة قد تضم لأَنهم يغيّرون في النسبة كما قالوا سُهِليّ ودُهْريّ قال زهير ليَأْتِيَنَّك منِّي منطِقٌ قَذَعٌ باقٍ كما دنَّس القُبْطِيَّة الوَدَكُ قال الليث لما أُلزِمت الثيابُ هذا الاسم غيروا اللفظ فالإِنسان قِبْطيّ بالكسر والثوب قُبْطيّ بالضم شمر القُباطِيّ ثياب إِلى الدقَّة والرقَّة والبياض قال الكميت يصف ثوراً لِياح كأَنْ بالأَتْحَمِيَّةِ مُسْبَعٌ إِزاراً وفي قُبْطِيِّه مُتَجَلْبِبُ وقيل القُبْطُرِيّ ثياب بيض وزعم بعضهم أَن هذا غلط وقد قيل فيه إِن الراء زائدة مثل دَمِثٍ ودِمَثْر وشاهده قول جرير قومٌ ترى صَدَأَ الحديد عليهمُ والقُبْطُرِيّ من اليَلامِقِ سُودا وفي حديث أُسامة كساني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قُبْطِيّةً القُبْطِيَّةُ الثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء وكأَنه منسوب إِلى القِبْط وهم أَهل مصر وفي حديث قتل ابن أَبي الحُقَيْقِ ما دلنا عليه إِلا بياضه في سواد الليل كأَنه قُبْطِيَّة وفي الحديث أَنه كَسا امرأَةً قُبْطِيَّة فقال مُرْها فلتتخذ تحتها غلالة لا تصِف حَجْم عظامها وجمعها القُباطِيّ ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه لا تُلْبسوا نِساءكم القَباطِيَّ فإِنه إِن لا يَشِفَّ فإِنه يَصِفُ وفي حديث ابن عمر أَنه كان يُجَلِّلُ بُدْنَه القَباطِيَّ والأَنْماطَ والقُنَّبِيطُ معروف قال جندل لكن يَرَوْنَ البَصَل الحِرِّيفا والقُنَّبِيطَ مُعْجِباً طَرِيفا ورأَيت حاشية على كتاب أَمالي ابن بري رحمه اللّه تعالى صورتها قال أَبو بكر الزبيدي في كتابه لحن العامّة ويقولون لبعض البقول قَنَّبيط قال أَبو بكر والصواب قُنَّبيط بالضم واحدته قُنَّبيطة قال وهذا البناء ليس من أَمثلة العرب لأَنه ليس في كلامهم فُعَّليل

( قحط ) القَحْط احتِباس المطر وقد قَحَط وقَحِطَ والفتح أَعلى قَحْطاً وقَحَطاً وقُحوطاً وقُحِطَ الناس بالكسر على ما لم يسم فاعله لا غير قَحْطاً وأُقْحِطوا وكرهها بعضهم وقال ابن سيده لا يقال قُحِطوا ولا أُقْحِطوا والقَحْطُ الجدب لأَنه من أَثره وحكى أَبو حنيفة قُحِطَ المطر على صيغة ما لم يسم فاعله وأَقْحَطَ على فعل الفاعل وقُحِطت الأَرض على صيغة ما لم يسم فاعله فهي مَقْحوطة قال ابن بري قال بعضهم قَحَط المطر بالفتح وقَحِط المكان بالكسر هو الصواب قال ويقال أَيضاً قُحِط القَطر قال الأَعشى وهُمُ يُطْعِمون إِنْ قُحِط القَطْ رُ وهَبَّتْ بشَمْأَلٍ وضَرِيبِ وقال شمر قُحوط المطر أَن يَحْتَبس وهو محتاج إِليه ويقال زمان قاحِط وعام قاحِط وسنة قَحِيط وأَزمُن قَواحِطُ وعام قَحِط وقَحِيط ذو قَحْط وفي حديث الاستسقاء برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قَحَط المطر واحمرَّ الشجر هو من ذلك وأَقْحَط الناس إِذا لم يُمْطَروا وقال ابن الفرَج كان ذلك في إِقْحاط الزمان وإِكْحاط الزمان أَي في شدَّته قال ابن سيده وقد يُشتقُّ القَحْط لكل ما قلَّ خيره والأَصل للمطر وقيل القَحْط في كل شيءٍ قلة خيره أَصل غير مشتقّ وفي الحديث إِذا أَتى الرجلُ القوم فقالوا قَحْطاً فَقَحْطاً له يوم يَلْقَى ربه أَي أَنه إِذا كان ممن يقال له عند قدومه على الناس هذا القول فإِنه يقال له مثل ذلك يوم القيامة وقَحْطاً منصوب على المصدر أَي قُحِطت قَحْطاً وهو دعاءٌ بالجدْب فاستعاره لانقطاع الخير عنه وجدْبه من الأَعمال الصالحة وفي الحديث مَن جامع فأَقْحَط فلا غسل عليه ومعناه أَن يَنتَشِر فيُولج ثم يَفْتُر ذكَرُه قبل أَن يُنزِل وهو من أَقْحَط الناس إِذا لم يمطروا والإِقْحاط مثل الإِكْسال وهذا مثل الحديث الآخر الماءُ من الماء وكان هذا في أَوَّل الإِسلام ثم نُسِخَ وأُمِرَ بالاغتسال بعد الإِيلاج والقَحْطِيّ من الرجال الأَكُول الذي لا يُبقي من الطعام شيئاً وهذا من كلام أَهل العِراق وقال الأَزهري هو من كلام الحاضرة دون أَهل البادية وأَظنه نُسِب إِلى القَحْط لكثرة الأَكل كأَنه نجا من القَحْط فلذلك كثُر أَكله وضرْب قَحيط شديد والتَّقْحيط في لغة بني عامر التَّلْقيح حكاه أَبو حنيفة والقَحْط ضرْب من النبْت وليس بثبت وقَحْطانُ أَبو اليمن وهو في قول نسّابتهم قَحْطان ابن هُود وبعض يقول قَحْطان بن ارْفَخْشذ بن سام ابن نوح والنسب إِليه على القياس قَحْطانيّ وعلى غير القياس أَقْحاطِيّ وكلاهما عربي فصيح

( قرط ) القُرْطُ الشَّنْف وقيل الشَّنْفُ في أَعْلى الأُذن والقُرْط في أَسفلها وقيل القُرْط الذي يعلَّق في شحمة الأُذن والجمع أَقْراط وقِراط وقُروط وقِرَطة وفي الحديث ما يمنع إِحْداكنَّ أَن تصنَع قُرْطين من فضة القُرْطُ نوع من حُلِيِّ الأُذُن معروف وقَرَّطْت الجارية فتقَرَّطتْ هي قال الراجز يخاطب امرأَته قَرَّطكِ اللّه على العَيْنَينِ عَقَارِباً سُوداً وأَرْقَمَيْنِ وجارية مُقَرَّطة ذات قُرْط ويقال للدُّرّة تعلَّق في الأُذُن قُرْط وللتُّومة من الفضة قُرْط وللمَعاليق من الذهب قُرْط والجمع في ذلك كله القِرَطة والقُرْط الثُّرَيّا وقُرْطا النَّصْل أُذُناه والقَرَط شِية
( * قوله « والقرط شية » كذا بالأصل ) حسَنة في المعزى وهو أَن يكون لها زَنَمَتان معلَّقتان من أُذنيها فهي قَرْطاء والذكر أَقْرَط مُقَرَّط ويستحب في التيس لأَنه يكون مِئناثاً قال ابن سيده والقُرَطة والقِرَطة أَن يكون للمعزى أَو التَّيْس زَنَمَتان معلَّقتان من أُذنيه وقد قَرِطَ قَرَطاً وهو أَقْرَط وقَرَّط فَرَسه اللِّجام مَدَّ يدَه بعِنانه فجعله على قَذاله وقيل إِذا وضع اللِّجام وراء أُذنيه ويقال قَرَّط فَرَسه إِذا طرح اللِّجام في رأْسه وفي حديث النعمان بن مقرّن أَنه أَوصى أَصحابه يومَ نِهاوَنْد فقال إِذا هزَزْت اللواءَ فَلْتَثِب الرجال إِلى خيولها فيُقَرِّطوها أَعِنّتها كأَنه أَمرَهم بإِلجامها قال ابن دريد تَقْرِيط الفرس له موضعان أَحدهما طَرْحُ اللجام في رأْس الفرس والثاني إِذا مدَّ الفارس يده حتى جعلها على قَذال فرسِه وهي تُحْضِر قال ابن بري وعليه قول المتنبي فقَرِّطْها الأَعِنَّةَ راجعاتٍ وقيل تَقْرِيطُها حَمْلُها على أَشدّ الخُضْر وذلك أَنه إِذا اشتدَّ حُضْرها امتدَّ العِنان على أُذُنها فصار كالقُرْط وقَرَط الكُرّاثَ وقَرَّطه قطَّعه في القِدْرِ وجعل ابن جِني القُرْطُم ثلاثيّاً وقال سُمِّي بذلك لأَنه يُقَرَّط وقَرَّطَ عليه أَعطاه قليلاً والقُرْط الصَّرْع عن كراع وقال ابن دريد القِرْطي الصَّرْع على القَفا والقُرْط شُعْلة النار والقِرط شُعْلة السِّراج وقَرَّط السراجَ إِذا نزع منه ما احترق ليُضيء والقُراطة ما يُقطع من أَنف السراج إِذا عشى والقُراطة ما احترق من طَرف الفَتيلة وقيل بل القُراطة المصباح نفسه قال ساعدة الهذلي سَبَقْتُ بها مَعابِلَ مُرْهَفات مُسالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِراطِ
( * قوله « سبقت » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس شنفت قال ويروى قرنت ونسبه عن الصاغاني للمتنخل الهذلي يصف قوساً )
مُسالات جمع مُسالة والأَغِرَّة جمع الغِرار وهو الحدّ والجمع أَقْرِطة ابن الأَعرابي القِراط السراج وهو الهِزْلقِ والقِرَّاط والقِيراط من الوزن معروف وهو نصف دانِق وأَصله قِرّاط بالتشديد لأَن جمعه قَراريط فأُبدل من إِحدى حرفي تضعيفه ياء على ما ذكر في دينار كما قالوا ديباج وجمعوه دَبابيج وأَما القيراط الذي في حديث ابن عمر وأَبي هريرة في تَشْييع الجنازة فقد جاء تفسيره فيه أَنه مثل جبل أُحُد قال ابن دريرد أَصل القيراط من قولهم قَرَّط عليه إِذا أَعطاه قليلاً قليلاً وفي حديث أَبي ذَرّ ستفتحون أَرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأَهلها خيراً فإِن لهم ذِمّة ورَحِماً القيراط جُزء من أَجزاء الدينار وهو نصف عُشره في أَكثر البلاد وأَهل الشام يجعلونه جزءاً من أَربعة وعشرين والياء فيه بدل من الراء وأَصله قِرّاط وأَراد بالأَرض المُستفتحة مِصر صانها اللّه تعالى وخصها بالذكر وإِن كان القيراط مذكوراً في غيرها لأَنه كان يغلِب على أَهلها أَن يقولوا أَعطيت فلاناً قَراريط إِذا أَسمعه ما يَكْرهه واذهَبْ لا أُعطيك قَراريطك أَي أَسُبُّك وأُسْمِعك المكروه قال ولا يوجد ذلك في كلام غيرهم ومعنى قوله فإِن لهم ذمّة ورَحِماً أَنَّ هاجَرَ أُم إسمعيل عليهما السلام كانت قِبْطِيّة من أَهْل مصر والقُرْط الذي تُعْلَفه الدوابّ وهو شبيه بالرُّطْبة وهو أَجلُّ منها وأَعظم ورَقاً وقُرْط وقُرَيْط وقَرِيط بطون من بني كلاب يقال لهم القُروط وقُرط اسم رجل من سِنْبِس وقُرْط قبيلة من مَهْرة بن حَيْدان والقَرطِيّة والقُرْطِيّة ضرْب من الإِبل ينسب إِليها قال قال ليَ القُرْطِيُّ قَوْلاً أَفهَمُهْ إِذ عَضَّه مَضْروسُ قِدٍّ يأْلَمُهْ

( قرطط ) القُرْطاطُ والقِرطاط والقُرْطان والقِرْطان كله لذي الحافر كالحِلْس الذي يُلقى تحت الرحل للبعير ومنه قول الراجز كأَنَّما رَحْلِيَ والقَراطِطا وهذا الرجز نسبه الجوهري للعجاج وقال ابن بري هو للزَّفَيان لا للعجاج قال والصحيح في إِنشاده كأَنَّ أَقْتادِيَ والأَسامِطا والرَّحْلَ والأَنساعَ والقراطِطا ضَمَّنْتُهُنَّ أَخْدَرِيّاً ناشِطا وقال حميد الأَرقط بأَرْحَبِيٍّ مائِرِ المِلاطِ ذي زفْرَةٍ ينْشر بالقِرطاطِ وقيل هو كالبَرْذعة يُطرح تحت السرج الأَصمعي من متاع الرحل البرذعة وهو الحِلْس للبعير وهو لذوات الحافر قرْطاط وقِرطان وقُرطان والطِّنْفِسة التي تلقى فوق الرحل تسمى النُّمْرُقة وقال الأَزهري في الرباعي القِرْطالة البرذعة وكذلك القُرْطاط والقِرْطِيط والقِرْطيطُ العَجَب ابن سيده والقُرطان والقُرْطاط والقِرْطاطُ والقِرْطِيط الداهية قال أَبو غالب المعنى سأَلناهَمُ أَن يُرْفِدُونا فأَحْبَلوا وجاءَتْ بِقِرْطِيطٍ من الأَمر زينبُ والقِرْطِيط الشيء اليسير قال فما جادَتْ لنا سَلمى بِقِرْطِيطٍ ولا عُوفَهْ ويقال ما جاد فلان بِقِرْطيطة أَيضاً أَي بشيء يسير

( قرفط ) اقرَنْفَط تقبَّض تقول العرب أُرَيْنِبٌ مُقْرَنْفِطهْ على سَواء عُرْفُطَهٌ تقول هرَبتْ من كلب أَو صائد فعلت شجرة والمُقْرَنْفِطُ هَنُ المرأَة عن ثعلب وأَنشد لرجل يخاطب امرأَته يا حَبَّذا مُقْرَنْفِطُك إِذْ أَنا لا أُفَرَّطُكْ
( * قوله « يا حبذا إلخ » في مادة عرفط عكس ما هنا )
فأَجابته يا حبَّذا ذَباذِبُك إِذا الشَّبابُ غالِبُك قال الأَزهري ومن الخماسي المُلحق ما روى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي اقْرَنْفَط إِذا تَقَبَّض واجتمع واقْرَنْفَطَت العنز إِذا جمعت بين قُطْرَيْها عند السِّفاد لأَن ذلك الموضع يَوْجَعُها

( قرمط ) القَرْمَطِيطُ المُتقارِبُ الخَطْوِ وقَرْمَطَ في خَطْوِه إِذا قارَب ما بين قدميه وفي حديث معاوية قال لعمرو قَرْمَطْتَ قال لا يريد أَكَبِرْت لأَن القَرْمَطة في الخطو من آثار الكِبَر واقْرَمَّط الرجلُ اقْرِمّاطاً إِذا غَضِبَ وتقبَّض والقَرْمَطة المُقارَبةُ بين الشيئين والقُرْموطُ زَهْر الغَضَا وهو أَحمر وقيل هو ضرْب من ثمر العِضاه وقال أَبو عمرو القُرْمُوط من ثمر الغَضَا كالرُّمان يشبَّه به الثَّدْي وأَنشد في صفة جارية نَهَدَ ثَدْياها ويُنْشِزُ جَيْبَ الدِّرْع عنها إِذا مَشَتْ حَمِيلٌ كقُرْمُوطِ الغَضَا الخَضِلِ النَّدِي قال يعني ثديَها واقْرَمَّط الجلدُ إِذا تقارَب فانضم بعضه إِلى بعض قال زيد الخيل تَكَسَّبْتُهم في كلِّ أَطْرافِ شِدَّةٍ إِذا اقْرَمَّطَتْ يوماً من الفَزَعِ الخُصَى والقَرْمَطةُ في الخَطِّ دِقَّةُ الكتابة وتَداني الحروف وكذلك القَرْمَطةُ في مَشْي القَطُوفِ والقَرْمَطةُ في المشي مُقارَبةُ الخطو وتداني المشي وقَرْمَطَ الكاتِبُ إِذا قارَب بين كتابته وفي حديث عليّ فَرِّج ما بين السُّطورِ وقَرْمِطْ ما بين الحروف وقَرْمَط البعيرُ إِذا قارَبَ خُطاه والقَرامِطةُ جِيلٌ واحدهم قَرْمَطِيّ ابن الأَعرابي يقال لِدُحْرُوجةِ الجُعَل القُرْمُوطةُ وقال أَعرابي جاءنا فلان
( * قوله « وقال أَعرابي جاءنا فلان إِلى آخر المادة » حقه أَن يذكر في مادة ق ر ط م ) في نِخافَيْن مُلَكَّمَينِ فقاعِيَّين مُقَرْطَمَيْنِ قال أَبو العباس مُلَكَّمَيْنِ جَوانِبهما رِقاعٌ فكأَنه يَلْكَم بهما الأَرض وقوله فقاعِيَّين يَصِرّان وقوله مُقَرْطَمَينِ لهما مِنْقاران

( قسط ) في أَسماء اللّه تعالى الحسنى المُقْسِطُ هو العادِلُ يقال أَقْسَطَ يُقْسِطُ فهو مُقْسِطٌ إِذا عدَل وقَسَطَ يَقْسِطُ فهو قاسِطٌ إِذا جارَ فكأَن الهمزة في أَقْسَطَ للسَّلْب كما يقال شَكا إِليه فأَشْكاه وفي الحديث أَنّ اللّهَ لا يَنامُ ولا ينبغي له أَن ينامَ يَخْفِضُ القِسْطَ ويرفَعُه القِسْطُ المِيزانُ سمي به من القِسْطِ العَدْلِ أَراد أَن اللّه يَخفِضُ ويَرْفَعُ مِيزانَ أَعمالِ العِبادِ المرتفعةِ إِليه وأَرزاقَهم النازلةَ من عنده كما يرفع الوزَّانُ يده ويَخْفِضُها عند الوَزْن وهو تمثيل لما يُقَدِّرُه اللّه ويُنْزِلُه وقيل أَراد بالقِسْط القِسْمَ من الرِّزقِ الذي هو نَصِيبُ كل مخلوق وخَفْضُه تقليلُه ورفْعُه تكثيره والقِسْطُ الحِصَّةُ والنَّصِيبُ يقال أَخذ كل واحد من الشركاء قِسْطَه أَي حِصَّتَه وكلُّ مِقدار فهو قِسْطٌ في الماء وغيره وتقَسَّطُوا الشيءَ بينهم تقسَّمُوه على العَدْل والسَّواء والقِسْط بالكسر العَدْلُ وهو من المصادر الموصوف بها كعَدْل يقال مِيزانٌ قِسْط ومِيزانانِ قسط ومَوازِينُ قِسْطٌ وقوله تعالى ونضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ أَي ذواتِ القِسْط وقال تعالى وزِنُوا بالقِسْطاس المستقيم يقال هو أَقْوَمُ المَوازِين وقال بعضهم هو الشَّاهِينُ ويقال قُسْطاسٌ وقِسْطاسٌ والإِقساطُ والقِسْطُ العَدْلُ ويقال أَقْسَطَ وقَسَطَ إِذا عدَلَ وجاءَ في بعض الحديث إِذا حكَمُوا عدَلوا وإِذا قسَموا أَقْسَطُوا أَي عَدَلُوا
( * قوله « وإِذا قسموا أَي عدلوا ههنا فقد جاء إلخ » هكذا في الأَصل ) ههنا فقد جاءَ قَسَطَ في معنى عدل ففي العدل لغتان قَسَطَ وأَقْسَطَ وفي الجَوْر لغة واحدة قسَطَ بغيرِ الأَلف ومصدره القُسُوطُ وفي حديث عليّ رضوان اللّه عليه أُمِرْتُ بِقتالِ الناكثِينَ والقاسِطِينَ والمارِقِينَ الناكِثُون أَهلُ الجمَل لأَنهم نَكَثُوا بَيْعَتهم والقاسِطُونَ أَهلُ صِفَّينَ لأَنهم جارُوا في الحُكم وبَغَوْا عليه والمارِقُون الخوارِجُ لأَنهم مَرَقُوا من الدين كما يَمْرُق السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ وأَقْسطَ في حكمه عدَلَ فهو مُقْسِطٌ وفي التنزيل العزيز وأَقْسِطُوا إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ المُقْسِطينَ والقِسْط الجَوْر والقُسُوط الجَوْرُ والعُدُول عن الحق وأَنشد يَشْفِي مِنَ الضِّغْنِ قُسُوطُ القاسِطِ قال هو من قَسَطَ يَقْسِطُ قُسوطاً وقسَطَ قُسوطاً جارَ وفي التنزيل العزيز وأَمَّا القاسِطُون فكانوا لجهنَّم حَطَباً قال الفراء هم الجائرون الكفَّار قال والمُقْسِطون العادلُون المسلمون قال اللّه تعالى إِن اللّه يُحب المقسطين والإِقْساطُ العَدل في القسْمة والحُكم يقال أَقْسَطْتُ بينهم وأَقسطت إِليهم وقَسَّطَ الشيءَ فرَّقَه عن ابن الأَعرابي وأَنشد لو كان خَزُّ واسِطٍ وسَقَطُهْ وعالِجٌ نَصِيُّه وسَبَطهْ والشَّامُ طُرّاً زَيْتُه وحِنَطُهْ يأْوِي إِليها أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُهْ ويقال قَسَّطَ على عِيالِه النفَقةَ تَقْسِيطاً إِذا قَتَّرَها وقال الطرمَّاح كَفَّاه كَفٌّ لا يُرَى سَيْبُها مُقَسَّطاً رَهْبةَ إِعْدامِها والقِسْطُ الكُوزُ عنه أَهل الأَمصار والقِسْطُ مِكْيالٌ وهو نِصْف صاعٍ والفَرَقُ ستةُ أَقْساطٍ المبرد القِسْطُ أَربعمائة وأَحد وثمانون دِرهماً وفي الحديث إِنَّ النِّساءَ من أَسْفَهِ السُّفَهاء إِلاّ صاحِبةَ القِسْطِ والسِّراج القِسْطُ نصف الصاع وأَصله من القِسْطِ النَّصِيبِ وأَراد به ههنا الإِناء الذي تُوَضِّئُه فيه كأَنه أَراد إِلاَّ التي تَخْدُم بعْلها وتَقُوم بأُمُورِه في وُضُوئه وسِراجه وفي حديث علي رضوان اللّه عليه أَنه أَجْرى للناسِ المُدْيَيْن والقِسْطَيْن القِسْطانِ نَصِيبانِ من زيت كان يرزُقُهما الناسَ أَبو عمرو القَسْطانُ والكَسْطانُ الغُبارُ والقَسَطُ طُول الرِّجل وسَعَتُها والقَسَطُ يُبْسٌ يكون في الرِّجل والرأْس والرُّكْبةِ وقيل هو في الإِبل أَن يكون البعير يابس الرِّجلين خِلْقة وقيل هو الأَقْسَطُ والناقةُ قَسْطاء وقيل الأَقْسَطُ من الإِبل الذي في عَصَب قَوائمه يُبْسٌ خِلقَةً قال وهو في الخيل قِصَرُ الفخذ والوَظِيفِ وانْتِصابُ السَّاقين وفي الصحاح وانْتصابٌ في رِجلي الدابة قال ابن سيده وذلك ضَعْف وهو من العُيوب التي تكون خلقة لأَنه يستحب فيهما الانْحناءُ والتوْتِيرُ قَسِطَ قَسَطاً وهو أَقْسَطُ بَيِّنُ القَسَطِ التهذيب والرِّجل القَسْطاءُ في ساقها اعْوِجاجٌ حتى تَتَنَحَّى القَدَمانِ ويَنْضَمَّ السَّاقانِ قال والقَسَطُ خِلافُ الحَنَفِ قال امرؤُ القَيْس يَصفُ الخيل إِذْ هُنَّ أَقْساطٌ كَرِجْلِ الدَّبى أَوْ كَقَطا كاظِمةَ النَّاهِلِ
( * قوله « إذ هن أقساط إلخ » أورده شارح القاموس في المستدركات وفسره بقوله أي قطع )
أَبو عبيد عن العَدَبَّس إِذا كان البعير يابسَ الرجلين فهو أَقْسَطُ ويكون القَسَطُ يُبْساً في العنُق قال رؤْبة وضَرْبِ أَعْناقِهِم القِساطِ يقال عُنُقٌ قَسْطاء وأَعْناقٌ قِساطٌ أَبو عمرو قَسِطَتْ عِظامُه قُسُوطاً إِذا يَبِسَتْ من الهُزال وأَنشد أَعطاه عَوْداً قاسِطاً عِظامُه وهُوَ يَبْكي أَسَفاً ويَنْتَحبْ ابن الأَعرابي والأَصمعي في رِجله قَسَطٌ وهو أَن تكون الرِّجل مَلْساء الأَسْفل كأَنَّها مالَجٌ والقُسْطانِيَّةُ والقُسْطانيُّ خُيوطٌ كخُيوطِ قَوْسِ المُزْنِ تخيط بالقمر
( * قوله « تخيط بالقمر » كذا بالأَصل وشرح القاموس ) وهي من علامة المطر والقُسْطانةُ قَوْسُ قُزحَ
( * قوله « والقسطانة قوس إلخ » كذا في الأَصل بهاء التأنيث ) قال أَبو سعيد يقال لقوس اللّه القُسْطانيُّ وأَنشد وأُديرَتْ خفَفٌ تَحْتَها مِثْلُ قُسْطانيِّ دَجْن الغَمام قال أَبو عمرو القُسْطانيُّ قَوْسُ قُزَحَ ونُهِي عن تسمية قَوْسِ قزحَ والقُسْطَناس الصَّلاءَةُ والقُسْطُ بالضم عود يُتَبخَّر به لغة في الكُسْطِ عُقَّارٌ من عَقاقِير البحر وقال يعقوب القاف بدل وقال الليث القُسط عُود يُجاءُ به من الهِند يجعل في البَخُور والدَّواء قال أَبو عمرو يقال لهذا البَخُور قُسْطٌ وكُسْطٌ وكُشْط وأَنشد ابن بري لبشر ابن أَبي خازِم وقَدْ أُوقِرْنَ من زَبَدٍ وقُسْطٍ ومن مِسْكٍ أَحَمَّ ومن سَلام وفي حديث أُمّ عطِيَّة لا تَمَسُّ طِيباً إِلاَّ نُبْذةً من قُسْطٍ وأَظْفارٍ وفي رواية قُسْط أَظْفار القُسْطُ هو ضَرْب من الطِّيب وقيل هو العُودُ غيره والقُسْطُ عُقَّار معروف طيِّب الرِّيح تَتَبخَّر به النفساء والأَطْفالُ قال ابن الأَثير وهو أَشبه بالحديث لأَنه أَضافه إِلى الأَظفار وقول الراجز تُبْدِي نَقِيّاً زانَها خِمارُها وقُسْطةً ما شانَها غُفارُها يقال هي الساق نُقِلت من كتاب
( * قوله نقلت من كتاب هكذا في الأَصل ) وقُسَيْطٌ اسم وقاسطٌ أَبو حَيّ وهو قاسِطُ ابن هِنْبِ بن أَفْصَى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلةَ بن أَسَدِ ابن رَبيعةَ

( قشط ) قَشَطَ الجُلَّ عن الفَرس قَشْطاً نَزَعَه وكَشَفَه وكذلك غيره من الأَشياء قال يعقوب تميم وأَسَد يقولون قَشَطْتُ بالقاف وقيس تقول كَشَطْتُ وليست القاف في هذا بدلاً من الكاف لأَنهما لغتان لأَقوام مختلفين وقال في قراءة عبد اللّه ابن مسعود وإِذا السماء قُشِطَتْ بالقاف والمعنى واحد مثل القُسْطِ والكُسْطِ والقافُور والكافُور قال الزجاج قُشِطَتْ وكُشِطَتْ واحد معناهما قُلِعَتْ كما يُقْله السَّقْف يقال كشَطْتُ السقْفَ وقَشَطْتُه والقِشاط لغة في الكشاط وقال الليث القَشط لغة في الكشط

( قطط ) القَطُّ القطْعُ عامَّة وقيل هو قَطعُ الشيء الصُّلب كالحُقَّة ونحوها تَقُطُّها على حَذْو مَسْبُورٍ كما يَقُطُّ الإِنسان قَصَبة على عظم وقيل هو القطْعُ عَرْضاً قَطَّه يقُطُّه قَطّاً قَطَعه عَرْضاً واقْتَطَّه فانْقَطَّ واقْتَطَّ ومنه قَطُّ القلم والمِقَطَّةُ والمِقَطُّ ما يُقَطُّ عليه القلم وفي التهذيب المِقطةُ عُظَيم يكون مع الورّاقِين يقطون عليه أَطراف الأَقلام وروي عن علي رضوان اللّه عليه أَنه كان إِذا عَلا قَدَّ وإِذا توسّط قَطَّ يقول إِذا علا قِرْنَه بالسيف قَدَّه بنِصْفَين طُولاً كما يُقَدّ السير وإِذا أَصاب وسَطه قَطعَه عرضاً نصفين وأَبانه ومَقَطُّ الفرس مُنْقَطَعُ أَضْلاعه ابن سيده والمَقط من الفرس منقطع الشَّراسِيفِ قال النابغة الجَعْديّ كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفهِ إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَديدِ الصِّفا قِ مِن خَشَبِ الجَوْزِ لم يُثْقَبِ والقِطاطُ حرْف الجبل والصخرة كأَنما قُطَّ قَطَّاً والجمع أَقِطَّةٌ وقال أبُو زيد هو أَعلى حافة الكهف وهي ثلاثة أَقطَّة أَبو زيد القَطِيطةُ حافةُ أَعلى الكهفِ والقِطاطُ المِثالُ الذي يَحْذُو عليه الحاذِي ويَقْطعُ النعل قال رؤبة يا أَيُّها الحاذِي على القِطاطِ والقِطاطُ مَدار حافر الدابَّةِ لأَنه كأَنه قُطَّ أَي قُطِعَ وسُوِّيَ قال يَرْدي بِسُمْرٍ صُلْبةِ القِطاطِ والقَطَطُ شعر الزّنْجِيّ يقال رَجل قَطَطٌ وشعر قَطَطٌ وامرأَة قَطَطٌ والجمع قَطَطُونَ وقَطَطاتٌ وشعر قَطٌّ وقطَطٌ جَعْد قصير قَطَّ يَقَطُّ قَطَطاً وقَطاطةً وقَطِطَ بإِظهار التضعيف قَطّاً وهو طَرِيفٌ وجَعْدٌ قَطَطٌ أَي شدِيدُ الجُعودةِ وقد قَطِطَ شعره بالكسر وهو أَحد ما جاء على الأَصل بإِظهار التضعيف ورَجل قَطُّ الشعر وقَطَطُه بمعنى والجمع قَطُّون وقَطَطُون وأَقْطاطٌ وقِطاطٌ قال الهذلي يُمشَّى بَيْننا حانوتُ خَمْرٍ من الخُرْس الصَّراصِرةِ القِطاطِ
( * قوله « يمشي » كذا هو بالياء هنا وفي مادة خرص وبالتاء الفوقية في مادة حنت )
والأُنثى قطّةٌ وقَطَطٌ بغير هاء وفي حديث المُلاعَنة إِن جاءتْ به جَعْداً قَطَطاً فهو لفلان والقَطَطُ الشديدُ الجعُودةِ وقيل الحسَنُ الجعُودةِ الفراء الأَقَطُّ الذي انْسَحَقت أَسنانه حتى ظهرت دَرادِرُها وقيل الأَقطُّ الذي سقطت أَسنانه ابن سيده ورجل أَقَطُّ وامرأَة قَطَّاء إِذا أَكلا على أَسْنانِهما حتى تَنْسحِقَ حكاه ثعلب والقَطَّاطُ الخَرَّاطُ الذي يعمل الحُقَق وأَنشد ابن بَري لرؤبة يصف أُتُناً وحماراً سَوَّى مَساحِيهنَّ تَقطِيطَ الحُقَقْ تَقْلِيلُ ما قارَعْنَ مِن سُمِّ الطُّرَق
( * قوله « سم الطرق » كذا هو بالسين المهملة في الموضعين ولعله شم أَو صم ) أَراد بالمساحِي حَوافرَهن لأَنها تَسْحِي الأَرض أَي تَقْشُرها ونصَب تقطيطَ الحقق على المصدر المشبه به لأَن معنى سَوّى وقطَّط واحد والتقْطِيطُ قطع الشيء وأَراد تقطيع حُقَق الطِّيب وتَسْويتَها وتقْليلُ فاعل سَوّى أَي سَوّى مَساحِيَهنَّ تكسيرُ ما قارَعَتْ من سُمّ الطُّرَق والطُّرَقُ جمع طُرْقَة وهي حجارة بعضها فوق بعض وحديث قتل ابن أَبي الحُقَيْق فتحامل عليه بسيفه في بطنه حتى أَنْفَذَه فجعل يقول قَطْني قَطْني
( * قوله وحديث قتل ابن أَبي الحقيق إِلى قوله قطني هكذا في الأَصل ولعلّ موضع هذه الجملة هو مع الكلام على قطني ) وقَطَّ السِّعْرُ يَقِطُّ بالكسر قَطّاً وقُطُوطاً فهو قاطٌّ ومَقْطُوطٌ بمعنى فاعِل غَلا ويقال وردْنا أَرضاً قَطّاً سِعْرُها قال أَبو وجْزَة السَّعْدِيّ أَشْكُو إِلى اللّهِ العَزِيز الجَبّارْ ثُمَّ إِلَيْكَ اليَوْمَ بُعْدَ المُسْتارْ وحاجةَ الحَيِّ وقَطَّ الأَسْعارْ وقال شمر قَطَّ السِّعْرُ إِذا غَلا خَطأ عندي إِنما هو بمعنى فَتَر وقال الأَزهري وَهِمَ شمر فيما قال وروي عن الفراء أَنه قال حَطَّ السِّعْرُ حُطُوطاً وانْحَطَّ انْحِطاطاً وكسَر وانكسر إِذا فَتَر وقال سِعْرٌ مَقْطُوطٌ وقد قَطَّ إِذا غَلا وقد قَطَّه اللّه ابن الأَعرابي القاطِطُ السِّعْر الغالي الليث قَطْ خفِيفة بمعنى حَسْب تقول قَطْكَ الشيء أَي حَسْبُك قال ومثله قد قال وهما لم يتمكنا في التصريف فإِذا أَضفتهما إِلى نفسك قُوّيَتا بالنون قلت قَطْني وقَدْني كما قَوَّوا عنِّي ومني ولَدُنِّي بنون أُخرى قال وقال أَهل الكوفة معنى قطني كفاني فالنون في موضع نصب مثل نون كفاني لأَنك تقول قَطْ عبدَ اللّهِ دِرهمٌ وقال أَهل البصرة الصواب فيه الخفض على معنى حَسْبُ زيدٍ وكَفْيُ زيدٍ درهمٌ وهذه النون عماد ومَنَعَهم أَن يقولوا حَسْبُني أََن الباء متحركة والطاء من قط ساكنة فكرهوا تغييرها عن الإِسكان وجعلوا النون الثانية من لدنّي عماداً للياء وفي الحديث في ذكر النار إِنَّ النارَ تقول لربها إِنك وعَدْتَنِي مِلْئي فيَضَع فيها قدَمَه وفي رواية حتى يضع الجبَّارُ فيها قَدَمه فتقول قَطْ قَطْ بمعنى حَسْب وتكرارها للتأْكيد وهي ساكنة الطاء ورواه بعضهم قَطْني أَي حَسْبِي قال الليث وأَما قَطُّ فإِنه هو الأَبَدُ الماضي تقول ما رأَيت مثله قَطُّ وهو رفع لأَنه مثل قبلُ وبعدُ قال وأَما القَطُّ الذي في موضع ما أَعطيته إِلا عشرين قَطِّ فإِنه مجرور فرقاً بين الزمان والعَددِ وقَطُّ معناها الزمان قال ابن سيده ما رأَيته قَطُّ وقُطُّ وقُطُ مرفوعة خفيفة محذوفة منها إِذا كانت بمعنى الدهر ففيها ثلاث لغات وإِذا كانت في معنى حَسْب فهي مفتوحة القاف ساكنة الطاء قال بعض النحويين أَمّا قولهم قَطُّ بالتشديد فإِنما كانت قَطُطُ وكان ينبغي لها أَن تسكن فلما سكن الحرف الثاني جعل الآخِر متحركاً إِلى إِعرابه ولو قيل فيه بالخفض والنصب لكان وجهاً في العربية وأَما الذين رفعوا أَوَّله وآخره فهو كقولك مُدُّ يا هذا وأَما الذين خففوه فإِنهم جعلوه أَداة ثم بَنَوْه على أَصله فأَثبتوا الرَّفْعة التي كانت تكون في قط وهي مشددة وكان أَجود من ذلك أَن يجزموا فيقولوا ما رأَيته قُطْ مجزومة ساكنة الطاء وجهة رفعه كقولهم لم أَره مُذُ يومان وهي قليلة كله تعليل كوفي ولذلك لفظ الإِعراب موضع لفظ البناء هذا إِذا كانت بمعنى الدهْر وأَما إِذا كانت بمعنى حسب وهو الاكتفاء قال سيبويه قط ساكنة الطاء معناها الاكتفاء وقد يقال قَطٍ وقَطِي وقال قَطُ معناها الانتهاء وبنيت على الضم كحَسْبُ وحكى ابن الأَعرابي ما رأَيته قَطِّ مكسورة مشددة وقال بعضهم قَطْ زيداً دِرْهَمٌ أَي كفاه وزادوا النون في قَطْ فقالوا قَطْني لم يريدوا أَن يكسروا الطاء لئلا يجعلوها بمنزلة الأَسماء المتمكنة نحو يَدِي وهَنِي وقال بعضهم قطني كلمة موضوعة لا زيادة فيها كحسبي قال الراجز امتَلأَ الحوْضُ وقال قَطْنِي سَلا رُوَيْداً قد ملأْتَ بَطْنِي
( * قوله « سلا » كذا هو بالأصل وشرح القاموس قال ورواية الجوهري مهلاً أ ه ولعل الاولى ملأّ )
وإِنما دخلت النون ليسلم السكون الذي يبنى الاسم عليه وهذه النون لا تدخل الأَسماء وإِنما تدخل الفعل الماضي إِذا دخلته ياء المتكلم كقولك ضربني وكلمني لتسلم الفتحة التي بني الفعل عليها ولتكون وقاية للفعل من الجرّ وإِنما أَدخلوها في أَسماء مخصوصة قليلة نحو قَطْنِي وقَدْني وعَنِّي ومنِّي ولَدُنِّي لا يقاس عليها فلو كانت النون من أَصل الكلمة لقالوا قَطْنُكَ وهذا غير معلوم وقال ابن بري عني ومني وقطني ولدني على القياس لأَن نون الوقاية تدخل الأَفعال لِتقيَها الجرّ وتبقي على فتحها وكذلك هذه التي تقدمت دخلت النون عليها لتقيها الجرّ فتبقي على سكونها وقد يُنصب بقَطْ ومنهم من يخفض بقط مجزومة ومنهم من يبنيها على الضم ويخفض بها ما بعدها وكلُّ هذا إِذا سمي به ثم حقّر قيل قطيط لأَنه إِذا ثُقِّل فقد كُفِيت وإِذا خفف فأَصله التثقيل لأَنه من القَطّ الذي هو القَطْعُ وحكى اللحياني ما زال هذا مذ قُطُّ يا فتى بضم القاف والتثقيل قال وقد يقال ما لَه إِلا عشرة قَطْ يا فتى بالتخفيف والجزم وقَطِّ يا فتى بالتثقيل والخفض وقَطاطِ مبنية مثل قَطام أَي حسبي قال عمرو بن مَعْدِيكَرِب أَطَلْتُ فِراطَهم حتى إِذا ما قَتلْتُ سَراتَهمْ قالتْ قَطاطِ أَي قطْني وحسْبي قال ابن بري صواب إِنشاده أَطلت فِراطَكم وقتلت سَراتَكم بكاف الخطاب والفِراطُ التقَدُّم يقول أَطلت التقدُّم بوَعِيدي لكم لتخرجوا من حقِّي فلم تفعلوا والقِطُّ النَّصِيبُ والقِطُّ الصَّكُّ بالجائزةِ والقِطُّ الكتاب وقيل هو كتاب المُحاسَبةِ وأَنشد ابن بري لأُمَيَّةَ بن أَبي الصلت قَوْم لهم ساحةُ العِرا قِ جَميعاً والقِطُّ والقَلَمُ وفي التنزيل العزيز عَجِّلْ لنا قِطَّنا قبل يوم الحساب والجمع قُطوطٌ قال الأَعشى ولا المَلِكُ النُّعْمانُ يوم لَقِيتُه بغِبْطَته يُعْطِي القُطوطَ ويأْفِقُ قوله يأْفِقُ يُفَضِّلُ قال أَهل التفسير مجاهد وقتادة والحسن قالوا عجِّل لنا قِطَّنا أَي نَصِيبنا من العذاب وقال سعيد بن جبير ذُكرت الجنة فاشْتَهوْا ما فيها فقالوا ربنا عجِّل لنا قطنا أَي نصيبنا وقال الفراء القِطّ الصحيفة المكتوبة وإِنما قالوا ذلك حين نزل فأَمَّا مَن أُوتيَ كتابه بيمينه فاستهزؤُوا بذلك وقالوا عجل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحِساب والقِطُّ في كلام العرب الصَّكُّ وهو الحظ والقِطُّ النصيب وأَصله الصحيفة للإِنسان بصلة يوصل بها قال وأَصل القِطّ من قطَطْتُ وروي عن زيد ابن ثابت وابن عمر أَنَّهما كانا لا يَريانِ ببيع القُطوطِ إِذا خرجت بأْساً ولكن لا يحل لمن ابتاعَها أَن يبيعها حتى يَقْبِضَها قال الأَزهري القُطوطُ ههنا جمع قِطّ وهو الكتاب والقِطُّ النصيب وأَراد بها الجوائز والأَرْزاقَ سميت قُطوطاً لأَنها كانت تخرج مكتوبة في رِقاع وصِكاكٍ مقطوعة وبيعُها عند الفقهاء غير جائز ما لم يَتحصَّل ما فيها في مِلْك من كُتِبت له معلومة مقبوضة الليث القِطَّةُ السِّنَّوْرُ نعت لها دون الذكر ابن سيده القِطُّ السنور والجمع قِطاطٌ وقِطَطة والأُنثى قِطَّة وقال كراع لا يقال قِطَّة قال ابن دريد لا أَحسبها عربية قال الأَخطل أَكَلْتَ القِطاطَ فأَفْنَيْتَها فهل في الخَنانِيصِ من مَغْمَزِ ؟ ومضَى قِطٌّ من الليل أَي ساعة حكي عن ثعلب والقِطْقِطُ بالكسر المطَر الصِّغار الذي كأَنه شَذْر وقيل هو صغار البَرَدِ وقد قَطْقَطت السماء فهي مُقَطْقِطةٌ ثم الرَّذاذُ وهو فوق القِطْقِط ثم الطَّشُّ وهو فوق الرّذاذِ ثم البَغْشُ وهو فوق الطشّ ثم الغَبْيةُ وهو فوق البَغْشةِ وكذلك الحَلْبةُ والشَّجْذةُ والخَفْشةُ والحَكْشةُ مثل الغَبْيةِ وقال الليث القِطْقِطُ المطر المتفرّق المُتتابِعُ المُتحاتِنُ أَبو زيد أَصغر المطر القِطْقِطُ ويقال جاءت الخيلُ قَطائطَ قَطيعاً قَطِيعاً قال هِمْيانُ بالخيْلِ تَتْرَى زِيَماً قَطائطا وقال عَلْقَمةُ بن عَبْدة ونحنُ جَلَبْنا مِن ضَرِيّةَ خَيْلَنا نُكَلِّفُها حَدَّ الإِكامِ قَطائطا قال أَبو عمرو أَي نُكَلِّفُها أَن تقْطَع حدّ الإِكامِ فتقْطَعَها بحوافرها قال وواحد القَطائطِ قَطُوطٌ مثل جَدُودٍ وجَدائدَ وقال غيره قَطائطاً رِعالاً وجَماعاتٍ في تَفْرِقة ويقال تَقَطْقَطَت الدَّلْو إِلى البئر أَي انْحَدَرَت قال ذو الرمة يصف سُفْرةً دَلاَّها في البئر بمَعْقُودة في نِسْعِ رَحْلٍ تَقَطْقَطَتْ إِلى الماء حتى انْقَدَّ عنها طَحالِبُهْ ابن شميل في بطن الفرس مَقاطُّه ومَخِيطُه فأَما مِقَطُّه فطرفه في القَصِّ وطرفه في العانة وفي حدجيث أُبَيّ وسأَل زِرَّ بن حُبَيْش عن عدد سورة الأَحزاب فقال إِمّا ثلاثاً وسبعين أَو أَربعاً وسبعين فقال أَقَطْ ؟ بأَلف الاستفهام أَي أَحَسْبُ ؟ وفي حديث حَيْوةَ بن شُرَيْح لقِيتُ عُقْبةَ بن مُسْلِم فقلت له بلَغني أَنك حدَّثْتَ عن عبدِ اللّه بن عمرو بن العاص أَن رسول اللّه صلّى اللّ عليه وسلّم كان يقول إِذا دخل المسجد أَعوذ باللّه العظيم وبوجهه الكريم وسُلْطانه القديم من الشيطان الرجيم قال أَقَطْ ؟ قلت نعم وقَطْقَطَتِ القَطاةُ والحَجلة صَوَّتت وحدها وتَقَطْقَطَ الرجلُ رَكِبَ رأْسَه ودَلَجٌ قَطْقاطٌ سَريع عن ثعلب وأَنشد يَسِيحُ بعد الدَّلَجِ القَطْقاطِ وهو مُدِلٌّ حَسَنُ الأَلْياطِ
( * قوله « يسيح » كذا بالأصل هنا وتقدم في مادة شرط يصبح )
وقُطَيْطِ اسم أَرض وقيل موضع قال القُطامِي أَبَتِ الخُرُوجَ من العِراقِ ولَيْتَها رَفَعَت لنا بقُطَيْقِط أَظْعانا ودارةُ قُطْقُطٍ عن كراع والقُطْقُطانةُ بالضم موضع وقيل موضع بقُرب الكوفة قال الشاعر مَن كان يَسأَلُ عَنّا أَيْنَ مَنْزِلُنا ؟ فالقُطْقُطانةُ مِنّا مَنْزِلٌ قَمِنُ
( * هذا البيت لعمر بن ابي ربيعة وفي ديوانه الأقحوانة بدل القطقطانة )

( قعط ) قعَطَ الشيءَ قَعْطاً ضبطه والقَعْطُ الشدَّةُ والتضْيِيقُ يقال قعَط فلان على غَرِيمه إِذا شدّد عليه في التقاضي وقعَط وثاقَه أَي شدَّه والقَعْطةُ المرّة الواحدة قال الأَغلب العجلي كَمْ بعدَها من وَرْطةٍ ووَرْطةِ دافَعها ذُو العَرْشِ بعدَ وَبْطَتِي ودافَع المَكْروهَ بعدَ قَعْطَتِي ابن الأَعرابي المِعْسَرُ الذي يُقَعِّطُ على غَرِيمه في وقت عُسْرته يقال قعَّط على غريمه إِذا أَلَحَّ عليه والقاعِطُ المُضَيَّقُ على غريمه وفي نوادر الأَعراب قَعَّطَ فلان على غريمه إِذا صاح أَعْلَى صياحِه وكذلك جَوَّق وثَهِتَ وجَوَّرَ وقعَط عِمامتَه يَقْعَطُها قَعْطاً واقْتَعَطَها أَدارها على رأْسه ولم يَتَلحَّ بها وقد نُهِيَ عنه وفي الحديث أَنه أَمَر المُتَعَمِّمَ بالتلَحِّي ونهَى عن الاقْتِعاطِ هو شدُّ العِمامة من غير إِدارة تحت الحنك قال ابن الأَثير الاقْتِعاطُ هو أَن يَعْتَمّ بالعِمامة ولا يجعل منها شيئاً تحت ذَقَنه وقال الزمخشري المِقْعَطةُ والمِقْعَطُ العِمامة منه وجاء فلان مُقْتَعِطاً إِذا جاء متعمماً طابِقيّاً وقد نُهِيَ عنها ونحو ذلك قال الليث ويقال قَعَطْتُه قَعْطاً وأَنشد طُهَيّةُ مَقْعُوطٌ عليها العَمائمُ أَبو عمرو القاعِطُ اليابِسُ وقعَط شعرُه من الحُفوفِ إِذا يَبِسَ والقَعْوَطةُ تَقْويض البِناء مثل القَعْوَشةِ الأَزهري قَعْوَطُوا بُيوتهم إِذا قَوَّضُوها وجَوَّرُوها وأَقْعَطْت الرجلَ إِقْعاطاً إِذا ذَلَّلْتَه وأَهَنْتَه وقَعِطَ هو إِذا هانَ وذَلَّ والقَعْطُ الكشْفُ وقد أَقْعَطَ القومُ عنه أَي انكشَفُوا وقَعط الدوابَّ يَقْعَطُها قَعْطاً وقَعَّطَها ساقَها سَوْقاً شديداً ورجل قَعّاطٌ وقِعاطٌ سوّاق عَنِيف شديد السَّوق وأَقْعَط في أَثره اشتدَّ والقَعْطُ الطرْدُ وهو يُقَعِّط الدوابّ إِذا كان عجولاً يسوقُها شديداً والقَعَّاط والمُقَعِّطُ المُتكبّر الكَزُّ والقُعَيْطةُ أُنثى الحَجل الأَزهري قَرَبٌ قَعْطَبِيٌّ وقَعضبِيّ شديد قال وكذلك قَرَب مُقَعَّطٌ

( قعمط ) الأَزهري القُعْموطةُ والبُعْقُوطةُ كله دُحْرُوجةُ الجُعلِ

( قفط ) قَفَط الطائرُ الأُنثى وقَمَطها يَقْفُطُها ويَقْفِطُها قَفْطاً وقَفِطَها سَفَدها وقيل القَفْطُ إِنما يكون لذواتِ الظِّلف وذَقط الطائرُ يَذْقِطُ ذَقْطاً ابن شميل القَفْطُ شدَّة لَحاقِ الرَّجل المرأَةَ أَي شدة احْتِفازه والذَّقْطُ غَمْسُه فيها والقَفْطُ نحوه يقال مَقَطها ونَخَسها وداسها يَدُوسها والدَوْسُ النَّيْكُ وقَفَطَ الماعِزُ نَزا واقْفاطَّتِ المِعزى اقْفيطاطاً حَرَصَت على الفحل فمدَّت مُؤخّرها إِليه واقْتَفَط التيْس إِليها واقْتَفَطها وتَقافَطا تَعاوَنا على ذلك والقَفَطى والقَيْفطُ كلاهما الكثير الجماع القَيْفَطُ على فَيْعل من القَفْط مثل خَيْطف من الخَطْف والتيْسُ يَقْتَفِطُ إِليها ويَقْتَفِطها إِذا ضم مُؤخّره إِليها وقَفَطنا بخير كافأَنا وقال الليثُ رُقْيةُ العقرب « شَجّة قَرنِيّة مِلْحة بَحْري قَفَطي » يقرؤها سبع مرات وقل هو اللّه أَحد سبع مرات

( قلط ) القَلَطِيُّ القصير جِدّاً ابن سيده القَلَطِيُّ والقُلاطُ والقِيلِيطُ وأَرى الأَخيرة سواديّةً كله القصير المجتمع من الناس والسَّنانير والكلاب والقَيْلِيطُ وقيل القَيْلَطُ المُنْتفِخ الخُصْية ويقال له ذو القَيْلطِ والقِيلِطُ الآدَرُ وهو القَيْلةُ ابن الأَعرابي القَلْطُ الدَّمامةُ والقلَّوْط يقال واللّه أَعلم إِنه من أَولاد الجنّ والشياطين والقِليطُ العظيم البيضتين

( قلعط ) اقْلَعَطّ الشعرُ جَعُد كشعر الزّنْج وقيل اقْلَعَطّ واقْلَعَدّ وهو الشعر الذي لا يطول ولا يكون إِلا مع صلابة الرأْس وقال فما نُهْنِهْتُ عن سَبْطٍ كَمِيٍّ ولا عن مُقْلَعِطِّ الرأْسِ جَعْدِ وهي القَلْعَطةُ وأَنشد الأَزهري بأَتْلع مُقْلَعِطِّ الرأْسِ طاط

( قمط ) القَمْطُ شَدٌّ كشدّ الصبيّ في المَهْدِ وفي غير المهد إِذا ضُمَّ أَعضاؤه إِلى جسده ثم لُفَّ عليه القِماطُ ابن سيده قَمَطه يَقْمُطه ويَقْمِطُه قَمْطاً وقَمَّطه شدَّ يديه ورجليه واسم ذلك الحبل القِماطُ والقِماط حبل يُشَدُّ به قوائم الشاة عند تاذبح وكذلك ما يُشد به الصبيُّ في المهد وقد قَمَطْت الصبيَّ والشاةِ بالقِماط أَقْمط قَمْطاً وقُمِطَ الأَسِير إِذا جُمع بين يديه ورجليه بحبْل والقِماط الخِرقة العريضة التي تَلُفّها على الصبي إِذا قُمِط وقد قَمَطَه بها قال ولا يكون القَمْطُ إِلاّ شدَّ اليدين والرجلين معاً والقُمّاطُ اللُّصوص والقَمّاطُ اللِّصّ والقَمْطُ الأَخذ ووقَع على قِماطِ فلان فَطِنَ له في تُؤدةٍ التهذيب يقال وقَعْتُ على قِماطِ فلان أَي على بُنودِه وجمعه القُمُط ويقال مَرَّ بنا حولٌ قَمِيطٌ أَي تامّ وأَنشد صاعد في الفُصُوص لأَيمن بن خُرَيم يذكر غَزالةَ الحَرُورِيّةَ أَقامَتْ غَزالةُ سُوقَ الضِّرابِ لأَهْلِ العِراقَيْنِ حَوْلاً قَمِيطا ويروى شهراً قميطا وغزالة اسم امرأَة شَبِيب الخارِجيّ وفي حديث ابن عباس فما زال يسأَله شهراً قميطاً أَي تامّاً كاملاً وأَقمت عنده شهراً قميطاً وحولاً قميطاً أَي تامّاً وسِفادُ الطيرِ كلِّه قِماطٌ وقَمَطَ الطائرُ الأُنثى يَقْمُطُها ويَقْمِطُها قَمْطاً سَفَدَها وكذلك التيسُ عن ابن الأَعرابي وقال مرة تقامَطَت الغنم فعمَّ به ذلك الجِنس وتراصَعَتِ الغنمُ وتقامَطَتْ وإِنه لقَمَطي أَي شديد السِّفاد الحَرَّانيُّ عن ثابت بن أَبي ثابت قال قَفَطَ التيسُ يَقْفُطُ ويَقْفِطُ إِذا نزا وقمَطَ الطائرُ يَقْمُط ويَقْمِط الأَصمعي يقال للطائر قمَطها وقفَطها والقِمْطُ ما تشدُّ به الأَخْصاص ومنه مَعاقِدُ القِمْطِ وفي حديث شُرَيح أَنه اختَصَم إِليه رجلان في خُصٍّ فقَضى بالخُص للذي تَلِيه القُمُطُ وذلك أَنه احتكم إِليه رجلان في خُصّ ادَّعياه معاً وقُمُطه شُرُطُه التي يُوثَّق بها ويشدُّ بها من ليف كانت أَو من خُوص فقضى به للذي تَليه المَعاقِدُ دون من لا تَلِيه معاقد القُمط ومعاقدُ القمُط تَلي صاحبَ الخص الخُصُّ البيت الذي يعمل من القَصب قال ابن الأَثير هكذا قال الهروي بالضم وقال الجوهري القِمْطُ بالكسر كأَنه عنده واحد

( قمعط ) اقْمَعَطَّ الرَّجل إِذا عظُم أَعلى بطنه وخَمُصَ أَسْفَلُه واقْمَعَطَّ تداخل بعضُه في بعض وهي القَمْعَطةُ والقُمْعُوطةُ والمُقْعُوطةُ كلتاهما دُوَيْبَّة ماء

( قنط ) القُنُوط اليأْس وفي التهذيب اليأْس من الخير وقيل أَشدّ اليأْس من الشيء والقُنُوط بالضم المصدر وقَنَط يقنِطُ ويَقْنُطُ قُنُوطاً مثل جلَس يجلِس جُلوساً وقَنِطَ قَنَطاً وهو قانِطٌ يَئِسَ وقال ابن جني قَنَطَ يَقْنَطُ كأَبى يَأْبَى والصحيح ما بدأْنا به وفيه لغة ثالثة قَنِطَ يَقْنَطُ قَنَطاً مثل تعِب يَتْعَب تعباً وقَناطة فهو قَنِطٌ وقرئ ولا تكن من القَنِطِين وأَما قَنَط يقْنَطُ بالفتح فيهما وقَنِطَ يَقْنِط بالكسر فيهما فإِنما هو على الجمع بين اللغتين قاله الأَخفش وفي التنزيل قال ومن يَقْنُطُ من رحمة ربه إِلا الضالون وقرئ ومن يَقْنِطُ قال الأَزهري وهما لغتان قَنَطَ يَقْنُطُ وقَنَط يَقْنِطُ قُنوطاً في اللغتين قال قال ذلك أَبو عمرو بن العلاء ويقال شر الناس الذين يُقَنِّطُون الناس من رحمة اللّه أَي يُؤْيِسُونهم وفي حديث خزيمة في روايةٍ وقُطَّتِ القَنِطةُ قُطَّتْ أَي قُطِعَتْ وأَما القَنِطةُ فقال أَبو موسى لا نعرفها قال ابن الأَثير وأَظنه تصحيفاً إِلا أَن يكون أَراد القَطِنةَ بتقديم الطاء وهي هَنة دون القِبةِ ويقال للجمة بين الوركين أَيضاً قَطِنَةٌ

( قنسط ) التهذيب في الرباعي عن ابن الأَعرابي القُنْسَطِيطُ شجرة معروفة

( قوط ) القَوْطُ المائة من الغنم إِلى ما زادت وخصَّ بعضهم به الضأْن وقيل القَوْطُ هو القَطِيع اليسير منها قال الراجز ما رَاعَنِي إِلا خَيالٌ هابِطا على البُيوتِ قَوْطَه العُلابِطا ذاتَ فُضول تَلْعَطُ المَلاعِطا فيها ترَى العُقَّر والعَوائطا تَخالُ سِرْحانَ الفلاةِ النَّاشِطا إِذا اسْتَمى ادبيَّها الغَطامِطا
( * قوله « ادبيها » كذا بالأصل )
يَظَلُّ بَيْنَ فِئَتَيْها وابِطا ويروى ما راعني إِلا جناح هابطا العُلابِطُ هي الخمسون والمائة إِلى ما بلغت من العدد وهو اسم للنوع لا واحد له مثل النفَر والرهط وأَديبها وسطها والوابِطُ الذي تَكْثُر عليه فلا يَدْري أَيَّتها يأْخذ وهو المُعْيي والمَلاعِطُ ما حول البيوت واسْتَمَيْت اخْتَرْت خِيارها وقَوطَه في البيت منصوب بهابِطا في البيت قبله وهو الشاهد على هَبَطْته بمعنى أَهْبَطْتُه وجَناحٌ اسم راع والجمع أَقْواطٌ وقُوطةُ موضع

( كحط ) كحَطَ المطرُ لغة في قَحَطَ وزعم يعقوب أَن الكاف بدل من القاف

( كسط ) الكُسْطُ الذي يُتبخر به لغة في القُسْطِ التهذيب يقال كُسْطٌ لهذا العُود البحريّ

( كشط ) كشَطَ الغِطاءَ عن الشيء والجِلدَ عن الجَزُور والجُلَّ عن ظهر الفرس يَكْشِطُه كَشْطاً قَلَعه ونَزَعه وكشَفه عنه واسم ذلك الشيء الكِشاطُ والقَشْطُ لغة فيه قيسٌ تقول كشَطْتُ وتميم تقول قَشَطْتُ بالقاف قال ابن سيده وليست الكاف في هذا بدلاً من القاف لأَنهما لغتان لأَقوام مختلفين وكشَطْتُ البعير كَشْطاً نَزَعْت جِلده ولا يقال سَلَخت لأَن العرب لا تقول في البعير إِلا كشطْتُه أَو جَلَّدْتُه وكَشَط فلان عن فرسه الجُلَّ وقَشَطَه ونَضاه بمعنى واحد وقال يعقوب قريش تقول كشط وتميم وأَسد يقولون قشط وفي التنزيل العزيز وإِذا السماء كُشِطَتْ قال الفراء يعني نُزِعت فَطُوِيَتْ وفي قراءة عبد اللّه قُشِطَتْ بالقاف والمعنى واحد والعرب تقول الكافُور والقافُور والكُسْط والقُسْط وإِذا تقارَب الحرفان في المَخْرج تعاقبا في اللغات وقال الزجاج معنى كُشِطت وقُشِطت قُلِعَتْ كما يُقْلَعُ السَّقْفُ وقال الليث الكَشْطُ رفعُك شيئاً عن شيء قد غطّاه وغَشِيَه من فوقه كما يُكْشَط الجلد عن السنام وعن المسلوخة وإِذا كُشط الجِلد عن الجَزُور سمي الجلد كِشاطاً بعدما يُكْشط ثم ربما غُطِّيَ عليها به فيقول القائل ارفع عنها كِشاطَها لأَنظر إِلى لحمها يقال هذا في الجَزُور خاصّة قال والكَشَطةُ أَرْبابُ الجُزور المَكْشُوطةِ وانْتَهى أَعرابيّ إِلى قوم قد سَلَخُوا جزوراً وقد غَطَّوْها بِكِشاطِها فقال مَن الكَشَطةُ ؟ وهو يريد أَن يَسْتَوْهِبَهم فقال بعض القوم وِعاء المَرامي ومُثابِت الأَقْران وأَدْنى الجَزاء من الصَّدَقةِ يعني فيما يُجْزي من الصدقةِ فقال الأَعرابي يا كِنانةُ ويا أَسدُ ويا بَكْر أَطعِمُونا من لحم الجَزور وفي المحكم وقف رجل على كنانةَ وأَسَد ابني خُزَيْمة وهما يَكْشِطان عن بعير لهما فقال لرجل قائمٍ ما جِلاء الكاشِطَيْنِ ؟ فقال خابئةُ المَصادِعِ وهَصَّارُ الأَقْران يعني بخائبة المصادع الكِنانة وبَهصَّار الأَقران الأَسد فقال يا أَسد ويا كِنانةُ أَطْعِماني من هذا اللحم أَراد بقوله ما جِلاؤهما ما اسْماهما ورواه بعضهم خابئة مَصادِعَ ورأْسٌ بلا شعر وكذا روي يا صُلَيع مكان يا أَسد وصُلَيْعٌ تصغير أَصْلَعَ مُرخّماً وانكَشَط رَوْعُه أَي ذهب وفي حديث الاستسقاء فَتَكَشَّطَ السحاب أَي تقطَّع وتَفَرَّق والكَشْطُ والقَشْطُ سواء في الرَّفْعِ والإِزالة والقَلْع والكشف

( كلط ) الكَلَطةُ مِشْيةُ الأَعرج الشديد العرج وقيل هي عَدْوُ المقطوع الرِّجل وقيل مِشية المُقْعَدِ أَبو عمرو الكَلَطةُ واللَّبَطةُ عَدْو الأَقْزل ابن الأَعرابي الكُلُطُ الرِّجال المُتَقَلِّبون فرَحاً ومرَحاً وروى بعضهم أَن الفرزدق كان له ابن يقال له كَلَطةُ وآخر يقال له لَبَطةُ وثالث اسمه خَبَطةُ

( لأط ) لأَطَه لأْطاً أَمَره بشيء فأَلحَّ عليه أَو اقْتضاه فأَلحَّ عليه أَيضاً ولأَطه لأْطاً أَتْبَعه بصره فلم يَصْرِفْه عنه حتى يَتوارى ولأَطه بسهم أَصابَه

( لبط ) لبَطَ فلان بفلان الأَرضَ يَلْبِطُ لَبْطاً مثل لبَجَ به ضرَبها به وقيل صرَعَه صَرْعاً عَنِيفاً ولُبِطَ بفلان إِذا صُرِع من عين أَو حُمّى وَلُبِطَ به لَبْطاً إِذا صُرع من عين أَو حُمّى وَلُبِطَ به لَبْطاً ضرَب بنفسه الأَرض من داء أَو أَمر يَغْشاه مفاجأَةً ولُبِطَ به يُلْبَط لَبْطاً إِذا سقَط من قِيام وكذلك إِذا صُرعَ وتَلَبَّط أَي اضْطَجَع وتَمَرَّغَ والتَّلَبُّط التَّمرُّغُ وسئل النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن الشهداء فقال أُولئك يَتَلَبَّطُون في الغُرَفِ العُلا من الجنَّةِ أَي يَتَمَرَّغُون ويَضْطَجِعُون ويقال يَتَصَرَّعُون ويقال فلان يَتَلَبَّطُ في النَّعِيم أَي يتمرَّغُ فيه ابن الأَعرابي اللَّبْطُ التَّقَلّبُ في الرِّياضِ وفي حديث ماعِز لا تَسُبُّوه إِنه ليَتَلَبَّطُ في رِياضِ الجنة بعدما رُجِمَ أَي يتمرَّغُ فيها ومنه حديث أُم إِسمعيل جعلت تنظُر إِليه يَتَلَوَّى ويَتَلَبَّطُ وفي الحديث أَنَّ عائشة رضي اللّه عنها كانت تَضْرِب اليتيمَ حتى يَتَلَبَّطَ أَي يَنْصَرِعَ مُسْبِطاً على الأَرض أَي مُمْتَدّاً وفي رواية تضرب اليتيم وتَلْبِطُه أَي تصْرَعُه إِلى الأَرض وفي الحديث أَنَّ عامر بن أَبي ربيعةَ رأَى سَهْلَ بن حُنَيْف يغْتسل فعانَه فلُبِطَ به حتى ما يَعْقِل أَي صُرِعَ وسقَطَ إِلى الأَرض وكان قال ما رأَيتُ كاليومِ ولا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ فأَمَر عليه الصلاة والسلام عامِر بن أَبي رَبيعةَ العائنَ حتى غسل له أَعْضاءه وجمع الماء ثم صبَّ على رأْس سهل فراح مع الركب ويقال لُبِطَ بالرّجل فهو مَلْبوطٌ به وفي الحديث أَنه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج وقريشٌ ملْبُوطٌ بهم يعني أَنهم سُقُوطٌ بين يديه وكذلك لُبِجَ به بالجيم مثل لُبط به سواء ابن الأَعرابي جاء فلان سَكْرانَ مُلْتَبِطاً كقولك مُلْتَبِجاً ومُتَلَبِّطاً أَجْود من مُلْتَبِط لأَن الالْتِباطَ من العَدْوِ وفي الحديث الحَجَّاج السُّلَميّ حين دخل مكة قال للمشركين لَيْسَ عندي
( * قوله « ليس عندي إلخ » كذا بالأصل وهو في النهاية بدون ليس ) من الخبَر ما يسُرّكم فالتَبَطُوا بَجَنْبَيْ ناقته يقولون إِيه يا حجاج الفرّاء اللَّبَطةُ أَن يضرب البعير بيديه ولَبطه البعيرُ يَلْبِطُه لَبْطاً خَبَطَه واللَّبْط باليد كالخَبْطِ بالرجل وقيل إِذا ضرب البعير بقوائمه كلها فتلك اللَّبَطَةُ وقد لَبَطَ يَلْبِطُ قال الهذلي يَلْبِطُ فيها كلّ حَيْزَبُون الحيزبون الشَّهْمةُ الذَّكِيَّةُ والتَبَطَ كَلَبَطَ وتَلَبَّطَ الرجلُ اختلطت عليه أُمُوره ولُبِطَ الرجلُ لَبْطاً أَصابَه سعال وزُكام والاسم اللَّبَطَةُ واللبَطة عَدْوُ الشدِيد العَرج وقيل عَدْوُ الأَقْزَل أَبو عمرو اللَّبَطة والكَلَطةُ عدْو الأَقزل والالْتباطُ عَدْوٌ مع وَثْب والتَبَطَ البعيرُ يَلْتَبِطُ التِباطاً إِذا عَدا في وَثْب قال الراجز ما زِلْتُ أَسْعى مَعَهم وأَلْتَبطْ وإِذا عدا البعير وضرب بقوائمه كلها قيل مَرَّ يَلْتَبطُ والاسم اللبَطةُ بالتحريك والأَلباطُ الجُلودُ عن ثعلب وأَنشد وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلباطِ ورواية أَبي العَلاء مقوَّرة الأَلْياط كأَنه جمع لِيطٍ ولَبَطةُ اسم وكان للفرزدق من الأَولاد لَبَطةُ وكَلَطةُ وجَلَطة
( * قوله « وجلطة » هو بالجيم وقد مر في كلط خبطة بالخاء المعجمة ووقع في القاموس حلطة بالهاء المهملة )

( لثط ) ابن الأَعرابي اللَّثْطُ ضرْبُ الكفِّ الظهْرَ قليلاً قليلاً وقال غيره اللَّطْث واللَّثْطُ كلاهما الضرْب الخفيف

( لحط ) ابن الأَعرابي اللَّحْطُ الرَّشُّ يقال لَحَطَ بابَ دارِه إِذا رَشَّه بالماء قال واللَّحْطُ الرشُّ وفي حديث عليّ كرم اللّه وجهه أَنه مَرَّ بقوم لَحَطُوا بابَ دارِهم أَي رَشُّوه

( لخط ) قال ابن بزرج في نوادره قال خَيْشَنةُ قد التَخَط الرَّجلُ من ذلك الأَمر يُريد اخْتَلَط قال وما اخْتَلَط إِنما التَخَط

( لطط ) لَطَّ الشيءَ يَلُطُّه لَطّاً أَلْزَقَه ولَطَّ به يَلُطُّ لَطّاً أَلْزَقَه ولَطَّ الغَريمُ بالحقّ دُون الباطِل وأَلَطَّ والأُولى أَجْود دافَعَ ومَنَعَ الحقّ ولَطَّ حقَّه ولطّ عليه جَحَده وفلان مُلِطٌّ ولا يقال لاطٌّ وقولهم لاطٌّ مُلِطٌّ كما يقال خَبِيث مُخْبِث أَي أَصحابه خُبَثاء وفي حديث طَهْفةَ لا تُلْطِطْ في الزّكاةِ أَي لا تَمْنَعْها قال أَبو موسى هكذا رواه القتيبي لا تُلْطِطْ على النهي للواحد والذي رواه غيره ما لم يكن عَهْدٌ ولا مَوْعِدٌ ولا تَثاقُل عن الصلاة ولا يُلْطَطُ في الزكاة ولا يُلْحَدُ في الحياةِ قال وهو الوجه لأَنه خطاب للجماعة واقع على ما قبله ورواه الزمخشري ولا نُلْطِط ولا نُلْحِد بالنون وأَلَطَّه أَي أَعانَه أَو حمله على أَن يُلِطُّ حقي يقال ما لكَ تُعِينُه على لَطَطِه ؟ وأَلَطَّ الرجلُ أَي اشْتَدَّ في الأَمر والخُصومة قال أَبو سعيد إِذا اختصم رجلان فكان لأَحدهما رَفِيدٌ يَرْفِدُه ويشُدُّ على يده فذلك المعين هو المُلِطُّ والخَصم هو اللاَّطُ وروى بعضهم قولَ يحيى بنِ يَعْمَرَ أَنْشأْتَ تَلُطُّها أَي تَمْنَعُها حَقَّها من المَهر ويروى تطُلُّها وسنذكره في موضعه وربما قالوا تَلَطَّيْتُ حقّه لأَنهم كرهوا اجتماع ثلاث طاءات فأَبدلوا من الأَخيرة ياء كما قالوا من اللَّعاع تَلَعَّيْت وأَلَطَّه أَي أَعانه ولَطَّ على الشيء وأَلَطَّ ستَر والاسم اللَّطَطُ ولَطَطْتُ الشيءَ أَلُطّه سترتُه وأَخْفيته واللّطُّ الستْر ولطَّ الشيءَ ستَره وأَنشد أَبو عبيد للأَعشى ولَقَدْ ساءها البَياضُ فَلَطَّتْ بِحِجابٍ مِنْ بَيْنِنا مَصْدُوفِ ويروى مَصْرُوفِ وكل شيء سترته فقد لَطَطْتَه ولطّ السِّتر أَرْخاه ولطّ الحِجاب أَرْخاه وسدَلَه قال لَجَجْنا ولَجَّتْ هذه في التَّغَضُّبِ ولطّ الحجاب دُوننا والتَّنَقُّبِ واللّطُّ في الخبَر أَن تَكْتُمه وتُظْهر غيره وهو من الستر أَيضاً ومنه قول الشاعر وإِذا أَتاني سائلٌ لم أَعْتَلِلْ لا لُطَّ مِنْ دُونِ السَّوامِ حِجابي ولَطَّ عليه الخَبرَ لَطّاً لَواه وكتَمه الليث لَطَّ فلان الحَقَّ بالباطل أَي ستَره والناقةُ تَلِطُّ بذنبها إِذا أَلزَقَتْ بفرجها وأَدخلته بين فخذيها وقَدِم على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَعْشَى بني مازِن فشكا إِليه حَلِيلَته وأَنشد إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبةً مِنَ الذِّرَبْ أَخْلَفَتِ العَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ أَراد أَنها مَنَعَتْه بُضْعَها وموضِعَ حاجتِه منها كما تَلِطُّ الناقةُ بذنبها إِذا امتنعت على الفحل أَن يضْربها وسدّت فرجها به وقيل أَراد تَوارَتْ وأَخْفت شخصها عنه كما تُخْفِي الناقةُ فرجَها بذنبها ولطَّتْ الناقةُ بذنبها تَلِطُّ لَطّاً أَدخلته بين فخذيها وأَنشد ابن بري لقَيْسِ بن الخَطِيم لَيالٍ لَنا وُدُّها مُنْصِبٌ إِذا الشَّوْلُ لَطَّتْ بأَذْنابِها ولَطَّ البابَ لَطّاً أَغْلَقه ولَطَطْتُ بفلان أَلُطُّه لَطّاً إِذا لَزِمْته وكذلك أَلْظَظْتُ به إِلْظاظاً والأَول بالطاء رواه أَبو عُبيد عن أَبي عُبيدةَ في باب لُزومِ الرَّجلِ صاحبه ولَطَّ بالأَمر يَلِطُّ لطّاً لَزِمَه ولططت الشيءَ أَلصَقْتُه وفي الحديث تَلُطُّ حوْضها قال ابن الأَثير كذا جاء في الموطّإِ واللَّطُّ الإِلصاق يريد تُلْصِقُه بالطّين حتى تسُدّ خَلَلَه واللَّطُّ العِقْدُ وقيل هو القِلادةُ من حبّ الحنْظَلِ المُصَبَّغ والجمع لِطاطٌ قال الشاعر إِلى أَميرٍ بالعِراق ثَطِّ وجْهِ عَجُوزٍ حُلِّيَتْ في لَطِّ تَضْحَكُ عن مِثْلِ الذي تُغَطِّي أَراد أَنها بَخْراء الفَمِ قال الشاعر جَوارٍ يُحَلَّيْنَ اللِّطاطَ يَزِينُها شَرائحُ أَحوافٍ من الأَدَمِ الصِّرفِ واللَّط قِلادة يقال رأَيت في عُنقها لَطّاً حسنَاً وكَرْماً حسنَاً وعِقْداً حسنَاً كله بمعنى عن يعقوب وترس مَلْطُوطٌ أَي مَكْبُوب على وجهه قال ساعدة بن جُؤيّةَ صَبَّ اللَّهِيفُ لها السُّبُوبَ بطَغْيةٍ تُنْبي العُقابَ كما يُلَطُّ المِجْنَبُ تُنْبي العُقاب تَدْفعُها من مَلاستها والمِجْنب التُّرْس أَراد أَن هذه الطَّغْية مثل ظهر الترس إِذا كبَبْتَه والطَّغْيةُ الناحيةُ من الجبَل واللِّطاطُ والمِلْطاطُ حرف من أَعْلَى الجبل وجانبه ومِلعطاطُ البعير حَرْف في وسط رأْسه والمِلْطاطانِ ناحِيتا الرأْس وقيل مِلْطاطُ الرأْس جُمْلته وقيل جِلْدته وكل شِقّ من الرأْس مِلْطاط قال والأَصل فيها من مِلْطاط البعير وهو حرف في وسط رأْسه والمِلْطاطُ أَعلى حرف الجبل وصَحْنُ الدّار والميم في كلها زائدة وقول الراجز يَمْتَلِخُ العَيْنينِ بانْتِشاطِ وفَرْوةَ الرّأْسِ عن المِلْطاطِ وفي ذكر الشِّجاج المِلْطاط وهي المِلْطاء والمِلْطاط طريق على ساحل البحر قال رؤبة نحنُ جَمَعْنا الناسَ بالمِلْطاطِ في وَرْطةٍ وأَيُّما إِيراطِ ويروى فأَصْبَحُوا في ورْطةِ الأَوْراطِ وقال الأَصمعي يعني ساحل البحر والمِلْطاطُ حافةُ الوادِي وشَفِيرُه وساحِلُ البحر وقول ابن مسعود هذا المِلْطاطُ طَريقُ بَقِيّةِ المؤمنين هُرّاباً من الدَّجّالِ يعني به شاطئ الفُراتِ قال والميم زائدة أَبو زيد يقال هذا لطاط الجبل
( * قوله « لطاط الجبل » قال في شرح القاموس اطلاقه يوهم الفتح وقد ضبطه الصاغاني بالكسر كزمام ) وثلاثة أَلِطّة وهو طريق في عُرض الجبل والقِطاطُ حافةُ أَعْلى الكَهْف وهي ثلاثة أَقِطَّة ويقال لصَوْبَجِ الخَبَّازِ المِلْطاط والمِرْقاق واللِّطْلِطُ الغَلِيظُ الأَسنان قال جرير تَفْتَرُّ عن قَرِدِ المنابِتِ لِطْلِطٍ مِثْلِ العِجان وضِرْسُها كالحافِر واللِّطْلِطُ الناقةُ الهَرِمةُ واللِّطلِطُ العَجوز وقال الأَصمعي اللطلط العجوز الكبيرة وقال أَبو عمرو هي من النوق المسِنة التي قد أُكل أَسنانُها والأَلَطُّ الذي سَقطت أَسنانه أَو تأَكَّلت وبَقِيَتْ أُصُولُها يقال رجل أَلَطُّ بيِّن اللَّطَطِ ومنه قيل للعجوز لِطْلِط وللناقة المسنة لِطْلط إِذا سقطت أَسنانها والمِلْطاطُ رَحَى البَزِر والملاط خشبة البزر
( * قوله « والملاط خشبة البزر » كذا بالأصل ولعلها الملطاط ) وقال الراجز فَرْشَطَ لما كُرِه الفِرْشاطُ بِفَيْشةٍ كأَنها مِلْطاطُ

( لعط ) : لَعَطَه بسهم لَعْطاً : رماه فأَصابه به . و لَعَطه بعين لَعْطاً : أَصابه . و اللُّعْطةُ : خطٌّ بسواد أَو صفرة تَخُطُّه المرأَة في خدّها كالعُلْطة و لُعْطةُ الصَّقْر : سُفْعةٌ في وجهه . وشاة لَعْطاء بيضاء عُرْضِ العنق . ونعجة لَعْطاء : وهي التي بعُرضِ عُنقها لُعْطةٌ سَوْداء وسائرها أَبيض . وقال أَبو زيد : إِن كان بِعُرْضِ عنق الشاة سواد فهي لَعْطاء والاسم اللُّعْطة . وفي الحديث : أَنه عاد البَراءَ بن مَعْرُور وأَخذَتْه الذُّبْحةُ فأَمَرَ مَن لَعَطَه بالنّار أَي كَواه في عُنُقه . و لُعْط الرّمْلِ : إِبْطُه والجمع أَلعاط . قال أَبو حنيفة : لَعَطَتِ الإِبِلُ لَعْطاً و التَعَطَتْ لم تُبْعِدْ في مَرْعاها ورَعَتْ حَولَ البيوت و المَلْعَطُ ذلك المَرْعَى و المَلاعِطُ المَراعِي حول البيوت . يقال : إِبلُ فلانٍ تَلْعَطُ المَلاعِطَ أَي تَرعَى قريباً من البيوت وأَنشد شمر : ما راعَنِي إِلاَّ جَناحٌ هابِطا على البُيوتِ قَوْطه العُلابِطا ذاتَ فُضُولٍ تَلْعَطُ المَلاعِطا وجَناحٌ : اسم راعي غنم وجَعَل هابطاً ههنا واقِعاً . و لَعَطَنِي فلان بحقِّي لَعْطاً أَي لَوانِي به ومَطَلَنِي . و اللُّعْطُ : ما لَزِقَ بنَجَفةِ الجبل . يقال : خذ اللُّعْطَ يا فلان . ومَرّ فلان لاعطاً أَي مَرّ مُعارضاً إِلى جنب حائط أَو جبل وذلك الموضع من الحائط والجبَل يقال له اللُّعْطُ . و أَلْعَطَ الرّجلُ إِذا مشى في لُعْطِ الجبل وهو أَصله

( لغط ) اللَّغْطُ واللَّغَطُ الأَصْواتُ المُبْهَمة المُخْتَلطة والجَلَبةُ لا تُفهم وفي الحديث ولهم لَغَط في أَسْواقهم اللغطُ صوت وضَجَّة لا يُفهم مَعناه وقيل هو الكلام الذي لا يَبِين يقال سمعت لغط القوم وقال الكسائي سمعت لَغْطاً ولَغَطاً وقد لَغَطُوا يَلْغَطُون لَغْطاً ولَغَطاً ولِغَاطاً قال الهذلي كَأَنَّ لَغا الخَمُوشِ بِجانِبَيْهِ لَغا رَكْبٍ أُمَيمَ ذَوِي لِغاطِ ويروى وَغَى الخَمُوشِ ولَغَطُوا وأَلْغَطُوا إِلْغاطاً ولَغَط القَطا والحَمامُ بصوته يلغَط لَغْطاً ولَغِيطاً وأَلْغَط ولا يكون ذلك إِلا للواحدة منهن وكذلك الإِلْغاط قال يصف القَطا والحمام ومَنْهَلٍ ورَدْتُه الْتِقاطا لم أَلْقَ إِذْ وَرَدْتُه فُرّاطا إِلا الحَمامَ الوُرْقَ والغَطاطا فهُنّ يُلْغِطْن به إِلْغاطا وقال رؤبة باكَرْتُه قَبْلَ الغَطاطِ اللُّغَّطِ وقبْلَ جُونِيِّ القَطا المُخَطَّطِ وأَلْغَطَ لبنَه أَلقى فيه الرَّضْفَ فارتفع له نَشِيشٌ واللَّغْطُ فِناء الباب ولُغاطٌ اسم ماء قال لَمّا رَأْتْ ماء لُغاطٍ قد شَجِسْ ولُغاطٌ جبَل قال كأَنَّ تَحتَ الرَّحْلِ والقُرْطاطِ خِنْذِيذةً من كَتِفَيْ لُغاطِ ولُغاطٌ بالضم اسم رجل

( لقط ) اللَّقْطُ أَخْذُ الشيء من الأَرض لقَطَه يَلْقُطه لَقْطاً والتقَطَه أَخذه من الأَرض يقال لِكُلِّ ساقِطةٍ لاقِطةٌ أَي لكل ما نَدَر من الكلام مَن يَسْمَعُها ويُذِيعُها ولاقِطةُ الحَصى قانِصةُ الطير يجتمع فيها الحصى والعرب تقول إِنَّ عندك ديكاً يَلْتَقِط الحصى يقال ذلك للنّمّام الليث إِذا التقَط الكلامَ لنميمةٍ قلت لُقَّيْطَى خُلَّيْطَى حكاية لفعله قال الليث واللُّقْطةُ بتسكين القاف اسم الشيء الذي تجِدُه مُلْقىً فتأْخذه وكذلك المَنبوذ من الصبيان لُقْطةٌ وأَمّا اللُّقَطةُ بفتح القاف فهو الرجل اللّقّاطُ يتبع اللُّقْطات يَلْتَقِطُها قال ابن بري وهذا هو الصواب لأَنّ الفُعْلة للمفعول كالضُّحْكةِ والفُعَلةُ للفاعل كالضُّحَكةِ قال ويدل على صحة ذلك قول الكميت أَلُقْطَةَ هُدهدٍ وجُنُودَ أُنْثَى مُبَرْشِمةً أَلَحْمِي تأْكُلُونا ؟ لُقْطة منادى مضاف وكذلك جنود أُنثى وجعلهم بذلك النهايةَ في الدَّناءة لأَنّ الهُدْهد يأْكل العَذِرةَ وجعلهم يَدِينون لامرأَة ومُبَرْشِمة حال من المنادى والبَرْشَمةُ إِدامة النظر وذلك من شدّة الغيظ قال وكذلك التُّخْمةُ بالسكون هو الصحيح والنُّخَبةُ بالتحريك نادر كما أَن اللُّقَطة بالتحريك نادر قال الأَزهري وكلام العرب الفصحاء غير ما قال الليث في اللقْطة واللقَطة وروى أَبو عبيد عن الأَصمعي والأَحمر قالا هي اللُّقَطةُ والقُصَعةُ والنُّفَقةُ مثقّلات كلها قال وهذا قول حُذّاق النحويين لم أَسمع لُقْطة لغير الليث وهكذا رواه المحدّثون عن أَبي عبيد أَنه قال في حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إِنه سئل عن اللقَطة فقال احْفَظْ عِفاصَها ووِكاءها وأَما الصبيّ المنبوذ يَجِده إِنسان فهو اللقِيطُ عند العرب فعيل بمعنى مفعول والذي يأْخذ الصبي أَو الشيء الساقِط يقال له المُلْتَقِطُ وفي الحديث المرأَةُ تَحُوز ثلاثةَ مَوارِيثَ عَتِيقَها ولَقِيطَها وولدَها الذي لاعَنَت عنه اللَّقِيطُ الطِّفل الذي يوجَد مرْميّاً على الطُّرق لا يُعرف أَبوه ولا أُمّه وهو في قول عامة الفقهاء حُرّ لا وَلاء عليه لأَحد ولا يَرِثُه مُلْتَقِطه وذهب بعض أَهل العلم إِلى العمل بهذا الحديث على ضَعفه عند أَكثر أَهل النقل ويقال للذي يَلْقُط السَّنابِلَ إِذا حُصِدَ الزرعُ ووُخِزَ الرُّطَب من العِذْق لاقِطٌ ولَقّاطٌ ولَقَّاطةٌ وأَمَّا اللُّقاطةُ فهو ما كان ساقطاً من الشيء التَّافِه الذي لا قيمة له ومَن شاءَ أَخذه وفي حديث مكة ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلا لِمُنْشِد وقد تكرر ذكرها من الحديث وهي بضم اللام وفتح القاف اسم المالِ المَلْقُوط أَي الموجود والالتقاطُ أَن تَعْثُر على الشيء من غير قَصْد وطلَب وقال بعضهم هي اسم المُلْتَقِط كالضُّحَكةِ والهُمَزَةِ كما قدّمناه فأَما المالُ المَلْقُوط فهو بسكون القاف قال والأَول أَكثر وأَصح ابن الأَثير واللقَطة في جميع البلاد لا تحِل إِلا لمن يُعرِّفها سنة ثم يتملَّكها بعد السنة بشرط الضمان لصاحبها إِذا وجده فأَمّا مكةُ صانها اللّه تعالى ففي لُقَطتِها خِلاف فقيل إِنها كسائر البلاد وقيل لا لهذا الحديث والمراد بالإِنشاد الدَّوام عليه وإِلا فلا فائدة لتخصيصها بالإِنشاد واختار أَبو عبيد أَنه ليس يحلُّ للملتقِط الانتفاع بها وليس له إِلا الإِنشاد وقال الأَزهري فَرق بقوله هذا بين لُقَطة الحرم ولقطة سائر البلاد فإِن لُقَطة غيرها إِذا عُرِّفت سنة حل الانتفاع بها وجَعل لُقطةَ الحرم حراماً على مُلْتَقِطها والانتفاعَ بها وإِن طال تعريفه لها وحكم أَنها لا تحلُّ لأَحد إِلا بنيّة تعريفها ما عاش فأَمَّا أَن يأْخذها وهو ينوي تعريفها سنة ثم ينتفع بها كلقطة غيرها فلا وشيء لَقِيطٌ ومَلْقُوطٌ واللَّقِيطُ المنبوذ يُلْتَقَطُ لأَنه يُلْقَط والأُنثى لقيطة قال العنبري لوْ كُنْتُ مِن مازِنٍ لم تَسْتَبِحْ إِبِلي بَنُو اللَّقِيطةِ من ذُهْلِ بنِ شَيْبانا والاسم اللِّقاطُ وبنو اللَّقِيطةِ سُموا بذلك لأَن أُمهم زعموا التَقَطها حُذَيْفةُ بن بدر في جَوارٍ قد أَضَرّتْ بهنّ السنة فضمّها إِليه ثم أَعجبته فخطبها إِلى أَبيها فتزوَّجها واللُّقْطةُ واللُّقَطةُ واللُّقاطةُ ما التُقِط واللَّقَطُ بالتحريك ما التُقِط من الشيء وكل نُثارة من سُنْبل أَو ثمَر لَقَطٌ والواحدة لَقَطة يقال لقَطْنا اليوم لقَطاً كثيراً وفي هذا المكان لَقَطٌ من المرتع أَي شيء منه قليل واللُّقاطةُ ما التُقِط من كَربِ النخل بعد الصِّرامِ ولَقَطُ السُّنْبُل الذي يَلْتَقِطُه الناس وكذلك لُقاطُ السنبل بالضم واللَّقاطُ السنبل الذي تُخْطِئه المَناجِلُ تلتقطه الناس حكاه أَبو حنيفة واللِّقاطُ اسم لذلك الفعل كالحَصاد والحِصاد وفي الأَرض لَقَطٌ للمال أَي مَرْعى ليس بكثير والجمع أَلقاط والأَلقاطُ الفِرْقُ من الناس القَلِيلُ وقيل هم الأَوْباشُ واللَّقَطُ نبات سُهْلِيّ يَنْبُتُ في الصيف والقَيظ في ديار عُقَيْل يشبه الخِطْرَ والمَكْرَةَ إِلا أَن اللقَط تشتدُّ خُضرته وارتفاعه واحدته لَقَطة أَبو مالك اللقَطةُ واللقَطُ الجمع وهي بقلة تتبعها الدوابُّ فتأْكلها لطيبها وربما انتتفها الرجل فناولها بعيرَه وهي بُقول كثيرة يجمعها اللَّقَطُ واللَّقَطُ قِطَع الذَّهب المُلْتَقَط يوجد في المعدن الليث اللقَطُ قِطَعُ ذهب أَو فضة أَمثال الشَّذْرِ وأَعظم في المعادن وهو أَجْوَدُه ويقال ذهبٌ لَقَطٌ وتَلقَّط فلان التمر أَي التقطه من ههنا وههنا واللُّقَّيْطَى المُلْتقِط للأَخْبار واللُّقَّيْطى شبه حكاية إِذا رأَيته كثير الالتِقاطِ للُّقاطاتِ تَعِيبه بذلك اللحياني داري بلِقاطِ دار فلان وطَوارِه أَي بحِذائها أَبو عبيد المُلاقَطةُ في سَير الفرس أَن يأْخذ التقْرِيبَ بقوائمه جميعاً الأَصمعي أَصْبحت مَراعِينا مِلاقِطَ من الجَدْبِ إِذا كانت يابسة لا كَلأَ فيها وأَنشد تَمْشي وجُلُّ المُرْتَعَى مِلاقِطُ والدِّنْدِنُ البالي وحَمْضٌ حانِطُ واللَّقِيطةُ واللاَّقِطةُ الرجلُ الساقِطُ الرَّذْل المَهِينُ والمرأَة كذلك تقول إِنه لَسقِيطٌ لقِيطٌ وإِنه لساقِط لاقِط وإِنه لسَقِيطة لقِيطة وإِذا أَفردوا للرجل قالوا إِنه لسقيط واللاَّقِطُ الرَّفّاء واللاقِطُ العَبد المُعْتَقُ والماقِط عبد اللاقِطِ والساقِطُ عبد الماقِطِ الفراء اللَّقْطُ الرَّفْو المُقارَبُ يقال ثوبٌ لقِيطٌ ويقال القُط ثوبَك أَي ارْفَأْه وكذلك نَمِّل ثَوْبَكَ ومن أَمثالهم أَصِيدَ القُنْفذُ أَم لُقَطةٌ يُضرب
( * قوله « يضرب إلخ » في مجمع الامثال للميداني يضرب لمن وجد شيئاً لم يطلبه ) مثلاً للرجل الفقير يَستغني في ساعة قال شمر سمعت حِمْيرِيّةً تقول لكلمة أَعَدْتُها عليها قد لقَطْتها بالمِلْقاطِ أَي كتبتها بالقلم ولَقِيتُه التِقاطاً إِذا لقيته من غير أَن ترجُوَه أَو تَحْتَسِبه قال نِقادة الأَسدي ومنهلٍ وردته التِقاطا لم أَلْقَ إِذْ وَرَدْتُه فُرَّاطا إِلا الحَمامَ الوُرْقَ والغَطاطا وقال سيبويه التِقاطاً أَي فَجأَةً وهو من المصادر التي وقعت أَحوالاً نحو جاء رَكضاً ووردت الماء والشيء التِقاطاً إِذا هجمت عليه بغتة ولم تحتسبه وحكى ابن الأَعرابي لقيته لِقاطاً مُواجَهة وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَن رجلاً من تميم التقط شَبكة فطلب أَن يجعلها له الشَّبَكةُ الآبارُ القَريبةُ الماء والتِقاطها عُثُورُه عليها من غير طلب ويقال في النِّداء خاصة يا مَلْقَطانُ والأُنثى يا مَلْقطانة كأَنهم أَرادوا يا لاقِط وفي التهذيب تقول يا ملقطان تعني به الفِسْلَ الأَحمق واللاقِطُ المَولى ولقط الثوبَ لَقْطاً رقَعَه ولقِيط اسم رجل وينو مِلْقَطٍ حَيّانِ

( لمط ) ابن الأَعرابي اللَّمْط الاضْطِرابُ أَبو زيد التَمَطَ فلان بحقي الْتِماطاً إِذا ذهب به

( لهط ) لَهَطَ يَلْهَطُ لَهْطاً ضرب باليد والسَّوطِ وقيل اللَّهْطُ الضرب بالكف مَنْشُورة أَيَّ الجسدِ أَصابت لهَطَه لهْطاً ولَهَطَتِ المرأَة فَرجَها بالماء لَهْطاً ضربته به ولهَطَ به الأَرض ضربها به ابن الأَعرابي اللاَّهِطُ الذي يَرُشُّ بابَ دارِه ويُنَظِّفُه

( لوط ) لاط الحوْضَ بالطين لَوْطاً طَيَّنه والتاطَه لاطَه لنفسه خاصّة وقال اللحياني لاط فلان بالحوْض أَي طَلاه بالطِّين وملَّسه به فعدّى لاط بالباء قال ابن سيده وهذا نادِر لا أَعرفه لغيره إِلا أَن يكون من باب مَدَّه ومَدَّ به ومنه حديث ابن عباس في الذي سأَله عن مال يَتِيم وهو والِيه أَيُصِيب من لبن إِبله ؟ فقال إِن كنت تَلُوط حَوْضَها وتَهْنَأُ جَرْباها فأَصِبْ من رِسْلها قوله تلُوط حوضَها أَراد باللَّوْطِ تطيين الحوض وإِصْلاحَه وهو من اللُّصُوق ومنه حيث أَشْراطِ الساعةِ ولتَقُومَن وهو يَلُوط حوضَه وفي رواية يَلِيطُ حوضَه وفي حديث قتادة كانت بنو إِسرائيل يشربون في التِّيه ما لاطُوا أَي لم يصيبوا ماء سَيْحاً إِنما كانوا يشربون مما يجمعونه في الحِياض من الآبار وفي خُطبة علي رضي اللّه عنه ولاطَها بالبِلَّةِ حتى لزَبَتْ واسْتَلاطُوه أَي أَلزَقُوه بأَنفسهم وفي حديث عائشةَ في نكاح الجاهِليةِ فالتاطَ به ودُعِيَ ابنَه أَي التَصَق به وفي الحديث مَنْ أَحَبّ الدنيا التاطَ منها بثلاثٍ شُغُلٍ لا يَنْقَضي وأَملٍ لا يُدْرَك وحِرصٍ لا ينْقَطِع وفي حديث العباس أَنه لاطَ لفلان بأَربعةِ آلافٍ فبعثه إِلى بَدْرٍ مكان نفسه أَي أَلصَق به أَربعة آلاف ومنه حديث علي بن الحسين رضي اللّه عنهما في المُسْتَلاط أَنه لا يَرِثُ يعني المُلْصَقَ بالرجل في النَّسب الذي وُلد لغير رِشْدةٍ ويقال اسْتَلاطَ القومُ والطوه
( * قوله « والطوه » كذا بالأصل ولعله محرف عن والتاطوا أَي التصق بهم الذنب ) إِذا أَذنبوا ذنوباً تكون لمن عاقبهم عذراً وكذلك أَعْذَروا وفي الحديث أَن الأَقْرعَ ابن حابِسٍ قال لعُيَيْنةَ بن حِصْنٍ بِمَ اسْتَلَطْتُم دَمَ هذا الرجل ؟ قال أَقْسَمَ منا خمسون أَنَّ صاحبنا قتل وهو مُؤمن فقال الأَقرع فسأَلكم رسولُ اللّه صلّى اللّ عليه وسلّم أَن تقبلوا الدِّيةَ وتَعْفُوا فلم تَقْبلوا وليُقْسِمنَّ مائةٌ من تميم أَنه قتل وهو كافر قوله بِمَ اسْتَلَطْتُم أَي استوجبتم واسْتَحْققم وذلك أَنهم لما استحقوا الدَّمَ وصار لهم كأَنهم أَلصقوه بأَنفسهم ابن الأَعرابي يقال اسْتَلاطَ القوْمُ واستحَقُّوا وأَوْجَبُوا وأَعذَروا ودنوا
( * قوله « ودنوا » كذا بالأصل على هذه الصورة ولعله ذبوا أي دفعوا عمن يعاقبهم اللوم ) إِذا أَذْنَبُوا ذنموباً يكون لمن يعاقبهم عُذر في ذلك لاستحقاقهم ولَوَّطَه بالطِّيب لطَّخه وأَنشد ابن الأَعرابي مُفَرَّكة أَزْرَى بها عندَ زوجِها ولوْ لَوَّطَتْه هَيِّبانٌ مُخالِفُ يعني بالهَيِّبانِ المُخالِف ولَده منها ويروى عند أَهلها فإِن كان ذلك فهو من صفة الزوج كأَنه يقول أَزْرَى بها عند أَهلها منها هَيِّبانٌ ولاط الشيءَ لوطاً أَخفاه وأَلصَقه وشيء لَوْط لازق وصف بالمصدر أَنشد ثعلب رَمَتْنِيَ مَيٌّ بالهَوَى رَمْيَ مُمْضَع من الوَحْشِ لَوْطٍ لم تَعُقْه الأَوالِس
( * قوله « الاوالس » سيأتي في مضع الاوانس بالنون وهي التي في شرح القاموس )
الكسائي لاطَ الشيءُ بقلبي يَلوطُ ويَلِيطُ ويقال هو أَلوطُ بقلبي وأَليَطُ وإِني لأَجد له في قلبي لَوْطاً ولَيْطاً يعني الحُبَّ اللازِقَ بالقلب ولاط حُبُّه بقلبي يَلوط لَوْطاً لَزِقَ وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه أَنه قال إِنَّ عمر لأَحَبُّ الناس إِليَّ ثم قال اللهم أَعَزُّ والولَدُ أَلْوَطُ قال أَبو عبيد قوله والولد أَلوطُ أَي أَلصَقُ بالقلب وكذلك كل شيء لَصِق بشيء فقد لاطَ به يَلوط لَوْطاً ويَليطُ لَيْطاً ولِياطاً إِذا لَصِق به أَي الولد أَلصق بالقلب والكلمة واوية ويائية وإِني لأَجِدُ له لَوْطاً ولَوْطةً ولُوطةً الضمّ عن كراع واللحياني ولِيطاً بالكسر وقد لاطَ حُبُّه بقلبي يَلوطُ ويَلِيطُ أَي لصِق وفي حديث أَبي البَخْتَريّ ما أَزْعُمُ أَنَّ عليّاً أَفضلُ من أَبي بكر وعمر ولكن أَجد له من اللَّوْطِ ما لا أَجد لأَحد بعد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ويقال للشيء إِذا لم يُوافِق صاحبَه ما يَلْتاطُ ولا يَلْتاطُ هذا الأَمرُ بصَفَري أَي لا يَلْزَقُ بقلبي وهو يَفْتَعِلُ من اللَّوْطِ ولاطَه بسهم وعين أَصابه بهما والهمز لغة والْتاطَ ولداً واسْتَلاطَه اسْتَلْحَقَه قال فهل كُنْتَ إِلاَّ بُهْثَةً إِسْتَلاطَها شَقِيٌّ من الأَقوامِ وَغْدٌ مُلَحَّقُ ؟ قطع أَلف الوصل للضرورة وروي فاسْتَلاطَها ولاط بحقه ذهب به واللَّوْطُ الرِّداء يقال انْتُقْ لَوْطَك في الغَزالةِ حتى يَجِفّ ولَوْطُه رِداؤه ونَتْقُه بَسْطُه ويقال لَبِسَ لَوْطَيْه واللَّوِيطةُ من الطعام ما اختلط بعضه ببعض ولُوط اسم النبي صلّى اللّه على سيدنا محمد نبينا وعليه وسلّم ولاطَ الرجلُ لِواطاً ولاوطَ أَي عَمِل عَمَل قومِ لُوطٍ قال الليث لُوط كان نبيّاً بعثه اللّه إِلى قومه فكذبوه وأَحدثوا ما أَحدثوا فاشتق الناس من اسمه فعلاً لمن فَعَل فِعْلَ قومِه ولوط اسم ينصرف مع العُجْمة والتعريف وكذلك نُوح قال الجوهري وإِنما أَلزموهما الصرف لأَن الاسم على ثلاثة أَحرف أَوسطه ساكن وهو على غاية الخِفة فقاومت خِفَّتُه أَحد السببين وكذلك القياس في هِنْد ودَعْد إِلاَّ أَنهم لم يلزموا الصرف في المؤنث وخيَّروك فيه بين الصرف وتركه واللِّياطُ الرِّبا وجمعه لِيطٌ وهو مذكور في ليط وذكرناه ههنا لأَنهم قالوا إِنَّ أَصله لوط

( ليط ) لاطَ حُبُّه بقلبي يَلوط ويَلِيط لَيْطاً ولِيطاً لزِق وإِني لأَجد له في قلبي لَوْطاً ولِيطاً بالكسر يعني الحُبَّ اللازِقَ بالقلب وهو أَلْوَطُ بقلبي وأَلْيَطُ وحكى اللحياني به حُبّ الولد وهذا الأَمر لا يَلِيطُ بصَفَري ولا يَلْتاطُ أَي لا يَعْلَقُ ولا يَلْزَقُ والتاطَ فلان ولداً ادَّعاه واستلحقه ولاطَ القاضي فلاناً بفلان أَلحقه به وفي حديث عمر أَنه كان يَلِيطُ أَولاد الجاهِلية بآبائهم وفي رواية بمن ادَّعاهم في الإِسلام أَي يُلْحِقهم بهم واللِّيطُ قِشر القصب اللازق به وكذلك لِيطُ القَناةِ وكلُّ قِطْعة منه لِيطة وقال أَبو منصور لِيطُ العود القشر الذي تحت القشر الأَعلى وفي كتابه لوائل ابن حُجْر في التِّيعةِ شاة لا مُقْوَرّةُ الألْياطِ هي جمع لِيطٍ وهي في الأَصل القشر اللازق بالشجر أَراد غير مُسْترخِيةِ الجلود لهُزالها فاستعار اللِّيط للجلد لأَنه للحم بمنزلته للشجر والقصب وإِنما جاء به مجموعاً لأَنه أَراد لِيط كل عُضو واللِّيطةُ قشْرة القَصبة والقوسِ والقناة وكلِّ شيء له مَتانة والجمع لِيطٌ كريشةٍ وريش وأَنشد الفارسي قول أَوس بن حَجر يصف قَوْساً وقَوّاساً فَمَلَّك باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها كغِرْقِئِ بَيْضٍ كَنَّه القيْضُ مِنْ عَل قال ملَّك شدَّد أَي ترك شيئاً من القِشر على قلب القوس ليتمالك به قال وينبغي أَن يكون موضع الذي نصباً بمَلَّك ولا يكون جَرّاً لأَنّ القِشْر الذي تحت القوس ليس تحتها ويدلك على ذلك تمثيله إِياه بالقَيْضِ والغِرْقِئِ وجمع اللِّيط لِياط قال جَسَّاسُ بن قُطيْبٍ وقُلُصٍ مُقْوَرّةِ الأَلْياطِ قال وهي الجُلُودُ ههنا وفي الحديث أَن رجلاً قال لابن عباس بأَي شيء أُذَكِّي إِذا لم أَجد حَدِيدةً ؟ قال بِلِيطةٍ فاليةٍ أَي قشرةٍ قاطعةٍ واللِّيطُ قشر القصَب والقَناة وكلِّ شيء كانت له صَلابةٌ ومَتانة والقِطْعةُ منه لِيطةٌ ومنه حديث أَبي إِِدْرِيسَ قال دخلت على النبي
( * قوله « على النبي إلخ » في النهاية على أنس رضي الله عنه إلى آخر ما هنا ) صلّى اللّه عليه وسلّم فأُتِيَ بعَصافِيرَ فذُبحَتْ بِلِيطةٍ وقيل أَراد به القِطْعةَ المُحَدَّدةَ من القصب وقوْسٌ عاتِكَةُ اللِّيطِ واللِّياطِ أَي لازِقَتُها وتَلَيَّط لِيطةً تَشظّاها واللِّيطُ قِشر الجُعَلِ واللَّيْطُ اللَّوْنُ
( * قوله « والليط لون » هو بالفتح ويكسر كما في القاموس ) وهو اللِّياطُ أَيضاً قال فصَبَّحَتْ جابِيةً صُهارِجا تَحْسَبُها لَيْطَ السماء خارِجا شبه خُضرة الماء في الصِّهْريج بجِلد السماء وكذلك لِيطُ القَوْسِ العربية تمسح وتمرّن حتى تصفرَّ ويصير لها لِيط وقال الشاعر يصف قوساً عاتكة اللِّياط ولِيطُ الشمس ولَيْطُها لَوْنها إِذ ليس لها قِشْر قال أَبو ذُؤيْب بِأَرْيِ التي تَأْرِي إِلى كُلِّ مَغْرِبٍ إِذا اصْفَرَّ لِيطُ الشمْسِ حانَ انْقِلابُها
( * قوله « تأري » في شرح القاموس تهوي )
والجمع أَلْياط أَنشد ثعلب يُصْبِحُ بَعْدَ الدَّلَجِ القَطْقاطِ وهو مُدِلٌّ حَسَنُ الأَلْياطِ ويقال للإنسان اللّيِّن المَجَسّةِ إِنه للَيِّنُ اللِّيط ورجل لَيِّن اللّيطِ أي السجِيّةِ واللِّياطُ الرّبا سمي لِياطاً لأَنه شيء لا يحِلّ أُلصِق بشيء وكلُّ شيء أُلصق بشيء وأُضِيفَ إِليه فقد أُليِطَ به والرِّبا مُلْصَق برأْس المال ومنه حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه كتَب لثَقِيفَ حينَ أَسْلَموا كِتاباً فيه وما كان لهم من دَيْنٍ إِلى أَجَلِه فبلغ أَجَلَه فإِنّه لِياطٌ مُبرّأٌ من اللّه وإِنّ ما كان لهم من دَيْن في رَهْنٍ ورَاء عُكاظَ فإِنه يُقْضى إِلى رأْسِه ويُلاطُ بِعُكاظ ولا يُؤخّر واللِّياطُ في هذا الحديث الربا الذي كانوا يُرْبُونَه في الجاهلية ردّهم اللّه إِلى أَن يأْخذوا رُؤوسَ أَموالهم ويدَعُوا الفَضْل عليها ابن الأَعرابي جمع اللِّياطِ اللِّيالِيطُ وأَصله لوط وفي حديث معاويةَ بن قُرَّةَ ما يَسُرّني أَني طلَبْتُ المالَ خَلْفَ هذه اللاَّئطةِ وإِنّ لي الدنيا اللائطةُ الأُسْطوانةُ سميت به لِلُزوقِها بالأَرض ولاطَه اللّهُ لَيْطاً لعنه اللّه ومنه قول أُمَيّةَ يصف الحية ودخُول إِبليس جَوْفَها فَلاطَها اللّهُ إِذ أَغْوَتْ خَلِيفَتَه طُولَ اللَّيالي ولم يَجْعَلْ لها أَجَلا أَراد أَن الحية لا تموت بأَجَلها حتى تقتل وشَيْطانٌ لَيْطانٌ منه سُرْيانِيّة وقيل شَيْطانٌ لَيْطانٌ إِتباع وقال ابن بري قال القالي لَيطان كم لاطَ بقَلْبِه أَي لَصِقَ أَبو زيد يقال ما يَلِيطُ به النعيم ولا يَلِيقُ به معناه واحد وفي حديث أَشْراطِ الساعةِ ولتَقُومَنَّ وهو يَلُوطُ حوْضَه وفي رواية يَلِيطُ حوضَه أَي يُطَيّنُه

( مثط ) المَثْط غَمْزُك الشيءَ بيدك على الأَرض قال ابن دريد وليس بثَبَت

( محط ) المَحْطُ شبيه بالمَخْطِ مَحَطَ الوَتَرَ والعَقَب يَمْحَطُه مَحْطاً أَمَرَّ عليه الأَصابع ليُصْلِحه وامْتَحَطَ سيفَه سَلَّه وامْتَحَطَ الرُّمح انتزَعَه الأَزهري المَحْطُ كما يَمْحَطُ البازِي ريشَه أَي يُذهبه يقال امْتَحَطَ البازِي ويقال مَحَّطْتُ الوتَر وهو أَن تُمِرّ عليه الأَصابع لتُصْلِحه وكذلك تَمْحِيطُ العَقَب تخليصه وقال النضر المُماحَطةُ شدة سِنانِ الجملِ الناقةَ إِذا استناخها ليَضْربها يقال سانَّها وماحَطَها مِحاطاً شديداً حتى ضرب بها الأَرض

( مخط ) مَخَطه يَمْخَطُه مَخْطاً أَي نَزَعَه ومَدَّه ويقال مَخَطَ في القوس ومَخَط السهْمُ يَمْخَطُ ويَمْخُطُ مُخُوطاً نَفَذ وأَمْخَطَه هو ويقال رماه بسهم فأَمْخَطَه من الرَّمِيّة إِذا أَنْفَذَه ومَخَطَ السهمُ أَي مَرَق وأَمْخَطْتُ السهمَ أَنفذْته وربما قالوا امْتَخَط ما في يده نزعَه واخْتَلَسه والمَخْطُ السَّيَلانُ والخُروجُ وفَحْلٌ مِخْطُ ضِرابٍ يأْخذ رِجل الناقة ويضرب بها الأَرض فيَغْسِلُها ضِراباً وهو من ذلك لأَنه بكثرة ضِرابه يستخرج ما في رَحِم الناقة من ماء وغيره والمُخاط ما يسيل من الأَنف والمُخاطُ من الأَنف كاللُّعابِ من الفم والجمع أُمْخِطةٌ لا غير ومَخَطْتُ الصبيَّ مَخْطاً ومخطَه يَمْخُطُه مَخْطاً وقد مَخَطَه من أَنفه أَي رَمَى به وامْتَخَطَ هو وتَمَخَّطَ امْتِخاطاً أَي اسْتَنْثر ومَخَطه بيده ضَربه والماخِط الذي ينْزِعُ الجِلْدةَ الرَّقيقة عن وجه الحُوار ويقال هذه ناقة إِنما مَخَطها بنو فلان أَي نُتِجَتْ عندهم وأَصل ذلك أَن الحُوار إِذا فارق الناقة مَسَح النّاتجُ عنه غِرْسَه وما على أَنفه من السّابِياء فذلك المَخْط ثم قيل للنّاتج ماخِطٌ وقال ذو الرِمّةِ وانْمِ القُتُودَ على عَيْرانةٍ حَرَجٍ مَهْريّةٍ مَخَطَتْها غِرْسَها العِيدُ
( * قوله « وانم » هو بالواو في الأَصل والأَساس وأَنشده شارح القاموس بالفاء جواب إِذا في البيت قبله )
العِيدُ قوم من بني عُقَيْل يُنسَب إِليهم النَّجائبُ ابن الأَعرابي المَخْطُ شبه الولد بأَبيه تقول العرب كأَنما مَخَطه مَخْطاً ويقال للسهام التي تتَراءَى في عين الشمس للناظر في الهواء عند الهاجِرة مُخاطُ الشيطانِ ويقال له لُعابُ الشمس ورِيقُ الشمس كل ذلك سُمِعَ عن العرب ومَخَط في الأَرض مَخْطاً إِذا مضى فيها سريعاً ويقال بُرْد مَخْطٌ ووَخْطٌ قصِير وسَيْر مَخْط ووخط سريع شَديد وقال قَدْ رابَنا من سَيْرنا تَمَخُّطه أَصْبَحَ قد زايَلَه تَخَمُّطه
( * قوله « من سيرنا » وقوله « تخمطه » كذا بالأَصل والذي في شرح القاموس عن الصاغاني من شيخنا وتخبطه بالباء )
قيل تَمَخُّطه اضْطِرابُه في مِشْيته يسقط مَرة ويتحامل أُخرى والمَخْطُ اسْتِلالُ السَّيفِ وامْتَخَطَ سيفَه سَلَّه من غِمْده وامْتَخَط رُمْحَه من مَرْكزه انتزعه وامْتَخَطَ الشيءَ اخْتَطَفَه والمَخِطُ السيِّد الكريم والجمع مَخِطون وقول رؤْبة وإِنَّ أَدْواءَ الرِّجالِ المُخَّطِ مَكانُها من شُمَّتٍ وغُبَّطِ كسَّره على توهم فاعل قال أَبو منصور ورأَيت في شعر رؤْبة وإِنَّ أَدْواءَ الرجال النُّخَّطِ بالنون قال ولا أَعرف المخَّط في تفسيره والمُخاطةُ شجرة تُثْمر ثَمراً حُلْواً لَزِجاً يؤْكل

( مرط ) المَرْطُ نَتْفُ الشعر والرِّيش والصُّوف عن الجسد مرَطَ شعرَه يَمرُطُه مَرْطاً فانْمَرط نتفه ومرَّطه فتَمرَّط والمُراطةُ ما سقط منه إِذا نُتِف وخص اللحياني بالمُراطةِ ما مُرِطَ من الإِبْط أَي نُتِف والأَمْرَطُ الخفِيفُ شعر الجسد والحاجبين والعينين من العمَش والجمع مُرْطٌ على القياس ومِرَطةٌ نادر قال ابن سيده وأَراه اسماً للجمع وقد مَرِطَ مَرَطاً ورجل أَمْرَطُ وامرأَة مَرْطاء الحاجِبَيْنِ لا يُستغنى عن ذكر الحاجبين ورجل نَمِصٌ وهو الذي ليس له حاجبان وامرأَة نَمْصاء يستغنى في الأَنْمَص والنمْصاء عن ذكر الحاجبين ورجل أَمرط لا شعر على جسده وصدره إِلاَّ قليل فإِذا ذهب كله فهو أَمْلَطُ ورجل أَمْرَطُ بيِّن المَرطِ وهو الذي قد خَفَّ عارِضاه من الشعر وتمَرَّط شعرُه أَي تحاتَّ وذِئب أَمْرَطُ مُنْتَتِفُ الشعر والأَمْرَطُ اللِّصُّ على التشبيه بالذئب وتمرَّط الذئب إِذا سقط شعره وبقي عليه شعر قليل فهو أَمرط وسهم أَمرطُ وأَمْلَطُ قد سقط عنه قُذَذُه وسَهْم مُرُطٌ إِذا لم يكن له قَذَذ الأَصمعي العُمْرُوطُ اللِّص ومثله الأَمْرطُ قال أَبو منصور وأَصله الذئب يتمرَّط من شعره وهو حينئذ أَخبث ما يكون وسهم أَمْرَط ومَرِيطٌ ومِراطٌ ومُرُطٌ لا ريش عليه قال الأَسديّ يصف السَّهم ونسب في بعض النسخ للبيد مُرُطُ القِذاذِ فليس فيه مَصْنَعٌ لا الرِّيشُ يَنْفَعُه ولا التَّعْقِيبُ ويجوز فيه تسكين الراء فيكون جميع أَمْرَط وإِنما صحَّ أَن يوصف به الواحد لما بعده من الجمع كما قال الشاعر وإِنَّ التي هامَ الفُؤَادُ بذِكْرها رَقُودٌ عن الفَحْشاءِ خُرْسُ الجَبائر واحدة الجَبائر جِبارة وجَبيرة وهي السوارُ ههنا قال ابن بري البيت المنسوب للأَسدي مُرُط القِذاذ هو لنافِع بن نُفَيْعٍ الفَقْعَسِيّ ويقال لنافع بن لَقِيط الأَسدي وأَنشده أَبو القاسم الزَّجَّاجي عن أَبي الحسن الأَخفش عن ثعلب لنُويْفِع بن نُفيع الفقعسي يصف الشيب وكِبَره في قصيدة له وهي بانَتْ لِطِيَّتِها الغَداةَ جَنُوبُ وطََرِيْتَ إِنَّك ما عَلِمْتُ طَرُوبُ ولقَدْ تُجاوِرُنا فتَهْجُرُ بَيْتَنا حتَّى تُفارِقَ أَو يُقالَ مُرِيبُ وزِيارةُ البيْتِ الذي لا تَبْتَغِي فِيهِ سَواءَ حدِيثِهِنَّ مَعِيبُ ولقد يَمِيلُ بيَ الضَّبابُ إِلى الصِّبا حِيناً فأَحْكَمَ رأْبيَ التَّجْرِيبُ ولقد تُوَسِّدُني الفتاةُ يَمِينَها وشِمالَها البَهْنانةُ الرُّعْبُوبُ نُفُجُ الحَقِيبةِ لا ترى لكعُوبها حدّاً وليسَ لساقِها ظُنْبوبُ عَظُمَتْ رَوادِفُها وأُكْمِلَ خَلْقُها والوَالدانِ نَجِيبةٌ ونَجِيبُ لَمَّا أَحلَّ الشيْبُ بي أَثْقالَه وعَلمتُ أَنَّ شَبابيَ المَسْلُوبُ قالَتْ كَبِرْتَ وكلُّ صاحِبِ لَذَّةٍ لِبِلىً يَعُودُ وذلك التَّتْبيبُ هل لي من الكِبَر المُبينِ طَبيبُ فأَعُودَ غِرّاً ؟ والشَّبابُ عَجِيبُ ذَهَبَتْ لِداتي والشَّبابُ فليْسَ لي فِيمن تَرَيْنَ مِنَ الأَنامِ ضَرِيبُ وإِذا السِّنُونَ دَأَبْنَ في طَلَب الفَتَى لحِقَ السِّنُونَ وأُدْرِكَ المَطْلُوبُ فاذْهَبْ إِلَيْكَ فليْسَ يَعْلَمُ عالمٌ من أَين يُجْمَعُ حَظُّه المَكْتُوبُ يَسْعَى الفَتَى لِينالَ أَفْضَلَ سَعْيهِ هيهاتَ ذاكَ ودُون ذاك خُطوبُ يَسْعَى ويَأْمُلُ والمَنِيَّةُ خَلْفَه تُوفي الإِكامَ له عليه رَقِيبُ لا المَوْتُ مُحْتَقِرُ الصَّغِيرِ فعادلٌ عنْه ولا كِبَرُ الكَبِيرِ مَهِيبُ ولَئِنْ كَبِرْتُ لقد عَمِرْتُ كأَنَّني غُصْنٌ تُفَيِّئُه الرِّياحُ رَطِيبُ وكذاكَ حقّاً مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِه كَرُّ الزَّمانِ عليه والتَّقْلِيبُ حتى يَعُودَ مِنَ البِلى وكأَنَّه في الكَفِّ أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصُوبُ مُرُطُ القِذاذِ فليس فيه مَصْنَعٌ لا الرِّيشُ يَنْفَعُه ولا التَّعْقِيبُ ذَهَبَتْ شَعُوبُ بِأَهْلهِ وبِمالهِ إِنَّ المَنايا لِلرِّجال شَعُوبُ والمَرْءُ مِنْ رَيْبِ الزَّمان كأَنه عَوْدٌ تَداوَلَه الرِّعاء رَكُوبُ غَرَضٌ لِكُلِّ مَنِيَّةٍ يُرْمَى بها حتى يُصابَ سَوادُه المَنْصوبُ وجمع المُرُطِ السَّهْمِ أَمراطٌ ومِراطٌ قال الرَّاجز صُبَّ على شاء أَبي رِياطِ ذُؤالةٌ كالأَقْدُحِ المِراطِ وأَنشد ثعلب وهُنَّ أَمْثالُ السُّرَى الأَمْراطِ والسُّرَى ههنا جمع سُرْوةٍ من السّهَام وقال الهذلي إِلاَّ عَوابِسُ كالمِراطِ مُعِيدةٌ باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ
( * قوله « عوابس » هو بالرفع فاعل يشرب في البيت قبله كما نبه عليه المؤلف عن ابن بري في مادة صيف فما تقدم لنا من ضبطه في مادة عود خطأ )
وشرح هذا البيت مذكور في موضعه وتمَرَّط السَّهْمُ خلا من الرِّيش وفي حديث أَبي سُفيان فامَّرَطَ قُذَذُ السهْمِ أَي سقَطَ رِيشُه وتمرَّطتْ أَوْبارُ الإِبل تطايرت وتفرقت وأَمْرَطَ الشعرُ حان له أَن يُمْرَطَ وأَمْرطَتِ الناقةُ ولدَها وهي مُمْرِطٌ أَلقته لغير تمام ولا شعر عليه فإِن كان ذلك لها عادة فهي مِمْراطٌ وأَمْرطت النخلةُ وهي مُمْرِطٌ سقط بُسْرُها غَضّاً تشبيهاً بالشعرِ فإِن كان ذلك عادَتَها فهي مِمْراط أَيضاً والمِرْطاوانِ والمُرَيْطاوان ما عَرِيَ من الشفةِ السُّفلى والسَّبَلةِ فوق ذلك مما يلي الأَنفَ والمُرَيْطاوان في بعض اللُّغات ما اكتنف العَنْفَقةَ من جانبيها والمُريطاوان ما بين السُّرّة والعانةِ وقيل هو ما خفّ شعره مما بين السرة والعانة وقيل هما جانبا عانةِ الرجل اللذان لا شعر عليهما ومنه قيل شجرة مَرْطاء إِذا لم يكن عليها ورق وقيل هي جلدة رقيقة بين السرة والعانة يميناً وشمالاً حيث تَمَرَّطَ الشعرُ إِلى الرُّفْغَين وهي تمدّ وتقصر وقيل المريطاوان عِرْقان في مَراقِّ البطن عليهما يعتمد الصَّائحُ ومنه قول عمر رضي اللّه عنه للمؤذن أَبي مَحْذُورةَ رضي الله عنه حين سمع أَذانه ورفع صوته لقد خشيتُ
( * قوله « لقد خشيت » كذا بالأصل والذي في النهاية أما خشيت ) أَن تنشقّ مُرَيْطاؤكَ ولا يُتَكَلم بها إِلاَّ مصغرة تصغير مَرْطاء وهي المَلْساء التي لا شعر عليها وقد تقصر وقال الأَصمعي المُرَيْطاء ممدودة هي ما بين السرة إِلى العانة وكان الأحمر يقول هي مقصورة والمُرَيْطاء الإِبْط قال الشاعر كأَنَّ عُرُوقَ مُرَيْطائها إِذا لَضَتِ الدِّرْعَ عنها الحِبال
( * قوله « لضت » كذا هو في الأصل وشرح القاموس باللام ولعله بالنون كأَنه يشبه عروق إِبط امرأَة بالحبال إِذا نزعت قميصها )
والمريطاء الرِّباط قال الحسين بن عَيَّاش سمعت أَعرابيّاً يسبّح فقلت ما لك ؟ قال إِنَّ مُرَيْطاي ليرسى
( * قوله « ليرسى » كذا بالأصل على هذه الصورة ) حكى هاتين الأَخيرتين الهرويّ في الغريبين والمَرِيطُ من الفرس ما بين الثُّنّةِ وأُمّ القِرْدانِ من باطن الرُّسْغِ مكبر لم يصغر ومَرَطَتْ به أُمّه تَمْرُط مَرْطاً ولَدتْه ومَرَطَ يَمْرُطُ مَرْطاً ومُرُوطاً أَسْرَع والاسم المَرَطَى وفَرس مَرَطَى سَرِيعٌ وكذلك الناقةُ وقال الليث المُرُوطُ سُرْعة المَشْي والعدْو ويقال للخيل هنَّ يمرُطْنَ مُرُوطاً وروى أَبو تراب عن مُدْرِك الجعْفريّ مَرَط فلان فلاناً وهَرَدَه إِذا آذاه والمَرَطَى ضَرْب من العَدْو قال الأَصمعي هو فوق التقْرِيب ودون الإِهْذابِ وقال يصف فرساً تَقْرِيبُها المَرَطَى والشَّدُّ إِبْراقُ وأَنشد ابن بري لطُفيل الغَنويّ تَقْرِيبُها المَرَطَى والجَوْزُ مُعْتَدِلٌ كأَنها سُبَدٌ بالماء مَغْسُولُ
( * قوله « تقريبها إلخ » أَورده في مادة سبد بتذكير الضميرين وهو كذلك في الصحاح )
والمِمْرَطةُ السريعة من النوق والجمع ممَارِطُ وأَنشد أَبو عمرو للدُّبَيْري قَوْداء تَهْدِي قُلُصاً ممَارِطا يَشْدَخْن بالليلِ الشُّجاعَ الخابِطا الشجاعُ الحيةُ الذكَر والخابط النائم والمرْطُ كِساء من خَزّ أَو صُوف أَو كتّان وقيل هو الثوب الأَخضر وجمعه مُرُوطٌ وفي الحديث أَنه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يصلي في مرُوط نسائه أَي أَكْسِيَتِهنّ الواحد مِرْط يكون من صوف وربما كان من خز أَو غيره يؤتَزر به وفي الحديث أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان يُغَلِّس بالفجر فينصرف النساء مُتَلَفِّعات بمرُوطهنّ ما يُعرفْن من الغَلَس وقال الحكم الخُضْري تَساهَمَ ثَوْباها ففي الدِّرْعِ رَأْدةٌ وفي المِرْطِ لَفّاوانِ رِدْفُهما عَبْلُ قوله تساهم أَي تَقارَعَ والمِرْط كل ثوب غير مَخِيط ويقال للفالُوذ المِرِطْراطُ والسِّرِطْراط واللّه أَعلم =

===========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جلد 3. الحيوان للجاحظ /الجزء الثالث

  الجزء الثالث بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة استنشاط القارئ ببعض الهزل وإن كنَّا قد أمَلْلناك بالجِدِّ وبالاحتجاجاتِ الصحيحة والم...