كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس


مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 مايو 2022

مجلد 16. الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 333 .

 

16.

مجلد 16. الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 333 .

 ---------
رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا رحمة من فضلنا.
وَ ذِكْرى لِلْعابِدِينَ وتذكيرا لغيره من الطائعين.
[سورة الأنبياء (21) : الآيات 85 الى 88]
وَ إِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86) وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)
85 - وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ :
وَ إِسْماعِيلَ أي واذكر إسماعيل.
مِنَ الصَّابِرِينَ على احتمال التكاليف والشدائد.
86 - وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ :
وَ أَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا وجعلناهم من أهل رحمتنا.
إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ انهم من عبادنا الصالحين.
87 - وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ :
وَ ذَا النُّونِ واذكر ذا النون ، وهو يونس. والنون : الحوت ، وسمى ذا النون لابتلاع الحوت إياه.
إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً إذ ضاق بإعراض قومه عن دعوته فهجرهم غاضبا عليهم.
فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ظانا أن اللّه أباح له أن يهجرهم وأنه لن يقضى عليه الأمر.
فَنادى فِي الظُّلُماتِ أي ظلمات البحر ، إشارة الى ابتلاع الحوت إياه.
إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ أي خروجى عن قومى دون أن يأذن لى ربى.
88 - فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ :
فَاسْتَجَبْنا لَهُ أي لدعائه.
وَ نَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ من البلاء الذي وقع فيه.

(1/4619)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 334
وَ كَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ومثل هذا الإنجاء يكون انجاؤنا للمؤمنين.
[سورة الأنبياء (21) : الآيات 89 الى 91]
وَ زَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ (90) وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ (91)
89 - وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ :
وَ زَكَرِيَّا أي واذكر زكريا وقصته.
لا تَذَرْنِي فَرْداً لا تتركنى وحيدا دون وارث.
وَ أَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ الباقي بعد فناء خلقه.
90 - فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ
:
فَاسْتَجَبْنا لَهُ فحققنا رجاءه.
وَ وَهَبْنا لَهُ على الكبر.
وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ جعلناها صالحة للولد بعد أن كانت عقيما لا تلد.
إِنَّهُمْ أي هؤلاء الأنبياء الأصفياء.
يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ يسرعون الى ما ندعوهم اليه من خير.
وَ يَدْعُونَنا يضرعون إلينا.
رَغَباً راغبين فى رحمتنا.
وَ رَهَباً خوفا من عذابنا.
وَ كانُوا لَنا خاشِعِينَ خاضعين.
91 - وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ :
وَ الَّتِي واذكر التي.
أَحْصَنَتْ فَرْجَها صانته.

(1/4620)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 335
فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا فألقينا فيه سرا من أسرارنا ، وجعلناها تحمل من غير زوج.
وَ جَعَلْناها وَابْنَها آيَةً فكانت هى وابنها دليل على قدرة اللّه تعالى.
لِلْعالَمِينَ بينة للعالم كله.
[سورة الأنبياء (21) : الآيات 92 الى 95]
إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (93) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (94) وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (95)
92 - إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ :
إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ يعنى ملة الإسلام.
أُمَّةً واحِدَةً ملة واحدة لا تنازع فيها ولا تنافر ، فلا تتفرقوا فيها شيعا وأحزابا وهى التي ارتضاها لكم ربكم.
وَ أَنَا رَبُّكُمْ وأنا إلهكم إله واحد.
فَاعْبُدُونِ فاتجهوا اليه بالعبادة ، ولا تتجهوا لسواه.
93 - وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ :
وَ تَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وتفرق أكثر الناس بحسب شهواتهم ، جاعلين أمر دينهم قطعا.
كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ أي وكل فريق منهم راجع إلينا يحاسب على أعماله.
94 - فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ :
وَ هُوَ مُؤْمِنٌ باللّه وبدينه الذي ارتضاه.
فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ فلا نجحده شيئا مما قدم ، بل سيوفى جزاءه كاملا.
وَ إِنَّا لَهُ كاتِبُونَ أي لهذا السعى وما عمل فلا يضيع منه شىء.
95 - وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ :
وَ حَرامٌ أي ممتنع.

(1/4621)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 336
أَهْلَكْناها بظلمهم.
أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ بل لا بد من رجوعهم إلينا فنحاسبهم على ما فرط منهم.
[سورة الأنبياء (21) : الآيات 96 الى 99]
حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ (97) إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ (98) لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ (99)
96 - حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ :
حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ أي حتى إذا فتح سد يأجوج ومأجوج.
وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وأخذ أبناء يأجوج ومأجوج يسرعون خفافا من كل مرتفع من الجبال يشيعون الفوضى والاضطراب.
97 - وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ :
وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الموعود به.
الْحَقُّ الذي لا بد من تحققه ، وهو يوم القيامة.
فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا فإذا أبصار الذين كفروا تشخص ولا تغمض أبدا من شدة الهول.
يا وَيْلَنا يا خوفنا من هلاكنا.
قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا اليوم.
بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ لأنفسنا بالكفر والعناد.
98 - إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ :
وَ ما تَعْبُدُونَ والآلهة التي عبدتموها من غير اللّه.
حَصَبُ جَهَنَّمَ وقود نار جهنم.
أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ أنتم داخلون فيها معذبون بها.
99 - لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ :

(1/4622)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 337
لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً أي لو كان هؤلاء الذين عبدتموهم من دون اللّه آلهة تستحق أن تعبد.
ما وَرَدُوها ما دخلوا معكم جهنم.
وَ كُلٌّ فِيها خالِدُونَ باقون فى النار.
[سورة الأنبياء (21) : الآيات 100 الى 103]
لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ (100) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (101) لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ (102) لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)
100 - لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ :
لَهُمْ فِيها فى جهنم.
زَفِيرٌ نفس المضيق.
وَ هُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ شيئا يسرهم.
101 - إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ :
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أي الذين وفقناهم لاتباع الحق وعمل الخير ، ووعدناهم بالعاقبة الحسنة.
أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ أولئك من جهنم وعذابها مبعدون.
102 - لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ :
لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها لا يسمعون صوت فوران نارها.
وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ وهم فيما تشتهيه أنفسهم خالدون.
103 - لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ :
لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ أي لا يحزنهم الهول الأكبر الذي يفزع منه الكفار.
وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ وتستقبلهم الملائكة.

(1/4623)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 338
هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ أي هذا يومكم الذي وعدكم ربكم النعيم فيه.
[سورة الأنبياء (21) : الآيات 104 الى 107]
يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ (104) وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ (106) وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (107)
104 - يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ :
كَطَيِّ السِّجِلِّ كطى الورقة فى الكتاب.
كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ أي نعيد الخلق الى الحساب والجزاء لا تعجزنا إعادتهم ، فقد بدأنا خلقهم وكما بدأناهم نعيدهم.
وَعْداً عَلَيْنا أي وعدنا بذلك وعدا حقا.
إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ إنا كنا فاعلين دائما ما نعد به.
105 - وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ :
فِي الزَّبُورِ وهو كتاب داود عليه السلام من بعد التوراة.
أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ لعمارتها وتيسير أسباب الحياة الطيبة فيها.
106 - إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ :
إِنَّ فِي هذا أي إن فى هذا الذي ذكرناه من أخبار الأنبياء ، مع أقوامهم.
لَبَلاغاً لكفاية فى التذكير والاعتبار.
لِقَوْمٍ عابِدِينَ يعبدون اللّه وحده ، لا تفتنهم زخارف الدنيا.
107 - وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ :
وَ ما أَرْسَلْناكَ أيها النبي.
إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ الا لتكون رحمة للعالمين.

(1/4624)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 339
[سورة الأنبياء (21) : الآيات 108 الى 112]
قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (111) قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (112)
108 - قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ :
إِنَّما يُوحى إِلَيَّ إن رب الذي أوحى إلى :
أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ أنه لا إله الا هو لا شريك له.
فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أي فيجب أن تستسلموا وتخضعوا له وحده.
109 - فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ :
فَإِنْ تَوَلَّوْا فإن أعرضوا عن دعوتك.
آذَنْتُكُمْ أعلمتكم جميعا بما أمرنى به ربى.
عَلى سَواءٍ أي استوينا فى العلم.
وَ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ أي لا أدرى ما توعدون به من البعث والحساب ، أهو قريب أم بعيد.
110 - إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ :
أي يعلم كل ما يقال مما تجهرون به وما تكتمون فى أنفسكم.
111 - وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ :
لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ أي لعل إمهالكم وتأخير العذاب عنكم اختبار يمتحنكم اللّه به.
وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ ويمتعكم فيه بلذائذ الحياة الى حين قدره اللّه بحسب حكمته.
112 - قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ :

(1/4625)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 340
احْكُمْ احكم بينى وبين من بلغتهم الوحى.
بِالْحَقِّ بالعدل حتى لا يستوى المؤمنون والكافرون.
وَ رَبُّنَا الرَّحْمنُ المنعم بجلائل الأنعام.
الْمُسْتَعانُ به.
عَلى ما تَصِفُونَ على إبطال ما تزخرفون افتراءه.

(1/4626)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 341
(22) سورة الحج
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الحج (22) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (3)
1 - يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ :
اتَّقُوا رَبَّكُمْ احذروا عقاب ربكم.
إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ اضطراب يوم القيامة.
شَيْءٌ عَظِيمٌ يهول الهول كله.
2 - يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
:
يَوْمَ تَرَوْنَها
أي الساعة.
تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ
تنسى كل مرضعة رضيعها ، وهى أحنى ما تكون عليه.
وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها
و تسقط الحامل جنينها فى غير أوانه.
وَ تَرَى النَّاسَ سُكارى
يترنحون ترنح المخمورين.
وَ ما هُمْ بِسُكارى
و ليس هذا عن سكر.
وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
و لكن عن شدة العذاب وهوله.
3 - وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ :
يُجادِلُ فِي اللَّهِ يجحد به ويمارى.
بِغَيْرِ عِلْمٍ عن غير علم ولا حجة ولا دليل.

(1/4627)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 342
كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ كل متمرد على ربه بعيد عن هديه.
[سورة الحج (22) : الآيات 4 الى 5]
كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (4) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)
4 - كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ :
كُتِبَ عَلَيْهِ أي قضى اللّه.
أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ أي تولى الشيطان واتبعه واتخذه وليا.
فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ يميل به عن الحق.
وَ يَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ ويفضى به إلى النار ذات السعير المتأجج.
5 - يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ :
إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ فى شك.
مِنَ الْبَعْثِ من أنكم سوف تبعثون أحياء بعد أن نتوفاكم.
فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ فإن من قدر على خلقكم من تراب لا يعجز عن بعثكم.
ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ وهى المنىّ.
ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ وهى الدم الجامد.
ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ وهى لحمة قليلة قدر ما يمضغ.
مُخَلَّقَةٍ تامة الخلق.
وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ناقصة الخلق.

(1/4628)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 343
لِنُبَيِّنَ لَكُمْ لكى تتبينوا قدرتنا.
وَ نُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ الى أن يكمل الحمل.
ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا من بطون أمهاتكم أطفالا.
ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ تمام العقل والقوة.
وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ أي يمد له فى عمره حتى يصير الى الهرم والخرف.
لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً فلا يصبح يدرك ما يأتى.
وَ تَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً لا نبت فيها.
اهْتَزَّتْ بالنبات.
وَ رَبَتْ دبت فيها الحياة.
وَ أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ وأظهرت من أصناف النبات ما يروق ويبهج.
[سورة الحج (22) : الآيات 6 الى 7]
ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)
6 - ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
ذلِكَ الذي تقدم من خلق الإنسان وإنبات الزرع.
بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ هو الإله الحق.
وَ أَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وأنه هو الذي يحيى الموتى عند بعثهم كما بدأهم.
وَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أي إنه القادر على كل شىء ولا يعجزه شىء.
7 - وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ :

(1/4629)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 344
وَ أَنَّ السَّاعَةَ القيامة.
آتِيَةٌ سوف تقع.
لا رَيْبَ فِيها لا شك فى مجيئها.
وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ يحيى الموتى للحساب.
[سورة الحج (22) : الآيات 8 الى 9]
وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (8) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (9)
8 - وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ :
بِغَيْرِ عِلْمٍ دون حجة أو دليل.
وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ ولا كتاب منزل من اللّه يرجع اليه تكون له فيه حجة.
9 - ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ :
ثانِيَ عِطْفِهِ يميل بجانبه تكبرا وتعاظما.
لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إعراضا عن طريق الحق.
لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ هوان وذلة.
وَ نُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وله يوم القيامة.
عَذابَ الْحَرِيقِ عذاب النار المحرقة.
[سورة الحج (22) : الآيات 10 الى 11]
ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (11)
10 - ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ :
ذلِكَ الذي تلقاه من خزى وعذاب.
بِما قَدَّمَتْ يَداكَ بسبب اقترافك وتكبرك.
وَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ أي عادل لا يكون منه ظلم لعباده.
11 - وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ

(1/4630)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 345
اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ
:
مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ لم يوغل فى العبادة ولم يتمكن الإيمان من قلبه.
اطْمَأَنَّ بِهِ فرح به.
فِتْنَةٌ أي شدة.
انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ ارتد الى الكفر.
خَسِرَ الدُّنْيا راحة الاطمئنان فى الدنيا.
وَ الْآخِرَةَ أي العاقبة الطيبة التي هى جزاء المؤمنين.
الْخُسْرانُ الْمُبِينُ الخسران الحق الذي لا خسران بعده.
[سورة الحج (22) : الآيات 12 الى 14]
يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (14)
12 - يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ :
يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ يعبد من دون اللّه.
ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ من لا يملك له ضرا ولا نفعا.
ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ الذي لا ضلال بعده.
13 - يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ :
يَدْعُوا يعبد.
لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لمن ضره لاحق ونفعه مستبعد.
لَبِئْسَ الْمَوْلى فيا سوء من تولى.
وَ لَبِئْسَ الْعَشِيرُ ويا سوء من عاشر وصاحب.
14 - إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ :

(1/4631)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 346 يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أي من آمن ثم عمل صالحا.
جَنَّاتٍ الجنة التي هى جزاؤه على ما قدم.
ما يُرِيدُ من مجازاة كل بجزائه.
[سورة الحج (22) : الآيات 15 الى 16]
مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ (15) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16)
15 - مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ :
مَنْ كانَ يَظُنُّ من الكفار.
أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ أي أن لن ينصر اللّه نبيه.
فِي الدُّنْيا حيث يعز دينه.
وَ الْآخِرَةِ حيث يثيب أتباعه.
فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ أي فليطلب حيلة يصل بها الى السماء.
ثُمَّ لْيَقْطَعْ أي ثم ليقطع النصر ان تهيأ له.
فَلْيَنْظُرْ ثم لير.
هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما حاول.
ما يَغِيظُ ما يغيظه من نصر اللّه لرسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
أي إنه إن لم يتهيأ له الكيد والحيلة بأن يفعل مثل هذا لم يصل الى قطع النصر.
16 - وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ :
وَ كَذلِكَ أي ومثل ما بينا.
أَنْزَلْناهُ أي القرآن.
آياتٍ بَيِّناتٍ واضحات.
وَ أَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ أي وإليه هداية من يهتدى.

(1/4632)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 347
[سورة الحج (22) : الآيات 17 الى 18]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (18)
17 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ :
وَ الَّذِينَ هادُوا اليهود.
وَ الصَّابِئِينَ وعبدة النجوم.
وَ النَّصارى أتباع عيسى عليه السلام.
وَ الْمَجُوسَ عبدة النار.
(والمشركين) عبدة الأوثان.
اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ أي يحكم ليتبين من كان على حق منهم ومن كان على باطل.
إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ عالم بشئونهم جميعا.
18 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ :
أَ لَمْ تَرَ ألم تعلم.
يَسْجُدُ لَهُ يخضع لتصريفه.
وَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يؤمن باللّه فيستحق ثوابه.
وَ كَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ لم يؤمن فحق عليهم العذاب.
وَ مَنْ يُهِنِ اللَّهُ من يبعده عن رحمته.
فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ فليس ثمة من يظله برحمته.
إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ فمرد كل شىء اليه.

(1/4633)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 348
[سورة الحج (22) : الآيات 19 الى 23]
هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (22) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (23)
19 - هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ :
هذانِ خَصْمانِ أي فريقان من الناس تنازعوا فى أمر ربهم فآمن به فريق وكفر فريق.
قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ أي حاطت النار بهم إحاطة الثوب بالجسد.
الْحَمِيمُ الماء الشديد الحرارة.
20 - يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ :
أي ينفذ الى بطونهم فيذيبها كما يذيب جلودهم.
21 - وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ :
أي مطارق ومرازب يضربون بها ، سميت بذلك لأنها تقمع المضروب.
22 - كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ :
مِنْها أي من النار من شدة ما يلقون أُعِيدُوا فِيها ردوا إليها بالمقامع.
وَ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ أي وقيل لهم : ذوقوا عذاب النار المحرقة جزاء كفركم.
23 - إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ :
أَساوِرَ جمع سوار ، وهو ما يحيط بالمعصم.
وَ لُؤْلُؤاً أي ويحلون لؤلؤا.

(1/4634)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 349
[سورة الحج (22) : الآيات 24 الى 26]
وَ هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (24) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (25) وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)
24 - وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ :
وَ هُدُوا أرشدوا.
إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ يعنى حمدهم اللّه على ما أنعم عليهم.
إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ أي إلى طريق الجنة.
25 - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ :
وَ يَصُدُّونَ ويمنعون.
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ الإسلام ، أي لم يسلموا ، أو يمنعون غيرهم عن أن يسلم.
وَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حيث الكعبة ، وإليها يحج المسلمون. يشير الى ما فعله مشركو مكة من صدهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم عن المسجد الحرام عام الحديبية.
الْعاكِفُ فِيهِ المقيم فيه.
وَ الْبادِ الطارئ عليه من أهل البادية.
أي الذي جعلنا للناس جميعا أمنا يستوى فى ذلك المقيم والوافد.
بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ حالان ، أي عادلا عن القصد ظالما.
نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ فسوف نعذبه عذابا أليما.
26 - وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ :
وَ إِذْ واذكر حين.
بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أي أرشدناه إلى مكانه ، وأمرنا ببنائه.

(1/4635)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 350
أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وقلنا له : لا تشرك بي شيئا فى العبادة.
وَ طَهِّرْ بَيْتِيَ من الأصنام والأقذار.
لِلطَّائِفِينَ ليكون معدا للطائفين الذين يطوفون به.
وَ الْقائِمِينَ ومن يقيمون بجواره.
وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ ومن يتعبدون عنده.
[سورة الحج (22) : الآيات 27 الى 29]
وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)
27 - وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ :
وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ وأعلم الناس بالحج.
يَأْتُوكَ رِجالًا ماشين.
وَ عَلى كُلِّ ضامِرٍ وركبانا على إبل أضمرها السفر وهزمها.
مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ من كل مكان بعيد.
28 - لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ :
لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ دينية بأداء فريضة الحج ودنيوية بلقائهم إخوانهم من المسلمين من شتى الأقطار.
وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فى يوم عيد النحر والأيام الثلاثة بعده.
عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ على ذبح ما رزقهم من الإبل والبقر والغنم.
فَكُلُوا مِنْها ما شئتم.
وَ أَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ الذي أصابه البؤس فلم يعد يملك ما يكفيه.
29 - ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ :
ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ثم ليزيلوا عنهم أدرانهم.

(1/4636)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 351
وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وليؤدوا نذورهم إن كانوا قد نذروا للّه شيئا.
وَ لْيَطَّوَّفُوا وليدوروا طائفين.
بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ بأقدم بيت بنى على الأرض.
[سورة الحج (22) : الآيات 30 الى 31]
ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (31)
30 - ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ :
ذلِكَ خبر مبتدأ محذوف ، أي الأمر والشأن ذلك.
وَ مَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ يكبرها فلا يتعداها.
فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ فى دنياه وآخرته.
وَ أُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ الإبل والبقر والغنم.
إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ تحريمه فى القرآن الكريم كالميتة وغيرها.
فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ ما يقذر ويشين.
مِنَ الْأَوْثانِ من عبادتها ، إذ عبادتها دنس عقلى.
وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ما ليس بصدق ، على اللّه وعلى الناس.
31 - حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ :
حُنَفاءَ لِلَّهِ مخلصين للّه حريصين على اتباع الحق.
غَيْرَ مُشْرِكِينَ غير متخذين له شركاء.
وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ يجعل له شركاء.
فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ أي كمن هوى الى الأرض من السماء فتمزق قطعا.
فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ فتلتقم الطير أجزاءه ولا تبقى منه شيئا.
أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ أو كمن هوت به الريح.

(1/4637)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 352
فِي مَكانٍ سَحِيقٍ بعيد الغور ، فلا أثر له.
جعل حال المشرك يوم القيامة بمنزلة من لا يملك لنفسه نفعا ، ولا يدفع عن نفسه ضرا ، فهو بمنزلة من خر من السماء ، أو هوى فى غور.
[سورة الحج (22) : الآيات 32 الى 34]
ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)
32 - ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ :
ذلِكَ خبر لمبتدأ محذوف ، أي الأمر والشأن ذلك.
وَ مَنْ يُعَظِّمْ يجل ويؤدها على وجهها الأتم.
شَعائِرَ اللَّهِ مناسك الحج وفرائضه.
فَإِنَّها أي فإن تعظيمها.
مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ من آثار تقوى القلوب.
33 - لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ :
لَكُمْ فِيها أي هذه الهدايا التي تهدونها ، يعنى النعم.
مَنافِعُ تركبونها وتشربون لبنها.
إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى الى أن يحين وقت ذبحها.
ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى ثم مكانها الذي تنتهى اليه.
الْبَيْتِ الْعَتِيقِ المسجد الحرام وهو أقدم بيت للّه على الأرض ، حيث تذبح تقربا الى اللّه تعالى.
34 - وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ :
وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً قرابين يتقربون بها الى اللّه.
لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عند ذبحها.

(1/4638)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 353
عَلى ما رَزَقَهُمْ على ما أنعم عليهم.
مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ من بهائم الإبل والبقر والغنم.
فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ والذي شرع لكم ولهم إله واحد.
فَلَهُ أَسْلِمُوا فأسلموا له وحده أمركم.
وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الخاضعين للّه من عباده بأن لهم الجنة.
[سورة الحج (22) : الآيات 35 الى 36]
الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (35) وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)
35 - الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ :
وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ خشعت لذكره.
وَ الصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ من المكاره.
وَ الْمُقِيمِي الصَّلاةِ على أكمل وجوهها.
وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ والذين ينفقون فى وجوه الخير بعضا مما رزقناهم.
36 - وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ :
وَ الْبُدْنَ الإبل والبقر.
مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ من أعلام الدين ومظاهره.
لَكُمْ فِيها خَيْرٌ بركوبها وشرب ألبانها فى الدنيا وفى الآخرة بالأجر والثواب.
فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها حين ذبحها.
صَوافَّ مصطفة معدة للذبح ليس فيها ما يعيبها.
فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها أي سقطت على جنوبها مذبوحة.

(1/4639)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 354
الْقانِعَ المتعفف عن السؤال.
وَ الْمُعْتَرَّ الذي دفعته الحاجة الى ذل السؤال.
كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ أي كما سخرنا كل شىء لما نريده منه سخرناها لنفعكم.
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ تشكروننا على ما أنعمنا عليكم.
[سورة الحج (22) : الآيات 37 الى 39]
لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)
37 - لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ :
لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها أي لن يقبل اللّه لحومها ولا دماؤها.
وَ لكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ ولكن يصل اليه التقوى منكم ، أي ما أريد به وجهه فهذا الذي يقبله ويثيب عليه.
كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ أي مثل هذا التسخير سخرها لكم.
لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ لتعظموا اللّه على ما هداكم اليه من إتمام مناسك الحج.
وَ بَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ الذين أحسنوا أعمالهم فأخلصوا نواياهم ، بثواب عظيم.
38 - إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ :
إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا يحميهم وينصرهم.
إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ خائن مفرط فى الخيانة لأمانته.
كَفُورٍ يبالغ فى كفره.
39 - أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ :

(1/4640)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 355
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ أي قاتلهم المشركون أن يردوا اعتداءهم عليهم.
بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا أي بسبب ما نالهم من ظلم المشركين لهم بهذا الاعتداء.
وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ وان اللّه لقدير على نصر أوليائه.
[سورة الحج (22) : الآيات 40 الى 41]
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)
40 - الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ :
الَّذِينَ أُخْرِجُوا أي الذين ظلمهم الكفار وأرغموهم على ترك وطنهم مكة.
بِغَيْرِ حَقٍّ وما كان لهم من ذنب.
إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ غير أن عرفوا اللّه فعبدوه وحده.
وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ ولو لا أن سخر اللّه للحق أعوانا ينصرونه ويدفعون عنه.
لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ بيوت العبادة لرهبان النصارى.
وَ بِيَعٌ كنائس النصارى.
وَ صَلَواتٌ كنائس اليهود.
وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وقد أخذ اللّه العهد الأكيد على نفسه أن ينصر كل من نصر دينه.
إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ لأنه قوى على تنفيذ ما يريد عزيز لا يغلبه غالب.
41 - الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ :

(1/4641)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 356
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أي هؤلاء المؤمنون الذين وعدنا بنصرهم هم الذين إن ملكنا سلطانهم فى الأرض
أَقامُوا الصَّلاةَ حافظوا عليها فأدوها على أكمل وجه.
وَ آتَوُا الزَّكاةَ وأعطوا الزكاة لمستحقيها.
وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ بكل ما هو خير.
وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ونهوا عن كل ما فيه شر.
وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ وللّه وحده مصير كل شىء فيحاسب كلا على ما قدم.
[سورة الحج (22) : الآيات 42 الى 44]
وَ إِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (44)
42 - وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ :
وَ إِنْ يُكَذِّبُوكَ يعنى كفار مكة.
قَوْمُ نُوحٍ رسولهم نوحا.
وَ عادٌ عاد رسولهم هودا.
وَ ثَمُودُ رسولهم صالحا.
43 - وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ :
وَ قَوْمُ إِبْراهِيمَ رسولهم إبراهيم.
وَ قَوْمُ لُوطٍ رسولهم لوطا.
44 - وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ :
وَ أَصْحابُ مَدْيَنَ كذبوا رسولهم شعيبا.
وَ كُذِّبَ مُوسى كذبه فرعون وقومه.
فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ أمهلتهم لعلهم يتوبون الى رشدهم ويؤمنون.
ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فعاقبتهم.

(1/4642)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 357
فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ فكيف كان عذابى لهم شديدا. ونكير ، بمعنى الإنكار والتغيير ، حيث أبدلهم بالنعمة محنة ، وبالحياة هلاكا ، وبالعمارة خرابا.
[سورة الحج (22) : الآيات 45 الى 46]
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)
45 - فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ :
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ فكثيرا من القرى.
أَهْلَكْناها أي أهلكناها بأهلها الذين يعمرونها.
وَ هِيَ ظالِمَةٌ بسبب ظلمهم وتكذيبهم لرسولهم.
فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها فأصبحت ساقطة سقوفها على جدرانها ، خالية من سكانها.
وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ تعطلت من روادها واختفى ماؤها.
وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ مطلى بالجص قد خلا من سكانه.
46 - أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ :
أَ فَلَمْ يَسِيرُوا الخطاب لكفار قريش.
فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها فتعى وتتعظ.
أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها ما يجرى على ألسنة الناس من أحاديث الناس عنهم فيرتدعون عن غيهم.
فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ أي ليس العمى عن الحق عمى الأبصار.
وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ولكن العمى عمى القلوب فإليها الوعى والتدبر.

(1/4643)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 358
[سورة الحج (22) : الآيات 47 الى 50]
وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48) قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (50)
47 - وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ :
وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ بوقوع ما توعدتهم به من العذاب تحديا واستهزاء.
وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وهو واقع بهم لا محالة.
وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ولن يخلف اللّه وعده وان طالت السنون. فان يوما واحدا عنده يماثل ألف سنة مما تقدرون وتحسبون.
48 - وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ :
وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ وكثير من قرى.
أَمْلَيْتُ لَها أي لأهلها ، أمهلتهم ليرتدعوا.
ثُمَّ أَخَذْتُها بالعقاب.
وَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ مرجعكم جميعا للحساب.
49 - قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ :
إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ليس لى أن أجازيكم ولكن ليس على غير إنذاركم وتحذيركم والحجة والدليل بين يدى.
50 - فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ :
فَالَّذِينَ آمَنُوا أي صدقوا باللّه وبرسوله.
وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وقرنوا هذا الإيمان بالعمل الصالح.
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ فاللّه يغفر لهم ما فرط منهم.
رِزْقٌ كَرِيمٌ فى الجنة.

(1/4644)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 359
[سورة الحج (22) : الآيات 51 الى 53]
وَ الَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (51) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (53)
51 - وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ :
وَ الَّذِينَ سَعَوْا جهدوا وأجهدوا أنفسهم.
فِي آياتِنا فى محاربة آياتنا ، يعنى القرآن الكريم.
مُعاجِزِينَ ظانين أنهم يعجزوننا ، لأنهم خالوا أن لا بعث ، وأن اللّه لا يقدر عليهم.
أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ سيخلدون فى النار.
52 - وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ :
إِلَّا إِذا تَمَنَّى أي قرأ وتلا.
أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ أي قراءته وتلاوته.
فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ أي فيبطل اللّه ما يلقى الشيطان.
ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ يحفظها ويصونها.
وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بما أوحى الى نبيه.
حَكِيمٌ يضع كل شىء موضعه.
53 - لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ :
لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً أي ضلالة.
لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ شرك ونفاق.
وَ الْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ فلا تلين لأمر اللّه تعالى.
وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ أي الكافرين.
لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ لفى خلاف وعصيان ومشاقة للّه عز وجل.

(1/4645)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 360
[سورة الحج (22) : الآيات 54 الى 56]
وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56)
54 - وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ :
الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ كانوا على حظ من علم يقودهم الى التيقن.
أَنَّهُ أي هذا القرآن.
الْحَقُّ الذي لا مرية فيه.
مِنْ رَبِّكَ المنزل من عند اللّه.
فَتُخْبِتَ لَهُ أي تخشع وتسكن.
قُلُوبُهُمْ أي قلوب الذين أوتوا العلم.
لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا أي يهديهم.
إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ طريق الحق فيتبعونه.
55 - وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ :
فِي مِرْيَةٍ فى شك.
مِنْهُ من القرآن.
السَّاعَةُ أي الموت.
بَغْتَةً على غرة حيث لا يشعرون.
عَذابُ يَوْمٍ أي عذاب يوم القيامة.
عَقِيمٍ لا رحمة فيه.
56 - الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ :
يَوْمَئِذٍ يوم القيامة.
يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ بين عباده.

(1/4646)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 361
فَالَّذِينَ آمَنُوا باللّه وبرسوله.
وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وقرنوا هذا الإيمان بالعمل الصالح.
[سورة الحج (22) : الآيات 57 الى 60]
وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (57) وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60)
57 - وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ :
وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا بآيات القرآن.
عَذابٌ مُهِينٌ معه الهوان والخزي.
58 - وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ :
وَ الَّذِينَ هاجَرُوا وتركوا أوطانهم.
فِي سَبِيلِ اللَّهِ لإعلاء شأن دينهم جهادا.
ثُمَّ قُتِلُوا فى ميدان الجهاد.
أَوْ ماتُوا على فراشهم.
لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ ليجزينهم اللّه.
وَ إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ واللّه وحده هو مثيب فيجزل.
59 - لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ :
لَيُدْخِلَنَّهُمْ الجنة.
مُدْخَلًا درجة.
يَرْضَوْنَهُ يسعدون به.
وَ إِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ بأحوالهم فيجزيهم الجزاء الحسن.
حَلِيمٌ يتجاوز عن هفواتهم.
60 - ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ :
ذلِكَ شأننا فى مجازاة الناس لا نظلمهم.

(1/4647)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 362
وَ مَنْ عاقَبَ اقتص.
بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ بمثل ما اقتص منه لا يزيد.
ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ بتمادي الجاني فى الاعتداء عليه بعد ذلك.
لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ فإن اللّه ناصره على من اعتدى عليه.
إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ كثير العفو والصفح.
غَفُورٌ كثير المغفرة.
[سورة الحج (22) : الآيات 61 الى 63]
ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63)
61 - ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ :
ذلِكَ أي النصر هين على اللّه لأنه قادر على كل شىء.
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ فهو يداول بين الليل والنهار.
وَ أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ لقول المظلوم.
بَصِيرٌ بفعل الظالم فينتقم منه.
62 - ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ :
ذلِكَ أي ذلك النصر للمظلومين.
بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ مرجعه الى أنه الإله الحق.
وَ أَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وأن ما يدعونه المشركون آلهة باطل لا حقيقة له.
وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ على ما عداه شأنا.
الْكَبِيرُ سلطانا.
63 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ :
أَ لَمْ تَرَ ألم تعلم وتعتبر.

(1/4648)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 363
مُخْضَرَّةً بعد أن كانت مجدبة.
لَطِيفٌ بعباده.
خَبِيرٌ بما بينهم.
[سورة الحج (22) : الآيات 64 الى 67]
لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (65) وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ (66) لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ (67)
64 - لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ :
لَهُوَ الْغَنِيُّ عن عباده ، وهم المفتقرون اليه.
الْحَمِيدُ الحقيق وحده بالحمد والثناء عليه من جميع خلقه.
65 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ :
لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ شديد الرأفة والرحمة بعباده فيهيىء لهم كل سبل الحياة الطيبة لهم.
66 - وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ :
ثُمَّ يُحْيِيكُمْ يوم القيامة للحساب والجزاء.
لَكَفُورٌ لجحود على الرغم من هذه النعم.
67 - لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ :
لِكُلِّ أُمَّةٍ من أصحاب الشرائع السابقة.
مَنْسَكاً شريعة خاصة بهم.
فَلا يُنازِعُنَّكَ فلا يجوز أن يشتد فى منازعتك فيه هؤلاء المتعبدون بأديانهم السابقة عليك.
فِي الْأَمْرِ فى الدعوة الى ربك.

(1/4649)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 364
وَ ادْعُ إِلى رَبِّكَ حسبما يوحى إليك.
إِنَّكَ لَعَلى هُدىً لتسير على هدى من ربك سوىّ.
[سورة الحج (22) : الآيات 68 الى 72]
وَ إِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72)
68 - وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ :
و ان أصروا على الاستمرار فى مجادلتك فأعرض عنهم ، وقل لهم اللّه أعلم بأعمالكم وبما تستحقون عليه من الجزاء.
69 - اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ :
اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فيما بينى وبينكم.
فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ معى.
70 - أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ :
إِنَّ ذلِكَ أي حفظه وإثباته.
يَسِيرٌ كل اليسر.
71 - وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ :
ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً ما لم ينزل بعبادتها حجة فى كتاب سماوى.
وَ ما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وليس لديهم عليها دليل عقلى.
وَ ما لِلظَّالِمِينَ يوم القيامة.
مِنْ نَصِيرٍ ينصرهم ويدفع عنهم العذاب.
72 - وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ :
بَيِّناتٍ واضحات.
الْمُنْكَرَ الحنق والغيظ.

(1/4650)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 365 يَكادُونَ يَسْطُونَ حتى ليكاد يدفعهم ذلك الى الفتك بالذين يتلون عليهم هذه الآيات.
بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ بما هو أشد عليكم شرا من الغيظ الذي يحرق نفوسكم.
النَّارُ إنه هو النار.
وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا التي وعدها اللّه الذين كفروا أمثالكم.
وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ وما أسوأها مصيرا ومقاما.
[سورة الحج (22) : الآيات 73 الى 74]
يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74)
73 - يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ :
إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أي تعبدون من الأصنام.
وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وإن تضافروا جميعا على خلقه.
وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً أي إن عدا الذباب على شىء مما يقدم لهم من قرابين.
لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ لا يستخلصوه منه ولا يستردوه.
ضَعُفَ الطَّالِبُ أي هذه الأصنام ، وقيل : الذباب ، وقيل :
عابد الصنم.
وَ الْمَطْلُوبُ الذباب ، وقيل : الأصنام.
74 - ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ :
ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ما عظموه حق عظمته حين جعلوا هذه الأصنام شركاء له.
إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ لقادر على كل شىء.
عَزِيزٌ لا يغلبه غالب.

(1/4651)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 366
[سورة الحج (22) : الآيات 75 الى 78]
اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (76) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)
75 - اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ :
اللَّهُ يَصْطَفِي يختار.
وَ مِنَ النَّاسِ أي كما يختار من الملائكة رسلا كذا يختار من الناس رسلا. ورسله من الملائكة الى الأنبياء ورسله من الناس الى البشر.
إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ لأقوال عباده.
بَصِيرٌ بمن يختاره لرسالته.
76 - يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ :
يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ أي ما يظهرون وما يبطنون.
وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ وإليه وحده مرجع كل شىء.
77 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ :
ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا أي أقيموا الصلاة ولا تنوا فى إقامتها.
وخص الركوع والسجود تشريفا للصلاة.
وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ ولا تشركوا به أحدا.
وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ ودوموا على فعل الخير ولا تهنوا.
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ كى تفلحوا دنيا وأخرى.
78 - وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ :
جاهِدُوا فِي اللَّهِ فى سبيل اللّه ، إعلاء كلمته ، وابتغاء مرضاته.

(1/4652)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 367
حَقَّ جِهادِهِ أي الجهاد الذي يرتضيه منكم.
هُوَ اجْتَباكُمْ اختاركم لنصرة دينه.
وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ أي لم يكلفكم من أمور دينكم ما فيه مشقة عليكم.
مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ أي افعلوا الخير فعل أبيكم فأقام الفعل مقام الملة ، أو اتبعوا ملة أبيكم ابراهيم ، وهو منصوب على تقدير حذف الكاف ، كأنه قال : كملة.
هُوَ أي ابراهيم.
مِنْ قَبْلُ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
وَ فِي هذا أي وفى حكمه أن من اتبع محمدا صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
لِيَكُونَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وآله وسلم شَهِيداً عَلَيْكُمْ أي بتبليغه إياكم.
وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ أن رسلهم قد بلغتهم.
وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ وكلوا اليه كل أموركم.
هُوَ مَوْلاكُمْ ولا مولى لكم غيره.
فَنِعْمَ الْمَوْلى فنعم من تكلون اليه أموركم.
وَ نِعْمَ النَّصِيرُ المعين والناصر.

(1/4653)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 368
(23) سورة المؤمنون
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (4)
وَ الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (7)
1 - قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ :
أي فازوا برضا اللّه وظفروا بثوابه.
2 - الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ :
خاشِعُونَ خاضعون يتوجهون الى اللّه لا يشغلهم من مشاغل الدنيا شاغل.
3 - وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ :
أي منصرفون عما لا نفع فيه من قول أو فعل.
4 - وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ :
أي يؤتونها مستحقيها.
5 - وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ :
أي يصونون سوءاتهم عما لا يحل.
6 - إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ :
أي إلا عن طريق الزواج فهذا لا تثريب عليه.
7 - فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ :
فَمَنِ ابْتَغى فمن أراد.
وَراءَ ذلِكَ أي غير الزواج.
فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ الذين اعتدوا حدود اللّه.

(1/4654)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 369
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 8 الى 9]
وَ الَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (9)
8 - وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ :
أي حافظون لما اؤتمنوا عليه لا يخونون ولا ينقضون.
9 - وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ :
أي يؤدون الصلوات المكتوبة فى أوقاتها وعلى وجهها الأكمل.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 10 الى 14]
أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (11) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (14)
10 - أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ :
الْوارِثُونَ الأحقاء بأن يسموا وراثا دون من عداهم.
11 - الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ :
الْفِرْدَوْسَ أعلى مكان فى الجنة.
فِيها أنث على معنى الجنة.
خالِدُونَ لا يبرحونها.
12 - وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ :
الْإِنْسانَ أي آدم.
مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ أي استل واستخرج من طين.
13 - ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ :
ثُمَّ جَعَلْناهُ أي نسله.
نُطْفَةً يعنى المنيّ.
فِي قَرارٍ مَكِينٍ فى مستقر أمين ، يعنى الرحم.
14 - ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ :
عَلَقَةً هو الدم الجامد.
مُضْغَةً لحمة قليلة قدر ما يمضغ.
فَتَبارَكَ اللَّهُ فتعالى اللّه فى قدره.

(1/4655)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 370
أَحْسَنُ الْخالِقِينَ لا يشبهه أحد فى خلقه وتصويره وإبداعه.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 15 الى 21]
ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (16) وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ (17) وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (19)
وَ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (21)
15 - ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ :
أي إن مصيركم بعد الحياة الموت.
16 - ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ :
ثم يوم القيامة تنشرون من قبوركم وتعودون أحياء للحساب.
17 - وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ :
سَبْعَ طَرائِقَ سبع سموات.
غافِلِينَ عن تدبير ما يحفظها ويمسكها أن تقع على الأرض.
18 - وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ :
فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ فجعلنا الأرض مستقره على ظهرها وفى جوفها.
وَ إِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ إزالته.
لَقادِرُونَ لا يفوتنا هذا ولا يعجزنا.
19 - فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ :
جَنَّاتٍ أي حدائق.
20 - وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ :
تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ يعنى شجرة الزيتون.
وَ صِبْغٍ لِلْآكِلِينَ أي إدام للآكلين.
21 - وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ :
فِي الْأَنْعامِ الإبل والبقر والغنم.

(1/4656)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 371
لَعِبْرَةً ما تتعظون به.
مِمَّا فِي بُطُونِها من ألبان.
وَ لَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ فمنها ما يركب ومنها ما يستخدم فى حرث الأرض ، ومنها ما يتخذ منه الوبر أو الصوف.
وَ مِنْها تَأْكُلُونَ حين تذبحونها.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 22 الى 24]
وَ عَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (23) فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (24)
22 - عَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ
:
يعنى ما يتخذ مطية فى البر شأن الفلك فى البحر.
23 - وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ :
مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ يستحق العبادة.
أَ فَلا تَتَّقُونَ أفلا تخشون اللّه ان جحدتم.
24 - فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ :
فَقالَ الْمَلَأُ الكبراء من قومه.
الَّذِينَ كَفَرُوا جحدوا ما قال.
ما هذا يعنون نوحا.
إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يستوى وإياكم فى البشرية ، فلا مزيد عنده يفضلكم به.
يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ يريد أن يكون بدعوته صاحب ميزة يتميز بها عليكم.
وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ ولو كان الأمر ما يقول من أنه رسول اللّه.
لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ملائكة رسلا.
ما سَمِعْنا بِهذا بهذا الذي يدعيه.
فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ مع آبائنا السابقين.

(1/4657)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 372
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 25 الى 28]
إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (26) فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28)
25 - إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ :
بِهِ جِنَّةٌ به مس من جنون.
فَتَرَبَّصُوا بِهِ فأمهلوه واصبروا عليه.
حَتَّى حِينٍ الى أمد حتى يتكشف أمره أو إلى أن يهلك.
26 - قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ :
انْصُرْنِي عليهم وانتقم منهم.
بِما كَذَّبُونِ بسبب تكذيبهم لى.
27 - فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ :
فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ إلى نوح.
أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ السفينة.
بِأَعْيُنِنا برعايتنا.
وَ وَحْيِنا ولوفق ما نوحيه إليك.
فَإِذا جاءَ أَمْرُنا الأجل المضروب لعذابهم.
وَ فارَ التَّنُّورُ وانبجست الأرض ماء.
فَاسْلُكْ فِيها فأدخل فى السفينة.
وَ أَهْلَكَ ومن أمن بك.
إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ إلا من مضى القول بأنهم من الكافرين.
وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ولا تسألنى النجاة لمن كفروا.
إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ أي الظالمون.
28 - فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ :
فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ أي استقررت.

(1/4658)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 373
فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ فاشكر اللّه.
الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ على أن نجانا من شر الكافرين.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 29 الى 33]
وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30) ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (32) وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33)
29 - وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ :
أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً هيىء لى منزلا يطلب لى عند النزول إلى الأرض.
وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ وأنت وحدك القادر على ذلك.
30 - إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ :
إِنَّ فِي ذلِكَ فى قصة نوح.
لَآياتٍ لعبر ومواعظ.
وَ إِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ أي مختبرين العباد بالخير والشر.
31 - ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ :
مِنْ بَعْدِهِمْ من بعد قوم نوح.
قَرْناً آخَرِينَ طبقة من الناس غيرهم وهم عاد.
32 - فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ :
رَسُولًا مِنْهُمْ هو هود.
أَ فَلا تَتَّقُونَ عذابه إن عصيتم.
33 - وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ :
وَ قالَ الْمَلَأُ الكبراء من قومه.
بِلِقاءِ الْآخِرَةِ بيوم البعث.
وَ أَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وأعطيناهم حظا من النعيم فى الحياة الدنيا.

(1/4659)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 374
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 34 الى 41]
وَ لَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (34) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35) هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (36) إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38)
قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (39) قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ (40) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)
34 - وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ :
لَخاسِرُونَ أي لمغبونون بترككم آلهتكم واتباعكم إياه من غير فضيلة له عليكم.
35 - أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ :
أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ من قبوركم وتبعثون.
36 - هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ :
أي يا بعد ما وعدكم به.
37 - إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ :
إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا ليس ثمة لنا غير دنيانا.
نَمُوتُ وَنَحْيا يتوارد علينا فيها الموت والحياة.
وَ ما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ وليس هناك بعث بعد الفناء.
38 - إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ :
إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ ليس غير رجل.
افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً اختلق على اللّه ما ليس من عند اللّه.
وَ ما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ولسنا مصدقين قوله.
39 - قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ :
انْصُرْنِي انتقم لى منهم.
بِما كَذَّبُونِ بسبب تكذيبهم إياى.
40 - قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ :
عَمَّا قَلِيلٍ أي بعد قليل.
نادِمِينَ حين يرون العذاب.
41 - فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ :
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ فأتت عليهم صيحة السماء.

(1/4660)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 375
بِالْحَقِّ عدلا وإنصافا جزاء ظلمهم.
فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً أي هلكى هامدين كغثاء السيل وهو ما يحمله من بالى الشجر مما يبس وتفتت.
فَبُعْداً من رحمة اللّه.
لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ الطاغين المعاندين.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 42 الى 46]
ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (42) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (44) ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (45) إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ (46)
42 - ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ :
ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ خلقنا من بعدهم.
قُرُوناً آخَرِينَ أقواما غيرهم.
43 - ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ :
ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ من ، صلة ، أي ما تسبق أمة.
أَجَلَها الوقت المؤقت لها وَما يَسْتَأْخِرُونَ وما يتأخر أجلهم عن وقتهم المؤقت لهم.
44 - ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ :
تَتْرا متتابعين كلا الى قومه.
فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً بالهلاك.
وَ جَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ يرددها الناس من بعدهم.
فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ فهلاكا وبعدا من رحمة اللّه لمن لا يصدقون الحق.
45 - ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ :
بِآياتِنا بالدلائل القاطعة.
وَ سُلْطانٍ مُبِينٍ وحجة بينة.
46 - إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ :
إِلى فِرْعَوْنَ أي أرسلنا موسى وهارون الى فرعون.

(1/4661)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 376
وَ مَلَائِهِ والعلية من قومه.
فَاسْتَكْبَرُوا تعالوا عن الإذعان للحق.
وَ كانُوا قَوْماً عالِينَ موصومين بالكبر والغطرسة.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 47 الى 50]
فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ (50)
47 - فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ :
لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا يستويان وإيانا فى البشرية.
وَ قَوْمُهُما أي بنو إسرائيل.
لَنا عابِدُونَ مستعبدون.
48 - فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ :
فَكَذَّبُوهُما أي موسى وهارون.
فَكانُوا فرعون وقومه.
مِنَ الْمُهْلَكِينَ بالغرق.
49 - وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ :
الْكِتابَ يعنى التوراة.
لَعَلَّهُمْ يعنى قومه.
يَهْتَدُونَ ينتصحون بما فيه.
50 - وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ :
وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ يعنى عيسى عليه السلام وأمه مريم.
آيَةً فى ولادتها إياه من غير أب ، وفى كلامه وهو فى المهد.
وَ آوَيْناهُما أنزلناهما.
إِلى رَبْوَةٍ الى مكان مرتفع منبسط.
ذاتِ قَرارٍ تتهيأ عليها الإقامة.

(1/4662)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 377
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 51 الى 55]
يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (55)
51 - يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ :
مِنَ الطَّيِّباتِ مما أحل اللّه.
وَ اعْمَلُوا صالِحاً وأدأبوا على العمل الصالح.
إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ أي علمى محيط بما تعملون.
52 - وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ :
وَ إِنَّ هذِهِ أي وقلنا لهم.
أُمَّتُكُمْ أي الدين الذي أرسلتم به.
أُمَّةً واحِدَةً دين واحد فى العقائد وأصول الشرائع.
وَ أَنَا رَبُّكُمْ الذي تتجهون اليه بالعبادة لا رب سواى.
فَاتَّقُونِ فاخشوا عقابى.
53 - فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ :
فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ أي الأمم التي أرسلت إليهم الرسل ، تفرقوا وانقسموا.
كُلُّ حِزْبٍ كل فريق.
بِما لَدَيْهِمْ بما رأوا من رأى.
فَرِحُونَ راضون مطمئنون.
54 - فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ :
فَذَرْهُمْ الخطاب لمحمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم ، أي دع الكافرين واتركهم.
فِي غَمْرَتِهِمْ فى جهالتهم وغفلتهم بعد أن أسديت لهم النصح.
حَتَّى حِينٍ الى أجل يقضى اللّه فيهم أمره.
55 - أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ :
أَ يَحْسَبُونَ أي أيظن هؤلاء العاصون.

(1/4663)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 378
أَنَّما ما ، بمعنى : الذي.
نُمِدُّهُمْ بِهِ نرزقهم إياه.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 56 الى 60]
نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (56) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ (60)
56 - نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ :
نُسارِعُ لَهُمْ أي نسارع لهم به ، يعنى ما أولاهم به من مال وبنين.
فِي الْخَيْراتِ فيما هو خير ونعمة.
بَلْ لا يَشْعُرُونَ بل لا يدركون أنا بهذا نستدرجهم لنعلم أيشكرون أم يكفرون.
57 - إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ :
مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ من خوف عقابه.
مُشْفِقُونَ حذرون.
58 - وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ :
بِآياتِ رَبِّهِمْ بما بث فى الكون من دلائل تشير الى وجوده.
يُؤْمِنُونَ لا يمترون.
59 - وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ :
لا يُشْرِكُونَ لا يجعلون معه إلها غيره.
60 - وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ :
وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ينفقون.
ما آتَوْا ما أنفقوا من إحسان.
وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ إشفاقا وخوفا.
أَنَّهُمْ لأنهم.
إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ أي مصيرهم الى اللّه يحذرون أن يكونوا لم يؤدوا ما يجب عليهم وأنهم مفرطون.

(1/4664)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 379
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 61 الى 65]
أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ (61) وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (62) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ (63) حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ (65)
61 - أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ :
أُولئِكَ أي من هذه صفتهم.
يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ يخفّون الى فعل الخير.
وَ هُمْ لَها أي لفعل الخيرات.
سابِقُونَ مبادرون.
62 - وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ :
إِلَّا وُسْعَها الا ما هو فى قدرتها وطاقتها.
وَ لَدَيْنا كِتابٌ نسجل فيه أعمالهم.
يَنْطِقُ بِالْحَقِّ يخبر بما كان على وجهه الحق.
وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ بزيادة عقاب أو نقص ثواب.
63 - بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ :
فِي غَمْرَةٍ فى غفلة.
مِنْ هذا الذي نقصه عليك.
مِنْ دُونِ ذلِكَ متجاوزة متخطية لذلك ، أي لما وصف به المؤمنون.
هُمْ لَها معتادون بها وضارون عليها لا ينقطعون عنها.
64 - حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ :
أَخَذْنا بلونا.
مُتْرَفِيهِمْ المنعمين منهم.
بِالْعَذابِ بما أوعدناهم به من عذاب.
إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ يضجون ويصيحون.
65 - لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ :

(1/4665)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 380
لا تَجْأَرُوا لا تضجوا.
الْيَوْمَ يوم الحساب.
إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ أي لا تجدون من ينصركم وينجيكم منا.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 66 الى 69]
قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ (67) أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69)
66 - قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ :
عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ تولون مدبرين.
67 - مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ :
مُسْتَكْبِرِينَ متكبرين.
بِهِ أي بالحرم ، أي تقولون : لا يظهر علينا أحد ونحن أهل الحرم. والذي سوغ هذا الإضمار شهرتهم بالاستكبار بالبيت.
و يجوز أن يرجع الضمير الى آياتِي وذكر لأنها فى معنى كتابى.
ومعنى استكبارهم بالقرآن : تكذيبهم به استكبارا.
سامِراً أي سمارا وهم الجماعة يتحدثون ليلا.
تَهْجُرُونَ تفحشون فى القول.
68 - أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ :
أَ فَلَمْ يَدَّبَّرُوا أفلم يتدبروا.
الْقَوْلَ القرآن. أي أفلم يتدبروه ليعلموا أنه الحق المبين فيصدقوا به وبمن جاءه.
أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ أم كانت دعوة محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم إياهم غريبة عن الدعوات التي جاء بها الرسل الى الأقوام السابقين الذين أدركهم آباؤهم.
69 - أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ :
أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ وقد نشأ بينهم وما عهدوا عليه شيئا يطعن فى نبوته.

(1/4666)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 381
فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ أي قد عرفوه ولكنهم أنكروا عليه ما جاء به حسدا.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 70 الى 75]
أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (70) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71) أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72) وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (73) وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (74)
وَ لَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75)
70 - أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ :
بِهِ جِنَّةٌ أي جنون.
بَلْ كلا كارِهُونَ لأنه يخالف رغباتهم وأهواءهم.
71 - وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ :
بِذِكْرِهِمْ أي بما فيه شرفهم وعزهم ، يعنى القرآن الكريم.
72 - أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ :
خَرْجاً أي أجرا ورزقا على ما جئتم به.
فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ فرزق ربك خير.
وفى الآية إشارة الى ما عرضوا عليه صلّى اللّه عليه وآله وسلم من مال وسلطان على أن يترك الدعوة
فقال صلّى اللّه عليه وآله وسلم قولته المأثورة : واللّه لو جعلوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك ما جئت به ما تخليت عنه الى أن أموت دونه.
73 - وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ :
و ما تفعل يا محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم غير أنك تدعوهم الى الدين القويم.
74 - وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ :
عَنِ الصِّراطِ المستقيم.
لَناكِبُونَ لعادون.
75 - وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ :
وَ لَوْ رَحِمْناهُمْ فرددناهم الى الدنيا.
وَ كَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ ولم ندخلهم النار وامتحناهم.

(1/4667)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 382
لَلَجُّوا لتمادوا.
فِي طُغْيانِهِمْ فى ضلالهم.
يَعْمَهُونَ يتذبذبون ويتخبطون.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 76 الى 81]
وَ لَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (78) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (80)
بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ (81)
76 - وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ :
بِالْعَذابِ بالشدائد.
فَمَا اسْتَكانُوا فما خضعوا.
وَ ما يَتَضَرَّعُونَ أي ما يخشعون للّه عز وجل.
77 - حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ :
مُبْلِسُونَ بائسون متحيرون لا يدرون ما يصنعون.
78 - وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ :
قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ أي ما تشكرون إلا شكرا قليلا. وقيل :
لا تشكرون البتة.
79 - وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ :
ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ أي أنشأكم وبثكم وخلقكم.
وَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ أي تجمعون للجزاء.
80 - وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ :
وَ لَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ فى النور والظلمة.
أَ فَلا تَعْقِلُونَ كنه قدرته وربوبيته ووحدانيته.
81 - بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ :
أي كذبوا كما كذب الأولون.

(1/4668)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 383
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 82 الى 89]
قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83) قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)
82 - قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ :
أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ مردودون الى الحياة.
83 - لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ :
إِنْ هذا ما هذا.
إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أي أباطيلهم وترهاتهم.
84 - قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ :
قُلْ يا محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم جوابا لهم عما قالوا.
لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها يخبر بربوبيته ووحدانيته وملكه الذي لا يزول ولا يتحول.
85 - سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ :
أَ فَلا تَذَكَّرُونَ أي أفلا تتعظون وتعلمون أن من قدر على خلق ذلك ابتداء فهو قادر على إحياء الموتى بعد موتهم.
86 - قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ :
أي من خالق هذه السموات وعرشه المحيط بهن.
87 - سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ :
أَ فَلا تَتَّقُونَ أي أفلا تخافون وترتدعون.
88 - قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ :
وَ هُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ أي يمنع ولا يمنع منه.
89 - سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ :
فَأَنَّى تُسْحَرُونَ فكيف تخدعون وتصرفون عن طاعته وتوحيده ، أي كيف يخيل إليكم أن تشركوا به ما لا يضر ولا ينفع.

(1/4669)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 384
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 90 الى 95]
بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (90) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92) قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94)
وَ إِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ (95)
90 - بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ :
بِالْحَقِّ أي بالقول الصدق.
وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ فى اتخاذ اللّه ولدا وأن له شركاء.
91 - مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ :
مِنْ وَلَدٍ من ، صلة.
مِنْ إِلهٍ من ، زائدة.
والتقدير : ما اتخذ اللّه ولدا كما زعمتم ، ولا كان معه إله فيما خلق.
لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ لا نفرد كل إله بخلقه. وفى الكلام حذف ، والتقدير : لو كانت معه آلهة لذهب.
وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ أي لغالب.
سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ تنزيها له عن الولد والشريك.
92 - عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ :
عالِمِ الْغَيْبِ أي هو عالم الغيب ، أي ما يغيب عنا.
وَ الشَّهادَةِ وما يظهر لنا.
فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ تنزيه وتقديس.
93 - قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ :
أي : إن كان لا بد من أن ترينى ما تعدهم من العذاب فى الدنيا أو الآخرة.
94 - رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ :
فلا تجعلنى قرينا لهم ولا تعذبنى عذابهم.
95 - وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ :
أي إن اللّه قادر على انجاز ما وعد إن تأملتم.

(1/4670)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 385
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 96 الى 99]
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ (96) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99)
96 - ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ :
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ادفع بالحسنى السيئة.
والمعنى : الصفح عن إساءتهم ومقابلتها بما أمكن ، حتى إذا اجتمع الصفح والإحسان وبذل الاستطاعة فيه كانت حسنة مضاعفة بإزاء سيئة.
بِما يَصِفُونَ بما يذكرونه من أحوالك بخلاف صفتها ، أو بوصفهم لك وسوء ذكرهم.
97 - وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ :
أَعُوذُ بِكَ أستنصرك وألجأ إليك.
مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ من تغريرهم وتزيينهم المعاصي.
98 - وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ :
أَنْ يَحْضُرُونِ أن يكونوا معى فى أمورى.
99 - حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ :
حَتَّى متعلق بقوله يَصِفُونَ أي لا يزالون على سوء الذكر الى هذا الوقت.
[سورة المؤمنون (23) : آية 100]
لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)
100 - لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ :
فِيما تَرَكْتُ فيما ضيعت وتركت العمل به من الطاعات.
كَلَّا كلمة ردع ، أي ليس الأمر على ما يظنه من أنه يجاب الى الرجوع الى الدنيا.
إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها عند الموت ولكن لا تنفع.
وَ مِنْ وَرائِهِمْ أي ومن أمامهم وبين أيديهم. وقيل : من خلفهم.
بَرْزَخٌ أي حاجز بين الموت والبعث. أو بين الموت والرجوع إلى الدنيا.

(1/4671)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 386
إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ الى يوم البعث. وأضيف يَوْمِ الى يُبْعَثُونَ لأنه ظرف زمان ، والمراد بالإضافة المصدر.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 101 الى 107]
فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (105)
قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ (106) رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ (107)
101 - فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ :
فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ النفخة الثانية.
فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ أي إن التقاطع يقع بينهم.
وَ لا يَتَساءَلُونَ أي ولا يسأل بعضهم بعضا فكل مشغول بنفسه.
102 - فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ :
فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ رجحت حسناته سيئاته.
الْمُفْلِحُونَ الفائزون.
103 - وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ :
خَفَّتْ مَوازِينُهُ شالت كفة حسناته ورجحت سيئاته.
خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ باعوها للشيطان حين استمعوا لإغواءه.
104 - تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ :
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ تسفعها وتحرقها.
كالِحُونَ عابسون.
105 - أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ :
آياتِي المنزلة.
تُتْلى عَلَيْكُمْ تقرأ.
106 - قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ :
شِقْوَتُنا أي لذاتنا وأهواؤنا.
ضالِّينَ عن الهدى.
107 - رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ :

(1/4672)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 387
مِنْها من جهنم.
فَإِنْ عُدْنا الى الكفر.
فَإِنَّا ظالِمُونَ لأنفسنا بالعودة اليه.
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 108 الى 113]
قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (111) قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112)
قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ (113)
108 - قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ :
اخْسَؤُا ذلوا وانزجروا.
فِيها أي فى جهنم.
109 - إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ :
فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي من ضعفاء المسلمين لم يكن لهم حول ولا قوة ، منهم : بلال ، وصهيب ، وخباب.
110 - فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ :
سِخْرِيًّا تسخرون منهم.
حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي أي حتى اشتغلتم بالاستهزاء بهم عن ذكرى.
وَ كُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ استهزاء بهم.
111 - إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ :
بِما صَبَرُوا على أذاكم وصبروا على طاعتى.
أَنَّهُمْ أي لأنهم. وقرىء بكسر الهمزة على الابتداء.
الْفائِزُونَ الذين فازوا بنعيم الآخرة.
112 - قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ :
فِي الْأَرْضِ يعنى فى القبور.
113 - قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ :
فَسْئَلِ الْعادِّينَ أي سل الحسّاب الذين يعرفون ذلك.

(1/4673)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 388
[سورة المؤمنون (23) : الآيات 114 الى 118]
قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)
114 - قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ :
إِلَّا قَلِيلًا أي ما لبثتم فى الأرض إلا قليلا.
لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ذلك.
115 - أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ :
عَبَثاً أي مهملين.
لا تُرْجَعُونَ فنجازيكم بأعمالكم.
116 - فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ :
فَتَعالَى اللَّهُ أي تنزه وتقدس عن الأولاد والشركاء.
الْمَلِكُ الْحَقُّ الذي لا معبود بحق سواه.
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لا شركاء له.
117 - وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ :
لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ لا حجة له عليه.
فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ أي هو يعاقبه ويحاسبه.
إِنَّهُ الهاء ، ضمير الأمر والشأن.
118 - وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ :
وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فرحمتك وسعت كل شىء.

(1/4674)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 389
(24) سورة النور
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة النور (24) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (4)
1 - سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ :
أَنْزَلْناها أوحينا بها.
وَ فَرَضْناها أي فرضنا عليكم وعلى من بعدكم ما فيها من الأحكام.
آياتٍ بَيِّناتٍ حججا واضحة.
2 - الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ :
وَ لا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ أي لا تمتنعوا عن إقامة الحدود شفقة على المحدود ولا تخففوا الضرب من غير إيجاع.
فِي دِينِ اللَّهِ فى حكم اللّه.
3 - الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ :
أي الفاسق الخبيث الذي من شأنه الزنى لا يرغب فى نكاح الصوالح من النساء وانما يرغب فى فاسقة خبيثة من شكله ، أو فى مشركة ، والفاسقة الخبيثة المسافحة كذلك لا يرغب فى نكاحها الصلحاء من الرجال وانما يرغب فيها من هو على شكلها من الفسقة أو المشركين.
4 - وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ :
أي الذين يتهمون العفيفات بالزنى ، ثم لم يأتوا بأربعة شهداء

(1/4675)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 390
يشهدون بصدق اتهامهم فاجلدوهم ثمانين جلدة ، ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ، وأولئك هم الخارجون عن حدود الدين.
[سورة النور (24) : الآيات 5 الى 9]
إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (7) وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (8) وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9)
5 - إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ :
إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عادوا الى الطريق السوي بعد الفسوق.
وَ أَصْلَحُوا ثم أقبلوا على العمل الصالح.
6 - وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ :
وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ بالزنى.
وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ولا يعضدهم فى ذلك شاهد.
فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ فيبدأ الزوج فيشهد أربع شهادات باللّه إنه لمن الصادقين فيما رماها به من الزنى.
7 - وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ :
ثم يقول الزوج فى الخامسة أن لعنة اللّه عليه ان كان من الكاذبين فيما رماها به من الزنى.
8 - وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ :
و يدفع عنها الجلد أن تشهد أربع مرات أنه لمن الكاذبين فيما رماها به.
9 - وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ :
و تقول فى الخامسة : أن غضب اللّه عليها إن كان من الصادقين فيما رماها به من الزنى.
[سورة النور (24) : آية 10]
وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)
10 - وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ :
وَ لَوْ لا جوابها متروك وتركه دال على أمر عظيم لا يكتنه.

(1/4676)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 391
فَضْلُ اللَّهِ تفضله.
[سورة النور (24) : الآيات 11 الى 15]
إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكاذِبُونَ (13) وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)
11 - إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ :
بِالْإِفْكِ الإفك : أبلغ ما يكون من الكذب والافتراء. والمراد ما أفك به على عائشة رضى اللّه عنها.
عُصْبَةٌ مِنْكُمْ جماعة ، وكان منهم : عبد اللّه بن أبى ، وزيد بن رفاعة ، وحسان بن ثابت ، ومسطح بن أثانة ، وحمنة بنت جحش.
بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لأنه كان بلاء ومحنة.
كِبْرَهُ عظمه ، والذي تولاه عبد اللّه بن أبى.
12 - لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ :
بِأَنْفُسِهِمْ بالذين منهم من المؤمنين والمؤمنات.
13 - لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكاذِبُونَ :
لَوْ لا للتحضيض.
عِنْدَ اللَّهِ أي فى حكمته وشريعته.
14 - وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ :
وَ لَوْ لا لامتناع الشيء لوجود غيره. والمعنى : ولو لا أنى قضيت أن أتفضل عليكم فى الدنيا بضروب من النعم ، وأن أترحم عليكم فى الآخرة بالعفو والمغفرة ، لعاجلتكم بالعقاب على ما خضتم فيه من حديث الإفك.
15 - إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ :

(1/4677)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 392
إِذْ ظرف ، والعامل فيه لَمَسَّكُمْ أو أَفَضْتُمْ.
تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ يأخذه بعضكم من بعض.
[سورة النور (24) : الآيات 16 الى 21]
وَ لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (20)
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)
16 - وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ :
ما يَكُونُ لَنا ما ينبغى لنا.
سُبْحانَكَ للتعجب من عظم الأمر.
17 - يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ :
أَنْ تَعُودُوا أي كراهة أن تعودوا ، أو فى أن تعودوا.
18 - وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ :
أي : ويبين اللّه لكم الدلالات على علمه وحكمته ، واللّه عالم بكل شىء ، فاعل لما يفعله بدواعى الحكمة.
19 - إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ :
يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ يشيعون الفاحشة عن قصد الى الإشاعة وإرادة ، ومحبة لها.
فِي الدُّنْيا وحو الحدّ.
وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما فى القلوب من الأسرار والضمائر.
20 - وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ :
وَ لَوْ لا جوابها متروك.
وكرر المنة بترك المعاجلة بالعقاب. وهذا التكرار مع حذف الجواب مبالغة عظيمة.
21 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ

(1/4678)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 393
خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
:
بِالْفَحْشاءِ بما أفرط قبحه.
وَ الْمُنْكَرِ ما تنكره النفوس فتنفر عنه ولا ترتضيه.
ما زَكى ما طهر من دنس إثم الإفك.
يُزَكِّي يطهر التائبين بقبول توبتهم إذا محضوها.
وَ اللَّهُ سَمِيعٌ لقولهم.
عَلِيمٌ بضمائرهم وإخلاصهم.
[سورة النور (24) : الآيات 22 الى 24]
وَ لا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (24)
22 - وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ :
وَ لا يَأْتَلِ ولا يحلف. والمعنى : لا يحلفوا على أن لا يحسنوا الى المستحقين للإحسان.
وقيل : لا يقصروا ، والمعنى : لا يقصروا فى أن يحسنوا إليهم.
وَ لْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أي وليعودوا عليهم بالصفح والعفو ، وإن كانت بينهم شحناء لجناية اقترفوها.
23 - إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ :
الْمُحْصَناتِ العفيفات.
الْغافِلاتِ السليمات الصدور ، والنقيات القلوب ، اللاتي ليس فيهن دهاء ولا مكر.
24 - يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ :

(1/4679)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 394
أي وتتكلم الجوارح يوم القيامة بما عملوا فى الدنيا.
[سورة النور (24) : الآيات 25 الى 28]
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)
25 - يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ :
دِينَهُمُ أي حسابهم وجزاءهم.
الْحَقَّ العادل.
هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ أي ذو الحق المبين. يعنى : العادل الظاهر العدل الذي لا ظلم فى حكمه.
26 - الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ :
أُولئِكَ إشارة الى (الطيبين).
مُبَرَّؤُنَ مما يقول الخبيثون من خبيثات الكلم.
27 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ :
حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا الاستئناس ، ضد الاستيحاش ، لأن الذي يطرق باب غيره لا يدرى أيؤذن له أم لا ، فهو كالمستوحش من خفاء الحال عليه ، فإذا أذن له استأنس ، ويكون المعنى : حتى يؤذن لكم.
وقيل : الاستئناس : الاستعلام والاستكشاف. ويكون المعنى :
حتى تستعلموا وتستكشفوا الحال.
ذلِكُمْ الاستئذان والتسليم.
خَيْرٌ لَكُمْ من الدخول بغير إذن.
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ أي إرادة أن تذكروا وتعملوا بما أمرتم به.
28 - فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ :

(1/4680)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 395
فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً من الآذنين.
فَلا تَدْخُلُوها واصبروا حتى تجدوا من يأذن لكم.
فَارْجِعُوا أي لا تلحوا فى إطلاق الإذن.
أَزْكى لَكُمْ أكرم بكم وأطهر لنفوسكم.
[سورة النور (24) : الآيات 29 الى 31]
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ (29) قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)
29 - لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ :
جُناحٌ حرج.
فِيها مَتاعٌ لَكُمْ منفعة.
30 - قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ :
يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ يكفوا ويخفضوا.
وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ يصونوها سترا وبعدا عن غير ما هو مشروع.
ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ أكرم وأطهر.
31 - وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ :
وَ لا يُبْدِينَ ولا يظهرن.
وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ جمع خمار ، وهو ما تغطى به المرأة رأسها.
عَلى جُيُوبِهِنَّ على صدورهن.
أي وليسدلن الخمر الى الصدور حتى تغطيها.

(1/4681)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 396
لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ أي لا يعرفون ما العورة ولا يميزون بينها وبين غيرها.
[سورة النور (24) : الآيات 32 الى 33]
وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (32) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33)
32 - وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ :
الْأَيامى الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء والحرائر والأحرار.
وَ إِمائِكُمْ أي والصالحين من عبيدكم.
وَ اللَّهُ واسِعٌ أي غنى ذو سعة لا يرزؤه إغناء الخلائق.
عَلِيمٌ يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر.
33 - وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ :
وَ لْيَسْتَعْفِفِ وليجتهد فى العفة ومنع النفس.
لا يَجِدُونَ نِكاحاً أي استطاعة تزوج.
حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ الى سعة.
وَ الَّذِينَ يَبْتَغُونَ مرفوع على الابتداء ، أو منصوب بفعل مضمر يفسره فَكاتِبُوهُمْ أي والذين يريدون.
الْكِتابَ أن يكتبوا على أنفسهم عوضا مقابل عتقهم.
مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ من أرقائكم.
فَكاتِبُوهُمْ فأجيبوهم الى ما طلبوا. والمكاتبة : أن يقول الرجل لمملوكه : كاتبتك على ألف درهم ، فإن أداها عتق.

(1/4682)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 397
وَ آتُوهُمْ أمر للمسلمين على وجه الوجوب بإعانة المكاتبين وإعطائهم سهمهم الذي جعل اللّه لهم من بيت المال.
وقيل : أسلفوهم.
وقيل : أنفقوا عليهم بعد أن يؤدوا ويعتقوا.
وَ لا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ إماءكم. وكان لعبد اللّه بن أبى ست جوار ، وكان يكرههن على البغاء وضرب عليهن ضرائب. فشكت ثنتان منهن إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم فنزلت الآية.
عَلَى الْبِغاءِ على البغي ، وهو الفحشاء.
إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً تعففا لأن الإكراه لا يأتى إلا مع إرادة التحصن.
غَفُورٌ رَحِيمٌ لهم ولهن إن تابوا وأصلحوا.
[سورة النور (24) : الآيات 34 الى 35]
وَ لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34) اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِي ءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)
34 - وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ :
مُبَيِّناتٍ هى التي بينت فى هذه السورة وأوضحت معانى الأحكام والحدود.
وَ مَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مضوا من قبلكم ، أمثلة من أحوالهم.
وَ مَوْعِظَةً وما به عظة واعتبار.
لِلْمُتَّقِينَ لمن يخشى اللّه ويخاف عقابه.
35 - اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِي ءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ :
اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أضاف النور الى السموات والأرض ،

(1/4683)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 398
للدلالة على سعة إشراقه. وإما أن يراد أهل السموات والأرض ، وأنهم يستضيئون به.
مَثَلُ نُورِهِ أي صفة نوره العجيبة الشأن فى الإضاءة.
كَمِشْكاةٍ كصفة مشكاة ، وهى الكوة فى الجدار غير النافذة.
فِيها مِصْباحٌ سراج مضىء.
فِي زُجاجَةٍ أي قنديل من زجاج أزهر.
يُوقَدُ هذا المصباح.
مِنْ شَجَرَةٍ أي رويت ذبالته بزيتها.
مُبارَكَةٍ كثيرة المنافع.
لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ أي منبتها الشام ، وأجود الزيتون زيتون الشام.
وقيل : لا فى مضحى ولا فى مكان لا تطلع عليه الشمس ، ولكن الشمس والظل يتعاقبان عليها.
يُضِي ءُ من غير نار.
نُورٌ عَلى نُورٍ أي هذا الذي شبهت به الحق نور متضاعف.
يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ لهذا النور الثاقب ، أي يوفق.
مَنْ يَشاءُ من عباده.
[سورة النور (24) : آية 36]
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (36)
36 - فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ :
فِي بُيُوتٍ يتعلق بما قبله ، أي كمشكاة فى بعض بيوت اللّه ، وهى المساجد أو متعلق بما بعده ، وهو : يسبح له رجال فى بيوت.
أَذِنَ اللَّهُ أمر وقضى.
أَنْ تُرْفَعَ أن تبنى وتعلى.
بِالْغُدُوِّ أي بأوقات الغدو ، أي بالغدوات.

(1/4684)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 399
وَ الْآصالِ أي وبالعشي.
[سورة النور (24) : الآيات 37 الى 39]
رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (39)
37 - رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ :
لا تُلْهِيهِمْ لا تشغلهم.
تِجارَةٌ أي شراء ، من قبيل إطلاق اسم الجنس على النوع.
تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ أي تضطرب القلوب وترتفع الأبصار من الهول.
38 - لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ :
أَحْسَنَ ما عَمِلُوا أي أحسن جزاء أعمالهم.
وَ اللَّهُ يَرْزُقُ ما يتفضل به.
بِغَيْرِ حِسابٍ فأما الثواب فله حساب لكونه على حسب الاستحقاق.
39 - وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ :
كَسَرابٍ السراب ما يرى فى الفلاة من ضوء الشمس وقت الظهيرة ، يسرب على وجه الأرض كأنه ماء يجرى.
بِقِيعَةٍ بقاع ، وهو المنبسط المستوي من الأرض.
الظَّمْآنُ العطشان.
ماءً يحسب السراب ماء.
لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً مما قدره ووجده أرضا لا ماء فيها.
وَ وَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ بالمرصاد.
فَوَفَّاهُ حِسابَهُ أي جزاء أعماله.

(1/4685)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 400
[سورة النور (24) : الآيات 40 الى 42]
أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (40) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)
40 - أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ :
أَوْ كَظُلُماتٍ أي أعمالهم كسراب أو كظلمات.
فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ لا يدرك قعره.
يَغْشاهُ مَوْجٌ أي يعلو ذلك البحر موج.
مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ أي من فوق هذا الموج الثاني سحاب.
ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ أي هى ظلمات بعضها فوق بعض.
إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ يعنى الناظر.
لَمْ يَكَدْ يَراها من شدة الظلمات.
وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً يهتدى به.
فَما لَهُ مِنْ نُورٍ أظلمت عليه الأمور.
41 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ :
أَ لَمْ تَرَ ألم تعلم ، والخطاب للنبى صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
مَنْ فِي السَّماواتِ من الملائكة.
وَ الْأَرْضِ الإنس والجن.
وَ الطَّيْرُ بالرفع ، عطف على مَنْ.
صَافَّاتٍ مصطفات الأجنحة فى الهواء.
صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ الصلاة للإنسان ، والتسبيح لما سواه من الخلق.
42 - وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ :

(1/4686)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 401
الْمَصِيرُ المرجع.
[سورة النور (24) : الآيات 43 الى 44]
أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ (43) يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (44)
43 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ :
أَ لَمْ تَرَ ألم تعلم.
يُزْجِي سَحاباً يسوقه الى حيث يشاء.
ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثم يجمعه عند انتشائه ليقوى ويتصل ويكثف.
ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً أي مجتمعا ركب بعضه بعضا.
فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ أي البرق. وقيل : المطر.
مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ أي ينزل من جبال البرد بردا ، فالمفعول محذوف.
وقيل : من ، فى قوله مِنْ جِبالٍ ومِنْ بَرَدٍ زائدة ، والجبال والبرد فى موضع نصب ، أي ينزل من السماء بردا يكون كالجبال.
فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ إصابته نقمة ، وصرفه نعمة.
يَكادُ سَنا بَرْقِهِ أي ضوء ذلك البرق الذي فى السحاب.
يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ من شدة بريقه وضوئه.
44 - يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ :
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ يأتى بأحدهما بعد الآخر. وقيل :
تقليبهما : نقصهما وزيادتهما.
إِنَّ فِي ذلِكَ أي فى الذي ذكرنا من تقلب الليل والنهار ، وأحوال المطر.
لَعِبْرَةً أي اعتبارا.

(1/4687)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 402
لِأُولِي الْأَبْصارِ أي لأهل البصائر من خلقى.
[سورة النور (24) : الآيات 45 الى 48]
وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45) لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (46) وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48)
45 - وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
مِنْ ماءٍ أي من نطفة.
عَلى بَطْنِهِ للزواحف.
عَلى رِجْلَيْنِ للإنسان والطير.
عَلى أَرْبَعٍ لسائر الحيوان.
يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ مما يريد خلقه.
46 - لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ :
لَقَدْ أَنْزَلْنا بالوحى.
آياتٍ مُبَيِّناتٍ تبين الأحكام وتضرب الأمثال.
47 - وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ :
وَ يَقُولُونَ يعنى المنافقين.
ثُمَّ يَتَوَلَّى ينأى ويعرض.
وَ ما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ إشارة الى الفريق المتولى. وقد يكون إشارة الى القائلين آمنا وأطعنا ويكون إعلاما من اللّه بأن جميعهم منتف عنهم الإيمان ، لا الفريق المتولى وحده.
48 - وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ :
أي إذا طلبوا الى التحاكم أمام الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم بمقتضى ما أنزل اللّه رفضوا التحاكم لعلمهم أنهم المدينون.

(1/4688)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 403
[سورة النور (24) : الآيات 49 الى 53]
وَ إِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (52) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (53)
49 - وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ :
مُذْعِنِينَ خاضعين مستسلمين.
50 - أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ :
أَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أي منافقون ليسوا على إيمان صحيح.
أَمِ ارْتابُوا أم هم فى شك من نبوته.
أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أن يميل فى قضائه.
بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ لأنفسهم ولغيرهم بسبب كفرهم ونفاقهم وعدولهم عن الحق.
51 - إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ :
أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا أي يذعنوا ويطيعوا.
وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أهل فلاح فى دنياهم وأخراهم.
52 - وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ :
وَ يَخْشَ اللَّهَ ويخاف اللّه فيما يعمل.
وَ يَتَّقْهِ يحذر عقابه.
هُمُ الْفائِزُونَ برضا اللّه ومحبته.
53 - وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ
:
جَهْدَ أَيْمانِهِمْ
أي بالغوا فى الأيمان والحلف.
طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ
خبر مبتدأ أي أمركم والذي يطلب منكم طاعة معروفة ، أو مبتدأ محذوف الخبر أي طاعتكم طاعة معروفة.

(1/4689)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 404
[سورة النور (24) : الآيات 54 الى 55]
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (54) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (55)
54 - قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ :
فَإِنْ تَوَلَّوْا عن الدعوة.
فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ من أمر التبليغ وليس مكلفا بهدايتهم.
وَ عَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ أي ما حملكم اللّه من التكليف.
وَ إِنْ تُطِيعُوهُ أي الرسول فيما يأمركم به من الدين.
وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ أي سوى التبليغ الواضح.
55 - وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ :
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ الخطاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم ولمن معه.
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ أن يورثهم الأرض ويجعلهم فيها خلفاء.
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ من بنى إسرائيل.
وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ دين الإسلام. وتمكينه : تثبيته وتوطيده.
وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً وأن يؤمن سربهم ويزيل عنهم الخوف الذي كانوا عليه ، وذلك أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وأصحابه مكثوا بمكة عشر سنين خائفين ، ولما هاجروا كانوا فى المدينة يصبحون فى السلاح ويمسون فيه.
وَ مَنْ كَفَرَ يريد كفران النعمة.
فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ الذين غمطوا تلك النعمة حقها وخرجوا عن المألوف المعهود.

(1/4690)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 405
[سورة النور (24) : الآيات 56 الى 58]
وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)
56 - وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ :
وَ أَقِيمُوا معطوف على قوله أَطِيعُوا.
57 - لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ :
لا تَحْسَبَنَّ الخطاب للرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ أي يعجزون اللّه فى الأرض.
وَ مَأْواهُمُ النَّارُ أي ومستقرهم الذي ينتهون اليه النار.
وَ لَبِئْسَ الْمَصِيرُ أي وبئس النار مرجعا.
58 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ :
الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ العبيد والإماء.
وَ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ والأطفال الذين لم يحتلموا من الأحرار.
ثَلاثَ مَرَّاتٍ فى اليوم والليلة.
مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ لأنه وقت القيام من المضاجع وطرح ما ينام فيه من الثياب ولبس ثياب اليقظة.
وَ حِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ أي وضع الثياب وطرحها للقائلة.
وَ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ لأنه وقت التجرد من ثياب اليقظة والالتحاف بثياب النوم.

(1/4691)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 406
ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ سمى كل واحدة من هذه الأحوال عورة لأن الناس يختل تسترهم وتحفظهم فيها. والعورة : الخلل.
جُناحٌ حرج.
بَعْدَهُنَّ بعد هذه الثلاث.
طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ أي إن بكم وبهم حاجة الى المحافظة والمداخلة ، يطوفون عليكم للخدمة ، وتطوفون عليهم للاستخدام.
[سورة النور (24) : الآيات 59 الى 61]
وَ إِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)
59 - وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ :
مِنْكُمُ من الأحرار دون المماليك.
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ الذين بلغوا الحلم ، وهم الرجال ، أو الذين ذكروا من قبلهم فى قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا.
60 - وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ :
وَ الْقَواعِدُ اللاتي قعدن عن الحيض والولد لكبرهن.
لا يَرْجُونَ نِكاحاً لا يطمعن فيه.
فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ حرج أو إثم.
أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ الظاهرة كالملحفة والجلباب الذي فوق الخمار.
غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ غير مظهرات زينة.
وَ أَنْ يَسْتَعْفِفْنَ من وضع الثياب.
61 - لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ

(1/4692)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 407
أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
:
لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ فى القعود عن الغزو.
وَ لا عَلى أَنْفُسِكُمْ ولا عليكم أن تأكلوا من البيوت المذكورة.
أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ يعنى أموال الرجل إذا كان له عليها قيم ووكيل يحفظها له.
أَوْ صَدِيقِكُمْ أي : أو بيوت أصقائكم. والصديق يكون واحدا وجمعا.
جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً مجتمعين أو متفرقين.
فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً من هذه البيوت لتأكلوا.
فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ أي فابدءوا بالسلام على أهلها الذين هم منكم دينا وقرابة.
تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أي ثابتة بأمره مشروعة من لدنه.
مُبارَكَةً طَيِّبَةً وصفها بالبركة والطيب لأنها دعوة مؤمن لمؤمن يرجى بها من اللّه زيادة الخير وطيب الرزق.
[سورة النور (24) : آية 62]
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62)
62 - إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ :
عَلى أَمْرٍ جامِعٍ الذي يجمع له الناس ، فوصف الأمر بالجمع على سبيل المجاز.

(1/4693)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 408
لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ويأذن لهم.
فجعل ترك ذهابهم حتى يستأذنوه ثالث الإيمان باللّه والإيمان برسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
[سورة النور (24) : الآيات 63 الى 64]
لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (63) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64)
63 - لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ :
لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً لا تقيسوا دعاءه إياكم على دعاء بعضكم بعضا. أو لا تجعلوا تسميته ونداءه بينكم كما يسمى بعضكم بعضا ويناديه باسمه الذي سماه به أبواه ، ولا تقولوا :
يا محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم ، ولكن : يا نبى اللّه ، ويا رسول اللّه.
لِواذاً ملاوذين ، فلقد كان بعضهم يلوذ بالرجل إذا استأذن فيأذن له فينطلق الذي لم يؤذن له معه.
الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ الذين يصدون عن أمره ، دون المؤمنين ، وهم المنافقون ، فحذف المفعول ، لأن الغرض ذكر المخالف والمخالف عنه.
والضمير فى أَمْرِهِ للّه سبحانه ، أو للرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم يعنى عن طاعته ودينه.
فِتْنَةٌ محنة فى الدنيا.
أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فى الآخرة.
64 - أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ :
قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ قد ، لتأكيد علمه بما هم عليه من المخالفة عن الدين والنفاق ، ويجوز أن يكون ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ عاما.

(1/4694)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 409
(25) سورة الفرقان
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الفرقان (25) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (2) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً (3)
1 - تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً :
تَبارَكَ الَّذِي تزايد عن كل شىء وتعالى عنه فى صفاته وأفعاله ، أو تزايد خيره وتكاثر.
نَزَّلَ الْفُرْقانَ القرآن ، وسمى فرقانا لفصله بين الحق والباطل ، أو لأنه لم ينزل جملة واحدة ولكن مفروقا مفصولا بين بعضه وبعض فى الإنزال.
لِيَكُونَ الضمير للفرقان.
نَذِيراً منذرا ومخوفا.
2 - الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً :
الَّذِي لَهُ رفع على الابدال من الَّذِي نَزَّلَ أو على المدح ، أو نصب على المدح.
فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً أي : وقدر كل شىء فقدره. والمعنى : أنه أحدث كل شىء إحداثا راعى فيه التقدير والتسوية ، فقدره وهيأه لما يصلح له.
3 - وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً :
وَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ أي : لا يستطيعون لأنفسهم.
ضَرًّا دفع ضرر عنها.
وَ لا نَفْعاً ولا جلب نفع لها.
وَ لا نُشُوراً ولا بعثا.

(1/4695)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 410
[سورة الفرقان (25) : الآيات 4 الى 7]
وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً (4) وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (6) وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (7)
4 - وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً :
إِنْ هَذا ما هذا ، يعنون القرآن.
إِفْكٌ باطل وكذب.
افْتَراهُ اختلقه.
وَ أَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ يعنون اليهود.
جاؤُ ظُلْماً أي بظلم ، وظلمهم أن جعلوا العربي يتلقن من العجمي الرومي كلاما عربيا أعجز بفصاحته جميع فصحاء العرب.
وَ زُوراً أي بهتوه بنسبة ما هو برىء منه اليه.
5 - وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا :
أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ما سطره المتقدمون.
اكْتَتَبَها أي أراد اكتتابها ، أو كتبت له.
فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ أي تلقى عليه وتقرأ.
بُكْرَةً وَأَصِيلًا دائما.
6 - قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً :
الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ أي يعلم كل سر خفى فى السموات والأرض ، ومن جملته ما تسرونه من الكيد لرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
7 - وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً :
ما لِهذَا الرَّسُولِ كأنهم قالوا : ما لهذا الزاعم أنه رسول.
يَأْكُلُ الطَّعامَ كما نأكل.
وَ يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ ويتردد فى الأسواق لطلب المعاش كما نتردد.
لَوْ لا أُنْزِلَ هلا أنزل.

(1/4696)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 411
فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً يساعده على الإنذار.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 8 الى 9]
أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (8) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (9)
8 - أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً :
كَنْزٌ من السماء.
مَسْحُوراً سحر تغلب على عقله. أو ذا سحر.
9 - انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا :
ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ أي قالوا فيك تلك الأقوال واخترعوا لك تلك الصفات.
فَضَلُّوا فجانبوا القصد والحق.
فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا فعميت عليهم السبل ولا يجدون لهم مما ورطوا أنفسهم فيه مخرجا.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 10 الى 12]
تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (10) بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (11) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (12)
10 - تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً :
تَبارَكَ الَّذِي تكاثر خيره.
جَعَلَ لَكَ فى الدنيا.
خَيْراً مِنْ ذلِكَ مما قالوا.
11 - بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً :
بَلْ كَذَّبُوا عطف على ما حكى عنهم. أي : بل أتوا بأعجب من ذلك كله وهو تكذيبهم بالساعة.
وَ أَعْتَدْنا أي أعددنا.
سَعِيراً نارا حامية.
12 - إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً :
إِذا رَأَتْهُمْ أي إذا كانت منهم بمرأى الناظر فى البعد.

(1/4697)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 412
سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً سمعوا صوت غليانها.
وَ زَفِيراً أي صوت تأججها وما ينبعث عنها من نفثات.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 13 الى 16]
وَ إِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (13) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (14) قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً (15) لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (16)
13 - وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً :
وَ إِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً أي ألقاهم فى مكان ضيق يتراصون فيه تراصا.
مُقَرَّنِينَ مسلسلين فى السلاسل ، قد قرنت أيديهم الى أعناقهم فى الجوامع.
دَعَوْا جأروا وصرخوا.
هُنالِكَ فى جهنم.
ثُبُوراً قائلين : وا ثبوراه. والثبور : الهلاك.
14 - لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً :
لا تَدْعُوا يقال لهم ذلك.
وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً أي إنكم وقعتم فيما ليس ثبوركم فيه واحدا ، إنما هو ثبور كثير ، لأن العذاب أنواع وألوان ، كل نوع منها ثبور لشدته وفظاعته.
15 - قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً :
الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ أي التي وعدها المتقون.
كانَتْ لأن ما وعده اللّه وحده فهو فى تحققه كأنه قد كان.
جَزاءً ثوابا.
وَ مَصِيراً يصيرون اليه.
16 - لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلًا :
ما يَشاؤُنَ من النعيم.

(1/4698)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 413
وَعْداً مَسْؤُلًا واجبا لك فتسأله.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 17 الى 20]
وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً (18) فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً (19) وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً (20)
17 - وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ :
وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ يجمعهم فى يوم الحشر.
أَ أَنْتُمْ الخطاب لما عبدوه من دون اللّه.
18 - قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً :
قالُواالضمير لما كانوا يعبدون من دون اللّه.
سُبْحانَكَ تعجب منهم ، أي تنزهت وتقدست.
مِنْ أَوْلِياءَ نصراء.
أي ما كان يحق لنا أبدا أن نطلب من دونك وليا ينصرنا ويتولى أمرنا ، فكيف مع هذا ندعو أحدا أن يعبدنا دونك.
بُوراً مستحقين للهلاك.
19 - فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً :
فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ الخطاب لمن اتخذوا آلهة من دون اللّه ، يعنى لقد كذبتكم الآلهة التي عبدتموها فيما زعمتم من اضلالهم إياكم.
صَرْفاً للعذاب عنكم.
وَ لا نَصْراً من أحد يخلصكم.
وَ مَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ أي ولتعلموا معشر الناس أن من يجور عن الحق والايمان ويكفر.
نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً فإنا نعذبه عذابا شديدا.
20 - وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً :

(1/4699)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 414
فِتْنَةً أي يبتلى بعضكم ببعض.
أَ تَصْبِرُونَ الخطاب للمؤمنين ، أي اصبروا على ما تمتحنون به.
وَ كانَ رَبُّكَ الخطاب لرسوله.
بَصِيراً مطلع على كل شىء ومجاز كلا بما قدم.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 21 الى 23]
وَ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (22) وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (23)
21 - وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً :
لا يَرْجُونَ لِقاءَنا ينكرون البعث.
لَوْ لا هلا.
أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ فيخبروا أن محمدا صلّى اللّه عليه وآله وسلم صادقا.
أَوْ نَرى رَبَّنا فيخبرنا برسالته.
لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا بلغ بهم الكبر مبلغه.
وَ عَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً جاوزوا الحد فى الطغيان.
22 - يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً :
يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ يعنى يوم القيامة.
لا بُشْرى فليس ثمة بشارة ولكن ثمة ما يسوءهم.
يَوْمَئِذٍ يوم القيامة.
لِلْمُجْرِمِينَ لمن أثموا وكفروا.
وَ يَقُولُونَ أي الملائكة.
حِجْراً مَحْجُوراً أي حراما محرما أن يدخل الجنة الا من كان مؤمنا باللّه وبرسوله.
23 - وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً :
وَ قَدِمْنا أي وقصدنا.

(1/4700)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 415
إِلى ما عَمِلُوا الضمير لهؤلاء المجرمين.
مِنْ عَمَلٍ يحسبون أنه بر.
هَباءً مَنْثُوراً لا نفع به. والهباء المنثور : ما يخرج من الكوة فى ضوء الشمس شبيه بالغبار.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 24 الى 29]
أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً (24) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28)
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (29)
24 - أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا :
مَقِيلًا منزلا ومأوى.
25 - وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلًا :
بِالْغَمامِ عن الغمام.
وَ نُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلًا من السماء الى الأرض لحساب الثقلين.
26 - الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً :
عَسِيراً صعبا عصيبا.
27 - وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا :
يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ أسفا وتحسرا.
اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ كنت معه على طريقه وما يدعو اليه ولم أخالفه.
28 - يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا :
يا وَيْلَتى دعاء بالويل والثبور على نفسه.
فُلاناً أي من أضله.
29 - لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا :
لَقَدْ أَضَلَّنِي صرفنى وأبعدنى.
عَنِ الذِّكْرِ أي عما جاء به الرسول.

(1/4701)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 416
خَذُولًا خاذلا له ومسلمه الى التهلكة.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 30 الى 33]
وَ قالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً (31) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً (32) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33)
30 - وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً :
مَهْجُوراً أي قالوا فيه غير الحق من أنه سحر وشعر ، أو متروكا.
31 - وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً :
مِنَ الْمُجْرِمِينَ المكذبين الجاحدين.
وَ كَفى بِرَبِّكَ وحسبك ربك.
هادِياً يثبت أقدامك على طريق الهدى.
وَ نَصِيراً ينصرك بنصرة دينك.
32 - وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا :
لَوْ لا هلا.
نُزِّلَ أنزل.
جُمْلَةً واحِدَةً دفعة واحدة فى وقت واحد.
كَذلِكَ جواب لهم ، أي كذلك أنزل مفرقا.
لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ لنقوى بتفريقه فؤادك حتى تعيه وتحفظه.
وَ رَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا قدرناه آية بعد آية ودفعة عقيب دفعة.
33 - وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً :
وَ لا يَأْتُونَكَ ولا يجيئونك.
بِمَثَلٍ بسؤال عجيب من سؤالاتهم الباطلة ، كأنه مثل فى البطلان.
إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ بالجواب الحق الذي لا محيد عنه.
وَ أَحْسَنَ تَفْسِيراً وبما هو أحسن معنى ، ومؤدى من سؤالهم ، ولما كان التفسير هو التكشيف عما يدل عليه الكلام وضع موضع معناه.

(1/4702)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 417
[سورة الفرقان (25) : الآيات 34 الى 38]
الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً (34) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً (35) فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً (36) وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً (37) وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً (38)
34 - الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلًا :
الَّذِينَ يُحْشَرُونَ يجمعون ويحشدون.
عَلى وُجُوهِهِمْ مسحوبين على وجوههم.
شَرٌّ مَكاناً شر منزلة ، لأنهم فى جهنم.
وَ أَضَلُّ سَبِيلًا طريقا ، لأنهم على الكفر.
35 - وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً :
الْكِتابَ التوراة.
وَزِيراً يؤازره.
36 - فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً :
إِلَى الْقَوْمِ يعنى فرعون وآله.
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا جحدوا وكفروا بما حملت إليهم من آياتنا.
فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً أهلكناهم غرقا.
37 - وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً :
كَذَّبُوا الرُّسُلَ نوحا ومن قبله من الرسل.
أَغْرَقْناهُمْ بالطوفان.
لِلنَّاسِ من بعدهم.
آيَةً عبرة وعظة.
وَ أَعْتَدْنا وأعددنا.
38 - وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً :
وَ أَصْحابَ الرَّسِّ كانوا قوما من عبدة الأصنام أصحاب آبار

(1/4703)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 418
و مواش فبعث اللّه إليهم شعيبا فدعاهم الى الإسلام ، فتمادوا فى طغيانهم وإيذائه ، فبينما هم حول الرس ، وهو البئر غير المطوية ، انهارت بهم فخسف بهم وبديارهم.
وقيل : الرس : قرية بفلج اليمامة قتلوا نبيهم فهلكوا ، وهم بقية ثمود قوم صالح.
بَيْنَ ذلِكَ المذكور.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 39 الى 41]
وَ كُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً (39) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً (40) وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41)
39 - وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً :
ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ بينا له القصص العجيبة من قصص الأولين ، ووصفنا لهم ما نالهم من تكذيب الأنبياء وما جرى عليهم من عذاب اللّه وتدبيره.
وَ كُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً أهلكناهم بالعذاب. والتتبير : التفتيت والتكسير.
40 - وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً :
عَلَى الْقَرْيَةِ هى سدوم ، من قرى قوم لوط.
مَطَرَ السَّوْءِ الحجارة التي أمطروا بها.
أَ فَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها يعنى قريشا ، فلقد كانوا يمرون بها كثيرا فى تجارتهم الى الشام.
بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً بل كانوا قوما كفرة بالبعث لا يتوقعون أن ينشروا من قبورهم ، فوضع الرجاء موضع التوقع.
41 - وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا :
إِنْ نافية.
يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً يستهزئون بك.
أَ هذَا استصغار لشأنه.

(1/4704)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 419
[سورة الفرقان (25) : الآيات 42 الى 45]
إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (45)
42 - إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا :
إِنْ مخففة من الثقيلة.
كادَ لَيُضِلُّنا أي شارفوا أن يتركوا دينهم.
لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها أي لو لا استمساكنا بعبادتها.
وَ سَوْفَ يَعْلَمُونَ وعيد.
مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا كالجواب عن قولهم إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا أي من أضل دينا ، أهم أم محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم؟
43 - أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا :
مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ من كان فى طاعة الهوى فى دينه يتبعه فى كل ما يأتى ويذر لا يتبصر فهو عابد هواه وجاعله إلهه.
أَ فَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أتتوكل عليه وتجبره على الإسلام.
44 - أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا :
أَمْ تَحْسَبُ أم ، منقطعة ، أي بل أتحسب.
كَالْأَنْعامِ لا إرادة لهم ولا رأى رائد ينقذهم من التخبط.
بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا بل أضل من الأنعام فى الاهتداء الى الطريق.
45 - أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا :
أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ ألم تنظر الى صنع ربك وقدرته.
كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ كيف جعله يمتد وينبسط فتنتفع به الناس.
وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً أي لاصقا بأصل كل مظل لا ينبسط.
ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا أي ان الناس يستدلون بالشمس وبأحوالها فى مسيرها على أحوال الظل.

(1/4705)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 420
[سورة الفرقان (25) : الآيات 46 الى 51]
ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً (47) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (49) وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (50)
وَ لَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (51)
46 - ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً :
ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا أي ينسخه بضح الشمس.
يَسِيراً على مهل.
47 - وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً :
لِباساً شبه ما يستر من ظلال الليل باللباس الساتر.
سُباتاً راحة لأبدانكم.
نُشُوراً من الانتشار للمعاش.
48 - وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً :
بُشْراً تبشيرا.
بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أي قدام المطر الذي هو رحمة للناس.
طَهُوراً بليغا فى طهارته.
49 - لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً :
مَيْتاً على التذكير ، لأن البلدة فى معنى البلد.
وَ أَناسِيَّ كَثِيراً أي بشرا كثيرا.
50 - وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً :
وَ لَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ أي ولقد بينا هذا القول - وهو ذكر إنشاء السحاب وإنزال المطر - بين الناس فى القرآن وفى سائر الكتب والصحف التي أنزلت على الرسل عليهم السلام.
لِيَذَّكَّرُوا ليفكروا ويعتبروا ويعرفوا حق النعمة فيه ويشكروا.
فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً أي فأبى أكثرهم الا كفران النعمة وجحودها.
51 - وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً :
يقول للرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم : ولو شئنا لخففنا عنك أعباء نذارة جميع القرى وبعثنا فى كل قرية نبيا ينذرها.

(1/4706)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 421
[سورة الفرقان (25) : الآيات 52 الى 55]
فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً (52) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (54) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً (55)
52 - فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً :
فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ فيما يريدونك عليه.
وَ جاهِدْهُمْ بِهِ أي بالقرآن ، أي امض فى دعوتك إياهم الى ما فى القرآن.
جِهاداً كَبِيراً جامعا لكل مجاهدة.
53 - وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً :
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ خلاهما متجاورين متلاصقين.
هذا عَذْبٌ فُراتٌ بالغ العذوبة.
وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ بالغ الملوحة والمرارة.
وَ جَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً حائلا.
وَ حِجْراً مَحْجُوراً أي وسترا مستورا يمنع أحدهما من الاختلاط بالآخر.
54 - وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً :
خَلَقَ مِنَ الْماءِ من النطفة.
بَشَراً أي إنسانا.
نَسَباً أي ذكورا ينسب إليهم.
وَ صِهْراً إناثا يصاهر بهن.
وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً حيث خلق من النطفة الواحدة بشرا نوعين ذكرا وأنثى.
55 - وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً :
ظَهِيراً أي ان الكافر يظاهر الشيطان على ربه بالعداوة والشرك.

(1/4707)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 422
و قد يراد بالظهير : الجماعة : ويكون مرادا بالكافر : الجنس ، أي ان بعضهم مظاهر لبعض على اطفاء نور دين اللّه.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 56 الى 61]
وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (56) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (57) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً (58) الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً (59) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً (60)
تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً (61)
56 - وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً :
مُبَشِّراً بالجنة.
وَ نَذِيراً من النار.
57 - قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا :
إِلَّا مَنْ شاءَ أي الا فعل من شاء.
أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا أي يتقرب اليه بالايمان والطاعة.
58 - وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً :
وَ سَبِّحْ بِحَمْدِهِ أي تنزه اللّه تعالى عما يصفه هؤلاء الكفار به من الشركاء.
59 - الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً :
الرَّحْمنُ خبر لقوله الَّذِي خَلَقَ أو هو خبر لمبتدأ محذوف.
60 - وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً :
وَ مَا الرَّحْمنُ على جهة الإنكار والتعجب.
لِما تَأْمُرُنا أي للذى تأمرنا به ، بمعنى تأمرنا بسجوده.
وَ زادَهُمْ أي زادهم قول القائل اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ.
نُفُوراً صدودا.
61 - تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً :

(1/4708)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 423
بُرُوجاً البروج منازل الكواكب السيارة.
سِراجاً يعنى الشمس ، لقوله تعالى وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 62 الى 67]
وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً (62) وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً (65) إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (66)
وَ الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (67)
62 - وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً :
خِلْفَةً أي يعقب هذا ذاك وذاك هذا.
63 - وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً :
هَوْناً أي هينين ، أو شيئا هينا.
الْجاهِلُونَ الذين بهم نزق وطيش.
سَلاماً تسلما منكم لا نجاهلكم ، ومشاركة لا خير بيننا ولا شر.
أي نتسلم منكم تسلما ، فأقيم السلام مقام التسليم.
64 - وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً :
أي يبيتون على سجود وقيام. وفى الأثر : من أقام ركعتين بعد المغرب وأربعا بعد العشاء فقد بات ساجدا قائما.
65 - وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً :
غَراماً هلاكا وخسرانا ملحا لازما.
66 - إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً :
ساءَتْ بئست.
مُسْتَقَرًّا مكان استقرار.
وَ مُقاماً وإقامة.
67 - وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً :
لَمْ يُسْرِفُوا لم يجاوزوا الحد فى الإنفاق.

(1/4709)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 424
وَ لَمْ يَقْتُرُوا لم يقبضوا أيديهم ولم يضيقوا فى الإنفاق.
قَواماً أي بين هذا وبين ذاك ، لا إسراف ولا تضييق.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 68 الى 74]
وَ الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (68) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (69) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً (71) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً (72)
وَ الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً (74)
68 - وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً :
يَلْقَ أَثاماً جزاء وعقوبة.
69 - يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً :
مُهاناً ذليلا خاسئا مبعدا مطرودا.
70 - إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً :
يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ يجعل لهم مكان السيئات السالفة حسنات يثيبهم عليها أجزل الثواب.
71 - وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً :
مَتاباً مرضيا عنده مكفرا للخطايا محصلا للثواب.
72 - وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً :
لا يَشْهَدُونَ لا يحضرون ولا يشاهدون.
الزُّورَ الكذب والباطل.
بِاللَّغْوِ ما لا يحمد من قول أو فعل.
مَرُّوا كِراماً لم يشتركوا فيه.
73 - وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً :
لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها لم يكبوا عليها.
صُمًّا وَعُمْياناً لا يصغون الى ما تحمل ولا يتبصرون ما فيها.
74 - وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً :

(1/4710)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 425
مِنْ أَزْواجِنا من ، بيانية ، كأنه قيل : هب لنا قرة أعين ، ثم بينت القرة وفسرت بقوله مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا. والمعنى أن يجعلهم لهم قرة أعين.
وقد تكون ابتدائية ، على معنى : هب لنا من جهتهم ما تقر به عيوننا من طاعة وصلاح.
قُرَّةَ أَعْيُنٍ ما تفرح به عيوننا وتسر.
إِماماً أي قدوة يقتدى بنا فى الخير.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 75 الى 77]
أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (76) قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً (77)
75 - أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً :
يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ أي يجزون الغرفات ، وهى العلالي فى الجنة ، فوحد اقتصارا على الواحد الدال على الجنس.
بِما صَبَرُوا بصبرهم على الطاعات ، وعن الشهوات ، وعن أذى الكفار ومجاهدتهم.
تَحِيَّةً دعاء بالتعمير.
وَ سَلاماً دعاء بالسلامة.
76 - خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً :
حَسُنَتْ طابت.
مُسْتَقَرًّا مكان استقرار.
وَ مُقاماً اقامة.
77 - قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً :
ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي ما ، متضمنة لمعنى الاستفهام ، وهى فى محل النصب ، وهى عبارة عن المصدر كأنه قيل : وأي عبء يعبأ بكم ربى لو لا دعاؤكم. يعنى أنكم لا تستأهلون شيئا من العبء بكم لو لا عبادتكم.
ويجوز أن تكون ما نافية.

(1/4711)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 426
لَوْ لا دُعاؤُكُمْ لو لا عبادتكم.
فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فقد خالفتم بتكذيبكم حكمى.
فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً فسوف يلزمكم أثر تكذيبكم.
وقيل : معناه : ما يصنع بكم ربى لو لا دعاؤه إياكم الى الإسلام.
وقيل : ما يصنع بكم دعاؤكم معه آلهة أخرى.

(1/4712)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 427
(26) سورة الشعراء
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الشعراء (26) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
طسم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (4)
وَ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5)
1 - طسم :
بتفخيم الألف وإمالتها ، وإظهار النون وإدغامها. والمعنى : آيات هذا الكتاب من الحروف المبسوطة.
2 - تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ :
الْمُبِينِ الظاهر إعجازه.
والمراد السورة أو القرآن.
3 - لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ :
لَعَلَّكَ للإشفاق.
باخِعٌ نَفْسَكَ أي قاتل نفسك ومهلكها.
أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ لئلا يؤمنوا ، أو لامتناع ايمانهم ، أو خيفة أن لا يؤمنوا.
4 - إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ :
فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ أي فظلوا لها خاضعين ، فأقحمت الأعناق لبيان موضع الخضوع.
وقيل : لما وصفت الأعناق بالخضوع ، الذي هو للعقلاء ، قيل :
خاضعين.
وقيل : أعناق الناس : رؤساؤهم ومقدموهم.
5 - وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ :
أي : وما يجدد لهم اللّه بوحيه موعظة وتذكيرا الا جددوا إعراضا عنه وكفرا به.

(1/4713)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 428
[سورة الشعراء (26) : الآيات 6 الى 9]
فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (6) أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)
6 - فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ :
فَسَيَأْتِيهِمْ وعيد لهم وإنذار.
ما كانُوا بِهِ الشيء الذي كانوا به يستهزئون ، وهو القرآن وسيأتيهم أنباؤه وأحواله التي كانت غائبة عليهم.
7 - أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ :
كَرِيمٍ مرضى محمود.
8 - إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ :
إِنَّ فِي ذلِكَ أي فى اثبات تلك الأشياء.
لَآيَةً على أن منبتها قادر على احياء الموتى.
وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وقد علم اللّه أكثرهم مطبوع على قلوبهم ، غير مرجو ايمانهم.
9 - وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ :
الْعَزِيزُ فى انتقامه من الكفرة.
الرَّحِيمُ لمن تاب وآمن وعمل صالحا.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 10 الى 13]
وَ إِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ (11) قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ (13)
10 - وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ :
الظَّالِمِينَ باستعبادهم لبنى إسرائيل.
11 - قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ :
أَ لا يَتَّقُونَ حال من الضمير فى الظَّالِمِينَ أي يظلمون غير متقين اللّه وعقابه ، فأدخلت همزة الإنكار على الحال.
12 - قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ :
قالَ موسى.
رَبِّ يا رب.
إِنِّي أَخافُ إنى أخشى.
أَنْ يُكَذِّبُونِ ألا يقبلوا رسالتى كبرا وعنادا.
13 - وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ :

(1/4714)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 429
وَ يَضِيقُ صَدْرِي لتكذيبهم إياى.
وَ لا يَنْطَلِقُ لِسانِي فى المحاجة على ما أحب.
فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ أي اجعله رسولا معى ليؤازرنى.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 14 الى 21]
وَ لَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قالَ كَلاَّ فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ (17) قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18)
وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (19) قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)
14 - وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ :
وَ لَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ يريد قتله القبطي.
أَنْ يَقْتُلُونِ أي أن يقتلونى به.
15 - قالَ كَلَّا فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ :
كَلَّا أي ارتدع يا موسى عما تظن.
إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ أي نستمع ما يجرى بينكما وبينه.
16 - أْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ
:
ُولُ
الرسول يكون بمعنى المرسل ، وبمعنى الرسالة ، وهو خاص على الثاني ، فجاز التسوية فيه ، إذا وصف به ، بين الواحد والتثنية والجمع.
17 - أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ :
أَنْ أَرْسِلْ أي : أرسل.
18 - قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ :
قالَ أي فرعون.
19 - وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ :
فَعْلَتَكَ أي قتل القبطي.
مِنَ الْكافِرِينَ من الجاحدين للنعمة.
20 - قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ :
مِنَ الضَّالِّينَ من الجاهلين ، أو الفاعلين فعل أولى الجهل والسفه.
21 - فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ :
حُكْماً يعنى النبوة ، وقيل : علما وفهما.

(1/4715)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 430
[سورة الشعراء (26) : الآيات 22 الى 28]
وَ تِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ (22) قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ (23) قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ (25) قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)
قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)
22 - وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ :
وَ تِلْكَ نِعْمَةٌ من مقول موسى يخاطب فرعون على جهة الإقرار بالنعمة ، كأنه يقول : نعم ، وتربيتك نعمة على من حيث عبدت غيرى وتركتنى ، ولكن لا يدفع ذلك رسالتى.
وقيل هو من موسى على جهة الإنكار ، أي أتمن على أن ربيتنى وليدا وأنت قد استعبدت بنى إسرائيل وقتلتهم ، أي ليست بنعمة.
23 - قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ :
وَ ما رَبُّ الْعالَمِينَ يعنى : أي شىء رب العالمين.
24 - قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ :
وَ ما بَيْنَهُمَا أي وما بين الجنسين ، فعل بالمضمر ما فعل بالظاهر.
إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ أي ان كان يرجى منكم الإيقان الذي يؤدى اليه النظر الصحيح نفعكم هذا الجواب ، والا لم ينفع.
أو ان كنتم موقنين بشىء قط فهذا أولى ما توقنون به لظهوره وإنارة دليله.
25 - قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ :
لِمَنْ حَوْلَهُ أشراف قومه.
أَ لا تَسْتَمِعُونَ على معنى التعجب.
26 - قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ :
لأنهم يعلمون أنه قد كان لهم آباء وأنهم قد فنوا ، وأنه لا بد لهم من مغير ، وأنهم قد كانوا بعد أن لم يكونوا ، وأنهم لا بد لهم من مكون.
27 - قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ :
لَمَجْنُونٌ أي ليس يجيبنى عما أسأل.
28 - قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ :
أي ليس ملكه كملكك ، لأنك تملك بلدا واحدا ، والذي أرسلنى يملك المشرق والمغرب وما بينهما.

(1/4716)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 431
[سورة الشعراء (26) : الآيات 29 الى 38]
قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قالَ أَوَ لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)
قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ (35) قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)
29 - قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ :
توعده بالسجن ان اتخذ له إلها غيره.
30 - قالَ أَوَ لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ :
أ تفعل بي ذلك ولو جئتك بشىء مبين.
31 - قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ :
أي : إن كنت من الصادقين فى دعواك فأت به ، فحذف الجزاء ، لأن الأمر بالإتيان به يدل عليه.
32 - فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ :
ثُعْبانٌ مُبِينٌ ظاهر الثعبانية لا شىء يشبه الثعبان.
33 - وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ :
لِلنَّاظِرِينَ دليل على أن بياضها كان شيئا يجتمع النظارة على النظر اليه لخروجه عن العادة.
34 - قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ :
عَلِيمٌ فائق فى سحره.
35 - يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ :
تَأْمُرُونَ تشيرون.
36 - قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ :
أَرْجِهْ أي أرجئه. وقيل : احبسه.
حاشِرِينَ يحشرون السحرة ويجمعونهم.
أي أخره ومناظرته لوقت اجتماع السحرة.
37 - يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ :
سَحَّارٍ عَلِيمٍ قد بلغ الذروة فى السحر.
38 - فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ :
يَوْمٍ مَعْلُومٍ هو يوم الزينة ، وميقاته : وقت الضحى.

(1/4717)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 432
[سورة الشعراء (26) : الآيات 39 الى 47]
وَ قِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (40) فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (41) قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)
فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ (44) فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ (46) قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ (47)
39 - وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ :
استبطاء لهم فى الاجتماع. والمراد منه : استعجالهم واستحثاثهم.
40 - لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ :
لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ أي فى دينهم.
إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ ان غلبوا موسى ، ولا نتبع موسى فى دينه.
41 - فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ :
لَأَجْراً لجزاءا وثوابا حسنا.
42 - قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ :
وعدهم أن يجمع لهم الى الثواب القربة عنده والزلفى.
43 - قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ :
أي ألقوا ما تريدون إلقاءه من السحر.
44 - فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ :
بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ قسم.
45 - فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ
:
تَلْقَفُ تبتلع.
ما يَأْفِكُونَ ما قد زيفوه بسحرهم.
46 - فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ :
أي فخروا على الأرض ساجدين.
47 - قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ :
أي أقروا ببطلان ما هم عليه وأن ما عليه موسى من صنع رب قاهر قادر ، وهو رب العالمين.

(1/4718)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 433
[سورة الشعراء (26) : الآيات 48 الى 56]
رَبِّ مُوسى وَهارُونَ (48) قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51) وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52)
فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (53) إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ (56)
48 - رَبِّ مُوسى وَهارُونَ :
أي الرب الذي دعا للايمان به موسى وهارون.
49 - قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ :
فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ وبال ما فعلتم.
مِنْ خِلافٍ أي اليمنى مع اليسرى ، والعكس.
50 - قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ :
لا ضَيْرَ علينا فى قتلك إيانا.
إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ فمرجعنا الى اللّه يتولانا بمغفرته.
51 - إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ :
أَنْ كُنَّا لأن كنا.
52 - وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ :
أَنْ أَسْرِ أي سر وامض.
إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ أي سيتبعكم فرعون وقومه.
53 - فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ :
حاشِرِينَ يجمعون له الأشداء من قومه.
54 - إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ :
لَشِرْذِمَةٌ لطائفة قليلة.
55 - وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ :
و لكنهم يفعلون ما تضيق به صدورنا.
56 - وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ :
و نحن قوم من عادتنا التيقظ والحذر.

(1/4719)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 434
[سورة الشعراء (26) : الآيات 57 الى 64]
فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (58) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)
قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64)
57 - فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ :
يعنى من أرض مصر.
58 - وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ :
وَ كُنُوزٍ أي وما كانوا فيه من ثراء.
وَ مَقامٍ كَرِيمٍ أي المنازل الحسنة.
59 - كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ :
كَذلِكَ فى محل نصب أي مثل ذلك الإخراج الذي وصفناه.
أو فى محل جر ، وصف لمقام ، أي مقام كريم مثل ذلك المقام الذي كان لهم.
أو فى محل رفع ، على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أي الأمر كذلك.
60 - فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ :
فَأَتْبَعُوهُمْ فلحقوهم.
مُشْرِقِينَ أي داخلين فى وقت الشروق.
61 - فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ :
فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ أي أصبح كل فريق منهما يرى الآخر.
لَمُدْرَكُونَ أي سوف يلحق بنا فرعون.
62 - قالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ :
سَيَهْدِينِ سيدلنى على طريق النجاة.
63 - فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ :
كَالطَّوْدِ كالجبل.
64 - وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ :
وَ أَزْلَفْنا وقربناهم.
ثَمَّ حيث انفلق البحر.

(1/4720)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 435
الْآخَرِينَ قوم فرعون.
أي قربناهم من بنى إسرائيل.
أو أدنينا بعضهم من بعض ، وجمعناهم حتى لا ينجو منهم أحد.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 65 الى 73]
وَ أَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (69)
إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (70) قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (71) قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)
65 - وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ :
أي من الغرق.
66 - ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ :
أي فرعون وقومه.
67 - إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ :
إِنَّ فِي ذلِكَ فيما كان من نجاة موسى ومن معه.
لَآيَةً لدليلا على قدرة اللّه وأنه الرب المعبود.
وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ أي أكثر من مع موسى عليه السلام.
مُؤْمِنِينَ باللّه ، لأنه لم يؤمن بموسى من قوم فرعون الا قليل.
68 - وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ :
الْعَزِيزُ المنتقم من أعدائه.
الرَّحِيمُ بأوليائه.
69 - وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ :
أي وأخبرهم بقصة ابراهيم مع قومه.
70 - إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ :
ما تَعْبُدُونَ أي : أي شىء تعبدون.
71 - قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ :
عاكِفِينَ أي مقيمين على عبادتها.
72 - قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ :
أي هل يسمعون دعاءكم ، يعنى أنهم لا غناء عندهم.
73 - أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ :

(1/4721)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 436
أي هل يملكون جلب نفع أو دفع ضر.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 74 الى 82]
قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78)
وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)
74 - قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ :
أي انا على ما كان آباؤنا نعبد ما عبدوا.
75 - قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ :
ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ من هذه الأصنام.
76 - أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ :
الْأَقْدَمُونَ الأولون.
77 - فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ :
عَدُوٌّ لِي أتنكر لهم كما أتنكر للعدو.
إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ هو الذي اتجه اليه وأفرده بالعبادة.
78 - الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ :
الَّذِي خَلَقَنِي أنعم على بنعمة الوجود.
فَهُوَ يَهْدِينِ وبه رشادى.
79 - وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ :
أي ويرزقنى مما به حياتى من طعام وري.
80 - وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ :
وَ إِذا مَرِضْتُ ألم بي مرض.
فَهُوَ يَشْفِينِ فشفائى اليه تعالى.
81 - وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ :
يُمِيتُنِي حين يحين أجلى.
ثُمَّ يُحْيِينِ يوم البعث.
82 - وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ :
يَوْمَ الدِّينِ يوم الحساب.

(1/4722)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 437
[سورة الشعراء (26) : الآيات 83 الى 91]
رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)
يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ (91)
83 - رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ :
حُكْماً حكمة ، أو الحكم بين الناس بالحق.
84 - وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ :
لِسانَ صِدْقٍ ثناء حسنا.
فِي الْآخِرِينَ فى الأمم التي تجىء بعدي يبقى أثره بين الناس إلى يوم القيامة.
85 - وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ :
مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ممن منحتهم نعيم الجنة.
86 - وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ :
أي واجعله أهلا للمغفرة بتوفيقه الى الإسلام. وكان أبوه قد وعده بالإسلام يوم فارقه.
87 - وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ :
وَ لا تُخْزِنِي أي ولا تجعلنى من الذين يهون أمرهم.
يَوْمَ يُبْعَثُونَ يوم البعث.
88 - يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ :
مالٌ يبذل.
وَ لا بَنُونَ ينصرونه.
89 - إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ :
سَلِيمٍ قد سلم من الشرك.
90 - وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ :
وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ أي قربت وأدنيت.
لِلْمُتَّقِينَ الذين يخشون ربهم.
91 - وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ :
وَ بُرِّزَتِ أظهرت.

(1/4723)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 438
الْجَحِيمُ يعنى جهنم.
لِلْغاوِينَ أي الكافرين الذين ضلوا عن الهدى.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 92 الى 99]
وَ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ (96)
تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (98) وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99)
92 - وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ :
تَعْبُدُونَ من الأصنام والأنداد.
93 - مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ :
هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ من عذاب اللّه.
أَوْ يَنْتَصِرُونَ لأنفسهم.
94 - فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ :
فَكُبْكِبُوا فِيها أي قلبوا على رؤوسهم ، أي الآلهة.
وَ الْغاوُونَ وعبدتهم.
95 - وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ :
وَ جُنُودُ إِبْلِيسَ من كان من ذريته أو كل من دعاه الى الغواية فاتبعه.
96 - قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ :
وَ هُمْ يعنى الانس والشياطين والمعبودين.
يَخْتَصِمُونَ وقد اختلفوا فيما بينهم.
97 - تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ :
لَفِي ضَلالٍ خسار وتبار وحيرة عن الحق.
مُبِينٍ بيّن.
98 - إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ :
إِذْ نُسَوِّيكُمْ خطاب للمعبودين من دون اللّه.
بِرَبِّ الْعالَمِينَ فى العبادة.
99 - وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ :
وَ ما أَضَلَّنا جار بنا عن الطريق الحق.

(1/4724)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 439
إِلَّا الْمُجْرِمُونَ يعنى من زينوا لنا عبادة غير اللّه.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 100 الى 108]
فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (100) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)
كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108)
100 - فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ :
مِنْ شافِعِينَ يشفعون لنا.
101 - وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ :
حَمِيمٍ أي مشفق.
102 - فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ :
كَرَّةً رجعة.
فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فنعود مؤمنين.
103 - إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ :
إِنَّ فِي ذلِكَ فيما ذكر من نبأ ابراهيم.
لَآيَةً لعبرة وعظة لمن أراد أن يتعظ ويعتبر.
وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وما كان أكثر قومك الذين تتلو عليهم هذا النبأ مذعنين لدعوتك.
104 - وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ :
الْعَزِيزُ القادر على الانتقام من المكذبين.
الرَّحِيمُ المتفضل بالانعام على المحسنين.
105 - كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ :
الْمُرْسَلِينَ من أرسل إليهم من الرسل.
106 - إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ :
أَ لا تَتَّقُونَ أي تخشون اللّه فتتركون عبادة غيره.
107 - إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ :
أَمِينٌ على تبليغ هذه الرسالة.
108 - فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ :

(1/4725)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 440
فَاتَّقُوا اللَّهَ فخافوا اللّه.
وَ أَطِيعُونِ وامتثلوا أمرى فيما أدعوكم اليه من توحيد اللّه وطاعته.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 109 الى 116]
وَ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسابُهُمْ إِلاَّ عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113)
وَ ما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (115) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)
109 - وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ :
مِنْ أَجْرٍ على ما أبذله لكم من النصح والدعاء.
إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ أي ما جزائى الا على خالق العالمين ومالك أمرهم.
110 - فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ :
أي فخافوا اللّه وامتثلوا أمرى.
111 - قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ :
الْأَرْذَلُونَ سفلة القوم وأقلهم جاها ومالا.
112 - قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ :
أي : أي شىء أعلمنى ما هم عليه من قلة الجاه ، والمال ، انما أطلب منهم الايمان دون تعرض لمعرفة صناعتهم وأعمالهم.
113 - إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ :
إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي أي ما جزاؤهم الا على ربى.
لَوْ تَشْعُرُونَ لو رجعتم الى ادراككم ولكنكم تجهلون.
114 - وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ :
أي فكيف يليق بي طرد هؤلاء المؤمنين.
115 - إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ :
إِلَّا نَذِيرٌ ما على الا إنذار قومى.
مُبِينٌ وبين يدى البرهان والحجة.
116 - قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ :
مِنَ الْمَرْجُومِينَ أي لنرجمنك بالحجارة.

(1/4726)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 441
[سورة الشعراء (26) : الآيات 117 الى 125]
قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ (120) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121)
وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122) كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125)
117 - قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ :
كَذَّبُونِ ليبرر دعاءه عليهم.
118 - فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ :
فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً فاحكم بينى وبينهم حكما تهلك به من جحدك.
119 - فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ :
فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ من الطوفان.
فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ المملوء بهم.
120 - ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ :
بَعْدُ بعد إنجاء نوح ومن آمن.
الْباقِينَ الذين لم يؤمنوا.
121 - إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ :
إِنَّ فِي ذلِكَ فيما ذكرنا من نبأ نوح.
لَآيَةً لعظة وعبرة.
وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ أي أكثر الذين نتلو عليهم هذا القصص.
122 - وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ :
الْعَزِيزُ القوى المنتقم من كل جبار عنيد.
الرَّحِيمُ المتفضل بالنعم على المتقين.
123 - كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ :
الْمُرْسَلِينَ رسولهم هودا عليه السلام ، وبهذا كانوا مكذبين لجميع الرسل.
124 - إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ :
أَ لا تَتَّقُونَ ألا تخشون اللّه فتخلصوا له العبادة.
125 - إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ :

(1/4727)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 442
أَمِينٌ حفيظ على رسالة اللّه أبلغها إليكم كما أمرنى ربى.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 126 الى 132]
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ (132)
126 - فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ :
فَاتَّقُوا اللَّهَ اخشوا عقابه.
وَ أَطِيعُونِ فيما أرسلت به إليكم.
127 - وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ :
عَلَيْهِ أي على نصحى وإرشادي.
مِنْ أَجْرٍ أي نوع من الأجر.
إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ أي ما جزائى الا على خالق العالمين.
128 - أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ :
بِكُلِّ رِيعٍ بكل مرتفع من الأرض.
آيَةً بناء عجبا تتفاخرون به.
تَعْبَثُونَ عابثين لاهين.
129 - وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ :
مَصانِعَ قصورا مكيفة.
لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ كأنكم مخلدون غير فانين.
130 - وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ :
وَ إِذا بَطَشْتُمْ سطوتم وأخذتم بعنف ، أو عسفتم.
جَبَّارِينَ مسرفين فى البطش.
131 - فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ :
فَاتَّقُوا اللَّهَ فاخشوا عقابه.
وَ أَطِيعُونِ وامتثلوا لما جئتكم به.
132 - وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ :
بِما تَعْلَمُونَ من الخيرات.

(1/4728)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 443
[سورة الشعراء (26) : الآيات 133 الى 139]
أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ (136) إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137)
وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139)
133 - أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ :
بِأَنْعامٍ ابل وبقر وغنم ، مما فيه منافع لكم.
وَ بَنِينَ يشدون أزركم ويكونون لكم قوة.
134 - وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ :
وَ جَنَّاتٍ أي بساتين تنعمون بثمارها.
وَ عُيُونٍ ماء تسقون منها.
135 - إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ :
يَوْمٍ عَظِيمٍ يوم الحساب.
أي ان كفرتم وأصررتم على ذلك.
136 - قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ :
أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ أي كففت عن وعظك إيانا.
أي عظ أو لا تعظ ، فانه يستوى هذا وذاك.
يقولون هذا على سبيل الاستخفاف بالداعي والدعوة.
137 - إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ :
خُلُقُ الْأَوَّلِينَ أي دينهم أو عادتهم.
أي ما هذا الذي أنكرت علينا الا عادة من قبلنا فنحن نقتدى بهم.
138 - وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ :
على ما نفعل.
139 - فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ :
فَأَهْلَكْناهُمْ بريح صرصر عاتية.
إِنَّ فِي ذلِكَ فى إهلاكنا إياهم على تكذيبهم.
لَآيَةً عظة وعبرة.

(1/4729)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 444
وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ أي إن من آمنوا به كانوا قلة.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 140 الى 147]
وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140) كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144)
وَ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147)
140 - وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ :
الْعَزِيزُ القاهر للجبارين.
الرَّحِيمُ بالمؤمنين.
141 - كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ :
ثَمُودُ قوم صالح عليه السلام.
الْمُرْسَلِينَ على الجمع ، لأن تكذيبهم لصالح تكذيب للرسل جميعا.
142 - إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ :
أَ لا تَتَّقُونَ تخشون عذاب اللّه.
143 - إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ :
أَمِينٌ أبلغ الرسالة على وجهها.
144 - فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ :
وَ أَطِيعُونِ واستجيبوا لى.
145 - وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ :
عَلَيْهِ أي على تلقى ما أرسلت به إليكم.
مِنْ أَجْرٍ أي بعض الأجر.
إِنْ أَجْرِيَ أي ليس أجرى وجزائى.
إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ فهو الذي يثيبنى على ما بلغت.
146 - أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ :
فِي ما هاهُنا أي فى الدنيا.
آمِنِينَ من الموت.
أي : أتظنون أنكم باقون فى الدنيا بلا موت.
147 - فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ :

(1/4730)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 445
أي تنعمون بالحياة بين بساتين ومياه.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 148 الى 155]
وَ زُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (152)
قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) ما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155)
148 - وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ :
طَلْعُها ما يطلع من النخلة كنصل السيف.
هَضِيمٌ لطيف دقيق.
149 - وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ :
فارِهِينَ معجبين ، متجبرين ، بطرين.
150 - فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ :
فَاتَّقُوا اللَّهَ فاخشوه.
وَ أَطِيعُونِ واتبعوا ما جئتكم به.
151 - وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ :
الْمُسْرِفِينَ الذين أمعنوا فى الفساد.
152 - الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ :
أي لا هم لهم إلا الإفساد.
وَ لا يُصْلِحُونَ ولا يلتفتون الى ما فيه الصلاح.
153 - قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ :
مِنَ الْمُسَحَّرِينَ الذين أفسد السحر عليهم عقولهم.
154 - ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ :
ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا أي نستوى نحن وأنت فى البشرية.
فَأْتِ بِآيَةٍ ولن تمتاز عنا الا إذا جئت بآية ، أي بشىء خارق لا يقوى عليه بشر.
إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فى دعواك أنك رسول من رب العالمين.
155 - قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ :

(1/4731)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 446
هذِهِ ناقَةٌ أي آيتي التي طلبتموها.
لَها شِرْبٌ أي حظ من الماء.
وَ لَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ أي لكم شرب يوم ولها شرب يوم.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 156 الى 162]
وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160)
إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162)
156 - وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ :
وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ أي لا يصيبنها منكم سوء.
فَيَأْخُذَكُمْ فيقع بكم ويغشاكم.
عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ أي يوم عظيم عذابه.
157 - فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ :
فَعَقَرُوها فذبحوها.
فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ على عقرها لما أيقنوا بالعذاب.
158 - فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ :
فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ فوقع عليهم العذاب.
إِنَّ فِي ذلِكَ أي فى أخذهم بالعذاب على ما فعلوا.
لَآيَةً لعظة وعبرة.
وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ أي ان المؤمنين منهم كانوا قلة.
159 - وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ :
الْعَزِيزُ القاهر للجبارين.
الرَّحِيمُ بالمؤمنين.
160 - كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ :
الْمُرْسَلِينَ على الجمع ، لأن تكذيبهم لوطا تكذيب للرسل جميعا.
161 - إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ :
أَ لا تَتَّقُونَ اللّه وتخشونه وتنتهون عما تفعلون.
162 - إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ :

(1/4732)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 447
أَمِينٌ أبلغ رسالة ربى على وجهها.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 163 الى 169]
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ (166) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)
قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169)
163 - فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ :
فَاتَّقُوا اللَّهَ فاخشوا عذاب اللّه واحذروه.
وَ أَطِيعُونِ بإطاعتكم إياي.
164 - وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ :
عَلَيْهِ على تبليغى إياكم ما أرسلت به إليكم.
مِنْ أَجْرٍ أي أجرا.
إِنْ أَجْرِيَ أي ليس أجرى.
إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ فهو الذي سيثيبنى على ما أديت.
165 - أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ :
الذُّكْرانَ أي الذكور.
أي أتفعلون الفاحشة بذكوركم ، والاستفهام للإنكار.
166 - وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ :
وَ تَذَرُونَ وتتركون.
عادُونَ متجاوزون الحدود المرسومة.
167 - قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ :
لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لئن لم تكف عما تنهانا عنه.
مِنَ الْمُخْرَجِينَ أي لنخرجنك من أرضنا.
168 - قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ :
لِعَمَلِكُمْ من إتيان الذكور.
الْقالِينَ المبغضين.
169 - رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ :

(1/4733)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 448
وَ أَهْلِي من اتبعنى.
مِمَّا يَعْمَلُونَ من عذاب ما يعملون.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 170 الى 176]
فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174)
وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175) كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176)
170 - فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ :
وَ أَهْلَهُ أي ومن اتبعه.
171 - إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ :
فِي الْغابِرِينَ أي من الباقين فى الهرم ، أي بقيت حتى هرمت ، أو غبرت فى عذاب اللّه عز وجل.
172 - ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ :
أي أهلكناهم بالخسف.
173 - وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ :
مَطَراً يعنى حجارة.
فَساءَ فبئس.
الْمُنْذَرِينَ أي من أنذرهم الرسل.
174 - إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ :
إِنَّ فِي ذلِكَ فيما نال قوم لوط من الهلاك.
لَآيَةً لعظة وعبرة.
وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ أي ان من آمن به منهم كانوا قلة.
175 - وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ :
الْعَزِيزُ القاهر للجبارين.
الرَّحِيمُ بالمؤمنين.
176 - كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ :
الْأَيْكَةِ الغيضة. وأصحاب الأيكة ، هم قوم شعيب.
الْمُرْسَلِينَ على الجمع ، لأن تكذيبهم لشعيب تكذيب للرسل جميعا.

(1/4734)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 449
[سورة الشعراء (26) : الآيات 177 الى 183]
إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181)
وَ زِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183)
177 - إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ :
أَ لا تَتَّقُونَ ألا تخافون عذاب اللّه بانصرافكم عن دعوتى إياكم.
178 - إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ :
أَمِينٌ أبلغ رسالة ربى على وجهها.
179 - فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ :
فَاتَّقُوا اللَّهَ فاخشوا عذاب اللّه.
وَ أَطِيعُونِ واستجيبوا لى لتنجوا من عذابه.
180 - وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ :
وَ ما أَسْئَلُكُمْ وما أطلب منكم.
عَلَيْهِ أي على تبليغى إياكم رسالة ربى.
مِنْ أَجْرٍ أي أجر.
إِنْ أَجْرِيَ فليس أجرى وثوابى.
إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ فهو وحده الذي يثيبنى.
181 - أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ :
أَوْفُوا الْكَيْلَ أتموه.
مِنَ الْمُخْسِرِينَ الذين ينقصون الكيل.
182 - وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ :
بِالْقِسْطاسِ بالميزان.
الْمُسْتَقِيمِ السوي.
183 - وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ :
وَ لا تَبْخَسُوا ولا تنقصوا.

(1/4735)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 450
أَشْياءَهُمْ حقوقهم.
وَ لا تَعْثَوْا ولا تفسدوا.
مُفْسِدِينَ ممعنين فى الفساد.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 184 الى 191]
وَ اتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (188)
فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)
184 - وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ :
الْجِبِلَّةَ الخليقة.
185 - قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ :
مِنَ الْمُسَحَّرِينَ قد غلب عليك السحر.
186 - وَما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ :
مِثْلُنا أي ليس لك علينا فضل فى البشرية.
187 - فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ :
كِسَفاً مِنَ السَّماءِ أي جانبا من السماء وقطعة منه.
188 - قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ :
بِما تَعْمَلُونَ فيجازيكم عليه. وهذا تهديد منه لهم.
189 - فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ :
يَوْمِ الظُّلَّةِ أي فأظلتهم سحابة ، وهى الظلة ، فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا.
190 - إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ :
إِنَّ فِي ذلِكَ فى هذا الذي نزل بهم.
لَآيَةً لعظة وعبرة.
191 - وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ :
الْعَزِيزُ القاهر للجبارين.
الرَّحِيمُ بالمؤمنين.

(1/4736)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 451
[سورة الشعراء (26) : الآيات 192 الى 198]
وَ إِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)
أَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198)
192 - وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ :
وَ إِنَّهُ وإن هذا التنزيل.
يعنى ما نزل من هذه القصص والآيات.
193 - نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ :
الرُّوحُ الْأَمِينُ جبريل عليه السلام.
194 - عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ :
عَلى قَلْبِكَ أي حفظكه ، وفهمك إياه ، وأثبته فى قلبك إثبات ما لا ينسى.
مِنَ الْمُنْذِرِينَ أي لتنذر به قومك.
195 - بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ :
مُبِينٍ بين مفصح.
196 - وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ :
وَ إِنَّهُ أي القرآن.
لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ كتب الأنبياء السابقين ، أي مصدقا لما سبق به الرسل.
197 - أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ :
آيَةً حجة.
أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ أي وعندهم حجة تدل على صدق محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم ، وهى علم بنى إسرائيل بالقرآن كما جاء فى كتبهم.
198 - وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ :
وَ لَوْ نَزَّلْناهُ أي القرآن.
الْأَعْجَمِينَ الذين فى لسانهم عجمة ، واحدهم : أعجم ، أي نزلناه على واحد من الأعجمين.

(1/4737)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 452
[سورة الشعراء (26) : الآيات 199 الى 207]
فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)
أَ فَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ (206) ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ (207)
199 - فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ :
فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ على قريش بغير لغة العرب.
ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ لما آمنوا به أنفة وكبرا.
200 - كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ :
كَذلِكَ أي مثل هذا السلك.
سَلَكْناهُ مكنا القرآن وقررناه.
201 - لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ :
بِهِ بالقرآن.
202 - فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ :
فَيَأْتِيَهُمْ أي العذاب.
203 - فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ :
مُنْظَرُونَ مرجؤون.
204 - أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ :
تبكيت لهم بإنكار وتهكم. والمعنى : كيف يستعجل العذاب من هو معرض لعذاب ، يسأل فيه من جنس ما هو فيه من النظرة والإمهال طرفة عين فلا يجاب إليها.
205 - أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ :
أَ فَرَأَيْتَ أفعلمت ، والخطاب للنبى صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ عمرناهم سنين.
206 - ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ :
ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أنذرناهم به.
207 - ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ :
ما أَغْنى عَنْهُمْ لم يدفع عنهم هذا العذاب.

(1/4738)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 453
ما كانُوا يُمَتَّعُونَ أي تعميرهم.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 208 الى 216]
وَ ما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ لَها مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ (209) وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ (210) وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)
فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216)
208 - وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ :
مُنْذِرُونَ رسل ينذرونهم.
209 - ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ :
ذِكْرى تذكرة.
وَ ما كُنَّا ظالِمِينَ فنهلك قوما غير ظالمين.
210 - وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ :
بِهِ أي القرآن ، أي ما نزلت بالقرآن الشياطين.
211 - وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ :
وَ ما يَنْبَغِي لَهُمْ أي وليس لهم ، أعنى الشياطين.
وَ ما يَسْتَطِيعُونَ وما يقدرون عليه.
212 - إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ :
لَمَعْزُولُونَ عن استماع كلام السماء ، لأنهم مرجومون بالشهب.
213 - فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ :
فَلا تَدْعُ الخطاب للنبى صلّى اللّه عليه وآله وسلم والمقصود العموم.
214 - وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ :
الْأَقْرَبِينَ أي الأقرب فالأقرب ، فقرابتهم منه لا تنفعهم شيئا وإنما ينفعهم إيمانهم.
215 - وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ :
وَ اخْفِضْ جَناحَكَ أي ألن جانبك.
لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لمن جاءوك ليؤمنوا بك.
216 - فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ :
فَإِنْ عَصَوْكَ ولم يتبعوك.

(1/4739)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 454
فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ : فتبرأ منهم ومن أعمالهم من الشرك باللّه وغيره.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 217 الى 225]
وَ تَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (221)
تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ (223) وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (225)
217 - وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ :
وَ تَوَكَّلْ وفوض أمرك.
الْعَزِيزِ القاهر للجبارين.
الرَّحِيمِ بالمؤمنين.
218 - الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ
:
حِينَ تَقُومُ
للصلاة.
219 - وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ :
وَ تَقَلُّبَكَ ويرى تقلبك بين المصلين قياما وركوعا وسجودا.
220 - إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ :
السَّمِيعُ لك.
الْعَلِيمُ بأمورك.
221 - هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ :
تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تلقى وساوسها.
222 - تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ :
أَفَّاكٍ مغرق فى الكذب.
أَثِيمٍ ممعن فى الآثام.
223 - يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ :
يُلْقُونَ السَّمْعَ يصيخون بآذانهم.
224 - وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ :
الْغاوُونَ أهل الباطل والزيف.
225 - أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ :

(1/4740)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 455
فِي كُلِّ وادٍ فى كل مجال من مجالات القول.
يَهِيمُونَ يتخبطون على غير هدى.
[سورة الشعراء (26) : الآيات 226 الى 227]
وَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ (226) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)
226 - وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ :
أي ان فعلهم غير قولهم ، وقولهم غير فعلهم.
227 - إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ :
وَ انْتَصَرُوا بالرد على المشركين والانتصاف له ونافحوا عنه.
مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا من بعد ما آذاهم المشركون فى دينهم.
الَّذِينَ ظَلَمُوا أي آذوا الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم بهجائهم إياه.
أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ أي مصير سيصيرون اليه.

(1/4741)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 456
(27) سورة النمل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة النمل (27) : الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ (1) هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4)
أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)
1 - طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ :
طس حرفان صوتيان يشيران إلى أن القرآن الكريم من جنس ما يتكلمون به.
تِلْكَ اشارة الى آيات السور.
مُبِينٍ يبين ما جاء به.
2 - هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ :
هُدىً أي تلك آيات الكتاب هادية الى الطريق الحق.
وَ بُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ومبشرا بما أعد اللّه للمؤمنين.
3 - الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ :
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ يؤدونها على وجهها الحق.
وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ يعطونها لمستحقيها.
يُوقِنُونَ إيمانا لا يخالجه شك.
4 - إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ :
يَعْمَهُونَ يتخبطون ولا يعرفون طريقهم.
5 - أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ :
الْأَخْسَرُونَ أشد الناس خسرانا.
6 - وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ :
لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ أي تؤتاه.
مِنْ لَدُنْ من عند.

(1/4742)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 457
حَكِيمٍ قد أحكم كل شىء.
عَلِيمٍ قد أحاط علمه بكل شىء.
[سورة النمل (27) : الآيات 7 الى 9]
إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (8) يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)
7 - إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ :
إِذْ منصوب بمضمر ، أي : اذكر.
آنَسْتُ ناراً أبصرتها من بعيد.
بِشِهابٍ بشعلة.
قَبَسٍ مقتبس.
تَصْطَلُونَ تستدفئون.
8 - فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ :
أَنْ هى المفسرة.
مَنْ فِي النَّارِ من فى مكان النار.
وَ مَنْ حَوْلَها ومن حول مكانها. ومكانها : البقعة التي حصلت فيها ، وهى البقعة المباركة.
وَ سُبْحانَ اللَّهِ تنزيها وتقديسا للّه.
9 - يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
الْعَزِيزُ الغالب الذي ليس كمثله شىء.
الْحَكِيمُ فى أمره وفعله.
[سورة النمل (27) : الآيات 10 الى 11]
وَ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11)
10 - وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ :
جَانٌّ حية خفيفة.
وَ لَمْ يُعَقِّبْ ولم يرجع.
11 - إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ :

(1/4743)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 458
إِلَّا أي : لكن.
مَنْ ظَلَمَ من فرطت منه صغيرة.
[سورة النمل (27) : الآيات 12 الى 17]
وَ أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16)
وَ حُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17)
12 - وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ :
فِي تِسْعِ آياتٍ أي فى جملة تسع آيات وعدادهن ، وهى : الفلق والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمسة والجدب فى بواديهم والنقصان فى مزارعهم ، ينضم إليها ثنتان ، وهما : اليد والعصا.
13 - فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ :
مُبْصِرَةً ظاهرة بينة.
14 - وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ :
وَ جَحَدُوا بِها وكفروا بها.
وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ أي أيقنتها قلوبهم وضمائرهم.
وَ عُلُوًّا وتكبرا وترفعا عن الايمان بما جاء به موسى.
15 - وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ :
عِلْماً طائفة من العلم.
16 - وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ :
وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ النبوة والملك.
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ دليل على كثرة ما أوتى.
17 - وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ :
يُوزَعُونَ يحبس أولهم على آخرهم حتى يكونوا جيشا منظما.

(1/4744)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 459
[سورة النمل (27) : الآيات 18 الى 22]
حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)
18 - حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ :
حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ هبطوا اليه من عل.
مَساكِنَكُمْ مخابئكم.
لا يَحْطِمَنَّكُمْ لكيلا يميتكم.
وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ وهم لا يحسون.
19 - فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ :
فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً أي تبسم شارعا فى الضحك وآخذا فيه. يعنى أنه قد تجاوز حد التبسم الى الضحك.
أَوْزِعْنِي أي ألهمنى.
الصَّالِحِينَ الذين ترتضى أعمالهم.
20 - وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ :
وَ تَفَقَّدَ الطَّيْرَ تطلب ما غاب منها.
أَمْ متقطعة أي نظر الى مكان الهدهد فلم يبصره ، فقال ما لِيَ لا أَرَى على معنى أنه لا يراه وهو حاضر لساتر ستره ، ثم لاح له أنه غائب فأضرب عن ذلك ، وأخذ يقول : أهو غائب؟ كأنه سأل عن صحة ما لاح له.
21 - لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ :
أَوْ لَيَأْتِيَنِّي الا أن يأتينى.
بِسُلْطانٍ مُبِينٍ بحجة بينة.
22 - فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ :

(1/4745)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 460
غَيْرَ بَعِيدٍ غير زمان بعيد.
مِنْ سَبَإٍ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان. أو مدينة.
بِنَبَإٍ بخبر له شأن.
يَقِينٍ حق وصدق.
[سورة النمل (27) : الآيات 23 الى 28]
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24) أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْ ءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (27)
اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ (28)
23 - إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ :
امْرَأَةً هى بلقيس بنت شراحيل.
تَمْلِكُهُمْ ان أريد بالضمير القوم ، فالأمر ظاهر. وان أريدت المدينة فمعناه : تملك أهلها.
24 - وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ :
فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ عن طريق التوحيد.
فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ الى اللّه وتوحيده.
25 - أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْ ءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ :
أَلَّا يَسْجُدُوا أي : أن لا ، أي : وزين لهم الشيطان ألا يسجدوا.
الْخَبْ ءَ خبء السماء : قطرها. وخبء الأرض : كنوزها ونباتها.
26 - اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ :
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لا معبود بحق سواه.
27 - قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ
:
قالَ القائل سليمان.
سَنَنْظُرُ سنتحرى ما قلت.
28 - اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ :
فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ أي فاطرحه إليهم ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ ثم امض بعيدا عنهم.

(1/4746)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 461
ما ذا يَرْجِعُونَ ماذا يكون جوابهم.
[سورة النمل (27) : الآيات 29 الى 34]
قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ (33)
قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ (34)
29 - قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ :
يا أَيُّهَا الْمَلَأُ تخاطب أشراف قومها وسادتهم.
إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ طرح بين يدى.
كَرِيمٌ عظيم الشأن.
30 - إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ :
وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أي مفتتح باسم اللّه الذي يفيض برحمته على جميع خلقه.
31 - أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ :
أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ أي لا تأخذكم العزة وتتعالوا على.
وَ أْتُونِي مُسْلِمِينَ أي أذعنوا لى وانقادوا.
32 - قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ :
أَفْتُونِي فِي أَمْرِي أي أشيروا على فى أمرى هذا.
ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً ما كنت لأبت فى شىء.
حَتَّى تَشْهَدُونِ حتى تكونوا حضوره فلا يمضى دون علمكم.
33 - قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ :
وَ أُولُوا بَأْسٍ نجدة وشجاعة.
وَ الْأَمْرُ إِلَيْكِ وأنت صاحبة الرأى.
فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ فتدبرى ما أنت آمرة به.
34 - قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ :
وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وأذلوا من هم أعزاء فيها بسلبهم إياهم ما هم فيه من عز وجاه.

(1/4747)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 462
وَ كَذلِكَ يَفْعَلُونَ وهذا شأنهم.
[سورة النمل (27) : الآيات 35 الى 39]
وَ إِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ (37) قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)
35 - وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ :
فَناظِرَةٌ فمنتظرة.
بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ بما يعود به إلىّ من حملتهم الهدية إليهم.
36 - فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ :
فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ أي : فلما جاء الرسول سليمان بالهدية.
قالَ القائل سليمان.
أَ تُمِدُّونَنِ أتعطونني.
تَفْرَحُونَ لا مثلى لأنكم لا تعلمون إلا ما يتعلق بالدنيا.
37 - ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ :
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ أمر من سليمان للرسول حامل الهدية.
فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ فو اللّه لنسوقن إليهم.
لا قِبَلَ لَهُمْ بِها لا طاقة لهم بها.
وَ لَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أي من أرضهم.
وَ هُمْ صاغِرُونَ أذلاء.
38 - قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ :
قالَ القائل سليمان.
يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا يخاطب من بين يديه ممن سخرهم اللّه له من الإنس والجن.
يَأْتِينِي بِعَرْشِها يجيئنى بسرير ملكها وهى عليه.
مُسْلِمِينَ خاضعين : يعنى بلقيس وقومها.
39 - قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ :

(1/4748)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 463
عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ مارد من الجن.
بِهِ بالعرش وبلقيس فوقه.
لَقَوِيٌّ على حمله.
أَمِينٌ على أن أجيئك به سالما.
[سورة النمل (27) : الآيات 40 الى 41]
قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (41)
40 - قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ :
عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أي آتاه اللّه علما من لدنه.
قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قبل أن تطرف عينك.
فَلَمَّا رَآهُ أي فلما رأى سليمان العرش.
مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ ثابتا بين يديه.
لِيَبْلُوَنِي ليختبرنى.
أَ أَشْكُرُ هذه النعمة.
أَمْ أَكْفُرُ أم لا أودى حقها.
فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ فإنما يحط عن نفسه عبء الواجب.
وَ مَنْ كَفَرَ ومن يترك الشكر على النعمة.
غَنِيٌّ عن الشكر.
كَرِيمٌ بالإنعام.
41 - قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ :
قالَ القائل سليمان.
نَكِّرُوا لَها عَرْشَها غيروا فيه بعض التغيير.
نَنْظُرْ جواب الأمر.
أَ تَهْتَدِي أتعرفه.
لا يَهْتَدُونَ لا يعرفون.

(1/4749)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 464
[سورة النمل (27) : الآيات 42 الى 45]
فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (44) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ (45)
42 - فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ :
فَلَمَّا جاءَتْ فلما حضرته وشهدته بهذا التغيير.
قِيلَ لها.
كَأَنَّهُ هُوَ أي يقرب أن يكون هو.
وَ أُوتِينَا الْعِلْمَ القائل سليمان ، أي وأوتينا العلم بقدرة اللّه على ما يشاء من قبل هذه المرة. أو أوتينا العلم بإسلامها ومجيئها طائعة من قبل مجيئها.
وقيل : هذا من قول بلقيس ، أي أوتينا العلم بصحة نبوة سليمان من قبل هذه الآية فى العرش.
وَ كُنَّا مُسْلِمِينَ منقادين للّه مخلصين العبادة له.
43 - وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ :
إِنَّها وقرىء : أنها ، بالفتح على أنه بدل من فاعل صَدَّها ، وبمعنى لأنها.
44 - يلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
:
َّرْحَ
قصر سليمان ، وكان صحنه من زجاج تحته ماء.
ِبَتْهُ لُجَّةً
أي ماء.
َرَّدٌ
مملس.
ْ قَوارِيرَ
من زجاج.
َمْتُ نَفْسِي
باغترارى بملكي وكفرى.
أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ
و أذعنت فى صحبة سليمان مؤمنة باللّه تعالى.
45 - وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ :

(1/4750)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 465
فَرِيقانِ فريق مؤمن وفريق كافر.
يَخْتَصِمُونَ يحاج كل فريق صاحبه.
[سورة النمل (27) : الآيات 46 الى 49]
قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47) وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (48) قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (49)
46 - قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ :
لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ أي بالعذاب قبل الرحمة.
والمعنى : لم تؤخرون الايمان الذي يجلب إليكم الثواب وتقدمون الكفر الذي يوجب العذاب.
وقيل : لم تفعلون ما تستعجلون به العقاب ، لا أنهم التمسوا تعجيل العذاب.
لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ أي هلا تتوبون الى اللّه من الشرك.
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أي لكى ترحموا.
47 - قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ :
اطَّيَّرْنا بِكَ تشاءمنا بك.
قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أي سببكم الذي يجىء منه خيركم وشركم عند اللّه.
تُفْتَنُونَ تختبرون ، أو تعذبون.
48 - وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ :
فِي الْمَدِينَةِ الحجر.
تِسْعَةُ رَهْطٍ تسعة أنفس.
49 - قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ :

(1/4751)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 466
تَقاسَمُوا بِاللَّهِ أي قال بعضهم لبعض احلفوا.
أو قالوا متقاسمين باللّه.
لَنُبَيِّتَنَّهُ لنباغتنه ليلا.
لِوَلِيِّهِ أي لرهط صالح الذي له ولاية الدم.
ما شَهِدْنا ما حضرنا ولا ندرى من قتله وقتل أهله.
وَ إِنَّا لَصادِقُونَ فى إنكارنا قتله.
[سورة النمل (27) : الآيات 50 الى 54]
وَ مَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (53) وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54)
50 - وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ :
وَ مَكَرُوا مَكْراً ما دبروه بينهم لقتله وأهله.
وَ مَكَرْنا مَكْراً يعنى مجازاتنا لهم على ما دبروه.
51 - فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ :
أَنَّا دَمَّرْناهُمْ أنا أهلكناهم.
52 - فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ :
خاوِيَةً خالية من أهلها ليس بها ساكن.
53 - وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ :
الَّذِينَ آمَنُوا بصالح.
وَ كانُوا يَتَّقُونَ يخشون عذاب اللّه.
54 - وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ :
وَ لُوطاً أي وأرسلنا لوطا ، أو واذكر لوطا.
لِقَوْمِهِ وهم أهل سدوم.
الْفاحِشَةَ الفعلة الشنيعة القبيحة.
وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ أنها فاحشة.

(1/4752)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 467
[سورة النمل (27) : الآيات 55 الى 60]
أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59)
أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60)
55 - أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ :
تَجْهَلُونَ تفعلون فعل الجهلاء.
56 - فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ :
يَتَطَهَّرُونَ على سبيل الاستهزاء ، أي يتنزهون عن أن يفعلوا ما نفعل.
57 - فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ :
مِنَ الْغابِرِينَ من الباقين حتى تهلك بالعذاب مع الكافرين.
58 - وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ :
الْمُنْذَرِينَ أي من أنذر فلم يقبل الانذار.
59 - قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ :
قُلِ الخطاب للرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
الْحَمْدُ لِلَّهِ أنى أحمد اللّه وأثنى عليه وحده.
وَ سَلامٌ أي واسأل اللّه سلاما لعباده.
الَّذِينَ اصْطَفى الذين اختارهم لأداء رسالته.
آللَّهُ وقل أيها الرسول للمشركين : هل توحيد اللّه خير لمن آمن أم عبادة الأصنام التي أشركتم بها ، وهى لا تملك ضرا ولا نفعا.
60 - أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ :
يَعْدِلُونَ عن الحق.

(1/4753)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 468
[سورة النمل (27) : الآيات 61 الى 64]
أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (64)
61 - أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ :
جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً مهدها لكم تستقرون عليها.
وَ جَعَلَ لَها رَواسِيَ جبالا.
بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ العذب والملح.
حاجِزاً فلا يمتزجان.
62 - أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ :
الْمُضْطَرَّ المعوز الذي لا يجد مفزعا اليه غير اللّه.
وَ يَكْشِفُ السُّوءَ ويرفع الضر عمن أصابه ضر.
وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ لمن كانوا قبلكم ترثون الأرض جيلا بعد جيل.
قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ قل أن تتعظوا وتعتبروا.
63 - أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ :
بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ مبشرة بمطر هو من رحمة اللّه.
تَعالَى اللَّهُ تنزه.
عَمَّا يُشْرِكُونَ عما يشركونه معه من آلهة أخرى.
64 - أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :
أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ الأول.
ثُمَّ يُعِيدُهُ بعد فناء.
مِنَ السَّماءِ مطرا.

(1/4754)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 469
وَ الْأَرْضِ نباتا.
[سورة النمل (27) : الآيات 65 الى 70]
قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ (66) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69)
وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)
65 - قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ :
الْغَيْبَ ما استأثر اللّه بعلمه.
وَ ما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ولا يعلمون متى النشور ، فهو غيب.
66 - بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ :
بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ أي تلاحق علمهم فى شأن الآخرة من جهل بها الى شك فيها.
بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ فى عماية عن إدراكها.
67 - وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ :
تُراباً بعد تحولنا الى تراب بعد أن نموت.
لَمُخْرَجُونَ من قبورنا أحياء.
68 - لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ :
مِنْ قَبْلُ على ألسنة الرسل.
إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أكاذيب السابقين.
69 - قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ :
عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ من جحدوا بالرسالات.
70 - وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ :
عَلَيْهِمْ على من لم يتبعوك أنهم لم يتبعوك.
فِي ضَيْقٍ ضائق صدرك.

(1/4755)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 470
مِمَّا يَمْكُرُونَ مما يكيدون لك.
[سورة النمل (27) : الآيات 71 الى 77]
وَ يَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (71) قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72) وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (74) وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (75)
إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)
71 - وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :
هذَا الْوَعْدُ بالحساب والعذاب.
72 - قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ :
رَدِفَ لَكُمْ قرب منكم.
تَسْتَعْجِلُونَ أي تستعجلونه من العذاب.
73 - وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ :
لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ من تأخير العقوبة على المكذبين.
74 - وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ
:
ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ يعلم ما يخفون فيها.
وَ ما يُعْلِنُونَ علمه بما يعلنونه ويجهرون به.
75 - وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ :
وَ ما مِنْ غائِبَةٍ خافية.
إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ الا وهى مسطورة فى كتاب مفصح ، يعنى اللوح المحفوظ.
76 - إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ :
يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ يبين لهم.
أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ الكثير مما يختلفون فيه من أحكام.
77 - وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ :
وَ إِنَّهُ أي القرآن.

(1/4756)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 471
لَهُدىً من الزلل باتباع ما فيه.
وَ رَحْمَةٌ ونجاة من العذاب.
[سورة النمل (27) : الآيات 78 الى 81]
إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)
78 - إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ :
يَقْضِي يفصل ويحكم.
بِحُكْمِهِ بعدله.
وَ هُوَ الْعَزِيزُ الغالب فلا يرد قضاؤه.
الْعَلِيمُ فلا يلتبس لديه حق بباطل.
79 - فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ :
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ الخطاب للرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم ، أي فوض أمرك كله اليه ، وامض فى دعوتك فسوف يؤيدك بنصره.
إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ الجلى الواضح.
80 - إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ :
لا تُسْمِعُ الْمَوْتى من فقدوا الوعى.
وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ من أصموا آذانهم.
إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ بتوليهم عنك معرضين.
81 - وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ :
بِهادِي الْعُمْيِ من أطبقوا عيونهم لكيلا يروا الهدى.
إِنْ تُسْمِعُ وما أنت بمسمع.
إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فأصاخ بأذنيه يستمع لآياتنا.

(1/4757)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 472
[سورة النمل (27) : الآيات 82 الى 86]
وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (85) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86)
82 - وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ :
وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ تحقق ما وعد اللّه به من قيام الساعة.
أَنَّ النَّاسَ من كلام الدابة.
لا يُوقِنُونَ لا يصدقون بخروجي ، لأن خروجها من الآيات.
83 - وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ :
فَوْجاً طائفة.
فَهُمْ يُوزَعُونَ يدفعون ويساقون الى يوم الحساب.
84 - حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
حَتَّى إِذا جاؤُ وقفوا بين يدى اللّه للحساب.
وَ لَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً ولم تتدبروها كاملة وتعوا ما فيها.
أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ للتبكيت ، وذلك أنهم لم يعملوا إلا التكذيب ، فلا يقدرون أن يكذبوا ويقولوا : قد صدقنا بها ، وليس الا التصديق بها أو التكذيب.
85 - وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ :
وَ وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أي ان العذاب الموعود يغشاهم بسبب ظلمهم ، وهو التكذيب بكتاب اللّه.
فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ فيشغلهم هذا عن النطق والاعتذار.
86 - أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ :
مُبْصِراً أي مبصرا أهله.

(1/4758)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 473
[سورة النمل (27) : الآيات 87 الى 90]
وَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)
87 - وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ :
وَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ يوم الصعق.
فَفَزِعَ فهلع.
إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ الا من ثبت اللّه قلبه.
وَ كُلٌّ أَتَوْهُ مع النفخة الثانية ، نفخة البعث.
داخِرِينَ صاغرين.
88 - وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ :
جامِدَةً قارة فى مكانها.
وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ مرا حثيثا كما يمر السحاب.
صُنْعَ اللَّهِ من المصادر المؤكدة ومؤكده محذوف ، وهو الناصب لقوله يَوْمَ يُنْفَخُ.
والمعنى : ويوم ينفخ فى الصور وكان كيت وكيت أثاب اللّه المحسنين وعاقب المجرمين ، ثم قال : صنع اللّه. يريد الاثابة والمعاقبة. وجعل هذا الصنع من جملة الأشياء التي أتقنها وأتى بها على الحكمة والصواب.
89 - مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ :
يَوْمَئِذٍ يوم البعث والنشور للحساب.
90 - وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ أي أشرك باللّه.
فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ألقوا على وجوههم منكوسين.

(1/4759)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 474
[سورة النمل (27) : الآيات 91 الى 93]
إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)
91 - إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ :
هذِهِ الْبَلْدَةِ يعنى مكة.
الَّذِي حَرَّمَها أي جعلها حرما آمنا فلا يسفك فيها دم ولا يظلم فيها أحد ، ولا يصاد فيها صيد ، ولا يعضد فيها شجر.
وَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ خلقا وملكا.
مِنَ الْمُسْلِمِينَ المنقادين لأمره.
92 - وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ :
فَمَنِ اهْتَدى باتباعه إياى.
فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ فمرد هداه اليه ، وله ثوابه.
وَ مَنْ ضَلَّ ولم يتبعنى.
فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ فلا على ، وما أنا الا رسول منذر.
93 - وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ :
فَتَعْرِفُونَها فى الآخرة حين لا تنفعهم المعرفة.
قُلِ الخطاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
الْحَمْدُ لِلَّهِ على نعمه وعلى ما هدانا.
سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فى الآخرة مما يدل على صدق ما أخبركم به.
فَتَعْرِفُونَها معاينة.
وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ بغائب عنه ما كنتم تعملونه.

(1/4760)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 475
(28) سورة القصص
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة القصص (28) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
طسم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)
1 - طسم :
أي ان القرآن المعجز من هذه الحروف التي تتكون منها طسم.
2 - تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ :
الْمُبِينِ الحق من الباطل ، والحلال من الحرام.
3 - نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ :
نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ نقص عليك بعض خبرهما.
بِالْحَقِّ محقين.
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أي يصدقون بالقرآن ويعلمون أنه من عند اللّه.
4 - إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ :
عَلا فِي الْأَرْضِ قد طغى فى مملكته وجاوز الحد إسرافا وظلما وعسفا.
وَ جَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً فرقا يشيعونه على ما يريد ويطيعونه.
يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ هم بنو إسرائيل.
يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ لأنه أخبر أن ذهاب ملكه على يد مولود يولد لهم.
وَ يَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ ويستبقيهن.

(1/4761)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 476
[سورة القصص (28) : الآيات 5 الى 9]
وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (8) وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (9)
5 - وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ :
أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أن نتفضل عليهم وننعم.
أَئِمَّةً متقدمين فى الدين والدنيا.
وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ يرثون فرعون وقومه.
6 - وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ :
ما كانُوا يَحْذَرُونَ من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد مولود لهم.
7 - وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ :
فِي الْيَمِّ أي نيل مصر.
8 - فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ :
خاطِئِينَ عاصين آثمين ، أو خاطئين فى تربية عدوهم.
9 - وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ :
قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ مبعث سرور واطمئنان لى ولك.
[سورة القصص (28) : آية 10]
وَ أَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10)
10 - وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ :
فارِغاً صفرا من العقل.
لَتُبْدِي بِهِ لتجهر به ، أي بموسى ، وتفصح عن صلتها به.
أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها ثبتناها بالصبر.
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ من المصدقين بوعد اللّه.

(1/4762)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 477
[سورة القصص (28) : الآيات 11 الى 15]
وَ قالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ (12) فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (13) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15)
11 - وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ :
قُصِّيهِ اتبعى أثره.
عَنْ جُنُبٍ عن بعد.
12 - وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ :
وَ حَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ ومنعناه أن يرضع ثديا ، فكان لا يقبل ثدى مرضع قط.
مِنْ قَبْلُ قصصها أثره.
13 - فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ :
كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها تتثبت وتستقر.
14 - وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ :
وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ قوى.
وَ اسْتَوى واعتدل وتم استحكامه ، وبلغ المبلغ الذي لا يزاد عليه.
حُكْماً فقها فى الدين.
وَ عِلْماً ونبوة.
15 - وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ :
وَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ هى منف.
عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فى ساعة قد غفل فيها أهلها.

(1/4763)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 478
فَوَكَزَهُ فدفعه.
فَقَضى عَلَيْهِ فقتله.
مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ من إغوائه.
[سورة القصص (28) : الآيات 16 الى 20]
قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ (17) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20)
16 - قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ :
ظَلَمْتُ نَفْسِي بفعلى هذا قد غدوت ظالما.
17 - قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ :
بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بإنعامك على بالمغفرة.
فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ أفعل فعلهم.
18 - فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ :
يَتَرَقَّبُ أن يقاد منه.
اسْتَنْصَرَهُ استغاث به.
لَغَوِيٌّ داع الى الغى وهو الباطل.
مُبِينٌ ظاهر الغواية.
19 - فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ :
أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي أن يفتك به.
جَبَّاراً عاتيا.
20 - وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ :

(1/4764)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 479
الْمَلَأَ سادة القوم.
يَأْتَمِرُونَ بِكَ يتشاورون فى قتلك.
[سورة القصص (28) : الآيات 21 الى 23]
فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)
21 - فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ :
يَتَرَقَّبُ حذرا من أن يعرض له أحد أو يلحق به.
22 - وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ :
تِلْقاءَ مَدْيَنَ قصدها ونحوها. ومدين : قرية شعيب عليه السلام.
سَواءَ السَّبِيلِ وسطه ومعظم نهجه ، لأن موسى لم يكن يعرف الطريق إليها.
23 - وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ :
ماءَ مَدْيَنَ ماءهم الذي يستقون منه.
أُمَّةً جماعة.
مِنَ النَّاسِ من أناس مختلفين.
مِنْ دُونِهِمُ فى مكان أسفل من مكانهم.
تَذُودانِ تدفعان غنمهما بعيدا عن الماء.
ما خَطْبُكُما ما شأنكما.
حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ حتى يسقى الرعاة.
وَ أَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ لا يقوى على أن يستقى لغنمه.

(1/4765)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 480
[سورة القصص (28) : الآيات 24 الى 28]
فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ (28)
24 - فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ :
فَسَقى لَهُما فسقى غنمهما لأجلهما.
ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ ظل شجرة.
25 - فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ :
عَلَى اسْتِحْياءٍ مستحيية متخفرة.
26 - قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ :
اسْتَأْجِرْهُ اتخذه أجيرا.
27 - قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ :
أَنْ أُنْكِحَكَ أن أزوجك.
عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي على أن يكون مهرها.
ثَمانِيَ حِجَجٍ أن تعمل عندى ثمانى سنوات.
فَمِنْ عِنْدِكَ تطوعا.
وَ ما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ وما أريد أن ألزمك بأطول الأجلين.
مِنَ الصَّالِحِينَ من المحسنين للمعاملة الموفين بالعهد.
28 - قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ :

(1/4766)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 481
قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ذلك الذي عاهدتنى عليه قائم بينى وبينك.
أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ
أي مدة من المدتين أقضيهما فى العمل.
فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ أكون وفيتك عهدك فلا أطالب بزيادة عليها.
وَ اللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ واللّه شاهد على ما نقول.
[سورة القصص (28) : الآيات 29 الى 30]
فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (30)
29 - فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ :
فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ المدة المشروطة.
وَ سارَ بِأَهْلِهِ وعاد بزوجته الى مصر.
آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً أبصر من ناحية جبل الطور نارا.
قالَ لِأَهْلِهِ لمن معه.
امْكُثُوا ابقوا هنا.
إِنِّي آنَسْتُ ناراً انى رأيت نارا.
بِخَبَرٍ عن الطريق.
أَوْ جَذْوَةٍ أو بجذوة من النار.
لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ تستدفئون بها.
30 - فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ :
فَلَمَّا أَتاها فلما جاء موسى الى النار التي أبصرها.
مِنْ الأولى والثانية لابتداء الغاية ، أي أتاه النداء من شاطىء.
الوادي الأيمن من قبل الشجرة.

(1/4767)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 482
مِنَ الشَّجَرَةِ بدل من قوله مِنْ شاطِئِ الْوادِ بدل اشتمال ، لأن الشجرة كانت نابتة على الشاطئ.
[سورة القصص (28) : الآيات 31 الى 34]
وَ أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (32) قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34)
31 - وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ :
وَ أَنْ أَلْقِ عَصاكَ ونودى أن ألق عصاك.
كَأَنَّها جَانٌّ كأنها حية تسعى.
وَلَّى ذهب.
مُدْبِراً على عقبه.
وَ لَمْ يُعَقِّبْ لم يرجع.
32 - اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ :
اسْلُكْ أدخل.
فِي جَيْبِكَ فى طوق ثوبك.
بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ بياضا لا من عيب ولا من مرض.
وَ اضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ واضمم يدك الى جانبك.
مِنَ الرَّهْبِ فى ثبات لا خوف معه.
فَذانِكَ بُرْهانانِ فهاتان معجزتان.
33 - قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ :
أَنْ يَقْتُلُونِ قصاصا.
34 - وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ :

(1/4768)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 483
رِدْءاً عونا.
[سورة القصص (28) : الآيات 35 الى 38]
قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ (35) فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُفْتَرىً وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ (38)
35 - قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ :
قالَ اللّه سبحانه وتعالى.
سَنَشُدُّ عَضُدَكَ سنقويك.
سُلْطاناً حجة وبرهانا.
فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بالأذى.
بِآياتِنا أي تمتنعان منه بآياتنا وتأييدنا.
36 - فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ :
بِآياتِنا بَيِّناتٍ بمعجزاتنا واضحة.
مُفْتَرىً تفتريه على اللّه.
37 - وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ :
بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ أي ربى يعلم أنه هو الذي أرسلنى بالهدى والإرشاد.
وَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ ويعلم لمن تكون له العاقبة الحميدة.
38 - وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ :
صَرْحاً بنيانا عاليا.
أَطَّلِعُ أصعد.

(1/4769)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 484
[سورة القصص (28) : الآيات 39 الى 45]
وَ اسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43)
وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45)
39 - وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ :
وَ اسْتَكْبَرَ تعالى وطغى.
40 - فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ :
فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فطرحناهم فى البحر.
41 - وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ :
أَئِمَّةً دعاة يتزعمون الدعوة الى الكفر المفضى الى النار.
42 - وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ :
مِنَ الْمَقْبُوحِينَ من المقوتين.
43 - وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ :
بَصائِرَ نورا.
44 - وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ :
بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ فى المكان الغربي من الجبل حين عهد اليه بأمر الرسالة.
مِنَ الشَّاهِدِينَ من الحاضرين هذا.
45 - وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ :
وَ لكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً من بعد موسى.

(1/4770)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 485
فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ حتى نسوا ذكر اللّه ، أي عهده وأمره.
وَ ما كُنْتَ ثاوِياً مقيما.
وَ لكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ أي أرسلناك فى أهل مكة وآتيناك كتابا فيه هذه الأخبار ، ولو لا ذلك ما علمتها.
[سورة القصص (28) : الآيات 46 الى 49]
وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْ لا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى أَوَ لَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (49)
46 - وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ :
إِذْ نادَيْنا حين نادى اللّه موسى واصطفاه لرسالته.
وَ لكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ولكن اللّه أعلمك بهذا من طريق الوحى رحمة بك وبأمتك.
لِتُنْذِرَ قَوْماً لتبلغه قوما.
ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لم يأتهم رسول من قبلك.
47 - وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ :
لَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ لو لا ، امتناعية ، وجوابها محذوف.
بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ من الكفر والمعاصي.
لَوْ لا هلا.
أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا لما بعثنا الرسل.
48 - فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْ لا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى أَوَ لَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ :
سِحْرانِ تَظاهَرا أي موسى ومحمد صلّى اللّه عليه وسلّم تعاونا على السحر.
49 - قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :
هُوَ أَهْدى أحسن منهما هداية.

(1/4771)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 486
[سورة القصص (28) : الآيات 50 الى 55]
فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (54)
وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ (55)
50 - فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ :
فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فان لم يستجيبوا دعاءك الى الإتيان بالكتاب الأهدى.
51 - وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ :
وَ لَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ أنزلنا القرآن عليهم متواصلا ، بعضه اثر بعض حسبما تقضيه الحكمة.
52 - الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ :
الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ الذين أنزلنا لهم التوراة والإنجيل.
مِنْ قَبْلِهِ من قبل نزول القرآن.
هُمْ بِهِ بمحمد صلى اللّه عليه وسلّم وكتابه.
53 - وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ :
وَ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ القرآن.
إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ فإسلامنا سابق على تلاوته.
54 - أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ :
يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ يعطون ثوابهم مضاعفا.
بِما صَبَرُوا بصبرهم على ما لحقهم من أذى فى سبيل الايمان.
وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ويقابلون السيئة بالعفو والإحسان.
55 - وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ :

(1/4772)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 487
وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ الباطل.
أَعْرَضُوا عَنْهُ انصرفوا عنه.
سَلامٌ عَلَيْكُمْ ونحن نترككم وشأنكم.
لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ لا نريد صحبة الجاهلين.
[سورة القصص (28) : الآيات 56 الى 58]
إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَ لَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (57) وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ (58)
56 - إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ :
مَنْ أَحْبَبْتَ من تحرص على هدايته.
وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ من ستنفعه هدايتك.
57 - وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَ لَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ :
إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى أي ان اتبعناك على دينك.
نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أخرجنا العرب من بلدنا وغلبونا على سلطاننا.
أَ وَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً ثبت اللّه أقدامهم ببلدهم ، وجعله حرما يأمنون فيه.
يُجْبى إِلَيْهِ يحمل اليه.
رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا رزقا يسوقه اللّه إليهم.
58 - وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ :
بَطِرَتْ مَعِيشَتَها اغتروا بنعمة اللّه ثم كفروا بها.
إِلَّا قَلِيلًا الا فترات عابرة.

(1/4773)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 488
[سورة القصص (28) : الآيات 59 الى 63]
وَ ما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلاَّ وَأَهْلُها ظالِمُونَ (59) وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ (60) أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62) قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ (63)
59 - وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلَّا وَأَهْلُها ظالِمُونَ :
مُهْلِكَ الْقُرى الكافر أهلها.
فِي أُمِّها أي فى القرية التي هى أمها ، أي أصلها وقصبتها.
رَسُولًا لإلزام الحجة وقطع المعذرة.
60 - وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ :
مِنْ شَيْءٍ رزقتموه.
فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها فهو متاع محدود الى أمد قريب.
وَ ما عِنْدَ اللَّهِ من ثواب فى الآخرة.
61 - أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ :
فَهُوَ لاقِيهِ فهو مدركه كما وعده اللّه.
مِنَ الْمُحْضَرِينَ للحساب.
62 - وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ :
وَ يَوْمَ يُنادِيهِمْ يوم البعث والحساب.
63 - قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ :
حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ وجب عليهم غضب اللّه.
الَّذِينَ أَغْوَيْنا زينا لهم الشرك.
كَما غَوَيْنا كما ضللنا.
تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ منهم.

(1/4774)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 489
[سورة القصص (28) : الآيات 64 الى 68]
وَ قِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ (64) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ (66) فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)
64 - وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ :
شُرَكاءَكُمْ الذين أشركوهم مع اللّه.
لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ وتمنوا لو أنهم كانوا فى دنياهم مؤمنين مهتدين لما حاق بهم ذلك العذاب.
65 - وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ :
وَ يَوْمَ يُنادِيهِمْ أي واذكر أيها الرسول يوم ينادى المشركون من اللّه تعالى نداء توبيخ.
ما ذا أَجَبْتُمُ أي بماذا أجبتم.
66 - فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ :
فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ فصارت الأخبار غائبة عنهم لا يهتدون إليها.
يَوْمَئِذٍ يوم البعث والحساب.
فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ لا يرجع بعضهم الى بعض فى ذلك حصرا وعيا.
67 - فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ :
مَنْ تابَ من الشرك.
68 - وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ :
يَخْلُقُ ما يَشاءُ بقدرته.
وَ يَخْتارُ بحكمته من يشاء للرسالة.
ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ وليس من حقهم أن يختاروا على اللّه ما يشاءون من أديان باطلة.

(1/4775)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 490
سُبْحانَ اللَّهِ تنزه اللّه.
وَ تَعالى وتسامى.
عَمَّا يُشْرِكُونَ عما يزعمون له من شركاء.
[سورة القصص (28) : الآيات 69 الى 72]
وَ رَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (72)
69 - وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ :
ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ ما تخفيه من عداوتهم لك.
وَ ما يُعْلِنُونَ من الجهر بالطعن فى دعوتك.
70 - وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ :
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يستحق الألوهية.
لَهُ الْحَمْدُ من عباده.
فِي الْأُولى فى الدنيا على انعامه.
وَ الْآخِرَةِ على عدله ومثوبته.
وَ لَهُ الْحُكْمُ وهو وحده صاحب الحكم والفضل بين عباده.
وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ واليه المرجع والمصير.
71 - قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ :
سَرْمَداً متتابعا دون النهار الى يوم القيامة.
72 - قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ :
سَرْمَداً متتابعا دون الليل إلى يوم القيامة.

(1/4776)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 491
[سورة القصص (28) : الآيات 73 الى 76]
وَ مِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74) وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (75) إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76)
73 - وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ :
جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ متعاقبين.
لِتَسْكُنُوا فِيه ِ
أي فى الليل.
وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ نهارا.
74 - وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ :
وَ يَوْمَ واذكر يوم.
يُنادِيهِمْ ينادى المشركون من جانب اللّه.
أَيْنَ شُرَكائِيَ من زعمتم أنهم شركاء لى.
75 - وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ :
وَ نَزَعْنا وأخرجنا يوم القيامة.
شَهِيداً هو نبيها يشهد عليها بما كان منها فى الدنيا.
هاتُوا بُرْهانَكُمْ حجتكم فيما كنتم عليه من الشرك والمعصية.
ما كانُوا يَفْتَرُونَ على اللّه.
76 - إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ :
فَبَغى عَلَيْهِمْ فتكبر غرورا.
لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ بحيث يثقل حملها على الجماعة الأقوياء.
لا تَفْرَحْ لا يفتنك الفرح.

(1/4777)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 492
إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ المغرورين المفتونين.
[سورة القصص (28) : الآيات 77 الى 80]
وَ ابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ (80)
77 - وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ :
وَ ابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ واجعل نصيبا مما أعطى لك اللّه من الغنى فى سبيل اللّه والعمل للدار الأخيرة.
وَ لا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ ولا تفسد فى الأرض فتجاوز الحدود.
78 - قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ :
عَلى عِلْمٍ عِنْدِي يعنى علم التوراة.
مِنَ الْقُرُونِ الأمم الخالية الكافرة.
وَ أَكْثَرُ جَمْعاً للمال.
وَ لا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ أي لا يسألون سؤال استعتاب ، وانما يسألون سؤال تقريع وتوبيخ.
79 - فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ :
يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا متاعها.
80 - وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ :
ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ يعنى الجنة بنعيمها.

(1/4778)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 493
وَ لا يُلَقَّاها ولا يتقبل تلك النصيحة.
إِلَّا الصَّابِرُونَ من يجاهدون أنفسهم ويصبرون على الطاعة.
[سورة القصص (28) : الآيات 81 الى 83]
فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)
81 - فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ :
مِنْ فِئَةٍ جماعة.
يَنْصُرُونَهُ يمنعون عنه عذاب اللّه.
وَ ما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ ولم يكن يستطيع أن ينتصر لنفسه.
82 - وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ :
تَمَنَّوْا مَكانَهُ منزلته من الدنيا.
وَيْكَأَنَّ كلمة تفجع.
يَبْسُطُ الرِّزْقَ يوسعه.
وَ يَقْدِرُ ويضيقه.
لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا أحسن إلينا بالهداية.
83 - تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ :
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ أي الجنة.
عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ تسلطا فى الحياة الدنيا.
وَ لا فَساداً ولا إفسادا.

(1/4779)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 494
[سورة القصص (28) : الآيات 84 الى 87]
مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (84) إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (85) وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ (86) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87)
84 - مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ :
مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ أي وعمل صالحا.
فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها جزاء مضاعفا.
وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ الكفر والمعصية.
إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ الا بمثل ما عملوا من سوء.
85 - إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ :
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ أنزل القرآن وفرض عليك تبليغه.
لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ الى موعد لا محالة منه وهو يوم القيامة.
مَنْ جاءَ بِالْهُدى من منحه اللّه الهداية والرشاد.
وَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ومن هو واقع فى الضلال.
مُبِينٍ يدركه كل عاقل سليم الإدراك.
86 - وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ :
أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ أن ينزل عليك القرآن.
إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ولكن اللّه أنزله عليك من عنده رحمة بك وبأمتك.
ظَهِيراً عونا للكافرين على ما يريدون.
87 - وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ :

(1/4780)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 495
وَ لا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ ولا يصرفك الكافرون عن تبليغ آيات اللّه والعمل بها.
بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ بعد أن نزل بها الوحى عليك من اللّه وأصبحت رسالتك.
وَ ادْعُ إِلى رَبِّكَ وثابر على الدعوة الى دين اللّه.
وَ لا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ولا تكن أنت ولا من اتبعك من أنصار المشركين باعانتهم على ما يريدون.
[سورة القصص (28) : آية 88]
وَ لا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)
88 - وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ :
إِلهاً آخَرَ إلها سواه.
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ليس هناك إله يعد إلها بحق غيره.
هالِكٌ كل ما عدا اللّه هالك وفان.
إِلَّا وَجْهَهُ والخالد انما هو اللّه.
لَهُ الْحُكْمُ له القضاء النافذ فى الدنيا والآخرة.
وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ واليه لا محالة يصير الخلق أجمعين.

(1/4781)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 496
(29) سورة العنكبوت
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (4)
1 - الم :
حروف صوتية سيقت لبيان أن هذا القرآن المعجز من هذه الحروف التي يحسنون نطقها.
2 - أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ :
أَ حَسِبَ أظن.
أَنْ يُتْرَكُوا أنهم يتركون وشأنهم.
أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا أي ينطقون بالشهادتين.
وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ أي : أحسب الذين أجروا كلمة الشهادة على ألسنتهم وأظهروا القول بالإيمان أنهم يتركون بذلك غير ممتحنين.
3 - وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ :
وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أي اختبرنا الأمم السابقة بالتكاليف وألوان النعم والمحن.
4 - أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ :
أَنْ يَسْبِقُونا فى فرارهم من عذاب اللّه وعقابه.
ساءَ ما يَحْكُمُونَ بئس حكمهم هذا.

(1/4782)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 497
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 5 الى 9]
مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (6) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (7) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9)
5 - مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ :
مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ أي يؤمن بالبعث ويرجو ثواب اللّه.
السَّمِيعُ لأقوال العباد.
الْعَلِيمُ بأفعالهم.
6 - وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ :
وَ مَنْ جاهَدَ نفسه فى منعها ما تأمر به وحملها على ما تأباه.
وقيل : من جاهد فى الدين.
فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ لأن منفعة ذلك راجعة إليها.
7 - وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ :
وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أي أساءوا فى بعض أعمالهم ، وسيئاتهم مغمورة بحسناتهم.
لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ أي يسقط عقابها بثواب الحسنات.
أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ أحسن جزاء لأعمالهم.
8 - وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
حُسْناً وصيناه بإيتاء والديه حسنا ، أي فعلا ذا حسن.
ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ أي لا علم لك بإلهيته. والمراد بنفي العلم نفى المعلوم.
فَلا تُطِعْهُما فى الشرك إذا حملاك عليه.
9 - وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ :

(1/4783)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 498
فِي الصَّالِحِينَ فى جملتهم.
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 10 الى 14]
وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ (11) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (13) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ (14)
10 - وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ :
آمَنَّا بِاللَّهِ بألسنتهم.
أُوذِيَ فِي اللَّهِ مسه أذى فى سبيل الدعوة.
فِتْنَةَ النَّاسِ أذاهم ، يعنى الكفار.
كَعَذابِ اللَّهِ فى الآخرة فارتد عن إيمانه ، وقيل : جزع من ذلك كما يجزع من عذاب اللّه ، ولا يصبر على الأذية فى اللّه.
وَ لَئِنْ جاءَ المؤمنين.
لَيَقُولُنَّ هؤلاء المرتدون.
11 - وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ :
وَ لَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ الذين أظهروا الايمان وأبطنوا الكفر.
12 - وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ :
سَبِيلَنا ديننا.
وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ أي ان تتبعوا سبيلنا نحمل خطاياكم.
13 - وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ :
أَثْقالَهُمْ أوزارهم.
يَفْتَرُونَ أي يختلقون من الأكاذيب والأباطيل.
14 - وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ :

(1/4784)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 499
وَ هُمْ ظالِمُونَ بظلمهم وتكذيبهم نوحا.
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 15 الى 19]
فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ (15) وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (18) أَوَ لَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19)
15 - فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ :
وَ أَصْحابَ السَّفِينَةِ من آمنوا به وركبوا معه.
وَ جَعَلْناها أي السفينة ، أو الحادثة والقصة.
آيَةً عظة.
16 - وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ :
وَ إِبْراهِيمَ أي واذكر ابراهيم ، أو هو معطوف على قوله نُوحاً قبل.
إِذْ قالَ بدل اشتمال ، لأن الأحيان تشتمل على ما فيها أو هى ظرف لقوله أَرْسَلْنا يعنى : أرسلناه حين بلغ أن يعظ قومه.
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أي ان كان فيكم علم بما هو خير لكم مما هو شر لكم.
17 - إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ :
وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً باطلا حين تسمون الأوثان آلهة.
18 - وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ :
الْمُبِينُ الذي زال معه الشك.
19 - أَوَ لَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ :
ثُمَّ يُعِيدُهُ بالبعث.

(1/4785)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 500
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 20 الى 26]
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (22) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (23) فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)
وَ قالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (25) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)
20 - قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ بالبعث.
21 - يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ :
تُقْلَبُونَ أي اليه المنقلب والمرجع.
22 - وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ :
بِمُعْجِزِينَ ربكم ، أي لا تفوتونه ان هربتم من حكمه وقضائه.
فِي الْأَرْضِ الفسيحة.
وَ لا فِي السَّماءِ التي هى أفسح وأبسط لو كنتم فيها.
23 - وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ :
بِآياتِ اللَّهِ بدلائله على وحدانيته وكتبه ومعجزاته ولقائه والبعث.
مِنْ رَحْمَتِي يوم القيامة.
24 - فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ :
فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ حين دعاهم الى اللّه تعالى.
25 - وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ :
مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ أي جعلتم الأوثان تتحابون عليها وعلى عبادتها فى الحياة الدنيا.
26 - فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :

(1/4786)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 501
لَهُ لإبراهيم عليه السلام.
لُوطٌ كان ابن أخت ابراهيم عليه السلام وهو أول من آمن له حين رأى النار لم تحرقه.
وَ قالَ يعنى ابراهيم.
إِنِّي مُهاجِرٌ من كوثى ، وهى من سواد الكوفة ، الى حران ثم منها الى فلسطين وكان معه فى هجرته لوط وامرأته سارة.
إِلى رَبِّي الى حيث أمرنى بالهجرة اليه.
الْعَزِيزُ الذي يمنعنى من أعدائى.
الْحَكِيمُ الذي لا يأمرنى الا بما هو مصلحتى.
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 27 الى 29]
وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27) وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (28) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)
27 - وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ :
وَ الْكِتابَ المراد به الجنس ليندرج تحته ما نزل على ذريته من الكتب الأربعة : التوراة ، والزبور ، والإنجيل ، والقرآن.
أَجْرَهُ الثناء الحسن ، والصلاة عليه آخر الدهر ، والذرية الطيبة ، والنبوة.
28 - وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ :
وَ لُوطاً معطوف على إِبْراهِيمَ ، أو على ما عطف عليه.
الْفاحِشَةَ الفعلة البالغة فى القبح.
ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ جملة مستأنفة مقررة لفاحشة تلك الفعلة.
29 - أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ :

(1/4787)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 502
وَ تَقْطَعُونَ السَّبِيلَ من قتل الأنفس وأخذ الأموال ، وقيل :
اعتراضهم السابلة بالفاحشة.
وَ تَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ السباب والفحش فى القول.
إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فيما تعدنا إياه من نزول العذاب.
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 30 الى 35]
قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ (31) قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِي ءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (34)
وَ لَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)
30 - قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ :
الْمُفْسِدِينَ الذين يحملون الناس على ما كانوا عليه من المعاصي.
31 - وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ :
بِالْبُشْرى البشارة بالولد ، وهما إسحاق ويعقوب.
الْقَرْيَةِ هى سدوم.
32 - قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ :
مِنَ الْغابِرِينَ من الهالكين.
33 - وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِي ءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ :
سِي ءَ بِهِمْ ساءه مجيئهم ، خوفا عليهم من قومه.
وَ ضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وضاقت بشأنهم طاقته.
34 - إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ :
رِجْزاً عذابا.
بِما كانُوا يَفْسُقُونَ بفسقهم وخروجهم عن حدود اللّه.
35 - وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ :

(1/4788)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 503
آيَةً بَيِّنَةً هى آثار منازلهم الخربة.
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 36 الى 40]
وَ إِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (37) وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ (39) فَكُلاًّ أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)
36 - وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ :
وَ ارْجُوا وافعلوا ما ترجون به العاقبة.
37 - فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ :
الرَّجْفَةُ الزلزلة الشديدة.
فِي دارِهِمْ فى بلدهم وأرضهم.
جاثِمِينَ باركين على الركب هامدين.
38 - وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ :
وَ عاداً وَثَمُودَ أي وأهلكنا.
مِنْ مَساكِنِهِمْ إذا مررتم بها.
مُسْتَبْصِرِينَ متبينين أن العذاب نازل بهم.
39 - وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ :
سابِقِينَ فائتين ما أدركهم أمر اللّه فلم يفوتوه.
40 - فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ :
حاصِباً ريحا عاصفا فيها حصباء ، وكان هذا لقوم لوط.
الصَّيْحَةُ لمدين وثمود.
وَ مِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا يعنى قارون.
وَ مِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا يعنى قوم نوح وفرعون.

(1/4789)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 504
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 41 الى 46]
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ (43) خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ (45)
وَ لا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)
41 - مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ :
لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ ان هذا مثلهم وأن أمر دينهم بالغ هذه الغاية من الوهن.
42 - إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ أي ان اللّه يعلم ضعف ما يعبدون من دونه.
وَ هُوَ الْعَزِيزُ القادر على كل شىء.
الْحَكِيمُ الذي لا يفعل شيئا الا بحكمة وتدبير.
43 - وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ :
إِلَّا الْعالِمُونَ أي لا يعقل صحتها وحسنها وفائدتها الا هم.
44 - خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ :
بِالْحَقِّ بالغرض الصحيح الذي هو حق لا باطل ، بأن تكون مساكن عباده ، وعبرة للمعتبرين منهم ، ودلائل على عظيم قدرته.
45 - اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ :
وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ أي والصلاة أكبر من غيرها من الطاعات.
46 - وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ :
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ بالخصلة التي هى أحسن ، وهى مقابلة الخشونة باللين ، والغضب بالكظم ، والسورة بالأناة.

(1/4790)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 505
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 47 الى 49]
وَ كَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الْكافِرُونَ (47) وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الظَّالِمُونَ (49)
47 - وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الْكافِرُونَ :
وَ كَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ أي أنزلناه مصدقا لسائر الكتب السماوية.
فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ هم عبد اللّه بن سلام ومن آمن معه ، أو الذين تقدموا عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم من أهل الكتاب.
وَ مِنْ هؤُلاءِ من أهل مكة.
وَ ما يَجْحَدُ بِآياتِنا مع ظهورها وزوال الشبهة عنها.
إِلَّا الْكافِرُونَ المتوغلون فى الكفر.
48 - وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ :
وَ ما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ أي وأنت أمي ما عرفك أحد قط بتلاوة كتاب ولا خط.
إِذاً لو كان شىء من ذلك ، أي من التلاوة والخط.
لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ لشك المبطلون من أهل الكتاب وقالوا : الذي تجده فى كتبنا أنه أمي لا يكتب ولا يقرأ وليس به ، أو لارتاب مشركوا مكة وقالوا : لعله تعلمه أو كتبه بيده ، وسماهم مبطلين ، لأنهم كفروا به وهو أمي بعيد عن الريب.
49 - بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الظَّالِمُونَ :
بَلْ هُوَ القرآن.
فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أي العلماء به وحفاظه.
وَ ما يَجْحَدُ بِآياتِنا وما يكفر بآيات اللّه الواضحة.

(1/4791)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 506
إِلَّا الظَّالِمُونَ المتوغلون فى الظلم المكابرون.
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 50 الى 52]
وَ قالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (52)
50 - وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ :
آياتٌ مِنْ رَبِّهِ مثل ناقة صالح ومائدة عيسى ، عليهما السلام.
ونحو ذلك.
إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ ينزل أيتها يشاء.
نَذِيرٌ مُبِينٌ كلفت الإنذار وإبانته بما أعطيت من الآيات ، وليس لى أن أتخير على اللّه آياته.
51 - أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ :
أَ وَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ أي أو لم يكفهم آية مغنية عن سائر الآيات.
لَرَحْمَةً لمنفعة عظيمة لا تشكر.
وَ ذِكْرى وتذكرة.
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ شأنهم أن يؤمنوا إذا اتضحت لهم سبل الهداية.
52 - قُلْ كَفى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ :
كَفى بِاللَّهِ أي قد بلغتكم ما أرسلت به إليكم وأنذرتكم ، وأنكم قابلتمونى بالجحد والتكذيب.
يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فهو مطلع على أمرى وأمركم وعالم بحقي وباطلكم.
وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ منكم ، وهو ما تعبدون من دون اللّه.
وَ كَفَرُوا بِاللَّهِ وآياته.

(1/4792)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 507
أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ المغبونون فى صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالإيمان.
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 53 الى 59]
وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ (57)
وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)
53 - وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ :
وَ لَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى قد سماه اللّه وبينه فى اللوح لعذابهم.
لَجاءَهُمُ الْعَذابُ عاجلا.
54 - يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ :
لَمُحِيطَةٌ أي ستحيط بهم.
55 - يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
يَوْمَ يَغْشاهُمُ يوم يعمهم.
ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أي جزاء ما كنتم تعملون.
56 - يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ
:
أي إن المؤمن إذا لم تتسهل له العبادة فى بلد هو فيه فليهاجر منه الى بلد يقدر أنه فيه أسلم قلبا وأصح دينا وأكثر عبادة.
57 - كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ :
ذائِقَةُ الْمَوْتِ أي واجدة مرارته وكربه.
أي انكم ميتون فواصلون الى الجزاء.
58 - وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ :
لَنُبَوِّئَنَّهُمْ لننزلنهم.
59 - الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ :

(1/4793)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 508
الَّذِينَ صَبَرُوا على مفارقة الأوطان والهجرة لأجل الدين ، وعلى أذى المشركين ، وعلى المحن والمصائب ، وعلى الطاعات ، وعن المعاصي.
وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ولم يتوكلوا فى جميع ذلك الا على اللّه.
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 60 الى 63]
وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (63)
60 - وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ :
مِنْ دَابَّةٍ من كل ما يدب على وجه الأرض.
لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا لا تطيق أن تحمله لضعفها عن حمله.
اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ أي لا يرزق تلك الدواب الضعاف الا اللّه ، ولا يرزقكم أيضا أيها الأقوياء الا هو.
وَ هُوَ السَّمِيعُ لقولكم نخشى الفقر والضيعة.
الْعَلِيمُ بما فى ضمائركم.
61 - وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ :
وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ أي أهل مكة.
فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ فكيف يصرفون عن توحيد اللّه ، وأن لا يشركوا به مع إقرارهم بأنه خالق السموات والأرض.
62 - اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ :
وَ يَقْدِرُ ويضيق.
عَلِيمٌ يعلم ما يصلح العباد وما يفسدهم.
63 - وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ :

(1/4794)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 509
لا يَعْقِلُونَ ما يقولون وما فيه من الدلالة على بطلان الشرك وصحة التوحيد.
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 64 الى 68]
وَ ما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (64) فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (68)
64 - وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ :
لَهِيَ الْحَيَوانُ أي ليس فيها الا حياة مستمرة دائمة خالدة لا موت فيها ، فكأنها فى ذاتها حياة.
لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ فلم يؤثروا الحياة الدنيا عليها.
65 - فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ :
إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ عادوا الى حال الشرك.
66 - لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ :
أي انهم يعودون الى شركهم ، ليكونوا بالعود اليه كافرين بنعمة النجاة ، قاصدين التمتع بها والتلذذ لا غير.
67 - أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ :
حَرَماً آمِناً يعنى مكة.
وَ يُتَخَطَّفُ النَّاسُ يقتلون ويسبون.
أَ فَبِالْباطِلِ الذين هم عليه يؤمنون.
وَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ وهذه النعمة المكشوفة الظاهرة وغيرها من النعم التي لا يقدر عليها الا اللّه وحده مكنورة عندهم.
68 - وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ :

(1/4795)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 510
كَذِباً زعمهم أن للّه شريكا ، وتكذيبهم بما جاءهم من الحق.
أَ لَيْسَ تقرير لثوائهم فى جهنم.
[سورة العنكبوت (29) : آية 69]
وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)
69 - وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ :
فِينا فى حقنا ومن أجلنا ولوجهنا خالصا.
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا لنزيدنهم هداية الى سبيل الخير وتوفيقا.
لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ لناصرهم ومعينهم.

(1/4796)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 511
(30) سورة الروم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الروم (30) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)
1 - الم :
أي ان هذا القرآن المعجز من هذه الحروف التي منها كلامكم.
2 - غُلِبَتِ الرُّومُ :
يعنى غلبة فارس على الروم.
3 - فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ :
فِي أَدْنَى الْأَرْضِ أي فى أدنى أرضهم - أرض العرب - إلى عدوهم.
4 - فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ :
فِي بِضْعِ سِنِينَ البضع ما بين الثلاث الى التسع. ولقد كان ظهور الروم على الفرس يوم الحديبية وذلك عند رأس سبع سنين.
مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ أي فى أول الوقتين وفى آخرهما ، حين غلبوا وحين يغلبون. يعنى أن كونهم مغلوبين أولا وغالبين آخرا ليس الا بأمر اللّه وقضائه.
وَ يَوْمَئِذٍ تغلب الروم على الفرس.
يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ إذ كان الفرس على المجوسية وكان الروم أهل كتاب.
5 - بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ :

(1/4797)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 512

(1/4798)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 512
بِنَصْرِ اللَّهِ بتغليبه من له كتاب على من لا كتاب له.
وَ هُوَ الْعَزِيزُ الغالب على أعدائه.
الرَّحِيمُ بأوليائه.
[سورة الروم (30) : الآيات 6 الى 8]
وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ (7) أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (8)
6 - وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ :
وَعْدَ اللَّهِ مصدر مؤكد ، لأن ما سبقه فى معنى : وعد.
7 - يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ :
يَعْلَمُونَ بدل من قوله لا يَعْلَمُونَ فى الآية السابقة ، ليعلمك أنه لا فرق بين عدم العلم الذي هو الجهل ، وبين وجود العلم الذي لا يتجاوز الدنيا.
ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا يعنى به ما يعرفه الجهال من التمتع بملاذها الفانية.
عَنِ الْآخِرَةِ وما فيها من نعيم باق خالد.
8 - أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ :
فِي أَنْفُسِهِمْ أي فى قلوبهم الفارغة من الكفر.
ما خَلَقَ أي : فيعلموا ما خلق ، لأن فى الكلام دليلا عليه.
إِلَّا بِالْحَقِّ أي ما خلقها عبثا وباطلا ، ولكن مقرونة بالحق مصحوبة بالحكمة.
وَ أَجَلٍ مُسَمًّى أي وبتقدير أجل مسمى لا بد لها من أن تنتهى اليه ، وهو قيام الساعة.
بِلِقاءِ رَبِّهِمْ بهذا الأجل المسمى.

(1/4799)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 513
[سورة الروم (30) : آية 9]
أَ وَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)
9 - أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ :
أَ وَلَمْ يَسِيرُوا تقرير لسيرهم فى البلاد ونظرهم الى آثار المدمرين من عاد وثمود وغيرهم من الأمم العاتية.
وَ أَثارُوا الْأَرْضَ حرثوها.
أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها من عمارة أهل مكة.
وهذا من قبيل التهكم بهم ، لأن أهل مكة أهل واد غير ذى زرع ، ما لهم إثارة الأرض أصلا ، ولا عمارة لها رأسا.
يصف ضعف حالهم فى دنياهم.
وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ حيث عملوا ما أوجب تدميرهم.
[سورة الروم (30) : الآيات 10 الى 13]
ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ (10) اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (13)
10 - ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ :
السُّواى تأنيث الأسوأ ، وهو الأقبح. وقيل : أساءوا السوأى أي اقترفوا الخطيئة التي هى أسوأ الخطايا.
أَنْ كَذَّبُوا أي لأن كذبوا.
11 - اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ :
تُرْجَعُونَ الى ثوابه وعقابه.
12 - وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ :
يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ يقفون حيارى لا يدرون ما يفعلون.
13 - وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ :

(1/4800)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 514
مِنْ شُرَكائِهِمْ من الذين عبدوهم من دون اللّه.
كافِرِينَ يكفرون بإلهيتهم ويجحدونها.
[سورة الروم (30) : الآيات 14 الى 19]
وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (16) فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (19)
14 - وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ :
يَتَفَرَّقُونَ الضمير للمسلمين والكافرين.
15 - فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ :
فِي رَوْضَةٍ يعنى الجنة.
يُحْبَرُونَ يسرون.
16 - وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ :
مُحْضَرُونَ لا يغيبون عنه ولا يخفف عنهم.
17 - فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ :
فَسُبْحانَ اللَّهِ تنزيهه تعالى من السوء والثناء عليه بالخير.
حِينَ تُمْسُونَ مع صلاتى المغرب والعشاء.
وَ حِينَ تُصْبِحُونَ مع صلاة الفجر.
18 - وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ :
وَ عَشِيًّا مع صلاة العصر.
وَ حِينَ تُظْهِرُونَ مع صلاة الظهر.
وخص هذه الأوقات لما يتجدد فيها من نعم اللّه الظاهرة.
19 - يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ :
الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ الطائر من البيضة.
الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ البيضة من الطائر.
وَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها بالنبات.

(1/4801)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 515
وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ من القبور وتبعثون.
[سورة الروم (30) : الآيات 20 الى 25]
وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (22) وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)
وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25)
20 - وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ :
ثُمَّ إِذا إذا ، للمفاجأة ، أي ثم فاجأتم وقت كونكم بشرا تنتشرون فى الأرض.
21 - وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ :
مِنْ أَنْفُسِكُمْ أي من جنسها لا من جنس آخر.
مَوَدَّةً وَرَحْمَةً التواد والتراحم بعصمة الزواج ، بعد أن لم تكن بينكم سابقة معرفة.
22 - وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ :
أَلْسِنَتِكُمْ لغاتكم.
23 - وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ :
أي : ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضل بالليل والنهار.
24 - وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ :
يُرِيكُمُ على إضمار (أن) وإنزال الفعل منزلة المصدر.
خَوْفاً من الصاعقة.
وَ طَمَعاً فى الغيث.
25 - وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ :

(1/4802)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 516
أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ قيام السموات والأرض واستمساكها بغير عمد.
بِأَمْرِهِ أي بقوله : كونا قائمتين. والمراد بإقامته لهما : إرادته لكونهما على صفة القيام دون الزوال.
ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ يعنى : يا أهل القبور أخرجوا.
إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ تخرجون من قبوركم من غير تلبث ولا توقف.
[سورة الروم (30) : الآيات 26 الى 28]
وَ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28)
26 - وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ :
قانِتُونَ منقادون لا يمتنعون عليه.
27 - وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ فيما يجب عندكم وينقاس على أصولكم وتقتضيه عقولكم.
وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى أي الوصف الأعلى الذي ليس لغيره مثل قد عرف به.
فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ على ألسنة الخلائق وألسنة الدلائل.
وَ هُوَ الْعَزِيزُ القاهر لكل مقدور.
الْحَكِيمُ الذي يجرى كل فعل على قضايا حكمته وعلمه.
28 - ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ :
مِنْ أَنْفُسِكُمْ من الابتداء ، أي كأنه أخذ مثلا وانتزعه من أقرب شىء منكم وهو أنفسكم ولم يبعد.
مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ من ، للتبعيض.

(1/4803)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 517
مِنْ شُرَكاءَ من ، مزيدة لتأكيد الاستفهام الجاري مجرى النفي.
و المعنى : هل ترضون لأنفسكم - وعبيدكم أمثالكم بشر كبشر وعبيد كعبيد. أن يشارككم بعضهم فيما رزقناكم من الأموال وغيرها.
فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تكونون أنتم وهم فيه على السواء من غير تفضلة بين حر وعبد.
تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ تهابون أن تستبدوا بتصرف دونهم ، وأن تفتاتوا بتدبير عليهم كما يهاب بعضكم بعضا من الأحرار ، فاذا لم ترضوا بذلك لأنفسكم ، فكيف ترضون لرب الأرباب أن تجعلوا بعض عبيده له شركاء.
كَذلِكَ أي مثل هذا التفضيل.
نُفَصِّلُ الْآياتِ نبينها.
[سورة الروم (30) : الآيات 29 الى 30]
بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (29) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30)
29 - بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ :
الَّذِينَ ظَلَمُوا أي أشركوا.
بِغَيْرِ عِلْمٍ أي جاهلين.
مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ أي من خذله.
30 - فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ :
فَأَقِمْ وَجْهَكَ فقوّم وجهك له وعدله غير ملتفت عنه يمينا ولا شمالا.
حَنِيفاً بعيدا عن ضلالهم.
فِطْرَتَ اللَّهِ أي الزموا فطرة اللّه. والفطرة : الخلقة.
لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ أي ما ينبغى أن تبدل تلك الفطرة أو تغير.

(1/4804)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 518
ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ أي ذلك القضاء المستقيم.
[سورة الروم (30) : الآيات 31 الى 35]
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34) أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35)
31 - مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ :
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ راجعين اليه بالتوبة والإخلاص.
32 - مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ :
مِنَ الَّذِينَ بدل من الْمُشْرِكِينَ.
فَرَّقُوا دِينَهُمْ أي جعلوه أديانا مختلفة لاختلاف أهوائهم.
وَ كانُوا شِيَعاً فرقا ، كل واحدة تشايع إمامها الذي أضلها.
كُلُّ حِزْبٍ منهم.
بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ فرح بمذهبه مسرور يحسب باطله حقا.
33 - وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ :
ضُرٌّ شدة.
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ راجعين اليه تائبين.
مِنْهُ خلاصا من تلك الشدة.
34 - لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ :
لِيَكْفُرُوا اللام لام (كى). وقيل هى الأمر ، تحمل معنى التهديد.
فَتَمَتَّعُوا تهديد ووعيد.
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ وبال تمتعكم.
35 - أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ :
سُلْطاناً حجة.

(1/4805)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 519
بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ أي بكونهم باللّه يشركون.
[سورة الروم (30) : الآيات 36 الى 39]
وَ إِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38) وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)
36 - وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ :
رَحْمَةً أي نعمة.
سَيِّئَةٌ أي بلاء.
يَقْنَطُونَ ييأسون من الرحمة والفرح.
37 - أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ :
أي هو الباسط القابض فما لهم يقنطون من رحمة اللّه.
38 - فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ :
فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ صلة الرحم.
وَ الْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ نصيبهما من الصدقة المسماة لهما.
يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ أي يقصدون بمعروفهم إياه خالصا وحقه.
أو يقصدون جهة التقرب الى اللّه لا جهة أخرى.
39 - وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ :
وَ ما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً أي وما أعطيتم أكلة الربا.
لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ ليزيد ويزكو فى أموالهم.
فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ فلا يزكو عند اللّه ولا يبارك فيه.
وَ ما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ أي صدقة.
تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ يبتغون به وجهه خالصا.
فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ذوو الأضعاف من الحسنات.

(1/4806)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 520
[سورة الروم (30) : الآيات 40 الى 43]
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)
40 - اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ :
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هو فاعل هذه الأفعال التي لا يقدر على شىء منها أحد غيره.
هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ الذين اتخذتموهم أندادا.
مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ شيئا قط من تلك الأفعال.
41 - ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ :
فِي الْبَرِّ بإجدابها.
وَ الْبَحْرِ بانقطاع مادته.
بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ بسبب معاصيهم وذنوبهم.
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا أي كان هذا وذاك ليذيقهم وبال بعض أعمالهم فى الدنيا قبل أن يعاقبهم بجميعها فى الآخرة.
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ عما هم عليه.
42 - قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ :
مُشْرِكِينَ باللّه لا يتورعون عن ارتكاب المعاصي.
43 - فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ :
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ أي اجعل وجهتك اتباع الدين ، وهى الإسلام.
الْقَيِّمِ البليغ الاستقامة ، الذي لا يتأتى فيه عوج.
مِنَ اللَّهِ متعلق بقوله يَأْتِيَ ، أي من قبل أن يأتى من اللّه يوم

(1/4807)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 521
لا مرد له. أو متعلق بقوله مَرَدَّ أي لا يرد هو بعد أن يجىء به ، ولا رد له من جهته.
لا مَرَدَّ لَهُ لا صارف له.
يَصَّدَّعُونَ يتفرقون.
[سورة الروم (30) : الآيات 44 الى 47]
مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (45) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)
44 - مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ :
فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ أي جزاء كفره.
فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ أي يسوون لأنفسهم ، ما يسويه لنفسه الذي يمهد فراشه ويوطئه ، لئلا يصيبه فى مضجعه ما ينبّيه عليه وينغص عليه مرقده.
45 - لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ :
لِيَجْزِيَ متعلق بقوله يَمْهَدُونَ تعليل له.
مِنْ فَضْلِهِ مما يتفضل عليهم بعد توفية الواجب من الثواب.
46 - وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ :
مُبَشِّراتٍ بالمطر ، لأنها تتقدمه.
مِنْ رَحْمَتِهِ من الغيث والخصب.
وَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ فى البحر مع هبوبها.
وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ يعنى الرزق بالتجارة.
وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ هذه النعم بالتوحيد والطاعة.
47 - لَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
:

(1/4808)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 522
الْبَيِّناتِ
بالمعجزات.
ْرَمُوا
أي كفروا.
[سورة الروم (30) : الآيات 48 الى 52]
اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52)
48 - اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ :
فَيَبْسُطُهُ متصلا تارة.
وَ يَجْعَلُهُ كِسَفاً قطعا تارة.
فَتَرَى الْوَدْقَ المطر.
يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فى التارتين جميعا.
بِهِ أي بالمطر.
49 - وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ :
لَمُبْلِسِينَ ليائسين من الخير.
50 - فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
إِنَّ ذلِكَ القادر الذي يحيى الأرض بعد موتها.
لَمُحْيِ الْمَوْتى يحيى الناس بعد موتهم.
وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ من المقدورات.
قَدِيرٌ قادر.
51 - وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ :
مُصْفَرًّا غير ممطر.
52 - فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ :
مُدْبِرِينَ لا يلوون على شىء.

(1/4809)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 523
[سورة الروم (30) : الآيات 53 الى 56]
وَ ما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56)
53 - وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ :
إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا أي لا تسمع مواعظ اللّه إلا المؤمنين الذين يصغون إلى آياتنا.
54 - اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ :
مِنْ ضَعْفٍ من نطفة صغيرة ، أو فى حال ضعف ، يعنى حال الطفولة والصغر.
قُوَّةً يعنى الشبيه.
ضَعْفاً يعنى الهرم.
وَ شَيْبَةً وشيبا.
ما يَشاءُ من قوة وضعف.
وَ هُوَ الْعَلِيمُ بتدبيره.
الْقَدِيرُ على إرادته.
55 - وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ :
الْمُجْرِمُونَ المشركون.
يُؤْفَكُونَ يكذبون فى الدنيا ، يقال : أفك الرجل ، على البناء للمجهول ، إذا صرف عن الصدق والخير.
56 - وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ :
فِي كِتابِ اللَّهِ فى علم اللّه وقضائه ، أو فيما كتبه ، أي أوجبه بحكمته.

(1/4810)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 524
[سورة الروم (30) : الآيات 57 الى 60]
فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57) وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ (58) كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (60)
57 - فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ :
يُسْتَعْتَبُونَ يسترضون.
58 - وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ :
مِنْ كُلِّ مَثَلٍ يدلهم على ما يحتاجون اليه وينبههم على التوحيد وصدق الرسل.
بِآيَةٍ بمعجزة.
إِنْ أَنْتُمْ يا معشر المؤمنين.
مُبْطِلُونَ أي تتبعون الباطل والسحر.
59 - كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ :
كَذلِكَ أي كما طبع اللّه على قلوبهم حتى لا يفهموا الآيات عن اللّه فكذلك يطبع.
لا يَعْلَمُونَ أدلة التوحيد.
60 - فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ :
لا يَسْتَخِفَّنَّكَ لا يستفزنك عن دينك.
لا يُوقِنُونَ لا يؤمنون باللّه ورسوله.

(1/4811)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 525
(31) سورة لقمان
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة لقمان (31) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (2) هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8)
1 - الم :
أي هذا القرآن المعجز من هذه الحروف التي منها كلامكم.
2 - تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ :
الْحَكِيمِ ذى الحكمة.
3 - هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ :
لِلْمُحْسِنِينَ الذين يعملون الحسنات المذكورة بعد.
4 - الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ :
يُوقِنُونَ يؤمنون أقوى الايمان.
5 - أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ :
عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ متمكنين من الهدى الذي جاء من ربهم.
6 - وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ :
لَهْوَ الْحَدِيثِ السمر بالأساطير والأحاديث التي لا أصل لها.
7 - وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ :
وَقْراً صمما.
8 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ :

(1/4812)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 526
جَنَّاتُ النَّعِيمِ ينعمون فيها.
[سورة لقمان (31) : آية 9]
خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)
9 - خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا مصدران مؤكدان ، الأول مؤكد لنفسه ، والثاني مؤكد لغيره ، لأن قوله لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ فى معنى وعدهم اللّه جنات النعيم ، فأكد معنى الوعد بالوعد ، وأما حَقًّا فدال على معنى الثبات ، أكد به معنى : الوعد.
الْعَزِيزُ الذي لا يغلبه شىء ولا يعجزه.
الْحَكِيمُ لا يشاء الا ما توجبه الحكمة والعدل.
[سورة لقمان (31) : الآيات 10 الى 12]
خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (11) وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)
10 - خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ :
تَرَوْنَها الضمير للسموات.
رَواسِيَ جبالا راسية.
أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ أي لئلا تميد بكم وتضطرب.
وَ بَثَّ ونشر.
فِيها أي فى الأرض.
مِنْ كُلِّ دابَّةٍ من كل الحيوانات التي تدب وتتحرك.
11 - هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ :
الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ آلهتهم.
12 - وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ :
أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ أن ، مفسرة بمعنى (أي) أي قلنا له : اشكر.
يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ أي يعمل لنفسه ، لأن نفع الثواب عائد عليه.

(1/4813)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 527
وَ مَنْ كَفَرَ بالنعم.
غَنِيٌّ عن عبادة خلقه ، أو غير محتاج الى الشكر.
حَمِيدٌ محمود عند الخلق ، أو حقيق بأن يحمد وان لم يحمده أحد.
[سورة لقمان (31) : الآيات 13 الى 16]
وَ إِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)
13 - وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ :
لَظُلْمٌ عَظِيمٌ لأن التسوية بين من لا نعمة الا هى منه ، وبين من لا نعمة منه البتة ، لا يتصور أن تكن منه ، ظلم لا يكتنه عظمته.
14 - وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ :
وَهْناً عَلى وَهْنٍ تضعف ضعفا فوق ضعف ، أي يتزايد ضعفها ويتضاعف.
وَ فِصالُهُ عن أمه رضاعة ثم يفطم.
أَنِ اشْكُرْ لِي أن ، مفسرة ، أي قلنا له أن اشكر لى ولوالديك.
15 - وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
مَعْرُوفاً صحابا ، أو مصاحبا ، معروفا حسنا بخلق جميل وحلم.
واحتمال وبر وصلة.
مَنْ أَنابَ إِلَيَّ من رجع إلى بالتوحيد والإخلاص.
16 - يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ :
مِثْقالَ حَبَّةٍ من الإساءة أو الإحسان.
فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ فى العالم العلوي أو السفلى.

(1/4814)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 528
يَأْتِ بِهَا اللَّهُ يوم القيامة فيحاسب بها عاملها.
لَطِيفٌ يتوصل علمه الى كل خفى.
خَبِيرٌ عالم بكنهه.
[سورة لقمان (31) : الآيات 17 الى 20]
يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (20)
17 - يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ :
إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ أي مما عزمه اللّه من الأمور ، أي قطعه قطع إيجاب وإلزام.
18 - وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ :
وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لا تمله تكبرا.
مَرَحاً أشرا وبطرا.
19 - وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ :
وَ اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ اعدل فيه حتى يكون مشيا بين مشيين ، لا تدب دبيب المتماوتين ولا تثب وثيب الشطار.
وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ وانقص منه وأقصر.
إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ أوحشها.
20 - أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ :
وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ عمكم بها.
ظاهِرَةً مما يعلم بالمشاهدة.
وَ باطِنَةً مما لا يعلم الا بدليل ، أو لا يعلم أصلا.

(1/4815)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 529
[سورة لقمان (31) : الآيات 21 الى 25]
وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَ لَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (21) وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (24) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (25)
21 - وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَ لَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ :
أَ وَلَوْ أي أيتبعونهم ولو كان الشيطان يدعوهم ، أي فى حال دعاء الشيطان إياهم الى العذاب.
22 - وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ :
وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ أي ومن جعل وجهه ، وهو ذاته ونفسه ، سالما للّه ، أي خالصا له. والمراد التوكل عليه والتفويض اليه.
وَ هُوَ مُحْسِنٌ أي وهو عامر قلبه بالايمان.
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ أي مثله فى ذلك مثل من استمسك بأوثق عروة ، من حبل متين مأمون انقطاعه.
وَ إِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ أي صائر اليه فمجاز عليها.
23 - وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ :
عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ يعلم ما فى صدور عباده ، فيفعل بهم على حسبه.
24 - نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ :
قَلِيلًا زمانا قليلا بدنياهم.
ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ جعل إلزامهم التعذيب كاضطرار المضطر الى الشيء لا يقدر على الانفكاك منه.
غَلِيظٍ أي شديد ثقيل على المعذب.
25 - وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ :
قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الزام لهم على إقرارهم بأن الذي خلق السموات

(1/4816)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 530
و الأرض هو اللّه وحده وأنه يجب أن يكون له الحمد والشكر ، وألا يعبد معه غيره.
لا يَعْلَمُونَ أن ذلك يلزمهم ، وإذا نبهوا اليه لم ينتهوا.
[سورة لقمان (31) : الآيات 26 الى 29]
لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29)
26 - لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ :
الْغَنِيُّ عن حمد الحامدين.
الْحَمِيدُ المستحق للحمد وان لم يحمدوه.
27 - وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ :
ما نَفِدَتْ ما فنيت.
عَزِيزٌ لا يعجزه شىء.
حَكِيمٌ لا يخرج من علمه وحكمته شى.
28 - ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ :
إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ الا كخلقها وبعثها ، أي سواء فى قدرته القليل والكثير ، والواحد والجمع لا يتفاوت.
سَمِيعٌ بَصِيرٌ يسمع كل صوت ، ويبصر كل مبصر فى حالة واحدة ، لا يشغله ادراك بعضها عن ادراك بعض ، فكذلك الخلق والبعث.
29 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ :
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ يجعلهما متعاقبين.
كُلٌّ يَجْرِي فى فلكه.
إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى الى يوم القيامة.

(1/4817)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 531
[سورة لقمان (31) : الآيات 30 الى 33]
ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32) يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)
30 - ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ :
ذلِكَ الذي وصف من عجائب قدرته وحكمته التي يعجز عنها الأحياء القادرون العالمون فكيف بالجماد الذي تدعونه من دون اللّه.
بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ انما هو بسبب أنه الحق الثابت إلاهيته ، وأن من دونه باطل الإلهية.
الْعَلِيُّ الشأن.
الْكَبِيرُ السلطان.
31 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ :
صَبَّارٍ على بلائه.
شَكُورٍ لنعمائه.
32 - وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ :
كَالظُّلَلِ جمع ظلة ، وهى ما أظلك من جبل أو سحاب أو غيرهما.
فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ متوسط فى الكفر والظلم ، أو مقتصد فى الإخلاص الذي كان عليه فى البحر. يعنى أن ذلك الإخلاص الحادث عند الخوف لا يبقى لأحد قط ، والمقتصد قليل نادر.
خَتَّارٍ شديد الغدر.
33 - يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ :
لا يَجْزِي لا يقضى عنه شيئا.

(1/4818)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 532
الْغَرُورُ الشيطان.
[سورة لقمان (31) : آية 34]
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)
34 - إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ :
عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ متى تقوم.
وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ يمطركم من السماء مطرا به حياتكم.
وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ أذكر أم أنثى ، أتام أم ناقص ، وما غير هذا من الأحوال.
ما ذا تَكْسِبُ غَداً من خير أو شر.

(1/4819)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 533
(32) سورة السجدة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة السجده (32) : الآيات 1 الى 5]
ه لا رَيْبَ فِيهِ والكتاب ، يعنى القرآن الكريم ، وقيل : خبره مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ. وقوله لا رَيْبَ فِيهِ اعتراض.
لا رَيْبَ فِيهِ الضمير فى فِيهِ راجع إلى مضمون الجملة ، كأنه قيل : لا ريب فى ذلك ، أي فى كونه منزلا من رب العالمين. والريب :
الشك.
3 - أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ :
افْتَراهُ اختلقه.
مِنْ قَبْلِكَ وذلك أن قريشا لم يبعث اللّه إليهم رسولا قبل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
4 - اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ :
مِنْ وَلِيٍّ ناصر ينصركم.
وَ لا شَفِيعٍ يشفع لكم.
5 - يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ :
الْأَمْرَ المأمور به من الطاعات والأعمال الصالحة ينزله مدبرا.

(1/4820)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 534
ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ثم يصير اليه ويثبت عنده.
فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ يوم القيامة.
[سورة السجده (32) : الآيات 6 الى 9]
ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (9)
6 - ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ :
الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أي ما غاب عن الخلق وما حضرهم.
7 - الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ :
أَحْسَنَ أتقن وأحكم.
بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ يعنى آدم عليه السلام.
8 - ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ :
مَهِينٍ ضعيف.
9 - ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ :
ثُمَّ سَوَّاهُ أي سوى خلق آدم.
[سورة السجده (32) : الآيات 10 الى 11]
وَ قالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (10) قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)
10 - وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ :
ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أي هلكنا وبطلنا وصرنا ترابا.
أَ إِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أي نخلق بعد ذلك خلقا جديدا.
بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ أي ليس لهم جحود قدرة اللّه تعالى عن الاعادة ، لأنهم يعترفون بقدرته ، ولكنهم اعتقدوا أن لا حساب عليهم ، وأنهم لا يلقون اللّه تعالى.
11 - قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ :
يَتَوَفَّاكُمْ يستوفى أرواحكم ثم يقبضها.
مَلَكُ الْمَوْتِ عزرائيل.

(1/4821)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 535
وُكِّلَ بِكُمْ بقبض أرواحكم.
[سورة السجده (32) : الآيات 12 الى 15]
وَ لَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14) إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15)
12 - وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ :
وَ لَوْ تَرى يا محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ من الندم والخزي والحزن والذل والغم.
عِنْدَ رَبِّهِمْ عند محاسبة ربهم لهم.
رَبَّنا أي يقولون ربنا.
أَبْصَرْنا صدق وعدك ، أو أبصرنا ما كنا نكذب.
وَ سَمِعْنا ما كنا ننكر ، أو تصديق رسلك.
مُوقِنُونَ مصدقون بالبعث.
13 - وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ :
وَ لكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي أي حق القول منى لأعذبن من عصانى بنار جهنم.
14 - فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
بِما نَسِيتُمْ أي بترككم الايمان بالبعث فى هذا اليوم.
نَسِيناكُمْ تركناكم من الخير. أو تركناكم فى العذاب.
بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فى الدنيا من المعاصي.
15 - إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ :
إِذا ذُكِّرُوا بِها وعظوا بها.
خَرُّوا سُجَّداً وقعوا على الأرض ساجدين تواضعا للّه وخشوعا.

(1/4822)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 536
وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وأثنوا عليه حامدين له.
وَ هُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ كما يفعل من يتولى عنادا كأن لم يسمعها.
[سورة السجده (32) : الآيات 16 الى 19]
تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (19)
16 - تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ :
تَتَجافى ترتفع وتتنحى.
عَنِ الْمَضاجِعِ عن الفرش ومواضع النوم.
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ داعين ربهم عابدين له.
خَوْفاً من سخطه.
وَ طَمَعاً فى رحمته.
17 - فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ :
فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ أي : لا تعلم النفوس كلهن.
ما أُخْفِيَ لَهُمْ ما ، بمعنى الذي ، أو بمعنى : أي شىء ، أي لا تعلم النفوس ما ادخر لها من عظيم الثواب ، أخفاه اللّه من جميع خلائقه ، لا يعلمه الا هو.
قُرَّةِ أَعْيُنٍ مما تقر به عيونهم.
18 - أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ :
مُؤْمِناً محمول على لفظ من.
فاسِقاً محمول على لفظ من.
لا يَسْتَوُونَ محمول على معنى من.
19 - أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا بِما كانُوا يَعْمَلُونَ :
نُزُلًا عطاء.

(1/4823)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 537
بِما كانُوا يَعْمَلُونَ بأعمالهم.
[سورة السجده (32) : الآيات 20 الى 24]
وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (23) وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ (24)
20 - وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ :
فَسَقُوا خرجوا عن الإيمان الى الكفر.
فَمَأْواهُمُ أي ملجؤهم ومنزلهم.
21 - وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ :
مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى عذاب الدنيا.
الْعَذابِ الْأَكْبَرِ عذاب الآخرة.
أي نذيقهم عذاب الدنيا قبل أن يصلوا الى عذاب الآخرة.
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ أي يتوبون عن الكفر.
22 - وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ :
ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها ثم ، للاستبعاد ، أي ان الاعراض عن آيات اللّه بعد وضوحها والتذكير بها مستبعد عقلا وعدلا.
23 - وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ :
أي إنا آتينا موسى عليه السلام مثل ما آتيناك من الكتاب ، ولقيناه مثل ما لقيناك من الوحى ، فلا تكن فى شك من أنك لقيت مثله ولقيت نظيره.
24 - وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ :
يَهْدُونَ الناس ويدعونهم إلى ما فى التوراة من دين اللّه وشرائعه.
لَمَّا صَبَرُوا لصبرهم.

(1/4824)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 538
وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ وإيقانهم بالآيات.
[سورة السجده (32) : الآيات 25 الى 29]
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25) أَوَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ (26) أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (27) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (29)
25 - إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ :
يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يقضى بينهم.
فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ فيميز المحق من المبطل.
26 - أَوَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ :
أَ وَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ أي : أو لم يهد اللّه ويبين.
الْقُرُونِ عاد وثمود وقوم لوط.
يَمْشُونَ الضمير لأهل مكة.
فِي مَساكِنِهِمْ أي مساكن المهلكين ، أي يمرون على ديارهم.
27 - أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ :
الْجُرُزِ لا نبات فيها.
مِنْهُ من الزرع.
أَنْعامُهُمْ من عصفه.
وَ أَنْفُسُهُمْ من حبه.
28 - وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :
الْفَتْحُ النصر ، أو الفصل بالحكومة.
صادِقِينَ فى أنه كائن.
29 - قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ :

(1/4825)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 539
يَوْمَ الْفَتْحِ يوم القيامة ، وهو يوم الفصل بين المؤمنين وأعدائهم ، ويوم ينصرهم عليهم.
يُنْظَرُونَ يمهلون.
[سورة السجده (32) : آية 30]
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)
30 - فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ :
وَ انْتَظِرْ النصرة عليهم وهلاكهم.
إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ الغلبة عليكم وهلاككم.

(1/4826)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 540
(33) سورة الأحزاب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (1) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (3) ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)
1 - يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً :
اتَّقِ اللَّهَ فى نبذ الموادعة ،
فقد روى أن أبا سفيان بن حرب وجماعة معه قدموا عليه فى الموادعة التي كانت بينه وبينهم ، وقالوا للنبى صلّى اللّه عليه وآله وسلم :
لا تعب آلهتنا ونحن ندعك وربك. فشق ذلك على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم وعلى المؤمنين وهموا بقتلهم. فنزلت هذه الآية.
عَلِيماً بالصواب من الخطأ.
حَكِيماً لا يفعل شيئا ولا يأمر به الا بداعي الحكمة.
2 - وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً :
وَ اتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فى ترك طاعة الكافرين والمنافقين ومن إليهم.
إِنَّ اللَّهَ الذي يوحى إليك.
كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً خبير بما تعملون ، نوح إليك ما يصلح به أعمالكم.
3 - وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا :
وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وأسند أمرك اليه وكله الى تدبيره.
وَكِيلًا حافظا موكولا اليه كل أمر.
4 - ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ :
مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ أي ما جمع اللّه قلبين فى جوف.

(1/4827)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 541
وَ ما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ ولا زوجية وأمومة فى امرأة.
تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أي تحرموهن على أنفسكم بقولكم لهن : أنت على كظهر أمي.
وَ ما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ وهم الذين يدعون أولادا.
ذلِكُمْ النسب.
قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ هذا ابني لا غير ، من غير أن يواطئه اعتقادا لصحته وكونه حقا.
وَ اللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لا يقول الا ما هو حق ظاهره وباطنه.
وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ولا يهدى الا سبيل الحق.
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 5 الى 6]
ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (5) النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (6)
5 - ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً :
هُوَ أَقْسَطُ أدخل الأمرين فى القسط والعدل.
فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ تعلمون لهم آباء تنسبونهم إليهم.
فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ فهم إخوانكم فى الدين.
وَ مَوالِيكُمْ وأولياؤكم فيه.
وَ لكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ فيه الجناح والإثم.
والمعنى : لا اثم عليكم فيما فعلتموه من ذلك مخطئين جاهلين قبل ورود النهى ، ولكن الإثم فيما تعمدتموه بعد النهى.
6 - النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً :
أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ فى كل شىء من أمور الدين والدنيا.

(1/4828)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 542
مِنْ أَنْفُسِهِمْ أي فيجب عليهم أن يكون أحب إليهم من أنفسهم ، وحكمه أنفذ عليهم من حكمها.
وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ تشبيه لهن بالأمهات فى بعض الأحكام ، وهو وجوب تعظيمهن واحترامهن وتحريم نكاحهن.
وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ أي أولو الأرحام بحق القرابة أولى بالميراث من المؤمنين بحق الولاية ، ومن المهاجرين بحق الهجرة.
ذلِكَ اشارة الى ما ذكر فى الآيتين جميعا.
مَسْطُوراً مقررا لا يعتريه تبديل.
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 7 الى 9]
وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (7) لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً (8) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9)
7 - وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً :
وَ إِذْ واذكر حين.
مِنَ النَّبِيِّينَ جميعا.
مِيثاقَهُمْ بتبليغ الرسالة والدعاء الى الدين القيم.
وَ مِنْكَ خصوصا.
غَلِيظاً عظيم الشأن.
8 - لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً :
لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ اللّه يوم القيامة عند تواقف الأشهاد المؤمنين الذين صدقوا عهدهم ووفوا به.
عَنْ صِدْقِهِمْ عهدهم وشهادتهم ، فيشهد لهم الأنبياء بأنهم صدقوا عهدهم وشهادتهم وكانوا مؤمنين.
أو ليسأل المصدقين للأنبياء عن تصديقهم ، لأن من قال للصادق :
صدقت ، كان صادقا فى قوله.
أو ليسأل الأنبياء ما الذي أجابتهم به أممهم.
9 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً :

(1/4829)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 543
اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ما أنعم اللّه عليكم يوم الأحزاب ، وهو يوم الخندق.
إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ وهم الأحزاب.
رِيحاً ريح الصبا.
وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وهم الملائكة.
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 10 الى 12]
إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً (12)
10 - إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا :
مِنْ فَوْقِكُمْ من أعلى الوادي من قبل المشرق : بنو غطفان.
وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ من أسفل الوادي من قبل المغرب : قريش ، تحزبوا.
زاغَتِ الْأَبْصارُ مالت عن مستوى نظرها حيرة وشخوصا.
وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا خطاب للذين آمنوا ، ومنهم الثابت قلوبهم والأقدام ، والضعاف القلوب الذين هم على حرف.
وقيل : ظنوا ظنونا مختلفة ، ظن المنافقون أن المؤمنين يستأصلون ، وظن المؤمنون أنهم يبتلون.
11 - هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً :
ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ بالخوف والقتال والجوع والحصر والنزال.
وَ زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً أي حركوا تحريكا شديدا.
12 - وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً :
إِلَّا غُرُوراً أي باطلا من القول.
ويقال ان قائله هو معتب بن قشير حين رأى الأحزاب ، فقال :
يعدنا محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم فتح فارس والروم وأحدنا لا يقدر أن يتبرز فرقا ، ما هذا الا وعد غرور.

(1/4830)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 544
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 13 الى 16]
وَ إِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلاَّ يَسِيراً (14) وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلاً (15) قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (16)
13 - وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً :
يا أَهْلَ يَثْرِبَ يأهل المدينة.
لا مُقامَ لَكُمْ لا قرار لكم هنا ، هذا على من قرأ بالضم ، أو لا مكان تقيمون فيه أو تقومون ، على من قرأ بالفتح.
فَارْجِعُوا الى المدينة.
عَوْرَةٌ فيها خلل يخاف منه العدو والسارق ، يعتذرون أن بيوتهم معرضة للعدو وممكنة للسراق.
إِلَّا فِراراً هربا من المعركة.
14 - وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً :
الْفِتْنَةَ أي الردة والرجعة الى الكفر ومقاتلة المسلمين.
لَآتَوْها فجاءوها وفعلوها.
وَ ما تَلَبَّثُوا بِها وما ألبثوا إعطاءها.
إِلَّا يَسِيراً ريثما يكون السؤال والجواب من غير توقف ، أو ما لبثوا بالمدينة بعد ارتدادهم الا يسيرا ، فان اللّه يهلكهم.
15 - وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلًا :
مِنْ قَبْلُ يوم أحد بعد ما نزل فيهم ما نزل.
مَسْؤُلًا مطلوبا مقتضى حتى يؤتى به.
16 - قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا :
لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ مما لا بد لكم من نزوله بكم.

(1/4831)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 545
إِلَّا قَلِيلًا وان نفعكم الفرار مثلا فمنعتم بالتأخير ، لم يكن ذلك التمتيع الا قليلا.
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 17 الى 20]
قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (17) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً (20)
17 - قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً :
إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً معناه : أو يصيبكم بسوء ان أراد بكم رحمة ، فاختصر ، أو حمل الثاني على الأول لما فى العصمة من معنى المنع.
18 - قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا :
الْمُعَوِّقِينَ المثبطين عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم ، وهم المنافقون.
هَلُمَّ إِلَيْنا أي قربوا أنفسكم إلينا.
إِلَّا قَلِيلًا الا اثباتا قليلا ، يخرجون مع المؤمنين يوهمونهم أنهم معهم ، ولا تراهم يبارزون ويقاتلون الا شيئا قليلا إذا اضطروا اليه.
19 - أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً :
يَسِيراً أي ان أعمالهم حقيقة بالإحباط ، تدعو اليه الدواعي ، ولا يصرف عنه صارف.
20 - يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا :
يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا يحسبون أن الأحزاب لم ينهزموا ، وقد انهزموا فانصرفوا عن الخندق الى المدينة راجعين لما نزل بهم من الخوف الشديد ودخلهم من الجبن المفرط.

(1/4832)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 546
وَ إِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ كرة ثانية.
يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ تمنوا لخوفهم مما منوا به هذه الكرة أنهم خارجون الى البدو وحاصلون بين الأعراب.
يَسْئَلُونَ كل قادم منهم من جانب المدينة.
عَنْ أَنْبائِكُمْ عن أخباركم وعما جرى عليكم.
وَ لَوْ كانُوا فِيكُمْ ولم يرجعوا الى المدينة.
ما قاتَلُوا وكان قتال لم يقاتلوا الا تعلة ورياء وسمعة.
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 21 الى 24]
لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلاَّ إِيماناً وَتَسْلِيماً (22) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (24)
21 - لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً :
أُسْوَةٌ قدوة ، حيث بذل نفسه لنصرة دين اللّه فى الخروج الى الخندق.
22 - وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً :
إِيماناً باللّه.
وَ تَسْلِيماً لقضائه وقدره.
23 - مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا :
مَنْ قَضى نَحْبَهُ يعنى حمزة ومصعبا.
مَنْ يَنْتَظِرُ يعنى عثمان وطلحة.
وَ ما بَدَّلُوا العهد ولا غيروه.
24 - لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً :
إِنْ شاءَ إذا لم يتوبوا.
أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إذا تابوا.

(1/4833)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 547
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 25 الى 29]
وَ رَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (27) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29)
25 - وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً :
الَّذِينَ كَفَرُوا الأحزاب.
بِغَيْظِهِمْ مغيظين.
لَمْ يَنالُوا خَيْراً غير ظافرين.
وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ بالريح.
26 - وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً :
ظاهَرُوهُمْ عاونوهم ، أي عاونوا الأحزاب.
مِنْ صَياصِيهِمْ من حصونهم ، يعنى بنى قريظة ، فقد حاصرهم الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار ، ورضوا أن بنزلوا على حكم سعد بن معاذ ، فحكم فيهم بأن يقتل مقاتلوهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم.
27 - وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً :
وَ أَرْضاً لَمْ تَطَؤُها يعنى فارس والروم. وقيل : حنين ، ولم يكونوا نالوها.
28 - يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا :
أُمَتِّعْكُنَّ أعطيكن متعة الطلاق.
سَراحاً جَمِيلًا من غير ضرار.
29 - وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً :
مِنْكُنَّ للبيان لا للتبعيض.

(1/4834)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 548
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 30 الى 33]
يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً (31) يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33)
30 - يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً :
بِفاحِشَةٍ سيئة بليغة فى القبح ، وهى الكبيرة.
مُبَيِّنَةٍ ظاهر فحشها ، والمراد عصيانهن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ونشوزهن وطلبهن منه ما يشق عليه وما يضيق به ذرعه ويغتم لأجله.
وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً إيذانا بأن كونهن نساء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم ليس بمغن عنهن شيئا.
31 - وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً :
وَ مَنْ يَقْنُتْ القنوت : الطاعة.
مَرَّتَيْنِ ضوعف أجرهن لطلبهن رضا الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
32 - يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً :
كَأَحَدٍ أحد ، بمعنى : وحد ، وهو الواحد ، ثم وضع فى النفي العام مستويا فيه المذكر والمؤنث والواحد وما وراءه.
والمعنى : لستن كجماعة من جماعات النساء ، أي إذا تقصيت جماعة جماعة لم توجد منهن جماعة واحدة تساويكن فى الفضل والسابقة.
إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ان أردتن التقوى ، أو ان كنتن متقيات.
فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فلا تجبن بقولكن خاضعا ، لينا خنثا.
مَرَضٌ أي ريبة وفجور.
قَوْلًا مَعْرُوفاً بعيدا من طمع المريب بجد وخشونة.
33 - وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً :
وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ والزمن بيوتكن.

(1/4835)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 549
وَ لا تَبَرَّجْنَ ولا تظهرن ما ستر من محاسن.
الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى القديمة.
الرِّجْسَ الإثم.
أَهْلَ الْبَيْتِ نصب على النداء ، أو على المدح.
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 34 الى 37]
وَ اذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (34) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35) وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (36) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (37)
34 - وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً :
لَطِيفاً بكن.
خَبِيراً حين علم ما ينفعكن ويصلحكن فى دينكن.
35 - إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً :
الْقانِتِينَ العابدين المطيعين.
36 - وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً :
أَمْراً من الأمور.
أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ أن يختاروا من أمرهم ما شاءوا.
37 - وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا :
أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بالإسلام.
وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ بما وفقك اللّه فيه ، وهو زيد بن حارثة مولاه.
أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ يعنى زينب بنت جحش ، وهى بنت عمته

(1/4836)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 550
أميمة بنت عبد المطلب ، و
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم هو الذي خطبها عليه ، فأبت وأبى أخوها عبد اللّه فنزلت الآية السابقة ، فرضيا ، فأنكحها إياه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم وساق عنه إليها مهرها ثم رغب عنها زيد بن حارثة بعد أن دخل بها.
وَ اتَّقِ اللَّهَ وأحسن اللّه فيما أنت عازم عليه من فراقها ، والخطاب لزيد بن حارثة.
وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ ما اللّه مظهره من أنه سيطلقها وأنك ستتزوجها.
وَ تَخْشَى النَّاسَ وتخاف أن يعيبك الناس على ذلك.
وَطَراً حاجته وطلقها.
حَرَجٌ مانع.
فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ فى التزوج بزوجات من كانوا يتبنونهم.
وكانت تلك عادة العرب يتحرجون فى أن يتزوجوا زوجات أدعيائهم بعد أن يطلقن.
وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا أي وكان أمر اللّه الذي يريد أن يكونه مفعولا مكونا لا محالة.
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 38 الى 39]
ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً (39)
38 - ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً :
فَرَضَ اللَّهُ قسم له وأوجب.
سُنَّةَ اللَّهِ اسم موضوع موضع المصدر ، مؤكد لقوله ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ كأنه قيل : سن اللّه ذلك سنة فى الأنبياء الماضين ، وهو أن لا يحرج عليهم فى الإقدام على ما أباح لهم ووسع عليهم فى باب النكاح وغيره.
فِي الَّذِينَ خَلَوْا فى الأنبياء الذين مضوا.
39 - الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً :

(1/4837)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 551
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ فى محل جر على الوصف للأنبياء أو الرفع والنصب على المدح ، على : هم الذين يبلغون ، أو على : أعنى الذين يبلغون.
حَسِيباً كافيا للمخاوف ، أو محاسبا على الصغيرة والكبيرة ، فيجب أن يكون حق الخشية من مثله.
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 40 الى 44]
ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (40) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44)
40 - ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً :
ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ أي أبا رجل منكم على الحقيقة ، حتى يثبت بينه وبينه ما يثبت بين الأب وولده من حرمة الصهر والنكاح.
وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ ولكن كان رسول اللّه ، وكل رسول أبو أمته فيما يرجع إلى وجوب التوقير والتعظيم له عليهم.
وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ وكان خاتم النبيين.
41 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً :
اذْكُرُوا اللَّهَ حمدا وثناء وتقديسا وتهليلا وتكبيرا.
كَثِيراً وأكثروا ذلك.
42 - وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا :
وَ سَبِّحُوهُ ونزهوه عما لا يجوز عليه من الصفات.
بُكْرَةً وَأَصِيلًا أي فى كافة الأوقات.
43 - هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً :
يُصَلِّي عَلَيْكُمْ يترحم عليكم.
وَ مَلائِكَتُهُ هو قولهم : اللهم صل على المؤمنين.
44 - تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً :
تَحِيَّتُهُمْ من اضافة المصدر الى المفعول ، أي يحيون يوم القيامة بسلام.

(1/4838)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 552
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 45 الى 50]
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً (47) وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (48) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (49)
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللاَّتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (50)
45 - يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً :
شاهِداً على من بعث لهم ، وعلى تكذيبهم وتصديقهم.
وَ مُبَشِّراً بالثواب لمن آمن.
وَ نَذِيراً بالعقاب لمن كفر.
46 - وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً :
بِإِذْنِهِ بتسهيله وتيسيره.
47 - وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً :
فَضْلًا ثوابا.
48 - وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا :
وَ دَعْ أَذاهُمْ أي أعرض عما يؤذونك به قولا أو فعلا.
وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فهو يكفيكهم.
49 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلًا :
إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ عقدتم عليهن.
مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ من قبل أن تدخلوا بهن.
تَعْتَدُّونَها تستوفون عددها.
50 - يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي
ً
بذات الصدور.
حَلِيماً لا يعاجل بالعقاب.
52 - لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً :
إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ من إماء.

(1/4839)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 554
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 53 الى 55]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54) لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَّ وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (55)
53 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً :
أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ فى معنى الظرف ، تقديره : وقت أن يؤذن لكم.
غَيْرَ ناظِرِينَ غير منتظرين.
إِناهُ إدراكه.
وَ لا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ نهوا عن أن يطيلوا الجلوس يستأنس بعضهم ببعض لأجل حديث يحدثه به.
فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ أي من إخراجكم.
مَتاعاً حاجة.
فَسْئَلُوهُنَّ المتاع.
وَ ما كانَ لَكُمْ ما صح لكم.
54 - إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً :
إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً من نكاحهن على ألسنتكم.
أَوْ تُخْفُوهُ فى صدوركم.
عَلِيماً يعلم ذلك كله فيعاقبكم به.
55 - لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَّ وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً :
لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ أي لا إثم عليهن.
فِي آبائِهِنَّ فى أن لا يحتجبن عن هؤلاء.

(1/4840)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 555
وَ اتَّقِينَ اللَّهَ فيما أمرتن به من الاحتجاب ، وأنزل فيه الوحى من الاستتار.
إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ من السر والعلن وظاهر الحجاب وباطنه.
شَهِيداً لا تتفاوت فى علمه الأحوال.
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 56 الى 59]
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (58) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (59)
56 - إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً :
الصلاة من اللّه رحمته ورضوانه.
ومن الملائكة الدعاء والاستغفار.
ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره.
57 - إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً :
يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يفعلون ما يكرهانه ولا يرضيانه.
58 - وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً :
بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا بغير جناية واستحقاق للأذى.
بُهْتاناً وزر كذبهم.
وَ إِثْماً مُبِيناً وأتوا ذنبا ظاهر القبح.
59 - يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً :
يُدْنِينَ يرخين.
مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ الجلباب : ثوب واسع أوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المرأة على رأسها وتبقى منه ما ترسله على صدرها.
ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ أي أولى وأجدر بأن يعرفن.

(1/4841)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 556
فَلا يُؤْذَيْنَ فلا يتعرض لهن ولا يلقين ما يكرهن.
غَفُوراً رَحِيماً لما سلف.
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 60 الى 63]
لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلاَّ قَلِيلاً (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (62) يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً (63)
60 - لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا :
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ضعف ايمان.
وَ الْمُرْجِفُونَ الذين يشيعون أخبار السوء عن سرايا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم.
لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ لنأمرنك بأن تفعل بهم الأفاعيل التي تسوءهم ، وسمى هذا إغراء ، وهو التحريش ، على سبيل المجاز.
ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ ثم بأن تضطرهم الى طلب الجلاء عن المدينة وإلى أن لا يساكنوك فيها.
إِلَّا قَلِيلًا الا زمنا قليلا ريثما يرتحلون.
61 - مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا :
مَلْعُونِينَ نصب على الشتم ، والحال ، أي لا يجاورونك الا ملعونين.
أَيْنَما ثُقِفُوا أينما وجدوا.
62 - سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا :
سُنَّةَ اللَّهِ فى موضع مصدر مؤكد ، أي سن اللّه فى الذين ينافقون الأنبياء أن يقتلوا حيثما ثقفوا.
فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ أي كما قتل أهل بدر وأسروا.
63 - يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً :
قَرِيباً أي شيئا قريبا.

(1/4842)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 557
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 64 الى 71]
إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً (64) خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (66) وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (67) رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68)
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً (69) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)
64 - إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً :
سَعِيراً نارا مسعورة شديدة الاتقاد.
65 - خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً :
وَلِيًّا من يتولونه.
وَ لا نَصِيراً من ينصرهم من دون اللّه.
66 - يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا :
تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ تبدل من حال الى حال.
67 - وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا :
فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا حادوا بنا عن طريق الهدى.
68 - رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً :
ضِعْفَيْنِ ضعفا لضلالهم وضعفا لإضلالهم.
69 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً :
آذَوْا مُوسى فى اتهامهم إياه بقتل هارون وكان خرج معه الى الجبل فمات هناك.
وَجِيهاً ذا جاه ومنزلة عنده.
70 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً :
سَدِيداً قاصدا الى الحق والسداد.
71 - يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً :
وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فيما أمر به ونهى عنه.

(1/4843)


الموسوعة القرآنية ، ج 10 ، ص : 558
[سورة الأحزاب (33) : الآيات 72 الى 73]
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (73)
72 - إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا :
الْأَمانَةَ الطاعة ، لأنها لازمة الوجود ، كما أن الأمانة لازمة الأداء ، وعرضها على الجمادات وإباؤها وإشفاقها مجاز.
فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها أي فأبين إلا أن يؤدينها ، يعنى الانقياد لأمر اللّه عز وجل.
وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ أي وأبى الإنسان الا أن يكون محتملا لها لا يؤديها.
يقال : فلان حامل للأمانة ومحتمل لها ، أي انه لا يؤديها إلى صاحبها حتى تزول عن ذمته ويخرج عن عهدتها ، لأن الأمانة كأنها راكبة للمؤتمن عليها وهو حاملها ، فإذا أداها لم تبق راكبة له ولا هو حاملا لها.
ظَلُوماً جَهُولًا حيث حمل الأمانة ثم لم يف بها.
73 - لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً :
لِيُعَذِّبَ لام التعليل على طريق المجاز ، لأن التعذيب نتيجة حمل الأمانة.

(1/4844)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 3
الجزء الحادي عشر
تتمة الباب الرابع عشر تفسير القرآن الكريم

(1/4845)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 5
34 سورة سبأ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة سبإ (34) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (3)
1 - الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ :
وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ أي هو المحمود على نعم الآخرة ، وهو الثواب.
وَ هُوَ الْحَكِيمُ الذي أحكم أمور الدارين ودبرها بحكمته.
الْخَبِيرُ بكل كائن يكون.
2 - يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ :
ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ من الغيث أو من الكنوز والدفائن ، وجميع ما هى له كفات.
وَ ما يَخْرُجُ مِنْها من النبت.
وَ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ من الأمطار.
وَ ما يَعْرُجُ فِيها من الملائكة.
وَ هُوَ مع كثرة نعمه وسبوغ فضله.
الرَّحِيمُ الْغَفُورُ للمفرطين فى أداء مواجب شكرها.
3 - وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ :
لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ نفى للبعث وانكار لمجىء الساعة.
عالِمِ الْغَيْبِ الخفيات.
لا يَعْزُبُ عَنْهُ لا يبعد عنه ولا يغيب.

(1/4846)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 6
مِثْقالُ ذَرَّةٍ مقدر أصغر نملة.
مِنْ ذلِكَ من مثقال ذرة.
[سورة سبإ (34) : الآيات 4 الى 7]
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7)
4 - لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ :
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بالثواب.
أُولئِكَ يعنى المؤمنين.
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ لذنوبهم.
وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ وهو الجنة.
5 - وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ :
وَ الَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا أجهدوا أنفسهم فى محاربة القرآن.
مُعاجِزِينَ مغالبين أمر الله فى نصر رسوله.
رِجْزٍ الرجز : سوء العذاب.
6 - وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ :
يَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ويعلم أولو العلم.
الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مفعول أول.
هُوَ ضمير فصل.
الْحَقَّ مفعول ثان.
وَ يَهْدِي وهو الذي يهدى.
إِلى صِراطِ إلى طريق الله.
الْعَزِيزِ الغالب على كل شىء.
الْحَمِيدِ المستحق بكل ثناء.
7 - وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ :
وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا قال بعضهم لبعض.

(1/4847)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 7
عَلى رَجُلٍ يعنون محمدا صلى اللّه عليه وسلم.
يُنَبِّئُكُمْ يحدثكم بأعجوبة من الأعاجيب.
إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ بعد أن تكونوا رفاتا وترابا ويمزق البلى أجسادكم كل ممزق ، أي يفرقكم ويبدد أجزاءكم كل تبديد.
إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ إنكم تبعثون وتنشئون خلقا جديدا.
[سورة سبإ (34) : الآيات 8 الى 9]
أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ (8) أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)
8 - أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ :
أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أهو مفتر على اللّه كذبا فيما ينسب إليه من ذلك.
أَمْ بِهِ جِنَّةٌ أم به جنون يوهمه فى ذلك ويلقيه على لسانه.
بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أي ليس محمد صلّى اللّه عليه وسلم من الافتراء والجنون فى شىء وهو مبرأ منها ، بل هؤلاء القائلون الكافرون بالبعث.
فِي الْعَذابِ واقعون فى عذاب النار.
وَ الضَّلالِ الْبَعِيدِ وفيما يؤديهم اليه من الضلال عن الحق.
9 - أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ :
كِسَفاً قطعا.
إِنَّ فِي ذلِكَ النظر الى السماء والأرض والفكر فيهما وما يدلان عليه من قدرة اللّه.
لَآيَةً لدلالة.
لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ راجع الى ربه مطيع له.
[سورة سبإ (34) : آية 10]
وَ لَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10)
10 - وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ :
يا جِبالُ بدل من قوله فَضْلًا أو من قوله آتَيْنا على تقدير : قولنا يا جبال ، أو : قلنا : يا جبال.

(1/4848)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 8
أَوِّبِي مَعَهُ أي رجعى معه التسبيح ، أو رجعى معه فى التسبيح كلما رجع فيه ، لأنه إذا رجعه فقد رجع فيه.
ومعنى تسبيح الجبال : أن يخلق اللّه تعالى فيها تسبيحا ، فيسمع منها ما يسمع من المسبح.
وَ الطَّيْرَ رفعا ونصبا ، عطفا على لفظ الجبال ومحلها وجوزوا أن ينتصب مفعولا معه ، وأن يعطف على فَضْلًا بمعنى : وسخرنا له الطير.
وَ أَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ جعلناه له لينا كالطين والعجين.
[سورة سبإ (34) : الآيات 11 الى 12]
أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ (12)
11 - أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ :
أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ أي دروعا سابغات.
وَ قَدِّرْ : أي لا تجعل مسمار الدرع رقيقا فيفلق ، ولا غليظا فيفصم الحلق.
فِي السَّرْدِ فى نسج حلق الدروع.
12 - وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ :
الرِّيحَ بالنصب ، أي وسخرنا لسليمان الريح. وقرىء بالرفع ، والتقدير : ولسليمان الريح مسخرة.
غُدُوُّها جريها بالغداة.
شَهْرٌ مسيرة شهر.
وَ رَواحُها جريها بالعشي.
عَيْنَ الْقِطْرِ أي النحاس المذاب ، سماه باسم ما آل اليه ، إذ أصبح النحاس المذاب عينا.
بِإِذْنِ رَبِّهِ بأمر ربه.

(1/4849)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 9
وَ مَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ ومن يعدل.
عَنْ أَمْرِنا الذي أمرناه به من طاعة سليمان.
عَذابِ السَّعِيرِ عذاب نار الآخرة.
[سورة سبإ (34) : الآيات 13 الى 15]
يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ (14) لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)
13 - يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ. وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ :
مِنْ مَحارِيبَ من مساكن ومجالس شريفة مصونة عن الابتذال ، وسميت محاريب ، لأنه يحامى عليها ويذب عنها.
وَ تَماثِيلَ صور الملائكة والنبيين والصالحين.
وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ كالحياض الكبار.
راسِياتٍ ثابتات على الأثافى لا تنزل عنها لعظمها.
اعْمَلُوا آلَ داوُدَ حكاية ما قيل لآل داود.
شُكْراً مفعول له.
أي اعملوا للّه واعبدوه على وجه الشكر لنعمائه.
الشَّكُورُ المتوفر على أداء الشكر ، الباذل وسعه فيه.
14 - فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ :
دَابَّةُ الْأَرْضِ الأرضة ، والأرض فعلها ، فأضيفت اليه ، يقال :
أرضت الخشبة أرضا ، إذا أكلتها الأرضة.
مِنْسَأَتَهُ عصاه ، لأنه ينسأ بها ، أي يطرد تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أي ظهر أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب بين يديه وهم لا يعلمون موته حتى سقط على الأرض بعد أكل الأرضة منسأته.
15 - لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ :

(1/4850)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 10
فِي مَسْكَنِهِمْ فى موضع سكناهم ، وهو بلدهم وأرضهم التي كانوا مقيمين بها.
جَنَّتانِ بدل من آيَةٌ ، أو خبر مبتدأ محذوف.
غَفُورٌ لمن شكره.
[سورة سبإ (34) : الآيات 16 الى 18]
فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ (18)
16 - فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ
خَمْطٍ شجر ذو شوك. وكل نبت. أخذ طعما من مرارة حتى لا يمكن أكله.
وَ أَثْلٍ شجر يشبه الطرفاء.
مِنْ سِدْرٍ نبات ينبت على الماء وثمره النبق.
و الخمط والأثل والسدر كلها من البوادي لا خير فيها.
17 - ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ :
أي ان مثل هذا الجزاء لا يستحقه الا الكافر ، وهو العقاب العاجل.
18 - وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ :
الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قرى الشام.
قُرىً ظاهِرَةً متواصلة يرى بعضها من بعض لتقاربها ، فهى ظاهرة لأعين الناظرين ، أو راكبة متن الطريق ، فهى ظاهرة للسابلة.
وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ كأن الغادي منهم يقيل فى قرية والرائح يبيت فى قرية ، الى أن يبلغ الشام لا يخاف جوعا ولا عطشا ولا عدوا.
سِيرُوا فِيها وقلنا لهم : سيروا فيها ، ولا قول ثم ، ولكنهم لما مكثوا من السير وسويت لهم أسبابه كأنهم أمروا بذلك وأذن لهم فيه.

(1/4851)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 11
لَيالِيَ وَأَيَّاماً ان شئتم بالليل وان شئتم بالنهار ، فان الأمن فيها لا يختلف باختلاف الأوقات. أو سيروا فيها آمنين لا تخافون ، وان تطاولت مدة سفركم فيها وامتدت أياما وليالى.
[سورة سبإ (34) : الآيات 19 الى 22]
فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19) وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22)
19 - فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ :
باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا بطروا النعمة والراحة فتمنوا طول الأسفار والكدح.
وَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بكفرهم.
فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ يتحدث بأخبارهم.
وَ مَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ أي تفرقوا وتمزقوا.
صَبَّارٍ يصبر عن المعاصي.
شَكُورٍ لنعمه.
20 - وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ :
صَدَّقَ حقق.
21 - وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ :
مِنْ سُلْطانٍ تسلط بالوسوسة والاستغواء.
إِلَّا لِنَعْلَمَ الا ليتميز المؤمن بالآخرة من الشاك فيها.
حَفِيظٌ محافظ عليه.
22 - قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ :
قُلِ لمشركى قومك.

(1/4852)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 12
ادْعُوا الَّذِينَ عبدتموهم من دون اللّه من الأصنام.
مِثْقالَ ذَرَّةٍ من خير وشر ، أو نفع وضر.
مِنْ شِرْكٍ شريك.
ظَهِيرٍ معين.
[سورة سبإ (34) : الآيات 23 الى 26]
وَ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26)
23 - وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ :
إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ من الشافعين.
فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ كشف الفزع عن قلوب الشافعين والمشفوع لهم بكلمة يقولها رب العزة فى اطلاق الإذن.
قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ تباشروا بذلك وسأل بعضهم بعضا :
ماذا قال ربكم.
قالُوا الْحَقَّ قالوا : قال الحق ، أي القول ، وهو الاذن بالشفاعة لمن ارتضى.
وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ذو العلو والكبرياء ، ليس لنبى أن يتكلم فى ذلك اليوم الا باذنه.
24 - قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ :
وَ إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ وان أحد الفريقين ، من الذين يتوحدون الرازق من السموات والأرض بالعبادة ومن الذين يشركون به الجماد الذي لا يوصف بالقدرة ، لعلى أحد الأمرين من الهدى والضلال.
25 - قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ :
عَمَّا أَجْرَمْنا من صغائر وزلات لا يخلو منها مؤمن.
عَمَّا تَعْمَلُونَ من كفركم.
26 - قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ :

(1/4853)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 13
ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا ثم يحكم ويفصل ، فيدخل هؤلاء الجنة وأولئك النار.
[سورة سبإ (34) : الآيات 27 الى 32]
قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (28) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (29) قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ (30) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31)
قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32)
27 - قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
أَلْحَقْتُمْ بِهِ فى استحقاق العبادة.
شُرَكاءَ تزعمون شركتهم له.
كَلَّا أي ليس الأمر كما زعمتم.
الْعَزِيزُ الغالب على كل شىء.
الْحَكِيمُ فى تدبيره وتصريفه.
28 - وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ :
إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ الا رسالة عامة لهم محيطة بهم.
29 - وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :
هذَا الْوَعْدُ يوم الفصل.
30 - قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ :
وَ لا تَسْتَقْدِمُونَ ولا تتقدمون.
31 - وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ :
وَ لَوْ تَرى فى الآخرة ، أي لرأيت عجبا ، فحذف الجواب.
الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا الأتباع.
لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا هم الرؤساء والمقدمون.
32 - قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ :

(1/4854)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 14
أَ نَحْنُ الهمزة للإنكار ، ينكرون أن يكونوا هم الصادين لهم عن الإيمان ، لإثبات أنهم هم الذين صدوا أنفسهم عنه.
[سورة سبإ (34) : الآيات 33 الى 37]
وَ قالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (33) وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (34) وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (36) وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (37)
33 - وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ :
بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أي ما كان الإجرام من جهتنا بل من جهة مكركم لنا دائبا ليلا ونهارا.
وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ أي أظهروها ، وهو من الأضداد ، يكون بمعنى الإخفاء والإبداء.
34 - وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ :
مُتْرَفُوها أي أغنياؤها ورؤساؤها.
35 - وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ :
وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ انهم أكرم على اللّه من أن يعذبهم ، نظرا الى أحوالهم فى الدنيا.
36 - قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ :
يَبْسُطُ يوسع.
وَ يَقْدِرُ ويضيق ، أي يقسم الرزق بين عباده ، كما يشاء.
37 - وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ :
زُلْفى قربة.
إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً أي ان الأموال لا تقرب أحدا الا

(1/4855)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 15
المؤمن الصالح الذي ينفقها فى سبيل اللّه ، والأولاد لا تقرب أحدا الا من علمهم الخير وفقههم فى الدين ورشحهم للصلاح والطاعة.
جَزاءُ الضِّعْفِ من اضافة المصدر الى المفعول. والأصل :
فأولئك لهم أن يجازوا الضعف. والمعنى : أن تضاعف لهم حسناتهم.
[سورة سبإ (34) : الآيات 38 الى 43]
وَ الَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (38) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (40) قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (42)
وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلاَّ إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (43)
38 - وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ :
فِي آياتِنا فى ابطال أدلتنا وحجتنا وكتابنا.
مُعاجِزِينَ معاندين ، يحسبون أنهم يفوتوننا بأنفسهم.
فِي الْعَذابِ أي فى جهنم.
مُحْضَرُونَ لا يفلتون.
39 - قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ :
فَهُوَ يُخْلِفُهُ فهو يعوضه ، اما عاجلا بالمال ، واما آجلا بالثواب.
40 - وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ :
أَ هؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ تقريع للكفار.
41 - قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ :
الْجِنَّ إبليس وأعوانه.
42 - فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ :
فَالْيَوْمَ الأمر فى ذلك اليوم للّه وحده.
43 - وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ :

(1/4856)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 16
ما هذا إِلَّا رَجُلٌ أي النبي صلى اللّه عليه وسلم.
ما هذا إِلَّا إِفْكٌ أي القرآن. والإفك : ما يختلق.
[سورة سبإ (34) : الآيات 44 الى 46]
وَ ما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (45) قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ (46)
44 - وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ :
أي : وما آتيناهم من كتب يدرسونها فيها برهان على صحة الشرك ، ولا أرسلنا إليهم نذيرا ينذرهم بالعقاب ان لم يشركوا.
45 - وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ :
وَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ تقدموهم من الأمم.
وَ ما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ وما بلغ هؤلاء بعض ما آتينا أولئك من طول الأعمار وقوة الأجرام وكثرة الأموال.
فَكَذَّبُوا رُسُلِي فحين كذبوا رسلى.
فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ جاءهم إنكاري بالتدمير والاستئصال.
ولم يغن عنهم استظهارهم بما هم به يستظهرون فما بال هؤلاء.
46 - قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ :
بِواحِدَةٍ بخصلة واحدة.
أَنْ تَقُومُوا تفسير لقوله بِواحِدَةٍ على أنه عطف بيان لها.
وأراد قيامهم عن مجلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وتفرقهم عن مجتمعهم عنده ، أو الانتصاب فى الأمر والنهوض فيه بالهمة.
يعنى : انما أعظكم بواحدة ان فعلتموها أصبتم الحق ، وهى أن تقوموا لوجه اللّه خالصا ، متفرقين اثنين اثنين ، وواحدا واحدا.
ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا فى أمر محمد صلّى اللّه عليه وسلم وما جاء به.
ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ أن هذا الأمر العظيم لا يتصدى لادعاء مثله الا رجلان : اما مجنون لا يبالى بافتضاحه إذا طولب بالبرهان فعجز.

(1/4857)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 17
و اما عاقل راجح العقل مرشح للنبوة.
وقد علمتم أن محمدا صلّى اللّه عليه وسلم ما به جنة ، بل علمتموه أرجح قريش عقلا.
وإذا فعلتم ذلك كفاكم أن تطالبوه أن يأتيكم بآية.
فاذا أتى بها تبين أنه نذير مبين.
[سورة سبإ (34) : الآيات 47 الى 51]
قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ (49) قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50) وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (51)
47 - قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ :
ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ أي : أي شىء سألتكم من أجر فهو لكم.
وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ حفيظ مهيمن ، يعلم أنى لا أطلب الأجر على نصيحتكم ودعائكم إليه إلا منه ، ولا أطمع منكم فى شىء.
48 - قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ :
يَقْذِفُ بِالْحَقِّ يلقيه وينزله الى أنبيائه ، أو يرمى به الباطل فيدمغه.
عَلَّامُ الْغُيُوبِ رفع ، محمول على محل إِنَّ واسمها ، أو خبر مبتدأ محذوف.
49 - قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ :
أي جاء الحق وهلك الباطل ، فالشىء إذا هلك لم يبق له إبداء ، ولا إعادة.
50 - قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ :
أَضِلُّ عَلى نَفْسِي أي إثم ضلالتى على نفسى.
51 - وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ :
وَ لَوْ تَرى جوابه محذوف ، يعنى لرأيت أمرا عظيما وحالا هائلة.
(م 2 - الموسوعة القرآنية ج 11)

(1/4858)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 18
إِذْ فَزِعُوا ووقت الفزع وقت البعث وقيام الساعة.
فَلا فَوْتَ فلا يفوتون اللّه ولا يسبقونه.
[سورة سبإ (34) : الآيات 52 الى 54]
وَ قالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (53) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54)
52 - وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ :
بِهِ بمحمد صلّى اللّه عليه وسلم.
التَّناوُشُ التناول السهل لشىء قريب.
مثل حالهم بحال من يريد أن يتناول الشيء من غلوة ، كما يتناوله الآخر من قيس ذراع تناولا سهلا لا تعب فيه.
53 - وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ :
وَ يَقْذِفُونَ معطوف على قوله وَقَدْ كَفَرُوا يعنى وكانوا يتكلمون بالغيب.
مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ وهو قولهم فى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : ساحر ، شاعر ، كذاب.
54 - وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ :
ما يَشْتَهُونَ من نفع الايمان يومئذ والنجاة به من النار والفوز بالجنة ، أو من الرد الى الدنيا.
بِأَشْياعِهِمْ من كفرة الأمم ومن كان مذهبه مذهبهم.
مُرِيبٍ يوقع صاحبه فى حيرة.

(1/4859)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 19
35 سورة فاطر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة فاطر (35) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4)
1 - الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :
فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مبتدئها ومبتدعها.
أُولِي أَجْنِحَةٍ أصحاب أجنحة.
يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ أي يزيد فى خلق الأجنحة.
2 - ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :
ما يَفْتَحِ أي ما يرسل.
مِنْ بَعْدِهِ من بعد إمساكه.
وَ هُوَ الْعَزِيزُ وهو الغالب القادر على الإرسال والإمساك.
الْحَكِيمُ الذي يرسل ويمسك ما تقضى الحكمة إرساله وإمساكه.
3 - يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ :
فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ فمن أي جهة تصرفون عن التوحيد الى الشرك.
4 - وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ :
وَ إِلَى اللَّهِ وحده.
تُرْجَعُ الْأُمُورُ كلها.

(1/4860)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 20
[سورة فاطر (35) : الآيات 5 الى 9]
يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (8) وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (9)
5 - يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ :
فَلا تَغُرَّنَّكُمُ فلا تخدعنكم.
الْغَرُورُ الشيطان.
6 - إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ :
فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا فى عقائدكم وأفعالكم.
7 - الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ :
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ لذنوبهم.
وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ
8 -
[سورة فاطر (35) : الآيات 11 الى 14]
وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)
11 - وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ :
أَزْواجاً أصنافا ، أو ذكرانا وإناثا.
12 - وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ :
وَ مِنْ كُلٍّ أي ومن كل واحد منهما.
لَحْماً طَرِيًّا وهو السمك.
وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً وهى اللؤلؤ والمرجان.
فِيهِ فى كل.
مَواخِرَ تشق الماء بجريها.
مِنْ فَضْلِهِ من فضل اللّه.
13 - يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ :
مِنْ قِطْمِيرٍ القطمير : لفافة النواة ، وهى القشرة الرقيقة الملتفة عليها.
14 - إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ :

(1/4861)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 22
إِنْ تَدْعُوهُمْ أي الأوثان.
لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ لأنهم جماد.
وَ لَوْ سَمِعُوا على سبيل الفرض.
مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ لأنهم لا يدعون ما تدعون لهم من الإلهية ويتبرءون منها. وقيل : ما نفعوكم.
وَ لا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ولا يخبرك بالأمر مخبر هو مثل خبير عالم به.
[سورة فاطر (35) : الآيات 15 الى 18]
يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)
15 - يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ :
الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ المحتاجون اليه فى بقائكم وكل أحوالكم.
الْغَنِيُّ النافع بغناه خلقه.
الْحَمِيدُ المستحق بانعامه عليهم أن يحمدوه.
16 - إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ :
إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أي ان يشأ يذهبكم يذهبكم.
17 - وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ :
بِعَزِيزٍ أي ممتنع عسير متعذر.
18 - وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ :
وَ لا تَزِرُ ولا تحمل.
وازِرَةٌ حاملة ، صفة للنفس ، أي ان كل نفس يوم القيامة لا تحمل الا حملها الذي اقترفته ولا تؤخذ نفس بذنب نفس.
وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها أي ان نفسا قد أثقلتها الأوزار وبهظتها لو دعت الى أن يخفف بعض وقرها لم تجب ولم تغث.
وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى أي ولو كان المدعو من قرابتها.

(1/4862)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 23
بِالْغَيْبِ أي يخشون ربهم غائبين عن عذابه ، أو يخشون عذابه غائبا عنهم.
وَ مَنْ تَزَكَّى ومن تطهر بفعل الطاعات وترك المعاصي.
[سورة فاطر (35) : الآيات 19 الى 24]
وَ ما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (19) وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ (20) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (21) وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ (23)
إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ (24)
19 - وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ :
الْأَعْمى أي الكافر.
وَ الْبَصِيرُ أي والمؤمن.
20 - وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ :
أي : ولا الباطل والحق ، والشرك والإيمان.
21 - وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ :
الْحَرُورُ السموم.
22 - وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ :
الْأَحْياءُ أي من اهتدى فانتفع بوجوده.
وَ لَا الْأَمْواتُ من ضل فلم ينتفع بوجوده.
مَنْ فِي الْقُبُورِ من انطوت عليهم الأرض فهم لا يسمعون.
23 - إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ :
أي ما عليك إلا أن تبلغ وتنذر.
24 - إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ :
بِالْحَقِّ حال من أحد الضميرين ، أي محقا ، أو محقين ، أو صفة للمصدر ، أي إرسالا مصحوبا بالحق ، أو صلة لبشير ونذير ، على : بشيرا بالوعد الحق ، ونذيرا بالوعيد الحق.
إِلَّا خَلا الا سلف.

(1/4863)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 24
[سورة فاطر (35) : الآيات 25 الى 29]
وَ إِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ (25) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (26) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (29)
25 - وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ :
بِالْبَيِّناتِ بالشواهد على صحة النبوة ، وهى المعجزات.
وَ بِالزُّبُرِ وبالصحف.
وَ بِالْكِتابِ الْمُنِيرِ نحو التوراة والإنجيل والزبور.
26 - ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ :
فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ أي فكيف كانت عقوبتى لهم.
27 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ :
أَلْوانُها أجناسها.
جُدَدٌ طرائق.
وَ غَرابِيبُ الغربيب : الشديد السواد. وفى الكلام تقديم وتأخير ، أي ومن الجبال سود غرابيب.
28 - وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ :
كَذلِكَ أي كاختلاف الثمرات والجبال.
الْعُلَماءُ الذين علموه بصفاته وعدله وتوحيده ، وما يجوز عليه وما لا يجوز فعظموه وقدروه حق قدره ، وخشوه حق خشيته.
عَزِيزٌ يعاقب العصاة.
غَفُورٌ يعفو عن أهل الطاعة.
29 - إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ :
يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ يداومون على تلاوته فهى شأنهم وديدنهم.

(1/4864)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 25
تِجارَةً طلب الثواب بالطاعة.
لَنْ تَبُورَ لن تكسد وتنفق.
[سورة فاطر (35) : الآيات 30 الى 34]
لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (33) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34)
30 - لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ :
أُجُورَهُمْ ما استحقوه من الثواب.
31 - وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ :
مِنَ الْكِتابِ من القرآن ، ومن ، للتبيين.
مُصَدِّقاً حال مؤكدة ، لأن الحق لا ينفك عن هذا التصديق.
لِما بَيْنَ يَدَيْهِ لما تقدمه من الكتب.
32 - ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ :
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ أي أوحينا إليك القرآن ثم أورثنا من بعدك ، أي حكمنا بتوريثه.
الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا وهم أمته من الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم الى يوم القيامة.
33 - جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ :
جَنَّاتُ عَدْنٍ بدلا من قوله الْفَضْلُ الْكَبِيرُ :
وَ لُؤْلُؤاً معطوف على محل مِنْ أَساوِرَ.
34 - وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ :
الْحَزَنَ ما يحزننا.

(1/4865)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 26
[سورة فاطر (35) : الآيات 35 الى 39]
الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (35) وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) إِنَّ اللَّهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (38) هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَساراً (39)
35 - الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ :
دارَ الْمُقامَةِ دار الاقامة ، يعنى الجنة.
مِنْ فَضْلِهِ من عطائه وافضاله.
النُّصُبِ تعب.
لُغُوبٌ فتور بسبب النصب.
36 - وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ :
فَيَمُوتُوا جواب النفي ، ونصبه بإضمار (أن).
كَذلِكَ مثل ذلك الجزاء.
37 - وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ :
يَصْطَرِخُونَ يتصارخون.
غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ غير الذي كنا نحسبه صالحا فنعمله.
أَ وَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ توبيخ.
النَّذِيرُ الرسول صلى اللّه عليه وسلم.
38 - إِنَّ اللَّهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ
:
بِذاتِ الصُّدُورِ
ما تكن الصدور وتنطوى عليه.
39 - هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَساراً :

(1/4866)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 27
خَلائِفَ خلفا بعد خلف.
إِلَّا مَقْتاً الا بغضا وغضبا.
إِلَّا خَساراً الا هلاكا وضلالا.
[سورة فاطر (35) : الآيات 40 الى 43]
قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً (40) إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (41) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (42) اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43)
40 - قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً :
أَرُونِي أخبرونى عن هؤلاء الشركاء.
إِلَّا غُرُوراً إلا أباطيل تغر.
41 - إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً :
أَنْ تَزُولا كراهة أن تزولا ، أو يمنعهما من أن تزولا.
وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ أي ولو زالتا ما أمسكهما من أحد من بعده.
42 - وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً :
نَذِيرٌ أي نبى.
مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ ممن كذب الرسل من أهل الكتاب.
43 - اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا :
اسْتِكْباراً عتوا عن الايمان.
وَ مَكْرَ السَّيِّئِ أي ومكر العمل السيّء ، وهو الكفر وخدع الضعفاء.

(1/4867)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 28
وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ أي لا تنزل عاقبة الشرك الا بمن أشرك.
فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ أي انما ينتظرون العذاب الذي نزل بالكفار الأولين.
[سورة فاطر (35) : الآيات 44 الى 45]
أَ وَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً (44) وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً (45)
44 - أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً :
وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ أي إذا أراد إنزال عذاب بقوم لم يعجزه ذلك.
45 - وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً :
بِما كَسَبُوا من الذنوب.
إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى الى يوم القيامة.
بِعِبادِهِ بمن يستحق العقاب منهم.

(1/4868)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 29
36 سورة يس
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة يس (36) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)
تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (7)
1 - يس :
قيل : معناه : يا انسان ، فى لغة طىء.
2 - وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ :
قسم بالقرآن المشتمل على الحكمة.
3 - إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ :
إِنَّكَ يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم.
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ الذين بعثهم اللّه الى الناس رسلا.
4 - عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ :
أي على طريق معتدل ، وهو دين الإسلام.
5 - تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ :
تَنْزِيلَ نزله على رسوله محمدا صلّى اللّه عليه وسلم.
الْعَزِيزِ الغالب على كل شىء.
الرَّحِيمِ بعباده.
6 - لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ :
لِتُنْذِرَ قَوْماً لتخوفهم بالعذاب الذي أعده اللّه للكافرين.
ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ لم يجىء آباءهم نذير.
فَهُمْ غافِلُونَ ساهون لاهون.
7 - لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ :

(1/4869)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 30
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ سبق فى علمنا.
عَلى أَكْثَرِهِمْ أن أكثرهم.
فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ لن يختاروا الإيمان.
[سورة يس (36) : الآيات 8 الى 9]
إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (9)
8 - إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ :
أَغْلالًا سلاسل.
فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ أي واصلة الى الأذقان ملزوزة إليها.
فَهُمْ مُقْمَحُونَ يرفعون رءوسهم ويغضون أبصارهم.
9 - وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ :
فَأَغْشَيْناهُمْ أي فأغشينا أبصارهم ، أي غطيناها وجعلنا عليها غشاوة عن أن تطمح الى مرئى.
[سورة يس (36) : الآيات 10 الى 12]
وَ سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (12)
10 - وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ :
لا يُؤْمِنُونَ أي مصرون على كفرهم.
11 - إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ :
الذِّكْرَ وهو القرآن ، أو الوعظ.
وَ خَشِيَ الرَّحْمنَ وخاف الرحمن.
بِالْغَيْبِ وإن كان لا يراه.
12 - إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ :
نُحْيِ الْمَوْتى نبعثهم بعد مماتهم.
ما قَدَّمُوا ما أسلفوا من الأعمال.
وَ آثارَهُمْ وما كان لهم من آثار خلفوها.
فِي إِمامٍ فى لوح.

(1/4870)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 31
مُبِينٍ يفصح عن كل شىء.
[سورة يس (36) : الآيات 13 الى 19]
وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15) قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَما عَلَيْنا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (17)
قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (18) قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)
13 - وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ :
وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا ومثل لهم مثلا.
أَصْحابَ الْقَرْيَةِ أي مثل أصحاب القرية ، وهى أنطاكية.
الْمُرْسَلُونَ رسل عيسى عليه السلام.
14 - إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ :
فَعَزَّزْنا فقوينا.
15 - قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ :
إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تأكلون الطعام وتمشون فى الأسواق.
16 - قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ :
رَبُّنا يَعْلَمُ جار مجرى القسم فى التوكيد.
17 - وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ :
الْمُبِينُ الظاهر المدعم بالآيات الشاهدة لصحته.
18 - قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ :
تَطَيَّرْنا بِكُمْ تشاءمنا بكم.
لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لئن لم تكفوا عن دعوتكم.
19 - قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ :
طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أي شؤمكم معكم ، وهو كفرهم.
أَ إِنْ ذُكِّرْتُمْ أي أتطيرتم لأن ذكرتم.
مُسْرِفُونَ فى العصيان والضلال.

(1/4871)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 32
[سورة يس (36) : الآيات 20 الى 28]
وَ جاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24)
إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ (28)
20 - وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ :
مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ من أبعد مكان فى المدينة.
21 - اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ :
أَجْراً أي جزاء على هدايتكم.
وَ هُمْ مُهْتَدُونَ تنتفعون بهديهم.
22 - وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ :
فَطَرَنِي خلقنى.
وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ مرجعكم فيحاسبكم على ما قدمتم.
23 - أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ :
شَفاعَتُهُمْ أي شفاعة من أشركت بهم.
وَ لا يُنْقِذُونِ أي ولا ينقذوننى من عذاب اللّه.
24 - إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ :
أي انى إذ أتخذ من دون اللّه آلهة لفى ضلال مبين.
25 - إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ :
أي اسمعوا إيمانى تشهدوا لى به.
26 - قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ :
ادْخُلِ الْجَنَّةَ جزاء إيمانه ودعوته الى اللّه.
27 - بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ :
بِما غَفَرَ لِي رَبِّي بغفران ربى لى.
وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ وإكرامه لى.
28 - وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ :

(1/4872)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 33
وَ ما كُنَّا مُنْزِلِينَ أي وما كان من سنتنا فى إهلاك قوم أن ننزل جنودا من السماء.
[سورة يس (36) : الآيات 29 الى 34]
إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ (29) يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (32) وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)
وَ جَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (34)
29 - إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ :
إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً أي وما كان هلاكهم الا بصيحة واحدة أرسلناها عليهم.
خامِدُونَ ميتون.
30 - يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ :
يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما وقعوا فيه من حسرة.
يَسْتَهْزِؤُنَ يسخرون.
31 - أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ :
أَ لَمْ يَرَوْا ألم يعتبروا.
كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ بالأمم الكثيرة الخالية التي أهلكناها.
أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ أنهم لا يعودون كرة أخرى.
32 - وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ :
وَ إِنْ كُلٌّ وما كل من الأمم السالفة.
مُحْضَرُونَ مجموعون لدينا.
33 - وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ :
وَ آيَةٌ لَهُمُ من الأدلة لهم على قدرتنا.
34 - وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ :

(1/4873)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 34
الْعُيُونِ عيون الماء.
[سورة يس (36) : الآيات 35 الى 41]
لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36) وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)
لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41)
35 - لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ :
مِنْ ثَمَرِهِ من ثمر النخيل والأعناب.
وَ ما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ وما هو من صنع أيديهم.
36 - سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ :
وَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ أي وخلق منهم أولادا.
وَ مِمَّا لا يَعْلَمُونَ من أصناف خلقه فى البر والبحر.
37 - وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ :
وَ آيَةٌ لَهُمُ ومما يدل على قدرة اللّه.
نَسْلَخُ مِنْهُ ننزع منه.
38 - وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ :
تَجْرِي تسير.
لِمُسْتَقَرٍّ لَها لمستقر لها قدره اللّه زمانا ومكانا.
ذلِكَ تَقْدِيرُ ذلك تدبير.
الْعَزِيزِ الغالب بقدرته.
الْعَلِيمِ المحيط علما بكل شىء.
39 - وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ :
قَدَّرْناهُ مَنازِلَ يبدو صغيرا ثم يكبر ثم يعود كما بدأ.
كَالْعُرْجُونِ العرجون : عود الفدن ما بين شماريخه الى منبته من النخلة إذا قدم دق وانحنى واصفر.
40 - لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ :
وَ كُلٌّ من الشمس والقمر وغيرهما.
41 - وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ :

(1/4874)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 35
ذُرِّيَّتَهُمْ بنى الإنسان.
الْمَشْحُونِ الممتلئ بهم وبأمتعتهم.
[سورة يس (36) : الآيات 42 الى 48]
وَ خَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (42) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ (43) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (44) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (46)
وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (47) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (48)
42 - وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ :
مِنْ مِثْلِهِ من مثل الفلك مما يحملهم.
43 - وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ :
فَلا صَرِيخَ لَهُمْ فلا مغيث لهم.
وَ لا هُمْ يُنْقَذُونَ ولا هم ينجون من الغرق.
44 - إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ :
إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا بهم لا نغرقهم.
وَ مَتاعاً إِلى حِينٍ ولنمتعهم الى أجل مقدر.
45 - وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ :
اتَّقُوا خافوا.
ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ مثل ما جرى للأمم الماضية بتكذيبهم.
وَ ما خَلْفَكُمْ وعذاب الآخرة.
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ رجاء أن يرحمكم ربكم.
46 - وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ :
مِنْ آيَةٍ من حجة.
مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ من حجج ربهم دالة على وحدانيته وقدرته.
مُعْرِضِينَ منصرفين.
47 - وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ :
إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ بعد عن الحق واضح.
48 - وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ :
هذَا الْوَعْدُ الذي وعدتمونا به ، يعنون يوم البعث والحساب.

(1/4875)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 36
[سورة يس (36) : الآيات 49 الى 56]
ما يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (53)
فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (56)
49 - ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ :
وَ هُمْ يَخِصِّمُونَ وهم يتنازعون فيما بينهم غافلين عما يقع بهم.
50 - فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ :
فَلا يَسْتَطِيعُونَ فلا يملكون لسرعة ما حاق بهم.
تَوْصِيَةً أن يوصى بعضهم الى بعض.
وَ لا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ كما لا يملكون رجعة الى ما كانوا عليه.
51 - وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ :
نُفِخَ فِي الصُّورِ نفخة البعث.
مِنَ الْأَجْداثِ من القبور.
يَنْسِلُونَ يخرجون مسرعين.
52 - قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ :
يا وَيْلَنا يا هول ما نجد.
هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ ما أنذر الرحمن عباده.
وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ فيما أنذروا به.
53 - إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ :
مُحْضَرُونَ مجتمعون للحساب.
54 - فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
فَالْيَوْمَ يوم الحساب.
55 - إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ :
فِي شُغُلٍ مشغولون.
فاكِهُونَ معجبون فرحون بما هم فيه.
56 - هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ :

(1/4876)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 37
عَلَى الْأَرائِكِ على السرر.
[سورة يس (36) : الآيات 57 الى 64]
لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (57) سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)
وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64)
57 - لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ :
فِيها فى الجنة.
ما يَدَّعُونَ ما يطلبون.
58 - سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ :
سَلامٌ يقال لهم سلام.
قَوْلًا صادرا من رب رحيم.
59 - وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ :
وَ امْتازُوا واعتزلوا جانبا.
60 - أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ :
أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ ألم أوصكم.
أَنْ لا تَعْبُدُوا أن لا تطيعوا.
61 - وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ :
وَ أَنِ اعْبُدُونِي وأن خصونى بالعبادة وحدي.
هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ فهذا هو الطريق القويم.
62 - وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ :
وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ أغوى منكم.
جِبِلًّا خلقا.
تَعْقِلُونَ حين أطعتموه.
63 - هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ :
تُوعَدُونَ بها فى الدنيا.
64 - اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ :

(1/4877)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 38
اصْلَوْهَا قاسوا حرها.
[سورة يس (36) : الآيات 65 الى 68]
الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (67) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68)
65 - الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ :
نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ فلا تنطق.
وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ بما كسبت.
وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بما سعت اليه.
بِما كانُوا يَكْسِبُونَ يعملون.
66 - وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ :
لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ لأعميناهم.
فَاسْتَبَقُوا فتسابقوا.
الصِّراطَ الى الطريق المسلوك لهم.
فَأَنَّى يُبْصِرُونَ فما استطاعوا رؤيته.
67 - وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ :
لَمَسَخْناهُمْ لغيرنا صورهم.
عَلى مَكانَتِهِمْ على ما لهم من قوة ومنزلة.
مُضِيًّا الى الأمام.
وَ لا يَرْجِعُونَ الى الوراء.
68 - وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ :
وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ ومن نطل فى عمره.
نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ نقلبه فيه فنخلقه على عكس ما خلقناه من قبل ، أي نرجعه الى مثل ما كان عليه أولا من ضعف.

(1/4878)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 39
[سورة يس (36) : الآيات 69 الى 75]
وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ (70) أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ (71) وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (73)
وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75)
69 - وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ :
وَ ما عَلَّمْناهُ أي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
وَ ما يَنْبَغِي لَهُ وما يصح له أن يكون شاعرا ، وأن يكون ما يقوله شعرا.
إِنْ هُوَ هذا الذي نزل عليه.
إِلَّا ذِكْرٌ تذكير.
وَ قُرْآنٌ مُبِينٌ وكتاب سماوى جلى واضح.
70 - لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ :
لِيُنْذِرَ القرآن أو الرسول صلّى اللّه عليه وسلم ، أي ليخوف ويحذر.
مَنْ كانَ حَيًّا قلبه.
وَ يَحِقَّ الْقَوْلُ وتجب كلمة العذاب.
71 - أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ :
مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا مما صنعت قدرتنا.
فَهُمْ لَها مالِكُونَ يتصرفون فيها كيف يشاءون.
72 - وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ :
وَ ذَلَّلْناها وجعلناها لهم طوع أيديهم.
73 - وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ :
مَنافِعُ ما ينتفعون به منها.
وَ مَشارِبُ ما يشربونه من ألبانها.
74 - وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ :
لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ لعلهم يجدون منها نصيرا ومعينا.
75 - لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ :

(1/4879)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 40
لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ أي ليس فى ملك الآلهة نصرهم ان أراد اللّه بهم سوءا.
وَ هُمْ هؤلاء المشركون.
لَهُمْ لهذه الآلهة.
جُنْدٌ تبع وخدم.
مُحْضَرُونَ واقفون على خدمتهم.
[سورة يس (36) : الآيات 76 الى 79]
فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (76) أَوَ لَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)
76 - فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ :
قَوْلُهُمْ باشراكهم مع اللّه غيره وعدم ايمانهم بك رسولا.
77 - أَوَ لَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ :
مِنْ نُطْفَةٍ أي ماء الرجل والمرأة ، وما أهونه.
خَصِيمٌ شديد الخصومة.
مُبِينٌ ظاهرها ، وهذا بجحوده نعم ربه.
78 - وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ :
وَ ضَرَبَ الضمير للانسان الخصيم المبين.
مَثَلًا ينكر به قدرتنا على البعث.
وَ نَسِيَ خَلْقَهُ ولم يذكر كيف خلق هو.
وَ هِيَ رَمِيمٌ بالية متعفنة.
79 - قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ :
قُلْ يا محمد صلّى اللّه عليه وسلم.
يُحْيِيهَا أي العظام بعد أن تصبح رميما.
الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ الذي خلقها الخلق الأول.

(1/4880)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 41
وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ بكل ما خلق.
عَلِيمٌ لا يعجزه شىء.
[سورة يس (36) : الآيات 80 الى 83]
الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَ لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)
80 - الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ :
ناراً بعد أن يجف وييبس.
81 - أَوَ لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ :
مِثْلَهُمْ أي أمثال المنكرين للبعث.
بَلى أي هو القادر.
الْخَلَّاقُ المبدع الذي اليه الخلق جميعا.
الْعَلِيمُ بكل ما يخلق ، فلا يعجزه جمع الأحياء بعد تفرقها.
82 - إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ :
إِذا أَرادَ شَيْئاً إذا أراد إيجاد شىء.
كُنْ أمرا منه.
فَيَكُونُ فى الحال كما أمر.
83 - فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ :
فَسُبْحانَ الَّذِيتنزه الذي بيده ملكوت كل شىء عن عجز.
وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ومرجعكم جميعا اليه فيحاسبكم على ما فرط منكم.

(1/4881)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 42
37 سورة الصافات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الصافات (37) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (3) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (4)
رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (6) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ (8)
1 - وَالصَّافَّاتِ صَفًّا :
من تصطف عبودية ، والواو للقسم.
2 - فَالزَّاجِراتِ زَجْراً :
أي المانعات لمن يتجاوز حدوده.
3 - فَالتَّالِياتِ ذِكْراً :
أي فالمرددات لذكر اللّه.
4 - إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ :
لَواحِدٌ لا شريك له فى ملكه.
5 - رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ :
وَ ما بَيْنَهُما من أجواء.
6 - إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ :
الدُّنْيا القريبة من أهل الأرض.
7 - وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ :
وَ حِفْظاً أي وحفظناها حفظا.
مارِدٍ عات متمرد.
8 - لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ :
لا يَسَّمَّعُونَ لا يقدرون على التسمع.
إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى عالم الملائكة.

(1/4882)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 43
وَ يُقْذَفُونَ ويرمون.
[سورة الصافات (37) : آية 9]
دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ (9)
9 - دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ :
دُحُوراً طردا ، أي يطردون طردا عن التسمع.
واصِبٌ شديد دائم.
[سورة الصافات (37) : الآيات 10 الى 14]
إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (10) فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14)
10 - إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ :
خَطِفَ اختلس.
الْخَطْفَةَ الكلمة تختلس اختلاسا.
فَأَتْبَعَهُ فأدركه.
شِهابٌ شعلة من نار.
ثاقِبٌ نافذ.
11 - فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ :
فَاسْتَفْتِهِمْ فاستخبرهم وتعرف رأيهم.
أَشَدُّ خَلْقاً أصعب علينا خلقا.
أَمْ مَنْ خَلَقْنا من السموات والأرض.
لازِبٍ لاصق بعضه ببعض.
12 - بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ :
بَلْ عَجِبْتَ من انكارهم للبعث.
وَ يَسْخَرُونَ من تعجيله.
13 - وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ :
وَ إِذا ذُكِّرُوا بالأدلة الدالة على قدرة اللّه تعالى.
لا يَذْكُرُونَ لا يعتبرون.
14 - وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ :

(1/4883)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 44
يَسْتَسْخِرُونَ يتبادلون السخرية.
[سورة الصافات (37) : الآيات 15 الى 23]
وَ قالُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (15) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَ آباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ (18) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ (19)
وَ قالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ (20) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ (23)
15 - وَقالُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ :
إِنْ هذا أي الآيات.
سِحْرٌ مُبِينٌ لا مرية فيه.
16 - أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ :
لَمَبْعُوثُونَ أحياء.
17 - أَوَ آباؤُنَا الْأَوَّلُونَ :
الْأَوَّلُونَ الذين ماتوا قبلنا ، أي نحيا ويبعث آباؤنا الأولون الذين ماتوا قبلنا فبادوا وهلكوا.
18 - قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ :
داخِرُونَ أذلاء صاغرون.
19 - فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ :
فَإِنَّما هِيَ أي البعثة.
زَجْرَةٌ صيحة.
فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ أحياء يرون رأى العين ما وعدوا به.
20 - وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ :
يا وَيْلَنا يا شر ما نلقى.
يَوْمُ الدِّينِ يوم الحساب والجزاء على الأعمال.
21 - هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ :
يَوْمُ الْفَصْلِ يوم القضاء بين الناس.
22 - احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ :
احْشُرُوا اجمعوا.
وَ أَزْواجَهُمْ الكافرات.
وَ ما كانُوا يَعْبُدُونَ وما اتخذوه آلهة عبدوها.
23 - مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ :

(1/4884)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 45
فَاهْدُوهُمْ فدلوهم وسوقوهم.
إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ إلى طريق النار.
[سورة الصافات (37) : الآيات 24 الى 31]
وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (24) ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (27) قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ (28)
قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً طاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ (31)
24 - وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ :
وَ قِفُوهُمْ واحبسوهم.
إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ عما أسلفوا.
25 - ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ :
ما لَكُمْ أيها المشركون.
لا تَناصَرُونَ لا ينصر بعضكم بعضا كما كنتم فى الدنيا.
26 - بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ :
مُسْتَسْلِمُونَ منقادون لأمر اللّه لا تناصر بينهم.
27 - وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ :
يَتَساءَلُونَ يتلاومون ويتخاصمون.
28 - قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ :
إِنَّكُمْ من أضلوهم.
عَنِ الْيَمِينِ من حيث نأمن.
29 - قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ :
قالُوا الضمير لمن أشركوا بهم.
بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ بل كنتم مجافين للإيمان.
30 - وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً طاغِينَ :
وَ ما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ من قهر وجبر.
طاغِينَ عاتين ممعنين فى الكفر.
31 - فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ :
فَحَقَّ عَلَيْنا فوجب علينا.

(1/4885)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 46
قَوْلُ رَبِّنا وعيده.
لَذائِقُونَ العذاب.
[سورة الصافات (37) : الآيات 32 الى 40]
فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (36)
بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ (38) وَما تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40)
32 - فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ :
فَأَغْوَيْناكُمْ فزينا لكم الغواية والضلال.
غاوِينَ الغواية من عندنا.
33 - فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ :
فَإِنَّهُمْ من أغوى ومن غوى.
34 - إِنَّا كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ :
كَذلِكَ مثل ذلك العذاب.
35 - إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ :
يَسْتَكْبِرُونَ يستعظمون أن يؤمنوا باللّه واحدا لا شريك له.
36 - وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ :
لِشاعِرٍ لقول شاعر.
مَجْنُونٍ مس فى عقله.
37 - بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ :
بِالْحَقِّ برسالة حقة.
وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ الذين قبله لم يخالفهم فيما دعوا اليه.
38 - إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ :
إِنَّكُمْ أيها المشركون.
الْعَذابِ الْأَلِيمِ الشديد فى الآخرة.
39 - وَما تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ :
وَ ما تُجْزَوْنَ فى الآخرة من عذاب.
إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ الا جزاء عملكم فى الدنيا من سيئات.
40 - إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ :
الْمُخْلَصِينَ الذين استخلصوا للايمان والطاعة.

(1/4886)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 47
[سورة الصافات (37) : الآيات 41 الى 49]
أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (44) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45)
بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49)
41 - أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ :
مَعْلُومٌ عند اللّه.
42 - فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ :
فَواكِهُ فى الجنة.
وَ هُمْ مُكْرَمُونَ وادعون مرموقون.
43 - فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ :
التي ينعمون فيها.
44 - عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ :
مُتَقابِلِينَ غير متدابرين يأنس بعضهم ببعض.
45 - يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ :
بِكَأْسٍ فيها شراب.
مِنْ مَعِينٍ من منابع جارية لا ينقطع شرابها.
46 - بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ :
بَيْضاءَ صافية.
47 - لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ :
غَوْلٌ ما يغتال عقولهم.
عَنْها بسببها.
يُنْزَفُونَ تغيب عقولهم.
48 - وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ :
قاصِراتُ الطَّرْفِ لا يمدون أبصارهم إلى غير ما يحل.
عِينٌ نجل العيون حسانها.
49 - كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ :
كَأَنَّهُنَّ هؤلاء القاصرات.
مَكْنُونٌ محفوظ لم يمس.

(1/4887)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 48
[سورة الصافات (37) : الآيات 50 الى 58]
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (50) قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54)
فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ (55) قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58)
50 - فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ :
يَتَساءَلُونَ عما كانوا عليه فى الدنيا.
51 - قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ :
قَرِينٌ صاحب.
52 - يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ :
الْمُصَدِّقِينَ بالبعث بعد الموت.
53 - أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ :
لَمَدِينُونَ مبعوثون فمحاسبون.
54 - قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ :
قالَ الضمير للمؤمن يخاطب جلساءه.
مُطَّلِعُونَ على أهل النار.
55 - فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ :
فَاطَّلَعَ فتطلع.
فَرَآهُ أي قرينه الذي كان معه فى الدنيا.
فِي سَواءِ الْجَحِيمِ فى وسط النار.
56 - قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ :
قالَ الضمير للمؤمن الذي كان له قرين يخاطب قرينه.
لَتُرْدِينِ لتجرنى الى الهلاك.
57 - وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ :
نِعْمَةُ رَبِّي فعصمنى عن أن أتبعك.
مِنَ الْمُحْضَرِينَ اليوم فى العذاب معك.
58 - أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ :
بِمَيِّتِينَ بعد دخولنا الجنة.

(1/4888)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 49
[سورة الصافات (37) : الآيات 59 الى 67]
إِلاَّ مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ (61) أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63)
إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ (67)
59 - إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ :
بِمُعَذَّبِينَ بعد دخولنا الجنة.
60 - إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ :
إِنَّ هذا الذي أعطانا اللّه من جنة وخلود فيها.
61 - لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ :
لِمِثْلِ مما حظى به المؤمنون.
فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ فى الدنيا.
62 - أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ :
أَ ذلِكَ المعد لأهل الجنة.
نُزُلًا مقاما.
أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ التي هى طعام أهل النار.
63 - إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ :
إِنَّا جَعَلْناها هذه الشجرة.
فِتْنَةً محنة وعذابا فى الآخرة.
لِلظَّالِمِينَ للمشركين.
64 - إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ :
فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ أي وسط جهنم.
65 - طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ :
طَلْعُها ثمرها.
كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ قبحا وبشاعة.
66 - فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ :
مِنْها من هذه الشجرة.
فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ إذ لا يجدون غيرها مأكلا.
67 - ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ.

(1/4889)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 50
لَشَوْباً لخلطا ومزاجا.
مِنْ حَمِيمٍ من ماء حار.
[سورة الصافات (37) : الآيات 68 الى 75]
ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ (69) فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72)
فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75)
68 - ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ :
مَرْجِعَهُمْ مصيرهم.
لَإِلَى الْجَحِيمِ لإلى جهنم.
69 - إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ :
أَلْفَوْا وجدوا.
ضالِّينَ على ضلال.
70 - فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ :
يُهْرَعُونَ يسرعون.
71 - وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ :
ضَلَّ عن قصد السبيل.
قَبْلَهُمْ من الأمم الخالية.
72 - وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ :
مُنْذِرِينَ رسلا ينذرونهم العذاب ان لم يؤمنوا.
73 - فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ :
عاقِبَةُ مآل ومصير.
الْمُنْذَرِينَ من أنذرهم الرسل فعصوا.
74 - إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ :
الْمُخْلَصِينَ الذين استخلصهم لعبادته.
75 - وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ :
نادانا نُوحٌ دعانا حين يئس من قومه.
فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ فاستجبنا دعاءه.

(1/4890)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 51
[سورة الصافات (37) : الآيات 76 الى 84]
وَ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ (77) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78) سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (79) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80)
إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (82) وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ (83) إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)
76 - وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ :
وَ أَهْلَهُ ومن آمن معه.
الْكَرْبِ الْعَظِيمِ يعنى الطوفان.
77 - وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ :
ذُرِّيَّتَهُ ذرية نوح.
الْباقِينَ فى الأرض يرثونها.
78 - وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ :
وَ تَرَكْنا ذكرا جميلا.
عَلَيْهِ على نوح.
فِي الْآخِرِينَ من الأمم الى يوم القيامة.
79 - سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ :
سَلامٌ أمن وتحية فِي الْعالَمِينَ فى الملائكة والثقلين جميعا.
80 - إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ :
كَذلِكَ مثل هذا الجزاء.
الْمُحْسِنِينَ من أحسنوا عملا.
81 - إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ :
إِنَّهُ أي نوح.
الْمُؤْمِنِينَ الذين آمنوا بنا ، وعرفوا بعهدنا ، وأدوا رسالتنا.
82 - ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ :
الْآخَرِينَ من كفار قومه.
83 - وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ :
مِنْ شِيعَتِهِ على طريقته وسنته فى الدعوة الى التوحيد.
84 - إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ :
إِذْ جاءَ رَبَّهُ إذ أقبل على ربه.

(1/4891)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 52
بِقَلْبٍ سَلِيمٍ من الشرك.
[سورة الصافات (37) : الآيات 85 الى 94]
إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ (85) أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89)
فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ (91) ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ (92) فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94)
85 - إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ :
ما ذا تَعْبُدُونَ انكار منه لما يعبدون من دون اللّه.
86 - أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ :
أَ إِفْكاً أباطلا.
87 - فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ :
بِرَبِّ الْعالَمِينَ بمن هو الحقيق بالعبادة.
88 - فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ :
فِي النُّجُومِ ليستدل بها على خالق الكون.
89 - فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ :
سَقِيمٌ أي لم يستو له فيها رأى.
90 - فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ :
فَتَوَلَّوْا أي قومه.
مُدْبِرِينَ قد ولوه ظهورهم.
91 - فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ :
فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ مال إلى أصنامهم مسرعا متخفيا.
أَ لا تَأْكُلُونَ ساخرا منها مستهزئا.
92 - ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ :
لا تَنْطِقُونَ عجزا وعيا.
93 - فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ :
فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً فمال عليهم ضربا.
بِالْيَمِينِ بيمينه.
94 - فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ :

(1/4892)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 53
يَزِفُّونَ يسرعون.
[سورة الصافات (37) : الآيات 95 الى 99]
قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ (96) قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99)
95 - قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ :
ما تَنْحِتُونَ ما تسوون بأيديكم من الحجارة.
96 - وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ :
وَ ما تَعْمَلُونَ وما تصنعون بأيديكم من أصنام.
97 - قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ :
ابْنُوا لَهُ بُنْياناً تملئونه نارا.
فِي الْجَحِيمِ فى النار.
98 - فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ :
كَيْداً أذى.
الْأَسْفَلِينَ جعل كلمتهم السفلى.
99 - وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ :
وَ قالَ الضمير لإبراهيم.
ذاهِبٌ إِلى رَبِّي مهاجر الى حيث أمرنى ربى.
سَيَهْدِينِ الى المقر الأمين.
[سورة الصافات (37) : الآيات 100 الى 102]
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)
100 - رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ :
هَبْ لِي ذرية.
مِنَ الصَّالِحِينَ تقوم على الدعوة إليك من بعدي.
101 - فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ :
حَلِيمٍ على حلم وعقل.
102 - فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ :
السَّعْيَ مبلغ السعى معه فى الحياة.

(1/4893)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 54
[سورة الصافات (37) : الآيات 103 الى 111]
فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)
وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (109) كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111)
103 - فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ :
أَسْلَما استسلم الوالد والمولود لقضاء اللّه.
وَ تَلَّهُ ودفعه.
لِلْجَبِينِ فوقع جبينه على الأرض تهيئا للذبح.
104 - وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ :
وَ نادَيْناهُ نداء الخليل : يا إبراهيم.
105 - قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ :
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا استجبت لوحى الرؤيا.
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ أي نخفف عنك ابتلاءنا جزاء إحسانك.
106 - إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ :
إِنَّ هذا ما امتحن به ابراهيم وابنه.
لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ الامتحان الجليل.
107 - وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ :
بِذِبْحٍ ما يذبح.
108 - وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ :
أي وتركنا له الثناء على ألسنة من جاء بعده.
109 - سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ :
أي تحية أمن وسلام على ابراهيم.
110 - كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ :
كَذلِكَ مثل هذا الجزاء.
الْمُحْسِنِينَ بامتثال أمر اللّه.
111 - إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ :
إِنَّهُ أي ابراهيم.

(1/4894)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 55
الْمُؤْمِنِينَ أي المذعنين المطيعين.
[سورة الصافات (37) : الآيات 112 الى 118]
وَ بَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ (114) وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (116)
وَ آتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (118)
112 - وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ :
بِإِسْحاقَ بأنه سيرزق ابنا هو إسحاق.
نَبِيًّا وسيكون نبيا.
مِنَ الصَّالِحِينَ الداعين الى الصلاح.
113 - وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ :
وَ بارَكْنا عَلَيْهِ ومنحناه البركة.
وَ عَلى إِسْحاقَ وابنه إسحاق.
مُحْسِنٌ لنفسه بالايمان والطاعة.
وَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ بكفره ومعصيته.
مُبِينٌ مفصح عن كفره لا يستره.
114 - وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ :
وَ لَقَدْ مَنَنَّا بالنبوة وغيرها من النعم.
115 - وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ :
وَ قَوْمَهُما ومن آمن معهما.
مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ الغرق.
116 - وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ :
وَ نَصَرْناهُمْ على أعدائهم.
117 - وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ :
وَ آتَيْناهُمَا موسى وهارون.
الْمُسْتَبِينَ الواضح ، يعنى التوراة.
118 - وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ :

(1/4895)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 56
وَ هَدَيْناهُمَا وأرشدناهما.
الْمُسْتَقِيمَ المعتدل.
[سورة الصافات (37) : الآيات 119 الى 127]
وَ تَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ (119) سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ (120) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121) إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (122) وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123)
إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127)
119 - وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ :
وَ تَرَكْنا عَلَيْهِما ثناء حسنا.
فِي الْآخِرِينَ الذين جاءوا بعدهم.
120 - سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ :
سَلامٌ تحية أمن وسلام.
121 - إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ :
كَذلِكَ مثل هذا الجزاء الذي جازينا به موسى وهارون.
122 - إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ :
الْمُؤْمِنِينَ المذعنين للحق.
123 - وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ :
الْمُرْسَلِينَ الذين أرسلناهم لهداية أقوامهم.
124 - إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ :
أَ لا تَتَّقُونَ ألا تخافون اللّه باتقاء عذابه.
125 - أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ :
بَعْلًا الصنم المسمى بعلا.
وَ تَذَرُونَ وتتركون عبادة اللّه.
126 - اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ :
رَبَّكُمْ الذي خلقكم.
وَ رَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ الذين من قبلكم من آبائكم.
127 - فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ :
لَمُحْضَرُونَ يحضرون الى النار يوم القيامة.

(1/4896)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 57
[سورة الصافات (37) : الآيات 128 الى 137]
إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (130) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)
وَ إِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137)
128 - إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ :
الْمُخْلَصِينَ الذين أخلصوا فى ايمانهم.
129 - وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ :
وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ وجعلنا له ذكرا حسنا.
فِي الْآخِرِينَ على ألسنة من جاءوا بعده.
130 - سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ :
سَلامٌ أمن وتحية.
عَلى إِلْ ياسِينَ أي عليه وعلى آله بتغليبه عليهم.
131 - إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ :
كَذلِكَ مثل هذا الجزاء الذي جازينا به إل ياسين.
132 - إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ :
الْمُؤْمِنِينَ المطيعين.
133 - وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ :
الْمُرْسَلِينَ الذين أرسلناهم برسالة الى الناس.
134 - إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ :
إِذْ نَجَّيْناهُ مما حل بقومه من العذاب.
وَ أَهْلَهُ ومن آمن معه.
135 - إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ :
إِلَّا عَجُوزاً الا امرأته العجوز.
فِي الْغابِرِينَ فقد هلكت مع الهالكين.
136 - ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ
:
ثُمَّ دَمَّرْنَا
ثم أهلكنا.
الْآخَرِينَ
من سوى لوط ومن آمن به.
137 - وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ
:

(1/4897)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 58
عَلَيْهِمْ
على آثار ديارهم.
مُصْبِحِينَ
مع الصباح.
[سورة الصافات (37) : الآيات 138 الى 144]
وَ بِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (138) وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142)
فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)
138 - وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ
:
وَ بِاللَّيْلِ
أي وتمرون عليهم مع المساء.
أَ فَلا تَعْقِلُونَ
أ فلا تتدبرون.
139 - وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
:
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
الذين أرسلناهم لتبليغ رسالاتنا الى الناس.
140 - إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
:
إِذْ أَبَقَ
إذ هجر قومه.
إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
إلى سفينة مملوءة.
141 - فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ
:
فَساهَمَ
فتعرضت السفينة لأمر يطلب الاقتراع لإخراج أحد ركابها عن حمولتها.
فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ
فخرجت القرعة عليه ، فكان من المغلوبين بالقرعة.
142 - فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ :
فَالْتَقَمَهُ فابتلعه.
وَ هُوَ مُلِيمٌ مستحق للملامة جزاء هروبه من الدعوة إلى الحق والصبر على المخالفين.
143 - فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ :
مِنَ الْمُسَبِّحِينَ المنزهين للّه.
144 - لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ :
لَلَبِثَ لمكث.

(1/4898)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 59
فِي بَطْنِهِ فى بطن الحوت.
إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ الى يوم القيامة يوم يبعث الناس من قبورهم.
[سورة الصافات (37) : الآيات 145 الى 153]
فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ (148) فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149)
أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ (150) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (153)
145 - فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ :
فَنَبَذْناهُ فطرحناه.
بِالْعَراءِ بالفضاء الواسع من الأرض.
وَ هُوَ سَقِيمٌ عليل مما كان فيه.
146 - وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ :
مِنْ يَقْطِينٍ نوع من الشجر ينبطح ولا يقوم على ساق.
147 - وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ :
وَ أَرْسَلْناهُ رسولا.
148 - فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ :
إِلى حِينٍ الى وقت معلوم.
149 - فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ :
فَاسْتَفْتِهِمْ الخطاب للنبى صلّى اللّه عليه وسلم ، أي استفت قومك واختبر ما عندهم.
150 - أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ :
وَ هُمْ شاهِدُونَ قد عاينوا خلقهم.
151 - أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ :
مِنْ إِفْكِهِمْ من كذبهم.
لَيَقُولُونَ هذا الذي قالوه.
152 - وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ :
وَلَدَ اللَّهُ هذا مقولهم ، وهو نسبة الولد الى اللّه تعالى.
153 - أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ :

(1/4899)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 60
أَصْطَفَى اختار وفضل.
الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ إذ جعلوا الملائكة إناثا.
[سورة الصافات (37) : الآيات 154 الى 159]
ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (157) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158)
سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159)
154 - ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ :
ما لَكُمْ ما ذا دهاكم.
كَيْفَ تَحْكُمُونَ بهذا.
155 - أَفَلا تَذَكَّرُونَ :
أي هلا رجعتم الى عقولكم فتبين لكم خطأ حكمكم.
156 - أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ :
سُلْطانٌ حجة ودليل.
مُبِينٌ واضح بين.
157 - فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
:
بِكِتابِكُمْ
السماوي الذي فيه حجتكم على ذلك.
158 - وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ :
بَيْنَهُ أي بين اللّه.
الْجِنَّةِ أي الملائكة.
نَسَباً بزعمهم أنهم بناته.
وَ لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ أنهم لكاذبون فيما قالوه.
إِنَّهُمْ أي الكافرون.
لَمُحْضَرُونَ مساقون الى عذاب النار.
159 - سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ :
سُبْحانَ اللَّهِ تنزه اللّه.
عَمَّا يَصِفُونَ عما يصفونه به.

(1/4900)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 61
[سورة الصافات (37) : الآيات 160 الى 169]
إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (161) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (162) إِلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (163) وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (164)
وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169)
160 - إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ :
الْمُخْلَصِينَ المطهرين من دنس الكفر فهم برآء من هذا الافتراء.
161 - فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ :
فَإِنَّكُمْ الخطاب للكفار.
وَ ما تَعْبُدُونَ من دون اللّه.
162 - ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ :
عَلَيْهِ على ما تعبدون من دونه.
بِفاتِنِينَ بمضلين أحدا بإغوائكم.
163 - إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ :
صالِ الْجَحِيمِ سيصلى نار جهنم.
164 - وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ :
وَ ما مِنَّا الكلام للملائكة.
مَقامٌ فى العبادة.
165 - وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ :
الصَّافُّونَ أنفسنا فى مواقف العبودية.
166 - وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ :
الْمُسَبِّحُونَ المنزهون للّه تعالى عما لا يليق به.
167 - وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ :
وَ إِنْ كانُوا أي كفار مكة.
168 - لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ :
ذِكْراً كتابا.
مِنَ الْأَوَّلِينَ من جنس كتب الأولين.
169 - لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ :
الْمُخْلَصِينَ المصطفين للعبادة.

(1/4901)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 62
[سورة الصافات (37) : الآيات 170 الى 178]
فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174)
وَ أَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178)
170 - فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ :
بِهِ بالكتاب الذي جاءهم.
فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ عاقبة أمرهم.
171 - وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ :
لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ أي رسله تعالى إلى الناس.
172 - إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ :
أي إن النصر والعاقبة لهم.
173 - إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ
:
إِنَّ جُنْدَنا
أي الذائدين عن رسالتنا.
174 - فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ :
فَتَوَلَّ فأعرض ، والخطاب للنبى صلّى اللّه عليه وسلم.
عَنْهُمْ أي عن الكفار.
175 - وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ :
وَ أَبْصِرْهُمْ وارتقب ما سيحل بهم.
فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ فسوف يرون ما سيقع بهم.
176 - أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ :
أي : أسلبوا عقولهم فهم يتعجلون العذاب.
177 - فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ :
فَإِذا نَزَلَ العذاب.
بِساحَتِهِمْ بفنائهم.
الْمُنْذَرِينَ بالعذاب.
178 - وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ :
وَ تَوَلَّ الخطاب للنبى صلّى اللّه عليه وسلم.

(1/4902)


الموسوعة القرآنية ، ج 11 ، ص : 63
عَنْهُمْ عن الكفار.
[سورة الصافات (37) : الآيات 179 الى 182]
وَ أَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (182)
179 - وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ :
وَ أَبْصِرْ وترقب.
يُبْصِرُونَ العذاب.
180 - سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ :
سُبْحانَ رَبِّكَ تنزيه للّه تعالى.
رَبِّ الْعِزَّةِ الذي بيده العزة والغلبة.
عَمَّا يَصِفُونَ عما ينعتونه به من المفتريات.
181 - وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ :
وَ سَلامٌ وأمن وتحية.
عَلَى الْمُرْسَلِينَ من اخترناهم رسلا.
182 - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ :
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ والثناء للّه.
رَبِّ الْعالَمِينَ خالق الوجود كله. ==

=

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جلد 3. الحيوان للجاحظ /الجزء الثالث

  الجزء الثالث بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة استنشاط القارئ ببعض الهزل وإن كنَّا قد أمَلْلناك بالجِدِّ وبالاحتجاجاتِ الصحيحة والم...