كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس


مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 مايو 2022

مجلد24.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ( شربق )

 

24.

مجلد24.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ( شربق ) شَرْبَقَه شَرْبَقةً لغة في شَبْرَقه وقد تقدم الفراء شَرْبَقْت الثوب فهو مُشَرْبَق أَي قطَّعته مثل شَبْرَقْت

( شرشق ) الشِّرْشِق طائر

( شرنق ) أَبو عمرو ثِيابٌ شَرانِقُ متخرِّقة لا واحد لها وأَنشد منه وأَعلى جِلْدِه شَرانِقُ ويقال لسَلْخِ الحَيَّة إذا أَلْقَتْه شَرانِقُ ويقال لسَلْخِ الحَيَّة إذا أَلْقَتْه شَرانِق

( شرقرق ) الليث الشِّقِرّاق والشَّقِرَّاق والشَّرَقْراق والشِّرَقْراق لغتان طائر يكون في أرض الحَرَم في منابت النخيل كقدر الهُدْهد مرقَّط بحُمْرة وخضرة وبياض وسواد

( شفق ) الشّفَق والشَّفَقة الاسم من الإشْفاق والشَّفَق الخِيفة شَفِقَ شَفَقاً فهو شَفِقٌ والجمع شَفِقُون قال الشاعر إسحق بن خلف وقيل هو لابن المُعَلَّى تَهْوى حَياتي وأَهْوَى مَوْتَها شَفَقاً والمَوْتُ أكْرَمُ نزّالٍ على الحُرَمِ وأشْفَقْت عليه وأَنا مُشْفِق وشَفِيق وإذا قلت أَشْفَقْت منه فإنما تعنى حذِرْته وأَصلهما واحد ولا يقال شَفَقْت قال ابن دريد شَفَقْت وأَشْفَقَت بمعنى وأَنكره أهل اللغة الليث الشَّفَقُ الخوف تقول أنا مُشْفِق عليك أي أَخاف والشَّفَقُ أيضاً الشَّفَقة وهو أن يكون الناصِحُ من بُلوغِ النُّصْح خائفاً على المَنْصوح تقول أَشْفَقْت عليه أن يَنالَه مكروه ابن سيده وأشْفَق عليه حَذِرَ وأشْفَق منه جَزِع وشَفَق لغة والشَّفَق والشَّفقة الخيفةُ من شدة النصح والشَّفِيق الناصِحُ الحريص على صلاح المنصوح وقوله تعالى إنّا كنّا مِنْ قَبْلُ في أَهلِنا مُشْفِقين أي كنا في أهلنا خائفين لهذا اليوم وشَفِيق بمعنى مُشْفِق مثل أَليم ووَجِيع وداعٍ
( * قوله « وداع » هكذا في الأصل ) وسَميع والشَّفَق والشَّفَقة رقَّة مِنْ نُصْحٍ أو حُبٍّ يؤدِّي إلى خوف وشَفِقْت من الأمر شَفَقَةً بمعنى أَشْفَقْت وأنشد فإنِّي ذُو مُحافَظَةٍ لِقَوْمي إذا شَفِقَتْ على الرِّزْقِ العِيالُ وفي حديث بلال وإنما كان يفعل ذلك شَفَقاً من أَن يدركه الموت الشَّفَق والإشْفاق الخوف يقال أَشْفَقْت أُشْفِق إشفاقاً وهي اللغة العالية وحكى ابن دريد شَفِقْت أَشْفَق شَفَقاً ومنه حديث الحسن قال عُبَيْدة أَتَيْناه فازْدحَمْنا على مَدْرَجةٍ رَثّةٍ فقال أَحسنوا مَلأَكم أَيُّها المَرْؤون وما على البِناء شِفَقاً ولكن عليكم انتصب شَفَقاً بفعل مضمر وتقديره وما أُشْفِقُ على البناء شَفَقاً ولكن عليكم وقوله كما شَفِقَت على الزاد العِيالُ أراد بَخِلت وضَنّت وهو من ذلك لأن البخيل بالشيء مُشْفِق عليه والشَّفَق الرّديء من الأشياء وقلّما يجمع ويقال عطاء مُشَفَّق أَي مُقَلَّل قال الكميت مَلِك أَغرُّ من الملوك تَحَلّبَت للسائلين يداه غير مُشَفِّق وقد أَشْفَق العطاء ومِلْحفة شَفَقُ النسج رديئة وشَفَّق المِلْحَفة جعلها شَفَقاً في النسج والشَّفَقُ بقية ضوء الشمس وحمرتُها في أَول الليل تُرَى في المغرب إلى صلاة العشاء والشَّفَق النهار أَيضاً عن الزجاج وقد فسر بهما جميعاً قوله تعالى فلا أُقْسِمُ بالشَّفَق وقال الخليل الشَّفَقُ الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الأخيرة فإذا ذهب قيل غابَ الشَّفَق وكان بعض الفقهاء يقول الشَّفَق البياض لأن الحمرة تذهب إذا أَظلمت وإنما الشَّفَق البياضُ الذي إذا ذهب صُلِّيَت العشاءُ الأَخيرة والله أعلم بصواب ذلك وقال الفراء سمعت بعض العرب يقول عليه ثوب مصبوغ كأنه الشَّفَق وكان أَحمر فهذا شاهِدُ الحمرة أبو عمرو الشَّفَقُ الثوب المصبوغ بالحمرة
( * كذا بياض بالأصل ) في السماء وأَشْفَقَنْا دخلنا في الشَّفَق وأَشْفَق وشَفَّق أتى بشَفَقٍ وفي مواقيت الصلاة حتى يغيب الشَّفَقُ هو من الأضداد يقع على الحمرة التي تُرى بعد مغيب الشمس وبه أخذ الشافعي وعلى البياض الباقي في الأُفُق الغربي بعد الحمرة المذكورة وبه أَخذ أَبو حنيفة وفي النوادرَ أنا في عَروض منه وفي أَعْراضٍ منه أي في نواحٍ

( شفشلق ) الشَّفْشَلِيق والشَّمْشَلِيق المُسِنّة يقال عجوز شَفْشَلِيق وشَمْشَلِيق إذا استرخى لحمها الليث الجَنْفَلِيق من النساء العظيمة وكذلك الشَّفْشَليق

( شفلق ) ابن الأعرابي الشَّفَلَّقة لُعْبة للحاضرة وهو أَن يَكْسَعَ الإنسان من خَلْفِه فيَصْرَعَه وهو الأَسْنُ عند العرب قال ويقال سَاتاهُ إذا لَعِب معه الشَّفَلَّقة

( شقق ) الشَّقُّ مصدر قولك شَقَقْت العُود شَقّاً والشَّقُّ الصَّدْع البائن وقيل غير البائن وقيل هو الصدع عامة وفي التهذيب الشَّقُّ الصدع في عود أَو حائط أو زُجاجة شَقَّه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ وشقَّقَه فتَشَقَّقَ قال ألا يا خُبْزَ يا ابْنةَ يَثْرُدانٍ أَبَى الحُلْقومُ بَعْدَكِ لا يَنامُ وبَرْقاً للعَصِيدة لاحَ وَهْناً كما شَقَّقْت في القِدْرِ السَّناما
( * قوله « ألا يا خبز إلخ » في هذين البيتين عيب الاصراف وقوله وبرقاً تقدم في مادة ث ر د وبرق )
والشَّقُّ الموضع المشقوق كأَنه سمي بالمصدر وجمعه شُقوق وقال اللحياني الشَّقُّ المصدر والشَّقُّ الاسم قال ابن سيده لا أَعرفها عن غيره والشِّقُّ اسم لما نظرت إليه والجمع الشُّقوق ويقال بيد فلان ورجله شُقوق ولا يقال شُقاق إنما الشُّقاق داء يكون بالدواب وهو يُشَِقِّق يأْخذ في الحافر أو الرُّسغ يكون فيهما منه صُدوع وربما ارتفع إلى أوْظِفَتِها وشُقَّ الحافرُ والرسغ أَصابَهُ شُقاقٌ وكل شَقٍّ في جلد عن داء شُقاق جاؤوا به على عامّة أَبنية الأدواء وفي حديث قرة بن خالد أصابنا شُقاق ونحن مُحْرمون فسأَلنا أَبا ذرٍّ فقال عليكم بالشَّحْمِ هو تَشَقُّقُ الجلد وهو من الأدواء كالسُّعال والزُّكام والسُّلاق والشَّقُّ واحد الشُّقوق وهو في الأصل مصدر الأزهري والشُّقاق تَشَقُّق الجلد من بَرْدٍ أَو غيره في اليدين والوجه وقال الأصمعي الشُّقاق في اليد والرجل من بدن الإنس والحيوان وشَقَقْت الشيء فانْشَقَّ وشَقَّ النبتُ يَشُقُّ شُقوقاً وذلك في أَول ما تَنْفَطِر عنه الأرض وشقَّ نابُ الصبي يَشُقُّ شقوقاً في أَوّل ما يظهر وشقَّ نابُ البعير يَشُقُّ شقوقاً طلع وهو لغة في شَقا إذا فطر نابُه وشَقَّ بصر الميِّت شقوقا شخَص ونظر إلى شيء لا يرتدُّ إليه طرْفُه وهو الذي حضره الموت ولا يقال شَقَّ بَصَرَه وفي الحديث أَلم تَرَوْا إلى الميِّت إذا شَقَّ بَصَرُه أي انفتح وضَمُّ الشين فيه غيرُ مختار والشَّقُّ الصبح وشَقَّ الصبحُ يَشُقُّ شَقّاً إذا طلع وفي الحديث فلما شَقَّ الفَجْران أمَرنا بإقامة الصلاة يقال شَقَّ الفجرُ وانْشَقَّ إذا طلع كأنه شَقَّ موضعَ طلوعِه وخرج منه وانْشقَّ البرقُ وتَشَقَّقَ انْعَقَّ وشَقِيقة البَرْق عَقِيقته ورأَيت شقِيقةَ البَرْق وعَقِيقته وهو ما استطار منه في الأُفق وانتشر وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن سحائب مَرَّت وعن بَرْقِها فقال أَخَفْواً أم وَمِيضاً أَم يَشُقُّ شَقّاً ؟ فقالوا بل يَشُقُّ شَقّاً فقال جاءكم الحَيا قال أَبو عبيد معنى شَقَّ البرقُ يَشُقُّ شَقّاً هو البرق الذي تراه يَلْمَعُ مستطيلاً إلى وسط السماء وليس له اعتراض ويَشقّ معطوف على الفعل الذي انتصب عنه المصدران تقديره أَيَخْفِي أم يُومض أَم يشق وشَقائِقُ النعمان نَبْتٌ واحدتها شَقيقةٌ سميت بذلك لحمرتها على التشبيه بشَقِيقةِ البَرْق وقيل واحدهُ وجمعهُ سواء وإنما أُضيف إلى النعمان لأنه حَمَى أرضاً فكثر فيها ذلك غيره ونَوْرٌ أحمر يسمى شَقائِق النُّعمان قال وإنما سمي بذلك وأُضيف إلى النعمان لأن النعمان بنَ المنذر نزل على شَقائِقِ رمل قد أَنْبَتَتِ الشَّقِرَ الأَحمرَ فاستحسنها وأَمر أَن تُحْمَى فقيل للشَّقِر شَقائِق النعمان بمَنْبِتِها لا أَنها اسم للشَّقِر وقيل النُّعْمان اسم الدم وشَقائِقُه قِطَعهُ فشُبِّهت حمرتها بحمرة الدم وسميت هذه الزهرةُ شَقائِقَ النُّعْمان وغلَب اسمُ الشقائق عليها وفي حديث أبي رافع إن في الجنّة شَجرةً تَحْمِل كُسْوة أَهلِها أَشدَّ حمرةً من الشَّقائِق هو هذا الزهر الأحمر المعروف ويقال له الشَّقِرُ وأصله من الشَّقِيقة وهي الفُرْجة بين الرمال قال الأَزهري والشَّقائِقُ سَحائبُ تَبَعَّجتْ بالأمطار الغَدِقة قال الهذلي فقلت لها ما نُعْمُ إلا كَرَوضةٍ دَمِيثِ الرُّبى جادَت عليها الشَّقائِقُ والشَّقِيقةُ المَطرةُ المُتَّسعة لأن الغيم انْشَقَّ عنها قال عبد الله بن الدُّمَيْنة ولَمْح بعَيْنَيْها كأَنَّ ومِيضَه وَمِيضُ الحَيا تُهْدَىِ لِنَجْدٍ شَقائِقُهْ وقالوا المالُ بيننا شَقَّ وشِقَّ الأبْلمَةِ والأُبْلُمةِ أي الخُوصِة أي نحن متساوون فيه وذلك أَن الخُوصةَ إذا أُخذت فشُقَّت طولاً انْشَقّت بنصفين وهذا شَقِيقُ هذا إذا انْشَقَّ بنصفين فكل واحد منهما شَقِيقُ الآخر أَي أَخوه ومنه قيل فلانٌ شَقِيقُ فلانٍ أَي أَخوه قال أَبو زبيد الطائي وقد صغره يا ابنَ أُمّي ويا شُقَيِّقَ نَفْسِي أَنتَ خَلَّيْتَني لأمْرٍ شَدِيد والشَّقُّ والمَشَقُّ ما بين الشُّفْرَين من حَيا المرأَة والشَّواقُّ من الطَّلْع ما طال فصار مقدارَ الشِّبْر لأنها تَشُقُّ الكِمامَ واحدتُها شاقَّةٌ وحكى ثعلب عن بعض بني سُواءةَ أَشَقَّ النخلُ طلعت شَواقُّه والشِّقَّةُ الشَّظِيّةُ أَو القِطعةُ المَشْقوقةُ من لوح أو خشب أَو غيره ويقال للإنسان عند الغضب احْتَدَّ فطارت منه شِقَّةٌ في الأَرض وشِقَّةٌ في السماء وفي حديث قيس بن سعد ما كان لِيُخْنِيَ بابِنه في شِقّة من تمر أَي قطعةٍ تُشَقُّ منه هكذا ذكره الزمخشري وأَبو موسى بعده في الشين ثم قال ومنه أَنه غضب فطارت منه شِقَّةٌ أَي قطعة ورواه بعض المتأَخرين بالسين المهملة وهو مذكور في موضعه ومنه حديث عائشة رضي الله عنها فطارت شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّة في الأرض هو مبالغة في الغضب والغيظ يقال قد انْشَقَّ فلان من الغضب كأنه امتلأ باطنُه به حتى انْشَقَّ ومنه قوله عز وجل تكادُ تَميّزُ من الغيظِ وشَقَّقْتُ الحطبَ وغيره فتَشَقَّقَ والشِّقُّ والشِّقَّة بالكسر نصف الشيء إذا شُقَّ الأخيرة عن أبي حنيفة يقال أَخذت شِقَّ الشاة وشِقّةَ الشاةِ والعرب تقول خُذْ هذا الشِّقَّ لِشِقّةِ الشاةِ ويقال المال بيني وبينك شِقَّ الشَّعْرة وشَقَّ الشعرة وهما متقاربان فإذا قالوا شَقَقْتُ عليك شَقّاً نصبوا قال ولم نسمع غيره والشِّق الناحية من الجبل والشِّقُّ الناحية والجانب من الشَّقِّ أَيضاً وحكى ابن الأَعرابي لا والذي جعل الجبال والرجال حفلة واحدة ثم خرقها فجعل الرجال لهذه والجبال لهذا وفي حديث أُم زرع وجدني في أَهل غُنَيْمةٍ بِشِقِّ قال أَبو عبيد هو اسم موضع بعينه وهذا يروى بالفتح والكسر فالكسر من المَشَقّةِ ويقال هم بِشِقٍّ من العيش إذا كانوا في جهد ومنه قوله تعالى لم تكونوا بالِغِيه إلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ وأَصله من الشِّقِّ نِصْف الشيء كأَنه قد ذهب بنصف أَنْفُسِكم حتى بَلَغْتُموه وأما الفتح فمن الشَّقِّ الفَصْلِ في الشيئ كأَنها أَرادت أنهم في موضع حَرِجٍ ضَيّقٍ كالشَّقِّ في الجبل ومن الأول اتقوا النارَ ولو بِشِقِّ تَمْرةٍ أي نصفِ تمرة يريد أَن لا تَسْتَقلّوا من الصدقة شيئاً والمُشاقَّةُ والشّقاق غلبة العداوةِ والخلاف شاقَّهُ مُشاقَّةَ وشِقاقاً خالَفَه وقال الزجاج في قوله تعالى إن الظالمين لفي شِقاقٍ بَعِيد الشِّقاقُ العدواةُ بين فريقين والخلافُ بين اثنين سمي ذلك شِقاقاً لأن كل فريق من فِرْقَتَي العدواة قصد شِقَّاً أَي ناحية غير شِقِّ صاحبه وشَقَّ امْرَه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ انْفَرَقَ وتبدّد اختلافاً وشَقَّ فلانٌ العصا أي فارق الجماعة وشَقَّ عصا الطاعة فانْشَقَّت وهو منه وأما قولهم شَقَّ الخوارجُ عصا المسلمين فمعناه أَنهم فرَّقوا جَمْعَهم وكلمتَهم وهو من الشَّقِّ الذي هو الصَّدْع وقال الليث الخارجيُّ يَشُقُّ عصا المسلمين ويِشاقُّهم خلافاً قال أَبو منصور جعل شَقَّهم العصا والمُشاقَّةَ واحداً وهما مختلفان على ما مر من تفسيرهما آنفاً قال الليث انشَقَّت عصاهما بعد الْتئامِها إذا تَفَرَّق يقال وانْشَقَّت العصا بالبَيْنِ وتَشَقَّقت قال قيس بن ذريح وناحَ غُرابُ البَيْنِ وانْشَقَّت العصا بِبَيْنٍ كما شَقَّ الأَدِيمَ الصَّوانِعُ وانْشَقَّت العصا أَي تفرّق الأَمرُ وشَقَّ عليَّ الأمرُ يَشقُّ شَقّاً ومَشقّة أَي ثَقُل عليّ والاسم الشِّقُّ بالكسر قال الأَزهري ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لولا أَن أَشُقَّ علي أُمّتي لأَمَرْتُهم بالسِّواك عند كلِّ صلاة المعنى لولا أَن أُثَقِّلَ على أُمتي من المَشَقّة وهي الشدة والشِّقُّ الشقيقُ الأَخُ ابن سيده شِقُّ الرجلِ وشَقِيقُه أخوه وجمع الشَّقِيقِ أَشِقَّاءُ يقال هو أَخي وشِقِّ نَفْسِي وفيه النساءُ شَقائِقُ الرجال أَي نظائرُهم وأمثالهم في الأَخْلاقِ والطِّباع كأنهن شُقِقْنَ منهم ولأن حَوّاء خلقتْ من آدم وشَقِيقُ الرجل أَخوه لأُمّه وأَبيه وفي الحديث أَنتم إخوانُنا وأَشِقَّاؤنا والشَّقِيقةُ داء يأْخذ في نصف الرأْس والوجه وفي التهذيب صُداع يأْخذ في نصف الرأْس والوجه وفي الحديث احْتَجَم وهو مُحْرِمٌ من شَقِيقةٍ هو نوع من صُداعٍ يَعْرِض في مُقَدَّمِ الرأْس وإلى أَحد جانبيه والشِّقُّ والمَشَقَّةُ الجهد والعناء ومنه قوله عز وجل إلا بِشِقّ الأَنْفُس وأكثر القراء على كسر الشين معناه إلا بجهد الأَنفس وكأنه اسم وكأَن الشَّقَّ فعل وقرأ أَبو جعفر وجماعة إلا بشَقّ الأَنفُس بالفتح قال ابن جني وهما بمعنى وأَنشد لعمرو بن مِلْقَطٍ وزعم أَنه في نوادر أَبي زيد والخَيْل قد تَجْشَمُ أَرْبابُها الشقْ قَ وقد تَعْتَسِفُ الرَّاوِيهْ قال ويجوز أَن يذهب في قوله إلى أَن الجهد يَنْقُص من قوة الرجل ونفسه حتى يجعله قد ذهب بالنصف من قوته فيكون الكسر على أَنه كالنصف والشِّقُّ المَشَقَّة قال ابن بري شاهد الكسر قول النمر بن تولب وذي إبِلٍ يَسْعَى ويحْسِبُها له أَخي نَصَبٍ مِنْ شِقِّها ودُؤُوبِ وقول العجاج أَصْبَحَ مَسْحولٌ يُوازِي شِقّا مَسْحولٌ يعني بَعِيره ويُوازي يُقاسي ابن سيده وحكى أَبو زيد فيه الشَّقّ بالفتح شَقَّ عليه يَشُقُّ شَقّاً والشُّقَّةُ بالضم معروفة من الثياب السبِيبةُ المستطيلة والجمع شِقاقٌ وشُقَقٌ وفي حديث عثمان أَنه أَرسل إلى امرأَة بشُقَيْقةٍ الشُّقّة جنس من الثياب وتصغيرُها شُقَيْقةٌ وقيل هي نصب ثوب والشُّقَّة والشِّقّةُ السفر البعيد يقال شُقَّةٌ شاقَّةٌ وربما قالوه بالكسر الأَزهري والشُّقَّةُ بُعْدُ مَسيرٍ إلى الأَرض البعيدة قال الله تعالى ولكن بَعُدَت عليهم الشُّقَّةُ وفي حديث وفد عبد القيس إنَّا نَأْتِيكَ من شُقَّةٍ بعيدة أَي مسافة بعيدة والشُّقَّةُ أَيضاً السفرُ الطويل وفي حديث زُهَير على فَرسٍ شَقَّاءَ مَقَّاءَ أَي طويلة والأشْقُّ الطويلُ من الرجال والخيل والاسم الشَّققُ والأُنثى شَقَّاء قال جابر أَخو بني معاوية بن بكر التغلبي ويومَ الكُلابِ اسْتَنْزَلَتْ أَسَلاتُنا شُرَحْبِيلَ إذْ آلى أَلِيَّة مُقْسِمِ لَيَنْتَزِعَنْ أَرماحَنا فأَزالَة أَبو خَنَشٍ عن ظَهْرِ شَقّاءَ صِلْدِمِ ويروى عن سَرْج يقول حلف عدوّنا لينتزعَنْ أَرماحَنا من أَيدينا فقتلناه أَبو عبيد تَشَقَّقَ الفرسُ تَشَقُّقاً إذا ضمَرَ وأَنشد وبالجِلالِ بَعْدَ ذاكَ يُعْلَيْن حتى تَشَقَّقْنَ ولَمَّا يَشْقَيْن واشْتِقاقُ الشيء بُنْيانُه من المُرتَجَل واشِْتِقاقُ الكلام الأَخذُ فيه يميناً وشمالاً واشْتِقاقُ الحرف من الحرف أَخْذُه منه ويقال شَقَّقَ الكلامَ إذا أَخرجه أَحْسَنَ مَخْرَج وفي حديث البيعة تَشْقِيقُ الكلام عليكم شديدٌ أي التطلُّبُ فيه لِيُخْرِجَه أَحسنَ مخرج واشْتَقَّ الخصمان وتَشاقَّا تلاحّا وأَخذا في الخصومة يميناً وشمالاً مع ترك القصد وهو الاشتِقاق والشَّقَقةُ الأعْداءُ واشْتَقَّ الفرسُ في عَدْوِه ذهب يميناً وشمالاً وفرس أَشَقُّ وقد اشْتَقَّ في عَدْوِه كأَنه يميل في أَحد شِقَّيْه وأَنشد وتَبارَيْت كما يمْشِي الأَشَقّ الأَزهري فرس أَشَقُّ له معنيان فالأصمعي يقول الأَشَقُّ الطويل قال وسمعت عقبة بن رؤبة يصف فرساً فقال أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ فجعله كله طولاً وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي الأَشَقُّ من الخيل الواسعُ ما بين الرجلين والشَّقَّاءُ المَقَّاءُ من الخيل الواسعة الأَرْفاغِ قال وسمعت أَعرابيّاً يسُبُّ أَمَةً فقال لها يا شَقَّاء مقَّاءُ فسأَلتْهُ عن تفسيرهما فأَشار إلى سَعة مَشَقِّ جَهازها والشّقِيقةُ قطعة غليظة بين كل حَبْلَي رَمْلٍ وهي مَكْرُمةٌ للنبات قال الأزهري هكذا فسره لي أَعْرابيٌّ قال وسمعته يقول في صفة الدَّهْناء وشقائِقها وهي سبعة أَحْبُلٍ بين كل حبلين شَقِيقةٌ وعَرْضُ كل حبلٍ مِيلٌ وكذلك عرضُ كلِّ شيء شَقِيقةٌ وأما قدرها في الطول فما بين يَبْرين إلى يَنْسوعةِ القُفّ فهو قدر خمسين ميلاً والشَّقِيقةُ الفرجة بين الحبلين من حبال الرمل تنبت العشب قال أَبو حنيفة الشَّقِيقة لين من غِلَظ الأرض يطول ما طال الحبل وقيل الشَّقِيقةُ فُرْجة في الرمال تنبت العشب والجمع الشَّقائِقُ قال شَمْعَلة بن الأَخضر ويومَ شَقِيقة الحسَنَيْنِ لاقَتْ يَنُو شَيْبانَ آجالاً قِصارا وقال ذو الرمة جِماد وشَرْقيّات رَمْلِ الشَّقائِق والحَسَنانِ نَقَوانِ من رمل بني سعد قال أَبو حنيفة وقال لي أَعرابي هو ما بين الأَمِيلَينِ يعني بالأَمِيل الحبلَ وفي حديث ابن عمرو في الأرض الخامسة حيَّاتٌ كالخَطائِط بين الشَّقائِق هي قِطَعٌ غلاظ بين حبال الرمل واحدتُها شَقِيقةٌ وقيل هي الرمال نفسها والشَّقِيقةُ والشَّقُوقةُ طائرٌ والأَشَقُّ اسم بلد قال الأَخطل في مُظْلِمٍ غَدِقِ الرَّبابِ كأَنَّما يَسْقِي الأَشَقَّ وعالِجاً بِدَوالي والشِّقْشِقةُ لَهاةُ البعير ولا تكون إلا للعربيّ من الإبل وقيل هو شيء كالرِّئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج والجمع الشَّقاشِقُ ومنه سُمّي الخطباء شَقاشِقَ شَبَّهوا المِكْثار بالبعير الكثير الهَدْرِ وفي حديث علي رضي الله عنه أن كثيراً من الخُطَبِ من شقاشِق الشيطان فجعل للشيطان شَقاشِقَ ونسبَ الخطبَ إليه لِما يدخل فيها من الكذب قال أَبو منصور شبّه الذي يَتَفَيْهَقُ في كلامه ويَسْرُده سَرْداً لا يبالي ما قال من صِدْقٍ أو كذب بالشيطان وإسْخاطه ربّه والعرب تقول للخطيب الجَهِرِ الصوت الماهر بالكلام هو أَهْرَتُ الشِّقْشِقة وهَرِيتُ الشّدْق ومنه قول ابن مقبل يذكر قوماً بالخَطابة هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُون للجُزُرِ قال الأزهري وسمعت غير واحد من العرب يقول للشِّقْشِقة شِمْشِقةٌ وحكاه شمر عنهم أَيضاً وشَقْشَقَ الفحلُ شَقْشَقةً هدَر والعصفورُ يُشَقْشِقُ في صوته وإذا قالوا للخطيب ذو شِقْشَِقةٍ قإنما يشبّه بالفحل قال ابن بري ومنه قول الأعشى واقْنَ فإني فَطِنٌ عالمٌ أَفْطَعُ مِنْ شِقْشِقةِ الهادرِ وقال النضر الشِّقْشِقةُ جلدة في حلق الجمل العربي ينفخ فيها الريح فتنتفخ فيهدر فيها قال ابن الأَثير الشِّقْشِقةُ الجلدةُ الحمراء التي يخرجها الجمل من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شِدْقِه ولا تكون إلا للجمل العربي قال كذا قال الهروي وفيه نظر شبه الفصيحَ المِنْطِيقَ بالفحل الهادر ولِسانَه بشِقْشِقَتهِ ونسَبها إلى الشيطان لِمَا يدخل فيه من الكذب والباطل وكونِه لا يُبالي بما قال وأَخرجه الهروي عن علي وهو في كتاب أَبي عبيدة وغيره عن عمر ورضي الله عنهم أجَمعين وفي حديث علي رضوان الله عليه في خطبة له تِلْك شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثم قَرَّتْ ويروى له في شعر لِساناً كشِقْشِقةِ الأَرْحَبيْ يِ أَو كالحُسامِ اليَماني الذَّكَرْ وفي حديث قُسٍّ فإذا أَنا بالفَنِيق يُشَقْشِقُ النُّوقَ قيل إنه بمعنى يُشَقِّقُ ولو كان مأْخوذاً من الشِّقْشقة لجاز كأَنه يَهْدِر وهو بينها وفلان شِقْشِقة قومه أَي شريفُهم وفَصِيحُهم قال ذو الرمة كأَن أَباهم نَهْشَلٌ أو كأَنَّه بشِقْشِقةٍ من رَهْطِ قَبْسِ بنِ عاصمِ وأَهلُ العراق يقولون للمُطَرْمِذ الصَّلِفِ شَقَّاق وليس من كلام العرب ولا يعرفونه وشِقٌّ اسم كاهن من كُهَّان العرب وشَقِيقٌ أَيضاً اسم والشَّقِيقةُ اسم جدة النعمان بن المنذر قال ابن الكلبي وهي بنت أبي ربيعة بن ذُهْل بن شيبان قال النابغة الذبياني يهجو النعمان حَدِّثوني بني الشَّقِيقةِ ما يم نع فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أن يَزولا ؟

( شقرق ) الشِّقِرَّاقُ والشَّقِرَّاقُ طائر يسمى الأَخْيَلَ والعرب تتشاءم به وربما قالوا شِرِقْراق مثل سِرِطْراط قال الفراء الأَخْيَلُ الشِّقِرَّاق عند العرب بكسر الشين وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أنه قال الأَخْطَب هو الشَّقرَّاق بفتح الشين اللحياني شِقِرَّاق ذكره في باب فِعِلاْل الليث الشِّقِرَّاق والشّرَقْراق لغتان طائر يكون في أَرض الحَرَم في منابت النخيل كقدر الهدهد مرقَّط بحمرة وخضرة وبياض وسواد والله أَعلم

( شلق ) : الشِّلْقُ : شيء على خِلْقَة السَّمْكَة صغير له رِجْلان عند ذنبه كرِجْل الضفدع لا يدان له يكون في أَنهار البصرة وليست بعربية . ابن الأَعْرابيّ : الشِّلْقُ الأَنْكَلِيسُ من السَّمَكِ وهو الجِرِّيُّ والجِرِّيت وقيل : الشِّلْق من سمك البحرين . و الشَّلْقُ : الضَّرْبُ والبَضْعُ وليس بعربي محض . و شَلَقَه يَشْلُقه شَلْقاً : ضربه بسوط أَو غيره . و الشَّوْلَقِيُّ : الذي بيع الحلاوَة بلغة ربيعة والفُرْس تسمِّيه الرسَّ من الرجال . أَبو عمرو : الشَّلَقَةُ الرَّاضَةُ . و الشِّلْقاءُ : السِّكِّين على وزنِ الحِرْباء وقال عمرو بن بحر : الضَّبُّ المَكُونُ إِذا باضت البيضةَ قيل سَرَأَت وبيضها سَرْءٌ وإِذا أَلْقَتْ بيضَها فهي شَلَقَةٌ

( شلمق ) أَبو عمرو يقال للعجوز شَمْلَق وشَلْمَق وسَمْلَق وسَلْمَق

( شمق ) الشَّمَقُ مَرَحُ الجنون وفي التهذيب شبْهُ مَرَحِ الجنون شَمِقَ شَمَقاً وشَماقةً قال رؤبة كأَنَّه إذ راحَ مَسْلُوسُ الشَّمَقْ وقد شَمِقَ يَشْمَقُ شَمَقاً إذا نَشِط والشَّمَقُ النشاط والأَشْمَق اللُّغام المختلط بالدم وفي التهذيب لُغام الجمل قال الراجز يَنْفُخْن مَشْكولَ اللُّغامِ أَشْمَقا يعني جمالاً يَتَهادَرْنَ والشِّمِقُّ والشَّمَقْمَقُ الطويلُ وفي التهذيب الطويلُ الجسيم من الرجال وقيل الشَّمَقْمَقُ النشيط وثوب شَمِقٌ مخرّق ومَرْوان بن محمد الشاعر يكنى بأَبى الشَّمَقْمَق

( شمرق ) ثوب مُشَمْرَق وشُمارِق كمُشَبْرق وشُبارِق عن اللحياني قال ابن سيده وعندي أَنه بدل وشُمارِق كشُبارِق

( شمشلق ) الشَّمْشَلِيقُ والشَّفْشَلِيقُ المُسِنّةُ الأَزهري الشَّمْشَلِيقُ من النساء السريعةُ المشي الصَّخَّابةُ وأَنشد بضَرّةٍ تَشُلُّ في وَسِيِقها نَأْآجةِ العَدْوَةِ شَمْشَلِيقِها صَلِيبةِ الصَّيْحة صَهْصَلِيقِها والشَّمْشَلِيقُ الخفيف وأنشد لأبي محصة ( ) ( قوله « محصة » كذا بالأصل وفي شرح القاموس محيصة )
وهَبْتُه ليس بشَمْشَلِيقِ ولا دَحُوقِ العَيْنِ حَنْدَقُوقِ ولا يُبالي الجَوْرَ في الطَّرِيقِ والشَّمْشَليقُ الطويل السمين

( شملق ) الشَّمْلَقُ السيئة الخلق وقيل هي العجوز الهَرِمة قال أَشْكو إلى الله عِيالاً دَرْدَقا مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً شَمْلَقا وقيل إنما هي سَمْلَق وإن أبا عبيد صحّفه

( شنق ) الشَّنَقُ طولُ الرأْس كأَنما يُمَدُّ صُعُداً وأَنشد كأَنَّها كَبْداءُ تَنْزُو في الشَّنَقْ
( * قوله « كأنها كبداء تنزو إلخ » في شرح القاموس ما نصه هكذا في اللسان وهو لرؤبة يصف صائداً والرواية سوّى لها كبداء )
وشَنَقَ البَعيرَ يَشْنِقُه ويَشْنُقُه شَنْقاً وأَشْنَقَه إذا جذب خطامه وكفَّه بزمامه وهو راكبه من قِبَل رأْسِه حتى يُلْزِقَ ذِفْراه بقادمة الرحل وقيل شَنَقَه إذا مدّه بالزمام حتى يرفع رأْسه وأَشْنَقَ البعيرُ بنفسه رَفع رأْسَه يتعدى ولا يتعدى قال ابن جني شَنَقَ البعيرَ وأَشْنَق هو جاءت فيه القضية معكوسة مخالفة للعادة وذلك أَنك تجد فيها فَعَلَ متعدياً وأَفْعَلَ غير متعد قال وعلة ذلك عندي أَنه جعل تعدِّي فَعَلْت وجمود أَفْعَلْت كالعوض لِفَعَلْت من غلبة أَفْعَلْت لها على التعدي نحو جلس وأَجلست كما جعل قلب الياء واواً في البَقْوَى والرَّعْوَى عوضاً للواو من كثرة دخول الياء عليها وأُنْشِدَ طلحةُ قصيدة فما زال شانِقاً راحلتَه حتى كتبت له وهو التيمي ليس الخزاعي وفي حديث علي رضوان الله عليه إن أَشْنَقَ لها خَرَمَ أي إن بالع في إشْناقِها خَرَمَ أَنْفَها ويقال شَنَقَ لها وأَشْنَقَ لها وفي حديث جابر فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أَوّلَ طالع فأَشْرَعَ ناقتَه فشَرِبَت وشَنَقَ لها وفي حديث عمر رضي الله عنه سأَله رجل مُحْرِمٌ فقال عَنَّت لي عِكْرِشةٌ فشَنَقْتُها بحَبُوبة أَي رميتها حتى كَفَّت عن العدوِ والشِّناقُ حبل يجذب به رأْس البعير والناقةِ والجمع أَشْنِقةٌ وشُنُقٌ وشَنَقَ البعيرَ والناقةَ يَشْنِقُه شَنْقاً شدّهما بالشِّناق وشَنَقَ الخلِيّةَ يَشْنِقها شَنْقاً وشَنَّقها وذلك أَن يَعمِد إلى عود فيَبْرِيه ثم يأْخذ قُرْصاً من قِرَصةِ العسل فيُثْبت ذلك العودَ في أَسفل القُرْص ثم يقيمه في عرْضِ الخلية فربما شَنَقَ في الخلية القُرْصَين والثلاثة وإنما يفعل هذا إذا أَرْضعت النحلُ أولادهَا واسم ذلك الشيء الشَّنِيقُ وشَنَقَ رأْسَ الدابة شدَّه إلى أَعلى شجرة أو وَتَدٍ مرتفع حتى يمتد عنقها وينتصب والشِّناقُ الطويل قال الراجز قد قَرنَوني بامْرِئٍ شِناقِ شَمَرْدلٍ يابسِ عَظْمِ السّاقِ وفي حديث الحجاج ويزيد بن المهلب وفي الدِّرْع ضَخْم المَنْكِبَيْنِ شِناق أي طويل النضر الشَّنَقُ الجيّد من الأوتار وهو السَّمْهَرِيّ الطويل والشَّنَقُ طول الرأْس ابن سيده والشَّنَقُ الطولُ عُنُقٌ أَشْنَقُ وفرس أَشْنَقُ ومَشْنُوقٌ طويل الرأْس وكذلك البعير والأُنثى شَنْقاء وشِناق التهذيب ويقال للفرس الطويلِ شِناقٌ ومَشْنوقٌ وأَنشد يَمَّمْتُه بأَسِيلِ الخَدِّ مُنْتَصبٍ خاظِي البَضِيع كمِثْل الجِذْع مَشْنوق ابن شميل ناقة شِناقٌ أَي طويلة سَطْعاء وجمل شِناقٌ طويل في دِقّةٍ ورجلِ شِناقٌ وامرأَة شِناقٌ لا يثنى ولا يجمع ومثله ناقةٌ نِيافٌ وجمل نِيافٌ لا يثنى ولا يجمع وشَنِقَ شَنَقاً وشَنَقَ هَوِيَ شيئاً فبقي كأَنه مُعلّقٌ وقَلْبٌ شَنِقٌ هيْمان والقلب الشَّنِقُ المِشْناقُ الطامحُ إلى كل شيء وأَنشد يا مَنْ لِقَلْبٍ شَنِقٍ مِشْناق ورجل شَنِقٌ مُعَلَّقُ القلب حذر قال الأَخطل وقد أَقولُ لِثُوْرٍ هل ترى ظُعُناً يَحْدو بهنّ حِذارِي مُشْفِقٌ شَنِقُ ؟ وشِناقُ القِربةِ علاقتُها وكل خيط علقت به شيئاً شِناقٌ وأَشْنَقَ القربة إشْناقاً جعل لها شِناقاً وشدَّها به وعلقها وهو خيط يشد به فم القربة وفي حديث ابن عباس أَنه بات عند النبي صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة قال فقام من الليل يصلي فحَلَّ شِناقَ القربة قال أَبو عبيدة شِناقُ القربة هو الخيط والسير الذي تُعلّق به القربةُ على الوتد قال الأَزهري وقيل في الشِّناق إنه الخيط الذي تُوكِئُ به فمَ القربة أَو المزادة قال والحديث يدل على هذا لأن العِصامَ الذي تُعَلَّق به القربة لا يُحَلّ إنما يُحَلُّ الوكاء ليصب الماء فالشِّناقُ هو الوكاء وإنما حلّه النبي صلى الله عليه وسلم لمّا قام من الليل ليتطهر من ماء تلك القربة ويقال شَنَقَ القربةَ وأَشْنَقَها إذا أَوكأَها وإذا علقها أَبو عمرو الشيباني الشِّناقُ أن تُغَلَّ اليد إلى العُنُقِ وقال عدي ساءَها ما بنا تَبَيَّنَ في الأَيْ دي وإشْناقُها إلى الأَعْناقِ وقال ابن الأَعرابي الإشْناقُ أَن تَرْفَعَ يدَه بالغُلّ إلى عنقه أَبو سعيد أَشْنَقْتُ الشيء وشَنَقْتُه إذا علَّقته وقال الهذلي يصف قوساً ونبلاً شَنَقْت بها مَعابِلَ مُرْهَفاتٍ مُسالاتِ الأَغِرَّة كالقِراطِ قال شَنَقْتُ جعلت الوتر في النبل قال والقِراطُ شُعْلة السِّراج والشِّناق والأَشْناقُ ما بين الفريضتين من الإبل والغنم فما زاد على العَشْر لا يؤخذ منه شيء حتى تتم الفريضة الثانية واحدها شَنَقٌ وخص بعضهم بالأَشْناق الإبلَ وفي الحديث لا شِناقَ أَي لا يؤخذ من الشَّنَقِ حتى يتمّ والشِّناقُ أَيضاً ما دون الدية وقيل الشَّنَقُ أَن تزيد الإبل على المائة خمساً أو ستّاً في الحَمالة قيل كان الرجل من العرب إذا حمل حَمالةً زاد أَصحابَها ليقطع أَلسنتهم ولِيُنْسَبَ إلى الوفاء وأَشْناقُ الدية دياتُ جراحات دون التمام وقيل هي زيادة فيها واشتقاقها من تعليقها بالدية العظمى وقيل الشَّنَقُ من الدية ما لا قود فيه كالخَدْش ونحو ذلك والجمع أشْناقٌ والشَّنَقُ في الصدقة ما بين الفريضتين والشَّنَقُ أَيضاً ما دون الدية وذلك أَن يسوق ذُو الحَمالةِ مائة من الإبل وهي الدية كاملة فإذا كانت معها ديات جراحات لا تبلغ الدية فتلك هي الأَشْناقُ كأَنها متعلقة بالدية العظمى ومنه قول الشاعر بأَشْناقِ الدِّياتِ إلى الكُمول قال أَبو عبيد الشِّناقُ ما بين الفريضتين قال وكذلك أَشْناقُ الديات ورَدّ ابن قتيبة عليه وقال لم أَر أَشْناقَ الدياتِ من أَشناقِ الفرائض في شيء لأنّ الديات ليس فيها شيء يزيد على حد من عددها أو جنس من أجناسها وأَشْناقُ الديات اختلاف أَجناسها نحو بنات المخاض وبنات اللبون والحقاق والجذاع كلُّ جنس منها شَنَقّ قال أَبو بكر والصواب ما قال أَبو عبيد لأَن الأَشْناقَ في الديات بمنزلة الأَشْناقِ في الصدقات إذا كان الشَّنَقُ في الصدقة ما زاد على الفريضة من الإبل وقال ابن الأَعرابي والأَصمعي والأثرم كان السيد إذا أَعطى الدية زاد عليها خمساً من الإبل ليبين بذلك فضله وكرمه فالشَّنَقُ من الدية بمنزلة الشَّنَقِ في الفريضة إذا كان فيها لغواً كما أنه في الدية لغو ليس بواجب إنما تَكرُّمٌ من المعطي أَبو عمرو الشيباني الشَّنَقُ في خَمْسٍ من الإبل شاة وفي عشر شاتان وفي خمس عشرة ثلاث شياه وفي عشرين أَربع شياه فالشاة شَنَقٌ والشاتان شَنَقٌ والثلاث شياه شَنَقٌ والأربع شياه شَنَقٌ وما فوق ذلك فهو فريضة وروي عن أحمد بن حنبل أَن الشَّنَقَ ما دون الفريضة مطلقاً كما دون الأَربعين من الغنم وفي الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم لوائل بن حُجْر لا خِلاطَ ولا وِراطَ ولا شِناقَ قال أَبو عبيد قوله لا شِناقَ فإن الشَّنَقَ ما بين الفريضتين وهو ما زاد من الإبل على الخمس إلى العشر وما زاد على العشر إلى خمس عشرة يقول لا يؤخذ من الشَّنَقِ حتى يتم وكذلك جميع الأشْناقِ وقال الأَخطل يمدح رجلاً قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدّيات به إذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوْقَه حَملا وروى شمر عن ابن الأعرابي في قوله قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدِّيات به يقول يحتمل الديات وافية كاملة زائدة وقال غيرُ ابن الأَعرابي في ذلك إن أَشْناقَ الديات أَصنافُها فدِيَةُ الخطإِ المحض مائةٌ من الإبل تحملها العاقلةُ أَخْماساً عشرون ابنة مخاض وعشرون ابنة لبون وعشرون ابن لبون وعشرون حِقَّةً وعشرون جَذَعةً وهي أَشْناقٌ أَيضاً كما وصَفْنا وهذا تفسير قول الأخطل يمدح رئيساً يتحمل الديات وما دون الديات فيُؤَدِّيها ليُصْلِحَ بين العشائر ويَحْقُنَ الدِّماء والذي وقع في شعر الأَخطل ضَخْمٍ تعلَّق بالخفض على النعت لما قبله وهو وفارسٍ غير وَقَّافٍ برايتهِ يومَ الكرَيهة حتى يَعْمَل الأَسَلا والأَشْناقُ جمع شَنَق وله معنيان أَحدهما أَن يَزِيدَ مُعْطي الحَمالةِ على المائة خَمْساً أو نحوها ليُعْلَم به وفاؤه وهو المراد في بيت الأخطل والمعنى الآخر أَن يُرِيدَ بالأَشْناق الأُرُوشَ كلَّها على ما فسره الجوهري قال أَبو سعيد الضرير قول أَبي عبيد الشَّنَقُ ما بين الخَمْس إلى العشر مُحالٌ إنما هو إلى تسع فإذا بلغ العَشْرَ ففيها شاتان وكذلك قوله ما بين العشرة إلى خَمْس عَشْرةَ وكان حقُّه أَن يقول إلى أَرْبَعَ عَشْرة لأَنها إذا بلغت خَمْسَ عَشْرةَ ففيها ثلاثُ شِياه قال أَبو سعيد وإنما سمي الشَّنَقُ شَنَقاً لأَنه لم يؤخذ منه شيء وأَشْنَقَ إلى ما يليه مما أُخذ منه أَي أضيف وجُمِعَ قال ومعنى قوله لا شِناقَ أَي لا يُشْنِقُ الرجل غنمه وإبله إلى غنم غيره ليبطل عن نفسه ما يجب عليه من الصدقة وذلك أَن يكون لكل واحد منهما أَربعون شاة فيجب عليهما شاتان فإذا أَشْنَقَ أَحدُهما غنمَه إلى غنم الآخر فوجدها المُصَدِّقُ في يده أَخَذَ منها شاة قال وقوله لا شِناقَ أي لا يُشْنِقُ الرجلُ غنمه أو إبله إلى مال غيره ليبطل الصدقة وقيل لا تَشانَقُوا فتجمعوا بين متفرق قال وهو مثل قوله ولا خِلاطَ قال أَبو سعيد وللعرب أَلفاظ في هذا الباب لم يعرفها أَبو عبيد يقولون إذا وجب على الرجل شاة في خمس من الإبل قد أَشْنَقَ الرجلُ أَي وجب عليه شَنَقٌ فلا يزال مُشْنِقاً إلى أن تبلغ إبله خمساً وعشرين فكل شيء يؤدِّيه فيها فهي أَشْناقٌ أَربَعٌ من الغنم في عشرين إلى أَربع وعشرين فإذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنتُ مَخاضٍ مُعَقَّلٍ أي مُؤَدّىً للعقال فإذا بلغت إبلُه ستّاً وثلاثين إلى خمس وأَربعين فقد أَفْرَضَ أي وجبت في إبله فريضة قال الفراء حكى الكسائي عن بعض العرب الشَّنَقُ إلى خمس وعشرين قال والشَّنَقُ ما لم تجب فيه الفريضة يريد ما بين خمس إلى خمس وعشرين قال محمد بن المكرم عفا الله عنه قد أَطلق أَبو سعيد الضريرُ لِسانَه في أَبي عبيد ونَدَّدَ به بما انْتَقَده عليه بقوله أَوّلاً إن قوله الشَّنَقُ ما بين الخَمْسِ إلى العَشْرِ مُحالٌ إنما هو إلى تسع وكذلك قوله ما بين العَشْرِ إلى خَمْسَ عَشْرةَ كان حقه أَن يقول إلى أَربعَ عشرة ثم بقوله ثانياً إن للعرب أَلفاظاً لم يعرفها أبو عبيد وهذه مشاحَّةٌ في اللفظ واستخفافٌ بالعلماء وأَبو عبيد رحمه الله لم يَخْفَ عنه ذلك وإنما قصد ما بين الفريضتين فاحتاج إلى تسميتها ولا يصح له قول الفريضتين إلا إذا سماهما فيضطر أن يقول عشر أو خمس عشرة وهو إذا قال تسعاً أو أربع عشرة فليس هناك فريضتان وليس هذا الانتقاد بشيء ألا ترى إلى ما حكاه الفراء عن الكسائي عن بعض العرب الشَّنَقُ إلى خمس وعشرين ؟ وتفسيره بأنه يريد ما بين الخمس إلى خمس وعشرين وكان على زعم أبي سعيد يقول الشَّنَقُ إلى أربع وعشرين لأنها إذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنت مخاض ولم ينتقد هذا القول على الفراء ولا على الكسائي ولا على العربي المنقول عنه وما ذاك إلا لأنه قصد حَدَّ الفريضتين وهذا انْحِمال من أبي سعيد على أبي عبيد والله أعلم والأشْناقُ الأُروشُ أَرْش السِنُّ وأَرْشُ المُوضِحة والعينِ القائمة واليد الشلاَّء لا يزال يقال له أَرْشٌ حتى يكونَ تكملَة ديةٍ كاملة قال الكميت كأَنّ الدِّياتِ إذا عُلِّقَتْ مِئُوها به والشَّنَقُ الأَسْفَلُ وهو ما كان دون الدِّية من المَعاقِل الصِّغارِ قال الأَصمعي الشَّنَقُ ما دون الدية والفَضْلةُ تَفْضُل يقول فهذه الأَشْناقُ عليه مثل العَلائِق على البعير لا يكترث بها وإذا أُمِرَّت المئون فوقَه حَمَلها وأُمِرَّت شُدَّت فوقه بمرارٍ والمِرارُ الحَبْلُ وقال غيره في تفسير بيت الكميت الشَّنَقُ شَنَقانِ الشَّنَقُ الأَسْفَلُ والشَّنَقُ الأَعلى قالشَّنَقُ الأسفل شاةٌ تجب في خَمْس من الإبل والشَّنَقُ الأعلى ابنةُ مخاض تجب في خمس وعشرين من الإبل وقال آخرون الشَّنَقُ الأَسْفلُ في الديات عشرون ابنة مخاضٍ والشَّنَقُ الأعلى عشرون جذعةً ولكلٍّ مقالٌ لأنها كلَّها أَشْناقٌ ومعنى البيت أنه يستَخِفُّ الحمالاتِ وإعطاءَ الديات فكأَنه إذا غَرِمَ دِياتٍ كثيرةً غَرِمَ عشرين بعيراً لاستخفافه إيّاها وقال رجل من العرب مِنَّا مَنْ يُشْنِقُ أي بعطي الأَشْناقَ وهي ما بين الفريضتين من الإبل فإذا كانت من البقر فهي الأَوْقاص قال ويكون يُشْنِقُ يعطي الشُّنُقَ وهي الحبال واحدها شِناقٌ ويكون يُشْنِقُ يعطي الشَّنَقَ وهو الأَرْش وقال في موضع آخر أَشْنق الرجلُ إذا أخذ الشَّنَقَ يعني أَرْشَ الخَرْقِ في الثوب ولحم مُشَنَّقٌ أي مقطّع مأْخوذ من أشْناق الدية والشِّناقُ أن يكون على الرجل والرجلين أو الثلاثةِ أشْناقٌ إذا تفرّقت أَموالهم فيقول بعضهم لبعض شانِقْني أي اخْلِطْ مالي ومالَك فإنه إن تفرّق وجب علينا شَنَقانِ فإن اختلط خَفَّ علينا فالشِّناقُ المشاركة في الشَّنَقِ والشَّنَقَينِ والمُشَنَّقُ العجين الذي يُقطَّع ويعمل بالزيت ابن الأعرابي إذا قُطِّع العجين كُتَلاً على الخِوانِ قبل أن يبسط فهو الفَرَزْدَق والمُشَنَّقُ والعَجاجير ورجل شِنِّيقٌ سَيءُ الخُلُق وبنو شَنوقٍ بطن والشَّنِيق الدَّعِيّ قال الشاعر أنا الدَّاخِلُ الباب الذي لا يَرومُه دَنيٌّ ولا يُدْعَى إليه شَنِيقُ وفي قصة سليمان على نبينا وعليه الصلاة والسلام احْشُروا الطيرَ إلا الشَّنْقاءَ هي التي تزُقُّ فِراخَها

( شنتق ) الشُّنْتُقةُ خِرْقةٌ تكون على رأْس المرأَة تقي بها الخِمارَ من الدُّهْن

( شندق ) شَنْدَق اسم أَعجمي معرب

( شنفلق ) الشَّنْفَلِيق الضخمة من النساء

( شهق ) الشَّهِيقُ أَقِبحُ الأصوات شَهِقَ وشَهَقَ يَشْهَقُ ويَشْهِقُ شَهِيقاً وشُهاقاً وبعضهم يقول شُهوقاً ردَّد البكاء في صدره الجوهري شهق يشهق ارتفع وشَهِيقُ الحمار آخر صوته وزفيره أوَّله وقيل شَهِيقُ الحمار نَهيقه ويقال الشَّهِيق ردُّ النفَس والزَّفِيرُ إخراجه الليث الشَّهِيقُ ضد الزفير والزفير إخراج النفس قال الله عز وجل في صفة أهل النار لهم فيها زَفِيرٌ وشَهِيق قال الزجاج الزَّفِير والشَّهِيق من أَصوات المكروبين قال والزفير من شديد الأنِين وقبيحه والشَّهِيقُ الأنِينُ الشديد المرتفع جدّاً قال وزعم بعض أَهل اللغة من البصريين والكوفيين أن الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمار من النهيق والشهيق بمنزلة آخر صوته في الشَّهِيق وروي عن الربيع في قوله لهم فيها زَفِير وشَهِيق قال الزفير في الحلق والشَّهِيق في الصدر ورجل ذو شاهقٍ شديدُ الغضب ويقال للرجل إذا اشتد غضبه إنه لذو شاهقٍ وإنه لذو صاهلٍ وفحل ذو شاهقٍ وذو صاهلٍ إذا هاجَ وصالَ فسمعت له صوتاً يخرج من جوفه الأَصمعي يقال شَهَقت وشَهِقَت عين الناظر عليه إذا أَصابه بعين وقال مزاحم العقيلي إذا شَهِقت عَيْنٌ عليه عَزَوْتُه لغير أَبيه أو تَسَنَّيْتُ راقِيا أَخبر أَنه إذا فتح إنسان عينه عليه فخشيت أن يصيبه بعينه قلت هو هجِين لأَرُدَّ عينَ الناظر عنه وإعجابَه به والشَّهْقة كالصيحة يقال شَهَقَ فلانٌ وشَهِقَ شَهْقةً فمات والتَّشْهاقُ الشَّهِيق وقال حنظلة بن شَرْقيّ وكنيته أَبو الطَّمَحان بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناتِه وطَعْنٍ كتَشْهاق العِفَا هَمَّ بالنَّهْقِ ويقال ضَحِكٌ تَشْهاق قال ابن ميّادة تقول خَوْدٌ ذاتُ طَرْفٍ بَرَّاقْ مَزَّاحةً تَقْطعُ هَمَّ المُشْتاقْ ذاتُ أَقاويلَ وضَحْكٍ تَشْهاقْ هلاَّ اشتَرَيْتَ حِنْطةً بالرُّسْتاقْ سَمْراءَ ممّا دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ ؟ والشاهِقُ الجبل المرتفع وجبل شاهِقٌ طويل عالٍ وقد شَهَق شُهوقاً وكل ما رُفِعَ من بناء أو غيره وطال فهو شاهِقٌ وقد شَهَقَ ومنه يقال شَهِقَ يَشْهَقُ إذا تَنفَّس تنفُّساً ومنه الجبل الشاهِقُ وجبل شاهِقٌ ممتنع طولاً والجمع شواهق وفي حديث بدء الوحي ليتَرَدَّى من رُؤوس الجبال أي شواهِق الجبال أي عواليها

( شهرق ) الشَّهْرقُ القصبة التي يُدير حولها الحائكُ الغزلَ كلمة فارسية قد استعملها العرب قال رؤبة رأَيتُ في جَنْبِ القَتامِ الأَبْرقا كفِلْكةِ الطاوِي أَدارَ الشَّهْرَقا وكذلك شَهْرقُ الحائِك والخارط والحفّار كله عن أبي حنيفة

( شوق ) الشَّوْقُ والاشْتياقُ نِزاعُ النفس إلى الشيء والجمع أَشْواقٌ شاقَ إليه شَوْقاً وتَشَوَّق واشتاقَ اشْتياقاً والشَّوْقُ حركة الهوى والشُّوق العُشّاق ويقال شُقْ شُقْ إذا أَمرته أَن يُشَوِّقَ إنساناً إلى الآخرة ويقال شاقَني الشيءُ يَشُوقُني فهو شائِقٌ وأنا مَشوقٌ وقوله يا دارَ سَلمى بِدَكادِيك البُرَقْ صَبْراً فقد هَيَّجْتِ شَوقَ المُشْتَئِقْ إنما أَراد المشتاق فأَبدل الألف همزة قال سيبويه همز ما ليس بمهموز ضرورة وقال ابن جني القول عندي أَنه اضطر إلى حركة الألف التي قبل القاف من المُشتاق لأنها تقابل لام مستفعلن فلما حركها انقلبت همزة إلا أَنه اختار لها الكسر لأنه أَراد الكسرة التي كانت في الواو التي انقلبت الألف عنها وذلك أنه مُفْتَعِلن من الشَّوْق وأصله مُشْتَوِق ثم قلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها فلما احتاج إلى حركة الألف حركها بمثل الكسرة التي كانت في الواو هي أصل الألف وشاقَني شَوْقاً وشَوَّقَنى هاجني فَتَشوَّقْت إذا هَيَّجَ شَوقَك ويقال منه شاقَني حُسْنُها وذِكْرُها يَشُوقني أي هيّج شَوْقي وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إلى ظُعُنٍ للمالكيّة غُدْوةً فيا لَكَ مِنْ مَرْأَى أَشاقَ وأَبعدا فسره فقال معناه وجدناه شائقاً بعيداً وشاقَ الطُّنُبَ إلى الوتد شَوْقاً مدَّه إليه فأَوثقه به ابن بزرج شُقْتُ القربة أَشُوقُها نَصَبْتُها مُسْنَدة إلى الحائط فهي مَشُوقة والشِّيقُ والشِّيَاقُ كالنِّياط انقلبت الواو فيها ياء للكسرة ورجل أَشْوَقُ طويل

( شيق ) الشِّيقُ شعر ذنب الدابة والشِّيقُ البُرَكُ واحدته شِيقةٌ طائر والشِّيق الشَّقُّ في الجبل والشِّيق ما جُذِبَ والشِّيقُ ما لم يزل والشِّيقُ رأْسُ الأُدافِ والشِّيقُ شعر الفرس والشِّيقُ الجانب يقال امتلأَ من الشِّيقِ إلى الشِّيقِ والشِّيقُ سُقْعٌ مستوٍ دقيق في لِهْب الجبل لا يستطاع ارتقاؤه وأَنشد إحْلِيلُها شَقُّ كشَقِّ الشِّيقِ وقيل هو أَعلى الجبل وقيل هو الجبل قال أَبو ذؤيب الهذلي تأَبَّط خافةً فيها مِسابٌ فأَصبَحَ يَقْتَري مَسَداً بِشِيقِ أراد يقتري شِيقاً بمسد فقلبه ويقال هو أصعب موضع في الجبل قال الشاعر شَغْواءُ تُوطِنُ بين الشِّيقِ والنِّيقِ وقوله يَقْتَري مَسَداً أَراد أَنه يتبع هذا الحبل المربوط في الشِّيق عند نزوله إلى موضع تعسيل النحل فيكون شِيق في موضع الصفة لمسَدٍ ولا يحتاج إلى أن يجعل مقلوباً والمِسابُ سقاء العسل وأَصله الهمز فخففه والشِّيقُ ضَرْبٌ من السمك والشِّياقُ مثل النِّياط يقال شِقْتُ الطُّنُبَ إلى الوتد مثل نُطْته قال دريد بن الصمة يرثي أخاه فجئتُ إليه والرِّماحُ يَشِقْنَه كوَقْعِ الصَّياصِي في النَّسيجِ المُمَدَّدِ ويروى تَنُوشُه

( صدق ) الصِّدْق نقيض الكذب صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقاً وصِدْقاً وتَصْداقاً وصَدَّقه قَبِل قولَه وصدَقَه الحديث أَنبأَه بالصِّدْق قال الأَعشى فصدَقْتُها وكَذَبْتُها والمَرْءُ يَنْفَعُه كِذابُهْ ويقال صَدَقْتُ القومَ أي قلت لهم صِدْقاً وكذلك من الوعيد إذا أَوقعت بهم قلت صَدَقْتُهم ومن أَمثالهم الصِّدقُ ينبئُ عنك لا الوَعِيد ورجل صَدُوقٌ أبلغ من الصادق وفي المثل صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه وأَصله أن رجلاً أَراد بيع بَكْرٍ له فقال للمشتري إنه جمل فقال المشتري بل هو بَكْرٌ فينما هما كذلك إذ ندَّ البكر فصاح به صاحِبُه هِدَعْ وهذه كلمة يسكَّن بها صغار الإبل إذا نفرت وقيل يسكن بها البَكارة خاصَّة فقال المشتري صدقَني سِنَّ بَكْرِه وفي حديث علي رضي الله عنه صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه وهو مثل يضرب للصادق في خبره والمُصَدِّقُ الذي يُصَدِّقُك في حديثك وكَلْبٌ تقلب الصاد مع القاف زاياً تقول ازْدُقْني أي اصْدُقْني وقد بيَّن سيبويه هذا الضرب من المضارعة في باب الإدغام وقوله تعالى لِيَسْأَلَ الصَّادِقينَ عن صِدْقِهم تأْويله ليسأل المُبَلِّغين من الرسل عن صِدْقِهم في تبليغهم وتأْويل سؤالهم التبكيتُ للذين كفروا بهم لأن الله تعالى يعلم أَنهم صادِقُون ورجل صِدْقٌ وامرأَة صِدْقٌ وُصِفا بالمصدر وصِدْقٌ صادِقٌ كقولهم شِعْرٌ شاعِرٌ يريدون المبالغة والإشارة والصِّدِّيقُ مثال الفِسَّيق الدائمُ التَّصْدِيقِ ويكون الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعمل ذكره الجوهري ولقد أَساء التمثيل بالفِسِّيق في هذا المكان والصِّدِّيقُ المُصَدِّقُ وفي التنزيل وأُمُّه صِدِّيقةٌ أي مبالغة في الصِّدْق والتَّصْديِقِ على النسب أي ذات تَصْدِيق وقوله تعالى والذي جاء بالصِّدْقِ وصَدَّق به روي عن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه أنه قال الذي جاء بالصِّدْق محمدٌ صلى الله عليه وسلم والذي صَدَّقَ به أَبو بكر رضي الله عنه وقيل جبرئيل ومحمد عليهما الصلاة والسلام وقيل الذي جاء بالصدق محمدٌ صلى الله عليه وسلم وصَدَّقَ به المؤمنون الليث كل من صَدَّقَ بكل أَمر الله لا يَتخالَجُه في شيء منه شكٌّ وصَدَّقَ النبي صلى الله عليه وسلم فهو صِدِّيقٌ وهو قول الله عز وجل والصِّدِّيقون والشُّهَداء عند ربهم والصِّدِّيقُ المبالغ في الصِّدْق وفلان لا يَصْدُق أَثَرُهُ وأَثَرَهَ كَذِباً أي إذا قيل له من أين جئت قال فلم يَصْدُقْ ورجلٌ صَدْقٌ نقيض رجل سَوْءٌ وكذلك ثوبٌ صَدْقٌ وخمار صَدْقٌ حكاه سيبويه ويقال رجُلُ صِدْقٍ مضاف بكسر الصاد ومعناه نِعم الرجل هو وامرأَةُ صِدْقٍ كذلك فإن جعلته نعتاً قلت هو الرجل الصَّدْقُ وهي صَدْقةٌ وقوم صَدْقون ونساء صَدْقات وأَنشد مَقْذوذة الآذانِ صَدْقات الحَدَقْ أي نافذات الحدق وقال رؤبة يصف فرساً والمراي الصدق يبلي الصدقا
( * قوله « المراي الصدق إلخ » هكذا في الأصل وفي نسخة المؤلف من شرح القاموس والمري إلخ )
وقال الفراء في قوله تعالى ولقد صَدَقَ عليهم إبليسُ ظَنَّه قرئ بتخفيف الدال ونصْبِ الظن أَي صَدَقَ عليهم في ظنه ومن قرأَ ولقد صَدَّقَ عليهم إبليسُ ظنَّه فمعناه أَنه حقق ظنه حين قال ولأُضِلَّنَّهم ولأُمَنِّيَنَّهم لأنه قال ذلك ظانّاً فحققه في الضالين أَبو الهيثم صَدَقَني فلانٌ أي قال لي الصِّدْقَ وكَذَبَني أي قال لي الكذب ومن كلام العرب صَدَقْتُ الله حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا المعنى لا صَدَقْتُ اللهَ حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا والصَّداقةُ والمُصادَقةُ المُخالّة وصَدَقَه النصيحةَ والإخاء أَمْحَضه له وصادَقْتُه مُصادَقةً وصِداقاً خالَلْتُه والاسم الصَّداقة وتصادَقا في الحديث وفي المودّة والصَّداقةُ مصدر الصَّدِيق واشتقاقُه أَنه صَدَقَه المودَّة والنصيحةَ والصَّدِيقُ المُصادِقُ لك والجمع صُدَقاء وصُدْقانٌ وأَصْدِقاء وأَصادِقُ قال عمارة بن طارق فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ يُبْذَلُ للجيرانِ والأصادِقِ وقال جرير وأَنْكَرْتَ الأصادِقَ والبلادا وقد يكون الصَّدِيقُ جمعاً وفي التنزيل فما لنا من شافِعين ولا صَديقٍ حَميم ألا تراه عطفه على الجمع ؟ وقال رؤبة دعْها فما النَّحْويُّ من صَدِيِقها والأُنثى صديق أَيضاً قال جميل كأنْ لم نُقاتِلْ يا بُثَيْنُ لَوَ انَّها تُكَشَّفُ غُمَاها وأنتِ صَديق وقال كُثَيّر فيه لَيالَي من عَيْشٍ لَهَوْنا بِوَجْهِه زَماناً وسُعْدى لي صَدِيقٌ مُواصِلُ وقال آخر فلو أَنَّكِ في يوم الرَّخاء سَأَلْتِني فِراقَكَ لم أَبْخَلْ وأنتِ صَدِيقُ وقال آخر في جمع المذكر لعَمْري لَئِنْ كُنْتْم على النَّأْيِ والنَّوى بِكُم مِثْلُ ما بي إِنّكم لَصَدِيقُ وقيل صَدِيقةٌ وأَنشد أَبو زيد والأَصمعي لَقَعْنَب بن أُمّ صاحب ما بالُ قَوْمٍ صَدِيقٍ ثمَّ ليس لهم دِينٌ وليس لهم عَقْلٌ إِذا ائْتُمِنوا ؟ ويقال فلان صُدَيِّقِي أَي أَخَصُّ أَصْدِقائي وإِنما يصغر على جهة المدح كقول حباب بن المنذر أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب وقد يقال للواحد والجمع والمؤنث صَدِيقٌ قال جرير نَصَبْنَ الهَوى ثم ارْتَمَيْنَ قُلوبَنا بأَعْيُنِ أَعْداءٍ وهُنَّ صَدِيقُ أَوانِس أَمّا مَنْ أَرَدْنَ عناءَه فعانٍ ومَنْ أَطْلَقْنه فطَلِيقُ وقال يزيد بن الحكم في مثله ويَهْجُرْنَ أََقْواماً وهُنَّ صَدِيقُ والصَّدْقُ الثَّبْتُ اللقاء والجمع صُدْق وقد صَدَقَ اللقاءَ صَدْقاً قال حسان بن ثابت صلَّى الإِلهُ على ابنِ عَمْروٍ إِنِّه صَدَقَ اللِّقاءَ وصَدْقُ ذلك أَوفقُ ورجل صَدْقُ اللقاء وصَدْقُ النظر وقوم صُدْقٌ بالضم مثل فرس وَرْدٌ وأَفراس وُرْدٌ وجَوْن وجُون وصَدَقُوهم القِتالَ أَقدموا عليهم عادَلُوا بها ضِدَّها حين قالوا كَذَبَ عنه إِذا أَحجم وحَمْلةٌ صادِقةٌ كما قالوا ليست لها مكذوبة فأَما قوله يَزِيد زادَ الله في حياته حامِي نزارٍ عند مَزْدُوقاتِه فإِنه أَراد مَصْدُوقاتِهِ فقلب الصاد زاياً لضرب من المضارعة وصَدَقَ الوَحْشِي إِذا حملت عليه فعدا ولم يلت ت وهذا مِصْداقُ هذا أَي ما يُصَدِّقُه ورجل ذو مَصْدَقٍ بالفتح أَي صادقُ الحَمْلِة يقال ذلك للشجاع والفرسِ الجَوادِ وصادِقُ الجَرْي كأَنه ذو صِدْقٍ فيما يَعِدُكَ من ذلك قال خفاف ابن ندبة إِذا ما استْحَمَّتْ أَرْضُه من سَمائِهِ جَرى وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ يقول إِذا ابتلَّت حوافره من عَرق أَعاليه جرى وهو متروك لا يُضرب ولا يزجر ويصدقك فيما يعدك البلوغ إلى الغاية وقول أَبي ذؤيب نَماه من الحَيَّيْنِ قرْدٌ ومازنٌ لُيوثٌ غداةَ البَأْس بيضٌ مَصادِقُ يجوز أَن يكون جمع صَدْق على غير قياس كمَلامح ومَشابِه ويجوز أَن يكون على حذف المضاف أَي ذو مَصادِق فحذف وكذلك الفرس وقد يقال ذلك في الرأْي والمَصْدَق أَيضاً الجِدُّ وبه فسر بعضهم قول دريد وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القومِ مَصْدَقاً وطُولُ السُّرى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ ويروى ذَرِّيّ والمَصْدَق الصلابة عن ثعلب ومِصْداق الأَمر حقيقتُه والصَّدْق بالفتح الصلب من الرماح وغيرها ورمح صَدْقٌ مستوٍ وكذلك سيف صَدْق قال أَبو قيس بن الأَسلت السلمي صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حَدُّه ومُحْنإٍ أَسْمَرَ قرَّاعِ قال ابن سيده وظن أَبو عبيد الصَّدْقَ في هذا البيت الرمحَ فغلط وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشده لكعب وفي الحِلْم إِدْهانٌ وفي العَفُو دُرْسةٌ وفي الصِّدْق مَنْجاةٌ من الشرِّ فاصْدُقِ قال الصِّدْقُ ههنا الشجاعة والصلابة يقول إِذا صَلُبْت وصَدَقْت انهزم عنك من تَصْدُقه وإِن ضعفت قَوي عليك واستمكن منك روى ابن بري عن ابن درستويه قال ليس الصِّدق من الصلابة في شيء ولكن أَهل اللغة أَخذوه من قول النابغة في حالِك اللَّوْن صَدْق غير ذي أمَد قال وإِنما الصِّدْقُ الجامع للأَوصاف المحمودة والرمح يوصف بالطول واللين والصلابة ونحو ذلك قال الخليل الصَّدْقُ الكامل من كل شيء يقال رجل صَدْقٌ وامرأَة صَدْقة قال ابن درستويه وإِنما هذا بمنزلة قولك رجل صَدْقٌ وامرأَة صَدْقٌ فالصَّدْق من الصِّدْق بعينه والمعنى أَنه يَصْدُق في وصفه من صلابة وقوة وجودة قال ولو كان الصِّدْق الصُّلْبَ لقيل حجر صَدْقٌ وحديد صَدْق قال وذلك لا يقال وصَدَقاتُ الأَنعامِ أَحدُ أَثمان فرائضها التي ذكرها الله تعالى في الكتاب والصَّدَقة ما تصَدَّقْت به على للفقراء والصَّدَقة ما أَعطيته في ذات الله للفقراء والمُتَصَدِّق الذي يعطي الصِّدَقَةَ والصَّدَقة ما تصَدَّقْت به على مسكين وقد تَصَدَّق عليه وفي التنزيل وتَصَدَّقْ علينا وقيل معنى تصدق ههنا تفَضَّلْ بما بين الجيّد والرديء كأَنهم يقولون اسمح لنا قبولَ هذه البضاعة على رداءتها أَو قلَّتها لأَن ثعلب فسر قوله تعالى وجِئْنا بِبضاعةٍ مُزْجاةٍ فأَوْفِ لنا الكيلَ وتَصَدَّقْ علينا فقال مزجاة فيها اغماض ولم يتم صلاحُها وتَصَدَّقْ علينا قال فَضِّل ما بين الجيّد والرديء وصَدَّق عليه كتَصَدَّق أَراه فَعَّل في معنى تَفَعَّل والمُصَدِّق القابل للصَّدقة ومررت برجل يسأَل ولا تقل برجل يَتَصَدَّق والعامة تقوله إِنما المُتَصَدِّق الذي يعطي الصَّدَقة وقوله تعالى إِن المُصَّدِّقِين والمُصَّدَّقات بتشديد الصاد أَصله المُتَصَدِّقِين فقلبت التاء صاداً فأُدغمت في مثلها قال ابن بري وذكر ابن الأَنباري أَنه جاء تَصَدَّق بمعنى سأَل وأَنشد ولَوَ انَّهم رُزِقُوا على أَقْدارِهِم لَلَقِيتَ أَكثَر مَنْ تَرى يَتَصَدَّقُ وفي الحديث لما قرأ ولتنظُرْ نفسٌ ما قدَّمت لِغدٍ قال تصَدَّق رجل من دينارِه ومن دِرْهمِه ومن ثوبه أَي ليتصدق لفظه الخبر ومعناه الأَمر كقولهم أَنجز حُرٌّ ما وعد أَي ليُنْجِزْ والمُصَدِّقُ الذي يأْخذ الحُقوقَ من الإِبل والغنم يقال لا تشترى الصدَقَةُ حتى يَعْقِلَها المُصَدِّقُ أَي يقبضها والمعطي مُتَصَدِّق والسائل مُتَصَدِّق هما سواء قال الأَزهري وحُذَّاق النحويين ينكرون أَن يقال للسائل مُتَصَدِّق ولا يجيزونه قال ذلك الفراء والأَصمعي وغيرهما والمُتصَدِّق المعطي قال الله تعالى وتَصَدَّقْ علينا إِنَّ الله يَجْزِي المُتَصَدِّقِين ويقال للذي يقبض الصَّدَقات ويجمعها لأَهل السُّهْمان مُصَدِّق بتخفيف الصاد وكذلك الذي ينسب المُحدِّث إِلى الصِّدْق مُصَدِّق بالتخفيف قال الله تعالى أَئِنَّك لمن المُصَدِّقِين الصاد خفيفة والدال شديدة وهو من تَصْديِقِك صاحِبَك إِذا حدَّثك وأَما المُصَّدِّق بتشديد الصاد والدال فهو المُتَصَدِّق أُدغمت التاء في الصاد فشددت قال الله تعالى إِنَّ المُصَّدِّقِينَ والمُصَّدِّقاتِ وهم الذين يُعْطون الصَّدَقات وفي حديث الزكاة لا تُؤْخَذُ في الصَّدَقةِ هَرِمةٌ ولا تَيْسٌ إِلاَّ أَن يشاءَ المُصَدَّقُ رواه أَبو عبيد بفتح الدال والتشديد يُرِيد صاحبَ الماشية الذي أُخذت صَدقةُ ماله وخالَفه عامة الرُّواة فقالوا بكسر الدال وهو عامل الزكاة الذي يستوفيها من أَربابها صَدَّقَهم يُصَدِّقُهم فهو مُصَدِّقٌ وقال أَبو موسى الرواية بتشديد الصاد والدال معاً وكسر الدال وهو صاحب المال وأَصله المُتَصَدِّق فأُدغمت التاء في الصاد والاستثناءُ من التَّيْسِ خاصة فإِنَّ الهَرِمة وذات العُوَّار لا يجوز أَخذها في الصدقة إِلاَّ أَن يكون المال كله كذلك عند بعضهم وهذا إِنما يتجه إِذا كان الغرض من الحديث النهي عن أَخذ التيس لأَنه فحل المَعَز وقد نهي عن أَخذ الفحل في الصدقة لأَنه مُضِرٌّ برَبِّ المال لأَنه يَعِزُّ عليه إِلاَّ أَن يسمح به فيؤْخذ قال ابن الأَثير والذي شرحه الخطابي في المعالم أَن المُصَدِّق بتخفيف الصاد العاملُ وأَنه وكيل الفقراء في القبض فله أَن يتصرف بهم بما يراه مما يؤَدِّي إِليه اجتهاده والصَّدَقةُ والصَّدُقةُ والصُّدُقةُ والصُّدْقةُ بالضم وتسكين الدال والصَّدْقةُ والصَّداقُ والصِّداقُ مهر المرأَة وجمعها في أَدنى العدد أَصْدِقةٌ والكثير صُدُقٌ وهذان البناءَ ان إِنما هما على الغالب وقد أَصْدَق المرأَةَ حين تزوَّجها أَي جعل لها صَداقاً وقيل أَصْدَقَها سمَّى لها صَداقاً أَبو إِسحق في قوله تعالى وآتوا النساءَ صَدُقاتِهنَّ نِحْلةً الصَّدُقات جمع الصَّدُقةِ ومن قال صُدْقة قال صُدْقاتِهنَّ قال ولا يقرأُ من هذه اللغات بشيء إِن القراءَة سنَّة وفي حديث عمر رضي الله عنه لا تُغالُوا في الصَّدُقاتِ هي جمع صَدُقة وهو مهر المرأَة وفي رواية لا تُغالُوا في صُدُق النساء جمع صَداقٍ وفي الحديث وليس عند أَبَوَيْنا ما يُصْدِقانِ عَنَّا أَي يُؤدِّيانِ إِلى أَزواجنا الصَّداقَ والصَّيْدَقُ على مثال صَيْرف النجمُ الصغير اللاصق بالوُسْطَى من نبات نعش الكبرى عن كراع وقال شمر الصَّيْدقُ الأَمِينُ وأَنشد قول أُمية فيها النجومُ تُطِيعُ غير مُراحةٍ ما قال صَيْدَقُها الأَمِينُ الأَرْشَدُ وقال أَبو عمرو الصَّيْدَقُ القطب وقيل المَلِك وقال يعقوب هي الصُّنْدوق والجمع الصَّنادِيق

( صرق ) الصَّريقةُ الرُّقاقةُ عن ابن الأَعرابي والمعروف الصَّلِيقة ويجمع على صَرائِقَ وصُرُق وصُرُوق وصَرِيق عن الفراء والعامة تقول باللام وهو بالراء وروي حديث عمر رضي الله عنه لو شِئتُ لَدَعَوْت بِصَرائِقَ وصِنابٍ والأَعْرف بِصَلائِقَ حكاه الهروي في الغريبين وروي عن ابن عباس أَنه كان يأْكل يوم الفطر قبل أَن يخرج إِلى المُصَلَّى من طَرَفِ الصَّريقة ويقول إِنه سُنّةٌ وروى الخطابي في غريبه عن عطاء كان يقول لا أَغْدُو حتى آكُلَ من طَرَفِ الصَّرِيفةِ وقال هكذا روي بالفاء وهو بالقاف قال الأَزهري وعوام الناس يقولون الصَّلائِقَ للرِّقاق قال والصواب ما تقدم وقال ابن الأَعرابي كلُّ شيء رقيق فهو صَرَقٌ وسَرَقُ الحرير جَيّدُه ابن شميل وصرَقُ الحرير بالصاد

( صعق ) صَعِقَ الإِنسان صَعْقاً وصَعَقاً فهو صَعِقٌ غُشِيَ عليه وذهب عقله من صوت يسمعه كالهَدَّة الشديدة وصَعِقَ صَعقَاً وصَعْقاً وصَعْقةً وتَصْعاقاً فهو صَعِقٌ ماتَ قال مقاتل في قول أَصابته صاعِقةٌ الصاعِقةُ الموت وقال آخرون كلُّ عذاب مُهْلِك وفيها ثلاث لغات صاعِقة وصَعْقة وصاقِعة وقيل الصاعِقةُ العذاب والصَّعْقة الغَشْية والصَّعْقُ مثل الغشي يأْخذ الإِنسان من الحرِّ وغيره ومثلُ الصاعِقة الصوتُ الشديد من الرعدة يسقط معها قطْعةُ نارٍ ويقال إِنها المِخْراقُ الذي بيد المَلَك لا يأْتي عليه شيء إِلا أَحْرَقَه ويقال أَصْعَقَتْه الصاعقة تُصْعِقُه إِذا أَصابته وهي الصَّواعِقُ والصَّواقِعُ ويقال للبَرْق إِذا أَحرق إِنساناً أَصابته صاعِقةٌ وقال لبيد يذكر أَخاه أَرْبَد فَجَعَني الرَّعْدُ والصَّواعِقُ بال فارِس يَوْمَ الكَريهةِ النَّجِدِ أَبو زيد الصاعِقةُ نار تسقط من السماء في رعد شديد والصاعِقةُ صَيْحةُ العذاب قال ابن بري الصَّعْقةُ الصوت الذي يكون عن الصاعقةِ وبه قرأَ الكسائي فأَخذتهم الصَّعْقة قال الراجز لاحَ سَحابٌ فرأَينا برقَه ثم تدلَّى فسمعنا صَعْقَه وفي حديث خزيمة وذكَر السحابَ فإِذا زَجَرَ رَعَدَتْ وإِذا رَعَدَتْ صَعَقَتْ أَي أَصابت بصاعِقةٍ والصَّاعِقةُ النار التي يرسلها الله مع الرعد الشديد يقال صَعِق الرجلُ وصُعِق وفي حديث الحسن يُنْتَظرُ بالمَصْعوقِ ثَلاثاً ما لم يخافوا عليه نَتْناً هو المغْشِيّ عليه أَو الذي يموت فجأَة لا يعجَّل دفنه وقوله عز وجل فأَخَذَتْكم الصّاعِقةُ وأَنتم تَنْظُرون قال أَبو إِسحق الصاعِقةُ ما يَصْعَقون منه أَي يموتون وفي هذه الآية ذكر البعث بعد موت وقع في الدنيا مثل قوله تعالى فأَماتَه الله مائةَ عام ثم بَعَثَه فأَما قوله تعالى وخرَّ موسى صَعِقاً فإِنما هو غَشْيٌ لا مَوْتٌ لقوله تعالى فلما أَفاقَ ولم يقل فلما نُشِرَ ونَصَب صَعِقاً على الحال وقيل إِنه خَرَّ مَيّتاً وقوله فلما أَفاقَ دليل على الغَشْي لأَنه يقال للذي غُشِيَ عليه والذي يذهب عقله قد أَفاق وقال تعالى في الذين ماتوا ثم بَعَثْناكم من بَعْدِ مَوتِكم والصاعِقةُ والصَّعْقةُ الصيحةُ يُغْشَى منها على من يسمعها أَو يموت وقال عز وجل ويُرْسِلُ الصَّواعق فيُصِيب بها مَن يشاء يعني أَصوات الرعد ويقال لها الصَّواقِعُ أَيضاً وفي الحديث فإِذا موسى باطِشٌ بالعَرْش فلا أَدري أَجُوزِيَ بالصَّعْقةِ أَم لا الصَّعْقُ أَن يُغشى على الإِنسان من صوت شديد يسمعه وربما مات منه ثم استعمل في الموت كثيراً والصَّعْقة المرَّة الواحدة منه وأَما قوله فصَعِقَ مَنْ في السَّموات فقال ثعلب يكون الموتَ ويكون ذهابَ العقل والصَّعْقُ يكون موتاً وغَشْياً وأَصْعَقَه قتَله قال ابن مقبل ترَى النُّعَراتِ الخُضْرَ تحت لبَانِه فُرادَى ومَثْنى أَصْعَقَتْها صَواهِلُهْ أَي قتَلَتها وقوله عز وجل فذَرْهم حتى يُلاقوا يومَهم الذي فيه يَصْعَقُون وقرئت يُصْعَقُون أَي فذرهم إِلى يوم القيامة حتى ينفخ في الصور فيَصْعَق الخلقُ أَي يموتون والصَّعِقُ الشديدُ الصوت بيّن الصَّعَقِ قال رؤبة إِذا تَتَلاَّهنَّ صَلْصالُ الصَّعَقْ قال الأَزهري أَراد الصَّعْقَ فثقّله وهو شدة نهيقه وصوته وصَعَقَ الثَّوْرُ يَصْعَقُ صُعاقاً خار خُواراً شديداً والصّاعِقةُ العذابُ وقيل قطعة من نار تسقط بإِثْرِ الرعد لا تأْتي على شيء إِلا أَحرقته وصَعِقَ الرجلُ فهو صَعِقٌ وصُعِق أَصابته صاعِقةٌ قال عمرو بن بحر الإنسانُ يَكْرَه صوتَ الصاعِقة وإِن كان على ثقة من السلام من الإِحراق قال والذي نشاهِد اليوم الأَمْرَعليه أَنه متى قَرُب من الإِنسان قتَلَه قال ولعل ذلك إِنما هو لأَنّ الشيء إِذا اشتدَّ صَدْمُه فسخ القُوّة أَو لعل الهواء الذي في الإِنسان والمحيطَ به أَنه يَحْمَى ويستحيل ناراً قد شارك ذلك الصوت من النار قال وهم لا يجدون الصوت شديداً جيّداً إِلا ما خالط منه النار وصَعَقَتهم السماءُ وأَصْعَقَتْهم أَلْقَتْ عليهم صاعِقةً والصَّعِقُ الكِلابيّ أَحدُ فُرْسان العرب سمي بذلك لأَنه أَصابته صاعِقةٌ وقيل سمي بذلك لأَن بني تميم ضربوه على رأْسه فأَمُّوه فكان إِذا سمع الصوتَ الشديد صَعِقَ فذهب عقله قال أَبو سعيد السيرافي كان يُطْعِمُ الناس في الجدب بتهامة فهبّت الريحُ فهالَ الترابَ في قصاعِه فسَبَّ الريح فأَصابته صاعِقةٌ فقتلته واسمه خُوَيْلِد وفيه يقول القائل بِأَنَّ خُوَيْلِداً فابْكِي عليه قَتِيلُ الرَّيحِ في البَلَد التِّهامِي قال سيبويه قالوا فلان ابن الصَّعِق والصَّعِقُ صفة تقع على كل من أَصابه الصَّعقِ ولكنه غلب عليه حتى صار بمنزلة زيد وعمرو علماً كالنجم والنسب إِليه صَعَقِيّ على القياس وصِعَقِيٌّ على غير القياس لأَنهم يقولون فيه قبل الإِضافة صِعِق على ما يطَّرد في هذا النحو مما ثانيه حرف من حروف الحلق في الاسم والفعل والصفة في لغة قوم وصَعِقَت الركية صَعَقاً انْقاضَتْ فانهارَتْ وصُواعق موضع والصَّعِقُ اسم رجل قال تميم بن العَمَرّد وكان العَمَرّد طعَن يزيدَ بن الصعق فأَعْرَجَه أَبي الذي أَخْنَبَ رجْلَ ابنِ الصَّعِقْ إِذْ كانت الخيلُ كعِلْباء العُنُقْ ويروى لابن أَحمر ومعنى أَخنب رجله أَوهَنها

( صعفق ) الصَّعْفَقةُ ضَآلةُ الجسم والصَّعافِقةُ قوم يشهدون السُّوقَ وليست عندهم رؤُوس أَموال ولا نَقْدَ عندهم فإِذا اشترى التُّجَّارُ شيئاً دخلوا معهم فيه واحدهم صَعْفَقٌ وصَعْفَقِيّ وصَعْفُوق وهو الذي لا مال له وكذلك كل من ليس له رأْس مال وفي حديث الشعبي ما جاءك عن أَصحاب محمد فخُذْه ودَعْ ما يقول هؤلاء الصَّعافِقةُ أَراد أَن هؤلاء ليس عندهم فِقْهٌ ولا علم بمنزلة أُولئك التجار الذين ليس لهم رؤوس أَموال وفي حديثه الآخر أَنه سئل عن رجل أَفطر يوماً من رمضانَ فقال ما تقول فيه الصَّعافِقةُ ؟ الأَزهري وقال أَعرابي ما هؤلاء الصَّعافِقة حوْلَك ؟ ويقال هم بالحجاز مسكنهم والصَّعْفُوق اللئيمُ من الرجال والصَّعافِقةُ رُذالةُ الناس والصَّعافِقةُ قومٌ كان آباؤهم عَبيداً فاسْتَعْرَبُوا وقيل هم قوم باليمامة من بقايا الأُمَم الخالية ضلّت أَنسابهم واحدهم صَعْفَقِيّ وقيل هم خَوَلٌ هناك ويقال لهم بنو صَعْفوق وآل صَعْفوق قال العجاج من آل صَعْفُوق وأَتْباعٍ أُخَرْ من طامِعِين لا يَنالون الغَمَرْ
( * قوله « من طامعين لا ينالون » هكذا في بعض نسخ الصحاح وفي بعضها طاعمين لا يبالون اه من هامش الصحاح )
وقيل إِنه أَعجمي لا ينصرف للعجمة والمعرفة ولم يجئ على فَعْلول شيءٌ غيره وأَما الخَرْنوب فإِن الفصحاء يضمونه ويشددونه مع حذف النون وإِنما يفتحه العامة وقال الأَزهري كل ما جاء على فُعْلول فهو مضموم الأَول مثل زُنْبور وبُهْلول وعُمْروس وما أَشبه ذلك إِلا حرفاً جاء نادراً وهو بنو صَعْفوق لِخوَلٍ باليمامة وبعضهم يقول صُعْفوق بالضم قال ابن بري رأَيت بخط أَبي سهل الهروي على حاشية كتاب جاء على فَعْلول صَعْفوق وصَعْقول لضرب من الكمأَة وبَعْكُوكة الوادي لجانبه قال ابن بري أَما بعكوكة الوادي وبعكوكة الشر فذكرها السيرافي وغيره بالضم لا غير أَعني بضم الباء وأَما الصعقول لضرب من الكمأَة فليس بمعروف ولو كان معروفاً لذكره أَبو حنيفة في كتاب النبات وأَظنه نبطّياً أَو أَعجميّاً الجوهري الصَّعَافِقَةُ
( * قوله « الجوهري الصعافقة إلخ » عبارة الجوهري صعفوق وجمعه صعافقة وصعافيق ) جمع صَعْفَقِيّ وصَعافيق قال أَبو النجم يومَ قَدرْنا والعزيزُ مَنْ قَدَ وآبَتِ الخيلُ وقَضَّيْنَ الوَطَرْ من الصَّعافيقِ وأَدْرَكْنا المِئَرْ أَراد بالصعافيق أَنهم ضعفاء ليست لهم شجاعة ولا سلاح وقوة على قتالنا

( صفق ) الصَّفْق الضرب الذي يسمع له صوت وكذلك التَّصْفِيقُ ويقال صَفَّقَ بيديه وصفَّح سواء وفي الحديث التسبيحُ للرجال والتَّصْفِيقُ للنساء المعنى إِذا ناب المصلي شيء في صلاته فأَراد تنبيه مَنْ بحذائه صَفَّقَت المرأَة بيديها وسبَّح الرجل بلسانه وصفَقَ رأْسَه يَصفِقه صفْقاً ضربه وصَفَقَ عينه كذلك أَي ردَّها وغمَّضها وصفَقه بالسيف إِذا ضربه قال الراجز كأَنها بَصْرِية صوافق واصْطَفَقَ القومُ اضطربوا وتصافَقُوا تبايعوا وصَفَقَ يَده بالبيعة والبيع وعلى يده صَفْقاً ضرب بيده على يده وذلك عند وجوب البيع والاسم منها الصَّفْقُ والصِّفِقَّى حكاه سيبويه اسْماً قال السيرافي يجوز أَن يكون من صَفْقِ الكفِّ على الأُخرى وهو التَّصْفاقُ يذهب به إِلى التكثير قال سيبويه هذا باب ما يكثر فيه المصدر من فَعَلْت فتُلْحِق الزوائد وتَبْنيه بناء آخر كما أَنك قلت في فَعَلت فَعَّلت حين كثَّرت الفعل ثم ذكرت المصادر التي جاءت على التَّفْعال كالتَّصْفاقِ وأَخواتها قال وليس هو مصدر فَعَلْت ولكن لما أَردت التكثير بنيت المصدر على هذا كما بنيت فَعَلت على فَعَّلت وتَصافَقَ القومُ عند البَيعة ويقال رَبِحَت صَفْقَتُك للشِّراء وصَفْقةٌ رابحةٌ وصَفْقةٌ خاسِرةٌ وصَفَقْت له بالبيع والبيعة صَفْقاً أَي ضربت يدي على يده وفي حديث ابن مسعود صَفْقَتانِ في صَفْقةٍ رِباً أَراد بَيْعتانِ في بيعة وهو مثل حديث بيعتين في بيعة وهو مذكور في موضعه وهو على وجهين أَحدهما أَن يقول البائع للمشتري بِعْتُك عبدي هذا بمائة درهم على أَن تشتري مني هذا الثوبَ بعشرة دراهم والوجه الثاني أَن يقول بِعْتُك هذا الثوبَ بعشرين درْهَماً على أَن تَبِيعني سِلعة بعينها بكذا وكذا درهماً وإِنما قيل للبيعة صفقة لأَنهم كانوا إِذا تبايَعوا تَصافَقُوا بالأَيدي ويقال إِنه لَمُبارَكُ الصَّفْقةِ أَي لا يشتري شيئاً إِلاَّ رَبِحَ فيه وققد اشتريت اليوم صَفْقةً صالحة والصَّفْقةُ تكون للبائع والمشتري وفي حديث أَبي هريرة أَلْهاهُم الصَّفْقُ بالأَسواق أَي التبايُعُ وفي الحديث إِن أَكْبَرَ الكبائِر أَن تقاتِلَ أَهلَ صَفْقَتِكَ هو أَن يُعْطِيَ الرجلَ عهدَه وميثاقَه ثم يقاتله لأَن المتعاهدين يضع أَحدهما يده في يد الآخر كما يفعل المتبايعان وهي المرَّة من التَّصْفِيق باليدين ومنه حديث ابن عمر أَعْطاه صَفْقَة يدِه وثمرةَ قَلَبه والتَّصْفِيقُ باليد التصويت بها وفي الحديث أَنه نهى عن الصَّفْقِ والصفير كأَنه أَراد معنى قوله تعالى وما كان صَلاتُهم عند البيت إِلاَّ مُكاءً وتَصْدِيةً كانوا يُصَفِّقونَ ويُصفِّرونَ ليَشْغَلوا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في القراءة والصلاة ويجوز أَن يكون أَراد الصَّفْقَ على وجه اللهو واللعب وأَصْفَقَتْ يدُه بكذا أَي صادَقَتْه ووافَقَتْه قال النمر بن تولب يصف جزّاراً حتى إِذا طُرِحَ النَّصِيبُ وأَصْفَقَتْ يدُه بِجِلْدةِ ضَرْعِها وحُوارِها وأَنشد أَبو عمرو يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرّى نَضْحَ الأَداوَى الصَّفَقَ المُصْفَرّا أَي كأَنّ عَرَقَها الصَّفَقُ المُسَرّى المنضوحُ يقال هو يُسَرِّي العَرَقَ عن نفسه وقال أَبو كبير الهذلي أَحَلا وإِن يُصْفَقْ لأَهل حَظِيرة فيها المُجَهْجهُ والمنَارةُ تُرزِمُ إِن يُصْفَق أَي يُقْدَر ويُتاح يقال أُصْفِقَ لي أَي أُتِيحَ لي يقول إِن قُدِرَ لأَهل حَظِيرة متَحَرِّزين الأَسد كان المقدور كائناً وأَراد بالمنارة تَوَقُّد عيني الأَسد كالنار أَراد وذو المنارة يُرْزِمُ وصَفَق الطائرُ بجناحيه يَصْفِقُ وصَفَّق ضرب بهما وانْصَفَقَ الثوبُ ضربَتْه الريح فَنَاسَ الليث يقال الثوب المعلق تُصَفِّقه الريح كل مُصَفَّق فيَنْصَفِقُ وأَنشد وأُخْرَى تُصَفِّقُها كلُّ رِيحٍ سَرِيعٍ لدَى الجَوْرِ إِرْغانُها والصَّفْقةُ الاجتماعُ عى الشيء وأَصْفَقُوا على الأَمر اجتمعوا عليه وأَصْفَقُوا على الرجلِ كذلك قال زهير رأَيت بني آلِ امرِئِ القَيْس أَصْفَقُوا علينا وقالوا إِنَّنا نَحْنُ أَكثرُ وفي حديث عائشة رضوان الله عليها فأَصْفَقَتْ له نِسْوانُ مكة أَي اجتمعت إِليه وروي فانْصَفَقَتْ له وفي حديث جابر فنَزَعْنا في الحَوْضِ حتى أَصْفَقْناه أَي جَمَعْناه فيه الماء هكذا جاء في رواية والمحفوظ أَفْهَقْناه أَي ملأْناه وأَصْفَقُوا له حَشَدُوا وصَفَقَتْ علينا صافِقةٌ من الناس أَي قومٌ وانْصَفَقوا عليه يميناً وشمالاً أَقبلوا وأَصْفَقُوا على كذا أَي أَطبقوا عليه قال يزيد بن الطَّثَرِيّة أَثِيبي أَخا ضارُورة أَصْفَقَ العِدى عليه وقَلَّتْ في الصَّديقِ أَواصِرُهْ ويقال اصْفِقْهُم عنك أَي اصْرِفْهُم عنك وقال رؤبة فما اشْتَلاها صَفْقَةً في المُنْصَفَق حتى تردَّى أَربعٌ في المُنْعَفَق وانصَفَقُوا رجعوا ويقال صَفَق ماشيتَه يَصْفِقُها صَفْقاً إِذا صرفها والصَّفْقُ والصَّفَقُ الجانبُ والناحية قال لا يَكْدَحُ الناسُ لهنَّ صَفْقا وجاء أَهل ذلك الصَّفَق أَي أَهل ذلك الجانب وصَفْقُ الجبلِ صَفْحُه وناحِيَتُه قال أَبو صَعْترةَ البَوْلاني وما نُطْفَةٌ في رأْسِ نيقٍ تمنَّعتْ بعَنْقاءَ من صَعْب حَمَتْها صُفُوقُها وصَفَقَ عينَه أَي ردَّها وغمضها وصافَقَت الناقةُ نامت على جانب مرة وعلى جانب أُخرى فاعَلَتْ من الصفْق الذي هو الجانب وتَصَفَّقَ الرجلُ تقلَّب وتردد من جانب إِلى جانب قال القطامي وأَبَيْنَ شَيْمَتَهُنَّ أَولَ مَرّةٍ وأَبَى تَقَلُّبُ دهرِك المُتَصَفِّقَ وتَصَفَّقَتِ الناقة إِذا انقلبت ظهراً لبطن عن المخاض وتَصَفَّقَ فلان للأَمر أَي تعرض له قال رؤبة لَمّا رأَيْتُ الشَّعرَّ قد تَأَلَّقا وفِتْنَةً تَرْمي بِمَنْ تَصَفَّقَا هَنَّا وهَنَّا عن قِذافٍ أَخْلَقا قال شمر تصفَّق أَي تعرَّض وتردَّد والمُصَافِقُ من الإِبل الذي ينام على جنبه مرة وعلى الآخر مرة وإِذا مخَضَت الناقة صافَقَت قال الشاعر يصف الدجاجة وبيضها وحامِلة حَياًًّ ولَيْسَتْ بِحيَّةٍ إِذا مخَضَتْ يوماً به لم تُصَافِق وصَفْقَا العُنُقِ ناحيتاه وصفقا الفرس خدّاه وصَفْقُ الجبل وجهه في أَعلاه وهو فوق الحضيض وصَفَّقَ الشرابَ مزجَه فهو مُصَفَّقٌ وصَفَقَه وصَفَّقَه وأَصْفَقَه حوَّله من إِناء إِلى إِناء لِيَصْفُو قال حسان يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عَلَيْهِمُ بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ وقال الأَعشى وشَمول تَحْسَبُ العَيْنُ إِذا صُفِّقَتْ وَرْدَتَها نَوْرَ الذُّبَحْ الفراء صَفَقْتُ القدحَ وصَفَّقْتُه وأَصْفَقْتُه إِذا مَلأْته والتَّصْفِيقُ تحويلُ الشراب من دَنٍّ إِلى دَنٍّ في قول الأَصمعي وأَنشد إِذا صُفِّقَتْ بَعْدَ إِزْبادِها وصَفَقَت الريحُ الماءَ ضرَبَتْه فصَفَّتْه والرِّيحُ تَصْفِقُ الأَشجارَ فتَصْطَفِقُ أَي تضطرب وصَفَّقَت الرِّيحُ الشيء إِذا قَلَبَتْه يميناً وشمالاً وردَّدَتْه يقال صَفَقَتْه الريحُ وصَفَّقَتْه وصَفَّقَت الريحُ السحابَ إِذا صَرَمَتْه واختلفت عليه قال ابن مقبل وكأَنما اعْتَنَقَتْ صَبِيرَ غَمامةٍ بُعْدَى تُصَفِّقُه الرِّياحُ زُلالِ قال ابن بري وهذا البيت في آخر كتاب سيبويه من باب الإِدغام بنصب زُلال وهو غلط لأَن القصيدة مخفوضة الروي وفي حديث أَبي هريرة إِذا اصْطَفَقَ الآفاقُ بالبيَاضِ أَي اضطرب وانْتَشَر الضَّوءُ وهو افْتَعَل من الصَّفْق كما تقول اضطرب المجلس بالقوم وصِفاقُ البطنِ الجلدةُ الباطنة التي تلي السواد سوادَ البطن وهو حيث ينقب البيطار من الدابة قال زهير أَمين صَفاة لم يُخَرَّق صِفاقه بِمِنْقَبِه ولم تُقَطَّعْ أَباجِلُهْ والجمع صُفُقٌ لا يُكسَّر على غير ذلك قال زهير حتى يَؤُوبَ بها عُوجاً مُعَطَّلةً تَشْكُو الدَّوابرَ والأَنْساءَ والصُّفُقا وبعض يقول جلد البطن كله صِفاقٌ ابن شميل الصِّفاقُ ما بين الجلد والمُصْرانِ ومَراقُّ البطن صفاقٌ أَجمع ما تحت الجلد نمه إِلى سواد البطن قال ومَراقُّ البطن كل ما لم ينحن عليه عظم وقال الأَصمعي الصِّفاقُ الجلد الأَسْفل الذي دون الجلد الذي يُسْلخ فإِذا سلخ المَسْك بقي ذلك مُمْسِكَ البطن وهو الذي إِذا انْشَقَّ كان منه الفَتْقُِ وقال أَبو عمرو الصِّفاقُ ما حول السرّة حيث يَنْقُبُ البَيْطارُ وقال بشر مُذَكَّرة كأَنّ الرَّحْلَ منها على ذي عانةٍ وافي الصِّفاقِ وافي الصفاق أَراد أَن ضلوعَه طِوالٌ وقال الأَصمعي في كتاب الفرس الصِّفاقُ الجلد الأَسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر وأَنشد للجعدي لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَديدِ الصِّفا ق من خَشَبِ الجَوْزِ لم يُثْقَب يقول ذلك الموضع منه كأَنه تُرْس وهو شديد الصِّفاق وفي حديث عمر أَنه سئل عن امرأَة أَخذَت بأُنْثَيَيْ زَوْجِها فَخَرَقَتِ الجِلْدَ ولم تَخْرِقِ الصِّفاقَ فقضى بنصف ثلث الدية الصِّفاقُ جِلدة رقيقة تحت الجلد الأَعلى وفوق اللحم والصَّفَقُ الأَدِيمُ الجديد يُصَبُّ عليه الماء فيخرج منه ماء أَصفر واسم ذلك الماء الصَّفْقُ والصَّفَقُ والصَّفَقُ بالتحريك الماء الذي يُصَبُّ في القربة الجديدة فيحرك فيها فيصفرّ قال ابن بري شاهده قول أَبي محمد الفقعسي يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ ا لمُسَرَّى نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا والمُسَرّى المُسْتَسِرُّ في البدن ويقال وردنا ماءَ كأَنَّه صَفَقٌ وهو أَول ما يُصَبُّ في القربة الجديدة فيخرج الماء أَصفر وصَفَّق القربة فعل بها ذلك وقال أَبو حنيفة الصَّفَقُ رِيحُ الدباغ وطعمه وصَفَقَ الكأْسَ وأَصْفَقَها ملأَها عن اللحياني وصَفَقَ البابَ يَصْفِقْه صَفْقاً وأَصْفَقَه كلاهما أَغْلَقَه وردّه مثل بَلَقْتُه وأَبْلَقْتُه قال عدي بن زيد متَّكِئاً تُصْفَقُ أَبْوابُه يسْعَى عليه العبْدُ بالكُوبِ قال أَبو منصور وهما بمعنى الفتح وقال النضر سَفَقْت الباب وصَفَقْته قال وقال أَبو الدقيش صَفَقْت البابَ أَصْفِقُه صَفْقاً إِذا فتحته وتركت بابَه مَصْفوقاً أَي مفتوحاً قال والناس يقولون صَفَقْت البَاب وأَصْفَقْته أَي رَدَدْته قال وقال أَبو الخطاب يقال هذا كله وباب مَبْلوقٌ أَي مفتوح وروى أَبو تراب عن بعض الأَعراب أَصْفَقْتُ البابَ وأَصْمَقْته بمعنى أَغْلَقْته وقال غيره هي الإِجافةُ دون الإغْلاق الأَصمعي صَفَقْت الباب أَصْفِقُه صَفْقاً ولم يذكر أَصْفَقْته ومِصْراعا الباب صَفْقاه والصَّفْقُ الرَّدُّ والصَّرْفُ وقد صَفَقْته فانْصَفَقَ وفي كتاب معاوية إِلى ملك الروم لأَنْزِعَنَّكَ من المُلْكِ نَزْعَ الأَصْفَقانِيّة هم الخَولُ بلغة اليمن يقال صَفَقَهم من بلد إِلى بلد أَي أَخرجهم منه قَهْراً وذُلاً وصَفَقَهم عن كذا أَي صرَفَهم والتَّصْفيق أَن يكون نوى نِيَّة عزم عليها ثم ردّ نيّته ومنه قوله وزَللِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ وفي النوادر والصَّفُوق الحجاب الممتنع من الجِبال والصُّفُقُ الجمع والخَريقُ من الوادي شاطئُه والجمع خُرُقٌ وناقة خَرِيقٌ غزيرة وثوب صَفِيق مَتِين بيّن الصَّفاقة وقد صَفُقَ صَقاقةً كثُف نسجه وأَصْفَقَه الحائك وثوب صَفِيق وسَفِيق جيّدُ النسج والصَّفِيقُ الجَلْدُ والصَّفُوق الصَّعُود المُنْكرة وجمعها صَفائِقُ وصُفُقٌ وصافَقَ بين قميصين لَبِس أَحدَهما فوق الآخر والدِّيكُ الصَّفّاقُ الذي يضرب بجناحيه إِذا صوّت وصَفَقَ ماشِيَته صَفْقاً صرَفها وصَفَقَ الرجلُ صَفْقاً ذهب وفي حديث لقمان بن عاد أَنه قال خذِي منّي أَخِي ذا العِفاقِ صَفّاقاً أَفّاقاً قال الأَصمعي الصَّفّاق الذي يَصْفِقُ على الأَمر العظيم والأَفّاق الذي يتصرف ويضرِب إِلى الآفاق قال أَبو منصور روى هذا ابن قتيبة عن أَبي سفيان عن الأَصمعي قال والذي أَراه في تفسير الأَفّاق الصّفّاقِ غيرُ ما حكاه إِنَّما الصَّفّاق الكثير الأَسفار والتصرّف في التجارات والصَّفْقُ والأَفْقُ قريبان من السَّواء وكذلك الصَّفّاقُ والأَفّاقُ معناهما متقارب وقيل الأَفّاقُ من أُفُقِ الأَرض أَي ناحيتها وانْصَفَقَ القومُ إِذا انصرفوا وصَفَقَ القومُ في البلاد إِذا أَبْعَدُوا في طلب المرعى وبه فسر ابن الأَعرابي قول أَبي محمد الحَذلِمِيّ إِنّ لها في العامِ ذي الفُتُوقِ وزَلَلِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ رِعْيةَ مَوْلىً ناصِحٍ شَفيقِ وتَصفِيقُ الإِبل أَن تحوْلَها مِن مرعى قد رَعَتْه إِلى مكان فيه مَرْعىً وأَصْفَقَ الغَنَمَ إِصْفاقاً حلبها في اليوم مرّة قال أَوْدَى بنو غَنْمٍ بأَلْبانِ العُصُمْ بالمُصْفقاتِ ورَضوعاتِ البَهَمْ وأَنشد ابن الأَعرابي وقالوا عليكم عاصِماً يُعْتَصَمْ به رُوَيْدَك حتى يُصْفِقَ البَهْمَ عاصِمُ أَراد أَنه لا خير عنده وأَنه مشغول بغنمه والأِصْفاق أَن يحلُبَها مرّة واحدة في اليوم والليلة وفي الصحاح أَصْفَقْتُ الغنمَ إِذا لم تَحْلُبْها في اليوم إِلا مرة والصافِقةُ الداهيةُ قال أَبو الرُّبَيْس التَّغْلبِي قِفِي تُخْبِرينا أَو تَعُلِّي تَحِيّةً لنا أَو تُشِيبي قَبْلَ إحْدَى الصَّوافق والصَّفائِقُ صَوارِفُ الخطوب وحوادثها الواحدة صَفيقة وقال كثيِّر وأَنْتِ المُنَى يا أُمَّ عَمْروا لو انَّنا نَنالُك أَو تُدْنِي نَواكِ الصَّفائِقُ وهي الصَّوافِقُ أَيضاً قال أَبو ذؤيب أَخ لكَ مَأْمون السَّجِيّاتِ خِضْرِم إِذا صَفَقَتْه في الحُروب الصَّوافِقُ وصَفَقْتُ العود إِذا حرّكت أَوْتارَه فاصْطَفَقَ واصْطَفَقَت المَزاهِرُ إِذا أَجابَ بعضها بعضاً قال ابن الطَّثَرِيّة ويوم كظِلِّ الرُّمْحِ قَصَّرَ طُولَه دَمُ الزِّقِّ عنّا واصْطفاقُ المَزاهِرِ قال ابن بري نسب الجوهري هذا البيت ليزيد بن الطَّثريّة وصوابه لِشُبْرُمة بن الطفيل

( صفرق ) الصُّفْروقُ نبت
( * قوله « الصفروق نبت » الذي في القاموس الصفرق بالضمات وشد الراء ) مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي عن ثعلب وقيل هو الفالوذ

( صلق ) الصَّلْقةُ والصَّلْق والصَّلَقُ الصياحُ والوَلْوَلةُ والصوت الشديد وقد صَلَقُوا وأَصْلَقُوا وفي الحديث ليس مِنَّا مَنْ صَلَقَ أَو حَلَقَ شعره الصّلْقُ الصوت الشديد يريد رَفْعَه عند ا لمصائب وعند الموت ويدخل فيه النَّوْح ومنه الحديث أَنا بَرِيٌ مِنَ الصّالِقةِ والحالِقةِ وقول لبيد فصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقةً وُصَداء أَلْحَقَتْهم بالثَّلَل أَي وقعنا بهم وقعة في مُرادٍ قال الليث في قوله ولا حَلَقَ ولا صَلَقَ يقال بالصاد والسين يعني رفَع الصوت وقد أَصْلَقوا إِصْلاقاً وأَما أَبو عبيد فإِنه رواه بالسين ذهب به إِلى قوله سَلَقُوكُمْ بأَلْسِنةٍ حدَادٍ وتَصَلَّقَت المرأَةُ إِذا أَخذَها الطَّلْقُ فَصَرخَتْ ابن الأَعرابي صَلَقْتُ الشاة صَلْقاً إِذا شَوَيْتها على جنبيها قال فكأَنه أَراد على مذهب ابن الأَعرابي ما شوي من الشاة وغيرها يعني قول عمر رضي الله عنه ليس مِنّا مَنْ صَلَقَ أَو حَلَقَ أَي رفع صوته في المصائب وضَرْبٌ صَلاَّقٌ ومِصْلاقٌ شديد وخطيبٌ صَلاَّقٌ ومِصْلاقٌ بليغ والصَّلْقُ صوتُ أَنياب البعير إِذا صَلَقَها وضرَب بَعْضها ببعض وقد صَلَقَا أَنيابُه وصَلَقاتُ الإِبلِ أَنْيابُها التي تصللق قال الشاعر لم تَبْك حَوْلكَ نِيبُها وتَقاذَفَتْ صَلَقاتُها كمَنابِتِ الأَشْجارِ وصَلَقَ نابَهُ يَصْلِقُه صَلْقاً حَكّه بالآخَر فحدث بينهما صوتٌ وأَصْلَقَ البابُ نفسهُ قال العجاج إِنْ زَلَّ فُوه عَنْ أَتانٍ مِئْشِيرْ أَصْلَقَ ناباه صِياحَ العُصْفورْ يريد إِن زلَّ فو العير عن هذه الأَتان أَصْلَقَ ناباه لِفَوْت ذلك وقال رؤْبة أَصَلَقَ نابِي عِزّة وصَلْقما وأَصْلَقَ الفحلُ صَرَف أَنيابه قال أَصْلَقَها العِزُّ بناتٍ فاصْلَقَمّ والفحل يَصْطَلِقُ بنابه وذلك صَرِيفُه والصَّلْقَمُ الشديد الصُّراخِ منه وصَلَقه بلسانه يَصْلِقُه صَلْقاً شتمه وفي التنزيل صَلَقوكم بأَلْسِنةٍ حدادٍ وسَلَقُوكم لغةٌ في صَلَقُوكم قال الفراء جائز في العربية صَلَقُوكم والقراءة سنَّة الليث الحاملُ إِذا أَخذها الطَّلْقُ فأَلْقت نفسها على جنبيها مرّة كذا ومرة كذا قيل تَصَلَّقتْ تَصَلُّقاً وكذلك كل ذي أَلَم إِذا تَصَلَّق على جنببيه يقال بالصاد تَصَلَّقت تَصَلُّقاً وتَصَلَّقَت المرأَة إِذا أَخذها الطَّلْقُ فصَرَخَتْ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه تَصَلَّقَ ذاتَ ليلة من الجُوع أَي تقَلَّب ويقال تَصَلَّقَ ذاتَ ليلة من الجُوع أَي تقَلَّب ويقال تَصَلَّقَ الحوت في الماء إِذا تقلَّب وتلوَّى وصَلَقَه بالعصا يَصْلِقُه صَلْقاً وصَلَقاً ضربه على أَي موضع كان من يديه وصَلَقَتِ الخيلُ إِذا صَدَمَتْ بغارتها والصَّلْقةُ الصَّدْمةُ في الحرب قال مِنْ بَعْدِ ما صَلَقَتْ في جَعَْفَرٍ يَسَراً يَخْرُجْنَ في النَّقْع مُحْمرّاً هوادِيها جعفر هنا يعني جعفر بن كلاب واليَسْرُ الطعن حِذاءَ الوجه وإِنما حرَّكه ضرورة والصَّلَقُ القاعُ المطمئن اللّين المستدير الأَمْلس وشجره قليل قال الشماخ من الأَصالِقِ عارِي الشَّوْكِ مَجْرود قال الأَزهري والسَّلَقُ بالسين أَكثر والجمع صُلْقانٌ وأَصالِقُ والّصَلَقُ مثل السَّلَقِ القاعُ الصفصف قال أَبو دواد تَرى فاه إِذا أَقْ بَلَ مثْلَ الصَّلَقِ الجَدْبِ له بَبْنَ حَوامِيه نُسورٌ كنَوَى القَسْبِ والمُتَصَلِّقُ المُتَمرِّغ على جنبيه من الأَلم وفي حديث ابن عمر أَنه تَصَلَّقَ ذات ليلةٍ على فِراشِه أَي تَلوَّى وتَقلَّب من تَصَلَّقَ الحوتُ في الماء إِذا ذهب وجاء وحديث أَبي مسلم الخَوْلانّي ثم صَبَّ فيه من الماءِ وهو يتَصَلَّقُ والصَّلِيقةُ الخُبْزة الرقيقة والقطعة المُشْواة من اللحم قال الفرزدق فإِن تَفْرَكَّ عِلْجةُ آل زيدٍ وتُعْوِزْكَ الصَّلائِقُ والصِّنابُ فقِدْماً كانَ عَيْشُ أَبِيكَ مُرّاً يَعيِشُ بما تَعِيشُ به الكِلابُ وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه قال أَما والله ما أَجْهلُ عن كَراكِرَوأَسْنِمةٍ ولو شِئْتُ لدعَوتُ بِصلاءٍ وصِنابٍ وصَلائِقَ قيل هي الرِّقاقُ وقال أَبو عمرو السَّلائق بالسين كل ما سُلِق من البُقول وغيرها وقيل هي الحُمْلان المَشْوِيّة من صَلَقْت الشاة إِذا شَوَيْتَها وقال غير أَبي عمرو الصَّلائق بالصاد الخُبز الرقيق وأَنشد لجرير تكلِّفني مَعيشة آل زيدٍ ومَنْ لِي بالصّلائق والصِّنَاب ؟ وقال غير هؤلاء هي الصَّرائقُ بالراء الرِّقاقُ وقيل الصلائق اللحم المَشوِيّ النَّضّيج والصَّلِيقاء ممدودٌ ضرب من الطير والصَّلْقَم الشديد عن اللحياني قال والميم فيه زائدة والجمع صَلاقِمُ وصَلاقِمة قال طرفة جَمادٌ بها البَسْباسُ يُرْهِصُ مُعْزُها بَناتِ المُخاضِ والصَّلاقِمةَ الحُمْرا والصَّلْقُم السيّد عن اللحياني وميمه زائدة أَيضاً وبنو المُصْطَلِق حيّ من خزاعة

( صملق ) الصَّمْلَقُ لغة في السَّمْلَقِ وهو القاع الأَملس وهي مضارعة وذلك لمكان القاف وهي فرع وحكى سيبويه صمالِيق قال ابن سيده ولا أَدري ما كَسَّر إِلا أَن يكونوا قد قالوا صَمحلَقة في هذا المعنى فعوَّض من الهاء كما حكي مَواعِيظ قال أَبو الدقيش قاعٌ صَمْلَقٌ ويقال تركته بقاع صَمْلَقٍ

( صمق ) أَهمله الليث وروى أَبو تراب عن أَصحابه أَصْمَقْت البابَ أَغلقته وفي النوادر ما زال فلان صامِقاً منذ اليوم وصامياً وصابِياً أَي عطشانَ أَو جائعاً وقال هذه صَمَقةٌ من الحَرَّة أَي غليظة

( صنق ) ابن الأَعرابي الصُّنُقُ الأَصِنَّةُ في التهذيب وفي المحكم الصَّنَقُ شِدَّة ذَفَرِ الإِبْطِ والجسد صَنِقَ صَنَقاً فهو صَنِقٌ وأَصْنَقَه العرَقُ وأَصْنَقَ الرجلُ في ماله إِصْناقاً إِذا أَحسن القيام عليه ورجل مِصْناقٌ ومِيصابٌ إِذا لَزم مالَه وأَحسن القيام عليه والصَّنَقُ الحلقة من الخشب تكون في طرف المرير والجمع أَصْناقٌ عن أَبي حنيفة وأَنشد أَمِرَّة اللِّيف وأَصْناق القَطَفْ الأَمِرَّة الحبالُ جمع مِرارٍ والأَصْناقُ جمع الصَّنَق وهو الحلقة من الخشبة تكون في طرف المرير والقَطَفُ ضرْبٌ من الشجر متين القضبان تتخذ منه الأَصْناق وفي النوادر يقال جمل صَنَقةٌ وصنخة وقَبصاة وقبصةٌ إِذا كان ضخماً كبيراً وصَنَقةٌ من الحِرار وصَمَقةٌ وصمغة وهو ما غلظ

( صندق ) الصُّنْدوق الجُوالِق التهذيب الصُّنْدوق لغة في السُّنْدوق ويُجْمع صَنادِيق وقال يعقوب هي الصُّنْدوق بالصاد

( صهصلق ) صوت صَهْصَلِقٌ أَي شديد وأَنشد قد شَيَّبَتْ رأْسِي بصَوْتٍ صَهْصَلِقْ ورجل صَهْصَلِقُ الصوتِ شديدُه وامرأَة صَهصِلقٌ وصَهْصَليقٌ شديدة الصوت صَخَّابة ومنهم من قَيّد فقال الصَّهْصَلِقُ العجوز الصخّابة ومنه قول الشاعر أُمُّ حوار ضَنْؤُها غيرُ أَمِرْ صَهْصَلِقُ الصوتِ بعَينَيْهَا الصَّبِرْ سائلة أَصْداغُها لا تَخْتَمِرْ تَعْدو على الذئب بِعود مُنْكَسِرْ تُبادِرُ الذئبَ بعَدْوٍ مُشْفَتِرْ يَفِرُّ مَنْ قاتَلها ولا تَفِرُّ لو نُحِرَتْ في بيتِها عَشْرُ جُزُرْ لأَصْبَحَتْ منَ لَحمِهنَّ تَعْتَذِرْ قال وكذلك الصَّهْصَلِيقُ وأَشد للعُلَيكم الكندي نأْآجَةُ العَدْوةِ شَمْشَلِيقها شَدِيدة الصَّيْحةِ صَهْصَليقها تُسامِرُ الضِّفْدَعَ في نَقِيقِها والشَّمْشَلِيقُ السريعة المشي

( صوق ) الصّاقُ لغة في السّاقِ عَنْبريّة قال ابن سيده وأُراه ضَرْباً من المضارعة لمكان القاف والصَّويقُ لغة في السَّويق المعروف لمكان المضارعة

( صيق ) الصّيقُ والصِّيقةُ الغبارُ الجائلُ في الهواء وأَنشد ابن الأَعرابي لي كلَّ يَوْمٍ صِيقةٌ فَوْقِي تَأَجَّلُ كالظُّلالَهْ وقال سلامة بن جندل بوادِي جدود وقد بُوكِرَت بِصيقِ السَّنابِك أَعْطانُها وقال آخر كما انْقَضَّ تحْتَ الصِّيقِ عُوَّارُ والجمع صِيَقٌ مثل جِيفةٍ وجِيَف وأَنشد ابن بري في ترجمة لرؤبة يصف أُتُناً وفحلها يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرْضِ مَجْنون الصِّيَقْ والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبوحَ الفِلَقْ وقال الصِّيقُ الغبار وجُنونه تطايره والصِّيقُ الصوتُ والصِّيقُ الريح المُنْتِنة من الناس والدواب عن الليث وقال بعضهم هي كلمة معرّبة أَصلها زيقا بالعبرانية أَبو عمرو الصّائِقُ والصائِكُ اللأَزِقُ قال جندل أَسْوَد جَعْد ذي صُنانٍ صائِق والصِّيقُ بطن منهم
( * قوله بطن منهم هكذا في الأصل )

( ضفق ) الضَّفْقُ الوَضْع بمرَّة وكذلك الضَّفْعُ

( ضيق ) الضِّيقُ نقيض السّعة ضاقَ الشيءُ يضيق ضِيقاً وضَيْقاً وتَضَيَّقَ وتَضايَقَ وضَيَّقَه هو وحكى ابن جني أَضاقَه وهو أَمر ضَيِّقٌ أَبو عمر الضَّيْقُ الشيء الضَّيِّقُ والضِّيقُ المصدر والمَضايِق جمع المَضِيق والضَّيْقُ أَيضاً تخفيف الضَّيِّق قال الراجز دُرْنا ودارَتْ بَكْرةٌ نَخِيسُ لا ضَيْقةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ والضَّيْقُ جمع الضَّيقاة والضِّيقة وهي الفقر وسوء الحال وقد ضاقَ عن كل الشيء يقال لا يَسَعُني شيء ويَضِيق عنك وضاقَ الرجلُ أَي بخل وضَيَّقْت عليك الموضع وقولهم ضِقْتُ به ذَرْعاً أَي ضاقَ ذرْعي به وتَضايَقَ القومُ إِذا لم يتوسَّعوا في خُلُق أََو مكان والضُّوقى والضِّيقى تأْنيث الأَضْيَق صارت الياء واواً لسكونها وضمة ما قبلها ويقال ضاقَ المكانُ فهو ضَيِّق فرق بينهما ويقال في جمع ضائِقٍ ضاقَة قال زهير يَكْرَهها الجُبَناءُ الضاقةُ العَطَنِ فهذا جمع ضائِقٍ ومثله سادَةٌ جمع سائِدٍ لا سيِّد ومكان ضَيِّقٌ وضَيْقٌ وضائِقٌ وفي التنزيل فلعلَّك تارِكَ بعضَ ما يُوحَى إِليك وضائقْ به صَدْرُك وهو في ضِيقٍ من أَمره وضَيْقٍ أَي في أَمر ضَيِّقٍ والنعت ضَيِّقٌ والاسم ضَيْق ويقال في صدر فلان ضِيقٌ علينا وضَيْقٌ والضَّيْق الشكَ يكون في القلب من قوله تعالى ولا تكُ في ضَيْقٍ ممّا يَمْكُرون وقال الفراء الضَّيْقُ ما ضاق عنه صدرُك والضِّيقُ ما يكون في الذي يتسَّع ويضيق مثل الدار والثوب وإِذا رأَيت الضَّيْقَ قد وقع في موضع الضَّيق كان على أَمرين أَحدهما أَن يكون جمعاً للضَّيْقةِ كما قال الأَعشى فلئن رَبُّك من رحمته كَشَفَ الضَّيْقةَ عنا وفَسَح والوجه الآخر أَن يراد به شيء ضَيِّق فيكون ضَيق مخففاً وأَصله التشديد ومثله هَيْن ولَيْن وأَضاقَ الرجلُ فهو مُضِيق إِذا ضاقَ عليه مَعاشُه وأَضاقَ أَي ذهب مالُه التهذيب والضَّيَقِ بفتح الياء الشك والضَّيْقُ بهذا المعنى أَكثرُ والضِّيقةُ مثل الضِّيق والمَضِيقُ ما ضاقَ من الأَماكن والأُمور قال مَنْ شَا يُدَلِّي النفسَ في هُوَّة ضَنْكٍ ولكن مَنْ له بالمَضِيق ؟ أَي بالخروج من المَضيق وقالوا هي الضِّيقى والضُّوقى على حد ما يَعْتَوِرُ هذا النوع من المُعاقَبة وقال كراع الضُّوقى جمع ضَيَّقة قال ابن سيده ولا أَدري كيف ذلك لأَن فُعْلى ليست من أَبنية الجموع إِلا أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء كبُهْماة وبُهْمى وقالت امرأَة لضَرَّتها وهي تُسامِيها ما أَنت بالخُورَى ولا الضُّوقى حِرَا الضُّوقى فُعْلى من الضِّيق وهي في الأَصل الضُّيْقى فقلبت الياء واواً من أَجل الضمة والخُورَى فُعْلى من الخير وكذلك الكوسى من الكَيْس والضِّيقةُ ما بين كل نجمين والضِّيقةُ كوكبان كالمُلْتَزِقَينِ صغِيران بين الثُّرَيا والدَّبَران وضِيقة منزلة للقمر بلزق الثريّا مما يلي الدبران وهو مكان نحْسٌ على ما تزعم العرب قال الأَخطل فهلاَّ زَجَرْتِ الطير لَيلة جِئْتِه بِضِيقةَ بَيْنَ النَّجْمِ والدَّبَرانِ يذكر امرأَة وَسِيمةً تزوَّجها رجل دميم والمرأَة هي بَرَّة أَبي هانئ التغلبي والرجل سعيد بن بنان التغلبي وقال الأَخطل في ذلك قال ابن قتيبة وربما قَصُر القمر عن الدَّبَرانِ فنزل بالضِّيقة وهما النجمان الصغيران المتقاربان بين الثريّا والدَّبران حكي هذا القول عن أَبي زياد الكلابي قال أَبو منصور جعل ضِيقةَ معرفة لأَنه جعله اسماً علماً لذلك الموضع ولذلك لم يصرفه وأَنشده أَبو عمرو بِضِيقةِ بكسر الهاء جعله صفة ولم يجعله اسماً للموضع أَراد بضِيقَةِ ما بين النجم والدبران والضَّيْقة والضِّيقة القمر

( طبق ) الطَّبَقُ غطاء كل شيء والجمع أَطْباق وقد أَطْبَقَه وطَبَّقَه انْطَبَقَ وتَطَبَّقَ غَطَّاه وجعله مُطَبَّقاً ومنه قولهم لو تَطَبَّقَت السماء على الأَرض ما فعلت كذا وفي الحديث حِجابُه النُّورُ لو كُشِفَ طَبَقُه لأَحْرَقت سُبحاتُ وَجهِه كلَّ شيء أَدّرَكه بصرُه الطَّبَقُ كلُّ غطاء لازم على الشيء وطَبَقُ كلِّ شيء ما ساواه والجمع أَطْباقٌ وقوله ولَيْلة ذات جَهامٍ أَطْباق معناه أَن بعضَه طَبَقٌ لبعض أَي مُساوٍ له وجَمَع لأَنه عنى الجنس وقد يجوز أَن يكون من نعت الليلة أَي بعضُ ظُلَمِها مُساوٍ لبعض فيكون كجُبَّةٍ أَخْلاق ونحوها وقد طابَقَهُ مطابَقةً وطِباقاً وتَطابَقَ الشيئَان تساوَيا والمُطابَقةُ المُوافَقة والتَّطابُق الاتفاق وطابَقْتُ بين الشيئين إِذا جعلتهما على حَذْو واحد وأَلزقتهما وهذا الشيء وَفْقُ هذا ووِفاقُه وطِباقُه وطابَقُهُ وطِبْقُه وطَبِيقُه ومُطْبِقُه وقالَبُه وقالِبُه بمعنى واحد ومنه قولهم وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه وطابَقَ بين قميصين لَبِسَ أَحدهما على الآخر والسمواتُ الطِّباقُ سميت بذلك لمُطابَقة بعضها بعضاً أَي بعضها فوق بعض وقيل لأَن بعضها مُطْبَق على بعض وقيل الطِّباقُ مصدر طوبقَتْ طِباقاً وفي التنزيل أَلم تَرَوْا كيف خلق الله سَبْعَ سَمَواتٍ طِباقاً قال الزجاج معنى طِباقاً مُطْبَقٌ بعضها على بعض قال ونصب طِباقاً على وجهين أَحدهما مطابَقة طِباقاً والآخر من نعت سبع أَي خلق سبعاً ذات طِباقٍ الليث السمواتُ طِباقٌ بعضها على بعض وكل واحد من الطباق طَبَقة ويذكَّر فيقال طَبَقٌ ابن الأَعرابي الطَّبَقُ الأُمّة بعد الأُمّة الأَصمعي الطِّبْقُ بالكسر الجماعةْ من الناس ابن سيده والطَّبَق الجماعة من الناس يَعْدِلون جماعةً مثلهم وقيل هو الجماعة من الجراد والناس وجاءنا طَبَقٌ من الناس وطِبْقٌ أَي كثير وأَتى طَبَقٌ من الجراد أَي جماعة وفي الحديث أَن مريم جاعَتْ فجاءَها طَبَقٌ من جَرادٍ فصادَتْ منه أَي قَطيعٌ من الجراد والطَّبَقُ الذي يؤكل عليه أَو فيه والجمع أَطْباقٌ وطَبَّقَ السَّحابُ الجَوَّ غَشّاه وسَحابةُ مُطَبِّقةٌ وطَبَّقَ الماءُ وَجْهَ الأَرض غطّاه وأَصبحت الأَرض طَبَقاً واحداً إِذا تغشّى وجهُها بالماء والماء طَبَقٌ للأَرض أَي غِشاء قال امرؤ القيس دِيمةٌ هَطْلاءُ فيها وَطَفٌ طَبَقُ الأَرْضِ تَحَرَّى وتَدُرّ وفي حديث الاستسقاء اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُغِيثاً طَبَقاً أَي مالِئاً للأَرض مغطّياً لها يقال غيث طَبَقٌ أَي عامٌّ واسع يقال هذا مطر طَبَقُ الأَرض إِذا طَبَّقها وأَنشد بيت امرئ القيس طبق الأَرض تحرّى وتدر ومن رواه طَبَقَ الأَرضِ نصبَه بقوله تحَرَّى الأَصمعي في قوله غيثاً طَبَقاً الغيث الطَبق العامّ وقال الأَصمعي في الحديث قُرَيش الكَتَبَة الحَسَبة مِلْحُ هذه الأُمّة عِلْمُ عالِمهم طِباقُ الأَرض كأَنه يعُمّ الأَرض فيكون طَبَقاً لها وفي رواية عِلْمُ عالمِ قُرَيْش طَبَقُ الأَرض وطَبَّقَ الغيثُ الأَرضَ ملأَها وعمّها وغيثٌ طَبَقٌ عامٌّ يُطَبِّقُالأَرض وطَبَّقَ الغيمُ تَطْبيقاً أَصاب مطرُه جميعَ الأَرض وطِباقُ الأَرض وطِلاعُها سواء بمعنى مِلْئها وقولهم رحمة طِباقُ الأَرضِ أَي تُغَشِّي الأَرض كلها وفي الحديث لله مائةُ رَحْمةٍ كلُّ رَحْمةٍ منها كطِباقِ الأَرض أَي تُغَشِّي الأَرضَ كلها ومنه حديث عمر لو أَنَّ لي طِباقَ الأَرض ذهَباً أَي ذهباً يعُمّ الأَرض فيكون طَبَقاً لها وطَبَّقَ الشيءُ عَمَّ وطَبَقُ الأَرض وجهُها وطِباقُ الأَرض ما عَلاها وطَبَقاتُ الناس في مراتبهم وفي حديث ابن مسعود في أَشراط الساعة تُوصَلُ الأَطْباقُ وتُقْطَعُ الأَرْحامُ يعني بالأَطْباقِ البُعَداءَ والأَجانِبَ لأَن طَبَقاتِ الناس أَصناف مختلفة وطابَقَه على الأَمر جامَعَه وأَطْبَقوا على الشيء أَجمعوا عليه والحروف المُطْبَقة أَربعة الصاد والضاد والطاء والظاء وما سوى ذلك فمفتوح غير مُطْبَق والإِطْباقُ أَن ترفع ظهرَ لسانك إِلى الحنك الأَعلى مُطْبِقاً له ولولا الإِطْباقُ لصارت الطاء دالاً والصاد سيناً والظاء ذالاً ولخرجت الضاد من الكلام لأَنه ليس من موضعها شيء غيرها تزول الضاد إِذا عدم الإِطْباق البتة وطابَقَ لي بحقِّي وطابَقَ بحقِّي أَذْعَنَ وأَقرَّ وبَخَعَ قال الجعدي وخَيْل تُطابقُ بالدارعين طِباقَ الكِلاب يَطَأْنَ الهَراسا ويقال طابَقَ فلانٌ فلاناً إذا وافَقه وعاوَنَه وطابَقَت المرأَةُ زوْجهَا إذا واتتْه وطابَقَ فلانٌ بمعنى مَرَنَ وطابَقَت الناقةُ والمرأَةُ انْقادت لمريدها وطابَقَ على العمل مارَنَ التهذيب والمُطَبَّقُ شِبْه اللُّؤْلُؤ إذا قُشر اللؤلؤ أخِذ قشرهُ ذلك فأُلزِق بالغراء بعضه على بعض فيصير لؤلؤاً أَو شبْهَه والانْطِباقُ مُطاوعة ما أطبقت والطِّبْقُ والمُطَبَّقُ شيء يُلْصَقُ به قشرُ اللؤلؤ فيصير مثله وقيل كل ما أُلْزِقَ به شيء فهو طِبْقٌ وطَبِقَت يدُه بالكسر طَبَقاً فهي طَبِقةٌ لزِقت بالجنب ولا تنبسط والتَّطْبِيقُ في الصلاة جعْلُ اليدين بين الفخذين في الركوع وقيل التَّطْبِيق في الركوع كان من فعل المسلمين في أوَّل ما أمِروا بالصلاة وهو إطْباقُ الكفين مبسوطتين بين الركبتين إذا ركع ثم أُمِروا بإلْقام الكفَّين رأُس الركبتين وكان ابن مسعود استمرّ على التَّطْبِيق لأنه لم يكن عَلِم الأَمْرَ الآخر وروى المنذري عن الحَرّبيّ قال التَّطْبِيقُ في حديث ابن مسعود أن يَضَع كفَّه اليمنى على اليسرى يقال طابَقْتُ وطَبَّقْت وفي حديث ابن مسعود أنه كان يُطَبِّقُ في صلاته وهو أن يجمع بين أصابع يديه ويجعلهما بين ركبتيه في الركوع والتشهد وجاءت الإِبل طَبَقاً واحداً أي على خُفٍّ ومرّ طَبَقٌ من الليل والنهار أي بعضهما وقيل معظمهما قال ابن أحمر وتواهَقَتْ أخْفافُها طَبَقاً والظِّلُّ لم يَفْضُل ولم يُكْرِ وقيل الطَّبَقة عشرون سنة عن ابن عباس من كتاب الهجري ويقال مَضى طَبَقٌ من النهار وطَبَق من الليل أي ساعة وقيل أي مُعْظَم منه ومثله مضى طائفة من الليل وطَبِقَت النجومُ إذا ظهرت كلها وفلانَ يَرْعى طَبَقَ النُّجوم وقال الراعي أَرى إِبِلاَ تكالأَ راعِياها مَخافَة جارِها طَبَقَ النُّجوم والطَّبَق سدّ الجَراد عينَ الشمس والطَّبَق انطباق الغَيْم في الهواء وقول العباس في النبي صلى الله عليه وسلم إذا مَضى عالَمٌ بَدا طَبَقٌ فإِنه أَراد إِذا مضى قَرْن ظَهَر قَرْن آخر وإِنما قيل للقَرْن طَبَقٌ لأَنهم طَبَق للأَرض ثم يَنْقرضِون ويأْتي طَبَق للأَرض آخر وكذلك طَبَقات الناس كل طَبَقة طَبَقت زمانها والطَّبَقة الحال يقال كان فلان من الدنيا على طَبَقات شَتَّى أي حالات ابن الأَعرابي الطَّبَقُ الحال على اختلافها والطَّبَقُ والطَّبَقة الحال وفي التنزيل لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عن طَبَق أي حالاً عن حال يوم القيامة التهذيب إن ابن عباس قال لَتَرْكَبُنَّ وفسَّررلتَصِيرنَّ الأُمور حالاً بعد حال في الشدّة قال والعرب تقول وقع فلان في بنات طَبَق إذا وقع في الأَمر الشديد وقال ابن مسعود لتركَبُنَّ السماء حالاً بعد حال وقال مَسروق لتركَبَنَّ يا محمد حالاً بعد حال وقرأَ أَهل المدينة لتَرْكَبُنَّ طَبَقاً يعني الناس عامَّة والتفسير الشِّدَّة وقال الزجاج لتركَبْنَّ حالاً بعد حال حتى تصيروا إلى الله من إِحيّاء وإِماتَةٍ وبَعْثٍ قال ومن قرأَ لتركَبَنَّ أراد لتركَبَنَّ يا محمد طَبَقاً عن طَبَق من أطبْاق السماء قاله أبو علي وفسَّروا طَبَقاً عن طَبَقِ بمعنى حالاً بعد حال ونظيرُ وقوع عن مَوْقع بعد قول الأَعشى وكابِر تَلَدوُك عن كابر أي بعد كابر وقال النابغة بَقيّة قِدْر من قُدُورٍ تُوُورِثَتْ لآلِ الجُلاحِ كابراً بعد كابِرِ وفي حديث عمرو بن العاص إني كنت على أطبْاقٍ ثلاثٍ أي أحْوالٍ واحدها طَبَق وأَخبر الحسن بأَمْرٍ فقال إحْدى المُطْبِقات قال أبو عمرو يُريد إحْدى الدواهي والشدايد التي تُطْبِقُ عليهم ويقال للسنة الشديدة المُطْبِقة قال الكميت وأَهْلُ السَّماحَة في المُطْبِقات وأَهل السَّكينةِ في المَحْفَلِ قال ويكون المُطْبَق بمعنى المُطْبِق وولدتِ الغنم طَبَقاً وطِبْقاً إِذا نُتِجَ بعضُها بعد بعض وقال الأُموي إِذا ولدتِ الغنمُ بعضها بعد بعض قيل قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ وولَّدتها طَبَقاً وطَبَقَةً والطَّبَق والطَّبَقة الفَقْرة حيث كانت وقيل هي ما بين الفقرتين وجمعها طِباق والطَّبَقة المفصل والجمع طَبَق وقيل الطَّبَق عُظَيْم رَقيق يفصل بين الفَقارَيْن قال الشاعر أَلا ذهبَ الخُداعُ فلا خِداعا وأَبْدى السَّيفُ عن طَبَقٍ نُخاعا وقيل الطَّبَق فَقال الصلب أَجمع وكل فَقار طَبَقة وفي الحديث وتَبْقى أصْلابُ المنافقين طَبَقاً واحداً قال أبو عبيد قال الأَصمعي الطَّبَقُ فَقار الظهر واحدته طَبَقَة واحدة يقول فصار فَقارُهم كلُّه فَقارةً واحداة فلا يدرون على السجود وفي حديث ابن الزبير قال لمعاوية وايْمُ الله لئن ملك مَرْوانُ عِنان خيل تنقاد له في عثمان ليَرْكَبَنَّ منك طَبَقاً تخافه يريد فَقار الظهر أي ليَرْكبن منك مَرْكباً صعباً وحالاً لا يمكنك تَلافِيها وقيل أَراد بالطَّبَق المنازل والمراتب أي ليركبن منك منزلة فوق منزلة في العداوة ويقال يدُ فلانٍ طَبَقَةٌ واحدة إذا لم تكن منبسطة ذات مفاصل وفي حديث الحجاج فقال لرجل قُمْ فاضرب عُنُقَ هذا الأَسير فقال إِن يدي طَبِقَةٌ هي التي لصق عَضُدُها بجنب صاحبه فلا يستطيع أَن يحرّكها وفي حديث عمْران بن حُصَيْن أَن غلاماً له أَبَقَ فقال لئن قدرت عليه لأَقطعن منه طابَِقَاً قال يريد عضواً الأَصمعي كل مفصِل طَبَقٌ وجمع أَطبْاق ولذلك قيل للذي يصيب المفصل مُطَبِّقٌ وقال ويَحْمِيكَ بالليِّن الحُسام المُطَبِّق وقيل في جمعه طَوابِق قال ثعلب الطَّابِقُ والطَّابَقُ العضو من أعضاء الإِنسان كاليد والرجل ونحوهما وفي حديث عليّ إِنما أَمر في السارق بقطع طابِقِه أي يده وفي الحديث فَخَبَزْتُ خبزاً وشويت طابَقاً من شاة أَي مقدار ما يأْكل منه اثنان أَو ثلاثة والطَّبَقَةُ من الأَرض شبه المَشارَة والجمع الطَّبَقات تخرج بين السُّلحَفْاة والهِرْهِرِ
( * قوله « تخرج بين السلحفاة والهرهر » هكذا هو بالأصل ولعل قبله سقطاً تقديره ودويبة تخرج بين السلحفاة إلخ أَو نحو ذلك ) والمطَبَّقُ من السيوف الذي يصيب المَفْصِل فيُبينُه يقال طَبَّق السيفُ إِذا أَصاب المَفْصل فأَبان العضو قال الشاعر يصف سيفاً يُصَمِّمُ أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ ومنه قولهم للرجل إذا أَصاب الحجة إِنه يُطَبَّقُ المفصل أََبو زيد يقال للبليغ من الرجال قد طَبَّقَ المفصل وردَّ قالَبَ الكلام ووضع الهِناء مواضع النُّقَب وفي حديث ابن عباس أَنه سأَل أَبا هريرة عن امرأَة غير مدخول بها طلقت ثلاثاً فقال لا تحلُّ له حتى تنكح زوجاً غيره فقال ابن عباس طَبَّقْتَ قال أَبو عبيد قوله طبقت أَراد أَصبتَ وجه الفُتْيا وأَصله إِصابة المفصل وهو طَبَقُ العظمينِ أَي ملتقاهما فيفصل بينهما ولهذا قيل لأَعضاء الشاة طَوابِقُ واحدها طابَقٌ فإِذا فَصَّلها الرجل فلم يخطئ المفاصل قيل قد طَبَّقَ وأَنشد أَيضاً يُصمِّم أَحياناً وحِيناً يُطَبِّقُ والتصميم أن يمضي في العظم والتَّطْبِيقُ إِصابة المفصل قال الراعي يصف إبلاً وطَبَّقْنَ عُرْضَ القُفِّ لما عَلَوْنَهُ كما طَبَّقَتْ في العظم مُدْيَةُ جازِرِ وقال ذو الرمة لقد خَطَّ رُوميّ ولا زَعَماتِهِ لعُتْبَةَ خطّاً لم تُطَبَّقْ مفاصلُه وطَبَّقَ فلان إذا أَصاب فَصَّ الحديث وطَبَّقَ السيفُ إِذا وقع بين عظمين والمُطَبَّقُ من الرجال الذي يصيب الأُمور برأْيه وأَصله من ذلك المُطابِقُ من الخيل والإِبل الذي يضع رجله موضع يده وتَطْبِيقُ الفرس تَقْرِيبُهُ في العَدْو الأَصمعي التَّطْبِيقُ أَن يَثِبَ البعيرُ فتقع قوائمه بالأرض معاً ومنه قول الراعي يصف ناقة نجيبة حتى إِذا ما اسْتَوى طَبِّقَتْ كما طَبَّقَ المِسْحَلُ الأَغْبَرُ يقول لما استوى الراكب عليها طَبَّقَتْ قال الأَصمعي وأَحسن الراعي في قوله وهْيَ إِذا قام في غَرْزها كمِثْل السَّفِينة أَو أَوْقَر لأَن هذا من صفة النجائب ثم أَساء في قوله طَبَّقَتْ لأَن النجيبة يستحب لها أَن تقدم يداً ثم تقدم الأُخرى فإِذا طَبَّقَتْ لم تُحمْدَ قال وهو مثل قوله حتى إذا ما استْوى في غَرْزها تَثِبُ والمُطابَقَة المشي في القيد وهو الرَّسْفُ والمُطابَقَةُ أَن يضع الفرسُ رجلَه في موضع يده وهو الأحَقُّ من الخيل ومُطابَقَةُ الفرسِ في جريه وضع رجليه مواضع يديه والمُطابَقَةُ مشي المقيَّد وبنَاتُ الطَّبَقِ الدواهي يقال للداهية احدى بنات طَبَقٍ ويقال للدواهي بنات طَبَقٍ ويروى أَن أَصلها الحية أَي أَنها استدارت حتى صارت مثل الطَّبَقِ ويقال إحدى بناتِ طَبَق شَرُّك على رأْسك تقول ذلك للرجل إِذا رأَى ما يكرهه وقيل بنتُ طَبَقٍ سُلحَفْاةٌ وتَزْعُمُ العرب أَنها تبيض تسعاً وتسعين بيضة كلها سَلاحِفُ وتبيض بيضة تَنْقُفُ عن أَسود يقال لقيت منه بناتِ طَبَقٍ وهي الداهية الأَصمعي يقال جاء بإِحدى بناتِ طَبَقٍ وأَصلها من الحيَّات وذكر الثعالبي أَن طَبَقاً حيَّة صفراء ولمَّا نُعي المنصورُ إِلى خَلَف الأَحمر أَنشأَ يقول قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ فَذَمَّرُوهَا وَهْمَةً ضَخْم العُنُقْ موتُ الإِمامِ فِلْقَةٌ مِن الفِلَقْ وقال غيره قيل للحية أمُّ طَبَقٍ وبنتُ طَبَقٍ لتَرَحِّيها وتحَوّيها وأَكثر التَّرحِّي للأَفْعى وقيل قيل للحيات بناتُ طَبَقٍ لإِطْبَاقها على من تلسعه وقيل إِنما قيل لها بناتُ طَبَقٍ لأَن الحَوَّاء يمسكها تحت أَطْبَاق الأَسْفاط المُجَلّدة ورجل طَبَاقَاءُ أَحمق وقيل هو الذي ينكح وكذلك البعير جمل طَبَاقَاءُ للذي لا يَضْرب والطَّبَاقاء العَيِيُّ الثقيل الذي يُطْبِقُ على الطَّرُوقة أَو المرأَة بصدره لصغره قال جميل بن معمر طَبَاقَاءُ لم يَشْهد خصوماً ولم يُنِخْ قِلاصاً إلى أَكْوارها حين تُعْكَفُ ويروى عَيَاياءُ وهما بمعنى قال ابن بري ومثله قول الآخر طَبَاقَاءُ لم يَشْهَد خصوماً ولم يَعِشْ حَميداً ولم يَشْهَدْ حلالاً ولا عطرا وفي حديث أُم زرع أَن إحدى النساء وصفت زوجها فقالت زوجي عَيَايَاءُ طَبَاقَاءُ وكل دَاءٍ دواء قال الأَصمعي الطَّبَاقاء الأحمق الفَدْم وقال ابن الأعرابي هو المُطْبَقُ عليه حُمْقاً وقيل هو الذي أُموره مُطْبَقةُ عليه أَي مُغَشَّاة وقيل هو الذي يعجز عن الكلام فَتَنْطَبق شفتاه والطَّابَقُ والطَّابِقُ ظَرْف يطبخ فيه فارسي معرب والجمع طَوَابِق وطَوابِيق قال سيبويه أَما الذين قالوا طَوابيق فإِنما جعلوه تكسير فَاعَال وإِن لم يكن في كلامهم كما قالوا مَلامِحُ والطَّابَقُ نصف الشاة وحكى اللحياني عن الكسائي طابِق وطابَق قال ابن سيده ولا أدري أيّ ذلك عنى وقولهم صادف شَنٌّ طَبَقَه هما قبيلتان شنٌّ بن أَفْصَى بن عبد القيس وطَبَقٌ حيّ من إِياد وكانت شَنّ لا يقام لها فواقعتها طَبَقٌ فانتصفت منها فقيل وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَه وافقه فاعتنقه قال الشاعر لَقِيَتْ شَناًّ إِيادٌ بالقَنَا طَبَقاً وافق شَنٌّ طَبَقَه قال ابن سيده وليس الشَّنُّ هنا القِربَة لأَن القربة لا طَبَقَ لها وقال أَبو عبيد عن الأَصمعي في هذا المثل الشَّنُّ الوعاء المعمول من أَدَمٍ فإِذا يبس فهو شَنّ وكان قوم لهم مثله فَتَشَنَّنَ فجعلوا له غطاء فوافقه وفي كتاب علي رضوان الله عليه إلى عمرو بن العاص كما وافق شَنٌّ طَبَقَه قال هذا مثل للعرب يضرب لكل اثنين أَو أمرين جَمَعَتْهُما حالةٌ واحدة اتَّصف بها كلٌّ منهما وأَصله أَن شَناًّ وطَبَقَة حيَّان اتفقا على أَمر فقيل لهما ذلك لأَن كل واحد منهما قيل ذلك له لما وافق شكله ونظيره وقيل شَنٌّ رجل من دُهَاة العرب وطبقة امرأة من جنسه زُوجَتْ منه ولهما قصة التهذيب والطَّبَقُ الدَّرَكُ من أَدراك جهنم ابن الأَعرابي الطِّبْقُ الدِّبْقُ والطَّبْق بفتح الطاء الظلم بالباطل والطِّبْقُ الخلق الكثير وقوله أَنشده ابن الأعرابي كَأِنَّ أَيدِيَهُنَّ بالرَّغَامِ أَيْدي نَبِيط طَبَقَى اللِّطَامِ فسره فقال معناه مداركوه حاذقون به ورواه ثعلب طَبِقي اللطام ولم يفسره قال ابن سيده وعندي أَن معناه لازقي اللطام بالملطوم وأَتانا بعد طَبَقٍ من الليل وطَبيقٍ أَراه يعني بعد حين وكذلك من النهار وقول ابن أَحمر وتَوَاهَقَتْ أَخفافها طَبَقاً والظلُّ لم يُفْضُلْ ولم يُكْرِ قال ابن سيده أَراه من هذا والطِّبْق حمل شجر بعينه والطُّبَّاقُ نبت أو شجر قال أَبو حنيفة الطُّبَّاقُ شجر نحو القامة ينبت متجاوراً لا يكاد يُرَى منه واحدة منفردة وله ورق طوال دقاق خضر تَتَلَزَّجُ إِذا غُمِزَ وله نَوْرٌ أَصفر مجتمع قال تأَبط شرّاً كأَنما حَثْحَثُوا حُصّاًّ قَوَادِمُهُ أَو أُمَّ خِشْفٍ بذي شَثٍّ وطُبَّاقِ وروي عن محمد بن الحنفية أَنه وَصَفَ مَنْ يَلي الأَمر بعد السفياني فقال يكون بين شَثّ وطُبَّاقٍ والشَثُّ والطُّبَّاق شجرتان معروفتان بناحية الحجار والحُمَّى المُطْبِقةُ هي الدائمة لا تفارق ليلاً ولا نهاراً والطَّابَق والطَّابِق الآجرّ الكبير وهو فارسي معرب ابن شميل يقال تحلَّبوا على ذلك الإِنسان طبَاقَاءَ بالمد أَي تجمعوا كلهم عليه وفي حديث أَبي عمرو النخعي يَشْتَجِرُون اشْتِجَار أَطْباق الرأْس أَي عظامه فإِنها مُتَطابقة مُشْتبكة كما تشتبك الأَصابع أَراد التِحَام الحرب والاختلاط في الفتنة وجاء فلان مُقْتَعِطاًّ إِذا متعمماً طَابِقِياًّ وقد نهي عنها

( طرق ) روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال الطَّرْق والعِيَافَةُ من الجِبْتِ والطَّرْقُ الضرب بالحصى وهو ضرب من التَّكَهُّنِ والخَطُّ في التراب الكَهانَةُ والطُّرَّاقُ المُتكَهِّنُون والطَّوارِقُ المتكهنات طَرَقَ يَطْرُقُ طَرْقاً قال
لبيد لَعَمْرُكَ ما تَدْري الطَّوَارِقُ بالحصى ... ولا زَاجِراتُ الطير ما اللهُ صَانِعُ
واسْتَطْرَقَهُ طلب منه الطَّرْقَ بالحصى وأَن ينظر له فيه أَنشد ابن الأَعرابي خَطَّ يدِ المُسْتَطْرَقِ المَسْؤولِ وأَصل الطَّرْقِ الضرب ومنه سميت مِطْرقَة الصائغ والحدّاد لأَنه يَطْرقُ بها أَي يضرب بها وكذلك عصا النَّجَّاد التي يضرب بها الصوفَ والطَّرقُ خطّ بالأَصابع في الكهانة قال والطَّرْقُ أَن يخلط الكاهن القطنَ بالصوف فَيَتَكهَّن قال أَبو منصور هذا باطل وقد ذكرنا في تفسير الطَّرْقِ أَنه الضرب بالحصى وقد قال أَبو زيد الطَّرْقُ أَن يخط الرجل في الأَرض بإِصبعين ثم بإِصبع ويقول ابْنَيْ عِيانْ أَسْرِعا البيان وهو مذكور في موضعه وفي الحديث الطِّيَرَةُ والعِيافَةُ والطَّرْقُ من الجِبْتِ الطرقُ الضرب بالحصى الذي تفعله النساء وقيل هو الخَطُّ في الرمل وطَرَقَ النَّجَّادُ الصوفَ بالعود يَطْرُقُه طَرْقاً ضربه واسم ذلك العود الذي يضرب به المِطْرَقةُ وكذلك مِطْرَقَةُ الحدّادين وفي الحديث أَنه رأَى عجوزاً تَطْرُقُ شَعراً هو ضرب الصوف والشعر بالقضيب لَينْفشا والمِطْرَقة مِضْربة الحداد والصائغ ونحوهما قال رؤبة عَاذِل قد أُولِعْتِ بالتَّرقِيشِ إِليَّ سِراًّ فاطْرُقي ومِيشِي التهذيب ومن أَمثال العرب التي تضرب للذي يخلط في كلامه ويتفنن فيه قولهم اطْرُقي ومِيشِي والطَّرْق ضرب الصوف بالعصا والمَيْشُ خلط الشعر بالصوف والطَّرْق الماء المجتمع الذي خيضَ فيه وبِيل وبُعِرَ فكَدِر والجمع أَطْرَاق وطَرَقَت الإِبل الماء إِذا بالت فيه وبعرت فهو ماء مَطْرُوق وطَرْقٌ والطَّرْقُ والمَطرُوق أَيضاً ماء السماء الذي تبول فيه الإِبل وتَبْعَرُ قال عدي بن زيد ودَعَوْا بالصَّبُوح يوماً فجاءَتْ قَيْنَةٌ في يمينها إِبْريقُ قدَّمَتْهُ على عُقارٍ كعَيْن ال دّيكِ صَفَّى سُلافَها الرَّاووقُ مُزَّةٍ قبل مَزْجِها فإِذا ما مُزِجَتْ لَذَّ طَعْمَها مَنْ يَذُوقُ وطَفَا فوقها فَقَاقِيعُ كاليا قوت حُمْرٌ يَزينُها التَّصفيقُ ثم كان المِزَاجُ ماءَ سحاب لا جَوٍ آجِنٌ ولا مَطْرُوقُ ومنه قول إِبراهيم في الوضوء بالماء الطَّرْقُ أَحَبُّ إليَّ من التَّيَمُّم هو الماء الذي خاضت فيه الإِبل وبالت وبعرت والطَّرْق أَيضاً ماء الفحلِ وطرَقَ الفحلُ الناقة يَطْرُقها طَرْقاً وطُروقاً أَي قَعا عليها وضربها وأَطْرَقه فحلاً أَعطاه إِياه يضرب في إِبله يقال أَطرِقْني فحلَك أَي أَعِرْني فحلك ليضرب في إِبلي الأَصمعي يقول الرجل للرجل أَعِرْني طَرْقَ فحلِك العامَ أَي ماءه وضِرابَهُ ومنه يقال جاء فلان يَسْتَطْرِقُ ماءَ طَرْقٍ وفي الحديث ومِنْ حقِّها إِطْراقُ فحلِها أَي إِعارته للضراب واسْتطْراق الفحل إِعارته لذلك وفي الحديث من أَطْرَقَ مسلماً فَعَقّتْ له الفرسُ ومنه حديث ابن عمر ما أُعْطيَ رجلٌ قطّ أَفضلَ من الطَّرْقِ يُطْرِق الرجلُ الفحل فيُلْقِح مائة فَيَذْهبُ حَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي يحوي أَجره أَبَدَ الآبِدينَ ويُطْرِقُ أَي يعير فحله فيضرب طَرُوقَة الذي يَستَطْرِقه والطَّرْقُ في الأَصل ماء الفحل وقيل هو الضِّرابُ ثم سمي به الماء وفي حديث عمر رضي الله عنه والبيضة منسوبة إِلى طَرْقِها أَي إِلى فحلها واسْتَطْرَقَهُ فحلاً طلب منه أَن يُطْرِقَهُ إِياه ليضرب في إِبله وطَرُوقَةُ الفحل أُنثْاه يقال ناقة طَرُوقَةُ الفحل للتي بلغت أَن يضربها الفحل وكذلك المرأَة وتقول العرب إِذا أَردت أَن يُشْبهك ولَدُك فأَغْضِب طَرُوقَتَك ثم ائتِْها وفي الحديث كان يُصْبِحُ جنباً من غير طَرُوقَةٍ أَي زوجة وكل امرأة طَرُوقَةُ زوجها وكل ناقة طَرُوقَةُ فحلها نعت لها من غير فِعْلٍ لها قال ابن سيده وأَرى ذلك مستعاراً للنساء كما استعار أَبو السماك الطَّرْق في الإِنسان حين قال له النجاشي ما تَسْقِنيي ؟ قال شراب كالوَرْس يُطَيْب النفس ويُكْثر الطَّرْق ويدرّ في العِرْق يشدُّ العِظام ويسهل للفَدْم الكلام وقد يجوز أَن يكون الطَّرْقُ وَضْعاً في الإِنسان فلا يكون مستعاراً وفي حديث الزكاة في فرائض صدَقات الإِبل فإِذا بلغت الإِبل كذا ففيها حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الفحل المعنى فيها ناقة حِقَّةٌ يَطْرقٌ الفحلُ مثلها أَي يضربها ويعلو مثلها في سنها وهي فَعُولَةٌ بمعنى مَفْعولة أَي مركوبة للفحل ويقال للقَلُوصِ التي بلغت الضَّرابَ وأَرَبَّتْ بالفحل فاختارها من الشُّوَّل هي طَرْوقَتُه ويقال للمتزوج كيف وجدتَ طَرُوقَتَك ؟ ويقال لا أَطْرَقَ اللهُ عليك أَي لا صَيَّر لك ما تَنكْحِه وفي حديث عمرو بن العاص أَنه قَدِم على عمر رضي الله عنه من مصر فجرَى بينهما كلام وأَن عمر قال له إِن الدجاجة لتَفْحَصُ في الرماد فَتَضَعُ لغير الفحل والبيضة منسوبة إِلى طَرْقها فقام عمرو مُتَرَبَّدَ الوجه قوله منسوبة إِلى طَرْقها أَي إِلى فحلها وأَصل الطَّرْق الضِّرَاب ثم يقال للضارب طَرْقٌ بالمصدر والمعنى أَنه ذو طَرْقٍ قال الراعي يصف إِبلاً كانَتْ هَجائِنُ مُنْذرٍ ومُحٍرَّقٍ أُمَّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا أَي كان ذو طَرْقِها فحلاً فحيلاً أَي منجباً وناقة مِطْراق قريبة العهد بطَرق الفحل إِِياها والطَّرْق الفحل وجمعه طُرُوقٌ وطُرَّاقٌ قال الشاعر يصف ناقة مُخْلفُ الطُّرَّاقِ مَجهُولَةٌ مُحْدِثٌ بعد طِرَاقِ اللُّؤَم قال أَبو عمرو مُخْلِفُ الطُّرَّاق لم تلقح مجهولة محرَّمة الظهر لم تُرْكَبْ ولم تُحْلَبْ مُحْدِث أَحدثتِ لِقاحاً والطِّراق الضِّراب واللؤام الذي يلائمها قال شمر ويقال للفحل مُطْرِق وأَنشد يَهَبُ النَّجِيبَةَ والنَّجِيبَ إِذا شَتَا والبازِلَ الكَوْمَاء مثل المُطْرِق وقال تيم وهل تُبْلغَنِّي حَيْثُ كانَتْ دِيارُها جُمالِيَّةٌ كالفحل وَجنْاءُ مُطْرِقُ ؟ قال ويكون المُطْرِقُ من الإِطْراقِ أَي لا تَرْغو ولا تَضِجّ وقال خالد بن جنبة مُطْرِقٌ من الطَّرْق وهو سرعة المشي وقال العَنَقُ جَهْدُ الطَّرْق قال الأَزهري ومن هذا قيل للراجل مُطْرِق وجمعه مَطَارِيقُ وأَما قول رؤبة قَوَارِباً من واحِفٍ بعد العَنَقْ للعِدِّ إِذ أَخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ فهي مناقع المياه تكون في بحائر الأَرض وفي الحديث نهى المسافر أَن يأْتي أَهله طُروقاً أَي ليلاً وكل آتٍ بالليل طَارِقٌ وقيل أَصل الطُّروقِ من الطَّرْقِ وهو الدَّق وسمي الآتي بالليل طَارِقاً لحاجته إلى دَق الباب وطَرَق القومَ يَطْرُقُهم طَرْقاً وطُروقاً جاءَهم ليلاً فهو طارِقٌ وفي حديث عليّ عليه السلام إِنها حَارِقةٌ طارِقةٌ أَي طَرَقَتْ بخير وجمع الطارِقَةِ طَوارِق وفي الحديث أَعوذ بك من طَوارِقِ الليل إِلا طارِقاً يَطْرُقُ بخير وقد جُمع طارِقٌ على أَطْراقٍ مثل ناصرٍ وأَنصار قال ابن الزبير أَبَتْ عينُه لا تذوقُ الرُّقاد وعاوَدها بعضُ أَطْراقِها وسَهَّدَها بعد نوع العِشاء تَذَكُّرُ نَبْلِي وأَفْواقِها كنى بنبله عن الأقارب والأَهل وقوله تعالى والسماء والطَّارِقِ قيل هو النجم الذي يقال له كوكب الصبح ومنه قول هند بنت عتبة قال ابن بري هي هند بنت بياضة بن رباح بن طارق الإِيادي قالت يوم أُحد تحض على الحرب نَحْنُ بناتُ طارِق لا نَنْثَني لِوامِق نَمْشي على النَّمارِق المِسْكُ في المَفَارِق والدُّرُّ في المَخانِق إِن تُقْبِلوا نُعانِق أَو تُدْبِرُوا نُفارِق فِراقَ غَيرِ وامِق أَي أَن أَبانا في الشرف والعلو كالنجم المضيء وقيل أَرادت نحن بنات ذي الشرف في الناس كأَنه النجم في علو قدره قال ابن المكرم ما أَعرف نجماً يقال له كوكب الصبح ولا سمعت من يذكره في غير هذا الموضع وتارة يطلع مع الصبح كوكب يُرَى مضيئاً وتارة لا يطلُع معه كوكب مضيء فإِن كان قاله متجوزاً في لفظه أَي أَنه في الضياء مثل الكوكب الذي يطلع مع الصبح إِذا اتفق طلوع كوكب مضيء في الصبح وإِلا فلا حقيقة له والطَّارِقُ النجم وقيل كل نجم طَارِق لأَن طلوعه بالليل وكل ما أَتى ليلاً فهو طارِق وقد فسره الفراء فقال النجم الثّاقِب ورجل طُرَقَةٌ مثال هُمَزَةٍ إِذا كان يسري حتى يَطْرُق أَهله ليلاً وأَتانا فلان طُروقاً إِذا جاء بليل الفراء الطَّرَقُ في البعير ضعف في ركبتيه يقال بعير أَطرَقُ وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَقِ والطَّرَقُ ضعف في الركبة واليد طَرِقَ طَرَقاً وهو أَطْرَقُ يكون في الناس والإِبل وقول بشر ترى الطِّرَقَ المُعَبَّدَ في يَدَيْها لكَذَّان الإكَامِ به انْتِضالُ يعني بالطَّرَق المُعَبَّد المذلل يريد ليناً في يديها ليس فيه جَسْوٌ ولا يبس يقال بعير أَطْرَق وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَق في يديها لين وفي الرَّجل طَرْقَةٌ وطِراقٌ وطِرِّيقَةٌ أَي استرخاء وتكسر ضعيف ليِّن قال ابن أَحمر يخاطب امرأَته ولا تَحْلَيْ بمَطْرُوقٍ إِذا ما سَرى في القَوْم أَصبح مُسْتَكِينَا وامرأَة مَطْروقَةٌ ضعيفة ليست بمُذكًّرَة وقال الأَصمعي رجل مَطْروقٌ أَي فيه رُخْوَةٌ وضعف ومصدره الطِّرِّيقةُ بالتشديد ويقال في ريشه طَرَقٌ أَي تراكب أَبو عبيد يقال للطائر إِذا كان في ريشه فَتَخٌ وهو اللين فيه طَرَقٌ وكَلأٌ مَطْروقٌ وهو الذي ضربه المطر بعد يبسه وطائر فيه طَرَقٌ أَي لين في ريشه والطَّرَقُ في الريش أَن يكون بعضُها فوق بعض وريش طِرَاقٌ إِذا كان بعضه فوق بعض قال يصف قطاة أَمّا القَطاةُ فإِنِّي سَوْفَ أَنْعَتُها نعْتاً يُوافِقُ نَعْتي بَعْضَ ما فيها سَكَّاءٌ مخطومَةٌ في ريشها طَرَقٌ سُود قوادمُها صُهْبٌ خَوافيها تقول منه اطَّرقَ جناحُ الطائر على افْتَعَلَ أَي التف ويقال اطَّرَقَت الأَرض إِذا ركب التراب بعضه بعضاً والإِطْراقُ استرخاء العين والمُطْرِقُ المسترخي العين خِلقةً أَبو عبيد ويكون الإِطْراقُ الاسترخاءَ في الجفون وأَنشد لمُزَِّدٍ يرثي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وما كُنْت أَخْشَى أَن تكونَ وفاتُه بِكَفَّيْ سَبَنْتى أَزرقِ العينِ مُطْرِقِ والإِطْراقُ السكوت عامة وقيل السكوت من فَرَقٍ ورجل مُطْرِقٌ ومِطْراقٌ وطِرِّيق كثير السكوت وأَطْرَقَ الرجل إِذا سكت فلم يتكلم وأَطْرَقَ أيضاً أَي أَرخى عينيه ينظر إِلى الأَرض وفي حديث نظر الفجأَة أَطْرِق بصَرك الإِطْراقُ أَن يُقْبل ببصره إِلى صدره ويسكت ساكناً وفيه فأَطْرَقَ ساعة أَي سكت وفي حديث آخر فأَطْرَقَ رأْسَه أَي أَماله وأَسكنه وفي حديث زياد حتى انتهكوا الحَرِيمَ ثم أَطْرَقُوا وراءكم أَي استتروا بكم والطِّرِّيقُ ذَكَر الكَرَوان لأَنه يقال أَطْرِقْ كَرَا فيَسْقط مُطْرِقاً فيُؤخذ التهذيب الكَرَوان الذكر اسمه طِرِّيق لأَنه إِذا رأَى الرجل سقط وأَطْرَق وزعم أَبو خيرة أَنهم إِذا صادوه فرأَوه من بعيد أَطافوا به ويقول أَحدهم أَطْرِقْ كَرَا إِنك لا تُرى حتى يتَمَكن منه فيُلقي عليه ثوباً ويأْخذه وفي المثل أَطْرِقْ كَرَا أَطْرِقْ كَرَا إِنَّ النَّعامَ في القُرَى يضرب مثلاً للمعجب بنفسه كما يقال فَغُضَّ الطرْفَ واستعمل بعض العرب الإِطراق في الكلب فقال ضَوْرِيّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها يُطْرِقُ كلبُ الحيِّ مِن حِذارِها وقال اللحياني يقال إِنَّ تحت طِرِّيقتِك لَعِنْدأْوةً يقال ذلك للمُطْرق المُطاوِل ليأْتِي بداهية ويَشُدّ شَدّة ليثٍ غيرِ مُتّعقٍ وقيل معناه أَي إِن في لينِه أَي إِنَّ تحت سكوتك لَنَزْوةً وطِماحاً والعِنْدَأْوةُ أَدْهى الدَّواهي وقيل هو المكر والخديعة وهو مذكور في موضعه والطُّرْقةُ الرجل الأَحْمَق يقال إِنه لَطُرْقةٌ ما يحسن يطاق من حمقه وطارَقَ الرجلُ بين نعلين وثوبين لَبِس أَحدَهما على الآخر وطارَقَ نعلين خَصَفَ إِحدَاهما فوق الأُخرى وجِلْدُ النعل طِراقُها الأَصمعي طارَقَ الرجلُ نعليه إِذا أَطبَقَ نعلاً على نعل فخُرِزَتا وهو الطَّرّاق والجلدُ الذي يضربها به الطِّراقُ قال الشاعر وطِرَاقٌ من خَلْفِهِنّ طِراقٌ ساقِطاتٌ تَلْوي بها الصحراءُ يعني نعال الإِبل ونعل مُطارَقة أَي مخصوفة وكل خصيفة طِراقٌ قال ذو الرمة أَغبْاشَ لَيْلِ تمامٍ كانَ طارَقَه تَطَخْطُخُ الغيمِ حتى ما لَه جُوَبُ وطِرَاقُ النعل ما أُطْبِقَت عليه فخُرِزَتْ به طَرَقَها يَطْرُقُها طَرْقاً وطارَقَها وكل ما وضع بعضه على بعض فقد طُورِقَ وأَطْرقَ وأَطْراقُ البطن ما ركب بعضه بعضاً وتَغَضَّنَ وفي حديث عمر فلِبْسْتُ خُفَّيْنِ مُطارَقَيْنِ أَي مُطبْقَينِ واحداً فوق الآخر يقال أَطْرَقَ النعلَ وطارَقَها وطِرَاقُ بيضةِ الرأْس طبقاتٌ بعضها فوق بعض وأَطراقُ القربة أَثناؤها إِذا انْخَنَثَتْ وتثنَّتْ واحدها طَرَقٌ والطَّرَقُ ثِنْيُ القربة والجمع أَطرْاقٌ وهي أَثناؤها إِذا تَخَنَّثَتْ وتثنَّتْ ابن الأَعرابي في فلان طَرْقة وحَلَّة وتَوضِيع إِذا كان فيه تخنُّث والمَجَانّ المُطْرَقَة التي يُطْرَق بعضُها على بعض كالنَّعْل المُطْرَقة المَخصُوفة ويقال أُطْرِقَت بالجلْد والعصَب أَي أُلْبِسَت وتُرْس مُطْرَق التهذيب المَجانُّ المُطْرَقة ما يكون بين جِلْدين أَحدهما فوق الآخر والذي جاءَ في الحديث كأَنَّ وُجوهَهم المَجانَّ المُطْرَقة أَي التِّراس التي أُلْبِسَتِ العَقَب شيئاً فوق شيء أَراد أَنهم عِراضُ الوُجوه غِلاظها ومنه طارَق النعلَ إِذا صيَّرها طاقاً فوق طاقٍ وركَب بعضها على بعض ورواه بعضهم بتشديد الراء للتكثير والأَول أَشهر والطِّراق حديد يعرَّض ويُدار فيجعل بَيْضة أَو ساعِداً أَو نحوَه فكل طبقة على حِدَة طِراق وطائر طِراق الريش إِذا ركب بعضُه بعضاً قال ذو الرمة يصف بازياً طِرَاق الخَوافي واقِعٌ فَوْقَ ريعهِ نَدَى لَيْلِه في رِيشِه يَتَرَفْرَقُ وأَطْرَق جَناح الطائر لَبِسَ الريش الأَعلى الريش الأَسفل وأَطْرَق عليه الليل ركب بعضُه بعضاً وقوله ولم تُطْرِقْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ
( * قوله « ولم تطرق إلخ » تقدم انشاده في مادة سلطح
أنت ابن مسلنطح البطاح ولم ... تعطف عليك الحني والولج )
أَي لم يوضَع بعضُه على بعض فتَراكَب وقوله عز وجل ولقد خلقنا فوقكم
سبعَ طَرائق قال الزجاج أَراد السمواتِ السبع وإِنما سميت بذلك لتراكُبها والسموات السبع والأرضون السبع طَرائِقُ بعضُها فوق بعض وقال الفراء سبْعَ طرائق يعني السموات السبع كلُّ سماء طَرِيقة واختضَبَت المرأَة طَرْقاً أَو طَرْقين وطرْقَة أَو طَرْقَتَينِ يعني مرة أَو مرتين وأَنا آتيه في النهار طََرْقة أَو طَرْقَتَين أَي مرَّة أَو مرَّتين وأَطْرَق إِلى اللهْو مال عن ابن الأعرابي والطَّرِيقُ السبيل تذكَّر وتؤنث تقول الطَّريق الأَعظم والطَّريق العُظْمَى وكذلك السبيل والجمع أَطْرِقة وطُرُق قال الأَعشى فلمّا جَزَمتُ به قِرْبَتي تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفَا وفي حديث سَبْرة أَن الشيطان قَعَد لابن آدم بأَطْرِقة هي جمع طريق على التذكير لأَن الطريق يذكَّر ويؤنث فجمعه على التذكير أَطْرِقة كرغيف وأَرْغِفة وعلى التأْنيث أَطْرُق كيمين وأَيْمُن وقولهم بَنُو فلان يَطَؤُهم الطريقُ قال سيبويه إِنما هو على سَعَة الكلام أَي أَهلُ الطريق وقيل الطريق هنا السابِلةُ فعلى هذا ليس في الكلام حذف كما هو في القول الأول والجمع أَطْرِقة وأَطْرِقاء وطُرُق وطُرُقات جمع الجمع وأَنشد ابن بري لشاعر يَطَأُ الطَّرِيقُ بُيُوتَهم بِعيَاله والنارُ تَحْجُبُ والوُجوه تُذالُ فجعل الطَّرِيقَ يَطَأُ بِعياله بيوتَهم وإِنما يَطَأُ بيوتَهم أَهلُ الطَّرِيق وأُمُّ الطَّرِيق الضَّبُع قال الكُمَيْت يُغادِرْنَ عَصْبَ الوالِقيّ وناصِحٍ تَخُصُّ به أُمُّ الطَّريقِ عِيالَها الليث أُمُّ طَريق هي الضَّبُع إِذا دخل الرجل عليها وِجارَها قال أَطْرِقي أُمَّ طرِيق ليست الضَّبُع ههنا وبناتُ الطَّرِيق التي تفترق وتختلِف فتأْخذ في كل ناحية قال أَبو المثنى بن سَعلة الأَسدي أِرْسَلْت فيها هَزِجاً أَصْواتُهُ أََكْلَف قَبْقَابَ الهَدِيرِ صاتُهُ مُقاتِلاً خالاته عَمّاتُهُ آباؤُه فيها وأُمَّهاتُهُ إِذا الطَّرِيقُ اختلفَتْ بَناتُهُ وتَطَرَّقَ إِلى الأَمر ابتغى إِليه طَريقاً والطريق ما بين السِّكَّتَينِ من النَّخْل قال أَبو حنيفة يقال له بالفارسية الرَّاشْوان والطَّرُيقة السِّيرة وطريقة الرجل مَذْهبه يقال ما زال فلان على طَرِيقة واحدة أَي على حالة واحدة وفلان حسن الطَّرِيقة والطَّرِيقة الحال يقال هو على طَرِيقة حسَنة وطَريقة سَيِّئة وأَما قول لَبِيد أَنشده شمر فإِنْ تُسْهِلوا فالسِّهْل حظِّي وطُرْقَني وإِِنْ تُحْزِنُوا أَرْكبْ بهم كلَّ مَرْكبِ قال طُرْقَتي عادَتي وقوله تعالى وأَنْ لَوِ اسْتَقاموا على الطَّرِيقة أَراد لَوِ استقاموا على طَرِيقة الهُدى وقيل على طَريقة الكُفْر وجاءت معرَّفة بالأَلف واللام على التفخيم كما قالوا العُودَ للمَنْدَل وإِن كان كل شجرة عُوداً وطَرائقُ الدهر ما هو عليه من تَقَلُّبه قال الراعي يا عَجَباً للدَّهْرِ شَتَّى طَرائِقُهْ ولِلْمَرْءِ يَبْلُوه بما شاء خالِقُهْ كذا أَنشده سيبويه يا عجباً منوناً وفي بعض كتب ابن جني يا عَجَبَا أَراد يا عَجَبي فقلب الياء أَلفاً لمدِّ الصَّوْت كقوله تعالى يا أَسَفَى على يوسف وقولُه تعالى ويَذْهَبا بطَرِيقَتكُم المُثْلى جاء في التفسير أَن الطَّرِيقة الرجالُ الأَشراف معناه بجَماعِتكم الأَشراف والعرب تقول للرجل الفاضل هذا طَرِيقَة قومِه وطَرِيقَة القوم أَماثِلُهم وخِيارُهُم وهؤلاء طَرِيقةُ قومِهم وإِنَّما تأْويلُه هذا الدي يُبْتَغَى أَن يجعلَه قومُه قُدْوةً ويسلكوا طَرِيقَته وطَرائِقُ قومِهم أَيضاً الرجالُ الأشراف وقال الزجاج عندي والله أَعلم أَن هذا على الحذف أَي ويَذْهَبا بأَهْل طَريقَتِكم المُثْلى كما قال تعالى واسأَلِ القَرْية أَي أَهل القرية الفراء وقوله طَرائِقَ قِدَداً من هذا وقال الأَخفش بطَرِيقَتكم المُثْلى أَي بسُنَّتكم ودينكم وما أَنتم عليه وقال الفراء كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً أَي كُنَّا فِرَقاً مختلفة أَهْواؤنا والطّريقة طَرِيقة الرجل والطَّرِيقة الخطُّ في الشيء وطَرائِقُ البَيْض خطُوطُه التي تُسمَّى الحُبُكَ وطَريقة الرمل والشَّحْم ما امتدَّ منه والطَّرِيقة التي على أَعلى الظهر ويقال للخطّ الذي يمتدّ على مَتْن الحمار طَرِيقة وطريقة المَتْن ما امتدَّ منه قال لبيد يصف حمار وَحْش فأَصْبَح مُمتْدَّ الطَّريقة نافِلاً الليث كلُّ أُخْدُودٍ من الأَرض أَو صَنِفَةِ ثَوْب أَو شيء مُلْزَق بعضه ببعض فهو طَرِيقة وكذلك من الأَلوان اللحياني ثوب طَرائقُ ورَعابِيلُ بمعنى واحد وثوبٌ طَرائق خَلَقٌ عن اللحياني وإِذا وصفت القَناة بالذُّبُول قِيل قَناة ذات طَرائق وكذلك القصبة إِذا قُطِعَتْ رَطْبة فأَخذت تَيْبَس رأَيت فيها طَرائق قد اصْفَرَّت حين أَخذت في اليُبْس وما لم تَيْبَس فهو على لوْن الخُضّرة وإِن كان في القَنا فهو على لَوْن القَنا قال ذو الرمة يصف قَناة حتَّى يَبِضْنَ كأَمْثال القَنا ذبَلَتْ فيها طرائقُ لَدْناتٌ على أَوَدِ والطَّرِيقَةُ وجمعها طَرائق نَسِيجة تُنْسَج من صوف أَو شعَر عَرْضُها عَظْمُ الذِّراع أَو أَقلّ وطولها أَربع أَذرُع أَو ثماني أَذرُع على قَدْرِ عِظَم البيت وصِغَره تُخَيّط في مُلتْقَى الشِّقاق من الكِسْر إِلى الكِسْر وفيها تكون رؤوس العُمُد وبينها وبين الطَّرائقِِ أَلْبادٌ تكون فيها أُنُوف العُمُد لئلا تَُخْرِقَ الطَّرائق وطَرَّفوا بينهم طَرائِق والطَّرائق آخرُ ما يَبْقى من عَفْوةِ الكَلإِ والطَّرائق الفِرَق وقوم مَطارِيق رَجَّالة واحدهم مُطْرِق وهو الرَّاجِل هذا قول أَبي عبيد وهو نادر إِلا أَن يكون مَطارِيق جمع مِطْراق والطَّرِيقة العُمُد وكل عَمُود طَرِيقة والمُطْرِق الوَضيع وتَطارق الشيءُ تتابع واطَّرَقت الإِبل اطِّراقاً وتَطارقت تَبِع بعضُها بعضاً وجاءت على خُفٍّ واحد قال رؤبة جاءتْ معاً واطَّرَقَتْ شَتِيتا وهيَ تُثِير السَّاطعَ السِّخْتِيتا يعني الغُبار المرتفع يقول جاءت مجتمِعة وذهبت متفرِّقة وتركَتْ راعِيَها مَشْتُوتا ويقال جاءت الإِبل مَطارِيق يا هذا إِذا جاء بعضُها في إِثْر بعض والواحد مِطْراق ويقال هذا مِطراق هذا أَي مثله وشِبْهه وقيل أَي تِلْوُه ونظيرهُ وأَنشد الأَصمعي فاتَ البُغاةَ أَبو البَيْداء مُحْتَزِماً ولم يُغادِر له في الناس مِطْراقا والجمع مَطارِيق وتَطارق القومُ تَبِعَ بعضُهم بعضاً ويقال هذا النَّبْل طَرْقةُ رجلٍ واحد أَي صنعة رجل واحد والطَّرَق آثار الإِبل إِذا تبع بعضُها بعضاً واحدتها طَرَقة وجاءت على طَرَقة واحدة كذلك أَي على أَثر واحد ويقال جاءت الإِبل مَطارِيقَ إِذا جاءت يَتْبع بعضُها بعضاً وروى أَبو تراب عن بعض بني كلاب مررت على عَرَقَة الإِبل وطَرَقَتِها أَي على أَثرها قال الأَصمعي هي الطَّرَقة والعَرَقة الصَّفّ والرَّزْدَقُ واطَّرَق الحوْضُ على افْتَعل إِذا وقع فيه الدِّمْنُ فَتَلَبَّد فيه والطَّرَق بالتحريك جمع طَرَقة وهي مثال العَرَقة والصَّفّ والرَّزْدَق وحِبالةُ الصائد ذات الكِفَفِ وآثارُ الإِبل بعضها في إِثْر بعض طَرَقة يقال جاءت الإِبل على طَرَقة واحدة وعلى خُفّ واحد أَي على أَثر واحد واطَّرَقت الأَرض تلبَّد تُرابها بالمطر قال العجاج واطَّرَقت إِلاَّ ثلاثاً عُطَّفا والطُّرَق والطُّرق الجوادُّ وآثارُ المارة تظهر فيها الآثار واحدتها طُرْقة وطُرَق القوس أَسارِيعُها والطَّرائقُ التي فيها واحدتها طُرْقة مثل غُرْفة وغُرَف والطُّرَق الأَسارِيعُ والطُّرَق أَىضاً حجارة مُطارَقة بعضها على بعض والطُّرْقة العادَة ويقال ما زال ذلك طُرْقَتَك أَي دَأْبك والطِّرْق الشَّحْم وجمعه أَطْراق قال المَرَّار الفَقْعَسي وقد بَلَّغْنَ بالأَطْراقِ حتَّى أُذِيعَ الطِّرْق وانكَفَت الثَّمِيلُ وما به طِرْق بالكسر أَي قُوَّة وأَصل الطِّرْق الشَّحْم فكنى به عنها لأَنها أَكثر ما تكون عنه وكل لحمة مستطيلة فهي طَرِيقة ويقال هذا بعير ما به طِرْق أَي سِمَن وشَحْم وقال أَبو حنيفة الطِّرْق السِّمَن فهو على هذا عَرَض وفي الحديث لا أَرى أَحداً به طِرْقٌ يتخلَّف الطَّرْق بالكسر القوَّة وقيل الشحم وأَكثر ما يستعمل في النفي وفي حديث ابن الزبير
( * قوله « وفي حديث ابن الزبير إلخ » عبارة النهاية وفي حديث النخعي الوضوء بالطرق أحب إليّ من التيمم الطرق الماء الذي خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت ومنه حديث معاوية وليس للشارب إلخ ) وليس للشَّارِب إِلا الرَّنْقُ والطَّرْقُ وطَرَّقَتِ المرأَة والناقة نَشِب ولدُها في بطنها ولم يسهُل خروجه قال أَوس بن حجر لها صَرْخة ثم إِسْكاتةٌ كما طَرَّقَتْ بِنفاسٍ بِكُرْ
( * قوله « لها » في الصحاح لنا )
الليث طَرَّقَتِ المرأَة وكلُّ حامل تُطَرِّقُ إِذا خرج من الولد نصفه ثم نَشِب فيقال طَرَّقَت ثم خَلُصت قال أَبو منصور وغيره يجعل التَّطْرِيق للقَطاة إِذا فَحَصَتْ للْبَيْض كأَنها تجعل له طَريقاً قاله أَبو الهيثم وجائز أَن يُستْعار فيُجعَل لغير القَطاة ومنه قوله قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ يعني الداهية ابن سيده وطَرَّقت القطاة وهي مُطَرِّق حان خروج بَيْضها قال المُمَزِّق العَبْدي وكذا ذكره الجوهري في فصل مزق بكسر الزاي قال ابن بري وصوابه المُمَزَّق بالفتح كما حكي عن الفراء واسمه شَأْسُ بن نَهار وقد تَخِذَتْ رجْلي إِلى جَنْبِ غَرْزِها نَسِيفاً كَأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ أَنشده أَبو عمرو بن العلاء قال أَبو عبيد ولا يقال ذلك في غير القطاة وطَرَّق بحَقِّي تَطْرِيقاً جَحَدَه ثم أَقرَّ به بعد ذلك وضَرَبَه حتى طَرَّق بِجَعْرِه أَي اخْتَضَب وطَرَّق الإِبلَ تَطْرِيقاً حَبَسها عن كَلإٍ أَو غيره ولا يقال في غير ذلك إِلا أَن يُستعار قاله أَبو زيد قال شمر لا أعَرف ما قال أَبو زيد في طَرَّقْت بالقاف وقد قال ابن الأعَرابي طَرَّفْت بالفاء إِذا طَرَده وطَرَّقْت له من الطَّرِيق وطَرْقاتُ الطَّرِيق شَرَكُها كل شَرَكة منها طَرْقَة والطَّرِيق ضرْب من النَّخْل قال الأَعشى وكلّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطَّرِي قِ يَجْري على سِلطاتٍ لُثُمْ وقيل الطَّرِيقُ أَطول ما يكون من النخل بلغة اليمامة واحدته طَرِيقة قال الأَعشى طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُهُ عليه أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْر تَنْعَبُ وقيل هو الذي يُنال باليد ونخلة طَرِيقة مَلْساء طويلة والطَّرْق ضرْب من أَصوات العُودِ الليث كل صوت من العُودِ ونحوه طَرْق على حِدَة تقول تضرِبُ هذه الجارية كذا وكذا طَرْقاً وعنده طُرُوق من الكلام واحِدُه طَرْق عن كراع ولم يفسره وأَراه يعني ضُرُوباً من الكلام والطَّرْق النخلة في لغة طيّء عن أَبي حنيفة وأَنشد كأَنه لَمَّا بدا مُخايِلا طَرْقٌ تَفُوت السُّحُقَ الأَطاوِلا والطَّرْق والطِّرْق حِبالة يُصاد بها الوحوش تتَّخذ كالفخّ وقيل الطِّرْقُ الفَخّ وأَطرق الرجل الصَّيْدَ إِذا نصَب له حِبالة وأَطْرَق فلان لفلان إِذا مَحَل به ليُلْقِيه في وَرْطة أُخِذ من الطِّرْق وهو الفخّ ومن ذلك قيل للعدُوّ مُطْرِق وللسَّاكت مُطْرِق والطُّرَيْق والأُطَيْرِقُ نخْلة حجازيّة تبكِّر بالحَمْل صَفْراء التمرة والبُسْرة حكاه أَبو حنيفة وقال مرّة الأُطَيْرِق ضرّب من النخل وهو أَبْكَر نخل الحجاز كله وسماها بعض الشعراء الطُّرَيْقيِن والأُطَيْرِقِين قال أَلا تَرَى إِلى عَطايا الرَّحْمَنْ مِنَ الطُّرَيْقِيِن وأُمِّ جِرْذانْ ؟ قال أَبو حنيفة يريد بالطُّرَيْقِين جمعَ الطُّرَيْقِ والطَّارِقيّة ضرْب من القلائد وطارق اسم والمِطْرَقُ اسم ناقة أَو بعير والأَسبق أَنه اسم بعير قال يَتْبَعْنَ جَرْفاً من بَناتِ المِطْرَقِ ومُطْرِق موضع أَنشد أَبو زيد حَيْثُ تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ وأَطْرِقا موضع قال أَبو ذؤيب على أَطْرِقا بالياتُ الخيا مِ إِلا الثُّمامُ وإِلا العِصِيُّ قال ابن بري من روى الثمام بالنصب جعله استثناء من الخيام لأَنها في المعنى فاعلة كأَنه قال بالياتٌ خِيامُها إِلا الثمامَ لأَنهم كانوا يظلّلُون به خِيامَهم ومَنْ رفع جعله صفة للخيام كأَنه قال باليةٌ خيامُها غيرُ الثُّمام على الموضع وأَفْعِلا مقصور بناءٌ قد نفاه سيبويه حتى قال بعضهم إِن أَطْرِقا في هذا البيت أَصله أَطْرِقاء جمع طريق بلغة هذيل ثم قصر الممدود واستدل بقول الآخر تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا ذهب هذا المعلِّل إِلى أَن العلامتين تَعْتَقِبان قال الأَصمعي قال أَبو عمرو بن العلاء أَطْرِقا على لفظ الاثنين بَلد قال نرى أَنه سمي بقوله أَطْرِق أَي اسكت وذلك أَنهم كانوا ثلاثة نَفَر بأَطْرِقا وهو موضع فسَمِعُوا صوتاً فقال أَحدُهم لصاحِبَيْه أَطْرِقا أَي اسكُتا فسمِّي به البلد وفي التهذيب فسمي به المكان وفيه يقول أَبو ذؤَيب على أَطْرِقا بالياتُ الخِيام وأَما مَنْ رواه أَطْرُفاً فَعَلا هذا فعل ماض وأَطْرُق جمع طَرِيق فيمن أَنَّث لأَن أَفْعُلاً إِنما يكسَّر عليه فَعِيل إِذا كان مؤنثاً نحو يمين وأَيْمُن والطِّرْياقُ لغة في التِّرْياقِ رواه أَبو حنيفة وطارِقَةُ الرجل فَخْذُه وعَشِيرتُه قال ابن أَحمر شَكَوْتُ ذَهابَ طارِقَتي إِليها وطارِقَتي بأَكْنافِ الدُّرُوبِ النضر نَعْجة مَطْرُوقة وهي التي تُوسَم بالنار على وَسَط أُذُنها من ظاهر فذلك الطِّراقُ وإِنما هو خطّ أَبيض بنارٍ كأَنما هو جادّة وقد طَرَقْناها نَطْرُقها طَرْقاً والمِيسَمُ الذي في موضع الطِّراق له حُروف صِغار فأَمّا الطَّابِعُ فهو مِيسَمُ الفَرائضِ يقال طَبَعَ الشَّاة

( طرمق ) ابن دريد الطُّرْمُوقُ الخُفَّاش وقيل طُمْرُوق وسيأْتي ذكره

( طسق ) الطَّسْق ما يُوضَع من الوَظِيفة على الجُرْبانِ من الخَراج المقرَّر على الأَرض فارسي معرب وكتب عمر إِلى عثمان بن حنيف في رَجُلين من أَهل الذمّة أَسْلَما ارْفَعِ الجزية عن رؤوسهما وخُذِ الطَّسْقَ من أَرْضَيْهِما وفي التهذيب الطَّسْق شِبْه الخَرَاج له مقدار معلوم وليس بعربيّ خالص والطَّسْقُ مِكيال معروف

( طفق ) طَفِقَ طَفَقاً لزم وطَفِق يفعل كذا يَطْفَق طَفَقاً جعل يَفْعَل وأَخذ وفي التنزيل وطَفِقا يَخْصِفان عليهما من وَرَق الجنة وفي الحديث فطَفِقَ يُلْقِي إِليهم الجَبُوبَ وهو من أَفعال المقاربة والجَبُوب المَدَر الليث طَفِق بمعنى عَلِق يفعل كذا وهو يجمع ظَلَّ وبات قال ولغة رديئة طَفَق ابن سيده طَفَق بالفتح يَطْفِق طُفُوقاً لغة عن الزجاج والأَخفش أَبو الهيثم طَفِقَ وعَلِقَ وجََعَل وكادَ وكَرَب لا بُدَّ لهنَّ من صاحب يصحبهنّ يوصف بهن فيرتفع ويطلُبْنَ الفعل المستقبل خاصة كقولك كادَ زيد يقول ذلك فإِن كَنَيْت عن الاسم قلتَ كاد يقول ذاك ومنه قوله تعالى فطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأَعْناق أَراد طَفِق يمسَح مَسْحاً قال أَبو سعيد الأَعراب يقولون طَفِق فلان بما أَراد أَي ظَفِر وأَطْفَقَه الله به إِطْفاقاً إِذا أَظفره الله به ولئن أَطْفَقَنِي الله بفلان لأَفعلَنّ به

( طقق ) طَقْ حكاية صْوت حجر وقع على حَجر وإِن ضَوعف فيقال طَقْطَق ابن سيده طَقْ حكاية صوْت الحجر والحافر والطَّقْطَقة فعله مثل الدَّقْدقَة ابن الأَعرابي الطَّقْطَقة صوْت قوائم الخيل على الأَرض الصُّلبْة وربما قالوا حَبَطَقْطَقْ كأَنهم حَكَوا صوت الجَرْي وأَنشد المازني جَرَتِ الخيلُ فقالتْ حَبَطَقْطَقْ حَبَطَقْطَقْ الجوهري لم أَر هذا الحرف إِلا في كتابه وطِقْ صوْت الضِّفْدع إِذا وثَب من حاشية النهر يقال لا يساوي طِقْ

( طلق ) الطَّلْق طَلق المخاض عند الوِلادة ابن سيده الطَّلْق وجَع الولادة وفي حديث ابن عمر أَنّ رجلاً حج بأُمّه فَحملها على عاتِقه فسأَله هل قَضَى حَقَّها ؟ قال ولا طَلْقَة واحدة الطَّلْق وجع الولادة والطَّلْقَة المرّة الواحدة وقد طُلِقَت المرأَة تُطْلَق طَلْقاً على ما لم يسمّ فاعله وطَلُقت بضم اللام ابن الأَعرابي طَلُقَت من الطلاق أَجود وطَلَقَت بفتح اللام جائز ومن الطَّلْق طُلِقَت وكلهم يقول امرأَة طالِق بغير هاء وأَما قول الأَعشى أَيا جارَتا بِيِني فإِنك طالِقَة فإِن الليث قال أَراد طالِقة غداً وقال غيره قال طالِقة على الفعل لأَنها يقال لها قد طَلَقَت فبني النعت على الفعل وطَلاقُ المرأَة بينونتها عن زوجها وامرأَة طالِق من نسوة طُلَّق وطالِقة من نسوة طَوَالِق وأَنشد قول الأَعشى أَجارَتنا بِيني فإِنك طالقة كذاكِ أُمور الناس غادٍ وطارِقَه وطَلَّق الرجل امرأَته وطَلَقت هي بالفتح تَطْلُق طَلاقاً وطَلُقَت والضم أَكثر عن ثعلب طَلاقاً وأَطْلَقها بَعْلُها وطَلَّقها وقال الأَخفش لا يقال طَلُقت بالضم ورجل مِطْلاق ومِطْليق وطلِّيق وطُلَقة على مثال هُمَزة كثير التَّطْليق للنساء وفي حديث الحسن إِنك رجل طلِّيق أَي كثير طَلاق النساء والأَجود أَن يقال مِطْلاق ومِطْلِيق ومنه حديث عليّ عليه السلام إِن الحَسن مِطْلاق فَلا تزوِّجُوه وطَلَّق البلادَ تركها عن ابن الأَعرابي وأَنشد مُرَاجعُ نَجْد بعد فِرْكٍ وبِغْضَةٍ مُطَلِّقُ بُصْرَى أَشْعثُ الرأْسِ جافِلُه قال وقال العقيلي وسأله الكسائي فقال أَطَلّقْت امرأَتك ؟ فقال نعم والأَرض من ورائها وطَلَّقت البلاد فارقْتها وطَلّقْت القوم تركتُهم وأَنشد لابن أَحمر غَطارِفَة يَرَوْن المجدَ غُنْماً إِذا ما طَلَّقَ البَرِمُ العِيالا أَي تركهم كما يترك الرجل المرأَة وفي حديث عثمان وزيد الطَّلاقُ بالرجال والعِدَّة بالنساء هذا متعلق بهؤلاء وهذه متعلّقة بهؤلاء فالرجال يُطَلِّق والمرأَة تعتدُّ وقيل أَراد أَن الطلاق يتعلّق بالزوج في حرّيته ورقِّه وكذلك العدة بالمرأَة في الحالتين وفيه بين الفقهاء خلاف فمنهم من يقول إِن الحرّة إِذا كانت تحت العبد لا تَبين إِلا بثلاث وتَبِين الأَمة تحت الحر باثنتين ومنهم من يقول إِن الحرّة تَبِين تحت العبد باثنتين ولا تبين الأَمة تحت الحر بأَقلّ من ثلاث ومنهم من يقول إِذا كان الزوج عبداً وهي حرة أَو بالعكس أَو كانا عبدَين فإِنها تَبِين باثنتين وأَما العدّة فإِن المرأَة إِن كانت حرّة اعتدَّت للوفاة أَربعة أَشهر وعشراً وبالطلاق ثلاثة أَطهار أَو ثلاثَ حِيَض تحت حرّ كانت أَو عبدٍ فإِن كانت أَمة اعتدّت شهرين وخمساً أَو طُهْرين أَو حَيْضتين تحت عبد كانت أَو حرّ وفي حديث عمر والرجل الذي قال لزوجته أَنتِ خليَّة طالِقٌ الطالِقُ من الإِبل التي طُلِقت في المرَعى وقيل هي التي لا قَيْد عليها وكذلك الخلَّية وطَلاقُ النساء لمعنيين أَحدهما حلّ عُقْدة النكاح والآخر بمعنى التخلية والإِرْسال ويقال للإِنسان إِذا عَتَق طَلِيقٌ أَي صار حرّاً وأَطْلَق الناقة من عِقَالها وطَلَّقَها فطَلَقَت هي بالفتح وناقة طَلْق وطُلُق لا عِقال عليها والجمع أَطْلاق وبعير طَلْق وطُلُق بغير قَيْد الجوهري بعير طُلُق وناقة طُلُق بضم الطاء واللام أَي غير مقيَّد وأَطْلَقْت الناقة من العِقال فطَلَقَت والطالِق من الإِبل التي قد طَلَقت في المرعى وقال أَبو نصر الطالق التي تَنْطَلق إِلى الماء ويقال التي لا قَيْد عليها وهي طُلُق وطالِق أَيضاً وطُلُق أَكثر وأَنشد مُعَقٍَّلات العيس أَو طَوالِقِ أَي قد طَلَقَت عن العقال فهي طالِق لا تحبَس عن الإِبل ونعجة طالِق مُخَلاْة ترعَى وحْدَها وحبَسُوه في السِّجْن طَلْقاً أَي بغير قيد ولا كَبْل وأَطْلَقَه فهو مُطْلَق وطَلِيق سرّحه وأَنشد سيبويه طَلِيق الله لم يَمْنُنْ عليه أَبُو داودَ وابنُ أَبي كَبِير والجمع طُلقَاء والطُّلَقاء الأُسراء العُتَقاء والطَّليق الأَسير الذي أُطْلِق عنه إِسارُه وخُلِّيَ سبِيلُه والطَّلِيقُ الأَسِير يُطْلَق فَعِيلٌ بمعنى مفعول قال ذو الرمة وتَبْسِمُ عن نَوْرِ الأَقاحِيّ أَقْفَرَتْ بِوَعْساء مَعْروف تُغامُ وتُطْلَقُ تُغامُ مرَّة أَي تُسْتر وتُطْلَق إِذا انجلى عنها الغيم يعني الأَقاحي إِذا طلعت الشمس عليها فقد طُلِقَت وأَطْلَقْت الأَسير أَي خليَّته وفي حديث حنين خرج ومعه الطُّلَقاء هم الذين خَلَّى عنهم يوم فتح مكة وأَطْلَقَهم فلم يَسْتَرِقَّهم واحدهم طَلِيق وهو الأَسِير إِذا أُطْلِق سبيله وفي الحديث الطِّلَقاءُ مِنْ قُرَيش والعُتَقاءُ من ثَقِيف كأَنَّه ميَّز قريشاً بهذا الاسم حيث هو أَحسن من العُتَقاء والطُّلَقاء الذين أُدخِلوا في الإِسلام كرهاً حكاه ثعلب فإِما أَن يكون من هذا وإِما أَن يكون من غيره وناقة طالِقٌ بلا خطام وهي أَيضاً التي ترسل في الحي فترعى من جَنابِهم حيث شاءَت لا تُعْقَل إِذا راحت ولا تُنْحَّى في المسرح قال أَبو ذؤَيب غدت وهي مَحْشوكةٌ طالِق ونعجة طالِق أَيضاً من ذلك وقيل هي التي يحتبس الراعي لَبَنها وقيل هي التي يُتْرَك لبنها يوماً وليلة ثم يُحْلب والطَّالِق من الإِبل التي يتركها الراعي لنفسه لا يحتلبها على الماء يقال اسْتَطْلق الراعي ناقة لنفسه والطَّالِقُ الناقة يُحَلُّ عنها عِقالُها قال مُعَقَّلات العِيسِ أَو طَوَالِق وأَنشد ابن بري أَيضاً لإِبراهيم بن هَرْمَةَ تُشْلى كبيرتُها فتُحْلَبُ طالِقاً ويُرمِّقُونَ صغارَها تَرْميقا أَبو عمرو الطَّلَقَة النوق التي تُحْلب في المرعى ابن الأَعرابي الطالِقُ الناقة ترسل في المرعى الشيباني الطالِقُ من النوق التي يتركها بِصِرارِها وأَنشد للحطيئة أَقيموا على المِعْزَى بدار أَبيكُمُ تَسُوفُ الشِّمالُ بين صَبْحَى وطالِقِ قال الصَّبْحَى التي يحلبها في مبركها يَصْطَبِحُها والطَّالِقُ التي يتركها بصرارها فلا يحلبها في مبركها والجمع المَطالِيق والأَطْلاق
( * قوله « والجمع المطاليق والأطلاق ) عبارة القاموس وشرحه وناقة طالق بلا خطام أَو متوجهة إِلى الماء كالمطلاق والجمع أَطلاق ومطاليق كصاحب وأَصحاب ومحاريب ومحراب أَو هي التي تترك يوماً وليلة ثم تحلب » وقد أُطْلِقَت الناقة فطَلَقت أَي حُلَّ عقالُها وقال شمر سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله ساهِم الوَجْه من جَدِيلةَ أَو نَبْ هانَ أَفْنى ضِراه للإِطْلاقِ قال هذا يكون بمعنى الحلّ والإِرسال قال وإِطْلاقُه إِيَّاها إِرسالها على الصيد أَفناها أَي بقَتْلِها والطَّالِقُ والمِطْلاقُ الناقة المتوجهة إِلى الماء طَلَقَتْ تَطْلُق طَلْقاً وطُلوقاً وأَطْلَقَها قال ذو الرمة قِراناً وأَشْتاتاً وحادٍ يَسُوقُها إِلى الماءِ مِنْ حَوْر التَّنُوفةِ مُطْلِق وليلةُ الطَّلَق الليلة الثانية من ليالي توجّهها إِلى الماء وقال ثعلب إِذا كان بين الإِبل والماء يومان فأَول يوم يُطْلب فيه الماء هو القَرَب والثاني الطَّلَق وقيل ليلة الطَّلَق أَن يُخَلِّيَ وُجوهَها إِلى الماء عبَّر عن الزمان بالحدث قال ابن سيده ولا يعجبني أَبو عبيد عن أَبي زيد أَطْلَقْتُ الإِبل إِلى الماءِ حتى طَلَقَت طَلْقاً وطُلوقاً د والاسم الطَّلَق بفتح اللام وقال الأَصمعي طَلَقَت الإبلُ فهي تَطْلُق طَلَقاً وذلك إِذا كان بينها وبين الماء يومان فاليوم الأَول الطَّلَق والثاني القَرَب وقد أَطْلَقَها صاحُبها إِطْلاقاً وقال إِذا خلَّى وُجوهَ الإِبل إِلى الماءِ وتركها في ذلك ترعى لَيْلَتَئذ فهي ليلة الطَّلَق وإِن كانت الليلة الثانية فهي ليلة القَرَب وهو السَّوق الشديد وإِذا خلَّى الرجلُ عن ناقته قيل طَلّعقها والعَيْرُ إِذا حازَ عانَته ثم خلَّى عنها قيل طَلَّقها وإِذا اسْتَعْصَت العانةُ عليه ثم انْقَدْنَ له قيل طَلَّقْنَه وأَنشد لرؤبة طَلَّقْنَه فاسْتَوْرَدَ العَدَامِلا وأُطْلِقَ القومُ فهم مُطْلَقون إِذا طَلَقَت إِبلُهم وفي المحكم إِذا كانت إِبلهم طَوالِق في طلب الماء والطَّلَق سير الليل لوِرْدِ الغِبِّ وهو أَن يكون بين الإِبل وبين الماء ليلتان فالليلة الأُولى الطَّلَق يُخَلِّي الراعي إِبلَه إِلى الماء ويتركها مع ذلك ترعى وهي تسير فالإِبل بعد التَّحويز طَوالِقُ وفي الليلة الثانية قَوارِبُ والإِطْلاق في القائمة أَن لا يكون فيها وَضَحٌ وقوم يجعلون الإِطْلاق أَن يكون يد ورجل في شِقّ مُحَجَّلَتين ويجعلون الإِمْساك أَن يكون يد ورجل ليس بهما تحجيل وفرس طُلُقُ إِحدى القوائم إِذا كانت إِحدى قوائمه لا تحجيل فيها وفي الحديث خيرُ الحُمُر الأَقْرحُ طُلُقُ اليدِ اليمنى أَي مُطْلَقُها ليس فيها تحجيل وطَلُقَت يدُه بالخير طَلاقةً وطَلَقَت وطَلَقَها به يَطْلُقها وأَطْلَقها أَنشد أَحمد بن يحيى أُطْلُقْ يَدَيْك تَنْفَعاك يا رَجُلْ بالرَّيْثِ ما أَرْوَيْتَها لا بالعَجَلْ ويروى أَطْلِقْ ويقال طَلَقَ يده وأَطْلقَها في المال والخير بمعنى واحد قال ذلك أَبو عبيد ورواه الكسائي في باب فَعَلْت وأَفْعَلْت ويدُه مَطْلوقة ومُطْلَقة ورجل طَلْقُ اليدين والوجه وطَلِيقُهما سَمْحُهما ووجه طَلْقٌ وطِلْقٌ وطُلْقٌ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي ضاحك مُشْرِق وجمعُ الطَّلْقِ طَلْقات قال ابن الأَعرابي ولا يقال أَوْجُدٌ طَوالِق إِلاَّ في الشعر وامرأَة طَلْقهُ اليدين ووجه طَلِيقٌ كطَلْق والاسمُ منها والمصدر جميعاً الطَّلاقةُ وطَلِيقٌ أَي مُسْتَبْشِر منبسط الوجه مُتَهَلِّلُه ووجه مُنْطَلِق كطَلْق وقد انْطَلَق قال الأَخطل يَرَوْنَ قِرًى سَهْلاً وداراً رَحِيبةً ومُنْطَلَقاً في وَجْهِ غيرِ بَسُورِ ويقال لقيته مُنْطَلِقَ الوجه إِذا أَسفر وأَنشد يَرْعَوْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه فانْطَلَقَ الوجهُ ودقَّ الكُشُوحْ وفي الحديث أَفْضلُ الإِيمانِ أَن تُكَلِّم أَخاك وأَنت طَلِيقٌ أَي مستبشر منبسط الوجه ومنه الحديث أَن تَلْقاه بوجه طَلِق وتَطَلّقَ الشيءَ سُرَّ به فبدا ذلك في وجهه أَبو زيد رجل طَلِيقُ الوجه ذو بِشْرٍ حسن وطَلْق الوجه إِذا كان سخِيّاً ومثله بعير طَلْقُ اليدين غير مقيد وجمعه أَطلاق الكسائي رجل طُلُقٌ وهو الذي ليس عليه شيء ويوم طَلْقٌ بيِّن الطَّلاقة وليلةٌ طَلْقٌ أَيضاً وليلة طَلْقةٌ مُشْرِقٌ لا برد فيه ولا حرّ ولا مطر ولا قُرّ وقيل ولا شيء يؤذي وقيل هو الليَّن القُرِّ من أَيام طَلْقات بسكون اللام أَيضاً وقد طَلُقَ طُلوقةً وطَلاقةً أَبو عمرو ليلة طَلْقٌ لا برد فيها قال أَوس خَذَلْتُ على لَيْلةٍ ساهِرةْ فلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرهْ وليالٍ طَلْقات وطَوالِقُ وقال أَبو الدقيش وإنها لطَلْقةُ الساعة وقال الراعي فلما عَلَتْه الشمسُ في يومِ طَلْقةٍ يريد يومَ ليلةٍ طَلْقةٍ ليس فيها قُرٌّ ولا ريح يريد يومها الذي بعدها والعرب تبدأُ بالليل قبل اليوم قال الأزهري وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال في بيت الراعي وبيت آخر أَنشده لذي الرمة لها سُنَّةٌ كالشمسِ في يومِ طَلْقةٍ قال والعرب تضيف الاسم إِلى نعته قال وزادوا في الطَّلْق الهاء للمبالغة في الوصف كما قالوا رجل داهية قال ويقال ليلةٌ طَلْقٌ وليلة طَلْقةٌ أَي سهلة طْيبة لا برد فيها وفي صفة ليلة القدر ليلةٌ سَمْحةٌ طَلْقةٌ أَي سهلة طيبة يقال يوم طَلْقٌ وليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ إِذا لم يكن فيها حرّ ولا برد يؤذيان وقيل ليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ وطالِقة ساكنة مُضِيئة وقيل الطَّوالِق الطيبةُ التي لا حر فيها ولا برد قال كثيِّر يُرَشِّحُ نَبْتاً ناضِراً ويَزينُه نَدىً وليَالٍ بَعْد ذاك طَوالِق وزعم أَبو حنيفة أَن واحدة الطَّوالِق طَلْقة وقد غلط لأَن فَعْلة لا تُكسّر على فواعل إِلا أَن يشذ شيء ورجل طَلْقُ اللسانِ وطُلُقٌ وطُلَقٌ وطَلِيق فَصِيح وقد طَلُق طُلوقةً وطُلوقاً وفيه أَربع لغات لسانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ وطَلِيق ذَلِيق وطُلُقٌ ذُلُقٌ وطُلَقٌ ذُلَقٌ ومنه في حديث الرَّحِم تَكلَّم بلسان طَلْقِ أَي ماضي القول سريع النطق وهو طَلِيق اللسان وطِلْقٌ وطَلْقٌ وهو طَلِيقُ الوجه وطَلْقُ الوجه وقال ابن الأَعرابي لا يقال طُلَقٌ ذُلَقٌ والكسائي يقولهما وهو طَلْقُ الكف وطَلِيقُ الكف قريبان من السواء وقال أَبو حاتم سئل الأَصمعي في طُلَقً أَو طُلَقٍ فقال لا أَدري لسان طُلُقٍ أَو طُلَق وقال شمر طَلّقَت يدُه ولسانه طُلوقَةً وطُلوقاً وقال ابن الأَعرابي يقال هو طَلِيقٌ وطُلُقٌ وطالِقٌ ومُطْلَقٌ إِذا خُلِّي عنه قال والتَّطْلِيقُ التخلية والإِرسال وحلُّ العقد ويكون الإِطلاقُ بمعنى الترك والإِرسال والطَّلَق الشَّأْوُ وقد أَطْلَقَ رِجْلَه واسْتَطْلَقَه استعجله واسْتَطْلَقَ بطنُه مشى واسْتِطلاقُ البطن مَشْيُه وتصغيره تُطَيْلِيق وأَطْلَقَه الدواء وفي الحديث أَن رجلاً اسْتَطْلَق بطنُه أَي كثر خروج ما فيه يريد الإِسهال واستطلق الظبيُ وتَطلَّق اسْتَنَّ في عَدْوِه فمضى ومرّ لا يلوي على شيء وهو تَفَعَّلَ والظبي إِذا خَلَّى عن قوائمه فمضى لا يلوي على شيء قيل تَطَلَّقَ قال والانطِلاقُ سرعة الذهاب في أَصل المحْنة ويقال ما تَطَّلِقُ نفسي لهذا الأَمر أَي لا تنشرح ولا تستمر وهو تَطَّلِقُ تَفْتَعِلُ وتصغير الاطِّلاق طُتَيْلِيق بقلب الطاء تاء لتحرك الطاء الأُولى كما تقول في تصغير اضطراب ضُتَيرِيب تقلب الطاء تاء لتحرك الضاد والانطِلاقُ الذهاب ويقال انْطُلِقَ به على ما لم يسمَّ فاعله كما يقال انقُطِع به وتصغير مُنّطَلِق مُطَيْلِق وإَِن شئت عوّضت من النون وقلت مُطَيْلِيق وتصغير الانطِلاق نُطَيْلِيق لأَنك حذفت أَلف الوصل لأَن أَول الاسم يلزم تحريكه بالضم للتحقير فتسقط الهمزة لزوال السكون الذي كانت الهمزة اجتُلِبت له فبقي نُطْلاق ووقعت الأَلف رابعة فلذلك وجب فيه التعويض كما تقول دُنَيْنِير لأَن حرف اللين إِذا كان رابعاً ثبت البدل منه فلم يسقط إِلا في ضرورة الشعر أَو يكون بعده ياء كقولهم في جمع أُثْفِيّة أَثافٍ فقِسْ على ذلك ويقال عَدا الفرسُ طُلَقاً أَو طَلَقَين أَي شَوْطاً أَو شَوْطين ولم يُخصّص في التهذيب بفرس ولا غيره ويقال تَطلَّقَت الخيلُ إِذا مضت طَلَقاً لم تُحْبَس إِلى الغاية قال والطَّلَقُ الشوط الواحد في جَرْي الخيل والتَّطَلُّقُ أَن يبول الفرس بعد الجري ومنه قوله فصادَ ثلاثاً كجِزْعِ النِّظا مِ لم يَتَطَلَّقْ ولم يُغْسَل لم يُغْسَل أَي لم يعرق وفي الحديث فرَفَعْتُ فرسي طَلَقاً أَو طَلَقَين هو بالتحريك الشوط والغاية التي يجري إِليها الفرس والطَّلَقُ بالتحريك قيد من أَدَمٍ وفي الصحاح قيد من جلود قال الراجز عَوْدٌ على عَوْدٍ على عَوْدٍ خَلَقْ كأَنها والليلُ يرمي بالغَسَقْ مَشاجِبٌ وفِلْقُ سَقْبٍ وطَلَق شبّه الرجل بالمِشْجَبِ لِيبُسْهِ وقلة لحمه وشبَّه الجمل بِفِلْقِ سَقْبٍ والسَّقْب خشبة من خشبات البيت وشبّه الطريق بالطَّلَق وهو قيد من أَدَمٍ وفي حديث حنين ثم انتزَع طَلَقاً من حَقَبه فقَيَّد به الجمَلَ الطَّلَقُ بالتحريك قيد من جلود والطَّلَق الحبل الشديد الفتل حتى يَقوم قال رؤبة مُحْمَلَج أُدْرِجَ إِدْراج الطَّلَقْ وفي حديث ابن عباس الحياءُ والإِيمانُ مَقْرونان في طَلَقٍ الطَّلَقُ ههنا حبل مفتول شديد الفتل أَي هما مجتمعان لا يفترقان كأَنهما قد شُدّاً في حبل أَو قيد وطَلَق البطن
( * قوله « وطلق البطن إلخ » عبارة الاساس واطلقت الناقة من عقالها فطلقت وهي طالق وطلق وإبل أطلاق قال ذو الرمة تقاذفن إلخ ) جُدَّتُه والجمع أَطلاق وأَنشد تَقاذَقْنَ أَطْلاقاً وقارَبَ خَطْوَه عن الذَّوْدِ تَقْرِيبٌ وهُنَّ حَبائِبهُ أَبو عبيدة في البطن أَطْلاق واحدُها طَلَقٌ متحرك وهو طرائق البطن والمُطَلَّقُ المُلَقَّح من النخل وقد أَطْلَقَ نخله وطَلَّقها إِذا كانت طِوالاً فأَلقحها وأَطْلَقَ خَيْلَه في الحَلْبة وأَطْلَقَ عَدُوَّه إِذا سقاه سُمّاً قال وطَلَق أَعطى وطَلِقَ إِذا تباعد والطِّلْقُ بالكسر الحلال يقال هو لك طِلْقاً ط لْقٌ أَي حلال وفي الحديث الخيلُ طِلْقٌ يعني أَن الرَّهان على الخيل حلال يقال أَعطيته من طِلْقِ مالي أَي صَفْوه وطَيِّبِه وأَنتَ طِلْقٌ من هذا الأَمر أَي خارجٌ منه وطُلِّقَ السليمُ على ما لم يُسمَّ فاعله رجعت إِليه نفسهُ وسكن وجعه بعد العِداد فهو مُطَلَّق قال الشاعر تَبِيتُ الهُمُوم الطارِقاتُ يَعُدْنَني كما تَعْتَرِي الأَهْوالُ رأْسَ المُطَلَّقِ وقال النابغة تَناذَرَها الراقُون مِنْ سُوءِ سمِّها تُطَلِّقه طَورْاً وطَوْراً تُراجِعُهْ والطَّلَقُ ضرب من الأَدْوية وقيل هو نبت تستخرج عصارته فيتطلَّى به الذين يدخلون في النار الأَصمعي يقال لضرب من الدواء أَو نبت طَلَقٌ متحرك وطَلْقٌ وطَلَق اسمان

( طمرق ) الطُّمْروقُ اسم من أَسماء الخفَّاش

( طهق ) الطَّهْقُ سرعة المشي يمانية زعموا

( طوق ) الطَّوْقُ حَلْيٌ يجعل في العنق وكل شيء استدار فهو طَوْقٌ كطَوْق الرَّحى الذي يُدِير القُطْب ونحو ذلك والطَّوْقُ واحدُ الأَطْواق وقد طَوَّقْتُه فتَطَوَّقَ أَي أَلبسته الطَّوْقَ فلَبِسه وقيل الطَّوْقُ ما استدار بالشيء والجمع أَطْواقٌ والمُطَوَّقةُ الحمامةُ التي في عنقها طَوْقٌ والمُطَوَّقُ من الحمام ما كان له طَوْقٌ وطَوَّقَه بالسيف وغيره وطَوَّقه إِيّاه جعله له طَوْقاً وفي التنزيل سَيُطَوَّقُون ما بَخِلوا به يوم القيامة يعني مانع الزكاة يُطَوَّقُ ما بخل به من حق الفقراء من النار يوم القيامة نعوذ بالله من سخط الله ويروى في حديث مَنْ غَصَبَ جارَه شِبْراً من الأرض طُوِّقَه من سبع أَرَضِين يقول جُعِل له طَوْقاً في عنقه أَي يخسف الله به الأَرض فتصير البقعة المغصوبة منها في عنقه كالطَّوْق وقيل هو أَن يُطَوَّقَ حملَها يوم القيامة أَي يُكلَّف فيكون من طَوْق التكليف لا من طَوْق التقليد ومن الأَول حديث الزكاة يُطَوَّقُ مالَه شُجاعاً أَقرعَ أَي يجعل له كالطَّوْق في عنقه ومنه الحديث والنخلُ مُطَوقة بثمرها أَي صارت أَعذاقُها كالأَطْواق في الأعناق ومن الثاني حديث أَبي قتادة ومُراجعةِ النبي صلى الله عليه وسلم في الصوم فقال صلى الله عليه وسلم ودِدْت أَنِّي طُوِّقْتُ ذلك أي ليته جُعِل داخلاً في طاقَتي وقدرتي ولم يكن صلى الله عليه وسلم عاجزاً عن ذلك غيرَ قادر عليه لضعف منه ولكن يحتمل أَنه خافَ العجز عنه للحقوق التي تلتزمه لنسائه فإِن إِدامةَ الصوم تُخِلّ بحظوظهن منه وتَطَوَّقَت الحيّةُ على عنقه صارت عليه كالطَّوْق والطَّوْقة أَرض سهلة مستديرة في غِلَظ وطائقُ كلّ شيء مثل طوقه وفي التهذيب طائق كل شيءٍ ما استدار به من حَبْل أَو أَكمة والجمع الأَطْواق ابن سيده ومن الشاذ قراءة ابن عباس ومجاهد وعكرمة وعلى الذين يُطَوَّقُونه ويُطَيَّقُونه ويَطَّيَّقُونَهُ فيُطَوَّقُونه يجعل كالطَّوْق في أَعناقهم ويَطَّوَّقونه أَصله يتطوَّقونه فقلَبْت التاء طاء وأُدغمتْ في الطاء ويُطَيَّقونه أَصله يُطَيْوَقونه فقلبت الواو ياء كما قلبتَها في سيّد وميّت وقد يجوز أَن يكون القلب على المعاقبة كتَهوّر وتهيّر على أَن أَبا الحسن قد حكى هارَ يَهير فهذا يُؤنِس أَن ياء تهيّر وضْعٌ وليست على المعاقبة قال ولا تحملن هارَ يَهِير على الواو قياساً على ما ذهب إِليه الخليل في تاهَ يَتِيه وطاحَ يَطيح فإِن ذلك قليل ومن قرأَ يَطَّيَّقونه جاز أَن يكون يَتَفَيْعلونه أَصله يَتَطَيْوَقونه فقلبت الواو ياء كما تقدم في ميّت وسيّد وتجوز فيه المعاقبة أيضاً على تهيّر ويجوز أَن يكون يُطَوَّقُونه بالواو وصيغة ما لم يسم فاعله يُفَوْعَلونه إِلا أَن بناءَ فَعَّلْت أَكثر من بناء فَوْعَلْت وطَوَّقْتُك الشيء أَي كلَّفْتكَه وطَوَّقَني اللهُ أَداءَ حَقِّك أَي قَوّاني وطوَّقتْ له نفسُه لغة في طَوَّعَت أَي رَخَّصت وسَهَّلت حكاها الأَخفش والطَّائِقُ حجر أَو نَشَزٌ يَنْشُز في الجبل نادر منه وفي البئر ذلك ما نَشَزَ من حال البئر من صخرة ناتئة وقال عمارة بن طارق في صفة الغرب مُوقَّر مِنْ بَقَرِ الرَّ ساتِق ذي كِدْنةٍ على جِحافِ الطَّائِق أَخْضَر لم يُنْهَكْ بُموسَى الحالِق أَي ذو قوة على مُكاوَحةِ تلك الصخرة وقال في جمعه على مُتونِ صَخَرٍ طَوائِق والطائِقُ ما بين كل خشبتين من السفينة أَبو عبيد الطَّائِقُ ما بين كل خشبتين ويقال الطائِق إِحدى خشبات بطن الزَّوْرَق أَبو عمرو الشيباني الطائِقُ وسط السفينة وأَنشد للبيد فالْتامَ طائِقُها القديمُ فأَصْبَحَتْ ما إِنْ يُقَوِّمُ درْأَها رِدْفانِ الأصمعي الطائِقُ ما شَخَصَ من السفينة كالحَيْدِ الذي ينحدر من الجبل قال ذو الرمة قَرْواء طائِقُها بالآلِ مَحْزُومُ قال وهو حرف نادر في القُنّة الليث طائِقُ كل شيء ما استدار به من حَبْل أَو أَكمة وجمعه أَطْواقٌ والطَّاقاتُ جمع طاقةٍ ويقال للكَرِّ الذي يُصْعَد به إِلى النخلة الطَّوْق وهو البَرْوَنْد بالفارسية قال الشاعر يصف نخلة ومَيّالة في رأْسها الشَّحْمُ والنَّدَى وسائرُها خالٍ من الخير يابِسُ تَهَيَّبها الفِتْيانُ حتى انْبَرَى لها قَصِيرُ الخُطى في طَوْقِه مُتَقاعِسُ يعني البروند التهذيب أَنشد عمر بن بكر بَنى بالغَمْر أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاًّ يُغَنِّي في طَوائِقه الحَمامُ قال طَوائِقه عُقوده قال الأَزهري وصف قَصْراً والطَّوائِقُ جمع الطَّاقِ الذي يُعْقَد بالآجُرّ وأَصله طائِقٌ وجمعه طَوائِقُ على الأَصل مثل الحاجة جمعها حوائج لأَن أَصلها حائجة وأَنشد لعمرو بن حسان أَجِدَّكَ هل رأَيتَ أَبا قُبَيْسٍ أَطالَ حياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ ؟ بنى بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاً يُغَنِّي في طوائقه الحَمامُ قال ويجمع أَيضاً أَطْواقاً والطَّوْقُ والإِطاقةُ القدرة على الشيء والطَّوْقُ الطَّاقةُ وقد طاقَه طَوْقاً وأَطاقَه إِطاقةً وأَطاقَ عليه والاسم الطَّاقةُ وهو في طَوْقي أَي في وَسْعي قال ابن بري وقول عمرو بن أُمامة لقد عَرَفْتُ الموتَ قبل ذَوْقِه إِنّ الجَبان حَتْفُه مِنْ فَوْقِه كلُّ امرئ مُقاتِلٌ عن طَوْقِه كالثَّوْرِ يَحْمي جِلْدَه بِرَوْقِه أَراد بالطَّوْق العُنق ورواه الليث كل امرئ مجاهد بطوقه قال والطَّوْقُ الطاقةُ أَي أَقصى غايته وهو اسم لمقدار ما يمكن أَن يفعله بمشقَّة منه ابن الأَعرابي يقال طُقْ طُقْ من طاقَ يَطُوق إِذا أَطاق الليث الطَّوْقُ مصدر من الطَّاقِة وأَنشد كل امرئ مُجاهِد بطوقه والثور يحمي أَنفه بروقه يقول كل امرئ مُكلّف ما أَطاق قال أَبو منصور يقال طاقَ يَطُوق طَوْقاً وأَطاقَ يُطيقُ إِطاقةً وطاقةً كما يقال طاعَ يَطُوع طَوْعاً وأَطاعَ يُطيع إِطاعةً وطاعةً والطَّاقةُ والطاعةُ اسمان يوضَعان موضع المصدر قال سيبويه وقالوا طَلَبْتَه طاقَتَك أَضافوا المصدر وإِن كان في موضع الحال كما ادخلوا فيه الألف واللام حين قالوا أَرسلَها العِراكَ وأَما طَلَبْتُه طاقَتي فلا يكون إِلا معرفة كما أَن سبحانَ الله لا يكون إِلا كذلك والطاقةُ شُعْبَةٌ من رَيْحان أَو شَعَر وقُوَّةٌ من الخيط أَو نحو ذلك ويقال طاقُ نعلٍ وطاقةُ رَيْحانٍ والطاقُ ما عطف من الأَبنية والجمع الطَّاقات والطَّيقان فارسي معرب والطاق عَقْدُ البناء حيث كان والجمع أَطواق وطِيقانٌ والطَّاقُ ضَرْبٌ من الملابس قال ابن الأَعرابي هو الطَّيْلَسان وقيل هو الطيلسان الأَخضر عن كراع قال رؤبة ولو تَرَى إِذْ جُبَّتي مِنْ طاقِ ولِمَّتي مِثْلُ جَناحِ غاقِ وقال الشاعر لقد تَرَكتْ خُزَيْبَةُ كلَّ وغْدٍ تَمَشَّى بينَ خاتامٍ وطاقِ والطَّيقانُ جمع طاق الطَّيْلَسان مثل ساج وسِيجان قال مليح الهذلي من الرَّيْطِ والطَّيقانِ تُنْشَرُ فَوْقَهم كأَجْنِحةِ العِقْبانِ تَدْنُو وتَخْطِفُ والطَّاقُ ضَرْبٌ من الثياب قال الراجز يَكْفِيك من طاقٍ كثير الأَثْمان جُمَّازَةٌ شُمِّرَ منها الكُمَّان قال ابن بري الطَّاقُ الكساء والطَّاقُ الخِمارُ وأَنشد ابن الأََعرابي سائِلَة الأَصداغ يَهْفُو طاقُها كأَنَّما ساقُ غُرابٍ ساقُها وفسره فقال أَي خمارها يطير وأَصداغها تتطاير من مخاصمتها ورأَيت أَرضاً كأَنَّها الطيقانُ إِذا كثر نباتها وشراب الأَطْواق حَلَبُ النارَجِيل وهو أَخبث من كل شراب يُشْرَب وأَشدُّ إِفساداً للعقل وذات الطُِّوَق أَرض معروفة قال رؤبة تَرْمي ذِراعَيْهِ بجَثْجاثِ السُّوَقْ ضَرْحاً وقد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ والطَّوْقُ أَرض سهلة مستديرة وطاقُ القوس سِيَتُها وقال ابن حمزة طائِقُها لا غير ولا يقال طاقُها

( عبق ) عَبِقَ به عَبَقاً وعَباقيةٌ مثل ثمانية لزِمَه وعَسِقَ به كذلك وعَبِقَ الرَّدْع بالجسم والثوبِ لَزِق وفي بعض نسخ كتاب النبات تُعْبَقُ به الثيابُ وفي بعضها تُعَبَّقُ وعَبِقَت الرائحةُ في الشيءِ عَبَقاً وعَباقِيةً بَقيت وعَبِق الشيُ بقلبي كذلك على المثل وريحٌ عَبِقٌ لاصقٌ ورجل عَبِقٌ وامرأَة عَبِقةٌ إِذا تطيِّب وتعلق به الطِّيب فلا يذهب عنه ريحه أَيّاماً قال عَبِقَ العَنْبَرُ والمِسْكُ بها فهي صفراءُ كعُرْجونِ القَمَرْ وفي نسخة العمر وامرأَة عَبِقةٌ لَبِقةٌ يُشاكِلُها كلُّ لباس وطيب قال الخزاعيون وهم من أَعرب الناس رجل عَبِقٌ لَبِقٌ وهو الظريف وما بقيت لهم عَبَقةٌ أَي بقية من أَموالهم وما في النِّحْي عَبَقة وعَبْقةٌ أَي شيء من سمن وقيل ما في النِّحْي عَبَقة وعَمَقَة أَي لطخ وضَرٍ من السمن وقيل ما فيه لَطْخ ولا ضَرٌ ولا لَعُوق من رُبٍّ ولا سمن وزعم اللحياني أَن ميم عَمَقة بدل من باء عَبَقه وأَصل ذلك من عَبِقَ به الشيء يَعْبَقُ عَبَقاً إِذا لزق به قال طرفة ثم راحوا عَبقَ المِسْكُ بهم يَلْحَفُونَ الأَرض هُدَّاب الأُزُرْ والعَباقيةُ الداهية ذو الشرّ والنُّكر وأَنشد أَطَفَّ لها عَباقيةٌ سَرنْدَى جَرِيءٌ الصَّدْرِ مُنْبَسِطُ اليمين والعَباقيةُ اللصّ الخارب الذي لا يُحْجِمُ عن شيء وقد اعْبَنْقى الرجل أَي صار داهيةً وبه شَيْن عَباقِية أَي له أَثر باق وفي الصحاح وهي أَثر جراحة تبقى في حُرِّ وجهه والعَباقِيةُ شجر له شوك يؤذي من عَلِقَ به قال أَبو حنيفة العَباقِيةُ من العضاه وهي شجرة لم تُنْعَتْ قال ساعدة بن العجلان غداة شُواحِطٍ فَنَجَوْت شدّاً وثَوْبُك في عَباقيةٍ هَرِيدُ يقول تعلقت العَباقِيةُ به فتركه بها ونجا وغلامٌ مُعْبَنْق سيِّءُ الخلق الأَصمعي رجل عِبِقَّانةٌ رِبِقَّانة إِذا كان سيِّء الخلق والمرأَة كذلك

( عبشق ) العُبشوق دُوَيْبَّة من أَحناش الأَرض وعبشق اسم

( عبنق ) عُقاب عَقَنْباة وعَبَنْقاة وقَعَنْباةٌ وبَعَنْقاة حديدةُ المخالب وقيل هي السريعة الخطف المُنْكَرة وقال ابن الأَعرابي كل ذلك على المبالغة كما قالوا أَسَدٌ أَسِدٌ وكلْب كَلِبٌ واعْبَنقى وابَعَنْقى إِذا ساء خلقه

( عتق ) العِتْقُ خلاف الرِّق وهو الحرية وكذلك العَتاقُ بالفتح والعَتاقةُ عَتَقَ العبدُ يَعْتِقُ عِتْقاً وعَتْقاً وعَتاقاً وعَتاقَةً فهو عَتيقٌ وعاتِقٌ وجمعه عُتَقاء وأَعْتَقْتُه أَنا فهو مُعْتَقٌ وعَتيقٌ والجمع كالجمع وأَمَةٌ عَتيقٌ وعَتيقَةٌ في إِماءٍ عَتائِق وفي الحديث لن يَجْزي ولدٌ والده إِلاَّ أَن يجده مملوكاً فيشتريه فيَعْتِقَه قال ابن الأَثير وقوله فيَعْتِقَه ليس معناه استئناف العِتْقِ فيه بعد الشراء لأَن الإجماع منعقد أَن الأَب يَعْتقُ على الابن إِذا ملكه في الحال وإِنما معناه أَنه إِذا اشتراه فدخل في ملكه عتق عليه فلما كان الشِّراءُ سبباً لعَتقِه أُضيف العِتقُ إِليه وإِنما كان هذا جَزاء له لأَن العِتْقَ أَفضل ما يُنْعِم به أَحدٌ على أَحد إِذ خلصه بذلك من الرقِّ وجَبَر به النقص الذي له وتكمل له أَحكام الأَحرار في جميع التصرفات وفلان مَولى عَتاقَةٍ ومَوْلىً عَتيقٌ ومَوْلاةٌ عتيقةٌ ومَوالٍ عُتَقاء ونساء عَتائق وذلك إِِذا أُعْتِقْنَ وحلف بالعَتاقِ أَي الإِعْتاق وعَتيقٌ اسم الصدِّيق رضي الله عنه قيل سمي بذلك لأَن الله تبارك وتعالى أَعْتَقَه من النار واسمه عبد الله بن عثمان روت عائشة أَن أَبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أَبا بكر أَنت عَتيقُ الله من النار فمِنْ يومئذ سُمِّي عَتيقاً وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَنه سمي عَتيقاً لأَنه أُعْتِقَ من النار سماه به النبي صلى الله عليه وسلم وقيل كان يقال له عَتيقٌ لجماله وعَتَقَتْ عليه يمينٌ تَعْتِقُ سبقت وتقدمت وكذلك عَتُقَتْ بالضم أَي قَدُمت ووجبت كأَنه حفظها فلم يحنث وعَتَقَتْ منِّي يمين أَي سبقت وأَنشد لأَوس بن حجر عليّ أَليَّةٌ عَتَقَتْ قديماً فليس لها وإِن طُلِبَتْ مَرامُ أَي لزمتني وقيل أَي ليس لها حيلة وإِن طُلِبَتْ أَبو زيد أَعْتَقَ يمينَه أَي ليس لها كفارة وعَتَقَت الفرسُ تَعْتِقُ وعَتُقتِ عِتْقاً سبقت الخيل فَنَجَتْ وفرس عاتِقٌ سابق ورجل مِعْتاقُ الوَسيقَة إِذا طَرَدَ طَريدةً سبق بها وقيل سَبَقَ بها وأَنجاها قال أَبو المثلم يرثي صخراً حامِي الحَقيقَةِ نسَّالُ الوَدِيقة مِعْ تاقُ الوَسيقَةِ لا نِكْسٌ ولا واني قال ولا يقال مِعْناق والعاتِقُ الناهض من فِراخ القطا قال أَبو عبيد ونرى أَنه من السبق على أَنه يَعْتقُ أَي يسبق يقال هذا فرخ قطاة عاتِقٌ إِذا كان قد اسْتَقَلّ وطار وعِتاقُ الطير الجوارح منها والأَرْحَبِيَّاتُ العِتاقُ النجائب منها وقيل العاتِقُ من الطير فوق الناهض وهو في أَول ما يَتَحَسَّرُ ريشه الأَول وينبت له ريش جُلْذِيّ أَي شديد وقيل العاتِقُ من الحمام ما لم يُسِنّ ويَسْتَحْكِم والجمع عُتَّق وجارية عاتِقٌ شابة وقيل العاتِقُ البكر التي لم تَبِنْ عن أَهلها وقيل هي التي بين التي أَدركت وبين التي عَنَسَتْ والعاتِقُ الجارية التي قد أَدركت وبلغت فخُدِّرَتْ في بيت أَهلها ولم تتزوج سمّيت بذلك لأنها عَتَقَتْ عن خدمة أَبويها ولم يملكها زوج بعدُ قال الفارسي وليس بقوي قال الشاعر أَقِيدي دَماً يا أُمَّ عمرو هَرَقْتِه بكفَّيْك يوم الستر إِذ أَنْتِ عاتِقُ وقيل العاتِقُ الجارية التي قد بلغت أَن تَدَرَّعَ وعَتَقَتْ من الصِّبا والاستعانة بها في مِهْنَةِ أَهلها سمِّيت عاتِقاً بها والجمع في ذلك كله عَواتِق قال زهير بن مسعود الضبي ولم تَثِقِ العَواتِقُ من غٍيورٍ بغَيْرَتِه وخَلَّيْنَ الحِجالا وفي الحديث خرجب أُم كلثوم بنت عقبة وهي عاتِقٌ قبل هجرتها قال ابن الأَثير العاتِقُ الشابة أَول ما تُدْرِكُ وقيل هي التي لم تَبِنْ من والديها ولم تتزوج وقد أَدركت وشَبَّت ويجمع على العُتَّقِ ومنه حديث أُم عطية أُمِرْنا أَن نخرج في العيدين الحُيَّض والعُتَّق وفي رواية العَواتِق يقال عَتَقَتِ الجارية فهي عاتِقٌ مثل حاضَتْ فهي حائضٌ وكل شيء بلغ إِناهُ فقد عَتَقَ والعَتقُ الكريم الرَّائعُ من كل شيء والخيارُ من كل شيء التمر والماء والبازي والشَّحْم والعِتْقُ الكَرَمُ يقال ما أَبْيَنَ العِتْقَ في وجه فلان يعني الكرم والعِتْقُ الجمال وفرس عَتقٌ رائع كريم بَيِّن العِتْقِ وقد عَتُقَ عَتاقَةً والاسم العِتْقُ والجمع العِتاقُ وامرأَة عَتِيقةٌ جميلة كريمة وقوله هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ سُرْبِلَتْ من الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البَنائقِ يعني حَسَن البنائق جميلها والعُتُقُ الشجر التي يتخذ منها القسيّ العربية عن أَبي حنيفة قال يراد به كَرَمُ القوس لا العِتْق الذي هو القِدَم وقال مُرَّة عن أَبي زياد العِتْق الشجر التي تعمل منها القِسِيُّ قال كذا بلغني عن أَبي زياد والذي نعرفه العُتُق والعَتيقُ فحل من النخل معروف لا تَنْفُضُ نخلته وعَتيقُ الطير البازي قال لبيد فانْتَضَلْنا وابنُ سَلْمى قاعدٌ كعَتيقِ الطير يُغْضى ويُحَلّ ابن سلمى النعمان وإِنما ذكر مقامته مع الربيع بين يدي النعمان ابن الأَعرابي كلُّ شيء بلغ النهاية في جودةٍ أَو رداءة أَو حسن أَو قبح فهو عَتيقٌ وجمعه عَتُقٌ والعاتِقةُ من القوس مثل العاتِكَةِ وهي التي قَدُمت واحْمَرّت والعَتيقُ القديم من كل شيء حتى قالوا رجل عَتيقٌ أَي قديم وفي الحديث عليكم بالأَمر العَتيقِ أَي القديم الأَول ويجمع على عِتاقٍ كشريف وشِرافٍ ومنه حديث ابن مسعود إِنهنَّ من العِتاقِ الأُوَلِوهنِّ من تلادي أَراد بالعِتاقِ الأُولِ السور اللاتي أُنْزِلت أَولاً بمكة وأَنها من أَول ما تعلَّمه من ا لقرآن وقد عَتُقَ عِتْقاً وعَتاقَةً أَي قَدُم وصار عَتيقاً وكذلك عَتَقَ يَعْتُقُ مثل دَخَل يدخُل فهو عاتِقٌ ودنانير عُتُقٌ وعتَّقْتُه أَنا تَعْتيقاً وفي التنزيل ولْيَطَّوَّفوا بالبيت العَتيقِ وفي حديث ابن الزبير أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إِنما سَمَّى الله البيتَالعَتيقَ لأَن الله أَعْتَقَه من الجبابرة فلم يَظْهر عليه جَبَّار قط والبيت العَتيقُ بمكة لقدمه لأَنه أَول بيت وضع للناس قال الحسن هو البيت القديم دليله قوله تعالى إن أَول بيت وُضِعَ للناس للَّذِي بِبَكَّة مباركاً وقيل لأَنه أُعْتِقَ من الغرق أَيام الطوفان دليله قوله تعالى وإُذْ بوَّأْنا لإِبراهيم مكان البيت وهذا دليل على أَن البيت رُفِع وبقي مكانُه وقيل إِنه أُعْتِقَ من الجبابرة ولم يَدَّعِهِ منهم أُحد وقيل سمي عَتيقاً لأَنه لم يملكه أَحد والأَول أَولى وقال بعض حُذَّاق اللغويين العِتْقُ للمَوَات كالخمر والتمر والقِدَمُ للمَوَات والحيوانِ جميعاً وخمر عَتِيقةٌ قديمة حُبست زماناً في ظرفها فأَما قول الأَعشى وكأَنَّ الخَمْر العَتيقَ من الإِسْ فَنْطِ مَمْزوجةٌ بماءٍ زُلالٍ فإِنه قد يُوَِجَّه على تذكير الخمر فإِما أَن يكون تذكير الخمر معروفاً وإِما أَن يكون وَجهَّهَا على إِرادة الشراب ومثله كثير أَعني الحمل على المعنى قال أَبو حنيفة وإِن شئت جعلت فَعيلاً هنا في معنى مفعول كما تقول عينٌ كحيلٌ فتكون الخمر مؤنثة على اللغة المشهورة ويقال لجَيَّدِ الشراب عاتقٌ والعاتِقُ الخمر القديمة قال حسان كالمِسْكِ تَخْلِطُه بماء سَحابةٍ أَو عاتِقٍ كدم الذَّبيحِ مُدَامِ وقد عَتَقَت الخمرُ وعَتَّقَها والمُعَتَّقَةُ من أَسماء الطِّلاء والخمر قال الأَعشى وسَبيئَة مما تُعَتِّقُ بابِلٌ كدَمِ الذَّبيحِ سَلَبْتُها جِرْيالَها والمُعَتَّقَةُ الخمر التي عَتِّقَتْ زماناً حتى عَتُقَتْ والعاتِقُ كالعَتِيقَةِ وقيل هي التي لم يَفُضَّ أَحدٌ ختامها كالجارية العاتِقِ وقيل هي لم تُفْتَضَّ قال لبيد أُغْلي السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ أَو جَونةٍ قُدِحَت وفُضَّ خِتامُها وبَكْرَةٌ عَتيقَةٌ إِذا كانت نجيبة كريمة وقال أَعرابي لا نَعُدُّ البَكْرةَ بَكْرَةً حتى تَسْلم من القَرْحة والعُرَّة فإِذا منهما فقد عَتُقَتْ وثبتت ويروى نبتت وعَتُقت قدُمت وكل ذلك عن ابن الأَعرابي وقال ثعلب قد عَتَقَتْ بالفتح تَعْتِق عِتْقاً أَي نَجَتْ فسبقت وأعْتقها صاحبها أَي أََعجلها وأَنجاها وعَتَق السمن وعَتْق يعني قَدُم عن اللحياني والعَتيقُ الماء وقيل الطِّلاء والخمر وقيل اللبن وعَتَّقَ بِفِيه يُعَتِّقُ إِذا بَزَمَ وعض والعِتْقُ صلاح المال وعَتَقَ المال عِتْقاً صلح وعَتَقَه وأَعْتَقه فَعَتَق أَصلحه فصلح وعَتُقَ فلان بعد استعلاج يَعْتُق فهو عَتيقٌ رقَّ وصار عَتيقاً وهو رقة الجلد أَي رَقَّت بَشَرته بعد الغلظ والجفاء وعَتَقَ التمر وغيره وعَتُقَ فهو عَتيقٌ رقَّ جلده وعَتُقَ يَعْتُق إِذا صار قديماً وقال أَبو حنيفة العَتيقُ اسم للتمر عَلَم وأَنشد قول عنترة كَذَب العَتيقُ وماءُ شَنّ باردٌ إِن كنتِ سائِلَتي غَبُوقاً فاذهبي قيل إِنه أَراد بالعَتيق التمر الذي قد عَتُق خاطب امرأَته حين عاتبته على إِيثار فرسه بأَلبان إِبله فقال لها عَلَيك بالتمر والماء البارد وذَرِي اللبن لفرسي الذي أَحميك على ظهره وقال هو الماء نفسه وهذه الأَبيات قيل إِنها لعنترة وقال ابن خالويه إِنها لخُزَز بن لَوْذَان السدوسي وهي كَذَب العتيقُ وماء شنّ باردٌ إِن كنت سائِلَتي غَبوقاً فاذهبي لا تُنْكِري فرسي وما أَطعمْتُه فيكونَ لونُكِ مثلَ لون الأَجْرَبِ إِني لأَخْشَى أَن تَقول حَليلَتي هذا غُبار ساطعٌ فَتَلَبَّبِ إنِّ الرجالَ لهُمْ إِليك وسِيلةٌ أَن يأْخذوك تَكَحَّلي وتخَضَّبي ويكون مَرْكَبُكِ القَلوصَ وظِلَّهُ وابنُ النَّعامَةِ يوم ذلك مَرْكَبي قال والعَتيقُ التمر الشهْريزُ وجمعه عَتُق والعاتِقُ ما بين المَنْكب والعُنُقِ مذكر وقد أُنث وليس بثبت وزعموا أَن هذا البيت مصنوع وهو لا نَسَبَ اليومَ ولا خُلَّةٌ اتِّسَعَ الفَتْقُ على الراتِقِ لا صُلْحَ بيني فاعْلَموهُ ولا بينكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقي سيفي وما كنَّا بنَجْدٍ وما قَرْقَر قُمْرُ الوادِ بالشاهِقِ قال ابن بري والعاتِقُ مؤنثة واستشهد بهذه الأَبيات ونسبها لأبي عامر جدِّ العباس بنِ مِرْداس وقال ومن روى البيت الأَول اتَّسَعَ الخرقُ على الراقِع فهو لأَنس بن العباس بن مرداس قال اللحياني هو مذكر لا غير وهما عاتِقانِ والجمع عُتْق وعُتَّق وعواتِقُ ورجل أَمْيَلُ العاتِقِ معْوَجُّ موضع الرداء والعاتِقُ الزِّقُّ الواسع الجيد وبه فسر بعضهم قول لبيد أَغْلى السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ وقد تقدم قال الأَزهري جعل العاتِقَ زقاًّ لما رآه نعتاً للأَدْكن وإِنما أراد بالعاتِقِ جيّدَ الخمر وهو كقوله أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ وإِنما قدح ما فيها والجَونة الخابية والقَدْح الغَرْف وقال الجوهري هو الزِّقّ الذي طابت رائحته وقوله بِكُلّ يعني من كل والسِّباء اشتراء الخمر والعاتِقُ أَيضاً المزادة الواسعة والمُعَتَّقةُ ضرب من العطر وأَبو عَتيقٍ كنية ومنه ابن أَبي عَتيقٍ هذا الماجِنُ المعروف وإِنما قيل قَنْطرة عَتيقَةٌ بالهاء وقنطرة جَديدٌ بلا هاء لأَن العَتيقَةَ بمعنى الفاعلة والجديد بمعنى المفعولة ليُفْرَقَ بين ما له الفعل وبين ما الفعل واقع عليه

( عثق ) العَثَقُ شجر نحو القامة وورقة شبيه بورق الكَبَر إِلا أَنه كثيف غليظ ينبت في الشواهق كما ينبت الكَتَمُ لا يأْكله شيء ويُجَفَّفُ ورقه ويُدَقُّ ويُوخَفُ بالماء كما يُوخَفُ الخِطْمِيُّ فيطلى به في موضع كَنينٍ فإِذا جفَّ أُعيدَ فحَلَقَ الشعر حَلْق النُّورة أَبو عمرو سحاب مُنْعَثِقٌ إِذا اختلط بعضه ببعض وفي لغات هذيل أَعْثَقَت الأَرضُ إِذا أَخصبت

( عدق ) عَدَقَ يَعْدِقُ وأَعْدَقَ وعَوْدَقَ أَدخل يده في نواحي البئر والحوض كأَنه يطلب شيئاً وعَدَق الشيءَ يَعْدِقُه عَدْقاً جمعه والعَوْدَقُ والعَوْدَقةُ حديدة ذات ثلاث شعب يُستخرج بها الدلو من البئر ابن الأَعرابي العَوْدَقةُ والعَدْوقة لخُطَّاف البئر وجمعها عُدقٌ وقال العَدَق الخطاطيف التي تُخْرج الدلاءُ بها واحدتها عَدَقَةٌ وربما سميت اللَّبْجَةُ عَوْدَقةً واللَّبْجة حديدة لها خمسة مخالب تنصب للذئب يجعل فيها اللحم فإِذا اجتذبه نَشِبَ في حلقه ورجل عادِقُ الرأْي ليس له صَيِّور يصير إِليه يقال عَدَقَ بظنّه عَدْقاً إِذا رَجمَ بظنه ووجَّه الرأْي إِلى ما لا يَسْتَيْقنه

( عذق ) العَذْقُ كل غصن له شُعَب والعَذْق أَيضاً النخلة عند أَهل الحجاز والعِذْق الكِباسة قال الجوهري العَذْق بالفتح النخلة بحَمْلها ومنه حديث السَّقيفة أَنا عُذَيْقُها المُرْجَّبُ تصغيراً لعَذْق النخلة وهو تصغير تعظيم وفي الحديث كَمْ من عذْقٍ مُذَلَّل في الجنة لأَبي الدحداح العَذْق بالفتح النخلة وبالكسر العَرْجون بما فيه من الشماريخ ويجمع على عِذاقٍ قال ابن الأَثير ومنه حديث أَنس فردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى أُمْي عِذاقَها أَي نخلاتها وفي حديث أَنس لا قطع في عِذْقٍ معلّق لأَنه ما دام معلقاً في الشجرة فليس في حِرْز وفي الحديث لا والذي أَخرج العَذْق من الجريمةِ أَي النخلة من النواة فأَما عَذْقُ بن طابٍ فإِنما سموا النخلة باسم الجنس فجعلوه معرفة ووصفوه بمضاف إِلى معرفة فصار كزيد بن عمرو وهو تعليل الفارسي والعِذْق القِنْوُ من النخل والعنقود من العنب وجمعه أَعْذاقٌ وعُذوق وأَعْذَقَ الإِذْخِرُ إِذا أَخرج ثمره وعَذَقَ أَيضاً كذلك قال أَبو حنيفة قال أُصَيْلٌ للنبي صلى الله عليه وسلم حين سأَله عن مكة تركتُها وقد أَحْجَنَ ثُمامها وأَعْذَقَ إِذْخِرُها وأَمْشَرَ سَلَمُها فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أُصَيْلُ دَع القلوبَ تَقِرّ ولم يفسر أَبو حنيفة معنى قوله أَعْدَقَ إِذْخرها ابن الأَثير أَعْذق إِذخرها أَي صارت له عُذوق وشُعَب وقيل أَعْذق بمعنى أَزهر ابن الأَعرابي عَذَقَ السَّخْبَرُ إِذا طال نباته وثمرته عَذَقُه والعَذْقَةُ والعِذْقَة العلامة تجعل على الشاة مخالفة للونها تعرف بها وخص بعضهم به المعز عَذَقَها يَعْذُقها عَذْقاً وأَعْذقها إِذا ربط في صوفها صوفة تخالف لونها يعرفها بها قال الأَزهري وسمعت غير واحد من العرب يقول اعْتذَق فلان بَكرة من إِبله إِذا أَعلم عليها لقبضها والعلامة عَذْقة بالفتح وعَذَقَ الرجلَ بشرٍّ يَعْذِقُه عَذْقاً وَسَمه بالقبيح ورماه به حتى عُرف به وهو من ذلك كأَنه جعله له علامة والعَذْق إِبداء الرجل إِذا أَتى أَهله ويقال في بني فلان عِذْقٌ كَهْلٌ أَي عِزّ قد بلغ غايته وأَصله الكِباسة إِذا أَينعت ضربت مثلاً للعِزّ القديم قال ابن مقبل وفي غَطَفانَ عِذْقُ عِزّ مُمَنَّعُ على رَغْم أَقوامِ منَ الناس يانِعُ فقوله عِذْقٌ يانعٌ كقولك عِزّ كَهْل وعِذْق كَهْل والعِذْقُ موضع وخَبْراء العِذَقِ معروفة بناحية الصَّمِّان قال الأَزهري ومما اعتقب فيه القاف والباء انْزَرَبَ في بيته وانْزَرق وابْتَشَرْت الشيء واقْتَشَرتْه ويقال للذي يقوم بأُمور النخل وتَأْبِيره وتسوية عُذُوقه وتذليلها للقِطاف عاذِقٌ قال كعب بن زهير يصف ناقته تَنْجو ويَقْطُر ذِفْراها على عُنُقٍ كالجِذْعِ شَذَّب عنه عاذِقٌ سَعَفَا وفي الصحاح عَذَّقَ عنه عاذِقٌ سعفا وعَذَقْت النخلة قطعت سعَفَها وعَذَّقت شدد للكثرة قال ابن الأَعرابي اعْتَذَقَ الرجلُ واعْتَذَب إِذا أَسبْل لعمامته عَذَبَتَيْن من خلف وقال ابن الفرج سمعت عَرَّاماً يقول كذبت عَذَّاقَتُه وعَذَّابَتُه وهي استه وامرأَة عَقْذَانةٌ
( * قوله « وامرأة عقذانة إلخ » تقدم في مادة عقذ وشتقذ نقل هذه العبارة بعينها وفيها عدوانة بدل عذقانة وهو تحريف والصواب ما هنا ) وشَقْذانةٌ وعَذْقانة أَي بَذِيَّة سليطة وكذلك امرأَة سَلَطَانَةٌ وسَلَتانة وفي نوادر الأَعراب فلان عَذِقٌ بالقلوب ولَبِقٌ وطِيب عَذِقٌ أَي ذكي الريح

( عذلق ) الأَزهري عن ابن الأَعرابي يقال للغلام الحاد الرأْس الخفيف الروح عُسّْلوج وعُذْلوق وغَيْدان وغَيْذان وشَمَيْذَر

( عرق ) العَرَق ما جرى من أُصول الشعر من ماء الجلد اسم للجنس لا يجمع هو في الحيوان أَصل وفيما سواه مستعار عَرِق عَرَقاً ورجل عُرَقٌ كثير العَرَق فأَما فُعَلَةٌ فبناء مطرد في كل فعل ثلاثي كهُزَأَة وربما غُلِّظ بمثل هذا ولم يُشْعَر بمكان اطراده فذكر كما يذكر ما يطرد فقد قال بعضهم رجل عُرَقٌ وعُرَقةٌ كثير العرق فسوّى بين عُرَقٍ وعُرَقةٍ وعُرَقٌ غير مطرد وعُرَقةٌ مطرد كما ذكرنا وأَعْرَقْتُ الفرس وعَرَّقْتُه أَجريته ليعرق وعَرِقَ الحائطُ عَرَقاً نَدِيَ وكذلك الأَرض الثَّرِيّة إِذا نَتَح فيها الندى حتى يلتقي هو والثرى وعَرَقُ الزجاجةِ ما نَتح به من الشراب وغيره مما فيها ولَبَنٌ عَرِقٌ بكسر الراء فاسدُ الطعم وهو الذي يُحْقَن في السقاء ويعلَّق على البعير ليس بينه وبين جنب البعير وقاء فيَعْرَقُ البعيرُ ويفسد طعمه عن عَرَقِه فتتغير رائحته وقيل هو الخبيث الحمضُ وقد عَرِق عَرَقاً والعرَقُ الثواب وعَرَق الخِلال ما يرشح لك الرجل به أَي يعطيك للمودة قال الحرث بن زهير العبسي يصف سيفاً سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي وما أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ أَي لم يَعْرَق لي بهذا السيف عن مودة إِنما أَخذته منه غضباً وقيل هو القليل من الثواب شبّه بالعرقِ قال شمر العرَقُ النفع والثواب تقول العرب اتخذت عنده يداً بيضاء وأُخرى خضراء فما نِلْتُ منه عَرَقاً أَي ثواباً وأَنشد بيت الحرث بن زهير وقال معناه لم أُعْطَه للمُخالَّة والمودة كما يُعْطي الخليلُ خليلَه ولكني أَخذته قَسْراً والنون اسم سيف مالك بن زهير وكان حَمَلُ بن بدر أَخذه من مالك يوم قتَلَه وأَخذه الحرث من حمل بن بدر يوم قتله وظاهر بيت الحرث يقضي بأَنه أَخذ من مالك
( * قوله « من مالك إلخ » كذا بالأصل ولعله من حمل ) سيفاً غير النون بدلالة قوله سأَجعله مكان النون أَي سأَجعل هذا السيف الذي استفدته مكان النون والصحيح في إِنشاده ويُخْبِرُهم مكان النون مِّنِي لأَن قبله سيُخْبِرُ قومَه حَنَشُ بن عمرو إِذا لاقاهُمُ وابْنا بِلال والعَرقُ في البيت بمعنى الجزاء ومَعارِقُ الرمل أَلعْاطُه وآباطُه على التشبيه بمَعارِق الحيوان والعرَق اللَبنُ سمي بذلك لأَنه عَرَقٌ يتحلَّب في العروق حتى ينتهي إِلى الضرع قال الشماخ تغدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقاً منْ ناصعِ اللونِ حُلْوِ الطعم مجهودِ والرواية المعروفة غُرَقاً جمع غُرْقة وهي القليل من اللبن والشراب وقيل هو القليل من اللبن خاصة ورواه بعضهم تُصْبح وقد ضمنت وذلك أَن قبله إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه من الأَسالِق عارِي الشَّوْكِ مَجْرودِ تصبح وقد ضمنت ضَرَّاتها عَرَقاً فهذا شرط وجزاء ورواه بعضهم تُضْحِ وقد ضمنت على احتمال الطيّ وعَرِقَ السقاءُ عَرَقاً نتح منه اللبن ويقال إِنَّ بغنمك لعِرْقاً من لبن قليلاً كان أَو كثيراً ويقال عَرَقاً من لبن وهو الصواب وما أَكثر عَرَق إِبلك وغنمك أَي لبَنها ونتاجها وفي حديث عمر أَلا لا تُغالوا صُدُقَ النساء فإِن الرجال تُغالي بصداقها حتى تقول جَشِمْت إِليك عَرَق القربة قال الكسائي عَرَقُ القِرْبة أَن يقول نَصِبْت لك وتكلفت وتعبت حتى عَرِقْت كعَرَقِ القِرْبة وعَرَقُها سَيَلانُ مائها وقال أَبو عبيدة تكلفت إِليك ما لا يبلغه أَحد حتى تجشَّمْت ما لا يكون لأَن القربة لا تَعْرَق وهذا مثل قولهم حتى يَشيبَ الغُرابُ ويَبيضَ الفأْر وقيل أَراد بعَرقِ القربة عَرَقَ حامِلها من ثِقَلها وقيل أَراد إِني قصدتك وسافرت إِليك واحتجت إِلى عَرَق القربة وهو ماؤها قال الأَصمعي عَرق القربة معناه الشدة ولا أَدري ما أَصله وأَنشد لابن أَحمر الباهلي لَيْستْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها عَرق السِّقاء على القَعود اللاَّغِبَ قال أَراد أَنه يسمع الكلمة تَغِيظه وليست بمشتمة فيُؤاخِذ بها صاحَبها وقد أُبْلَغتْ إِليه كعَرَق السقاء على القَعُود اللاغب وأَراد بالسقاء القربة وقيل لَقِيت منه عَرَقَ القربة أَي شدَّة ومشقة ومعناه أَن القربة إِذا عَرِقت وهي مدهونة خبُث ريحها وأَنشد بيت ابن أَحمر ليست بمشتمة وقال أَراد عَرَقَ القربة فلم يستقم له الشعر كما قال رؤبة كالكَرْم إِذْ نادَى منَ الكافورِ وإِنما يقال صاحَ الكرمُ إِذا نوَّر فكَرِه احتمال الطيّ لأَن قوله صاح من ال مفتعلن فقال نادى فأَتمَّ الجزء على موضوعه في بحره لأَن نادى من ال مستفعلن وقيل معناه جَشِمْت إِليك النصَبَ والتعب والغُرْمَ والمؤونة حتى جَشِمْت إِليك عَرَقَ القربة أَي عِراقها الذي يُخْرَزُ حولها ومن قال عَلَقَ القربة أَراد السيور التي تعلَّق بها وقال ابن الأََعرابي كَلِفْت إِليك عَرَقَ القربة وعَلَق القربة فأَما عَرَقُها فعَرَقُك بها عن جَهْد حَمْلِها وذلك لأَن أَشدّ الأَعمال عندهم السَّقْيُ وأَما علقها فما شُدَّت به ثم عُلِّقت وقال ابن الأَعرابي عَرَقُ القربة وعَلَقُها واحد وهو مِعْلاق تحمل به القربة وأَبدلوا الراء من اللام كما قالوا لعَمْري ورَعَمْلي قال الجوهري لَقيت من فلان عَرَق القربة العَرَقُ إِنما هو للرجل لا للقربة وأَصله أَن القِرَبَ إِنما تْحمِلها الإِماءُ الزوافر ومَنْ لا مُعِين له وربما افتقر الرجل الكريم واحتاج إِلى حملها بنفسه فيَعْرَقُ لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس فيقال تجشَّمْت لك عَرَقَ القربة وعَرَقُ التمر دِبْسه وناقة دائمة العَرَقِ أَي الدِّرَّة وقيل دائمة اللبن وفي غنمه عَرَقٌ أَي نِتاج كثير عن ابن الأَعرابي وعِرْق كل شيء أَصله والجمع أَعْراق وعُروق ورجل مُعْرِقٌ في الحسب والكرم ومنه قول قُتَيْلة بنت النضر بن الحرث
أَمُحَمَّدٌ ولأَنْت ضَنْءُ نَجيبةٍ ... في قَوْمها والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِق
أَي عريق النسب أَصيل ويستعمل في اللؤم أَيضاً والعرب تقول إِنَّ فلاناً لَمُعْرَق له في الكرم وفي اللؤم أَيضاً وفي حديث عمر بن عبد العزيز إِنَّ امْرَأً ليس بينه وبين آدم أَبٌ حيٌّ لَمُعْرَق له في الموت أَي إِن له فيه عِرْقاً وإِنه أَصيل في الموت وقد عَرَّقَ فيه أَعمامُه وأَخواله وأَعْرقوا وأَعْرق فيه إِعْراق العبيد والإماء إِذا خالطه ذلك وتخلَّق بأَخلاقهم وعَرِّق فيه اللئامُ وأَعْرَقوا ويجوز في الشعر إِنه لَمعْروقٌ له في الكرم على توهم حذف الزائد وتَداركه أعْراقُ خير وأَعْراق شر قال جَرى طَلَقاً حتى إِذا قيل سابقٌ تَدارَكَه أَعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا قال الجوهري أَعْرَق الرجل أَي صار عَريقاً وهو الذي له عُروق في الكرم يقال ذلك في الكرم واللؤم جميعاً ورجل عَريق كريم وكذلك الفرس وغيره وقد أَعْرَقَ يقال أََعْرَق الفرس كِذا صار عَريقاً كريماً والعَريق من الخيل الذي له عِرْقٌ في الكرم ابن الأَعرابي العُرُقُ أَهل الشرف واحدُهم عَريق وعَرُوق والعُرُقُ أَهل السلامة في الدين وغلام عَريقٌ نحيف الجسم خفيف الروح وعُرُوقُ كلِّ شيء أَطْبَاب تَشَعَّبُ منه واحدها عِرْق وفي الحديث إِن ماءَ الرجل يجري من المرأَة إِذا واقعها في كل عِرْقٍ وعَصَبٍ العِرْق من الحيوان الأَجْوَف الذي يكون فيه الدم والعَصَبُ غير الأَجْوَف والعُرُوقُ عُروقُ الشجر الواحد عِرْق وأَعْرَقَ الشجرُ وعَرَّقَ وتَعَرَّقَ امتدَّتْ عُروقه في الأَرض وفي المحكم امتدَّت عُروقه بغير تقييد والعَرْقاة والعِرْقاة الأَصل الذي يذهب في الأَرض سُفْلاً وتَشَعَّبُ منه العُروقُ وقال بعضهم أَعْرِقَةٌ وعِرْقَات فجمع بالتاء وعِرْقاةُ كل شيء وعَرْقاته أَصله وما يقوم عليه ويقال في الدعاء عليه استأْصل الله عَرْقاتَهُ ينصبون التاء لأَنهم يجعلونها واحدة مؤنثة قال الأَزهري والعرب تقول استأْصل الله عِرْقاتِهم وعِرْقاتَهُمْ أَي شأْفَتهم فعِرْقاتِهم بالكسر جمع عِرْق كأَنه عِرْقٌ وعِرْقات كعِرْسَ وعِرْسات لأَن عِرْساً أُنثى فيكون هذا من المذكر الذي جمع بالأَلف والتاء كسِجِلّ وسِجِلاَّتٍ وحَمّام وحَمّاماتٍ ومن قال عِرْقاتَهم أَجْراه مجرى سِعْلاة وقد يكون عِرْقاتَهُم جمع عِرْق وعِرْقة كما قال بعضهم رأَيت بناتَك شبهوها بهاء التأْنيث التي في قَناتِهِم وفَتاتِهم لأَنها للتأْنيث كما أَن هذه له والذي سمع من العرب الفصحاء عِرْقاتِهِم بالكسر قال الليث العِرْقاةُ من الشجر أُرُومُهُ الأَوسط ومنه تَتَشَعَّب العُروق وهو على تقدير فِعْلاةٍ قال الأَزهري ومن كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع عِرْقَةٍ فقد أَخطأَ قال ابن جني سأَل أَبو عمرو أَبا خَيْرَةَ عن قولهم استأْصل الله عِرْقاتِهم فنصب أَبو خيرة التاء من عِرْقاتِهم فقال له أَبو عمرو هَيْهات أَبا خيرة لانَ جِلْدُك وذلك أَن أَبا عمرو استضعف النصب بعدما كان سَمِعَها منه بالجر قال ثم رواها أَبو عمرو فيما بعد بالجر والنصب فإِما أَن يكون سمع النصب من غير أَبي خيرة ممن تُرْضى عربيته وإِما أَن يكون قوي في نفسه ما سمعه من أَبي خيرة بالنصب ويجوز أَيضاً أَن يكون أَقام الضعف في نفسه فحكى النصبَ على اعتقاده ضعفه قال وذلك لأَن الأعرابي يَنْطِقُ بالكلمة يعتقد أَن غيرها أَقوى في نفسه أَلا ترى أَن أَبا العباس حكى عن عُمَارة أَنه كان يقرأُ ولا الليلُ سابقٌ النهارَ ؟ فقال له ما أَرَدْتَ ؟ فقال أَردتُ سابقُ النهارِ فقال له فهلا قُلْتَه ؟ فقال لو قُلْتُه لكان أَوْزَنَ أَي أَقوى والعِرْقُ نبات أَصفر يصبغ به والجمع عُروقٌ عن كراع قال الأَزهري والعُروقُ عُروقُ نباتٍ تكون صُفْراً يصبغ بها ومنها عُروق حمر يصبغ بها وفي حديث عطاء أَنه كره العُروقَ للمُحْرم العُروقُ نبات أَصفر طيب الريح والطعم يعمل في الطعام وقيل هو جمع واحده عِرْقٌ وعُروقُ الأَرضِ شحمها وعُروقَها أَيضاً مَناتِح ثَراها وفي حديث عِكْرَاش ابن ذُؤَيْبٍ أَنه قَدِمَ على النبي صلى الله عليه وسلم بإِبلٍ من صدقات قومه كأَنه عُروقُ الأرْطى الأَرطى شجر معروف واحدته أَرْطاةٌ قال الأَزهري عُروقُ الأَرطى طِوال حمر ذاهبة في ثَرَى الرمال الممطورة في الشتاء تراها إِذا انْتُثِرَتْ واستُخْرِجَت من الثّعرَى حُمْراً ريَّانةً مكتَنِزةً تَرِقَّ يَقطُر منها الماءُ فشبَّهَ الإِبل في حُمْرةِ أَلوانها وسِمَنها وحسنها واكتناز لحومها وشحومها بعُرُوقِ الأَرْطى وعُرُوق الأَرْطى يقطر منها الماء لانْسِرابها في رِيِّ الثَّرَى الذي انْسابَتْ فيه والظباءُ وبقرُ الوحش تجيءُ إِليها في حَمْراءِ القَيْظِ فتستثيرها من مَسَاربها وتَتَرَشَّفُ ماءها فتَجْزأُ به عن وِرْدِ الماءِ قال ذو الرمة يصف ثوراً يحفر أَصل أَرْطاةٍ لِيَكْنِسَ فيه من الحرِّ تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ حتى كأَنَّما يُثِير الكُبابَ الجَعْد عن مَتْنَ محْمَلِ وقول امرئ القيس إِلى عِرْقِ الثَّرَى وشَجَتْ عَرُوقي قيل يعني بِعرْقِ الثَّرَى إِسمعيلَ بن إِبراهيم عليهما السلام ويقال فيه عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلوحةٍ أَي شيء يسير والعِرْقُ الأَرض المِلْح التي لا تنبت وقال أَبو حنيفة العِرْقُ سَبَخَةٌ تنبت الشجر واسْتَعْرَقَتْ إِبِلكُم أَتت ذلك المكان قال أَبو زيد اسْتَعَرقت الإِبل إِذا رعت قُرْب البحر وكل ما اتصل بالبحر من مَرْعىً فهو عِراقٌ وإِبل عِراقيَّة منسوبة إِلى العِرْقِ على غير قياس والعِراقُ بقايا الحَمْض وإِبل عِراقيَّةٌ ترعى بقايا الحمض وفيه عِرْقٌ من ماءٍ أَي قليل والمُعْرَقُ من الخمر الذي يمزج ليلاً مثلَ العِرْقِ كأَنه جُعل فيه عِرْقٌ من الماء قال البُرْجُ بن مُسْهِرٍ ونَدْمانٍ يَزيدُ الكَأْسَ طِيباً سَقَيْتُ إِذا تَغَوَّرَتِ النجومُ رفَعْتُ برأْسِه وكشفتُ عنه بمُعْرَقة ملامةَ من يَلومُ ابن الأَعرابي أَعْرَقْتُ الكأْسَ وعَرَّقْتُها إِذا أَقللت ماءها وأَنشد للقطامي ومُصَرَّعينَ من الكَلالِ كأَنَّما شَرِبوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَق وعَرَّقْتُ في السِّقاء والدلو وأَعْرَقْتُ جعلت فيهما ماء قليلاً قال لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقْ فيها أَلا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيها ؟ حَبَار اسم ناقته وقيل الحَبَار هنا الأَثَر وقيل الحَبَار هيئة الرجل في الحسن والقبح عن اللحياني والعُرَاقَةُ النَّطْفة من الماء والجمع عُرَاق وهي العَرْقَاة وعمل رجل عملاً فقال له بعض أَصحابه عرَّقْت فَبرَّقْتَ فمعنى بَرَّقْت لوَّحْت بشيء لا مصْداق له ومعنى عَرَّقْت قلَّلت وهو مما تقدم وقيل عَرَّقْت الكأْسَ مزجتها فلم يعيَّنِ بقلَّة ماء ولا كثرة وقال اللحياني أَعْرَقْتُ الكأْسَ ملأْتها قال وقال أَبو صفوان الإِعْراقُ والتَّعْرِيقُ دون المَلْءِ وبه فسَّر قوله لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّق فيها وفي النوادر تركت الحق مُعْرقاً وصادِحاً وسانِحاً أَي لائِحاً بيِّناً وإِنه لخبيث العَرْق أَي الجسد وكذلك السِّقاء وفي حديث إِحيْاء المَواتِ مَن أَحْياء أَرضاً ميتة فهي له وليس لِعِرْق ظالم حقٌّ العِرْقُ الظالم هو أَن يجيء الرجل إِِلى أَرض قد أَحياها رجل قبله فيغرس فيها غرساً غصباً أَو يزرع أَو يُحْدِثَ فيها شيئاً ليستوجب به الأَرضَ قال ابن الأَثير والرواية لعِرْقٍ بالتنوين وهو على حذف المضاف أَي لذي عِرْقٍ ظالم فجعَلَ العِرْقَ نفسه ظالماً والحَقَّ لصاحبه أَو يكون الظالم من صفة صاحب العرق وإِن روي عِرْق بالإِضافة فيكون الظالمُ صاحبَ العِرْق والحقُّ للعِرْقِ وهو أَحد عُروق الشجرة قال أَبو علي هذه عبارة اللغويين وإِنما العِرْقُ المَغْروسُ أَو المَوْضع المَغْروس فيه وما هو عندي بَعرْقِ مَضِنَّة أَي ما لَه قَدْر والمعروف عِلْقُ مَضِنَّةٍ وأَرى عِرْقَ مَضِنَّةٍ إِنما يستعمل في الجحد وحده ابن الأَعرابي يقال عِرْقُ مَضِنَّةٍ وعِلْقُ مَضِنَّةٍ بمعنى واحد سمي عِلْقاً لأَنه عَلِقَ به لحبِّه إِياه يقال ذلك لكل ما أَحبه والعُرَاقُ المطر الغزير والعُراقُ العظيم بغير لحم فإِن كان عليه لحم فهو عَرْق قال أَبو القاسم الزجاجي وهذا هو الصحيح وكذلك قال أَبو زيد في العُرَاقِ واحتج بقول الراجز حَمْراءُ تَبْرِي اللحمَ عن عُرَاقِها أَي تبري اللحم عن العظم وقيل العَرْقُ الذي قد أُخِذَ أَكثر لحمه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أُم سَلَمة وتناول عَرْقاً ثم صلى ولم يتوضأْ وروي عن أُم إِسحق الغنويّة أَنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت حَفْصة وبين يديه ثَرِيدةٌ قالت فناولني عَرْقاً العَرْقُ بالسكون العظم إِذا أُخذ عنه معظم اللحم وهَبْرُهُ وبقي عليها لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ وتؤْخذ إِهالَتُها من طُفاحتها ويؤكل ما على العظام من لحم دقيق وتُتَمَشَّش العظامُ ولحمُها من أَطيب اللُّحْمانِ عندهم وجمعه عُرَاقٌ قال ابن الأَثير وهو جمع نادر يقال عَرَقْتُ العظمَ وتَعَرَّقْتُه إِذا أَخذتَ اللحم عنه بأَسنانك نَهْشاً وعظم مَعْروقٌ إذا أُلقي عنه لحمه وأَنشد أَبو عبيد لبعض الشعراء يخاطب امرأَته ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَليهِ ولا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ قال الجوهري والعَرْقُ مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أَعْرُقُه بالضم عَرْقاً ومَعْرقاً وقال أَكُفُّ لساني عن صَديقي فإِن أُجَأْ إِليه فإِنِّي عارقٌ كلَّ مَعْرَقِ والعَرْق الفِدْرة من اللحم وجمعها عُرَاقٌ وهو من الجمع العزيز قال ابن السكيت ولم يجئ شيء من الجمع على فُعالٍ إِلا أَحرف منها تُؤَامٌ جمع تَوْأَمٍ وشاة رُبَّى وغنم رُبابٌ وظِئْرٌ وظُؤَارٌ وعَرْقٌ وعُرَاقٌ ورِخْلٌ ورُخالٌ وفَريرٌ وفُرارٌ قال ولا نظير لها قال ابن بري وقد ذكر ستة أَحرف أُخَر وهي رُذَال جمع رَذْل ونُذَال جمع نَذْلٍ وبُسَاط جمع بُسْط للناقة تُخَلَّى مع ولدها لا تمنع منه وثُنَاء جمع ثِنْيٍ للشاة تلد في السنة مرتين وظُهار جمع ظَهْرٍ للريش على السهم وبُرَاءٌ جمع بَرِيءٍ فصارت الجملة اثني عشر حرفاً والعُرامُ مثل العُراقِ قال والعِظام إِذا لم يكن عليها شيء من اللحم تسمى عُرَاقاً وإِذا جردت من اللحم
( * قوله « جردت من اللحم » يعني من معظمه ) تسمى عُراقاً وفي الحديث لو وجد أَحدُهم عَرْقاً سميناً أَو مَرْمَاتَيْنِ وفي حديث الأَطعمة فصارت عَرْقَهُ يعني أَن أَضلاع السِّلْق قامت في الطبيخ مقام قِطَعِ اللحم هكذا جاءَ في رواية وفي أُخرى بالغين المعجمة والفاء يريد المَرَق من الغَرْفِ أَبو زيد وقول الناس ثَريدةٌ كثيرة العُرَاقِ خطأٌ لأَن العُراقَ العظام ولكن يقال ثريدة كثيرة الوَذَرِ وأَنشد ولا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العظام قال ومَعْروق العظام مثل العُراق وحكى ابن الأَعرابي في جمعه عِراقٌ بالكسر وهو أَقيس وأَنشد يَبِيت ضَيْفي في عِراقٍ مُلْسِ وفي شَمولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ أَي مُلْسٍ من الشحم والنَّحْسُ الريح التي فيها غَبَرةٌ وعَرَقَ العظمَ يَعْرُقُه عَرْقاً وتَعَرَّقَه واعْتَرَقَه أَكل ما عليه والمِعْرَقُ حديدة يُبْرَى بها العُرَاق من العظام يقال عَرَقْتُ ما عليه من اللحم بِمعْرَقٍ أَي بشَفْرة واستعار بعضهم التَّعَرُّقَ في غير الجواهر أَنشد ابن الأَعرابي في صفة إِبل وركب يَتَعرَّقون خِلالَهُنَّ ويَنْثَني منها ومنهم مُقْطَعٌ وجَرِيحُ أَي يستديمون حتى لا تبقى قوة ولا صبر فذلك خِلالهن وينثني أَي يسقط منها ومنهم أَي من هذه الإِبل وأَعْرَقَه عَرْقاً أَعطاه إِياه ورجل مَعْروقٌ وفي الصحاح مَعْروقُ العظام ومُعْتَرَقٌ ومُعَرِّقٌ قليل اللحم وكذلك الخد وفرس مَعْروقٌ ومُعْتَرقٌ إِذا لم يكن على قصبه لحم ويستحب من الفرس أَن يكون مَعْروقَالخدّين قال قد أَشْهَدُ الغارةً الشَّعْواءَ تَحْمِلُني جَرْداءُ مَعْروقةُ اللَّحْيَينِ سُرْحوبُ ويروى مَعْروقةُ الجنبين وإِذا عَرِيَ لَحْياها من اللحم فهو من علامات عِتْقها وفرس مُعَرَّق إِذا كان مُضَمَّراً يقال عَرِّقْ فرسك تَعْريقاً أَي أَجْرِهِ حتى يَعْرَقَ ويَضْمُر ويذهب رَهَلُ لحمه والعَوارِقُ الأَضراس صفة غالبة والعَوارِقُ السنون لأَنها تَعْرُق الإِنسان وقد عرَقَتْه تَعْرُقه وتَعَرَّقَته وأَنشد سيبويه إِذا بََعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا كَفَى الأَيْتامَ فَقْدُ أَبي ا ليَتيمِ أَنث لأَن بعض السنين سنون كما قالوا ذهبت بعض أَصابعه ومثله كثير وعَرَقَتْه الخُطوب تَعْرُقه أَخذت منه قال أَجارَتَنا كلُّ امرئٍ سَتُصِيبُه حَوادثُ إِلاَّ تَبْتُرِ العظمَ تَعْرُقِ وقوله أَنشده ثعلب أَيام أَعْرَقَ بي عامُ المَعاصيمِ فسره فقال معناه ذهب بلحمي وقوله عام المعاصيم قال معناه بلغ الوسخ إِلى مَعاصِمي وهذا من الجَدْب قال ابن سيده ولا أَدري ما هذا التفسير وزاد الياء في المَعاصِمِ ضرورةً والعَرَقُ كل مضفورٍ مُصْطفّ واحدته عَرَقَةٌ قال أَبو كبير نَغْدُو فنَتْرك في المَزاحِف من ثَوى ونُقِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْتَلِ يعني نأْسِرهم فنشدهم في العَرَقاتِ وفي حديث المظاهر أَنه أُتِيَ بعَرَقٍ من تمر قال ابن الأَثير هو زَبِيلٌ منسوج من نسائج الخُوص وكل شيء مضفورٍ فهو عَرَقٌ وعَرَقَة بفتح الراء فيهما قال الأَزهري رواه أَبو عبيد عَرَق وأَصحاب الحديث يخففونه والعَرَقُ السَّفِيفةُ المنسوجة من الخوص قبل أَن تجعل زَبِيلاً والعَرَقُ والعَرَقةُ الزَّبيل مشتق من ذلك وكذلك كل شيء يَصْطَفّ والعَرَقُ الطير إِذا صَفَّتْ في السماء وهي عَرَقة أَيضاً والعَرَقُ السطر من الخيلِ والطيرِ الواحد منها عَرَقة وهو الصف قال طفيل الغنوي يصف الخيل كأَنَّهُنَّ وقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ سِيدٌ تَمَطَّر جُنْحَ الليل مَبْلولُ قال ابن بري العَرَقُ جمع عَرَقَةٍ وهي السطر من الخيل وصَدَّرَ الفرسُ فهو مُصَدِّر إِذا سبق الخيل بصَدْره قال دكين مُصَدِّر لا وَسَط ولا تالْ وصَدِّرْنَ أَخرجن صُدُورهن من الصف ورواه ابن الأَعرابي صُدِّرْنَ من عَرَقٍ أَي صَدَرْن بعدما عَرِقْنَ يذهب إِلى العَرَق الذي يخرج منهن إِذا أُجرين يقال فرس مُصَدَّر إِذا كان يعرق صَدْرُه ورفعتُ من الحائط عَرَقاً أَو عَرَقَيْنِ أَي صفّاً أَو صفَّين والجمع أَعْراقٌ والعَرَقةُ طُرَّةٌ تنسج وتخاط في طرف الشُّقَّة وقيل هي طرة تنسج على جوانب الفُسْطاط والعَرَقةُ خشيبة تُعَرَّضُ على الحائط بين اللَّبِنِ قال الجوهري وكذلك الخشبة التي توضع مُعْتَرِضة بين سافَي الحائط وفي حديث أَبي الرداء أَنه رأَى في المسجد عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا قال الحربي أَظنها خشبة فيها صورة والعَرَقةُ آثار اتباع الإِبل بعضها بعضاً والجمع عَرَقٌ قال وقد نَسَجْنَ بالفَلاة عَرَقا والعَرَقةُ النِّسْعةُ والعَرَقاتُ النُّسوع قال الأَصمعي العِراقُ الطِّبابَةُ وهي الجلدة التي تغطى بها عُيون الخُرَزِ وعِراقُ المزادة الخَرْز المَثْنِيّ في أَسفلها وقيل هو الذي يجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفل القربة فإِذا سوي ثم خُرِزَ عليه غير مَثْنِيّ فهو طِباب قال أَبو زيد إِذا كان الجلد أَسفل الإداوَةِ مَثْنيّاً ثم خرز عليه فهو عِراقٌ والجمع عُرُق وقبل عِراقُ القربة الخَرْز الذي في وسطها قال يَرْبوعُ ذا القَنازِع الدِّقاقِ والوَدْع والأَحْوِية الأَخْلاقِ بِي بِيَ أَرْياقكَ من أَرياقِ وحيث خُصيْاكَ إِلى المَآقِ وعارِض كجانب العِراقِ هذا أَعرابي ذكره يونس أَنه رآه يرقص ابنه وسمعه ينشد هذه الأَبيات قوله وعارض كجانب العِراقِ العارض ما بين الثنايا والأَضراس ومنه قيل للمرأَة مصقولٌ عوارضُها وقوله كجانب العِراقِ شبَّه أَسنانه في حسن نِبْتتها واصطفافها على نَسَقٍ واحد بِعِراقِ المزادة لأَن خَرْزَهُ مُتَسَرِّد مُسْتَوٍ ومثله قول الشماخ وذكر أُتُناً ورَدْنَ وحَسَسْنَ بالصائد فنفَرْن على تتابع واستقامة فقال فلما رأَينَ الماءَ قد حالَ دونَه ذُعاقٌ على جَنْبِ الشَّرِيعةِ كارِزُ شَكَكْنَ بأَحْساءَ الذِّنابَ على هُدًى كما شَكَّ في ثِنْي العِنانِ الخَوارزُ وأَنشد أَبو علي في مثل هذا المعنى وشِعْب كَشَكِّ الثوبِ شكْسٍ طَريقُهُ مَدارجُ صُوحَيْهِ عِذاب مَخاصِرُ عنى فَماً حسن نِبْتَة الأَضراس متناسقَها كتناسق الخياطة في الثوب لأَن الخائط يضع إِبرة إِلى أُخرى شَكّعة في إِثْرِ شَكَّةٍ وقوله شَكْسٍ طريقُه عنى صغره وقيل لصعوبة مرامه ولما جعله شِعْباً لصغره جعل له صُوحَيْن وهما جانبا الوادي كما تقدم والدليل على أَنه عنى فَماً قوله بعد هذا تَعَسَّفْتُه باللَّيْل لم يَهْدِني له دليلٌ ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ جابرُ أَبو عمرو العِراقُ تقارب الخَرْز يضرب مثلاً للأَمر يقال لأَمره عِراق إِذا استوى وليس له عِراقٌ وعِراقُ السُّفْرة خَرْزُها المحيط بها وعَرَقْت المزادة والسفرة فهي مَعْروقة عملت لها عِراقاً وعِراقُ الظفر ما أَحاط به من اللحم وعِراقُ الأُذن كفافُها وعِراقُ الرَّكِيبِ حاشيته من أَدناه إِلى منتهاه والرَّكيبُ النهر الذي يدخل منه الماء الحائط وهو مذكور في موضعه والجمع من كل ذلك أَعْرِقَةٌ وعُرُق والعِراقُ شاطئ الماء وخص بعضهم به شاطئ البحر والجمع كالجمع والعِراقُ من بلاد فارس مذكر سمي بذلك لأَنه على شاطئ دِجْلَةَ وقيل سُمِّيَ عِراقاً لقربه من البحر وأَهل الحجاز يسمون ما كان قريباً من البحر عِراقاً وقيل سمي عِراقاً لأَنه اسْتَكَفّ أَرض العرب وقيل سمي به لتَواشُج عُروق الشجر والنخل به كأَنه أَراد عِرْقاً ثم جمع على عِراقٍ وقيل سَمَّى به العجمُ سَمَّتْه إِيرانْ شَهْر معناه كثيرة النخل والشجر فعربَ فقيل عِراق قال الأَزهري قال أَبو الهيثم زعم الأَصمعي أَن تسميتهم العِراقَ اسم عجمي معرب إِنما هو إِيرانْ شَهْر فأَعربته العرب فقالت عِراق وإِيران شَهْر موضع الملوك قال أَبو زبيد ما نِعِي بابَة العِراقِ من النا سِ بِجُرْدٍ تَغْدُو بمثل الأُسُود ويروى باحَة العِراقِ ومعنى بابة العِراقِ ناحيته والباحة الساحة ومنه أَباح دارهم الجوهري العِراقُ بلاد تذكر وتؤنث وهو فارسي معرب قال ابن بري وقد جاء العِراقُ اسماً لِفناء الدار وعليه قول الشاعر وهل بِلحاظ الدارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ ومن آيِهِا بِينُ العِراقِ تَلُوح ؟ واللِّحاظُ هنا فِناء الدار أَيضاً وقيل سمي بعِراقِ المَزادة وهي الجلدة التي تجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفلها لأَن العِراقَ بين الرَّيف والبَرّ وقيل العِراقُ شاطئ النهر أَو البحر على طوله وقيل لبلد العِراقِ عِراقٌ لأَنه على شاطئ دِجْلَة والفُراتِ عِداءً
( * قوله « عداء » أي تتابعاً يقال عاديته إذا تابعته كتبه محمد مرتضى كذا بهامش الأصل ) حتى يتصل بالبحر وقيل العِراقُ معرب وأَصله إِيرَاق فعربته العرب فقالوا عِرَاق والعِرَاقانِ الكوفة والبصرة وقوله أَزْمان سَلْمَى لا يَرَى مِثْلَها الرْ رَاؤونَ في شَامٍ ولا في عِرَاقْ إِنما نكَّره لأَنه جعل كل جزء منه عِراقاً وأَعْرَقْنا أَخذنا في العِرَاقِ وأَعْرَقَ القومُ أَتوا العِراقَ قال الممزَّق العبدي فإِن تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خلافاً عليكُمُ وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْب أُعْرِقِ وحكى ثعلب اعْتَرقوا في هذا المعنى وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْقُ السَّفا بَرَّحَتْ به عِرَاقِيَّةُ الأَقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ نُجْدٌ ههنا جمع نَجْدِيّ كفارسي وفُرْس فسره فقال هي منسوبة إِلى العِرَاقِ الذي هو شاطئ الماء وقيل هي التي تطلب الماء في القيظ والعِرَاقُ مياه بني سعد بن مالك وبني مازِن وقال الأَزهري في هذا المكان ويقال هذه إِبل عِرَاقيَّة ولم يفسر ويقال أَعْرَقَ الرجلُ فهو مُعْرِقٌ إِذا أَخذ في بلد العِرَاقِ قال أَبو سعيد المُعْرِقةُ طريق كانت قريشٌ تسلكه إِذا سارت إِلى الشام تأْخذ على ساحل البحر وفيه سلكت عِيرُ قريشٍ حين كانت وقعة بدر وفي حديث عمر قال لسلمان أَين تأْخذ إِذا صَدَرْتَ ؟ أَعَلَى المُعَرِّقةِ أَم على المدينة ؟ ذكره ابن الأَثير المُعَرِّقَة وقال هكذا روي مشدَّداً والصواب التخفيف وعِرَاقُ الدار فناء بابها والجمع أَعْرِقَة وعُرُق وجرى الفرس عَرَقاً أَو عَرَقَيْن أَي طَلَقاً أَو طَلَقْينِ والعَرَقُ الزبيب نادر والعَرَقةُ الدِّرَّةُ التي يضرب بها والعَرْقُوَةُ خشبة معروضة على الدلو والجمع عَرْقٍ وأَصله عَرْقُوٌ إِلا أَنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم إِنما تُخَصُّ بهذا الضرب الأَفْعال نحو سَرُوَ وبَهُوَ ودَهُوَ هذا مذهب سيبوبه وغيره من النحويين فإِذا أَدى قياس إِلى مثل هذا في الأَسماء رفض فعدلوا إِلى إِبدال الواو ياء فكأَنهم حولوا عَرْقُواً إِلى عَرْقِي ثم كرهوا الكسرة على الياء فأَسكنوها وبعدها النون ساكنة فالتقى ساكنان فحذفوا الياء وبقيت الكسرة دالة عليها وثبتت النون إشعاراً بالصرف فإِذا لم يَلْتَقِ ساكنان ردّوا الياء فقالوا رأَيت عَرْقِيَها كما يفعلون في هذا الضرب من التصريف أَنشد سيبويه حتى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُّلِيِّ والعَرْقاةُ العَرْقُوَةُ قال احْذَرْ على عَيْنَيْكَ والمَشَافِرِ عَرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ شبهها بالعقاب في ثقلها وقيل في سرعة هُوِيِّها والكاسر التي تكسر من جناحها للانْقِضاضِ وعَرْقَيْتُ الدلو عَرْقاةً جعلت لها عَرْقُِوَةً وشددتها عليها الأَصمعي يقال للخشبتين اللتين تعترضان على الدلو كالصليب العَرْقُوَتانِ وهي العَراقي وإِذا شددتهما على الدلو قلت قد عَرْقَيْتُ الدلو عَرْقاةً قال الجوهري عَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين ولا تقل عُرْقُوَة وإنما يُضَمّ فُعْلُوَةٌ إِذا كان ثانيه نوناً مثل عُنْصُوَة والجمع العَراقي قال عديّ بن زيد يصف فرساً فَحَمَلْنا فارساً في كَفِّهِ راعِبيٌّ في رُدَيْنيٍّ أَصَمُّ وأَمَرْناه بهِ من بَيْنِها بعدما انْصاعَ مُصِرّاًّ أَو كَصَمْ فهي كالدَّلْوِ بكفّ المُسْتَقِي خُذِلَتْ منها العَرَاقي فانْجَذَمْ أَراد بقوله منها الدلو وبقوله انْجَذم السَّجْلَ لأَن السَّجْلَ والدلوَ واحِد وإِن جَمَعْتَ بحذف الهاء قلت عَرْقٍ وأَصله عَرْقُوٌ إِلا أَنه فعل به ما فعل بثلاثة أَحْق في جمع حَقْوٍ وفي الحديث رأيت كأَن دَلْواً دُلِّيت من السماء فأَخذ أَبو بكر بعَراقِيها فشرب العَراقي جمع عَرْقُوة الدلو وذاتُ العَراقي الداهية سميت بذلك لأَن ذاتَ العَرَاقي هي الدلو والدلو من أَسماء الداهية يقال لقيت منه ذات العَرَاقي قال عوف بن الأَحوص لَقِيتُمْ من تَدَرُّئِكُمْ علينا وقَتْلِ سَرَاتِنا ذاتَ العَراقي والعَرْقُوَتانِ من الرَّحْل والقَتَب خشبتان تضمان ما بين الواسط والمُؤَخَّرةِ والعَرْقُوَةُ كل أَكَمة منقادة في الأَرض كأَنها جَثْوةُ قبر مستطيلة ابن شميل العَرْقُوَة أَكمة تنقاد ليست بطويلة من الأَرض في السماء وهي على ذلك تشرف على ما حولها وهو قريب من الأَرض أَو غير قريب وهي مختلفة مكانٌ منها ليّن ومكانٌ منها غليظ وإِنما هي جانب من أَرض مستوية مشرف على ما حوله والعَرَاقي ما اتصل من الإِكامِ وآضَ كأَنه جُرْف واحد طويل على وجه الأَرض وأَما الأَكمة فإِنها تكون مَلْمُومة وأَما العَرْقُوَةُ فتطول على وجه الأَرض وظهرها قليلة العرض لها سَنَد وقبلها نِجاف وبِرَاق ليس بسَهْل ولا غليظ جداًّ يُنْبِت فأَما ظهره فغليظ خَشِنٌ لا يُنْبتُ خَيراً والعَرْقُوَةُ والعَراقي من الجبال الغليظُ المنقاد في الأَرض يمنعك من عُلْوِهِ وليس يُرتَقى لصعوبته وليس بطويل وهي العِرْقُ أَيضاً قال الأَزهري وبه سمِّيت الداهية ذات العَراقي وقيل العِرْق جُبَيْل صغير منفرد قال الشماخ ما إِنْ يَزال لها شَأْوٌ يقَدِّمُها مُجَرَّبٌ مثل طُوطِ العِرْقِ مَجْدول وقيل العِرْقُ الجبل وجمعه عُرُوق والعَراقي عند أَهل اليمن التَّراقي وعَرَقَ في الأَرض يَعْرِقُ عَرْقاً وعرُوقاً ذهب فيها وفي الحديث قال ابن الأَكْوَعِ فخرج رجل على ناقة وَرْقاءَ وأَنا على رَحْلي فاعْتَرَقَها حتى أَخَذَ بِخطامها يقال عَرَقَ في الأَرض إِذا ذهب فيها وفي حديث وائل بن حجر أَنه قال لمعاوية وهو يمشي في ركابه تَعَرَّقْ في ظل ناقتي أَي امش في ظلها وانتفع به قليلاً قليلاً والعَرَقُ الواحد من أَعْرَاق الحائط ويقال عَرِّقْ عَرَقاً أَو عَرَقين أَبو عبيد عَرِقَ إِذا أَكل وعَرِقَ إِذا كسل وصارَعَهُ فتَعَرَّقَهُ وهو أَن تأْخذ رأْسه فتجعله تحت إِبطك تصرعه بعد وعِرْقٌ وذات عِرْق والعِرْقانِ والأَعْراق وعُرَيْقٌ كلها مواضع وفي الحديث أَنه وَقَّت لأهل العِراق ذات عِرْقٍ هو منزل معروف من منازل الحاجِّ يُحْرِمُ أَهل العِراق بالحج منه سمِّي به لأَن فيه عِرْقاً وهو الجبل الصغير وقيل العِرْقُ من الأَرض سَبَخَة تنبت الطَّرْفاءَ وعلِم النبي صلى الله عليه وسلم أَنهم يُسْلمون ويَحُجُّون فبيَّن ميقاتهم قال ابن السكيت ما دون الرمل إِلى الريف من العِراقِ يقال له عِراقٌ وما بين ذاتِ عِرْقٍ إِلى البحر غَوْرٌ وتِهامةُ وطَرَفُ تِهامةَ من قِبَل الحجاز مدارج العَرْج وأَولها من قِبَلِ نَجْدٍ مدارج ذات عِرْقٍ قال الجوهري ذات عِرْقٍ موضع بالبادية وفي حديث جابر خرجوا يَقُودون به حتى لما كان عند العِرْقِ من الجبلِ الذي دون الخَنْدق نَكَّبَ وفي حديث ابن عمر أَنه كان يصلي إِلى العِرْقِ الذي في طريق مكة ابن الأَعرابي عُرَيْقة بلاد باهِلَةَ بِيَذْبُل والقَعاقِع وعارِقٌ اسم شاعر من طيِّءٍ سمي بذلك لقوله لَئِنْ لم تُغَيِّرْ بعض ما قد صَنَعْتُمُ لأَنْتَحِيَنْ للعظمِ ذُو أَنا عارِقُهْ قال ابن بري هو لقَيْس بن جِرْوَةَ وابن عِرْقانَ رجل من العرب

( عزق ) العَزْقُ علاج في عَسَرٍ ورجل عَزِقٌ ومُتَعَزِّقٌ وعَزْوَقٌ فيه شدة وبخل وعسر في خلقه من ذلك والعُزُقُ السِّيِّئُو الأَخلاقِ واحدهم عَزِقٌ ويقال هو عَزِقٌ نَزِقٌ زَعِقٌ زَنِقٌ وعَزَقَ الأَرضَ يَعْزِقُها عَزْقاً شقّها وكَرَبَها ولا يقال ذلك في غير الأَرض والمِعْزَقةُ والمِعْزَقُ المَرُّ من حديدٍ ونحوه مما يحفر به وجمعه المَعازِقُ قال ذو الرمة نُثِيرُ بها نَفْعَ الكُلابِ وأَنْتُمُ تُثِيرون قِيعانَ القُرى بالمَعازِقِ وأَرض مَعْزوقة إِذا شققتها بفأْسٍ أَو غيره ويقال لتلك الأَداة التي تشق بها الأَرض مِعْزَقةٌ ومِعْزَقٌ وهي كالقَدُوم وأَكبر منها قال ابن بري المِعْزقة ما تُعْزَقُ به الأَرضُ فأْساً كانت أَو مِسْحاةً أَو شِكَّة قال وهي البيلة المُعَقَّفة وقال بعضهم هي الفؤوس واحدتها مِعْزَقة قال وهي فأْس لرأْسها طرفان وأَعْزَقَ إِذا عمل بالمِعْزَقَةِ وهي المَرُّ الذي يكون مع الحفارين وأَنشد المفضل يا كَفُّ ذوقي نَزَوانَ المِعْزَقَه وفي حديث سعيد سأَله رجل فقال تكارَيْتُ من فلان أَرضاً فَعَزَقْتُها أَي أَخرجت الماء منها قال ابن الأَثير وفي الحديث لا تَعْزِقُوا أَي لا تقطعوا وعَسِقَ به وعَزِقَ به إِذا لصق به والعَزْوَقُ والعَزُوقُ كله حمل الفُسْتق في السنة دون لُبٍّ لا ينعقد لُبُّه وهو دباغ وعَزْوَقَتُه تَقَبُّضه وأَنشد ما تَصْنَعُ العَنْزُ بذي عَزْوَقٍ يُثِيبهُ العَزْوَقُ في جلدها وذلك لأَنه يدبغ جلدها بالعَزْوَقِ ابن الأَعرابي العَزْوَقُ الفستق وقيل الَعزُوَقُ حَمْل شجر بَشِعُ الطعم وعَزَّقْتُ القوم تَعْزيقاً إِذا هزمتهم وقتلتهم والعَزِيقُ مطمئِنُّ من الأَرض يمانية

( عسق ) عَسِقَ به يَعْسَقُ عَسَقاً لزق به ولزمه وأُولِعَ به وكذلك تَعَسَّق قال رؤبة ولا ترى الدهر عَنِيفاً أَرْفَقا مِنْهُ بها في غيره وأَلْبَقا إِلْفاً وحُباًّ طالما تَعَسَّقا وعَسِقَ به وعَسِكَ به بمعنى واحد والعرب تقول عَسِقَ بي جُعَل فلانٍ إِذا أَلحَّ عليه في شيء يطالبه وعَسِقَت الناقةُ بالفحل أَرَبَّتْ وكذلك الحمار بالأَتان قال رؤبة فَعَفَّ عن أَسْرارِها بعد العَسَقْ ولم يُضِعْها بين فِرْكٍ وعَشَقْ وفي خُلُقه عَسَقٌ أَي التواء وضيق والعَسَقُ العرجون الرديء أَسَدِيَّةٌ وفي التهذيب العُسُقُ عراجين النخل واحدها عَسَقٌ والعَسَقُ الظلمة كالغَسَقِ عن ثعلب وأَنشد إِنَّا لنَسْمو للعَدُوِّ حَنَقا بالخيل أَكْداساً تُثِيرُ عَسَقا كنى بالعَسَقِ عن ظلمة الغبار والعَسَقُ الشراب
( * قوله « والعسق الشراب إلخ » كذا هو بالأصل مضبوظاً والذي في القاموس إنه العسيقة كسفينة )
الرديء الكثير الماء حكاه أَبو حنيفة والعُسُق المتشدّدون على غرمائهم في التقاضي والعُسُق اللقَّاحون فأَما قول سُحَيْم فلو كُنْتُ وَرْداً لوْنَه لَعَسِقْنَني ولكنَّ رَبي شَانَني بسَوادِيا فليس بشيء إِنما قلب الشين سيناً لسواده وضعف عبارته عن الشين وليس ذلك بلغة إِنما هو كاللَّثَغِ قال محمد بن المكرم هذا قول ابن سيده والعجب منه كونه لم يعتذر عن سائر كلماته بالشين وعن شَانَني في البيت نفسه أَو يجعلها من عَسِقَ به أَي لَزِمَهُ وقد مر في كتابه في ترجمة خبت وقد استشهد ببيتِ شِعْرٍ للخَيْبَريّ اليهودي يَنْفَعُ الطيّبُ القليلُ من الرِّزْقِ ولا يَنْفَعُ الكثيرُ الخَبِيتُ فذكر فيه ما صورته سأَل الخليلُ الأَصمعيَّ عن الخَبِيتِ في هذا البيت فقال له أَراد الخَبِيثَ وهي لغة خَيْبَر فقال له الخليل لو كان ذلك لغتَهم لقال الكَتِير بالتاء أَيضاً وإِنما كان ينبغي لك أَن تقول إِنهم يقلبون الثاء تاءً في بعض الحروف ومن الممكن أَن يكون ابن سيده رحمه الله ترك الاعتذار عن كلماته بالشين وعن لفظه شانَني في البيت لأَنها لا معنى لها واعتذر عن لفظه عَسِقْنَني لإِلْمامِها بمعنى لَزِقَ ولَزمَ فأَراد أٍَن يُعْلِمَ أَنه لم يَقْصد هذا المعنى وإِنما هو قَصَدَ العِشْقَ لا غير وإِنما عُجْمته وسواده أَنطقاه بالسين في موضع الشين والله أَعلم

( عسبق ) العِسْبِقُ شجر مُرُّ الطعم

( عسلق ) العَسْلَقُ والعَسَلَّقُ كلَّ سبع جريء على الصيد والأُنثى بالهاء والجمع عَسالِقُ والعَسَلَّقُ الخفيف وقيل الطويلُ العنقِ والعَسَلَّقُ الظليم قال الراعي بِحَيْثُ يُلاقي الآبداتِ العَسَلَّقُ والعَسَلَّقُ الثعلب والعَسْلَقُ السراب قال ابن بري العَسْلَقُ الذئب قال والعِسْلقُ والعُسالقُ والعَسَلَّقُ الطويل الخفيف والأُنثى عَسَلَّقَةٌ قال أَوس يصف النعامة عَسَلَّقةٌ رَبْداءُ وهو عَسَلَّق

( عشق ) العِشْقُ فرط الحب وقيل هو عُجْب المحب بالمحبوب يكون في عَفاف الحُبّ ودَعارته عَشِقَه يَعْشَقُه عِشْقاً وعَشَقاً وتَعَشَّقَهُ وقيل التَّعَشُّقُ تكلّف العِشْقِ وقيل العِشْقُ الاسم والعَشَقُ المصدر قال رؤبة ولم يُضِعْها بينَ فِرْكِ وعَشَقْ ورجل عاشِقٌ من قوم عُشَّاقٍ وعِشِّيقٌ مثال فِسِّيقٍ كثير العِشْقِ وامرأَة عاشِقٌ بغير هاء وعاشِقةٌ والعَشَقُ والعَسَقُ بالشين والسين المهملة اللزوم للشيء لا يفارقه ولذلك قيل للكَلِف عاشِق للزومه هواه والمَعْشَقُ العِشْقُ قال الأَعشى وما بيَ منْ سُقْمٍ وما بيَ مَعْشَق وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن الحُبِّ والعِشْقِ أَيّهما أَحمد ؟ فقال الحُب لأن العِشْقَ فيه إِفراط وسمي العاشِقُ عاشِقاً لأَنه يَذْبُلُ من شدة الهوى كما تَذْبُل العَشَقَةُ إِذا قطعت والعَشَقَةُ شجرة تَخْضَرُّ ثم تَدِقُّ وتَصْفَرُّ عن الزجاج وزعم أَن اشتقاق العاشق منه وقال كراع هي عند المُوَلَّدين اللَّبْلابُ وجمعها العَشَقُ والعَشَقُ الأَراك أَيضاً ابن الأَعرابي العُشُقُ المُصْلحون غُرُوس الرياحين ومُسَوُّوها قال والعُشُقُ من الإِبل الذي يلزم طَرُوقَتَه ولا يَحنّ إِلى غيرها أَبو عمرو يقال للناقة إِذا اشتدت ضَبَعَتُها قد هَدِمَتْ وهَوِسَتْ وبَلَمَتْ وتَهالَكَتْ وعَشِقَتْ وأَبْلَسَتْ فهي مِبْلاسٌ وأَرَبَّتْ مثله

( عشرق ) العِشْرِقُ شجر وقيل نبت واحدته عِشْرِقَة قال أَبو حنيفة العِشْرِقُ من الأَغْلاثِ وهو شجر يَنْفَرِشُ على الأَرض عريض الورق وليس له شوك ولا يكاد يأْكله شيء إِلا أَن يصيب المِعْزى منه شيئاً قليلاً قال الأعشى تَسْمَع للحَلْي وَسْواساً إِذا انْصَرَفَتْ كما استعان بريحٍ عِشْرِقٌ زَجلُ قال وأَخبرني بعض أَعراب ربيعة أَن العِشْرِقَةَ ترتفع على ساق قصيرة ثم تنتشر شُعَباً كثيرة وتُثْمِر ثمراً كثيراً وثمرها سِنْفُها في كل سِنْفَةٍ سطران من حب مثل عَجَمِ الزبيب سواء وقيل هو مثل حب الحِمَّصِ وهو يؤكل ما دام رطباً ويطبخ وهو طيب وقوله كأَن صَوْتَ حَلْيها المُناطِقِ تَهَزُّجُ الرِّياح بالعَشارِقِ إِما أَن يكون جمع عِشْرقَة وإِما أَن يكون جمع الجنس الذي هو العِشْرِقُ وهذا لا يطَّرد وعُشارِق اسم وقيل مكان قال الأَزهري العِشْرِقُ من الحشيش وَرَقة شبيه بورق الغارِ إِلا أٍَنه أَعظم منه وأَكبر إِذا حركته الريح تسمع له زَجلاً وله حَمْل كحَمْل الغارِ إِلا أَنه أَعظم منه وحكي عن ابن الأَعرابي العِشْرِقُ نبات أَحمر طيب الرائحة يستعمله العرائس وحكى ابن بري عن الأَصمعي العِشْرِقُ شجرة قدر ذراع لها حب صغار إِذا جف صوتت بمَرِّ الريح

( عشنق ) العَشْنَقة الطول والعَشَنَّقُ الطويل الجسم وامرأَة عَشَنَّقَةٌ طويلة العنق ونعامةٌ عَشَنَّقةٌ كذلك والجمع العَشانِقُ والعَشانيقُ والعَشَنَّقُون قال الأَصمعى العَشَنَّقُ الطويل الذي ليس بمُثْقَلٍ ولا ضخم من قوم عَشانِقَة قال الراجز وتحتَ كُلّ خافِقٍ مُرَنِّقَ من طَيِّءٍ كلُّ فَتىً عَشَنَّقِ وفي حديث أُم زرع أَن إِحدى النساء قالت زَوجي العَشَنَّق إِن أَنْطِقْأُطَلَّقْ وإِن أَسْكُتْ أُعَلَّق العَشَنَّقُ هو الطويل الممتد القامة أَرادت أَن له مَنْظَراً بلا مَخْبَرٍ لأَن الطول في الغالب دليل السَّفَه وقيل هو السيِّء الخلق قال الأَزهري تقول ليس عنده أَكثر من طوله بلا نفع فإِن ذكرتُ ما فيه من العيوب طلَّقني وإِن سَكَتَّ تركني معلقة لا أَيّماً ولا ذات بَغْلٍ

( عفق ) عَفَقَ الرجلُ يَعْفِقُ عَفْقاً ركب رَأْسه فمضى وعَفَقَت الإِبل تَعْفِقُ عَفْقاً وعُفُوقاً أُرْسلت في المرعى فَمرَّت على وجوهها وعَفَقَتْ عن المَرْعى إِلى الماء رجعت وكل ذاهب راجعٍ عافِقٌ وكل واردٍ صادرٍ راجعٍ مختلفٍ كذلك عَفَقَ يَعْفِق عَفْقاً وعَفَقاناً وعَفَقَتِ الإِبل تَعْفِقُ عَفْقاً إِذا كان يرجع إِلى الماء كل يوم أَو كل يومين وإِنه ليَعْفِقُ أَي يكثر الرجوع ويقال إِنه ليَعَفِّقُ الغنمَ بعضها على بعض تَعْفِيقاً أَي يردها على وجهها والعَفْقُ سرعة الإِيرادِ وكثرته يقال إِنك لتَعْفِقُ أَي تكثر الرجوع قال الراجز تَرْعى الغَضا من جانِبَيْ مُشَفِّقِ غِبّاً ومَنْ يَرْعَ الحُموضَ يَعْفِقِ أَي من يرعى الحمض تعطش ماشيته سريعاً فلا يجد بُداًّ من العَفْقِ ويروى يَغْفِقِ بالغين المعجمة قال ابن بري ومثله لأَبي النجم حتى إِذا ما انْصَرَفَتْ لم تَعْفِقِ وانْعَفَقَ القوم في حاجتهم أَي مَضَوْا وأَسرعوا عَفَقَ الرجلُ إِذا أَكثر الذهاب والمجيء في غير حاجة وعافَقَ الذئبُ الغنمَ إِذا عاثَ فيها ذاهباً وجائياً ورجل مِعْفاقُ الزيارة أَي لا يزال يجيء ويذهب زائراً قال الشاعر ولا تَكُ مِعْفاقَ الزيارة واجْتَنِبْ إِذا جِئْتَ إِكْثارَ الكلامِ المُعَيَّبا وفي النوادر والاعْتِفاقُ انثناءُ الشيء بعد اتْلِئْبابِه وهو صرف
( * كذا بياض بالأصل ) عن رأْيه والعَفْقُ الإِقبالُ والإدبار والعَفَقُ السرعة في العَدْوِ والعُفُوق والعِفَاق شبه الخُنُوس عَفَقَ يَعْفِقُ أَي خنس وارتدّ ورجع ومنه قول لقمان في حديث فيه طُول خُذِي مِني أَخي ذا العِفاقِ صَفّاقٌ أَفّاقٌ يَعْمِلُ البَكْرة والساق يصفه بالسير في آفاق الأَرض راكباً وماشياً على ساقه وقد عَفَقَ يَعْفق عَفْقاً وعِفَاقاً إِذا ذهب ذهاباً سريعاً والعَفْقَةُ الغَيْبة عَفَقَ الرجل أَي غاب يقال لا يزال فلان يَعْفِقُالعَفْقَةَ أَي يغيب الغيبة قال ابن بري والعِفاق السرعة وقال قال ذو الخِرَق الطُّهَويّ يخاطب الذئب عَلَيْكَ الشَّاءَ شَاءَ بني تميمٍ فَعَافِقْه فإِنك ذو عِفَاقِ والعَفْقُ العطف والمُنْعَفَقُ المُنَعَطَفُ ويقال المُنْصَرَف عن الماء وعَفَقَ يَعْفِقُ عَفْقاً ضرط وقيل هي الضرطة الخفية يقال للرجل وغيره عَفَقَ بها وخَبَجَ بها إِذا ضرط والعُفُق الضراطون في المجالس وكذبت عَفَّاقَتُهُ أَي اسْتُه إِذا حَبَقَ والعَفّاقة الاست والعَفْقُ ا لأَسْتاء والعَفَّاقُ
( * قوله « والعفاق » هو بهذا الضبط في الأصل وفي شرح القاموس ككتاب ) الفرج لكثرة لحمه وعَفَق الرجل نام قليلاً ثم استيقظ ثم استيقظ ثم نام وعَفَقَهُ عَفَقَاتٍ ضربه ضربات واعْتَفَقَ القومُ بالسيوف إِذا اجتلدوا وعَفَق الشيءَ يَعْفِقُه عَفْقاً جمعه أَو ضَمه إِليه وعافَقَهُ معافَقَةٌ وعِفاقاً عالجه وخادعه قال قُرْطٌ يصف الذئب عليك الشاءَ شاءَ بني تميمٍ فعافِقْهُ فإِنك ذو عِفاقِ وأَورد ابن سيده هذا البيت هنا على هذه الصورة والعُفُق الذئاب التي لا تنام ولا تُنِيم من الفساد واعْتَفَقَ الأَسد فَرِيستَه عطف عليها فأَفرسها وقال وما أَسَدٌ من أُسودِ العري نِ يَعْتَفِقُ السائلين اعْتِفاقَا وتَعَفّقَ فلان بفلان إِذا لاذَ به وتَعَفَّقَ الوحشي بالأَكمَةِ لاذ بها من خوف كلب أَو طائر قال علقمة تَعَفَّقُ بالأَرْطَى لها وأَرَادَها رجالٌ فبَذَّتْ نَبْلَهمْ وكَلِيبُ أَي تَعَوَّذَ بالأَرْطى من المطر والبرد قال الأَزهري سمعت العرب تقول للذي يثير الصيد ناجِشٌ وللذي يَثْني وجهه ويرده عافق يقال اعْفِقْ عليّ الصيد أَي اثنِها واعطفها قال رؤبة فما اشْتَلاها صَفْقَةً للمُنْصفَقَ حتى تَرَدَّى أَرْبعٌ في المُنْعَفَقْ يعني عَيْراً أَورد أُتنه الماء فرماها الصيَّاد فصَفقَها العَيْر لينجو بها فرماها الصياد في مُنْعَفَقها أَي في مكان عَفْقِ العير إِياها وعَفَقَ العَيْر الأَتانَ يَعْفِقُها عَفْقاً سَفَدها وعَفَقَها عَفْقاً إِذا أَتاها مرة بعد مرة يقال للحمار بَاكَهَا يَبُوكُها بَوْكاً وللفرس كَامَها كَوْماً وعَفَقَ الرجل جاريته إِذا جامعها والعَفْقُ كثرة الضِّراب وعِفَاقٌ وعَفَّاقٌ ومِعْفَق أَسماء وعِفَاق اسم رجل أَكلته باهلة في قحط أَصابهم قال الشاعر فلو كان البكاء يَرُدّ شيئاً بَكَيْتُ على يَزِِيدٍ أَو عِفَاقِ هما المَرْآن إِذ ذهبا جميعاً لشأْنهما بحُزْنٍ واحْتِراقِ قال ابن بري البيتان لُمتَمِّمِ بن نُوَبْرَة وصوابه بكيت على بُجَيْرٍ وهو أَخو عِفاقٍ ويقال غفاق بغين معجمة وهو ابن مُلَيْكَ ويقال ابن أَبي مليك وهو عبد الله بن الحرث بن عاصم وكان بِسْطامُ بن قيس أَغار على بني يَرْبوع فقتل عِفاقاً وقتل بُجَيْراً أُخاه بعد قتله عفاقاً في العام الأَول وأَسر أَباهما أَبا مليك ثم أَعتقه وشرط عليه أَن لا يُغِيرَ عليه قال ابن بري ويقوي قول من قال إِن باهلة أَكلته قول الراجز إِن عِفاقاً أَكَلَتْه باهِلَهْ تَمَشَّشوا عِظامَه وكاهِلَهْ والعَفَقَةُ لعبة يجمع فيها التراب والعَيْفَقَانُ نبت يشبه العَرْفَجَ

( عفلق ) العَفْلَقُ بتسكين الفاء الضخم المسترخي ابن سيده العَفْلَقُ والعَفَلَّقُ الفرج الواسع الرخو قال كلّ مِشَانٍ ما تشدُّ المِنْطَقا ولا تزالُ تُخْرِجُ العَفَلَّقا المِشانُ السَّليطة وامرأَة عَفَلَّقةٌ وعَضَنَّكةٌ ضخمة الرَّكَبِ وقال آخر في العَفْلَقِ يا ابنَ رَطُومٍ ذاتِ فرجٍ عَفْلَقِ وقد رواه قوم غَلْفَق بالغين المعجمة ولم يذكر ابن خالويه في الفرج إِلاّ عَفلَق بالعين المهملة وتقديم الفاء على اللام واستشهد الجوهري
( * قوله « استشهد الجوهري إلخ » لم نجد هذا الرجز في نسخ الصحاح التي بأيدينا ) بهذا الرجز أَيضاً ويا ابنَ رطومٍ ذاتِ فرجٍ عَفَلَّقِ الجوهري وربما سمي الفرج الواسع عَفْلَقاً وكذلك المرأَة الخرقاء السيئة المنطق والعمل واللام زائدة ابن سيده والعُفْلوقُ الأَحمق

( عقق ) عَقَّه يَعُقُّه عَقاًّ فهو مَعْقوقٌ وعَقِيقٌ شقَّه والعَقِيقُ وادٍ بالحجاز كأَنه عُقَّ أَي شُقّ غلبت الصفة عليه غلبة الاسم ولزمته الأَلف واللام لأَنه جعل الشيء بعينه على ما ذهب إِليه الخليل في الأَسماء الأَعلام التي أَصلها الصفة كالحرث والعباس والعَقَيقَان بلدان في بلاد بني عامر من ناحية اليمن فإِذا رأَيت هذه اللفظة مثناة فإِنما يُعْنى بها ذَانِكَ البلدان وإِذا رأَيتها مفردة فقد يجوز أَن يُعْنى بها العَقُِيقُ الذي هو واد بالحجاز وأَن يُعْنى بها أَحد هذين البلدين لأَن مثل هذا قد يفرد كأَبَانَيْن قال امرؤ القيس فأفرد اللفظ به كأَنّ أَبَاناً في أَفَانِينِ وَدْقِهِ كبيرُ أُناسٍ في بِجَادٍ مُزَمَّلِ قال ابن سيده وإِن كانت التثنية في مثل هذا أَكثر من الإِفراد أَعني فيما تقع عليه التثنية من أَسماء المواضع لتساويهما في الثبات والخِصْب والقَحْط وأَنه لا يشار إِلى أَحدهما دون الآخر ولهذا ثبت فيه التعريف في حال تثنيته ولم يجعل كزيدَيْن فقالوا هذان أَبانَان بَيِّنَيْن
( * قوله « فقالوا هذان إلخ » فلفظ بينين منصوب على الحال من أَبانان لأنه نكرة وصف به معرفة لأن أَبانان وضع ابتداء علماً على الجبلين المشار إليهما ولم يوضع أَولاً مفرداً ثم ثني كما وضع لفظ عرفات جمعاً على الموضع المعروف بخلاف زيدين فإنه لم يجعل علماً على معينين بل لإنسانين يزولان ويشار إلى أحدهما دون الآخرفكأنه نكرة فإذا قلت هذان زيدان حسنان رفعت النعت لأنه نكرة وصفت به نكرة أفاده ياقوت ) ونظير هذا إفرادهم لفظ عرفات فأَما ثبات الأَلف واللام في العَقِيقَيْن فعلى حدِّ ثباتهما في العَقِيق وفي بلاد العرب مواضع كثيرة تسمى العَقِيقَ قال أَبو منصور ويقال لكل ما شَقَّه ماء السيل في الأَرض فأَنهره ووسَّعه عَقِيق والجمع أَعِقَّةٌ وعَقَائِق وفي بلاد العرب أَربعةُ أَعِقَّةَ وهي أَودية شقَّتها السيول عادِيَّة فمنها عَقيقُ عارضِ اليمامةِ وهو وادٍ واسع مما يلي العَرَمة تتدفق فيه شِعابُ العارِض وفيه عيون عذبة الماء ومنها عَقِيقٌ بناحية المدينة فيه عيون ونخيل وفي الحديث أَيكم يجب أَن يَغْدُوَ إِلى بُطْحانِ العَقِيقِ ؟ قال ابن الأَثير هو وادٍ من أَودية المدينة مسيل للماء وهو الذي ورد ذكره في الحديث أَنه وادٍ مبارك ومنها عَقِيقٌ آخر يَدْفُق ماؤُه في غَوْرَي تِهَامةَ وهو الذي ذكره الشافعي فقال ولو أَهَلُّوا من العَقِيقِ كان أَحَبَّ إِليّ وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقَّتَ لأَهل العِراق بطن العَقِيقِ قال أَبو منصور أَراد العَقِيقَ الذي بالقرب من ذات عِرْقٍ قبلها بمَرْحلة أَو مرحلتين وهو الذي ذكره الشافعي في المناسك ومنها عَقِيق القَنَانِ تجري إِليه مياه قُلَلِ نجد وجباله وأَما قول الفرزدق قِفِي ودِّعِينَا يا هُنَيْدُ فإِنَّني أَرى الحيَّ قد شامُوا العَقِيقَ اليمانيا فإِن بعضهم قال أَراد شاموا البرق من ناحية اليمن والعَقّ حفر في الأَرض مستطيل سمي بالمصدر والعَقَّةُ حفرة عميقة في الأَرض وجمعها عَقَّات وانْعَقَّ الوادي عَمُقَ والعقائق النِّهَاء والغدرانُ في الأَخاديد المُنْعَقَّةِ حكاه أَبو حنيفة وأَنشد لكثير بن عبد الرحمن الخزاعي يصف امرأَة إِذا خرجَتْ من بيتها راق عَيْنَها مُعَِوِّذه وأَعْجَبَتْها العَقَائِقُ يعني أَن هذه المرأَة إِذا خرجت من بيتها راقَها مُعَوَّذ النبت حول بيتها والمُعَوَّذ من النبت ما ينبت في أَصل شجر يستره وقيل العقائق هي الرمال الحمر ويقال عَقَّت الريحُ المُزْنَ تَعُقُّه عَقاًّ إِذا استدَرَّتْه كأَنها تشقه شقّاً قال الهذلي يصف غيثاً حارَ وعَقَّتْ مُزْنَهُ الريحُ وانْ قَارَ بِهِ العَرْضُ ولم يُشْمَلِ حارَ تحيَّر وتردد واستَدَرَّته ريح الجَنوب ولم تهب به الشَّمال فتَقْشَعَه وانْقَارَ به العَرْضُ أَي كأَن عرضَ السحاب انْقارَ بهِ أَي وقعت منه قطعة وأَصله من قُرْتُ جَيْب القميص فانْقار وقُرْتُ عينه إِذا قلعتها وسحبة مَعْقُوقة إِذا عُقَّت فانْعَقَّت أَي تَبَعَّجت بالماء وسحابة عَقَّاقة إِذا دفعت ماءها وقد عَقَّت قال عبدُ بني الحَسْحاص يصف غيثاً فمرَّ على الأَنهاء فانْثَجَّ مُزْنُه فَعَقَّ طويلاً يَسْكُبُ الماءَ ساجِيَا واعْتَقَّت السحابة بمعنى قال أَبو وَجْزة واعْتَقَّ مُنْبَعِجٌ بالوَبْل مَبْقُور ويقال للمُعْتذر إِذا أَفرط في اعتذاره قد اعْتَقَّ اعْتِقاقاً ويقال سحابة عَقَّاقة منشقة بالماء وروى شمر أَن المُعَقِّرَ بن حمار البارِقِيّ قال لبنته وهي تَقُوده وقد كُفَّ بصرُه وسمع صوت رعد أَيْ بُنَيّةُ ما تَرَيْنَ ؟ قالت أَرى سحابة سَحْماء عَقَّاقَة كأَنها حوِلاءُ ناقة ذات هَيْدب دَانٍ وسَيرٍ وان قال أَيْ بُنَيّة وائلي إِلى قَفْلةٍ فإِنها لا تَنْبُت إِلا بمنْجَاةٍ من السيل شَبَّه السحابة بِحِوَلاءِ الناقة في تشققها بالماء كتشقق الحِوَلاءِ وهو الذي يخرج منه الولد والقَفَلة الشجرة اليابسة كذلك حكاه ابن الأَعرابي بفتح الفاء وأَسكنها سائر أَهل اللغة وفي نوادر الأعراب اهْتَلَبَ السيفَ من غِمْدِه وامْتَرَقه واعْتَقَّه واخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه قال الجرجاني الأَصل اخْتَرَطَه وكأَنّ اللام مبدل منه وفيه نظر وعَقَّ والدَه يَعُقُّه عَقّاً وعُقُوقاً ومَعَقَّةً شقَّ عصا طاعته وعَقَّ والديه قطعهما ولم يَصِلْ رَحِمَه منهما وقد يُعَمُّ بلفظ العُقُوقِ جميع الرَّحِمِ فالفعل كالفعل والمصدر كالمصدر ورجل عُقَقٌ وعُقُق وعَقُّ عاقٌّ أَنشد ابن الأَعرابي للزَّفَيان أَنا أَبو المِقْدَامِ عَقّاًّ فَظّا بمن أُعادي مِلْطَساً مِلَظّا أَكُظُّهُ حتى يموتَ كَظّا ثُمَّتَ أُعْلِي رأْسَه المِلْوَظَّا صاعقةً من لَهَبٍ تَلَظَّى والجمع عَقَقَة مثل كَفَرةٍ وقيل أَراد بالعقّ المُرَّ من الماء العُقَاقِ وهو القُعَاع المِلْوَظّ سوطٌ أَو عصا يُلْزِمُها رأْسَه كذا حكاه ابن الأَعرابي والصحيح المِلْوَظُ وإِنما شدد ضرورة والمَعَقَّةُ العُقُوق قال النابغة أَحْلامُ عادٍ وأَجْسادٌ مُطَهَّرَة من المَعَقَّةِ والآفاتِ والأَثَمِ وأَعَقَّ فلانٌ إِذا جاءَ بالعُقوق وفي المثل أَعَقِّ من ضَبٍّ قال ابن الأَعرابي إِنما يريد به الأُنثى وعُقُوقُها أَنها تأْكل أَولادها عن غير ابن الأَعرابي وقال ابن السكيت في قول الأَعشى فإِني وما كَلَّفْتُموني بِجَهْلِكم ويَعْلم ربَي من أَعَقَّ وأَحْوَبا قال أَعَقَّ جاء بالعُقُوقِ وأَحْوَبَ جاء بالحُوبِ وفي الحديث قال أَبو سفيان بن حرب لحمزة سيد الشهداء رضي الله عنه يوم أُحد حين مرَّ به وهو مقتول ذُقْ عُقَقُ أَي ذق جزاء فعلك يا عاقّ وذق القتل كما قتلت مَن قتلتَ يوم بدر من قومك يعني كفار قريش وعُقَق معدول عن عاق للمبالغة كغُدَر من غادرٍ وفُسَق من فاسقٍ والعُقُق البعداء من الأَعداء والعُقُق أَيضاً قاطعو الأَرحام ويقال عاقَقْتُ فلاناً أُعَاقُّه عِقاقاً إِذا خالفته قال ابن بري عَقَّ والدَه يَعُقُّ عقوقاً ومَعَقَّةً قال هنا وعَقَاقِ مبنية على الكسر مثل حَذَامِ ورَقَاشِ قالت عمرة بنت دريد ترثيه لَعَمْرُك ما خشيتُ على دُرَيْد ببطن سُمَيْرةٍ جَيْشَ العَنَاقِ جَزَى عنّا الإِلهُ بني سُلَيْم وعَقَّتْهم بما فعلوا عَقَاقِ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم نهى عن عُقُوقِ الأُمّهات وهو ضد البِرّ وأَصله من العَقّ الشَّقّ والقطع وإنما خص الأُمهات وإن كان عُقوقُ الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيماً لأَن لِعُقوقِ الأُمهات مزيّة في القبح وفي حديث الكبائر وعدَّ منها عقوقَ الوالدين وفي الحديث مَثَلُكم ومَثَلُ عائشةَ مَثَلُ العينِ في الرأْس تؤذي صاحبها ولا يستطيع أن يَعُقَّها إِلا بالذي هو خير لها هو مستعار من عُقُوقِ الوالدين وعَقَّ البرقُ وانْعَقَّ انشق والانْعِقاق تشقق البرق والتَّبَوُّجُ تَكَشُّفُ البرقِ وعَقِيقَتُهُ شعاعه ومنه قيل للسيف كالعَقِيقَة وقيل العَقِيقَةُ والعُقَقُ البرق إِذا رأَيته في وسط السحاب كأَنه سيف مسلول وعَقِيقةُ البرق ما انْعَقَّ منه أَي تَسَرَّبَ في السحاب يقال منه انْعَقَّ البرقُ وبه سمي السيف قال عنترة وسَيْفي كالعَقِيقةِ فهو كِمْعِي سِلاحِي لا أَفَلَّ ولا فُطَارَا وانْعَقَّ الغبار انشق وسطع قال رؤبة إِذا العَجاجُ المُسْتَطارُ انْعَقَّا وانْعَقَّ الثوبُ انشق عن ثعلب والعَقِيقةُ الشعر الذي يولد به الطفل لأَنه يشق الجلد قال امرؤ القيس يا هندُ لا تَنْكِحي بُوهَةً عليه عَقِىقَتُه أَحْسَبَا وكذلك الوَبَرُ لِذي الوَبَرِ والعِقَّة كالعَقِيقةِ وقيل العِقَّةُ في الناس والحمر خاصة ولم تسمع في غيرهما كما قال أَبو عبيدة قال رؤبة طَيَّرَ عنها النَّسْرُ حْولِيَّ العِقَق ويقال للشعر الذي يخرج على رأْس المولود في بطن أُمه عَقِيقةٌ لأَنها تُحْلق وجعل الزمخشري الشعرَ أصلاً والشاةَ المذبوحة مشتقة منه وفي الحديث إِن انفرقت عَقِيقَتُه فَرَقَ أَي شعره سمي عَقيقةً تشبيهاً بشعر المولود وأَعَقَّت الحامل نبتت عَقيقَةُ ولدها في بطنها وأَعَقَّت الفرس والأَتان فهي مُعِقّ وعَقُوق وذلك إِذا نبتت العَقيقةُ في بطنها على الولد الذي حملته وأَنشد لرؤبة قد عَتَق الأَجْدعُ بعد رِقِّ بقارحٍ أَو زَوْلَةٍ مُعِقِّ وأَنشد أَيضاً في لغة من يقول أَعَقَّتْ فهي عَقُوق وجمعها عُقُق سِراًّ وقد أَوَّنَّ تَأْوِينَ العُقُقْ
( * قوله « سراً إلخ » صدره كما في الصحاح وسوس يدعو مخلصاً رب الفلق أَوَّنَّ شربن حتى انتفخت بطونهن فصار كل حمار منهن كالأَتان العَقُوق وهي التي تكامل حملها وقرب ولادها ويروى أَوَّنَّ على وزن فَعَّلْنَ يريد بذلك الجماعة من الحمير ويروى أَوَّنَّ على وزن فَعَّل يريد الواحد منها والعَقاقُ بالفتح الحَمْل وكذلك العَقَقُ قال عديّ بن زيد وتَرَكْن العَيْر يَدْمَى نَحْرُه ونَحُوصاً سَمْحجاً فيها عَقَقْ وقال أَبو عمرو أَظهرت الأَتانُ عَقاقاً بفتح العين إِذا تبين حملها ويقال للجنين عَقاق وقال جَوانِحُ يَمْزَعْنَ مَزْعَ الظِّبا ء لم يَتَّرِ كْنَ لبطن عَقَاقا أَي جَنِيناً هكذا قال الشافعي العَقاق بهذا المعنى في آخر كتاب الصرف وأَما الأَصمعي فإِنه يقول العقاق مصدر العَقُوقِ وكان أَبو عمرو يقول عَقَّتْ فهي عَقُوق وأَعَقّعتْ فهي مُعِقّ واللغة الفصيحة أَعَقَّتْ فهي عَقُوق وعَقَّ عن ابنه يَعِقُّ ويَعُقُّ حلق عَقِيقَتهُ أَو ذبح عنه شاة وفي التهذيب يوم أُسبوعه فقيَّده بالسابع واسم تلك الشاة العَقيقة وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في العَقِيقَةِ عن الغلام شاتان مثلان وعن الجارية شاة وفيه إِنه عَقَّ عن الحسن والحسين رضوان الله عليهما وروي عنه أَنه قال مع الغلام عَقِيقَتُه فأَهَر يقُوا عنه دماً وأَميطوا عنه الأَذى وفي الحديث الغلام مُرْتَهِنٌ بعَقِيقته قيل معناه أَن أَباه يُحْرَم شفاعةَ ولده إِذا لم يعُقَّ عنه وأَصل العَقِيقةِ الشعر الذي يكون على رأْس الصبي حين يولد وإِنما سميت تلك الشاةُ التي تذبح في تلك الحال عَقِيقةً لأَنه يُحْلق عنه ذلك الشعر عند الذبح ولهذا قال في الحديث أَميطوا عنه الأَذى يعني بالأَذى ذلك الشعر الذي يحلق عن وهذا من الأَشياء التي ربما سميت باسم غيرها إِذا كانت معها أَو من سببها فسميت الشاة عَقِيقَةٍ لَعَقِيقَةِ الشعر وفي الحديث أَنه سئل عن العَقِيقةِ فقال لا أُحب العُقُوق ليس فيه توهين لأَمر العَقِيقَةِ ولا إِسقاط لها وإِنما كره الاسم وأَحب أَن تسمى بأَحسن منه كالنسيكة والذبيحة جرياً على عادته في تغيير الاسم القبيح والعَقِيقَةُ صوف الجَذَع والجَنيبَة صوف الثَّنِيِّ قال أَبو عبيد وكذلك كل مولود من البهائم فإِن الشعر الذي يكون عليه حين يولد عَقِيقَة وعَقِيقٌ وعِقَّةٌ بالكسر وأَنشد لابن الرِّقاع يصف العير تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فأَنْسَلَها واجْتابَ أُخْرَى جديداً بعدما ابْتَقَلا مُوَلَّع بسوادٍ في أَسافِلِهِ منه احْتَذَى وبِلَوْنٍ مِثلِهِ اكتحلا فجعل العَقِيقةَ الشعر لا الشاة يقول لما تَرَبَّع وأَكل بُقول الربيع أَنْسَلَ الشعر المولود معه وأَنبت الآخر فاجتابه أَي اكتساه قال أَبو منصور ويقال لذلك الشعر عَقِيقٌ بغير هاء ومنه قول الشماخ أَطارَ عَقِيقَةُ عنه نُسَالاً وأُدْمِجَ دَمْج ذي شَطَنٍ بدِيعِ أَراد شعره الذي يولد عليه أَنه أَنْسَله عنه قال والعَقُّ في الأَصل الشق والقطع وسميت الشعرة التي يخرج المولود من بطن أُمه وهي عليه عَقِيقةً لأَِِنها إِن كانت على رأْس الإِنسي حلقت فقطعت وإِن كانت على البهيمة فإِنها تُنْسِلُها وقيل للذبيحة عَقِيقةٌ لأَنَّها تُذبَح فيُشقّ حلقومُها ومَريثُها وودَجاها قطعاً كما سميت ذبيحة بالذبح وهو الشق ويقال للصبي إِذا نشأَ مع حيّ حتى شَبَّ وقوي فيهم عُقَّتْ تميمتُه في بني فلان والأصل في ذلك أَن الصبي ما دام طفلاً تعلق أُمه عليه التمائم وهي الخرز تُعَوِّذه من العين فإِذا كَبِرَ قُطعت عنه ومنه قول الشاعر بلادٌ بها عَقَّ الشّعبابُ تَمِيمَتي وأَوّعلُ أَرضٍ مَسَّ جِلْدي تُرابُها وقال أَبو عبيدة عَقِيقةُ الصبيّ عُرْلَتُه إِذا خُتِن والعَقُوق من البهائم الحامل وقيل هي من الحافر خاصةً والجمع عُقُقٌ وعِقاق وقد أَعَقَّتْ وهي مُعِقّ وعَقُوق فمُعِقّ على القياس وعَقوق على غير القياس ولا يقال مُعِقّ إِلا في لغة رديئة وهو من النوادِر وفرس عَقُوق إِذا انْعَقّ بطنُها واتسع للولد وكل انشقاق هو انْعِقاقٌ وكلُّ شق وخرق في الرمل وغيره فهو عَقّ ومنه قيل للبَرْقِ إِذا انشق عَقِيقةٌ وقال أَبو حاتم في الأَضداد زعم بعض شيوخنا أَن الفرس الحامل يقال لها عَقوق ويقال أَيضاً للحائل عَقوق وفي الحديث أَتاه رجل معه فرس عَقوق أَي حائل قال وأَظن هذا على التفاؤل كأَنهم أَرادوا أَنها ستَحْمِلُ إِن شاء الله وفي الحديث من أَطْرَقَ مسلماً فعَقَّتْ له فرسُه كان كأَجر كذا عَقَّتْ أَي حَمَلت والإِعْقاقُ بعد الإِقْصاصِ فالإِقْصاص في الخيل والحمر أَوَّل ثم الإِعْقاقُ بعد ذلك والعَقِيقةُ المَزادة والعَقِيقةُ النهر والعَقِيقةُ العِصابةُ ساعةَ تشق من الثوب والعَقِيقةُ نَواقٌ رِخْوَةٌ كالعَجْوة تؤكل ونَوى العَقوقِ نَوىً هَشّ لَيِّنٌ رِخْو المَمْضغة تأْكله العجوز أَو تَلوكه تُعْلَفُه الناقة العَقوق إلْطافاً لها فلذلك أُضيف إِليها وهو من كلام أَهل البصرة ولا تعرفه الأَعراب في باديتها وفي المثل أَعَزُّ من الأَبْلِق العَقوقِ يضرب لما لا يكون وذلك أَن الأَبْلق من صفات الذكور والعَقُوق الحامل والذور لا يكون حاملاً وإِذا طلب الإِنسان فوق ما يستحق قالوا طَلَب الأَبْلَق العَقوق فكأَنه طلب أَمراً لا يكون أَبداً ويقال إِن رجلاً سأَل معاوية أَن يزوجّه أمَّه هنداً فقال أَمْرُها إِليها وقد قَعَدَتْ عن الولد وأَبَتْ أَن تتزوج فقال فولني مكان كذا فقال معاوية متمثلاً طَلَبَ الأَبْلَقَ العَقوقَ فلمَّا لم يَنَلْهُ أَراد بَيْضَ الأَنُوقِ والأَنوق طائر يبيض في قُنَنِ الجبال فبيضه في حِرْزٍ إِلا أَنه مما لا يُطْمَع فيه فمعناه أَنه طَلب ما لا يكون فلما لم يجد ذلك طلب ما يطمع في الوصول إِليه وهو مع ذلك بعيد ومن أَمثال العرب السائرة في الرجل يسأَل ما لا يكون وما لا يُقْدر عليه كَلَّفْتَني الأَبْلَقَ العَقوق ومثله كَلَّفْتَني بَيْضَ الأَنوق وقوله أَنشده ابن الأَعرابي فلو قَبِلوني بالعَقُوقِ أَتَيْتُهُمْ بأَلْفٍ أُؤَدِّيه من المالِ أَقْرَعا يقول لو أَتيتهم بالأَبْلَق العَقوقِ ما قبلوني وقال ثعلب لو قبلوني بالأَبيض العَقوق لأَتيتهم بأَلف وقيل العَقوق موضع وأَنشد ابن السكيت هذا البيت الذي أَنشده ابن الأَعرابي وقال يريد أَلف بعير والعَقِيقةُ سهم الاعتذار قالت الأَعراب إِن أَصل هذا أَن يُقْتَلَ رجلٌ من القبيلة فيُطالَب القاتلُ بدمه فتجتمع جماعة من الرؤساء إِلى أَولياء القَتِيل ويَعْرضون عليهم الدِّيةَ ويسأَلون العفو عن الدم فإِن كان وَلِيّهُ قويّاً حَمِياًّ أَبي أَخذ الدية وإِن كان ضعيفاً شاوَرَ أَهل قبيلته فيقول للطالبين إِن بيننا وبين خالقنا علامة للأَمر والنهي فيقول لهم الآخرون ما علامتكم ؟ فيقولون نأْخذ سهماً فنركبه على قَوْس ثم نرمي به نحْوَ السماء فإِن رجع إلينا ملطخاً بالدم فقد نُهِينا عن أَخذ الدية ولم يرضوا إِلا بالقَوَدِ وإِن رجع نِقياًّ كما صعد فقد أُمِرْنا بأَخذ الدية وصالحوا قال فما رجع هذا السهمُ قطّ إِلا نَقِياًّ ولكن لهم بهذا غُذْرٌ عند جُهَّالهم وقال شاعر من أَهل القَتِيل وقيل من هُذَيْلٍ وقال ابن بري هو للأَشْعَر الجُعْفي وكان غائباً من هذا الصلح عَقُّوا بِسَهْمٍ ثم قالوا صالِحُوا يا ليتَني في القَوْمِ إِذ مَسَحوا اللِّحى قال وعلامة الصلح مسح اللِّحى قال أَبو منصور وأَنشد الشافعي للمتنخل الهذلي عَقُّوا بسَهْم ولم يَشْعُرْ بِه أَحَدٌ ثم اسْتَفاؤوا وقالوا حَبَّذا الوَضَحُ أَخبر أَنهم آثروا إِبل الدية وأَلبانها على دم قاتل صاحبهم والوَضَحُ ههنا اللبن ويروى عَقَّوْا بسهم بفتح القاف وهو من باب المعتل وعَقَّ بالسهم رَمى به نحو السماء وماء عُقّ مثل قُعٍّ وعُقاقٌ شديد المرارة الواحد والجمع فيه سواء وأَعَقَّتِ الأَرضُ الماء أَمَرَّتْه وقول الجعدي بَحْرُكَ بَحْرُ الجودِ ما أَعَقَّهُ ربُّكَ والمَحْرومُ مَنْ لم يُسْقَهُ معناه ما أَمَرَّه وأَما ابن الأَعرابي فقال أَراد ما أَقَعَّهُ من الماء القُعِّ وهو المُرُّ أَو الملح فقلب وأَراه لم يعرف ماءً عُقاًّ لأَنه لو عرفه لحَمَلَ الفعلَ عليه ولم يحتج إِلى القلب ويقال ماءٌ قُعاعٌ وعُقاق إِذا كان مراًّ غليظاً وقد أَقَعَّهُ اللهُ وأَعَقَّه والعَقِيقُ خرز أَحمر يتخذ منه الفُصوص الواحدة عَقِيقةٌ ورأَيت في حاشية بعض نسخ التهذيب الموثوق بها قال أَبو القاسم سئل إِبراهيم الحربي عن الحديث لا تَخَتَّمُوا بالعَقِيقِ فقال هذا تصحيف إِما هو لا تُخَيِّمُوا بالعَقِيق أَي لا تقيموا به لأَنه كان خراباً والعُقَّةُ التي يلعب بها الصبيان وعَقْعَقَ الطائر بصوته جاء وذهب والعَقْعَقُ طائر معروف من ذلك وصوته العَقْعَقةُ قال ابن بري وروى ثعلب عن إِسحق الموصلي أَن العَقْعَقَ يقال له الشِّجَجَى وفي حديث النخعي يقتل المُحْرِمُ العَقْعَقَ قال ابن الأَثير هو طائر معروف ذو لونين أَبيض وأَسود طويل الذَّنَب قال وإِنما أَجاز قتله لأَنه نوع من الغربان وعَقَّهُ بطن من النِّمِر بن قاسِطٍ قال الأَخطل ومُوَقَّع أَثَرُ السِّفارِ بِخَطْمِهِ من سُود عَقَّةَ أَو بني الجَوَّالِ المُوقَّع الذي أَثَّر القَتَبُ في ظهره وبنو الجَوَّال في بني تَغْلِب ويقال للدَّلو إِذا طلعت من البئر ملأَى قد عَقَّتْ عَقّاً ومن العرب من يقول عَقَّتْ تَعْقِيةً وأَصلها عَقَّقَتْ فلما اجتمعت ثلاث قافات قلبوا إِحداها ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظن وأَنشد ابن الأَعرابي عَقَّتْ كما عَقَّتْ دَلُوفُ العِقْبانْ شبه الدلو وهي تشق هواءَ البئر طالعةً بسرعة بالعُقاب تَدْلِفُ في طَيَرانها نحوَ الصيد وعِقَّانُ النخيل والكُروم ما يخرج من أُصولها وإِذا لم تُقطع العِقَّانُ فَسَدت الأُصول وقد أَعَقَّتِ النخلة والكَرْمة أَخرجت عِقَّانها وفي ترجمة قعع القَعْقَعةُ والعَقْعَقَةُ حركة القرطاس والثوب الجديد

( علق ) عَلِقَ بالشيءِ عَلَقاً وعَلِقَهُ نَشِب فيه قال جرير إِذا عَلِقَتْ مُخَالبُهُ بِقْرْنٍ أَصابَ القَلْبَ أَو هَتَك الحِجابا وفي الحديث فَعَلِقَت الأَعراب به أَي نَشِبوا وتعلقوا وقيل طَفِقُوا وقال أَبو زبيد إِذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطيفُ كَفِّهِ رأَى الموتَ رَأْيَ العينِ أَسودَ أَحمرا وهو عالِقٌ به أَي نَشِبٌ فيه وقال اللحياني العَلَقُ النُّشوب في الشيء يكون في جبل أَو أَرض أَو ما أَشبهها وأَعْلَقَ الحابلُ عَلِق الصيدُ في حِبَالته أَي نَشِب ويقال للصائد أَعْلَقْتَ فأَدْرِكْ أَي عَلِقَ الصيدُ في حِبالتك وقال اللحياني الإِعْلاقُ وقوع الصيد في الحبل يقال نَصَب له فأَعْلقه وعَلِقَ الشيءَ عَلَقاً وعَلِقَ به عَلاقَةً وعُلوقاً لزمه وعَلِقَتْ نفُسه الشيءَ فهي عَلِقةٌ وعَلاقِيةٌ وعَلِقْنَةٌ لَهِجَتْ به قال فقلت لها والنَّفْسُ منِّي عَلِقْنَةٌ عَلاقِيَةٌ تَهْوَى هواها المُضَلَّلُ ويقال للأَمر إِذا وقع وثبت عَلِقَتْ مَعَالِقَها وصَرَّ الجُنْدَبُ وهو كما يقال جفَّ القلم فلا تَتَعَنَّ قال ابن سيده وفي المثل عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْْدب يضرب هذا للشيء تأْخذه فلا تريد أَن يُفْلِِتَكَ وقالوا عَلِقَتْ مَراسِبها بذي رَمْرامِ وبذي الرَّمْرَام وذلك حين اطمأَنت الإبل وقَرَّت عيونها بالمرتع يضرب هذا لمن اطمأَنَّ وقَرَّتْ عينه بعيشه وأَصله أَنَّ رجلاً انتهى إِلى بئر فأَعْلَقَ رِشَاءَه بِرِشَائِها ثم صار إِلى صاحب البئر فادَّعَى جِوارَه فقال له وما سبب ذلك ؟ قال عَلَّقْت رِشائي برِشائكَ فأَبى صاحب البئر وأَمره أَن يرتحل فقال عَلُِقَتْ مَعالقَها صَرَّ الجُنْدب أَي جاءَ الحرُّ ولا يمكنني الرحيل ويقال للشيخ قد عَلِقَ الكِبَرُ مَعَالقَهُ جمع مِعْلَقٍ وفي الحديث فَعَلِقتْ منه كلَّ معْلق أَي أَحبها وشُغِفَ بها يقال عَلِقَ بقليه عَلاقةً بالفتح وكلُّ شيءٍ وقع مَوْقِعه فقد عَلِقَ مَعَالِقَه والعَلاقة الهوى والحُبُّ اللازم للقلب وقد عَلِقَها بالكسر عَلَقاً وعَلاقةً وعَلِقَ بها عُلوقاً وتَعَلَّقها وتَعَلَّقَ بها وعُلِّقَها وعُلِّق بها تَعْلِيقاً أَحبها وهو مُعَلِّقُ القلب بها قال الأَعشى عُلِّقْتُها عَرَضاً وعُلِّقَتْ رجلاً غَيْري وعُلِّقَ أُخْرَى غَيْرها الرجلُ وقول أَبي ذؤَيب تَعَلَّقَهُ منها دَلالٌ ومُقْلَةٌ تَظَلُّ لأَصحاب الشَّقاءِ تُديرُها أَراد تَعَلَّقَ منها دَلالاً ومُقْلةً فقلب وقال اللحياني العَلَقُ الهوى يكون للرجل في المرأَة وإنه لذو عَلَقٍ في فلانة كذا عدَّاه بفي وقالوا في المثل نَظْرةٌ من ذي عَلَقٍ أَي من ذي حُبّ قد عَلِقَ بمن هويه قال كثيِّر ولقد أَرَدْتُ الصبرَ عنكِ فعاقَني عَلَقٌ بقَلْبي من هَواكِ قديمُ وعَلِقَ حبُّها بقلبه هَوِيَها وقال اللحياني عن الكسائي لها في قلبي عِلْقُ حبٍّ وعَلاقَةُ حُبٍّ وعِلاقَةُ حبٍّ قالك ولم يعرف الأَصمعي عِلْق حب ولا عِلاقةَ حبٍّ إِنما عرف عَلاقَةَ حُب بالفتح وعَلَق حبٍّ بفتح العين واللام والعَلاقَةُ بالفتح قال المرار الأَسدي أَعَلاقَةً أُمَّ الوُلَيِّدِ بعدما أَفْنانُ رأْسِكِ كالثَّغامِ المُخْلِس ؟ واعْتَلَقَهُ أَي أَحبه ويقال عَلِقْتُ فلانةَ عَلاقةً أَحببتها وعَلِقَتْ هي بقلبي تشبثت به قال ذو الرمة لقد عَلِقَتْ مَيٌّ بقلبي عَلاقةً بَذطِيئاً على مَرِّ الليالي انْحِلالُها ورجل علاقِيَةٌ مثل ثمانية إِذا عَلِقَ شيئاً لم يُقْلِعْ عنه وأَعْلَقَ أَظفارَه في الشيء أَنشَبها وعَلَّقَ الشيءَ بالشيء ومنه وعليه تَعْليقاً ناطَهُ والعِلاقةُ ما عَلَّقْتَه به وتَعَلَّقَ الشيءَ عَلقَهُ من نفسه قال تَعَلَّقَ إِبريقاً وأَظْهَرَ جَعْبةً ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاءٍ وجَامِلِ وقيل تَعَلَّق هنا لزمه والصحيح الأَول وتَعَلَّقَهُ وتَعَلَّق به بمعنى ويقال تَعَلَّقْتَهُ بمعنى عَلَّقْتُهُ ومنه قول عبيد الله بن زياد لأَبي الأَسود لو تَعَلَّقْتَ مَعَاذَةً لئلا تصيبك عين وفي الحديث من تَعَلَّق شيئاً وكِلَ إِليه أَي من عَلَّقَ على نفسه شيئاً من التعاويذ والتَّمائم وأَشباهها معتقداً أَنها تَجْلُب إِليه نفعاً أَو تدفع عنه ضرّاً وفي الحديث أَنه قال أَدُّوا العَلائِقَ قالوا يا رسول الله وما العَلائِقُ ؟ وفي رواية في قوله تعالى وأَنكحوا الأَيامَى منكم والصالحين قيل يا رسول الله فما العَلائِقُ بينهم ؟ قال ما تَرَاضَى عليه أَهْلُوهُم العَلائِقُ المُهُور الواحدة عَلاقَةٌ قال وكلُّ ما يُتَبَلَّغُ به من العيش فهو عُلْقةٌ قال ابن بري في هذا المكان والعِلْقةُ بالكسر الشَّوْذَرُ قال الشاعر وما هي إِلاَّ في إزارٍ وعِلْقَةٍ مَغَارَ ابنِ هَمَّامٍ على حَيٍّ خثعما وقد تقدم الاستشهاد به ويقال لم تبق لي عنده عُلْقةٌ أَي شيءٌ والعَلاقةُ ما يُتبلغ به من عيش والعُلْقةُ والعَلاقُ ما فيه بُلْغة من الطعام إِلى وقت الغذاء وقال اللحياني ما يأْكل فلان إِلا عُلْقَةً أَي ما يمسك نفسه من الطعام وفي الحديث وتَجْتَزِئُ بالعُلْقَةِ أَي تكتفي بالبُلْغةِ من الطعام وفي حديث الإفك وإِنما يأْكلْنَ العُلْقةَ من الطعام قال الأَزهري والعُلْقةُ من الطعام والمركبِ ما يُتَبَلَّغُ به وإِن لم يكن تامّاً ومنه قولهم ارْضَ من المَرْكب بالتَّعْلِيقِ يضرب مثلاً للرجل يُؤْمَرُ بأَن يقنع ببعض حاجته دون تمامها كالراكب عَلِيقةً من الإِبل ساعة بعد ساعة ويقال هذا الكلام لنا فيه عُلْقةٌ أي بلغة وعندهم عُلْقةٌ من متاعهم أَي بقية وعَلَقَ عَلاقاً وعَلوقاً أَكل وأَكثرما يستعمل في الجحد يقال ما ذقت عَلاقاً ولا عَلوقاً وما في الأَرض عَلاقٌ ولا لَماقٌ أَي ما فيها ما يتبلغ به من عيش ويقال ما فيها مَرْتَع قال الأَعشى وفَلاة كأَنّها ظَهْرُ تُرْسٍ ليسَ إِلا الرَّجِيعَ فيها عَلاقُ الرجيع الجِرَّةُ يقول لا تجد الإِبل فيها عَلاقاً إِلا ما تردُّه من جِرَّتها وفي المثل ليس المُتَعَلِّق كالمُتَأَنِّق يريد ليس مَنْ عَيشُه قليل يَتَعَلَّق به كمن عيشه كثير يختار منه وقيل معناه ليس من يَتَبَلَّغ بالشيء اليسير كمن يتأَنَّق يأْكل ما يشاء وما بالناقة عَلُوق أَي شيء من اللبن وما ترك الحالب بالناقة عَلاقاً إِذا لم يَدَعْ في ضرعها شيئاً والبَهْمُ تَعْلُق من الوَرَق تصيب وكذلك الطير من الثمر وفي الحديث أَرواح الشهداء في حواصل طير خُضْرٍ تَعْلُقُ من ثمار الجنة قال الأَصمعي تَعْلُق أَي تَناوَل بأَفواهها يقال عَلَقَتْ تَعْلُق عُلوقاً وأَنشد للكميت يصف ناقته أَو فَوْقَ طاوِيةِ الحَشَى رَمْلِيَّة إِنْ تَدْنُ من فَنَن الأَلاءَةِ تَعْلُق يقول كأَن قُتُودي فوق بقرة وحشية قال ابن الأَثير هو في الأَصل للإِبل إِذا أَكلت العِضاهَ فنقل إِلى الطير وروءاه الفراء عن الدبيريين تَعْلَق من ثمار الجنة وقال اللحياني العَلْق أَكل البهائم ورق الشجر عَلَقَتْ تَعْلُق عَلْقاً والصبي يَعْلُقُ يَمُصُّ أَصابعه والعَلوقُ ما تَعْلُقه الإِبل أَي ترعاه وقيل هو نبت قال الأَعشى هو الوَاهِبُ المائة المُصْطَفا ة لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارَا أَي حَسَّنَ النبْتُ أَلوانها وقيل إِنه يقول رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاط بهن الاحمرار من السِّمَن والخِصْب ويقال أَراد بالعَلُوق الولد في بطنها وأَراد بالاحمرار حسن لونها عند اللَّقْحِ وقال أَبو الهيثم العَلُوق ماءُ الفحل لأَن الإِبل إِذا عَلِقَتْ وعقدت على الماء انقلبت أَلوانها واحْمَرَّت فكانت أَنْفَسَ لها في نفس صاحبها قال ابن بري الذي في شعر الأَعشى بأَجْوَدَ منه بِأْدْمِ الرِّكا بِ لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرارا قال وذلك أَن الإِبل إِذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ والأَصْهبُ أَحمر وأَما عَجُُزُ البيت الذي صدره هو الواهبُ المائة المُصْطَفا ة لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا أَي حَسَّنَ النبْتُ أَلوانها وقيل إِنه يقول رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاط بهن الاحمرار من السِّمَن والخِصْب ويقال أَراد بالعَلُوق الولد في بطنها وأَراد بالاحمرار حسن لونها عند اللَّقْحِ وقال أَبو الهيثم العَلُوق ماءُ الفحل لأَن الإبل إِذا عَلِقَتْ وعقدت على الماء انقلبت أَلوانها واحْمَرَّت فكانت أَنْفَسَ لها في نفس صاحبها قال ابن بري الذي في شعر الأَعشى بأَجْوَدَ منه بِأُدْمِ الرِّكا بِ لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرارا قال وذلك أَن الإبل إِذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ والأَصْهب أَحمرَ وأَما عَجُزُ البيت الذي صدره هو الواهِبُ المائة المُصْطَفا ة لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا فإِنه إِما مَخَاضاً وإِما عِشَارَا والعَلْقَى شجر تدوم خضرته في القَيْظ ولها أَفنان طوالِ دقاق وورق لِطاف بعضهم يجعل أَلفها للتأنيث وبعضهم يجعلها للإلحاق وتنون قال الجوهري عَلْقَى نبت وقال سيبويه تكون واحدة وجمعاً قال العجاج يصف ثوراً فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكورِ بين تَواري الشَّمْسِ والذُّرُورِ وفي المحكم يَسْتَنُّ في عَلْقَى وفي مُكورِ وقال ولم ينونه رؤبة واحدته عَلْقاة قال ابن جني الأَلف في عَلْقاة ليست للتأْنيث لمجيء هاء التأْنيث بعدها وإِِنما هي للإِلحاق ببناء جعفر وسلهب فإِذا حذفوا الهاء من عَلْقاة قالوا عَلْقَى غير منون لأَنها لو كانت للإِلحاق لنونت كما تنون أَرْطًى أَلا ترى أَن مَنْ أَلحق الهاء في عَلْقاةٍ اعتقد فيها أَن الأَلف للإلحاق ولغير التأْنيث ؟ فإِذا نزع الهاء صار إِلى لغة من اعتقد أَن الأَلف للتأْنيث فلم ينوِّنها كما لم ينونها ووافقهم بعد نزعِهِ الهاءَ من عَلْقاة على ما يذهبون إِليه من أَن أَلف عَلْقَى للتأْنيث وبعير عَالِقٌ يرعى العَلْقَى والعالِقُ أَيضاً الذي يَعْلُقُ العِضاه أَي ينتِف منها سمي عالقاً لأَنه يَعْلُق العضاه لطولها وعَلَقَت الإِبلُ العِضاه تَعْلُق بالضم عَلْقاً إِذا تَسنَّمتها أَي رعتها من أَعلاها وتناولتها بأَفواهها وهي إِبل عَوالق ورجل ذو مَعْلَقَةٍ أَي مُغِيرٌ يَعْلَقُ بكل شيء أَصابه قال أَخاف أَن يَعْلَقَها ذو مَعْلَقَهْ وجاء بعُلَقَ فُلَقَ أَي الداهية وقد أَعْلَقَ وأَفْلَقَ وعُلَقُ فُلَقُ لا ينصرف حكاه أَبو عبيد عن الكسائي ويقال للرجل أَعْلَقْتَ وأَفْلَقْتَ أَي جئت بعُلَقَ فُلَقَ وهي الداهية لا يجري مجرى عمر ويقال العُلَقُ الجمع الكثير والعَوْلَقُ الغُول وقيل الكلبة الحريصة قال وكلبة عَوْلَقٌ حريصة قال الطرماح عَوْلقُ الحِرْصِ إِذا أَمْشَرَتْ ساوَرَتْ فيه سُؤورَ المُسامِي وقولهم هذا حديث طويل العَوْلَقِ أَي طول الذَّنَب وقال كراع إِنه لطول العَوْلَقِ أَي الذنب فلم يَخصَّ به حديثاً ولا غيره والعَليقةُ البعير أَو الناقة يوجهه الرجل مع القوم إِذا خرجوا مُمْتارين ويدفع إِليهم دراهم يمتارون له عليها قال الراجز أَرسلها عَلِيقةً وقد عَلِمْ أَن العليقَاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ يعني أَنهم يُودِعُون ركابهم ويركبونها ويزيدون في حملها ويقال عَلَّقْتُ مع فلان عَلِيقةً وأَرسلت معه عليقَةً وقد عَلَّقها معه أَرسلها وقال الراجز إِنَّا وَجَدْنا عُلَبَ العلائِقِ فيها شِفاءٌ للنُّعاسِ الطَّارِقِ وقيل يقال للدابة عَلوق وقال ابن الأَعرابي العَلِيقةُ والعَلاقةُ البعير يضمه الرجل إِلى القوم يمتارون له معهم قال الشاعر وقائلةٍ لا تَرْكَبَنَّ عَلِيقةً ومِنْ لذَّة الدنيا رُكوبُ العَلائِقِ شمر عَلاقةُ المَهْر ما يَتَعَلَّقون به على المتزوج وقال في قول امرئ القيس بِأََيّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُو نَ عَنْ دمِ عَمْروِ على مَرْثَدِ ؟
( * قوله عن دم عمرو هكذا في الأصل وفي رواية أخرى أَعَنْ بادخال همزة الإستفهام على عن )
قال العَلاقةُ النَّيْل وما تعلقوا به عليهم مثلَ عَلاقةِ المهر والعِلاقةُ المِعْلاق الذي يُعَلَّقُ به الإِناء والعِلاقةُ بالكسر عِلاقةُ السيفِ والسوط وعِلاقةُ السوط ما في مَقْبِضه من السير وكذلك عِلاقةُ القَدَحِ والمصحف والقوس وما أَشبه ذلك وأَعْلَقَ السوطَ والمصحف والسيف والقدح جعل لها عِلاقةً وعَلَّقهُ على الوَتدِ وعَلَّقَ الشيءَ خلفه كما تُعَلَّق الحقِيبةُ وغيرها من وراء الرَّحل وتَعَلَّقَ به وتَعَلَّقَه على حذف الوَسيط سواء ويقال لفلان في هذه الدار عَلاقةٌ أَي بقيةُ نصيبٍ والدَّعْوى له عَلاقةٌ وعَلِقَ الثوبُ من الشجر عَلَقاً وعُلوقاً بقي متعلقاً به وفي حديث أَبي هريرة رُئِيَ وعليه إزار فيه عَلَقٌ وقد خيَّطه بالأُسْطُبَّةِ العَلَقُ الخرق وهو أَن يَمُرَّ بشجرة أَو شوكة فتَعْلَقَ بثوبه فتخرقه والعَلْقُ الجذبة في الثوب وغيره وهو منه والعَلَقُ كل ما عُلِّقَ وقال اللحياني
( * قوله « وقال اللحياني إلخ » عبارة شرح القاموس والمعالق بغير ياء من الدواب هي العلوق عن اللحياني ) وهي العَلوق والمَعالِق بغير ياءٍ والمِعْلاقُ والمُعْلوق ما عُلِّقَ من عنب ولحم وغيره لا نظير له إِلا مُغْْرود لضرب من الكمأَة ومُغفُور ومُغْثور ومُغْبورٌ في مُغْثور ومُزْمور لواحد مزامير داود عليه السلام عن كراع ويقال للمِعْلاق مُعْلوق وهو ما يُعَلَّق عليه الشيء قال الليث أَدخلوا على المُعلوقِ الضمة والمدّة كأَنهم أَرادوا حدّ المُنْخُل والمُدْهُن ثم أَدخلوا عليه المدة وكلُّ شيء عُلِّقَ به شيء فهو مِعْلاقه ومَعاليقُ العُقود والشُّنوف ما يجعل فيها من كل ما يحْسُن وفي المحكم ومَعالِيق العِقْدِ الشُّنُوفُ يجعل فيها من كل ما يحسن فيه والأَعالِيقُ كالمَعالِيقِ كلاهما ما عُلِّقَ ولا واحد للأَعالِيقِ وكل شيء عُلِّقَ منه شيء فهو مِعْلاقه ومِعْلاقُ الباب شء يُعَلَّقُ به ثم يُدْفع المِعْلاقُ فينفتح وفرق ما بين المِعْلاقِ والمِغْلاق أنَ المِغْلاق يفتح بالمِفْتاح والمِعْلاق يُعْلَّقُبه البابُ ثم يُدْفع المِعْلاق من غير مفتاح فينفتح وقد عَلَّق الباب وأَعلَقه ويقال عَلِّق الباب وأَزْلِجْهُ وتَعْلِيق البابِ أَيضاً نَصْبه وترْكِيبُه وعَلِّق يدَه وأَعْلَقها قال وكنتُ إِذا جاوَرْتُ أَعْلَقْتُ في الذُّرى يَدَيَّ فلم يُوجَدْ لِجَنْبَيَّ مَصْرَعُ والمِعْلَقة بعض أَداة الراعي عن اللحياني والعُلَّيْقُ نبات معروف يتعلَّق بالشجر ويَلْتَوي عليه وقال أَبو حنيفة العُلَّيق شجر من شجر الشوك لا يعظم وإِذا نَشِب فيه شيء لم يكد يتخلَّص من كثرة شوكه وشَوكُه حُجَز شداد قال ولذلك سمِّي عُلَّيْقاً قال وزعموا أَنها الشجرة التي آنَسَ موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام فيها النارَ وأَكثر منابتها الغِياضُ والأَشَبُ وعَلِقَ به عَلَقاً وعُلوقاً تعلق والعَلوق ما يعلق بالإنسان والمنيّةُ عَلوق وعَلاَّقة قال ابن سيده والعَلوق المنيَّة صفة غالبة قال المفضل البكري وسائلة بثَعْلبةَ بنِ سَيْرٍ وقد عَلِقَتْ بثعلبةَ العَلوقُ يريد ثعلبة بن سَيَّار فغيره للضرورة والعُلُق الدواهي والعُلُق المَنايا والعُلُق الأَشغال أَيضاً وما بينهما عَلاقةٌ أَي شيءٌ يتَعَلَّقُ به أَحدُهما على الآخر ولي في الأَمر عَلوق ومُتعلَّق أَي مُفْتَرض فأَما قوله عَيْنُ بَكِّي لِسامةَ بن لُؤَيٍّ عَلِقَتْ مِلْ أُسامةَ العَلاَّقَهْ
( * قوله « مل أُسامة » هكذا هو بالأصل مضبوطاً وقد ذكره في مادة فوق بلفظ ساق سامة مع ذكر قصته )
فإِنه عنى الحية لتَعَلّقها لأََنها عَلِقَتْ زِمام ناقته فلدغعته وقيل العَلاَّقة بالتشديد المنية وهي العَلوق أَيضاً ويقال لفلان في هذا الأَمر عَلاقة أَي دعوى ومُتعَلَّق قال الفرزدق حَمَّلْتُ من جَرْمٍ مَثاقيلَ حاجَتي كَريمَ المُحَيَّا مُشْنِقاً بالعَلائِقِ أَي مستقلاً بما يُعَلَّقُ به من الدِّيات والعَلَق الذي تُعَلَّق به البَكَرةُ من القامة قال رؤبة قَعْقَعةَ المِحْوَر خُطَّافَ العَلَقْ يقال أَعرني عَلَقَك أَي أَدة بَكَرتك وقيل العَلَقُ البَكَرة والجمع أَعْلاق قال عُيونُها خُرْزٌ لصوتِ الأَعْلاقْ وقيل العَلَقُ القامةُ والجمع كالجمع وقيل العَلَق أَداة البَكَرة وقيل هو البَكَرةُ وأَداتها يعني الخُطَّاف والرِّشاءَ والدلو وهي العَلَقةُ والعَلَق الحبل المُعَلَّق بالبَكَرة وأَنشد ابن الأَعرابي كلاَّ زَعَمْت أَنَّني مَكْفِيُّ وفَوْق رأْسي عَلَقٌ مَلْوِيُّ وقيل العَلَقُ الحبل الذي في أَعلى البكَرة وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً بِئْسَ مَقامُ الشيخ بالكرامهْ مَحالةٌ صَرَّارةٌ وقامَهُ وعَلَقٌ يَزْقُو زُقاءَ الهامَهْ قال لما كانت القامةُ مُعَلَّقة في الحبل جعل الزُّقاء له وإِنما الزُّقاء للبَكرة وقال اللحياني العَلَق الرِّشاءُ والغَرْب والمِحْور والبَكرة قال يقولون أَعيرونا العَلَق فيُعارون ذلك كله قال الأَصمعي العَلَق اسم جامع لجميع آلات الاسْتِقاء بالبكرة ويدخل فيها الخشبتان اللتان تنصبان على رأْس البئر ويُلاقي بين طرفيهما العاليين بحبل ثم يُوتَدانِ على الأَرض بحبل آخر يُمدّ طرفاه للأَرض ويُمَدَّان في وَتِدَينِ أُثْبتا في الأَرض وتُعَلَّق القامةُ وهي البَكَرة في أَعلى الخشبتين ويُسْتَقى عليها بدلوين يَنْزِع بهما ساقيان ولا يكون العَلَقُ إِلا السَّانَيَة وجملة الأَداة مِنَ الخُطَّافِ والمِحْوَرِ والبَكَرةِ والنَّعامَتَيْنِ وحبالها كذلك حفظته عن العرب وعَلَقُ القربة سير تُعَلَّقْ به وقيل عَلَقُها ما بقي فيها من الدهن الذي تدهن به ويقال كَلِفْتُ إِليك عَلَقَ القربة لغة في عَرَق القربة فأَما عَلَقُ القربة فالذي تشد به ثم تُعَلَّق وأَما عَرَقُها فأَن تَعْرَق من جهدها وقد تقدم وإِنما قال كَلِقْتُ إِليك عَلَق القربة لأَن أَشد العمل عندهم السقي وفي الحديث خَطَبَنَا عمر رضي الله عنه فقال أَيها الناس أَلا لا تُغَالوا بصَداق النساءِ فإِنه لو كان مَكْرُمَةً في الدنيا وتقوى عند الله كان أَوْلاكُم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أَصْدَقَ امرأَةً من نسائه ولا أُصْدِقَت امرأَةٌ من بناته أَكثر من ثنتي عشرة أُوقيّةً وإِن الرجل ليُغَالي بصَداق امرأَته حتى يكون ذلك لها في قلبه عداوةً حتى يقول قد كَلِفْتُ عَلَقَ القربةِ وفي النهاية يقول حتى جَشِمْتُ إِليكِ عَلَقَ القربةِ قال أَبو عبيدة عَلَقُها عِصَامُها الذي تُعَلَّقُ به فيقول تَكَلَّفْت لكِ كل شيء حتى عِصَامَ القربة والمُعَلَّقة من النساء التي فُقِد زَوجُها قال تعالى فَتَذَرُوَها كالمُعَلَّقِة وفي التهذيب وقال تعالى في المرأَة التي لا يُنْصِفُها زوجها ولم يُخَلِّ سبيلَها فَتَذَرُوها كالمُعَلّقة فهي لا أَيِّم ولا ذات بَعْل وفي حديث أُم زرع إِن أَنْطق أُطَلَّقْ وإِن أَسكت أُعَلَّقْ أَي يتركْني كالمعَلَّقة لا مُمْسَكةً ولا مطلقةً والعَلِيقُ القَضِييمُ يُعَلَّق على الدابة وعَلّقها عَلَّق عليها والعَليقُ الشراب على المثل قال الأَزهري ويقال للشراب عَلِيق وأَنشد لبعض الشعراء وأَظن أَنه لبيد وإِنشاده مصنوع اسْقِ هذا وذَا وذاكَ وعَلِّقْ لا تُسَمِّ الشَّرابَ إِلا عَلِيقَا والعَلاقة بالفتح عَلاقة الخصومة وعَلِقَ به عَلَقاً خاصمه يقال لفلان في أَرض بني فلان عَلاقةٌ أَي خصومة ورجل مِعلاقٌ وذو مِعْلاق خصيم شديد الخصومة يتعلَّق بالحجج ويستَدْركها ولهذا قيل في الخصيم الجَدِل لا يُرْسِلُ الساقَ إِلا مُمْسِكاً ساقَا أَي لا يَدَع حُجة إِلا وقد أَعَدّ أُخرى يتعلَّق بها والمِعْلاق اللسان البليغ قال مِهَلْهِلٌ إِن تحتَ الأَحْجارِ حَزْماً وجُوداً وخَصِيماً أَلَدَّ ذا مِعْلاقِ ومعْلاق الرجل لسانه إِذا كان جَدِلاً والعَلاقَى مقصور الأَلقاب واحدتها عَلاقِيَة وهي أَيضاً العَلائِقُ واحدَتها عِلاقةٌ لأَنها تُعَلَّقُ على الناس والعَلَقُ الدم ما كان وقيل هو الدم الجامد الغليظ وقيل الجامد قبل أَن ييبس وقيل هو ما اشتدت حمرته والقطعة منه عَلَقة وفي حديث سَرِيَّةِ بني سُلَيْمٍ فإِذا الطير ترميهم بالعَلَقِ أَي بقطع الدم الواحدة عَلَقةٌ وفي حديث ابن أَبي أَوْفَى أَنه بَزَقَ عَلَقَةٌ ثم مضى في صلاته أَي قطعة دمٍ منعقد وفي التنزيل ثم خلقنا النُّطْفَة عَلَقةً ومنه قيل لهذه الدابة التي تكون في الماء عَلَقةٌ لأَنها حمراء كالدم وكل دم غليظ عَلَقٌ والعَلَقُ دود أَسود في الماء معروف الواحدة عَلَقةٌ وعَلِق الدابةُ عَلَقاً تعلَّقَتْ به العَلَقَة وقال الجوهري عَلِقَت الدابةُ إِذا شربت الماءَ فعَلِقَت بها العَلَقة وعَلِقَتْ به عَلَقاً لزمته ويقال عَلِقَ العَلَقُ بحَنَك الدابة عَلَقاً إِذا عَضّ على موضع العُذّرة من حلقه يشرب الدم وقد يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإنسان ويُرْسل عليه العَلَقُ حتى يمص دمه والعَلَقَةُ دودة في الماء تمصُّ الدم والجمع عَلَق والإعْلاقُ إِرسال العَلَق على الموضع ليمص الدم وفي الحديث اللدُود أَحب إِليّ من الإعْلاقِ وفي حديث عامر خيرُ الدواءِ العَلَقُ والحجامة العَلَق دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان والمعلوق من الدواب والناس الذي أَخَذ العَلَقُ بحلقه عند الشرب والعَلوقُ التي لا تحب زوجها ومن النوق التي لا تأْلف الفحل ولا تَرْأَمُ الولد وكلاهما على الفأْل وقيل هي التي تَرْأَمُ بأَنفها ولا تَدِرُّ وفي المثل عامَلَنا مُعاملةَ العَلُوقِ تَرْأَمُ فتَشُمّ قال وبُدِّلْتُ من أُمٍّ عليَّ شَفِيقةٍ عَلوقاً وشَرُّ الأُمهاتِ عَلُوقُها وقيل العَلوق التي عُطِفت على ولد غيرها فلم تَدِرَّ عليه وقال اللحياني هي التي تَرْأَمُ بأَنفها وتمنع دِرَّتها قال أُفْنُون التغلبي أَمْ كيف يَنْفَعُ ما تأْتي العَلوقُ بِهِ رئْمانُ أَنْفٍ إِذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ وأَنشد ابن السكيت للنابغة الجعدي وما نَحَني كمِنَاح العَلُو قِ ما تَرَ من غِرّةٍ تَضْرِبِ قال ابن بري هذا البيت أَورده الجوهري تضربُ برفع الباء وصوابه بالخفض لأَنه جواب الشرط وقبله وكان الخليلُ إِذا رَابَني فعاتَبْتُه ثم لم يُعْتِبِ يقول أَعطاني من نفسه غير ما في قلبه كالناقة التي تُظْهر بشمِّها الرأْم والعطف ولم تَرْأَمه والمَعَالق من الإِبل كالعَلُوق ويقال عَلَّق فلان راحلته إِذا فسخ خِطَامها عن خَطْمِها وأَلقاه عن غاربها ليَهْنِئَها والعِلْق المال الكريم يقال عِلْقُ خير وقد قالوا عِلْق شرٍّ والجمع أَعْلاق ويقال فلان عِلْقُ علمٍ وتِبْعُ علمٍ وطلْب علمٍ ويقال هذا الشيءُ عِلْقُ مَضِنَّةٍ أَي يُضَنُّ به وجمعه أَعْلاق ويقال عِرْق مَضِنَّةٍ بالراء وقد تقدم وقال اللحياني العِلْقُ الثوب الكريم أَو التُّرْس أَو السيف قال وكذا الشيءُ الواحد الكريم من غير الروحانيين ويقال له العَلوق والعِلْق بالكسر النفيس من كل شيءٍ وفي حديث حذيفة فما بال هؤلاء الذين يسرقون أَعْلاقَنا أَي نفائس أَموالنا الواحد عِلْق بالكسر سمي به لتَعَلُّقِ القلب به والعِلْقُ أَيضاً الخمر لنفاستها وقيل هي القديمة منها قال إِذا ذُقْت فاهَا قُلت عِلْقٌ مُدَمَّسٌ أُرِيدَ به قَيْلٌ فَغُودِرَ في سَابِ أَراد سأْباً فخفف وأَبدل وهو الزِّقّ أَو الدَّنّ والعَلَق في الثوب ما عَلِق به وأَصاب ثوبي عَلْقٌ بالفتح وهو ما عَلِِقَهُ فجذبه والعِلْقُ والعِلْقةُ الثوب النفيس يكون للرجل والعِلْقةُ قميص بلا كمين وقيل هو ثوب صغير يتخذ للصبي وقيل هو أَول ثوب يلبسه المولود قال وما هي إِلاَّ في إِزارٍ وعِلْقةٍ مَغَارَ ابنِ اهَمّامٍ على حَيّ خَثْعَما ويقال ما عليه عِلْقة إِذا لم يكن عليه ثياب لها قيمة ويقال العِلْقة للصُّدْرة تلبسها الجارية تبتذل بها قال امرؤ القيس بأَيِّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُو ن عن دمِ عَمْروٍ على مَرْثَدِ ؟
( * راجع الملاحظة المثبتة سابقاً في هذه المادة )
وقد تقدم الاستشهاد به في المهر قال أَبو نصر أَراد أَيَّ عَلاقتنا ثم أَقحم الباء والعَلاقة التباعد فأَراد أَيَّ ذلك تكرهون أَتأْبون دم عمرو على مرثد ولا ترضون به ؟ قال والعَلاقةُ ما كان من متاع أَو مال أَو عِلْقةٌ أَيضاً وعِلْق للنفيس من المال وقيل كان مرثد قتل عمراً فدفعوا مرثداً ليُقْتل به فلم يرضوا وأَرادوا أَكثر من رجل برجل فقال بأَيِّ ضعف وعجز رأَيتم منا إِذ طمعتم في أ َكثر من دم بدم ؟ والعُلْقة نبات لا يَلْبَثُ والعُلْقةُ شجر يبقى في الشتاء تَتَبَلَّغُ به الإِبل حتى تُدْرك الربيع وعَلَقَت الإِبل تَعْلُق عَلْقاً وتَعَلَّقت أَكلت من عُلْقةِ الشجر والعَلَقُ ما تتبلغ به الماشية من الشجر وكذلك العُلْقةُ بالضم وقال اللحياني العَلائِقُ البضائع وعَلِقَ فلانٌ يفعل كذا ظَلَّ كقولك طَفِقَ يفعل كذا فال الراجز عَلِقَ حَوْضي نُغَر مُكِبُّ إِذا غَفَلْتُ غَفْلةً يَعُبُّ أَي طَفِقَ يرِدهُ ويقال أَحبه واعتاده وفي الحديث فَعَلِقُوا وجهه ضرباً أَي طفقوا وجعلوا يضربونه والإِعْلاقُ رفع اللَّهاةِ وفي الحديث أَن امرأَة جاءت بابن لها إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أَعْلَقَتْ عنه من العُذْرةِ فقال عَلامَ تَدْغَرْنَ أَولادكن بهذه العُلُق ؟ عليكم بكذا وفي حديث بهذا الإِعْلاق وفي حديث أُم قيس دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بابنٍ لي وقد أَعلقتُ عليه الإِعْلاقُ معالجة عُذْرةِ الصبي وهو وجع في حلقه وورم تدفعه أُمه بأُصبعها هي أَو غيرها يقال أَعْلَقَتْ عليه أُمُّه إِذا فعلت ذلك وغَمَزت ذلك الموضع بأُصبعها ودفعته أَبو العباس أَعْلَقَ إِذا غَمَزَ حلق الصبي المَعْذور وكذلك دَغَر وحقيقة أَعْلقتُ عنه أَزلتُ العَلُوقَ وهي الداهية قال الخطابي المحدثون يقولون أَعْلَقَت عليه وإِنما هو أَعْلَقَتْ عنه أَي دفَعت عنه ومعنى أَعْلَقَتْعليه أَوْرَدَتْ عليه العَلُوقَ أَي ما عذبته به من دَغْرها ومنه قولهم أَعْلَقْتُ عَليَّ إِذا أَدخلت يدي في حلقي أَتَقَيَّأُ وجاءَ في بعض الروايات العِلاق وإِما المعروف الإِعْلاق وهو مصدر أَعْلَقَتُ فإِن كان العِلاقُ الاسمَ فيَجُوز وأَما العُلُق فجمع عَلُوق والإعْلاق الدَّغْر والمِعْلَقُ العُلْبة إِذا كانت صغيرة ثم الجَنْبة أَكبر منها تعمل من جَنْب الناقة ثم الحَوْأَبة أَكبرهن والمِعْلَقُ قدح يعلقه الراكب معه وجمعه مَعَالق والمَعَالقُ العِلاب الصغار واحدها مِعْلَق قال الفرزدق وإِنا لنُمْضي بالأَكُفِّ رِماحَنا إِذا أُرْعِشَتْ أَيديكُم بالمَعَالِقِ والمِعْلَقة متاع الراعي عن اللحياني أَو قال بعض متاع الراعي وعَلَقَه بلسانه لَحاهُ كَسَلَقَةُ عن اللحياني ويقال سَلَقَه بلسانه وعَلَقَه إِذا تناوله وهو معنى قول الأَعشى نهارُ شَرَاحِيلَ بن قَيْسَ يَرِيبنُي ولَيْل أَبي عيس أَمَرُّ وأَعَلق ومَعَاليق ضرب من النخل معروف قال يذكر نخلاً لئِنْ نجَوْتُ ونجَتْ مَعَالِيقْ من الدَّبَى إِني إِذاً لَمَرْزُوقْ والعُلاَّقُ شجر أَو نبت وبنو عَلْقَةَ رهط الصِّمَّةِ ومنهم العَلَقاتُ جمعوه على حد الهُبَيْراتِ وعَلَقَةُ اسم وذو عَلاقٍ جبل وذو عَلَقٍ اسم جبل عن أَبي عبيدة وأَنشد ابن أَحمر ما أُمُّ غُفْرٍ على دَعْجاء ذي عَلَقٍ يَنْفِي القَراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقُِلُ وفي حديث حليمة ركبت أَتاناً لي فخرجت أَمام الرَّكْبِ حتى ما يَعْلَقُ بها أَحد منهم أَي ما يتصل بها ويلحقها وفي حديث ابن مسعود إنَّ امرَأً بمكة كان يسلم تسليمتين فقال أَنَّى عَلِقَها فإِن رسول الله صلى عليه وسلم كان يفعلها ؟ أَي من أَين تعلَّمها وممن أَخذها ؟ وفي حديث المِقْدام أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِن الرجل من أَهل الكتاب يتزوج المرأَة وما يَعْلَقُ على يديها الخير وما يرغب واحد عن صاحبه حتى يموتا هَرَماً قال الحربي يقول من صغرها وقلَّةِ رِفْقها فيصبر عليها حتى يموتا هَرَماً والمراد حثُّ أصحابه على الوصية بالنساء والصبر عليهن أَي أَن أَهل الكتاب يفعلون ذلك بنسائهم وعَلِقَت المرأَة أَي حَبِلَتْ وعَلِقَ الظَّبْيُ في الحبالة والعُلَّيْقُ مثال القُبَّيْط نبت يتعلق بالشجر يقال له بالفارسية « سَبرَنْد »
( * قوله « سبرند » كذا بالأصل والذي في الصحاح سرند مضبوطاً كفرند ) وربما قالوا العُلَّيْقَى مثال القُبَّيْطَى وفي التهذيب في هذه الترجمة روي عن عليّ رضي الله عنه أَنه قال لنا حق إِن نُعْطَهُ نأْخُذْه وإِن لم نُعْطَهُ نركبْ أَعجاز الإِبل قال الأَزهري معنى قوله نركب أَعجاز الإِبل أَي نرضى من المركب بالتَّعْلِيق لأَنه إِذا مُنِعَ التَّمَكُّن من الظهر رضي بعَجُزِ البعير وهو التَّعْليق والأَولى بهذا أَن يذكر في ترجمة عجز وقد تقدم

( علفق ) ابن سيده العُلْفُوق الثقيل الوَخِمُ

( عمق ) العُمْق والعَمْق البعد إِلى أَسفل وقيل هو قعر البئر والفجِّ والوادي قال ابن بري ومنه قول الشمّاخ وأَفْيح من رُوْضِ الرُّبابِ عَمِيق أَي بعيد وتَعْمِيقُ البئر وإِعْماقها جَعْلُها عَمِيقةً وتقول العرب بئر عَمِيقةٌ ومََِعقيةٌ بعيدة القعر وقد عَمُقتْ ومَعُقَتْ وأَعْمَقْتُها وإِنها لبعيدة العَمْقِ والمَعْق قال الله تعالى وعلى كل ضامر يأْتين من كل فَجٍّ عَمِيق قال الفراء لغة أَهل الحجاز عَمِيق وبنو تميم يقولون مَعِيق قال مجاهد في قوله من كل فَجٍّ عَمِيق من كل طريق بعيد وقال الليث في قوله من كل فَجٍّ عَمِيق ويقال مَعيق قال والعَمِيقُ أَكثر من المَعِيق في الطريق وأَعْماقُ الأَرض نواحيها ويقال لي في هذه الدار عَمَقٌ أَي حق وما لي فيها عَمَق أَي حق والعَمْق البُسْر الموضوع في الشمس ليَنْضَجَ عن أَبي حنيفة قال وأَنا فيه شاكّ ورجل عُمْقِيُّ الكلام لكلامه غَوْرٌ والعِمَقَى نبت وبعير عامِقٌ وإِبل عامِقةٌ تأْكل العِمْقَى قال الجوهري العِمْقَى بكسر العين شجر بالحجاز وتهامة قال ابن بري ويقال العِمْقَى أَمَرُّ من الحَنْظَلِ قال الشاعر فأُقْسِمُ أَنَّ العيشَ حُلْوٌ إِذا دَنَتْ وهو إِنْ نأَتْ عني أَمَرّ من العِمْقَى والعِمْقى موضع قال أَبو ذؤَيب لَمَّا ذَكَرْتُ أَخا العِمْقَى تَأَوَّبَني همُّ وأَفَردَ ظَهري الأَغْلَبُ الشِّيحُ
( * قوله « أخا العمقى » قال الصاغاني فيه ثلاث روايات بالكسر وبالضم وبالنون وبدل الميم اه قلت أما الكسر فهي رواية الباهلي ورواه الأخفش بفتح العين وقال هو اسم واد فتكون الروايات أربعاً اه شرح القاموس )
والعُمَق بضم العين وفتح الميم موضع بمكة وقول ساعدة بن جؤبة لما رأَى عَمْقاً ورَجَّعَ عُرْضُهِ هَدْراً كما هَدَر الفَنِيقُ المُصْعبُ أَراد العُمَق فغيَّر وقد يكون عَمْقٌ بلداً بعينه غير هذا قال الأَزهري العُمَق موضع على جادَّة طريق مكة بين مَعْدن بني سُلَيْم وذات عِرْق قال والعامة تقول العُمُق وهو خطأ قال وعَمْق موضع آخر وفي الحديث ذكر العُمَقِ قال ابن الأَثير العُمَقُ بضم العين وفتح الميم منزل عند النَّقِرَة لحاجّ العِراقِ فأَما بفتح العين وسكون الميم فوَادٍ من أَودية الطائف نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حاصَرها وعِمَاق موضع وعَمْق أرض لمُزَيْنَة وما في النِّحْيِ عَمَقةٌ كقولك ما به عَيْقَةٌ عن اللحياني أَي لَطْخ ولا وَضَرٌ ولا لَعُوق من رُبٍّ ولا سَمْن وعَمِّق النظر في الأُمور تَعْمِيقاً وتَعَمَّق في كلامه أَي تَنَطَّع وتَعَمَّق في الأَمر تَنَوَّقَ فيه فهو مُتَعَمِّق وفي الحديث لو عَادَى الشهرُ لواصَلْت وصالاً يَرَعُ المتَعَمّقونَ تَعَمُّقَهم المُتَعَمِّقُ المُبالغ في الأَمر المتشدِّد فيه الذي يطلب أَقصى غايته والعَمْق والعُمْق ما بعُد من أطراف المَفَاوِزِ والأَعماق أَطراف المَفاوِز البعيدة وقيل الأَطراف ولم تقيِّد ومنه قول رؤبة وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْترَقْ مُشْتَبِه الأَعْلام لَمّاعِ الخَفَق ويقال الأَعْماقُ
( * كذا بياض بالأصل ) المطمئن ويجوز أَن تكون بعيدة الغَوْر وأُعَامِق موضع
( * قوله « وأعامق موضع » ضبطه شارح القاموس بضم الهمزة ومثله في ياقوت ) قال الشاعر وقد كان مِنّا مَنْزِلاً نَسْتَلذُّه أُعَامِقُ بَرْقاوَاتُهُ فأَجاوِلُه

( عمشق ) قال الأَزهري في ترجمة عمش العُمْشُوشُ العُنْقود يؤكل ما عليه ويترك بعضه وهو العُمْشوق أَيضاً

( عملق ) العَمْلق الجور والظلم والعَمْلَقةُ اختلاط الماء في الحوض وخُشُورته وحكى ابن بري عن ابن خالويه العَملقُ الإختلاط والخُثُورة ولم يقيده بماء ولا غيره وعَمْلَقَ ماؤُهم قلَّ والعِمْلاقُ الطويل والجمع عَمَالِيقُ وعَمَالِقةٌ وعَمالق بغير ياء الأخيرة نادرة وعَمْلَقٌ وعِمْلِقٌ وعِمْليق وعمْلاق أَسماء والعَمَالقةُ من عادٍ وهم بنو عِمْلاقٍ قال الأَزهري عِمْلاقٌ أَبو العَمالقة وهم الجبابرة الذين كانوا بالشأم على عهد موسى عليه السلام وفي حديث خبّاب أَنه رأَى ابنه مع قاصٍّ فأَخذ السوط وقال أَمَعَ العَمَالقةِ ؟ هذا قَرْنٌ قد طَلَع قال ابن الأَثير العَمَالقة الجبابرة الذين كانوا بالشام من بقية قوم عادٍ قال ويقال لمن يَخْدَعُ الناس ويَخْلُبهم عِمْلاق قال والعَمْلَقة التَّعْمِيق في الكلام فشَبَّه القُصّاص بهم لما في بعضهم من الكبر والإستطالة على الناس أَو بالذين يخدعونهم بكلامهم وهو أَشبه الجوهري العَمالِيق والعَمالِقة قوم من ولد عِمْلِيق بن لاوَذَ بن إرَمَ بن سامِ بن نُوح وهم أُمم تفرقوا في البلاد

( عنق ) العُنْقُ والعُنُقُ وُصْلة ما بين الرأس والجسد يذكر ويؤنث قال ابن بري قولهم عُنُق هَنْعَاءُ وعُنُق سَطْعاءُ يشهد بتأنيث العُنُق والتذكير أَغلب يقال ضربت عُنُقه قاله الفراء وغيره وقال رؤبة يصف الآل والسَّراب تَبْدُوا لَنا أعْلامُه بعد الفَرَقْ خارِجَةً أعناقُها من مُعْتَنَقْ ذكر السراب وانْقِماسَ الحِبال فيه إلى أَعاليها والمُعْتَنَقُ مَخْرج أَعناق الحِبال من السراب أَي اعْتَنَقَتْ فأَخرجت أَعناقها وقد يخفف العُنُق فيقال عُنْق وقيل مَنْ ثَقَّل أَنَّث ومَن خَفَّف ذكَّر قال سيبويه عُنْق مخفف من عُنُق والجمع فيهما أَعناق لم يجاوزوا هذا البناء والعَنَقُ طول العُنُقِ وغِلظه عَنِقَ عَنَقاً فهو أَعنق والأْنثى عَنْقاء بيِّنة العَنَق وحكى اللحياني ما كان أَعْنَقَ ولقد عَنِقَ عَنَقاً يذهب إلى النّقلة ورجل مُعْنِقٌ وامرأة مُعْنِقَةٌ طويلا العُنُقِ وهَضْبة معْنقة وعَنْقاءُ مرتفعة طويلة أَبو كبير الهذلي عَنْقاءُ مُعْنِقةٌ يكون أَنِيسُها وُرْقَ الحَمام جَميمُها لم يُؤكل ابن شميل مَعَانيق الرمال حبال صغار بين أَيدي الرمل الواحدة مُعْنِقة وعانَقهُ مُعَانقةً وعِناقاً التزمه فأدنى عُنُقَه من عُنُقِه وقيل المُعَانقة في المودة والإعْتِناقُ في الحرب قال يَطْعُنُهم وما ارْتَمَوْا حتى إذا اطَّعَنُوا ضارَبَ حتى إذا ما ضَارَبُوا اعْتَنَقَا وقد يجوز الافتعالُ في موضع المُفاعلة فإذا خصصت بالفعل واحداً دون الآخر لم تقل إلاّ عانَقه في الحالين قال الأَزهري وقد يجوز الاعتناقُ في المودَّةِ كالتَّعانُقِ وكلٌّ في كلٍّ جائزٌ والعَنِيقُ المُعانِقُ عن أَبي حنيفة وأَنشد وما راعَني إلاَّ زُهاءُ مُعانِقِي فأَيُّ عَنِيقٍ بات لي لا أَبالِيَا وفي حديث أُم سلمة قالت دخَلَتْ شاة فأَخذت قُرْصاً تحت دَنٍّ لنا فقمت فأَخذته من بين لَحْييها فقال ما كان ينبغي لكِ أَن تُعَنِّقِيها أَي تأخذي بعُنُقِها وتَعْصِريها وقيل التَّعْنِيقُ التَّخْييبُ من العَنَاقِ وهي الخيبة وفي الحديث أَنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات ابْكِينَ وإياكنَّ وتَعَنُّقَ الشيطان هكذا جاء في مسند أَحمد وجاء في غيره ونَعِيقَ الشيطان فإن صَحَّت الأُولى فتكون من عَنَّقَه إذا أَخذ بعُنُقِه وعَصَرَ في حلقه لِيَصِيح فجعل صياح النساء عند المصيبة مسبَّباً عن الشيطان لأنه الحامل لهنَّ عليه وكلب أَعْنَقُ في عُنُقِه بياض والمِعْنَقَةُ قلادة توضع في عُنُق الكلب وقد أَعْنَقَه قلَّده إياها وفي التهذيب والمِعْنَقَةُ القلادة ولم يخصص والمِعْنَقةُ دُوَيبة واعْتَنَقَت الدابةُ وقعت في الوَحْل فأخرجت عُنقَها والعانِقاءُ جُحْرٌ مملوءٌ تراباً رِخْواً يكون للأَرنب واليَرْبوع يُدْخِل فيه عُنُقَه إذا خاف وتَعَنَّقَت الأَرنب بالعانِقاء وتَعَنَّقَتْها كلاهما دَسَّتْ عُنقها فيه وربما غابت تحته وكذلك اليربوع وخصَّ الأَزهري به اليربوع فقال العانقاءُ جُحْر من جِحَرة اليربوع يملؤه تراباً فإذا خاف انْدَسَّ فيه إلى عُنُقه فيقال تَعَنَّقَ وقال المفضل يقال لجِحَرة اليربوع النّاعِقاءُ والعانِقاء والقاصِعاءُ والنافِقاءُ والرَّاهِطماءُ والدامّاءُ ويقال كان ذلك على عُنُق الدهر أَي على قديم الدهر وعُنُق كل شيء عُنُق الصيف والشتاء أَولهما ومقدَّمتهما على المثل وكذلك عُنُق السِّنّ قال ابن الأَعرابي قلت لأَعرابي كم أَتى عليك ؟ قال أخذت بعُنُق الستين أي أَولها والجمع كالجمع والمُعْتنَق مَخْرج أَعناق الحبال
( * قوله « أعناق الحبال » أي حبال الرمل ) قال خارجة أَعْناقُها من مُعْتَنَقْ وعُنُق الرَّحِم ما اسْتدق منها مما يلي الفرج والأَعناق الرؤساء والعُنُق الجماعة الكثيرة من الناس مذكَّر والجمع أَعْناق وفي التنزيل فظلَّت أَعناقهم لها خاضعين أَي جماعاتهم على ما ذهب إليه أكثر المفسرين وقيل أَراد بالأَعناق هنا الرِّقاب كقولك ذَلَّتْ له رقاب القوم وأَعْناقهم وقد تقدم تفسير الخاضعين على التأويلين والله أَعلم بما أَراد وجاء بالخبر على أصحاب الأَعناق لأنه إذا خضع عُنُقهِ فقد خضع هو كما يقال قُطِع فلان إذا قُطِعَتْ يده وجاءَ القوم عُنُقاً عُنُقاً أَي طوائف قال الأَزهري إذا جاؤوا فِرَقاً كل جماعة منهم عُنُق قال الشاعر يخاطب أَمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أَبْلِغْ أَميرَ المؤمني ن أخا العِراقِ إذا أَتَيْتا أَن العِراقَ وأَهلَهُ عُنُقٌ إليكَ فَهْيتَ هَيْتَا أَراد أَنهم أَقبلواإليك بجماعتهم وقيل هم مائلون إليك ومنتظروك ويقال جاء القوم عُنُقاً عُنُقاً أَي رَسَلاً رَسَلاً وقَطِيعاً قطيعاً قال الأَخطل وإذا المِئُونَ تواكَلَتْ أَعْناقُها فاحْمِدْ هُناكَ على فَتىً حَمّالِ قال ابن الأَعرابي أَعْناقُها جماعاتها وقال غيره سادَاتها وفي حديث يخرج عُنُقٌ من النار أَي تخرج قطعة من النار ابن شميل إذا خرج من النهر ماء فجرى فقد خرج عُنُق وفي الحديث لا يزال الناس مختلفةً أَعْناقُهم في طلب الدنيا أَي جماعات منهم وقيل أَراد بالأَعناق الرؤساء والكُبَرَاء كما تقدم ويقال هم عُنُق عليه كقولك هم إلْبٌ عليه وله عُنُق في الخير أَي سابقة وقوله المؤذِّنون أَطول الناس أَعْناقاً يوم القيامة قال ثعلب هو من قولهم له عُنُق في الخير أَي سابقة وقيل إنهم أكثر الناس أَعمالاً وقيل يُغْفَرُ لهم مَدَّ صوتهم وقيل يُزَادونَ على الناس وقال غيره هو من طول الأَعْناقِ أي الرقاب لأَن الناس يومئذ في الكرب وهم في الرَّوْح والنشاط متطلعون مُشْرَئِبُّونَ لأَنْ يُؤذَنَ لهم في دخول الجنة قال ابن الأَثير وقيل أَراد أَنهم يكونون يومئذ رؤساء سادةً والعرب تصف السادة بطول الأَعناق وروي أَطولُ إعْناقاً بكسر الهمزة أَي أَكثر إسراعاً وأَعجل إلى الجنة وفي الحديث لا يزال المؤمن مُعْنِقاً صالحاً ما لم يُصِبْ دماً حراماً أَي مسرعاً في طاعته منبسطاً في عمله وقيل أَراد يوم القيامة والعُنُق القطعة من المال والعُنُق أَيضاً القطعة من العمل خيراً كان أَو شرّاً والعَنَق من السير المنبسط والعَنِيقُ كذلك وسير عَنَقٌ وعَنِيقٌ معروف وقد أَعْنَقَت الدابةُ فهي مُعْنِقٌ ومِعْناق وعَنِيق واستعار أَبو ذؤيب الإعْناق للنجوم فقال بأَطْيَبَ منها إذا ما النُّجُو م أَعْنَقْنَ مِثْلَ هَوَادِي
( * هكذا ورد عجز هذا البيت في الأصل وهو مختل الوزن )
وفي حديث مُعاذٍ وأَبي موسى أَنهما كانا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر أَصحابه فأناخُوا ليلةً وتَوَسَّدَ كلُّ رجل منهم بذراع راحلته قالا فانتبهنا ولم نَرَ رسول الله صلى الله عليهم وسلم عند راحلته فاتبعناه فأَخبرنا عليه السلام أَنه خُيِّرَ بين أَن يدخل نصفُ أُمته الجنة وبين الشفاعة قال شمر قوله مَعََانيق أَي مسرعين يقال أَعْنَقْتُ إليه أُعْنَقَ إعْناقاً وفي حديث أصحاب الغارِ فانفرجت الصخرة فانطلقوا مُعَانقينَ إلى الناس نبشّرهم قال شمر قوله معانيق أَي مسرعين من عانَقَ مثل أَعْنِقَ إذا سارَع وأَسرع ويروى فانطلقوا مَعانيقَ ورجل مُعْنِقٌ وقوم مُعْنِقون ومَعانيق قال القطامي طَرَقَتْ جَنُوبُ رحالَنا من مُطْرِق ما كنت أَحْسَبُها قريبَ المُعْنِقِ وقال ذو الرمة أَشَاقَتْكَ أخْلاقُ الرُّسوم الدوائرِ بأََدْعاصِ حَوضَى المُعْنِقاتِ النَّوادِرِ ؟ المُعْنِقات المتقدمات منها والعَنَقُ والعَنِيقُ من السير معروف وهما اسمان من أَعْنَقَ إعْناقاً وفي نوادر الأَعراب أَعْلَقْتُ وأَعْنَقْتُ وبلاد مُعْلِقة ومُعْنِقة بعيدة وقال أَبو حاتم المَعانقُ هي مُقَرِّضات الأَسَاقي لها أَطواق في أَعناقها ببياض ويقال عَنَقَت السحابةُ إذا خرجت من معظم الغيم تراها بيضاء لإشراق الشمس عليها وقال ما الشُّرْبُ إلاّ نَغَباتٌ فالصَّدَرْ في يوم غَيْمٍ عَنَقَتْ فيه الصُّبُرْ قال والعَنَقُ ضرب من سير الدابة والإبل وهو سير مُسْبَطِرٌّ قال أَبو النجم يا ناقَ سِيرِي عَنَقاً فَسِيحاً إلى سليمانَ فَنَسْترِيحا ونَصب نَسْتريح لأَنه جواب الأمر بالفاء وفرس مِعْناق أي جيد العَنَق وقال ابن بري يقال ناقة مِعْناق تسير العَنَق قال الأَعشى قد تجاوَزْتُها وتَحْتي مَرُوحٌ َعنْتَرِيسٌ نَعّابة مِعْناقُ وفي الحديث أنه كان يسير العَنَقَ فإذا وجد فَجْوةً نَصَّ وفي الحديث أَنه بعث سَرِيّةً فبعثوا حَرَامَ بن مِلْحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني سُلَيْم فانْتَحَى له عامرُ بن الطُّفَيْل فقتله فلما بلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَتْلُه قال أَعْنَقَ لِيَمُوتَ أَي أَن المنية أَسرعت به وساقته إلى مصرعه والمُعْنِق ما صُلب وراتفع عن الأَرض وحوله سَهْل وهو منقاد نحو مِيلٍ وأَقل من ذلك والجمع مَعانيقُ توهموا فيه مِفْعالاً لكثرة ما يأتيان معاً نحو مُتْئِم ومِتْآم ومُذْكِر ومِذْكار والعَناق الحَرَّة والعَناق الأُنثى من المَعَز أَنشد ابن الأَعرابي لقُريْطٍ يصف الذئب حَسِبْتَ بُغامَ راحِلتي عَناقاً وما هي وَيْبَ غَيرِك بالعَناقِ فلو أَني رَمَيْتُك من قريب لعاقَكَ عن دُعاءِ الذَّئبِ عاقِ والجمع أَعْنُق وعُنُق وعُنُوق قال سيبويه أَمُّا تكسيرهم إياه على أَفْعُل فهو الغالب على هذا البناء من المؤنث وأَما تكسيرهم له على فُعُول فلتكسيرهم إياه على أَفْعُل إذ كانا يعتقبان على باب فَعْل وقال الأَزهري العَنَاق الأُنثى من أَولاد المِعْزَى إذا أتت عليها سنة وجمعها عنوق وهذا جمع نادر وتقول في العدد الأَقل ثلاث أَعْنُقٍ وأَربع أََعْنُقٍ قال الفرزدق دَعْدِِعْ بأَعْنُقِك القَوائِم إنَّني في باذِخٍ يا ابن المَراغة عالِ وقال أَوس بن حجر في الجمع الكثير يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ له ظأبٌ كما صَخِبَ الغِرِيمُ وفي حديث الضحية عندي عَناقٌ جَذَعةٌ هي الأُنثى من أَولاد المعز ما لم يتم له سنة وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه لو مَنَعوني عَناقاً مما كانوا يؤدُّونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتُهم عليه قال ابن الأَثير فيه دليل على وجوب الصدقة في السِّخَال وأَن واحدة منها تجزئ عن الواجب في الأَربعين منها إذا كانت كلها سِخَالاً ولا يُكَلَّفُ صاحبها مُسِنَّةً قال وهو مذهب الشافعي وقال أَبو حنيفة لا شيء في السخال وفيه دليل على أن حَوْل النَّتَاجِ حوْلُ الأُمّهاتِ ولو كانَ يُستأنَف لها الحَوْلُ لم يوجد السبيلُ إلى أَخذ العَناق وفي حديث الشعبي نحن في العُنُوق ولم نبلغ النُّوق قال ابن سيده وفي المثل هذه العُنُوق بعد النُّوق يقول مالُكَ العُنُوق بعد النّوق يضرب للذي يكون على حالة حَسَنة ثم يركب القبيح من الأَمر ويَدَعُ حاله الأُولى وينحطّ من عُلُو إلى سُفل قال الأَزهري يضرب مثلاَ للذي يُحَطُّ عن مرتبته بعد الرفعة والمعنى أَنه صار يرعى العُنُوق بعدما كان يرعى الإبل وراعي الشّاءِ عند العرب مَهِينٌ ذليل وراعي الإبل عزيز شريف وأَنشد ابن الأَعرابي لا أَذَبحُ النّازِيَ الشّبُوبَ ولا أَسْلُخُ يومَ المَقامةِ العُنُقَا لا آكلُ الغَثَّ في الشِّتاءِ ولا أَنْصَحُ ثوبي إذا هو انْخَرَقَا وأَنشد ابن السكيت أَبوكَ الذي يَكْوي أُنُوف عُنُوقِه بأَظفارِهِ حتى أَنَسَّ وأَمْحَقا وشاة مِعْناق تلد العُنُوق قال لَهْفِي على شاةِ أَبي السِّبّاقِ عَتِيقةٍ من غنمٍ عِتَاقٍ مَرْغُوسَةٍ مأمورةٍ مِعْناقِ والعَناقُ شيءٌ من دوابِّ الأَرض كالفَهْد وقيل عَناق الأَرض دُوَيْبَّة أَصفر من الفَهْد طويلة الظهر تصيد كل شيء حتى الطير قال الأَزهري عَناقُ الأَرض دابة فوق الكلب الصيني يصيد كما يصيد الفَهْدُ ويأكل اللحم وهو من السباع يقال إنه ليس شيء من الدواب يُؤَبِّرُ أَي يُعَقّي أَثرَه إذا عدا غيره وغير الأَرْنب وجمعه عُنُوق أَيضاً والفُرْسُ تسميه سِيَاهْ كُوشَ قال وقد رأَيته بالبادية وهو أَسود الرأس أَبيض سائره وفي حديث قتادة عَناقُ الأَرض من الجوارح هي دابة وحشية أَكبر من السَّنَّوْر وأَصغر من الكلب ويقال في المثل لقي عَنَاقَ الأرض وأُذُنَيْ عَنَاقٍ أَي داهية يريد أَنها من الحيوان الذي يُصْطاد به إذا عُلِّم والعَنَاقُ الداهية والخيبة قال أَمِنْ تَرْجِيعِ قارِيَةٍ تَرَكْتُمْ سَبَاياكُمْ وأُبْتُمْ بالعَنَاقِ ؟ القاريةُ طير أَخضر تحبّه الأَعراب يشبهون الرجل السخيّ بها وذلك لأَنه يُنْذِرُ بالمطر وصفهم بالجُبْن فهو يقول فَزِعتُمْ لمَّا سمعتم ترجيع هذا الطائر فتركتم سباياكم وأُبْتُمْ بالخيبة وقال علي بن حمزة العَنَاقُ في البيت المُنْكَرُ أَي وأُبْتُم بأَمر مُنْكَر وأُذُنا عَناقٍ وجاء بأُذنَيْ عَناقٍ الأَرض أَي بالكذب الفاحش أَو بالخيبة وقال إذا تَمَطَّيْنَ على القَيَاقي لاقَيْنَ منه أُذُنَيْ عَنَاقِ يعني الشدَّة أَي من الحادي أَو من الجمل ابن الأَعرابي يقال منه لقيتُ أُذُنَيْ عَناقٍ أَي داهية وأمراً شديداً وجاء فلان يأُذني عنَاق إذا جاء بالكذب الفاحش ويقال رجع فلان بالعَناق إذا رجع خائباً يوضع العَناق موضع الخيبة والعنَاق النجم الأَوسط من بنات نَعْش الكُبْرى والعَنْقاءُ الداهية قال يَحْمِلْنَ عَنْقاء وعَنْقَفِيرا وأُمَّ خَشّافٍ وخَنْشَفِيرا والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا وكلهن دَواهِ ونكرَّ عَنْقاء وعَنْقَفِيراً وإنما هي العَنْقاء والعَنْقَفِير وقد يجوز أن تحذف منهما اللام وهما باقيان على تعريفهما والعَنْقاء طائر ضخم ليس بالعُقاب وقيل العَنْقاءُ المُغْرِبُ كلمة لا أَصل لها يقال إنها طائر عظيم لا ترى إلا في الدهور ثم كثر ذلك حتى سموا الداهية عَنْقاء مُغْرِباً ومُغْرِبةً قال ولولا سليمانُ الخليفةُ حَلَّقَتْ به من يد الحَجّاج عَنْقاءُ مُغْرِب وقيل سمِّيت عَنْقاء لأنه كان في عُنُقها بياض كالطوق وقال كراع العَنْقاء فيما يزعمون طائر يكون عند مغرب الشمس وقال الزجاج العَنْقاءُ المُغْرِبُ طائر لم يره أَحد وقيل في قوله تعالى طيراً أَبابِيلَ هي عَنْقاءُ مُغْرِبَة أَبو عبيد من أَمثال العرب طارت بهم العَنْقاءُ المُغْرِبُ ولم يفسره قال ابن الكلبي كان لأهل الرّس نبيٌّ يقال له حنظلة بن صَفْوان وكان بأَرضهم جبل يقال له دَمْخ مصعده في السماء مِيلٌ فكان يَنْتابُهُ طائرة كأَعظم ما يكون لها عنق طويل من أَحسن الطير فيها من كل لون وكانت تقع مُنْقَضَّةً فكانت تنقضُّ على الطير فتأْكلها فجاعت وانْقَضَّت على صبيِّ فذهبت به فسميت عَنْقاءَ مُغْرباً لأَنها تَغْرُب بكل ما أَخذته ثم انْقَضَّت على جارية تَرعْرَعَت وضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى جناحيها الكبيرين ثم طارت بها فشكوا ذلك إلى نبيهم فدعا عليها فسلط الله عليها آفةً فهلكت فضربتها العرب مثلاً في أَشْعارها ويقال أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ وطارت به العَنْقاء والعَنْقاء العُقاب وقيل طائر لم يبق في أَيدي الناس من صفتها غير اسمها والعَنْقاءُ لقب رجل من العرب واسمه ثعلبة بن عمرو والعَنْقاءُ اسم مَلِكِ والتأنيث عند الليث للفظ العَنْقاءِ والتَّعانِيقُ موضع قال زهير صَحَا القلبُ عن سَلْمَى وقد كاد لا يَسْلُو وأَقْفَرَ من سَلْمَى التَّعانِيقُ فالثِّقْلُ قال الأَزهري ورأَيت بالدهناء شبه مَنارة عاديَّةٍ مبنية بالحجارة وكان القوم الذين كنت معهم يسمونها عَناقَ ذي الرمة لذكره إياها في شعره فقال ولا تَحْسَبي شَجِّي بك البِيدَ كلَّما تَلأْلأَ بالغَوْرِ النُّجومُ الطَّوامِسُ مُرَاعاتَكِ الأَحْلالَ ما بين شارعٍ إلى حيثُ حادَتْ عن عَنَاق الأَواعِسُ قال الأَصمعي العَناق بالحِمَى وهو لَغَنِيٍّ وقيل وادي العَناق بالحِمَى في أَرض غنِيّ قال الراعي تَحمَّلْنَ من وادي العَناق فثَهْمَدِ والأَعْنَق فحل من خيل العرب معروف إليه تنسب بنات أَعْنَق من الخيل وأَنشد ابن الأَعرابي تَظَلُّ بناتُ أَعْنَقَ مُسْرَجاتٍ لرؤيتِها يَرُحْنَ ويَغْتَدِينا ويروى مُسْرِجاتٍ قال أَبو العباس اختلفوا في أَعْنَق فقال قائل هم اسم فرس وقال آخرون هو دُهْقان كثير المال من الدَّهَاقِين فمن جعله رجلاً رواه مُسْرِجات ومن جعله فرساً رواه مُسْرَجات وأَعْنَقَت الثُّرَيّا إذا غابت وقال كأنِّي حين أَعْنَقَتِ الثُّرَيّا سُقِيتُ الرَّاح أَو سَمّاً مَدُوفا وأَعْنَقَتِ النجومُ إذا تقدمت للمَغيب والمُعْنِقُ السابق يقال جاء الفرس مُعْنِقاً ودابة مِعْناقٌ وقد أَعْنَق وأَما قول ابن أَحمر في رأس خَلْقاءَ من عَنْقاءَ مُشْرِفَةٍ لا يُبْتَغَى دونها سَهْلٌ ولا جَبَلُ فإنه يصف جبلاً يقول لا ينبغي أَن يكون فوقها سهل ولا جبل أَحصن منها وقد عَانَقه إذا جعل يديه على عُنُقه وضمَّه إلى نفسه وتَعَانَقَا واعْتَنَقا فهو عَنِيقُه وقال وباتَ خَيالُ طَيْفك لي عَنِيقاً إلى أَن حَيْعَل الدَّاعِي الفَلاحَا

( عنبق ) العُنْبُقَةُ مجتَمَع الماء والطين ورجل عُنْبُق شيِّء الخلق

( عندق ) العُنْدُقَة ثُغْرة السرَّة وقيل العُنْدُقة موضع في أَسفل البطن عند السرة كأنها ثُغْرة النحر في الخلقة ويقال ذلك في العُنْقود من العنب وفي حمل الأَرَاكِ والبُطم ونحوه

( عنزق ) العَنْزَق السيِّء الخُلُق يقال عَنْزَقَ عليه عَنْزَقةً أَي ضيَّق عليه

( عنشق ) عَنْشَق اسم

( عنفق ) العَنْفَقُ خفة الشيء وقلته والعَنْفَقةُ ما بين الشفة السفلى والذَّقَن منه لخفة شعرها وقيل العَنْفَقة ما بين الذَّقَن وطرف الشفة السفلى كان عليها شعر أَو لم يكن وقيل العَنْفَقَةُ ما نبت على الشفة السفلى من الشعر قال أَعْرِفُ منكم جُدُلَ العَواتِقِ وشَعَرَ الأَقْفاء والعَنَافِقِ قال الأَزهري هي شعرات من مقدّمة الشفة السفلى ورجل بادي العَنْفَقَةِ إذا عري موضعُها من الشعر وفي الحديث أَنه كان في عَنْفَقَتِه شعراتٌ بِيض

( عهق ) العَيْهَقة والعَيْهَق النَّشاط والاسْتِنانُ قال إن لرَيْعانِ الشَّبابِ عَيْهَقا قال أَبو منصور الذي سمعناه من الثقات الغيهق بالغين المعجمة بمعنى النشاط وأنشد كأنَّ ما بي من إرَاني أَوْلَقُ وللشَّباب شِرَّةٌ وغَيْهَقُ قال فالغَيْهَق بالغين معجمة محفوظ صحيح وأما العيهقة بالعين المهملة فإني لا أحفظها لغير الليث ولا أَدري أَهي محفوظة عن العرب أَو تصحيف والعَيْهقُ السرعة والعَيْهَقُ طائر وليس بثَبت والعَيْهق الغراب الأَسود وقيل الغراب الأَسود الجسيم وقيل هو البعير الأَسود الجسيم وفيل هو الأَسود من كل شيء وقيل هو الثور الذي لونه واحد إلى السواد وقيل هو الخُطَّاف الأَسود الجبلي وقيل العَوْهق لون ذلك الخُطَّاف ابن الأَعرابي الغَقَقَةُ العَوْاهق قال وهي الخَطَاطيف الجَبَليَّة وقيل العَوْهق هو الطائر الذي يسمى الأَخْيَل وقيل العَوْهق لون كلون السماء مُشْرَب سواداً وعَوْهَقَ اللونُ صار كذلك وقيل العَوْهق اللاَّزْوَرد الذي يصبغ به قال وهي وُرَيْقاء كلون العوهق والعَوْهق لون الرماد والعَوْهق شجر وقيل العوْهق من شجر النَّبْع الذي تتخذ منه القِسِيّ أَجوده وأَنشد لبعض الرُّجَّاز إنك لو شاهَدْتَنَا بالأَبْرَقِ يوم نصافي كلَّ عَضْبٍ مِخْفَقِ وكلّ صفراءَ طَرُوحٍ عَوْهَقِ تضِجُّ ضَجَّ الحَامياتِ الزُّهَّقِ قال ابن بري العَوْهَق لُباب النَّبْع وخياره وقال كذا فسره يعقوب وقوله أَنشده ابن الأَعرابي يَتْبَعنَ خَرّقَا مثل قَوْسِ العَوْهَقِ قَوْداءَ فاقتْ فَضْلة المُعَلِّق يجوز أَن يعني بالقوس ههنا قَوْس قُزَحَ فيكون العَوْهقُ على هذا لونَ السماء لأن لونها كلون اللاَّزْوَرْد واستجاز أَن يضيف القَوْس إلى اللون لتشَبثه بالمتلوِّن الذي هو السماء ويجوز أن يعني هذا الشجر إن كانت تُعْمَلُ منه القِسِيّ قال ابن سيده وأَرى أَنه مثْلُ لون العَوْهق لأنه قد تقدم أَن العَوْهق الخُطّافُ الجبليّ الأَسود وأَنه الغراب الأَسود وأَنه الثور الذي لونه واحد إلى السواد وقوله قَوْداء فاتَتْ فضلة المُعَلِّق أَي فاتت أن تُنال فيُعَلَّق عليها فَضْلٌ مما يُحْتاجُ إليه نحو القَعْب والقَدَح وأَنشدهُ مرة أُخرى ونسب لسالم بن قُحْفان يتبعْنَ وَرْقاء كلون العَوْهق وفسره فقال يعني الطائر الذي يقال له الأَخيل ولونه أَخضر أوْرَقُ وقال ابن خالويه العوهق الصِّبْغ شبه اللاَّزْوَرَد والعَوْهَقانِ نجمان إلى جنب الفَرْقَدَيْنِ على نَسَقٍ طريقهما ممَّا يلي القُطْب قال بحيث بارَى الفَرْقَدَانِ العَوْهقا عند مَسَك القُطْب حيث اسْتَوْسَقَا وقيل هما كوكبان يتقدمان بنات نعش والعَوْهق الطويل يستوي فيه الذكر والأُنثى قال الزَّفَيان وصاحبي ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ خَطْباء وَرْقاء السَّراةِ عَوْهقُ قال الجوهري قلت لأَعرابي من بني سليم ما العَوْهَقُ ؟ فقال الطويل من الرُّبْدِ وأَنشد كأَنني ضَمَّنْتُ هِقْلاً عَوْهَقا أَقتادَ رَحْلي أَو كُدُرّاً مُحْنِقا وناقة عَوْهق طويلة العُنق والعَوْهق من النعام الطويل والعَوْهق فحل كان في الزمان الأَول للعرب تنسب إِليه كرام النجائب قال رؤبة فيهنَّ حَرْفٌ من بنات العَوْهَقِ أَبو عمرو العِيهَاقُ الضلال ولا أَدري ما الذي عَوْهَقَك أَي ما الذي رمى بك في العِيهاقِ والعَوْهَق الخُطَّاف والعَوْهق الغراب الجبلي وقيل هو الشِّقِرَّاق وأَنشد شمر ظَلَّت بيومٍ ذي سَمومٍ مُفْلِقِ بين عُنَيْزاتٍ وبين الخِرْنِقِ تَلُوذُ منه بِخِباءٍ مُلزَقِ بالأَرض لم يُكْفَأْ ولم يُرَوَّقِ إِليك تشكو آزِباتٍ مُغْلق وحادياً كالسِّيْذَنُوق الأَزْرَقِ يَتْبَعْنَ سوداء كلون العَوْهَقِ لاحقةَ الرِّجْل بَيُون المَرْفِقِ ومن ترجمة عهب أَبو عمرو يقال عَوْهَبهُ وعَوْهَقه أَي ضلَّله وهو العِيهاب والعِيهاق

( عوق ) رجل عَوْق لا خير عنده والجمع أَعْواق ورجل عُوَق جبان هذَليَّة وعاقَهُ عن الشيء يَعُوقه عَوْقاً صرفه وحبسه ومنه التَّعْويقُ والاعْتِياق وذلك إِذا أَراد أَمراً فصرفه عنه صارفٌ وأَصل عاقَ عَوَق ثم نُقل من فَعَل إِلى فَعُلٍ ثم قلبت الواو في فَعُلْتُ أَلِفاً فصارَ عاقْتُ فالتقى ساكنان العين المعتلة المقلوبة أَلِفاً ولام الفعل فحذفت العين لالتقائهما فصار التقدير عَقْتُ ثم نقلت الضمة إِلى الفاء لأَن أَصله قبل القلب فَعُلت فصار عُقْت فهذه مراجعة أَصل إِلاَّ أَن ذلك الأَصل الأَقرب لا الأَبعد أَلا ترى أَن أَول أَحوال هذه العين في صِيَغِه إِنما هو فتحة العين التي أُبدلت منها الضمة ؟ وهذا كله تعليل ابن جني وتقول عاقَني عن الوجه الذي أَردتُ عائِقٌ وعاقَتْني العَوائِقُ الواحدة عائقةٌ قال ويجوز عاقَني وعَقانِي بمعنى واحد والتَّعْويقُ تَرْبيث الناس عن الخير وعَوَّقَه وتَعَوَّقه الأَخيرة عن ابن جني واعْتاقَه كله صرفه وحبسه ورجل عُوَقَة وعُوَق وعَوِق
( * قوله « وعوق » هكذا بالأصل مضبوطاً ككتف وفي شرح القاموس عوق كعنب عن ابن الأعرابي وضبطه بعض ككتف ) أَي ذو تَعْوِيقٍ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي قال أَي ذو تَعْويقٍ للناس عن الخير وتربيث لأَصحابه لأَن علل الأُمور تحبسه عن حاجته أَنشد ابن بري للأَخطل مُوطَّأُ البيتِ مَحْمودٌ شَمائلُه عند الحَمَالةِ لا كَزُّ ولا عُوَقُ كذلك عَيّق وقيل عيِّق إتباع لضَيّق يقال عَوِقٌ لَوِقٌ وضَيّق لَيّق عَيّق ورجل عُوَّق تَعْتاقُه الأُمور عن حاجته قال الهذلي فِدىً لِبَني لِحْيان أُمي فإِنهم أَطاعوا رئيساً منهمُ غير عُوَّقِ والعَوْق الرجل الذي لا خير عنده قال رؤبة فَداك منهم كلُّ عَوْقٍ أَصْلَدِ والعَوْق الأَمر الشاغل وعَوائِقُ الدهر الشواغل من أَحداثه والتَّعَوُّق التَّثَبُّط والتَّعْوِيقُ التَّثْبيط وفي التنزيل قد يعلم الله المُعَوِّقين منكم المُعَوِّقون قوم من المنافقين كانوا يُثَبِّطون أَنصار النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أَنهم قالوا لهم ما محمدٌ وأَصحابه إِلاَّ أُكْلَةُ رأْسٍ ولو كانوا لَحْماً لالتقمهم أَبو سفيان وحِزْبُه فخلُّوهم وتعالوا إِلينا فهذا تَعْويقُهم إِياهم عن نُصْرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو تَفْعِيل من عَاقَ يَعُوق وأَما قول الشاعر فلو أَنِّي رَمَيْتُكَ من قريبٍ لَعاقَك عن دُعاء الذِّئبِ عَاقِ إِنما أَراد عائق فقلب وقيل هو على توهُّم عَقَوْته وهو مذكور في موضعه والعَيُّوقُ كوكب أَحمر مضيء بِحِيالِ الثُّرَيّا في ناحية الشَّمال ويطلع قبل الجوزاء سمي بذلك لأَنه يَعُوق الدَّبَران عن لقاء الثُّرَيّا قال أَبو ذؤَيب فَوَرَدْنَ والعَيوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضْ ضُرَباءِ خَلْفَ النجمِ لا يَتَتَلَّعُ قال سيبويه لزمته اللام لأَنه عندهم الشيء بعينه وكأَنه جعل من أُمَّةٍ كل واحد منها عَيُّوقٌ قال فإِن قلت هل هذا البناء لكل ما عَاقَ شيئاً ؟ قيل هذا بناءٌ خُصَّ به هذا النجمُ كالدَّبَران والسِّمَاكِ وقال ابن الأَعرابي هذا عَيُّوق طالعاً فحذف الأَلف واللام وهو ينويهما فلذلك يبقى على تعريفه الذي كان عليه وكذلك كل ما فيه الأَلف واللام من أَسماء النجوم والدَّراري فلك أَن تحذفهما منه وأَنت تنويهما فيبقى فيه تعريفه الذي كان مع الأَلف واللام وقيل الدَّبَرانُ نجم يلي الثرَيّا إِذا طلع علم أَن الثُّرَيّا قد طلعت قال الأَزهري عَيُّوق فَيْعُول يحتمل أَن يكون بناؤه من عَوْق ومن عَيْق لأَنَّ الواو والياء في ذلك سواء وأَنشد وعاندَت الثُّرَيّا بعد هَدْءٍ مُعاندةً لها العَيُّوقُ جَارَا قال الجوهري العَيُّوق نجم أَحمر مضيء في طرف المَجَرَّة الأَيمن يتلو الثُّرَيّا لا يتقدمه وأَصله فَيْعُول فلما التقى الياء والواو والأُولى ساكنة صارتا ياءً مشددة وتقول ما عَاقتِ المرأَةُ عند زوجها ولا لاقَتْ أَي ما حَظِيَتْ عنده قال الأَزهري يقال ما لاقَتْ ولا عاقَتْ أَي لم تَلْصَق بقلبه ومنه يقال لاقَتِ الدَّواةُ أَي لَصِقَتْ وأَنا أَلَقْتُها كأَن عَاقَتْ إِتباع للاقَتْ قال ابن سيده وإِنما حملناه على الواو وإِن لم نعرف أَصله لأَن انقلاب الأَلف عن الواو عيناً أَكثر من انقلابها عن الياء وروى شمر عن الأُموي ما في سقائه عَيْقةٌ من الرُّبِّ قال الأَزهري كأَنه ذهب به إِلى قوله ما لاقَتْ ولا عاقَتْ قال وغيره يقول ما في نِحْيه عَيقةٌ ولا عَمَقَة والعُوَاق والعَوِيقُ صوت قُنْبِ الفرس وقيل هو الصوت من كل شيء قال هو العَوِيقُ والوَعيقُ وأَنشد إِذا ما الرَّكْبُ حلَّ بدارِ قومٍ سمعتَ لها إِذا هَدَرَتْ عُوَاقَا قال الأَزهري قال اللحياني سمعت عَاقْ عَاقْ وعاقِ عاقِ وغَاقْ غَاقْ وغاقِ غاقِ لصوت الغراب قال وهو نُعَاقُه ونُغاقُه بمعنى واحد وعُوق اسم قال الأَزهري العُوقُ أَبو عُوج بنِ عُوق وعُوق موضع بالحجاز قال الشاعر فَعُوقٌ فَرُمَاحٌ فال لِوَى من أَهله قَفْرُ قال ابن سيده وعُوق موضع لم يُعَيَّن والعَوَقَةُ حي من اليمن وأَنشد إِنِّي امْرُؤٌ حَنْظَلِيٌّ في أَرُومَتِها لا من عَتِيكٍ ولا أَخواليَ العَوَقَهْ ويَعُوقُ اسم ضم كان لِكنانَةَ عن الزجاج وقيل كان لقوم نوح عليه السلام وقيل كان يُعْبد على زمن نوح عليه السلام قال الأَزهري يقال إِنه كان رجلاً من صالحي زمانه قبل نوح فلما مات جَزِعَ عليه قومُه فأَتاهم الشيطان في صورة إِنسان فقال أُمَثِّله لكم في مِحْرابكم حتى تروه كلما صليتم ففعلوا ذلك فتَمادَى ذلك بهم إِلى أَن اتخذوا على مثاله صنماً فعبدوه من دون الله تعالى وقد ذكره الله في كتابه العزيز وكذلك يُغُوث بالغين المعجمة والثاء المثلثة اسم صنم أَيضاً كان لقوم نوح والياء فيهما زائدة والله أَعلم

( عيق ) العَيْقةُ الفِناءُ من الأَرض وقيل الساحة والعَيْقة ساحل البحر وناحيته ويجمع عَيْقات قال ساعدة بن جؤية سادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيعِ ثمانياً يُلْوِي بعَيْقاتِ البحارِ ويُجْنَبُ السّادِي المُهْمَل ويَلْوي بها يذهب بها ويُجْنَبُ تصيبه الجَنُوب والعَيْق النصيب من الماء وعِيق من أَصوات الزجر يقال عَيَّق في صوته وهو يُعَيَّق في صوته والعَيْقة موضع

( غبق ) الغَبْقُ والتَّغَبُّق والاغْتِباقُ شرب العشيّ والغُبُوق الشرب العشي رجل غَبْقانُ وامرأَة غَبْقَى كلاهما على غير الفعل لأَن افْتَعَل وتَفَعَّل لا يُبْنى منهما فَعْلان والغَبُوق ما اغْتُبِقَ وخصَّ بعضهم به اللبن المشروب في ذلك الوقت وقيل هو ما أَمسى عند القوم من شرابهم فشربوه وجمعه غَبَائقُ على غير قياس قال ما ليَ لا أُسْقَى على عِلاَّتِي صبائحي غَبائِقي قَيْلاتي ؟ أَراد وغَبائقي وقَيْلاتي فحذف حرف العطف وحذفه ضعيف في القياس معدوم في الاستعمال ووجه ضعفه أَن حرف العطف فيه ضرب من الاختصار وذلك أَنه قد أُقيم مقام العامل أَلا ترى أَن قولك قام زيد وعمرو أَصله قام زيد وقام عمرو فحذفت قام الثانية وبقيت الواو كأَنها عوض منها فإِذا ذهبتَ بحذف الواو النائبة عن الفعل تجاوزتَ حدَّ الاختصار إِلى مذهب الانتهاك والإِجْحاف فلذلك رُفِضَ ذلك وغَبَقَ الرجلَ يَغْبُقه ويَغْبِقه غَبْقاً وغَبَّقَه سقاه غَبُوقاً فاغْتَبق هو اغْتِباقاً وغَبَقَ الإِبلَ والغنم سقاها أَو حلبها بالعشيّ واسم ما يحلب منها الغَبُوق والغَبُوق ما اغْتُبِقَ حارّاً من اللبن بالعشيّ ويقال هذه الناقة غَبُوقي وغَبُوقتي أَي أَغتبق لبنها وجمعها الغَبائقُ وكذلك صَبُوحي وصَبُوحتي ويقال هي قَيْلَتُه وهي الناقة التي يحتلبها عند مَقِيلِه وأَنشد صَبائحي غَبائقي قَيْلاتي والغَبُوق والغَبُوقة الناقة التي تحلب بعد المغرب عن اللحياني وتَغَبَّقها واغْتَبَقها حلبها في ذلك الوقت عنه أَيضاً وفي حديث أَصحاب الغار لا أَغْبِقُ قبلهما أَهلاً ولا مالاً أَي ما كنت أُقدِّم عليهما أَحداً في شرب نصيبهما من اللبن الذي يشربانِه والغَبُوق شرب آخر النهار مقابل الصَّبُوح وفي الحديث ما لم تَصْطَبِحوا أَو تَغْتَبِقوا وهو تَفْتَعِلوا من الغَبُوق وحديث المغيرة لا تُحَرِّم الغَبْقةُ هكذا جاء في رواية وهي المرة من الغَبُوق شرب العشي ويروى بالعين المهملة والياء والفاء وقال بعض العرب لصاحبه إِن كنت كاذباً فشربتَ غَبُوقاً بارداً أَي لا كان لك لبن حتى تشرب الماء القَراح فسماه غَبُوقاً على المثل أَو أَراد قام لك ذلك مقام الغَبُوق قال أَبو سَهْم الهُذَلي ومن تَقْلِلْ حَلُوبَتُه ويَنْكُلْ عن الأَعداءِ يَغْبُقه القَراحُ أَي يَغْبُقه الماء البارد نفسه ولقيته ذا غَبُوقٍ وذا صَبوحٍ أَي بالغداة والعشيّ لا يستعملان إِلا ظَرْفاً والغَبَقةُ خيط أَو عَرَقةٌ تشد في الخشبة المعترضة على سنام البعير وفي التهذيب على سَنام الثور إِذا كَرَب يُثْبِتُ الخشبة على سنامه وقال الأَزهري لم أَسمع الغَبَقة بهذا المعنى لغير ابن دريد

( غبرق ) التهذيب في الرباعي عن أَبي ليلى الأَعرابي قال امرأَة غُبْرُقةٌ إِذا كانت واسعة العينين شديدة سواد سوادهما والغُبارِقُ الذي ذهب به الجَمالُ كلَّ مَذْهَب قال يُبْغِضُ كل غَزِلٍ غُبارِقِ

( غدق ) الغَدَق المطر الكثير العامّ وقد غَيْدَقَ المطرُ كثر عن أَبي العَمَيْثل الأَعرابي والغَدَق أَيضاً الماء الكثير وإِن لم يكُ مطراً وفي التنزيل وأَن لو استقاموا على الطريقة لأَسقيناهم ماءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهم فيه قال ثعلب يعني لو استقاموا على طريقة الكفر لفتحنا عليهم باب اغْترارٍ كقوله تعالى لَجَعَلْنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سُقُفاً من فضة والماءُ الغَدَقُ الكثير وقال الزجاج الغَدَقُ المصدر والغَدِقُ اسم الفاعل يقال غَدِقَ يَغْدَقُ غَدَقاً فهو غَدِقٌ إِذا كثر الندَى في المكان أَو الماءُ قال ويقرأُ ماء غَدِقاً قال الليث وقوله لأَسقيناهم ماء غَدَقاً أَي لفتحنا عليهم أَبواب المعيشة لنفتنهم بالشكر والصبر وقال الفراء مثله يقول لو استقاموا على طريقة الكفر لزِدْنا في أَموالهم فتنةً عليهم وبليّة وقال غيره وأَن لو استقاموا على طريقة الهُدَى لأَسقيناهم ماء كثيراً ودليل هذا قوله تعالى ولو أَن أَهل القرى آمنوا واتقَوْا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء أَراد بالماء الغَدَقِ الماء الكثير وأَرض غَدِقةٌ في غاية الرِّيِّ وهي النَّدِيّة المبتلة الرُّبى الكثيرة الماء وعُشْبُها غَدِقٌ وغَدَقُهُ بلَلُه ورِيُّه وكذلك عشب غَدِقٌ بيِّن الغَدَق مبتلٌّ رَيّان رواه أَبو حنيفة وعزاه إِلى النضر وغَدِقَتِ الأَرض غَدَقاً وأَغْدقَتْ أَخصبت وغَدِقَتِ العين غَدَقاً فهي غَدِقة واغْدَوْدَقَتْ غَزُرَتْ وعذُبت وماءٌ مُغْدَوْدِقٌ وغَيْداقٌ غزير ومطر مُغْدَوْدقٌ كثير وغَدِقَتْ عين الماء بالكسر أَي غَزُرت وعام غَيْداقٌ مُخْصب وكذلك السنة بغير هاء أَبو عمرو غيث غَيْداق كثير الماء وعيش غَيْدَق وغَيْداقٌ واسع مخصب وقيل الغَيْداقُ اسم وهم في غَدَقٍ من العيش وغَيْداقٍ وغَيْدَقَ الرجلُ كثر لُعابه على التشبيه وفي حديث الاستسقاء اسقنا غَيْثاً غَدَقاً مُغْدِقاً الغَدَق بفتح الدال المطر الكبار القَطْرِ والمُغْدِقُ مُفْعل منه أَكَّده به وأَغْدَقَ المطرُ يُغْدِق إِغْداقاً فهو مُغْدِق وفي الحديث إِذا نشأَت السحابة من قِبَل العين فتلك عينٌ غُدَيْقةٌ وفي رواية إِذا نشأَت بحريةً فتشاءمت فتلك عينٌ غُدَيْقةٌ أَي كثيرة الماء هكذا جاءت مصغرةً وهو من تصغير التعظيم وشابٌّ غَيْدَقٌ وغَيْداقٌ أَي ناعم والغَيْداقُ الكريم الجواد الواسع الخلق الكثير العطية وقيل هو الكثير الواسع من كل شيء وإِنه لغَيْداق الجري والعَدْوِ قال تأَبَّط شرّاً حتى نجَوْتُ ولمّا يَنزِعُوا سَلَبي بوالهٍ من قَنِيصِ الشَّدِّ غَيْداقِ وشدّ غَيْداق وهو الحُضْر الشديد والغَيْداق الطويل من الخيل عن السيرافي والغَيْدَقُ والغَيْداق والغَيْدَقانُ الرخص الناعم قال الشاعر بعد النَّصابي والشَّبابِ الغَيْدَقِ وقال آخر رب خليلٍ ليَ غَيْداقٍ رَفِلْ وقال آخر جَعْد العَناصي غَيْدَقاناً أَغْيَدَا والغَيْدَاق من الغلمان الذي لم يبلغ وقيل هو ذو الرَّخاصة والنَّعْمة والغَيْداقُ من الضِّباب الرخص السمين وقيل هو من ولد الضِّباب فوق المُطَبِّخِ وقيل هو دون المُطَبِّخِ وفوق الحِسْلِ وقيل هو الضب بين الضبين وقيل هو الضَّبُّ المسن العظيم أَبو زيد يقال لولد الضَّبِّ حِسْل ثم يصير غَيْدَاقاً ثم يصير مُطَبِّخاً ثم يكون ضَبّاً مُدْركاً ولم يذكر الخُضَرِمَ بعد المُطَبِّخ وذكره خلف الأَحمر والغَياديقُ الحيّات وفي الحديث ذكر بئر غَدَق بفتحتين بئر معروفة بالمدينة والله أعلم

( غرق ) الغَرَقُ الرُّسُوب في الماء ويشبّه الذي ركبه الدَّيْن وغمرَتْه البَلايا يقال رجل غَرِق وغَريق وقد غَرِقَ غَرَقاً وهو غارِقٌ قال أَبو النجم فأَصبحُوا في الماء والخَنادِقِ من بين مَقْتول وطَافٍ غارِقِ والجمع غَرْقى وهو فعيل بمعنى مُفْعَل أَغْرَقه الله إِغْراقاً فهو غَرِيقٌ وكذلك مريض أَمْرضه الله فهو مريض وقوم مَرْضَى والنَّزِيفُ السكران وجمعه نَزْفَى والنَّزِيفُ فَعِيل بمعنى مَفْعُول أَو مُفْعَل لأَنه يقال نَزَفَتْه الخمرُ وأَنزفَتْه ثم يُرَدُّ مُفْعَل أَو مفعول إِلى فَعِيل فيُجْمَع فَعْلَى وقيل الغَرِقُ الراسب في الماء والغَرِيقُ الميت فيه وقد أَغْرَقَهُ غيره وغَرَّقه فهو مُغَرَّقٌ وغَرِيق وفي الحديث الحَرَقُ والغرق وفيه يأْتي على الناس زمان لا ينجو فيه إِلا من دَعَا دُعاء الغَرِقِ قال أَبو عدنان الغَرِقُ بكسر الراء الذي قد غلبه الماء ولمَّا يٍغْرَقْ فإِذا غَرِقَ فهو الغَرِيق قال الشاعر أَتْبَعْتُهُمْ مُقْلةً إِنْسانُها غَرِقٌ هل ما أَرى تاركٌ للعَينِ إِنْسانا ؟
( * هذا البيت لجرير ورواية ديوانه هل ما ترى تارك وفي رواية أخرى هل يا ترى تارك )
يقول هذا الذي أَرى من البَيْن والبكاء غيرُ مُبْقٍ للعين إِنسانها ومعنى الحديث كأَنه أَراد إِلاَّ مَنْ أَخلص الدعاء لأَن من أَشفى على الهلاك أَخلص في دعائه طلبَ النجاةِ ومنه الحديث اللهم إِني أَعوذ بك من الغَرَق والحَرَق الغَرَقُ بفتح الراء المصدر وفي حديث وحشيّ أَنه مات غَرِقاً في الخمر أَي متناهياً في شربها والإِكثار منه مستعار من الغَرَقِ وفي حديث علي وذكر مسجد الكوفة في زاويته فَار التَّنُّور وفيه هلك يَغُوثُ ويَعُوقُ وهو الغارُوق هو فاعول من الغَرق لأَن الغَرَق في زمان نوح عليه السلام كان منه وفي حديث أَنس وغُرَقاً فيه دُبَّاء قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والمعروف ومَرَقاً والغُرَق المَرَق وفي التنزيل أَخَرَقْتَها لتُغْرِق أَهلها والغرِقُ الذي غلبه الدَّيْن ورجل غَرِقٌ في الدَّين والبَلْوَى وغَرِيق وقد غَرِقَ فيه وهو مثل بذلك والمُغْرَقُ الذي قد أَغرقه قوم فطردوه وهو هارب عَجْلان والتَّغْريق القتل والغَرَق في الأَصل دخول الماء في سَمَّيِ الأَنف حتى تمتلئ مَنافذُه فيَهلك والشَّرَق في الفم حتى يُغَص به لكثرته يقال غَرِقَ في الماء وشَرِقَ إِذا غمره الماء فملأَ مَنافذَه حتى يموت ومن هذا يقال غَرَّقَتِ القابلة الولد وذلك إِذا لم تَرْفُقْ بالولد حتى تدخل السّابِياءُ أَنفه فتقتله وغَرَّقَتِ القابلة المولود فَِغَرِقَ خَرُقت به فانْفَتَقَتِ السابياءُ فانسد أَنفه وفمه وعيناه فمات قال الأَعشى يعني قيسَ بن مسعود الشيباني أَطَوْرَيْن في عامٍ غَزَاةً ورِحْلَةً أَلا لَيْتَ قَيْساً غَرَّقَتْهُ القَوابِلُ ويقال إِن القابلة كانت تُغَرِّقُ المولود في ماء السَّلَى عام القحط ذكراً كان أَو أُنثى حتى يموت ثم جعل كلّ قتل تَغْريقاً ومنه قول ذي الرمة إِذا غَرَّقَتْ أَرْباضُها ثِنْيَ بَكْرَةٍ بتَيْهاءَ لم تُصْبِحْ رَؤُوماً سَلُوبُها الأَرْباض الحِبال والبَكْرة الناقة الفَتِيّة وثِنْيُها بطنها الثاني وإِنما لم تعطف على ولدها لما لحقها من التعب التهذيب والعُشَراءُ من النُّوق إِذا شدَّ عليها الرَّحْلُ بالحبال ربما غُرِّقَ الجنين في ماء السّابياء فتسقطه وأَنشد قول ذي الرمة وأَغْرَقَ النبلَ وغَرَّقه بلغ به غاية المدّ في القوس وأَغْرَقَ النازع في القَوْس أَي استوفى مدها والاسْتِغْراقُ الاستيعاب وأَغْرَقَ في الشيء جاوز الحد وأَصله من نزع السهم وفي التنزيل والنَّازِعاتِ غَرْقاً قال الفراء ذكر أَنها الملائكة وأَن النَّزْعَ نزعُ الأَنفس من صدور الكفار وهو قولك والنازعات إِغْراقاً كما يُغْرِقُ النازعُ في القوس قال الأَزهري الغَرْقُ اسم أُقيم مقام المصدر الحقيقي من أَغْرَقْتُ إِغْراقاً ابن شميل يقال نَزَع في قوسه فأَغْرَقَ قال والإِغْراقُ الطرح وهو أَن يباعد السهم من شدة النزع يقال إِنه لطَرُوح أُسيد الغنوي الإِغْراق في النَّزْع أَن ينزع حتى يُشْرِبَ بالرِّصاف وينتهي إِلى كَبِدِ القَوْس وربما قطع يد الرامي قال وشُرْبُ القوسِ الرِّصافَ أَن يأْتي النزع على الرِّصاف كله إِلى الحديدة يضرب مثلاً للغُلُوِّ والإِفراط واغْتَرَقَ الفرسُ الخيل خالطها ثم سبقها وفي حديث ابن الأَكوع وأَنا على رِجْلي فأَغْتَرِقُها يقال اغترق الفرس الخيل إِذا خالطها ثم سبقها ويروى بالعين المهملة وهو مذكور في موضعه واغْتِراقُ النَّفَس استيعابه في الزَّفِير قال الليث والفرس إِذا خالط الخيل ثم سبقها يقال اغْتَرَقها وأَنشد للبيد يُغْرِقُ الثَّعلبَ في شِرَّتِهِ صائب الخَدْبة في غير فَشَلْ قال أَبو منصور لا أَدري بِمَ جَعَل قوله يُغْرِقُ الثعلبَ في شِرَّتِه حجة لقوله اغْتَرقَ الخيلَ إِذا سبقها ومعنى الإِغْراقِ غير معنى الاغْتِرَاقِ والاغْتِراقُ مثل الاسْتِغْراقِ قال أَبو عبيدة يقال للفرس إِذا سبق ا لخيلَ قد اغْتَرَقَ حَلْبة الخيل المتقدمة وقيل في قول لبيد يُغْرِقُ الثعلبَ في شِرَّتِه قولان أَحدهما أَنه يعني الفرس يسبق الثعلب بحُضْرِه في شِرَّتِه أَي نشاطه فيُخَلِّفه والثاني أَن الثعلب ههنا ثعلب الرمح في السِّنان فأَراد أَنه يَطْعُن به حتى يغيبه في المطعون لشدة حُضْره ويقال فلانة تَغْتَرِقُ نظر الناس أَي تَشْغَلُهم بالنظر إِليها عن النظر إِلى غيرها بحسنها ومنه قول قيس بن الخَطِيم تَغْترقُ الطَّرْفَ وهي لاهيةٌ كأَنما شَفَّ وَجْهَهَا نُزْفُ قوله تغْتَرق الطَّرْف يعني امرأَة تَغْتَرِقُ وتَسْتَغْرِقُ واحد أَي تستغرِق عُيون الناس بالنظَر إِليها وهي لاهِية أَي غافلة كأَنما شَفَّ وجهها نُزْفٌ معناه أَنها رَقِيقة المَحاسن وكأَن دمها ودم وجهِها نُزِفَ والمرأَة أَحسن ما تكون غِبَّ نفاسها لأَنه ذهب تهيُّج الدم فصارت رقيقة المَحاسن والطَّرْف ههنا النظر لا العين ويقال طَرَف يَطْرف طَرْفاً إِذا نظر أَراد أَنها تستميل نظَر النُّظَّار إِليها بحسنها وهي غير مُحتَفِلة ولا عامدة لذلك ولكنها لاهية وإِنما يفعل ذلك حسنُها ويقال للبعير إِذا أَجْفَرَ جَنْباه وضخُم بطنه فاستوعب الحِزام حتى ضاق عنها قد اغْتَرَقَ التَّصْدير والبِطَان واستغرقه والمُغْرِق من الإِبل التي تُلْقي ولدَها لتمامٍ أَو لغيره فلا تُظْأَرُ ولا تُحْلَب وليست مَرِيّة ولا خَلِفة واغْرَوْرَقَت عيناه بالدُّموع امتلأتا زاد التهذيب ولم تَفِيضا وقال كذلك قال ابن السكيت وفي الحديث فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم احمرَّ وجهه واغْرَوْرَقَت عيناه أَي غَرِقتا بالدموع وهو افْعَوْعَلَت من الغَرَق والغُرْقة بالضم القليل من اللبن قدْر القدح وقيل هي الشَّرْبة من اللبن والجمع غُرَق قال الشماخ يصف الإِبل تُضْحِ وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها غُرَقاً من ناصِع اللَّوْنِ حُلْو الطَّعْم مَجْهود ورواه ابن القطاع حُلْو غير مجهود والروايتان تصحان والمجهود المشتهى من الطعام والمَجْهود من اللبن الذي أُخرجَ زُبده والرواية الصحيحة تُصْبِحْْ وقد ضَمِنَتْ وقبله إِنْ تُمْسِ في عُرْفُط صُلْعٍ جَماجِمهُ من الأَسَالِقِ عارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ ويروى مَخْضُودِ والأَسالِقُ العُرْفط الذي ذهب ورقه والصُّلْع التي أُكل رؤُوسها يقول هي على قلة رَعْيها وخُبْثِه غَزيرة اللبن أَبو عبيد الغُرْقة مثل الشَّرْبة من اللبن وغيره من الأَشربة ومنه الحديث فتكون أُصولُ السِّلْق غُرَقَه وفي أُخرى فصارَتْ عَرْقَه وقد رواه بعضهم بالفاء أَي مما يُغْرَف وفي حديث ابن عباس فعمل بالمعاصي حتى أَغْرَقَ أَعماله أَي أَضاع أَعمالَه الصالحة بما ارتكب من المعاصي وفي حديث عليّ لقد أَغْرَقَ في النَّزْع أَي بالغ في الأَمر وانتهى فيه وأَصله من نَزْعِ القوس ومَدِّها ثم استعير لِمَن بالغ في كل شيء وأَغْرَقَه الناس كثروا عليه فغلَبوه وأَغْرَقَته السِّباع كذلك عن ابن الأَعرابي والغِرْياق طائر والغِرْقئُ القشرة المُلْتزقة ببياض البيض النضر الغِرْقئُ البياض الذي يؤكل أَبو زيد الغِرْقئُ القشرة القِيقيّةُ وغرْقأَتِ البَيضة خرجت وعليها قشرة رقيقة وغَرْقأَت الدُّجاجة فعلت ذلك وغَرْقَأَ البيضة أَزال غِرْقِئَها قال ابن جني ذهب أَبو إِسحق إِلى أَن همزة الغِرْقئ زائدة ولم يعلل ذلك باشتقاق ولا غيره قال ولسْت أَرى للقضاء بزيادة هذه الهمزة وجهاً من طريق القياس وذلك أَنها ليس بأُولى فنقضي بزيادتها ولا نَجِد فيها معنى غَرِق اللهم إِلا أَن يقول إِنَّ الغِرْقئ يحتوي على جميع ما يُخفِيه من البَيْضة ويَغْترقُه قال وهذا عندي فيه بعد ولو جاز اعتقاد مثله على ضَعْفه لجاز لك أَن تعتقد في همزة كِرْفِئَة أَنها زائدة وتذهب إِلى أَنها في معنى كَرَف الحمار إِذا رفع رأْسه لشَمِّ البَوْل وذلك لأَن السَّحاب أَبداً كما تراه مرتفع وهذا مذهب ضعيف قال أَبو منصور واتفقوا على همزة الغِرْقئ وأَن همزته ليست بأَصلية ولجامٌ مُغَرَّق بالفضة أَي مُحَلىًّ وقيل هو إِذا عَمَّتْه الحلية وقد غُرِّق

( غردق ) التهذيب الليث الغَرْدَقَة إِلْباسُ الليل يُلْبِس كل شيء ويقال غَرْدَقَت المرأَةُ سترها إِذا أَرسلته والغَردقةُ ضرب من الشجر أَبو عمرو الغَرْدَقة إِلْباس الغُبار الناس وأَنشد إِنا إِذا قَسْطَلُ يوم غَرْدَقا

( غرنق ) الغُرْنُوق الناعِم المُنتشِر من النَّبات أَبو حنيفة الغُرْنُوق نَبْت ينبُت في أُصول العَوْسَجِ وهو الغُرَانِق أَيضاً قال ابن ميّادة ولا زال يُسْقَى سِدْرُه وغُرانِقُه والغُرْنُوقُ والغِرْنَوقُ والغِرْنَيْقُ والغِرْنِيقُ والغِرْناق والغُمرَانِق والغَرَوْنَق كله الأَبيض الشاب الناعم الجميل قال إِذْ أَنْت غِرْناقُ الشَّباب مَيّالْ ذُو دَأْيَتَيْنِ يَنْفَحان السِّرْبالْ استعار الدَّأْيَتَينِ للرجل وإِنما هما للناقة والجَمل وفي حديث عليّ عليه السلام فكأَني أَنظر إِلى غُرْنُوقٍ من قريش يَتَشَحَّط في دَمِه أَي شابّ ناعم وشباب غُرانِق تامّ وشاب غُرَانِق قال أَلا إِنَّ تَطْلابَ الصِّبَى منك ضِلَّةٌ وقد فاتَ رَيْعانُ الشَّبابِ الغُرانِق وأَورده الأزهري أَلا إنَّ تَطْلابي لِمِثْلِك زَلَّةٌ وامرأَة غُرانِقة وغُرانِق شابَّة ممتلئة أَنشد ابن الأَعرابي قلتُ لسَعْدٍ وهو بالأزارِقِ عليكَ بالمَحْضِ وبالمَشَارِقِ واللَّهْوِ عِنْدَ بادِن غُرَانِقِ والغَرَانِقة الرجال الشبَاب ويقال للشابّ نفسه الغُرانِقٌ والغُرْنُوق والغُرانِقُ الذي في أصل العَوْسَج وهو لَيِّن النَّبات حكاه أَبو حنيفة وكذلك الغَرانِيق والغُرْنُوق والغُرْنَيْق بضم الغين وفتح النون طائر أَبيض وقيل هو طائر أَسود من طير الماء طويل العُنُق قال أَبو ذَؤَيب الهذلي يصف غوّاصاً أجاز إلينا لُجَّةً بعد لُجّةٍ أزَلَّ كغُرْنَيْق الضُّحُول عَمُوجُ أَزَلَّ أَرْسَح والضُّحُول جمع ضَحْل وهو الماء القليل وعَمُوج يَتَعَمَّج ويلتوي وإذا وصف بها الرجل فواحدهم غِرْنَيق وغِرْنَوْق بكسر الغين وفتح النون فيهما وغُرْنوق بالضم وغُرانِق وهو الشابُّ الناعم والجمع الغَرانِق بالفتح والغَرانِيق والغَرانِقةُ أَبو عمرو الغُرْنُوق طير أَبيض من طير الماء ذكره في حديث ابن عباس إن جنازته لما أُتِيَ به الوادي أَقبل طائر أَبيض غُرْنوق كأنه قُبْطِيّة حتى دخل في نعشه قال فرَمَقْتُه فلم أَرَهُ خرج حتى دفن الأصمعي الغُرْنَيْق الكُرْكيّ وقال غيره هو طائر طويل القوائم ابن السكيت الغَرانِيقُ طير مثل الكَراكي واحدها غُرْنوق وأَنشد أَو طَعْم غاديةٍ في جَوْف ذي حَدَبٍ من ساكِبِ المُزْن يجْري في الغَرانِىقِ أَراد بذي حَدَب سيلاً له عِرْق وقوله من ساكب المُزْن أي مما كان ساكباً من المزن وقوله يجري في الغرانيق أي يجري مع الغرانيق فأَقام في مقام مع وقال غيره واحد الغَرانِيقُ غُرْنَيْق وغِرْناق وفي الحديث تلك الغَرانِيقُ العُلا هي الأَصنام وهي في الأصل الذكور من طير الماء ابن الأنباري الغعرانيق الذكور من الطير واحدها غِرْنَوْق وغِرْنَيْق سمي به لبياضه وقيل هو الكُرْكيّ وكانوا يزعمون أن الأصنام تقرّبهم من الله عز وجل وتشفع لهم إليه فشبهت بالطيور التي تعلو وترتفع في السماء قال ويجوز أن تكون الغَرانيقُ في الحديث جمع الغُرانق وهو الحسن يقال غُرانِق وغَرانِق وغَرانِيق قال وقد جاءت حروف لا يفرق بين واحدها وجمعها إلا بالفتح والضم فمنها عُذَافر وعَذافر وعُراعر اسم الملِك وعَراعر وقُناقِن للمهندس جمعه قَناقن وعُجاهن للعَرُوس وجمعه عَجاهن وقُبَاقب للعام الثالث
( * قوله « للعام الثالث » أي ثالث العام الذي انت فيه ) وجمعه قَبَاقب وقال شمر لِمَّة غُرانقةٌ وغُرانِقيّة وهي الناعمة تُفَيِّئُها الريحُ وقال الغُرانق الشابّ الحسن الشعر الجميلُ الناعمُ وهو الغُرْنوق والغِرْناق والغِرْنَوْق وجمعه غَرانِق وغَرانقة وأَنشد قِلى الفَتَاةِ مَفارِقَ الغِرْناقِ قال ابن جني وذكر سيبويه الغُرْنَيْق في بنات الأَربعة وذهب إلى أن النون فيه أًصل لا زائدة فسأَلت أَبا علي عن ذلك فقلت له من أَين له ذلك ولا نظير له من أُصول بنات الأربعة يقابلها وما أَنكَرْتُ أَن تكون زائدة لمَّا لم نجد لها أَصلاً يقابلها كما قلنا في خُنْثُعْبة وكَنَهْبَل وعُنْصُل وعُنْظُب ونحو ذلك فلم يزد في الجواب على أن قال إنه قد أُلحق به العُلَّيْق والإلحاقُ لا يوجد إلا بالأُصول وهذه دعوى عارية من الدليل وذلك أن العُلَّيْق وزنه فُعَّيْل وعينه مضعفة وتضعيف العين لا يوجد للإلحاق ألا ترى إلى قِلَّفٍ وإمَّعَة وسكِّين وكُلاَّب ؟ ليس شيء من ذلك بملحق لأن الإلحاق لا يكون من لفظ العين والعلة في ذلك أن أَصل تضعيف العين إنما هو للفعل نحو قَطَّع وكَسَّر فهو في الفعل مفيد للمعنى وكذلك هو في كثير من الأسماء نحو سِكِّير وخِمِّير وشَرَّاب وقَطَّاع أي يكثر ذلك منه وفيه فلما كان أَصل تضعيف العين إنما هو للفعل على التكثير لم يمكن أن يجعل للإلحاق وذلك أن العناية بمفيد المعنى عند العرب أَقوى من العناية بالملحق لأن صناعة الإلحاق لفظية لا معنوية فهذا يمنع من أن يكون العُلَّيق ملحقاً بغُرْنَيْق وإذا بطل ذلك احتاج كون النون أصلاً إلى دليل وإلا كانت زائدة قال والقول فيه عندي إن هذه النون قد ثبتت في هذه اللفظة أنَّى تصرفت ثَباتَ بقية أُصول الكلمة وذلك أَنهم يقولون غُرْنَيْق وغِرْنَيْق وغُرْنوق وغُرَانق وغَرَونْق وثبتت أيضاً في التكسير فقالوا غَرانِيق وغَرانقة فلما ثبتت النون في هذه المواضع كلها ثَباتَ بقية أصول الكلمة حكم بكونها أَصلاً وقول جنادة بن عامر بِذِي رُبَدٍ تَخالُ الإثْرَ فيه مَدَبَّ غَرانِقٍ خاضَتْ نِقاعا أراد غَرانيق فحذف ابن شميل الغُرْنوق الخُصْلة المُفَتَّلة من الشعر ابن الأَعرابي جذب غُرْنوقه وهي ناصيته وجذب نُغْرُوقه وهي شعر قفاه

( غسق ) غَسَقَتْ عينه تَغْسِقُ غَسْقاً وغَسَقاناً دمعت وقيل انصبَّت وقيل أَظلمت والغَسَقان الانصباب وغَسَق اللبنُ غَسْقاً انصب من الضَّرْع وغَسَقت السماء تَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً انصبَّت وأَرَشَّتْ ومنه قول عمر رضي الله عنه حين غَسَق الليل على الظِّراب أي انصب الليل على الجبال وغَسَق الجرحُ غَسْقاً وغَسَقاناً أي سال منه ماء أَصفر وأَنشد شمر في الغاسق بمعنى السائل أَبْكِي لفَقْدِهُم بعَينٍ ثَرَّة تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق أي سائل وليس من الظلمة في شيء أَبو زيد غَسَقت العين تَغْسِق غَسْقاً وهو هَمَلان العين بالعَمَش والماء وغَسَق الليل يَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً وأَغْسَقَ عن ثعلب انصبّ وأَظلم ومنه قول ابن الرُّقَيّات إن هذا الليل قد غَسَقا واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأَرَقا قال ومنه حديث عمر حين غَسق الليل على الظُِّراب وغَسَقُ الليل ظلمته وقيل أَول ظلمته وقيل غَسَقُه إذا غاب الشِّفَقُ وأَغسَقَ المؤذِّن أي أَخَّر المغرب إلى غَسَق الليل وفي حديث الربيع بن خثيم أنه قال لمؤذنه يوم الغيم أَغْسِقْ أَغْسِق أَي أَخِّر المغرب حتى يَغْسِق الليل وهو إظلامه لم نسمع ذلك في غير هذا الحديث وقال الفراء في قوله تعالى إلى غَسَقِ الليل هو أَول ظلمته الأخفش غَسَقُ الليل ظلمته وقوله تعالى ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ قيل الغاسِقُ هذا الليل إذا دخل في كل شيء وقيل القمر إذا دخل في ساهورِه وقيل إذا خَسَفَ ابن قتيبة الغاسِقُ القمر سمي به لأنه يُكْسَفُ فيَغْسِقُ أي يذهب ضوءُه ويسودّ ويُظلم غَسَقَ يَغْسِقُ غُسوقاً إذا أَظلم قال ثعلب وفي الحديث أن عائشة رضي الله عنها قالت أَخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لما طلع القمر ونظر إليه فقال هذا الغاسِقُ إذا وَقَبَ فتعوَّذي بالله من شره أي من شره إذا كُسِفَ وروي عن أَبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ قال الثُّرَيّا وقال الزجاج يعني به الليل وقيل لِلَّيل غاسِقٌ والله أعلم لأنه أَبرد من النهار والغاسِق البارد غيره غَسَقُ الليل حين يُطَخْطِخُ بين العشاءين ابن شميل غَسَقُ الليل دخول أَوَّله يقال أَتيته حين غَسَق الليل أي حين يختلط ويعتكر ويسدّ المَناظرَ يغْسِقُ غَسْقاً وفي الحديث فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أَغْسَقَ أي دخل في الغَسَق وهي ظلمة الليل وفي حديث أبي بكر أَنه أَمر عامر بن فُهَيْرة وهما في الغار أَن يُرَوِّح عليهما غنمه مُغْسِقاً وفي حديث عمر لا تفطروا حتى يَغْسِق الليل على الظِّراب أي حتى يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار والغاسِقُ الليل إذا غاب الشفق أَقبل الغَسَقُ وروي عن الحسن أَنه قال الغاسِقُ أَول الليل والغَسَّاقُ كالغاسِقِ وكلاهما صفة غالبة وقول أبي صخر الهذلي هِجانٌ فَلا في الكَوْنِ شَامٌ يَشِينُهُ ولا مَهَقٌ يَغْشى الغَسِيقاتِ مُغْرَبُ قال السكري الغَسِيقاتُ الشديدات الحمرة والغَسَّاق ما يَغْسِقُ ويسيل من جلود أَهل النار وصديدهم من قيح ونحوه وفي التنزيل هذا فليذوقوه حَميم وغَساقٌ وقد قرأَه أَبو عمرو بالتخفيف وقرأَه الكسائي بالتشديد ثقلها يحيى بن وَثَّاب وعامة أَصحاب عبد الله وخففها الناس بعد واختار أَبو حاتم غَساق بتخفيف السين وقرأَ حفص وحمزة والكسائي وغَسَّاق مشدَّدة ومثله في عَمَّ يتساءلون وقرأَ الباقون وغَسَاقاً خفيفاً في السورتين وروي عن ابن عباس وابن مسعود أَنهما قرآ غَسّاق وبالتشديد وفسَّراه الزَّمْهَرِير وفي الحديث عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن دَلْواً من غَساق يُهَراقُ في الدنيا لأَنْتَنَ أَهل الدنيا الغَساق بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صَدِيد أَهل النا وغُسالتهم وقيل ما يسيل من دموعهم وقيل الغَسَاق والغَسَّاق المنتن البارد الشديد البرد الذي يُحْرِقُ من برده كإحراق الحميم وقيل البارد فقط قال الفراء رُفِعَت الحَمِيمُ والغَسَّاقُ بهذا مقدَّماً ومؤخراً والمعنى هذا حَميم وغَسَّاق فليذوقوه الفراء الغَسَق من قُماشِ الطَّعام ويقال في الطَّعام زَوَانٌ وزُوَانٌ وزُؤَانٌ بالهمز وفيه غَسَقٌ وغَفاً مقصور وكَعابِير ومُرَيْراء وقَصَلٌ كلُّه من قُماش الطَّعام

( غفق ) الغَفْقُ الضرب بالسوط والعصا والدِّرَّةِ غَفَقَهُ يغْفِقُهُ غَفْقاً ضربه والغفقة المَرَّة منه وقد جاء عَفَقَهُ بالعين المهملة وروي عن إياس بن سلمة عن أَبيه قال مَرَّ بي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنا قاعد في السوق وهو مارّ لحاجة له معه الدِّرَّةُ فقال هكذا يا سَلَمةُ عن الطريق فغَفَقَني بها غَفْقَةً فما أَصاب إلا طَرَفها ثوبي قال فأَمَطْتُ عن الطريق فسكت عني حتى إذا كان العامُ المُقْبل لقيني في السوق فقال يا سلمة أَردتَ الحجّ العام ؟ فقلت نعم فأَخذ يدي فما فارق يَدُه يَدي حتى أَدخلني بيته فأَخرج كيساً فيه ستمائة درهم فقال يا سلمة خذها واسْتَعِنْ بها على حَجِّك واعلم أنها من الغَفْقَةِ التي غَفَقْتُك بها عامَ أَوَّل قلت يا أَمير المؤمنين والله ما ذَكَرْتُها حتى ذَكَّرْتنيها فقال عمر أنا والله ما نسيتُها قال الأصمعي غَفَقْتُه بالسوط أَغْفِقُه ومَتَنْتُه بالسوط أَمْتُنه وهو أَشد من الغَفْق وقوله أَمَطْتُ عن الطريق أي تَنَحَّيت عنه والغَفْقُ الهجوم على الشيءِ والأَوْب من الغَيْبة فجأَةً والمَغْفِقُ المَرْجِعُ وأَنشد لرؤبة من بُعْد مَغْزايَ وبُعد المَغْفِقِ والغَفْقُ كثرة الشرب غَفَقَ يَغْفِقُ غَفْقاً وتَغَفَّقََ الشرابَ شربة ساعة بعد أُخرى وقيل شربه يومه أَجْمَعَ ابن الأعرابي إذا تَحَسَّى ما في إنائه فقد تَمَزَّزَه وساعةً بعد ساعة فقد تَفَوَّقَهُ فإذا أَكثر الشراب فقد تَغَفَّق وتَغَفَّقْت الشراب تَغَفُّقاً إذا شربته وظَلَّ يتَغَفَّقُ الشرابَ إذا شربه يومَه أَجمع والغَفْقُ من صِفة الوِرْدِ قال رؤبة صاحب غاراتٍ من الوِرْدِ الغَفَقْ وقيل الغَفْقُ أَن تَرِدَ الإبلُ كل ساعة قال الشاعر ترعى الغَضا من جانِبَيْ مُشَفَّقِ غِبّاً ومن يَرْعَ الحُمُوضَ يَغْقِقِ وقال الفراء شربت الإبل غَفْقاً وهي تَغْفِقُ إذا شربت مرةً بعد أُخرى وهو الشرب الواسع والتَّغْفِيقُ النوم وأنت تَسمْع حديث القوم ويقال غَفَّقوا السَّلِيمَ تََغْفِيقاً إذا عالجوه وسَهَّدُوه وقال مليح وداوِيَّة مَلْساء تُمْسي سباعُها بها مثلَ عُوَّادِ السَّلِيم المُغَفَّقِ وجملة التَّغْفِيق نومٌ في أَرَق أبو عمرو الغَيْفَقَةُ الإهراقُ وكذلك الدَّغْرَقة أَبو عمرو غَفَقَ وعَفَقَ إذا خرجت منه ريح والمُنْغَفَقُ المُنْصَرَفُ قال الأصعمي المُنْعَطَفُ وأنشد لرؤبة حتى تَرَدَّى أَربعٌ في المُنْغَفَقْ بأَربعٍ يَنْزِعْنَ أَنفاسَ الرَّمَقْ وغافِق قبيلة

( غفلق ) امرأَة غَفَلَّقَةٌ عظيمة الرَّكَب عن ابن الأعرابي وقال ثعلب إنما هي عَفَلَّقَة بالعين المهملة وقد تقدم ذكرها

( غقق ) غَقَّ القارُ وما أَشبهه وغَقَّتِ القِدْرُ تَغِقُّ غَقّاً وغَقِيقاً غلت فسمعت صوتها وغَقِيقُ القدر صوت غَلَيانها سمي غَقِيقاً وغِقْ غِقْ لحكاية صوت الغَلَيان وكذلك غَقْغَقَة صوت الصَّقْر حكاية ومن هذا قيل للمرأة الواسعة المتاع التي يسمع يسمع لها صوت عند الخِلاط غَقَّاقَة وغَقُوق وخَقَّاقَة وخَقُوق وامرأة غَقَّاقة يسمع لحَيائها صوت عند الجماع وغَقَّ بطنُه يغِقُّ غَقّاً وغَقِيقاً كذلك وفي حديث سليمان إن الشمس لتَقْرُبُ يوم القيامة من رؤوس الناس حتى إن بطونهم تَغِقّ غَقّاً وفي رواية حتى إن بطونهم لتقول غِقْ غِقْ وغَقّ الطائر يَغِقّ غَقيقاً صوَّت وغَقَّ الصَّقر في صوته رقَّقه وهو ضرب منه والصَّقر يُغَقْغِقُ في بعض أَصواته وغَقّ الغُداف حكاية غلظ صوته وفي التهذيب الغَقّ حكاية صوت الغُداف إذا بَحّ صوتُه وغَقُّ الماء وغَقِيقُه صوته إذا خرج من ضيق إلى سعة أَو من سعة إلى ضيق ابن الأعرابي الغَقَقَةُ الغَواهقُ وهي الخطاطيف الجبليّة

( غلق ) غَلَقَ الباب وأَغْلَقه وغَلَّقه الأُولى عن ابن دريد عزاها إلى أَبي زيد وهي نادرة فهو مُغْلَق وفي التنزيل وغَلَّقَت الأبواب قال سيبويه غَلَّقت الأبواب للتكثير وقد يقال أَغْلَقت يراد بها التكثير قال وهو عربيّ جيد وباب غُلُق مُغْلَقٌ وهو فُعُل بمعنى مَفْعول مثل قارُورَة وباب فُتُح أَي واسع ضخم وجِذْع قُطُل والاسم الغَلْقُ ومنه قول الشاعر وباب إذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِف ويقال هذا من غَلَقْتُ الباب غَلْقاً وهي لغة رديئة متروكة قال أَبو الأسود الدؤلي ولا أَقولُ لقِدْرِ القوم قد غَلِيَتْ ولا أَقولُ لباب الدَّار مَغْلوقُ وقال الفرزدق ما زِلْتُ أَفتح أَبواباً وأُغْلِقها حتى أَتَيْتُ أَبا عَمْرو بنَ عَمَّارِ قال أَبو حاتم السجستاني يريد أَبا عمرو بن العلاء وغَلِقَ البابُ وانْغَلقَ واسْتَغْلق إذا عسر فتحه والمِغْلاقُ المِرْتاجُ والغَلَقُ المِغْلاقُ بالتحريك وهو ما يُغْلَقُ به الباب ويفتح والجمع أَغْلاق قال سيبويه لم يجاوزوا به هذا البناء واستعاره الفرزدق فقال فبِتْنَ بجانِبَيَّ مُصَرَّعاتٍ وبِتُّ أَفُضّ أَغْلاقََ الخِتامِ قال الفارسي أَراد خِتام الأَغْلاقِ فقَلَب وفي حديث قتل أَبي رافع ثم عَلَّقَ الأَغالِيقَ على وَدٍّ هي المفاتيح واحدها إغْلِيقٌ والغَلاقُ والمِغْلاق والمُغْلوق كالغَلَق واسْتَغْلَقَ عليه الكلام أَي ارْتُتِجَ عليه وكلام غَلِقٌ أي مشكل وفي الحديث لا طلاق ولا عَتاق في إغْلاقٍ أَي في إكراه ومعنى الإغْلاقِ الإكراه لأن المُغْلَق مكرَهٌ عليه في أَمره ومضيَّق عليه في تصرفه كأَنه يُغْلَقُ عليه الباب ويحبس ويضيّق عليه حتى يطلِّق وإغْلاقُ القاتل إسلامه إلى وليّ المقتول فيَحْكم في دمه ما شاء يقال أُغْلِق فلان بجَرِيرِتِه وقال الفرزدق أَسارى حديدٍ أُغْلِقَتْ بدِمائها والاسم منه الغَلاقُ وقال عدي بن زيد وتقول العُداةُ أَوْدَى عَدِيٌّ وبَنُوهُ قد أَيْقَنُوا بالغَلاقِ ابن الأعرابي أَغْلَقَ زيدٌ عمراً على شيء يفعله إذا أَكرهه عليه والمِغْلَقُ والمِغْلاق السهم السابع من قِداح المَيْسِر والمَغالِقُ الأَزْلام وكل سهم في الميسِر مِغْلَق قال لبيد وجَزُور أَيْسارٍ دَعَوْتُ لحتْفِها بمَغالِقٍ متشابِهٍ أَجْرامُها
( * في معلقة لبيد أجسامها بدل أجرامها وفي رواية التبريزي أعلامها أي علاماتها )
والمَغالقُ قِداح الميْسر قال الأسود بن يَعْفُر إذا قحطت والزَّاجِرِين المَغالِقَا الليث المِغْلَقُ السهم السابع في مُضَعَّفِ المَيْسِر وسمي مِغْلَقاً لأنه يَسْتَغْلِقُ ما يبقى من آخر الميَسِر ويُجْمَع مَغالِقَ وأنشد بيت لبيد وجَزُور أَيْسارٍ دعوت لحتفها قال أَبو منصور غلط الليث في تفسير قوله بمَغالق والمَغالقُ من نُعُوت قِداح المَيْسر التي يكون لها الفوز وليست المَغالِقُ من أَسمائها وهي التي تُغْلِقُ الخَطَر فتوجبه للقامر الفائز كما يُغْلَقُ الرهنُ لمستحقه ومنه قول عمرو بن قَمِيئة بأَيديهمُ مَقْرُومةٌ ومَغالِق يعود بأَرْزاقِ العيالِ مَنِيحُها ورجل غَلِقٌ سيء الخلق قال الليث يقال احْتَدَّ فلان فَغَلِقَ في حِدَّتِهِ أي نشب وروى أَبو العباس أن ابن الأَعرابي أَنشده وقد جَعَلَ الرِّكُّ الضعيفُ يُسِيلُني إليك ويُشْريك القليلُ فتَغْلَقُ قال الرِّكُّ المطر الضعيف يقول إذا أَتاك عني شيء قليل غضبت وأنا كذلك فمتى نَتَّفق ؟ ومنه قوله أنت تَئِق وأنا مَئِق فكيف نتفق ؟ قال أَبو منصور معنى قوله يُسِيلني إليك أي يُغضبني فيغريني بك ويُشْرِيكَ أي يغضبك فتَغْلق أي تغضب وتحتدّ عليّ ويقال أُغْلِقَ فلان فَغَلِقَ غَلَقاً إذا أُغضب فغضب واحتدّ قال أبو بكر الغَلِقُ الكثير الغضب قال عمرو بن شأْس فأَغْلَقُ مِنْ دونِ امْرِئٍ إن أَجَرْتُهُ فلا تُبْتَغَى عوراتهُ غَلَقَ البَعْلِ أي أَغضب غضباً شديداً قال والغَلِقُ الضيّق الخُلُق العسر الرضا وغَلِقَ في حِدَّته غَلَقاً نشب وكذلك الغِلِقُ في غير الأَناسي والغَلَقُ في الرهن ضد الفك فإذا فَكَّ الراهنُ الرهنَ فقد أَطلقه من وثاقه عند مُرْتَهنه وقد أَغْلَقْتُ الرهن فَغَلِقَ أي أوجبته فوجب للمرتهن ومنه الحديث ورجل ارتبط فرساً ليُغالِقَ عليها أي ليراهن وكأنه كره الرِّهان في الخيل إذ كان على رسم الجاهلية قال سيبويه وغَلِقَ الرَّهْنُ في يد المرتهن يَغْلق غَلَقاً وغُلُوقاً فهو غَلِقٌ استحقه المرتهن وذلك إذا لم يُفْتَكّ في الوقت المشروط وفي الحديث لا يغْلَق الرهن بما فيه قال زهير يذكر امرأَة وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لا فكاكَ لَهُ يوم الوَدَاع فأَمْسَى الرَّهْنُ قد غَلِقا يعني أنها ارتهنت قلبه ورهنت به وأَنشد شمر هل من نَجازٍ لمَوْعودٍ بَخِلْت به ؟ أو للرَّهين الذي اسْتَغْلَقْت من فادي ؟ وأنشد ابن الأعرابي لأوس بن حجر على العُمْرِ واصطادَتْ فؤاداً كأنه أَبو غَلِقٍ في ليلتين مؤجَّل وفسره فقال أَبو غَلِقٍ أي صاحب رهن غَلِقَ أَجله ليلتان أن يُفَكّ وغَلِقَ أي ذهب ويقال غَلِقَ الرهنُّ يَغْلَقُ غُلُوقاً إذا لم يوجد له تخلص وبقي في يد المرتهن لا يقدر راهنه على تخليصه والمعنى أنه لا يستحقه المرتهن إذا لم يَسْتَفِكَّه صاحبُه وكان هذا من فعل الجاهلية أن الراهن إذا لم يُؤدِّ ما عليه في الوقت المعين مَلَكَ المرتهنُ الرَّهْنَ فأَبطله الإسلام وقوم مَغَاليقُ يَغْلَقُ الرهن على أَيديهم وقال ابن الأَعرابي في حديث داحسٍ والغبراء إن قيساً أتى حذيفة بن بدرٍ فقال له حذيفة ما غَدَا بك ؟ قال غَدَوْتُ لأواضِعَك الرِّهانَ أراد بالواضعة إبطال الرِّهان أي أَضعه وتَضعه فقال حذيفة بل غدوتَ لتُغْلِقَهُ أي لتوجبه وتؤكده وأَغْلَقْتُ الرهن أي أَوجبته فَغَلِقَ للمرتهن أي وجب له وقال أبو عبيد غَلِقَ الرهنُ إذا استحقه المرتهن غَلَقاً وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يغْلَقُ الرهن أي لا يستحقه المرتهن إذا لم يَرُدَّ الراهن ما رهنه فيه وكان هذا من فعل الجاهلية فأَبطله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لا يغْلَقُ الرهنُ أَبو عمرو الغَلَقُ الضَّجَر ومكان غَلِقٌ وضَجِرٌ أي ضيق والضَّجْرُ الاسم والضَّجَرُ المصدر والغَلَقُ الهلاك ومعنى لا يَغْلَق الرهنُ أي لا يهلك وفي كتاب عمر إلى أبي موسى إياك والغَلَقَ قال المبرد الغلق ضيق الصدر وقلة الصبر وأَغْلَقَ عليه الأمرُ إذا لم يَنْفسح وغَلِقَ الأسيرُ والجاني فهو غَلِقٌ لم يُفْدَ قال أَبو دَهْبَلٍ ما زِلْتَ في الغَفْرِ للذنوب وإطْ لاقٍ لِعَانٍ بجُرْمِه غَلِق شمر يقال لكل شيء نَشِبَ في شيء فلزمه قد غَلِقَ غَلِقَ في الباطل وغَلِقَ في البيع وغَلَق بيعه فاسْتَغْلَقَ
( * قوله « وغلق بيعه فاستغلق » هكذا هو بهذا الضبط في الأصل )
واسْتَغْلَق الرجلُ إذا أُرْتِجَ عليه فلم يتكلم وقال ابن شميل اسْتَغْلَقَني فلان في بَيْعي إذا لم يجعل لي خياراً في ردِّه قال واسْتَغْلَقتُ على بيعته وأَنشد شمر للفرزدق وعَرَّد عن بَنِيهِ الكَسْبَ منه ولو كانوا أُولي غَلَقٍ سِغَابا أُولي غَلَقٍ أي قد غَلِقُوا في الفقر والجوع جمل غَلْق وغَلْقَةٌ إذا هزل وكبر النوادر شيْخٌ غَلْقٌ وجمل غَلْقٌ وهو الكبير الأعْجَفُ وغَلِقَ ظهرُ البعير غَلَقاً فهو غَلِقٌ انتقض دَبَرهُ تحت الأَدَاةِ وكثُر غَلَقاً لا يبرأُ ويقال إن بعيرك لغَلِقُ الظهر وقد غَلِقَ ظهرهُ غَلَقاً وهو أَن ترى ظهره أَجْمَعَ جُلُْبَتَين آثار دبَرٍ قد برأَت فأَنت تنظر إلى صفحتيه تَبْرُقان ابن شميل الغَلَقُ شرُّ دَبَر البعير لا يقدر أن تُعادَى الأَداةُ عنه أي ترفع عنه حتى يكون مرتفعاً وقد عادَيْت عنه الأَداةَ وهو أن تجوب عنه القَتَب والحِلْس وفي حديث جابر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن أوثَقَ نفسَه وأَغْلَقَ ظهرَه وغَلِقَ ظهرُ البعير إذا دَبِرَ وأَغْلَقَهُ صاحبه إذا أَثقل حمله حتى يَدْبَرَ شبه الذنوب التي أَثقلت ظهر الإنسان بذلك وغَلِقَت النخلة غَلَقاً فهي غَلِقةٌ دوَّدَتْ أُصول سَعَفها وانقطع حَمْلُها والغِلْقةُ والغَلْقةُ شجرة يَعْطِنُ بها أَهلُ الطائف وقال أَبو حنيفة الغَلْقة شجرة لا تطاق حِدَّة يَتَوَقَّعُ جانيها علي عينيه من بخارها أو مائها وهي التي تُمَرَّطُ بها الجلود فلا تترك عليها شعرة ولا لحمة إلاَّ حلقته قال المرار جَرِبْنَ فلا يُهْنَأْنَ إلاَّ بِغَلْقَةٍ عَطِينٍ وأَبوالِ النِّساءِ القَواعِدِ وأورد الأزهري هذا البيت ونسبه لمزَزَّدّ ابن السكيت إهَابٌ مَغْلُوق إذا جعلت فيه الغَلْقَة حين يُعْطَنُ وهي شجرة تَعْطِنُ بها أهل الطائف وقال مرة هي عشبة تجفَّف وتطحن ثم تُضْرَبُ بالماء وتنقع فيها الجلود فتمرّط وربما خلطت بها شجرة تسمى الشَّرْجَبان يقال منه أَديم مَغْلوق وقال مرة الغَلْقةُ بالفتح عن البكري وغيره والغِلْقَةُ بالكسر عن أَعرابي من ربيعة كلاهما شجرة تشبه العِظْلِمَ مُرَّة جدّاً ولا يأْكلها شيء والحبشة يطبخونها ثم يطلون بمائها السلاح فلا يصيب شيئاً إلا قتله وغَلاَّق اسم رجل من بني تميم وغَلاَّق قبيلة أَو حيّ أنشد ابن الأَعرابي إذا تَجَلَّيْتَ غَلاَّقاً لِتَعْرِقَها لاحَتْ من اللُّؤْمِ في أَعْناقها الكُتبُ إنِّي وأَتْيَ ابنِ غَلاَّقٍ لِيَقْرِيَني كغابط الكلب يَبْغي النِّقْيَ في الذَّنَبِ ويروى يبغي الطِّرْقَ ويروى يرجو الطِّرْق

( غلفق ) الغَلْفَقُ الطُّحْلُب وهو الخضرة على رأْس الماء ويقال ينبت في الماء ذو وَرَقٍ عِراضٍ قال الزَّفَيان ومَنْهَل طامٍ عليه الغَلْفَقُ يُنيرُ أو يُسْدي به الخَدَرْنَقُ وقال آخر يَكْشِفْنَ عنه غَلْفَقَ العِرْمَاضِ ابن شميل يقال لورق الكَرْم الغَلْفَقُ والغَلْفَقُ الخُلَّبُ ما دام على شجرته أَعني بالخُلَّب ورق الكَرْم ولِيفَ النخل والغَلْفَقُ القوس اللَّيِّنة جدّاً حتى يكون لينها رخاوة ولا خير فيها قال الراجز تَحْمِلُ فَرْع شَوْحَطٍ لم تُمْحَقِ لا كَزَّةِ العُودِ ولا بِغَلْفَقِ ويقال إن اللام في ذلك زائدة وقوس غَلْفَق أي رخوة والغَلْفَقُ من النساء الرطبةُ الهَنِ وقيل هي الخَرْقاءُ السيئة العمل والمنطق وامرأَة غِلْفَاقُ المشي سريعته ابن الأَعرابي يقال للمرأَة الطويلة العظيمة الجسم غِلْفاق وخِرْباقٌ ومُزَنَّرَةٌ ولُبَاخِيَّة ودلو غَلْفَقٌ كبيرة وغُلافِقُ موضع والغَلْفَقِيقُ الداهية وقيل السريع مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي وعيش غَلْفَقٌ رخيّ

( غمق ) غَمِقَ النباتُ يَغْمَقُ غَمَقاً وهو نبات غَمِقٌ فسد من كثرة الأنداءِ عليه فوجدت لريحه خَمَّةً وفساداً وغَمِقَت الأرض غَمَقاً فهي غَمِقة أصابها ندىً وثقل ووَخامةٌ قال أَبو منصور غَمَقُ البحر ومدُّه في الصَّفَرِيَّةِ وبلد غَمِقٌ كثير المياه رطب الهواء وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما بالشام إن الأُرْدُنَّ أَرض غَمِقَةٌ وإن الجابِيَة أَرض نَزِهَةٌ فاظْهَرْ بمن معك من المسلمين إليها والنَّزِهة البعيدة من الرِّيفِ والغَمِقةُ القريبة من المياه والخُضَر والنُّزور فإذا كانت كذلك قاربت الأَوْبِيَةَ والغَمَق في ذلك فساد الريح وخُمومها من كثرة الأَندَاء فيحصل منها الوَباء أَبو زيد غَمِقَ الزرع غَمَقاً إذا أَصابه نَدىً فلم يكد يجف وقال الأَصمعي الغَمَق الندى وقيل الغَمَق بالتحريك ركوب الندى الأرض قال أَبو حنيفة قال أَبو زياد مكان غَمِقٌ قد روي حتى لا يَسُوغُ فيه الماء وليلة غَمِقةٌ لَثِقَة وقال أَبو حنيفة أَيضاً إذا زاد الندى في الأرض حتى لا يجد مساغاً فهي غَمِقَة والفعل كالفعل قال وليس ذلك بمفسدها ما لم تَقِئْهُ قال رؤبة جَوارِناً يخبطن أَنداء الغَمَقْ ابن شميل أَرض غَمِقةٌ لا تجف بواحدة ولا يخلفها المطر وعُشْب غَمِقٌ كثير الماء لا يُقْلِع عنه المطر

( غهق ) الغَيْهق الطويل من الإِبل وغيرها وغَيْهَقَ الظلامُ اشتدَّ وغَيْهَقَتْ عينُه ضعف بصرها وقال النضر فيما روى عنه أَبو تراب الغَوْهَقُ الغراب وأَنشد يَتْبَعْنَ ورْقاء كلَوْنِ الغَوْهَقِ قال الأَزهري والثابت عندنا لابن الأَعرابي وغيره العَوْهَقُ الغراب بالعين ولا أُنكر أَن تكون الغين لغة ولا أَحقه وقال الأَزهري أَيضاً في ترجمة عهق أََبو عبيد الغَيْهق بالغين النشاط ويوصف به العِظَم والتَّرارةُ قال الرياشي سمعت أَبا عبيدة ينشد كأَنّ ما بي من إِراني أَوْلَقُ وللشبَاب شِرَّة وغَيْهقُ ومَنْهَل طَامٍ عليه الغَلْفَقُ يُنير أَو يُسْدِي به الخَدَرْنَقُ قال أَبو عبيدة الإِرَانُ النشاط والأَولق الجنون وكذلك الغَيْهق والغَلْفَق الطحلب قال فالغَيْهق بالغين محفوظ صحيح قال وأَما العَيْهقَة بالعين فلا أَحفظها لغير الليث ولا أَدري أَهي لغة محفوظة عند العرب أَو تصحيف روى ابن بري عن ابن خالويه قال غَيْهَقَ الرجلُ غَيْهقَة تبختر

( غوق ) الغَوِيق الصوت من كل شيء والعين أَعلى وقد تقدم والغَاقُ والغَاقَة من طير الماء وغاقِ حكاية صوت الغراب فإِن نكَّرته نَوَّنته وهكذا ذكره الجوهري في غيق قال القلاخ بن حَزْن مُعاوِدٌ للجُوع والإِمْلاقِ يَغْضَب إِن قال الغُراب غاقِ أَبْعَدَكُنَّ اللهُ من نِياقِ قال ابن بري صواب إِنشاده مُعاوداً للجوع لأَن قبله انْفَدْ هداكَ اللهُ من خُناقِ وصَعْدَةُ العاملُ للرُّسْتاقِ أَقْبَلَ من يَثْرِبَ في الرِّفاقِ مُعاوِداً للجوع والإِمْلاقِ أَبْعدَكُنَّ اللهُ من نِياقِ إِن لم تُنَجّين من الوِثاقِ بأَربع من كَذِبٍ سُماقِ وأَنشد شمر عَنْهُ ولا قَوْل الغرابِ غَاقِ ولا الطَّبِيبان ذوا التِّرْياق ويقال سمعت غاقِ غاقِ وغاقٍ غاقٍ ثم سُمِّيَ الغراب غَاقاً فيقال سمعت صوت الغَاقِ ثال ابن سيده وربما سمي الغراب به لصوته قال ولو تَرَى إِذ جُبَّتِي من طَاقِ ولِمَّتي مثل جَناح غَاقِ أَي مثل جناح غراب قال ابن جني إِذا قلتَ حكاية صوت الغراب غاقٍ غاقٍ فكأَنك قلتَ بُعْداً وفِراقاً فِراقاً وإِذا قلت غاقٍ غاقٍ فكأَنك قلت البُعْدَ البُعْدَ فصار التنوين عَلَمَ التنكير وتركه عَلَمَ التعريف والوَغِيقُ صوت قُنْبِ الدابة وهو وعاء جُرْدَانه عن اللحياني كأَنه مقلوب عن الغَوِيقِ أَو لغة فيه

( غيق ) غَيَّقَ في رأْيه تَغْييقاً اختلط فلم يَثْبُتْ على شيء فهو يَموج قال رؤبة غَيَّقْنَ بالمكْحُولةِ السَّوَاجِي شيطانَ كلِّ مُتْرَف سَدَّاجِ قال الأَصمعي غَيَّفْنَ مَوَّجن والمعنى ضَلَّلْنَ وغَيَّقَ ذلك الأَمر بصري فتحه فجاء به وذهب ولم يَدَعْه فيثبت وتَغَيَّقَ بصره اسْمَهَرَّ وأَظلم وغَيَّقَ بصرَه عطفه وغَيَّقَ الشيءُ بصره إِذا حَيَّره قال العجاج أَذِيُّ أَوْرَادٍ يُغَيِّقْن البَصَرْ المفضل غَيَّقَ فلان ماله تَغْييقاً إِذا أَفسده وغَيَّقَ الطائر رفرف على رأْسه فلم يبرح وغَيْقة موضع وفي الحديث ذكر غَيْقَة بفتح الغين وسكون الياء وهو موضع بين مكة والمدينة من بلاد غِفَار وقيل هو ماء لبني ثعلبة وقال قيس بن ذَرِيح فَغَيْقَةُ فالأَخْيافُ أَخيافُ ظَبْيةٍ بها م لُبَيْنَى مَخْرفٌ ومَرابِعُ

( فأق ) الفائِقُ عظم في العنق وفَئِق فَأَقاً فهو فَئِقٌ مفِئقٌ اشتكى فائقه الليث الفَأَقُ داء يأْخذ الإِنسان في عظم عنقه الموصول بدماغه واسم ذلك العظم الفَائِقُ وأَنشد أَو مُشْتَكِي فائِقَه من الفَأَقْ ويقال فلان يشتكي عظم فائِقِه يعني العظم الذي في مؤخر الرأْس يغمز من داخل الحلق إِذا سقط والفُؤَاقُ الريح التي تخرج من المعدة لغة في الفُوَاقِ وقد فَأَقَ يَفْأَقُ فُؤَاقاً وتَفَأْق الشيء تفرّج قال رؤبة أَو فَكّ حِنْوَيْ قَتَبٍ تَفَأْقا وإِكافٌ مُفَأْق مفرّج ابن الأَعرابي الفائِقُ هو الدُّرْدَاقِسُ التهذيب الفُؤَاقُ الوجع مضموم مهموز لا غير والفُوَاق بين الحلبتين وهو السكون غير مهموز

( فتق ) الفَتْق خلاف الرَّتْق فَتَقَهُ يَفْتُقُه ويَفْتِقُه فَتْقاً شقه قال ترى جَوَابها بالشحم مَفْتُوقا إِنما أَراد مفتوقة فأَوقع الواحد موقع الجماعة وفَتَّقهُ تَفْتيِقاً فانْفتَقَ وتَفَتَّق والفَتْقُ الخَلَّةُ من الغيم والجمع فُتُوق قال أَبو محمد الحذلمي إِنَّ لها في العامِ ذي الفُتُوقِ وزَلَلِ النيَّةِ والتَّصْفِيقِ رِعْيةَ ربٍّ ناصحٍ شَفِيقِ يَظَلُّ تحت الفَنَنِ الوَرِيقِ يَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمَحْروقِ قوله لها يعني للإِبل ذو الفُتُوق القليل المطر وزَلَلُ النيَّة أَن تَزِلَّ من موضع إِلى موضع لطلب الكَلأِ والنيَّةُ حيث يُنْوى من نواحي البلاد والمِحْجَنُ شيء يجذب به أَغصان الشجر لتقرب من الإِبل فتأْكل منها فإِذا سئم ربط في أَسفل المِحْجَن عقالاً ثم جعله في ركبته والمَحْروق الذي انقطعتِ حارقته وأَفْتَقَ القومُ تَفَتَّق عنهم الغيم وأَفْتَقَ قَرْنُ الشمس أَصاب فَتْقاً من السحاب فبدا منه قال الراعي تُرِيكَ بياضَ لَبَّتِها ووَجْهاً كقَرْنِ الشمس أَفْتَقَ ثم زَالا والفِتَاقُ الشمس حين يُطْبقُ عليها ثم يبدو منها شيء والفَتَقَةُ الأَرض التي يصيب ما حولها المطر ولا يصيبها وأَفْتَقْنا لم تُمْطَر بلادُنا ومُطِرَ غيرُنا عن ابن الأَعرابي وحكي خرجنا فما أَفْتَقْنا حتى وردنا اليمامة ولم يفسره فقد يكون من قوله أَفْتَقَ القوم إِذا تَفَتَّقَ عنهم الغيم وقد يكون قولهم أَفْتَقْنا إِذا لم تُمْطَر بلادُنا ومُطِر غيرُها والفَتْقُ الموضع الذي لم يمطر وفي حديث مسيره إِلى بدر خرج حتى أَفْتَقَ بين الصَّدْمتين أَي خرج من مَضيق الوادي إِلى المُتَّسع وأَفْتَقَ السحابُ إِذا انفرج وأَفْتَقْنا صادفنا فَتْقاً أَي موضعاً لم يمطر وقد مُطِرَ ما حوله وأَنشد إِنَّ لها في العام ذي الفُتوقِ والفَتَقُ الصبح وصبح فَتِيقٌ مُشرق التهذيب والفَتْق انفلاق الصبح قال ذو الرمة وقد لاحَ للسَّارِي الذي كَمَّل السُّرَى على أُخْرَياتِ الليل فَتْقٌ مُشَهَّرُ والفَتِيقُ اللسانِ الحُذَاقيّ الفصيح ورجل فَتِيقُ اللسان على فعيل فصيحُه حَدُِيدُه ونَصْلٌ فَتِيق حديد الشَّفْرتين جُعِلَ له شُعْبتان كأَنَّ إِحداهما فُتِقَتْ من الأخرى وأَنشد فَتِيقَ الغِرَارَينِ حَشْراً سَنينَا وسيف فَتِيقٌ إِذا كان حادّاً ومنه قوله كنَصْل الزَّاعِبيّ فَتِيق وفَتَقَ فلان الكلام وبَجَّه إِذا قوَّمه ونقْحه وامرأَة فُتُق بضم الفاء والتاء مُتَفَتِّقَة بالكلام والفَتَقُ بالتحريك مصدر قولك امرأَة فَتْقاء وهي المُنْفَتِقةُ الفرج خلاف الرَّتْقاء أَبو الهيثم الفَتْقاءُ من النساء التي صار مَسْلَكاها واحداً وهي الأَتُومُ ابن السكيت امرأَة فُتُق للتي تفتق في الأُمور قال ابن أَحمر ليْسَت بشَوْشَاةِ الحديثِ ولا فُتُق مُغَالبة على الأَمْرِ والفِتاقُ انْفِتاقُ الغيم عن الشمس في قوله وفَتَاة بَيْضاء ناعمة الجِسْ مِ لَعُوب ووَجْهُها كالفِتاق وقيل الفِتاقُ أَصل اللِّيف والأَبيض يشبِّه به الوجه لنقائه وصفائه وقيل الفِتاقُ أَصل الليف الأَبيض الذي لم يظهر والفَتْق انشقاق العَصا ووقوع الحرب بين الجماعة وتصدُّع الكلمة وفي الحديث لا تَحِلُّ المسأَلة إِلاَّ في حاجة أَو فَتْق التهذيب والفَتْق شقُّ عصا المسلمين بعد اجتماع الكلمة من قِبَل حَرْب في ثَغْرٍ أَو غير ذلك وأَنشد ولا أَرى فَتْقَهُمْ في الدِّينِ يَرْتَتِقُ وفي الحديث يسأَل الرجل في الجَائِحة أَو الفَتْق أَي الحرب يكون بين القوم وتقع فيها الجراحات والدماء وأَصله الشَّقُّ والفتح وقد يراد بالفَتْق نقض العهد ومنه حديث عروة بن مسعود اذهب فقد كان فَتْقٌ بين جُرَش وأفْتَقَ الرجل إِذا أَلحت عليه الفُتُوق وهي الآفات من جوع وفقر ودَيْنٍ والفَتْقُ علَّة أَو نُتُوٌّ في مراقّ البطن التهذيب الفَتْقُ يصيب الإِنسان في مراقّ بطنه يَنْفِتِقُ الصِّفاق الداخل ابن بري والفَتْق هو انفتاق المثانةِ ويقال هو أَن يَنْفَتِقَ الصِّفاق إِلى داخل وكان الأَزهري يقول هو الفَتَق بفتح التاء وفي حديث زيد بن ثابت في الفَتَق الدية قال الهروي هكذا أَقرأَنيه الأَزهري بفتح التاء وفي صفته صلى الله عليه وسلم كان في خاصرتيه انْفِتاق أَي اتساع وهو محمود في الرجل مذموم في النساء والفَتْق أَن تَنْشق الجلدة التي بين الخُصْية وأَسفل البطن فتقع الأَمْعاء في الخصية والفَتَقُ الخصب سمِّي بذلك لانشقاق الأرض بالنبات قال رؤبة تأْوي إِلى سَفْعاءَ كالثوب الخَلَقْ لم تَرْجُ رِسْلاً بعد أَعوامِ الفَتَقْ أَي بعد أَعوام الخِصْب تقول منه فَتِقَ بالكسر وعام الفَتَق عام الخصب وقد أَفْتَقَ القوم إِفْتاقاً إِذا سمنت دوابهم فَتَقَتَّقَت وتَفَتَّقَت خواصر الغنم من البقل إِذا اتسعت من كثرة الرعي وبعير فَتِيقٌ وناقة فَتِيقٌ أَي تَفَتَّقَتْ في الخصب وقد فَتِقَتْ تَفْتَقُ فَتَقاً وعام فَتِقٌ خصيب وانْفَتَقَت الماشية وتَفَتَّقَتْ سمنت وجمل فَتِيقٌ إِذا تَفَتَّقَ سمناً وفي حديث عائشة فمُطِروا حتى نبت العُشْب وسمنت الإِبل حتى تَفَتَّقَتْ أَي انتفخت خواصرها واتسعت من كثرة ما رعت فسمي عام الفَتَقِ أَي الخصب الفراء أَفْتَقَ الحيُّ إِذا أَصاب إِبلهم الفَتَقُ وذلك إِذا انْفَتَقَتْ خواصرها سِمَناً فتموت لذلك وربما سلمت وفي الحديث ذكر فُتُق هو بضمتين موضع في طريق تَبَالة سلكه قُطْبة بن عامر لما وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُغير على خَثْعَم سنة تسع والفَتَقُ داءٌ يأْخذ الناقة بين ضرعها وسرتها فَتَنْفَتِقُ وذلك من السمن أَبو زيد انْفَتَقَت الناقة انْفِتاقاً وهو الفَتَقُ وهو داءٌ يأْخذها ما بين ضرعها وسرتها فربما أَفْرَقَتْ وربما ماتت وذلك من السمن وقيل الفَتَقُ انفتاق الصِّفاق إِلى داخل في مراقِّ البطن وفيه الدية وقال شريح والشعبي فيه ثلث الدية وقال مالك وسفيان فيه الاجتهاد من الحاكم وقال الشافعي فيه الحُكُومة وقيل هو أَن ينقطع اللحم المشتمل على الأُنْثَيَيْنِ وفَتَق الخياطة يَفْتِقُها الفراء في قوله تعالى كانتا رَتْقاً فَفَتْقَناهما قال فُتِقَتِ السماءُ بالقَطْر والأَرض بالنبات وقال الزجاج المعنى أَن السموات كانت سماء واحدة مُرْتَتِقةً ليس فيها ماء فجعلها الله غير واحدة ففَتَقَ الله السماء فجعلها سبعاً وجعل الأَرض سبع أَرضين قال ويدل على أَنه يريد بفَتْقِِها كَوْنَ المطر قوله وجعلنا من الماء كل شيء حيّ ابن الأَعرابي أَفْتَق القمرُ إِذا برز بين سحابتين سوادوين وأَفْتَقَ الرجل إِذا استاك بالفِتَاقِ وهو عرجون الكِباسَةِ وفَتَقَ الطّيب يَفْتُقه فَتْقاً طيَّبه وخلطه بعود وغيره وكذلك الدهن قال الراعي لها فَأْرةٌ ذَفْرَاءً كل عشيّةٍ كما فَتَقَ الكافورَ بالمِسْكِ فاتِقُه ذكر إِبلاً رعت العشب وزَهْرته وأَنها نَدِيَتْ جلودها ففاحت رائحة المسك والفِتاقُ ما فُتِقَ به وفَتْقُ المسك بغيره استخراج رائحته بشيء تدخله عليه وقيل الفِتَاقُُ أَخلاط من أَدوية مدقوقة تُفْتَقُ أَي تخلط بدهن الزِئْبَقِ كي تفوح ريحه والفِتاقُ أَن تَفْتُق المسك بالعنبر ويقال الفِتاقُ ضرب من الطِّيب ويقال طيب الرائحة قال الشاعر وكأَن الأَرْيَ المَشُورَ مع الخَمْ رِ بفِيها يَشُوب ذاك فِتاقُ وقال آخر علَّلَتْهُ الذَّكِيَّ والمِسْكَ طَوْراً ومن البْان ما يكون فِتاقا والفِتاق خَمِيرة ضخمة لا يَلْبَثُ العجين إِذا جعل فيه أَن يُدْرِكَ تقول فَتَقْتُ العجين إِذا جعلت فيه فِتاقاً قال ابن سيده والفِتاقُ خمير العجين والفعل كالفعل والفَيْتَقُ النَجّار وهو فَيْعَل قال الأَعشى ولا بدَّ من جَارٍ يُجِيرُ سَبِيلَها كما سَلَك السَّكِّيَّ في الباب فَيْتَقُ والسَّكِّيّ المسمار والفَيْتَقُ البوّاب وقيل الحدّاد التهذيب يقال للمِلك فَيْتَق ومنه قول الشاعر رأَيت المَنَايَا لا يُغَادِرْنَ ذا غِنىً لِمالٍ ولا ينجو من الموت فَيْتَقُ وفِتاق اسم موضع قال الحرب بن حلزمة فمُحَيَّاة فالصِّفَاح فأَعنا ق فِتَاق فعَاذِب فالوَفَاء
( * روي هذا البيت في معلقة الحرث بن حلّزة على هذه الصورة
فالمُحَيَّاةُ فالصفاحُ فأعْلى ... ذي فِتاقٍ فعاذبٌ فالوفاءُ )
فرِيَاض القَطَآ فأَودية الشُرْ
بُب فالشُّعْبَتان فالأَبْلاء

( فحق ) ابن سيده الفَحْقةُ راحة الكلب بلغة أَهل اليمن وأَفْحَقَ الشيءَ ملأه وقيل حاؤُه بدل من هاء أَفْهَقَ الأَزهري عن الفراء قال العرب تقول فلانَ يَتَفَيْحَقُ في كلامه ويَتَفَيْهقُ إِذا توسَّع فيه قال أَبو عمرو انْفَحَقَ بالكلام انْفِحاقاً وطريق مُنْفَحِقٌ واسع وأَنشد والعِيسُ فَوْقَ لاحِبٍ مُعَبَّدِ غُبْرِ الحَصى مُنْفَحِقٍ عَجَرَّدِ

( فرق ) الفَرْقُ خلاف الجمع فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه وقيل فَرَقَ للصلاح فَرْقاً وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً وانْفَرَقَ الشيء وتَفَرَّق وافْتَرقَ وفي حديث الزكاة لا يُفَرَّقُ بين مجتمع ولا يجمع بين مُتَفَرِّق خشية الصدقة وقد ذكر في موضعه مبسوطاً وذهب أَحمد أَن معناه لو كان لرجل بالكوفة أَربعون شاةً وبالبصرة أَربعون كان عليه شاتان لقوله لا يُجْمَعُ بين مُتفرِّق ولو كان له ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شيء عليه ولو كانت له إِبل متفرقة في بلْدانٍ شَتَّى إِن جُمِعَتْ وجب فيها الزكاة وإِن لم تجمع لم تجب في كل بلد لا يجب عليه فيها شيء وفي الحديث البَيِّعَانِ بالخيار ما لم يَفْتَرِقَا
( * قوله « ما لم يفترقا » كذا في الأصل وعبارة النهاية ما لم يتفرقا وفي رواية ما لم يفترقا ) اختلف الناس في التَّفَرُّق الذي يصح ويلزم البيع بوجوبه فقيل هو بالأَبدان وإِليه ذهب معظم الأَئمة والفقهاء من الصحابة والتابعين وبه قال الشافعي وأَحمد وقال أَبو حنيفة ومالك وغيرهما إِذا تعاقدا صحَّ البيع وإِن لم يَفْتَرِقَا وظاهر الحديث يشهد للقول الأَول فإِن رواية ابن عمر في تمامه أَنه كان إِذا بايع رجلاً فأَراد أَن يتمّ البيعُ قام فمشى خَطَوات حتى يُفارقه وإِذا لم يُجْعَل التَّفَرُّق شرطاً في الانعقاد لم يكن لذكره فائدة فإِنه يُعْلَم أَن المشتري ما لم يوجد منه قبول البيع فهو بالخيار وكذلك البائع خيارُه ثابتٌ في ملكه قبل عقد البيع والتَّفَرّقُ والافْتِراقُ سواء ومنهم من يجعل التَّفَرّق للأَبدان والافْتِراقَ في الكلام يقال فَرَقْت بين الكلامين فافْترقَا وفَرَّقْتُ بين الرجلين فَتَفَرّقا وفي حديث عمر رضي الله عنه فَرِّقُوا عن المَنِيَّة واجعلوا الرأْس رأْسين يقول إِذا اشتريتم الرقيق أَو غيره من الحيوان فلا تُغَالوا في الثمن واشتروا بثمن الرأْس الواحد رأْسين فإِن مات الواحد بقي الآخر فكأَنكم قد فَرَّقتم مالكم عن المنيّة وفي حديث ابن عمر كان يُفَرِّق بالشك ويجمع باليقين يعني في الطلاق وهو أَن يحلف الرجل على أَمر قد اختلف الناس فيه ولا يُعْلَم مَنِ المُصيبُ منهم فكان يُفَرِّق بين الرجل والمرأَة احتياطاً فيه وفي أَمثاله من صور الشك فإِن تبين له بعد الشك اليقينُ جَمَعَ بينهما وفي الحديث من فارَقَ الجماعة فَمِيتَتُه جاهليّة يعني أَن كل جماعة عَقَدت عَقْداً يوافق الكتاب والسنَّة فلا يجوز لأَحد أَن يفارقهم في ذلك العقد فإِن خالفهم فيه استحق الوعيد ومعنى قوله فميتته جاهلية أَي يموت على ما مات عليه أَهل الجاهلية من الضلال والجهل وقوله تعالى وإِذ فَرَقْنا بكم البحر معناه شققناه والفِرْقُ القِسْم والجمع أَفْراق ابن جني وقراءة من قرأَ فَرَّقنا بكم البحر بتشديد الراء شاذة من ذلك أَي جعلناه فِرَقاً وأَقساماً وأَخذتُ حقي منه بالتَّفَارِيق والفِرْقُ الفِلْق من الشيء إِذا انْفَلَقَ منه ومنه قوله تعالى فانْفَلَق فكان كلُّ فِرْقٍ كالطَّوْد العظيم التهذيب جاءَ تفسير فرقنا بكم البحر في آية أُخرى وهي قوله تعالى وأَوحينا إِلى موسى أَن اضرب بعصاك البحر فانْفَلَق فكان كل فِرْقٍ كالطود العظيم أَراد فانْفَرَق البحرُ فصار كالجبال العِظام وصاروا في قَرَاره وفَرَق بين القوم يَفْرُق ويَفْرِق وفي التنزيل فافْرُقْ بيننا وبين القوم الفاسقين قال اللحياني وروي عن عبيد بن عمير الليثي أَنه قرأَ فافْرِقْ بيننا بكسر الراء وفَرَّقَ بينهم كفَرَقَ هذه عن اللحياني وتَفَرَّق القوم تَفَرُّقاً وتَفْرِيقاً الأَخيرة عن اللحياني الجوهري فَرَقْتُ بين الشيئين أَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً وفَرَّقْتُ الشيءَ تَفْريقاً وتَفْرِقةً فانْفَرقَ وافْتَرَقَ وتَفَرَّق قال وفَرَقْتُ أَفْرُق بين الكلام وفَرَّقْتُ بين الأَجسام قال وقول النبي صلى الله عليه وسلم البَيِّعان بالخيار ما لَم يَتَفَرقا بالأَبدان لأَنه يقال فَرَّقْتُ بينهما فَتَفَرَّقا والفُرْقة مصدر الافْتِرَاقِ قال الأَزهري الفُرْقة اسم يوضع موضع المصدر الحقيقي من الافْتِرَاقِ وفي حديث ابن مسعود صلَّيت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنىً ركعتين ومع أَبي بكر وعمر ثم تَفَرَّقَتْ بكم الطُرُق أَي ذهب كل منكم إِلى مذهب ومَالَ إِلى قول وتركتم السُّنة وفارَقَ الشيءَ مُفَارقةً وفِرَاقاً بايَنَهُ والاسم الفُرْقة وتَفَارق القومُ فَارَقَ بعضهم بعضاً وفَارَقَ فلان امرأَته مُفَارقةً وفِراقاً بايَنَها والفِرْقُ والفِرْقةُ والفَرِيقُ الطائفة من الشيء المُتَفَرِّق والفِرْقةُ طائفة من الناس والفَرِيقُ أَكثر منه وفي الحديث أَفارِيق العرب وهو جمع أَفْراقٍَ وأَفراقٌ جمع فِرْقةِ قال ابن بري الفَرِيقُ من الناس وغيرهم فِرْقة منه والفَرِيقُ المُفارِقُ قال جرير أَتَجْمعُ قولاً بالعِراقِ فَرِيقُهُ ومنه بأَطْلالِ الأَرَاكِ فَرِيقُ ؟ قال وأَفْرَاق جمع فِرَقٍ وفِرَقٌ جمع فِرْقةٍ ومثله فِيقَةٌ وفِيَق وأَفْواق وأَفَاويق والفِرْقُ طائفة من الناس قال وقال أَعرابي لصبيان رآهم هؤُلاء فِرْقُ سوء والفَرِيقُ الطائفة من الناس وهم أَكثر من الفِرْقِ ونيَّة فَرِيقٌ مُفَرَّقة قال أَحَقّاً أَن جِيرتَنَا اسْتَقَلُّوا ؟ فَنِيَّتُنا ونِيَّتُهُمْ فَرِيقُ قال سيبويه قال فَرِيقٌ كما تقول للجماعة صَدِيق وفي التنزيل عن اليمين وعن الشمال قَعيدٌ وقول الشاعر أَشهدُ بالمَرْوَةِ يوماً والصَّفَا أَنَّكَ خيرٌ من تَفارِيقِ العَصَا قال ابن الأَعرابي العصا تكسر فيتخذ منها ساجُورٌ فإِذا كُسر السَّاجُور اتُّخِذَت منه الأَوْتادُ فإِذا كُسر الوَتِد اتخذت منه التَّوَادِي تُصَرُِّ بِهَا الأَخْلاف قال ابن بري والرجز لغنية الأَعرابية وقيل لامرأَة قالتهما في ولدها وكان شديد العَرَامة مع ضعف أَسْرٍ ودِقَّةٍ وكان قد واثب فَتىً فقطع أَنفه فأَخذت أُمه دِيَتَه ثم واثب آخر فقطع شفته فأَخذت أُمه ديتها فصلحت حالها فقالت البيتين تخاطبه بهما والفَرْقُ تَفْرِيقُ ما بين الشيئين حين يَتَفَرَّقان والفَرْقُ الفصل بين الشيئين فَرَقَ يَفْرُقُ فَرْقاً فصل وقوله تعالى فالفَارِقاتِ فَرْقاً قال ثعلب هي الملائكة تُزَيِّل بين الحلال والحرام وقوله تعالى وقرآناً فَرَقْناه أَي فصلناه وأَحكمناه مَنْ خفَّف قال بَيَّناه من فَرَقَ يَفْرُق ومن شدَّد قال أَنزلناه مُفَرَّقاً في أَيامٍ التهذيب قرئَ فَرَّقْناه وفَرَقْناهُ أَنزل الله تعالى القرآن جملةً إِلى سماءِ الدنيا ثم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة فَرَّقةُ الله في التنزيل ليفهمه الناس وقال الليث معناه أَحكمناه كقوله تعالى فيها يُفَرَّقُ كل أَمر حكيم أَي يُفَصَّل وقرأَه أَصحاب عبد الله مخففاً والمعنى أَحكمناه وفصلناه وروي عن ابن عباس فَرَّقْناه بالتثقيل يقول لم ينزل في يوم ولا يومين نزل مُتَفَرِّقاً وروي عن ابن عباس أَيضاً فَرَقْناه مخففة وفَرَقَ الشعرَ بالمشط يَفرُقُه ويَفْرِقُه فَرْقاً وفَرَّقه سَرَّحه والفَرْقُ موضع المَفْرِق من الرأْس وفَرْقُ الرأْس ما بين الجبين إِلى الدائرة قال أَبو ذؤيب ومَتْلَف مثل فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُه مَطَارِبٌ زَقَبٌ أَمْيالُها فِيحُ شبّهه بفَرْقِ الرأْس في ضيقه ومَفْرِقُه ومَفْرَقُه كذلك وسط رأْسه وفي حديث صفة النبي صلى الله عليه وسلم إِن انْفَرَقَتْ عَفِيقَتُه فَرَقَ وإِلاَّ فلا يبلغ شعرُه شَحْمة أُذنه إِذا هو وَفَّرَه أَي إِن صار شعره فِرْقَيْن بنفسه في مَفْرقه تركه وإِن لم يَنْفَرِقْ لم يَفْرِقْه أَراد أَنه كان لا يَفْرُق شعره إِلاَّ يَنْفَرِق هو وهكذا كان أَول الأَمر ثم فَرَقَ ويقال للماشطة تمشط كذا وكذا فَرْقاً أَي كذا وكذا ضرباً والمَفْرَق والمَفْرِقُ وسط الرأْس وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر وكذلك مَفْرَق الطريق وفَرَقَ له عن الشيء بيَّنه له عن ابن جني ومَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقُه مُتَشَعَّبُه الذي يَتَشَعَّب منه طريق آخر وقولهم للمَفِْرِق مَفَارِق كأَنهم جعلوا كل موضع منه مَفْرِقاً فجمعوه على ذلك وفَرَقَ له الطريق أَي اتجه له طريقان والفَرَقُ في النبات أَن يَتَفرَّق قِطَعاً من قولهم أَرض فَرِقَةٌ في نبتها فَرَق على النسب لأَنه لا فعل له إِذا لم تكن
( * الضمير يعود إِلى الأرض الفَرِقة ) واصبَةً متصلة النبات وكان مُتَفَرِّقاً وقال أَبو حنيفة نبت فَرِقٌ صغير لم يغطِّ الأَرض ورجل أَفْرقُ للذي ناصيته كأَنها مَفْروقة بيِّن الفَرَق
( * بيّن الفرق أي الرجل الأَفرق ) وكذلك اللحية وجمع الفَرَق أَفْراق قال الراجز يَنْفُضُ عُثْنوناً كثيرَ الأَفْرَاقْ تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمثل الدِّرْياقْ الليث الأَفْرقُ شبه الأفْلَج إِلاَّ أَن الأَفْلَج زعموا ما يفلّج والأَفْرَقُ خِلْقة والفرقاءُ من الشاءِ البعيدة ما بين الخصيتين ابن سيده الأَفْرقُ المتباعد ما بين الثَّنِيَّتَيْنِ وتَيْس أَفْرَقُ بعيد ما بين القَرْنَيْن وبعير أَفْرَقُ بعيد ما بين المَنْسِمَيْنِ وديك أَفْرَقُ ذو عُرْفَيْنِ للذي عُرْفُه مَفْروق وذلك لانفراج ما بينهما والأفْرَقُ من الرجال الذي ناصيته كأَنها مفروقة بيِّن الفَرَقِ وكذلك اللحية ومن الخيل الذي إِحدى ورِكَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة وقيل الذي نقصت إِحدى فخذيه عن الأُخرى وهو يكره وقيل هو الناقص إِحدى الوركين قال ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ وأَنشده يعقوب من القِرْقِ البطاء وقال القِرْقُ الأَصل قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذه الرواية وفي التهذيب الأَفْرَقُ من الدواب الذي إِحدى حَرْقَفَتَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة وفرس أَفْرَقُ له خصية واحدة والاسم الفَرَقُ من كل ذلك والفعل من كل ذلك فَرِقَ فَرَقاً والمَفْروقان من الأَسباب هما اللذان يقوم كل واحد منهما بنفسه أَي يكون حرف متحرك وحرف ساكن ويتلوه حرف متحرك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ وعِيلُنْ من مَفاعِيلُنْ والفُرْقانُ القرآن وكل ما فُرِقَ به بينْ الحق والباطل فهو فُرْقان ولهذا قال الله تعالى ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان والفُرْق أَيضاً الفُرْقان ونظيره الخُسْر والخُسْران وقال الراجز ومُشْرِكيّ كافر بالفُرْقِ وفي حديث فاتحة الكتاب ما أُنزل في التوراة ولا الإِنجيل ولا الزَّبُور ولا الفُرْقانِ مِثْلُها الفُرْقان من أَسماء القرآن أَي أَنه فارِقٌ بين الحق والباطل والحلال والحرام ويقال فَرَقَ بين الحق والباطل ويقال أَيضاً فَرَقَ بين الجماعة قال عدي بن الرِّقاع والدَّهْرُ يَفْرُقُ بين كلِّ جماعةٍ ويَلُفّ بين تَباعُدٍ وَتَناءِ وفي الحديث محمدٌ فَرْقٌ بين الناس أَي يَفْرُقُ بين المؤمنين والكافرين بتصديقه وتكذيبه والفُرْقان الحُجّة والفُرْقان النصر وفي التنزيل وما أَنزلنا على عبدنا يوم الفُرْقان وهو يوم بَدْرٍ لأَن الله أَظْهَرَ من نَصْره ما كان بين الحق والباطل التهذيب وقوله تعالى وإِذ آتينا موسى الكتاب والفُرْقان لعلكم تهتدون قال يجوز أَن يكونَ الفُرْقانُ الكتاب بعينه وهو التوراة إِلا أَنه أُعِيدَ ذكره باسم غير الأَول وعنى به أَنه يَفْرُقُ بين الحق والباطل وذكره الله تعالى لموسى في غير هذا الموضع فقال تعالى ولقد آتينا موسى وهرون الفُرْقانَ وضياء أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤه الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فُرْقاناً وسمى الكتاب المنزل على موسى صلى الله عليه وسلم فُرْقاناً والمعنى أَنه تعالى فَرَقَ بكل واحد منهما بين الحق والباطل وقال الفراء آتينا موسى الكتاب وآتينا محمداً الفُرْقانَ قال والقول الذي ذكرناه قبله واحتججنا له من الكتاب بما احتججنا هو القول والفَارُوقُ ما فَرَّقَ بين شيئين ورجل فارُوقٌ يُفَرِّقُ ما بين الحق والباطل والفارُوقُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سماه الله به لتَفْريقه بين الحق والباطل وفي التهذيب لأَنه ضرب بالحق على لسانه في حديث ذكره وقيل إِنه أَظهر الإِسلام بمكة فَفَرَّقَ بين الكفر والإِيمان وقال الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز أَشْبَهْتَ من عُمَرَ الفارُوقِ سِيرَتَهُ فاقَ البَرِيَّةَ وأْتَمَّتْ به الأُمَمُ وقال عتبة بن شماس يمدح عمر بن عبد العزيز أَيضاً إن أَوْلى بالحقّ في كلّ حَقٍّ ثم أَحْرَى بأَن يَكُونَ حَقِيقا مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزِيزِ بنُ مَرْوا نَ ومَنْ كان جَدُّه الفارُوقا والفَرَقُ ما انفلق من عمود الصبح لأَنه فارَقَ سواد الليل وقد انْفَرَقَ وعلى هذا أَضافوا فقالوا أَبْين من فَرَق الصبح لغة في فَلَق الصبح وقيل الفَرَقُ الصبح نفسه وانْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَق قال وهو الفَرَق والفَلَقُ للصبح وأَنشد حتى إِذا انْشَقَّ عن إِنسانه فَرَقٌ هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليلِ مُنْتَصِبُ والفارِقُ من الإِبل التي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها وقيل هي التي أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً في الأَرض وجمعها فُرَّق وفَوارِق وقد فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً وكذلك الأَتان وأَنشد الأَصمعي لعُمارة بن طارق اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارقِ ومَنْجَنُون كالأَتان الفارق من أَثْلِ ذاتِ العَرْض والمَضايقِ قال وكذلك السحابة المنفردة لا تخلف وربما كان قبلها رعد وبرق قال ذو الرمة أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غوارِبَها تَبوُّجُ البرقِ والظلماءُ عُلْجُومُ الجوهري وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة فيقال فارق وقال ابن سيده سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ من الإِبل قال عبد بني الحَسْحاسِ يصف سحاباً له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حَوْلَهُ يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا فجعل له سوابي كسوابي الإِبل اتساعاً في الكلام قال ابن بري ويجمع أَيضاً على فُرَّاق قال الأَعشى أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْ قِ رَجُوسٌ قدَّامَها فُرّاقُ ابن الأَعرابي الفارقُ من الإِبل التي تشتد ثم تُلْقي ولدها من شدة ما يمرّ بها من الوجع وأَفْرَقَتِ الناقة أَخرجت ولدها فكأَنها فارَقَتْه وناقة مُفْرق فارقها ولدها وقيل فارقها بموت والجمع مَفارِيق وناقة مُفْرِق تمكث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَح ابن الأَعرابي أَفْرَقْنا إِبلَنا لعام إِذا خلَّوْها في المرعى والكلإِ لم يُنْتِجوها ولم يُلْقِحوها قال الليث والمطعون إِذا برأَ قيل أَفْرَق يُفْرِقُ إِفْراقاً قال الأَزهري وكل عَليلٍ أَفاق من علته فقد أَفْرَقَ وأَفْرَقَ المريضُ والمحْموم برأَ ولا يكون إِلا من مرض يصيب الإِنسان مرة واحدة كالجُدَرِيّ والحَصْبة وما أَشبههما وقال اللحياني كل مُفِيقٍ من مرضه مُفْرق فعَمّ بذلك قال أَعرابي لآخر ما أَمَارُ إِفْراقِ المَوْرود ؟ فقال الرُّحَضاءُ يقول ما علامة برء المحموم فقال العَرَق وفي الحديث عُدّوا مَنْ أَفْرقَ من الحيّ أَي من برأَ من الطاعون والفِرْقُ بالكسر القطيع من الغنم والبقر والظباء العظيمُ وقيل هو ما دون المائة من الغنم قال الراعي ولكنما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّهُ بفِرْق يُخَشِّيه بِهَجْهَجَ ناعِقُهْ يهجو بهذا البيت رجلاً من بني نُميرٍ اسمه قيس بن عاصم النُّميري يلقب بالحَلالِ وكان عَيَّره بإِبله فهجاه الراعي وعَيَّره أَنه صاحب غنم ومدح إِبله يقول أَمْتَعَهُ جدُّه أَي حظه بالغنم وليس له سواها أَلا ترى إِلى قوله قبل هذا البيت وعَيَّرَني الإِبْلَ الحَلالُ ولم يَكُنْ ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثَةِ خالقُه والفَريقةُ القطعة من الغنم ويقال هي الغنم الضالة وهَجْهَجْ زجر للسباع والذِّئاب والناعق الراعي والفَريقُ كالفِرْقِ والفِرْقُ والفَريقُ من الغنم الضالة وأَفْرَقَ فلانٌ غنمه أَضلَّها وأَضاعها والفَريقةُ من الغنم أَن تتفرق منها قطعة أَو شاة أَو شاتان أَو ثلاث شياه فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم قال كثيِّر وذِفْرى ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف أَصاب فَرِيقةَ ليلٍ فعاثَا وفي الحديث ما ذِئْبانِ عادِيانِ أَصابا فَريقة غنمٍ الفَرِيقةُ القطعة من الغنم تَشِذّ عن معظمها وقيل هي الغنم الضالة وفي حديث أَبي ذر سئل عن ماله فقال فِرْقٌ لنا وذَوْدٌ الفِرْقُ القطعة من الغنم وقال ابن بري في بيت كثيِّر والخَلِيفُ الطريق بين الجبلين وصواب إِنشاده بذفرى لأَن قبله تُوالي الزِّمامَ إِذا ما وَنَتْ ركائِبُها واحْتُثِثْنَ احْتِثاثا ابن سيده والفِرْقَةُ من الإِبل بالهاء ما دون المائة والفَرَقُ بالتحريك الخوف وفَرِقَ منه بالكسر فَرَقاً جَزِع وحكى سيبويه فَرِقَه على حذف من قال حين مثّل نصب قولهم أَو فَرَقاً خيراً من حُبّ أَي أَو أَفْرَقُكَ فَرَقاً وفَرِقَ عليه فزع وأَشفق هذه عن اللحياني ورجل فَرِقٌ وفَرُق وفَرُوق وفَرُوقَةٌ وفَرُّوق وفَرُّوقةٌ وفاروق وفارُوقةٌ فَزِعٌ شديد الفَرَق الهاء في كل ذلك ليست لتأْنيث الموصوف بما هي فيه إِنما هي إِشعار بما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة وفي المثل رُبَّ عَجَلة تَهَبُ رَيْثاً ورب فَرُوقةٍ يُدْعى ليْثاً والفَرُوقة الحُرْمة وأَنشد ما زالَ عنه حُمْقُه ومُوقُه واللؤْمُ حتى انْتُهكتْ فَروقُه وامرأَة فَرُوقة ولا جمع له قال ابن بري شاهد رجلٌ فَرُوقَة للكثير الفزع قول الشاعر بَعَثْتَ غلاماً من قريشٍ فَرُوقَةً وتَتْرُك ذا الرأْي الأَصيلِ المُهَلَّبا وقال مُوَيلك المَرْموم إِنِّي حَلَلْتُ وكنتُ جدّ فَرُوقة بلداً يمرُّ به الشجاعُ فَيَفْزَعُ قال ويقال للمؤنث فَرُوقٌ أَيضاً شاهده قول حميد بن ثور رَأَتْني مُجَلِّيها فصَدَّتْ مَخافَةً وفي الخيل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ وفي حديث بدء الوحي فَجُئِثْتُ منه فَرَقاً هو بالتحريك الخوف والجزع يقال فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً وفي حديث أَبي بكر أَباللهِ تُفَرِّقُني ؟ أَي تخوِّفني وحكى اللحياني فَرَقْتُ الصبيّ إِذا رُعْتَه وأَفزعته قال ابن سيده وأراها فَرَّقت بتشديد الراء لأَن مثل هذا يأْتي على فَعَّلت كثيراً كقولك فَزّعت ورَوَّعت وخوَّفت وفارَقَني ففَرَقْتُه أَفْرُقُه أَي كنت أَشد فَرَقاً منه هذه عن اللحياني حكاه عن الكسائي وتقول فَرِقْتُ منك ولا تقل فَرِقْتُكَ وأَفْرَقَ الرجلُ والطائر والسبع والثعلب سَلَحَ أَنشد اللحياني أَلا تلك الثَّعالبُ قد تَوَِالَتْ عليَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا لتأْكلني فَمَرَّ لهنَّ لَحْمِي فأَفْرَقَ من حِذَاري أَو أَتاعا قال ويروى فأَذْرَقَ وقد تقدم والمُفْرِقُ الغاوِي على التشبيه بذلك أَو لأَنه فارَق الرُّشد والأَول أَصح قال رؤْبة حتى انتهى شيطانُ كلّ مُفْرِق والفَريقةُ أَشياء تخلط للنفساء من بُرّ وتمر وحُلْبة وقيل هو تمر يطبخ بحلبة للنفساء قال أَبو كبير ولقدْ ورَدْتُ الماء لَوْنُ جِمامِهِ لَوْنُ الفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ قال ابن بري صوابه ولقد ورَدتَ الماء بفتح التاء لأَنه يخاطب المُرِّيّ وفي الحديث أَنه وصف لسعد في مرضه الفَريقةَ هي تمر يطبخ بحلبة وهو طعام يعمل للنفساء والفَرُوقة شحم الكُلْيَتَيْنِ قال الراعي فبتْنَا وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزَّةٍ يُضِيءُ لنا شحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى وأَنكر شمر الفَروقة بمعنى شحم الكليتين وأَفرقوا إِبلهم تركوها في المرعى فلم يُنْتِجوها ولم يُلقحوها والفَرْقُ الكتَّان قال وأَغْلاظ النُّجوم مُعَلَّقات كحبل الفَرْقِ ليس له انتِصابُ والفَرْق والفَرَقُ مكيال ضخم لأَهل المدينة معروف وقيل هو أَربعة أَرباع وقيل هو ستة عشر رطلاً قال خِدَاشُ بن زهير يأْخُذونَ الأَرْشَ في إِخْوَتِهِم فَرَقَ السَّمْن وشاةً في الغَنَمْ والجمع فُرْقان وهذا الجمع قد يكون للساكن والمتحرك جميعاً مثل بَطْن وبُطْنان وحَمَل وحُمْلان وأَنشد أَبو زيد تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في فُرْقان قال والصَّفُّ أَن تَحْلُبَ في مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة تَصُفّ بينها وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأُ بالمُدِّ ويغتسل بالصاع وقالت عائشة كنت أَغتسل معه من إِناء يقال له الفَرَقُ قال أَبو منصور والمحدِّثون يقولون الفَرْق وكلام العرب الفَرَق قال ذلك أَحمد بن يحيى وخالد بن يزيد وهو إِناء يأْخذ ستة عشر مُدّاً وذلك ثلاثة أَصْوُعٍ ابن الأَثير الفَرَقُ بالتحريك مكيال يسع ستة عشر رطلاً وهي اثنا عشر مُدّاً وثلاثة آصُعٍ عند أَهل الحجاز وقيل الفَرَق خمسة أَقساط والقِسْط نصف صاع فأَما الفَرْقُ بالسكون فمائة وعشرون رطلاً ومنه الحديث ما أَسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحُسْوةُ منه حرام وفي الحديث الآخر من استطاع أَن يكون كصاحب فَرْقِ الأَرُزّ فليكن مثله ومنه الحديث في كلِّ عشرةِ أَفْرُقِ عسلٍ فَرَقٌ الأَفْرُق جمع قلة لفَرَقٍ كجبَلٍ وأَجْبُل وفي حديث طَهْفة بارَكَ الله لهم في مَذْقِها وفِرْقِها وبعضهم يقوله بفتح الفاء وهو مكيال يكال به اللبن
( * قوله « يكال به اللبن » الذي في النهاية البرّ ) والفُرقان والفُرْقُ إِناء أَنشد أَبو زيد وهي إِذا أَدَرَّها العَيْدان وسطَعَت بمُشْرِفٍ شَبْحان تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في الفُرْقان أَراد بالصَّفّ قَدَحَيْن وقال أَبو مالك الصف أَن يصفَّ بين القدحين فيملأهما والفُرقان قدحان مفترقان وقوله بمشرف شبحان أَي بعنق طويل قال أَبو حاتم في قول الراجز ترفد بعد الصف في الفرقان قال الفُرْقان جمع الفَرْق والفَرْق أَربعة أَرباع والصف أَن تصفَّ بين محلبين أَو ثلاثة من اللبن ابن الأَعرابي الفِرْق الجبل والفِرْق الهَضْبة والفِرْق المَوْجة ويقال وَقَّفْتُ فلاناً على مَفارِقِ الحديث أَي على وجوهه وقد فارَقْتُ فلاناً من حسابي على كذا وكذا إِذا قطعتَ الأَمر بينك وبينه على أَمر وقع عليه اتفاقكما وكذلك صادَرْتُه على كذا وكذا ويقال فَرَقَ لي هذا الأَمرُ يَفْرُقُ فُرُوقاً إِذا تبين ووضح والفَرِيقُ النخلة يكون فيها أُخرى هذه عن أَبي حنيفة والفَرُوق موضع قال عنترة ونحن مَنَعْنا بالفَرُوقِ نساءَكُمْ نُطَرِّف عنها مُبْسِلاتٍ غَوَاشِيا والفُرُوق موضع في ديار بني سعد أَنشد رجل منهم لا بارَكَ اللهُ على الفُرُوقِ ولا سَقاها صائبَ البُرُوقِ وفي حديث عثمان قال لخَيْفان كيف تركتَ أَفارِيق العرب ؟ هو جمع أَفْراق وأَفْراقٌ جمع فِرْق والفِرْق والفَرِيقُ والفِرْقةُ بمعنى وفَرَقَ لي رأْيٌ أَي بدا وظهر وفي حديث ابن عباس فَرَقَ لي رأْيٌ أَي ظهر وقال بعضهم الرواية فُرِقَ على ما لم يسمَّ فاعله ومَفْروق لقب النعمان بن عمرو وهو أَيضاً اسم ومَفْرُوق اسم جبل قال رؤبة ورَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسامى أُرَّمُهْ وذاتُ فِرقَيْن التي في شعر عَبيد بن الأَبرص هَضْبة بين البصرة والكوفة والبيت الذي في شعر عبيد هو قوله فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلَباتٌ فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ وإفْريقيَةُ اسم بلاد وهي مخففة الياء وقد جمعها الأَحوص على أَفارِيق فقال أَين ابنُ حَرْبٍ ورَهْطٌ لا أَحُسُّهُمُ ؟ كانواعلينا حَديثاً من بني الحَكَمِ يَجْبُونَ ما الصِّينُ تَحْوِيهِ مَقانِبُهُمْ إلى الأَفارِيق من فخصْحٍ ومن عَجَمِ ومُفَرِّقُ الغنم هو الظِّرِبان إذا فَسا بينها وهي مجتمعة تفرقت وفي الحديث في صفته عليه السلام أَن اسمه في الكتب السالفة فَارِق لِيطا أَي يَفْرُقُ بين الحق والباطل وفي الحديث تأتي البقرة وآل عمران كأنهما فِرْقانِ من طير صَوافّ أَي قطعتان

( فرزدق ) الفَرَزْدَقُ الرغيف وقيل فُتات الخبز وقيل قِطَع العجين واحدته فَرَزْدَقَة وبه سمي الرجل الفَرَزْدَق شبه بالعجين الذي يسوِّي منه الرغيف واسمه هَمَّام وأَصله بالفارسية بَرأزَدْه قال الأُموي يقال للعجين الذي يقطع ويعمل بالزيت مشتقّ قال الفراء واسم كل قطعة منه فَرَزْدَقة وجمعها فَرَزْدَق ويقال للجَرْذَقِ العظيم الحروف فَرَزْدَق وقال الأَصمعي الفَرَزْدَقُ الفَتُوت الذي يُفَتّ من الخبز الذي تشربه النساء قال وإذا جمعت فَرازِق لأَن الإسم إذا كان على خمسة أَحرف كلها أُصول حذفت آخر حرف منه في الجمع وكذلك في التصغير وإنما حذفت الدال من هذا الإسم لأَنها من مخرج التاء والتاءُ من حروف الزيادات فكانت بالحذف أولى والقياس فَرَازِد وكذلك التصغير فُرَيْزِقْ وفُرَيْزِدْ التصغير فُرَيْزِقْ وفُرَيْزِدْ وإن شئت عوضتَ في الجمع والتصغير فإن كان في الإسم الذي على خمسة أَحرف حرف واحد زائد كان بالحذف أَولى مثال مُدَحْرِج وجَحَنْفَل قلت دُحَيْرج وجُحَيْفِل والجمع دَحارج وجَحافل وإن شئت عوضت في الجمع والتصغير

( فرنق ) الفُرانِقُ معروف وهو دَخِيل والفُرانق البَرِيدُ وهو الذي يُنْذِرُ قُدَّام الأَسد فارسي معرب وهو بَرْوانَهْ بالفارسية
( * قوله « وهو براونه بالفارسية » في الصحاح بروانك ومثله في القاموس ولكن نقل شارحه عن شيخه أن الصواب ما قاله ابن الجواليقي هو ما سينقله المؤلف ) قال امرؤ القيس وإني أَذِينٌ إن رَجَعْتُ مُمَلَّكاً بِسَيْرٍ تَرى منه الفُرانِقَ أَزْوَرَا وربما سموا دليل الجيش فُرانِقاً قال ابن الجواليقي في المعرب قال ابن دريد رحمه الله فُرانِقُ البَرِيدِ فَرْوَانه وهو فارسي معرب وهو سبع يصيح بين يدي الأَسد كأَنه يُنْذِرُ الناس به ويقال إنه شبيه بابن آوى يقال له فُرانِقُ الأَسد قال أَبو حاتم يقال إنه الوَعْوَعُ ومنه فُرانِقُ البَرِيدِ

( فزرق ) الفَزْرَقةُ السرعة كالزَّرْفَقةِ

( فسق ) الفِسْق العصيان والترك لأَمر الله عز وجل والخروج عن طريق الحق فسَق يَفْسِقُ ويَفْسُقُ فِسْقاً وفُسوقاً وفَسُقَ الضم عن اللحياني أَي فَجَر قال رواه عنه الأَحمر قال ولم يعرف الكسائي الضم وقيل الفُسوق الخروج عن الدين وكذلك الميل إلى المعصية كما فَسَقَ إبليسُ عن أَمر ربه وفَسَق عن أمر ربه أَي جار ومال عن طاعته قال الشاعر فَواسِقاً عن أَمره جَوَائِرَا الفراء في قوله عز وجل فَفَسَقَ عن أَمر ربه خرج من طاعة ربه والعرب تقول إذا خرجت الرُّطَبةُ من قشرها قد فَسَقَت الرُّطَبةُ من قشرها وكأَن الفأرة إنما سميت فُويْسِقةً لخروجها من جُحْرها على الناس والفِسْقُ الخروج عن الأَمر وفَسَقَ عن أَمر ربه أَي خرج وهو كقولهم اتّخَمَ عن الطعام أي عن مَأْكله الأَزهري عن ثعلب أنه قال قال الأَخفش في قوله فَفَسَق عن أمر ربه قال عن ردّه أَمر ربه نحو قول العرب اتّخَمَ عن الطعام أي عن أَكله الطعام فلما رَدّ هذا الأَمر فَسَقَ قال أَبو العباس ولا حاجة به إلى هذا لأن الفُسُوقَ معناه الخروج فَسَقَ عن أَمر ربه أَي خرج وقال ابن الأَعرابي لم يُسْمع قَطُّ في كلام الجاهلية ولا في شعرهم فاسِقٌ قال وهذا عجب وهو كلام عربي وحكى شمر عن قطرب فَسَقَ فلان في الدنيا فِسْقاً إذا اتسع فيها وهَوَّنَ على نفسه واتسع بركوبه لها ولم يضيقها عليه وفَسَقَ فلان مالهُ إذا أَهلكه وأَنفقه ويقال إنه لفِسْقٌ أَي خروج عن الحق أَبو الهيثم والفِسْقُ في قوله أو فِسْقاً أهِلَّ لغير الله به روي عن مالك أَنه الذبح وقوله تعالى بئس الإسم الفُسُوقُ بعد الإيمان أَي بئس الإسم ن تقول له يا يهودي ويا نصراني بعد أَن آمن أَي لا تُعَيِّرهم بعد أَن آمنوا ويحتمل أَن يكون كلَّ لَقب يكرهه الإنسان وإنما يجب أَن يخاطب المؤمنُ أَخاه بأَحبّ الأَسماء إليه هذا قول الزجاج ورجل فَاسِقٌ وفِسِّيقٌ وفُسَقُ دائم الفِسْقِ ويقال في النداء يا فُسَق ويا خُبَث وللأُنثى يا فَسَاقِ مثل قَطامِ يريد يا أَيها الفَاسِقُ ويا أَيها الخبيث وهو معرفة يدل على ذلك أَنهم يقولون يا فُسَقُ الخبيثُ فينعتونه بالأَلف واللام وفَسَّقَه نسبه إلى الفِسْقِ والفوَاسِقُ من النساء الفواجرُ والفُوَيْسِقةُ الفأرة وفي الحديث أَنه سَمَّى الفأْرة فُوَيْسِقةً تصغير فاسِقَةٍ لخروجها من جُحْرها على الناس وإِفسادها وفي حديث عائشة وسئِلَتْ عن أَكل الغُراب قالت ومن يأْكله بعد قوله فاسِق قال الخطابي أراد تحريم أكلها بتَفْسِيقها وفي الحديث خَمْس فَوَاسِق يُقْتَلْنَ في الحِلّ والحرم قال أَصل الفِسْقِ الخروج عن الإستقامة والجور وبه سمي العاصي فاسقاً وإنما سميت هذه الحيوانات فَوَاسِقَ على الإستعارة لخبثهن وقيل لخروجهن عن الحرمة في الحل والحرم أَي لا حرمة لهن بحال

( فستق ) الفُسْتُق معروف قال الأَزهري الفُسْتُقَةُ فارسية معرّبة وهي ثمرة شجرة معروفة قال أَبو حنيفة لم يبلغني أنه ينبت بأَرض العرب وقد ذكره أَبو نخيلة فقال ووصف امرأة دَسْتِيَّة لم تأْكل المُرقَّقَا ولم تَذُقْ من البُقُول الفُسْتُقَا سمع به فظنه من البقول

( فشق ) الفَشَقُ بالتحريك والشين معجمة النشاط وقيل الفَشَقُ انتشار النفْس من الحِرْص قال رؤبة يذكر القانص فبات والحِرْص من النَّفْسِ الفَشَقْ ويروى والنَّفْسُ من الحِرْص الفَشَقْ وقد فَشِقَ بالكسر فَشَقاً فهو فَشِقٌ وقيل الفَشَقُ أن يترك هذا ويأخذ هذا رغبة فربما فاتَاهُ جميعاً والفَشَقُ المُبَاغَتَة قال ومنه قول رؤبة فبات والنَّفْسُ من الحِرْصِ الفَشَقْ وقيل الفَشَقُ الحِرْص قال الليث معناه أَنه يُبَاغِتُ الوِرْدَ لئلاَّ يَفْطِنَ له الصياد وفاشَقَهُ أَي بَاغَتَه والفَشَقُ تباعد ما بين القَرْنَيْن وتباعد ما بين التَّوْأبَانّيين وأَنشد لها تَوْأبانِيَّان لم يَتَفَلْفَلا قادِمَتا الخِلْفِ
( * قوله « قادمتا الخلف إلخ » هكذا في الأَصل هنا وعبارته كالصحاح في مادة فلل بعدأن ساق هذا البيت التوأبانيان قادمتا الضرع ) أَو آخرَتاهُ والفَشْقَاءُ من الغنم والظِّباء المنتشرة القَرْنين وظبي أَفْشَقُ بيّن الفَشَق بعيد ما بين القرنين والفَشْقُ ضرب من الأَكل في شدة وفَشَقَ الشيء يَفْشِقُهُ فَشْقاً كسره والفَشَقُ العَدْوُ والهرب

( فقق ) فَقَّ النخلةَ فَرَّج سعفها ليصل إلى طَلْعها فيُلْقِحها والفَقْفَقة نُبَاح الكلب عند الفَرَق وفي التهذيب والفَقْفَقَةُ حكاية عُوَاءَات الكلاب والإنْفِقاقُ الإنْفِراج وفي المحكم الفَقُّ والإنْفِقاق انفراجُ عُوَاء الكلب والفَقْفَقةُ حكاية ذلك ورجل فَقَاقَةٌ بالتخفيف وفَقْفَاقة أحمق مخلّط هُذَرَة وكذلك الأُنثى وليست الهاء فيها لتأنيث الموصوف بما هي فيه وإنما هي أمارة لما أُريد من تأنيث الغاية والمبالغة والفَقَقَة الحَمْقى الفراء رجل فََقْفاقٌ مخلّط والفَقَاقَة والفَقْفاق الكثير الكلام الذي لا غَناءَ عنده والفَقْفَقَة في الكلام كالفَيْهَقَة وقيل هو التخليط فيه وفَقَقْت الشيء إذا فتحته وانْفَقّ الشيء انْفِقاقاً أي انفرج ويقال انْفَقَّت عَوَّة الكلب أَي انفرجت شمر رجل فَقَاقة أَي أَحمر وفَقْفَقَ الرجلُ إذا افتقر فقراً مُدْقعاً

( فلق ) الفَلْق الشق والفَلْق مصدر فَلَقَه يَفْلِقُه فَلْقاً شقه والتَّفْليقُ مثله وفَلَّقَهُ فانْفَلَقَ وتَفَلَّقَ والفِلَقُ ماتَفَلَّق منه واحدتها فِلْقَةٌ وقد يقال لها فِلْقٌ بطرح الهاء الأَصمعي الفُلُوق الشقوق واحدها فَلَقٌ محرك وقال أَبوالهيثم واحدهافَلْق قال وهو أَصوب من فَلَق وفي رجله فُلُوق أَي شقوق والفِلْقةُ الكِسْرةُ من الجَفْنة أو من الخبز ويقال أعطني فِلْقةَ الجفنة وفِلقَ الجفنة وهونصفها وقال غيره هو أحد شِقَّيْها إذا انْفَلَقَتْ وفي حديث جابر صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم مَرَقة يسميها أهل المدينة الفَلِيقةَ قيل هي قدر تطبخ ويثرد فيها فِلَقُ الخبز وهي كِسَرهُ وفَلَقْت الفستقة وغيرها فانْفَلَقَت والفِلْق القَضيب يُشَق باثنين فيعمل منه قوسان فيقال لكل واحدة فِلْقٌ والفَلْق الشق يقال مررت بحَرَّةٍ فيها فُلُوق أي شقوق وفي الحديث يا فَالِقَ الحَبّ والنَّوَى أي الذي يَشُقّ حَبة الطعام ونوى التمر للإنبات وفي حديث علي عليه السلام والذي فَلَقَ الحبة وبرأَ النََّسَمَةَ وكثيراً ما كان يقسم بها وفي حديث عائشة رضي الله عنها إن البكاء فالِقٌ كبدي والفِلْق القوس يشف من العودِ فِلْقة مع أُخرى فكل واحدة من القوسين فِلْقٌ وقال أبو حنيفة من القِسيّ الفِلْق وهي التي شُقَّت خشبتها شقتين أو ثلاثاً ثم عملتْ قال وهي الفَلِيقُ وأَنشد للكميت وفَلِيقاً مِلْءَ الشِّمالِ من الشَّوْ حَطِ تعطي وتَمْنَعُ التَّوْتِيرا وقوس فِلْقٌ وصف بذلك عن اللحياني وفِلْقَةُ القوس قطعتها وفُلاقهُ الآجُرّ قطعتها عن اللحياني يقال كأَنه فُلاقه آجُرَّةٍ أي قطعة وفُلاق البيضة ما تَفَلَّقَ منها وصار البيض فُلاقاً وفِلاقاً وأَفْلاقاً أي مُتَفَلِّقاً وفِلاقُ اللَّبَن أن يخثُر ويحمُض حتى يتَفَلَّق عن ابن الأَعرابي وأَنشد وإن أَتاها ذو فِلاقٍ وحَشَنْ تُعارضُ الكلبَ إذا الكلبُ رَشَنْ وجمعه فُلُوق وتَفَلَّق اللبن تقطع وتشقق من شدة الحموضة وسمعت بعض العرب يقول للبن إذا حُقِنَ فأَصابه حَرّ الشمس فتقطع قد تَفَلَّق وامْزَقَرَّ وهو أن يصير اللبن ناحية وهم يَعافون شرب اللبن المُتَفَلِّق وفَلَقَ الله الحَبَّ بالنبات شقه والفَلْقُ الخلق وفي التنزيل إن الله فالِقُ الحب والنوى وقال بعضهم وفالِق في معنى خالق وكذلك فَلَقَ الأرضَ بالنبات والسحاب بالمطر وإذا تأَملت الخَلْق تبين لك أَن أكثره عن انِفلاق فالفَلَقُ جميع المخلوقات وفَلَقُ الصبح من ذلك وانْفَلَقَ المكان به انشق وفَلَقَت النخلة وهي فالِقٌ انشقت عن الطَّلْع والكافور والجمع قُلْق وفَلَقَ الله الفجر أَبداه وأَوضحه وقوله تعالى قالِقُ الأصْباح قال الزجاج جائز أن يكون معناه خالق الأَصْباح وجائز أن يكون معناه شاق الأَصباح وهو راجع إلى معنى خالق والفَلَق بالتحريك ما انفَلَقَ من عمود الصبح وقيل هو الصبح بعينه وقيل هو الفجر وكلٌّ راجع إلى معنى الشق قال الله تعالى قل أَعوذ برب الفَلَق قال الفراء الفَلَق الصبح يقال هو أَبين من فَلَقِ الصبح وفَرَق الصبح وقال الزجاج الفَلَق بيان الصبح ويقال الفَلَقُ الخَلْق كله والفَلَق بيان الحق بعد إشكال ويقال فَلَقَ الصبحَ فالِقُه قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي حتى إذا ما انْجَلى عن وَجْهه فَلَقٌ هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليل مُنْتَصبُ قال ابن بري الرواية الصحيحة حتى إذا ما جلا عن وجهه شَفَقٌ لأن بعده أَغْباشَ ليلِ تِمامٍ كان طارَقَهُ تَطَحْطُخُ الغيمِ حتى ما له جُوَبُ وفي الحديث أَنه كان يرى الرؤيا فتأْتي مثل فَلَقِ الصبح هو بالتحريك ضوءُه وإنارته والفَلْق بالتسكين الشَّقّ كلمني فلان من فَلْق فيه وفِلْق فيه وسمعته من فَلْق فيه وفِلْق فيه الأخيرة عن اللحياني أي شِقِّه وهي قليلة والفتح أَعْرَف وضربه على فَلْقِ رأْسه أَي مَفْرَقه ووسطه والفَلَق والفالِقُ الشق في الجبل والشِّعب الأُولى عن اللحياني والفَلَقُ المطمئن من الأَرض بين الرَّبْوَتَينِ وأنشد وبالأُدْمِ تَحْدي عليها الرِّحال وبالشَّوْل في الفَلَقِ العاشب ويقال كان ذلك بفالِق كذا وكذا يريدون المكان المنحدر بين رَبْوَتَيْن وجمع الفَلَق فُلْقان مثل خَلَق وخُلْقان وهو الفالِقُ وقيل الفالِق فضاء بين خَلَق وخُلْقان وهو الفالِقُ وقيل الفالق فضاء بين شَقِيقَتين من رمل وجمعهما فُلْقان كحاجِرٍ وحُجْران وقال أَبو حنيفة قال أَبو خيرة أو غيره من الأعراب الفالِقَةُ بالهاء تكون وسط الجبال تنبت الشجر وتُنْزَلُ ويبيت بها المال في الليلة القَرَّة فجعل الفالِقَ من جَلَد الأرض قال وكلا القولين ممكن وفي حديث الدجال فأَشرق على فَلَقٍ من أَفْلاق الحَرَّة الفَلَقُ بالتحريك المطمئِنُّ من الأرض بين رَبوَتَين والفَلَقُ جهنم وقيل الفَلَقُ وادٍ في جهنم نعوذ بالله منها والفَلَقُ المَقْطَرة وفي الصحاح الفَلَق مَقْطرةُ السَّجَّان والفَلَقة والفَلْقة الخشبة عن اللحياني والفِلْقُ والفَلِيقُ والفَلِيقَةُ والْمَفْلَقَةُ الفَيْلَقُ والفَلَقى كله الداهية والأمر العجب قال أَبو حَيَّة النميري وقالت إنها الفَلَقى فأَطْلِقْ على النَّقَدِ الذي معك الصِّرارا والعرب تقول يا لَلْفَلِيقة وكَتِيبة فَيْلَق شديدة شبهت بالداهية وقيل هي الكثيرة السلاح قال أبو عبيد هي اسم للكتيبة قال ابن سيده وليس هذا بشيء التهذيب القَيْلَق الجيش العظيم قال الكميت في حَوْمة القَيْلَقِ الجَأْواءِ إذ نزلتْ قَسْراً وهَيْضَلُها الخَشْخاش إذ نزلوا وامرأَة فَيْلَق داهية صخابة قال الراجز قلتُ تَعَلَّقْ فَيْلَقاً هَوْجَلاَّ عَجَّاجةً هَجَّاجةً تَأَلاَّ وجاء بالفِلْقِ أي بالداهية عن اللحياني وجاءَ بعُلَقَ فُلَقَ أي بعجب عجيب وقد أَعْلَقْت وأَفْلَقْت وافْتََلَقْت أي جئت بعُلَق فُلَقَ وهي الداهية لا تُجْرى وأَفْلَقَ وافْتَلَقَ بالعجب أتى به عن اللحياني وأَنشد ابن السكيت لسويد بن كُراع العُكْليّ وكراع اسم أُمه واسم أَبيه عُمَيْر إذا عَرَضَتْ داوِيةٌ مُدْلَهِمَّةٌ وغَرَّدَ حادِيها فَرَيْنَ بها فِلْقا قال ابن الأَنباري أراد عملن بها سيراً عجباً والفِلْق العَجَب أي عملن بها داهية من شدة سيرها والفَرْيُ العمل الجيد الصحيح والإفراء الإفساد وغَرَّدَ طرَّب في حُدائهِ وعَرَّد جَبُن عن السير قال القالي رواية ابن دريد غَرَّد بغين معجمة ورواية ابن الأعرابي عَرَّد بعين مهملة وأنكر ابن دريد هذه الرواية ويقال مَرَّ يَفْتَلِقُ بالعَجَب أي يأْتي بالعجب ويقال أَفْلَقَ فلانٌ اليوم وهو يُفْلِقُ إذا جاء بعجَب وشاعر مُفْلِقٌ مجيد منه يجيء بالعجائب في شعره وأَفْلَقَ في الأمر إذا كان حاذقاً به ومرَّ يَفْتَلِقُ في عَدْوه أي يأْتي بالعجب من شدته وقُتِلَ فلان أَفْلَقَ قِتْلَةٍ أي أشدّ قِتْلَةٍ وما رأَيت سيراً أَفْلَقَ من هذا أي أَبعد كلاهما عن اللحياني ابن الأَعرابي جاء فلانٌ بالفْلْقانِ أي بالكذب الصُّرَاح وجاء فلان بالسُّمَاق مثله والفَلِيقُ عِرْق في العَضُد يجري على العظم إلى نُغْضِ الكتف وقيل هو المطمئن في جِرَانِ البعير عند مَجْرى الحلقوم قال أبو محمد الفقعسي بكل شَعْشَاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ فَلِيقُهُ أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ جدَّ بإلْهابٍ كتَضْرِيم الضَّرِعْ والفَليقُ باطن عنق البعير في موضع الحلقوم قال الشماخ وأَشْعَث وَرَّاد الثَّنَايا كأَنه إذا اجْتَازَ في جَوْف الفَلاة فَلِيقُ وقيل الفَلِيقُ ما بين العِلْباوَيْنِ وهو أن يَنْفَلِقَ الوَبَرُ بين العِلْباوَيْن قال ولا يقال في الإنسان وفي النوادر تَفَيْلَم الغلام وتَفَيْلَقَ وتَفَلَّق وحَثِر إذا ضخم وسمن وفي حديث الدجال وصفته رجل فَيْلَقٌ قال الأزهري هكذا رواه القتيبي في كتابه بالقاف وقال لا أَعرف الفَيْلَقَ إلا الكَتِيبة العظيمة قال فإن كان جعله فَيْلَقاً لعظمه فهو وَجْهٌ إن كان محفوظاً وإلا فهو الفَيْلَمُ بالميم يعني العظيم من الرجال قال أَبو منصور والفَيْلَم والفَيْلَق العظيم من الرجال ومنه تَفَيْلَقَ الغلام وتَفَيْلَم بمعنى واحد الفَيْلَقُ العظيم وأصله الكتيبة العظيمة والياء زائدة ورجل مِفْلاق دنيء رديء فَسْلٌ رَذْلٌ قليل الشيء وخليته بِفالقَةِ الوَرِكِةِ وهي رملة وفي التهذيب خليته بفَالِق الوَرْكاءِ وهي رملة والفُلَّيْقُ بالضم والتشديد ضرب من الخَوْخ يتَفَلَّقُ عن نَواهُ والمفَلَّق منه المجفف والفَيْلِقُ الجيش والجمع الفَيَالِقُ وفي حديث الشعبي وسئل عن مسأَلة فقال ما يقول فيها هؤلاء المَفَاليقُ ؟ هم الذي لا مال لهم الواحد مِفْلاق كالمَفَاليس شبه إفْلاسهم من العلم وعدمه عندهم بالمَفَاليس من المال وفَالِق اسم موضع بغير تعريف وفي المحكم والفَالِقُ اسم موضع قال حيث تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ

( فنق ) الفَنَقُ والفُناقُ والتَّفَنُّق كله النَّعْمة في العيش والتَّفَنُّق التَّنَعُّم كما يُفَنِّقُ الصبيَّ المُتْرَفَ أَهلُه وتَفَنَّق الرجل أي تنعم وفَنَّقَهُ غيره تَفْنِيقاً وفَانَقهُ بمعنى أي نَعّمه وعيش مُفانِقٌ قال عدي ابن زيد يصف الجواري بالنَّعْمة زانَهُنَّ الشُّفُوف يَنْضَحْنَ بالمِسْ ك وعيشٌ مُفَانِقٌ وحَرِيرُ والمُفَنَّق المُتْرَف قال لا ذَنْبَ لي كنت امْرأً مُفَنَّقاً أَغْيَدَ نَوَّامَ الضُّحى غَرَِوْنَقَا الغَرَوْنَقُ المُنَعَّم وجارية فُنُق ومِفْناق جسيمة حسنة فَتِيَّة مُنَعَّمة الأصعمي وامرأَة فُنُق قليلة اللحم قال شمر لا أَعرفه ولكن الفُنُق المُنَعَّمة وفَنَّقها نعَّمها وأَنشد قول الأعشى هِرْكَوْلَةٌ فُنُقٌ دُرْمٌ مَرافِقُها قال لا تكون دُرْمٌ مَرافقها وهي قليلة اللحم وقال بعضهم ناقة فُنُق إذا كانت فَتِيَّة لَحِيمةً سمينة وكذلك امرأَة فُنُق إذا كانت عظيمة حسناء قال رؤبة مَضْبُورةٌ قَرْوَاءُ هِرْجابٌ فُنُقْ وقيل في قول رؤبة تَنَشَّطَتْهُ كلُّ هِرْجابٍ فُنُقْ قال ابن بري وصواب إنشاده على ما في رجزه تَنَشْطَتْهُ كلُّ مُغْلاةِ الوَهَقْ مَضْبورَةٌ قَرْوَاءُ هرْجابٌ فُنُقْ مائِرَةٌ الضَّبْعَيْنِ مِصْلابُ العُنُقْ ويقال امرأَة مِفْناق أَيضاً قال الأَعشى لَعُوب غَرِيَرة مِفْناق والفُنُق الفَتِيّة الضخمة قال ابن الأَعرابي فُنُق كأَنها فَنِيقٌ أَي جمل فحل والفَنِيقةُ المرأَة المُنَعَّمة أبو عمرو الفَنِيقةُ الغِرَارةُ وجمعها فَنَائق وأَنشد كأَن تَحْتَ العُلْوِ والفَنَائِقِ من طوله رَجْماً على شَواهِقِ ويقال تَفَنَّقْت في أَمر كذا أَي تَأَنَّقْتُ وتَنَطَّعْت قال وجارية فُنُق جسيمة حسنة الخَلْق وجمل فُنُق وفَنِيقٌ مُكرْمَ مُودَع للفِحْلَة قال أَبو زيد هو اسم من أَسمائه والجمع فُنُق وأَفْنَاق وفي حديث عمير بن أَفْصَى ذكر الفَنِيق هو الفحل المكرم من الإِبل الذي لا يُرْكب ولا يُهَان لكرامته عليهم ومنه حديث الجارود كالفحل الفَنِيقِ وفي حديث الحجاج لما حاصر ابن الزبير بمكة ونصب المَنْجَنِيقَ خَطّأرة كالجَملَ الفَنِيق والجمع أَفْناق وفُنُقٌ وفِناقٌ وقد فُنِّقَ وجارية فُنُقٌ مُفَنَّقة مُنَعّمة فَنَّقَها أَهلها تَفْنيقاً وفِناقاً والفَنِيقُ الفحل المُقْرمَ لا يركب لكرامته على أَهله والفَنِيقةُ وعاء أصغر من الغِرارة وقيل هي الغِرارةُ الصغيرة

( فنتق ) قال الفراء سمعت أَعرابيّاً من قضاعة يقول فُنْتُق للفُنْدقُ وهو الخان

( فندق ) الفُنْدقُ الخان فارسي حكاه سيبويه التهذيب الفُنْدقُ حَمْل شجرة مُدَحْرجَ كالبُنْدق يكسر عن لب كالفُستق قال والفُنْدقُ بلغة أَهل الشام خان من هذه الخانات التي ينزلها الناس مما يكون في الطُّرقُ والمَدَائن الليث الفُنْدَاقُ هو صحيفة الحساب قال الأَصمعي أَحسبه معرباً

( فهق ) الفَهْقةُ أَول فَقْرة من العنق تلي الرأس وقيل هي مُرَكْبُ الرأس في العنق ابن الأَعرابي الفَهْقة مَوْصِلُ العنق بالرأس وهي آخر خَرزَةٍ في العنق والفَهْقةُ عظم عند فائق الرأس مشرف على اللَّهاة والجمع من كل ذلك فِهَاقٌ وهو العظم الذي يسقط على اللهاة فيقال فُهِقَ الصبي قال رؤبة قد يَجَأُ الفَهْقَةَ حتى تَنْدَلِقْ أَي يَجَأُ القَفا حتى تسقط الفَهْقةُ من باطن والفهقة عظم عند مُرَكَّب العنق وهو أَول الفَقَار قال القلاخ وتُضرَبُ الفَهْقَةُ حتى تَنْدلِقْ وفَهَقْتُ الرجلَ إذا أَصبت فَهْقَتهُ قال ثعلب أَنشدني الأَعرابي قد تُوجَأُ الفَهْقةُ حتى تَنْدَلِقُ من مَوْصِلِ اللَّحْيين في خَيْط العُنُقْ وفُهِقَ الصبيُّ سقطت فَهْقتُه عن لَهاته قال الأصمعي أصل الفَهْقِ الامتلاء فمعنى المُتَفَيْهق الذي يتوسع في كلامه ويَفْهَقُ به فمه وفي الحديث إن أبغضكم إليَّ الثَّرثاروُن المُتَفَيْهِقُون قيل يا رسول الله وما المُتَفَيْهِقُون ؟ قال المتكبرون وهو يَتَفَيْهقُ في كلامه وتفسير الحديث هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم مأخوذ من الفَهْق وهو الامتلاء والاتساع يقال أفْهَقْتُ الإناء فَفَهِقَ يَفْهَقُ فَهْقاً وفي حديث جابر فنزعنا في الحوض حتى أَفْهَقْنا وفي حديث علي عليه السلام في هواء مُنْفَتِق وجوّ مُنْفَهِق وقال الأعشى تَرُوحُ على آل المُحَلّقِ جَفْنَةٌ كجابِيةِ الشيخ العِراقيّ تَفْهَقُ يعني الامتلاء الفراء بات صبِيُّها على فَهَقٍ إذا امتلأَ من اللبن وتَفَيْهقَ في كلامه توسَّع وتنطَّع وفَهِقَ الغدير بالماء يَفْهَقُ فَهْقاً امتلأَ وأَفْهَقَهُ ملأَه وأفْحقَهُ كأفْهقَهُ على البدل وأنشد يعقوب لأعرابي اختلعت منه امرأته واختارت زوجاً غيره فأَضرَّها وضيّق عليها في المعيشة فبلغه ذلك فقال يهجوها ويعيبها بما صارت إليه من الشقاء رَغْماً وتَعْساً للشَّريم الصَّهْصَلِقْ كانت لَدَيْنا لا تَبيتُ ذا أَرَقْ ولا تَشَكَّى خَمَصاً في المُرْتَزَقْ تُضْحي وتُمْسي في نعيمٍ وفَنَقْ لم تَخْشَ عندي قَطُّ ما إلاَّ السَّنَقْ فالرَّسْلُ دَرٌّ والإناءُ مُنْفَهِقْ الشريم المُفْضاة وما ههنا زائدة أَراد لم تخش عندي قط إلا السَّنَقَ وهو شبه البَشَم يعتري من كثرة شرب اللبن وإنما عيَّرها بما صارت إليه بعده والفَهَقُ والفَهْق اتساع كل شيءٍ ينبع منه ماء أو دم وطعنة فاهقَةٌ تَفْهَقُ بالدم وتَفَيْهَقَ في الكلام توسع وأصله الفَهْقُ وهو الامتلاء كأنه ملأَ به فمه والفاهِقَةُ الطعنة التي تَفْهَق بالدم أي تتصبب وانْفَهَقت الطعنة والعين والمَثْعَبُ وتَفَهًق كله اتسع ابن الأعرابي أرض فَيْهق وفَيْحَقٌ وهي الواسعة قال رؤبة وإن عَلَوْا من فَيْفِ خَرْقٍ فَيْهقَا ألْقى به الآلُ غديراً دَيْسَقَا وانْفَهَقَ الشيءُ اتسع وأنشد وانْشَقَّ عنها صَحْصَحانُ المُنْفَهِقْ قال ومنه يقال تَفَيْهقَ في الكرم وتَفَهَّقَ أي توسع فيه وتنطَّع قال الفرزدق تَفَيْهَقَ بالعِراق أبو المُثَنَّى وعَلَّم قومَهُ أكلَ الخَبِيصِ الأزهري انْفَهَقت العين وهي أرض تَنْفَهِقُ مِياهاً عِذاباً قال الشاعر وأطْعَنُ الطَّعْنَة النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ تَنْقي المَسابِيرَ بالإرْباد والفَهَقِ والفَيْهَقُ الواسع من كل شيء ومفازة فَيْهَق واسعة يقال هو يَتَفَيْهَقُ علينا بمال غيره قال قرة بن خالد سئل عبد الله بن غني عن المُتَفَيْهِق فقال هو المُتَفَخّم المتفتّح المتبختر وفي حديث أن رجلاً يخرج من النار فيُدْنى من الجنة فَتَتَفَهَّق له أي تتفتَّح وتتسع والفَيْهَقُ البلد الواسع ورجل مُتفَيْهق متفتح بالبَذَخ متسع ابن الأعرابي كل شيء توسع فقد تَفَهّق وبئر مفْهاق كثيرة الماء قال حسان على كلّ مِفْهاقٍ خَسِيفٍ غُرُوبُها تُفَرَّغ في حَوْض من الماء أسْجَلا الغُروب ههنا ماؤها وتَفَيْهق في مشيته تبختر وتَفَيُحق كَتَفَيْهق على البدل والمُنْفَهِقُ الواسع وأنشد والعِيسُ فوق لاحِب مُعَبَّدِ غُبْرِ الحَصى مُنْفَهِقٍ عمَرَّدِ وفَهِقَ الإناءُ بالكسر يَفْهَقُ فَهْقاً وفَهَقاً إذا امتلأَ حتى يتصبب وأفْهْقْت السقاء ملأته

( فوق ) فَوْقُ نقيض تحت يكون اسماً وظرفاً مبني فإذا أًضيف أًعرب وحكى الكسائي أَفَوْقَ تنام أَم أَسفَلَ بالفتح على حذف المضاف وترك البناء قوله تعالى إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً مّا بعوضةً فما فَوْقَها قال أبو عبيدة فما دونها كما تقول إذا قيل لك فلان صغير تقول وفَوْقَ ذلك أي أصغر من ذلك وقال الفراء فما فَوْقَها أي أعظم منها يعني الذُّباب والعَنْكبوت الليث الفَوْقَ نقيض التحت فمن جعله صفة كان سبيله النصب كقولك عبد الله فَوْقَ زيدٍ لأنه صفة فإن صيرته اسماً رفعته فقلت فوقُه رأسُه صار رفعاً ههنا لأنه هو الرأس نفسه ورفعت كلَّ واحد منهما بصاحبه الفَوْقُ بالرأس والرأسُ بالفَوْقِ وتقول فَوْقَهُ قَلَنْسُوتُهُ نصبت الفَوْقَ لأنه صفة عين القَلَنْسُوة وقوله تعالى فخرَّ عليهم السقف من فَوْقِهِمْ لا تكاد تظهر الفائدة في قوله من فَوْقِهِمْ لأن عليهم قد تنوب عنها قال ابن جني قد يكون قوله من فَوْقِهِم هنا مفيداً وذلك أن قد تستعمل في الأفعال الشاقة المستثقلة عَلى تقول قد سِرْنا عشْراً وبَقيَتْ علينا ليلتان وقد حفظت القرآن وبقيت عَلَيَّ منه سورتان وقد صمنا عشرين من الشهر وبقي علينا عشر وكذلك يقال في الاعتداد على الإنسان بذنوبه وقُبْح أفعاله قد أَخرب عليّ ضَيْعَتي وأعْطَبَ عليَّ عَواملي فعلى هذا لو قيل فخرَّ عليهم السقف ولم يُقَلْ من فوقهم لجاز أن يظن به أنه كقولك قد خربت عليهم دارهم وقد هلكت عليهم مواشيهم وغلالهم فإذا قال من فوقهم زال ذلك المعنى المحتمل وصار معناه أنه سقط وهم من تحته فهذا معنىً غيرُ الأول وإنما اطّردَتْ على في الأفعال التي قدمنا ذكرها مثل خربت عليه ضَيْعَتُه وبطلت عليه عَواملهُ ونحو ذلك من حيث كانت عَلى في الأصل للاستعلاء فلما كانت هذه الأحوال كُلَفاً ومَشاقَّ تخفضُ الإنسان وتَضَعُه وتعلوه وتَتَفَرَّعُه حتى يخضع لها ويَخْنع لما يَتَسَدَّاه منها كان ذلك من مواضع عَلى ألا تراهم يقولون هذا لك وهذا عليك ؟ فتَسْتعمل اللام فيما تُؤثِرهُ وعلى فيما تكرهه قالت الخنساء سَأحْمِلُ نَفْسي على آلَةٍ فإمَّا عَلَيْها وإمَّا لَها وقال ابن حلزة فلَهُ هنالِكَ لا عَلَيْهِ إذا دَنِعَتْ نفوسُ القومِ للتَّعْسِ فمِنْ هنا دخلت على هذه في هذه الأفعال وقوله تعالى لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم أراد تعالى لأكلوا من قَطْر السماء ومن نبات الأرض وقيل قد يكون هذا من جهة التوسعة كما تقول فلان في خير من فَرْقِهِ إلى قَدَمه وقوله تعالى إذ جاؤوكم من فَوْقِكم ومن أسْفَلَ منكم عَنى الأحزاب وهم قريش وغَطَفان وبنو قُرَيظةُ قد جاءتهم من قَوقهم وجاءت قريش وغطَفان من ناحية مكة من أسفل منهم وفاقَ الشيءَ فَوْقاً وفَواقاً علاهُ وتقول فلان يَفُوقَ قومه أي يعلوهم ويفوق سطحاً أي يعلوه وجارية فائِقةٌ فاقَتْ في الجمال وقولهم في الحديث المرفوع إنه قَسَم الغنائم يوم بدر عن فُواقٍ أي قسمها في قدر فُواقِ ناقةٍ وهو قدر ما بين الحلبتين من الراحة تضم فاؤه وتفتح وقيل أراد التفضيل في القسمة كأنه جعل بعضهم أفْوقَ من بعضٍ على قدر غَنائهم وبَلائهم وعن ههنا بمنزلتها في قولك أعطيته عن رَغْبَةٍ وطِيبِ نفس لأن الفاعل وقت إنشاء الفعل إذا كان متصفاً بذلك كان الفعل صادراً عنه لا محالة ومجاوزاً له وقال ابن سيده في الحديث أرادوا التفضيل وأنه جعل بعضهم فيها فَوْق بعض على قدر غنائهم يومئذ وفي التهذيب كأنه أراد فَعَل ذلك في قدر فُواق ناقة وفيه لغتان من فَواق وفُواق وفاقَ الرجل صاحبه علاه وغلبه وفَضَلَهُ وفاقَ الرجل أصحابه يَفُوقهم أي علاهم بالشرف وفي الحديث حُبّب إليّ الجمال حتى ما أُحب أن يَفُوقني أحد بشِراك نعل فُقْت فلاناً أي صرت خيراً منه وأعلى وأشرف كأنك صرت فَوْقه في المرتبة ومنه الشيء الفائقُ وهو الجيد الخالص في نوعه ومنه حديث حنين فما كان حِصْنٌ ولا حَابِسٌ يَفُوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ وفَاقَ الرجلُ فُوَاقاً إذا شخصت الريح من صدره وفلان يَفُوق بنفسه فُؤوقاً إذا كانت نفسه على الخروج مثل يَرِيقُ بنفسه وفَاقَ بنفسه يَفُوقعند الموت فَوقاً وفُؤوقاً جاد وقيل مات ابن الأعرابي الفَوْق نفس الموت أبو عمرو الفُوق الطريق الأول والعرب تقول في الدعاء رجع فلان إلى فُوقه أي مات وأنشد ما بالُ عِرْسي شَرِقَتْ بِريقِها ثُمَّتَ لا يَرجِعْ لها في فُوقِها ؟ أي لا يرجع ريقها إلى مجراه وفَاقَ يَفُوق فُؤوقاً وفُواقاً أَخذه البَهَرُ والفُواقُ ترديد الشَّهْقة العالية والفُواق الذي يأخذ الإنسانِ عند النزع وكذلك الريح التي تَشْخَصُ من صدره وبه فُواق الفراء يجمع الفُواق أفِيقَةً والأصل أفْوِقَة فنقلت كسرة الواو لما قبلها فقلبت ياء لإنكسار ما قبلها ومثله أقيموا الصلاة الأصل أقْوِمُوا فألقوا حركة الواو على القاف فانكسرت وقلبوا الواو ياء لكسرة القاف فقُرِئَتْ أقيموا كذلك قولهم أفِيقة قال وهذا ميزان واحد ومثله مُصيبة كانت في الأصل مُصْوبِة وأفْوِقَة مثل جواب وأجْوِبة والفُوَاق والفَوَاق ما بين الحلبتين من الوقت لأنها تحلب ثم تُتْرَك سُوَيعةً يُرضعها الفَصيل لتَدِرّ ثم تحلب يقال ما أقام عنده إلا فُوَاقاً وفي حديث علي قال له الأسير يوم صفِّين أنْظِرْني فُوَاق ناقة أي أخِّرني قدر ما بين الحلبتين وفلان يفوق بنفسه فُؤوقاً إذا كانت نفسه على الخروج وفُوَاق الناقة وفَواقها رجوع اللبن في ضرعها بعد حلبها يقال لا تنتظره فُوَاق ناقة وأقام فُوَاق ناقة جعلوه ظرفاً على السعة وفُوَاق الناقة وفَواقها ما بين الحلبتين إذا فتحتَ يدك وقي إذا قبض الحالب على الضَّرْع ثم أرسله عند الحلب وفيقَتُها درّتها من الفُواق وجمعها فيقٌ وفَيقٌ وحكى كراع فَيْقَةَ الناقة بالفتح ولا أدري كيف ذلك وفَاقَت الناقة بدِرّتها إذا أرسلتْها على ذلك وأفَاقَتِ الناقة تُفِيق إفاقةً أي اجتمعت الفِيقةُ في ضرعها وهي مُفِيق ومُفِيقةٌ دَرّ لبنها والجمع مَفَاويق وفَوّقَها أهلُها واسْتَفَاقوها نَفَّسوا حلبها وحكى أبو عمرو في الجزء الثالث من نوادره بعد أن أنشد لأبي الهيثم التغلبي يصف قِسيّاً لنا مسائحُ زُورٌ في مَراكِضِها لِينٌ وليس بها وَهْيٌ ولا رَفَقُ شُدَّت بكل صُهَابيّ تَئِطُّ به كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُيُقُ قال الفُيُق جمع مُفِيق وهي التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب وذلك أنهم يحلبون الناقة ثم يتركونها ساعة حتى تفيق يقال أفَاقَت الناقة فاحْلُبْها قال ابن بري قوله الفُيُق جمع مُفِيقٍ قياسه جمع فَيُوق أو فَائقٍ وأفاقَتِ الناقةُ واسْتَفَاقها أهلُها إذا نَفَّسوا حلبها حتى تجتمع دِرّتها والفُواقَ والفَوَاق ما بين الحلبتين من الوقت والفُواق ثائب اللبن بعد رضاع أو حلاب وهو أن تُحْلب ثم تُتْرك ساعة حتى تَدِرّ قال الراجز أَلا غلامٌ شَبَّ من لِدَاتِها مُعاوِدٌ لشُرْبِ أفْوِقَاتِها أفْوِقاتٌ جمع أفْوقِةٍ وأفْوقةٌ جمع فُوَاقٍ وقد فاقَتْ تَفُوقُ فُوَاقاً وفِيقةً وكلما اجتمع من الفُواق دِرَّةٌ فاسمها الفِيقةُ وقال ابن الأعرابي أفاقتِ الناقةُ تُفِيقُ إفاقةً وفُوَاقاً إذا جاء حين حلبها ابن شميل الإفاقةُ للنافة أن تَرِدَ من الرعي وتُتْرك ساعة حتى تستريح وتفيق وقال زيد بن كُثْوة إفاقةُ الدِّرة رجوعها وغرارُها ذهابها يقال اسْتَفِقِ الناقةَ أي لا تحلبها قبل الوقت ومنه قوله لا تَسْتَفِقْ من الشراب أي لا تشربه في الوقت وقيل معناه لا تجعَلْ لشربه وقتاً إنما تشربه دائماً ابن الأعرابي المُفَوَّقُ الذي يُؤخَذ قليلاً قليلاً من مأكول أو مشروب ويقال أفاقَ الزمانُ إذا أخصب بعد جَدْب قال الأعشى المُهِيِنينَ ما لَهُمْ في زمان السْ سوءِ حتى إذا أفَاقَ أفَاقُوا يقول إذا أفاقَ الزمانُ بالخِصْب أفاقُوا من نحر الإبل وقال نصير يريد إذا أفاقَ الزمانُ سهمِه ليرميهم بالقحط أفاقُوا له سِهامهم بنحر الإبل وأفَاوِيقُ السحاب مطرها مرة بعد مرة والأفاويقُ ما اجتمع من الماء في السحاب فهو يُمطر ساعة بعد ساعة قال الكميت فباتَتْ تَثِجُّ أفاوِيقُها سِجالَ النِّطافِ عليه غِزَارَا أي تثجُّ أفاويقُها على الثور الوحشي كسجال النطاف قال ابن سيده أراهم كَسَّرُوا فُوقاً على أَفْواقٍ ثم كسّروا أفْواقاً على أفاوِيقَ قال أبو عبيد في حديث أبي موسى الأشعري وقد تذاكر هو ومعاذ قراءةَ القرآن فقال أبو موسى أما أنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ اللَّقوح يقول لا أقرأ جزئي بمرة ولكن أقرأ منه شيئاً بعد شيء في آناء الليل والنهار مشتق من فُوَاق الناقة وذلك أنها تُحلب ثم تترك ساعة حتى تدرّ ثم تحلب يقال منه فاقت تَفُوق فُواقاً وفِيقةً وأنشد فأضْحَى يَسُحُّ الماءَ من كل فِيقةٍ والفيِقةُ بالكسر اسم اللبن الذي يجتمع بين الحلبتين صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها قال الأعشى يصف بقرة حتى إذا فِيقة في ضرعها اجْتَمَعَتْ جاءت لتُرْضِع شِقَّ النَّفْسِ لو رَضَعا وجمعها فيقٌ وأفْواقٌ مثل شِبْر وأشبار ثم أفاوِيقُ قال ابن هَمّام السلولي وذَمُّوا لَنَا الدُّنْيا وهم يَرْضَعُونها أفاوِيقَ حتى ما يَدِرُّ لها ثعْلُ قال ابن بري وقد يجوز أن تجمع فِيقةٌ على فِيقٍ ثم تجمع فِيَقٌ على أفْواقٍ فيكون مثل شِيعَةٍ وأَشِيَاعٍ وشاهد أفواق قول الشاعر تَعْتادُهُ زَفَرَاتٌ حين يَذْكرُها يَسْقِينَهُ بكؤوس الموت أفْواقا وفَوَّقْتُ الفصيل أي سقيته اللبن فُواقاً فُواقاً وتَفَوَّقَ الفصيل إذا شرب اللبن كذلك وقوله أنشده أبو حنيفة شُدَّت بكل صُهَابيٍّ تِئِطُّ به كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُيُقُ فسر الفُيُقَ بأنها الإبل التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب قال والواحدة مُفِيقٌ قال أبو الحسن أما الفُيُقُ فليست بجمع مُفِيق لأن ذلك إنما يجمع على مَفَاوق ومفَاوِيق والذي عندي أنها جمع ناقة فَووق وأصله فُوُقٌ فأبدل من الواو ياء استثقالاً للضمة على الواو ويروى الفِيَقُ وهو أقيس وقوله تعالى ما لها من فَوَاقٍ فسره ثعلب فقال معناه من فَتْرَةٍ قال الفراء ما لها من فَوَاقٍ يقرأ بالفتح والضم أي ما لها من راحة ولا إفاقة ولا نظرة وأصلها من الإفاقة في الرضاع إذا ارتضعت البَهْمةُ أُمَّها ثم تركتها حتى تنزل شيئاً من اللبن فتلك الإفاقة الفَواقُ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عيادة المريض قَدْرُ فُوَاقِ ناقةٍ وتقول العرب ما أقام عندي فُواقَ ناقةٍ وبعض يقول فَوَاق ناقة بمعنى الإفاقة كإفاقةِ المَغْشِيّ عليه تقول أفَاقَ يُفِيقُ إفَاقَةً وفَواقاً وكل مغشيٍّ عليه أو سكران معتوهٍ إذا انجلى ذلك عنه قيل قد أفاقَ واسْتَفَاقَ قالت الخنساء
هَرِيقي من دُوموعك واسْتَفيقي ... وصَبراً إن أَطقْتِ ولن تُطِيقي
قال أبو عبيدة من قرأ من فَوَاقٍ بالفتح أراد ما لها من إفاقةٍ ولا راحة ذهب بها إلى إفاقة المريض ومن ضمها جعلها من فُوَاق الناقة وهو ما بين الحلبتين يريد ما لها من انتظار قال قتادة ما لها من فواق من مرجوع ولا مَثْنَوِيّةٍ ولا ارتداد وتَفَوَّقَ شرابَهُ شربه شيئاً بعد شيء وخرجوا بعد أفاوِيق من الليل أي بعدما مضى عامة الليل وقيل هو كقولك بعد أقطاع من الليل رواه ثعلب وفِيقةُ الضحى أوَّلها وأفاق العليلُ إفاقة واسْتَفاقَ نَقِه والاسم الفُواقَ وكذلك السكران إذا صحا ورجل مْستَفيق كثير النوم عن ابن الأعرابي وهو غريب وأفاقَ عنه النعاسُ أقلع والفَاقةُ الفقر والحاجة ولا فعل لها يقال من القافَةِ إنه لمُفْتاقٌ ذو فاقةٍ وافتاق الرجلُ أي افتقر ولا يقال فاق وفي الحديث كانوا أهل بيت فاقةٍ الفاقةُ الحاجة والفقر والمُفْتاق المحتاج وروى الزجاجي في أماليه بسنده عن أبي عبيدة قال خرج سامة بن لؤَي بن غالب من مكة حتى نزل بعُمَان وأنشأَ يقول بَلِّغا عامِراً وكَعْباً رسولاً إنْ نَفْسي إليهما مُشْتاقَةْ إن تكنْ في عُمَانَ دَاري فإني ماجدٌ ما خرجْتُ من غير فَاقَهْ ويروى فإني غالبيّ خرجت ثم خرج يسير حتى نزل على رجل من الأزْدِ فَقَرَاهُ وبات عنده فلما أصبح قعد يَسْتَنُّ فنظرت إليه زوجة الأزدي فأعجبها فلما رمى سواكه أخذتها فمصتها فنظر إليه زوجها فحلب ناقة وجعل في حلابها سمّاً وقدمه إلى سامة فغمزته المرأة فَهَراقَ اللبنَ وخرج يسير فيينا هو في موضع يقال له جوف الخَمِيلةِ هَوَتْ ناقته إلى عَرْفَجةٍ فانْتَشَلَتْها وفيها أفْعى فنفَحَتْها فرمت بها على ساق سامة فنهشتها فمات فبلغ الأزدية فقالت ترثيه عينُ بَكِّي لسامةَ بنِ لُؤيٍّ علِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاَّقَة لا أرَى مثلَ سامةَ بن لُؤيٍّ حَمَلَتْ حَتْفَهُ إليه النّاقَة رُبَّ كأسٍ هَرَقْتَها ابنَ لؤيٍّ حَذَرَ الموت لم تكن مُهراقَةْ وحُدُوسَ السُّرى تَرَكْت رديئاً بعد جِدٍّ وجُرْأةٍ ورَشاقَة وتعاطيت مَفْرَقاً بحُسَامٍ وتَجَنَّبْتَ قالة العَوّاقَةْ وفي حديث علي عليه السلام إن بني أمية ليُفَوَّقونني تُراثَ محمد تَفْوْيِقاً أي يعطونني من المال قليلاً قليلاً وفي حديث أبي بكر في كتاب الزكاة من سئل فَوقَها فلا يعطه أي لا يعطي الزيادة المطلوبة وقيل لا يعطيه شيئاً من الزكاة أصلاً لأنه إذا طلب ما فوق الواجب كان خائناً وإذا ظهرت منه خيانة سقطت طاعته والفُوقُ من السهم موضع الوَتَر والجمع أفْوَاق وفُوَقٌ وفي حديث علي عليه السلام يصف أبا بكر رضي الله عنه كنتَ أخفضهم صوتاً وأعلاهم فُوقاً أي أكثرهم حظّاً ونصيباً من الدين وهو مستعار من فُوقِ السهم موضع الوَتَر منه وفي حديث ابن مسعود اجتمعنا فأمّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ أي ولَّيْنَا أعلانا سهماً ذا فُوقٍ أراد خيرنا وأكملنا تامّاً في الإسلام والسابقة والفضل والفُوق مَشَقُّ رأس السهم حيث يقع الوَتَر وحرفاة زَنَمتَاهُ وهذيل تسمي الزَّنَمَتَينِ الفُوقَتَينِ وأنشد كأنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منه خلالَ الرأًس سِيطَ به مُشِيحُ وإذا كان في الفُوقِ مَيَل أو انكِسَارٌ في إحدى زَنَمتَيْه فذلك السهم أفْوَق وفعله الفَوَقُ وأنشد لرؤبة كَسَّر من عَيْنَيْه تقويم الفَوَقْ والجمع أفْوَاقٌ وفُوَق وذهب بعضهم إلى أن فُوَقاً جمع فُوقةٍ وقال أبو يوسف يقال فُوقَةٌ وفُوَقٌ وأفْوَاق وأنشد بيت رؤبة أيضاً وقال هذا جمع فُوقَةٍ ويقال فُقْوَة وفُقاً على القلب ابن الأعرابي الفَوَقَةُ الأدباءُ الخطباء ويقال للإنسان تشخص الريح في صدره فاقَ يَفُوقُ فُوَاقاً وفي حديث عبد الله بن مسعود في قوله إنَّا أصحابَ محمد اجتمعنا فأمَّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ قال الأصعمي قوله ذا فُوقٍ يعني السهم الذي له فُوقٌ وهو موضع الوَتَرِ فلهذا خصَّ ذا الفُوقَ وإنما قال خيرنا ذا فُوقٍ ولم يقل خيرنا سَهْماً لأنه قد يقال له سهمٌ وإن لم يكن أُصْلِح فُوقُه ولا أُحْكِمَ عملهُ فهو سهم وليس بتامّ كاملٍ حتى إذا أُصْلِح فُوقُه وأُحْكِمَ عملهُ فهو حينئذ سهم ذو فُوقٍ فجعله عبد الله مثلاً لعثمان رضي الله عنه يقول إنه خيرنا سهماً تامّاً في الإسلام والفضل والسابقة والجمع أفْواقٌ وهو الفُوقَةُ أيضاً والجمع فُوَقٌ وفُقاً مقلوب قال الفِنْدْ الزِّمَّانيّ شَهْلُ بن شَيْبان ونَبْلي وفُقَاها كَ مَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ وقال الكميت ومن دُونِ ذاكَ قِسِيُّ المَنُو نِ لا الفُوقُ نَبْلاً ولا النُّصَّل أي ليست القوس بفَوْقاءِ النَّ بْل وليست نِبالُها بفُوقٍ ولا بِنُصَّلٍ أي بخارجة النصال من أرعاظها قال ونصب نبلاً على توهم التنوين وإخراج اللام كما تقول هو حسنٌ وَجْهاً وكريمٌ والداً والفَوَق لغة في الفُوق وسهم أفْوَقُ مكسور الفُوقِ وفي المثل رددته بأفْوَقَ ناصلٍ إذا أخْسَسْتَ حظه ورجع فلان بأفْوَقَ ناصلٍ إذا خس حظه أو خاب ومثَل للعرب يضرب للطالب لا يجد ما طلب رجع بأفْوَقَ ناصلٍ أي بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له أي رجع بحَظٍّ ليس بتمام ويقال ما بَلِلْتُ منه بأفْوقَ ناصلٍ وهو السهم المنكسر وفي حديث عليّ رضي الله عنه ومَن رَمى بكم فقد رَمى بأفْوَقَ ناصلٍ أي رمى بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له والأفْوَقُ السهم المكسور الفُوقِ ويقال مَحالةٌ فَوْقاءُ إذا كان لكل سِنٍّ منها فُوقَانِ مثل فُوقَيِ السهم وانْفَاقَ السهمُ انكسر فُوقُه أو انشق وفُقْتُه أنا أفُوقُه كسرت فُوقَه وفَوَّقْتُه تَفْوِيقاً عملت له فُوقاً وأفَقْتُ السهم وأوفَقْتُه وأوفَقْتُ به كلاهما على القلب وضعته في الوَتَر لأرْمي به وفي التهذيب فإن وضعته في الوتر لترمي به قلت فُقْتُ السهم وأفْوَقْتهُ وقال الأصمعي أفَقْتُ بالسهم وأوْفَقْتُ بالسهم بالباء وقيل ولا يقال أوْفَقُتُه وهو من النوادر الأصمعي فَوَّق نبله تَفْويقاً إذا فرضها وجعل لها أفْواقاً ابن الأعرابي الفُوقُ السهام الساقطات النُّصُول وفاق الشيءَ يفُوقُه إذا كسره قال أبو الربيس يكاد يَفُوقِ المَيْسَ ما لم يَرُدّها أمينُ القوَى من صُنْعِ أيْمَنَ حادر أمين القوى الزمام وأيْمَنُ رجل وحادر غليظ والفُوق أعلى الفصائل قال الفراء أنشدني المفضل بيت الفرزدق ولكن وجَدْتُ السهمَ أهْوَنَ فُوقُهُ عليكَ فَقَدْ أوْدَى دَمٌ أنت طالبُهْ وقال هكذا أنشدنيه المفضل وقال إياك وهؤلاء الذين يروونه فُوقَة قال أبو الهيثم يقال شَنَّة وشِنان وشَنّ وشِنَان ويقال رمينا فُوقاً واحداً وهو أن يرمي القوم المجتمعون رمية بجميع ما معهم من السهام يعني يرمي هذا رمية وهذا رمية والعرب تقول أقْبِلْ على فُوقِ نَبْلك أي أقْبِلْ على شأنك وما يعنيك النضر فُوقُ الذكر أعلاه يقال كَمَرَةٌ ذات فُوقٍ وأنشد يا أيُّها الشيخُ الطويلُ المُوقِ اغْمِزْ بهنَّ وَضَحَ الطَّريق غَمْزَك بِالحَوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ بين مَنَاطَيْ رَكَبٍ محلوق وفُوقُ الرَّحِم مَشَقّه على التشبيه والفَاقُ البانُ وقيل الزيت المطبوخ قال الشماخ يصف شعر امرأة قامَتْ تُرِيكَ أثِيثَ النبْتِ مُنْسدِلاً مثل الأسَاوِد قد مُسِّحْنَ بالفاقِ وقال بعضهم أراد الإنفاق وهو الغض من الزيت ورواه أبو عمرو قد شُدِّخن بالفاقِ وقال الفاقُ الصحراء وقال مرة هي الأرض الواسعة والفاقُ أيضاً المشط عن ثعلب وبيت الشماخ محتمل لذلك التهذيب الفاقُ الجَفْنة المملوءَة طعاماً وأنشد تَرَى الأضيافَ يَنْتَجِعُونَ فاقي السُّلَمِيُّ شاعر مُفْلِقٌ ومُفِيق باللام والياء والفائقُ مَوْصل العنق في الرأس فإذا طال الفائقُ طال العنق واسْتَفَاق من مرضه ومن سكره وأفاق بمعنى وفي حديث سهل بن سعد فاستْفاقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيْنَ الصبيُّ ؟ الاسْتِفاقةُ استفعال من أفاقَ إذا رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه وفي الحديث إِفاقةُ المريض
( * قوله « وفي الحديث إفاقة المريض إلخ » هكذا في الأصل وفي النهاية بعد قوله وعاد إلى نفسه ومنه إفاقة المريض ) والمجنون والمغشي عليه والنائم وفي حديث موسى عليه السلام فلا أدري أفاقَ قَبْلي أي قام من غَشيْته

( فيق ) : فاقَ يَفِيقُ : جاد بنفسه عند الموت لغة في يَفُوق وروى ابن الأَثير في هذا المكان في حديث أُم زرع : وتُرْويه فِيقةُ البقرةِ الفِيقةُ بالكسر : اسم اللبن الذي يجتمع في الضَّرْع بين الحلبتين وأَصل الياء واو انقلبت لكسرة ما قبلها ويجمع على فِيق ثم أَفْواق

( قرق ) القَرِقُ بكسر الراء المكان المستوي يقال قاعٌ قَرِقٌ مستوٍ قال يصف إبلاً بالسرعة كأنَّ أيْديهُنَّ بالقَاعِ القَرِقْ أيدي نساءٍ يتعاطين الورِقْ قال ابن بري ويقال فيه أيضاً القِرْق بكسر القاف قال المرار وأحَلَّ أقوامٌ بيوتَ بَنِيهِمُ قِرْقاً مَدَافعُها بعادُ الأرْؤسِ والقرَق والقَرَق القاع الطيب لا حجارة فيه التهذيب واد قَرِقٌ وقَرْقَر وقَرَقُوس أي أملس والقَرَقُ المصدر وأنشد تَرَبَّعَتْ من صُلْبِ رَهْبَى أَنَقَا ظَواهراً مَرّاً ومَرّاً غَدَقَا ومِنْ قَيَاقي الصُّوَّتَيْنِ قِيَقَا صُهْباً وقرباناً تُناصِي قَرَقَا قال أبو نصر القَرّقُ شبيه بالمصدر ويروي على وجهين قَرِقٌ وقَرَقٌ وقال ابن خالويه القِرَقُ الجماعة وجمعه أقْراقٌ يقال جاء قِرْقٌ من الناس وقِرْقٌ من النساء والقِرقَان أخَوَانِ من ضرتين وقال ابن السكيت يقال هو لئيم القِرْق أي الأصل والقِرْقُ الأصل قال دُكَيْن السَّعدي يصف فرساً ليْسَت من القِرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ قد سَبَقَتْ قَيْساً وأنت تَنْظُرُ هكذا أنشده يعقوب ورواه كراع ليست من الفُرْقِ جمع فرس أفْرَق وهو الناقص إحدى الوركين ويقوي روايته قول الآخر طَلَبْت بنات أعْوَجَ حيث كانت كَرِهْت تَنَاتُجَ الفُرْقِ البِطَاءِ مع أنه قال من القِرْقِ البِطاءِ فقد وصف القِرْقَ وهو واحد بالبِطاء وهو جمع والقِرْقُ الأصل الرديء والقِرْقُ الذي يُلْعَبُ به عن كراع التهذيب والقِرْقُ لعب السُّدَّرِ والقَرْقُ صوت الدجاجة إذا حضنت أبو عمرو قَرقَ إذا هذى وقَرقَ إذا لعب بالسُّدِّر ومن كلامهم استوىَ القِرْقُ فقوموا بنا أي استوينا في اللعب فلم يَقْمُرْ واحد منا صاحبه وقيل القِرْقُ لعبة للصبيان يخطُّون في في الأرض خطّاً ويأخذون حصيات فيَصُفُّونها قال ابن أبي الصلث وأعْلاقُ الكواكِبِ مُرْسلاتٌ كحَبْل القِرْقِ غايتُها النِّصاب
( * قوله « كحبل القرب » هكذا في الأصل وفي هامش نسخة صحيحة من النهاية كخيل القرق وضرها بقوله خيلها هي الحصيات التي تصف )
شبَّه النجوم بهذه الحصيات التي تُصَفّ وغايتها النِّصابُ أي المَغْرب الذي تغرب فيه أبو إسحق الحربي في القِرْق الذي جاءَ في حديث أبي هريرة إنه كان ربما يراهم يلعبون بالقِرْق فلا ينهاهم قال القِرْقُ بكسر القاف لعبة يلعب بها أهل الحجاز وهو خطٌّ مُرَبَّع في وسطه خط مربع في وسطه خط مربع ثم يخط من كل زاوية من الخط الأول إلى الخط الثالث وبين كل زاويتين خط فيصير أربعة وعشرين خطّاً وقال أبو إسحق هو شيء يلعب به قال وسميِّت الأربعة عشر

( قربق ) يقال للحانوت كُرْبَجٌ وكُرْبَق وقُرْبَق والقُرْيَقُ اسم موضع وأنشد الأصعمي يَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كلَوْن العَوْهَقِ لاحقةَ الرِّجْلِ عَنُودَ المِرْفَقِ يا ابن رُقَيْع هل لها من مَغْبَقِ ؟ ما شربَتْ بعد طَوِيِّ القُرْيَقِ من قطرةٍ غير النَّجاءِ الأدْفَقِ قال ابن بري الرجز لسالم بن قُحْفان وقال أبو عبيد يا ابن رقيع وما بعده للصَّقر بن حكيم بن مُعَيَّة الرَّبَعِيّ قال ابن بري والذي يروى للصقر ابن حكيم قد أقْبَلتْ طَوامِياً من مَشْرِقِ تَرْكَبُ كلَّ صَحْصَحان أخْوَقِ وبعد قوله يا ابن رقيع هل أنْتَ ساقِيها سَقَاك المُستْقي ؟ وروى أبو علي النِّجاء بكسر النون وقال هو جمع نجْوةَ وهي السحابة والمعنى ما شربت غير ماءِ النِّجاء فحذف المضاف الذي هو الماء لأن السحاب لا يُشْرَبُ قال والظاهر من البيت عندي أنه يريد بالنَّجاء الأدفق السير الشديد لأن النَّجْوَ هو السحاب الذي هَراقَ الماء وهذا لا يصح أن يوصف بالغُزْرِ والدَّفْقِ ورواه أبو عبيد الكُرْبَق بالقاف والكاف وقال هو البصرة وقال النضر بن شميل هو الحانوت فارسي معرب يعني كُلْبَهْ

( قرطق ) في حديث منصور جاء الغلام وعليه قُرْطَقٌ أبيض أي قَبَاءٌ وهو تعريب كُرْتَهْ وقد تضم طاؤه وإبدال القاف من الهاء في الأسماء المعربة كثير كالبَرْق والباشَقِ والمُسْتُقِ وفي حديث الخوارج كأني أنظر إليه حبشي عليه قُرَيطق هو تصغير قُرطَق

( ققق ) القَقَّةُ حدث الصبيّ وقال بعضهم إنما هو قِقَةٌ بكسر القاف الأولى وفتح الثانية وتخفيفها ابن سيده القاف مضاعفة في حديث ابن عمر أنه قيل له ألا تُبايعُ أمير المؤمنين ؟ يعني عبد الله بن الزبير فقال والله ما شبَّهت بيعتكم إلا بقَقَّة أتعرف ما قَقَّة الصبي ؟ يحْدِثُ ثم يضع يده في حدثه فتقول له أمه قَقَّة قال الأزهري لم يجيء ثلاثة أحرف من جنس واحد فاؤها وعينها ولامها حرف واحد إلا قولهم قعد الصبيُّ على قَقَقِهِ وصَصَصِه أي حدثه قال ابن سيده قعد الصبي على قَعَقِه حكاها الهروي في الغريبين وهو من الشذوذ والضعف بحيث تراه التهذيب في الحديث أن فلاناً وضع يده في قَقَّة قال شمر قال الهوازي القَقَّةُ مَشْيُ الصبيّ وهو حدَثه قال وإذا أحدث الصبي قالت أمه قَقَّةٌ دَعْهُ قَقَّةٌ دَعْهُ قَقَّةٌ دعه فرفع ونوّن وقال وقع فلان في قَقَّة إذا وقع في رأي سوء ابن الأعرابي القَقَقَةُ الغربان الأهلية الخطابي قَقَّة شيء يردده الطفل على لسانه قبل أن يتدَرَّب بالكلام فكأن ابن عمر أراد تلك بيعة تولاها الأحداث ومن لا يعتبر به وقال الزمخشري وهو صوت يصوَّت به الصبي أو يصوَّت له به إذا فَزِع من شيء أو فُزِّع إذا وقع في قذر وقيل القَقَّة العِقْيُ الذي يخرج من بطن الصبي حين يولد وإياه عنى ابن عمر حين قيل له هلا بايعت أخاك عبد الله بن الزبير ؟ فقال إن أخي وضع يده في قَقَّة أي لا أنْزِع يدي من جماعة وأضعها في فرقة

( قلق ) القَلَقُ الانزعاج يقال بات قَلِقاً وأقلَقَهُ غيره وفي الحديث إليك تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها مخالفاً دِينَ النَّصارَى دِينُها القَلَقُ الانزعاج والوَضِينُ حزام الرحل أخرجه الهروي عن عبد الله بن عمر وأخرجه الطبراني في المعجم عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عَرَفات وهو يقول ذلك والحديث مشهور بابن عمر من قوله قَلِقَ الشيءُ قَلَقاً فهو قَلِقٌ ومِقْلاق وكذلك الأنثى بغير هاء قال الأعشى رَوَّحَتْه جَيْداء دانية المَرْ تَع لا خَبَّةٌ ولا مِقْلاق وامرأة مِقْلاق الوِشاح لا يثبت على خصرها من رقته وأقْلَقَ الشيءَ من مكانه وقَلَقَه حركه والقَلَقُ أن لا يستقر في مكان واحد وقد أقلَقَهُ فقَلِقَ وفي حديث عليّ أقلِقُوا السيوف في الغمد أي حرِّكوها في أغمادها قبل أن تحتاجوا إلى سَلّها ليسهل عند الحاجة إليها والقَلَقِيُّ ضرب من الحلي قال ابن سيده ولا أدري إلى أي شيء نسب إلا أن يكون منسوباً إلى القَلَق الذي هو الاضطراب كأنه يضطرب في سلكه ولا يثبت فهو ذو قَلَقٍ لذلك قال علقة بن عبدة مَحالٌ كأجْوازِ الجَرادِ ولُؤلُؤٌ من القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّبِ التهذيب ويقال لضرب من القلائد المنظومة باللؤلؤ قَلَقِيّ والقِلِّقُ والتِّقِلِّقُ من طير الماء

( قندق ) القُنْداق صحيفة الحساب

( قوق ) القُوقُ والقاقُ غير مهموز والقُوَاق الطويل وقيل هو القبيح الطول أبو الهيثم يقال للطويل قاقٌ وقُوقٌ وقِيقٌ وأنْقُوق والقُوق الأهوج الطول وأنشد أحْزَم لا قُوقٌ ولا حَزَنْبَلُ والقاقُ الأحمق الطائش وأَنشد لا طائشٌ قاقٌ ولا غَبيّ والقاقُ طائر مائيّ طويل العنُق والقُوقُ طائر من طير الماء طويل العنق قليل نَحْضِ الجسم وأنشد والقُوق طائر لم يُحَلّ أبو عبيدة فرس قُوق والأنثى قُوقة للطويل القوائم وإن شئت قلت قاقٌ وقاقةٌ والقُوقةُ بالهاء للأصلع عن كراع وأنشد من القُنْبُصاتِ قُضاعِيّة لها ولدٌ قُوقَةٌ أحدَبُ قال ابن بري هذا البيت أنشده ابن السكيت في باب الدَّمامةِ والقِصَر ونسبه لبعض الهذليين قال وقال ابن السكيت القُوقةُ الأصلع وهذه رواية الألفاظ وأما الذي في شعره فهو لِزَوْجةِ سوءٍ فَشا سرُّها عليَّ جِهاراً فَهِيْ تَضْرِبُ على غير ذنبٍ قُضاعِيّةٍ لها ولد قُوقَة أحْدَبُ خفض قضاعية على البدل من زوجة وقوق بمعنى مع
( * قوله « وقوق بمعنى مع إلخ » هو كذلك بالأصل ) اني لها مع زوجها والشاعر غلام من هُذَيْل شكا في الشعر عُقوق أبيه وأنه نفاه لأجل امرأَة كانت له يريد نفاني لزوجة سوء وأنشد ابن بري لآخر أيها القَسُّ الذي قد حَلَقَ القُوقةَ حَلْقَهْ لو رأَيت الدَّفّ منها لَنَسَقْتَ الدَّفّ نَسْقَةْ والقُوقةُ الصَّلعةُ ورجل مُقَوَّق عظيم الصَّلَعة وقُوق ملك رُوميّ والدنانير القُوقيَّة من ضرب قَيْصَر كان يسمى قُوقاً وفي حديث عبد الرحمن بن أبي بكر أَجئتم بها هرقْلِيَّة قُوقِيَّةً ؟ يريد البيعةُ لأولاد الملوك سُنَّةُ الروم والعجم قال ذلك لما أَراد معاوية أن يبايع أهلُ المدينة ابْنَهُ يزيد بولاية العهد وَقُوق اسم ملك من ملوك الروم وإليه تنسب الدنانير القُوقِيّة وقيل كان لقب قيصر قُوقاً وروى بالقاف والفاء من القَوْف الإتباع كأَن بعضهم يتبع بعضاً ودينار قُوقيّ ينسب إليه وقَاقَ النعامُ صَوَّت قال النابغة كأَنَّ غَدِيرَهُمْ بجنوب سِلَّى نَعامٌ قَاقَ في بلدٍ قِفَارِ أَراد غَدِير نَعامٍ فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ومعناه أي كان حالهم في الهزيمة حال نَعامٍ تغدو مذعورة وهذا البيت نسبه ابن بري لشَقِيق ابن جَزْء بن رباح الباهلي قال ابن سيده وإنما قضيت على ألف قَاقَ بأنها واو لأنها عين والعين واواً أكثر منها ياء والقَيْقُ والقَقْوُ والقَوْقُ صوت الغِرْغِرَةِ إذا أرادت السِّفاد وهي الدجاجة السندية الأزهري قُوْقُ المرأَة وسوسها
( * قوله « وسوسها » هكذا في الأصل ) صدع فرجها وأَنشد نُفاثِيَّة أَيَّان ما شاءَ أَهلُها رأَوا قُوقَها في الخُصّ لم يَتَغَيَّبِ

( قيق ) القِيقَاةُ والقِيقاءَةُ بالمد والقصر الأرض الغليظة وقيل المنقادة والهمزة مبدلة من الياء والياء الأُولى مبدلة من الواو ويدلّك عليه قولهم في الجمع القَوَاقي وهو فعْلاء ملحق بسِرْدَاح وكذلك الزِّيزاءَة لأنه لا يكون في الكلام مثل القِلْقَالِ إلا مصدراً وقد يجمع على اللفظ فيقال قَيَاقٍ والجمع قِيقاء وقَيَاقٍ قال إذا تَمَطَّيْنَ على القَيَاقي لاقَيْنَ منه أُذُنَيْ عَناقِ قال سيبويه وقال بعضهم قَوَاق فجعل الياء في قَيَاقٍ بدلاً كما أَبدلها في قَيْل ابن شميل القِيقَاة جمعها قِيقاء من القَوَاقي وهو مكان ظاهر غليظ كثير الحجارة وحجارتها الأَظِرّةُ وهي مستوية بالأرض وفيها نُشُوز وارتفاع مع النّشوز نُثِرَتْ فيها الحجارة نَثْراً لا تكاد تستطيع أن تمشي فيها وما تحت الحجارة المنْثورة حجارة غاصٌّ بعضها ببعض لا تقدر أن تحفرها وحجارتها حمر تنبت الشجر والبقل وقول الشاعر وخَبَّ أَعْرَافُ السَّفَا على القِيَقْ كأَنه جمع قِيقَة وإنما هي قِيقَاة فحذف أَلفها وقيل هي قِيقَةٌ وجمعها قَيَاقٍ الجوهري وقول رؤبة واسْتَنَّ أَعرافُ السَّفا على القِيَقْ القيق يريد جمع قِيقاءَةٍ كأنه أَخرجه على جمع قِيقةٍ والقِيقاةُ والقيقايَةُ وعاء الطَّلْع ابن الأَعرابي القَيْقُ صوت الدجاجة إذا دعت الديك للسِّفاد وقال أيضاً القِيقُ الجبل المحيط بالدنيا الفراء القِيقيةُ القشرة الرقيقة التي تحت القَيْضِ من البيض وأَما الغِرْقِئُ فالقشرة الملتزقة ببياض البيض وقال اللحياني يقال لبياض البيض القئْقئ ولصفرتها المُخّ وقول الشاعر والجلْدُ منها غِرْقِئ القُوَيْقيَةْ القُوَيْقِيةُ كناية عن البيضة

( ك ) قال الليث أُهملت القاف والكاف ووجوههما مع سائر الحروف

( كذنق ) قال ابن بري الكُذَيْنِقُ مُدُقّ القصارين الذي يُدَقّ عليه الثوبُ قال الشاعر قامة القُصْعُلِ الضَّئِيلِ وكَفّ خِنْصَراها كُذَيْنِقَا قَصَّارِ

( كربق ) يقال للحانوت كُرْبَج وكُرْبَق وقُرْبَق وهو فارسي معرب

( كسق ) الكَوْسَقُ الكَوْسَجُ معرب

( لبق ) اللّبَقُ الظَّرْفُ والرِّفْقُ لَبِقَ بالكسر لَبَقاً ولَباقَةً فهو لَبِقٌ قال سيبويه بنوه على هذا لأنه عِلْم ونفاذ توهم أَنهم جاؤوا به على فَهِمَ فَهَامَةً فهو فَهِمٌ والأُنثى لَبِقَةٌ ولَبُقَ فهو لَبِيقٌ كلَبِقٍ والأُنثى لَبِيقة قال الشاعر وكان بتَصْريفِ القَنَاةَ لَبِيقا وقيل اللَّبِقة واللَّبِيقة الحسنة الدَّلٌ واللِّبْسة اللبيبة الصَّناع وقال الفراء اللَّبِقةُ التي يشاكلها كلُّ لباس وطيبٍ الليث رجل لَبِقٌ ويقال لَبِيق وهو الحاذق الرفيق بكل عمل وامرأَة لبيِقة ظريفة رَفيقةٌ ويليق بها كل ثوب أبو بكر اللَّبِقُ الحُلو اللّين الأخلاقِ قال وهذا قول ابن الأَعرابي قال ومن ذلك المُلَبَّقة إنما سميت مُلَبّقة للينها وحلاوتها وقال قوم معناه الرفيق اللطيفُ العمل قال رؤبة قَبَّاضة بين العَنيفِ واللَّبِقْ وهذا الأَمر يَلْبَقُ بك أي يوافقك ويزكو بك الأَزهري العرب تقول هذا الأَمر لا يليق بك ولا يَلْيَقُ بك فمن قال لا يليق فمعناه لا يحسن بك حتى يَلْصَق بك ومن قال لا يَلْبَقُ فمعناه أَنه ليس يوفَّق لك ومنه لَبِقَ به الثوبُ أَي لاق به والثريد المُلَبَّق الشديد التَّثْريد الملين بالدسم يقال ثريدة ملبقة وفي الحديث فصنع ثريدة ثم لبَّقَها أي خلطها خلطاً شديداً وقيل جمعها بالمغْرَفة ولَبَّق الثريد وغيره خلطه وليّنه أَنشد ابن الأعرابي لا خَيْرَ في أَكل الخُلاصة وحْدَها إذا لم يَكُنْ رَبُّ الخُلاصة ذا تَمْرِ ولكنَّها زَيْنٌ كذا هي لُبِّقَتْ بمَحْضٍ على حَلْواءَ في مَضَر القِدْرِ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بثريدة ثم لَبَّقها قال أَبو عبيد أَي جمعها بالمِقْدَحة الليث لبَّقْتُ الثريدة إذا لم تكن بلحم وقيل ثريدة مُلَبَّقَةٌ خلطت خلطاً شديداً

( لثق ) اللَّثَقُ النَّدَى مع سكون الريح ابن دريد اللَّثَقُ الندى والحَرّ مثل الوَمَد وفي حديث الاستسقاء فلما رأَى لَثَق الثياب على الناس ضحك حتى بدت نواجِذُه اللَّثَقُ بالتحريك البَلَل يقال لَثِقٌ الطائرُ إذا ابتلّ ريشه ويقال للماء والطين لَثَقٌ أيضاً واللَّثَقُ الماء والطين يختلطان واللّثِقُ اللّزج من الطين ونحوه لَثِقَ لثَقاً فهو لَثِق وأَلثقَهُ البَلَلُ وطائر لَثِقٌ أَي مُبْتلّ واللَّثَقُ مصدر الشيء الذي قد لَثِقَ بالكسر يَلْثَقُ لَثَقاً كالطائر الذي يبتل جناحاه من الماء الجوهري لَثِقَ الشيءُ بالكسر والتَثَقَ وأَلْثَقَهُ غيرهُ ويقال لَثَّقْتُه تَلْثِيقاً إذا أَفسدته وشيء لَثِقٌ حلو يمانية حكاه الهروي في الغريبين قال ورواه الأزهري عن علي بن حرب وأَنشد فَبُغْضُكُمْ عندنا مُرِّ مَذَاقَتُه وبَغْضُنَا عندكم يا قومنا لَثِقُ

( لحق ) اللَّحْقُ واللُّحُوق والإلْحاقُ الإدراك لَحِقَ الشيءَ وأَلْحَقَهُ وكذلك لَحِقَ به وأَلْحَقَ لَحاقاً بالفتح أي أدركه قال ابن بري شاهده لأبي دواد فأَلْحَقَهُ وهو سَاطٍ بها كما تُلْحِقُ القوسُ سَهْمَ الغَرَبْ واللَّحاقُ مصدر لَحِقَ يَلْحَقُ لَحاقاً وفي القنوت إن عذابك بالكافرين مُلْحِقٌ بمعنى لاحِق ومنهم من يقول إن عذابك بالكافرين مُلْحَقٌ قال الجوهري والفتح أَيضاً صواب قال ابن الأَثير الرواية بكسر الحاء أَي من نزل به عذابُك أَلْحَقَهُ بالكفار وقيل هو بمعنى لاحق لغة في لَحِقَ يقال لَحِقْتُه وأَلْحَقْته بمعنىً كتَبعتْه وأَتْبَعْته ويروي بفتح الحاء على المفعول أي إن عذابك مُلْحَقٌ بالكفار ويصابون به وفي دعاء زيارة القبور وإنا إن شاء الله بكم لاحِقُونَ قيل معناه إذا شاء الله وقيل إن شرطية والمعنى لاحقُونَ بكم في الموافاة على الإيمان وقيل هو على التَّبَرّي والتفويض كقوله تعالى لتدْخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين وقيل هو على التأَدب كقوله تعالى ولا تقولَنَّ لشي إني فاعل ذلك غداً إلا أَن يشاء الله وأَلْحَقَ فلانٌ فلاناً وألْحَقَهُ به كلاهما جعله مُلْحَقَهُ وتَلاحَقَ القوم أَدرك بعضهم بعضاً وتلاحَقَت الرِّكاب والمَطايا أَي لَحِقَ بعضُها بعضاً وأَنشد أقولُ وقد تَلاحَقَت المَطايا كَفاك القَوْل إن عَلَيكَ عَيْنا كفاك القول أَي ارْفُقْ وأَمسك عن القول ولَحِقْتُه وأَلْحَقْتُه بمعنى واحد الأَزهري واللَّحَقُ ما يُلْحَقُ بالكتاب بعد الفراغ منه فتُلْحِق به ما سقط عنه ويجمع أَلْحاقاً وإن خْقّف فقيل لَحْق كان جائزاً الجوهري اللّحَقُ بالتحريك شيء يُلْحَقُ بالأول وقوس لُحُقٌ ومِلْحاق سريعة السهم لا تريد شيئاً إلا لَحِقتْه وناقة مِلْحَاق تَلْحَقُ الإبل فلا تكاد الإبل تفوتها في السير قال رؤبة فهي ضَروُحُ الرَّكْض مِلْحاق اللَّحق واللَّحَقُ كل شيء لَحِقَ شيئاً أَو لُحِقَ به من الحيوان والنبات وحمل النخل وقيل اللَّحَقُ في النَّخل أَن تُرْطب وتُتَمّر ثم يخرج في بطنه شيء يكون أَخضر قلما يُرْطب حتى يدركه الشتاء فيُسْقطه المطر وقد يكون نحو ذلك في الكَرْم يسمى لَحَقَاً وقد قال الطرماح في مثل ذلك يصف نخلة أَثْلَعت بعد يَنْع ما كان خرج منها في وقته فقال أَلْحَقَتْ ما اسْتَلْعَبَتْ بالذي قد أَنى إذْ حانَ حينُ الصِّرام أَي أَلحقت طَلْعاً غَريضاً كأَنها لعبت به إذ أَطلعته في غير حينه وذلك أن النخلة إنما تُطْلِعُ في الربيع فإذا أَخرجت في آخر الصيف ما لا يكون له يَنْعٌ فكأَنها غير جادّة فيما أَطْلَعَتْ واللَّحَق أَيضاً من الثمر الذي يأْتي بعد الأَول وكل ثمرة تجيء بعد ثمرة فهي لَحَقٌ والجمع أَلْحاق حكاه أَبو حنيفة وقد أَلْحَقَ الشجر واللَّحَقُ أَيضاً من الناس كذلك قوم يَلْحَقُون بقوم بعد مضيهم قال يُغْنِيكَ عن بُصْرى وعن أَبوابها وعن حِصارِ الرّومِ واغْتِرابها ولَحَقٍ يَلْحَق من أَعرابها تحت لِواء الموت أَو عُقَابِها قال الأَزهري يجوز أَن يكون اللَّحَقُ مصدراً لِلَحِقَ ويجوز أَن يكون جمعاً للاحِقٍ كما يقال خادم وخَدَم وعاش وعسَسَ ولَحَقُ الغنم أَولادها التي كادت تَلْحَقُ بها واللَّحَقُ الشيء الزائد قال ابن عيينة كأَنَّهُ بين أَسْطُرٍ لَحَقُ والجمع كالجمع واللَّحقُ الزرع العِذْي وهو ما سقته السماء وجمعه الأَلحاقُ الكسائي يقال زرعوا الأَلْحاقَ والواحد لَحَقٌ وذلك أَن الوادي يَنْضُب فيُلْقي البَذْر في كل موضع نضَبَ عنه الماء فيقال اسْتَلْحَقُوا إذا زرعوا وقال ابن الأَعرابي اللَّحَقُ أَن يزرع القوم في جانب الوادي يقال قد زرعوا الأَلْحاقَ ولَحِق لُحُوقاً أَي ضَمُر الأَزهري فرس لاحقُ الأَيْطَلِ من خيل لُحْق الأَياطل إذا ضُمّرت وفي قصيد كعب تَخْدي على يَسَراتٍ وهي لاحقةٌ ذوابلٌ وقْعُهُنَّ الأَرْضَ تَحليلُ اللاحِقةُ الضامرة والمُلْحَقُ الدَّعِيّ المُلْصَق واسْتَلْحَقَه أَي ادعاه الأَزهري عن الليث اللَّحَقُ الدعيّ المُوصَل بغير أَبيه قال الأَزهري سمعت بعضهم يقول له المُلْحَق وفي حديث عمرو بن شعيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أَن كل مُسْتَلْحَق اسْتُلْحِقَ بعد أَبيه الذي يُدْعى له فقد لَحِق بمن اسْتَلْحَقه قال ابن الأَثير قال الخطابي هذه أحكام وقعت في أَول زمان الشريعة وذلك أَنه كان لأَهل الجاهلية إماء بغايا وكان سادتهن يُلِمُّونَ بهن فإذا جاءت إحداهن بولد ربما ادّعاه السيد والزاني فأَلحقه النبي صلى الله عليه وسلم بالسيد لأن الأَمة فراش كالحرَّة فإن مات السيد ولم يَسْتَلْحِقُهُ ثم اسْتَلْحَقَهُ ورثته بعده لَحِق بأَبيه وفي ميراثه خلاف ولاحِقٌ اسم فرس معروف من خيل العرب قال النابغة فيهم بنات الأَعْوَجِيّ ولاحِقٍ وُرْقاً مَراكِلُها من المِضْمارِ وفي الصحاح ولاحِق اسم فرس كان لمعاوية بن أَبي سفيان

( لخق ) اللُّخْقُوقُ شق في الأَرض كالوِجارِ وفي الحديث أَن رجلاً كان واقفاً مع النبي صلى الله عليه وسلم فوَقَصَت به ناقته في أَخاقيقِ جِرْذانٍ قال الأصمعي إنما هو لَخاقيق واحدها لُخْقُوق وهي شقوق في الأَرض وقال بعضهم في قوله في لَخاقيق جِرْذانٍ أصلها الأَخاقِيقُ قال ابن بري الأَخاقِيقُ جمع أَخْقاقٍ وأَخْقاق جمع خَقٍّ والخَقّ الشق في الأَرض يقال خَقَّ في الأَرض وخَدّ وقيل اللُّخْقُوق الوادي أبو عمرو اللَّخْقُ الشق في الأَرض وجمعه لُخُوق وأَلْخاق وقال الأَصمعي هي اللَّخاقيقُ الشقوق في الأَرض واحدها لُخْقوق وقال ابن شميل اللُّخْقُوق مَسيل الماء له أجَراف وحُفَر والماء يجري فيَحْفِرُ الأَرض كهيئة النهر حتى ترى له أَجرافاً وجمعه اللَّخَاقيق وقيل شِقَابُ الجبل لَخَاقيق أَيضاً ولَخَاقِيقُ الفرج ما انْزَوَى من قعره قال اللعين المِنْقَرِيّ كَبْسَاء خَرْقاء مِتْآم إذا وقَعَتْ في مَهْبَلٍ أَدرَكَتْ داء اللَّخَاقيق

( لزق ) لَزِقَ الشيءُ بالشيء يَلْزَقُ لُزوقاً كَلَصِقَ والتزَقَ التِزاقاً وقد لَصِق ولَزِق ولَسِق وأَلْزَقَهُ كأَلْصَقه وأَلْزقَهُ به غيرهُ ولازَقَهُ كلاصقه وهذا لِزْق هذا ولَزِيقُه وبِلِزْقِه أي لصيقه وقيل أَي بجانبه والأُنثى لَزِقَةٌ ولَزِيقَةٌ واللَّزَقُ هو الذي يُلْزِقُ الرِّئة بالجنب ويقال هذه الدار لَزيقةُ هذه وهذه بلِزْقِ هذه وأُذن لَزْقاءُ التَزَقَ طرفها بالرأس واللَّزَقُ كاللَوَى واللَّزَاقُ الجماع عن ابن الأَعرابي وأنشد دَلْو فَرَتْها لك من عَنَاقِ لَمَّا رأَتْ أَنك بئس السّاقي ولَسْتَ بالمَحْمودِ في اللِّزاقِ وفي التهذيب وجَرَّبت ضَعْفك في اللَّزاقِ أَي في مجامعته إياها قال والعرب تكني باللِّزاقِ عن الجماع واللَّزُوق واللاَّزوق دواء للجرح يلزمه حتى يبرأ قال أَبو منصور ويقال له اللَّصُوق واللَّزُوق والمُلَزَّقُ الشيء ليس بالمحكم واللُّزَّيْقَى نبتة تنبت بعد المطر بليلتين تَلْزَقُ بالطين الذي في أُصول الحجارة وهي خضراء كالعَرْمَض وأَتتنا لُزَق من الناس أَي أَخلاط

( لسق ) اللَّسَقُ مثل اللَّصَق لزوق الرِّئة بالجنب من العطش يقال لَسِق البعير ولَصِقَ منه قول رؤبة وَبَلٌ بَرْدُ الماء أَعضَادَ اللَّسَقْ قال ابن بري وقبله حتى إذا أَكْرَعْنَ في الحَوْم المَهَقْ وبعده وَسْوَس يَدْعو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ والحَوْم الماء الكثير والمَهَقُ الأبيض واللَّسُوق دواء كاللَّزُوق الأَزهري اللَّسَقُ عند العرب هو الظمأُ سمي لَسَقاً للزوق الرِّئة بالجنب وأَصله اللَّزَقُ ابن سيده لَسِقَ لغة في لَصِقَ لَسِقَ به ولَصِقَ به والتَسَقَ به والْتَزقَ به وألْسَقه به غيرهُ وأَلصقه وفلان لِسْقي ولِصْقي وبِلِسِقْي وبِلِصْقِي ولَسِيقي ولَصِيقي أَي بجنبي

( لصق ) لَصِقَ به يَلْصَق لُصُوقاً وهي لغة تميم وقيس تقول لَسق بالسين وربيعة تقول لَزَق وهي أَقبحها إلا في أَشياء نصفها في حدودها والتَصَقَ وأَلْصَقَ غيره وفي لِصْقُه ولَصِيقُه واللَّصُوق دواء يلصق بالجرح وقد قاله الشافعي ويقال أَلْصَقَ فلان بِعُرْقوب بعيره إذا عقره وربما قالوا أَلْصَقَ بساق بعيره وقيل لبعض العرب كيف أنت عند القِرَى ؟ فقال أُلْصِق والله بالنَّاب الفانية والبَكْر والضَّرْع قال الراعي فقلتُ له أَلْصِقْ بأيْبَس ساقِها فإن نُحِرَ العُرْقُوبُ لا يَرقأ النَّسَا
( * قوله « فان نحر » كذا بالأصل وفي الأساس فان يجبر )
أَراد أَلْصِق السيف بساقها واعقِرْها وهذا ذكره ابن الأَثير في النهاية عن قيس بن عاصم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف أَنت عند القِرَى ؟ قال أُلْصِقُ بالناب الفانية والضَّرْع الصغير الضعيف أراد أَنه يُلْصِقُ بها السيف فيعرقبها للضيافة والمُلْصَقُ الدعيّ وفي حديث حاطب إني كنت امرأً مُلْصَقاً في قريش المُلْصَقُ هو الرجل المقيم في الحي وليس منهم بنسب ويقال اشتر لي لحماً وأَلْصِقْ بالماعز أَي اجعل اعتمادك عليها قال ابن مقبل وتُلْصِقُ بالكُومِ الجِلادِ وقد رَغَتْ أَجِنَّتُها ولم تُنَضِّح لها حَمْلا وحرف الإلصاق الباء سماها النحويون بذلك لأَنها تُلْصِقُ ما قبلها بما بعدها كقولك مررت بزيد قال ابن جني إذا قلت أمسكت زيداً فقد يمكن أن تكون باشرته نفسه وقد يمكن أن تكون منعته من التصرف من غير مباشرة له فإذا قلت أَمسكت بزيد فقد أَعلمتَ أنك باشرته وأَلْصَقْت محلّ قدرك أو ما اتصل بمحل قدرك به فقد صح إذاً معنى الإلْصَاق والملصقة من النساء الضيقة واللُّصَيْقَى مخففة الصاد عُشْبة عن كراع لم يُحَلِّها

( لعق ) لَعِقَ الشيءَ يَلْعَقُه لعْقاً لحسه واللَّعْقةُ بالفتح المرَّة الواحدة تقول لَعِقْتُ لَعْقَةً واحدة وفي الحديث كان يأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ لعِقَها وأَمر بلَعْق الأَصابع والصَّحفْة أَي لَطْع ما عليها من أَثر الطعام وقد لَعِقَه يَلْعَقهُ لعْقاً واللُّعقةُ ما لُعِقَ يطَّرد على هذا الباب واللَّعْقَة الشيء القليل منه وأَلْعَقَه إياه ولَعَقه عن السيرافي يقال قد أَلْعَقُتُه من الطعام ما يَلْعَقُه إلْعَاقاً واللَّعُوق اسم ما يُلْعَقُ وقيل اسم لكل طعام يُلْعَقُ من دواء أو عسل والمِلْعَقَةُ ما لُعِقَ به واحدة المَلاعق واللُّعْقةُ بالضم اسم ما تأخذه المِلْعَقةُ واللُّعاقُ ما بقي في فيك من طعام لَعِقْتَهُ وفي الحديث إن للشيطان لَعُوقاً ودِسَاماً اللَّعُوق اسم لِما يَلْعَقُه وقيل اللَّعُوق اسم لم يُلْعَق أَي يؤكل بالمِلْعَقَة ورجل وَعْقة لَعْقة وعْقَة نكد لئيم الخلق ولَعْقة إتباع واللَّعْوقةُ سرعة الإنسان فيما أَخذ فيه من عمل في خفةٍ ونَزَقٍ واللَّعْوق المَسْلوسُ العقل ولَعِقَ فلان إصبعه أي مات وهو كناية ويقال في الأرض لَعْقة من ربيع ليس إلا في الرُّطْب يَلْعَقُها المال لَعْقاً ورجل وَعِقٌ لَعِقٌ أي حريص وهو إتباع له

( لعمق ) اللَّعْمَقُ الماضي الجَلْد

( لفق ) لَفَقْت الثوب أَلْفِقُه لَفْقاً وهو أَن تضم شقة إلى أُخرى فتخيطهما ولَفَق الشقتين يلِفقُهما لُفقاً ولفَّقَهما ضَمّ إحداهما إلى الأُخرى فخاطهما والتَّلْفيقُ أعم وهما ما دامتا مَلْفُوقتين لِفَاق وتِلْفَاق وكلتاهما لِفْقَانِ ما دامتا مضمومتين فإذا تباينتا بعد التَّلْفِيق قبل الخياطة وقيل اللِّفاقُ جماعة اللِّفق وأَنشد ويا رُبَّ ناعيةٍ مِنهُمُ تشدّ اللِّفَاقَ عليها إزارَا أَي من عظم عجيزتها تحتاج إلى أن تَلْفِقَ إزاراً إلى إزار واللِّفْقُ بكسر اللام أحد لِفْقَي المُلاءة وتلافَق القوم تلاءَمت أمورهم وأَحاديث مُلَفَّقَة أَي أكاذيب مُزَخْرفة المؤَرج ويقال للرجلين لا يفترقان هما لِفْقان وفي نوادر الأعراب تأَفَّقت بكذا وتَلَفَّقْتُ أَي لحقته شمر في حديث لقمان صَفَّاق أَفَّاق قال رواه بعضهم لَفَّاق قال واللَّفَّاق الذي لا يدرك ما يطلب تقول لَفَقَ فلان ولَفَّقَ أي طلب أمراً فلم يدركه ويفعل ذلك الصقر إذا كان على يدي رجل فاشتهى أن يرسله على الطير ضرب بجناحيه فإذا أَرسله فسبقه الطير فلم يدركه فقد لَفَقَ والديك الصَّفَّاق الذي يضرب بجناحيه إذا صَفَّق

( لقق ) لقَقْتُ عينه أَلُقُّها لَقّاً وهو الضرب بالكف خاصة ولَقَّ عينه ضربها بيده واللقَقَةُ الضاربون عيون الناس براحاتهم واللَّقّ كل أرضٍ ضيقة مستطيلة ابن الأَعرابي اللقلقةُ الحُفَرُ
( * قوله « اللقلقة الحفر إلخ » هكذا في الأصل وبهامشه يدل اللقلقة اللققة وكذا في القاموس ) المضيّقة الرؤوس واللَّقّ الأَرض المرتفعة ومنه كتاب عبد الملك إلى الحجاج لا تَدَعْ خَقّاً ولا لَقّاً إلاّ زرعته حكاه الهروي في الغريبين والخَقّ واللَّق ( ) ( قوله « والخق واللق إلخ » كذا بالأصل وعبارة النهاية هنا وفي مادة خفق الخق الجحر واللق بالفتح الصدع والشق بالفتح الصدع في الأرض والشقّ واللَّقّ الغامض من الأَرض وفي الحديث عن يوسف أَنه زرع كل خَقٍّ ولَقّ اللَّقّ الأرض المرتفعة واللَّقّ المسك حكاها الفارسي عن أَبي زيد ولَقْلَقَ الشيءَ حركه وتَلَقْلَقَ تَقَلْقَلَ مقلوب منه ورجل مُلَقْلَق حادّ لا يَقِرُّ في مكان واللَّقلاق واللَّقلَقة شدة الصوت في حركة واضطراب والقَلْقَلة شدة اضطراب الشيء وهو يَتَقَلْقَلُ ويتَلَقْلَقُ وأَنشد إِذا مَشَتْ فيه السيِّاطُ المُشَّقُ شِبْهَ الأَفاعي خيفةً تُلَقْلِقُ قال أَبو عبيد قَلْقَلْت الشيء ولَقْلَقْته بمعنى واحد ولَقْلَقْت الشيء إِذا قَلْقَلْته واللَّقْلَقة شدة الصوت ومنه حديث عمر رضي الله عنه ما لم يكن نَقْع ولا لَقلَقة يعني بالنَّقْع أَصوات الخدود إِذا ضُربت وقد تقدم وقيل اللَّقْلقةُ الجلبة كأَنها حكاية الأَصوات إِذا كثرت فكأَنه أَراد الصياح والجبلة عند الموت وقيل اللَّقْلقةُ تقطيع الصوت وهو الوَلْوَلَةُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد إذا هُنَّ ذُكِّرن الحياء من التُّقى وثَبْنَ مْرِنَّاتٍ لهُنَّ لَقَالِقُ وقيل اللَّقْلقةُ واللَّقْلاق الصوت والجلبة قال الراجز إني إذا ما زَبَّبَ الأَشْداقُ وكَثُرَ اللَّجْلاج واللَّقْلاقُ ثَبْتُ الجَنانِ مِرْجمٌ وَدَّاق وقال شمر اللَّقْلَقة إعجال الإنسان لسانه حتى لا ينطبق على أَوفاز ولا يثبت وكذلك النظر إذا كان سريعاً دائباً وطرف مُلَقْلَق أَي حديد لا يَقِرّ بمكانه قال امرؤ القيس وجَلاَّها بطَرْفٍ مُلَقْلَق أي سريع لا يَفْتُر ذكاء والحية تُلَقْلِقُ إذا أَدامت تحريك لَحْييها وإخراج لسانها وأنشد مثل الأَفاعي خيفةً تُلَقْلِقُ وفي الحديث أنه قال لأبي ذر ما لي أراك لَقّاً بَقّاً ؟ كيف بك إذا أخرجوك من المدينة الأزهري اللَّقّ الكثير الكلام لَقْلاقٌ بَقْباق وكان في أبي ذر شدة على الأمراء وإغلاظ في القول وكان عثمان يُبلغ عنه يقال رجل لَقَّاق بَقّاق ويروى لَقًى بالتخفيف وهو مذكور في بابه واللَّقْلَقُ اللسان وفي الحديث مَنْ وُقِيَ شَرَّ لَقْلَقِه وقَبْقَبه وذَبْذَبه فقد وُقِيَ وفي رواية دخل الجنة لَقْلَقُه اللسان وقَبْقَبه البطن وذَبْذَبُه الفرج وفي لسانه لَقْلَقة أَي حُبْسة واللَّقْلَقُ واللَّقْلاق طائر أَعجمي طويل العنق يأْكل الحيات والجمع اللَّقَالِقُ وصوته اللَّقْلَقَةُ وكذلك كل صوت في حركة واضطراب

( لمق ) اللَّمَقُ لَمَقُ الطريق ولَمَقُ الطريق نهجه ووسطه لغة في لَقَمِه وهو قلب لَقَم قال رؤبة ساوى بأَيديهنَّ من قَصْد اللَّمَقْ اللحياني خَلّ عن لَمَق الطريق ولَقَمِه ولَمَقَ عينه يَلْمُقها لَمْقاً رماها فأَصابها وقيل هو ضربها بالكف متوسطة خاصة كاللَّق وعم به بعضهم العين وغيرها واللَّمْقُ اللَّطْم يقال لَمَقَهُ لَمْقاً ابن الأَعرابي اللُّمْق جمع لامق وهو الذي يبدأ في شره بصَفْق الحَدَقة يقال لَمَقَ عينه إذا عَوَّرها واللَّمْقُ المَحْو ولَمَقَ الشيءَ يَلْمُقه لَمْقاً كتبه ومحاه وهو من الأضداد وقال أبو زيد لَمَقَ الشيءَ كتبه في لغة بني عقيل وسائر قيس يقولون لَمَقَه محاه وفي كلام بعض فصحاء العرب يذكر مصدِّقاً لهم فقال لَمَقَه بعدما نَمَقه أي محاه بعدما كتبه أبو زيد نَمَقْته أَنْمُقُه نَمْقاً ولَمَقْتُه أَلْمُقه لَمْقاً كتبته واللَّماق اليسير من الطعام والشراب واللَّماقُ يصلح في الأكل والشرب قال نَهْشلُ بن حَرِّيٍّ كبَرْقٍ لاحَ يُعْجِبُ مَنْ رآه ولا يَشْفِي الحَوائم من لَمَاقِ وخص بعضهم به الجحد يقولون ما عنده لَمَاقٌ وما ذقت لَمَاقاً ولا لَمَاجاً أي شيئاً قال أبو العميثل ما تَلَمَّقَ بشيء أَي ما تَلَمَّج وما بالأَرض لعمَاق أي مَرْتع واليَلْمَق القَباءُ المحشو وهو بالفارسية يَلْمَهْ ولَمَقُتُه ببصري مثل رَمَقُتُه

( لهق ) اللَّهقُ بالتحريك الأبيض وقيل الأبيض الذي ليس بذي بَرِيقٍ ولا مُوهةٍ وصف في الثور والثوب والشيب قال الهذلي وإلا النَّعامَ وحفَّانَهُ وطُغُيَا مع اللَّهِقِ الناشط وكذلك البعير الأَعيس الواحد والجمع فيه سواء وقيل اللَّهِقُ واللَّهَقُ واللَّهَاق الأبيض الشديد البياض والأُنثى لَهِقَة ولِهَاقٌ وقد لَهِقَ ولَهَقَ لَهْقاً ولَهَقاً ابيضَّ فهو لَهَق ولَهِق إذا كان شديد البياض مثل يَقَق ويَقِق قال القطامي يصف إبلاً وإذا شَفَنَّ إلى الطريف رَأَيْنَهُ لَهَقاً كشاكلة الحِصانِ الأَبْلَقِ واللَّهَاق واللِّهَاقُ الثور الأبيض قال اأمية بن أبي عائذ كأنَّي ورَحْلي إذا رُعْتُها على جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمالْ حَدِيد القناتين عَبْلِ الشَّوى لَهَاق تَلأْلُؤهُ كالهِلالْ واللَّهَقُ مقصور منه والتَّلَهُّق كثرة الكلام والتَّقَعُّر فيه وسهم لَهْوَق حديد نافذ قال أبو ذؤيب فأعْشَيْتُه من بَعْدِ ما رَاثَ عِشْيُهُ بسَهْمٍ كسَيْرِ الثَّابِرِيَّةِ لَهْوَقِ والتَّلَهْوُقُ التَّمَلّق وفيه لَهْوَقة أي مَلَق وطَرْمذَة ابن الأَعرابي في فلان طَرْمَذة وبَلْهقَة ولَهْوَقة أي كبر ورجل لَهْوق ومُتَلَهْوق يُبْدِي غير ما في طبيعته ويتزين بما ليس فيه من خُلُق ومروءة وكرم قال الزمخشري وعندي أَنه من اللَّهَق وهو الأبيض في موضع الكرم لنقاء عِرْضه مما يدنسه ومنه قصيد كعب تَرْمي الغُيُوب بعَيْنَيْ مفردٍ لَهَقِ هو بفتح الهاء وكسرها الأبيض والمفرد الثور الوحشي شبهها به والمُتَلَهْوق المبالغ فيما أَخذ فيه من عمل أو لبس واللّهْوقة كل ما لم يبالغ فيه من كلام أو من عمل تقول قد لهوق كذا وقد تَلَهْوقَ فيه قال أَبو الغوث اللهوقة أن تتحسن بالشيء وأَن تظهر شيئاً باطنك على خلافة نحو أن يُظهر الرجلُ من السخاء ما ليس عليه سجيّته قال الكميت يمدح مخلد بن يزيد بن المهلب أَجْزيهمُ يَدَ مخْلَدٍ وجَزَاؤُها عِنْدي بلا صَلَفٍ ولا بتَلَهْوُقِ وفي الحديث كان خُلُقه سجيّةً ولم يكن تَلَهْوُقاً أي لم يكن تصنّعاً وتكلُّفاً

( لوق ) لاقَ الشيءَ لَوْقاً ولَوَّقه ليَّنه ولَوَّق طعامه أَصلحه بالزُّبْد وفي حديث عُبادة بن الصامت ولا آكل إلا ما لُوِّق لي قال أبو عبيد هو مأخوذ من اللُّوقة وهي الزبدة في قول الفراء والكسائي وقال ابن الكلبي هو الزبد بالرطب واللُّوقةُ الرطبُ بالزُّبْد وقيل بالسمن وفيه لغتان لُوقَة وأَلُوقة وقال رجل من بني عُذرْه وإنِّي لِمَنْ سالَمْتُمُ لأَلُوقة وإنِّي لِمَنْ عاديْتُم سُمُّ أَسْودِ وقال الآخر حديثك أَشْهى عِنْدنا من أَلُوقةٍ تَعَجَّلهَا ظمآنُ شَهْوانُ للطُّعْم واللُّوَقُ جمع لُوقَة وهي الزبدة بالرطب والذي أَراد عبادةُ بقوله لُوِّقَ لي أَى لُيِّن لي من الطعام حتى يكون كالزُّبْد في لينه وأصله من اللُّوقةِ وهي الزبدة والألْوق الأَحمق في الكلام بيّنُ اللَّوَق ورجل عَوِقٌ لَوِقٌ إتباع وكذلك ضيّق ليّق عَيّق كل ذلك على الإتباع واللُّوقُ كل شيء لين من طعام وغيره ويقال ما ذقت لَوَاقاً أَي شيئاً ولُوَاق أرض معروفة قال أبو دواد لمَنْ طَلَلٌ كعُنْوان الكتابِ ببطْن لُوَاق أَو بطن الذُّهابِ ؟

( ليق ) لاقَ الدواة لَيْقاً وألاقَها إلاقَةً وهي أغرب فلاقَتْ لَزِق المداد بِصُوفها وهي لائق لغة قليلة ولُقْتُها لَيْقاً أيضاً والاسم منه اللِّيقةُ وهي لِيقةُ الدَّوَاة التهذيب اللِّيقة لِيقةُ الدواة وهي ما اجتمع في وَقْبتَها من سوادها بمائها وحكى ابن الأعرابي دَواة مَلُوقة أي مَلِيقة إذا أصلحت مِدَادها وهذا لا يلحقها بالواو لأنه إنما هو على قول بعضهم لُوقَتْ في لِيقَتْ كما يقول بعضهم بُوعَتْ في بِيعَت ثم يقولون على هذا مَبُوعة في مَبِيعة ولاقَ الشيءُ بقلبي لَيْقاً ولَياقاٌ ولَيقاناً والْتاق كلاهما لَزِق وما لاقَ ذلك بصَفَري أي لم يوافقني وقال ثعلب ما يَليقُ ذلك بصَفري أي ما ثبت في جوفي وما يليق هذا الأمر بفلان أي ليس أهلاً أن ينسب إليه وهو من ذلك والْتَاقَ قلبي بفلان أي لَصِق به وأحبه ويقال الْتاقَ به استغنى به قال ابن ميادة ولا أن تكونَ النَّفْسُ عنها نَجِيحةً بشي ولا مُلْتاقةً ببَدِيلِ وما لاقَتْ عند زوجها ولا عاقَتْ أي ما حظيت ولم تَلْصَقْ بقلبه ومنه لاقَت الدواةُ تَلِيقُ أَي لصقت ولِقتُها يتعدى ولا يتعدى قال ابن بري وحكى الزجاجي لُقُتُ الدواة ألُوقُها ويقال هذا الأمر لا يَلْبَق بك أي لا يَزْكو بك فإذا كان معناه لا يعلق قيل لا يليق بك الأزهري والعرب تقول هذا أمر لا يَلِيقُ بك معناه لا يحسن بك حتى يَلْصقَ بك وتقول لا يَلْبَيق بك معناه أَنه ليس يوفّق لك ومنه تَلْبِقُ الثريد بالسمن إذا أكثر أدمه وقول أبي العيال خِضَمّ لم يُلِقْ شيئاً كأَن حُسامَهُ اللَّهَبُ أَي لم يُلِقْ شيئاً إلا قطعه حُسَامه يقال ما أَلاقَني أي ما حبسني أي لا يحبس شيئاً ويقال فلان ما يُلِيقُ شيئاً من سخائه أي ما يمسك وألاقُوه بأَنفسهم أي ألزقوه واستلاطوه قال زُمَيْل بن أُبَيْرٍ وهل كُنْت إلا حَوْتكيّاً أَلاقَهُ بنو عَمّه حتى بَغَى وتجبّرا ؟ ويقال هذا البيت لخارجة بن ضِرارٍ المُرّي واللَّيقُ شيء أسود يجعل في دواء الكحل واحدته لِيقَةٌ وقد يكون اللِّيقُ واللِّيقةُ من باب الفُوق والفُوقةِ وما يَلِيقُ بكفه درهم أي ما يحتبس وما يُلِيقُه هو أَي ما يحبسه ولا يَلْصَق به قال تقول إذا اسْتَهْلَكْتُ مالاً للذَّةٍ فُكَيْهةُ هل شيء بكَفَّيْكَ لائقُ ؟ وقال كَفَّاك كَفٌّ ما تُلِيقُ درهمَا جوداً وأُخرى تُعْط بالسيف الدَّمَا
( * قوله تعْط كذا في الأصل )
وفلان ما يَلِيقُ ببلد أَي ما يمتسك وما يُلِيقُه بلد أَي ما يمسكه وقال الأصمعي للرشيد ما أَلاقَتْني أَرض حتى أَتيتك يا أَمير المؤمنين وفي التهذيب أَن الأَصمعي قال ما أَلاقَتْني البَصْرةُ أَي ما ثَبَتّ فيها ويقال ما لِقْتُ بَعْدك بأَرض أي ما ثَبَتّ ابن الأَعرابي يقال فلان لا يَلِيق بيده مال ولا يُلِيقُ مالاً ولا يَليق ببلد ولا يَلِيقُ به بلد والالْتِياقُ لزوم الشيء الشيءَ ولَيَّق الطعامَ ليّنة وما في الأرض ليَاق أَي شيء من مَرْتع وما وجدت عنه شيئاً أُلِيقُه وهو منه واللِّيقةُ الطينة اللزِجةُ يُرمى بها الحائط فتَلزق به أَبو زيد هو ضَيْق لَيْق وضَيِّق لَيِّق وقد الْتاق فلانٌ بفلان إذا صافاهُ كأَنه لَزِقَ به ولاقَ به فلان أي لاذ به ولاقَ به الثوب أَي لبق به

( مأق ) المَأْقة الحِقْد والمَأْقة والمَأْق مهموز ما يأْخذ الصبي بعد البكاء مَئِقَ يَمْأَق مَأَقاً فهو مَئِق وامْتَأَق مثله والمَأَقة بالتحريك شبه الفُواق يأْخذ الإنسان عند البكاء والنَّشيج كأَنه نفس يقلعه من صدره وروى ابن القطاع المَأَقة بالتحريك شدَّة الغيظ والغضب وشاهد المَأْقة بسكون الهمزة قول النابغة الجعدي وخصمَيْ ضِرار ذوَيْ مَأْقَةٍ متى يَدْنُ رِسْلُهما يُشْعَب فمأْقة على هذا ومأَقة مثل رَحْمَة ورَحَمَةٍ وأَما التَّأَقَةُ فهي شدة الغضب فذكر أَبو عمرو أَنها بالتحريك وقال الليحياني مَئِقَت المرأَة مَأْقة إذا أَخذها شبه الفواق عند البكاء قبل أَن تبكي ومَئِق الرجل كاد يبكي من شدَّة الغيظ أو بكى وقيل بكى واحْتدَّ وأَمأَق إمآقاً دخل في المَأْقة كما تقول أَكأَبَ دخل في الكَأْبة وامْتَأَق إليه بالبكاء أَجهش إليه به الأَصمعي امْتَأَق غضبهُ امْتِئاقاً إذا اشتدّ وقَدِم فلان علينا فامْتأَقْنا إليه وهو شبه التباكي إليه لطول الغَيبة ابن السكيت المَأْق شدة البكاء وقالت أُم تأَبَّط شرّاً تؤبّن ولدها ما أَبَتُّه مَئِقاً أَي باكياً وأَنشد لرؤبة كأَنَّما ععوْلتها بعد التَّأَقْ غَوْلةُ ثَكْلى وَلْوَلت بعد المأَقْ الليث المُؤق من الأرض والجمع الأمْآقُ النواحي الغامضة من أَطرافها وأَنشد تُفْضي إلى نازِحةِ الأَمْآق وقال غيره المَأْقةُ الأَنَفَةُ وشدة الغضب والحميَّة والإمْآق نكث العهد من الأنفَة وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الوُفود من اليمانيين ما لم تضمروا الإماق وتأْكلوا الرِّماق ترك الهمز من الإمْآق ليوازن به الرماق يقول لكم الوفاء بما كتبت لكم ما لم تأْتوا بالمَأْقة فتغْدُروا وتَنْكُثوا وتقطعوا رِباقَ العهد الذي في أَعناقكم وفي الصحاح يعني الغيظ والبكاء مما يلزمكم من الصدقة فأَطلقه على النَّكْثِ والغدر لأنهما من نتائج الأنَفَة والحمِيَّةِ أن تسمعوا وتطيعوا قال الزمخشري وأَوجه من هذا أن يكون الإماقُ مصدر أَماق وهو أَفعل من المُوق بمعنى الحُمْقِ والمراد إضمار الكفر والعمل على ترك الاستبصار في دين الله تعالى أَبو زيد مَأَق الطعامُ والحُمْقُ إذا رخُص وفي المثل أَنت تَئِق وأَنا مَئِق فكيف نَتَّفِق ؟ وقد تقدم ذكره في ترجمة تأَق وهو مثل يضرب في سوء الاتفاق والمعاشرة ومُؤق العين ومُوقُها ومُؤقِيها ومَأْقيها مؤخرها وقيل مقدمها وجمع المُؤق والمُوق والمَأْق آماق وجمع المُؤقي والمَأْقي مآقٍ على القياس وفي وزن هذه الكلمة وتصاريفها وضروب جمعها تعليل دقيق ومُوقِئ العين وماقِئُها مؤخرها وقيل مقدمها أَبو الهيثم في حرف العين الذي يلي الأَنف لغات خمس مُؤق ومَأْق مهموزان ويجمعان أَمآقاً وأنشد ابن بري لشاعر فارَقْتُ لَيْلى ضَلَّةً فنَدِمْتُ عند فِرَاقها فالعين تُذْرِي دَمْعها كالدُّرِّ من أَمْآقِها وقد يترك همزها فيقال مُوق ومَاق ويجمعان أَمْواقاً إلا في لغة من قلب فقال آماق وأنشد ابن بري للخنساء ترى آماقها الدهرَ تَدْمع ويقال مُؤقٍ على مُفْعل في وزن مُؤبٍ ويجمع هذا مآقي وأَنشد لحسان ما بالُ عَيْنِك لا تَنام كأَنَّما كُحِلَت مآقيها بكُحل الإثْمِدِ ؟ وقال آخر والخيل تطعن شَزْراً في مآقيها وقال حميد الأَرقط كأَنما عَيْناهِ في وَقْبَيْ حَجَرْ بين مآق لم تُخَرَّقْ بالإبَرْ وقال مُعَقِّرٌ في مفرده ومَأْقي عَيْنها حَذِل نَطُوف وقال مزاحم العقيلي في تثنيته أَتَحْسِبُها تُصَوِّب مَأْقِييَهْا ؟ غَلبتُك والسماء وما بَناها ويروى أَتَزْعُمها يُصَوَّب ماقِياها ويقال هذا ماقي العين على مثال قاضي البلدة ويهمز فيقال مَأْقي وليس لهذا نظير في كلام العرب فيما قال نصير النحوي لأن أَلف كل فاعل من بنات الأربعة مثل داعٍ وقاضٍ ورامٍ وعالٍ لا يهمز وحكي الهمز في مَأْقي خاصة الفراء في باب مَفْعَل ما كان من ذوات الياء والواو من دَعَوْت وقَضَيْت فالمفَعْلَ فيه مفتوح اسماً كان أَو مصدراً إلا المَأْقي من العين فإن العرب كسرت هذا الحرف قال وروي عن بعضهم أَنه قال في مَأْوَى الإبل مَأْوي فهذان نادران لا يقاس عليهما اللحياني القلب في مَأْق فيمَنْ لغته مَأْقٌ ومُؤق أَمْقُ العين والجمع آماق وهي في الأصل أَمْآق فقلبت فلما وحدوا قالوا أَمْق لأَنهم وجدوه في الجمع كذلك قال ومن قال مَأْقي جعله مَواقي وأَنشد كأَنَّ اصْطِفاق المَأْقِيَيْنِ بطرفها نَثِيرُ جُمانٍ أخطأَ السَّلْك ناظِمُه وفي الحديث أَنه كان يمسح المَأْقِيَين وهي تثنية المأْقي وقال الشاعر فظَلَّ خليلي مُسْتَكِيناً كأَنه قَذىً في مَواقي مُقْلَتيْهِ يُقَلْقِلُ جمع ماقي وقالت الخنساء في مفرده ما إنْ يَجفّ لها من عَبْرةٍ ماقي وقال الليث مُؤق العين مؤخرة ومَأْقُها مقدمها رواه عن أَبي الدقيش قال وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنه كان يكتحل من قِبَلِ مُؤقه مرة ومن قبَلِ مأْقِهِ مرة يعني مقدم العين ومؤخرها قال الزهري وأَهل اللغة مجمعون على أَن المُؤق والمَأْق حرف العين الذي يلي الأَنف وأََن الذي يلي الصدغ يقال له اللَّحاظ والحديث الذي استشهد به غير معروف الجوهري مُؤق العين طرفها مما يلي الأنف ولَحاظها طرفها الذي يلي الأُذن والجمع آماق وأَمْآق أَيضاً مثل آبار وأَبآر ومأْقي العين لغة في مُؤقِ العين وهو فَعْلي وليس بمَفْعِل لأَن الميم من نفس الكلمة وإنما زيد في آخره الياء للإلحاق فلم يجدوا له نظيراً يلْحقونه به لأَن فَعْلي بكسر اللام نادر لا أُخت لها فأُلحق بمَفْعِل ولهذا جمعوه على مَآقٍ على التوهم كما جمعوا مَسِيلَ الماء أَمْسِلَةً ومُسْلاناً وجمعوا المَصير مُصْراناً تشبيهاً لهما بفَعْيَل على التوهم قال ابن السكيت ليس في ذوات الأَربعة مَفْعِل بكسر العين إلا حرفان مأْقي العين ومَأْوِي الإبل قال الفراء سمعتهما والكلام كله مَفْعَل بالفتح نحو رميته مَرْمىً ودعوته مَدْعىً وغزوته مَغْزىً قال وظاهر هذا القول إن لم يُتَأَوَّل على ما ذكرناه غلط وقال ابن بري عند قوله وإنما زيد في آخره الياء للإلحاق قال الياء في مَأْقِي العين زائدة لغير إلحاق كزيادة الواو في عَرْقُوَةٍ وتَرْقُوَةٍ وجمعها مَآقٍ على فَعالٍ كَعَراقٍ وتَراقٍ ولا حاجة إلى تشبيه مَأْقي العين بمَفْعِل في جمعه كما ذكر في قوله فلهذا جمعوه على مَآقٍ على التوهم لما قدمتُ ذكره فيكون مأْق بمنزلة عَرْقٍ جمع عَرْقُوَةٍ وكما أَن الياء في عَرْقِي ليست للإلحاق كذلك الياء في مأْقي ليست للإلحاق وقد يمكن أَن تكون الياء في مأْقي بدلاً من واو بمنزلة عَرْقٍ والأصل عَرْقُوٌ فانقلبت الواو ياء لتطرفها وانضمام ما قبلها وقال أبو علي فلبت ياء لما بنيت الكلمة على التذكير وقال ابن بري أيضاً بعدما حكاه الجوهري عن ابن السكيت إنه ليس في ذوات الأربعة مَفْعِل بكسر العين إلا حرفان مأْقِي العين ومَأْوِي الإبل قال هذا وهم من ابن السكيت لأَنه قد ثبت كون الميم أَصلاً في قولهم مُؤْق فيكون وزنها فَعْلِي على ما تقدم ونظير مَأْقي مَعْدِي فيمن جعله من مَعَدَ أَي أَبعد ووزنه فَعْلي وقال ابن بري يقال في المُؤْق مُؤْقٍ ومَأْقٍ وتثبيت الياء فيهما مع الإضافة والألف واللام قال أبو علي وأَما مُؤقِي فالياء فيه للإلحاق ببُرْثُنٍ وأَصلُه مؤقُوٌ بزيادة الواو للإلحاق كعُنْصُوَةٍ إلا أَنها قلبت كما قلبت في أدْلٍ وأما مَأْقي العين فوزنه فَعْلِي زيدت الياء فيه لغير إلحاق كما زيدت الواو في تَرْقُوةٍ وقد يحتمل أن تكون الياء فيه منقلبة عن الواو فتكون للإلحاق بالواو فيكون وزنه في الأصل فَعْلُوٌ كتَرْقُوٍ إلا أَن الواو قلبت ياء لما بنيت الكلمة على التذكير انقعر كلام أبي علي قال ابن بري وماقئ على فاعل جمعه مَواقِئُ وتثنيته ماقِئَان وأَنشد أَبو زيد يا مَنْ لِعَيْنٍ لم تَذق تَغْميضا وماقِئَيْنِ اكتحلا مَضِيضَا قال أَبو علي من قال مَاقٍ فالأصل ماقئٌ ووزنه فالع وكذلك جمعه مَواقٍ ووزنه فوالع فأخرت الهمزة وقلبت ياء والدليل على ذلك ما حكي عن أبي زيد أن قوماً يحققون الهمزة فيقولون مَقِئ العين وقال اللحياني يقال مُؤْق وأَمواق ومُوق أيضاً بغير همز وجمعه مَواقٍ قال وسمعت مُوقئ وجمعه مَواقِئُ وأُمْقاً وجمعه آماق قال الشيخ ويقال أُمْق مقلوب وأصله مُؤق وآماق على القلب من آمْآق قال فهذه إحدى عشرة لفظة على هذا الترتيب مُؤقٌ ومَأْقٌ ومُؤْقٍ ومَأْقٍ ومَاقٍ ومَاقِئٌ ومَاقٌ ومُوقٍ ومُوقئ وأُمْقٌ

( مجنق ) المَنْجَنِيقُ والمِنْجَنِيقُ بفتح الميم وكسرها والمَنْجَنُوق القَذَّاف التي ترمى بها الحجارة دخيل أَعجمي معرب وأصلها بالفارسية مَنْ جِي نِيكْ أَي ما أَجْوَدَني وهي مؤنثة قال زفر بن الحرث لقد تركتَنْي مَنْجَنِيقُ ابنِ بَحْدَلٍ أَحِيدُ عن العُصْفور حين يطيرُ وتقديرها مَنْفَعِيل لقولهم كنا نُجْنَقُ مَرَّةً ونُرْشَقُ أُخرى قال الفراء والجمع منْجَنِيقات وقال سيبوية هي فَنْعَليل الميم من نفس الكلمة أَصلية لقولهم في الجمع مَجانِيق وفي التصغير مُجَيْنِيق ولأنها لو كانت زائدة والنون زائدة لاجتمعت زائدتان في أَول الأسم وهذا لا يكون في الأسماء ولا الصفات التي ليست على الأفعال المزيدة ولو جعلت النون من نفس الحرف صار الاسم رباعيّاً والزيادات لا تلحق ببنات الأربعة أَوّلاً إلا الأسماء الجارية على أَفعالها نحو مُدَحْرِج ومنهم من قال إن الميم والنون زائدتان لقولهم جَنَقَ يَجْنِق إذا رمى التهذيب في الرباعي أَبو تراب مِنْجَلِيق ويقال جَنّقوا المجانيق ومَجْنقوها وفي حديث الحجاج أَنه نصب على البيت مَنْجَنِيقاً وَكَّل بها جانِقَين فقال أَحد الجانِقين عند رميه خَطَّارة كالجمل الفَنِيق أَعْدَدْتُها للمسجد العَتيقِ الجانِقُ الذي يدير المَنْجنيق ويرمي عليها

( مجلق ) التهذيب في الرباعي أَبو تراب يقال للمِنْجَنِىق مِنْجَليق وقد تقدم

( محق ) المَحْق النقصان وذهاب البركة وشيء ماحِقٌ ذاهب وقد مَحَق وامَّحَق وامْتَحَقَ ومَحَقهُ وأَمْحقه لغة وأَباها الأَصمعي قال الأزهري تقول مَحَقهُ الله فامَّحَقَ وامْتَحَقَ أَي ذهب خيره وبركته وأَنشد لرؤبة بِلالُ يا ابن الأَنْجُمِ الأَطْلاقِ لسْنَ بنَحْساتٍ ولا أَمْحاقِ قال أَبو زيد مَحقَه الله وأَمْحقه وأَبي الأصمعي إلاَّ مَحَقه وتَمَحَّقَ الشيء وامتَحَقَ وشيءٌ مَحِيق ممحوق قال المفضل التكري يصف رُمْحاً عليه سنان من حديد أَو قرن يُقَلِّبُ صَعْدَةً جَرداءَ فيها نَقِيعُ السَّمِّ أَو قَرْنٌ مَحِيقُ ونصل مَحِيق أَي مُرَقَّق محدَّد وهو فعِيل من مَحَقَه وقرن مَحِيق إذا دُلك فذهب حدّه ومَلُس ومن المَحْق الخفي أَن تلد الإبل الذكور ولا تلد الإناث لأَن فيه انقطاع النسل وذهاب اللبن ومن المَحْق الخفيّ النخل المُتقارَب ابن سيده المَحْق النخل المُقَارَب بينه في الغرس وكل شيءٍ أبطلته حتى لا يبقى منه شيء فقد مَحَقْتهُ وقد امَّحق أَي بطل مَحَقه يَمْحَقه مَحقْاً أي أبطله ومحاه قال الله تعالى يَمْحَقَ الله الرِّبا ويُرْبي الصدقات أي يستأْصل الله الربا فيُذْهب رَيعْه وبركته ابن الأَعرابي المَحْق أَن يذهب الشيء كله حتى لا يرى منه شيء الجوهري مَحَقهُ الله أَي أَذهب بركته وأَمْحَقه لغة فيه رديئة وفي حديث البيع الحَلِفُ مَنْفَقَة للسلْعة مَمْحَقَة للبركة وفي حديث آخر فإنه يَنْفَقُ ثم يَمْحَقُ المَحْقُ النقص والمحو والإبطال وقد مَحَقهُ يَمْحَقهُ ومَمْحَقَةٌ مَفْعلة منه أَي مَظنة له ومحراة به ومنه الحديث ما مَحَقَ الإسلام شيء ما مَحَقَ الشُّحُّ وقد تكرر في الحديث ابن سيده المِحَاق والمُحاقُ آخر الشهر إذا امَّحق الهلال فلم يُرَ قال أتَوْني بها قبل المُحاق بليلةٍ فكان مُحاقاً كله ذلك الشَّهْرُ وأَنشد الأزهري يَزْدَادُ حتى إذا ما تَمَّ أَعْقَبٍَهُ كَرُّ الجَدِيدَيْنِ منه ثم يَمَّحِقُ وقال ابن الأعرابي سُمَّي المُحاق مُحاقاً لأَنه طلع مع الشمس فَمَحَقَتْه فلم يرهُ أَحد قال والمُحاقُ أَيضاً أَن يسْتسرّ القمر ليلتين فلا يُرى غُدْوة ولا عشية ويقال لثلاث ليالٍ من الشهر ثلاثٌ مُحاق وامْتِحاق القمر احتراقه وهو أَن يطلع قبل طلوع الشمس فلا يُرَى يفعل ذلك ليلتين من آخر الشهر الأزهري اختلف أَهل العربية في الليالي المِحاقِ فمنهم من جعلها الثلاث التي هي آخر الشهر وفيها السِّرارُ وإلى هذا ذهب أَبو عبيد وابن الأَعرابي ومنهم من جعلها ليلة خمسٍ وستٍّ وسبعٍ وعشرين لأن القمر يطلع وهذا قول الأَصمعي وابن شميل وإليه ذهب أَبو الهيثم والمبرد والرياشي قال الأزهري وهو أَصح القولين عندي قال ويقال مُحَاق القمر ومِحَاقه ومَحاقه ومَحَّق فلان بفلان تَمْحِيقاً وذلك أَن العرب في الجاهلية إذا كان يومُ المِحَاقِ من الشهر بَدَرَ الرجل إلى ماءِ الرجل إذا غاب عنه فينزل عليه ويسقي به مالَه فلا يزال قَيِّمَ الماء ذلك الشهر ورَبَّه حتى ينسلخ فإذا انسلخ كان رَبّه الأَول أَحق به وكانت العرب تدعو ذلك المَحِيق أَبو عمرو الإمْحَاق أَن يهلك المال أَول الشيء كمِحاق الهلال ومُحِقَ الرجل وامَّحق قارب الموت من ذلك قال سَبْرة بن عمرو الأسدي يهجو خالد بن قيس أَبوك الذي يَكوْي أُنوف عُنُوقِهِ بأَظفاره حتى أَنَسَّ وأَمْحَقَا أَنَسَّ الشيءُ بلغ غاية الجهد وهو نسيسه أَي بقية نفسه وماحِقُ الصَّيْف شدته ومحَقَهُ الحرُّ أَي أَحرقه ويقال جاءَ في ماحِقِ الصيف أَي في شدة حَرِّة ويوم ماحِقٌ بيِّن المَحْق شديد الحر أَي أَنه يَمْحَق كل شيء ويحرقه قال ساعدة الهذلي يصف الحمر ظَلَّتْ صَوَافِنَ بالأَرْزان صاديةً في ماحِقٍ من نهار الصَّيْف مُحْتَدمِ

( مخق ) مَخِقَت عينه كبَخِقَتْ

( مخرق ) المُمَخْرَق المُمَوَّه وهي المَخْرقةُ مأْخوذة من مَخاريق الصبيان

( مدق ) مَدَق الصخرةَ يَمْدقُها مَدْقاً كسرها ومَيْدق اسم

( مذق ) المَذِيقُ اللبن الممزوج بالماء مَذَقَ اللبنَ يَمْذُقه مذْقاً فهو مَمْذوق ومَذِيقٌ ومَذِقٌ خلطه الأخيرة على النسب والمَذْقةُ الطائفة منه ومَذَقَهُ ومَذَق له سقاه المَذْقةَ ومنه قيل فلان يَمْذُق الوُدَّ إذا لم يخلصه وهو المَذْق أَيضاً وأَنشد يَشْربُه مَذْقاً ويَسْقي عيالَهُ سَجاجاً كأَقْرَاب الثَّعالب أَوْرَقا وفي الحديث بارك لكم في مَذْقها ومَحْضها المَذْق المزج والخلط وفي حديث كعب وسلمة ومَذْقَة كطُرَّة الخَنيف المَذْقة الشربة من اللبن المَمْذوق شبهها بحاشية الخنيف وهو رديء الكتان لتغير لونها وذهابه بالمزج والمُماذقة في الوُدّ ضد المخالصة ومَذَق الوُدَّ لم يخلصه ورجل مَذَّاق كَذُوب ورجل مَذِقٌ ومَذَّاق ومُمَاذِق بيِّن المِذَاق مَلُول وفي الصحاح غير مخلص وهو المِذاقُ قال ولا مُؤاخاتك بالمِذَاقِ ابن بزرج قالت امرأَة من العرب امَّذق فقالت لها الأُخرى لم لا تقولين امْتَذق ؟ فقال الآخر والله إني لأُحب أَن تكون ذمَلَّقِيَّة اللسان أَي فصيحة اللسان وأَبو مَذْقة الذئب لأن لونه يشبه لون المَذْقة ولذلك قال جاؤوا بِضَيْحٍ هل رأَيتَ الذِّئْبَ قطّ ؟ شبه لون الضَّيْح وهو اللبن المخلوط بلون الذئب

( مرق ) المَرَقُ الذي يؤتدم به معروف واحدته مَرَقة والمَرَقة أَخص منه ومَرَق القِدْرَ يَمْرُقُها ويَمْرِقُها مَرْقاً وأَمْرَقَها يُمْرقها إمْراقاً أَكثر مَرَقَها الفراء سمعت بعض العرب يقول أَطعمنا فلان مَرَقة مَرَقَيْن يريد اللحم إذا طبخ ثم طبخ لحم آخر بذلك الماء وكذا قال ابن الأَعرابي ومَرِقتِ البيضةُ مَرَقاً ومَذِرتْ مَذَراً إذا فسدت فصارت ماء وفي حديث علي إن من البيض ما يكون مارقاً أَي فاسداً وقد مرقت البيضة إذا فسدت ومَرَقَ الصوفَ والشعر يَمْرقه مَرْقاً نتفه والمُراقة بالضم ما انتتف منهما وخص بعضهم به ما ينتتف من الجلد المَعْطُونِ إذا دفن ليسترخي وربما قيل لما تنتفه من الكَلاءِ القليل لبعيرك مُرَاقة وقال اللحياني وكذلك الشيء يسقط من الشيء والشيء يفنى منه فيَبْقى منه الشيءُ وفي الحديث أنَّ امرأَة قالت يا رسول الله إن بنتاً لي عَروُساً تمرَّق شعرُها وفي حديث آخر مَرِضَتْ فامَّرَقَ شعرها يقال مَرَقَ شَعْرُه وتَمَرَّق وامَّرق إذا انتثر وتساقط من مرض أَو غيره والمَرْقة الصوفة أَول ما تنتف وقيل هو ما يبقى في الجلد من اللحم إذا سلخ وقيل هو الجلد إذا دبغ والمَرْقُ بالتسكين الإهابُ المُنْتِنُ تقول مَرَقْتُ الإهَابَ أَي نتفت عن الجلد المعطون صوفه وأَمْرَق الجلدُ أَي حان له أن ينتف ويقال أَنْتَنُ من مَرْقَاتِ الغنمِ الواحدة مَرْقة وقال الحرث بن خالد ساكناتُ العَقِيقِ أَشْهَى إلى القل ب من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ لو تضَمَّخْنَ بالمس ك ضِماخاً كأنه ريح مَرْقِ قال ابن الأَعرابي المَرْقُ صُوف العِجافِ والمَرْضى وأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من البيت الأَخير من قوله كأَنه ريح مَرْق ففسره هو بأَنه جمع المَرْقة التي هي من صوف المهازيل والمَرْضى وقد يجوز أَن يكون يعني به الصوف أَول ما يُنْتف لأَنه حينئذ مُنْتِنٌ تقول العرب أَنتَنُ من مرْقات الغنم فيكون المَرْقُ على هذا واحداً لا جمع مَرْقة ويكون من المذكر المجموع بالتاء وقد يكون يعني به الجلد الذي يُدْفن ليسترخي وأَمْرَق الشعرُ حان له أَن يُمْرَقَ ابن الأَعرابي المَرْقُ الطعن بالعجلة والمُرْقُ الذئاب المُمَعَّطة والمَرْق الصوف المُنَفَّش يقال أَعطني مَرْقة أَي صوفة والمَرْق الإهابُ الذي عُطِنَ في الدباغ وترك حتى أَنتن وامَّرط عنه صوفه ومَرَقْتُ الإهابَ مَرْقاً فامَّرق امِّراقاً والمُرَاقة والمْرَاطة ما سقط من الشعر والمُراقة من النبات ما يُشْبِعُ المال وقال أَبو حنيفة هو الكلأُ الضعيف القليل ومَرِقَت النخلةُ وأَمْرقَتْ وهي مُمْرِقٌ سقط حملها بعدما كبر والاسم المَرْقُ ومَرَقَ السهمُ من الرَّمِيَّة يَمْرُقُ مَرْقاً ومُرُوقاً خرج من الجانب الآخر وفي الحديث وذكر الخوارج يَمْرْقُونَ من الدِّين كما يَمْرُق السهم من الرميّة أَي يَجُوزونَهُ ويخرقونَهُ ويتعدّونه كما يخرق السهم المَرْميّ به ويخرج منه وفي حديث علي عليه السلام أُمِرْتُ بقتال المارِقينَ يعني الخوارج وأَمْرقْتُ السهم إمْراقاً ومنه سميت الخوارج مارِقةً وقد أَمْرَقهُ هو والمُرُوق الخروج من شيء من غير مدخله والمارِقةُ الذين مرقوا من الدِّين لغُلُوّهم فيه والمُرُوق سرعة الخروج من الشيء مَرَق الرجلُ من دِينه ومَرَقَ من بيته وقيل المُروق أَن يُنْفِذ السهم الرميّة فيخرج طرفه من الجانب الآخر وسائره في جوفها والامْتِراق سرعة المَرْقِ وامْتَرَق وامَّرق الولد من بطن أُمه وامْتَرقت الحمامة من وَكْرِها خرجت ومَرَق في الأرض مُروقاً ذهب ومَرَق الطائر مَرْقاً ذَرَقَ والمَرْق والمُرق الأخيرة عن أَبي حنيفة عن الأعراب سَفا السنبل والجمع أَمراق والتَّمْرِيقُ الغناء وقيل هو رفع الصوت به قال ذَهَبَتْ مَعَدّ بالعَلاء ونَهْشل من بين تالي شِعره ومُمَرِّق والمَرْق بالسكون غِنَاء الإماء والسَّفِلة وهو اسم والمُمَرَّق أَيضاً من الغِناء الذي تغنيه السَّفِلةُ والإماء ويقال للمُغَنّي نفسه المُمَرِّق وقد مَرَّق يُمَرِّقُ تَمْرِيقاً إذا غنى وحكى ابن الأَعرابي مَرَّق بالغناء وأَنشد أفي كلّ عامٍ أَنت مُهْدِي قَصِيدةٍ يُمَرّق مَذْعور بها فالنَّهابلُ ؟ فإن كنتَ فاتَتْكَ العُلى يا ابن دَيْسقَ فدَعْها ولكن لا تَفُتْك الأَسافِلُ قال ابن بري قال ابن خالويه ليس أَحد فسر التَّمْريقَ إلا أَبو عمرو الزاهد قال هو غناء السفلة والساسة والنَّصْبُ غناء الركبان وفي الحديث ذكر المُمَرِّق هو المغنّي واهْتلَبَ السيفَ من غمده وامْتَرقهُ واخْتلطهُ واعْتَقَّهُ إذا استله ويقال للذي يُبْدِي عورته امَّرَقَ يَمَّرِقُ وامَّرَقَ الرجلُ بدت عورته وقولهم في المثل رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِق وأَصله أَن امرأَة كانت تغزو فحبِلت فذُكِرَ لها الغزو فقال رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ أَي أَمهلوا الغزو حتى يخرج الولد قال ابن بري وقال المفضل هي رَقَاشِ الكِنانيَّة وجمع المَارِقِ مُرَّاق قال حميد الأَرقط ما فتِئَتْ مُرَّاقُ أَهل المِصْرَيْن سَقْطَ عُمَانَ ولصوصَ الجُفَّيْن وقال أَبو حنيفة المُمْرِقُ اللحم الذي فيه سمن قليل ومَرَق حَبُّ العنب يَمْرُق مُرُوقاً انتشر من ريح أَو غيره هذه عن أَبي حنيفة والمُرِّيقُ حب العصفر وفي التهذيب شحم العصفر وبعضهم يقول هي عربية محضة وبعض يقول ليست بعربية قال ابن سيده المُرِّيقُ حب العصفر قال وقال سيبويه حكاه أَبو الخطاب عن العرب قال أَبو العباس هو أَعجمي وقد غلط أَبو العباس لأن سيبويه يحكيه عن العرب فكيف يكون عجميّاً ؟ وثوب مُمَرَّق صبغ بالمُرّيق وتَمَرَّق الثوب قَبِلَ ذلك وأنشد الباهلي يا ليتَني لكِ مِئْزر مُتَمرَّق بالزَّعْفران لبِسْتِه أَياما قوله مُتَمرَّق مصبوغ بالعُصْفر وقال بالزعفران ضرورة وكان حقه أَن يقول بالعصفر ورجل مِمْراق دَخّال في الأُمور والمَارِقُ العلم النافذ في كل شيء لا يتعوج فيه ومَرَقَا الأَنفِ حَرْفاه قال ثعلب كذا رواه ابن الأعرابي بالتخفيف والصواب عنده مَرَقَّا الأنف وفي الحديث ذكر مَرَق بفتح الميم والراء وقد تسكن بئر مَرَق بالمدينة لها ذكر في حديث أَول الهجرة والمَرَق أَيضاً آفة تصيب الزرع وفي الحديث أَنه اطّلى حتى بلغ المَرَاقّ هو بتشديد القاف ما رق من أَسفل البطن ولان لا واحد له وميمه زائدة وقد تقدم في الراء

( مزق ) المَزْق شَقّ الثياب ونحوها مَزَقهُ يَمْزِقه مَزْقاً ومَزّقه فانْمَزق تَمْزيِقاً وتَمَزّق خرقه ومنه قول العجاج بحَجَبات يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ كأَنما يَمْزِقْنَ باللحم الحَوَرْ والحَوَر جلود حُمْرٌ والبُهَر الأَوساط وفي حديث كتابه إلى كِسْرَى لما مَزَّقَهُ دعا عليهم أن يُمَزَّقوا كلَّ مُمَزَّقٍ التَّمْزيقُ التخريق والتقطيع وأَراد بِتَمْزيقهم تفرُّقهم وزوال مُلكهم وقطع دابرهم والمِزْقة القطعة من الثوب وثوب مَزِيق ومَزِقٌ الأخيرة على النسب وحكى اللحياني ثوب أَمْزَاق ومِزَق ويقال ثوب مَزِيق مَمْزُوق مُتَمَزِّق وممزَّق وسحاب مِزَق على التشبيه كما قالوا كِشفَ والمِزَق القطع من الثوب المَمْزُوق والقطعة منها مِزْقَة الليث يقال صار الثوب مِزَقاً أي قطعاً قال ولا يكادون يقولون مِزْقة للقطعة الواحدة وكذلك مِزَق السحاب قطعه ومَزْقُ العِرْض شتمه ومَزَق عِرْضَه يَمْزِقُه مَزْقاً كَهَرَده وناقة مِزاق بكسر الميم ونِزَاق عن يعقوب سريعة جدّاً يكاد يتَمَزَّق عنها جلدها من نَجائها وزاد في التهذيب ناقة شَوْشَاة مِزَاقٌ سريعة قال الليث سميت مِزَاقاً لأن جلدها يكاد يتَمَزَّق عنها من سرعتها وأَنشد فجاءَ بشَوْشاةٍ مِزَاقٍ ترى بها نُدوباً من الأَنْساع فَذّاً وتَوْأَما وقال غيره فرس مِزَاق سريعة خفيفة قال ذو الرمة أَفاؤُوا كلَّ شاذبةٍ مِزَاقٍ بَراها القَوْدُ واكتَسَتِ اقْوِرَارا وفي النوادر ما زَقْتُ فلاناً ونازَقْتُه مُنَازقةً أَي سابقته في العدو ومُزَيْقِياءُ لقب عمرو بن عامر بن مالك ملك من ملوك اليمن جَدّ الأنصار قيل إنه كان يُمَزِّق كل يوم حُلَّة فيَخْلَعُها على أَصحابه وقيل إنه كان يلبس كل يوم حُلَّتين فيُمَزِّقهما بالعشي ويَكْره أَن يعود فيهما ويأْنف أن يلبسهما أَحد غيره وقيل سمي بذلك لأنه كان يلبس كل يوم ثوباً فإذا أمسى مَزَّقه ووهبه وقال أنا ابن مُزَيْقيا عَمْرو وجدّي أَبوه عَامِرٌ ماءُ السماءِ وفي حديث ابن عمر أن طائراً مَزَق عليه أي ذرق ورمى بسَلْحه عليه مَزَقَ الطائرُ بسَلْحه يمْزُق ويَمْزِقُ مَزْقاً رمى بذَرْقه والمُزْقةُ طائر وليس بثَبَتٍ والمُمَزِّقُ لقب شاعر من عبد القيس بكسر الزاي وكان الفراء يفتحها وإنما لُقِّب بذلك لقوله فإن كنت مأْكولاً فكُنْ خير آكلٍ وإلاَّ فأدْرِكْني ولَمّا أُمَزَّقِ قال ابن بري وحكى المفضل الضبي عن أَحمد اللغوي أَن المُمَزّق العبدي سمي بذلك لقوله فمَنْ مُبْلِغُ النعمان أَن ابن أُختِهِ على العَيْنِ يَعْتاد الصَّفَا ويُمَزِّقُ ومعنى يُمَزِّقُ يغنِّي قال وهذا يقوي قول الجوهري في كسر الزاي في المُمَزِّقِ إلا أَن المعروف في هذا البيت يُمَرّق بالراء والتَّمْرِيقُ بالراء الغناء فلا حجة فيه على هذا لأن الزاي فيه تصحيف وقال الآمدي المُمَزَّق بالفتح هو شَأْس بن نَهارٍ العبدي سمي بذلك لقوله فإن كُنْتُ مأْكولاً فكُنْ خيرا آكِلٍ وأَما المُمَزِّق بكسر الزاي فهو المُمَزَّقُ الحَضْرمي وهو متأَخر وكان ولده يقال له المُخَزِّق لقوله أَنا المُخَزِّق أَعْراضَ اللِّئَام كما كان المُمَزِّقُ أَعراض اللِّئَام أَبي وهجا المُمَزقَ أَبو الشَّمَقْمَقِ فقال كُنْتَ المُمَزِّقَ مرَّة فاليوم قد صِرْتَ المُمَزَّقْ لما جَرَيْتَ مع الضَّلال غَرقْتَ في بحر الشَّمَقْمَقْ والمُمَزَّقُ أَيضاً مصدر كالتَّمْزِيق ومنه قوله تعالى ومَزَّقْناهم كل مُمَزَّق

( مستق ) روي عن عمر رضي الله عنه أَنه كان يصلي ويداه في مُسْتُقَة وفي رواية صلى بالناس ويداه في مُسْتُقَة قال أَبو عبيد المَسَاتِقُ فِراءٌ طِوالُ الأَكمام واحدتها مُسْتُقة قال وأَصلها بالفارسية مُشْتَهْ فعرب قال شمر يقال مُسْتُقة ومُسْتَقة وروي عن أَنس أَن ملك الروم أَهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْتُقَةً من سُنْدُسٍ فلبسها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فكأَني أنظر إلى يديها تُذَبْذِبانِ فبعث بها إلى جعفر وقال ابعث بها إلى أَخيك النَّجاشي هي بضم التاء وفتحها فَرْوٌ طويل الكمين وقوله من سندس يشبه أَنها كانت مكفوفة بالسندس وهو الرفيع من الحرير والديباج لأن نفس الفَرْوِ لا يكون سندساً وجمعها مَسَاتِقُ وفي الحديث أَنه كان يلبس البَرَانِس والمَسَاتِقَ ويصلي فيها وأَنشد شمر إذا لَبِسَتْ مَسَاتِقَها غَنِيٌّ فيا وَيْحَ المَسَاتِقِ ما لَقِينَا ابن الأَعرابي هو فَرْوٌ طويل الكُمِّ وكذلك قال الأَصمعي وابن شميل في الجبة الواسعة

( مشق ) المشقة في ذوات الحافر تَفَحُّجٌ في القوائم وتشَحُّج ومَشِقَ الرجلُ يَمْشَقُ مَشَقاً فهو مَشِقٌ إذا اصطَكَّت أَلْيتاه حتى تشَحَّجتا وكذلك باطنا الفخذين ورجل أَمْشَقُ والمرأة مَشْقاءُ بيِّنا المَشَقِ الليث إذا كانت إحدى ركبتيه تصيب الأُخرى فهو المَشَق وهذا قول أَبي زيد حكاه عنه أَبو عبيد أَبو زيد مَشِقَ الرجل بالكسر إذا أَصابت إحدى ربَلتَيْه الأُخرى وقال ابن الأَعرابي المَشْقُ في ظاهر الساق وباطنها احْتِراقٌ يصبيها من الثوبِ إذا كان خشناً ومَشَقَها الثوب يَمْشُقُها أَحرقها والاسم من جميع ذلك المُشْقة وقول الحسين بن مطير تَفْرِي السِّباعُ سَلىً عنه تُماشِقُهُ كأَنه بُرْدُ عَصْبٍ فيه تَضْرِيجُ فسره ابن الأَعرابي فقال تُماشِقُه تُمزِّقه ومَشَقَ الثوبَ مَزَقه وتَمَشَّق عن فلان ثوبُه إذا تمزق وتَمَشَّقَ الليل إذا وَلَّى وتَمَشَّق جِلْبَابُ الليل إذا ظهرت تعباشيرُ الصبح قال الراجز وهو من نوادر أَبي عمرو وقد أُقيم النَّاجِياتِ الشُّنَّقَا ليلاً وسِجّفُ الليل قد تَمَشَّقا والمَشْقُ شدة الأَكل يأْخذ النَّحْضَة فيَمْشُقُها بفيه مَشْقاً جذباً ومَشَق من الطعام يَمْشُق مَشْقاً تناول منه شيئاً قليلاً ومَشَقَت الإبل في الكلإِ تَمْشُق مَشْقاً أَكلت أَطايبه ومَشَّقْتُها إذا أَرعيتها إياه وتَمَاشَقَ القوم اللحم إذا تجاذبوه فأَكلوه قال الراعي ولا يَزالُ لهُمْ في كلِّ مَنْزِلَةٍ لحم تَماشَقُهُ الأَيدي رَعابيلُ وقال الراجز يصف امرأَة يذمها تُمَاشِقُ البادِينَ والحُضّارا لم تعرفِ الوَقْفَ ولا السِّوَارا أي تجاذبهم وتسابّهم ورجل مَشِيقٌ ومَمْشُوق خفيف اللحم ورجل مِشْق في هذا المعنى عن اللحياني وأَنشد فانقاد كلُّ مُشَذَّبٍ مَرِسِ القُوَى لِخَيالهنَّ وكلُّ مِشْقٍ شَيْظَمِ وفرس مَشِيقٌ ومَمْشوق أَي ضامر التهذيب يقال فرس مَشِيقٌ مُمَشَّق مَمْشوق أَي فيه طول وقلة لحم وجارية مَمْشوقة حسنة القَوَام قليلة اللحم ومُشِق القدحُ مَشْقاً حمل عليه في البَرْيِ ليَدِقّ والمَشْق جذب الشيء ليمتدَّ ويطول والسير يُمْشَقُ حتى يلين والوَتَرُ يُمْشَقُ حتى يلين ويجوف كما يَمْشُق الخياط خيطه بحرنقه
( * قوله « بحرنقه » هكذا هو بالأصل ) ومَشَقَ الوَتَرَ جذبه ليمتد ووتر مُمَشَّق ومُمَشِّقٌ ممتد وامْتَشَقَ الوترُ امتد وذهب ما انقشر من لحمه وعصبه ابن شميل الشِّرْعة أَقل الأَوتار وأَشدها مَشْقاً والمَشْقُ أَن يلحم ويقشر حتى يسقط كل سَقَطٍ منه وذلك أَن العَقَب يؤخذ من المتن ويخالطه اللحم فييبْسَ ثم يُنْسَطُ حتى لا يبقى فيه إلا مُشَاقُ العَقَب وقلبه وقد هذبوه من أسقاطه كلها ومشاق العَقَب أَجوده قال العقب في الساقين وفي المتن وما سواهما فإنما هو العصب قال والعِلْباءُ عصبة لا يكون وتَر ولا خير فيه وقلم مَشّاق سريع الجري في القِرْطاس ومَشَق الخطَّ يَمْشقُه مَشْقاً مده وقيل أَسرع فيه والمَشْقُ السرعة في الطعن والضرب والأكل والكتابة وقد مَشَقَ يَمْشُق والمشْق الطعن الخفيف السريع والفعل كالفعل قال ذو الرمة يصف ثوراً وحشيّاً فكَرَّ يَمْشُقُ طَعْناً في جَوَاشِنها كأَنه الأجْرَ في الإقْبالِ يَحْتَسِبُ ومَشَقت الإبل في سيرها تَمْشُق مَشْقاً أَسرعت وقيل كل سرعة مَشْق الأزهري سمعت غير واحد من العرب وهو يمارس عملاً فيحْتَثُّه ويقول امْشُق امْشُق أَي أَسرع وبادر مثل حلب الإبل وما أَشبهه ومَشَقَ المرأة مَشْقاً نكحها ومَشَقَهُ مَشْقاً ضربه وقيل هو الضرب بالسوط خاصة ومَشَقَه عشرين سوطاً عن ابن الأَعرابي ولم يفسره وقيل إنما هو مَشَنَهُ قال رؤبة إذا مضت فيه السياطُ المُشَّقُ والمَشْقُ المَشْطُ والمَشْق جذب الكتان في مِمْشَقَةٍ حتى يخلص خالصه وتبقى مُشَاقته وقد مَشَقَهُ وامْتَشَقه والمِشْقة والمُشاقة من الكتان والقطن والشعر ما خلص منه وقيل هو ما طار وسقط عن المَشْق والمِشْقة القطعة من القطن وفي الحديث أَنه سُحر في مُشْط ومُشاقةٍ هي المُشَاطة وهي أَيضاً ما ينقطع من الإِبْرِيسَم والكتان عند تخلصه وتسريحه وثوب مِشَق وأَمْشاقٌ مُمَشَّق الأخيرة عن اللحياني والمِشَقُ أَخلاق الثياب واحدتها مِشْقة وفي الأصول مشاقَة من كلإٍ أي قليل والْمَشْقُ والمِشْقُ المَغْرة وهو صبغ أَحمر وثوب مَمْشوق ومُمَشَّق مصبوغ بالمِشَق الليث المِشْق والمَشق طين يصبغ به الثوب يقال ثوب مُمَشَّق وأَنشد ابن بري لأَبي وجزة قدْ شَقَّها خُلُق منه وقد قَفَلَتْ على مِلاحٍ كلون المَشْق أَمْشاج وفي حديث عمر رضي الله عنه رأى على طلحة ثَوْبين مصبوغين وهو محرم فقال ما هذا ؟ قال إنما هو مِشْق هو المَغْرة وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه وعليه ثوبان مُمَشَّقان وفي حديث جابر كنا نلبس المُمَشَّق في الإحرام وامْتَشَقَ في الشيء دخل وامْتَشَق الشيءَ اختطفه عن ابن الأَعرابي وكذلك اخْتَدَفَه واخْتَواه واخْتَاته وتَخَوَّته وامْتَشَنَه وامْتَشَقه من يده اختلسه وامْتَشَقْتُه اقتطعته والمَشِيقُ من الثياب اللبيس وقال في ترجمة مشغ امْتَشَغْت ما في الضرع وامْتَشَقْته إذا لم تدع فيه شيئاً وكذلك امْتَشَغْت ما في يد الرجل وامْتَشَقْته إذا أَخذت ما في يده كله

( مطق ) التَّمطُّق والتّلَمُّظ التَّذَوُّق والتصويت باللسان والغار الأَعلى وأَنشد ابن بري لرؤبة إذا أَردنا دُسْمةً تَنَفَّقَا بناجِشَاتِ الموتِ إذ تَمَطَّقا وقيل هو إلْصاقُ اللسان بالغَارِِ الأعلى فيسمع له صوت وذلك عند استطابة الشيء قال حُرَيْثُ بن عَتَّاب يهجو بني ثُعَل دِيافِيّةٌ قُلُفٌ كأَنَّ خَطِيبَهُمْ سَراة الضُّحَى في سَلْحِهِ يتَمَطَّقُ أَي بسلحه وقد يقال في التَّلَمُّظ إنه تحريك اللسان في الفم بعد الأكل كأَنه يتبع بقية الطعام بين أسنانه والتَّمَطُّق بالشفتين أن يضم إحداهما بالأُخرى مع صوت يكون منهما وأَنشد تراهُ إذا ما ذَاقَها يَتَمطَّق وتَمَطَّقت القوس تصدعت عن ابن الأَعرابي والمَطَقُ داء يصيب النخل فلا تحمل

( معق ) المَعْق والمُعْق كالعُمْق بئر مَعِيقة كعميقة وقد مَعُقَتْ مَعاقة وأَمْعَقْتها وأَعْمَقتها وإنها لبعيدة العُمْق والمْعق وفَجّ مَعِيق وقلما يقولونه إنما المعروف عَمِيق وحكى الأَزهري عند ذكر قوله تعالى يأْتين من كل فجٍّ عَمِيقٍ عن الفراء قال لغة أَهل الحجاز عَمِيق وبنو تميم يقولون مَعِيق وقد مَعُق مَعْقاً ومَعَاقةً قال رؤبة كأَنها وهي تَهادَى في الرُّفَقْ من جذبها شِبْراقُ شَدٍّ ذي مَعَقْ أَي بُعْدٍ في الأرض والشِّبراق شدَّة تباعد القوائم والمَعْقُ بُعد أجواف الأرض على وجه الأرض يقود المَعْق الأيام يقال علونا مُعُوقاً من الأرض منكَرة وعلونا مَعْقاً وأما المَعِيق فالشديد الدخول في جوف الأَرض يقال غائط مَعيق والمَعْق الأَرض التي لا نبات فيها والأَمْعاق والأَماعق والأَماعِيق أَطراف المفازة البعيدة والمَعِيقة الصغيرة الفَرْج والمَعِيقة أَيضاً الدقيقة الوَرِِكين وقيل هي المِعْيقَةَ كالِحِثْيَلة وتَمَعَّقَ علينا ساء خلقه وحكى الأزهري عن الليث المَقْع والمَعْق الشرب الشديد وقال الجوهري المَعْق قلب العَمْق ومنه قول رؤبة وإن هَمى من بعد مَعْقٍ مَعْقا عَرفْتَ من ضَرْب الحَرير عِتْقا أي من بَعْد بُعْدٍ بُعْداً قال وقد تحرك مثل نَهْر ونَهَر

( مقق ) المَقَقُ الطول عامة وقيل هو الطول الفاحش في دقة قال رؤبة لواحِقُ الأَقْراب فيها كالمَقَقْ أَراد فيها المَقَقُ فزاد الكاف كما قال تعالى ليس كمثله شيء رجل أَمَقُّ وامرأَة مَقَّاءُ وقيل المَقَّاءُ الطويلة الرُّفْغين الرخوتهما الطويلة الإسْكَتَين القليلة لحم الرُّفغين وقيل هي الرقيقة الفخذين المَعِيقةُ الرفغين ابن الأعرابي المَقَّاء من الخيل الواسعة الأَرْفاغ قال ابن الأَعرابي غزا أَعرابي من بَكْر ابن وائل فَفُلُّوا فجاء ثلاث جَوارٍ إلى مُهَلْهِل فسأَلنه عن آبائهن فقال للأُولى صِفي لي فرس أَبيك فقالت كان أَبي على شَقَّاءَ مَقَّاءَ طويلة الأَنقاء تَمَطَّقُ أُنثَياها بالعرق تمَطُّقَ الشيخ بالمَرَق قال نجا أَبوكِ قال أُنثياها رَبَلَتا فخذيها والمَقَّاء الواسعة الأَرْفاغ وأَنشد غيره قول الراعي يصف ناقة مَقَّاء مُنْفَتِق الإبْطَيْنِ ماهِرة بالسَّوْم ناطَ يَدَيْها حارِك سَنَدُ قال النضر فَخِذ مَقَّاء وهي المعْروقة العارية من اللحم الطويلة ووجه أَمَقُّ طويل كوجه الجرادة وفرس أَمَقّ بعيد ما بين الفروج طويل بيِّن المَقَق وفي حديث عليّ عليه السلام من أَراد المفاخرة بالأولاد فعليه بالمُقِّ من النساء أي الطوال يقال رجل أَمَقّ وامرأَة مَقَّاء وخَرْق أَمَقّ بعيد الأرْجاء ومفازة مَقَّاء بعيدة ما بين الطرفين وكل تباعد بين شيئين مَقَقٌ والصفة كالصفة وحصن أَمَقّ واسع قال ولي مُسْمِعانِ وزَمَّارَةٌ وظِلٌّ مَدِيدٌ وحِصنٌ أَمَقّ قال ثعلب المُسْمِعان القَيْدان قيد بهما والزَّمّارة الساجور وهذا رجل كان محبوساً في سجن شُيِّدَ بناؤه وهو مُقَيَّد مغلول فيه وامْتَقَّ الفصيل ما في ضرع أُمِّه وامْتَكَّه وتمقَّقَه شرِب كل ما فيه امْتِقاقاً وامْتكاكاً وكذلك الصبي إذا امتصَّ جميع ما في ثدي أُمِّه وزعم يعقوب أن قافها بدل من كاف امتكَّ وتمقَّقْت الشراب وتمزَّزته شربته قليلاً قليلاً شيئاً بعد شيء أَبو عمرو المَقَقَةُ شُرَّاب النبيذ قليلاً قليلاً والمقَقَةُ الجِداءُ الرُّضَّعُ والمقَقة الجهّال وأَصابه جرح فما تمَقَّقَه أَي بم يضره ولم يُبالِه أَبو عبيدة المقّ الشق ومَقَقْتُ الشيء أَمُقُّه مَقّاً فتحته ومَقَقْت الطَّلْعة شققتها للإبار ابن الأعرابي مَقَّقَ الرجل على عياله إذا ضيق عليهم فقراً أو بخلاً وكذلك أَوَّق وقَوَّق وقال زَقّ الطائر فرخه ومقّقه وغَرَّه ومَجَّه والمُقامِقُ المتكلم بأقصى حلقه وتقديره فُعافِل بتكرير الفاء ولا يقال مُقانِق ويقال فيه مَقْمَقَة ولُقَّاعات والمَقْمَقَةُ حكاية صوت أَو كلام ومَقْمَقَ الحُوَارُ خِلْف أُمه مصه مصّاً شديداً

( ملق ) المَلَقُ الوُدّ واللطف الشديد وأَصله التليين وقيل المَلَقُ شدة لطف الودّ وقيل الترفق والمداراة والمعنيان متقاربان مَلِقَ مَلَقاً وتمَلَّقَ وتَملَّقَهُ وتمَلّقَ له تمَلُّقاً وتِمِلاَّقاً أَي تودد إليه وتلطف له قال الشاعر ثلاثة أَحْبابٍ فَحُبُّ عَلاقَةٍ وحُبُّ تِمِلاَّقٍ وحُبٌّ هو القَتْل وفي الحديث ليس من خُلُق المؤمن المَلَقُ هو بالتحريك الزيادة في التَّوَدُّد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي وقد مَلِقَ بالكسر يَمْلَقُ مَلَقاً ورجل مَلِقٌ يعطي بلسانه ما ليس في قلبه ومنه قول المتنخل أَرْوَى بجِنّ العَهْد سَلْمَى ولا يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ قوله بجِنّ العَهْد أَي سقاها الله بحِدْثان العهد لأَنه يثبت ويدوم وجِنُّ الشباب أوله وقوله ولا يُنْصِبْكَ عهد المَلِق أَي من كان مَلِقاً ذا حِوَلٍ فَصَرَمَك فلا يُنْصِبْكَ صَرْمهُ ورجل مَلِقٌ ومَلاَّق وقيل المَلاَّق الذي لا يصدق وُدُّه والمَلِقُ أَيضاً الذي يَعِدُك ويُخْلِفك فلا يفي ويتزين بما ليس عنده أَبو عمرو المَلَقُ اللين من الحيوان والكلام والصُّخور والمَلَقُ الدعاء والتضرع قال لاهُمّ ربَّ البَيْتِ والمُشَرَّقِ إيّاكَ أَدْعُو فتَقَبَّل مَلَقِي يعني دعائي وتضرُّعي ويقال إنه لمَلاَّق مُتَمَلَّق ذو مَلَقٍ ولا يقال منه فَعِلَ يَفْعَلُ إلاَّ على يتملق والمَلَقُ من التَّمَلُّق وأصله من التليين ويقال للصَّفاة الملساء اللينة مَلَقةٌ وجمعها مَلَقات وقال الراجز وحَوْقل ساعِدهُ قد امَّلَقْ أَي لانَ خالد بن كلثوم المَلِقُ من الخيل الذي لا يُوثق بجريه أُخذ من مَلَق الإنسان الذي لا يصدق في مودَّته قال الجعدي ولا مَلِقٌ يَنْزُو ويُندِر رَوْثَهُ أُحادَ إذا فَأْسُ اللجام تَصَلْصلا أبو عبيد فرس مَلِقٌ والأنثى مَلِقةٌ والمصدر المَلَقُ وهو أَلطف الحُضْر وأَسرعه وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً ومَلَّق الشيءَ ملسه وانْمَلَق الشيء وامَّلَق بالإدغام أَي صار أَملس قال الراجز وحَوْقل ساعدُهُ قد انْمَلَقْ يقول قَطْباً ونِعِمّا إن سَلَقْ قوله انْمَلَقَ يعني انْسَحَجَ من حَمْل الأَثقال وانْمَلَق مني أَي أَفْلت والمَلَق الصُّفُوح اللينة الملتزقة من الجبل واحدتها مَلَقة وقيل هي الآكام المفترشة والمَلَقةُ الصَّفاةُ الملساء قال صخر الغي الهذلي ولا عُصْماً أَوابِدَ في صُخُور كُسِينَ على فَراسِنِها خِدامَا أُتِيحَ لها أُقَيْدِر ذو حَشيف إذا سامَتْ على المَلَقات سَامَا والإمْلاق الافْتِقار قال الله تعالى ولا تقتلوا أَولادكم من إمْلاق وفي حديث فاطمة بنت قيس أَما معاوية فرجل أْمْلق من المال أَي فقير منه قد نَفِد ماله يقال أَمْلَق الرجل فهو مُمْلِق وأَصل الإملاق الإنْفاق يقال أَمْلَق ما معه إمْلاقاً ومَلَقه مَلْقاً إذا أَخرجه من يده ولم يحبسه والفقر تابع لذلك فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار به أَشهر وفي حديث عائشة ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يغني فقيرها والإمْلاق كثرة إنفاق المال وتبذيره حتى يورث حاجة وقد أَمْلَقَ وأَمْلَقَه الله وقيل المُمْلِق الذي لا شيء له وفي الحديث أَن امرأَة سأَلت ابن عباس أَأُنفق من مالي ما شئت ؟ قال نعم أَمْلقي من مالك ما شئت قال الله تعالى خَشْيَةَ إملاق معناه خشية الفقر والحاجة ابن شميل إنه لمُمْلِق أي مفسد والإملاق الإفساد قال شمر أملق لازم ومتعد يقال أَمْلَقَ الرجلُ فهو مُمْلِقٌ إذا افتقر فهذا لازم وأَمْلَقَ الدهرُ ما بيده ومنه قول أَوس لما رأَيتُ العُدْمَ قَيَّدَ نائِلي وأَمْلَقَ ما عندي خُطُوب تَنَبَّلُ وأَمْلَقَتْهُ الخُطُوب أَي أَفقرته ويقال أَمْلَقَ مالي خُطُوبُ الدهر أَي أَذهبه ومَلَقَ الأَديمَ يَمْلُقه مَلْقاً إذاً دلكه حتى يلين ويقال مَلَقْتُ جلده إذا دلكته حتى يَمْلاسّ قال رأَت غلاماً جِلْدهُ لم يُمْلَقِ بماءٍ حَمَّامٍ ولم يُخَلَّقِ يعني ولم يُمَلَّس من الخَلْق وهو الملاسة ومَلَقَ الثوبَ والإناء يَمْلُقه مَلْقاً غسله والمَلْقُ الرضع ومَلَقَ الجَدْي أُمه يَمْلُقُها مَلْقاً رضعها وكذلك الفَصِيل والصبيّ وقرئ على المنذري مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلِقُها قال وأَحسب مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلُقها إذا رضعها لغة ومَلَقَ الرجل جاريته ومَلَجَها إذا نكحها كما يَمْلُق الجدي أُمه إذا رضعها وفي حديث عَبِيدَةَ السَّلْمانِيّ أَن ابن سيرين قال له ما يوجب الجنابة ؟ قال الرَّفّ والاسْتِمْلاقُ الرَّفّ المص والاسْتِملاق الرضع وهو اسْتِفْعال منه وكنى به عن الجماع لأن المرأة ترتضع ماء الرجل من مَلَق الجدي أُمه إذا رضعها وأَراد أَن الذي يوجب الغسل امتصاص المرأة ماء الرجل إذا خالطها كما يرضع الرضيع إذا لقم حَلَمة الثَّدْي ومَلَقَ عينه يَمْلُقُها مَلْقاً ضربها ومَلَقهُ بالسوط والعصا يَمْلُقه مَلْقاً ضربه ويقال مَلَقهُ مَلَقاتٍ إذا ضربه والمَلْقُ ضرب الحمار بحوافره الأرض قال رؤبة يصف حماراً مُعْتَزِم التَّجْليح مَلاَّخ المَلَقْ يَرْمي الجَلامِيدَ بجُلْمُودٍ مِدَقْ أَراد المَلْقَ فثقَّله يقول ليس حافر هذا الحمار بثقيل الوَقْع على الأرض والمَلَقُ ما استوى من الأرض وأَنشد بيت رؤبة مَلاَّخ المَلَقْ وقال الواحدة مَلَقَة والمَلْقُ مثل المَلْخِ وهو السير الشديد والمَيْلَقُ السريع قال الزفيان ناجٍ مُلحّ في الخَبَارِ مَيْلَقُ كأَنه سُوذانِقٌ أَو نِقْنِقُ والمَلْقُ المحو مثل اللَّمْقِ ومَلْقُ الأَدِيم غسله والمَلْقُ الحُضْر الشديد والمَلْقُ المَرّ الخفيف يقال مَرّ يَمْلُقُ الأَرض مَلْقاً ورجل مَلِقٌ ضعيف والمالَقُ الخشبة العريضة التي تشدّ بالحبال إلى الثَّوْرين فيقوم عليها الرجل ويجرها الثوران فيُعَفِّي آثار اللُّؤَمَةِ والسِّنّ وقد مَلَّقُوا أَرضهم يُمَلِّقُونها تَمْلِيقاً إذا فعلوا ذلك بها قال الأزهري مَلَّقوا ومَلَّسوا واحد وهي تملِّسُ الأرض فكأنه جعل المالَقَ عربيّاً وقيل المالَقُ الذي يقبض عليه الحارث وقال أَبو حنيفة المِمْلَقة خشبة عريضة يجرها الثيران الليث المالَقُ الذي يملّس الحارث به الأرض المُثارة أَبو سعيد يقال لمالَج الطَّيّان مالَقُ ومِمْلَقٌ ويقال ولدت الناقة فخرج الجنين مَلِيقاً من بطنها أَي لا شعر عليه والمَلقُ المِلوسة وقال الأَصمعي الجنين مَلِيطٌ بالطاء بهذا المعنى

( مهق ) المَهَقُ والمُهْقةُ بياض في زرقة وقيل المَهَقُ والمُهْقة شدة البياض وقيل هما بياض الإنسان حتى يقبح جدّاً وهو بياض سَمْجٌ لا يخالطه صفرة ولا حمرة لكن كلون الجص ونحوه ورجل أَمْهَقُ وامرأَة مَهْقاءُ وفي صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان أَزْهَرَ ولم يكن بالأَبيض الأمْهَق أبو عبيد الأَمهَقُ الأَبيض الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه شيء من الحمرة وليس بنَيّر ولكن كلون الجص أو نحوه يقول فليس هو كذلك بل إنه كان نيّر البياض صلى الله عليه وسلم الأزهري المَهَقُ والمَقَهُ بياض في زرقة قال وبعضهم يقول المَقَهُ أَشدّهما بياضاً الجوهري المَهَقُ في قول رؤبة خضرة الماء قال ابن بري يعني قوله حتى إذا كَرَعْن في الحَوْمِ المَهَقْ وشراب أَمْهَقُ لونه لون الأَمْهَقِ من الرجال والمَهَقُ كالمَرَةِ وامرأَة مَهْقاءُ تنفي عيناها الكحل ولا ينفى بياض جلدها عن ابن الأعرابي وقيل هو إذا كانت كريهة البياض غير كحلاء العينين أَبو زيد الأَمْقَهُ والأَمْرَةُ معاً الأحمر أَشفار العينين الجوهري وعين مَهْقاءُ وتَمَهَّقْتُ الشراب إذا شربته ساعة بعد ساعة ومنه قولهم ظَلَّ يَتَمَهَّق شَكْوتَه وقال الأصمعي هو يَتَمَهَّق الشراب تمهُّقاً إذا شربه النهار أَجمَعَ وقال أَبو عمرو أنت تَمَهَّقُ الماء تَمَهُّقاً إذا شربه النهار أجمع ساعة بعد ساعة قال ويقال ذلك في شرب اللبن وأنشد قول الكميت تَمَهَّقَ أخْلاف المعيشة بينهم رِضاع وأخْلافُ المعيشة حُفَّلُ والمَهِيقُ الأَرض البعيدة قال أَبو دواد له أَثَرٌ في الأرض لَحْبٌ كأنه نَبِيثُ مَساحٍ من لِحاءِ مَهِيقِ قالوا أراد باللِّحاء ما قشر من وجه الأرض

( موق ) المائقُ الهالك حُمْقاً وغَباوةً قال سيبيويه والجمع مَوْقى مثال حَمْقى ونَوْكَى يذهب إلى أنه شيء أُصيبوا به في عقولهم فأُجْزري مجرى هَلْكى وقد ماقَ يَمُوقُ مَوْقاً ومُوقاً ومُؤُوقاً ومَواقةً واسْتَماقَ والمُوقُ حُمْق في غَباوةٍ يقال أحمقُ مائقٌ والنعت مائقٌ ومائِقةٌ الكسائي هو مائِق ودائِق وقد ماقَ وداقَ يَمُوقُ ويَدُوق مَواقةً ودَواقةً ومُؤوقاً ودْؤُوقاً قال أبو بكر في قوله فلان مائقٌ ثلاثة أقوال قال قوم المائق السّيِّ الخُلُق من قولهم أَنت تَثِق وأنا مَئِق أي أنت ممتلئ غضباً وأنا سيّء الخُلُق فلا نتفق وقيل المائِقُ الأحمق ليس له معنىً غيره وقال قوم المائقُ السريع البكاء القليل الحَزْمِ والثَّبات من قولهم ما أَباتَتْه مَئِقاً أي ما أباتته باكياً والمَوْق بالفتح مصدر قولك ماقَ البيعُ يَمُوق أَي رخص وماقَ البيعُ كَسَدَ عن ثعلب والمُوقان والمُوقُ الذي يلبس فوق الخف فارسي معرب وفي الحديث أن امرأَة رأت كلباً في يوم حارّ فنزعتْ له بمُوقِها فسقته فغُفِرَ لها المُوق الخف ومنه الحديث أنه توضَّأَ ومسح على مُوقَيْه وفي حديث عمر رضي الله عنه لما قدم الشأْم عَرَضَتْ له مَخاضة ونزل عن بعيره ونزع مُوقَيْه وخاض الماء وفي المحكم والمُوق ضرب من الخِفاف والجمع أَمْواق عربي صحيح قال النمر بن تولب فتَرى النِّعاجَ بها تَمَشَّى خَلْفه مَشْيَ العِبادِيِّين في الأَمْواقِ ومُوقُ العين وماقُها لغة في المُؤق والمَأْق وجمعها جميعاً أَمْواق إلا في لغة من قلب فقال آماق وفي الحديث أَنه كان يكتحل مَرَّة من مُوقِهِ ومَرَّة من ماقِهِ وقد تقدم شرح ذلك مستوفى في ترجمة مأَق والمُوقُ الغبار والمُوق أيضاً النمل ذو الأجنحة

( نبق ) النَّبِق ثمر السِّدْر والنَّبِقُ والنِّبَق والنِّبْق والنَّبْقُ مخفف حمل السِّدْر الواحدة من جميع ذلك بالهاء الجوهري نَبِقة ونَبِق ونَبِقات مثل كَلِمة وكَلِم وكَلِمات وفي حديث سِدْرة المُنْتَهى فإذا نَبِقُها أمثال القِلال ونَبَّق النخلُ فسد وصار تمره صغيراً مثل النَّبَقِ وقيل نَبَّق أَزْهى ونخل مُنَبَّق بالفتح ومُنَبَّق مُصْطفّ على سطر مستو وكذلك كل شيء مستوٍ مُهَذَّب قال امرؤ القيس وحَدِّثْ بأَن زالت بليْلٍ حُمُولُهم كنَخْلٍ من الأعراض غيرِ مُنَبَّقِ ويروى غير مُنَبِّق المفضل في قوله غير مُنَبِّق غير بالغ وأنشد ابن بري للمتلمس والبيتُ ذو الشُّرُفاتِ من سِنْدادَ والنخلُ المُنَبِّقْ والنَّبْقُ مثل النَّمْقِ الكتابة ونَبَّقَ الكتاب سَطره وكتبه ابن الأعرابي أَنْبَقَ ونَبَقَ ونَبَّقَ كله إذا غرس شِراكاً واحداً من الوادي أبو عمرو النَّبْقُ دقيق يخرج من لُبّ جِذْع النخلة حُلو يُقَوَّى بالصَّفْر يُنْبَذُ فيكون نهاية في الجَودْة ويقال لنبيذه الضَّرِيّ أبو زيد إذا كانت الضرطة ليست بشديدة قيل أَنْبَق بها إنْباقاً وكذلك نَبّق بها أَي حَبَق حَبْقاً غير شديد يقال أَنبق إذا حَبَق بصوت وطَحْرَب بغير صوت وإذا عظم الصوت قيل رَدَمَ الفراء النُّباقِيّ مأْخوذ من النُّبَاقِ وهو الحُصاص الضعيف أبو زائدة وخترش هو يَنْتَبقُ للكلام انْتباقاً ويَنْتَبِطُه أي يستخرجه الجوهري ويقال انْباقَ علينا بالكلام أَي انبعث مثل انْباع قال ابن بري صواب انْباقَ علينا أَن يذكر في فصل بوق كما ذكر فيه انْباقَتْ عليهم بائِقةُ شرٍّ وبنو أبي نَبْقة بُطين من بني الحرث وذو نَبعقٍ اسم موضع قال الراعي تَبَيَّنْ خليلي هل ترى من ظَعائنٍ بذي نَبَقٍ زالت بهنَّ الأَباعِرُ ؟

( نتق ) النَّتْقُ الزعزعة والهز والجَذْب والنَّفْض ونَتَقَ الشيءَ يَنْتِقُه ويَنْتُقُه بالضم نَتْقاً جذبه واقتلعه وفي التنزيل وإذ نَتعقْنا الجبل فوقهم أي زَعْزَعْناه ورفعناه وجاء في الخبر أَنه اقْتُلع من مكانه وقال الشاعر قد جَرَّبوا أَخلاقَنا الجَلائِلا ونَتَقُوا أَحلامنا الأَثاقلا فلم يَرَ الناسُ لنا مُعادِلا وقال الفراء في ذلك رفع الجبل على عسكرهم فرسخاً في فرسخ ونَتَقْنا رفعنا وفرس ناتِقٌ إذا كان ينفض راكبه ونَتَقت الدابة راكبها وبراكبها تَنْتِقُ وتَنْتُقُ نَتْقاً ونُتُوقاً إذا نَزَّتْه وأَتعبته حتى يأْخذه لذلك رَبْو قال العجاج يَنْتُقْنَ بالقَوْمِ من التَّزَعُّلِ مَيْسُ عُمانَ ورِحالَ الإسْحِلِ ونَتَقْتُ الغَرْبَ من البئر أَي جذبته بمرة ونَتَقَ السِّقاءَ والجِراب وغيرهما من الأوعية نَتْقاً إذا نفضه ليقتلع منه زبدته وقيل نفضه حتى يستخرج ما فيه وقد انْتَتَقَ هو وأَنْتَقَ فَتَقَ جرابه ليصلحه من السوس وفي الحديث في صفة مكة والكعبة أقلُّ نَتائق الدنيا مَدرَاً النَّتائِقُ جمع نَتِيقةٍ فَعِيلة بمعنى مفعولة من النَّتْق وهو أن يقلع الشيء فيرفعه من مكانه ليرمي به هذا هو الأصل وأراد بها ههنا البلاد لرفع بنائها وشهرتها في موضعها ونَتَقْتُ الشيء إذا حركته حتى يُسْفَكَ ما فيه قال وكان نَتْق الجبل أَنه قُطِع منه شيء على قدر عسكر موسى فأَظَلَّ عليهم قال لهم موسى إما أَن تقبلوا التوراة وإما أن يسقط عليكم ابن الأَعرابي يقال نَتقَ جِرابَه إذا صب ما فيه والناتِقُ الرافع والناتق الفاتِقُ وقالت أَعرابية لأُخرى انتُقي جِرابك فإنه قد سوَّس والناتِقُ الباسط يقال انْتُقْ لَوْطَك في الغَزالة حتى يَجِفّ ابن الأعرابي أَنتَقَ إذا شال حجر الأَشِدَّاءِ وأَنْتَقَ عمل مِظلَّةً من الشمس وأَنتَقَ إذا بنى داره نِتاق دارٍ أَي حِيالها وناتِقٌ شهر رمضان عن الوزير وأَنتَقَ صامَ ناتِقاً وهو شهر رمضان ابن سيده وناتِق من أَسماء رمضان قال وفي ناتِقٍ أَجْلَتْ لدى حَوْمَةِ الوغى ووَلَّت على الأَدْبارِ فُرْسانُ خَثْعَما والبعير إذا تزعزع حِملُه وفي التهذيب بحمله نتَقَ عُرى حِباله وذلك إذا جذبها فاسترخت عُقَدها وعُراها فانْتَتَقَتْ وأَنشد يَنْتُقن أَقْتادَ النُّسُوع الأُطَّطِ وسَمِن حتى نَتَق نُتوقاً وذلك أَن يمتلئ جلده شحماً ولحماً ونَتَقَت الماشية تَنْتُق سمنت عن البقل حكاه أَبو حنيفة ونَتَقَت المرأة والناقة تَنْتُقُ نُتوقاً وهي ناتِق ومِنْتاق كثر ولدها وفي الحديث عليكم بالأَبكار من النساء فإنهن أَطيب أَفواهاً وأَنْتَقُ أَرْحاماً وأَرْضى باليسير معناه أَنهن أَكثر أَولاداً والناتِقُ والمِنْتاق الكثيرة الأولاد ويقال للمرأَة ناتِقٌ لأنها ترمي بالأولاد رمياً والنَّتْقُ الرمي والنفْض والنَّتْق أَيضاً الرفع ومنه حديث علي رضوان الله عليه البيت المعمور نِتاقُ الكعبة من فوقها أَي هو مُظِلّ عليها في السماء وقول النابغة لم يُحْرَمُوا حُسْنَ الغِذاءِ وأُمهم طَفَحَتْ عليك بناتِقٍ مذكارِ يعني بالناتِق الرَّحِمَ وذَكَّر على معنى الفرج أَو العضو وناقة ناتِق إذا أَسرعت الحمل وزَنْد ناتقٍ أَي وارٍ والناتِقُ من الماشية البطين الذكر والأُنثى في ذلك سواء

( ندق ) انتَدَق بطنه انشقّ فتدلى منه شيء

( نرمق ) الليث في قول رؤبة أَعَدّ أَخْطالاً له ونَرْمَقا قال النَّرْمَقُ فارسي معرب لأنه ليس في كلام العرب كلمة صدرها نون أَصلية وقال غيره معناه نَرْمَهْ وهو الليّن

( نزق ) النَّزَقُ خفة في كل أَمر وعجلة في جهل وحُمْق ابن سيده النَّزَقُ الخفة والطيش نزِق بالكسر يَنْزَقُ نزقاً فهو نزِق والأُنثى نزِقَةٌ وهو من الطيش والخفة وأَنَزَقَ الرجلُ إذا سَفِهَ بعد حِلْم وتَنازَق الرجلان تَنازُقاً ونِزاقاً ومُنازقة تشاتما الأَخيرتان على غير الفعل والمُنازِقُ الكثير الكلام والنَّزَقِ ونزِقَ الرجل والفرس وغيره يَنزَقُ نزُقاً ونُزوقاً إذا نزا ونَزَّقَ الفرسَ وأَنزقه تَنزِيقاً إذا ضربه حتى يَنْزو ويَنْزق وفي التهذيب حتى يثب نَهْزاً وأَنزَقَ في الضحك وأَهْزَقَ إذا أَفرط فيه وأكثر والنَّزْقُ مَلْءُ السِّقاء والإناء إلى رأسه ونَزِقَتِ النِّهاءُ امتلأَت ويقال مُطِر مكانُ كذا وكذا حتى نزِقَتْ نِهاؤه أَي امتلأَت غُدْرانه وناقة نِزاقٌ مثل مِزاق عن يعقوب والنَّيْزَقُ لغة في النَّيْزَك قال الشاعر وثَدْيانِ لَوْلا ما هُما لم تكَدْ تُرَى على الأَرضِ إنْ قامَتْ كمِثْل النَّيازِق كأنَّهما عِدْلا جُوَالِقٍ أصْبَحا وحَشْوُهما تِبْنٌ على ظهر ناهِق

( نسق ) النَّسَقُ من كل شيء ما كان على طريقة نِظامِ واحد عامٌّ في الأشياء وقد نَسقْتُه تَنْسِيقاً ويخفف ابن سيده نَسَقَ الشيء يَنْسُقهُ نَسْقاً ونَسَّقه نظَّمه على السواء وانْتَسَق هو وتَناسَق والاسم النَّسَقُ وقد انْتَسَقت هذه الأَشياء بعضُها إلى بعض أَي تَنَسَّقَتْ والنحويون يسمون حروف العطف حروف النَّسَقِ لأَن الشيء إذا عطفْت عليه شيئاً بعده جَرى مجْرًى واحداً وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه قال ناسِقوا بين الحج والعمرة قال شمر معنى ناسِقوا وواتِرُوا يقال ناسَقَ بين الأَمرين أي تابع بينهما وثَغْر نَسَق إذا كانت الأَسنان مستوية ونَسَقُ الأَسنان انتظامها في النِّبْتةِ وحسن تركيبها والنَّسْق العطف على الأول والفعل كالفعل وثغر نَسَق وخَرزَ نَسَق أَي منتظم قال أَبو زبيد بجِيدِ رِيْمٍ كريم زانَهُ نَسَقٌ يكاد يُلْهِبُه الياقوتُ إلهابا والتَّنْسِيقُ التنظيم والنَّسَق ما جاء من الكلام على نِظام واحد والعرب تقول لطَوار الحبْل إذا امتد مستوياً خذ على هذا النَّسَق أي على هذا الطَّوارِ والكلام إذا كان مسجَّعاً قيل له نَسعق حسن ابن الأَعرابي أَنسَقَ الرجلُ إذا تكلم سجعاً والنَّسَقُ كواكب مصطفة خلف الثريا يقال لها الفُرود ويقال رأَيت نَسَقاً من الرجال والمتاع أَي بعضُها إلى جنب بعض قال الشاعر مُسْتَوْسِقات عَصَباً ونَسَقا والنَّسْق بالتسكين مصدر نَسَقْتُ الكلام إذا عطفت بعضه على بعض ويقال نَسَقْتُ بين الشيئين وناسَقْتُ

( نستق ) النُّسْتُق الخَدَمُ لا واحد لهم قال عدي بن زيد العبادي يَنْصِفُها نُسْتُق تكادُ تُكْرِمهم عن النَّصافة كالغِزْلانِ في السَّلَم التهذيب قيل النُّسْتُق الخادم قال الأَزهري كأَنه بلسان الروم تكلمت به العرب

( نشق ) النَّشْقُ صب سَعوط في الأَنف ابن سيده النَّشُوق سَعُوط يجعل أو يصب في المُنْخُرين تقول أَنْشَقْتُه إنْشاقاً وفي الحديث إن للشيطان نَشوقاً ولَعُوقاً ودساماً يعني أَنَّ له وساوس مهما وجَدتْ منفذاً دخلت فيه وأَنْشَقْتُه الدواء في أَنفه صببته فيه الليث النَّشُوق اسم لكل دواء يُنْشَقُ وأَنشد ابن بري للأغلب وافْتَرَّ صاباً ونَشوقاً مالحا وفي الحديث أَنه كان يَسْتَنُشِقُ في وُضوئه ثلاثاً في كل مرة يَسْتَنْثِرُ أَي يُبْلِغ الماء خَياشيمه وهو من اسْتِنْشاق الريح إذا شَمِمْتها مع قوَّة وقيل أَنْشَقه الشيءَ فانْتَشَق وتَنَشَّق وانْتَشَق الماءَ في أَنفه واسْتَنْشَقَه صبَّه فيه واسْتَنْشقُتُ الريح شممتها واسْتَنْشَقْتُ الماء وغيره إذا أَدخلته في الأنف والنشاق الريح الطيبة وقد نَشِقَها نَشَقاً ونَشْقاً وانْتَشَقَ وتَنَشَّق أَبو زيد نَشِقْتُ من الرجل ريحاً طيِّبة أَنْشَقُ نَشَقاً أَي شَمِمْت ونَشِيت أَنْشى نِشْوةً مثله وقال أَبو حنيفة إن كان المشموم مما تُدْخِلُه أَنفك قلت تَنَشَّقْتُه واسْتَنْشقته وأَنْشَقَهُ القطنة المحرقة إذا أدناها إلى أَنفه ليَدْخل ريحُها خَياشيمه ورائحة مكروهة النِّشْْق أَي الشم وأَنشد لرؤبة حَرّاً من الخَردْلِ مكروه النَّشَقْ والنُّشْقة الحلقة تشد بها الغنم وقيل النُّشْقة بالضم الرِّبْقة التي تجعل في أَعناق البَهْم ويقال لحلَق الرِّبَق نُشَق وقد أَنْشَقْته في الحبل أَي أَنشبته وأَنشد نَزْوَ القَطا أَنْشَقَهُنَّ المُحْتَبِلْ وقال آخر مناتِينُ أَبْرامٌ كأَنَّ أَكُفَّهُمْ أَكُفُّ ضِبابٍ أُنْشِقَتْ في الحَبائِل ابن الأَعرابي أَنْشَقَ الصائدُ إذا عَلِقَت النُّشْقة بعنق الغزال في الكَصِيصةِ ويقول الصائد لشريكه لي النَّشاقى ولك العَلاقى فالنَّشَاقى ما وقعت النُّشْقة في الحلق وهي الشَّربة قال والعَلاقى ما تعلق بالرجْل ونَشِقَ الصيد في الحِبالة نَشَقاً نَشِب وعَلِق فيها وكذلك فَراشةُ القُفْل اللحياني يقال نَشِبَ في حبله ونَشِقَ وعَلِقَ وارْتَبَقَ كل ذلك بمعنى واحد ابن سيده وحكى اللحياني نَشِق فلان في حِبالي نَشِب وفي الحديث أَنه شُكِيَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم كثرةُ الغيث وكان فيما قيل له ونَشِقَ المسافرُ أَي نَشِب فلم يُطِق على البراح من كثرة المطر ورجل نَشِقٌ إذا كان ممن يدخل في أُمور لا يكاد يتخلص منها

( نطق ) نَطَقَ الناطِقُ يَنْطِقُ نُطْقاً تكلم والمَنطِق الكلام والمِنْطِيق البليغ أَنشد ثعلب والنَّوْمُ ينتزِعُ العَصا من ربِّها ويَلوكُ ثِنْيَ لسانه المِنْطِيق وقد أَنْطَقَه الله واسْتَنْطقه أَي كلَّمه وناطَقَه وكتاب ناطِقٌ بيِّن على المثل كأَنه يَنْطِق قال لبيد أو مُذْهَبٌ جُدَدٌ على أَلواحه أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتومُ وكلام كل شيء مَنْطِقُه ومنه قوله تعالى عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطير قال ابن سيده وقد يستعمل المَنطِق في غير الإنسان كقوله تعالى عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطير وأَنشد سيبويه لم يَمْنع الشُّرْبَ منها غَيْرَ أَن نطقت حمامة في غُصُونٍ ذاتِ أَوْقالِ لما أضاف غيراً إلى أن بناها معها وموضعها الرفع وحكى يعقوب أَن أَعرابيّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بإبهامه نحو استه وقال إنها خَلْف نَطَقَت خَلْفاً يعني بالنطق الضرط وتَناطَق الرجلان تَقاوَلا وناطَقَ كلُّ واحد منهما صاحبه قاوَلَه وقوله أَنشده ابن الأعرابي كأَن صَوْتَ حَلْيَها المُناطِقِ تَهزُّج الرِّياح بالعَشارِقِ أراد تحرك حليها كأنه يناطق بعضه بعضاً بصوته وقولهم ما له صامِت ولا ناطِقٌ فالناطِقُ الحيوان والصامِتُ ما سواه وقيل الصامِتُ الذهب والفضة والجوهر والناطِقُ الحيوان من الرقيق وغيره سمي ناطِقاً لصوته وصوتُ كلِّ شيء مَنْطِقه ونطقه والمِنْطَقُ والمِنْطقةُ والنِّطاقُ كل ما شد به وسطه غيره والمِنْطَقة معروفة اسم لها خاصة تقول منه نطَّقْتُ الرجل تَنْطِيقاً فتَنَطَّق أي شدَّها في وسطه ومنه قولهم جبل أَشَمُّ مُنَطَّقٌ لأن السحاب لا يبلغ أَعلاه وجاء فلان منُتْطِقاً فرسه إذا جَنَبَهُ ولم يركبه قال خداش بن زهير وأَبرَحُ ما أَدامَ الله قَوْمي على الأَعداء مُنْتَطِقاً مُجِيدا يقول لا أَزال أَجْنُب فرسي جواداً ويقال إنه أَراد قولاً يُسْتجاد في الثناء على قومي وأَراد لا أَبرح فحذف لا وفي شعره رَهْطي بدل قومي وهو الصحيح لقوله مُنْتَطِقاً بالإفراد وقد انْتَطق بالنِّطاق والمِنْطَقة وتَنعطَّق وتَمَنْطَقَ الأَخيرة عن اللحياني والنِّطاق شبه إزارٍ فيه تِكَّةٌ كانت المرأَة تَنتَطِق به وفي حديث أُم إسمعيل أَوَّلُ ما اتخذ النساءُ المِنْطَقَ من قِبَلِ أُم إسمعيل اتخذت مِنْطَقاً هو النِّطاق وجمعه مناطق وهو أَن تلبس المرأة ثوبها ثم تشد وسطها بشيء وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند مُعاناةِ الأَشغال لئلا تَعْثُر في ذَيْلها وفي المحكم النَّطاق شقَّة أو ثوب تلبسه المرأَة ثم تشد وسطها بحبل ثم ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة فالأَسفل يَنْجَرّ على الأَرض وليس لها حُجْزَة ولا نَيْفَق ولا ساقانِ والجمع نُطُق وقد انْتَطَقت وتَنَطَّقت إذا شدت نِطاقها على وسطها وأَنشد ابن الأعرابي تَغْتال عُرْضَ النُّقْبَةِ المُذالَهْ ولم تَنَطَّقْها على غِلالَهْ وانْتَطق الرجل أَي لبس المِنْطَق وهو كل ما شددت به وسطك وقالت عائشة في نساء الأَنصار فعَمَدْن إلى حُجَزِ أو حُجوز مناطِقهنّ فَشَقَقْنَها وسَوَّيْنَ منها خُمُراً واخْتَمَرْنَ بها حين أَنزل الله تعالى ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرهنّ على جيوبهن المَناطِق واحدها مِنْطق وهو النِّطاق يقال مِنْطَق ونِطاق بمعنى واحد كما يقال مِئْزر وإزار ومِلحف ولِحاف ومِسْردَ وسِراد وكان يقال لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ذات النطاقَيْنِ لأنها كانت تُطارِق نِطاقاً على نِطاق وقيل إنه كان لها نِطاقان تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه وهما في الغار قال وهذا أصح القولين وقيل إنها شقَّت نِطاقها نصفين فاستعملت أَحدهما وجعلت الآخر شداداً لزادهما وروي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج مع أبي بكر مهاجرَيْنِ صنعنا لهما سُفْرة في جِراب فقطعت أَسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما من نِطاقها وأَوْكَت به الجراب فلذلك كانت تسمى ذات النطاقين واستعاره علي عليه السلام في غير ذلك فقال من يَطُلْ أَيْرُ أَبيه يَنْتَطِقْ به أَي من كثر بنو أَبيه يتقوى بهم قال ابن بري ومنه قول الشاعر فلو شاء رَبِّي كان أَيْرُ أَبِيكمُ طويلاً كأَيْرِ الحَرثِ بنَ سَدُوسِ وقال شمر في قول جرير والتَّغْلَبيون بئس الفَحْلُ فَحْلُهُمُ قِدْماً وأُمُّهُمُ زَلاَّءُ مِنْطِيقُ تحت المَناطق أَشباه مصلَّبة مثل الدُّوِيِّ بها الأَقلامُ واللِّيقُ قال شمر مِنْطيق تأْتزر بحَشِيَّة تعظِّم بها عجيزتها وقال بعضهم النِّطاق والإزار الذي يثنى والمِنْطَقُ ما جعل فيه من خيط أَو غيره وأَنشد تَنْبُو المَناطقُ عن جُنُوبهِمُ وأَسِنَّةُ الخَطِّيِّ ما تَنْبُو وصف قوماً بعظم البطون والجُنوب والرخاوة ويقال تَنَطَّقَ بالمِنْطقة وانْتَطق بها ومنه بيت خِداش بن زهير على الأعداء مُنْتطقاً مُجِيدا وقد ذكر آنفاً والمُنَطَّقةُ من المعز البيضاءُ موضِع النِّطاق ونَطَّق الماءُ الأَكَمَةَ والشجرة نَصَفَها واسم ذلك الماء النِّطاق على التشبيه بالنِّطاق المقدم ذكره واستعارة عليّ عليه السلام للإسلام وذلك أَنه قيل له لَمَ لا تَخْضِبُ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خَضَب ؟ فقال كان ذلك والإسلامُ قُلٌّ فأَما الآن فقد اتسع نِطاقُ الإسلام فامْرَأً وما اختار التهذيب إذا بلغ الماء النِّصْف من الشجرة والأكَمَة يقال قد نَطَّقَها وفي حديث العباس يمدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ عَلْياءَ تحتها النُّطُقُ النُّطُق جمعِ نطاقٍ وهي أَعراضٌ من جِبال بعضها فوق بعض أَي نواحٍ وأَوساط منها شبهت بالنُّطُق التي يشد بها أوساط الناس ضربه مثلاً له في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال وأَراد ببيته شرفه والمُهَيْمِنُ نعته أَي حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك أعلى مكان من نسبِ خِنْدِفَ وذات النِّطاقِ أَيضاً اسم أَكَمةٍ لهم ابن سيده ونُطُق الماء طرائقه أَراه على التشبيه بذلك قال زهير يُحِيلُ في جَدْوَل تَحْبُو ضفادعُهُ حَبْوَ الجَواري تَرى في مائة نُطُقا والنَّاطِقةُ الخاصرة

( نعق ) النَّعِيقُ دعاء الراعي الشاء يقال انْعِقْ بضأْنك أَي ادْعُها قال الأخطل انْعِقْ بضَأْنك يا جَريرُ فإنَّما مَنِّتْكَ نفسُك في الخَلاء ضلالا ونَعَق الراعي بالغنم يَنْعِقُ بالكسر نَعْقاً ونُعاقاً ونَعِيقاً ونَعَقاناً صاح بها وزجرها يكون ذلك في الضأْن والمعز وأَنشد ابن بري لبشر ولم يَنْعِقْ بناحيةِ الرِّقاقِ وفي الحديث أَنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات ابْكِين وإيّاكنَّ ونَعيقَ الشيطان يعني الصياح والنَّوْح وأضافه إلى الشيطان لأنه الحامل عليه وفي حديث المدينة آخرُ من يُحْشر راعيان من مُزَيْنَةَ يريدان المدينة يَنْعِقانِ بغنمهما أي يصيحان وقوله تعالى ومَثَل الذين كفروا كمَثَل الذي يَنْعِقُ بما لا يسمع إلا دعاء ونداء قال الفراء أضاف المَثَل إلى الذين كفروا ثم شبههم بالراعي ولم يقل كالغنم والمعنى والله أعلم مَثَل الذين كفروا كالبهائم التي لا تَفْقَهُ ما يقول الراعي أكثر من الصوت فأضاف التشبيه إلى الراعي والمعنى في المَرّعِيّ قال ومثله في الكلام فلان يخافك كخوف الأسد المعنى كخوفِهِ الأسدَ لأَن الأَسد معروف أَنه المَخُوف وقال أَبو إسحق ضرب الله لهم هذا المثل وشبههم بالغنم المَنْعُوق بما لا يسمع منه إلا الصوت فالمعنى مَثَلُك يا محمد ومَثَلُهم كمثَلَ الناعِقَِ والمَنْعُوق بها بما لا يسمع لأن سمعهم لم يكن ينفعهم فكانوا في تركهم قبولَ ما يسمعون بمنزلة من لم يسمع ونَعَقَ الغرابُ نَعِيقاً ونُعاقاً الأخيرة عن اللحياني والغين في الغرابُ أَحسن قال الأَزهري نَعَق الغرابُ ونَغَقَ بالعين والغين جميعاً ونَعِيقُ الغراب ونُعاقِه ونَغِيقُه ونُغاقُه مثل نَهِيق الحمار ونُهاقِه وشَحِيجِ البغل وشُحاجِه وصَهِيلِ وصُهال الخيل وزَحير وزُحار قال والثقات من الأئمة يقولون كلام العرب نَغَق الغراب بالغين المعجمة ونَعَق الراعي بالشاء بالعين المهملة ولا يقال في الغراب نَعَق ويجوز نَعَبَ قال وهذا هو الصحيح وحكى ابن كيسان نَعَقَ الغراب بعين مهملة واستعار بعضهم النَّعيقَ في الأَرانب أَنشد يعقوب والسُّعْسُعُ الأطْلَسُ في حَلْقِهِ عِكْرِشَةٌ تَنْئِقُ في اللِّهْزِمِ أراد تَنْعِقُ والناعِقانِ كويكبان من كواكب الجوزاء وهما أَضوأُ كوكبين فيها يقال أَحدهما رِجْلها اليسرى والآخر مَنْكِبُها الأيمن وهو الذي يسمى الهَنْعَةَ والناعِقاءُ جُحْر اليَرْبوع يقف عليه يستمع الأصوات والمعروف عن كراع العانِقاءُ

( نغق ) نَغَقَ الغرابُ يَنْغِقُ ويَنْغَقُ نَغِيقاً ونُغاقاً الأخيرة عن اللحياني صاح غِيقْ غِيقْ وقيل نَغَق بخير ونَعَبَ ببَيْنٍ قال الشاعر وازْجُروا الطَّيْرَ فإنْ مَرَّ بكمُ ناغِقٌ يَهْوِي فقولوا سَنَحا وقد ذكر الفَرْقُ بين النَّغِيقِ والنعِيب في موضعه والنَّغِيقُ صوت يخرج من قُنْبِ الدابة وهو وِعاء جُرْدَانِهِ وناقة نَغِيقَةٌ وهي التي تَبْغِمُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي مَرَّةً بعد مَرَّةٍ وفي الصحاح ناقة نَغِيقٌ وقد نَغَقَت الناقة نَغِيقاً إذا بَغَمَتْ قال حميد وأَظْمَى كقَلْبِ السوذقاني نازَعَتْ بِكَفَّيَّ فَتْلاءُ الذِّراعِ نَغُوقُ أَي بَغُوم أَراد بالأَظْمَى الزمام الأسود وإبل ظُمْيٌ أَي سود

( نغبق ) التهذيب في الرباعي النَّغْبقة الصوت الذي يُسْمع من بطن الدابة وهو الوُعاق قال الأَصمعي النَّغْبَقة صوت جُرْدَانه إذا تَقَلْقل في قُنْبِه قال أَبو عمرو هي النُغْبُوقة وأَنشد عَلَقْتُه غَرَزاً وماءً بارداً شَهْرَيْ ربيعٍ واغْتَبَقْتُ غَبُوقَهُ حتى إذا دفع الجِيادُ دَفَعْتُه وسط الجِيادِ ولاسْتِهِ نُغْبُوقَهْ

( نفق ) نَفَقَ الفرسُ والدابةُ وسائر البهائم يَنْفُقُ نُفُوقاً مات قال ابن بري أَنشد ثعلب فما أَشْياءُ نَشْرِيها بمالٍ فإن نَفَقَتْ فأَكْسَد ما تكونُ وفي حديث ابن عباس والجَزور نافقة أَي ميتة من نَفَقت الدابة إذا ماتت وقال الشاعر نَفَقَ البغلُ وأَوْدَى سَرْجه في سبيل الله سَرْجي وبَغَلْ وأورده ابن بري سرجي والبَغَلْ ونَفَقَ البيع نَفَاقاً راج ونَفَقت السِّلْعة تَنْفُق نَفاقاً بالفتح غَلَتْ ورغب فيها وأَنْفَقَها هو ونَفَّقها وفي الحديث المُنَفِّق سلْعته بالحلف الكاذب المُنَفِّقُ بالتشديد من النَّفَاق وهو ضد الكَسَاد ومنه الحديث اليمين الكاذبة مَنْفَقَة للسِّلْعة مَمْحَقة للبركة أي هي مَظِنة لنفَاقها وموضع له وفي الحديث عن ابن عباس لا يُنَفِّقْ بعضُكم بعضاً أَي لا يقصد أَن يُنَفِّقَ سِلْعته على جهة النَّجْش فإنه بزيادته فيها يرغب السامع فيكون قوله سبباً لابتياعها ومُنفِّقاً لها ونعفَقَ الدرهم يَنْفُق نَفَاقاً كذلك هذه عن اللحياني كأَن الدرهم قَلَّ فرغب فيه وأَنْفَقَ القوم نَفَقت سوقهم ونَفَق مالُه ودرهمه وطعامه نَفْقاً ونَفاقاً كلاهما نقص وقلّ وقيل فني وذهب وأَنْفَقُوا نَفَقت أَموالهم وأَنفَقَ الرجل إذا افتقر ومنه قوله تعالى إذاً لأَمسكتم خشية الإنْفَاقِ أَي خشية الفناء والنَّفَاد وأَنْفَقَ المال صرفه وفي التنزيل وإذا قيل لهم أَنْفِقُوا مما رزقكم الله أَي أَنفقوا في سبيل الله وأَطعموا وتصدقوا واسْتَنْفَقه أَذهبه والنَّفقة ما أُنِفق والجمع نِفاق حكى اللحياني نَفِدت نِفاقُ القوم ونفَقَاتهم بالكسر إذا نفدت وفنيت والنِّفاقُ بالكسر جمع النَّفَقة من الدراهم ونَفِقَ الزاد يَنْفَقُ نَفَقاً أي نفد وقد أَنفَقت الدراهم من النَّفقة ورجل مِنْفاقٌ أي كثير النَّفَقة والنَّفَقة ما أَنفَقْت واستنفقت على العيال وعلى نفسك التهذيب الليث نَفَقَ السعر
( * قوله « السعر » كذا هو في الأصل ولعله الشيء ) يَنْفُق نُفُوقاً إذا كثر مشتروه وأَنْفَقَ الرجل إنْفاقاً إذا وجد نَفاقاً لمتاعه وفي مثل من أَمثالهم من باع عِرْضه أَنْفَقَ أَي من شاتم الناس شُتِمَ ومعناه أَنه يجد نَفاقاً بعِرْضه ينال منه ومنه قول كعب بن زهير أبِيتُ ولا أَهجُو الصديقَ ومن يَبِعْ بعِرْض أَبيه في المَعاشِرِ يُنْفِقِ أَي يجد نَفاقاً والباء مقحمة في قوله بعِرض أَبيه ونَفَقَت الأَيّم تَنْفُق نَفاقاً إذا كثر خُطّابها وفي حديث عمر من حَظّ المَرْء نَفاق أَيّمه أَي من سعادته أن تخطب نساؤه من بناته وأَخواته ولا يَكْسَدْنَ كَساد السِّلَع التي لا تَنْفُق والنَّفِقُ السريع الانقطاعِ من كل شيء يقال سير نَفِقٌ أي منقطع قال لبيد شَدّاً ومَرْفوعاً بقُرْبِ مثله للوِرْدِ لا نَفِق ولا مَسْؤُوم أَي عَدْو غير منقطع وفرس نَفِقُ الجَرْي إذا كان سريع انقطاع الجري قال علقمة بن عبدة يصف ظليماً فلا تَزَيُّده في مشيه نَفِقٌ ولا الزَّفيف دُوَيْن الشّدِّ مَسْؤُوم والنَّفَقُ سَرَبٌ في الأَرض مشتق إلى موضع آخر وفي التهذيب له مَخْلَصٌ إلى مكان اخر وفي المثل ضَلَّ دُرَيْصٌ نَفَقه أي جُحْره وفي التنزيل فإن استطعت أَن تبتغي نَفَقاً في الأرض والجمع أَنْفَاق واستعاره امرؤ القيس لجِحَرة الفِئَرة فقال يصف فرساً خَفَاهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ كأَنما خَفاهنَّ ودْقٌ من عَشِيّ مُجَلِّبِ والنُّفَقةُ والنَّافِقاء جُحْر الضَّبّ واليَرْبوع وقيل النُّفقةُ والنافِقاء موضع يرققه اليربوع من جُحره فإذا أُتِيَ من قبل القاصِعاء ضرب النافِقاء برأْسه فخرج ونَفِقَ اليربوع ونَفَق وانْتَفَقَ ونَفَّق خرج منه وتَنَفَّقَه الحارِشُ وانْتَفقه استخرجه من نافِقائه واستعاره بعضهم للشيطان فقال إذا الشيطانُ قَصَّعَ في قَفاها تَنَفَّقْناهُ بالحَبْل التُّؤام أَي استخرجناه استخراج الضَّبّ من نافِقائه وأَنْفَقَ الضَّبّ واليربوع إذا لم يَرْفُق به حتى ينْتَفِقَ ويذهب ابن الأَعرابي قُصَعَةُ اليربوع أَن يحفر حفيرة ثم يسد بابها بترابها ويسمى ذلك التراب الدَّامّاء ثم يحفر حفراً آخر يقال له النافِقاء والنُّفَقَة والنَّفَق فلا ينفذها ولكنه يحفرها حتى ترقّ فإذا أُخِذَ عليه بقاصِعائه عدا إلى النافِقاء فضربها برأْسه ومَرَق منها وتراب النُّفَقَةِ يقال له الراهِطَاء وأَنشد وما أُمُّ الرُّدَيْنِ وإن أَدلَّتْ بعالِمةٍ بأَخلاق الكِرام إذا الشيطانُ قَصَّع في قفاها تَنَفّقْناه بالحبْل التُّؤام أَي إذا سكن في قاصعاء قفاها تنفَّقناه أَي استخرجناه كما يُستخرج اليربوع من نافقائه قال الأَصمعي في القاصعاء إنما قيل له ذلك لأَن اليَرْبوع يخرج تراب الجحر ثم يسدّ به فم الآخر من قولهم قَصَع الكَلْمُ بالدم إذا امتلأَ به وقيل له الدامَّاء لأنه يخرج تراب الجحر ويطلي به فم الآخر من قولك ادْمُمْ قِدْرك أَي اطْلِها بالطِّحال والرَّماد ويقال نافَقَ اليربوعُ إذا دخل في نافِقائه وقَصَّع إذا خرج من القاصِعاء وتَنَفَّق خرج قال ذو الرمة إذا أَرادوا دَسْمَهُ تَنَفَّقا أَبو عبيد سمي المنافقُ مُنافقاً للنَّفَق وهو السَّرَب في الأَرض وقيل إنما سمي مُنافقاً لأنه نافَقَ كاليربوع وهو دخوله نافقاءه يقال قد نفق به ونافَقَ وله جحر آخر يقال له القاصِعاء فإذا طلِبَ قَصَّع فخرج من القاصِعاء فهو يدخل في النافِقاء ويخرج من القاصِعاء أو يدخل في القاصِعاء ويخرج من النافِقاء فيقال هكذا يفعل المُنافق يدخل في الإسلام ثم يخرج منه من غير الوجه الذي دخل فيه الجوهري والنافِقاء إحدى جِحَرةَ اليَرْبوع يكتمها ويُظْهر غيرها وهو موضع يرققه فإذا أُتِيَ من قِبَلِ القاصِعاء ضرب النافِقاء برأْسه فانْتَفَق أَي خرج والجمع النَّوَافِقُ قال ابن بري جِحَرة اليربوع سبعة القاصِعاء والنافِقاء والدامَّاء والراهِطاءُ والعَانِقاء والحَاثياء واللُّغَزُ وهي اللُّغَّيْزَى أَيضاً قال أَبو زيد هي النافِقاء والنُّفَقاء والنُّفَقة والرُّهطاء والرُّهَطة والقُصَعاء والقُصَعة وما جاء على فاعِلاء أَيضاً حاوياء وسافياءُ وسابياء والسموأَل ابن عادِياء والخافِيَاء الجنّ والكارِاء
( * قوله « الكاراء » هكذا هو في الأصل بدون نقط ) واللأَّوِياء والجاسِياء للصَّلابة والبَالغاء للأَكارع وبنُو قَابِعاء للسَّبّ والنُّفَقة مثال الهُمَزة النَّافِقاء تقول منه نَفَّق اليَرْبوع تَنْفيقاً ونافَقَ أَي دخل في نافِقائه ومنه اشتقاق المُنافق في الدين والنِّفاق بالكسر فعل المنافِق والنِّفاقُ الدخول في الإسلام من وَجْه والخروُج عنه من آخر مشتقّ من نَافِقَاء اليربوع إسلامية وقد نافَقَ مُنافَقَةً ونِفاقاً وقد تكرر في الحديث ذكر النِّفاق وما تصرّف منه اسماً وفعلاً وهو اسم إسلاميّ لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به وهو الذي يَسْترُ كُفْره ويظهر إيمانَه وإن كان أَصله في اللغة معروفاً يقال نافَقَ يُنافِق مُنافقة ونِفاقاً وهو مأْخوذ من النافقاء لا من النَّفَق وهو السَّرَب الذي يستتر فيه لستره كُفْره وفي حديث حنظلة نافَقَ حَنْظَلة أَراد أَنه إذا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم أخلص وزهد في الدنيا وإذا خرج عنه ترك ما كان عليه ورغب فيها فكأَنه نوع من الظاهر والباطن ما كان يرضى أَن يسامح به نفسه وفي الحديث أَكثر مُنافِقِي هذه الأُمَّة قُرَّاؤها أَراد بالنِّفاق ههنا الرياء لأَن كليهما إظْهار غير ما في الباطن وقول أبي وجزة يَهْدِي قلائِص خُضَّعاً يَكنفْنَهُ صُعْرَ الخدُودِ نوَافِقَ الأَوْبَارِ أَي نُسِلَتْ أَوبارُها من السِّمَن وفي نوادر الأَعراب أَنْفَقَت الإبُل إذا انْتَثَرَتْ أَوبارُها عن سِمَن قالوا ونَفَق الجُرْح إذا تقشَّر ويقال زيْت انفاق قال الراجز إذا سَمِعْنَ صَوْتَ فَحْلٍ شَقْشاق قَطَعْنَ مُصْفَرّاً كزيت الانْفاق والنَّافِقة نافِقة المِسْك دخيل وهي فأْرة المسك وهي وعاؤه ومالك بن المُنْتَفِقِ الضَّبيّ أَحد بني صُبَاح بن طريف قاتل بِسْطَامِ بن قَيْس والنُّفَيْقُ موضع ونَيْقَقُ القميص والسراويل معروف وهو قارسي معرب وهو المُنَفَّقُ وقيل النَّيْقَقُ دخيل نَيْفق السراويل الجوهري ونيفق السروايل الموضع المتسع منها والعامة تقول نِيفَق بكسر النون والمُنْتَفِقُ اسم رجل

( نقق ) نَقَّ الظَّليمُ والدجاجةُ والحَجَلةُ والرَّخَمةُ والضَّفادع والعقرب تَنِقُّ نَقيقاً ونَقْنَقَ صوَّت قال جرير يصف الخنزير والحَبّ في حاويائه كأَنَّ نَقِيقَ الحَبِّ في حَاوِيائه فَحِيح الأَفَاعِي أَو نَقِيق العَقارب والدجاجة تُنَقْنِقُ للبيض ولا تنِقُّ لأنها ترجِّع في صوتها ونقَّت الدجاجة وتَقْنَقت ومنه قول يزيد بن الحَكَم ضفادِعُها غَرْقَى لَهُنَّ نَقِيقُ وقيل النَّقِيقُ والنَّقْنَقةُ من أَصوات الضفادع يفصل بينهما المَدّ والترجيع والدجاجة تُنَقْنِقُ للبيض وكذلك النعامة ونَقَّ الضِّفْدَع ونَقْنَق كذلك وقيل هو صوت يفصل بينه مدّ وترجيع وضفدع نَقَّاق ونَقُوق وجمع النَّقُوق نُقُق قال رؤْبة إذا دَنا منهنَّ أَنقاضُ النُّفُقْ ويروى النُّقَق على من قال جُدَد في جُدُد ومن قال رُسْل قال نُقّ أَنشد ثعلب على هنين وهَنَات نُقّ والنَّقَّاق الضفدع صفة غالبة تقول العرب أَرْوَى من النَّقَّاق أَي الضفدع والنَّقَّاقة الضفدعة والنَّقْنَقة صوتها إذا ضُوعِف وربما قيل ذلك للهِرِّ أَيضاً وأَنشد أَبو عمرو أَطعَمْت راعِيَّ من اليَهْيَرِّ فظَلَّ يَبْكي حَبِجاً بشَرِّ خلف اسْتِهِ مثل نَقيق الهِرِّ وفي رِجْزِ مسيلمة يا ضِفْدَع نقّي كم تنقّين النَّقِيقُ صوت الضفدع وإذا رجّع صوته قيل نَقْنَق وفي حديث أُم زرع ودايِسٍ ومُنِقّ قال أَبو عبيد هكذا رواه أَصحاب الحديث ومُنِقّ بالكسر قال ولا أَعرف المُنِقّ وقال غيره إن صحت الرواية فيكون من النَّقِيق الصوت يريد أَصوات المواشي والأنعام تصفه بكثرة أَمواله ومُنِقّ من أَنَقَّ إذا صار ذا نَقِيقٍ أو دخل في النقيق وفي رواية أُخرى دايس للطعام ومنِقّ وقال أَبو عبيد أَيضاً إنما هو مُنَقٍّ من نقَّيت الطعام والنَّقْنَقُ الظليم والنِّقْنِقُ والجمع النَّقانِقُ والنِّقْنيقُ الخشبة التي يكون عليها المصلوب ونَقْنَقَتْ عينُه نَقْنقةً غارت كذا حكاه يعقوب في الأَلفاظ وأَنشد الليث خُوص ذوات أَعْيُنٍ نَقانِقِ خُصّتْ بها مجهولة السَّمالِقِ وقال غيره نَقْنقَتْ بالتاء وأَنكره ابن الأَعرابي وقال نَقْتَق بالتاء هَبَطَ وفي المصنف تَقْتَقَت بتاءين قال ابن سيده وهو تصحيف

( نمق ) نَمَق الكتاب يَنْمُقُه بالضم نَمْقاً كتبه ونَمَّقه حسّنه وجَوَّده ونَمَّق الجلد ونَبَّقه نقشه وزينه بالكتابة ونَبَّقه ونَمَّقه واحد قال النابغة الذبياني كأَنَّ مَجَرَّ الرامِساتِ ذُيُولَها عليه قَضيمٌ نَمَّقَتْهُ الصوانع ويروى حصير نمَّقته أَبو زيد نَمَقْتُه أَنْمُقُه نَمْقاً ولَمَقْتُه أَلْمُقُه لَمْقاً وثوب نَمِيق ومُنَمَّق منقوش وقيل هذا الأصل ثم كثر حتى استعمل في الكتاب والنَّمَقُ الكتاب الذي يكتب فيه وفيه نَمَقَةَ أَي ريح منتنة عن أبي حنيفة كأَنه مقلوب من قَنَمةٍ الأَصمعي يقال للشيء المُرْوِحِ فيه نَمَسَة ونَمعقَة وزَهْمَقةٌ

( نمرق ) النُّمْرُقُ والنُّمْرُقة والنِّمْرِقة بالكسر الوسادة وقيل وسادة صغيرة وربما سموا الطِّنْفِسَةَ التي فوق الرِّحْل نُمْرُقة عن أبي عبيد والجمع نَمارق قال محمد بن عبد الله بن نمير الثقفي إذا ما بِسَاطُ اللهو مُدَّ وقُرِّبَتْ لِلَذَّاتِه أَنْماطُهُ ونَمَارِقُهْ وقيل النُّمْرُقة هي التي يُلْبَسُها الرحْل أبو عبيد النُّمْرُقة والنُّمْرُق والمِيثَرَةُ ما افْتَرشَت اسْتُ الراكب على الرحل كالمِرْفَقة غير أَن مؤخرها أعَظم من مقدمها ولها أَربعة سيور تشد بآخِرَةِ الرَّحْل وواسطه وأنشد تَضِجُّ من أَسْتاهِها النّمَارِقُ مفارش الرِّحال والأَيانِقُ الفراء في قوله تعالى ونَمَارق مَصْفوفة هي الوسائد واحدتها نُمْرُقة قال وسمعت بعض كلب يقول نِمْرِقة بالكسر وفي الحديث اشتريت نُمْرُقة أَي وِسَادةً وهي بضم النون والراء وبكسرهما وبغير هاء وجمعها نَمارق وفي حديث هند نَحْنُ بَناتُ طارق نَمْشي على النَّمَارق

( نهق ) نُهَاقُ الحمار صوته والنَّهِيقُ صوت الحمار فإذا كرّر نَهيقه واشتدّ قيل أَخذه النُّهاقُ ونَهَقَ الحمار يَنْهِقُ ويَنْهَقُ ويَنْهُق الضم عن اللحياني نَهْقاً ونَهِيقاً ونُهَاقاً وتَنْهاقاً صوَّت قال ابن سيده وأَرى ثعلباً قد حكى نَهِقَ قال ولست منه على ثقة والنّاهِقان عظمان شاخصان يَنْدُران من ذي الحافر في مجرى الدمع يخرج منهما النُّهَاقُ ويقال لهما أَيضاً النَّوَاهق قال النابغة الجعدي يصف فرساً بِعاري النَّوَاهِقِ صَلْتِ الجَبي ن يَسْتَنُّ كالتَّيْس ذي الحُلَّب والنّاهِقُ والنَّواهِقُ من الحمير حيث يخرج النُّهاق من حلوقها وهي من الخيل العظام الناتئة في خدودها وفي التهذيب النَّواهِقُ من الخيل والحمر حيث يخرج النُّهاقُ من حلقه وأَنشد للنمر بن تولب فأَرْسَلَ سَهْماً له أَهْزَعا فَشَكّ نواهِقه والفَما أبو عبيدة في كتاب الخيل الناهقان عظمان شاخصان في وجه الفرس أَسفل من عينيه وقيل النَّوَاهِقُ ما أَسفل من الجبهة في قصبة الأَنف وقيل نَوَاهِقُ الدابة عُروق اكتنفت خياشيمها لأَن النُّهَاقَ منها الواحدة ناهِقة الجوهري النّاهِقُ من الحمار حيث يخرج النُّهاقُ من حلقه والنَّهْقةُ طائرة طويلة المنقار والرجلين والرقبة غبراءُ والنَّهْق والنَّهَقُ نبات شبه الجِرْجِيرِ من أَحرار البقول يؤكل وقيل هو الجِرْجِير قال منصور وسماعي من العرب النَّهَقُ الجِرْجِير البّريّ قال رأَيته في رِيَاض الصَّمّان وكنا نأْكله مع التمر وفي مَذاقه حَمْزَةٌ وحَرَارة وهو الجِرْجِيرُ بعينه إلا أَنه برِّيّ يَلْذَعُ اللسان ويسمى الأَيْهَقانَ وأَكثر ما ينبت في قِرْبان الرِّياض وقال أبو حنيفة هو من العُشْب قال رؤبة ووصف عَيراً وأُتُنَهُ شَذَّب أُولاهُنَّ من ذاتِ النَّهَقْ واحدته نَهَقة وقيل ذاتُ النَّهَقِ أَرض معروفة وذو نُهَيْقٍ موضع قال أَلا يا لَهْف نفْسِي بعد عَيشٍ لنا بجُنوب دَرّ فذي نُهَيْقِ وفي حديث جابر فنزَعْنا فيه حتى أَنهقْناه يعني الحوض هكذا جاء في رواية بالنون قال وهو غلط والصواب بالفاء

( نوق ) النّاقةُ الأُنثى من الإبل وقيل إنما تسمى بذلك إذا أَجذعت والجمع أَنْوُقٌ وأَنْؤُق هذه عن اللحياني قال ابن سيده همزوا الواو للضمة وأَوْنُق وأَيْنُق الياء في أَيْنُقٍ عوض من الواو في أَوْنُقٍ فيمن جعلها أَيْفُلاً ومن جعلها أَعْفُلاً فقدم العين مُغَيَّرَةً إلى الياء جعلها بدلاً من الواو فالبدل أَعم تصرفاً من العوض إذ كلّ عِوَضٍ بَدَلٌ وليس كل بدل عوضاً وقال ابن جني مرة ذهب سيبوية في قولهم أَيْنُق مذهبين أَحدهما أَن تكون عين أَيْنُق قلبت إلى ما قبل الفاء فصارت في التقدير أَوْنُق ثم أُبدلت الواو ياء لأَنها كما أُعِلَّت بالقلب كذلك أُعلت أَيضاً بالإبدال والآخر أَن تكون العين حذفت ثم عوضت الياء منها قبل الفاء فمثالها على هذا القول أَيْفُل وعلى القول الأَول أَعْفُل وكذلك أَيانِق ونُوق وأَنْوَاقٌ عن يعقوب ونِيَاقٌ ونِياقاتٌ أَنشد ابن الأَعرابي إنَّا وَجَدْنا ناقةَ العَجُوزِ خَيْرَ النِّياقات على التَّرْمِيزِ حين تُكالُ النِّيبُ في القَفِيزِ وفي حديث أَبي هريرة فوجد أَيْنُقهُ الأَيْنُق جمع قِلَّةٍ لناقة ويصغر أَيْنُقٌ أُيَيْنِقات عن يعقوب والقياسُ أُيَيْنِق كقولك في أَكْلُبٍ أُكَيْلِب الأَزهري جمعها نُوق ونِياق والعدد أَيْنُق وأَيانق على قلب أَنْوُقٍ الجوهري النّاقةُ تقديرها فَعَلَةٌ بالتحريك لأَنها جمعت على نُوقٍ مثل بَدَنَةٍ وبُدْنٍ وخَشَبَة وخُشْب وفَعْلة بالتسكين لا تجمع على ذلك وقد جمعت في القِلَّةِ على أَنْوُقٍ ثم استثقلوا الضمة على الواو فقدموها فقالوا أَوْنُق حكاها يعقوب عن بعض الطائيين ثم عوضوا من الواو ياء فقالوا أَيْنُق ثم جمعوها على أَيانق وقد تجمع الناقةُ على نِيَاقٍ مثل ثَمَرة وثِمار إلا أَن الواو صارت ياء للكسرة قبلها وأَنشد أَبو زيد للقلاخ بن حَزْنٍ أَبْعَدَكُنَّ اللهُ من نِيَاقِ إن لم تُنجِّين من الوِثاقِ وفي المثل اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ قال ابن سيده استَنْوق الجَملُ صار كالناقة في ذُلِّها لا يستعمل إلا مَزيداً قال ثعلب ولا يقال اسْتَنَاق الجَمَلُ إنما ذلك لأن هذه الأَفعال المزيدة أَعني افْتَعَل واسْتَفْعَل إنما تعتل باعتلال أَفعالها الثلاثية البسيطة التي لا زيادة فيها كاسْتَقَام إنما اعْتَلَّ لاعتلال قام واسْتقال إنما اعتلَّ لاعتلال قال وإلا فقد كان حكمه أَن يَصِحَّ لأَن فاء الفعل ساكنة فلما كانت اسْتَوْسَقَ واسْتَتْيس ونحوهما دون فعل ثلاثي بسيط لا زيادة فيه صحت الياء والواو لسكون ما قبلهما وهذا المَثَل يضرب للرجل يكون في حديث أَو صفة شيء ثم يخلطه بغيره وينتقل إليه وأصله أَن طَرَفة بن العَبْد كان عند بعض الملوك والمسيَّبُ بن عَلَسٍ ينشده شعراً في وصف جَمَل ثم حَوَّله إلى نعت ناقة فقال طرفة قد اسْتَنْوق الجمل قال ابن بري وأَنشد الفراء هَزَزْتُكُمُ لو أَنَّ فيكم مَهَزَّةً وذكَّرْت ذا التأْنيث فاستنوق الجَمَلْ قال ابن بري والبيت الذي أَنشده المُسيَّب بن عَلَس هو قوله
( * وفي رواية أُخرى إن قائل هذا البيت هو المتلمّس خال طرفة )
وإنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عند احْتِضاره بناجٍ عليه الصَّيْعَريَّةُ مِكْدَمِ والصيْعَرِيّةُ من سِماتِ النُّوق دون الجِمال وجَمَل مُنَوَّق ذَلُول قد أُحْسِنَت رياضته وقيل هو الذي ذُلِّلَ حتى صُيِّر كالناقة وناقة منوَّقة عُلِّمت المشي والنَّوَّاق من الرجال الذي يروض الأُمور ويصلحها وفي الحديث أَن رجلاً سار معه جمل قد نَوَّقَهُ وخَيَّسه المُنَوَّقُ المذلَّل وهو من لفظ الناقة كأَنه أَذهب شدّة ذكورته وجعله كالناقة المُرَوَّضة المنقادة وفي حديث عمران بن حصين وهي ناقة مُنَوَّقة وتَنَوَّق في الأمر أَي تأَنَّق فيه وبعضهم لا يقول تَنَوَّق والاسم منه النِّيقةُ وفي المثل خَرْقاءُ ذات نِيقَة يضرب للجاهل بالأَمر وهو مع جهله يدَّعي المعرفة ويتأَنق في الإرادة ذكره أَبو عبيد ابن سيده تَنَوَّق في أُموره تَجَوَّد وبالغ مثل تأَنَّق فيها قال ذور الرمة كأَنَّ عليها سَحْقَ لِفْقٍ تَنَوَّقَتْ به حَضْرَمِيّاتُ الأَكفِّ الحَوَائك عدِّاه بالباء لأنه في معنى ترفقَتْ به قال وهي مأْخوذة من النِّيقة قال ابن هرم الكلابي لأُحْسِنُ رَمَّ الوَصْل من أُم جَعْفَرٍ بحَدِّ القَوافي والمُنَوَّقَةِ الجُرْدِ وقال جميل في النِّيْقَةِ إذا ابْتُذِلَتْ لم يُزْرِها تَرْكُ زِينةٍ وفيها إذا ازْدانتْ لِذِي نِيقةٍ حَسْبُ وقال الليث النِّيقةُ من التَّنَوُّق تَنَوَّق فلان في منطقة وملبسه وأُموره إذا تجوَّد وبالغ وتَنَيَّق لغة قال ابن بري وشاهد النِّيقَةِ قول الراجز كأَنها من نِيقةٍ وشَارَهْ والحَلْي بين التبنِ والحِجارَةْ مَدْفَع مَيْثاءَ إلى قَرارهْ لك الكلامُ واسْمعي يا جارَه وقال علي بن حمزة تَأَنَّقَ من الأَنَقِ والأَنِيقُ المُعْجِبُ ومنه الحديث صِرْتُ إلى رَوْضاتٍ أَتَأَنَّقُ فيهن أَي أُسَرُّ وأُعْجَبُ بهن قال ولا يقال تَأَنَّقْتُ في الشيء إذا أَحكمته وإنما يقال تَنَوَّقْتُ ابن سيده وانْتَاق كَتَنَوَّقَ وقيل انْتاق الشيء مقلوب عن انتقاه أبو عبيد والانْتِياقُ مثل الانْتِقَاءِ قال مثل القِياسِ انْتَاقَها المُنَقِّي يعني القِسِيَّ وكان الكسائي يقول هو من النِّيقةِ والاسم من كل ذلك النُّيقةُ والنَّوَقُ بياض فيه حمرة يسيرة ابن الأَعرابي النَّوْقة الحَذاقة في كل شيء والمُنَوَّق المذلَّل من كل شيء حتى الفاكهة إذا قرب قُطوفها لأَكلها فقد ذُلِّلت وروى الفراء عن الدبيرية أنها قالت تقول للجمل المليّن المُنَوَّق الأَصمعي المُنَوَّق من النخل المُلَقَّح والمُنَوَّق من العُذُوق المنقَّى والمُنَوَّقُ المُصَفَّف وهو المُطَرَّقُ والمُسَكَّكُ ابن الأَعرابي النَّوَقة الذين ينقّون الشحم من اللحم لليهود وهم أُمَناؤُهم وهو جمع نائِقٍ مقلوب من ناقِئٍ وأَنشد مُخَّةُ ساقي بأَيادي ناقِئٍ أعْجَلَها الشّاوي عن الإحْراقِ ويروى بين كَفَّي ناقِئٍ ويقال نُقْ نُقْ إذا أَمرته بتمييز اللحم من الشحم

( نيق ) النِّيقُ أَرفع موضع في الجبل والجمع أَنْيَاق ونُيُوق وفي الصحاح ونِيَاق قال ومنه قول الشاعر شَغْوَاء توطِنُ بين الشِّيقِ والنِّيقِ والنِّيقُ حرف من حروف الجبل وقيل النِّيقُ الطويل من الجبال والنّاق شبه مَشَقٍّ بين ضَرَّة الإبهام وأَصل أَليَة الخنصر في مستقبل بطن الساعد بلصق الراحة وكذلك كل موضع مثل ذلك من باطن المَرْفِق أَو في أَصل العُصْعُصِ والنّاقُ الحَزُّ الذي في مؤخر حافر الفرس وجمعها نُيُوق وتَنَيَّق الرجل في لِبْسته وطُعْمه بالغ لغة في تَنَوَّق الليث النِّيقة من النُّيوق تَنَوَّق فلان في مطعمه وملبسه وأُموره إذا تجوَّد وبالغ وتَنَيَّق لغة

( نيبق ) نِيبَقُ القميص نِيفَقُه فارسي أعربوه بالرباعي كما أععربوه بالثلاثي في نِيفَقٍ

( نيفق ) نِيفَقُ القميص
( * قوله « نيفق القميص » هو بالفتح والعامة تكسره افاده المؤلف في مادة نفق ) معروف

( هبق ) الهِبِقُّ بكسر الهاء والباء وشد القاف كثرة الجماع عن كراع والهَبَقُ نبت حكاه ابن دريد قال ابن سيده ولا أَدري ما صحته

( هبرق ) الهِبْرِقيُّ والهَبْرَقيُّ الصائغ ويقال للحداد وقيل هو كل من عالج صنعة بالنار قال ابن أَحمر فما أَلواح دُرَّةِ هِبْرِقيّ جَلا عنها مُخَتِّمُها الكُنُونا أبو سعيد الهَبْرَقيُّ الذي يصفّي الحديد وأَصله أَبْرَقيّ فأُبدلت الهاء من الهمزة وأَنشد للطرماح يصف ثوراً يُبَرْبِرُ بَرْبَرةَ الهَبْرقيّ بأُخْرَى خَواذِلِها الآنحَهْ قال شبه الثور وخُواره بصوت الريح تخرج من الكير وقيل الهَبْرَقيّ الثور الوحشي وهو الأَبْرقيّ لبَرِيق لونه ابن سيده والهَبْرَقيّ من الثيران المسن الضخم واستعاره صخر الغَيّ للوعل المسنّ الضخم فقال يصف وعلاً به كان طِفْلاً ثم أَسْدَس فاستوى فأَصبح لِهْماً في لُهُوم الهبرقي وقال النابغة يصف ثوراً مُوَلِّيَ الرِّيح رَوْقَيْهِ وجبهتَهُ كالهَبْرَقِّي تَنَحَّى ينفخ الفَحَما يقول أَكَبَّ في كِناسه يحفر أَصل الشجرة كالصائغ إذا تحَرّف ينفخ الفحم

( هبنق ) الهُبْنقُ والهُبْنُوق والهَبَيْنَقُ والهَبْنيق الوَصِيفُ قال لبيد والهَبانِيقُ قِيامٌ مَعَهُمْ كلُّ مَلْثُومٍ إذا صُبَّ هَمَلْ قال ابن بري ومثله قول ابن مقبل يصف خمراً يَمُجُّها أَكْلَفُ الإسْكابِ وافَقَهُ أَيْدِي الهَبانِيقِ بالمَثْناةِ مَعْكوم وهَبَنَّقةُ القَيْسيّ رجل كان أَحمق بني قيس بن ثعلبة وكان يقال له ذو الوَدَعاتِ واسمه يزيد بن ثَرْوانَ وكان يضرب به المثل في الحمق قال الشاعر عِشْ بِجَدٍّ ولن يضرك نَوْكٌ إنما عَيْشُ من تَرَى بالجُدودِ عِشْ بجَدٍّ وكُنْ هَبَنَّقة القَيْ سِيَّ نَوْكاً أَو شَيْبَة بن الوَلِيدِ رُبَّ ذِي إرْبةٍ مُقِلٌّ من الما ل وذي عُنْجُهيَّةٍ مَجْدودِ شيْبَ يا شَيْبَ يا سَخِيفَ بني القعْ قاعِ ما أَنت بالحليم الرَّشِيدِ وقال آخر عِشْ بجَدٍّ وكُنْ هَبَنَّقةً ير ضَ بك الناسُ قاضِياً حَكَما ورجل هَبَنَّق إذا وصف بالنَّوك وقال ذو الرمة إذا فارَقَتْهُ تَبْتَغي ما تُعيشُه كفاها رَذاياها الرقيعُ الهَبَنَّقُ قيل أَراد بالرقيع الهبَنّق القُمْرِيّ وقيل بل هو الكَرَوان وهو يوصف بالحمق لتركه بيضه واحتضانه بيض غيره كما قال إني وتَرْكي نَدَى الأَكْرَمِينَ وقَدْحِي بكَفَّيَّ زَنْداً شَحاحا كتاركةٍ بيضها بالعَراء ومُلْبِسة بَيْضَ أُخرى جَناحا

( هدق ) هَدَقَ الشيءَ فانْهَدَقَ كسره فانكسر

( هدلق ) بعير هِدْلِقٌ وهِدْلِيق واسع الأَشداق وجمعه هَدالق وأَنشد أَعرابي هَدالِقاً دَلاقِمَ الشدُوقِ والهِدْلِقُ الخطيب والهَدالِقُ الطوال الليث الهِدْلِقُ المُنْخُل ابن بري الهِدْلِق الناقة الطويلة المِشْفَرِ قال الجُهَني وقُلُص حَدَوْتُها هَدالق وقد يكون من صفة المِشْفَر قال عمارة ينفُضْنَ بالمَشافر الهَدالِقِ

( هرق ) الأَزهري هَراقتِ السماء ماءها وهي تُهَرِيقُ والماء مُهَراق الهاء في ذلك كله متحركة لأَنها ليست بأَصلية إنما هي بدل من همزة أَراق قال وهَرَقْت مثل أَرَقْتُ قال ومن قال أَهْرَقْت فهو خطأٌ في القياس ومثل العرب يخاطب به الغضبان هَرِّقْ على جمرك
( * قوله « هرق على جمرك » أي أصبب ماء على نار غضبك ) أَو تَبَيَّنْ أَي تَثَبت ومثل هَرَقْتُ والأَصل أَرَقْتُ قولُهم هَرَحْت الدابة وأَرَحْتُها وهَنَرْتُ النار وأَنَرْتُها قال وأما لغة من قال أَهْرَقْتُ الماء فهي بعيدة قال أَبو زيد الهاء منها زائدة كما قالوا أَنهأْت اللحم والأصل أَنأْته بوزن أَنَعْتهُ ويقال هَرِّقْ عنا من الظهيرة وأَهْرِئْ عنا بمعناه من قال أَهْرِقْ عنا من الظهيرة جعل القاف مبدلة من الهمزة في أَهْرِئْ قال وقال بعض النحويين إنما هو هَراق يُهَرْيقُ لأن الأصل من أَراقَ يُرِيقُ يُأَرْيق لأن أَفْعَل يُفْعِلُ كان في الأَصل يُأَفْعِلُ فقلبوا الهمزة التي في يُأَرْيِقُ هاء فقيل يُهَرْيِق ولذلك تحركت الهاء الجوهري هَراق الماء يُهَرِيقه بفتح الهاء هِراقة أَي صبَّه وأَنشد ابن بري رُبَّ كَأْسٍ هَرَقْتَها ابنَ لُؤَيّ حَذَرَ الموت لم تكُنْ مُهْراقَهْ وأَنشد لأَوس بن حجر نُبِّئْتُ أَنّ دَماً حراماً نِلْتَهُ فهُرِيق في ثوبٍ عليك مُحَبَّر وأَنشد للنابغة وما هُرِيقَ على الأَنْصابِ من جَسَدِ قال وأَصل هَراق أَراقَ يُرِيقُ إراقَةً وأصل أَراقَ أَرْيَقَ وأَصل يُرِيِقُ يُرْيِقُ وأَصل يُرْيِق يُأَرْيِقُ وإنما قالوا أَنا أُهَرِيقُه وهم لا يقولون أُأَرِيقُهُ لاستثقالهم الهمزتين وقد زال ذلك بعد الإبدال وفيه لغة أُخرى أَهْرَقَ الماء يُهْرِقُه إهْراقاً على أَفْعَلَ يُفْعِلُ قال سيبويه أَبدلوا من الهمزة الهاء ثم أُلزمت فصارت كأنها من نفس الحرف ثم أُدخلت الأَلف بعدُ على الهاء وتركت الهاء عوضاً من حذفهم حركة العين لأن أَصل أَهْرَق أَرْيقَ قال ابن بري هذه اللغة الثانية التي حكاها عن سيبوبه هي الثالثة التي يحكيها فيما بعدُ إلاّ أَنه غلط في التمثيل فقال أَهْرَق يُهْرِق وهي لغة ثالثة شاذة نادرة ليست بواحدة من اللغتين المشهورتين يقولون هَرَقْت الماءَ هَرْقاً وأَهْرَقْتُه إهْراقاً فيجعلون الهاء فاء والراء عيناً ولا يجعلونه معتلاً وأما الثانية التي حكاها سيبويه فهي أَهْرَاق يُهْرِيق إهْراقةً فَيَّرها الجوهري وجعلها ثالثة وجعل مصدرها إهْرِياقاً أَلا ترى أَنه حكي عن سيبويه في اللغة الثانية أَن الهاء عوض من حركة العين لأن الأَصل أَرْيَق ؟ فهذا يدل أَنه من أَهْرَاق إهْراقةً بالألف وكذا حكاه سيبويه في اللغة الثانية الصحيحة قال الجوهري وفيه لغة ثالثة أَهْرَاقُ يُهْرِيق إهْرِياقاً فهو مُهْريق والشيء مُهْراق ومُهَراق أَيضاً بالتحريك وهذا شاذ ونظيره أَسْطَاع يُسْطيع اسْطِياعاً بفتح الألف في الماضي وضم الياء في المستقبل لغة في أَطاع يُطِيع فجعلوا السين عوضاً من ذهاب حركة عين الفعل على ما تقدم ذكره عن الأَخفش في باب العين قال وكذلك حكم الهاء عندي قال ابن بري قد ذكرنا أَن هذه اللغة هي الثانية فيما تقدم إلاّ أَنه غَيَّرَ مصدرها فقال إهْرِياقاً وصوابه إِهْراقةً وتاءُ التأْنيث عوض من العين المحذوفة وكذلك قال ابن السراج أَهْرَاق يُهْرِيقُ إِهْراقةً وأسْطاع يُسْطيع إسْطاعةً قال وأَما الذي ذكره الجوهري من أَن مصدر أَهْراقَ وأَسْطَاع إهْرياقاً واسطِياعاً فغلط منه لأنه غير معروف والقياس إهْراقةً وإسْطَاعةً على ما تقدم وإنما غلَّطه في اسْطِيَاع أَنه أَتى به على وزن الاسْتِطاعِ مصدر اسْتَطاع قال وهذا سهو منه لأن أَسْطاع همزته قطع والاسْتِطاع والاسْطِيَاع همزتهما وصل وقوله والشيءُ مُهْراق ومُهَراق أَيضاً بالتحريك غير صحيح لأن مفعول أَهْرَاق مُهْراق لا غير قال وأَما مُهَراق بالفتح فمفعول هَرَاق وقد تقدم شاهده وشاهد المُهْراق ما أُنشد في باب الهجاء من الحماسة لعُمارة بن عقيل دعَتْهُ وفي أَثوابِهِ من دِمَائِهَا خَليطَا دمٍ مُهْراقةٍ غير ذَاهِبِ وقال جرير العِجْلي ويروى للأخطل وهي في شعره إذا ما قُلْتُ قد صالَحْتُ قَوْمِي أَبى الأَضْغَانُ والنسبُ البَعيدُ ومُهْراقُ الدماءِ بوارِدَاتٍ تَبِيدُ المُخْزِياتُ ولا تَبِيدُ قال والفاعل من أَهْراقَ مُهْرِيقٌ وشاهده قول كثيِّر فأَصْبَحْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَةَ مائِهِ لضَاحِي سَرَابٍ بالمَلا يَتَرَقْرَقُ وقال العُدَيْلُ بن الفَرْخ فكنْت كمُهْرِيقِ الذي في سِقائِهِ لِرَقْرَاقِ آلٍ فوق رابيةٍ جَلْدِ وقال آخر فظَلَلْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَ سِقائِهِ في جَوِّ هاجِرَةٍ لِلَمْعِ سَرابِ وشاهد الإهْرَاقةِ في المصدر قول ذي الرمة فلما دَنَتْ إهْرَاقَةُ الماءِ أَنْصَتَتْ لأَعْزِلَةٍ عنها وفي النفس أَن أُثْني قال ابن بري عند قول الجوهري وأَصل أَرَاقَ أَرْيَقَ قال أَراق أَصله أَرْوَقَ بالواو لأنه يقال رَاقَ الماءُ رَوَقاناً انصبَّ وأَراقهُ غيره إذا صَبَّه قال وحكى الكسائي رَاقَ الماءُ يَرِيقُ انصبَّ قال فعلى هذا يجوز أن يكون أَصل أَرَاقَ من الياء وفي الحديث أُهْرِيقَ دَمُهُ وتقدير يُهَرِيقُ بفتح الهاء يُهَفْعِلُ وتقدير مُهَرَاق بالتحريك مُهَفْعَل وأما تقدير يُهْرِيق بالتسكين فلا يمكن النطق به لأن الهاء والفاء ساكنان وكذلك تقدير مُهْرَاق وحكى بعضهم مطر مُهْرَوْرِقٌ وفي حديث أُم سلمة أَن امرأَة كانت تُهَراقُ الدمَ هكذا جاءَ على ما لم يسمَّ فاعله والدم منصوب أي تُهَرَاقُ هي الدمَ وهو منصوب على التمييز وإن كان معرفة وله نظائر أو يكون قد أُجري تُهَراقُ مجرى نُفِسَت المرأَةُ غلاماً ونُتِجَ الفرسُ مُهْراً ويجوز رفع الدم على تقدير تُهَرَاقُ دماؤها وتكون الأَلف واللام بدلاً من الإضافة كقوله تعالى أو يَعْفُوَ الذي بيده عُقْدَةُ النكاح أي عُقْدَةُ نكاحِهِ أو نكاحها والهاء في هَرَاقَ بدل من همزة أَرَاقَ الماء يُرِيقهُ وهَرَاقه يُهَرِيقُه بفتح الهاء هَراقةً ويقال فيه أَهْرَقْتُ الماءَ أُهْرِقُهُ إهْرَاقاً فيجمع بين البدل والمبدل ابن سيده اهْرَوْرَقَ الدمعُ والمطر جَرَيا قال وليس من لفظ هَرَاق لأن هاء هَرَاق مبدلة والكلمة معتلة وأما اهْرَوْرَقَ فإنه وإن لم يتكلم به إلاَّ مَزيداً متوهم من أصل ثلاثي صحيح لا زيادة فيه ولا يكون من لفظ أَهْرَاقَ لأن هاء أَهْرَاقَ زائدة عوض من حركة العين على ما ذهب إليه سيبويه في أَسْطَاعَ ويوم التهَارُقِ يوم المَهْرَجان وقد تَهَارقُوا فيه أي أَهْرَقَ الماء بعضُهم على بعضٍ يعني بالمَهْرَجانِ الذي نسميه النَّوْرُوز والمُهْرُقَانُ البحر لأنه يُهَرِيق ماءَه على الساحل إلاَّ أنه ليس من ذلك اللفظ أَبو عمرو هو اليَمُّ والقَلَمَّشُ والنَّوْفَلُ والمُهْرُقانُ البحر بضم الميم والراء قال ابن مقبل تَمَشَّى به نَفْرُ الظِّباءِ كأَنَّها جَنَى مُهْرُقانٍ فاضَ بالليل سَاحِلهْ ومُهْرُقان معرب أَصله ما هي رُويانْ وقال بعضهم مُهْرُقان مُفْعُلان من هَرَقْت لأن البحر ماؤُه يفيض على الساحل إذا مَدَّ فإذا جزر بقي الوَدَع أَبو عمرو يقال للبحر المُهْرَقان والدَّ أْماءُ خفيف وقيل المُهْرُقان ساحل البحر حيث فاض فيه الماءُ ثم نَضَب عنه فبقي الوَدَع وأَورد بيت ابن مقبل وقال وجَناهُ ما يبقى من الوَدَعِ والمُهْرَقُ الصحيفة البيضاء يكتب فيها فارسي معرب والجمع المَهارق قال حسان كَمْ للمَنازل من شَهْرٍ وأَحوالِ لآل أَسْماءَ مِثْل المُهْرَقِ البالِي قال ابن بري والذي في شعره كما تَقادَمَ عَهْدُ المُهْرَقِ البالي قال وقال الحرث بن حلِّزة آياتها كَمَهارِقِ الحَبَشِ والمَهارق في قول ذي الرمة بيَعْمَلة بين الدُّجَى والمَهَارِق الفَلَواتُ وقيل الطرق وقيل المُهْرَق ثوب حرير أَبيض يُسْقَى الصمغَ ويُصْقَلُ ثم يكتب فيه وهو بالفارسية مُهر كَرْد وقيل مَهْره لأن الخَرَزة التي يُصقل بها يقال لها بالفارسية كذلك والمُهْرَقُ الصحراء الملساء والمَهارق الصَّحاري واحدها مُهْرَق وهو معرب قال الأزهري وإنما قيل للصحراء مُهْرق تشبيها بالصحيفة قال الأعشى رَبّي كريم لا يكدِّرُ نِعْمَةً فإذا تُنُوشِد في المَهارِق أَنْشَدا أراد بالمَهارق الصحائف وقال اللحياني بلد مَهَارِق وأَرضٌ مَهَارِق كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منه مُهْرَقاً قال وخَرْق مَهَارِق ذي لُهْلُهٍ أجَدَّ الأُوَامَ به مَظْمَؤُه قال ابن الأَعرابي إنما أَراد مثل المَهارق وأَجَدَّ جَدَّد واللُّهْلُه الاتساع قال ابن سيده وأما ما رواه اللحياني من قولهم هَرِقْتُ حتى نصف الليل فإنما هو أَرِقْتُ فأَبدل الهاء من الهمزة وقال أَبو زيد يقال هَرِيقُوا عنكم أوَّل الليل وفَحْمَةَ الليل أي انزلوا وهي ساعة يَشُقُّ فيها السير على الدواب حتى يمضي ذلك الوقت وهما بين العشاءَين

( هزق ) هَزِقَ في الضحك هَزَقاً وأَهْزَق فلان في الضحك وزَهْزَقَ وأَنْزَقَ وكَرْكَرَ أكثر منه ورجل هَزِقَ ومِهْزاق ضَحّاك خفيف غير رَزِين وامرأَة هَزقة بيِّنة الهَزَقِ ومِهْزاق ضحَّاكة وأَنشد ابن بري للأعشى حُرَّة طَفْلَة الأَنامِلِ كالدُّمْ يِة لا عَابس ولا مِهْزاق وحكى ابن خالويه رجل مِهْزاق طَيّاش والهَزَقُ النشاط وقد هَزِقَ يَهْزَق هَزَقاً قال رؤبة وشَجَّ ظَهْرَ الأرضِ رقَّاص الهَزَقْ وحمار هَزِق ومِهْزَاق كثير الاسْتِنَان والهَزَق النَّزَقُ والخفة والهَزَق شدة صوت الرعد قال كثيِّر يصف سحاباً إذا حَرَّكَتْهُ الريحُ أَرْزَمَ جانبُ بلا هَزَقٍ منه وأَوْمَضَ جانبُ

( هزرق ) الهَزْرَقة من أَسْوإِ الضحك قال ظَلَلْنَ في هَزْرقَةٍ وقَهِّ يَهْزَأْنَ من كل عَيَام فَهِّ قال الأَزهري لم أَسمع الهَزْرَقة بهذا المعنى لغير الليث وروى شمر عن المؤَرّج أنه قال النَّبَط تسمي المحبوس المُهَزْرَقَ الزاي قبل الراء قال الأَزهري والذي نعرفه في باب الضحك زَهْرَقَ ودَهْدَق زَهْرَقةً ودَهْدَقةً قال قال ذلك أبو زيد وغيره وظليم هُزْرُوق وهِزْراق وهُزارِق سريع وهزرق الرجلُ والظَّليمُ أسرع وهو ظليم هُزْروق وهُزَارِق

( هزلق ) الأزهري ابن الأعرابي القِرَاطُ السِّراجُ وهو الهِزْلِقُ الهاء قبل الزاي غيره هو الزِّهْلِق قال وأَما الهِزْلق فهي النار

( هشنق ) الهَشْنَقُ ما يُسَدّي عليه الحائك قال رؤبة أَرْمُلُ قُطْناً أو يُسَدّي هَشْنَقا

( هغق ) الهَيْغَقُ النبات الغَضّ التارّ

( هفتق ) أقاموا هَفْتَقاً أي أُسبوعاً فارسي معرب أَصله بالفارسية هَفْتَهْ قال رؤبة كأَن لَعّابِينَ زاروا هَفْتَقَا

( هقق ) هَقَّ الرجلُ هرب قال عمرو بن كلثوم فاستعاره للكلاب وقد هَقَّتْ كِلابُ الحَيِّ منا وشَذَّبْنا قَتادةَ مَنْ يَلِينَا
( * رواية المعلقة هرْت بدل هقَّت )
والهَقْهَقة كالحَقْحَقة وهي شدة السير وإتْعاب الدابة وقد هَقْهَقَ الرجل مثل حَقْحَقَ وقَرَبٌ مُهَقْهَق منه وقيل إنما يراد به مُحَقْحَق وأَنشد لرؤبة جَدَّ ولا يَحْمَدْنَهُ إن يُلْحَقَا أَقَبُّ قَهْقاهٌ إذا ما هَقْهَقَا ويروى هَقْهاق وقَهْقاه الأزهري عن ابن الأعرابي الهُقُق الكثيرو الجماع قال الأزهري يقال هَكَّ جاريته وهَقَّها إذا جهدها بكثرة الجماع

( هلق ) الهَلْقُ السرعة في بعض اللغات وليس بثبت

( همق ) كُلاٌ هَمِقٌ هَشٌّ لين عن أَبي حنيفة وأنشد باتَتْ تَعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيمِ لُبايَةً من هَمِقٍ عَيْشومِ وقال بعضهم الهَمِقُ من الحَمض والهَمِق نبت والعَيْشوم اليابس ابن الأعرابي الهَمْقى نبت وفي كتاب أبي عمرو لباية من هَمِقٍ هَيشوم وقال الهَمِقُ الكثير والقَصِيم منابت الغضا جمع قَصِيمةٍ بصاد غير معجمة والهِمَقَّى والهِمِقَّى ضرب من المشي وقال كراع هو سير سريع والهَمْقاق والهُمقاق حب يشبه حب القطن في جُمَّاحة مثل الخَشْخاش قال ابن سيده وهي مثل الخَشْخاش إلا أنها صلبة ذات شعب يُقْلَى حَبُّه وأكله يزيد في الجماع يكون في بلاد بَلْعَمِّ واحدته هَمْقاقة وهُمْقاقة بوزن فُعْلانة من كلام العجم أولله كلام بَلْعَمِّ خاصة لأنه يكون بجبال بَلْعَمِّ قال ابن سيده وأَحسبها دخيلة قال والهَمَقِيقٌ نبت زعموا الجوهري ومشى الهِمَقَّى إذا مشى على جانب مرة وعلى جانب مرة أبو العباس الهِمَقَّى مشية فيها تمايل وأَنشد فأَصْبَحْنَ يَمْشِينَ الهِمَقَّى كأنما يدافِعْنَ بالأفْخاذِ نَهْداً مؤَرَّبا الأزهري المُهَمَّق من السَّويق المُدَقَّق

( هنق ) الهَنَقُ شبيه بالضَّجَر وقد أَهْنَقه

( هنبق ) الهُنْبوقة المِزْمار وهو أيضا مجرى الوَدَج الأزهري أَبو مالك الهُنْبُوق المِزْمار وجمعه هَنابيق قال كثيِّر عزة يُرَجِّع في حَيْزُومه غير باغمٍ يَراعاً من الأَحْشاء جُوفاً هَنابِقُهْ أَراد هَنابِيقه فحذف الياء الأَزهري والزَّنَبقُ المزمار

( هوق ) قالهَوْقَةُ كالأوْقةِ وهي حفرة يجتمع فيها الماء ويكثر فيه الطين وتأْلفها الطير والجمع هُوق والله أعلم

( هيق ) الهَيْق من الرجال المفرط الطول وقيل هو الطويل الدَّقيقُ ولذلك سمي الظَّلِيم هَيْقاً والأُنثى هَيْقة قال وما لَيْلى من الهَيْقاتِ طولاً ولا لَيْلى من الحُذَفِ القِصارِ والهَيْق الظليم لطوله كالهَيْقل الياء في هَيْقٍ أصل وفي هَيْقَل زائدة والجمع أَهْياق وهُيُوق والأُنثى هَيْقه والهَيْقة الطويلة من النساء والإبل وأَهْيَقَ الظليم صار هَيْقاً قال رؤبة أَزَلّ أو هَيْق نَعامٍ أَهْيَقَا وفي حديث أُحْدٍ انْخَزل عبد الله بن أُبَيٍّ في كَتيبةٍ كأنه هَيْق يقدمُهم الهَيْق ذكر النعام يريد سرعة ذهابه الجوهري الهَيْق الظَّلِيم وكذلك الهَيْقَمُ والميم زائدة ورجل هَيْق يشبَّه بالظَّلِيم لِنفاره وجُبْنه ومنه قول الشاعر هَدَجان الرَّالِ خلف الهَيْقة

( وأق ) الوَأْقة من طير الماء وحكاه بعضهم في التخفيف قال ابن سيده فلا أَدري أَهو تخفيف قياسي أَو بدليّ أو لغة فإن كان تخفيفاً قياسيّاً أو بدليّاً فهو من هذا الباب وإن كان لغةً فليس من هذا الباب والله أعلم

( وبق ) وَبَق الرجلُ يَبِقُ وَبْقاً ووبُوقاً ووَبِقَ وَبْقاً واسْتَوْبَق هلك وأَوبَقَهُ هو وأَوْبَقه أَيضاً ذَلَّله والمَوْبِقُ مَفْعِل منه كالمَوْعِد مَفْعِل من وَعَدَ يَعِدُ ومنه قوله تعالى وجعلنا بينهم مَوْبِقاً وفيه لغة أُخرى وَبِقَ يَوْبَقُ وَبَقاً وأَوْبَقه أَهلكه قال الفراء في قوله وجعلنا بينهم مَوْبِقاً يقول جعلنا تواصلهم في الدنيا مَوْبِقاً أي مَهْلِكاً لهم في الآخرة وقال ابن الأَعرابي مَوْبِقاً أي حاجزاً وكل حاجز بين شيئين فهو مَوْبِق وقال أَبو عبيد المَوْبِق الموعد في قوله وجعلنا بينهم مَوْبِقاً واحتج بقوله وحادَ شَرَوْرَى والسِّتَارَ فلم يَدَعْ تِعاراً له والوادِيَيْنِ بِمَوْبِقِ معناه بمَوْعد وحكى ابن بري عن السيرافي قال أي جعلنا تَواصُلَهم في الدنيا مَهْلِكاً لهم في الآخرة فبينهم على هذا مفعول أَول لجعلنا لا ظرف وقال أَبو عبيد مَوْبِقاً مَوْعِداً فبينهم على هذا ظرف الفراء يقال أَوْبَقَتْ فلاناً ذنوبُه أي أهلكته فوَبِق يَوْبَقُ وبَقاً ومَوْبِقاً إذا هلك وفي نوادر الأَعراب وبِقَتِ الإبلُ في الطين إذا وَحَلَتْ فنشِبَتْ فيه ووَبِقَ في دَينه إذا نشب فيه وفي حديث الصراط ومنهم المُوبَقُ بذنوبه أي المُهْلَك يقال أَوْبَقَهُ غيره فهو مُوبَق وفي الحديث ولو فَعَل المُوبِقات أي الذنوب المهلكات وفي حديث علي فمنهم الغرِقُ الوَبِق والمَوْبِقُ المَحْبِسُ وقد أَوْبَقه أي حبسه وقوله تعالى أو يُوبِقْهنّ بما كسبوا أي يَحْبسهن يعني الفُلْك وركبانها فيَهْلِكوا فرقاً

( وثق ) الثِّقَةُ مصدر قولك وَثِقَ به يَثِقُ بالكسر فيهما وثاقةً وثِقَةً ائتمنه وأنا واثِقٌ به وهو موثوق به وهي مَوثوقٍ بها وهم موثوق بهم فأَما قوله إلى غير مَوْثوقٍ من الأرض تَذْهَب فإنه أَراد إلى غير مَوثوقٍ به فحذف حرف الجرّ فارتفع الضمير فاستتر في اسم المفعول ورجل ثِقةٌ وكذلك الاثنان والجمع وقد يجمع على ثِقاتٍ ويقال فلان ثِقةٌ وهي ثِقةٌ وهم ثِقةٌ ويجمع على ثِقاتٍ في جماعة الرجال والنساء ووَثَّقْت فلاناً إذا قلت إنه ثِقةٌ وأَرض وثِقةٌ كثيرة العُشْب مَوْثوق بها وفي مثل الوَثِيجة وهي دُوَيْنها وكلأ موثِق كثير مَوثوق به أن يكفي أَهله عامهم وماء مُوثِق كذلك قال الأخطل أو قارِبٌ بالعَرا هاجَتْ مراتِعُه وخانه مُوثِقُ الغُدْرانِ والثَّمَرُ والوَثاقة مصدر الشيء الوَثِىق المُحْكَم والفعل اللازم يَوْثُقُ وَثاقةً والوَثاق اسم الإيثاق تقول أوثَقْتُه إيثاقاً ووَثاقاً والحبل أو الشيء الذي يُوثَق به وِثاقٌ والجمع الوُثُقُ بمنزلة الرِّباطِ والرُّبُطِ وأَوْثَقهُ في الوَثاقِ أي شده وقال تعالى فشُدُّوا الوَثاق والوِثاق بكسر الواو لغة فيه ووَثُقَ الشيء بالضم وَثاقةً فهو وَثِيقٌ أي صار وَثِيقاً والأُنثى وَثِيقة التهذيب والوَثِيقةُ في الأَمر إحْكامه والأَخذ بالثِّقَةِ والجمع الوَثِائقُ وفي حديث الدعاء واخلع وَثائِقَ أفئدتهم جمع وَثاقٍ أو وَثِيقةٍ والوَثِيقُ الشيء المُحْكم والجمع وِثاقٌ ويقال أَخذ بالوَثِيقة في أمره أي بالثِّقَة وتوَثَّق في أَمره مثله ووَثَّقْتُ الشيء تَوْثِيقاً فهو مُوَثَّق والوَثِيقة الإحكام في الأمر والجمع وَثِيق عن ابن الأَعرابي وأَنشد عَطاءً وصَفْقاً لا يُغِبّ كأنما عليك بإتْلافِ التِّلادِ وَثِىقُ وعندي أَن الوَثِيقَ ههنا إنما هو العَهْد الوَثِيقُ وقد أَوْثَقَه ووَثَّقَه وإنه لمُوَثَّقُ الخلق والمَوْثِقُ والمِيثاقُ العهد صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها والجمع المَواثِيقُ على الأصل وفي المحكم والجمع المَواثِقُ وميَاثِق معاقبة وأما ابن جني فقال لزم البدل في ميَاثق كما لزم في عيدٍ وأَعْيادٍ وأنشد الفراء لعياض بن دُرَّة الطائي حِمىً لا يحُل الدَّهْرُ إلا بإذْنِنا ولا نَسَلِ الأقْوامَ عَقْدَ المَياثِقِ والمَوْثِقُ الميثاقُ وفي حديث ذي المشعار لنا من ذلك ما سَلَّموا بالمِيثاقِ والأمانة أي أنهم مأْمونون على صدقات أَموالهم بما أُخذ عليهم من المِيثاق فلا يُبْعث عليهم مُصَدِّق ولا عاشر والمُواثقة المعاهدة ومنه قوله تعالى وميثاقَه الذي واثَقكم به وفي حديث كعب بن مالك ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تَواثَقْنا على الإسلام أي تحالفنا وتعاهدنا والتَّواثُق تفاعُل منه والمِيثاقُ العهد مِفْعال من الوَثاقِ وهو في الأَصل حبل أو قَيْد يُشدّ به الأسير والدابة وفي حديث مُعاذٍ وأبي موسى فرأَى رجلاَ مُوثَقاً أي مأْسوراً مشدوداً في الوَثاق التهذيب المِيثاقُ من المُواثَقةِ والمعاهدة ومنه المَوْثِقُ تقول واثَقْتُه بالله لأَفْعلنَّ كذا وكذا ويقال اسْتَوْثَقْت من فلان وتَوَثَّقْتُ من الأمر إذا أَخذت فيه بالوَثاقةِ وفي الصحاح واسْتَوْثَقْت منه أي أَخذت منه الوَثِيقةَ وأَخذ الأمر بالأَوْثَقِ أي الأشد الأحكم والمُوثِقُ من الشجر الذي يُعَوّل الناس عليه إذا انقطع الكلأ والشجر وناقة وثِيقةٌ وجمل وَثيقٌ وناقة مُوَثَّقة الخلق مُحْكمة

( ودق ) ودَقَ إلى الشيء وَدْقاً ووُدُوقاً دنا ووَدَق الصيدُ يَدِقُ وَدْقاً إذا دنا منك قال ذو الرمة كانَتْ إذا وَدَقَتْ أَمثالُهُنَّ لَهُ فبَعْضُهُنَّ عن الآلاف مُشْتَعِبُ ويقال مارَسْنا بني فلان فما وَدَقُوا لنا بشيء أي ما بذلوا ومعناه ما قَرَّبوا لنا شيئاً من مأْكول أو مشروب يَدِقُون وَدْقاً ووَدَقْتُ إليه دنوت منه وفي المثل وَدَق العَيْرُ إلى الماء أي دنا منه يضرب لمن خضع للشيء بحِرْصه عليه والوَدِيقةُ حَرُّ نصف النهار وقيل شدة الحر ودُنُوّ حَمْيِ الشمس قال شمر سميت وَدِيقة لأنها وَدَقَتْ إلى كل شيء أي وصلت إليه قال الهذلي أبو المثلم يَرْثي صَخْراً حامي الحَقِيقةِ نَسَّال الوَدِيقة مِعْ تاق الوَسِيقة لا نِكْس ولا وَكِل قال ابن بري صوابه لا نِكْس ولا واني وقبله آبي الهَضِيمة نابٍ بالعَظِيمة مِتْ لاف الكَرِيمة جَلْد غير ثُنْيانِ قال ابن بري وأما بيته الذي رَوِيُّه لام فهو قوله بمَنْسِرٍ مَصِعٍ يَهْدي أَوائِلَه حامِي الحَقيقةِ لا وانٍ ولا وَكِل وفي حديث زياد في يومٍ ذي وَدِيقةٍ أي حر شديد أشد ما يكون من الحر بالظهائر ابن الأَعرابي يقال فلان يَحْمي الحقيقة ويَنْسُل الوَدِيقةَ يقال للرجل المُشَمِّر القويّ أي يَنْسُل نَسَلاناً في وقت الحر نصف النهار وقيل هو الحَرُّ ما كان والأول أَعْرَفُ وقيل هو دَوَمان الشمس في السماء أَي دَورَانها ودنوّها وودَقَ البطنُ اتسع ودنا من السِّمَنِ وإبل وادِقةُ البُطون والسُّرَر انْدَلَقَتْ لكثرة شحمها ودنت من الأَرض قال كُوم الذُّرَى وَادِقة سُرَّاتُها والمَوْدِقُ المَأْتَى للمكان وغيره والموضع مَوْدِقٌ ومنه قول امرئ القيس دَخَلْتُ على بَيْضاءَ جَمٍّ عِظامُها تُعَفِّي بذَيْلِ المِرْطِ إذ جِئْتُ مَوْدقي والمَوْدِقُ مُعْتَرَكُ الشر والمَوْدِق الحائل بين الشيئين ووَدَقْت به وَدْقاً استأْنست به والوِداقُ في كل ذات حافر إرادة الفحل وقد وَدَقَتْ تَدِقُ وَدْقاً وودَاقاً ووُدُوقاً وأَوْدَقَتْ وهي مُودِق واسْتَوْدَقت وهي وَدِيق ووَدُوق يقال أتان وَدِيقٌ وبغلة ودِيقٌ وقد وَدَقَتْ تَدِقُ إذا حَرَصت على الفحل وبها وِداقٌ وفرس وَدُوق وفي حديث ابن عباس فتمثل له جبريل على فرس وَدِيقٍ هي التي تشتهي الفحل قال ابن بري ذكر ابن خالويه أوْدَقَتْ فهي وادِقٌ ولا يقال مُودِق ولا مُسْتَوْدِق وشاهد الوِداقِ قول الفرزدق كأَن رَبيعاً من حِماية مِنْقَرٍ أَتانٌ دعاها للوِداقِ حِمارُها ابن سيده وقد يكون الوِداقُ في الظِّباء مثله في الأَتان حكاه كراع في عبارة قال فلا أَدري أَهو أَصل أم استعمله ووَدَقَ به أَنِسَ والوَدْقُ المطر كله شديدهُ وهيّنُه وقد وَدَقَ يَدِقُ وَدْقاً أي قَطَر قال عامر بن جُوَيْن الطائي فلا مُزْنة ودَقَتْ وَدْقَها ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إبْقالها ومثله لزيد الخيل ضَرَبْنَ بِغَمْرةٍ فخَرجْنَ منها خُروجَ الوَدْقِ من خَلَلِ السَّحاب ووَدَقَت السماء وأَوْدَقَت ويقال للحَرْب الشديدة ذاتُ وَدْقَيْنِ تُشَبَّهُ بسحابة ذات مطرتين شديدتين ويقولون سحابة وادِقةٌ وقلما يقولون ودَقَتْ تَدِقُ ويقال سحابة ذات وَدْقَيْن أي مطرتين شديدتين وشبه بها الحرب فقيل حَرْب ذات وَدْقَيْنِ وفي حديث علي رضوان الله عليه فإنْ هَلَكْتُ فَرَهْنٌ ذِمَّتي لَهُمُ بذاتِ وَدْقَيْنِ لا يَعْفُو لها أَثَرُ أي حرب شديدة وهو من الوَدْق والوِداقِ الحِرْصِ على طلب الفحل لأن الحرب توصف باللّقاح وقيل هو من الوَدْقِ المطر يقال للحرب الشديدة ذاتُ وَدْقَيْنِ تشبيهاً بسحاب ذات مطرتين شديدتين قال أَبو عثمان المازني لم يصح عندنا أَن علي بن أَبي طالب كرم الله وجهه تكلم بشيء من الشعر غير هذين البيتين تِلْكُمْ قُرَيْشٌ تَمنَّاني لتَقْتُلَني فلا وَرَبِّك ما بَرُّوا وما ظَفِرُوا فإن هلكتُ فرهنٌ ذِمَّتي لهُمُ بذات رَوْقَيْنِ لا يعفو لها أَثَرُ قال ويقال داهية ذات رَوْقَيْنِ وذات وَدْقين إذا كانت عظيمة قال الكميت إذا ذات وَدْقَيْنِ هابَ الرُّقا ةُ أَن يَمْسَحوها وأَن يَتْفُلوا وقيل ذات وَدْقَيْنِ من صفة الطعنة والوَدْقة والوَدَقةُ الفتح عن كراع
( * قوله « الفتح عن كراع » عبارة شرح القاموس بالفتح ويحرك عن كراع وعليه اقتصر الصاغاني ) نقطة في العين من دم تبقى فيها شَرقة وقيل هي لحمة تعظُم فيها وقيل مرض ليس بالرَّمَد تَرِمُ منه الأُذن وتشتد منه حمرة العين والجمع وَدَق قال رؤبة لا يشْتَكي صُدْغَيْهِ من داء الوَدَقْ وَدِقَتْ عينه فهي وَدِقةٌ الأصمعي يقال في عينه وَدَقة خفيفةٌ إذا كانت فيها بَثْرَةٌ أو نقطة شَرِقة بالدم ويقال وَدَقَتْ سُرّته تَدِقُ وَدْقاً إذا سالت واسترخت ورجل وادِقُ السُّرَّةِ شاخصها والوَداقُ والوِدَاقُ الحديد وأَنشد بيت أَبي قيس بن الأَسْلَت أَحْفَزَها عَنِّي بِذِي رَوْنَقٍ مُهَنَّدٍ كالمِلْح قَطَّاعِ صَدْقٍ حُسَامٍ وادِقٍ حَدُّه ومُجْنَإِ أَسْمَرَ قَرَّاعِ الوادِق الماضي الضريبة ووَدَقَ السيفُ حَدَّ وأَنشد بيت أبي قيس أَيضاً وادِقٍ حدُّه قال ابن سيده وحكاه أبو عبيد في باب الرماح وقد غلط إنما هو سيف وادِقٌ وقد روي البيت الأَول أَكْفَتهُ عَنّي بذي رَوْنَقٍ أَبيضَ مثل المِلْح قَطّاع قال والدِّرْعُ إنما تُكْفَتُ بالسيف لا بالرمح وإنه لوَادِقُ السِّنَةِ أي كثير النوم في كل مكان هذه عن اللحياني ووَدْقانُ موضع أبو عبيد في باب اسْتِخْذاء الرجل وخضوعه واستكانته بعد الإباء يقال وَدَقَ العَيْرُ إلى الماء يقال ذلك للمُسْتَخذي الذي يطلب السَّلام بعد الإباء وقال وَدَقَ أي أَحَبَّ وأَراد واشتهى ابن السكيت قال أَبو صاعد يقال وَدِيقةٌ من بَقْل ومن عُشْب وحَلُّوا في وَديقةٍ منكَرة

( ورق ) الوَرَقُ وَرَقُ الشجرة والشوك والوَرَقُ من أَوْراق الشجر والكِتاب الواحدة وَرَقةٌ ابن سيده الوَرَقُ من الشجر معروف وقال أَبو حنيفة الوَرَقُ كل ما تَبَسَّطَ تَبَسُّطاً وكان له عَيْرٌ في وسطه تنتشر عنه حاشيتاه واحدته وَرَقةٌ وقد وَرَّقَت الشجرة تَوْريقاً وأَوْرَقَت إيراقاً أخرجت وَرَقَها وأَوْرَقَ الشجرُ أي خرج وَرَقُه وشجرة وارِقةٌ ووَرِيقة ووَرِقةٌ خضراء الوَرَق حسنة الأخيرة على النسب لأنه لا فعل له والوَارِقةُ الشجرة الخضراء الوَرَق الحسنة وقيل كثيرة الأوراق وشجرة وَرِقةٌ ووَرِيقة كثيرة الوَرَقِ ووَرَقَ الشجرةَ يَرِقُها وَرْقاً أخذ وَرَقَها وقال اللحياني وَرَقَت الشجرة خفيفةً ألقت وَرَقَها ويقال رِقْ لي هذا الشجرة وَرْقاً أي خُذ وَرَقَها وقد وَرَقتُها أَرِقُها وَرْقاً فهي مَوْروقة النضر يقال اوْرَاقَّ العنبُ يَوْراقٌّ ايرِيقاقاً إذا لَوَّنَ فهو مُورَاقّ الأَصمعي يقال وَرَقَ الشجرُ وأَوْرَقَ وبالألف أكثر ووَرَّق تَوْريقاً مثله والوِراقُ بالكسر الوقت الذي يُورِقُ فيه الشجر والوَرَاقُ بالفتح خضرة الأرض من الحشيش وليس من الوَرَقِ قال أبو حنيفة هو أَن تطَّرد الخضرة لعينك قال أَوس بن حَجَر يصف جيشاً بالكثرة ونسبه الأزهري لأَوس بن زهير كأَنّ جِيادهُنَّ بِرَعْنِ زُمٍّ جَرَادٌ قد أَطاعَ له الوَرَاقُ ويروى برَعْنِ قُفٍّ قال ابن سيده وعندي أن الوَرَاق من الوَرَقِ وأَنشد الأزهري قل لنُصَيْبٍ يَحْتَلِبْ نار جَعْفَرٍ إذا شَكِرَتْ عند الوَرَاقِ جِلامُها وقال أَبو حنيفة ورَقَت الشجرةُ ووَرَّقَتْ وأَوْرَقتْ كلُّ ذلك إذا ظهر وَرَقُها تامّاً وفي الحديث أَنه قال لعَمَّار أنت طيّبُ الوَرَق أَراد بالورق نَسْله تشبيهاً بوَرَق الشجر لخروجها منها ووَرَقُ القوم أحداثهم وما أَحسن وَرَاقُهُ وأَوْرَاقهُ أي لِبْسته وشارتهُ على التشبيه بالوَرَقِ واخْتَبط منه وَرَقاً أصاب منه خيراً والرِّقَةُ أول خروج الصِّلِّيان والنَّصِيّ والطَّريفة رطباً يقال رعينا رِقَتَهُ ابن الأعرابي يقال للنَّصِيّ والصِّلِّيان إذا نبتا رِقَةٌ خفيفةً ما داما رطبين والرِّقةُ أيضاً رِقةُ الكَلإِ إذا خرج له ورق وتَوَرَّقَت الناقة إذا رعت الرِّقةَ ابن سمعان وغيره الرِّقةُ الأرض التي يصيبها المطر في الصَّفَرِيَّة أو في القيظ فتنبت فتكون خضراء فيقال هي رِقة خضراء والرِّقةُ رِقةُ النَّصِي والصلّيان إذا اخضرَّا في الربيع أبو عمرو الوَرِيقةُ الشجرة الحسنة الوَرَقِ وعام أَوْرَقُ لا مطر فيه والجمع وُرْق والوَرَقُ أُدم رقاقٌ واحدتها وَرَقة ومنها وَرَقُ المصحف ووَرَقُ المصحف وأَوْراقُه صحفه الواحد كالواحد وهو منه والوَرَّاقُ معروف وحرفته الوِراقةُ ورجل وَرَّاق وهو الذي يُوَرِّق ويكتب الجوهري والوَرَقُ المال من دراهم وإبل وغير ذلك وقال ابن سيده الوَرَقُ المال من الإبل والغنم قال العجاج إياكَ أَدعو فَتَقَبَّلْ مَلَقِي اغفِرْ خَطايايَ وثَمِّرْ ورَقِي والوَرَقُ من الدم ما استدار منه على الأرض وقيل هو الذي يسقط من الجراحة عَلَقاً قِطعاً قال أَبو عبيدة أَوّله وَرَق وهو مثل الرَّشِّ والبصِيرةُ مثل فِرْسِنِ البعير والجَدِيَّةُ أَعظم من ذلك والإسْباءةُ في طول الرمح والجمع الأسابي والوَرَقُ الدتيا ووَرَقُ القوم أَحداثُهم ووَرَقُ الشَّباب نَضْرته وحداثته هذه عن ابن الأَعرابي والوَرِقُ والوِرْقُ والوَرْقُ والرِّقَةُ الدراهم مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ وكَلِمة وكِلْمة وكَلْمةٍ لأن فيهم من ينقل كسرة الراء إلى الواو بعد التخفيف ومنهم من يتركها على حالها وفي الصحاح الوَرِقُ الدراهم المضروبة وكذلك الرقةُ والهاء عوض من الواو وفي الحديث في الزكاة في الرِّقِة ربع العشر وفي حديث آخر عَفَوْتُ لكم عن صدقة الخيل والرقيق فهاتوا صدقة الرِّقَةِ يريد الفضة والدراهمَ المضروبة منها وحكي في جمع الرِّقة رِقَات قال ابن بري شاهد الرِّقة قول خالد بن الوليد في يوم مسيلمة إن السِّهام بالرَّدَى مُفَوَّقَه والحَرْب وَرْهاء العِقال مُطْلَقة وخالد من دينه على ثِقَهْ لا ذَهَبٌ يُنْجِيكُمُ ولا رِقَه والمُسْتَوْرِقُ الذي يطلب الوَرِقَ قال أَبو النجم أَقْبَلْت كالمُنْتَجِع المُسْتَوْرِق قال ابن سيده وربما سميت الفضة وَرَقاً يقال أَعطاه أَلف درهم رِقَة لا يخالطها شيءٌ من المال غيرها وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الرِّقِة ربع العشر وقال أَبو الهيثم الوَرِقُ والرِّقَةُ الدراهم خاصة والوَرَّاقُ الرجل الكثير الوَرِق والوَرَقُ المال كله وأَنشد رجز العجاج وثَمِّرْ وَرَقي أي مالي وقال أَبو عبيدة الوَرَقُ الفضة كانت مضروبة كدراهم أو لا شمر الرِّقةُ العين يقال هي من الفضة خاصةً ابن سيده والرِّقَةُ الفضة والمال عن ابن الأعرابي وقيل الذَّهَب والفضة عن ثعلب وفي حديث عَرْفجة لما قطع أنفه اتخذ أَنفاً من وَرِقٍ فأَنتن عليه فاتخذ أَنفاً من ذَهَب الوَرِقُ بكسر الراء الفضة وحكي عن الأَصمعي أنه إنما اتخذ أَنفاً من وَرَقٍ بفتح الراء أَراد الرَّقَّ الذي يكتب فيه لأن الفضة لا تنتن قال وكنت أَحسب أَن قول الأصمعي إن الفضة لا تنتن صحيحاً حتى أَخبرني بعض أَهل الخبرة أن الذهب لا يُبْلِيه الثَّرَى ولا يُصْدئه النَّدَى ولا تَنقُصُه الأرض ولا تأْكله النار فأَما الفضة فإنها تَبْلى وتَصْدَأُ ويعلوها السواد وتُنْتِنُ وجمع الوَرِقِ والوَرْق والوِرْقِ أَوْراق وجمْع الرِّقَة رِقُونَ وفي المثل إن الرِّقِين تُعَفِّي على أَفْنِ الأَفِينِ وقال ثعلب وِجْدانُ الرِّقِين يغطي أَفْن الأَفِينِ قيل معناه أَن المال يغطي العيوب وأَنشد ابن الأعرابي فلا تَلْحَيا الدنيا إليَّ فإنني أَرى ورق الدُّنْيا تَسُلُّ السَّخائما ويا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كساءَه نَفَى عنه وِجْدان الرِّقين العَزائما يقول يَنْفِي عنه كثرةُ المال عزائمَ الناس فيه أَنه أَحمق مجنون قال الأَزهري لا تَلْحَيا لا تذمَّا والمُلْتاث الأحمق قال ابن بري والشعر لثمامة السَّدوسي ورجل مُورقٌ ووَرَّاق صاحب وَرَقٍ قال يا رُبَّ بَيْضاءَ من العِرَاقِ تأْكل من كِيس امْرئٍ وَرَّاقِ قال ابن الأَعرابي أَي كثير الوَرَقِ والمالِ الجوهري رجل وَرَّاق كثير الدراهم اللحياني يقال إن تَتْجُرْ فإنه مَوْرَقةٌ لمالك أي مُكَثِّره ويقال أَوْرَق الرجل كثر ماله ويقال أَوْرَقَ الحابلُ يُورِقُ إيراقاً فهو مورق إذا لم يقع في حِبالته صيد وكذلك الغازي إذا لم يَغْنَم فهو مُورِقٌ ومُخْفِقٌ وأَوْرَق الصائد إذا لم يَصِدْ وأَوْرَق الطالب إذا لم يَنَلْ ابن سيده وأَوْرَقَ الصائد أَخطأَ وخاب وقوله أَنشده ثعلب إذا كَحَلْنَ عيوناً غيرَ مُورِقةٍ رَيَّشْنَ نَبْلاً لأَصحاب الصِّبَا صُيُدا يعني غير خائة وأَورَقَ الغازِي أَخْفَقَ وغَنِمَ وهو من الأضداد قال ألم تَرَ أَنَّ الحَرْب تُعْوِجُ أَهْلَها مِراراً وأحياناً تُفِيدُ وتورقُ ؟ والأَوْرَقُ من الإبل الذي في لونه بياض إلى سواد والوُرْقَةُ سواد في غُبْرة وقيل سواد وبياض كدخان الرِّمْثِ يكون ذلك في أَنواع البهائم وأَكثر ذلك في الإبل قال أَبو عبيد الأوْرَقُ أطيب الإبل لحماً وأَقلها شدةً على العمل والسير وليس بمحمود عندهم في عمله وسيره قال وقد يكون في الإنسان قال أَيّامَ أَدعو بأَبِي زِياد أَوْرَقَ بَوَّالاً على البَِساط أَراد أَيام أدعو بدعائي أبا زياد رجلاً بَوَّالاً قال وهذا كقولهم لئن لقيت فلاناً لتلقيّن منه الأسد وقد ايرَقَّ
( * قوله « وقد ايرق » كذا هو بالأصل بدون ألف لينة بين الهاء والقاف ) واوْرَاقَّ وهو أَوْرَقُ الأصمعي إذا كان البعير أَسود يخالط سواده بياض كدخان الرِّمْثِ فتلك الوُرْقَةُ فإن اشتدَّتُ وُرْقَتهُ حتى يذهب البياض الذي فيه فهو أَدْهَمُ ابن الأَعرابي قال أَبو نصر النعامي هَجِّرْ بحَمْراء وأَسْرِ بوَرْقاء وصَبِّح القوم على صهباء قيل له ولِمَ ذلك قال لأن الحَمْراءَ أصبر على الهواجر والوَرْقاءَ أصبر على طول السُّرَى والصَّهِباء أَشهر وأَحسن حين يُنْظَرُ إليها ومن ذلك قيل للرماد أوْرَقُ وللحَمامة والذِّئْبة وَرْقاءُ وقوله صلى الله عليه وسلم إن جاءَت به أَوْرَقَ جُمَاليّاً فإنما عنى صلى الله عليه وسلم الأُدمة فاستعار لها اسم الوُرْقة وكذلك استعار جُمَاليّاً وإنما الجُمالية للناقة ورواه أَهل الحديث جَمَاليّاً من الجَمال وليس بشيء والأَوْرَقُ من الناس الأَسمر ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في ولد الملاعنة إن جاءَت به أُمُّه أَوْرَقَ أَي أَسمر والسُّمْرة الوُرْقَة والسَّمْرةُ الأُحْدوثة بالليل والأَوْرَقُ الذي لونه بين السواد والغُبْرَة ومنه قيل للرماد أَوْرَقُ وللحمامة وَرْقاء وإنما وصفه بالأُدْمة وروي في حديث الملاعنة إن جاءت به أَورق جَعْداً الأَوْرَقُ الأَسمر والوُرْقة السمرة يقال جمل أَوْرَقُ وناقة وَرْقاء وفي حديث ابن الأكوع خرجت أنا ورجل من قومي وهو على ناقعة ورقاءَ وحديث قُسّ على جمل أَوْرَقَ أَبوعبيد من أَمثالهم إنه لأَشْأَم من وَرْقاء وهي مشؤومة يعني الناقة وربما نفرت فذهبت في الأَرض ويقال للحمامة وَرْقاء للونها الأَصمعي جاء فلان بالرُّبَيْق
( * قوله « جاء فلان بالربيق إلخ » عبارة القاموس في أرق جاءنا بأم الربيق على أريق أي بالداهية العظيمة ) على أُرَيْق إذا جاء بالداهية الكبيرة قال أَبو منصور أُرَيْقٌ تصغير أَوْرَق على الترخيم كما صغروا أسود سوَيْداً وأُرَيْق في الأَصل وُرَيق فقلبت الواو ألفاً للضمة كما قال تعالى وإذا الرسل أُقِّتَتْ والأَصل وقِّتَتْ الأَصمعي تزعم العرب أن قولهم « جاءنا بأُم الرُّبَيْق على أُوْرَقَ كأنه أَراد وُرَيْقاً تصغير أَرَيْقٍ » من قول رجلٍ رأَى القولَ على جَملٍ أَوْرَقَ والأَوْرَقُ من كل شيء ما كان لونه لون الرماد وزمان أَورق أي جدب قال جندل إن كان عَمِّي لكَرِيمَ المِصْدَقِ عَفّاً هَضُوماً في الزمان الأَوْرَقِ والأَوْرَقُ اللبن الذي ثلثاه ماء وثلثه لبن قال يشْربه مَحْضاً ويَسْقي عيالَهُ سَجاجاً كأقْرابِ الثعالب أَوْرَقا وكذلك شبهت العرب لون الذئب بلون دخان الرِّمْث لأن الذئب أَوْرَقُ قال رؤبة فلا تَكُوني يا ابْنَةَ الأَشَمِّ وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبَها المُدَمِّي وقال أَبو زيد الذي يَضرب لونُه إلى الخضرة قال والذِّئابُ إذا رأَت ذِئباً قد عُقِر دمه أَكَبَّت عليه فقطعته وأُنثاه معها وقيل الذئب إذا دمي أكلته أُنثاه فيقول هذا الرجل لامرأَته لا تكوني إذا رأَيت الناس قد ظلموني معهم عليّ فتكوني كذئبة السوء وقال أَبو حنيفة نَصْل أَوْرَقُ بُرِدَ أَو جُلِيَ ثم لُوّح بعد ذلك على الجمر حتى اخضرّ قال العجاج عليه وُرْقانُ القِران النُّصَّلِ والوَرَقة في القوس مخرج غُصْن وهو أَقل من الأُبْنة وحكاه كراع بجزم الراء وصرح فيه بذلك ويقال في القوس وَرْقة بالتسكين أَي عيب وهو مَخْرج الغُصن إذا كان خفيّاً ابن الأَعرابي الوَرْقة العيب في الغصن فإذا زادت فهي الأُبْنة فإذا زادت فيه السحسه
( * قوله « السحسه » هي هكذا في الأصل بدون نقط ) ووَرَقة الوَتَر جُليدة توضع على حَزِّه عن ابن الأَعرابي ورجل وَرَق وامرأة وَرَقة خسيسان والوَرَقُ من القوم أَحداثهم قال الشاعرهدبة بن الخَشْرم يصف قوماً قطعوا مفازة إذا وَرَقُ الفِتْيان صاروا كأنَّهُم دراهِمُ منها جائزاتٌ وزُيِّفُ ورواه يعقوب وزائف وهو خطأٌ وهم الخِساس وقيل هم الأَحداث قال ابن بري وقبله يَظَلُّ بها الهادي يُقَلِّبُ طَرْفه يَعَضُّ على إبهامه وهو واقفُ قال وهذا يدل على أَن الرواية الصحيحة وزائف لأن القصيدة مؤسسة وأَولها أَتُنْكِرُ رَسْم الدار أم أَنتَ عارِفُ والذي في شعره منها راكبات وزائف وقال أَبو سعيد لنا وَرَقٌ أَي طريف وفتيان وَرَق وأَنشد البيت وقال عمرو في ناقته وكان قدم المدينة طال الثَّواءُ عليه بالمدينة لا ترعى وبِيعَ له البَيْضاء والوَرَقُ أَراد بالبيضاء الحَليِّ وبالوَرَق الخَبَط وبِيعَ اشْتُرِي ابن الأَعرابي الوَرَقةُ الخسيس من الرجال والوَرَقة الكريم من الرجال والوَرَقة مقدار الدرهم من الدم والوَرَقُ المال الناطق كله والوَرَقُ الأَحداث من الغلمان أَبو سعيد يقال وَرَقاً أَي حيّاً وكل حيّ وَرَق لأنهم يقولون يموت كما يموت الوَرَقُ وييبس كما ييبس الوَرَقُ قال الطائي وهَزَّتْ رَأْسَها عَجَباً وقالت أَنا العُبْرِي أَإِيَّانا تُرِيدُ ؟ وما يَدْرِي الوَدُودُ لعلَّ قلبي ولو خُبِّرْته وَرَقاً جَلِيدُ أَي ولو خُبِّرْته حَيّاً فإنه جَلِيد والوَرْقاء شجيرة معروفة تسمو فوق القامة لها وَرَق مدوّر واسع دقيق ناعم تأكله الماشية كلها وهي غبراء الساق خضراء الورق لها زَمَع شُعْر فيه حب أَغبر مثل الشَّهْدانِج ترعاه الطير وهو سُهْليّ ينبت في الأَودية وفي جَنَباتها وفي القيعان وهي مَرْعًى ومَوْرَقٌ اسم رجل حكاه سيبويه شاذ عن القياس على حسب ما يجيء للأسماء الأَعلام في كثير من أَبواب العربية وكان القياس مَوْرِقاً بكسر الراء والوَرِيقةُ ورِواقٌ موضعان قال الزبرقان وعَبْد من ذوي قَيْسٍ أتاني وأَهلي بالتَّهائم فالوِراق ووَرِقانُ جبلَ معروف وفي الحديث سِنُّ الكافر في النار كوَرِقان هو بوزن قَطِرانٍ جبل أسود بين العَرْج والرُّوَيْثة على يَمين المار من المدينة إلى مكة وفي الحديث رجلان من مُزَيْنة ينزلان جبلاً من جبال العرب يقال له فيُحْشَرُ الناسُ ولا يَعْلَمان ووَرْقاء اسم رجل والجمع وَرَاقٍ ووَراقى مثل صَحارٍ وصَحارى ونسبوا إليه وَرْقاوِيٌّ فأَبدلوا من همزة التأنيث واواً وفلان ابن مَوْرَقٍ بالفتح وهو شاذ مثل مَوْحَدٍ

( وسق ) الوَسْقُ والوِسْقُ مِكْيَلَة معلومة وقيل هو حمل بعير وهو ستون صاعاً بصاع النبي صلى الله عليه وسلم وهو خمسة أَرطال وثلث فالوسْقُ على هذا الحساب مائة وستون مَناً قال الزجاج خمسة أَوسق هي خمسة عشر قَفِيزاً قال وهو قَفِيزُنا الذي يسمى المعدّل وكل وَسْق بالمُلَجَّم ثلاثة أَقْفِزَةٍ قال وستون صاعاً أَربعة وعشرون مكُّوكاً بالمُلَجَّم وذلك ثلاثة أَقفِزَةٍ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ليس فيما دون خمسة أَو سُقٍ من التمر صدقة التهذيب الوَسْقُ بالفتح ستون صاعاً وهو ثلاثمائة وعشرون رطلاً عند أهل الحجاز وأَربعمائة وثمانون رطلاً عند أَهل العراق على اختلافهم في مقدار الصاع والمُدِّ والأَصل في الوَسْق الحَمْل وكل شيء وسَقَتْه فقد حملته قال عطاء في قوله خمسة أَوْسُقٍ هي ثلاثمائة صاع كذلك قال الحسن وابن المسيب وقال الخليل الوَسْق هو حِمْل البعير والوِقْرُ حمل البغل أَو الحمار قال ابن بري وفي الغريب المصنف في باب طلع النخل حَمَلت وَسْقاً أَي وِقْراً بفتح الواو لا غير وقيل الوَسْق العِدْل وقيل العِدْلان وقيل هو الحِملُ عامة والجمع أوْسُقٌ ووُسوق قال أَبو ذؤيب ما حُمِّلَ البُخْتِيُّ عامَ غِيارِه عليه الوُسُوقُ بُرُّها وشَعِيرُها ووَسَقَ البعيرَ وأَوْسَقه أَوْقَره والوَسْقُ وَقْر النخلة وأَوْسَقَت النخلةُ كثر حَمْلها قال لبيد وإلى الله تُرْجَعون وعند الْ لمَه وِرْدُ الأُمور والإصدارُ كلَّ شيء أَحْصَى كتاباً وحِفْظاً ولَدَيْهِ تَجَلَّت الأَسْرارُ
( * في رواية أخرى وعِلماً بدل وحفظاً )
يوم أَرزاقُ من يُفَضَّلُ عُمٌّ موسِقاتٌ وحُفَّلٌ أَبكارُ قال شمر وأَهل الغرب يسمون الوَسْق الوِقْر وهي الأَوْساق والوُسُوق وكل شيء حملته فقد وَسَقْته ومن أَمثالهم لا أفعل كذا وكذا ما وَسَقَت عيني الماءَ أَي ما حملته ويقال وَسَقَت النخلةُ إذا حملت فإذا كثر حملها قيل أَوْسَقَتْ أَي حملت وَسْقاً وَوَسَقْت الشيء أَسِقُه وَسْقاً إذا حملته قال ضابئ بن الحرث البُرْجُمِيُّ فإنِّي وإيَّاكم وشَوْقاً إليكُمُ كقابض ماء لم تَسِقْهُ أَنامِلُهْ أَي لم تحمله يقول ليس في يدي شيء من ذلك كما أَنه ليس في يد القابض على الماء شيء ووَسَقَت الأَتان إذا حلت ولداً في بطنها ووَسَقَت الناقة وغيرُها تَسِقُ أَي حملت وأَغْلَقَتْ رَحِمَها على الماء فهي ناقة واسِقٌ ونُسوق وِساقٌ مثل نائم ونِيَام وصاحب وصِحَاب قال بشر بن أَبي خازم أَلَظَّ بِهِنَّ يَحْدوهُنَّ حتى تَبَيَّنت الحِيالُ من الوِساقِ ووَسَقَت الناقةُ والشاةُ وَسْقاً ووُسوقاً وهي واسِقٌ لَقِحَتْ والجمع مَوَاسِيق ومَواسِق كلاهما جمع على غير قياس قال ابن سيده وعندي أَن مَوَاسيق ومَوَاسق جمع ميساق ومَوْسق ولا آتيك ما وَسَقَتْ عيني الماءَ أَي ما حملته والمِيسَاق من الحمام الوافر الجناح وقيل هو على التشبيه جعلوا جناحيه له كالوَسْقِ وقد تقدم في الهمز ويقوي أَن أَصله الهمز قولهم في جمعه مَآسيق لا غير والوُسُوق ما دخل فيه الليل وما ضم وقد وَسَقَ الليلُ واتَّسَقَ وكل ما انضم فقد اتَّسَق والطريق يأتَسِقُ ويَتَّسق أَي ينضم حكاه الكسائي واتَّسَق القمر استوى وفي التنزيل فلا أُقسم بالشَّفَق والليل وما وَسَق والقمر إذا اتَّسَق قال الفراء وما وسَقَ أَي وما جمع وضم واتَّساقُ القمر امتلاؤه واجتماعه واستواؤه ليلة ثلاث عشرة وأَربع عشرة وقال الفراء إلى ست عشرة فيهن امتلاؤه واتِّسَاقه وقال أَبو عبيدة وما وَسَقَ أَي وما جمع من الجبال والبحار والأشجار كأنه جمعها بأَن طلع عليها كلِّها فإذا جَلَّلَ الليلُ الجبال والأَشجار والبحار والأَرض فاجتمعت له فقد وَسَقَها أَبو عمرو القمر والوَبَّاص والطَّوْس والمُتَّسِق والجَلَمُ والزِّبْرقان والسِّنِمَّارُ ووَسَقْت الشيءَ جمعته وحملته والوَسْق ضم الشيء إلى الشيء وفي حديث أُحُد اسْتَوسِقُوا كما يَسْتَوْسِق جُرْبُ الغنم أَي استجمعوا وانضموا والحديث الآخر أَن رجلاً كان يَجوز المسلمين ويقول اسْتَوسِقُوا وفي حديث النجاشي واسْتَوْسَقَ عليه أَمْرُ الحَبَشة أَي اجتمعوا على طاعته واستقر الملك فيه والوَسْقُ الطرد ومنه سميت الوَسِيقةُ وهي من الإبل كالرُّفْقة من الناس فإذا سُرِقَتْ طُرِدت معاً قال الأَسود بن يَعْفُر كَذَبْت عَلَيْكَ لا تزال تَقُوفُني كما قافَ آثارَ الوَسيقةِ قائفُ وقوله كذبت عليك هو إغراء أَي عليك بي وقوله تقوفني أَي تَقُضُّني وتتبع آثاري والوَسِيقُ الطَّرْد قال قَرَّبها ولم تَكَدْ تُقَرَّب من آل نَسْيان وَسِيقٌ أَجدب ووَسَق الإبلَ فاسْتَوْسقت أَي طردها فأَطاعت عن ابن الأَعرابي وأَنشد إنَّ لنا لإبلاً نَقانِقا مُسْتَوسْقاتٍ لو تجدْنَ سائقا أَراد مثل النَّقانِق وهي الظِّلْمانُ شبهها بها في سرعتها واسْتَوْسَقت الإبل اجتمعت وأَنشد للعجاج إنَّ لنا قلائصاً حقَائقا مُسْتَوْسقات لو تجدْنَ سائقا وأَوْسَقْتُ البعير حَمّلته حمْله ووَسَقَ الإبل طردها وجمعها وأَنشد يوماً تَرانا صالحينَ وتارةً تَقومُ بنا كالوَِاسِقِ المُتَلَبِّبِ واسْتَوْسَقَ لك الأَمرُ إذا أَمكنك واتَّسَقت الإبل واسْتَوْسقَت اجتمعت ويقال واسَقْتُ فلاناً مُوَاسقةً إذا عارضته فكنت مثله ولم تكن دونه وقال جندل فلسْتَ إنْ جارَيْتني مُوَاسِقِي ولسْتَ إن فَرَرْتَ مِنِّي سابِقي والوِساقُ والمُوَاسقة المُنَاهدة قال عدي ونَدَامَى لا يَبْخَلُون بما نا لوا ولا يُعْسِرون عند الوِساقِ والوَسِيقةُ من الإبل والحمير كالرُّفْقة من الناس وقد وَسَقها وُسُوقاً وقيل كل ما جُمِع فقد وُسِقَ ووَسِيقهُ الحمار عانته وتقول العرب إن الليل لطويل ولا أَسِقُ بالَهُ ولا أَسِقْهُ بالاً بالرفع والجزم من قولك وَسَق إذا جَمَع أَي وُكِلت بجمع الهموم فيه وقال اللحياني معناه لا يجتمع له أمره قال وهو دعاء وفي التهذيب إن الليل لطويل ولا تَسِقْ جزم على الدعاء ومثله إن الليل طويل ولا يَطُلْ إلا بخير أَي لا طال إلا بخير الأَصمعي يقال للطائر الذي يُصَفِّقُ بجناحيه إذا طار هو المِيساقُ وجمعه مَآسِيق قال الأَزهري هكذا سمعته بالهمز الجوهري أَبو عبيد المِيساقُ الطائر الذي يُصَفِّقُ بجناحيه إذا طار قال وجمعه مَياسِيقُ والاتّساقُ الإنتظام ووَسَّقْتُ الحِنطة تَوْسيقاً أَي جعلتها وَسْقاً وَسْقاً الأَزهري الوَسِيقةُ القطيع من الإبل يطردها الشَّلاَّل وسميت وَسيقةً لأن طاردها يجمعها ولا يَدَعُها تنتشر عليه فيلحَقُها الطلبُ فيردها وهذا كما قيل للسائق قابض لأَن السائق إذا ساق قطيعاً من الإبل قبضها أَي جمعها لئلا يتعذر عليه سوقها ولأَنها إذا انتشرت عليه لم تتابع ولم تَطْرِدْ على صَوبٍ واحد والعرب تقول فلان يسوق الوَسِيقة وينسُل الوَدِيقة ويحمي الحَقيقة وجعل رؤبة الوَسْق من كل شيء فقال كأَنَّ وَسْقَ جَنْدَلٍ وتُرْبِ عليَّ من تَنْحيب ذاك النَّحْبِ والوَسِيقةُ من الإبل ونحوها ما غصبت الأَصمعي فرس مِعْتاق الوَسِيقة وهو الذي إذا طُرِدَ عليه طرِيدةٌ أنجاها وسبق بها وأَنشد أَلم أَظْلِفْ عن الشعراء عِرْضي كما ظُلِفَ الوَسِيقةُ بالكُراعِ ؟

( وشق ) الوَشْق العض ووَشَقه وشْقاً خدشه والوَشيقُ والوَشِيقة لحم يُغْلى في ماء ثم يُرْفع وقيل هو أَن يُغلى إغْلاءةً ثم يرفع وقيل يُقَدَّدُ ويحمل في الأسفار وهي أَبْقَى قديدٍ يكون قال جزء بن رباح الباهلي تَرُدُّ العَيْنَ لا تَنْدَى عِذاراً ويَكْثُرُ عندَ سائسها الوَشِيقُ وفي حديث عائشة أُهْدِيتْ له وشِيقةُ قَدِيد ظبيٍ فردَّها ويجمع على وَشِيقٍ ووَشَائق وفي حديث أَبي سعد كنا نَتَزَوَّدُ من وَشِيق الحجّ وفي حديث جيش الخَبَط وتزوّدنا من لحمه وَشائق وقال ابن الأَعرابي هو لحم يطبخ في ماء وملح ثم يخرج فيصير في الجُبْجُبةِ وهو جلد البعير يُقَوَّر ثم يجعل ذلك اللحم فيه فيكون زاداً لهم في أَسفارهم وقيل هو القديد وَشَقه وَشْقاً وأَشَقَهُ على البدل ووَشّقه واتَّشَق وَشيقةً اتِّشاقاً اتخذها وأَنشد إذا عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سمينة فلا تُهْدِ منها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بوَشِيقة يابسة من لحم صَيْدٍ فقال إني حَرَام أَي محرم قال أَبو عبيد الوَشِيقةُ اللحم يؤخذ فيغلى إغلاءة ويحمل في الأَسفار ولا ينضجُ فَيَتَهَرَّأ قال وزعم بعضهم أَنه بمنزلة القديد لا تمسه النار أَبو عمرو الوَشِيق القَديد وكذلك المُشَنَّقُ الليث الوَشِيق لحم يقدد حتى يَقِبَّ وتذهب نُدُوَّتُه ولذلك سمي الكلب وَاشِقاً اسم له خاصة وفي حديث حذيفة أَن المسلمين أَخطؤوا بأَبيه
( * قوله « أخطؤوا بأبيه » هكذا في الأَصل والنهاية ) فجعلوا يضربونه بسيوفهم وهو يقول أبي أبي فلم يفهموه حتى انتهى إليهم وقد تَوَاشقوه بأَسيافهم أي قطَّعوه وَشائق كما يُقَطَّع اللحم إذا قُدد ووَاشِق اسم كلب واسم رجل ومنه بَرْوَع بنت وَاشِق والواشِق القليل من اللبن وسير وَشِيقٌ خفيف سريع ووَشِقَ المفتاحُ في القُفْل وَشْقاً نشب والله أَعلم

( وعق ) رجل وَعُقة لَعْقة نَكِد لئيم الخلق ويقال وَعِقة أيضاً وقد تَوَعَّق واسْتَوعق والإسم الوَعْق والوَعْقة ورجل وَعِقٌ لَعِقٌ حريص جاهل وقيل فيه حرص ووقوع في الأَمر بالجهل وقيل رجل وَعِقٌ بكسر العين أَي عسر وبه وَعْقة قال الجوهري وهي الشراسة وشدة الخلق وقد وعَّقَه الطمع والجهلُ ووَعَّقه نسبه إلى ذلك قال رؤبة مَخافة الله وأَن يُوَعَّقا على امْرِئٍ ضَلَّ الهُدَى وأَوْبقا أَي أَن ينسب إلى ذلك ويقال له إنك لَوَعِقٌ وأَوْبقا أَي أَوْبَقَ نفسه ابن الأَعرابي الوَعِقُ السيِّء الخلق الضيق وأَنشد قول الأَخطل مُوَطَّأ البيتِ مَحْمود شَمائِلُهُ عند الحَمالة لا كَزّ ولا وَعِق وفي حديث عمرو ذكر الزبير فقال وَعْقَة لِقس قال الوَعْقة بالسكون الذي يَضْجَر ويتَبَرَّم مع كثرة صَخب وسوء خلق قال رؤبة قَتْلاً وتَوْعِيقاً على مَنْ وَعَّقا وقال شمر التَّوْعِيق الخلاف والفساد والوَعْقةُ الخفيف قال الأَزهري كل هذا جمعه شمرفي تفسير الحديث وقال أَبو عبيدة الوعْقة الصخَّابة والوَعِيقُ والوُعاق صوت كل شيء والوَعِيقُ والرَّعِيقُ والوُعاقُ والرُّعاقُ صوت قُنْب الدابة إذا مشت وقيل الوَعِيقُ صوت يسمع من ظَبْية الأُنثى من الخيل إذا مشت كالخَقيقِ من قُنْبِ الذكر وقيل هو من بطن الفرس المُقْرِب وقد وَعَق يَعِقُ وقال اللحياني ليس له فعل وأَراه حكي الوَغِيق بالغين المعجمة وهو هذا الوَعِيق الذي ذكرناه ابن الأَعرابي الوَعِيقُ والوُعاقُ الذي يسمع من بطن الدابة وهو صوت جُرْدَانه إذا تقلقل في قُنْبه قال الليث يقال منه وَعَق يَعِقُ وعيقاً ووُعاقاً وهوصوت يخرج من حَياء الدابة إذا مشت قال وهو الخقيق من قُنب الذكر قال الأَزهري جميع ما قاله الليث في الوَعِيق والخَقِيق خطأٌ لأَن الوَعِيق والوُعاق صوت الجُرْدان إذا تقلقل في قُنْب الحِصان كما قال ابن الأَعرابي وغيره وأَما الخَقِيقُ فهو صوت الحَياء إذا هُزِلَت الأُنثى لا صوت القُنْب وقد أَخطأَ فيما فسر قال ويقال له عُوَاق ووُعَاق قال وهو العَوِيق والوَعِيق

( وفق ) الوِفاقُ المُوافقة والتَّوافق الاتفاق والتظاهر ابن سيده وَفْقُ الشيء ما لاءَمه وقد وَافقهُ مُوافقةً ووِفاقاً واتَّفَق معه وتَوَافقا غيره وتقول هذا وَفْقُ هذا وَوِفاقه وفيقه وفُوقه وسِيُّه وعِدْله واحد الليث الوَفْقُ كل شيء يكون مُتَّفِقاً على تَيْفاقٍ واحد فهو وَفْق كقوله يَهْوِين شَتَّى ويَقَعْنَ وَفْقا ومنه المُوافقة تقول وافَقْت فلاناً في موضع كذا أَي صادفته ووافَقْت فلاناً على أَمر كذا أَي اتَّفقنا عليه معاً ووافَقْتُه أَي صادفته ووَفِقْتَ أَمرك أَي وُفِّقْتَ فيه وأَنت تَفِق أَمرَك كذلك ويقال وَفِقْتَ أَمرَك تَفِقُ بالكسر فيهما أَي صادفته مُوافقاً وهو من التَّوفيق كما يقال رِشدْتَ أَمرَك والوَفْق من المُوافقة بين الشيئين كالالْتِحام قال عُوَيْف القَوَافي يا عُمَرَ الخَيْرِ المُلَقَّى وَفْقَه سُمِّيت بالفاروق فافْرُقْ فَرْقَه وجاء القوم وَفْقاً أَي متوافقين وكنت عنده وَفْقَ طلعت الشمس أَي حين طلعت أَو ساعة طلعت عن اللحياني ووَفَّقه الله سبحانه للخير أَلهمه وهو من التَّوْفيق وفي الحديث لا يَتَوَفَّقُ عبدٌ حتى يُوَفِّقه الله وفي حديث طلحة والصيد إنه وَفَّق منْ أَكله أَي دعا له بالتَّوْفيق واستصوب فعله واسْتَوْفقتُ الله أَي سأَلته التَّوْفِيق والوِفْقُ التَّوْفيق وإن فلاناً مُوَفَّق رشيد وكنا من أَمرنا على وِفاقٍ ووَفِقَ أَمرَه يَفِقُ قال الكسائي يقال رَشِدْتَ أَمرَك ووَفِقْتَ رأيك ومعنى وَفِقَ أَمرَه وجده مُوافقاً وقال اللحياني وفِقَه فهمه وفي النوادر فلان لا يفِق لكذا وكذا أَي لا يقدر له لوقته ويقال وفقت له ووُفِّقْتُ له ووَفَقْتُه ووَفِقَني وذلك إذا صادفني ولقيني وأَتانا لوَفْقِ الهلال ولِميفاقِه وتَوْفِيقه وتِيفَاقه وتَوْفاقه أَي لطلوعه ووقته معناه أَتانا حين الهلال وحكى اللحياني أَتيتك لوَفْق تفعل ذلك وتَوْفاق وتِيفاق ومِيفاق أَي لحين فعلك ذلك وأَتيتك لتوفيق ذلك وتَوَفُّق ذلك عنه أيضاً لم يزد على ذلك وفي حديث علي رضي الله عنه وسئل عن البيت المعمور فقال هو بيت في السماء تَيفاقُ الكعبة أي خداؤها ومقابلها يقال كان ذلك لوَفْق الأمر وتَوْفاقه وتِيفاقه وأَصل الكلمة الواو والياء زائدة ووَفِقَ الأَمرَ يَفِقُه فهمه عن اللحياني ونظيره قولهم وَرِع يَرِع وله نظائر كوَرِمَ يَرِمُ ووَثِقَ يَثِقُ وكل لفظة منها مذكورة في موضعها ويقال حَلُوبة فلان وَفْق عياله أَي لها لبن قدر كفايتهم لا فضل فيه وقيل قدر ما يقوتهم قال الراعي أَما الفقيرُ الذي كانت حَلُوبته وَفْقَ العِيال فلم يُتْرَكْ له سَبَدُ أَبو زيد من الرجال الوَفِيقُ وهو الرفيق يقال رَفِيق وَفيق وأَوْفَقت السهمَ إذا جعلت فُوقه في الوَتَر لترمي لغة كأَنه قَلْب أَفْوقت ولا يقال أَفوقت واشتق هذا الفعل من مُوافقة الوَتَر مَحَزَّ الفُوق قال الأَزهري الأَصل أَفْوَقْت السهمَ من الفُوق قال ومن قال أَوْفَقْت فهو مقلوب الأَصمعي أَوْفَقَ الرامي إيفاقاً إذا جعل الفُوقَ في الوتر وأَنشد وأَوْفَقَتْ للرَّمْيِ حَشْرات الرَّشَقْ ويقال إنه لمُسْتَوْفِقٌ له بالحُجة ومُفِيق له إذا أَصاب فيها ابن بزرج أَوْفَقَ القومُ الرجلَ دنوا منه واجتمعت كلمتهم عليه وأَوْفقَت الإبلُ اصطفت واستوت معاً وقد سموا مُوَفَّقاً ووِفَاقاً

( وقق ) وَقْوَق الرجل ضعف والوَقْوَقة اختلاط صوت الطير وقيل وَقْوَقَتها جلبتها وأَصواتها في السَّحَر والوَقْوَقة نُباح الكلب عند الفَرَق قال الشاعر حتى ضَغا نابِحُهُمْ فوَقْوقا والكلب لا يَنْبَحُ لا فَرقا والوَقْواقُ مثل الوَكْواك وهو الجَبان والوَقْوَاقُ شجر تتخذ منه الدُّويُّ والوَقواقة الكثير الكلام وامرأة وقوْاقة كذلك قال أَبو بدر السلمي إِنَّ ابن تُرْنَى أُمُّهُ وَقْوَاقه تأتي تقول البُوقَ والحَماقه وبلاد الوَقْواقِ فوق بلاد الصين والوَقْواقُ طائر وليس بثبت

( ولق ) الوَلْقُ أَخف الطعن وقد وَلَقه يَلِقُه وَلْقاً يقال وَلَقه بالسيف ولَقاتٍ أَي ضربات والوَلْق أيضاً إسراعك بالشيء في أَثر الشيء كعَدْوٍ في أَثر عَدْوٍ وكلام في أَثر كلام أَنشد ابن الأَعرابي أَحين بَلغْتُ الأَربعين وأُحْصِيَتْ عليّ إذا لم يَعْفُ ربي ذنوبُها تُصَبِّيننا حتى تَرِقَّ قلوبُنا أَوالقُ مِخْلاف الغداة كَذوبُها
( * قوله « تصبيننا » هكذا في الأَصل )
قال أَوالق من أَلْقِ الكلام وهو متابعته الأَزهري أَنشدني بعضهم مَنْ ليَ بالمُزَرَّرِ اليَلامقِ صاحب أَدهانٍ وأَلْقِ آلِقِ ؟ وقال ابن سيده فيما أَنشده ابن الأَعرابي أَوَالق من وَلْق الكلام وضربه ضرباً وَلْقاً أَي متتابعاً في سرعة والوَلْقُ السير السهل السريع ويقال جاءت الإبل تَلِقُ أَي تسرع والوَلْق الاستمرار في السير وفي الكذب وفي حديث علي كرم الله وجهه قال لرجل كذبت والله ووَلَقْتَ الوَلْق والأَلْق الاستمرار في الكذب وأَعاده تأكيداً لاختلاف اللفظ أَبو عمرو الوَلْقُ الإسراع ووَلَقَ في سيره وَلْقاً أَسرع قال الشماخ يهجو جُلَيْداً الكلابي إن الجليد زَلِقٌ وزُمَّلِقْ كذَنَب العقرب شَوَّال عَلِقْ جاءت به عَنْسٌ من الشأم تَلِقْ والناقة تعدو الوَلَقَى وهو عَدْو فيه نَزو وناقة وَلَقَى سريعة والوَلْق العَدْو الذي كأنه يَنْزو من شدة السرعة كذا حكاه أَبو عبيد فجعل النّزَوان للعَدْو مجازاً وتقريباً وقالوا إن للعقاب الوَلَقَى أَي سرعة التَّجَارِي والأَوْلَقُ كالأَفْكل الجنون وقيل الخفة من النشاط كالجنون أَجاز الفارسي أَن يكون أَفْعَل من الوَلْق الذي هو السرعة وقد ذكر بالهمز وقوله شَمَرْذَلٍ غَيْرِ هُراءٍ مَيْلَقِ تراه في الرَّكْبِ الدِّقاق الأَيْنُقِ على بقايا الزاد غيرَ مُشْفِقِ يجوز أَن يكون يعني بالمَيْلق السريع الخفيف من الوَلْق الذي هو السير السهل السريع ومن الوَلْق الذي هو الطعن ويروى مئْلق من المَألوق أَي المجنون فالأَوْلَقُ شبه الجنون ومنه قول الشاعر لَعَمْرُك بي من حُبّ أَسماءَ أَوْلَقُ وقال الأَعشى يصف ناقته وتُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَى وكأَنما أَلَمَّ بها من طائف الجِنّ أَوْلَقُ وهو أَفعل لأَنهم قالوا أُلِقَ الرجلُ فهو مَأْلُوق على مفعول ويقال أَيضاً مُؤوْلَق مثال مُعَوْلَقٍ فإن جعلته من هذا فهو فَوْعل قال ابن بري قول الجوهري وهو أَفْعل لأَنهم قالوا أَلِقَ الرجل سهو منه وصوابه وهو فَوْعل لأَن همزته أَصلية بدليل أُلِقَ ومَألوق وإنما يكون أَوْلَق أَفعل فيمن جعله من وَلَق يَلِق إذا أَسرع فأَما إذا كان من أُلِق إذا جُنَّ فهو فَوْعل لا غير قال ومثل بيت الأَعشى قول أَبي النجم إلا حَنِيناً وبها كالأَوْلَقِ وأَنشد أَبو زيد تُراقِبُ عيناها القَطِيعَ كأنما يُخامرها من مَسِّه مَسُّ أَوْلَقِ ووَلَق وَلْقاً كذب قال الفراء روي عن عائشة رضي الله عنها أَنها قرأَت إذ تَلِقُونَه بألسنتكم هذه حكاية أَهل اللغة جاؤوا بالمتعدي شاهداً على غير المتعدي قال ابن سيده وعندي أَنه أَراد إذ تَلِقُون فيه فحذف وأَوصل قال الفراء وهو الوَلْقُ في الكذب بمنزلة إذا استمر في السير والكذب ويقال في الوَلْقِ من الكذب هو الأَلْقُ والإلْقُ وفعلت به أَلِقْتُ وأَنتم تألقُونُه ووَلَقَ الكلام دَبَّره وبه فسر الليث قوله إذ تَلِقُونه أَي تدبَّرونه وفلان يَلِقُ الكلام أَي يدبره قال الأَزهري لا أَدري تدبرونه أَو تديرونه ووَلَقه بالسوط ضربه ووَلَقَ عينه ضربها ففقأَها والوَلِيقةُ طعام يتخذ من دقيق وسمن ولبن رواه الأَزهري عن ابن دريد قال وأَراه أخذه من كتاب الليث قال ولا أَعرف الوَلِيقة لغيرهما قال ابن بري ومن هذا الفصل وَالِقٌ اسم فرس قال كثيِّر يغادِرْن َ عَسْبَ الوالِقيِّ وناصحٍ تَخُصُّ به أُمُّ الطريقِ عيالَها وناصح أَيضاً اسم فرس وعيالها سباعها

( ومق ) ومِقَهُ يَمِقُه نادر مِقةً ووَمْقاً أَحبه أَبو عمرو في باب فَعِل يَفعِلُ ومِقَ يَمِقُ ووَثِقَ يَثِقُ والتَّوَمُّق التوددّ والمِقة المحبة والهاء عوض من الواو وقديَمِقه بالكسر فيهما أَي أحبه فهو وامِق وفي الحديث أَنه اطَّلع من وافِد قوم على كذبة فقال لولا سَخاء فيك وَمِقك اللهُ عليه لشَرَّدْتُ بك أَي أَحبك الله عليه يقال وَمِق يمِق بالكسر فيهما مقة فهو وامِقٌ ومَوْموق وقال أَبو رياش ومِقْته وِماقاً وفرق بين الوِماق والعشق فقال الوِماق محبة لغير رِيبةٍ والعشق محبة لرِيبة وأَنشد لجميل أَو غيره وماذا عَسى الواشُون أَن يَتَحَدَّثُوا سوى أَن يَقُولوا إِنَّني لك وامِقُ ؟ وقول جابر إن البَلِيَّة من تَمَلُّ حديثَهُ فانْقع فؤادَك من حديثِ الوامِقِ وضع الوامِق موضع المَوْموق كما قال أَناشِرَ لا زالتْ يمينُكَ آشِرَهْ ويجوز أَن يكون على وجهه لأَن كل من تَمِقُه فهو يَمِقُك لقوله الأَرواح جُنود مُجَنَّدةٌ فما تعارف منها ائتَلَفَ وما تناكر منها اختلف ورجل وامِقٌ ووَمِيق حكاه ابن جني وأَنشد لأَبي دواد سقى دارَ سَلْمى حيث حَلَّتْ بها النَّوى جزاء حبيبٍ من حبيبٍ وَمِيق الليث يقال ومِقْتُ فلاناً أَمقُه وأَنا وامِق وهو مِوموق وأَنا لك ذو مِقةٍ وبك ذو ثِقة

( وهق ) الوَهَقُ الحبل المُغاز يُرْمى فيه أُنشوطة فتؤخذ فيه الدابة والإنسان والجمع أَوْهاق وأَوْهق الدابة فعل بها ذلك والمُواهقَة في السير المواظبة ومدّ الأَعناق وهذه الناقة تُواهِق هذه كأَنها تُبارِيها في السير وفي حديث جابر فانطلق الجمل يُواهِقُ ناقته مواهقةً أَي يباريها في السير ويماشيها ومُواهقة الإبل مَدّ أَعناقها في السير والمُواهقَة أن تسير مثل سير صاحبك وهي المواضخة والمواغدة كله واحد وقد تواهَقَت الركاب أَي تَسايَرَتْ قال ابن أَحمر وتَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً والظِّلُّ لم يَفْضُل ولم يُكْرِ وأَنشد الأَزهري تَنَشَّطَتْه كلُّ مُغْلاة الوَهَقْ وقال أَوس بن حجر تُواهِقُ رجْلاها يَداها ورأسهُ لها قَتَبٌ خَلْفَ الحَقِيبة رادِفُ فإنه أَراد تُواهِقُ رجلاها يديه فحذف المفعول وقد عَلِمَ أَن المواهقة لا تكون من الرِّجْلين دون اليدين فأَضمر وأَن اليدين مواهِقتان كما أَنهما مُواهَقَتان فأَضمر لليدين فعلاً دَلَّ عليه الأَولُ فكأَنه قال وتُواهِقُ يداه رجليها ثم حذف المفعول في هذا كما حذفه في الأَول فصار على ما ترى تُواهِقُ رجلاها يداه فعلى هذه الصنعة تقول ضارَبَ زيدٌ عَمْروٌ على أَن يُرْفع عمرو بفعل غير هذا الظاهر ولا يجوز أَن يرتفعا جميعاً بهذا الظاهر وقد تكون المُواهقة للناقة الواحدة لأَن إحدى يديها ورجليها تُواهِقُ الأُخرى وتواهَقَ الساقِيان تباريا أَنشد يعقوب أَكلّ يومٍ لك ضَيْزَنانِ على إزاء الحوض مِلْهَزانِ بكرِْفَتين يتواهِقَانِ ؟ الوَهقُ بالتحريك حبل كالطِّوَل وقد يسكن مثل نَهْر ونَهَر قال بن بري ومنه قول عدي ابن زيد العبادي بَكَرَ العاذِلون في فَلَقِ الصب ح يقولون لي أَما تَسْتَفِيقُ ؟ ويلومون فيكِ يا ابْنَةَ عب د الله والقَلْبُ عندكم مَوْهُوق
( * في قصيدة عديّ موثوق بدل موهوق )
وفي حديث علي وأَغْلَقَت المَرْءَ أَوْهاقُ المنية الأَوْهاقُ جمع وَهَقٍ بالتحريك وقد يسكن وهو حبل كالطِّوَل تشد به الإبل والخيل لئلا تَنِدَّ أَبو عمرو توَهَّقَ الحصى إذا حَمِيَ من الشمس وأَنشد وقد سَريْتُ الليلَ حتى غَرْدَقا حتى إذا حامِي الحَصى تَوْهَّقا

( ووق ) الليث الواقةُ من طير الماء عند أَهل العراق وأَنشد أَبوك نَهارِيٌّ وأُمُّكَ واقَة قال ومنهم من يهمز الأَلف فيقول وأُقة لأَنه ليس في كلام العرب واو بعدها أَلف أَصلية في صدر البناء إلا مهموزة نحو الوَألة فتقول كان جده وألة فلينت الهمزة وبعضهم يقول لهذا الطير قاقة

( يرق ) اليارَقُ ضرب من الأَسْوِرة وقيل اليارَقُ السِّوار قال شُبرمة بن الطفيل لعَمْري لَظَبْيٌ عند باب ابن مُحْرِزٍ أَغَنُّ عليه اليارَقانِ مَشُوفُ أَحَبُّ إليكم من بُيوتٍ عمادُها سُيوف وأَرْماح لهُنَّ حَفِيفُ واليارَقُ الجِبارةُ وهو الدَّسْتِينَجُ العريض معرب واليَرَقانُ دود يكون في الزرع ثم ينسلخ فيصير فَراشاً واليَرَقانُ مثل الأَرَقانِ آفة تصيب الزرع أَيضاً وزَرْع مَيْروق ومأْرُوق وقد يُرِقَ واليَرَقان داء معروف يصيب الناس ورجل مَيْروق

( يرمق ) في حديث خالد بن صفوان الدرهم يطعم الدَّرْمَقَ ويكسو اليَرْمَق هكذا جاء في رواية وفسر اليَرْمَق أَنه القَباء بالفارسية والمعروف في القباء أَنه اليَلْمق باللام وأَنه معرب فأَما اليَرْمق فهو الدرهم بالتركية وروي بالنون وقد تقدم

( يسق ) الأَياسِقُ القلائد قال ابن سيده والأَزهري لم نسمع لها بواحد قال ابن سيده إِلا أَن يكون واحدها الأيْسق وأَنشد الليث وقُصِرْنَ في حِلَق الأَياسِقِ عندهُمْ فَجَعَلْنَ رَجْع نُباحِهنَّ هَرِيرا

( يقق ) أَبيض يَقَقٌ ويَقِقٌ بكسر القاف الأُولى شديد البياض ناصعه أَبو عمرو يقال لجُمَّارة النخلة يَقَقَة وشَحْمَة والجمع يَقَق وفي حديث ولادة الحسن بن علي رضي الله عنهما ولَفَّها في بيضاء كأَنه اليَقَقُ اليَقَقُ المتناهي في البياض

( يلق ) اليَلَقُ البِيض من البقر الجوهري اليَلَقُ الأَبيض من كل شيء ومنه قول الشاعر وأَتْرُك القِرْنَ في الغُبار وفي حِضْنَيْهِ زَرْقاءُ مَتْنها يَلَقُ وقال عمرو بن الأَهتم في رَبْرَبٍ يَلَقٍ جَمّ مَدافِعُها كأَنهنَّ بِجَنْبَيْ حَرْبةَ البَرَدُ واليَلْقَقُ العنز
( * قوله « واليلقق العنز » هكذا بالأصل ونقله شارح القاموس والذي في الصحاح ومتن القاموس اليلقة بالتحريك ) البيضاء وقال أَبيض يَلَق ولَهَق ويَقَقٌ بمعنى واحد

( يلمق ) اليَلْمَقُ القباء فارسي معرب قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي تَجْلُو البَوارِقُ عن مُجْرَنْثمٍ لَهِقٍ كأَنه مُتَقَبِّي يَلْمَقٍ عَزَبُ وجمعه يَلامق قال عمارة كأَنما يمشين في اليَلامِقِ

( ك ) الكاف من الحروف المَهْموسة وهي ضد المَجْهورة قال الأَزهري ومعنى المَجْهور أَنه لَزِمَ موضعه إِلى انقضاء حروفه وحَبَس النَّفَس أَن يَجْريَ معه فصار مجهوراً لأَنه لم يخالطه شيء غيره وهي تسعة عشر حرفاً ا ب ج د ذ ر ز ض ط ظ ع غ ق ل م ن وي والهمزة قال والمهموس حرف لانَ في مَخْرجه دون المَجْهور وجَرَى معه النفَسُ فكان دون المجهور في رفع الصوت وعدة حروفه عشرة ت ث ح خ س ش ص و ك ه قال ومخرج الجيم والقاف والكاف بين عَكَدَةِ اللسان وبين اللَّهاةِ في أَقصى الفم

( أبك ) قال ابن بري أَبِكَ الشيءُ يَأْبَك كثر ورأَيت في نسخة من حواشي الصحاح ما صورته في الأَفعال لابن القطاع أَبِكَ الرجلُ أَبْكاً وأَبَكاً كثر لحمه

( أدك ) أَدِيك اسم موضع قال الراعي ومُعْتَرَكٍ من أَهْلِها قد عَرَفْته بوادي أَدِيكٍ حيث كان مَحانيا ويروى أَريك وسيأْتي ذكره

( أرك ) الأَراكُ شجر معروف وهو شجر السِّواك يُستاك بفُروعه قال أَبو حنيفة هو أَفضل ما اسْتِيك بفرعه من الشجر وأَطيب ما رَعَتْه الماشية رائحةَ لَبَنٍ قال أَبو زياد منه تُتخذ هذه المَساوِيك من الفروع والعروق وأَجوده عند الناس العُروق وهي تكون واسعة محلالاً واحدته أَراكة وفي حديث الزهري عن بني إِسرائيل وعِنَبُهم الأَراك قال هو شجر معروف له حَمْل عناقيد العنب واسمه الكَباثُ بفتح الكاف وإِذا نَضِج يسمى المَرْدَ والأَراك أَيضاً القطعة من الأَراك كما قيل للقطعة من القصب أَباءَة وقد جمعوا أَراكةً فقالوا أُرُك قال كثيِّر عزة إِلى أُرُكٍ بالجِذْعِ من بطن بِئْشةٍ عليهن صَيْفِيُّ الحَمام النَّوائحِ ابن شميل الأَراكُ شجرة طويلة خضراء ناعمة كثيرة الورق والأَغصان خوَّارة العود تنبت بالغَوْر تتخذ منها المَساويك الأَراك شجر من الحَمْض الواحدة أَراكة قال ابن بري وقد تجمع أَراكة على أَرائك قال كليب الكلابي أَلا يا حَمامات الأَرائِك بالضُّحَى تَجاوَبْنَ من لَفَّاءَ دانٍ بَرِيرُها وإِبل أَراكية ترعى الأَراك وأَراكٌ أَرِكٌ ومؤْتَرِكٌ كثير ملتف وأَرِكت الإِبل تأْرَك أَرَكاً اشتكت بطونها من أَكل الأَراك وهي إِبل أَراكَى وأَرِكَةٌ وكذلك طَلاحَى وطَلِحَةٌ وقَتادَى وقَتِدَة ورَماثى ورَمِثَة وأَرَكَت تَأْرُك أُرُوكاً رعت الأَراك وأَرَكتْ تَأْرِكُ وتَأْرُك أُرُوكاً لزمت الأَراك وأَقامت فيه تأْكله وقيل هو أَن تصيب أَي شجر كان فتُقيم فيه قال أَبو حنيفة الأراك الحَمْض نفسه قال وقال بعض الرواة أَرِكَتِ الناقة أَرَكاً فهي أَرِكةٌ مقصور من إِبل أُرُكٍ وأَوارِك أَكلت الأَراك وجمع فَعِلَةٍ على فُعُل وفواعل شاذ والإِبل الأَوارك التي اعتادت أَكل الأَراك والفعل أَرَكَتْ تَأْركُ أَرْكاً وقد أَرَكَتْ أُرُوكاً إِذا لزمت مكانها فلم تبرح وقيل إِنما يقال أَرَكَتْ إِذا أَقامت في الأَراك وهو الحمض فهي أَرِكة قال كثيِّر وإِنَّ الذي يَنْوِي مِنَ المالِ أَهلُها أَوارِكُ لمّا تَأْتَلِفْ وعَوادِي يقول إِن أَهل عَزَّة ينوون أَن لا يجتمع هو وهي ويكونا كالأوارِك من الإِبل والعَوَادي في ترك الاجتماع في مكان وقيل العَوَادي المقيمات في العِضاه لا تفارقها يقول أَهل هذه المرأَة يطلبون من مهرها ما لا يمكن كما لا يمكن أَن تأْتلف الأَوَارك والعَوادي وتجتمع في مكان واحد وفي الحديث أُتي بلَبنِ إِبلٍ أَوارِكَ أَي قد أَكلت الأَراك ابن السكيت الإِبل الأَوَارك المقيمات في الحَمْض قال وإِذا كان البعير يأْكل الأَراك قيل آرِك ويقال أَطيب الأَلبان أَلبان الأََارك وقوم مُؤْرِكُونَ رعت إِبلهم الأَراك كما يقال مُعِضُّون إِذا رعت إِبلهم العُضَّ قال أَقُولُ وأَهلي مُؤْرِكُونَ وأَهلُها مُعِضُّون إِنْ سارتْ فكيف نَسِيرُ ؟
( * راجع في مادة عضض هذا البيت وتفسيره وتغليط أبي حنيفة في تخريجه وجه كلام الشاعر )
قال ابن سيده وهو بيت مَعنيٌّ قد وَهِم فيه أَبو حنيفة وردَّ عليه بعض حذاق المعاني وهو مذكور في موضعه وأَرَك الرجل بالمكان يَأْرُك ويأْرِك أُرُوكاً وأَرِك أَرَكاً كلاهما أَقام به وأَرَكَ الرجلُ لَجَّ وأَرَكَ الأَمْرَ في عُنُقه أَلزمه إِيَّاه وأَرَكَ الجُرْحُ يأْرُكُ أُروكاً تَماثَل وبَرَأَ وصلَح وسكَن ورَمُه وقال شمر يَأْرِك ويَأْرُك أُرُوكاً لغتان ويقال ظهرت أَرِيكَة الجُرْح إِذا ذهبتْ غَثِيثَتُه وظهر لحمه صحيحاً أَحمر ولم يَعْلُه الجلد وليس بعد ذلك إِلاّ علوّ الجلد والجُفوف والأَرِيكةُ سرير في حَجَلة والجمع أَرِيكٌ وأَرَائِك وفي التنزيل على الأَرائِك مُتَّكِئُون قال المفسرون الأَرائك السُّرُر في الحِجال وقال الزجاج الأَرَائك الفُرُش في الحِجَال وقيل هي الأَسرَّة وهي في الحقيقة الفُرُش كانت في الحِجَال أَو في غير الحِجَال وقيل الأَريكة سرير مُنَجَّد مُزَيَّن في قُبَّة أَو بيت فإِذا لم يكن فيه سرير فهو حَجَلة وفي الحديث أَلا هل عسى رجل يُبَلِّغه الحديث عني وهو مُتَّكٍ على أَرِيكَتِه فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ؟ الأَرِيكة السرير في الحَجَلة من دونه سِتْر ولا يسمَّى منفرداً أَريكةً وقيل هو كُلّ ما اتُّكِئَ عليه من سرير أَو فِراش أَو مِنَصَّةٍ وأَرَّكَ المرأَةَ سترها بالأَرِيكة قال تبيَّن أَنَّ أُمَّكَ لم تُؤَرَّكْ ولم تُرْضِعْ أَميرَ المُؤْمِنِينَا والأَرِيكُ اسم وادٍ أَبو تراب عن الأَصمعي هو آرَضُهُمْ أَن يفعل ذلك وآرَكُهُم أَن يفعله أَي أَخْلَقهم قال ولم يبلغني ذلك عن غيره وأُرُكٌ وأَرِيكٌ موضع قال النابغة عَفَا حُسُمٌ مِنْ فَرْتَنا فالفَوارِعُ فَجَنْبَا أَرِيكٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ
( * في ديوان النابغة عفا ذو حُساً بدل حُسْمٌ )
وأَرَك أَرض قريبة من تَدْمُر قال القطامي وقد تَعَرَّجْتُ لَمَّا ورَّكَت أَرَكاً ذات الشِّمال وعن أَيْماننا الرِّجَلُ

( أسك ) الإِسْكَتانِ بكسر الهمزة جانبا الفرج وهما قُدَّتاه وطرفاه الشُّفْرانِ وقال شمر الإِسْكُ جانب الاسْتِ ابن سيده الإِسْكَتَانِ والأَسْكَتان شُفْرا الرَّحِم وقيل جانباه مما يلي شُفْريه قال جرير تَرَى بَرَصاً يلُوح بإِسْكَتَيْها كعَنْفَقةِ الفَرَزْدق حين شابا والجمع إِسَكٌ وأَسْكٌ وإِسْكٌ أَنشد ابن الأَعرابي قَبَحَ الإِلَهُ ولا أُقَبِّح غيرَهُمْ إِسْكَ الإِماءِ بَني الأَسَكّ مُكَدِّمِ قال ابن سيده كذا رواه إِسْك بالإِسكان وقيل الإِسك جانب الاسْت هنا شبههم بجوانب الحَياء في نتنهم ويقال للإِنسان إِذا وصف بالنَّتْن إِنما هو إِسك أَمَةٍ وإِنما هو عَطِينة وقال مُزَرَّد إِذا شَفَتاه ذاقتا حَرَّ طَعْمِه تَرَمَّزَتَا للحَرِّ كالإِسَكِ الشُّعْرِ وامرأَة مَأْسُوكَةٌ أَخْطأَت خافِضَتُها فأَصابت غير موضع الخَفْضِ وفي التهذيب فأَصابت شيئاً من أَسْكَتَيْها وآسَكُ موضع

( أفك ) لإِفْك الكذب والأَفِيكةُ كالإِفْك أَفَكَ يَأْفِك وأَفِكَ إِفْكاً وأُفُوكاً وأَفْكاً وأَفَكاً وأَفَّكَ قال رؤْبة لا يأْخُذُ التَأْفِيكُ والتَّحَزِّي فِينَا ولا قول العِدَى ذُو الأَزِّ التهذيب أَفَكَ يأُْفِكُ وأَفِكَ يأْفَكُ إِذا كذب ويقال أَفَكَ كذب وأَفَكَ الناسَ كذبهم وحدَّثهم بالباطل قال فيكون أَفَكَ وأَفَكْتُه مثل كَذَب وكَذَبْته وفي حديث عائشة رضوان الله عليها حين قال فيها أَهلُ الإِفْكِ ما قالوا الإِفْكُ في الأَصل الكذب وأَراد به ههنا ما كُذِبَ عليها مما رميت به والإِفْك الإِثم والإِفْكُ الكذب والجمع الأَفَائكُ ورجل أَفَّاك وأَفِيك وأَفُوك كذاب وآفَكَهُ جعله يَأْفِكُ وقرئَ وذلك إِفْكُهُمْ
( * قوله « وقرئ وذلك إفكهم إلخ » هكذا بضبط الأصل وهي ثلاث قراءات ذكرها الجمل وزاد قراءات أخر أفكهم بالفتح مصدراً وأفكهم بالفتحات ماضياً وأفكهم كالذي قبله لكن بتشديد الفاء وآفكهم بالمد وفتح الفاء والكاف وآفكهم بصيغة اسم الفاعل ) وأَفَكُهُمْ وآفَكُهُمْ وتقول العرب يا لَلأَفِيكةِ ويا لِلأَفِيكة بكسر اللام وفتحها فمن فتح اللام فهي لام استغاثة ومن كسرها فهو تعجب كأَنه قال يا أَيها الرجل اعجب لهذه الأَفيكة وهي الكَذْبة العظيمة والأَفْكُ بالفتح مصدر قولك أَفَكَهُعن الشيء يَأْفِكُه أَفْكاً صرفه عنه وقلبه وقيل صرفه بالإِفك قال عمرو بن أُذينة
( * قوله « عمرو بن أُذينة » الذي في الصحاح وشرح القاموس عروة )
إِن تَكُ عن أَحْسَنِ المُروءَة مَأْ فُوكاً ففي آخِرِىنَ قد أُفِكُوا
( * قوله « أحسن المروءة » رواية الصحاح أحسن الصنيعة )
يقول إِن لم تُوَفَّقْ للإِحسان فأَنت في قوم قد صرفوا من ذلك أَيضاً وفي حديث عرض نفسه على قبائل العرب لقد أُفِكَ قومٌ كذَّبوك ظاهروا عليك أَي صُرِفوا عن الحق ومنعوا منه وفي التنزيل يُؤْفَكُ عنه مَن أُفِكَ قال الفراء يريد يُصْرَفُ عن الإِيمان من صُرِف كما قال أَجئتَنا لتَأْفكَنَا عن آلهتنا يقول لتصرفنا وتصدنا والأَفَّاك الذي يَأْفِكُ الناس أَي يصدهم عن الحق بباطله والمَأْفوك الذي لا زَوْرَ له شمر أُفِك الرجلُ عن الخير قلب عنه وصرف والمُؤْتفِكات مَدائن لوط على نبينا وعليه الصلاة والسلام سميت بذلك لانقلابها بالخَسْف قال تعالى والمُؤْتَفِكةَ أَهْوى وقوله تعالى والمُؤْتِفكات أَتتهم رسلهم بالبينات قال الزجاج المؤْتفكات جمع مُؤْتَفِكة ائْتَفَكَتْ بهم الأَرض أَي انقلبت يقال إِنهم جمع من أَهلك كما يقال للهالك قد انقلبت عليه الدنيا وروى النضر بن أَنس عن أَبيه أَنه قال أَي بنيّ لا تنزلنَّ البصرة فإِنها إِحدى المُؤْتَفِكات قد ائْتَفَكَت بأَهلها مرتين هي مُؤْتَفِكة بهم الثالثة قال شمر يعني بالمُؤتفكة أَنها غرقت مرتين فشبه غرقها بانقلابها والائْتِفاك عند أَهل العربية الانقلاب كقريات قوم لوط التي ائْتَفَكتْ بأَهلها أَي انقلبت وقيل المُؤْتَفِكاتُ المُدُن التي قلبها الله تعالى على قوم لوط عليه السلام وفي حديث سعيد بن جبير وذكر قصة هلاك قوم لوط قال فمن أَصابته تلك الافكة أَهلكته يريد العذاب الذي أَرسله الله عليهم فقلب بها ديارهم يقال ائْتَفَكَت البلدة بأَهلها أَي انقلبت فهي مُؤتَفِكة وفي حديث بشير بن الخصَّاصية قال له النبي صلى الله عليه وسلم ممن أَنت ؟ قال من ربيعة قال أَنتم تزعمون لولا ربيعةُ لائْتَفَكت الأَرضُ بمن عليها أَي انقلبت والمُؤْتَفِكاتُ الرِّياح تختلف مَهابّهُا والمُؤْتَفِكات الرياح التي تقلب الأَرض تقول العرب إِذا كثرت المؤْتفكات زَكَتِ الأَرضُ أَي زكازرعها وقول رؤبة وجَوْن خَرقٍ بالرياح مُؤتَفك أَي اختلفت عليه الرياح من كل وجه وأَرض مَأْفوكة وهي التي لم يصبها المطر فأَمحلت ابن الأَعرابي ائْتَفَكت تلك الأَرضُ أَي احترَقتْ من الجدب وأَنشد ابن الأَعرابي كأَنها وهي تَهاوَى تَهْتَلِك شَمْسٌ بِظلٍّ ذا بهذا يَأْتَفِك قال يصف قَطاةً باطِن جناحيها أَسود وظاهره أَبيض فشبه السواد بالظلمة وشبه البياض الشمس يَأْتَفِك ينقلب والمَأْفوك المأْفون وهو الضعيف العقل والرأْي وقوله تعالى يُؤْفَكُ عنه مَن أُفِكَ قال مجاهد يُؤْفن عنه من أُفِنَ وأُفِنَ الرجل ضعف رأْيه وأَفَنَهُ الله وأُفِكَ الرجل ضعف عقله ورأْيه قال ولم يستعمل أَفَكه الله بمعنى أَضعف عقله وإِنما أَتى أَفَكه بمعنى صرفه فيكون المعنى في الآية يصرف عن الحق من صرفه الله ورجل أَفِيكٌ ومَأْفوك مخدوع عن رأْيه الليث الأَفِيكُ الذي لا حَزْم له ولا حيلة وأَنشد ما لي أَراكَ عاجزاً أَفِيكا ؟ ورجل مَأْفوك لا يصيب خيراً وأَفكهُ بمعنى خدعة

( أكك ) لأَكَّةُ الشديدة من شدائد الدهر والأَكَّةُ شدة الحرّ وسكونُ الريح مثل الأَجَّةِ إِلا أَن الأَجَّة التَّوَهُّج والأَكَّةَ الحر المُحْتَدِمُ الذي لا ريح فيه ويقال أَصابتنا أَكَّة ويوم أَكٌّ وأَكِيكٌ وقد أَكَّ يومُنا يَؤُكُّ أَكّاً وأْتَكَّ وهو افتعل منه وليلة أَكَّة كذلك وحكى ثعلب يوم عَكّ أَكّ شديد الحرّ مع لِينٍ واحتباس ريح حكاها مع أَشياء إِتباعية قال فلا أَدري أَذَهب به إِلى أَنه شديد الحرّ وأَنه يفصل من عَكٍّ كما حكاه أَبو عبيد وغيره وفي الموعب ويوم عَكٌّ أَكّ حار ضَيق غام
( * قوله غام هكذا في الأصل ) وعَكِيك أَكِيكٌ والأَكَّة فَوْرة شديدة في القَيْظ وهو الوقت الذي تَرْكُد فيه الريح التهذيب يوم ذواأَكّ ودوأَكَّة وقد ائتَكَّ وهو يوم مُؤتَكّ وكذلك في وُجوهه ويقال إِن في نفسه عليّ لأَكَّة أَي حِقْداً وقال أَبو زيد رماه الله بالأَكَّةِ أَي بالموت وأْتَكَّ فلان من أَمر أَرْمَضَه وأَكَّهُ يَؤُكُّه أَكّاً ردَّه والأَكَّة الزحمة قال إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ فَخَلِّه حتى يَبُكَّ بَكَّهْ في الموعب الشَّرِيبُ الذي يسقي إِبله مع إِبلك يقول فخله يورد إِبله الحوض فتَباكُّ عليه أَي تزدحم فيسقي إِبله سقيه قال تَضَرَّجَتْ أَكَّاتُه وغَمَمُهْ الأَكَّةُ الضيقُ والزحمة وأكَّه يَؤُكُّه أَكّاً زاحمه وأْتَكَّ الوِرْدُ ازدحم معنى الورْد جماعة الإِبل الواردة وأْتَكَّ من ذلك الأَمر عظم عليه وأَنِفَ منه

( ألك ) في ترجمة علج يقال هذا أَلوكُ صِدْقٍ وعَلوك صِدْقٍ وعَلُوج صِدْقٍ لما يؤكل وما تَلَوَّكْتُ بأَلوكٍ وما تَعَلَّجْتُ بعَلوج الليث الأَلوك الرسالة وهي المَأْلُكة على مَفْعُلة سميت أَلوكاً لأَنه يُؤْلَكُ في الفم مشتق من قول العرب الفرس يَأْلُك اللُّجُمَ والمعروف يَلوك أَو يَعْلُك أَي يمضغ ابن سيده أَلَكَ الفرسُ اللجام في فيه يَأْلُكه عَلَكه والأَلوك والمَأْلَكة والمَأْلُكة الرسالة لأنها تُؤْلَك في الفم قال لبيد وغُلامٌ أَرْسَلَتْهُ أُمُّه بأَلوكٍ فَبَذَلْنا ما سَأَلْ قال الشاعر أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكةً عن الذي قد يُقالُ مِ الكَذبِ قال ابن بري أَبو دَخْتَنُوس هو لَقِيط بن زُرارة ودخْتَنُوس ابنته سماها باسم بنت كِسرى وقال فيها يل ليت شِعْري عنكِ دَخْتَنوسُ إِذا أَتاكِ الخبرُ المَرْمُوسُ قال وقد يقال مَأْلُكة ومَأْلُك وقوله أَبْلِغْ يَزِيد بني شَيْبان مَأْلُكَةٌ أَبا ثُبَيْتٍ أَما تَنْفَكُّ تأْتَكِلُ ؟ إِنما أَراد تَأْتَلِكُ من الأَلوك حكاه يعقوب في المقلوب قال ابن سيده ولم نسمع نحن في الكلام تَأْتَلِكُ من الأَلوك فيكون هذا محمولاً عليه مقلوباً منه فأَما قول عديّ بن زيد أَبْلِغِ النُّعْمان عني مَأْلُكاً أَنه قد طال حَبْسي وانْتِظار فإِن سيبويه قال ليس في الكلام مَفْعُل وروي عن محمد بن يزيد أَنه قال مَأْلُك جمع مَأْلُكة وقد يجوز أَن يكون من باب إِنْقَحل في القلة والذي روي عن ابن عباس أَقيس
( * قوله « والذي روي عن ابن عباس أقيس » هكذا في الأصل ) قال ابن بري ومثله مَكْرُم ومَعُون قال الشاعر ليوم رَوْغٍ أَو فَعَال مَكْرُم وقال جميل بُثَيْنَ الْزَمي لا إِنَّ لا إِنْ لَزِمْتِه على كثرةِ الوَاشينَ أَيّ مَعُون قال ونظير البيت المتقدم قول الشاعر أَيُّها القاتلون ظلماً حُسَيْناً أَبْشِرُوا بالعَذابِ والتَّتْكيل كلُّ أَهلِ السماء يَدْعُو عليكُمْ من نَبيّ ومَلأَكٍ ورسول ويقال أَلَك بين القوم إِذا ترسّل أَلْكاً وأُلُوكاً والاسم منه الأَلُوك وهي الرسالة وكذلك الأَلُوكة والمَأْلُكة والمَأْلُك فإِن نقلته بالهمزة قلت أَلَكْتُه إِليه رسالةً والأَصل أَأْلَكْتُه فأَخرت الهمزة بعد اللام وخففت بنقل حركتها على ما قبلها وحَذْفِها فإِن أَمرتَ من هذا الفعل المنقول بالهمزة قلت أَلِكْني إِليها برسالة وكان مقتضى هذا اللفظ أَن يكون معناه أَرْسِلْني إِليها برسالة إِلا أَنه جاء على القلب إِذ المعنى كُنْ رسولي إِليها بهذه الرسالة فهذا على حد قولهم ولا تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَركبها أَي ولا أَتَهَيَّبُها وكذلك أَلِكْني لفظه يقضي بأَن المخاطَب مُرْسِلٌ والمتكلم مُرْسَل وهو في المعنى بعكس ذلك وهو أَن المخاطب مُرْسَل والمتكلم مخرْسِل وعلى ذلك قول ابن أَبي ربيعة أَلِكْني إِليها بالسلام فإِنَّهُ يُنَكَّرُ إِلْمامي بها ويُشَهَّرُ أَي بَلِّغْها سلامي وكُنْ رسولي إِليها وقد تحذف هذه الباء فيقال أَلِكْني إِليها السلامَ قال عمرو بن شَأْسٍ أَلِكْني إِلى قومي السلامَ رِسالةً بآية ما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا فالسلام مفعول ثان ورسالة بدل منه وإِن شئت حملته إِذا نصبت على معنى بَلِّغ عني رسالة والذي وقع في شعر عمرو بن شأْس أَلِكْني إِلى قومي السلامَ ورحمةَ ال إِله فما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا وقد يكون المُرْسَلُ هو المُرْسَل إِليه وذلك كقولك أَلِكْني إِليك السلام أَي كُنْ رسولي إِلى نفسك بالسلام وعليه قول الشاعر أَلِكْني يا عتيقُِ إِليكَ قَوْلاً سَتُهْدِيهِ الرواةُ إِليكَ عَني وفي حديث زيد بن حارثة وأَبيه وعمه أَلِكْني إِلى قومي وإِن كنتُ نائياً فإِني قَطُِينُ البيتِ عند المَشَاعِرِ أَي بَلِّغ رسالتي من الأَلُوكِ والمَأْلُكة وهي الرسالة وقال كراع المَأْلُك الرسالة ولا نظير لها أَي لم يجئ على مَفْعُل إِلا هي وأَلَكَه يأْلِكُه أَلْكاً أَبلغه الأَلُوك ابن الأَنباري يقال أَلِكْني إِلى فلان يراد به أَرسلني وللاثنين أَلِكاني وأَلِكُوني وأَلِكِيني وأَلِكَاني وأَلِكْنَني والأَصل في أَلِكْني أَلْئِكْني فحولت كسرة الهمزة إلى اللام وأُسقطت الهمزة وأَنشد أَلِكْني إِليها بخير الرسو لِ أُعْلِمُهُمْ بنواحي الخَبَرْ قال ومن بنى على الأَلوك قال أَصل أَلِكُْني أَأْلِكْني فحذفت الهمزة الثانية تخفيفاً وأَنشد أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ قولا قال أَبو منصور أَلِكْني أَلِكْ لي وقال ابن الأَنباري أَلِكْني إِليه أَي كُنْ رسولي إِليه وقا ل أَبو عبيد في قوله أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ عني أَي أَبلغ عني الرسالة إِليك والمَلَكُ مشتق منه وأَصله مَأْلَك ثم قلبت الهمزة إِلى موضع اللام فقيل مَلأَك ثم خففت الهمزة بأَن أُلقيت حركتها على الساكن الذي قبلها فقيل مَلَك وقد يستعمل متمماً والحذف أَكثر فلسْتَ لإِنْسيٍّ ولكن لمَلأَكٍ تَنَزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوب والجمع ملائكة دخلت فيها الهاء لا لعجمة ولا لنسب ولكن على حد دخولها في القَشاعِمَة والصيَّاقلة وقد قالوا المَلائك ابن السكيت هي المَأْلَكة والمَلأَكة على القلب والملائكة جمع مَلأَكة ثم ترك الهمز فقيل مَلَك في الوحدان وأَصله مَلأَك كما ترى ويقال جاء فلان قد اسْتَأْلكَ مَأْلُكَته أَي حمل رسالته

( أنك ) الآنُك الأُسْرُبُّ وهو الرَّصاصُ القَلْعِيُّ وقال كراع هو القزدير ليس في الكلام على مثال فاعُل غيره فأَما كابُل فأَعجمي وفي الحديث من استَمَعَ إِلى قَيْنَة صَبَّ الله الآنُك في أُذُنيه يوم القيامة رواه ابن قتيبة وفي الحديث من استمع إِلى حديث قومٍ هُمْ له كارِهون صبَّ في أُذنيه الآنُك يوم القيامة قال القتيبي الآنُك الأَسْرُبُّ قال أَبو منصور وأَحسبه معرَّباً وقيل هو الرَّصاص الأَبيض وقيل الأَسود وقيل هو الخالص منه وإِن لم يجئ على أَفْعُل واحداً غير هذا فأَما أَشُدّ فمختلف فيه هل هو واحد أَو جمع وقيل يحتمل أَن يكون الآنُك فاعُلاً لا أَفْعُلاً قال وهو شاذ قال الجوهري أَفْعُل من أَبنية الجمع ولم يجئ عليه للواحد إِلا آنُك وأَشُدّ قال وقد جاء في شعر عربي والقطعة الواحدة آنُكَة قال رؤبة في جِسْم جَدْل صَلْهَبيّ عَمَمُه يَأْنُك عن تَفْئِيمه مُفَأّمُه قال الأَصمعي لا أَدري ما يَأْنُك وقال ابن الأَعرابي يَأْنُك يعظم

( أيك ) الأَيْكةَ الشمر الكثير الملتفّ وقيل هي الغَيْضة تُنْبِتُ السَّدْر والأَراك ونحوهما من ناعم الشجر وخص بعضهم به منبت الأَثْل ومُجتَمعه وقيل الأَيْكة جماعة الأَراك وقال أَبو حنيفة قد تكون الأَيْكة الجماع من كل الشجر حتى من النخل قال والأَول أَعرق والجمع أَيْكٌ وأَيِكَ الأَراك فهو أَيِكٌ واسْتَأْيَك كلاهما التفٍّ وصار أَيكة قال ونحنُ من فَلْجٍ بأَعْلَى شِعْبِ أَيْكِ الأَراكِ مُتَداني القَضْبِ قال ابن سيده أراه أيِكِ الأَرَاك فخفف وأيْك أيِكٌ مُثْمر وقيل هو على المبالغة وفي التهذيب في قوله تعالى كذَّب أصحابُ الأَيْكة المُرْسَلين وقرئ أصحاب لَيكة وجاء في التفسير أن اسم المدينة كان لَيْكة واختار أبو عبيد هذه القراءة وجعل لَيْكة لا تنصرف ومن قرأ أصحاب الأَيْكة قال الأََيْك الشجر الملتفّ يقال أيْكة وأيْك وجاء في التفسير إن شجرهم كان الدَّوْم وروى شمر عن ابن الأَعرابي قال يقال أيْكة من أثْل ورَهْطٌ من عُشَر وقَصِيمَة من غَضاً قال الزجاج يجوز وهو حسن جداً كذب أصحاب لَيْكةِ بغير ألف على الكسر على أن الأَصل الأيكةِ فأُلقيت الهمزة فقيل الَيْكةِ ثم حذفت الألف فقال لَيْكَةِ والعرب تقول
( * قوله « والعرب تقول إلخ » عبارة زاده على البيضاوي كما تقول مررت بالأحمر على تحقيق الهمزة ثم تخففها فتقول بلحمر فإن شئت كتبته في الخط على ما كتبته أولاً وإن شئت كتبته بالحذف على حكم لفظ اللافظ فلا يجوز حينئذ إلا الجر كما لا يجوز في الايكة إلا الجر ) الأَحمرُ قد جاءني وتقول إذا ألقت الهمزة الحَمرُ جاءني بفتح اللام وإثبات ألف الوصل وتقول أيضاً لَحْمَرُ جاءني يريدون الأَحْمَرَ قال وإثبات الألف واللام فيها في سائر القرآن يدل على أن حذف الهمزة منها التي هي ألف وصل بمنزلة قولهم لَحْمَرَ قال الجوهري من قرأ كذَّب أصحابُ الأَيْكَة المرسلين فهي الغَيْضة ومن قرأ لَيْكة فهي اسم القرية ويقال هما مثل بَكَّة ومَكَّة

( بتك ) البَتْك القطع وفي التنزيل العزيز وليُبَتِّكُنَّ آذان الأَنعام قال أبو العباس يقول فليقطعنّ قال أبو منصور كأنه أراد والله أعلم تبْحِير أهل الجاهلية آذان أنعامهم وشقهم إياها الليث البَتْك قطع الأُذن من أصلها وبَتِّك الآذان أي قطعها شدد للكثرة وقيل البَتْكُ أن تقبض على شيء بيدك وفي التهذيب أن تقبض عى شعر أو ريش أو نحو ذلك ثم تجذبه إليك حتى ينقطع فيَنْبَتِكِ من أصله وينتتف وكل طائفة صارت في يدك من ذلك فاسمها بِتْكَةٌ قال زهير حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الغلام لها طارَتْ وفي كَفِّه من ريشها بِتَكُ وقيل البَتْك قطع الشيء من أصله بَتَكه يَبْتِكُه ويَبْتُكه بَتْكاً أي قطعه وبَتَّكه فانْبَتك وتَبَتَّك والبِتْكةُ والبَتْكة القطعة منه والجمع بِتَكٌ واستشهد ببيت زهير طارَتْ وفي كفه من ريشها بِتَكُ وسيف باتِكٌ أي صارم قال ابن بري ومنه قول الشاعر إذا طَلَعَتْ أولى العَدِيِّ فنَفْرَةٌ إلى سَلَّةٍ من صارم الغَرِّ باتِكِ وسيف باتِكٌ وبَتُوك قاطع وسيوف بَواتِكُ والبِتُكة أيضاً جَهْمة من الليل

( بخنك ) البُخْنُك لغة في البُخْنُقِ

( برك ) البَرَكة النَّماء والزيادة والتَّبْريك الدعاء للإنسان أو غيره بالبركة يقال بَرَّكْتُ عليه تَبْريكاً أي قلت له بارك الله عليك وبارك الله الشيءَ وبارك فيه وعليه وضع فيه البَرَكَة وطعام بَرِيك كأنه مُبارك وقال الفراء في قوله رحمة الله وبركاته عليكم قال البركات السعادة قال أبو منصور وكذلك قوله في التشهد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته لأن من أسعده الله بما أسعد به النبي صلى الله عليه وسلم فقد نال السعادة المباركة الدائمة وفي حديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبارِكْ على محمد وعلى آل محمد أي أَثْبِتْ له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة وهو من بَرَكَ البعير إذا أناخ في موضع فلزمه وتطلق البَرَكَةُ أيضاً على الزيادة والأَصلُ الأَولُ وفي حديث أم سليم فحنَّكه وبَرَّك عليه أي دعا له بالبركة ويقال باركَ الله لك وفيك وعليك وتَبَارك الله أي بارك الله مثل قاتَلَ وتَقاتَلَ إلا أن فاعلَ يتعدى وتفاعلَ لا يتعدى وتَبَرّكْتُ به أي تَيَمَّنْتُ به وقوله تعالى أن بُورِكَ مَنْ في النار ومَنْ حولَها التهذيب النار نور الرحمن والنور هو الله تبارك وتعالى ومَنْ حولها موسى والملائكة وروي عن ابن عباس أن برك من في النار قال الله تعالى ومَنْ حولها الملائكة الفراء إنه في حرف أُبَيٍّ أن بُورِكَت النارُ ومنْ حولها قال والعرب تقول باركَكَ الله وبارَكَ فيك قال الأَزهري معنى بَرَكة الله عُلُوُّه على كل شيء وقال أبو طالب بن عبد المطلب بُورِكَ المَيِّتُ الغريبُ كما بُو رك نَضْحُ الرُّمَّان والزيتون وقال بارَك فيك اللهُ من ذي ألِّ وفي التنزيل العزيز وبارَكْنا عليه وقوله بارَكَ الله لنا في الموت معناه بارك الله لنا فيما يؤدينا إليه الموت وقول أبي فرعون رُبَّ عجوزٍ عِرْمس زَبُون سَرِيعة الرَّدِّ على المسكين تحسب أنَّ بُورِكاً يكفيني إذا غَدَوتُ باسِطاً يَميني جعل بُورِك اسماً وأعربه ونحوٌ منه قولهم من شُبٍّ إلى دُبٍّ جعله اسماً كدُرٍّ وبُرٍّ وأعربه وقوله تعالى يعني القرآن إنا أنزلناه في ليلة مُباركةٍ يعني ليلة القدر نزل فيها جُملةً إلى السماء الدنيا ثم نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً بعد شيء وطعام بَرِيكٌ مبارك فيه وما أبْرَكَهُ جاء فعلُ التعجب على نية المفعول وتباركَ الله تقدَّس وتنزه وتعالى وتعاظم لا تكون هذه الصفة لغيره أي تطَهَّرَ والقُدْس الطهر وسئل أبو العباس عن تفسير تبارَكَ اللهُ فقال ارتفع والمُتبارِكُ المرتفع وقال الزجاج تبارَكَ تفاعَلَ من البَرَكة كذلك يقول أهل اللغة وروى ابن عباس ومعنى البَرَكة الكثرة في كل خير وقال في موضع آخر تَبارَكَ تعالى وتعاظم وقال ابن الأَنباري تبارَكَ الله أي يُتَبَرَّكُ باسمه في كل أمر وقال الليث في تفسير تبارَكَ الله تمجيد وتعظيم وتبارَكَ بالشيء تَفاءَل به الزجاج في قوله تعالى وهذا كتاب أنزلناهُ مبارك قال المبارك ما يأتي من قِبَله الخير الكثير وهو من نعت كتاب ومن قال أنزلناه مباركاً جاز في غير القراءة اللحياني بارَكْتُ على التجارة وغيرها أي واظبت عليها وحكى بعضهم تباركتُ بالثعلب الذي تباركتَ به وبَرَكَ البعير يَبْرُكُ بُروكاً أي استناخ وأبرَكته أنا فبَرَكَ وهو قليل والأكثر أنَخْتُه فاستناخ وبَرَكَ ألقى بَرْكَهُ بالأرض وهو صدره وبَرَكَتِ الإبل تَبْرُكُ بُروكاً وبَرَّكْتُ قال الراعي وإن بَرَكَتُ منها عجاساءُ جلَّةٌ بمَحِّْنيَةٍ أجلَى العِفاسَ وبَرْوَعا وأبرَكَها هو وكذلك النعامة إذا جَثَمَتْ على صدرها والبَرْكُ الإبل الكثيرة ومه قول متمم بن نُوَيْرَةَ إذا شارفٌ منهنَّ قامَتْ ورجعَّتْ حَنِيناً فأبكى شَجْوُها البَرْكَ أجمعا والجمع البُرُوك والبَرْكُ جمع باركٍ مثل تَجْرٍ وتاجر والبَرْكُ جماعة الإبل الباركة وقيل هي إبل الجِواءِ كلُّها التي تروح عليها بالغاً ما بلغَتْ وإن كانت ألوفاً قال أبو ذؤيب كأن ثِقالَ المُزنِ بين تُضارِعٍ وشابَةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبِيجُ لَبيجٌ ضارب بنفسه وقيل البَرْك يقع على جميع ما برك من جميع الجِمال والنُّوقِ على الماء أو الفَلاة من حر الشمس أو الشبع الواحد بارِكٌ والأُنثى باركة التهذيب الليث البَرْكُ الإبل البُرُوك اسم لجماعتها قال طرفة وبَرْكٍ هُجُودٍ قد أثارَتْ مَخافَتِي بَوَاديَها أمشي بعَضْبٍ مُجَرَّد ويقال فلان ليس له مَبْرَكُ جَمَلٍ وكل شيء ثبت وأقام فقد بَرَكَ وفي حديث علقمة لا تَقْرَبْهم فإن على أبوابهم فِتَناً كَمبارِك الإبل هو الموضع الذي تبرك فيه أراد أنها تُعْدِي كما أن الإبل الصحاح إذا أنيخت في مَبارك الجَرْبَى جَرِبَتْ والبِرْكة أن يَدِرّ لبَنُ الناقة وهي باركة فيقيمَها فيحلبها قال الكميت وحَلَبْتُ بِرْكتها اللَّبُو ن لَبون جُودِكَ غير ماضِرْ ورجل مُبْتَرِكٌ معتمِد على الشيء مُلِجٌّ قال وعامُنا أعْجَبَنا مُقَدَّمُهُ يُدْعَى أبا السَّمْح وقِرْضابٌ سِمُهْ مُبْتَرِكٌ لكل عَظْمٍ يَلْحُمُهْ ورجل بُرَكٌ بارِكٌ على الشيء عن ابن الأَعرابي وأنشد بُرَكٌ على جَنْبِ الإناء مُعَوَّدٌ أكل البِدَانِ فلَقْمُه مُتدارِكُ الليث البِرْكةُ ما وَلِيَ الأَرض من جلد بطن البعير وما يليه من الصدر واشتقاقه من مَبْرَك البعير والبَرْكُ كَلْكل البعير وصدره الذي يعدُوك به الشيء تحته يقال حَكَّه ودكَّه وداكه بِبَرْكه وأنشد في صفه الحرب وشدتها فأقْعَصَتُهمْ وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ وأعْطَتِ النّهْبَ هَيَّانَ بن بَيَّانِ والبَرْك والبِرْكةُ الصدر وقيل هو ما ولي الأرض من جلد صدر البعير إذا بَرَك وقيل البَرْك للإنسان والبِرْكة لِما سوى ذلك وقيل البَرْك الواحد والبِركة الجمع ونظيره حَلْي وحِلْية وقيل البَرْكُ باطن الصدر والبِركة ظاهره والبِرْكة من الفرس الصدر قال الأَعشى مُسْتَقْدِم البِرْكَة عَبْل الشَّوَى كَفْتٌ إذا عَضَّ بفَأسِ اللِّجام الجوهري البَرْكُ الصدر فإذا أدخلت عليه الهاء كسرت وقلت بِرْكة قال الجعدي في مِرْفَقَيْهِ تَقاربٌ ولَهُ بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجبأة الخَزَمِ وقال يعقوب البَرْكُ وسط الصدر قال ابن الزِّبَعْرى حين حَكَّتْ بقُباءٍ بَرْكَها واسْتَحَرَّ القتل في عَبْدِ الأَشَلّ وشاهد البِرْكة قول أبي دواد جُرْشُعاً أعْظَمُه جَفْرَتُه ناتِئُ البِرْكةِ في غير بَدَدْ وقولهم ما أحسن بِرْكَة هذه الناقة وهو اسم للبُروك مثل الرِّكبة والجِلْسة وابْتَرك الرجل أي ألقى بِرْكه وفي حديث علي بن الحسين ابْتَرَكَ الناسُ في عثمان أي شتموه وتنقَّصوه وفي حديث علي ألقت السحابُ بَرْكَ بَوانِيها البَرْكُ الصدر والبَوانِي أركان البِنْية وابْتَرَكْتُه إذا صرَعته وجعلته تحت بَرْكك وابْتَرَك القوم في القتال جَثَوْا على الرُّكَب واقتتلوا ابتِراكاً وهي البَرُوكاءُ والبُرَاكاءُ والبَراكاءُ الثَّبات في الحرب والجِدّ وأصله من البُروك قال بشر بن أبي خازم ولا يُنْجي من الغَمَراتِ إلاَّ بَرَاكاءُ القتال أو الفِرار والبَراكاءُ ساحة القتال ويقال في الحرب بَراكِ براكِ أي ابْرُكوا والبُرَاكِيَّة ضرب من السفن والبُرَكُ والبارُوك الكابُوس وهو النِّيدِلانُ وقال الفرّاء بَرَّكانِيٌّ ولا يقال بَرْنَكانيّ وبَرْك الشتاء صدره قال الكميت واحْتَلَّ برْكُ الشتاء مَنْزِلَه وبات شيخ العِيالِ يَصْطَلِبُ قال أراد وقت طلوع العقرب وهو اسم لعدَّة نجوم منها الزُّبانَى والإكْلِيلُ والقَلْبُ والشَّوْلة وهو يطلع في شدة البرد ويقال لها البُرُوك والجُثُوم يعني العقرب واستعار البَرْكَ للشتاء أي حل صَدر الشتاء ومعظمه في منزله يصف شدة الزمان وجَدّبه لأن غالب الجدب إنما يكون في الشتاء وبارَكَ على الشيء واظب وأبْرَكَ في عَدْوه أسرع مجتهداً والاسم البُروك قال وهنَّ يَعْدُون بنا بُروكا أي نجتهد في عدوها ويقال ابْتَرَكَ الرجل في عرض أخيه يُقَصِّبُه إذا اجتهد في ذمه وكذلك الابتِراك في العدو والاجتهاد فيه ابْتَرَكَ أي أسرع في العَدْو وجدَّ قال زهير مَرّاً كِفاتاً إذا ما الماءُ أسْهَعلَها حتى إذا ضُربت بالسوط تَبْتَرِكُ وابْتِراكُ الفرس أن يَنْتَحِي على أحد شقيه في عَدْوه وابْتَرَكَ الصَّيقَلُ مال على المِدْوَسِ في أحد شقيه وابتركت السحابة اشتدّ انهلالها وابْتَرَكت السماء وأبركت دام مطرها وابْتَركَ السحابُ إذا ألَحّ بالمطر وابْتَرَكَ في عَرْض الحَبل تَنَقّصه ابن الأَعرابي الخَبِيصُ يقال له البُرُوك ليس الرُّبُوك وقال رجل من الأَعراب لامرأته هل لكِ في البُرُوك ؟ فأجابته إن البُرُوك عمل الملوك والاسم منه البَرِيكة وعمله البُرُوك وأول من عمل الخَبِيص عثمان بن عفان رضي الله عنه وأهداها إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأما الرَّبِيكة فالحَيْس وروى إبراهيم عن ابن الأَعرابي أنه أنشد لمالك بن الريب إنا وجدنا طَرَدَ الهَوَامِلِ والمشيَ في البِرْكةِ والمَراجِلِ قال البِرْكةُ جنس من برود اليمن وكذلك المَرَاجل والبُرْكة الحَمَالة ورجالها الذين يسعون فيها قال لقد كان في لَيْلى عطاء لبُرْكةٍ أناخَتْ بكم تَرْجو الرغائب والرِّفْدا ليلى هنا ثلثمائة من الإبل كما سموا المائة هِنْداً ويقال للجماعة يتحملون حَمالةً بُرْكَةٌ وجُمَّة ويقال أبرَكْتُ الناقة فَبَركَتْ بُرُوكاً والتَّبْراك البُروك قال جرير لقد قَرِحَتْ نَغَانِغُ ركبتيها من التَّبْراك ليس من الصَّلاةِ وتِبْراك بكسر التاء موضع بحذاء تِعْشار قال مرار بن مُنْقِذ أعَرَفْت الدَّارَ أم أنْكَرْتها بين تِبْراكٍ فشَسَّيْ عَبَقُرْ ؟ والبِرْكةُ كالحوض والجمع البِرَكُ يقال سميت بذلك لإقامة الماء فيها ابن سيده والبِرْكَةُ مستنقع الماء والبِرْكةُ شبه حوض يحفر في الأَرض لا يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض وهو البِرْكُ أيضاً وأنشد وأنْتِ التي كَلَّفْتِني البِرْكَ شاتياً وأوْردتِنيه فانْظُرِي أي مَوْرِدِ ابن الأعرابي البِرْكةُ تَطْفَحُ مثل الزَّلَف والزَّلَفُ وجه المرآة قال أبو منصور ورأيت العرب يسمون الصَّهاريج التي سُوِّيت بالآخر وضُرِّجَتْ بالنُّورة في طريق مكة ومناهلها بِرَكاً واحدتها بِرْكةٌ قال وربَّ بِرْكةٍ تكون ألف ذراع وأقل وأكثر وأما الحِياض التي تسوّى لماء السماء ولا تُطْوَى بالآجر فهي الأَصْناع واحدها صِنْع والبِرْكةُ الحَلْبة من حَلَب الغداة قال ابن سيده وهي البَركَةُ ولا أحقها ويسمون الشاة الحَلُوبة بِرْكةً والبَروك من النساء التي تتزوج ولها ولد كبير بالغ والبِراكُ ضرب من السمك بحري سود المناقير والبُركة بالضم طائر من طير الماء أبيض والجمع بُرَك وأبْراك وبُرْكان قال وعندي أن أبْرَاكاً وبُرْكاناً جمع الجمع والبُرَكُ أيضاً الضفادع وقد فسر به بعضهم قول زهير يصف قطاة فَرَّتْ من صَقْر إلى ماء ظاهر على وجه الأَرض حتى استغاثَتْ بماء لا رشاءَ لَهُ من الأَباطِح في حافاته البُرَكُ والبِرْكانُ ضرب من دِقِّ الشجر واحدته بِرْكانة قال الراعي حتى غدا حَرِضاً طَلَّى فَرائصُه يَرعى شقائقَ من عَلْقَى وبِرْكانِ وقيل هو ما كان من الحَمْض وسائر الشجر لا يطول ساقه والبِرْكانُ من دِقّ النبت وهو الحمض قال الأَخطل وأنشد بيت الراعي وذكر أن صدره حتى غدا حَرِضاً هَطْلى فرائصُه والهطلى واحده هِطْل وهو الذي يمشي رُوَيداً وواحد البِركان بِرْكانَة وقيل البِرْكانُ نيت ينبت قليلاً بنجد في الرمل ظاهراً على الأَرض له عروق دِقاقٌ حسن النبات وهو من خير الحمض قال بحيث الْتَقَى البِرْكانُ والحَاذُ والغَضَا بِبِئْشَة وارْفَضَّتْ تِلاعاً صدورُها وفي رواية وارْفَضَّتْ هَراعاً وقيل البِرْكانُ ضرب من شجر الرمل وأنشد بيت الراعي حتى غدا حَرِضاً هَطْلى فَرائصُه أبو زيد البُورَقُ والبُورَكُ الذي يجعل في الطحين والبُرَيْكانِ أخَوان من العرب قال أبو عبيدة أحدهما بارِكٌ والآخر بُرَيْك فغلب بُرَيْك إما للفظه وإما لِسنّه وإما لخفة اللفظ وذو بُرْكان موضع قال بشر بن أبي خازم تَرَاها إذا ما الآلُ خَبَّ كأنها فَرِيد بذي بُرْكان طاوٍ مُلَمَّعُ وبُرَك من أسماء ذي الحجة قال أعُلُّ على الهِنْديّ مَهْلاً وكَرَّةً لَدَى بُرَكٍ حتى تَدُورَ الدوائرُ وبِرْكٌ مثال قِرْدٍ اسم موضع بناحية اليمن قال ابن بري وبِرْكُ الغُماد موضع باليمن ويقال الغِماد والغُماد بالكسر والضم وقيل إن الغِمادَ بَرَهُوت الذي جاء في الحديث أن أرواح الكافرين فيه وحكى ابن خالويه عن ابن دريد أن بِركَ الغِماد بقعة في جهنم ويروى أن الأَنصار رضي الله عنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إنا ما نقول لك مثل ما قال قوم موسى لموسى اذهَبْ أنت وربك فقاتِلا بل بآبائنا نَفْدِيكَ وأمّهاتِنا يارسول الله ولو دعوتنا إلى بَرْكِ الغِماد وأنشد ابن دريد لنفسه وإذا تَنَكَّرَتِ البِلا ذُ فأوْلِها كَنَفَ البعاد واجعَلْ مُقامَك أو مَقَرْ رَكَ جانِبَيْ بَرْكِ الغِماد كلِّ الذَّخائِرِ غَيْرَ تَقْ وى ذي الجَلال إلى نَفاد وفي حديث الهجرة لو أمرتها أن تبلغ بها بَرْك الغُماد بفتح الباء وكسرها وتضم الغين وتكسر وهو اسم موضع باليمن وقيل هو موضع وراء مكة بخمس ليال=

===============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جلد 3. الحيوان للجاحظ /الجزء الثالث

  الجزء الثالث بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة استنشاط القارئ ببعض الهزل وإن كنَّا قد أمَلْلناك بالجِدِّ وبالاحتجاجاتِ الصحيحة والم...