كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس


مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 مايو 2022

مجلد 6.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري من ( خلبج ) الي السِّباحُ

 

6

مجلد 6.لسان العرب  لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري   

 ( خلبج ) الخُلْبُجُ والخُلابِجُ الطويلُ المضطربُ الخَلْقِ

( خلنج ) الخَلَنْجُ شجر فارسي مُعَرَّبٌ تتخذ من خشبه الأَواني قال عبد الله بن قيس الرُّقَيَّاتِ يلبس الحيش بالحيوش ويسقي لبَنَ البُخْتِ في عِسَاسِ الخَلَنْجِ
( * قوله « يلبس الحيش بالحيوش ويسقي » كذا بالأصل وفي شرح القاموس ويلبس الجيش بالجيوش ويسقي وفيه في
مادة ب خ ت وأَنشد لابن قيس الرقيات
ان يعش مصعب فأنا بخير ... قد أتانا من عيشنا ما نرجي
يهب الأَلف والخيول ويسقي ... لبن البخت في قصاع الخلنج )
والجمع الخَلانِجُ قال هِمْيانُ بن قحافة
حتى إِذا ما قَضَتِ الحَوَائِجا ومَلأَتْ حُلاَّبُها الخَلانِجا منها وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا وقيل هو كل جفنة وصحفة وآنية صنعت من خشب ذي طرائق وأَساريع مُوَشَّاةٍ

( خمج ) الخَمَجُ بفتح الميم الفُتُورُ من مَرَضٍ أَو تعب يمانية وأَصبح فلان خَمِجاً وخَمِيجاً أَي فاتراً والأَول أَعرف أَبو عمرو ناقة خَمِجَةٌ ما تذوق الماء من دائها أَبو سعيد رجل مُخَمَّجُ الأَخلاقِ فاسدُها وخَمِجَ اللحمُ يَخْمَجُ خَمَجاً أَرْوَحَ وأَنْتَنَ وقال أَبو حنيفة خَمِجَ اللحمُ خَمَجاً وهو الذي يُغَمُّ وهو سُخْنٌ فَيُنْتِن وقال مرة خَمِجَ خَمَجاً أَنْتَنَ الأَزهري وخَمِجَ التمر إِذا فسد جَوْفُهُ وحَمُضَ وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال الخَمَجُ أَن يَحْمُضَ الرُّطَبُ إِذا لم يُشَرَّرْ ولم يُشَرَّقْ أَبو عمرو الخَمَجُ فساد الدين وقول ساعدة بن جُؤَيَّة ولا أُقِيمُ بِدارِ الهُونِ إِنَّ ولا آتي إِلى الخِدرِ أَخشى دونَه الخَمَجا قال السكري الخَمَجُ الفساد وسوء الثناء وهذا البيت أَورده ابن بري في أَماليه ولا أُقيمُ بِدارٍ لِلْهَوَانِ ولا آتي إِلى الغَدْرِ أَخشى دونَه الخَمَجا

( خنج ) الأَزهري خُنَاجٌ قبيلة من العرب وقالت أَعرابية لضرة لها كانت من بني خُناج لا تُكْثِري أُخْتَ بني خُنَاجِ وأَقْصري مِن بَعْضِ ذا الضَّجاجِ فَقَدْ أَقَمْناكِ على المِنْهاجِ أَتَيْتِهِ بِمِثْلِ حُقِّ العَاجِ مُضَمَّخٍ زُيِّنَ بانْتِفَاجِ بِمِثْلِه نَيْلُ رِضَى الأَزواجِ

( خنبج ) الخُنْبُجُ والخَنَابِجُ الضَّخْمُ والخُنْبُجُ السَّيِّءُ الخلق وامرأَة خُنْبُجَة مكتنزة ضخمة وهَضْبَةُ خُنْبُجٌ عظيمة والخُنْبُجُ الخابية الصغيرة والخُنْبُجَة بالهاء الخابية المدفونة حكان أَبو حنيفة عن أَبي عمرو وهي فارسية معربة وفي حديث تحريم الخمر ذكر الخُنَابِج قيل هي حِبَابٌ تُدَسُّ في الأَرض والخُنْبُجَةُ القَمْلة الضخمة قال الأَصمعي الخُنْبُجُ بالخاء والجيم القمل قال الرياشي والصواب عندنا ما قال الأَصمعي

( خنزج ) الخَنْزَجَةُ التكبر وخَنْزَجَ تَكَبَّرَ ورجل خَنْزَجٌ ضخم

( خنعج ) الخَنْعَجَةُ مِشْيَةٌ متقاربة فيها فَرْمَطَةٌ وعَجَلَة وقد ذكر بالباء والتاء

( خنفج ) الخُنَافِجُ والخُنْفُجُ الضخم الكثير اللحم من الغِلْمانِ

( خيج ) الخايجة البيضة وهو بالفارسية خاياه

( دبج ) الدَّبْجُ النَّقْشُ والتزيين فارسي معرب ودَبَجَ الأَرضَ المطرُ يَدْبُجُها دَبْجاً رَوَّضَها والدِّيباحُ ضَرْبٌ من الثياب مشتق من ذلك بالكسر والفتح مُوَلَّدٌ والجمع دَيابيجُ ودبابيج قال ابن جني قولهم دبابيج يدل على أَن أَصله دِبَّاجٌ وأَنهم إِنما أَبدلوا الباء ياء استثقالاً لتضعيف الباء وكذلك الدينار والقيراط وكذلك في التَّصْغير وفي الحَديثِ ذكْرُ الدِّيباجِ وهي الثياب المتخذة من الابريسم فارسي معرب وقد تُفتح داله وسمى ابن مسعود الحواميم ديباج القرآن الليث الدِّيباج أَصوب من الدَّيْباج وكذلك قال أَبو عبيد في الدِّيباج والدِّيوان وجمعهما دَبابِيجُ ودَواوينُ وروي عن ابراهيم النخعي أَنه كان له طَيْلَسانٌ مُدَبَّجٌ قالوا هو الذي زينت أطرافه بالديباج وما بالدَّارِ دِبِّيجٌ بالكسر والتشديد أَي ما بها أَحد وهو من ذلك لا يستعمل إِلا في النفي قال ابن جني هو فِعِّيل من لفظ الدِّيباج ومعناه وذلك أَن الناس هم الذين يَشُونَ الأَرضَ وبهم تَحْسُنُ وعلى أَيديهم وبعمارتهم تَجْمُلُ الفراء عن الدهرية ما في الدار سَفْرٌ ولا دِبِّيجٌ ولا دَبِّيجٌ ولا دِبِّيٌّ ولا دَبِّيٌّ قال قال أَبو العباس والحاء أَفصح اللغتين الجوهري وسأَلت عنه في البادية جماعة من الأَعراب فقالوا ما في الدارِ دِبِّيٌّ قال وما زادوني على ذلك قال ووجدت بخط أَبي موسى الحامض ما في الدارِ دِبِّيجٌ مُوَقَّعٌ بالجيم عن ثعلب قال أَبو منصور والجيم في دبِّيج مبدلة من الياء في دِبِّيّ كما قالوا صِيصِيٌّ وصِيصِجٌّ ومُرِّيٌّ ومُرِّجٌّ ومثله كثير والدِّيباجَتانِ الخدان ويقال هما اللِّيتَانِ قال ابن مقبل يصف البعير يَسْعَى بها بازِلٌ دُرْمٌ مَرافِقُه يَجْري بِديباجَتَيْه الرَّشْحُ مُرْتَدِعُ الرشح العرق والمرتدع الملتطخ أَخذه من الرَّدْعِ وهذا البيت في الصحاح يَخْدي بها كُلُّ مَوَّارٍ مَناكِبُه يَجْري بِديباجَتَيْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِعُ قال ابن بري والمُرْتَدِعُ هنا الذي عَرِقَ عَرَقاً أَصفر وأَصله من الردع والردع أَثر الخَلوق والضمير في قوله بها يعود على امرأَة ذكرها والبازل من الإِبل الذي له تسع سنين وذلك وقت تناهي شبابه وشدة قوَّته ورُوي فُتْلٌ مَرافِقُه والفُتْلُ التي فيها انفتال وتَباعُدٌ عن زَوْرِها وذلك محمود فيها ودِيباجَةُ الوجه ودِيباجُهُ حسن بشرته أَنشد ابن الأَعرابي للنجاشي هُمُ البِيضُ أَقْداماً ودِيباجُ أَوْجُهٍ كِرامٌ إِذا اغْبَرَّتْ وُجُوهُ الأَشائِم ورجل مُدَبَّجٌ قبيح الوجه والهامة والخلقة والمُدَبَّجُ طائر من طير الماء قبيح الهيئة التهذيب والمُدَبَّجُ ضرب من الهام وضرب من كير الماء يقال له أَغْبَرُ مُدَبَّجٌ منتفخ الريش قبيح الهامة يكون في الماء مع النُّحَامِ ابن الأَعرابي يقال للناقة إِذا كانت فَتِيَّةً شابة هي القرطاس والدِّيباج والدِّعْلِبَةُ والدِّعْبلُ والعَيْطموس

( دجج ) دَجَّ القَوْمُ يَدِجُّونَ دَجّاً ودَجِيجاً ودَجَجاناً مَشَوْا مَشْياً رُوَيْداً في تَقارُبِ خَطْوٍ وقيل هو أَن يقبلوا ويدبروا وقيل هو الدبيب بعينه ودَجَّ يَدِجُّ إِذا أَسرع ودَجَّ يَدِجُّ ودَبَّ يَدِبُّ بمعنى قال ابن مقبل إِذا سَدَّ بالمَحْلِ آفاقَها جَهامٌ يَدِجُّ دَجِيجَ الظُّعُنْ قال ابن السكيت لا يقال يَدِجُّون حتى يكونوا جماعة ولا يقال ذلك للواحد وهم الدَّاجَّةُ وفي الحديث قال لرجلٍ أَين نزلت ؟ قال بالشق الأَيسر من منة قال ذاك منزل الداجِّ فلا تنزله ودَجَّ البيتُ إِذا وَكَفَ وأَقبل الحاجُّ والدَّاجُّ الذين يحجون والداجُّ الذين معهم من الأُجراء والمُكارينَ والأَعوان ونحوهم لأَنهم يَدِجُّونَ على الأَرض أَي يَدِبُّونَ ويَسْعَوْنَ في السفر وهذان اللفظان وإِن كانا مفردين فالمراد بهما الجمع كقوله تعالى مستكبرين به سامِراً تَهْجُرُونَ وقيل هم الذين يدبون في آثارهم من التجار وغيرهم وفي حديث ابن عمر رأَى قوماً في الحجِّ لهم هيئة أَنكرها فقال هؤلاء الداجُّ وليسوا بالحاجِّ الجوهري وأَما الحديث ما تركت من حاجَةٍ ولا داجَةٍ إِلا أَتَيْتُ فهو مخفف إِتباع للحاجة قال ابن بري ذِكْرُ الجوهري هذا في فصل دجج وَهَمٌ منه لأَن الداجة أَصلها دوجة كما أَن حاجة أَصلها حوجة وحكمها حكمها وإِنما ذكر الجوهري الداجة في فصل دجج لأَنه توهمها من الداجَّةِ الجماعةِ الذين يَدِجُّونَ على الأَرض أَي يَدِبُّون في السير وليست هذه اللفظة من معنى الحاجة في شيء ابن الأَثير وفي الحديث قال لرجل ما تركت حاجَّة ولا داجَّة قال وهكذا جاء في رواية بالتشديد قال الخطابي الحاجَّةُ القاصدون البيت والدَّاجَّةُ الراجعون والمشهور هو بالتخفيف وأَراد بالحاجة الصغيرى وبالداجة الكبيرة وهو مذكور في موضعه وفي كلام بعضهم أَمَا وَحَواجِّ بيت الله ودَواجِّه لأَفْعَلَنَّ كذا وكذا وقال أَبو عبيد في حديث ابن عمر هؤلاء الداجُّ وليسوا بالحاجِّ قال هم الذي يكونون مع الحاج مثل الأُجراء والجمَّالين والخدم وما أَشبههم وقيل إِنما قيل لهم داجّ لأَنهم يدجون على الأَرض والدَّجَجانُ هو الدَّبِيبُ في السير وأَنشد باتَتْ تُداعي قَرَباً أَفايِجا تَدْعُو بذاك الدَّجَجانَ الدَّارِجَا قال أَبو عبيد فأَراد ابن عمر أَن هؤلاء لا حج لهم وليس عندهم شيء إِلاَّ أَنهم يسيرون ويَدِجُّونَ ولا حج لهم أَبو زيد الداجُّ التُّبَّاعُ والجَمَّالُون والحاجُّ أَصحاب النيَّات والزَّاجُّ المراؤُون والدِّجاجة والدِّجاجةُ معروفة سميت بذلك لإقبالها وإِدبارها تقع على الذكر والأُنثى لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس مثل حمامة وبطة أَلا ترى إِلى قول جرير لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ أَرَّقَني صَوْتُ الدَّجاجِ وضَرْبٌ بالنَّواقيس إِنما يعني زُقَاءَ الدُّيوك ؟ والجمع دَجَاجٌ ودِجَاجٌ ودَجائج وفتح الدال أَفصح فأَما دجائج فجمع ظاهر الأَمر وأَما دِجاجٌ فقد يكون جمع دجاجَةٍ كَسِدْرَةٍ وسِدَرٍ في أَنه ليس بينه وبين واحدة إِلا الهاء وقد يكون تكسير دجاجة على أَن تكون الكسرة في الجمع غير الكسرة التي كانت في الواحد والأَلف غير الأَلف لكنها كسرة الجمع وأَلفه فتكون الكسرة في الواحد ككسرة عين عِمامة وفي الجمع ككسرة قاف قِصاع وجيم حِفان وقد يكون جمع دجاجة على طرح الزائد كقولك صَحْفَة وصِحاف فكأَنه حينئذ جمع دَجَّةٍ وأَما دَجاجٌ فمن الجمع الذي ليس بينه وبين واحده إِلا الهاء كحمامة وحمام ويمامة ويمام قال سيبويه وقالوا دَجاجةٌ ودَجاجٌ ودَجاجاتٌ قال وبعضهم يقول دِجاج ودَجاج ودَجاجات ودِجاجات وقول جرير صوتُ الدَّجاج وقَرْعٌ بالنَّواقِيسِ قال أَراد أَرَّقني انتظار صوت الدجاج أَي الديوك وذلك أَنه كان مُزمِعاً سَفَراً فأَرِقَ ينتظره ودِجْ دِجْ دعاؤك بالدَّجاجة ودَجْدَجَ بالدُّجاجة صاح بها فقال دِجْ دِجْ ودَجْدَجْتُ بها وكَرْكَرْتُ أَي صِحْتُ ودَجْدَجَتِ الدَّجاجةُ في مشيها عَدَتْ والدُّجُّ الفَرُّوج قال والدِّيكُ والدُّجُّ مع الدَّجاج وقيل الدُّجُّ مولَّد وقيل في قول لبيد باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحْرَةٍ انه أَراد الديك وصَقِيعَه في سُحْرَةٍ التهذيب وجمع الدَّجاج دُجُجٌ والدَّجاجُ الكُبَّةُ من الغَزْلِ وقيل الحِفْشُ منه وجَمْعُها دَجاجٌ وأَنشد قول أَبي المقدام الخزاعي في أُحْجِيَّتِه وعَجُوزاً رأَيتُ باعَتْ دَجاجاً لمْ يُفَرِّخْنَ قد رأَيتُ عُضالا ثُمَّ عادَ الدَّجاجُ مِنْ عَجَبِ الدَّه رِ فَراريجَ صِبْيَةً أَبْذالا والدِّجاجُ هذا جمع دَجاجةٍ لكُبَّةِ الغَزْلِ والفَراريجُ جمع فَرُّوج للدُّرَّاعة والقَباءِ والأَبْذالُ التي تبتذل في اللباس والدَّجاجةُ ما نَتَأَ من صَدْرِ الفَرَسِ قال بانتْ دَجاجَتُه عن الصَّدْرِ وهما دَجاجتان عن يمين الزَّوْرِ وشماله قال ابن بُراقة الهَمْداني يَفْتَرُّ عن زَوْرِ دَجاجَتَيْنِ والدُّجَّةُ بالضم شدّة الظلمة وقد تَدَجْدَجَ الليلُ وليلٌ دَجوجٌ ودَجوجيٌّ ودُجاجي ودَيْجُوجٌ مظلم وليلة دَيْجُوجٌ كظلمة ودَجْدَجَ الليلُ أَظلم وجمع الدَّيْجُوجِ دَياجِيجٌ ودَياجٍ وأَصله دَياجِيجٌ فخففوه بحذف الجيم الأَخيرة قال ابن سيده التعليل لابن جني وشَعَرٌ دَجوجِيٌّ ودَجِيجٌ أَسود وقيل الدَّجِيجُ والدَّجْداجُ الأَسود من كل شيء وليلة دَجْداجَةٌ شديدة الظلمة ودَجَّجَتِ السماءُ تَدْجِيجاً غَيَّمَت وتَدَجَّجَ في سلاحه دخل والمُدَجِّجُ والمُدَجَّجُ المُتَدَجِّجُ في سلاحه أَبو عبيد المُدَجْدِجُ اللابس السلاح التام وقال شمر ويقال مُدَجِّجٌ أَيضاً الليث المُدَجِّجُ الفارس الذي قد تَدَجَّجَ في شِكَّتِه أَي شاكُّ السِّلاحِ قال أَي دخل في سلاحه كأَنه تغطى به وفي حديث وهب خرج داودُ مُدَججاً في السلاح روي بكسر الجيم وفتحها أَي عليه سلاح تام سُمي به لأَنَه يَدِجُّ أَي يمشي رُوَيْداً لثقله وقيل لأَنه يتغطى به من دجَّجَتِ السماءُ إِذا تَغَيَّمَت والمُدَجَّجُ الدُّلْدُلُ من القنافذ ابن سيده والمُدَجَّجُ القنفذ قال أُراه لدخوله في شوكه وإِياه عنى الشاعر بقوله ومُدَجَّجٍ يَسْعَى بِشِكَّتِه مُحْمَرَّةٍ عَيْناه كالكَلْبِ الأَصمعي دَجَجْتُ السِّتْرَ دَجّاً إِذا أَرخيته فهو مَدْجُوجٌ ابن الأَعرابي الدُّجُجُ الجبال السود والدُّجُجُ أَيضاً تراكم الظلام والدُّجَّةُ شدة الظلمة ومنه اشتقاق الدَّيْجُوج بمعنى الظلام وليل دَجُوجِيٌّ وشعر دَجُوجِيٌّ وسواد دَجُوجِيٌّ وتَدَجْدَجَ الليلُ فهي دَجْداجَةٌ وأَنشد إِذا رِداءُ ليلةٍ تَدَجْدَجا وبَعِير دَجُوجِيٌّ وناقة دَجُوجِيَّة أَي شديدة السواد وناقة دَجَوْجاةٌ منبسطة على الأَرض والدِّجَّةُ جلدة قدر أُصبعين توضع في طرف السَّيْر الذي تعلق به القوس وفيه حلقة فيها طرف السير ودِجاجَةُ اسم امرأَة
( * قوله « ودجاجة اسم امرأة » قال الوزير أَبو القاسم المغربي في أنسابه فأما الأسماء فكلها دجاجة بكسر الدال فمن ذلك دجاجة بنت صفوان شاعرة اه من شرح القاموس باختصار )
ودَجُوجٌ موضع قال أَبو ذؤَيب فإِنَّكَ عَمْري أَيَّ نَظْرَةِ عاشِقٍ نَظَرْتَ وقُدْسٌ دُونَنا ودَجُوجُ ودَجُوجٌ اسم بلد في بلاد قيس

( دحج ) ابن سيده دَحَجَه يَدْحَجُه دَحْجاً عَرَكَه عَرْكاً كَعَرْكِ الأَديم يمانية والذال المعجمة لغة وهي أَعلى الأَزهري دَحَجَ إِذا جامع ودَحَجَه دَحْجاً إِذا سَحَبَه قال وفي باب الذال المعجمة ذحجه ذحْجاً بهذا المعنى فكأَنهما لغتان

( دحرج ) دَحْرَجَ الشيءَ دَحْرَجَةً ودِحْراجاً فَتَدَحْرَجَ أَي تتابع في حُدُور والمُدَحْرَجُ المُدَوَّر والدُّحْروجَة ما تَدَحْرَجَ من القِدْر قال النابغة أَضْحَتْ يُنَفِّرُها الوِلْدانُ مِنْ سَبَإٍ كأَنَّهُمْ تَحْتَ دَفَّيْها دَحَارِيجُ والدُّحْرُوجَةُ ما يُدَحْرِجُه الجُعَلُ من البَنادق قال ذو الرمة يصف فراخ الظليم أَشْداقُها كَصَدوحِ النَّبْعِ في قُلَلٍ مِثْلَ الدَّحاريج لم يَنْبُتْ لها زَغَبُ وقُلَلُها رؤُوسها وجمع الدُّحْرُوجَةِ دَحارِيج ابن الأَعرابي يقال للجُعَل المُدَحْرِجُ وقال عُجَير السَّلُولي قَمِطْرٌ كحوَّازِ الدَّحاريج أَبْتَرُ

( درج ) دَرَجُ البناءِ ودُرَّجُه بالتثقيل مَراتِبُ بعضها فوق بعض واحدتُه دَرَجَة ودُرَجَةٌ مثال همزة الأَخيرة عن ثعلب والدَّرَجَةُ الرفعة في المنزلة والدَّرَجَةُ المِرْقاةُ
( * قوله « والدرجة المرقاة » في القاموس والدرجة بالضم وبالتحريك كهمزة وتشدد جيم هذه والأَدرجة كأَسكفة أَي بضم الهمزة فسكون الدال فضم الراء فجيم مشددة مفتوحة المرقاة ) والدَّرَجَةُ واحدةُ الدَّرَجات وهي الطبقات من المراتب والدَّرَجَةُ المنزلة والجمع دَرَجٌ ودَرَجاتُ الجنة منازلُ أَرفعُ من مَنازِلَ والدَّرَجانُ مِشْيَةُ الشيخ والصبي ويقال للصبي إِذا دَبَّ وأَخذ في الحركة دَرَجَ ودَرَج الشيخ والصبي يَدْرُجُ دَرْجاً ودَرَجاناً ودَرِيجاً فهو دارج مَشَيا مَشْياً ضعيفاً ودَبَّا وقوله يا ليتني قد زُرْتُ غَيْرَ خارِجِ أُمَّ صَبِيٍّ قد حَبَا ودارِجِ إِنما أَراد أُمَّ صَبِيٍّ حابٍ ودارِج وجاز له ذلك لأَن قد تُقرِّبُ الماضي من الحال حتى تلحقه بحكمه أَو تكاد أَلا تراهم يقولون قد قامت الصلاة قبل حال قيامها ؟ وجعَلَ مُلَيْحٌ الدَّريجَ للقطا فقال يَطُفْنَ بِأَحْمالِ الجِمالِ عُذَيَّةً دَريجَ القَطا في القَزِّ غَيْرِ المُشَقَّقِ قوله في القَزِّ من صلة يَطُفْنَ وقال تَحْسَبُ بالدَّوِّ الغَزالَ الدَّارِجا حمارَ وحشٍ يَنْعَبُ المَناعِبا والثَّعْلَبَ المَطْرودَ قَرْماً هابِجَا فأَكفأَ بالباء والجيم على تباعد ما بينهما في المخرج قال ابن سيده وهذا من الإِكفاء الشاذ النادر وإِنما يَمْثُلُ الإِكفاءُ قليلاً إِذا كان بالحروف المتقاربة كالنون والميم والنون واللام ونحو ذلك من الحروف المتدانية المخارج والدَّرَّاجةُ العَجَلَةُ التي يَدِبُّ الشيخ والصبي عليها وهي أَيضاً الدَّبَّابة التي تُتَّخذ في الحرب يدخل فيها الرجال الجوهري الدَّرَّاجَةُ بالفتح الحالُ وهي التي يَدْرُجُ عليها الصبي إِذا مشى التهذيب ويقال للدَّبَّابات التي تُسَوَّى لحرب الحِصارِ يدخل تحتها الرجال الدَّبَّابات والدَّرَّاجات والدَّرَّاجَةُ التي يُدَرَّجُ عليها الصبي أَوَّلَ ما يمشي وفي الصحاح دَرَجَ الرجلُ والضب يَدْرُجُ دُرُوجاً أَي مشى ودَرَجَ ودَرِجَ أَي مضى لسبيله ودَرَِجَ القومُ إِذا انقرضوا والانْدِراجُ مثله وكلُّ بُرْج من بُرُوج السماء ثلاثون دَرَجةً والمَدارِجُ الثنايا الغِلاظُ بين الجبال واحدته مدْرَجةٌ وهي المواضع التي يدرج فيها أَي يمشى ومنه قول المزني وهو عبد الله ذو البِجادَينِ تَعَرَّضي مَدارِجاً وسُومِي تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ هذا أَبو القاسمِ فاسْتَقِيمي ويقال دَرَّجْتُ العليل تَدْريجاً إِذا أَطعمته شيئاً قليلاً وذلك إِذا نَقِهَ حتى يَتَدَرَّجَ إِلى غاية أَكله كما كان قبل العلة دَرَجَةً درجةً والدَّرَاجُ القُنْفُذُ لأَنه يَدْرُج ليلته جمعاء صفة غالبة والدَّوارِجُ الأَرجُلُ قال الفرزدق بَكَى المِنْبَرُ الشَّرْقِيُّ أَنْ قام فَوْقَهُ خَطِيبٌ فُقَيْمِيٌّ قصيرُ الدَّوارِجِ قال ابن سيده ولا أَعرف له واحداً التهذيب ودَوارِجُ الدابة قوائمه الواحدة دارجةٌ وروى الأَزهري بسنده عن الثوري قال كنت عند أَبي عبيدة فجاءه رجل من أَصحاب الأَخفش فقال لنا أَليس هذا فلاناً ؟ قلنا بلى فلما انتهى إِليه الرجل قال ليس هذا بِعُشِّكِ فادْرُجِي قلنا يا أَبا عبيدة لمن يُضرب هذا المثل فقال لمن يرفع له بحبال قال المبرد أَي يطرد وفي خطبة الحجاج ليس هذا بِعُشِّكِ فادرُجي أَي اذهبي وهو مثل يضرب لمن يتعرّض إِلى شيء ليس منه وللمطمئن في غير وقته فيؤْمر بالجِدِّ والحركة ويقال خلّي دَرَجَ الضَّبِّ ودَرَجُه طريقه أَي لا تَعَرَّضي له أَي تَحَوَّلي وامضي واذهبي ورجع فلان دَرَجَه أَي رجع في طريقه الذي جاء فيه وقال سلامة بن جندل وكَرِّنا خَيْلَنا أَدْراجَنا رَجَعاً كُسَّ السَّنابِكِ مِنْ بَدْءٍ وتَعْقِيبِ ورجع فلانٌ دَرَجَه إِذا رجع في الأَمر الذي كان تَرَكَ وفي حديث أَبي أَيوب قال لبعض المنافقين وقد دخل المسجد أَدْراجَكَ يا منافق الأَدْراجُ جمع دَرَجٍ وهو الطريق أَي اخْرُجْ من المسجد وخُذْ طريقَك الذي جئت منه ورَجَعَ أَدْراجَه عاد من حيث جاء ويقال استمرَّ فلان دَرَجَه وأَدْراجَه والدَّرَجُ المَحاجُّ والدَّرَجُ الطريق والأَدْراجُ الطُّرُقُ أَنشد ابن الأَعرابي يَلُفُّ غُفْلَ البِيدِ بالأَدْراجِ غُفْل البِيد ما لا عَلَم فيه معناه أَنه جيش عظيم يَخْلِطُ هذا بهذا ويعفي الطريقَ قال ابن سيده قال سيبويه وقالوا رجعَ أَدْراجَه أَي رجع في طريقه الذي جاء فيه وقال ابن الأَعرابي رجع على أَدْراجه كذلك الواحد دَرَجٌ ابن الأَعرابي يقال للرجل إِذا طلب شيئاً فلم يقدر عليه رجع على غُبَيْراءِ الظَّهْرِ ورجع على إِدراجِه ورجع دَرْجَه الأَول ومثله عَوْدَهُ على بَدْئِهِ ونَكَصَ على عَقِبَيْهِ وذلك إِذا رجع ولم يصب شيئاً ويقال رجع فلان على حافِرَتِه وإِدْراجه بكسر الأَلف إِذا رجع في طريقه الأَول وفلان على دَرَجِ كذا أَي على سبيله ودَرَجُ السَّيْلِ ومَدْرَجُه مُنْحَدَرُه وطريقُه في مَعاطف الأَوْدِيةِ وقالوا هو دَرَجَ السَّيْلِ وإِن شئت رفعت وأَنشد سيبويه أَنُصْبٌ للمَنِيَّةِ تَعْتَريهِمْ رِجالي أَمْ هُمُوا دَرَجُ السُّيولِ ؟ ومَدارِجُ الأَكَمَةِ طُرُقٌ مُعْتَرِضَة فيها والمَدْرَجةُ مَمَرُّ الأَشياء على الطريق وغيره ومَدْرَجَةُ الطريق مُعْظَمُه وسَنَنُه وهذا الأَمر مَدْرَجةٌ لهذا أَي مُتَوَصَّلٌ به إِليه ويقال للطريق الذي يَدْرُجُ فيه الغلام والريح وغيرهما مَدْرَجٌ ومَدْرَجَةٌ ودَرَجٌ وجمعه أَدْراجٌ أَي مَمَرٌّ ومَذْهَبٌ والمَدْرَجةُ المَذْهَب والمسلَكُ وقال ساعدة بن جؤَية تَرَى أَثْرَهُ في صَفْحَتَيْهِ كأَنَّهُ مَدارِجُ شِبْثانٍ لَهُنَّ هَمِيمُ يريد بأَثْرِهِ فِرِنْدَهُ الذي تراه العين كأَنه أَرجل النمل وشِبْثانٌ جمع شَبَثٍ لدابة كثيرة الأَرجل من أَحناش الأَرض وأَما هذا الذي يسمى الشِّبِثَّ وهو ما تُطيَّب به القدور من النبات المعروف فقال الشيخ أَبو منصور موهوب بن أَحمد بن محمد بن الخضر المعروف بابن الجُواليقي والشِّبِثُّ على مثال الطِّمِرِّ وهو بالتاء المثناة لا غير والهَمِيم الدَّبِيبُ وقولهم خَلِّ دَرَجَ الضَّبِّ أَي طريقه لئلا يَسْلُك بين قدميك فتنتفخ ودَرَّجَه إِلى كذا واسْتَدْرَجه بمعنًى أَي أَدناه منه على التدريج فتَدَرَّجَ هو وفي التنزيل العزيز سنستَدْرِجُهُم من حيثُ لا يعلمون قال بعضهم معناه سنأْخُذُهم قليلاً قليلاً ولا نُباغِتُهم وقيل معناه سنأْخذهم من حيث لا يحتسبون وذلك أَن الله تعالى يفتح عليهم من النعيم ما يغتبطون به فيركنون إِليه ويأْنسون به فلا يذكرون الموت فيأْخذهم على غِرَّتِهم أَغْفَلَ ما كانوا ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما حُمِلَ إِليه كُنُوزُ كِسْرَى اللهم إِني أَعوذ بك أَن أَكونَ مُسْتَدْرَجاً فإِني أَسمعك تقول سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وروي عن أَبي الهيثم امتنع فلان من كذا وكذا حتى أَتاه فلان فاسْتَدْرجه أَي خدعه حتى حمله على أَن دَرَجَ في ذلك أَبو سعيد اسْتَدْرجَه كلامي أَي أَقلقه حتى تركه يَدْرُجُ على الأَرض قال الأَعشى لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حتى تَهُزَّه وتَعْلَمَ أَني مِنكُمُ غَيرُ مُلْجَمِ والدَّرُوجُ من الرياح السريعة المَرِّ وقيل هي التي تَدْرُجُ أَي تَمُرُّ مَرّاً ليس بالقَويّ ولا الشديد يقال ريح دَروجٌ وقِدْحٌ دَرُوجٌ والريح إِذا عصفت اسْتَدْرَجَتِ الحَصى أَي صَيَّرَتْهُ إِلى أَن يَدْرُجَ على وجه الأَرض مِن غير أَن ترفعه إِلى الهواء فيقال دَرَجَتْ بالحصى واسْتَدْرَجَتِ الحَصى أَمَّا دَرَجَتْ به فجرت عليه جرياً شديداً دَرَجَتْ في سيرها وأَمَّا اسْتَدْرَجَتْهُ فصيرته بجريه عليها
( * قوله « بجريه عليها » كذا بالأصل ولعل الأولى بجريها عليه ) إِلى أَنْ دَرَجَ الحَصى هو بنفسه ويقال ذهب دمه أَدْراجَ الرِّياحِ أَي هَدَراً ودَرَجَتِ الريح تركت نَمانِمَ في الرَّمْلِ وريح دَرُوجٌ يَدْرُجُ مؤَخرها حتى يُرى لها مثل ذَيْلِ الرَّسَنِ في الرَّمْلِ واسم ذلك الموضع الدَّرَجُ ويقال اسْتَدْرَجَتِ المحاوِرُ المَحالَ كما قال ذو الرمة صَرِيفُ المَحالِ اسْتَدْرَجَتْها المَحاوِرُ أَي صيرتها إِلى أَن تَدْرُجَ ويقال اسْتَدْرَجَتِ الناقةُ ولدها إِذا استتبعته بعدما تلقيه من بطنها ويقال دَرِجَ إِذا صَعِدَ في المراتب ودَرِجَ إِذا لَزِمَ المَحَجَّةَ من الدين والكلام كله بكسر العين من فَعِلَ ودَرَجَ ودَرِج الرجل مات ويقال للقوم إِذا ماتوا ولم يُخَلِّفوا عَقِباً قد دَرِجوا ودَرَجُوا وقبيلة دارِجَةٌ إِذا انقرضت ولم يبق لها عقب وأَنشد ابن السكيت للأَخطل قَبِيلَةٌ بِشِراكِ النَّعْلِ دارِجَةٌ إِنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لا يُوجَدْ لهُم أَثَرُ وكأَن أَصل هذا من دَرَجْتُ الثوب إِذا طويته كأَنَّ هؤلاء لما ماتوا ولم يخلفوا عَقِباً طَوَوْا طريق النسل والبقاء ويقال للقوم إِذا انقرضوا دَرِجُوا وفي المثل أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي أَكذب الأَحياء والأَموات وقيل دَرَِجَ مات ولم يخلف نسلاً وليس كل من مات دَرَِجَ وقيل دَرَجَ مثل دَبَّ أَبو طالب في قولهم أَحسَنُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ فَدَبَّ مشى ودَرَجَ مات وفي حديث كعب قال له عمر لأَيّ ابني آدم كان النسل ؟ فقال ليس لواحد منهما نسل أَما المقتول فدَرَجَ وأَما القاتل فَهَلَكَ نَسْلُه في الطوفان دَرَجَ أَي مات وأَدْرَجَهُم الله أَفناهم ويقال دَرَجَ قَرْنٌ بعد قرن أَي فَنَوْا والإِدْراجُ لف الشيء في الشيء وأَدْرَجَتِ المرأَة صبيها في مَعاوزها والدَّرْجُ لَفُّ الشيء يقال دَرَجْتُه وأَدْرَجْتُه ودَرَّجْتُه والرباعي أَفصحها ودَرَجَ الشيءَ في الشيء يَدْرُجُه دَرْجاً وأَدْرَجَه طواه وأَدخله ويقال لما طويته أَدْرَجْتُه لأَنه يطوى على وجهه وأَدْرَجْتُ الكتابَ طويته ورجل مِدْراجٌ كثير الإِدْراجِ للثياب والدَّرْجُ الذي يُكتب فيه وكذلك الدَّرَجُ بالتحريك يقال أَنقذته في دَرْجِ الكتاب أَي في طَيِّه وأَدْرَجَ الكتابَ في الكتاب أَدخله وجعله في دَرْجِه أَي في طيِّه ودَرْجُ الكتابِ طَيُّه وداخِلُه وفي دَرْجِ الكتاب كذا وكذا وأَدْرَجَ الميتَ في الكفن والقبر أَدخله التهذيب ويقال للخِرَقِ التي تُدْرَجُ إِدراجاً وتلف وتجمع ثم تدسُّ في حياء الناقة التي يريدون ظَأْرَها على ولد ناقة أُخرى فإِذا نزعت من حيائها حسبت أَنها ولدت ولداً فيدنى منها ولد الناقة الأُخرى فَتَرْأَمُه ويقال لتلك اللفيفة الدُّرْجَةُ والجَزْمُ والوثيقة ابن سيده والدُّرْجَةُ مُشاقَةٌ وخِرَقٌ وغير ذلك تدرج وتدخل في رحم الناقة ودبرها وتشدّ وتترك أَياماً مشدودة العينين والأَنف فيأْخذها لذلك غَمٌّ مِثْلُ غَمِّ المخاض ثم يحلُّون الرباط عنها فيخرج ذلك عنها وهي ترى أَنه ولدها وذلك إِذا أَرادوا أَنْ يَرْأَمُوها على ولد غيرها زاد الجوهري فإِذا أَلقته حَلُّوا عينيها وقد هَيَّأُوا لها حُواراً فيُدْنونَه إِليها فتحسبه ولدها فتَرْأَمُه قال ويقال لذلك الشيء الذي يشدّ به عيناها الغِمامَةُ والذي يشدَّ به أَنفها الصِّقاعُ والذي يحشى به الدُّرْجَةُ والجمع الدُّرَجُ قال عمران بن حطان جَمادٌ لا يُرادُ الرِّسْلُ مِنْها ولم يُجْعَلْ لهَا دُرَجُ الظِّئارِ والجَماد الناقة التي لا لبن فيها وهو أَصلب لجسمها والظِّئار أَن تعالج الناقة بالغِمامَةِ في أَنفها لكي تَظْأَرَ وقيل الظِّئار خرقة تدخل في حياء الناقة ثم يعصب أَنفها حتى يمسكوا نفَسها ثم يحل من أَنفها ويخرجون الدرجة فيلطخون الولد بما يخرج على الخرقة ثم يدنونه منها فتظنه ولدها فترأَمه وفي الصحاح فتشمه فتظنه ولدها فترأَمه والدُّرْجَةُ أَيضاً خرقة يوضع فيها دواء ثم يدخل في حياء الناقة وذلك إِذا اشتكت منه والدُّرْجُ بالضم سُفَيْطٌ صغير تَدَّخِرُ فيه المرأَةُ طيبها وأَداتَها وهو الحِفْشُ أَيضاً والجمع أَدْراجٌ ودِرَجَةٌ وفي حديث عائشة كُنَّ يَبْعَثْن بالدِّرَجَةِ فيها الكُرْسُفُ قال ابن الأَثير هكذا يروى بكسر الدال وفتح الراء جمع دُرْجٍ وهو كالسَّقَطِ الصغير تضع فيه المرأَةُ خِفَّ متاعها وطيبها وقال إِنما هو الدُّرْجَةُ تأْنيث دُرْجٍ وقيل إِنما هي الدُّرجة بالضم وجمعها الدُّرَجُ وأَصله ما يُلف ويدخل في حياء الناقة وقد ذكرناه آنفاً التهذيب المِدْراجُ الناقة التي تَجُرُّ الحَمْلَ إِذا أَتت على مَضْرَبِها ودَرَجَتِ الناقةُ وأَدْرَجَتْ إِذا جازت السنة ولم تُنْتَجْ وأَدْرَجَتِ الناقة وهي مُدْرِجٌ جاوزت الوقت الذي ضربت فيه فإِن كان ذلك لها عادة فهي مِدْراجٌ وقيل المِدْراجُ التي تزيد على السنة أَياماً ثلاثة أَو أَربعة أَو عشرة ليس غير والمُدْرِجُ والمِدْراجُ التي تؤخر جهازها وتُدْرِجُ عَرَضَها وتُلْحِقُه بِحَقَبِها وهي ضِدُّ المِسْنافِ قال ذو الرمة إِذا مَطَوْنا حِبال المَيْسِ مُصْعِدَةً يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدارِيج عنى بالمَداريج هنا اللواتي يُدْرِجْنَ عروضهن ويلحقنها بأَحقابهن قال ابن سيده ولم يعن المداريج اللواتي تجاوز الحَوْلَ بأَيام أَبو طالب الإِدْرَاجُ أَنْ يَضْمُرَ البعيرُ فَيَضْطَرِبَ بطانُه حتى يستأْخر إِلى الحَقَب فَيَسْتَأْخِرَ الحِملُ وإِنما يُسَنَّفُ بالسِّنَافِ مخافةَ الإِدْراجِ أَبو عمرو أَدْرَجْتُ الدَّلْوَ إِذا مَتَحْتَ به في رفق وأَنشد يا صاحِبَيَّ أَدْرِجا إِدْراجَا بالدَّلْوِ لا تَنْضَرِجُ انْضِراجَا ولا أُحِبُّ السَّاقِيَ المِدْراجَا كأَنَّهُ مُحْتَضِنٌ أَوْلادا قال وتسمى الدال والجيم الإِجازة قال الرياشي الإِدْرَاجُ النَّزْعُ قليلاً قليلاً ويقال هم دَرْجُ يدك أَي طَوْعُ يدك التهذيب يقال فلانٌ دَرْجُ يديك وبنو فلان لا يعصونك لا يثنى ولا يجمع والدَّرَّاجُ النَّمَّامُ عن اللحياني وأَبو دَرَّاجٍ طائر صغير والدُّرَّاجُ طائر شبه الحَيْقُطانِ وهو من طير العراق أَرقط وفي التهذيب أَنقط قال ابن دريد أَحسبه مولَّداً وهي الدُّرَجَةُ مثال رُطَبَةٍ والدُّرَّجَةُ الأَخيرة عن سيبويه التهذيب وأَما الدُّرَجَةُ فإِن ابن السكيت قال هو طائر أَسود باطنِ الجناحين وظاهرهما أَغبر وهو على خلقة القطا إِلاَّ أَنها أَلطف الجوهري والدُّرَّاجُ والدُّرَّاجَةُ ضرب من الطير للذكر والأُنثى حتى تقول الحَيْقُطانُ فيختص بالذكر وأَرض مَدْرَجَةٌ أَي ذاتُ دُرَّاجٍ والدِّرِّيجُ شيءٌ يضرب به ذو أَوتار كالطُّنْبُورِ ابن سيده الدِّرِّيجُ طنبور ذو أَوتار تضرب والدَّرَّاج موضع قال زهير بِحَوْمانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ ورواه أَهل المدينة بالدَّرَّاج فالمُتَثَلَّم ودُرَّاجٌ اسم ومَدْرَجُ الريح من شعرائهم سمي به لبيت ذكر فيه مَدْرَج الريح

( دربج ) دَرْبَجَ في مشيه ودَرْمَجَ إِذا دبَّ دبيباً وأَنشد ثُمَّتَ يَمْشِي البَخْتَرَى دُرابِجَا إِذا مَشَى في جَنْبِه دُرَامِجَا وهو يُدَرْبِجُ في مشيه وهي مِشْيَةٌ سَهْلَةٌ ورجل دُرَابِجٌ يختال في مِشْيَتِهِ

( دردج ) الدَّرْدَجَةُ ترافق الرجلين بالمَوَدَّةِ الليث الدَّرْدَجَةُ إِذا توافق اثنان بمودَّتهما قيل قد دَرْدَجا وأَنشد حتى إِذا ما طاوَعَا ودَرْدَجا وقال غيره الدَّرْدَجَةُ رِئْمانُ الناقة ولَدَها وقد دَرْدَجَتْ تُدَرْدِجُ وأَنشد ابن الأَعرابي وكُلُّهُنَّ رائِمٌ يُدَرْدِجُ

( درمج ) ادْرَمَّجَ الرجلُ الشيءَ دخل فيه واستتر به ابن الأَعرابي دَمَجَ عليهم وادْرَمَّجَ عليهم ودَمَرَ عليهم وتَعَلَّى وطلَع بمعنى واحد ودَرْبَجَ في مشيه ودَرْمَجَ إِذا دَبَّ دَبيباً وأَنشد إِذا مَشَى في جَنْبِه دُرَامِجا وقد تقدم في دربج

( دزج ) النهاية لابن الأَثير في الحديث أَدبر الشيطان وله هَزَجٌ ودَزَجٌ قال قال أَبو موسى الهَزَجُ صوت الرعد والذُّبَّانِ وتَهَزَّجَتِ القوسُ صَوَّتَتْ عند خروج السهم منها فيحتمل أَن يكون معناه معنى الحديث الآخر أَدبر وله ضُراطٌ قال والدَّزَجُ لا أَعرف معناه ههنا إِلاَّ أَن الدَّيْزَجُ مُعَرَّبُ دَيْزَهْ وهي لون بين لونين غير خالص قال ويروى بالراء وسكونها فيهما فالهَرْجُ سرعة عدو الفرس والاختلاط في الحديث والدَّرْجُ مصدر دَرَجَ إِذا مات ولم يخلف نسلاً على قول الأَصمعي وردح الصبي هذا حكاية قول أَبي موسى في باب الدال مع الزاي وعاد فقال في باب الهاء مع الزاي أَدبر الشيطان وله هَزَجٌ ودَزَجٌ وفي رواية وَزَجٌ قيل الهَزَجُ الرنَّة والوَزَجُ دونه

( دسج ) المُدْسِجُ دُويبَّةٌ تَنْسُجُ كالعنكبوت
( * واد زاد في القاموس وشرحه واندسج الرجل وانسدج انكب على وجهه والمدّسج بضم فتشديد كالمنتسج أي بمعناه الدستجة بفتح الدال وسكون السين المهملة وفتح المثناة الفوقية والجيم الحزمة والضغث فارسي معرّب يقال دستجة من كذا وجمعه الدساتج والدستيج بكسر المثناة الفوقية آنية تحوّل باليد وتنقل فارسي معرب دستي والدستينج بزيادة النون اليارق وهو اليارج )

( دعج ) الدَّعَجُ والدُّعْجَةُ السَّوادُ وقيل شدَّة السواد وقيل الدَّعَجُ شدَّة سواد سواد العين وشدة بياض بياضها وقيل شدة سوادها مع سعتها قال الأَزهري الذي قيل في الدَّعَجِ إِنه شدّة سواد سواد العين مع شدة بياض بياضها خطأٌ ما قاله أَحد غير الليث عَيْنُ دَعْجاءُ بينة الدَّعَجِ وامرأَة دَعْجاءُ ورجل أَدْعَجُ بَيِّنُ الدَّعَجِ قال العجاج يصف انفلاق الصبح تَسُورُ في أَعْجَازِ لَيْلٍ أَدْعَجَا أَراد بالأَدعَج المظلم الأَسود جعل الليل أَدْعَجَ لشدّة سواده مع شدة بياض الصبح وفي صفته صلى الله عليه وسلم في عينيه دَعَجٌ الدَّعَجُ والدُّعْجَة السواد في العين وغيرها يريد أَن سواد عينيه كان شديد السواد وقيل إِن الدَّعَجَ عنده سواد العين في شدة بياضها دَعِجَ دَعَجاً وهو أَدْعَجُ وهو عامٌّ في كل شيء رجلٌ أَدْعَجُ اللَّوْنِ وتَيْسٌ أَدْعَجُ العينين والقَرْنَين قال ذو الرمة يصف ثوراً وحشيّاً وقرنيه جَرَى أَدْعجُ القَرْنَينِ والعَينِ واضِحُ الْ قَرَى أَسْفَعُ الخَدَّينِ بالْبَيْنِ بارِحُ فجعل القَرن أَدعَج كما ترى قال الأَزهري ولقيت بالبادية غُلَيِّماً أَسود كأَنه حُمَمَةٌ وكان يسمى بصيراً ويلقب دعيجاً لشدة سواده والأَدْعَجُ من الرجال الأَسود وأَما قول ابن أَحمر ما أُمُّ غُفْرٍ على دَعْجاءِ ذِي عَلَقٍ يَنْفِي القَرامِيدَ عَنْها الأَعْصَمُ الوَقِلُ ؟ فهي هضبة عن أَبي عبيدة وليل أَدْعَجُ والدُّعْجَةُ في الليل شدّة سواده وفي حديث الملاعنة أَن جاءَتْ به أَدْعَجَ وفي رواية أُدَيْعِجَ حمل الخطابي هذا الحديث على سواد اللون جميعه وقال إِنما تأَوَّلناه على سواد الجلد لأَنه قد روي في خبر الخوارج آيتهم رَجُلٌ أَدْعَجُ والعرب تسمي أَوّلَ المِحَاقِ الدَّعْجَاءَ وهي ليلة ثمان وعشرين والثانيةَ السِّرارَ والثالثةَ الغَلْتَةَ وهي ليلة الثلاثين وشَفَةٌ دَعْجاءُ ولِثَةٌ دَعْجاءُ والدَّعْجاءُ ليلة ثمان وعشرين وفي رواية أُخرى آيَتُهم رجلٌ أَسْوَدُ والدَّعْجَاءُ اسم امرأَة وهي بنت هَيْضَم قال الشاعر ودَعْجَاءَ قد واصَلْتُ في بَعْضِ مَرِّها بِأَبْيَضَ ماضٍ ليْسَ مِن نَبْلِ هَيْضَمِ ومعناه أَنها مرَّت فأَهوى لها بسهم

( دعسج ) الدَّعْسَجَةُ السُّرْعَةُ دَعْسَجَ دَعْسَجَةً إِذا أَسرع

( دعلج ) الدَّعْلَجُ الحِمارُ والدَّعْلَجُ أَلوان الثياب وقيل أَلوان النبات وقيل ضرب من الجَوَالِيقِ والخِرَجَة والدَّعْلَجُ الجُوَالِقُ الملآن والدَّعْلَجُ النبات الذي قد آزر بعضه بعضاً والدَّعْلَجُ الذئب والدَّعْلَجُ الظُّلْمَةُ والدَّعْلَجُ الذي يمشي في غير حاجة والدَّعْلَجَةُ ضرب من المشي والدَّعْلَجَةُ التَرَدُّدُ في الذهاب والمجيء والدَّعْلَجَةُ لعبة للصبيان يختلفون فيها الجَيْئَةَ والذَّهابَ قال باتَتْ كلابُ الحَيِّ تَسْنَحُ بَيْننا يَأْكُلْنَ دَعْلَجَةً ويَشْبَعُ مَنْ عَفَا ذكر كثرة اللحم ويَشْبَعُ من عَفا ويشبَعُ من يأْتينا وقد دَعْلَجَ الصبيانُ ودَعْلَجَ الجُرَذُ كذلك يقال إِن الصبيَّ لَيُدَعْلِجُ دَعْلَجَةَ الجُرَذِ يجيء ويذهب وفي حديث فتنة الأَزد إن فلاناً وفلاناً يُدَعْلجَانِ بالليل إِلى دارك ليجمعا بين هذين الغارَّين أَي يختلفان والدَّعْلَجَةُ الأَخذ الكثير وقيل الأَكْلُ بِنَهْمَةٍ وبه فسر بعضهم يأْكُلن دَعْلَجَةً ويشبَعُ من عَفا والدَّعْلَجُ الكثير الأَكل من الناس والحيوان والدَّعْلَجُ الشابُّ الحسنُ الوجهِ الناعمُ البدَن وقد سَمَّوا دَعْلَجاً ومنه ابن دَعْلَجٍ سيبويه والإِضافة إِلى الثاني لأَني تعرّفه إِنما هو به كما ذكر في ابن كراع ودَعْلَجٌ فَرَسُ عبدِ عَمْرو بنِ شُرَيْحٍ ودَعْلَجٌ اسم فرس عامر بن الطفيل قال أَكُّرُّ عليهم دَعْلَجاً ولَبانُهُ إِذا ما اشْتَكَى وَقْعَ الرِّماحِ تَحَمْحَما ودَعْلَجْتُ الشيء إِذا دَحْرَجْتُه

( دلج ) الدُّلْجَةُ سَيْرُ السَّحَرِ والدَّلْجَةُ سَيْرُ الليل كلِّه والدَّلَجُ والدَّلَجانُ والدَّلَجَة الأَخيرة عن ثعلب الساعة من آخر الليل والفعل الإِدْلاجُ وأَدْلَجُوا ساروا من آخر الليل وادَّلَجُوا ساروا الليل كله قال الحطيئة آثَرْتُ إِدْلاجي على لَيْلِ حُرَّةٍ هَضِيمِ الحَشَى حُسَّانَةِ المُتَجَرِّدِ وقيل الدَّلَجُ الليلُ كله من أَوله إِلى آخره حكاه ثعلب عن أَبي سليمان الأَعرابي وقال أَيَّ ساعة سرت من أَوَّل الليل إِلى آخره فقد أَدْلَجْتَ على مثال أَخْرَجْتَ ابن السِّكِّيتِ أَدْلَجَ القومُ إِذا ساروا الليلَ كله فهم مُدْلِجُونَ وادَّلَجُوا إِذا ساروا في آخر الليل بتشديد الدال وأَنشد إِنَّ لَنا لَسَائِقاً خَدَلَّجا لمْ يُدْلِجِ اللَّيْلَةَ فيمن أَدْلَجا ويقال خرجنا بِدُلْجَةٍ ودَلْجَةٍ إِذا خرجوا في آخر الليل الجوهري أَدْلَجَ القَوم إِذا ساروا من أَول الليل والاسم الدَّلَجُ بالتحريك والدُّلْجَةُ والدَّلْجَةُ أَيضاً مثل بُرْهَةٍ من الدهر وبَرْهَةٍ فإِن ساروا من آخر الليل فقد ادَّلَجُوا بتشديد الدال والاسم الدَّلْجَةُ والدُّلْجَةُ وفي الحديث عليكم بالدُّلْجَةِ قال هو سير الليل ومنهم مَن يجعل الإِدْلاجَ لليل كله قال وكأَنه المراد في هذا الحديث لأَنه عقبَه بقوله فإِن الأَرض تُطْوَى بالليل ولم يفرق بين أَوله وآخره وأَنشدوا لعليّ عليه السلام إِصْبِرْ على السَّيْرِ والإِدْلاجِ في السَّحَرِ وفي الرَّواحِ على الحاجاتِ والبُكَرِ فجعل الإِدلاج في السحر وكان بعض أَهل اللغة يُخَطِّئُ الشَّمَّاخَ في قوله وتَشْكُو بِعَيْنٍ ما أَكَلَّ رِكابَها وقِيلَ المُنادِي أَصْبَحَ القوم أَدْلِجي ويقول كيف يكون الإِدْلاج مع الصبح ؟ وذلك وهم إِنما أَراد الشماخ تشنيع المُناجي على النُّوّام كما يقول القائل أَصبحتم كم تنامون هذا معنى قول ابن قتيبة والتفرقة الأُولى بين أَدْلَجْتُ وادَّلَجْتُ قول جميع أَهل اللغة إِلاَّ الفارسي فإِنه حكى أَن أَدْلَجْتُ وادَّلَجْتُ لغتان في المعنيَين جميعاً وإِلى هذا ينبغي أَن يذهب في قول الشماخ وقال الجوهري إِنما أَراد أَن المنادي كان ينادي مرة أَصْبَحَ القومُ كما يقال أَصبحتم كم تنامون ومرة ينادي أَدْلِجي أَي سيري ليلاً والدَّلِيج الاسم قال مليح بِهِ صُوًى تَهْدِي دَلِيجَ الواسِقِ والمُدْلِجُ القُنْفُذُ لأَنه يُدْلِجُ ليلته جمعاءَ كما قال فَباتَ يُقاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دائِباً ويَحْذَرُ بالقُفِّ اخْتلافَ العُجاهِنِ وسمي القنفذ مُدْلِجاً لأَنه لا يَهْدَأُ بالليل سَعْياً قال رؤبة قَوْمٌ إِذا دَمَسَ الظَّلامُ عليهمُ حَدَجُوا قَنافِذَ بالنَّمِيمةِ تَمْزَعُ ودَلَجَ السَّاقي يَدْلِجُ ويَدْلُجُ بالضم دُلُوجاً أَخذ الغَرْبَ من البئر فجاء بها إِلى الحوض قال لهامِرْفَقانِ أَفْتَلانِ كأَنَّما أُمِرَّا بِسَلْمَيْ دالِجٍ مُتَشَدِّدِ والمَدْلَجُ والمَدْلَجَةُ ما بين الحوض والبئر قال عنترة كأَنَّ رِماحَهُمْ أَشْطانُ بِئْرٍ لها في كلِّ مَدْلَجةٍ خُدُودُ والدَّالِجُ الذي يتردَّد بين البئر والحوض بالدلو يُفْرغُها فيه قال الشاعر بانَتْ يَداه عن مُشَاشِ والِجِ بَيْنُونَةَ السَّلْمِ بِكَفِّ الدّالِجِ وقيل الدَّلْجُ أَن يأْخذ الدَّلْو إِذا خرجَتْ فيذهب بها حيث شاء قال لوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّي تَمْتَحُ أَو تَدْلِجُ أَو تُعَلِّي التَّعْلية أَن يَنْثَأَ بعضُ الطَّيِّ في أَسفل البئر فينزل رجل فِي أَسفلها فَيُعَلِّي الدَّلْو عن الحَجَرِ الناتئ الجوهري والدَّالِجُ الذي يأْخذ الدلو ويمشي بها من رأْس البئر إِلى الحوض حتى يفرغها فيه ويقال للذي ينقل اللبنَ إِذا حُلبت الإِبل إِلى الجفانِ دالِجٌ والعُلْبَةُ الكبيرة التي يُنقل فيها اللَّبَنُ هي المَدْلَجَةُ ودَلَجَ بِحِمْلِهِ يَدْلِجُ دَلْجاً وَدُلُوجاً فهو دَلُوجٌ نهض به مُثْقَلاً قال أَبو ذؤيب وذلك مَشْبُوحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ خَشُوفٌ بأَعْراضِ الدِّيارِ دَلُوجُ والدَّوْلَجُ والتَّوْلَجُ الكِناس الذي يتخذه الوحش في أُصول الشجر الأَصل وَوْلَج فقلبت الواو تاءً ثم قلبت دالاً قال ابن سيده الدال فيها بدل من التاءِ عند سيبويه والتاءُ بدل من الواو عنده أَيضاً قال ابن سيده وإِنما ذكرته في هذا المكان لغلبة الدال عليه وأَنه غير مستعمل على الأَصل قال جرير مُتَّخِذاً في ضَعَواتٍ دَوْلَجا ويروى تَوْلَجا وقال العجاج واجْتابَ أُدْمانُ الفَلاةِ الدَّوْلَجا وفي حديث عمر أَن رجلاً أَتاه فقال لقيتني امرأَة أُبايعها فأَدخلتها الدَّوْلَج الدَّوْلَجُ المَخْدَعُ وهو البيت الصغير داخل البيت الكبير قال وأَصل الدَّوْلَجِ وَوْلَجٌ لأَنه فَوْعَلٌ من وَلَجَ يَلِجُ إِذا دخل فأَبدلوا من التاءِ دالاً فقالوا دَوْلَجٌ وكل ما وَلَجْتَ من كَهْف أَو سَرَبٍ فهو تَوْلَجٌ ودَوْلَجٌ قال والواو زائدة وقد جاءَ الدَّوْلَجُ في حديث إِسلام سَلْمان وقالوا هو الكِناسُ مأْوى الظِّباءِ والدَّوْلَجُ السَّرَبُ فَوْعَلٌ عن كُراع وتَفْعَلٌ عند سيبويه داله بدل من تاء ودَلْجَةٌ ودَلَجَةٌ ودَلاَّجٌ ودَوْلَجٌ أَسماءُ ومُدْلِجٌ رجل قال لا تَحْسِبي دَراهِمَ ابْني مُدْلِجِ تأْتيكِ حتى تُدْلِجِي وتَدْلُجِي وتَقْنَعِي بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ وبالثُّمام وعُرام العَوْسَجِ ومُدْلِجٌ أَبو بَطْنٍ ومُدْلِجٌ بضم الميم قبيلة من كنانة ومنهم القافَةُ وأَبو دُلَيْجَة كنية قال أَوس أَبا دُلَيْجَةَ مَنْ تُوصي بأَرْمَلَةٍ ؟ أَمْ مَنْ لأَشْعَثَ ذي طِمْرَيْنِ مِمْحالِ ؟ والتُّلَجُ فرخ العقاب أَصله دُلَجٌ

( دمج ) دَمَجَ الأَمْرُ يَدْمُجُ دُمُوجاً استقام وأَمْرٌ دُماج ودِماج مستقيم وتَدامَجوا على الشيءِ اجْتَمَعوا ودامجه عليهم
( * قوله « دامجه عليهم إلخ » كذا بالأصل ) دِماجاً جامعه وصُلْح دِماجٌ ودُماجٌ مُحْكَمٌ قَويٌّ وأَدْمَجَ الحَبْلَ أَجاد فَتْلَه وقيل أَحْكَمَ فَتْلَه في رِقَّةٍ وقوله إِذْ ذَاكَ إِذْ حَبْلُ الوِصالِ مُدْمَشُ إِنما أَراد مُدْمَجُ فأَبدل الشين من الجيم لمكان الرَّويِّ ودَمَجَتِ الماشِطَةُ الشعر دَمْجاً وأَدْمَجَتْه ضَفَرَتْه ورجل مُدْمَجٌ ومُنْدَمِجٌ مُداخَل كالحَبْلِ المُحْكَمِ الفَتْلِ ونسوة مُدْمَجاتُ الخَلْقِ ودُمَّجٌ كالحبل المُدْمَج عن ابن الأَعرابي وأَنشد واللهِ لَلنَّوْمُ وبِيضٌ دُمَّجُ أَهْوَنُ من لَيْلِ قِلاصٍ تَمْعَجُ
( * قوله « والله للنوم إلخ » كذا بالأصل وشرح القاموس وكتب بهامش الأصل كذا والله لا النوم )
قال ابن سيده ولم نجد لها واحداً وقوله أَنشده ابن الأَعرابي يُحاوِلْنَ صَرْماً أَو دِماجاً على الخَنا وما ذاكُمو من شِيمَتي بسَبِيلِ هو من قولك أَدْمَجَ الحبلَ إِذا أَحكم قتله أَي يُظْهِرْنَ وصْلاً مُحْكَمَ الظاهر فاسدَ الباطن الليث مَتْنٌ مُدْمَجٌ وكذلك الأَعضاءُ مُدْمَجَة كأَنها أُدْمِجَتْ ومُلِسَتْ كما تُدْمِجُ الماشطةُ مَشْطَةَ المرأَة إِذا ضفرت ذوائبها وكلُّ ضفيرة منها على حِيالِها تسمى دَمَجاً واحداً وتَدامَجَ القومُ على فلان تَدامُجاً إِذا تضافروا عليه وتعاونوا وصلح دُماج بالضم مُحْكَمٌ قال ذو الرمة وإِذ نَحْنُ أَسْبابُ المَوَدَّةِ بَيْنَنا دُماجٌ قُوَاها لم يَخُنْها وَصُولُها أَبو عمرو الدُّماجُ الصُّلْحُ على غير دَخَنٍ الأَزهري في ترجمة دجم ودَجَمَ الرجلَ صاحَبَهُ ويقال فلان مُدَاجِمٌ لفلان ومُدامِجٌ له والمُدامَجَةُ مثل المُداجاةِ ومنه الصلح الدُّماجُ بالضم وهو الذي كأَنه في خَفاءٍ ويقال هو التَّامُّ المحكم ودِماجُ الخَطِّ مُقاربته منه وكلُّ ما فُتِلَ فقد أُدْمِجَ ومَتْنٌ مُدْمَجٌ بَيِّنُ الدُّمُوجِ مُمَلَّسٌ وهو شاذ لأَنه لا يُعرف له فعل ثلاثي غير مزيد وأَدْمَجَ الفرسَ أَضْمَرَهُ والدُّموج الدُّخول الجوهري دَمَجَ الشيءُ دُموجاً إِذا دخل في الشيءِ واستحكم فيه وكذلك انْدَمَجَ وادَّمَجَ بتشديد الجال وادْرَمَّجَ كل هذا إِذا دخل في الشيءِ واستتر فيه وأَدْمَجْتُ الشيءَ إِذا لففته في ثوب والشيءُ المُدْمَجُ المُدْرَجُ مع ملاسته وفي الحديث من شق عصا المسلمين وهم في إِسلامٍ دامجٍ فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسلام من عنقه الدَّامِجُ المجتَمِعُ والدُّموجُ دخول الشيءِ في الشيءِ ومنه حديث زينب أَنها كانت تكره النَّقْطَ والإِطراف إِلا أَن تَدْمُجَ اليد دَمْجاً في الخِضاب أَي تعم جميع اليد ومنه حديث عليّ عليه السلام بل انْدَمَجْتُ على مَكنونِ علْمٍ لو بُحْتُ به لاضْطَرَبْتم اضْطِرابَ الأَرْشِيَةِ في الطَّوِيِّ البَعيدَةِ أَي اجتمعتُ عليه وانطويتُ واندرجتُ وفي الحديث سبحان من أَدْمَجَ قَوائم الذَّرَّةِ والهَمَجة ودَمَج في البيت يَدْمُجُ دُمُوجاً دخل التهذيب دَمَجَ عليهم ودَمَرَ وادْرَمَّجَ وتَغَلَّى عليهم كل بمعنى واحد ودَمَجَ الرجلُ في بيته والظبي في كِناسِهِ وانْدَمَجَ دَخَلَ ورجل دُمَّيْجَةٌ متداخل عن ابن الأَعرابي وأَنشد ولَسْتُ بِدُمَّيْجَةٍ في الفِراش وَوَجَّابَةٍ يَحْتَمِي أَن يُجِيبا أَبو الهيثم قال مفعال لا تدخل فيه الهاء قال وقد جاءَ حرفان نادران المِدْماجَةُ وهي العمامة المعنى أَنه مُدَمَّجٌ مُحْكَمٌ كأَنه نعت للعمامة ويقال رجل مِجْدامَةٌ إِذا كان قاطعاً للأُمور قال أَبو منصور هذا مأْخوذ من الجَدْمِ وهو القطع وأَنشد ولَسْتُ بِدُمَّيْجَةٍ في الفِراش مأْخوذ من ادَّمَجَ في الشيءِ إِذا دخل فيه وادَّمَجَ في الشيءِ ادِّماجاً وانْدَمَجَ انْدِماجاً إِذا دخل فيه ونَصْلٌ مُنْدَمِجٌ أَي مُدَوَّرٌ وليلة دامِجَةٌ مظلمة وليلٌ دامِجٌ أَي مظلم ودَمَجَتِ الأَرنبُ تَدْمُجُ دُمُوجاً في عدوها أَسرعت وهو سرعة تقارب قوائمها في الأَرض وفي المحكم أَسرعت وقاربت الخَطْوَ وكذلك البعير إِذا أَسرع وقارب خَطْوَه في المَنْحاةِ أَنشد ثعلب يُحْسِنُ في مَنْحاتِه الهَمالِجا يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا أَبو زيد يقال هو على تلك الدَّجْمَةِ والدَّمْجَةِ أَي الطريقة والمُدْمَجُ القِدْحُ وقال الحرث بن حِلِّزَة أَلْفَيتَنا للضَّيْفِ خَيْرَ عَِمارَةٍ إِلاَّ يَكُنْ لَبَنٌ فَعَطْفُ المُدْمَجِ يقول إِن لم يكن لبن أَجَلْنا القِدْحَ على الجَزُور فنحرناها للضيف

( دملج ) الدَّمْلَجَةُ تسوية الشيءِ كما يُدَمْلَجُ السِّوارُ وفي حديث خالد بن مَعْدانَ دَمْلَجَ الله لُؤْلُؤَةً دَمْلَجَ الشَّيءَ إِذا سوَّاه وأَحسن صنعته والدُّمْلُجُ
( * قوله « والدملج » بضم فسكون واللام تفتح وتضم كما في القاموس ) والدُّمْلُوجُ المِعْضَدُ من الحُليِّ ويقال أَلْقى عليه دَمالِيجَهُ اللحياني دُمْلِجَ جِسْمُه دَمْلَجَةً أَي طُويَ طَيّاً حتى أَكثر لحمه وأَنشد ابن الأَعرابي والبِيضُ في أَعْضادِها الدَّمالِيجْ ومُعْطِياتٌ بُدَّلٌ في تَعْويجْ والدَّمالِيجُ الأَرَضُونَ الصِّلابُ والمُدَمْلَجُ المُدْرَجُ الأَمْلَسُ قال الراجز كأَنَّ منها القَصَبَ المُدَمْلَجا سُوقٌ مِنَ البَرْديِّ ما تَعَوَّجا والدُّمْلُجُ والدُّمْلوجُ الحَجَرُ الأَمْلَس ودُمْلُجٌ اسم رجل قال لا تَحْسِبي دَراهِمَ ابْني دُمْلُجِ تأْتِيكِ حتى تُدْلِجِي وتَدْلُجي

( دمهج ) الدَّمْهَجُ والدُّماهِجُ العَظيم الخَلْقِ من كل شيءٍ كالدُّناهِجِ

( دنج ) الدُّنُجُ العُقَلاءُ من الرجال أَبو عمرو الدِّناجُ إِحْكامُ الأَمر وإِتْقانُه

( دنهج ) الدَّنْهَجُ والدُّناهِجُ العظيم الخَلْقِ من كلِّ شيءٍ كالدُّماهِجِ وبعير دُناهِجٌ ذو سَنامَيْنِ

( دهرج ) الدَّهْرَجَةُ السرعة في السير

( دهمج ) الدَّهْمَجَةُ مَشْيُ الكبير كأَنه في قيدٍ وقيل هو المشي البطيءُ وقد دَهْمَجَ يُدَهْمِجُ وبعير دُهامِجٌ يقارب الخَطْو ويُسْرعُ وقيل هو ذو سَنامين كدُهانِجٍ قال ابن سيده وأُراه بدلاً والدَّهْمَجُ السير الواسع الأَصمعي يقال للبعير إِذا قارب الخطو وأَسرع قد دَهْمَجَ يُدَهْمِجُ وأَنشد وعَيْر لها من بَناتِ الكُدادِ يُدَهْمِجُ بالْوَطْبِ والمِزْوَدِ الكُدادُ فحل معروف من الحمير مثل الجَديلِ وشَذْقَمٍ من الإِبل قال ابن بري صواب إِنشاده حِمار لَهُمْ مِن بناتِ الكُدادِ وقبله بأَخْيَلَ منهم إِذا زَيَّنوا بِمَغْرَتِهِمْ حاجِبَيْ مُؤْجِدِ والمؤْجِد فحل من الحمير عندهم معروف يرميهم بتربية الحمير ونتاجِها

( دهنج ) بعير دُهانِجٌ سريع قال العجاج يشبِّه به أَطراف الجبل في السراب كأَنَّ رَعْنَ الآلِ منه في الآل إِذا بَدا دُهانِجٌ ذو أَعْدال وقد دَهْنَجَ إِذا أَسْرَع مع تَقارُبِ خَطْوٍ قال الفرزدق وعَيْر لها من بَناتِ الكُدادِ يُدَهْنِجُ بالقَعْوِ والمِزْوَدِ
( * قوله « يدهنج بالقعو » الذي تقدم يدهنج بالوطب ولعله روي بهما والوطب سقاء اللبن والقعو البكرة أَو المحور من الحديد كما في القاموس ) الأَصمعي الدُّهامِجُ والدُّهانِجُ البعير الذي يقارب الخطو ويسرع والدَّهْنَجَةُ ضرب من الهَمْلَجَةِ وبعير دُهانِجٌ ذو سنامين والدَّهْنَجُ حَصًى أَخْضَرُ تُحلَّى به الفُصوص وفي التهذيب تُحَكُّ منه الفُصوص قال وليس من محض العربية قال الشماخ يَمْشِي مبادلها الفِرِنْدُ وهبرر
( * لم نجد لفظة هبرر في المعاجم )
حَسَنُ الْوَبِيصِ يَلُوح فيه الدَّهْنَجُ والدَّهْنَجُ والدُّهانِجُ العظيم الخَلْقِ من كل شيءٍ والدُّهانِجُ البعير الفالِجُ ذو السَّنامَيْنِ فارسي معرَّب والدَّهَنَجُ بالتحريك
( * قوله « والدهنج بالتحريك » عبارة القاموس الدهنج كجعفر ويحرك قال شارحه قال شيخنا توالي أربع حركات لا يعرف في كلمة عربية ) جوهر كالزُّمُرُّذِ

( دوج ) الدُّوَّاجُ ضربٌ من الثياب قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً صحيحاً ولم يفسره وقالوا الحاجةُ والدَّاجَةُ حكاه الزجاجي قال فقيل الداجةُ الحاجة نفسها وكرر لاختلاف اللفظين وقيل الدَّاجَةُ أَخف شأْناً من الحاجة وقيل الداجة إِتباع للحاجة قال ابن سيده وإِنما حكمنا أَن أَلفها واو لأَنه لا أَصل لها في اللغة يعرف به أَلفه فحمْله على الواو أَولى لأَن ذلك أَكثر على ما وصَّانا به سيبويه وجاءَ رجل إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما تَرَكْتُ مِنْ حاجَةٍ ولا داجَةٍ إِلا أَتَيْتُ أَراد أَنه لم يدع شيئاً دعته إِليه نفسه من الشهوات إِلا أَتاها ويقال داجة إِتباع لحاجة كما يقال حَسَنٌ بَسَنٌ ويقال الدَّاجَة ما صَغُرَ من الحوائج والحاجة ما عَظُمَ منها ويروى بتشديد الجيم وقد تقدم ابن الأَعرابي داجَ الرجلُ يَدُوج دَوْجاً إِذا خَدَمَ

( ديج ) الدَّيَجانُ الكبير من الجَرادِ حكاه أَبو حنيفة ابن الأَعرابي داجَ الرجلُ يَديجُ دَيْجاً ودَيَجاناً إِذا مشى قليلاً شمر الدَّيَجانُ الحواشي الصغار وأَنشد باتَتْ تُداعي قَرَباً أَفايِجَا بالخَلِّ تَدْعُو الدَّيَجانَ الدَّاجِجا
( * قوله « بالخل » أَي الطريق من الرمل وتقدم في دجج بدل هذا الشطر تدعو بذاك الدججان الدارجا فلعلهما روايتان )

( ذأج ) ذَئِجَ من الشراب وذَأَجَ يَذْأَجُ ذَأْجاً وذَأَجاً أَكثَرَ والذَّأْجُ الجَرْعُ الشديد والذَّأْجُ الشُّربُ عن أَبي حنيفة وذَأَجَ إِذا أَكثر من شرب الماءِ وذَأَجَ الماءَ يَذْأَجُه ذَأْجاً إِذا جَرَعَه جَرْعاً شديداً قال خَوامِصاً يَشْرَبْنَ شُرْباً ذَأْجَا لا يَتَعَيَّفْنَ الأُجاجَ المَأْجَا وذَئِجَ من الشراب ومن اللبن أَو ما كان إِذا أَكثر منه الفراءُ ذَئِجَ وضَئِمَ وصَئِبَ وقَئِبَ إِذا أَكثر من شرب الماء التهذيب وذَأَجَ إِذا شرب قليلاً وذَأَجَ السِّقاءَ ذَأْجاً خرقه وذَأَجَهُ ذَأْجاً نفخه وقال الأَصمعي إِذا نَفَخْتَ فيه تَخَرَّقَ أَو لم يتخرق وذَأَجَ النارَ ذَأْجاً وذَأَجاً نَفَخَها وقد روي ذلك بالحاءِ وذَأَجَهُ ذَأْجاً وذَأَجاً قَتَلَه عن كراع التهذيب وذَأَجَه إِذا ذبحه

( ذبج ) الذُّوباجُ مقلوب عن الجُوذابِ وهو الطعام الذي يُشَرَّحُ في ترجمة جذب حكى يعقوب أَن رجلاً دخل على يزيد بنِ مِزْيَدٍ فأَكل عنده طعاماً فخرج وهو يقول ما أَطْيَبَ ذُوباجَ الأَرُزِّ بِجآجئِ الإِوَزِّ يريد ما أَطيب جُوذَابَ الأُرْزِ بصُدُور البَطِّ

( ذجج ) التهذيب ابن الأَعرابي ذَجَّ الرجلُ إِذا قَدِمَ من سفر فهو ذاجٌّ أَبو عمرو ذَجَّ إِذا شَرِبَ

( ذحج ) الذَّحْجُ كالسَّحْجُ سَواءً وقد ذَحَجَه وذَحَجَتْهُ الريح جَرَّته من موضع إِلى موضع وحركته وذَحَجَهُ ذَحْجاً عَرَكَهُ والدال لغة وقد تقدم وذَحَجَتِ المرأَة بولدها رمت به عند الولادة وأَذْحَجَتِ المرأَة على ولدها أَقامت ومَذْحِجٌ مالِكٌ وطيئٌ سمِّيا بذلك لأَن أُمهما لما هلك بعلها أَذْحَجَتْ على ابْنَيْها طَيِّئٍ ومالكٍ هذين فلم تتزوَّجْ بَعْدَ أُدَدٍ روى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال وَلَدَ أُدَدُ بنُ زيدِ بنِ مُرَّةَ بنِ يَشْجُبَ مُرَّةَ والأَشْعَرَ وأُمُّهما دَلَّةُ بِنْتُ ذي مَنْجِشَانَ الحميري فهلكت فَخَلَفَ على أُختها مُدِلَّةَ فولدت مالكاً وطَيِّئاً واسمه جَلْهَمَةُ ثم هلَكَ أُدَدُ فلم تتزوج مُدِلَّةُ وأَقامت على ولديها مالك وطَيِّئٍ مَذْحِجاً ومَذْحِجٌ اسم أَكَمَةٍ قيل بها سميت أُمُّ مالكٍ وطَيِّئٍ مَذْحِجاً ثم صار اسماً للقبيلة قال ابن سيده والأَوَّل أَعرف وقال الجوهري في فصل الميم من حرف الجيم مذحج ترجمةً قال في نصها مذحج مثال مسجد أَبو قبيلة من اليمن وهو مَذْحِجُ ابنُ يُحابِرَ بنِ مالكِ بن زَيْدِ بن كهْلانَ بن سَبَإ قال سيبويه الميم من نفس الكلمة هذا نص الجوهري ووجدتُ في حاشية النسخة ما صورته هذا غلطٌ منه على سيبويه إِنما هو مَأْجَجٌ جعل ميمها أَصلاً كمَهْدَدٍ لولا ذلك لكان مَأَجًّا ومَهَدًّا كَمَفَرٍّ وفي الكلام فَعْلَلٌ جَعْفَرٌ وليس فيه فَعْلِلٌ فَمَذْحِجٌ مَفْعِلٌ ليس إِلاَّ وكَمَذْحِجٍ مَنْبِجٌ يحكم على زيادة الميم بالكثرة وعدم النظير

( ذرج ) أَذْرُجُ مدينة السَّرَاةِ وقيل إِنما هي أَدْرُح
( * قوله « وقيل إِنما هي أَدرح » أَي بالدال والحاء المهملتين وانظر ياقوت فإِنه صوب هذا القيل وخطأ ما قبله وأَطال في ذلك )

( ذعج ) الذَّعْجُ الدَّفْعُ الشديد وربما كني به عن النكاح يقال ذَعَجَها يَذْعَجُها ذَعْجاً قال الأَزهري لم أَسمع الذَّعْجَ لغير ابن دريد وهو من مناكيره

( ذلج ) ذَلَجَ الماءَ في حلقه جَرَعَهُ وكذلك زَلَجَهُ

( ذوج ) ذَاجَ الماءَ ذَوْجاً جَرَعَهُ جَرْعاً شديداً وذَاجَ يَذُوجُ ذَوْجاً أَسرع الأَخيرة عن كراع

( ذيج ) ذاجَ يَذِيجُ ذَيْجاً مرَّ مرّاً سريعاً عن كراع

( ذيذج ) التهذيب في الرباعي شمر الذَّيْذَجَانُ الإِبل تَحْمِلُ حُمُولَةَ التُّجَّارِ وأَنشد إِذا وجَدْتَ الذَّيْذَجانَ الدَّارِجَا رأَيْتَهُ في كلِّ بَهْوٍ دامِجَا

( ربج ) : التَّرَبُّجُ : التَّحَيُّرُ . ورجلٌ رَباجِيٌّ : يفتخر بأَكثر من فعله قال : وتَلْقاهُ رَبَاجِيًّا فَخَورَا و الرَّوْبَجُ درهمٌ يتعامل به أَهل البصرة فارسيٌّ دخيل . ابن الأَعرابي : أَبْرَجَ الرجلُ إِذا جاء ببَنينَ مِلاحٍ و أَرْبَجَ إِذا جاءَ ببنين قِصَارٍ . أَبو عمرو : الرَّبْجُ الدرهم الصغير الأَزهري : سمعت أَعرابيّاً ينشد ونحن يومئذٍ بالصَّمَّان : تَرْعَى من الصَّمَّانِ رَوْضاً آرِجَا مِنْ صِلِّيَانٍ ونَصِيًّا رَابِجَا ورُغُلاً باتَتْ به لَوَاهِجَا قال : فسأَلته عن الرابِجِ فقال : المُمْتَلىءُ الرَّيَّانُ . قال : وأَنشدنيه أَعرابي آخر فقال : ونَصِيًّا رابجا وهو الكثيف الممتلىء قال : وفي هذه الأُرجوزة : وأَظْهَرَ الماءُ لَهَا رَوَابِجَا يصف إِبلاً وردت ماء عِدًّا فَنَفَضَتْ جِرَرَها فلما رَوِيَتْ انتفختْ خواصرها وعظمت فهو معنى قوله روابِجا . الجوهري : الرَّباجَةُ البَلاَدَةُ ومنه قول أَبي الأَسود العِجْليَّ : وقُلْتُ لِجارِي مِن حَنيفَةَ : سِرْ بِنا نُبَادِرْ أَبا لَيْلَى ولم أَتَرَبَّجِ أَي ولم أَتَبَلَّدْ

( رتج ) الرَّتَجُ والرِّتاجُ البابُ العظيم وقيل هو الباب المُغْلَقُ وقد أَرْتَجَ البابَ إِذا أَغلقه إِغلاقاً وثيقاً وأَنشد أَلم تَرَني عاهَدْتُ رَبِّي وإِنَّني لَبَيْنَ رِتَاجٍ مُقْفَلٍ ومَقَامِ وقال العجاج أَو تَجْعَلِ البَيْتَ رِتاجاً مُرْتَجَا ومنه رِتاجُ الكعبة قال الشاعر إِذا أَحْلَفُوني في عُلَيَّةَ أُجْنِحَتْ يَمِيني إِلى شَطْرِ الرِّتاجِ المُضَبَّبِ وقيل الرِّتاجُ البابُ المُغْلَقُ وعليه بابٌ صغير وفي الحديث إِن أَبواب السماء تُفتح ولا تُرْتَجُ أَي لا تُغْلق وفيه أَمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإِرْتاجِ الباب أَي إِغلاقه وفي الحديث جَعَلَ مالَه في رِتاجِ الكعبة أَي فيها فكنى عنها بالباب لأَن منه يُدخل إِليها وجمع الرِّتاجِ رُتُجٌ وفي حديث مجاهد عن بني إِسرائيل كانَتِ الجَرادُ تأْكل مسامير رُتُجِهِمْ أَي أَبْوابهِم وفي حديث قُسٍّ وأَرضٌ ذاتُ رِتاجٍ والمَرَاتِجُ الطُّرقُ الضيِّقة وقول جَنْدَلِ بنِ المُثَنَّى فَرَّجَ عَنْها حَلَقَ الرَّتائِجِ إِنما شبه ما تعلق من الرحم على الولد بالرِّتاجِ الذي هو الباب ورَتَجَهُ وأَرْتَجَهُ أَوْثَقَ إِغلاقَه وأَبى الأَصمعي إِلاَّ أَرْتَجَه ابن الأَعرابي يقال لأَنْفِ البابِ الرِّتاجُ وَلِدَرَوَنْدِهِ النِّجافُ ولِمِتْراسِهِ القُنَّاحُ والمِرْتاجُ المِغْلاقُ وأُرْتِجَ على القارئ على ما لم يُسَمَّ فاعله إِذا لم يقدر على القراءة كأَنه أُطْبِقَ عليه كما يُرْتَجُ البابُ وكذلك ارْتُتِجَ عليه ولا تقل
( * قوله « ولا تقل إلخ » عن بعضهم أَن له وجهاً وأَن معناه وقع في رجة وهي الاختلاط كذا بهامش النهاية ويؤيده عبارة التهذيب بعد )
ارْتُجَّ عليه بالتشديد وفي حديث ابن عمر أَنه صلى بهم المغرب فقال ولا الضالين ثم أُرْتِجَ عليه أَي اسْتُغْلِقَتْ عليه القراءةُ وفي التهذيب أُرْتِجَ عليه وارْتُجَّ ورَتِجَ في منطقه رَتَجاً مأْخوذ من الرِّتاجِ وهو الباب وأَرْتَجْتُ البابَ أَغْلَقْتُه وأُرْتِجَ عليه اسْتُغْلِقَ عليه الكلام وأَصله بالكسر من ذلك وأَرْتَجَتِ النَّاقةُ وهي مُرْتِجٌ إِذا قَبِلَتْ ماءَ الفحل فَأَغْلَقَتْ رَحِمَها عليه أَنشد سيبويه يَحْدُو ثمانيُ مُولَعاً بِلِقَاحِها حتى هَمَمْنَ بِزَيْغَةِ الإِرْتاجِ وأَرْتَجَتِ الأَتانُ إِذا حَمَلَتْ فهي مُرْتِجٌ قال ذو الرمة كَأَنَّا نشُدُّ المَيْسَ فَوْقَ مَرَاتِجٍ من الحُقْبِ أَسْفَى حَزْنُها وسُهُولُها
( * قوله « كأنا نشد الميس إلخ » الذي في الأساس كأنا نشد الرحل فوق إلخ وكأنهما روايتان إذ الميس هو الرحل كما في شرح القاموس )
وناقةٌ رِتاجُ الصَّلا إِذا كانت وثِيقَةً وَثِيجَةً قال ذو الرمة رِتاجُ الصَّلا مَكْنوزَةُ الحَاذِ يَسْتَوِي على مِثْلِ خَلْقاءِ الصَّفاةِ شَلِيلُها قال الأَزهري يقال للحامل مُرْتِجٌ لأَنها إِذا عَقَدَتْ على ماء الفحل انْسَدَّ فَمُ الرَّحِم فلم يدخله فكأَنها أَغلقته على مائه وأَرْتَجَتِ الدَّجَاجَةُ إِذا امْتَلأَ بَطْنها بيضاً وأَمْكَنَتِ البَيْضَةَ كذلك والرِّتاجَةُ كلُّ شِعْبٍ ضَيِّقٍ كأَنه أُغلق من ضيقه قال أَبو زبيد الطائي كأَنَّهُمْ صادَفُوا دوني به لَحِماً ضافَ الرِّتاجَةَ في رَحْلٍ تَباذِيرِ وسَيْر رَتِجٌ سَرِيعٌ قال ساعدةُ بنُ جُؤْيَّةَ يصف سحاباً فَاسْأَدَ اللَّيْلَ إِرْقاصاً وزَفْزَفَةً وغَارَةً وَوَسِيجاً غَمْلَجاً رَتِجَا أَبو عمرو تَرَجَ إِذا اسْتتر ورَتِجَ إِذا أَغْلَقَ
( * قوله « ترج إِذا استتر » بابه كتب « ورتج إذا أغلق إلخ » بابه فرح كما في القاموس )
كلاماً أَو غيره الفراء بَعِلَ الرجلُ ورَتِجَ ورَجِيَ وغَزِلَ كل هذا إِذا أَراد الكلام فأُرْتِجَ عليه ويقال أُرْتِجَ على فلان إِذا أَراد قولاً أَو شعراً فلم يصل إِلى تمامه ويقال في كلامه رَتَجٌ أَي تتعتع والرَّتَجُ استغلاق القراءة على القارئ يقال أُرْتِجَ عليه وارْتُجَّ عليه واسْتُبْهِمَ عليه التهذيب قال شمر من ركب البحر إِذا أَرْتَجَ فقد برئت منه الذمة وقال هكذا قيده بخطه قال ويقال أَرْتَجَ البحرُ إِذا هاج وقال الغِتْريفيُّ أَرْتَجَ البحرُ إِذا كثر ماؤُه فَعَمَّ كلَّ شيء قال وقال أَخوه السنة تُرْتِجُ إِذا أَطْبَقَتْ بالجدْب ولم يجد الرجل مخرجاً وكذلك إرْتاجُ البحر لا يجد صاحبه منه مخرجاً وإِرْتاجُ الثلج دوامُه وإِطباقُه وإِرتاجُ الباب منه قال والخِصْبُ إِذا عمَّ الأَرض فلم يغادر منها شيئاً فقد أَرْتَجَ وأَنشد في ظُلْمَة من بَعِيدِ القَعْرِ مُرْتاجِ وفي الحديث ذكر راتج بكسر التاء وهو أُطُمٌ من آطام المدينة كثير الذِّكر في الحديث والمغازي

( رجج ) الرَّجاجُ بالفتح المهازيل من الناس والإِبل والغنم قال القُلاخُ بنُ حَزْنٍ قد بَكَرَتْ مَحْوَةُ بالعَجَاجِ فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجاجِ مَحوَة اسم علم لريح الجَنُوب والعجاج الغبار ودَمَّرَت أَهلكت ونعجة رَجَاجَةٌ مهزولة والإِبل رَجْراجٌ وناس رَجْراجٌ ضُعَفَاء لا عقول لهم الأَزهري في أَثناء كلامه على هملج وأَنشد أَعطى خَليلي نَعْجَةً هِمْلاجَا رَجَاجَةً إِنَّ لها رَجَاجَا قال الرَّجاجة الضعيفة التي لا نِقْيَ لها ورجال رَجَاجٌ ضعفاء التهذيب الرَّجاجُ الضُّعَفاءُ من الناس والإِبل وأَنشد أَقْبَلْنَ مِنْ نِيرٍ ومِنْ سُواجِ بالقَوْمِ قد مَلُّوا من الإِدْلاجِ يَمْشُونَ أَفْواجاً إِلى أَفْوَاجِ مَشْيَ الفَرَارِيجِ مع الدَّجَاجِ فَهُمْ رَجَاجٌ وعلى رَجَاجِ أَي ضعفوا من السير وضعفت رواحلهم ورِجْرِجَةُ الناس الذين لا خير فيهم والرِّجْرِجةُ شِرارُ الناس وفي حديث الحسن
( * قوله « وفي حديث الحسن » أَي لما خرج يزيد ونصب رايات سوداً وقال أدعوكم إلى سنة عمر بن عبد العزيز فقال الحسن في كلام له نصب قصباً علق عليها خرقاً ثم اتبعه رجرجة من الناس رعاع هباء والرجرجة بكسر الراءين بقية الحوض كدرة خاثرة تترجرج شبه بها الرذال من الأتباع في أنهم لا يغنون عن المتبوع شيئاً كما لا تغني هي عن الشارب وشبههم أيضاً بالهباء وهو ما يسطع مما تحت سنابك الخيل وهبا الغبار يهبو وأهبى الفرس كذا بهامش النهاية ) أَنه ذكر يزيد بن المهلب فقال نَصَبَ قَصَباً عَلَّقَ فيها خِرَقاً فاتَّبَعَهُ رِجْرِجةٌ من الناس شمر يعني رُذال الناس ورِعاعهم الذين لا عقول لهم يقال رِجْراجَة من الناس ورِجْرجَةٌ الكلابيّ الرِّجْرِجَةُ من القوم الذين لا عقل لهم وفي حديث عمر بن عبد العزيز الناس رَجاجٌ بعد هذا الشيخ يعني مَيْمُونَ ابنَ مِهْرانَ هم رِعاعُ الناس وجُهَّالُهم ويقال للأَحمق إِن قبلبك لكثيرُ الرَّجْرَجَةِ وفلانٌ كثير الرَجْرِجَةِ أَي كثير البُزاق والرَّجْرِجَةُ الجماعة الكثيرة في الحرب والرَّجاجَةُ عِرِّيسَةُ الأَسد ورَجَّةُ القوم اختلاط أَصواتهم ورَجَّةُ الرَّعد صوته والرَّجُّ التحريك رَجَّهُ يَرُجُّهُ رَجّاً حَرَّكَهُ وزَلْزَلَه فارْتَجَّ ورَجْرَجَهُ فَتَرَجْرَجَ والرَّجُّ تحريكك شيئاً كحائط إِذا حركته ومنه الرَّجْرَجَةُ قال الله تعالى إِذا رُجَّتِ الأَرضُ رَجًّا معنى رُجَّتْ حُرِّكَتْ حركة شديدة وزُلْزِلَتْ والرَجْرَجَةُ الاضطراب وارْتَجَّ البحر وغيره اضطرب وفي الحديث من ركب البحر حين يَرْتَجُّ فقد برئت منه الذمة يعني إِذا اضطربت أَمواجه وهو افْتَعَلَ من الرَّجِّ وهو الحركة الشديدة ومنه إِذا رُجَّتِ الأَرضُ رَجًّا وروي أَرْتَجَ من الإِرتاج الإِغْلاق فإِن كان محفوظاً فمعناه أَغلق عن أَن يركب وذلك عند كثرة أَمواجه ومنه حديث النفخ في الصور فَتَرْتَجُّ الأَرض بأَهلها أَي تضطرب ومنه حديث ابن المسيب لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارْتَجَّتْ مكةُ بِصَوْتٍ عالٍ وفي ترجمة رخخ رَخَّه شَدَخَه قال ابن مقبل فَلَبَّدَهُ مَسُّ القِطارِ ورَخَّه نِعاجٌ رَوافٍ قَبْلَ أَن يَتَشَدَّدا قال ويروى ورَجَّه بالجيم ومنه حديث عليٍّ عليه السلام وأَما شيطان الرَّدْهَةِ فقد لقِيتُه بِصعْقةٍ سمِعتُ لها وَجْبَةَ قَلْبِه ورَجَّةَ صدره وحديث ابن الزبير جاء فَرَجَّ البابَ رَجّاً شديداً أَي زعزعه وحركه وقيل لابنةِ الخُسِّ بمَ تعرفين لِقاحَ ناقتك ؟ قالت أَرى العَيْنَ هاجَ والسَّنَامَ راجَ وتَمْشي وتَفَاجَ وقال ابن دريد وأُراها تَفَاجُّ ولا تبول مكان قوله وتمشي وتَفاج قالت هاجَ فذكَّرَتِ العَيْنَ حملاً لها على الطرْف أَو العضو وقد يجوز أَن تكون احتملت ذلك للسجع والرَّجَجُ الاضطراب وناقة رَجَّاءُ مضطربة السَّنامِ وقيل عظيمة السَّنامِ وكَتِيبَةٌ رَجْراجَة تَمَخَّضُ في سيرها ولا تكاد تسير لكثرتها قال الأَعشى ورَجْراجَةٍ تَغْشَى النَّواظِرَ فَخْمَةٍ وكُومٍ على أَكْنَافِهِنَّ الرَّحائِلُ وامرأَة رَجْراجَةُ مُرْتَجَّةُ الكَفَلِ يَتَرَجْرَجُ كفلها ولحمها وتَرَجْرَجَ الشيءُ إِذا جاء وذهب وثَرِيدَةٌ رِجْراجَةٌ مُلَيَّنَةٌ مُكْتَنِزَةٌ والرِّجْرِجُ ما ارْتَجَّ من شيء التهذيب الارْتِجاجُ مطاوعة الرَّجِّ والرِّجْرِجُ والرِّجْرِجَةُ بالكسر بقية الماء في الحوض قال هِمْيانُ بنُ قُحافَةَ فَأَسْأَرَتْ في الحَوْضِ حِضْجاً حاضِجَا قَدْ عادَ من أَنْفاسِها رَجَارِجَا الصحاح والرِّجْرِجَةُ بالكسر بقيةُ الماء في الحوض الكَدِرَةُ المختلطةُ بالطين وفي حديث ابن مسعود لا تقوم الساعة إِلا على شِرارِ الناس كرِجْرِجَة الماء الخبيت الرِّجرِجة بكسر الراءين بقية الماء الكدر في الحوض المختلطة بالطين ولا ينتفع بها قال أَبو عبيد الحديث يروى كرِجْراجَةٍ والمعروف في الكلام رِجْرِجَة والرَّجْراجَةُ المرأَة التي يَتَرَجْرَجُ كفلها وكَتِيبة رَجْراجَة تموج من كثرتها قال ابن الأَثير فكأَنه إِن صحت الرواية قصد الرِّجْرِجة فجاء بوصفها لأَنها طينة رقيقة تترجرج وفي حديث عبد الله بن مسعود لا تقوم الساعة إِلا على شرار الناس كرِجْراجَةِ الماء التي لا تُطْعِمُ
( * قوله « التي لا تطعم » من اطعم أي لا طعم لها وقوله « الذي لا يطعم » هو يفتعل من الطعم كيطرد من الطرد أي لا يكون لها طعم أَفاده في النهاية ) قال ابن سيده حكاه أَبو عبيد وإِنما المعروف الرِّجْرِجَةُ قال ولم أَسمع بالرِّجْراجَةِ في هذا المعنى إِلاَّ في هذا الحديث وفي رواية كرِجْرِجَةِ الماء الخبيث الذي لا يَطَّعِمُ قال أَبو عبيد أَما كلام العرب فرِجْرِجَةٌ وهي بقية الماء في الحوض الكدرة المختلطة بالطين لا يمكن شربها ولا ينتفع بها وإِنما تقول العرب الرَّجْراجَةُ للكتيبة التي تموج من كثرتها ومنه قيل امرأَة رَجْراجَة يتحرك جسدها وليس هذا من الرِّجْرِجة في شيء والرِّجْرِجَةُ الماء الذي قد خالطه اللُّعابُ والرِّجرِجُ أَيضاً اللُّعابُ قال ابن مقبل يصف بقرة أَكل السبع ولدها كادَ اللُّعاعُ مِنَ الحَوْذانِ يَسْحَطُها ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْها خَنَاطِيلُ وهذا البيت أَورده الجوهري
( * قوله « وهذا البيت أورده الجوهري إلخ » وضبط الرجرج في البيت بكسر الراءين بالقلم في نسخة من الصحاح كما ضبط كذلك في أصل اللسان ولكن في القاموس الرجرج كفلفل أي بضم الراءين نبت ولعل الضبطين سمعا ) شاهداً على قوله والرِّجْرِجُ أَيضاً نبت وأَنشده ومعنى يَسْحَطُها يذبحها ويقتلها أَي لما رأَت الذئب أَكل ولدها غصت بما لا يغص بمثله لشدة حزنها والخناطيل القطع المتفرّقة أَي لا تسيغ أَكل الحَوْذانِ واللُّعاعِ مع نعومته والرِّجْرِجُ ماءُ القَريسِ والرَّجْرَجُ نعت الشيء الذي يَتَرَجْرَجُ وأَنشد وكَسَتِ المِرْطَ قَطاةً رَجْرَجا والرِّجْرِجُ الثريد المُلَبَّقُ والرَّجْراجُ شيء من الأَدوية الأَصمعي وغيره رَجْرَجْتُ الماءَ ورَدَمْتُه أَي نَبَثْتُه وارْتَجَّ الكلامُ التبس ذكره ابن سيده في هذه الترجمة قال وأَرض مُرْتَجَّةُ كثيرة النبات

( رخج ) الليث رخج
( * قوله « الليث رخج إلخ » عبارة ياقوت رخج كزمج أي بصم أوله وفتح ثانيه مشدداً تعريب رخو بهذا الضبط كورة ومدينة من نواحي كابل ) اعْرابُ رخد وهو اسم كورَةٍ معروفة

( ردج ) الرَّدَجُ أَول ما يخرج من بطن الصبي والبغل والمُهْرِ والجَحْشِ والجَدْيِ والسَّخْلَةِ قبل الأَكل وهو بمنزلة العِقْيِ من الصبي وقيل هو أَول شيء يخرج من بطن كل ذي حافر إِذا ولد وذلك قبل أَن يأْكل شيئاً والجمع أَرْداجٌ وقد رَدَجَ المهر يَرْدِجُ رَدْجاً بفتح الدال في الماضي وكسرها في الآتي وسكونها في المصدر قال الأَزهري الرَّدَجُ لا يكون إِلاَّ لذي الحافر كما قال أَبو زيد قال جرير لَها رَدَجٌ في بيتها تَسْتَعِدُّهُ إِذا جاءَها يَوْماً من الناسِ خاطِبُ قال ابن الأَعرابي نساء الأَعراب يَتَطَيَّرْنَ بالرَّدَجِ والأَرَنْدَجُ واليَرَنْدَجُ الجلد الأسود تُعمل منه الخِفافُ قال العجاج كأَنه مُسَرْوَلٌ أَرَنْدَجَا الأَرَنْدَجُ جلد أَسود تعمل منه الأَخفاف وقد ذكر ذلك في موضعه مستوفًى وقال الشماخ ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ تمَشِّي نَعامها كَمَشْيِ النَّصارى في خِفافِ اليَرَنْدَجِ وقال الأَعشى عليه دَيابوذٌ تَسَرْبَلَ تَحْتَهُ أَرَنْدَجُ إِسكافٍ يُخالِطُ عِظْلِما قال ابن بري أَورده الجوهري أَرَنْدَجُ وصوابه أَرَنْدَجَ بالنصب والدَّيابُوذُ ثوب ينسج على نِيرَيْنِ شبه به الثور الوحشي لبياضه وشبه سواد قوائمه بالأَرَنْدَجِ والعِظْلِمُ شجر له ثمر أَحمر إِلى السواد واليَرَنْدَجُ بالفارسية رَنْدَهْ وقيل هو صبغ أَسود وهو الذي يسمى الدَّارِشَ فأَما قوله يصف امرأَة بالغَرارَةِ لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها ودِرَاسُ أَعْوَصَ دارِسٍ مُتَخَدِّدِ فإِنه ظن أَن اليَرَنْدَجَ نَسْجٌ وقيل أَراد أَن هذه المرأَة لِغِرَّتِها وقلة تَجارِبها ظنت أَن اليَرَنْدَجَ منسوج قال اللحياني اليَرَنْدَجُ والأَرَنْدَجُ الدَّارِشُ بعينه قال وقال بعضهم هو جلدٌ غير الدارش قال وقيل هو الزَّاجُ يُسَوَّدُ به وأَورد الأَزهري يرندج وأَرندج في الرباعي ابن السكيت ولا يقال الرَّنْدَجُ

( رعج ) رَعَجَ البرقُ ونحوه يَرْعَجُ رَعْجاً ورَعَجاً وارْتَعَجَ اضطربَ وتتابعَ والارتعاجُ في البرق كثرتُه وتتابعُه والإِرْعاجُ تلأْلؤُ البرق وتفرّطه في السحاب وأَنشد العجاج سَحّاً أَهاضِيبَ وبَرْقاً مَرْعِجا قال أَبو سعيد الارتعاج والارتعاش والارتعاد واحد وارْتَعَجَ العدد كثر وارْتِعاجُ المال كثرته والرَّعْجُ الكثير من الشاء مثل الرَّفِّ ويقال للرجل إِذا كثر ماله وعدده قد ارْتَعَجَ مالُه وارْتَعَجَ عدده وارْتَعَجَ الوادي امتلأَ وفي حديث قتادة في قوله تعالى خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِم بَطَراً ورِثاءَ الناسِ هم مشركو قريش يوم بدر خرجوا ولهم ارْتِعاجٌ أَي كثرة واضطرابٌ وتَمَوُّجٌ قال ابن سيده ورَعَجَني الأشمرُ وأَرْعَجَني أَقلقني قال ابن الأَثير وفي حديث الإِفك فارْتَعَجَ العسكرُ قال ويقال رَعَجَهُ الأَمر وأَرْعَجَهُ أَي أَقلقه ومنه رَعِجَ البرق وأَرْعَجَ إِذا تتابع لمَعانه قال الأَزهري هذا منكر ولا آمن أَن يكون مصحَّفاً والصواب أَزعجني بمعنى أَقلقني بالزاي وسنذكره

( رفج ) الليث الرَّفُوجُ أَصلُ كَرَبِ النخل قال الأَزهري ولا أَدري
( * قوله « قال الأَزهري ولا أَدري إلخ » في القاموس الرفوج كصبور أصل كرب النخل أزدية ) أَعرابي أَم دخيل ؟ رمج الرَّامِجُ المِلْواحُ الذي يصاد به الصُّقُور ونحوها من جوارح الطير اسم كالغارِب والتَّرْمِيجُ إِفساد السطور بعد تسويتها وكتابتها بالتراب ونحوه يقال رَمَّجَ ما كَتَبَ بالتراب حتى فَسَدَ ابن الأَعرابي الرَّمْجُ إِلقاء
( * قوله « الرمج القاء إلخ » مصدر رمج من باب كتب كما في القاموس وغيره ) الطائر سَجَّه أَي ذَرْقَه

( رمج ) الرَّامِجُ المِلْواحُ الذي يصاد به الصُّقُور ونحوها من جوارح الطير اسم كالغارِب والتَّرْمِيجُ إِفساد السطور بعد تسويتها وكتابتها بالتراب ونحوه يقال رَمَّجَ ما كَتَبَ بالتراب حتى فَسَدَ ابن الأَعرابي الرَّمْجُ إِلقاء
( * قوله « الرمج القاء إلخ » مصدر رمج من باب كتب كما في القاموس وغيره ) الطائر سَجَّه أَي ذَرْقَه

( رنج ) الرَّانِجُ النارَجِيلُ وهو جَوْزُ الهِنْدِ حكاه أَبو حنيفة وقال أَحسبه معرّباً
( * قوله « أَحسبه معرباً » بهامش شرح القاموس انه معرب وانه بفتح النون اه وفي القاموس الرانج بكسر النون تمر أَملس كالتعضوض واحدته بهاء والجوز الهندي )

( رهج ) الرَّهْجُ والرَّهَجُ الغبار وفي الحديث ما خالك قلبَ امرئ رَهَجٌ في سبيل الله إِلاَّ حرَّم الله عليه النار الرَّهَجُ الغبار وفي حديث آخر من دخل جَوْفَهُ الرَّهَجُ لم يدخله حر النار وأَرْهَجَ الغبارَ أَثاره والرَّهَجُ السحاب الرقيق كأَنه غبار وقول مليح الهذلي ففي كل دارٍ مِنْكِ للقَلْبِ حَسْرَةٌ يكونُ لها نَوْءٌ من العينِ مُرْهِجُ أَراد شدّة وَقْعِ دموعها حتى كأَنها تثير الغبار وأَرْهَجَتِ السماء إِرْهاجاً إِذا همت بالمطر ونَوْءٌ مُرْهِج كثير المطر والرَّهْوَجَةُ ضرب من السير ومَشْيٌ رَهْوَجٌ سَهْلٌ لَيِّنٌ قال العجاج مَيَّاحَةٌ تَمِيحُ مَشْياً رَهْوَجا وأَصله بالفارسية رَهْوَه والرِّهْجِيجُ الضعيف من الفُصْلان
( * ومثله الرهجوج كعصفور كما في القاموس ) وقال الراجز وهي تَبُدُّ الرُّبَعَ الرِّهْجِيجا في المَشْي حتى يَرْكَبَ الوَسِيجا ابن الأَعرابي أَرْهَجَ إِذا أَكثر بَخُورَ بيته قال والرِّهَج الشَّغَبُ

( روج ) راجَ الأَمْرُ رَوْجاً وَرَواجاً أَسرع وَرَوَّجَ الشيءَ وَرَوَّجَ به عَجَّلَ وراجَ الشيءُ يَرُوجُ رَواجاً نَفَقَ ورَوَّجْتُ السِّلْعَةَ والدراهِمَ وفلانٌ مُرَوِّجٌ وأَمر مُرَوِّجٌ مختلط ورَوَّجَ الغُبارُ على رأْس البعير دامَ ابن الأَعرابي الرَّوْجَةُ العَجَلَةُ ورَوَّجْتُ لهم الدراهِمَ والأَوارِجة
( * قوله « والاوارجة إلى آخر المادة » هذه العبارة قد ذكرها المؤلف في مادة أرج وهو محل ذكره لا هنا كما نبه عليه شارح القاموس ) من كتب أَصحاب الدواوين في الخراج ونحوه ويقال هذا كتاب التاريج ورَوَّجْتُ الأَمْرَ فراج يَرُوجُ رَوْجاً إِذا أَرَّجْتَه

( زأج ) التهذيب شمر زَأَجَ بين القوم وزَمَجَ إِذا حَرَّشَ

( زبج ) أَخذ الشيء بزَأْبَجِهِ وزَأْمَجِهِ أَي بجميعه إِذا أَخذه كله قال الفارسي وقد همز وليس بصحيح قال أَلا ترى إِلى سيبويه كيف أَلزم من قال إِن الأَلف فيه أَصل لعدم ما يذهب فيه أَن يجعله كجعفر ؟ قال ابن الأَعرابي الهمزة فيهما غير أَصلية

( زبرج ) الزِّبْرِجُ الوَشْيُ والزِّبْرِجُ الذهب وأَنشد يَغْلي الدِّماغُ به كَغَلْيِ الزِّبْرِجِ والزِّبْرِج زينة السلاح والزِّبرِج السحاب الرقيق فيه حمرة والزِّبرِج السحاب النَّمِرُ بسواد وحمرة في وجهه قال العجاج سَفْرَ الشَّمالِ الزِّبْرِجِ المُزَبْرَجا وقيل هو الخفيف الذي تَسْفِرُه الريح وقيل هو الأَحمر منه وسحاب مُزَبْرَجٌ الفراء الزِّبْرِجُ السحاب الرقيق قال الأَزهري وهذا هو الصواب والسحاب النَّمِرُ مُخَيِّلٌ للمطر والرقيق لا ماء فيه وزِبْرِجُ الدنيا غُرورها وزينتها والزِّبرِجُ النَّقْشُ وزَبْرَجَ الشيءَ حَسَّنَه وكلُّ شيء حَسَنٍ زِبْرِجٌ عن ثعلب وأَنشد ونَجا ابنُ حَمْراء العِجانِ حُوَيْرِثٌ غَلَيَانُ أُمِّ دِماغِهِ كالزِّبْرِجِ الجوهري الزِّبْرِجُ بالكسر الزينة من وَشْيٍ أَو جوهر ونحو ذلك يقال زِبْرِجٌ مُزَبْرَجٌ أَي مزيَّن وفي حديث علي عليه السلام حَلِيَتِ الدنيا في أَعينهم وَراقَهُمْ زِبْرِجُها

( زبردج ) الزَّبَرْجَدُ والزَّبَرْدَجُ الزُّمُرُّذُ قال ابن جني إِنما جاء الزَّبَرْدَج مقلوباً في ضرورة شعر وذلك في القافية خاصة وذلك لأَن العرب لا تقلب الخماسي

( زجج ) الزُّجُّ زُجُّ الرُّمْحِ والسَّهم ابن سيده الزُّجُّ الحديدة التي تُرَكَّبُ في أَسفل الرمح والسِّنانُ يُرَكَّبُ عاليَتَه والزُّجُّ تُرْكَزُ به الرُّمْح في الأَرض والسِّنانُ يُطْعَنُ به والجمع أَزْجاجٌ وأَزِجَّةٌ وزِجاجٌ وزِجَجَةٌ الجوهري جمع زُجّ الرمح زِجاجٌ بالكسر لا غير وفي الصحاح ولا تقل أَزِجَّة وأَزَجَّ الرُّمْحَ وزَجَّجَه وزَجَّاه على البدل ركَّبَ فيه الزُّجَّ وأَزْجَجْتُه فهو مُزَجٌّ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ أَصَمَّ رُدَيْنِيّاً كأَنَّ كُعُوبَهُ نَوى القَضْبِ عَرَّاضاً مُزَجّاً مُنَصَّلا قال ابن الأَعرابي ويقال أَزَجَّهُ إِذا أَزال منه الزُّجَّ وروي عنه أَيضاً أَنه قال أَزْجَجْتُ الرُّمح جعلت له زُجّاً ونَصَلْتُه جعلت له نَصْلاً وأَنْصَلْتُه نزعت نَصْلَه قال ولا يقال أَزْجَجْتُه إِذا نزعت زُجَّه قال ويقال لنَصْل السَّهْم زُجٌّ قال زهير ومَنْ يَعْصِ أَطرافَ الزِّجاجِ فإِنه يُطِيعُ العَوالي رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ قال ابن السكيت يقول من عصى الأَمر الصغير صار إِلى الأَمر الكبير وقال أَبو عبيدة هذا مَثَلٌ يقول إِن الزج ليس يطعن به إِنما الطعن بالسنان فمن أَبى الصلح وهو الزجُّ الذي لا طعن به أُعطي العوالي وهي التي بها الطعن قال ومَثل العرب الطَّعْنُ يَظْأَرُ أَي يَعْطِفُ على الصلح قال خالد بن كلثوم كانوا يستقبلون أَعداءهم إِذا أَرادوا الصلح بأَزجة الرماح فإِذا أَجابوا إِلى الصلح وإِلا قلبوا الأَسنة وقاتلوهم ابن الأَعرابي زَجَّ إِذا طعن بالعَجَلَةِ وزَجَّه يَزُجُّه زَجّاً طعنه بالزُّجِّ ورماه به فهو مَزْجُوج والزِّجاجُ الأَنياب وزِجاجُ الفحل أَنيابه وأَنشد لهازِجاجٌ ولَهاة فارِضُ وزُجُّ المِرْفَقِ طَرَفُه المحدَّدُ كله على التشبيه الأَصمعي الزُّجُّ طرف المرفق المحدّد وإِبرة الذراع التي يَذْرَعُ الذارع من عندها والمِزَجُّ بكسر الميم رمح مصير كالمِزْراقِ في أَسفله زُجٌّ وزَجَّ بالشيء من يده يَزُجُّ زَجّاً رمى به والزَّجُّ رميك بالشيء تَزُجُّ به عن نفسك والزُّجُجُ الحِرابُ المُنَصَّلَة والزُّجُجُ أَيضاً الحمير المُقْتَتِلَةُ والزَّجَّاجَةُ الاست لأَنها تَزُجُّ بالضَّرْطِ والزبل وزَجَّ الظلِيمُ برجله زَجّاً عدا فرمى بها وظليم أَزَجُّ يَزُّجُّ برجليه ويقال للظليم إِذا عَدا زَجَّ برجليه والزَّجَجُ في النعامة طولُ ساقيها وتباعد خَطْوها يقال ظَلِيم أَزَجُّ ورجل أَزَجُّ طويل الساقين والأَزَجُّ من النعام الذي فوق عينه ريش أَبيض والجمع الزُّجُّ والزُّجُّ النعام الواحدة زَجَّاءُ وأَزَجُّ للذكر وهو البعيد الخَطْوِ قال لبيد يَطْرُدُ الزُّجَّ يُبارِي ظِلَّهُ بِأَسِيلٍ كالسِّنانِ المُنْتَخَلْ يقول رأْس هذا الفرس مع رأْس الزُّجِّ يباريه بخدِّه والزُّج ههنا السنان بأَسِيل بخد طويل وظَلِيمٌ أَزَجُّ بعيدُ الخَطْوِ ونعامة زَجَّاءُ قال ذو الرمة يصف ناقة جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سَنادٌ يَشُلُّها وَظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوَقُ جُماليَّةٌ أَي عظيمة الخلق كأَنها جمل وحَرْفٌ قوية وسَناد مُشْرِفَة وأَزَجُّ الخطوِ واسعه والوظيف عظم الساق والسَّهْوَقُ الطويل ويَشُلُّها يطردها والزَّجَجُ في الإِبل رَوَحٌ في الرجلين وتحنيب والزَّجَجُ رِقَّة مَحَطِّ الحاجبين ودِقَّتُهُما وطولهما وسُبُوغُهما واسْتِقْواسُهُما وقيل الزَّجَجُ دِقَّة في الحاجبين وطُولٌ والرجل أَزَجُّ وحاجب أَزَجُّ ومُزَجَّجٌ وزَجَّجَتِ المرأَةُ حاجبها بالمِزَجِّ دققته وطوّلته وقيل أَطالته بالإِثمد وقوله إِذا ما الغانيات بَرَزْنَ يَوْماً وزَجَّجْنَ الحواجبَ والعُيونا إِنما أَراد وكحلن العيونَ كما قال شَرّابُ أَلْبانٍ وتَمْرٍ وأَقِطْ أَراد وآكل تمرٍ وأَقِط ومثله كثير وقال الشاعر عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارداً حتى شَتَتْ هَمَّالَةً عَيْناها أَي وسقيتها ماءً بارداً يريد أَن ما جاء من هذا فإِنما يجيء على إِضمار فعل آخر يصح المعنى عليه ومثله قول الآخر يا لَيْتَ زَوْجَكِ قد غَدا مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحاَ تقديره وحاملاً رمحاً قال ابن بري ذكر الجوهري عجز بيت على زججت المرأَة حاجبيها وهو وزَجَّجْنَ الحواجبَ والعيونا قال هو للراعي وصوابه يُزَجِّجْنَ وصدره وهِزَّةِ نِسْوَةٍ مِنْ حَيِّ صِدْقٍ يُزَجِّجْنَ الحواجبَ والعُيونا وبعده أَنَخْنَ جِمالَهُنَّ بذاتِ غِسْلٍ سَراةَ اليَوْمِ يَمْهَدْنَ الكُدُونا ذات غِسْل موضع ويَمْهَدْنَ يوطئن والكدون جمع كِدْنٍ وهو ما توطئ به المرأَة مركبها من كساء ونحوه وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أَزَجُّ الحواجب الزَّجَجُ تَقَوُّسٌ في الناصية مع طول في طرفه وامتدادٍ والمِزَجَّةُ ما يُزَجَّجُ به الحاجبُ والأَزَجُّ الحاجبُ اسم له في لغة أَهل اليمن وفي حديث الذي استسلف أَلف دينار في بني إِسرائيل فأَخذ خشبة فنقرها وأَدخل فيها أَلف دينار وصحيفة ثم زَجَّجَ مَوْضِعَها أَي سَوَّى موضع النَّقْرِ وأَصلحه مِن تزجيج الحواجب وهو حذف زوائد الشعر قال ابن الأَثير ويحتمل أَن يكون مأْخوذاً من الزُّجِّ النصل وهو أَن يكون النَّقْرُ في طرف الخشبة فترك فيه زُجّاً ليمسكه ويحفظ ما في جوفه وازْدَجَّ النبتُ اشْتَدَّتْ خُصاصُه وفي حديث عائشة قالت صلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلةً في رمضان فتحدّثوا بذلك فأَمسى المسجد من الليلة المقبلة زاجّاً قال ابن الأَثير قال الجرمي أَظنه جأْزاً أَي غاصّاً بالناس فقلب من قولهم جَئِزَ بالشراب جَأَزاً إِذا غُصَّ به قال أَبو موسى ويحتمل أَن يكون راجّاً بالراء أَراد أَنَّ له رَجَّةً من كثرة الناس والزُّجاجُ والزَّجاجُ والزِّجاجُ القوارير والواحدة من ذلك زُجاجَةٌ بالهاء وأَقلها الكسر الليث والزُّجاجَةُ في قوله تعالى القِنْديلُ وأَجماد الزِّجاج بالصَّمَّان ذكره ذو الرمة فَظَلَّتْ بأَجْمادِ الزِّجاجِ سَواخِطاً صِياماً تُغَنِّي تَحْتَهُنَّ الصفائحُ يعني الحمير سَخِطت على مرتعها ليبسه أَبو عبيدة يقال للقَدَحِ زُجاجَة مضمومة الأَول وإِن شئت مكسورة وإِن شئت مفتوحة وجمعها زِجاجٌ وزُجاج وزَجاجٌ والزَّجَّاجُ صانع الزُّجاج وحرفته الزِّجاجَةُ قال ابن سيده وأُراها عِراقِيَّة وفي الحديث ذكر زُجِّ لاوَةَ وهو بضم الزاي وتشديد الجيم موضع نَجْدِيٌّ بعث إِليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحاكَ بن سفيان يدعو أَهله إِلى الإِسلام وزُجٌّ أَيضاً ماءُ أَقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم العَدَّاءَ بن خالد

( زرج ) الزَّرْجُ جَلَبَةُ الخيل وأَصواتها قال الأَزهري ولا أَعرفه وزَرَجَه بالرمح يَزْرُجُه زَرْجاً زَجَّه قال ابن دريد وليس باللغة العالية وذكر الأَزهري في هذه الترجمة الزَّرْجُون الخمر وسيأْتي ذكره مستوفًى في ترجمة زرجن

( زرنج ) زَرَنْجُ كُورَةٌ أَو مدينة معروفة قال ابنُ الرُّقَيَّاتِ جَلَبُوا الخَيْلَ منْ تِهامَةَ حتى وَرَدَتْ خَيْلُهُمْ قُصُورَ زَرَنْجِ

( زعج ) الإِزْعاجُ نقيضُ الاقرار تقول أَزْعَجْتُه من بلاده فشخص وانْزَعَج قليلاً قال ولو قيل انْزَعَجَ وازْدَعَجَ لكان قياساً ولا يقولون أَزْعَجْتُه فزَعَج والاسم الزَّعَجُ قال ابن دريد يقال زعجه وأَزعجه إِذا أَقلقه والزَّعَجُ القَلَقُ وقد أَزْعَجَه الأَمر إِذا أَقلقه وفي حديث أَنس رأَيت عمر يُزْعِجُ أَبا بكر رضي الله عنهم إِزْعاجاً يوم السَّقِيفَةِ أَي يُقيمه ولا يدعه يستقرّ حتى بايعه وفي حديث عبد الله بن مسعود الحَلِفُ يُزْعِجُ السِّلْعَةَ ويَمْحَقُ البَرَكَةَ قال الأَزهري فسره فقال يُزعِج السِّلْعَة يحطها وقال ابن الأَثير أَي يُنَفِّقُها ويخرجها من يد صاحبها ويُقْلِقُها والمِزْعاجُ المرأَة التي لا تستقرّ في مكان

( زعبج ) الزَّعْبَجُ
( * قوله « الزعبج » كجعفر وزبرج كما في القاموس )
الغَيْمُ الأَبيضُ قاله الأَزهري وقال ابن سيده الزَّعْبَجُ سحاب رقيق وليس بِثَبَتٍ قال الأَزهري والزَّعْبَجُ الزيتون

( زعلج ) الزَّعْلَجَةُ سوء الخُلُق

( زغنج ) الزَّغْنَج
( * قوله « الزغنج » كذا بالأصل بالنون بعد الغين المعجمة وفي القاموس بالباء الموحدة بدل النون كما نبه على ذلك شارحه ) ثمر العُتْمِ وهو زيتون الجبال وهو مثل النبق الصغار يكون أَخضر ثم يبيضُّ ثم يسودُّ فيحلو في مرارة وعَجَمَتُه مثل عَجَمَةِ النبق يؤكل ويطبخ ويصفى ماؤه حتى يكون رُبًّا كَرُبِّ العِنَب

( زلج ) الزَّلْجُ والزَّلَجانُ سَيْرٌ لَيِّنٌ والزَّلْجُ السُّرْعَةُ في المشي وغيره زَلَجَ يَزْلِجُ
( * قوله « زلج يزلج » بابه ضرب خلافاً لمقتضى اطلاق القاموس ) زَلْجاً وزَلَجاناً وزَلِيجاً وانْزَلَجَ وأَنشد الأَزهري وكم هَجَعَتْ وما أَطْلَقْتُ عنها وكم زَلَجَتْ وظِلُّ اللَّيلِ دَاني وناقة زَلَجَى وزَلوجٌ سريعة في السير وقيل سريعة الفَراغِ عند الحَلْبِ والزَّلِيجَةُ الناقة السريعة الليث الزَّلَجُ سرعة ذهاب المشي ومضيه يقال زَلَجَتِ الناقةُ تَزْلِجُ زَلْجاً إِذا مضت مسرعة كأَنها لا تحرّك قوائمها من سرعتها وأَما قول ذي الرمّة حتى إِذا زَلَجَتْ عن كلِّ حَنْجَرَةٍ إِلى الغَلِيلِ ولم يَقْصَعْنَهُ نُغَبُ فإِنه أَراد انحدرت في حناجرها مسرعة لشدة عطشها اللحياني سِرْنا عَقَبَةً زَلوجاً وزَلوقاً أَي بعيدة طويلة والزَّلَجانُ التقدم في السرعة وكذلك الزَّبَجانُ ومكان زَلْجٌ وزَلِيجٌ أَي دَحْضٌ أَبو زيد زَلَجَتْ رِجْلُه وزَبَجَتْ وأَنشد قام عن مَرْتَبَةٍ زَلْجٍ فَزَلّ ومَرَّ يَزْلِجُ بالكسر زَلْجاً وزَلِيجاً إِذا خف على الأَرض وقِدْحٌ زَلوجٌ سريع الانزلاج من القوس قال فَقِدْحُه زَجْلٌ زَلوج والزِّلاجُ والمِزْلاجُ مغلاق الباب سمِّي بذلك لسرعة انزلاجه وقد أَزْلَجْتُ البابَ أَي أَغلقته والمِزْلاجُ المِغْلاق إِلاَّ أَنه ينفتح باليد والمغلاق لا يفتح إِلا بالمفتاح غيره المِزْلاجُ كهيئة المغلاق ولا ينغلق وانه يغلق به الباب ابن شميل مَزالِيجُ أَهل البصرة إِذا خرجت المرأَة من بيتها ولم يكن فيه راقب تثق به خرجت فردّت بابها ولها مفتاح أَعْقَفُ مثل مفاتيح المزاليج من حديد وفي الباب ثَقْبٌ فتزلج فيه المفتاح فتغلق به بابها وقد زَلَجَتْ بابها زَلْجاً إِذا أَغلقته بالمزلاج ومكان زَلْجٌ وزَلَجٌ أَيضاً بالتحريك أَي زَلَقٌ والتَّزَلُّجُ التزلُّقُ ابن الأَثير في ترجمة زلخ بالخاء المعجمة في حديث المحاربيّ الذي أَراد أَن يَفْتِكَ بالنبي صلى الله عليه وسلم قال الخطابي رواه بعضهم فزَلَجَ بين كتفيه يعني بالجيم قال وهو غلط والسهم يَزْلِجُ على وجه الأَرض ويمضي مَضاءً زَلْجاً فإِذا وقع السهم بالأَرض ولم يقصد إِلى الرَّمِيَّةِ قلت أَزْلَجْتَ السهم يا هذا وزَلَجَ السهمُ يَزْلِجُ زُلوجاً وزَلِيجاً وقع على وجه الأَرض ولم يقصد الرَّمِيَّةَ قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى مُرُوق نَبْلِ الغَرَضِ الزَّوالِجِ وسهم زَلْجٌ كأَنه وصف بالمصدر وقد أَزْلَجْتُه قال أَبو الهيثم الزَّالِجُ من السهام إِذا رماه الرامي فقصر عن الهَدف وأَصاب صخرة إِصابةً صُلْبَةً فاستقلَّ من إِصابة الصخرة إِياه فقوي وارتفع إِلى القِرْطاسِ فهو لا يُعَدُّ مُقَرْطِساً فيقال لصاحبه الحِتْنِيِّ لا خير في سهم زَلْجٍ وسهم زالِجٌ يَتَزَلَّجُ عن القوس وفي نسخة يَنْزَلِجُ عن القوس والمِزْلاجُ من النساء الرَّسْحاءُ والمُزَلَّجُ البخيل والمُزَلَّجُ من العَيْش المُدافَعُ بالبُلْغَةِ قال ذو الرمة عتْقُ النَّجاءِ وعَيْشٌ فيه تَزْلِيجُ والمُزَلَّجُ الدُّون من كل شيء وحُبٌّ مُزَلَّجٌ فيه تغرير وقال مليح وقالت أَلا قد طالَ ما قد غَرَرْتَنا بِخَدْعٍ وهذا مِنْكَ حُبٌّ مُزَلَّجُ والمُزَلَّجُ الذي ليس بتامِّ الحَزْمِ قال مَخارِمُ الليلِ لَهُنَّ بَهْرَجُ حينَ يَنامُ الوَرَعُ المُزَلَّجُ وقيل هو الناقصُ الدُّونُ الضعيفُ وقيل هو الناقص الخَلْقِ وقيل المُزَلَّجُ المُلْزَقُ بالقوم وليس منهم وقيل الدَّعِيُّ وعَطاءٌ مُزَلَّجٌ مُدَبَّقٌ لم يَتِمَّ وكل ما لم تبالغ فيه ولم تحكمه فهو مُزَلَّجٌ وعطاء مُزَلَّجٌ أَي وَتِحٌ قليل وزَلَجَ فلان كلامه تَزْلِيجاً إِذا أَخرجه وسَيَّرَهُ وقال ابن مقبل وصالِحَةِ العَهْدِ زَلَّجْتُها لِواعِي الفُؤَادِ حَفِيظِ الأُذُنْ يعني قصيدة أَو خطبة وتَزَلَّجَ النبيذَ والشرابَ أَلَحَّ في شربه عن اللحياني كَتَسَلَّجَه والزَّالِجُ الذي يشرب شرباً شديداً من كل شيء وتركت فلاناً يَتَزَلَّجُ النبيذ أَي يُلِحُّ في شربه والزَّالِجُ الناجي من الغَمَراتِ يقال زَلَجَ يَزْلِجُ فيهما جميعاً ابن الأَعرابي الزُّلُجُ السِّراحُ من جميع الحيوان والزُّلُجُ الصُّخُورُ المُلْسُ

( زمج ) زَمَجَ قِرْبَتَه وسِقاءَه زَمْجاً إِذا ملأَهما لغة في جَزَمَها قال ابن سيجه وزعم يعقوب أَنه مقلوب والمصدر يأْبى ذلك وزَمَجَ الرجلُ زَمْجاً دخل على القوم بغير دعوة فأَكل ابن الأَعرابي زَمَجَ على القوم ودَمَقَ ودَمَرَ بمعنى واحد والزَّمَجُ بالتحريك الغَضَبُ وقد زَمِجَ بالكسر الأَصمعي قال سمعت رجلاً من أَشْجَعَ يقول ما لي أَراك مُزْمَئِجّاً ؟ أَي غَضْبَانَ والزِّمِجَّى مَنْبِتُ ذنب الطائر مثل الزِّمِكَّى والزُّمَّجُ طائر دون العُقاب يصاد به وقيل هو ذكر العِقْبانِ وقد يقال زُمَّجَةٌ قال ابن سيده زعم الفارسي عن أَبي حاتم أَنه معرَّب قال وذكر سيبويه الزَّمَّجَ في الصفات ولم يفسره السيرافي قال والأَعرف أَنه الزُّمَّحُ بالحاء والزُّمَّجُ مثل الخُرَّدِ اسم طير يقال له بالفارسية
( * قوله « يقال له بالفارسية إلخ » هذه عبارة الجوهري ولكونه وهم في فارسيته أَتى بعبارة التهذيب التي هي الصواب وذلك لان ده معناها عشرة وهو لا يوافق قولهم وترجمته أَنه إلخ ودو معناها اثنان وهو الموافق كما أفاده شارح القاموس ) دَهْ بِرادَرانْ التهذيب الزُّمَّجُ طائر دون العقاب في قِمَّتِهِ حُمْرةٌ غالبة تسميه العجم دوبِرادَرانْ وترجمته أَنه إِذا عجز عن صيده أَعانه أَخوه على أَخذه ابن سيده يقال رجل زُمَّجٌ وزُماجٌ وهو الخفيف الرِّجْلَيْنِ وجاءني القوم بِزَأْمَجِهمْ مهموز أَي بأَجمعهم وأَخذ الشيءَ بِزَأْمَجِه وزَأْبَجِهِ وزَأْبَرِهِ إِذا أَخذه كله ولم يدع منه شيئاً وحكاه سيبويه غير مهموز عند ذكر العالم والناصر وقد همزا وقيل الهمزة فيهما أَصلية وازْمَأَجَّتِ الرُّطَبَةُ انتفخت من حَرٍّ أَو ندًى أَو انتهاء عن الهجري شمر زَأَجَ بين القوم وزَمَجَ إِذا حَرَّشَ

( زنج ) الزِّنْجُ والزَّنْجُ لغتان جِيلٌ من السُّودانِ وهم الزُّنُوجُ واحدهم زِنْجِيٌّ وزَنْجِيٌّ حكاه ابن السكيت وأَبو عبيد مثل رُومِيٍّ ورُومٍ وفارِسِيٍّ وفُرْسٍ لأَن ياء النَّسب عديلة هاء التأْنيث في السقوط قال ابن سيده فأَما قوله تَرَاطُن الزِّنجِ بِزَجْلِ الأَزْنُجِ فزعم الفارسي أَنه كُسر على إِرادة الطوائف والأَبْطُنِ ويقال في النداء يا زَنَاجِ للزِّنْجِيِّ صرح الفارسي بفتح أَوله وكسر آخره والزَّنَجُ شِدَّةُ العطش وزنِجَت الإِبل زَنَجاً عَطِشَتْ مرة بعد مرة فضاقت بطونها وكذلك زنِج الرجلُ من ترك الشرب عن كراع التهذيب زَنِجَ زَنَجاً وصَرَّ صَريراً وصَرِيَ وصَدِيَ بمعنى واحد أَبو عمرو الزِّنَاجُ المُكافَأَةُ بخير أَو شر ابن بزرج الزَّنَجُ والحَجَزُ واحد يقال حَجِزَ الرجلُ وزَنِجَ وهو أَن تَقَبَّضَ أَمعاء الرجل ومصارينه من الظمإِ فلا يستطيع أَن يكثر الشرب أَو الطعم ابن الأَثير وفي حديث زياد قال عبد الرحمن بن السائب فَزَنَجَ شيءٌ أَقْبَلُ طويلُ العُنُقِ فقلت ما أَنت ؟ فقال أَنا النَّقَّاد ذُو الرَّقَبَةِ قال لا أَدري ما زَنَجَ لعله بالحاء والزَّنْحُ الدفع كأَنه يريد هجوم هذا الشخص وإِقباله قال ويحتمل أَن يكون زَلَجَ باللام وهو سرعة ذهاب الشيء ومضيه وقيل هو بالحاء بمعنى سَنَحَ وعَرَضَ وتَزَنَّجَ عليَّ فلانٌ تَطاوَلَ

( زنفلج ) الزَّنْفَلِيجَةُ والزِّنْفِلِيجَةُ الكِنْفُ الجوهري والزِّنْفِيلَجَةُ بكسر الزاي والفاء وفتح اللام شبيه بالكِنْفِ قال وهو معرَّب وأَصله بالفارسية زِين بِيلَهْ فإِن قدمت اللام على الياء كسرتها وفتحت ما قبلها فقلت الزَّنْفَلِيجَة

( زهرج ) التهذيب في ترجمة سمهج من أَبيات تَسْمَعُ للجنِّ بها زَهَارجا يعني حكاية عَزِيفِ الجن

( زهلج ) التهذيب في النوادر زَهْلَجَ له الحديثَ وزَهْلَقَهُ وزَهْمَجَه

( زهمج ) التهذيب في النوادر زَهْلَجَ له الحديث وزَهْلَقَه وزَهْمَجَه

( زوج ) الزَّوْجُ خلاف الفَرْدِ يقال زَوْجٌ أَو فَرْدٌ كما يقال خَساً أَو زَكاً أَو شَفْعٌ أَو وِتْرٌ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدِيُّ ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقَةٍ باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً غير أَزْوَاجِ لأَن بَيْضَ القَطَا لا يكون إِلاَّ وِتْراً وقال تعالى وأَنبتنا فيها من كل زوجٍ بَهيج وكل واحد منهما أَيضاً يسمى زَوْجاً ويقال هما زَوْجان للاثنين وهما زَوْجٌ كما يقال هما سِيَّانِ وهما سَواءٌ ابن سيده الزَّوْجُ الفَرْدُ الذي له قَرِينٌ والزوج الاثنان وعنده زَوْجَا نِعالٍ وزوجا حمام يعني ذكرين أَو أُنثيين وقيل يعني ذكراً وأُنثى ولا يقال زوج حمام لأَن الزوج هنا هو الفرد وقد أُولعت به العامة قال أَبو بكر العامة تخطئ فتظن أَن الزوج اثنان وليس ذلك من مذاهب العرب إِذ كانوا لا يتكلمون بالزَّوْجِ مُوَحَّداً في مثل قولهم زَوْجُ حَمامٍ ولكنهم يثنونه فيقولون عندي زوجان من الحمام يعنون ذكراً وأُنثى وعندي زوجان من الخفاف يعنون اليمين والشمال ويوقعون الزوجين على الجنسين المختلفين نحو الأَسود والأَبيض والحلو والحامض قال ابن سيده ويدل على أَن الزوجين في كلام العرب اثنان قول الله عز وجل وأَنه خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأُنثى فكل واحد منهما كما ترى زوج ذكراً كان أَو أُنثى وقال الله تعالى فاسْلُكْ فيها من كلٍّ زَوْجَيْن اثنين وكان الحسن يقول في قوله عز وجل ومن كل شيء خلقنا زوجين قال السماء زَوْج والأَرض زوج والشتاء زوج والصيف زوج والليل زوج والنهار زوج ويجمع الزوج أَزْوَاجاً وأَزَاوِيجَ وقد ازْدَوَجَتِ الطير افْتِعالٌ منه وقوله تعالى ثمانيةَ أَزْوَاجٍ أَراد ثمانية أَفراد دل على ذلك قال ولا تقول للواحد من الطير زَوْجٌ كما تقول للاثنين زوجان بل يقولون للذكر فرد وللأُنثى فَرْدَةٌ قال الطرماح خَرَجْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَيْنِ وفَرْدَةً ينادُونَ تَغْلِيساً سِمالَ المَدَاهِنِ وتسمي العرب في غير هذا الاثنين زَكاً والواحدَ خَساً والافتعال من هذا الباب ازْدَوَجَ الطيرُ ازْدواجاً فهي مُزْدوِجَةٌ وفي حديث أَبي ذر أَنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أَنفق زَوْجَيْنِ من ماله في سبيل الله ابْتَدَرَتْه حَجَبَة الجنة قلت وما زوجان من ماله ؟ قال عبدان أَو فرَسان أَو بعيران من إِبله وكان الحسن يقول دينارين ودرهمين وعبدين واثنين من كل شيءٍ وقال ابن شميل الزوج اثنان كلُّ اثنين زَوْجٌ قال واشتريت زَوْجَين من خفاف أَي أَربعة قال الأَزهري وأَنكر النحويون ما قال والزَّوجُ الفَرْدُ عندهم ويقال للرجل والمرأَة الزوجان قال الله تعالى ثمانية أَزواج يريد ثمانية أَفراد وقال احْمِلْ فيها من كلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ قال وهذا هو الصواب يقال للمرأَة إِنها لكثيرة الأَزْواج والزَّوَجَةِ والأَصل في الزَّوْجِ الصِّنْفُ والنَّوْعُ من كل شيء وكل شيئين مقترنين شكلين كانا أَو نقيضين فهما زوجان وكلُّ واحد منهما زوج يريد في الحديث من أَنفق صنفين من ماله في سبيل الله وجعله الزمخشري من حديث أَبي ذر قال وهو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وروى مثله أَبو هريرة عنه وزوج المرأَة بعلها وزوج الرجل امرأَته ابن سيده والرجل زوج المرأَة وهي زوجه وزوجته وأَباها الأَصمعي بالهاء وزعم الكسائي عن القاسم بن مَعْنٍ أَنه سمع من أَزْدِشَنُوءَةَ بغير هاء والكلام بالهاء أَلا ترى أَن القرآن جاء بالتذكير اسكن أَنت وزوجك الجنة ؟ هذا كلُّه قول اللحياني قال بعض النحويين أَما الزوج فأَهل الحجاز يضعونه للمذكر والمؤَنث وضعاً واحداً تقول المرأَة هذا زوجي ويقول الرجل هذه زوجي قال الله عز وجل اسْكُنْ أَنتَ وزَوْجُك الجنةَ وأَمْسِكْ عليك زَوْجَكَ وقال وإِن أَردتم استبدال زوجٍ مكان زوج أَي امرأَة مكان امرأَة ويقال أَيضاً هي زوجته قال الشاعر يا صاحِ بَلِّغ ذَوِي الزَّوْجاتِ كُلَّهُمُ أَنْ ليس وصْلٌ إِذا انْحَلَّتْ عُرَى الذَّنَبِ وبنو تميم يقولون هي زوجته وأَبى الأَصمعي فقال زوج لا غير واحتج بقول الله عز وجل اسكن أنت وزوجك الجنة فقيل له نعم كذلك قال الله تعالى فهل قال عز وجل لا يقال زوجة ؟ وكانت من الأَصمعي في هذا شدَّة وعسر وزعم بعضهم أَنه إِنما ترك تفسير القرآن لأَن أَبا عبيدة سبقه بالمجاز إِليه وتظاهر أَيضاً بترك تفسير الحديث وذكر الأَنواء وقال الفرزدق وإِنَّ الذي يَسعَى يُحَرِّشُ زَوْجَتِي كَسَاعٍ إِلى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُها وقال الجوهري أَيضاً هي زوجته واحتاج ببيت الفرزدق وسئل ابن مسعود رضي الله عنه عن الجمل من قوله تعالى حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِياطِ فقال هو زوج الناقة وجمع الزوج أَزواج وزِوَجَةٌ قال الله تعالى يا أَيها النبي قل لأَزواجك وقد تَزَوَّج امرأَة وزَوَّجَهُ إِياها وبها وأَبى بعضهم تعديتها بالباء وفي التهذيب وتقول العرب زوَّجته امرأَة وتزوّجت امرأَة وليس من كلامهم تزوَّجت بامرأَة ولا زوَّجْتُ منه امرأَةً قال وقال الله تعالى وزوَّجناهم بحور عين أَي قرنَّاهم بهن من قوله تعالى احْشُرُوا الذين ظلموا وأَزواجَهم أَي وقُرَناءهم وقال الفراء تَزوجت بامرأَة لغة في أَزد شنوءة وتَزَوَّجَ في بني فلان نَكَحَ فيهم وتَزَاوجَ القومُ وازْدَوَجُوا تَزَوَّجَ بعضهم بعضاً صحت في ازْدَوَجُوا لكونها في معنى تَزاوجُوا وامرأَة مِزْوَاجٌ كثيرة التزوّج والتزاوُج قال والمُزاوَجَةُ والازْدِواجُ بمعنى وازْدَوَجَ الكلامُ وتَزَاوَجَ أَشبه بعضه بعضاً في السجع أَو الوزن أَو كان لإِحدى القضيتين تعلق بالأُخرى وزَوَّج الشيءَ بالشيء وزَوَّجه إِليه قَرَنَهُ وفي التنزيل وزوّجناهم بحور عين أَي قرناهم وأَنشد ثعلب ولا يَلْبَثُ الفِتْيانُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا إِذا لم يُزَوَّجْ رُوحُ شَكْلٍ إِلى شَكْلِ وقال الزجاج في قوله تعالى احشروا الذين ظلموا وأَزواجهم معناه ونظراءهم وضرباءهم تقول عندي من هذا أَزواج أَي أَمْثال وكذلك زوجان من الخفاف أَي كل واحد نظير صاحبه وكذلك الزوج المرأَة والزوج المرء قد تناسبا بعقد النكاح وقوله تعالى أَو يُزَوِّجُهم ذُكْرَاناً وإِناثاً أَي يَقْرُنُهم وكل شيئين اقترن أَحدهما بالآخر فهما زوجان قال الفراء يجعل بعضهم بنين وبعضهم بنات فذلك التزويج قال أَبو منصور أَراد بالتزويج التصنيف والزَّوْجُ الصِّنْفُ والذكر صنف والأُنثى صنف وكان الأَصمعي لا يجيز أَن يقال لفرخين من الحمام وغيره زوج ولا للنعلين زوج ويقال في ذلك كله زوجان لكل اثنين التهذيب وقول الشاعر عَجِبْتُ مِنَ امْرَاةٍ حَصَانٍ رَأَيْتُها لَها ولَدٌ من زَوْجِها وَهْيَ عَاقِرُ فَقُلْتُ لَها بُجْراً فقَالتْ مُجِيبَتِي أَتَعْجَبُ مِنْ هذا ولي زَوْجٌ آخَرُ ؟ أَرادت من زوج حمام لها وهي عاقر يعني للمرأَة زوج حمام آخر وقال أَبو حنيفة هاج المُكَّاءُ للزَّواج يَعني به السِّفادَ والزَّوْجُ الصنف من كل شيء وفي التنزيل وأَنبتتْ من كل زوج بهيج قيل من كل لون أَو ضرب حَسَنٍ من النبات التهذيب والزَّوْجُ اللَّوْنُ قال الأَعشى وكلُّ زَوْجٍ من الدِّيباجِ يَلْبَسُهُ أَبو قُدَامَةَ مَحْبُوًّا بذاكَ مَعَا وقوله تعالى وآخَرُ من شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ قال معناه أَلوان وأَنواع من العذاب ووضفه بالأَزواج لأَنه عنى به الأَنواع من العذاب والأصناف منه والزَّوْجُ النَمَطُ وقيل الديباج وقال لبيد من كلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُها قال وقال بعضهم الزوج هنا النمط يطرح على الهودج ويشبه أَن يكون سمِّي بذلك لاشتماله على ما تحته اشتمال الرجل على المرأَة وهذا ليس بقوي والزَّاجُ معروف الليث الزاج يقال له الشَّبُّ اليماني وهو من الأَدوية وهو من أَخلاط الحِبْرِ فارسي معرَّب

( زيج ) الزِّيجُ خَيْطُ البَنَّاءِ وهو المِطْمَرُ فارسي معرّب قال الأَصمعي لست أَدري أَعربي هو أَم معرّب ؟

( سبج ) السُّبْجَةُ والسَّبِيجَةُ دِرْعٌ عَرْضُ بَدَنِه عظمةُ الدِّرَاعِ ولهُ كُمٌّ صغير نحو الشِّبْرِ تلبسه رَبَّاتُ البيوت وقيل هي بُرْدَة من صوف فيها سواد وبياض وقيل السُّبْجَةُ والسَّبِيجَةُ ثوب له جَيْبٌ ولا كمّين له زاد التهذيب يلبسه الطَّيَّانونَ وقيل هي مِدْرَعَة كُمُّها من غيرها وقيل هي غِلالَة تبتذلها المرأَة في بيتها كالبَقِير والجمع سَبائِجُ وسِباجٌ والسُّبْجَةُ والسَّبِيجَةُ كساء أَسود والسَّبِيجَةُ القميص فارسي معرَّب ابن السكيت السَّبِيجُ والسَّبِيجة البَقِيرُ وأَصلها بالفارسية شَبيّ وهو القميص وفي حديث قَيْلة أَنها حملت بنت أَخيها وعليها سُبَيِّجٌ من صوف أَرادت تصغير السَّبيج
( * قوله « السبيج إلخ » بوزن رغيف كما في القاموس وغيره وبهامش النهاية ما نصه وعن ابن الأعرابي السبيج بكسر السين وسكون الموحدة وفتح الياء قال وأَراه معرباً وأَنشد كانت به خود صموت الدملج لفاء ما تحت الثياب السبيج )
كَرغِيف ورُغَيِّف وهو معرّب وتَسَبَّجَ بها لبسها قال العجاج كالحَبَشِيِّ الْتَفَّ أَو تَسَبَّجَا الليث تَسَبَّجَ الإِنسانُ بكساء تسَبُّجاً وسُبْجَةُ القميص لِبْنَتُه وتَخَارِيصُه قال حُميد بن ثور إِنَّ سُلَيْمَى واضِحٌ لَبَّاتُها لَيِّنَةُ الأَبْدَانِ من تَحْتِ السُّبَجْ والسِّباجُ ثياب من جلود واحدتها سُبْجَةٌ وهي بالحاء أَعلى والسَّبَجُ خَرَزٌ أَسودُ دَخِيلٌ مُعَرَّبٌ وأَصله سَبَهْ والسَّبَابِجَةُ قوم ذوو جَلَدٍ من السِّنْدِ والهند يكونون مع رئيس السفينة البحرية يُبَذْرِقُونها واحدهم سَبِيجيّ ودخلت في جمعه الهاء للعجمة والنَّسَب كماقالنوا البَرابِرةُ وربما قالوا السَّابِجَ قال هميان لوْ لَقِيَ الفِيلُ بِأَرْضٍ سابِجَا لَدَقَّ منه العُنْقَ والدَّوَارِجا وإِنما أَراد هِمْيانُ سابَجَا فكسر لتسوية الدخيل لأَن دخيل هذه القصيدة كلها مكسور ابن السكيت السَّبابِجَةُ قوم من السِّنْدِ يُسْتَأْجَرون لِيُقاتِلوا فيكونون كالمُبَذْرِقَةِ فظن هميان أَن كل شيء من ناحية السند سَبِيج فجعل نفسه سَبِيجاً الجوهري السَّبابِجَةَ قوم من السند كانوا بالبصرة جَلاوِزَةً وحُرّاس السجن والهاء للعجمة والنسب قال يزيد ابن المفرّغ الحميري وطَمَاطِيمَ مِنْ سَبَابِيجَ خُزْرٍ يُلْبِسوني مَعَ الصَّباحِ القُيُودا

( سبرج ) سَبْرَجَ فلانٌ عَلَيَّ الأَمْرَ إِذا عمَّاه

( سبنج ) التهذيب في الرباعي روي أَن الحسن بن علي عليهما السلام كانت له سَبَنْجُونَةٌ من جُلود الثعالب كان إِذا صلى لم يلبسها قال شمر سأَلت محمد بن بشار عنها فقال فروة من ثعالب قال وسأَلت أَبا حاتم فقال كان يذهب إِلى لون الخُضْرَة آسْمانْ جُونْ ونحوه

( ستج ) الإِسْتاجُ والإِسْتِيجُ من كلام أَهل العراق وهو الذي يلف عليه الغزل بالأَصابع لينسج تسميه العرب أُسْتُوجَةً وأُسْجُوتَةً قال الأَزهري وهما مُعرّبان

( سجج ) سَجَّ بِسَلْحِه سَجّاً أَلقاه رقيقاً وأَخَذَه لَيْلَتَه سَجٌّ قَعَدَ مَقاعِدَ رِقاقاً وقال يعقوب أَخذه في بطنه سَجٌّ إِذا لان بطنه وسَجَّ الطائر سَجّاً حذف بِذَرْقه وسَجَّ النعام أَلقى ما في بطنه ويقال هو يَسُجُّ سَجّاً ويَسُكُّ سَكّاً إِذا رمى ما يجيء منه ابن الأَعرابي سَجَّ بِسَلْحِه وتَرَّ إِذا حذف به وسَجَّ يَسُجُّ إِذا رقَّ ما يجيء منه من الغائط وسَجَّ سَطْحَه يَسُجٍّه سَجّاً إِذا طَيَّنَه وسَجَّ الحائطَ يَسُجُّه سَجّاً مسحه بالطين الرقيق وقيل طَيَّنَهُ والمِسَجَّةُ التي يطلى بها لغة يمانيةٌ وفي الصحاح الخشبة التي يطين بها مِسَجَّةٌ وهي بالفارسية المالَجَه ويقال لِلْمالَقِ مِسَجَّة ومِمْلَقٌ ومِمْدَرٌ ومِمْلَطٌ ومِلْطاطٌ والسُّجَّةُ الخيل الجوهري السَّجَّةُ والبَجَّةُ صَنمان ابن سيده السَّجَّة صنم كان يُعبد من دون الله عز وجل وبه فسر قوله صلى الله عليه وسلم أَخرجوا صدقاتكم فإِن الله قد أَراحكم من السَّجَّة والبَجَّة والسَّجَاجُ اللبن الذي يجعل فيه الماء أَرَقَّ ما يكون وقيل هو الذي ثلثه لبن وثلثاه ماء قال يَشْرَبُه مَحْضاً ويَسْقِي عِيالَهُ سَجاجاً كأَقْرابِ الثَّعالِب أَوْرَقا واحدته سَجاجَة وأَنكر أَبو سعيد الضرير قول من قال إِن السَّجَّةَ اللَّبَنة التي رققت بالماء وهي السَّجَاجُ قال والبَجَّةُ الدم الفصيد وكان أَهل الجاهلية يَتَبَلَّغُون بها في المجاعات قال بعض العرب أَتانا بِضَيْحَةٍ سَجَاجَةٍ ترى سَوَادَ الماء في حَيْفها فسَجَاجَةٌ هنا بدل إِلاَّ أَن يكونوا وَصَفُوا بالسَّجَاجَةِ لأَنها في معنى مخلوطة فتكون على هذا نعتاً وقيل في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم إِن الله قد أَراحكم من السَّجَّةِ السجَّةُ المَذِيقُ كالسَّجَاجِ وقد تقدّم أَنه صنم وهو أَعرف قاله الهروي في الغريبين والسَّجْسَجُ الهواء المعتدل بين الحر والبرد وفي الحديث نهار الجنة سجسج أَي معتدل لا حَرَّ فيه ولا قَرَّ وفي رواية ظِلُّ الجنة سَجْسَج وقالوا لا ظلمة فيه ولا شمس وقيل إِن قدر نوره كالنور الذي بين الفجر وطلوع الشمس ابن الأَعرابي ما بين طلوع الفجر إِلى طلوع الشمس يقال له السَّجْسَجُ قال ومن الزوال إِلى العصر يقال له الهَجيرُ والهاجِرَةُ ومن غروب الشمس إِلى وقت الليل الجُنْحُ والجِنْحُ ثم السَّدَفُ والمَلَثُ والمَلَسُ وكلُّ هواء معتدل طيب سَجْسَجٌ ويومٌ سَجْسَجٌ لا حَرٌّ مؤْذٍ ولا قَرٌّ وفي حديث ابن عباس وهواؤها السَّجْسَجُ وريح سَجْسَجٌ لينة الهواء معتدلة وقول مليح هَلْ هَيَّجَتْكَ طُلُولُ الحَيِّ مُقْفِرَةً تَعْفُو مَعارِفَها النُّكْبُ السَّجَاسِيجُ ؟ احتاج فَكَسَّرَ سَجْسَجاً على سجاسيج ونظيره ما أَنشده سيبويه من قوله نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيف وأَرضٌ سَجْسَجٌ ليست بسهلة ولا صُلْبَةٍ وقيل هي الأَرض الواسعة قال الحرث بنُ حِلِّزَةَ اليَشْكُرِيُّ طاف الخَيالُ ولا كَلَيْلَةِ مُدْلِجِ سَدِكاً بِأَرْحُلِنا فَلَمْ يَتَعَرَّجِ إِني اهْتَدَيْتُ وكُنتُ غَيرَ رَجِيلَةٍ والقَوْمُ قَد قطَعُوا مِتانَ السَّجْسَجِ يقول لم أَرَ كَلَيلة أَدْلَجها إِلينا هذا الخيالُ مِن هولهاوبُعدها منا ولم يتعرّج لم يُقِمْ والتعريجُ على الشيء الإِقامةُ والمِتانُ جمع مَتْنٍ وهو ما صَلُبَ من الأَرض وارتفع والرَّجِيلَة القويةُ على المشي وسَدِكٌ مُلازِمٌ وفي الحديث أَنه مَرَّ بوادٍ بين المسجدين فقال هذه سَجاسِجُ مُرَّ بها موسى عليه السلام هي جمع سَجْسَج وهي الأَرض ليست بصلبة ولا سهلة والسُّجُجُ الطَّاياتُ
( * قوله « الطايات » جمع طاية وهي السطح والممدرة المطلية بالطين ) المُمَدَّرَةُ والسُّجُجُ أَيضاً النقوش الطيبة أَبو عمرو جَسَّ إِذا اخْتَبَرَ وسَجَّ إِذا طَلَعَ

( سحج ) سَحَجَهُ الحائطُ يَسْحَجُه سَحْجاً وسَحَّجَه خَدَشَه قال رؤبة جَأْباً تَرَى بِلِيتِهِ مُسَحَّجا أَي تسْحِيجاً قال أَبو حاتم قرأْت على الأَصمعي في جيميَّة العجاج جَأْباً تَرَى بِلِيتِهِ مُسَحَّجا فقال تَلِيلَهُ فقلت بِلِيتِهِ فقال هذا لا يكون فقلت أَخبرني به من سمعه مِن فَلْقِ فِي
( * « في » هنا بمعنى فم ) رُؤْبَةَ أَعني أَبا زيد الأَنصاري قال هذا لا يكون قلت جعله مصدراً أَراد تسحيجاً فقال هذا لا يكون قلت فقد قال جرير أَلم تَعْلَمْ بمُسَرَّحي القَوافي ؟ فلا عِيّاً بِهِنَّ ولا اجْتِلابا أَي تسريحي فكأَنه أَراد أَن يدفعه فقلت له فقد قال تعالى ومَزَّقْناهُمْ كلَّ مُمَزَّقٍ فَأَمْسَكَ قال الأَزهري كأَنه أَراد ترى بليته تسحيجاً فجعل مسحجاً مصدراً والمُسَحَّجُ المُعَضَّضُ وهو من سَحَجَ الجلد وسَحَّجَه فَتَسَحَّجَ شُدِّد للكثرة وسَحَجْتُ جلده فانْسَحَجَ أَي قسرته فانقشر والسَّحْجُ أَن يصيب الشيءُ الشيءَ فَيَسْحَجَه أَي يَقْشِرَ منه شيئاً قليلاً كما يصيب الحافرَ قبل الوَجَى سَحْجٌ وانْسَحَجَ جلده من شيء مَرَّ به إِذا تقشَّر الجلد الأَعلى ويقال أَصابه شيء فَسَحَجَ وجْهَه وبه سَحْجٌ وسَحَجَ الشيءَ بالشيء سَحْجاً فهو مَسْحُوجٌ وسَحِيجٌ حاكَّه فقشره قال أَبو ذؤيب فجاءَ بها بعدَ الكَلالِ كأَنه من الأَيْنِ مِخْراشٌ أَقَذُّ سَحِيجُ وبعير سَحَّاجٌ يَسْحَجُ الأَرض بخفه أَي يقشرها فلا يلبث أَن يَحْفَى وناقة مِسْحاجٌ كذلك وزمن مِسْحاجٌ وسَحَّاجٌ يقشر كل شيء قال أَبو عامر الكلابي يصف نخلاً ما ضَرَّها مَسُّ زَمانٍ سَحَّاجْ وسَحَجَ العُودَ بالمِبْرَدِ يَسْحَجُه سَحْجاً قشره وسَحَجَتِ الريحُ الأَرض كذلك والسَّحَجُ داء في البطن قاشر منه وسَحَجَ شعره بالمشط سَحْجاً سَرَّحَه تسريحاً ليناً على فَروَة الرأْس وسَحَجَه يَسْحَجُه سَحْجاً فهو سَحِيجٌ وسَحَّجَه عضَّه فأَثر فيه وقد غلب على حُمُرِ الوحش وحمار مُسَحَّجٌ أَي مُعَضَّضٌ مُكَدَّم والمِسْحَجُ منها والمِسْحَاجُ العَضَّاضُ والمَسَاحِجُ آثارُ تَكادُمِ الحُمُرِ عليها والتَّسْحِيجُ الكَدْمُ والسَّحْجُ من جَرْيِ الدواب دون الشَّدِّ ويقال حمارٌ مِسْحَجٌ ومِسْحاجٌ قال النابغة رَباعِيَةٌ أَضَرَّ بها رَباعٌ بِذاتِ الجِزْعِ مِسْحاجٌ شَنُونُ وقال غيره مَرَّ يَسْحَجُ أَي يسرع قال مزاحم على أَثَرِ الجُعْفِيِّ دَهْرٌ وقد أَتى له مُنْذُ وَلَّى يَسْحَجُ السَّيْرَ أَربَعُ وسَحَجَ الأَيْمانَ يَسْحَجُها تابَعَ بينها ورجلٌ سَحَّاجٌ وكذلك الحلف أَنشد ابن الأَعرابي لا تَنْكِحَنَّ نَحِضاً بَجْباجَا فَدْماً إِذا صِيحَ به أَفاجا وإِنْ رَأَيْتِ قُمُصاً وسَاجا ولِمَّةً وحَلِفاً سَحَّاجا وسَيْحُوجٌ اسم

( سدج ) السَّدْجُ والتَّسَدُّجُ الكذب وتَقَوُّلُ الأَباطيل وأَنشد فينا أَقاويلُ امْرِئٍ تَسَدَّجا وقد سَدَجَ سَدْجاً وتَسَدَّجَ أَي تكذَّب وتَخَلَّقَ ورجل سَدّاجٌ كذاب وقيل هو الكذاب الذي لا يَصْدُقُكَ أَثَرَهُ يَكْذِبُكَ مِن أَيْنَ جاءَ قال رؤبة شَيْطانُ كلِّ مُتْرَفٍ سَدّاج وسَدَج بالشيء ظَنَّهُ

( سذج ) حُجَّةٌ ساذِجَةٌ وساذَجَةٌ بالفتح غير بالغة قال ابن سيده أُراها غير عربية إِنما يستعملها أَهل الكلام فيما ليس ببرهان قاطع وقد يستعمل في غير الكلام والبرهان وعسى أَن يكون أَصلها سادَهْ فعُرّبت كما اعتيد مثل هذا في نظيره من الكلام المعرَّب

( سرج ) السَّرْجُ رحل الدابة معروف والجمع سُروج وأَسْرَجَها إِسراجاً وضع عليها السرج والسَّرّاجُ بائع السُّروجِ وصانعها وحرفته السَّرَاجَةُ والسِّراجُ المصباح الزاهر الذي يُسْرَجُ بالليل والجمع سُرُجٌ والمِسْرَجَةُ التي فيها الفتيل وقد أَسْرَجْتُ السِّرَاجَ إِسْراجاً والمَسْرَجَةُ بالفتح التي يجعل عليهيا المِسْرَجَةُ والشمس سِراجُ النهار والمَسْرَجَةُ بالفتح
( * وبالكسر أَيضاً كما ضبطناه تقلاً عن المصباح ) التي توضع فيها الفتيلة والدهن وفي الحديث عُمَرُ سِرَاجُ أَهل الجنة قيل أَراد أَن الأَربعين الذين تَمُّوا بعُمَر كلهم من أَهل الجنة وعمر فيما بينهم كالسراج لأَنهم اشتدوا بإِسلامه وظهروا للناس وأَظهروا إِسلامهم بعد أَن كانوا مختفين خائفين كما أَنه بضوء السراج يهتدي الماشي والسِّرَاجُ الشمس وفي التنزيل وجعلْنا سِراجاً وَهَّاجاً وقوله عز وجل وداعياً إِلى الله بإِذنه وسِراجاً مُنِيراً إِنما يريد مثل السراج الذي يستضاء به أَو مثل الشمس في النور والظهور والهُدَى سِرَاجُ المؤمن على التشبيه التهذيب قوله تعالى وسراجاً منيراً قال الزجاج أَي وكتاباً بيِّناً المعنى أَرسلناك شاهداً وذا سراج منير أَي وذا كتاب منير بَيِّنٍ وإِن شئت كان وسراجاً منصوباً على معنى داعياً إِلى الله وتالياً كتاباً بيِّناً قال الأَزهري وإِن جعلت سراجاً نعتاً للنبي صلى الله عليه وسلم وكان حسناً ويكون معناه هادياً كأَنه سراج يهتدى به في الظُّلَمِ وأَسْرَجَ السِّرَاجَ أَوْقَدَهُ وجَبينٌ سارِجٌ واضح كالسِّراج عن ثعلب وأَنشد يا رُبَّ بَيْضاءَ من العَواسِجِ لَيِّنَةِ المَسِّ على المُعالِجِ هأْهاءَةٍ ذاتِ جَبينٍ سارِجِ وسَرَّجَ اللهُ وَجْهَهُ وبَهَّجَهُ أَي حَسَّنَه قال وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجَا قال عَنى به الحُسْنَ والبَهْجَةَ ولم يعن أَن أَفْطَسُ مُسْرَجُ الوَسَطِ وقال غيره شبَّه أَنفه وامتداده بالسيف السُّرَيْجِيِّ وهو ضرب من السيوف التي تُعرف بالسُّرَيْجِيّاتِ وسَرَّجَ الشيءَ زَيَّنَه وسَرَجَه الله وسَرَّجَه وفَّقَه وسَرَجَ الكَذِبَ يَسْرُجُهُ سَرْجاً عَمِلَهُ ورجل سرَّاجٌ مَرّاجٌ كذاب وقيل هو الكذاب الذي لا يَصْدُقُ أَثَرَهُ يكذبك من أَين جاء ويفرد فيقال رجل سَرّاجٌ وقد سَرِجَ ويقال بَكَّلَ أُمَّ فلانٍ فَسَرِجَ عليها بأُسْرُوجَةٍ وسُرَيْجٌ قَيْنٌ معروف والسيوف السُّرَيْجِيَّةُ منسوبة إِليه وشبه العجاج بها حسن الأَنف في الدقة والاستواء فقال وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا وسِراجٌ اسم رجل قال أَبو حنيفة هو سِرَاجُ ابن قُرَّةَ الكِلابيُّ والسِّرْجِيجَةُ والسُّرْجُوجَةُ الخُلُقُ والطبيعة والطريقة يقال الكَرَمُ من سِرْجِيجَتِهِ وسُرْجُوجَتِه أَي خُلُقِه حكاه اللحياني أَبو زيد إِنه لكريم السُّرْجُوجَةِ والسِّرْجِيجة أَي كريم الطبيعة الأَصمعي إِذا استوت أَخلاق القوم قيل هم على سُرْجُوجَةٍ واحدة ومَرِنٍ ومَرِسٍ

( سربج ) في حديث جُهَيْشٍ وكائِنْ قَطَعْنا الليلَ من دَوِّيَّةٍ سَرْبَجٍ أَي مفازة واسعة بعيدة الأَرْجاءِ

( ( ) سرنج )
( * زاد في القاموس
سردجه أَهمله
السرنج كسمند شيء من الصنعة كالفسيفساء ودواء معروف وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات
قال الشارح : والاسرنج نوع من الاسفيداج اه
السرهجة الإباء والامتناع والفتل الشديد ومنه حبل مرهج
السفتجة بضم فسكون ففتحتين وهو أَن يعطي مالاً لآخر وللآخر مال في بلد المعطي بصيغة اسم الفاعل فيوفيه اياه ثم أي هناك فيستفيد أمن الطريق وفعله السفتجة بالفتح المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اه
ما أشد سفج هذه الريح محركة أي شدة هبوبها
والاسفيداج بالكسر هو رماد الرصاص والآنك
السفلج كعملس الطويل )

( سرفج ) سَرْفَجٌ طويلٌ

( سفج ) السَّفْجُ الكَذِب عن كراع

( سفنج ) السَّفَنَّجُ الظليم الخفيف وهو ملحق بالخماسي بتشديد الحرف الثالث منه وقيل الظليم الذكر وقيل هو من أَسماء الظليم في سرعته وأَنشد جاءَتْ به مِن اسْتِها سَفَنَّجَا أَي ولدته أَسود والسَّفَنَّجُ السريع وقيل الطويل والأُنثى سَفَنَّجَةٌ قال ساعدة بن جؤية يهجو امرأَة فِيمَ نِساءُ الحَيِّ مِن وَتَرِيَّةٍ سَفَنَّجَةٍ كأَنها قَوْسُ تَأْلَبِ ؟ الليث هو طائر كثيرُ الاسْتِنانِ قال ابن جني ذهب بعضهم في سَفَنَّج أَنه من السَّفْج وأَن النون المشدَّدة زائدة ومذهب سيبويه فيه أَنه كلام شَفَلَّح ورأْي عَتَرَّس والسُّفَانِجُ السريع كالسَفَنَّج أَنشد ابن الأَعرابي يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدَافَى واسِجِ سُكَاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ ويقال سَفْنَجَ أَي أَسْرَعَ وقول الآخر يا شَيْخُ لا بُدَّ لنا أَنْ نَحْجُجَا قد حَجَّ في ذا العامِ مَن تَحَوَّجا فابْتَعْ له جِمالَ صِدْقٍ فالنَّجا وعَجِّلِ النَّقْدَ له وسَفْنِجا لا تُعْطِهِ زَيْفاً ولا تُبَهْرِجَا
( * « ولا تبهرجا » كذا بالأصل بهذا الضبط ولعله ولا نبهرجا بفتح النون والنراء وأَورده المصنف في زيف ولا بهرجا )
قال عَجِّلِ النَّقْدَ له وقال سَفْنِجا أَي وَجِّهْ وأَسرِعْ له من السَّفَنَّجِ السريع أَبو الهيثم سَفْنَجَ فلانٌ لفلانٍ النَّقْدَ أَي عَجَّلَه وأَنشد قد أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجا النَّجَا إِنِّي أَخافُ طالِباً سَفَنَّجا
( * قوله « قد أَخذت إلخ » كذا بالأصل في غير موضع )

( سكرج ) في الحديث لا آكل في سُكُرُّجَةٍ هي بضم السين والكاف والراء والتشديد إِناءٌ صغير يؤْكل فيه الشيء القليل من الأُدْمِ وهي فارسية وأَكثر ما يوضع فيها الكَوامِخُ ونحوها

( سلج ) سَلِج الطعامَ بالكسر يَسْلَجُهُ سَلْجاً وسَلَجاناً أَيضاً وسَرَطَه سَرْطاً بَلَعه وكذلك سَلَجَ اللُّقْمَةَ أَي بَلَعَها وقيل السَّلَجانُ الأَكل السريع ومن أَمثال العرب الأَكْلُ سَلَجانْ والقَضاء لِيَّانْ وقيل الأَخذ سَلَجَانْ والقضاء لِيَّانْ تأْويله يحب أَن يأْخذ ويكره أَن يردَّ أَي إِذا أَخذ الرجل الدَّين أَكله فإِذا أَراد صاحب الدين حقه لواه به أَي مَطَلَهُ وتَسَلَّجَ النَّبيذَ أَلَحَّ في شربه عن اللحياني وقال تركته يَتَزَلَّجُ النَّبيذ ويَتَسَلَّجُه أَي يُلِحُّ في شربه ويَسْتَلِجُه يدخله في سِلِّجَانِهِ أَي في حُلْقُومه يقال رماه الله في سِلِّجانِهِ أَي في حلقومه والسَّلالِيجُ الدُّلْبُ الطِّوالُ ويقال للسَّاجَةِ التي يشق منها الباب السَّلِّيجَةُ والسُّلَّجُ بالضم والتشديد نبتٌ رِخْوٌ من دِقِّ الشجر وقيل السُّلَّجَانُ ضرب منه وقال أَبو حنيفة السُّلَّجُ شجر ضِخامٌ كأَذناب الضِّبابِ أَخضرُ له شوك وهو حَمْضٌ التهذيب والسُّلَّجُ من الحَمْضِ الذي لا يزال أَخضر في القيظ والربيع وهي خَوَّارَةٌ قال الأَزهري السُّلَّجُ نبت مَنْبِتيه القِيعان وله ثمر في أَطرافه حِدَّةٌ ويكون أَخضر في الربيع ثم يَهيجُ فيَصْفَرُّ قال ولا يُعَدُّ من شَجَرٍ الحَمْضِ وفي الصحاح هو نبت ترعاه الإِبل وسَلَجَتِ الإِبل بالفتح تَسْلُجُ بالضم سُلُوجاً وسَلِجَتْ كلاهما أَكلت السُّلَّجَ فاستطلقتْ عنه بطونها وقال أَبو حنيفة سَلِجَتْ بالكسر لا غير قال شمر وهو أَجود أَبو تراب عن بعض أَعراب قيس سَلَجَ الفصيلُ الناقةَ ومَلَجَها إِذا رَضَعَها

( سلبج ) التهذيب في الرباعي السَّلابِجُ الدُّلْبُ الطِّوالُ

( سلمج ) التهذيب يقال للنصال المُحَدَّدَةِ سَلاجِمُ وسَلامِجُ

( سلهج ) السَّلْهَجُ الطويل

( سمج ) سَمُجَ الشيءُ بالضم قَبُحَ يَسْمُجُ سَماجَةً إِذا لم يكن فيه مَلاحَةٌ وهو سَمِيجٌ لَمِيجٌ وسَمْجٌ لَمْجٌ وقد سَمَّجَه تَسْمِيجاً إِذا جعله سَمْجاً الجوهري سَمُجَ فهو سَمْجٌ مثل ضَخُم فهو ضَخْمٌ وسَمِجٌ مثل خَشُنَ فهو خَشِنٌ وسَمِيجٌ مثل قَبُحَ فهو قَبِيحٌ وفي حديث عليّ رضوان الله عليه عاثَ في كلِّ جارِحَةٍ منه جَديدُ بِلًى سَمَّجَها هو من سَمُجَ أَي قبح ابن سيده السَّمْجُ والسَّمِيجُ الذي لا ملاحة له الأَخيرة هذلية قال أَبو ذؤيب فإِنْ تَصْرِمي حَبْلي وإِن تَتَبَدَّلي خَلِيلاً ومنهمْ صالِحٌ وسَمِيجُ وقيل سَميجٌ هنا في بيت أَبي ذؤيب الذي لا خير عنده قال سيبويه سَمْجٌ ليس مخففاً من سَمِجٍ ولكنه كالنَّضْرِ والجمع سِماجٌ مثل ضِخامٍ وسَمِجُونَ وسُمَجَاءُ وسَمَاجَى وقد سَمُجَ سَمَاجَة وسُمُوجَةً وسَمِجَ الكسر عن اللحياني واسْتَسْمَجَه عَدَّه سَمْجاً وسَمَّجَهُ الله خلقه سَمْجاً أَو جعله كذلك ولبن سَمْجٌ لا طعم له والسَّمْجُ الخبيث الريح والسَّمْجُ والسَّمِيجُ اللبن الدَّسِمُ الخبيثُ الطَّعْمِ وكذلك السَّمْهَجُ والسَّمَلَّجُ بزيادة الهاء واللام

( سمحج ) السَّمْحَجُ والسِّمْحاجُ والسُّمْحُوجُ الأَتان الطويلة الظهر وكذلك الفرس ولا يقال للذكر وفرس سَمْحَجٌ قَبَّاءُ غليظة اللحم مُعْتَزَّةٌ أَبو عبيدة فرس سَمْحَجٌ ولا يقال للذكر وهي القَبَّاءُ الغليظة النَّحْضِ وزعم أَبو عبيد أَن جمع السَّمْحَجِ من الأُتُنِ سَمَاحِيجُ وكذلك قال كراع إِن جمع السَّمْحَجِ من الخيل سَمَاحِيجُ وكلا القولين غلط إِنما هو سماحيج جمع سِمْحاجٍ أَو سُمْحُوجٍ وقد قالوا ناقة سَمْحَجٌ التهذيب السَّمْحَجَةُ الطولُ في كل شيء وقوس سَمْحَجٌ طويلة قال الطرماح يصف صائداً يلحسُ الرَّضْف له قَضْبَةٌ سَمْحَجُ المَتْنِ هَتُوفُ الخِطَامْ وسماحيج موضع قال جَرَّتْ عليه كلُّ ريحٍ سَيْهُوجْ مِن عن يَمِينِ الخَطِّ أَو سَمَاحِيجْ أَراد جَرَّتْ عليه ذيلها

( سمرج ) السَّمَرَّجُ والسَّمَرَّجَةُ استخراج الخَرَاج في ثلاث مرات فارسي معرّب قال العجاج يَوْم خَرَاجٍ يُخْرِجُ السَّمَرَّجا ابن سيده السَّمَرَّجُ يوم جباية الخراج وقيل هو يوم للعجم يستخرجون فيه الخراج في ثلاث مرات وسنذكره في حرف الشين ويقال سَمْرِجْ له أَي أَعْطِهِ التهذيب السَّمَرَّجُ المستوي من الأَرض وجمعه السَّمَارِجُ قال جندل بن المثنَّى يَدَعْنَ بالأَمالِسِ السَّمَارِجِ للطَّيْرِ واللَّغَاوِسِ الهَزَالِجِ كلَّ جَنِينٍ مُشْعِرِ الحَواجِجِ
( * قوله « مشعر الحواجج » الذي تقدم في ح ج ج معر الحواجج من المعر وهو قلة الشعر وكل صحيح المعنى )

( سمعج ) قال الفراء لَبَنٌ سَمْعَجٌ وسَمْلَجٌ وهو الدَّسِمُ الحُلْوُ

( سملج ) السَّمَلَّجُ اللبن الحُلْوُ ولبن سَمَلَّجٌ حلو دَسِمٌ الفراء يقال للبن إِنه لَسَمْهَجٌ سَمَلَّجٌ إِذا كان حلواً دسماً وقال الليث هو اللبن السُّمَالِجُ وقال بعضهم هو الطيِّبُ الطَّعْمِ وقيل هو الذي لم يُطْعِمْ والسَّمْجُ والسَّميجُ اللبن الدَّسِمُ الخبيث الطعم وكذلك السَّمْهَجُ والسَّمَلَّجُ بزيادة الهاء واللام ابن سيده سَمْلَجَ الشيءَ في حلقه جَرَعَهُ جَرْعاً سهلاً والسَّمَلَّجُ عُشْبٌ من المرعى عن أَبي حنيفة قال ولم أَجد من يحليه عليَّ وسِمِلاَّجٌ عيد من أَعياد النصارى والسَّمَلَّجُ الخفيف وهو ملحق بالخماسي بتشديد الحرف الثالث منه قال الراجز قالَتْ لهُ مَقالَةً تَلَجْلَجَا قَوْلاً مَلِيحاً حَسَناً سَمَلَّجا لو يُطْبَخُ النِّيءُ به لأَنْضَجَا يا ابنَ الكِرامِ لِجْ عليَّ الهَوْدَجا

( سمهج ) السَّمْهَجَةُ القتل الشديد وقد سَمْهَجَ الحَبْلَ وكذلك سَمْهَجَ اليمينَ قال يَحْلِفُ بَجٌّ حَلِفاً مُسَمْهَجَا قلتُ له يا بَجُّ لا تُلَجِّجَا ويمين سَمْهَجَةٌ شديدة وقال كراع يمين سَمْهَجَةٌ خفيفة قال ابن سيده ولستُ منه على ثِقةٍ وسَمْهَجَ الكلامَ كذب فيه والسَّمْهَجُ السهلُ قال فَوَرَدَتْ ماءً نُقاخاً سَمْهَجَا ولبن سَمْهَجٌ حُلْوٌ دَسِمٌ وأَرض سَمْهَجٌ واسعة سهلة وريحٌ سَمْهَجٌ سهلة وسَماهِيجُ موضع قال يا دارَ سَلْمَى بين داراتِ العُوجْ جَرَّتْ عليها كلُّ ريحٍ سَيْهُوجْ هَوْجاءَ جاءَتْ من جِبالِ ياجوجْ من عن يمينِ الخَطِّ أَو سَماهِيجْ أَراد جَرَّتْ عليها ذيلها فحذف والسَّمْهَجِيجُ من أَلبان الإِبل ما حُقِنَ في سِقاء غير ضَارٍ فلبث ولم يأْخذ طَعْماً وسَماهِيجُ جزيرة في البحر تدعى بالفارسية « ماش ماهي » فعرّبتها العرب الأَصمعي ماءٌ سَمْهَجٌ لَيِّنٌ وأَنشد لِهِمْيان
( * قوله « وأنشد إلخ » ليس فيها شاهد لما هنا فهو سبق نظر ومفرداتها تقجم بعضها مفسراً في مواده وسيأتي الباقي )
أَزامِجاً وزَجَلاً هُزامِجَا يَخْرُجُ من أَجْوافِها هَزالِجَا تَدْعُو بذاك الدَّجَجَانَ الدارِجا جِلَّتَها وعَجْمَها الحَضَالِجَا عُجُومَها وحَشْوَها الحَدَارِجَا الحدارِج والحضارج الصغار وقال تَسْمَعُ للجِنِّ بها زَهارِجا يعني حكاية عزيف الجِنّ والهزالِج السِّرَاعُ من الذئاب ومنه قوله للطير واللغاوِسِ الهزالج وحَبْلٌ مُسَمْهَجٌ وحَلَفَ حَلِفاً مُسَمْهَجاً الفراء يقال للبن إِنه لَسَمْهَجٌ سَمَلَّجٌ إِذا كان حلواً دسماً وفَرَسٌ مُسَمْهَجٌ معتدل الأَعضاء قال الراجز قدِ اغْتَدَى بِسابِحٍ صافي الخُصَلْ مُعْتَدِلٍ سَمْهَج في غيرِ عَصَلْ أَبو عبيدة من اللبن العُمَاهِجُ والسُّمَاهِجُ وهما اللذان ليسا بِحُلْوَيْنِ ولا آخِذَيْ طَعْم أَبو عبيد لبن سَمْهَجٌ قد خلط بالماء والسَّمْهَجُ والسَّمْهِيجُ اللبن الدَّسِمُ الخبيثُ الطعم وكذلك السَّمْهَجُ والسَّمَلَّجُ بزيادة الهاء واللام وقيل في سَمَاهِيجِ الجزيرة إِنها بين عُمَان والبَحْرَيْنِ في البحر قال أَبو دُواد وإِذا أَدْبَرَتْ تقولُ قُصُورٌ من سَماهيجَ فَوْقَها آطامُ

( سنج ) ابن الأَعرابي السُّنُجُ العُنَّابُ ابن سيده السِّنَاجُ أَثَرُ دُخانِ السِّراجِ في الجِرَارِ والحائط وسَنْجَةُ الميزان لغة في صَنْجَتِهِ والسين أَفصح

( سهج ) سَهَجَ القومُ ليلتهم سَهْجاً ساروا سيراً دائماً قال الراجز كيفَ تَرَاها تَغْتَلي يا شَرْجُ وقد سَهَجْناها فطالَ السَّهْجُ ؟ والسَّهُوجُ العُقابُ لدُؤُوبها في طيرانها وسَهَجَتِ المرأَةُ طيبَها تَسْهَجُه سَهْجاً سحقته وقيل كلُّ دَقٍّ سَهْجٌ وسَهَجَتِ الريحُ الأَرضَ قشرت وجهها قال منظور الأَسدي هل تَعْرِفُ الدَّارَ لأُمِّ الحَشْرَجِ غيَّرَها سافي الرِّياحِ السُّهَّجِ ؟ وسَهَجَتِ الريحُ سَهْجاً هَبَّتْ هُبُوباَ دائماً واشتدت وقيل مرت مروراً شديداً وريحٌ سَيْهَجٌ وسَيْهَجَةٌ وسَهُوجٌ وسَيْهُوجٌ شديدة أَنشد يعقوب لبعض بني سَعْدَةَ يا دارَ سَلْمى بين داراتِ العُوجْ جَرَّتْ عليها كلُّ ريحٍ سَيْهُوجْ الجوهري سَهَجْتُ الطيب سحقته والمَسْهَجُ ممرُّ الريح قال الشاعر إِذا هَبَطْنَ مُسْتَحاراً مَسْهَجا أَبو عمرو المِسْهَجُ الذي ينطلق في كل حق وباطل أَبو عبيد الأَسَاهِيُّ والأَساهِيجُ ضروب مختلفة من السير وفي نسخة سير الإِبل الأَزهري خَطيب مِسْهَجٌ ومِسْهَكٌ وريح سَيْهُوكٌ وسَيْهُوجٌ وسَيْهَكٌ وسَيْهَجٌ قال والسَّهْكُ والسَّهْجُ مَرُّ الريح وزعم يعقوب أَن جيم سَيْهَج وسَيْهُوج بدل من كاف سيهك وسيهوك

( سوج ) سَاجَ سَوْجاً ذهب وجاء قال وأَعْجَبَها فيما تَسوجُ عِصابَةٌ من القومِ شِنَّخْفُونَ غيرُ قِضافِ ابن الأَعرابي ساجَ يَسُوجُ سَوْجاً وسُوَاجاً وسَوَجاناً إِذا سار سيراً رُوَيْداً وأَنشد غَرَّاءُ لَيْسَتْ بالسَّؤُوجِ الجَلْنَخِ أَبو عمرو السَّوَجانُ الذهابُ والمجيءُ والسُّوجُ عِلاجٌ من الطين يطبخ ويَطْلي به الحائكُ السَّدى والسُّوجُ موضع والسَّاجُ الطَّيْلَسانُ الضخم الغليظ وقيل هو الطيلسان المقوّر ينسج كذلك وقيل هو طيلسانٌ أَخضر وقول الشاعر ولَيْلٍ تَقُولُ الناس في ظُلُماتِه سواءٌ صحيحاتُ العُيونِ وعُورُها كأَنَّ لنا منه بُيوتاً حَصِينةً مُسوحاً أَعاليها وساجاً كُسُورُها إِنما نعت بالاسمين لأَنه صيرهما في معنى الصفة كأَنه قال مُسْوَدَّة أَعاليها مُخْضَرَّة كُسورُها كما قالوا مررت بسَرْجٍ خَزٍّ صِفَتُه نُعِتَ بالخَزِّ وإِن كان جوهراً لما كان في معنى لَيِّنٍ وتصغير السَّاجِ سُوَيْجٌ والجمع سِيجانٌ ابن الأَعرابي السِّيجانُ الطيالسة السُّودُ واحدها ساجٌ وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس في الحرب من القلانس ما يكون من السِّيجانِ الخُضْرِ جمع ساج وهو الطيلسان الأَخضر وقيل الطيلسان المقوّر ينسج كذلك كأَن القلانس تُعمل منها أَو من نوعها ومنهم من يجعل أَلفه منقلبة عن الواو ومنهم من يجعلها عن الياء ومنه حديثه الآخر أَنه زرَّ ساجاً عليه وهو محرم فافْتَدى وحديث أَبي هريرة أَصحابُ الدجال عليهم السِّيجانُ وفي رواية كلهم ذو سيف مُحَلًّى وساج وفي حديث جابر فقام في ساجَةٍ هكذا جاءَ في رواية والمعروف بساجة وهو ضرب من الملاحف منسوجة والسَّاجُ خَشَبٌ يجلب من الهند واحدته ساجَةٌ والسَّاجُ شجر يعظم جدّاً ويذهبُ طولاً وعرضاً وله ورق أَمثال التِّراسِ الدَّيْلَمِيَّةِ يتغطى الرجل بورقةٍ منه فتَكِنهُ من المطر وله رائحة طيبة تُشابهُ رائحةَ ورق الجَوْزِ مع رقة ونَعْمَةٍ حكاه أَبو حنيفة ابن الإعرابي يقال السَّاجَةُ الخشبةُ الواحدة المُشَرْجَعَةُ المُرَبَّعَةُ كما جلبت من الهند ويقال للسَّاجَةِ التي يشق منها الباب السَّلِيجةُ وسُواجٌ جبل قال رؤْبة في رَهْوَة غَرَّاءَ من سُواجِ والسُّوجُ موضع والله أَعلم

( سيج ) أَبو حنيفة السِّياجُ الحظيرة من الشجر تجعل حول الكرم والبستان وقد سَيَّجَ على الكرم ويقال حَظَرَ كَرْمَهُ بالسِّياجِ وهو أَن يُسَيِّجَ حائطه بالشَّوْكِ لئلا يَتَسَوَّرَ والسِّياجُ الطيلسان على قول من يجعل أَلفه منقلبة عن الياء والله أَعلم

( شأج )
( * أهمل المصنف شأج وفي القاموس شأجه الأمر كمنعه أَحزنه قال الشارح مقلوب شجأه ا ه ويؤخذ منه الجواب عن اهمال المؤلف له )

( شبج ) الشَّبَجُ البابُ العالي البناءِ هُذَلِيَّةٌ قال أَبو خِراشٍ ولا والله لا يُنْجِيكَ دِرْعٌ مُظاهَرَةٌ ولا شَبَجٌ وشِيدُ وأَشْبَجَه إِذا رَدَّه

( شجج ) الشَّجَّة واحِدَةُ شِجاجِ الرَّاْس وهي عشر الحارِصَةُ وهي التي تَقْشِرُ الجلد ولا تُدْمِيه والدَّامِيَة وهي التي تُدْمِيهِ والباضِعَةُ وهي التي تشق اللحم شقّاً كبيراً والسِّمْحاقُ وهي التي يبقى بينها وبين العظم جلدة رقيقة فهذه خمس شِجاجٍ
( * قوله « فهذه خمس شجاج » المذكور أربع فقط فلعله سقط من قلم الناسخ الخامسة وهي الدامعة بالعين المهملة من دمعت الشجة جرى دمها فهي دامعة كما في المصباح ) ليس فيها قصاص ولا أَرش مقدَّر وتجب فيها حكومة والمُوضِحَةُ وهي التي تبلغ إِلى العظم وفيها خمس من الإِبل ثم الهاشمة وهي التي تَهْشِمُ العظم أَي تكسره وفيها عشر من الإِبل والمُنَقِّلةُ وهي التي ينقل منها العظم من موضِع إِلى موضع وفيها خمس عشرة من الإِبل ثم المَأْمُومَةُ ويقال الآمَّةُ وهي التي لا يبقى بينها وبين الدماغ إِلا جلدة رقيقة وفيها ثلث الدية والدَّامِغَةُ وهي التي تبلغ الدماغ وفيها أَيضاً ثلث الدية والشَّجَّةُ الجُرْحُ يكون في الوجه والرأْس فلا يكون في غيرهما من الجسم وجمعها شِجاجٌ وشَجَّهُ يَشُجُّه ويَشِجُّه شَجّاً فهو مَشْجُوجٌ وشَجِيجٌ من قوم شَجَّى الجمع عن أَبي زيد والشَّجِيجُ والمُشَجَّجُ الوَتِدُ لِشَعَثِهِ صِفةٌ غالبة قال ومُشَجَّجٍ أَمَّا سَواءُ قَذالِهِ فَبَدا وغَيَّبَ سارَهُ المَعْزاءُ ووتِدٌ مَشْجُوجٌ وشَجِيجٌ ومُشَجَّجٌ شُدِّدَ لكثرة ذلك فيه وشَجَّهُ قِصاصَ شَعَره وعلى قِصاصِ شعره والشَّجَجُ أَثر الشَّجَّةِ في الجَبِين والنعت أَشَجُّ ورجل أَشَجُّ بَيِّنُ الشَّجَج إِذا كان في جبينه أَثر الشَّجَّةِ وكان بينهم شِجاجٌ أَي شَجَّ بعضُهم بعضاً الليث الشَّجُّ كسر الرأْس أَبو الهيثم الشَّجُّ أَن يعلو رأْسَ الشيءِ بالضرب كما يَشُجُّ رأْسَ الرجل ولا يكون الشَّجُّ إِلا في الرأْس وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ شَجَّكِ أَو فَلَّكِ الشَّجُّ في الرأْس خاصة في الأَصل وهو أَن تضربه بشيءٍ فتجرحه فيه وتشقه ثم استعمل في غيره من الأَعضاء وفي الحديث في ذكر الشِّجاجِ جمع شَجَّةٍ وهي المرّة من الشَّجِّ والخمر تُشَجُّ بالماءِ وقال زهير يصف عَيْراً وأُتُنَه يَشُجُّ بها الأَماعِزَ وهي تَهْوي هُوِيَّ الدَّلْوِ أَسْلَمها الرِّشاءُ أَي يعلو بالأُتن الأَماعِزَ والوَتَدِ يسمى شَجِيجاً وشَجَّ الخمر بالماءِ ويَشِجُّها شَجّاً مزجها وفي حديث جابر أَرْدَفَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فالتقمتُ خاتم النبوّة فكان يَشُجُّ عليَّ مِسْكاً أَيْ أَشمُّ منه مسكاً وهو من شَجَّ الشرابَ إِذا مزجه بالماءِ كأَنه كان يخلطُ النسِيم الواصِلَ إِلى مَشَمِّه بريح المسك ومنه قول كعب شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ من ماءٍ مَحنِيَةٍ أَي مزجت وخلطت وشَجَّ المفازة يَشُجُّها شَجّاً قطعها وشَجَّ الأَرض براحلته شَجّاً سار بها سيراً شديداً وشَجَّتِ السفينةُ البحرَ خرقته وشقته وكذلك السابحُ وسابحٌ شَجَّاجٌ شديدُ الشَّجِّ قال في بَطْنِ حُوتٍ بِهِ في البحرِ شَجَّاجِ وشَجَجْتُ المفازةَ قطعتها قال الشاعر تَشُجُّ بيَ العَوْجاءُ كلَّ تَنُوفةٍ كأَنَّ لها بَوّاً بِنِهْيٍ تُغاوِلُهْ وفي حديث جابر فأَشْرَعَ ناقَتَه فشرِبت فَشَجَّتْ قال هكذا رواه الحُمَيدي في كتابه وقال معناه قطَعَت الشُّرب من شَجَجْت المَفازة إِذا قطعتَها بالسَّيْر قال والذي رواه الخطابي في غَريبه وغيره فََشَجَتْ على أَن الفاءَ أَصلية والجيم مخفَّفة ومعناه تفاجَّت أَي فرَّقت ما بين فَخِذَيْها لِتَبول ومن أَمثالهم فلان يَشُجُّ بِيَدٍ ويَأْسُو بأُخرى إِذا أَفسد مرَّة وأَصلح مرة والشَّجَجُ والشَّجاج الهواءُ وقيل الشَّجَجُ نَجْم

( شحج ) الشَّحِيجُ والشُّحاج بالضم صَوْت البغل وبعض أَصوات الحمار وقال ابن سيده هو صوت البغل والحمار والغُراب إِذا أَسَنَّ ويقال للبغال بنات شاحِج وبنات شَحَّاج وربما استُعِير للإِنسان شَحَجَ يَشْحَجُ ويَشْحِج شَحِيجاً وشُحاجاً وشَحَجاناً وتَشْحاجاً وتَشَحَّج واسْتَشْحَج قال ذو الرمة ومُسْتَشْحَجاتٍ بالفِراقِ كأَنها مَثاكِيلُ من صُيَّابة النُّوبِ نُوَّحُ ويقال للغِرْبان مُسْتَشْحَجات ومُسْتَشْحِجات بفتح الحاءِ وكسرها وشبَّهها بالنُّوبَةِ لِسَوادها قال ابن سيده وأُرى ثعلباً قد حكى شَحِج بالكسر قال ولست منه على ثِقَة وفي حدث ابن عمر أَنه دخل المسجد فرأَى قاصّاً صَيّاحاً فقال اخفِضْ من صوتك أَلم تعلم أَن الله يُبغِضُ كلَّ شَحَّاج ؟ الشُّحَاج رفع الصوت وهو بالبغل والحمار أَخصُّ كأَنه تَعْريض بقوله تعالى إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوات لَصَوْتُ الحمير وهو الشُّحاج والشَّحِيجُ والنُّهاقُ والنَّهِيقُ الأَزهري شَحَجَ البغلُ يَشْحَجُ شَحِيجاً والغراب يَشْحَج شَحَجاناً وقيل شَحِيجُ الغُراب ترجيع صوته فإِذا مدَّ رأْسه قيل نَعَبَ وغُرابٌ شَحَّاجٌ كثير الشَّحِيج وكذلك سائر الأَنواع التي ذكرنا هذا قول ابن سيده قال وقول الراعي يا طِيبَها ليلةً حتى تَخَوَّنَها داعٍ دَعا في فُروعِ لصبح شَحَّاجُ إِنما أَراد شَحَّاجيّ وليس بمنسوب إِنما هو كأَحمر وأَحمريّ وإِنما أَراد المؤَذِّن فاستعار ومنه قول الآخر والدَّهْرُ بالإِنسان دَوَّاريُّ أَراد دَوَّارُ والمِشْحَجُ والشَّحَّاج الحمار الوحشيُّ صِفة غالبة الجوهري الحمار الوحشيُّ مِشْحَج وشَحَّاج قال لبيد فَهْوَ شَحَّاج مُدِلٌّ سَنِقٌ لاحِقُ البَطْنِ إِذا يَعْدو زَمَلْ قال ابن سيده وفي العرب بطنان يُنْسَبان إِلى شَحَّاج كلاهما من الأَزْدِ لهم بقية فيهما

( شرج ) ابن الأَعرابي شَرِج إِذا سَمِنَ سِمَناً حسَناً وشَرِج إِذا فَهِم والشَّرَجُ عُرى المُصحف والعَيْبة والخِباءِ ونحو ذلك شَرَجَها شَرْجاً وأَشْرَجَها وشَرَّجها أَدخل بعض عُرَاها في بعض وداخل بين أَشراجها أَبو زيد أَخْرَطْتُ الخَريطَة وشَرَّجْتُها وأَشْرَجْتُها وشَرَجْتُها شدَدْتها وفي حديث الأَحنف فأَدْخَلْتُ ثِياب صَوني العَيْبَة فأَشْرَجْتُها يقال أَشْرَجْت العَيْبَة وشَرَجْتها إِذا شدَدْتَها بالشَّرَج وهي العُرى وشَرَّجَ اللَّبِنَ نَضَدَ بعضَه إِلى بعض وكلُّ ما ضُمَّ بعضُه إِلى بعض فقد شُرِجَ وشُرِّج والشَّريجَةُ جَديلة من قَصَبٍ تُتَّخَذ للحَمام والشَّريجان لَوْنان مُخْتلِفان من كل شيءٍ وقال ابن الأَعرابي هما مُختلِطان غير السواد والبياض ويقال لِخَطَّيْ نِيرَي البُرْدِ شَريجان أَحدهما أَخضر والآخر أَبيض أَو أَحمر وقال في صفة القَطا سَقَتْ بِوُرُودِهِ فُرَّاطَ شِرْبٍ شَرائِجَ بين كُدْرِيٍّ وجُونِ وقال الآخر شَريجان من لَوْنٍ خَلِيطانِ منهما سَوادٌ ومنه واضحُ اللَّوْنِ مُغْرِبُ وفي الحديث فأَمَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفِطْرِ فأَصبح الناس شَرْجَيْن في السَّفَر أَي نصفين نصْف صِيام ونصف مَفاطِير ويقال مررت بِفَتَياتٍ مُشارِجاتٍ أَي أَتْرابٍ مُتَساوِيات في السِّنِّ وقال الأَسود بن يعفر يُشْوي لنا الوجدَ المُدِلُّ بِحُضْرِهِ بِشَريجَ بَيْنَ الشَّدِّ والإِرْوادِ أَي بِعَدْوٍ خُلِطَ من شَدٍّ شديد وشَدٍّ فيه إِرْوادٌ رِفْقٌ وشُرِّجَ اللحم خالطه الشحمُ وقد شَرَّجَهُ الكلأُ قال أَبو ذؤَيب يصف فرساً قَصَرَ الصَّبُوحَ لها فَشُرِّجَ لَحْمُها بالنَّيِّ فهْي تَثُوخُ فيها الإِصْبَعُ أَي خُلِطَ لحمُها بالشَّحْم وتَشَرَّجَ اللحمُ بالشَّحْم أَي تداخلا معناه قَصَرَ اللَّبَنَ على هذه الفرس التي تقدم ذكرها في بيت قبله وهو تَغْدو به خَوْصاءُ يَقْطَعُ جَرْيُها حَلَقَ الرِّحالَة فهي رِخْوٌ تَمْزَعُ
( * قوله « تغدو به خوصاء إلخ » أنشده الجوهري في مادة رخا تعدو به خوصاء ) ومعنى شُرِّج لحمها جُعِل فيه لَوْنان من الشحم واللحم والنَّيّ الشحم وقوله فهي تَثُوخُ فيها الإِصْبَع أَي لو أَدخل أَحدٌ إِصبعه في لحمها لدخل لكثرة لحمها وشحمها والإِصْبَع بدل من هي وإِنما أَضمرها متقدّمة لمَّا فسَّرها بالإِصبع متأَخرة ومثله ضربتها هِنْداً والخَوْصاءُ الغائِرَة العينين وحَلَق الرِّحالة الإِبْزِيمُ والرِّحالة سَرْجٌ يُعمل من جُلود وتَمْزَع تُسْرِع والشَّريجُ العُودُ يُشَقُّ منه قَوْسان فكل واحدة منهما شَريجٌ وقيل الشَّريجُ القوس المنشقَّة وجمعها شَرائج قال الشماخ شَرائجُ النَّبْعِ بَراها القَوَّاسْ وقال اللحياني قوس شَريج فيها شَقٌّ وشِقٌّ فوصف بالشَّريج عنى بالشَّق المصدر وبالشِّق الاسم والشَّرَج انشِقاقها وقد انشَرَجت إِذا انشقَّت وقيل الشَّرِيجة من القِسِيّ التي ليست من غُصْن صحيح مثل الفِلْق أَبو عمرو من القِسِيّ الشَّريج وهي التي تُشَقُّ من العُود فِلْقتين وهي القوس الفِلْق أَيضاً وقال الهذلي وشَرِيجَة جَشَّاء ذات أَزامِلٍ تُخْطِي الشِّمالَ بها مُمَرٌّ أَمْلَسُ يعني القَوْسَ تُخْطي تخرِج لحمَ السَّاعِد بشِدَّة النزع حتى يكتنزَ السَّاعِد والشَّرِيجة القوس تُتخذ من الشَّرِيج وهو العود الذي يُشق فِلْقَيْنِ وثلاثٌ شَرائج فإِذا كثرت فهي الشَّرِيج قال ابن سيده وهذا قول ليس بقويّ لأَن فَعِيلة لا تُمنع من أَن تجمع على فَعائل قليلةً كانت أَو كثيرة قال وقال أَبو حنيفة قال أَبو زياد الشَّرِيجة بالهاء القوس من القَضِيب التي لا يُبْرى منها شيء إِلا أَن تُسَوَّى والشَّرْج بالتسكين مَسِيل الماء من الحِرارِ إِلى السُّهولة والجمع أَشْراج وشِرَاج وشُرُوج قال أَبو ذؤيب يصف سحاباً له هَيْدَبٌ يَعْلُو الشِّراجَ وهَيْدَبٌ مُسِفٌّ بِأَذْنابِ التِّلاعِ خَلُوجُ وقال لبيد لَيالِيَ تَحْتَ الخِدْرِ ثِنْيٌ مُصِيفَةٌ من الأُدْمِ تَرْتادُ الشُّرُوجَ القَوابِلا وفي حديث الزُّبَيْر أَنه خاصم رجلاً من الأَنصار في سُيُول شِرَاج الحَرَّة إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا زُبَيْرُ احْبس الماء حتى يَبْلُغ الجُدُر الأَصمعي الشِّراج مَجاري الماء من الحِرار إِلى السَّهل واحدها شَرْج وشَرَجُ الوادي مُنْفَسَحُه والجمع أَشْرَاج وفي الحديث فتَنَحَّى السَّحاب فأَفْرَغ ماءَهُ في شَرْجَة من تلك الشِّراج الشَّرْجَة مَسِيل الماء من الحَرَّة إِلى السهل والشَّرْج جنس لها وفي الحديث أَن أَهل المدينة اقتتلوا ومواليَ مُعاوِية على شَرْج من شَرْج الحَرَّة المؤرج الشَّرْجة حفرة تُحفر ثم تُبْسَطُ فيها سُفْرة ويُصَبُّ الماء عليها فتشربه الإِبل وأَنشد في صفة إِبِل عِطاش سُقِيَتْ سَقَيْنا صَوادِيها على مَتنِ شَرْجَةٍ أَضامِيمَ شَتَّى من حِيالٍ ولُقَّحِ ومَجَرَّة السماء تُسَمَّى شَرَجاً والشَّرِيجة شيء يُنْسَج من سَعَف النخل يُحمل فيه البِطِّيخ ونحوه والتَّشْريج الخِياطَة المتباعِدة والشُّرُوج الخَلَلُ بين الأَصابع وقيل هي الأَصابع والشُّرُوج الشُّقُوق والصُّدُوع قال الداخِل بن حَرام الهُذَلي دَلَفْتُ لَها أَوانَ إِذٍ بِسَهْمٍ خَلِيفٍ لم تُخَوِّنْهُ الشُّرُوجُ والشَّرْج والشَّرَج والأُولى أَفصح أَعلى ثُقب الاسْت وقيل حَتارُها وقيل الشَّرَج العَصَبة التي بين الدُّبُر والأُنثيين والشَّرَج في الدابة وفي المحكم والشَّرَج أَن تكون إِحْدى البَيْضَتين أَعظم من الأُخرى وقيل هو أَن لا يكون له إِلا بيضة واحدة دابة أَشْرَج بَيِّنُ الشَّرَج وكذلك الرجل ابن الأَعرابي الأَشْرَج الذي له خُصْية واحدة من الدوابّ وشَرَجُ الوادي أَسفله إِذا بلغ مُنْفَسَحه قال بحيث كانَ الوادِيانِ شَرَجا والشَرْج الضَّرْب يقال هُما شَرْج واحدٌ وعلى شَرْج واحد أَي ضرْب واحد وفي المثل أَشْبَه شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً تصغير أَسْمُر قال ابن سيده جمع سَمُراً على أَسْمُرٍ ثم صغَّره وهو من شَجَر الشوك يضرب مثلاً للشيئين يَشْتَبِهان ويُفارق أَحدهما صاحِبَه في بعض الأُمور ويقال هو شَرِيج هذا وشَرْجه أَي مِثْله وروي عن يوسف بن عمر قال أَنا شَرِيج الحجاج أَي مِثْله في السِّنّ وفي حديث مازن فلا رَأْيُهم رَأْيي ولا شَرْجُهم شَرْجي ويقال ليس هو من شَرْجه أَي من طَبَقَته وشكله ومنه حديث علقمة وكان نِسْوة يأْتِينَها مُشارِجان لها أَي أَتْراب وأَقْران ويقال هذا شَرْج هذا وشرِيجه ومُشارِجه أَي مِثْله في السِّنّ ومُشاكِله وقول العجاج بِحَيْث كانَ الوَادِيان شَرَجا مِن الحَرِيم واسْتَفاضَا عَوْسَجا أَراد بحيث لَصِق الوادي بالآخر فصار مُشْرَجاً به من الحَرِيم أَي من حريم القوم مما يَلي دارَهُمَا اسْتَفاضا عَوْسَجا يعني الوادِيَين اتَّسَعا بِنَبْت عَوْسَج وقال أَبو عبيد في المثل أَشْبَهَ شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً قال كان المفضَّل يُحدِّث
( * قوله « كان المفضل يحدث إلخ » عبارة شرح القاموس وذكر أَهل البادية أَن لقمان بن عاد قال لابنه لقيم أَقم ههنا حتى أنطلق إِلى الابل فنحر لقيم جزوراً فأكلها ولم يخبأ للقمان شيئاً فكره لائمته فحرق ما حوله من السمر الذي بشرج وشرج واد ليخفي المكان فلما جاء لقمان جعلت الابل تثير الجمر بأَخفافها فعرف لقمان المكان وأنكر ذهاب السمر فقال أشبه إلخ ثم قال وذكر ابن الجواليقي في هذا المثل خلاف ما ذكرنا هنا ) أَن صاحب المثَل لُقَيم بن لُقمان وكان هو وأَبوه قد نزلا منزلاً يقال له شَرْج فذهب لقيم يُعَشِّي إِبِلَه وقد كان لُقمان حَسَد لُقَيْماً فأَراد هلاكه واحتَفر له خَنْدَقاً وقطَع كلَّ ما هنالك من السَّمُر ثم مَلأَ به الخَنْدَق وأَوقد عليه لِيَقَع فيه لُقَيم فلما أَقبل عَرَف المكان وأَنكر ذهاب السَّمُر فعندها قال أَشبه شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً فذهب مَثَلاً والشَّرْجان الفِرقَتان يقال أَصبحوا في هذا الأَمر شَرْجَين أَي فِرْقتَين وكلُّ لَوْنَين مختلفين فهما شَرْجان أَبو زيد شَرَجَ وبَشَكَ وخَدَبَ إِذا كَذَبَ ابن الأَعرابي الشَّارِجُ الشرِيك التهذيب قال المتنخل أَلْفَيْتَني هَشَّ النَّدَى بِشَرِيجِ قِدْحي أَو شَجِيرِي
( * قوله « هش الندى بشريج » هكذا في الأصل هنا وفيه في مادة شجر « هش اليدين بمري قدحي إلخ » )
قال الشَّرِيج قِدْحه الذي هُوَ له والشَّجِير الغريب يقول أَلْفَيْتَني أَضرب بقِدْحَيَّ في المَيْسِر أَحدُهما لي والآخر مُسْتَعار والشَّريجُ أَن تُشقَّ الخشَبة بنصْفين فيكون أَحد النِّصْفين شَريج الآخر وسأَله عن كلمة فَشَرج عليها أُشْرُوجَة أَي بَنى عليها بِناء ليس منها والشَّرِيجُ العَقَب واحدته شَرِيجَة وخَصَّ بعضهم بالشَّرِيجة العَقَبة التي يُلْزَق بها رِيشُ السَّهم يقال أَعطني شَريجة منه ويقال شَرَجْت العسلَ وغيرَهُ بالماء أَي مزجتُه وشَرَّج شرابه مَزَجَه قال أَبو ذؤيب يصف عسلاً وماء فشَرَّجَها من نُطْفَةٍ رَحَبِيَّةٍ سُلاسِلَةٍ من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ والشَّارِج النَّاطُور يمانية عن أَبي حنيفة وأَنشد وما شاكِرٌ إِلا عصافيرُ جِرْبَةٍ يقومُ إِليها شارِجٌ فيُطِيرُها وشَرْجٌ ماء لِبَني عَبْسٍ قال يصف دَلْواً وقعت في بئر قليلة الماء فجاء فيها نصفها فشبهها بِشِدْقِ حمار قد وَقَعَتْ في فِضَّةٍ من شَرْجِ ثم اسْتَقَلَّت مثلَ شِدْقِ العِلْجِ وشَرْجَة موضع قال لبيد فَمِنْ طَلَلٍ تَضَمَّنَه أُثالُ فَشَرْجَةُ فالمَرانَةُ فالجِبالُ وشَرْجٌ موضع وفي حديث كعب بن الأَشرف شَرْجُ العجوز هو موضع قرب المدينة

( شطرنج ) الشَّطْرَنْج والشِّطْرَنْج فارسي معرب وكسرُ الشين فيه أَجود ليكون من باب جِرْدَحْل

( شفرج ) التهذيب في الرباعي ابن الأَعرابي الشُّفارِجُ طِرِّيانٌ رَحْرَحانيّ وهو الطَّبَق فيه الفَيْخات والسُّكُرُّجات الشُّفارِج مثل العُلابط فارسي معرب وهو الذي تسميه الناس بِيشْبارِج

( شمج ) شَمَجَ الخياطُ الثوب يَشْمُجُه شَمْجاً خاطَه خياطة متباعِدة ويقال شَمْرَجَه شَمْرَجَةً والشَّمَجَى الناقة السريعة وناقة شَمَجَى سريعة قال مَنْظور بن حَبَّة وحَبَّة أُمه وأَبوه شريك بِشَمَجَى المَشْيِ عَجُولِ الوَثْبِ غَلاَّبَةٍ للنَّاجِيات الغُلْبِ حتى أَتى أُزْبِيُّهَا بالأَدْبِ الغُلْب جمع غَلْباء والأَغْلَبُ العظيم الرَّقَبَة والأَزْبيُّ النَّشاط والأَدْبُ العَجَب وشَمَجَ الشيءَ يَشْمُجُه شَمْجاً خَلَطَه وشَمَجَ من الأَرزِّ والشعير ونحوهما خَبَزَ منه شِبْه قُرَص غلاظ وهو الشَّماجُ وما ذاق شَماجاً ولا لَماجاً أَي ما يؤْكل ويقال ما أَكلتُ خُبْزاً ولا شَماجاً الأَصمعي ما ذقت أَكالاً ولا لَماجاً ولا شَماجاً أَي ما أَكلت شيئاً وأَصله ما يُرْمَى به من العِنَب بعدما يؤْكل وبنو شَمَجَى بن جَرْمٍ حَيّ وفي الصحاح وبنو شَمَجِ
( * قوله « وفي الصحاح وبنو شمج إلخ » عبارة القاموس وشرحه وبنو شمجى بفتحات ابن حرم قبيلة من قضاعة من حمير ووهم الجوهري حيث انه قال وبنو شمج بن جرم من قضاعة وأَما بنو شمخ بن فزارة فبالخاء المعجمة وسكون الميم حيّ من ذبيان وغلط الجوهري رحمه الله تعالى حيث انه قال وبنو شمج بن فزارة بالجيم محركة ) ابنِ جَرْم من قُضاعة بنو شَمَج بن فَزارة مِن ذُبْيان قال ابن بَرِّي قال الجوهري بنو شَمَج من ذبيان بالجيم قال والمعروف عند أَهل النسَب بنو شَمْخِ بنِ فَزارة بالخاء المعجمة ساكنة الميم

( شمرج ) الشَّمْرَجَة حُسْنِ قيامِ الحاضِنة على الصبي واسم الصبي مُشَمْرَج مِن ذلك اشْتُقَّ وقد شَمْرَجَتْه وثوب شُمْرُوج ومُشَمْرَج رقيق النَّسْج وشَمْرَج ثوبه خاطه خِياطة مُتباعِدة الكُتَب وباعَد بين الغُرَزِ وأَساءَ الخياطة والشُّمْرُج الرَّقيق من الثياب وغيرها قال ابن مقبل يصف فرساً ويُرْعَدُ إِرْعادَ الهجِينِ أَضاعَه غَداةَ الشَّمالِ الشُّمْرُجُ المُتَنَصَّحُ يريد الجُلَّ والشُّمْرُجُ بالضم الجُلُّ الرقيق النَّسْج يقول هذا الفرس يُرْعَد لِحِدَّته وذَكائه كالرجل الهجين وذلك مما يُمْدَح به الخيل والمتنصَّح المَخِيط يقال تَنَصَّحْت الثوبَ إِذا خِطْتَه وكذلك نَصَحْته والشُّمْرُج كل خياطة ليست بجيِّدة والشَّمَرَّج يوم للعجم يستخرجون فيه الخراج في ثلاث مرات وعرَّبه رؤْبة بأَن جعل الشين سيناً فقال يوم خَراجٍ يُخْرِجُ السَمَرَّجا

( شنج ) الشَّنَجُ تَقَبُّض الجِلْد والأَصابع وغيرهما قال الشاعر قامَ إِليها مُشنِج الأَنامِلِ أَغْثَى خَبِيث الرِّيح بالأَصائِلِ وقد شَنِجَ الجلد بالكسر شَنَجاً فهو شَنِجٌ وأَشْنَجَ وتَشَنَّجَ وانْشَنَجَ قال وانْشَنَجَ العِلْباءُ فاقْفَعَلاَّ مِثلَ نَضِيِّ السُّقْم حينَ بَلاَّ وقد شَنَّجَه تَشْنِيجاً قال جميل وتناوَلَتْ رأْسي لِتَعْرِفَ مَسَّه بِمُخَضَّبِ الأَطراف غير مُشَنَّجِ الليث وربما قالوا شَنِجٌ أَشْنَج وشَنِجٌ مُشَنَّج والمُشَنَّج أَشج تَشْنِيجاً ابن سيده رجل شَنِجٌ وأَشْنَج مُتَشَنِّجُ الجلد واليد ويد شَنِجَة ضيِّقة الكَفِّ والأَشْنَج الذي إِحدى خُصْيَتَيْه أَصغر من الأُخرى كالأَشْرَج والراء أَعلى وفَرَسٌ شَنِجُ النَّسا مُتقبِّضه وهو مدحٌ له لأَنه إِذا تَقَبَّض نَساه وشَنِج لم تسترخِ رجلاه قال امرؤ القيس سَلِيمُ الشَّظى عَبْلُ الشَّوى شَنِجُ النَّسا له حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ على الفَالِ وقد يوصف به الغُراب قال الطِّرمّاح شَنِجُ النَّسا حَرِقُ الجَناحِ كأَنه في الدارِ إِثْرَ الظَّاعنينَ مُقَيَّدُ التهذيب وإِذا كانت الدابة شَنِجَ النَّسا فهو أَقوى لها وأَشد لرجليها وفيه أَيضاً من الحيوان ضُرُوب توصف بِشَنَجِ النَّسا وهي لا تسمح بالمَشْي مِنها الظَّبْي قال أَبو دُواد الإِيادي وقُصْرى شَنِجِ الأَنْسا ءِ نَبَّاح من الشُّعْبِ ومنها الذئب وهو أَقْزَل إِذا طُرِد فكأَنه يَتَوَحَّى ومنها الغراب وهو يَحْجُِل كأَنه مُقَيَّد وشَنَجُ النَّسا يُستحب في العِتاق خاصَّة ولا يستحب في الهَماليج وفي الحديث إِذا شَخَص البصر وشَنِجَتِ الأَصابع أَي انقبضت وتقلَّصت ومنه حديث الحسَن مَثَل الرَّحِمِ كمثَل الشَّنَّة إِنْ صببت عليها ماء لانتْ وانبسطت وإِن تركتها تَشَنَّجَتْ وفي حديث مسلَمة أَمنعُ الناسَ من السَّراويل المُشَنَّجة قيل هي الواسعة التي تسقُط عن الخفِّ حتى تغطِّي نصف القدَم كأَنه أَراد إِذا كانت واسعة طويلة لا تزال تُرْفَع فَتَتَشَنَّج الليث وابن دريد تقول هُذَيل غَنَجٌ على شَنَجٍ أَي رجل على جمل فالغَنَج هو الرجل والشَّنَج الجمَل والشَّنَجُ الشَّيْخُ هذليَّة يقولون شيخ شَنَجٌ على غَنَجٍ أَي شيخ على جمل ثقيل والله أَعلم

( شهدانج ) الشَهْدانِج نَبْتٌ عن أَبي حنيفة

( صجج ) أَهملها الليث وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي صَجَّ إِذا ضرب حديداً على حديد فصوَّتا والصَّجِيجُ ضَرْب الحديد بعضه على بعض

( صرج ) التهذيب الصَّارُوجُ النُّورة وأَخلاطُها التي تُصَرَّجُ بها النُّزُل وغيرُها فارسي مُعَرَّب وكذلك كل كلمة فيها صاد وجيم لأَنهما لا يجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب ابن سيده الصَّارُوج النُّورة بأَخلاطها تُطْلَى بها الحياض والحمَّامات وهو بالفارسية جاروف عُرِّب فقيل صارُوج وربما قيل شارُوق وصرَّجها به طَلاها وربما قالوا شرَّقه

( صلج ) الصُّلَّجة الفِيلَجَةُ من القَزِّ والقَدِّ والصَّوْلَج الصِّماخ والصَّوْلَج والصَّوْلَجة الفضة الخالصة ابن الأَعرابي الصَّلِيجَة والنَّسيكَة والسَّبيكة الفِضَّة المُصَفَّاة ومنه أُخذ النُّسُك لأَنه صُفِّي من الرِّياء والصَّوْلَج والصَّوْلَجَان والصَّوْلجَانَة العود المعوجُّ فارسي معرَّب الأَخيرة عن سيبويه قال والجمع صَوَالجَة الهاء لمكان العُجمة قال ابن سيده وهكذا وُجد أَكثر هذا الضَّرْب الأَعجمي مُكسَّراً بالهاء التهذيب الصَّوْلجَان عَصاً يُعْطَف طرَفها يُضْرَب بها الكُرَة على الدَّوابِّ فأَما العصا التي اعوجَّ طرَفاها خِلْقة في شجرتها فهي مِحْجن وقال الأَزهري الصَّوْلَجان والصَّوْلَج والصُّلَّجة كلها معرَّبة الجوهري الصَّوْلجَان بفتح اللام المِحْجَن فارسي معرب والأَصْلَج الأَصْلَع بلغة بعض قَيْس وأَصمُّ أَصْلَجُ كأَصْلَخ عن الهَجَري قال الأَزهري في ترجمة صَلَخَ الأَصْلَخ الأَصَمُّ كذلك قال الفراء وأَبو عبيد قال ابن الأَعرابي فهؤلاء الكوفيون أَجمعوا على هذا الحرف بالخاء وأَما أَهل البصرة ومَنْ في ذلك الشِّقِّ من العَرَب فإِنهم يقولون الأَصْلَج بالجيم قال وسمعت أَعرابيّاً يقول فلان يَتَصالَجُ علينا أَي يتَصَامَمُ قال ورأَيت أَمَةً صَمَّاء تُعرَف بالصَّلْخاء قال فهما لغتان جَيِّدتان بالخاء والجيم قال الأَزهري وسمعت غير واحد من أَعراب قيس وتميم يقول للأَصم أَصلج وفيه لغة أُخرى لبني أَسد ومَنْ جاوَرهم أَصْلَخ بالخاء

( صلهج ) الأَصمعي الصَّيْهَجُ الصَّخرة العظيمة وكذلك الصَّلْهَج والجَيْحَل

( صمج ) الصَّمَجُ القناديل واحدتها صَمَجَة قال الشماخ
( * قوله « قال الشماخ إلخ » الذي في شرح القاموس والنجم مثل الصمج الروميات )
بالصَّمَجِ الرُّومِيَّات وفي نوادر الأَعراب ليلة قمراء صمَّاجَة وصيَّاجة مُضِيئة

( صملج ) أَبو عمر الصَّمَلَّج الصُّلب من الخيل وغيرها

( صنج ) الصَّنْجُ العربُّ هو الذي يكون في الدُّفُوف ونحوه عَرَبيٌّ
( * قوله « عربي » ينافيه ما تقدم في مادة صرج عن التهذيب وكل من الصحاح والقاموس مصرح بأنه بكلا معنييه معرب ) فأَما الصَّنْجُ ذو الأَوتار فَدَخِيل معرَّب تختص به العَجَم وقد تكلمت به العرب قال الأَعشى ومُسْتَجِيباً تَخالُ الصَّنْجَ يَسْمَعُه إِذا تُرَجِّعُ فيه القَيْنَةُ الفُضُلُ وقال الشاعر قُلْ لِسَوَّارٍ إِذا ما جِئْتَهُ وابن عُلاثَهْ زادَ في الصَّنْجِ عُبَيْدُ اللهِ أَوتاراً ثَلاثَهْ وامرأَة صَنَّاجة ذات صَنْج قال الشاعر إِذا شئتُ غَنَّتْني دهاقِينُ قَرْيَةٍ وصَنَّاجَةٌ تَجْذُو على كلِّ مَنْسِمِ
( * قوله « إِذا شئت إلخ » أَنشده في الصحاح في مادة جذا تجذو على حرف منسم )
الجوهري الصَّنْج الذي تعرفه العرب من هذا يُتخذ من صُفْر يضْرَب أَحدهما بالآخر ابن الأَعرابي الصُّنُجُ الشِّيزَى وقال غيره الصَّنْج ذو الأَوتار الذي يُلْعب به واللاَّعب به يقال له الصَّنَّاج والصَّنَّاجة وكان أَعْشَى بَكْرٍ يسمى صَنَّاجة العرب لِجَوْدة شِعْره وصَنْجُ الجنِّ صوتُها قال القَطامي تَبِيتُ الغُول تَهْرِج أَن تَرَاهُ وصَنْجُ الجِنِّ من طَرَبٍ يهِيمُ وهو من الصَّنْج الذي تقدم كأَن الجن تُغَنِّي بالصَّنْج وصَنْجَة المِيزان وسَنْجَته فارسي معرَّب وقال ابن السكِّيت لا يقال سَنْجَة والأُصنوجَة الزُّوالِقة من العجين
( * قوله « الزوالقة من العجين » هكذا بالأصل وفي القاموس الدوالقة بالدال )

( صهج ) الأَزهري نَبْت صَيْهُوج إِذا مَلُِسَ وظَهْر صَيْهُوج أَمْلَس قال جندل على ضُلُوع نَهْدَةِ المَنافِجِ تَنْهَضُ فيهنَّ عُرى النَّسائِجِ صُعْداً إِلى سَنَاسِنٍ صَيَاهِجِ الأَصمعي الصَّيْهَجُ الصخرة العظيمة وكذلك الصَّلْهَج والجَيْحَل

( صهبج ) التهذيب في الرباعي وَوَبَرٌ صُهَابِجٌ أَي صُهَابيّ أَبدلوا الجيم من الياء كما قالوا الصِّيصِجّ والعَشِجّ وصِهْرِيجٌ وسِهْرِيٌّ وقول هِمْيان يُطيرُ عنها الوَبَر الصُّهابِجَا أَراد الصُّهابيّ فخفف وأَبدل

( صهرج ) الصِّهْرِيجُ واحد الصَّهاريج وهي كالحياض يجتمع فيها الماء وقال العجاج حتى تَنَاهَى في صَهارِيجِ الصَّفا يقول حتى وقف هذا الماء في صَهارِيج من حَجَر ابن سيده الصِّهْرِيج مَصْنعة يجتمع فيها الماء وأَصله فارسيّ وهو الصِّهْرِيّ على البَدَل وحكى أَبو زيد في جمعه صَهاريّ وصَهْرَجَ الحوضَ طَلاه ومنه قول بعض الطُفَيْلِيِّين وَدِدْتُ أَن الكُوفة بِرْكَة مُصَهرَجَة وحوض صُهارِج مَطْلِيٌّ بالصَّارُوج والصُّهارج بالضم مثل الصِّهْرِيج وأَنشد الأَزهري قَصَبَّحَتْ حابِيَةً صُهَارِجا وقد صَهْرَجُوا صِهْرِيجاً قال ذو الرُّمة صَوارِي الهامِ والأَحشاءُ خافِقَة تُناوِلُ الهِيمَ أَرْشَافَ الصَّهارِيج
( * قوله « صواري الهام » هكذا بالأصل وشرح القاموس )

( صوج ) الصَّوْجان من الإِبل والدَّوابّ الشديد الصُّلب قال في ظَهْرِ صَوْجان القَرَى لِلمُمْتَطِي وعَصاً صَوْجانَةٌ كَزَّة ونَخْلة صَوْجانة كَزَّة السَّعَف والصَّوْجان الصَّوْلَجان

( ضبج ) ضَبَجَ الرجلُ أَلقى نفسه في الأَرض من كَلال أَو ضَرْب قال ابن دريد وليس بثبت

( ضجج ) ضَجَّ يَضِجُّ ضَجّاً وضَجيجاً وضَجَاجاً وضُجاجاً الأَخيرة عن اللحياني صاح والاسم الضَّجَّة وضَجَّ البعير ضَجيجاً وضَجَّ القوم ضَجاجاً قال وضَجَّ القوم يَضِجُّون ضَجيجاً فَزِعُوا من شيء وغُلِبوا وأَضَجُّوا إِضْجاجاً إِذا صاحوا فجَلَّبُوا أَبو عمرو ضَجَّ إِذا صاح مستغيثاً وسمعت ضَجَّة القوم أَي جَلَبتهم وفي حديث حُذيفة لا يأْتي على الناس زمان يَضِجُّون منه إِلاّ أَرْدَفَهُمُ الله أَمراً يشغَلُهم عنه الضَّجيج الصِّياح عند المكروه والمشَقَّة والجزَع وضاجَّه مُضاجَّة وضِجاجاً جادله وشارَّه وشاغَبَه والاسم الضَّجَاج بالفتح وقيل هو اسم من ضاجَجْتُ وليس بمصدر والضَّجاج القَسْر وأَنشد الأَصمعي في الضِّجاج والضَّجاج المُشاغَبة والمُشارَّة إِنّي إِذا ما زَبَّبَ الأَشْداقُ وكَثُرَ الضَِّجاجُ واللّقاقُ
( * قوله « واللقاق » هكذا في الأَصل والذي في الصحاح في مادة لقق واللقلاق )
وقال آخر وأَغْشَبَ الناسُ الضِّجاجَ الأَضْجَجا وصاحَ خاشِي شَرِّها وهَجْهَجا أَراد الأَضَجَّ فأَظهر التضعيف اضطراراً وهذا على نحو قولهم شِعْر شاعر التهذيب في قول العجاج وأَعْشَبَ الأَرض الأَضْجَجا
( * قوله « وأعشب الأرض إلخ » هكذا في الأصل )
قال أَظهر الحرفين وبنى منه أَفعل لحاجته إِلى القافية وقد وصف بالمصدر منه فقيل رجل ضِجَاج وقوم ضُجُجٌ قال الراعي فاقْدُرْ بِذَرْعِكَ إِنِّي لن يُقَوِّمَني قَوْلُ الضِّجاجِ إِذا ما كنتُ ذا أَوَدِ والضَِّجاجُ ثمر نَبْت أَو صَمْغٌ تَغسل به النساء رؤوسهن حكاها ابن دريد بالفتح وأَبو حنيفة بالكسر وقال مَرَّة الضِّجاج كل شجرة تُسَمُّ بها السِّباع أَو الطَّير وضَجَّجَها سَمَّها ابن الأَعرابي الضَِّجاج صَمْغٌ يؤْكل فإِذا جَفَّ سُحِق ثم كيلَ وقُوِّيَ بالقَلْيِ ثم غُسِل به الثوب فيُنَقِّيه تنقية الصابون والضَّجُوج من النوق التي تَضِجُّ إِذا حُلِبت التهذيب الضِّجاجُ العاج وهو مِثْل السِّوار للمرأَة قال الأَعشى وتَرُدُّ معطوفَ الضَّجاج على غَيْل كأَن الوَشْمَ فيه خِلَلْ

( ضرج ) ضَرَجَ الثوبَ وغيرَه لَطَخه بالدم ونحوِه من الحُمْرة وقد يكون بالصُّفرة قال يصف السَّراب على وجه الأَرض في قَرْقَرٍ بِلُعاب الشمس مَضْرُوج يعني السراب وضَرَّجَه فَتَضَرَّج وثوبٌ ضَرِج وإِضْرِيج مُتَضَرِّج بالحمرة أَو الصُّفرة وقيل الإِضْريجُ صِبغ أَحمر وثوبٌ مُضَرَّج من هذا وقيل لا يكون الإِضْريجُ إِلاَّ من خَزٍّ وتَضَرَّج بالدَّم أَي تَلَطَّخ وفي الحديث مَرَّ بي جعفر في نَفَرٍ من الملائكة مضَرَّج الجناحين بالدم أَي مُلَطَّخاً وكل شيء تَلَطَّخ بشيء بِدَمٍ أَو غيره فقد تَضَرَّج وقد ضُرِّجَتْ أَّثوابه بدم النَّجيع ويقال ضَرَّج أَنْفَه بدم إِذا أَدْماه قال مُهَلْهِل لَوْ بِأَبانَيْنِ جاء يَخْطُبُها ضُرِّجَ ما أَنْفُ خاطبٍ بدَمِ وفي كتابه لِوائِلٍ وضَرَّجُوه بالأَضامِيم أَي دَمّوه بالضَّرْب وقال اللحياني الإِضْريجُ الخَزُّ الأَحمر وأَنشد وأَكْسِيةُ الإِضْريجِ فَوْقَ المَشاجِبِ يعني أَكْسِيةَ خَزٍّ حُمْراً وقيل هو الخز الأَصفر وقيل هو كساء يُتخذ من جَيّد المِرْعِزَّى اللَّيثُ الإِضريجُ الأَكسية تتخذ من المِرْعِزَّى من أَجوده والإِضْريجُ ضرب من الأَكسية أَصفر وضَرَجَ الشيءَ ضَرْجاً فانْضَرَج وضَرَّجه فتَضَرَّج شقَّه والضَّرْج الشَّقُّ قال ذو الرُّمة يصف نساء ضَرَجْنَ البُرُودَ عن تَرائب حُرَّةٍ أَي شَقَقْنَ ويروى بالحاء أَي أَلقين وفي حديث المرأَة صاحبة المَزادَتَيْن تَكاد تَتَضَرَّجُ من المِلْءِ أَي تنشقُّ وتَضَرَّج الثوبُ انشقَّ وقال هميان يصف أَنياب الفَحل أَوْسَعْنَ من أَنيابه المَضارِجِ والمَضَارِج المَشاقُّ وتَضَرَّح الثوب إِذا تَشَقَّقَ وضَرَّجْت الثوب تَضْريجاً إِذا صَبَغْته بالحرة وهو دون المُشْبَع وفوق المُوَرَّدِ وفي الحديث وعَلَيَّ رَيْطَة مُضَرَّجَة أَي ليس صِبْغها بالمُشْبَع والمَضارِجُ الثياب الخُلْقان تبتذل مثل المَعاوِز قاله أَبو عبيد واحدُها مِضْرَج وعينٌ مَضْرُوجة واسعة الشَّقِّ نَجْلاء قال ذو الرمة تَبَسَّمْنَ عن نَوْرِ الأَقاحِيِّ في الثَّرَى وفَتَّرْنَ عن أَبصارِ مَضْرُوجَةٍ نُجْلِ وانْضَرَجَت لنا الطريق اتَّسَعت والانْضِراج الاتِّساع قال الشاعر أَمَرْتُ له بِرَاحِلةٍ وبُرْدٍ كَريمٍ في حَواشِيه انْضِرَاجُ وانْضَرَج ما بين القوم تَباعد ما بينهم وانْضَرَج الشجر انشقَّت عُيونُ ورَقِه وبَدَتْ أطرافه وتَضَرَّجَتْ عن البَقْل لَفائِفُه إِذا انفتحت وإِذا بَدَتْ ثمار البُقول من أَكْمامِها قيل انْضَرَجَتْ عنها لفائفُها أَي انْفتحتْ والانْضِراج الانْشقاق قال ذو الرمة مِمَّا تَعالَتْ مِنَ البُهْمَى ذَوَائِبُها بالصَّيْفِ وانْضَرَجَتْ عنه الأَكامِيمُ تَعالَت ارتفعت وذَوائبها سَفاها والأَكامِيم جمع أَكْمام وأَكْمام جمع كِمٍّ وهو الذي يكون فيه الزَّهْرُ وضَرَجَ النار يَضْرِجها فتح لها عيناً رواه أَبو حنيفة وانضَرَجَتِ العُقاب انحطَّت من الجَوِّ كاسرةً وانْضَرَج البازي عن الصيد إِذا انْقَضَّ قال امرؤ القيس كَتَيْسِ الظِّباء الأَعْفَرِ انْضَرَجَتْ لَهُ عُقابٌ تَدَلَّتْ من شَمارِيخ ثَهْلانِ وقيل انْضَرَجَتْ انْبَرَتْ له وقيل أَخَذَتْ في شِقٍّ أَبو سعيد تَضْريج الكلام في المَعاذِير هو تَزْوِيقُه وتحسينه ويقال خير ما ضُرِّج به الصدقُ وشَرُّ ما ضُرِّج به الكذِب وفي النوادر أَضْرَجَتِ المرأَة جَيْبَها إِذا أَرْخَتْه وضُرِّجتِ الإِبل أَي رَكَضْناها في الغَارَة وضَرَجتِ الناقة بِجِرَّتِها وجَرَضَتْ والإِضْريج الجَيِّد من الخيل أَبو عبيدة الإِضريج من الخيل الجَواد الكثير العَرَق قال أَبو دُواد ولقد أَغْتَدِي يُدافِع رُكْنِي أَجْوَلِيٌّ ذُو مَيْعَةٍ إِضْرِيجُ وقال الإِضْريج الواسِع اللَّبَان وقيل الإِضْريجُ الفرس الجَواد الشديد العَدْوِ وعَدْوٌ ضَرِيجٌ شديد قال أَبو ذؤيب جِرَاءٌ وَشَدٌّ كالحَريق ضَرِيجُ والضَّرْجَة والضَّرَجَة ضَرْب من الطير وضَارِج اسم موضع معروف قال امرؤ القيس تَيَمَّمَتِ العَيْنَ التي عند ضارِجٍ يَفِيءُ عليها الظِّلُّ عَرْمَضُها طامي قال ابن بَرِّي ذكر النحاس أَن الرواية في البيت يفيءُ عليها الطَّلْحُ ورَوَى بإِسناد ذكره أَنه وفَدَ قوم من اليَمَن على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أَحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس ابن حُجْر قال وكيف ذلك ؟ قالوا أَقبلنا نريدك فضَلَلْنا الطريق فبقينا ثَلاثاً بغير ماء فاستظللنا بالطَّلْح والسَّمُرِ فأَقبل راكب متلثِّم بعمامة وتمثل رجل ببيتين وهما ولَّمَّا رأَتْ أَن الشَّرِيعة هَمُّها وأَنَّ البَياض من فَرائِصِها دَامي تيَمَّمتِ العَين التي عند ضارِج يفيءُ عليها الطّلح عَرمَضها طامي فقال الراكب من يقول هذا الشعر ؟ قال امرؤ القيس بن حجر قال والله ما كذب هذا ضارِج عندكم قال فَجَثَوْنا على الرُّكَب إِلى ماء كما ذكَر وعليه العَرْمَض يفيء عليه الطَّلْح فشربْنا رِيَّنا وحملْنا ما يكفينا ويُبَلِّغُنا الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها منسيٌّ في الآخرة خامل فيها يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء إِلى النار وقوله ولما رأَتْ أَن الشَّريعة هَمُّها الشَّريعة مورد الماء الذي تَشْرَع فيه الدَّوابُّ وهمُّها طلبها والضمير في رأَتْ للحُمُر يريد أَن الحمر لما أَرادت شَرِيعة الماء وخافت على أَنفسها من الرُّماة وأَن تَدْمَى فرائصها من سهامها عدلت إِلى ضارِج لعدم الرُّماة على العَيْنِ التي فيه وضارِج موضع في بلاد بني عَبْس والعَرْمَض الطُّحْلُب وطامي مرتفع

( ضربج ) روى ثعلب أَن ابن الأَعرابي أَنشده قد كنتُ أَحْجُو أَبا عَمْرو أَخاً ثِقَةً حتى أَلَمَّتْ بِنَا يَوْماً مُلِمَّاتُ فقلتُ والمَرْءُ قد تخطِيه مُنْيَتُه أَدْنى عَطِيَّاته إِيَّايَ مِئياتُ فكانَ ما جادَ لي لا جادَ من سَعَةٍ دراهم زائِفات ضَرْبَجِيَّاتُ قال ابن الأَعرابي درهم ضَرْبَجِيٌّ زائِف وإِن شئت قلت زَيْف قَسِّيٌّ والقَسِّيُّ الذي صَلُبَ فِضَّته من طُول الخَبْءِ مِئيات الأَصل في مِئَةٍ مِئْيَة بوزن مِعْية

( ضمج ) ضَمِج الرجلُ بالأَرض وأَضْمَج لَزِقَ به والضَّمْجة دُوَيْبَّة منتنة الرائحة تَلْسَعُ والجمع ضَمْجٌ والضَّامِجُ اللازم قال الأَزهَري في ترجمة خعم قال أَبو عمرو الضَّمَجُ هَيَجان الخَيْعامة وهو المأْبُون المَجْبُوس وقد ضَمج ضَمَجاً ويقال ضَمَجَه إِذا لَطَخَه وقال هميان أَبِعْت قَرْماً بالهَدِير عاجِجا ضُباضِبَ الخَلْقِ وَأيً دُهامِجا يُعْطِي الزِّمامَ عَنقاً عَمَالِجا كأَن حِنَّاء عليه ضامِجا أَي لاصِقاً وقال أَعرابي من بني تميم يذكر دوابَّ الأَرض وكان من بادية الشام وفي الأَرض أَحْناشٌ وسَبْعٌ وخاربُ ونحن أُسارَى وسْطهم نتقلَّبُ
( * قوله « وخارب » هكذا في الأصل وشرح القاموس ولعله وجارن بدليل قوله قبل يذكر دواب الارض لأن الخارب اللص والجارن ولد الحية )
رُتَيْلا وطَبُّوعٌ وشبثَانُ ظلمة وأَرْقَطُ حُرْقُوصٌ وضَمْجٌ وعَنْكَبُ والضَّمْجُ من ذوات السموم والطَّبُّوع من جنس القُراد

( ضمعج ) الضَّمْعَجُ الضخمة من النوق وامرأَة ضَمْعَج قصيرة ضخمة قال الشاعر يا رُبَّ بيضاءَ ضَحُوك ضَمْعَج وفي حديث الأَشتر يصف امرأَة أَرادها ضَمْعَجاً طُرْطُبّاً الضَّمْعَج الغليظة وقيل القصيرة وقيل التامة الخلق ولا يقال ذلك للذكر وقيل الضَّمْعَج من النساء الضَّخْمَة التي تمّ خلْقها واسْتَوْثَجَتْ نَحْواً من التمام وكذلك البعير والفرس والأَتان قال هميان بن قحافة السعدي يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَها الضَّماعِجَا والبَكَراتِ اللُّقَّحَ الفَوائِجا وقيل الضَّمْعَج الجارية السَّريعة في الحوائج والضَّمْعَج الناقة السريعة والضَّمْعَج الفحجاء الساقين

( ضهج ) أَضْهَجَتِ الناقة كأَضْجَهَت إِمَّا مقلوب وإِمَّا لغة عن الهجري وأَنشد فَردُّوا لِقَوْلِي كلَّ أَصْهَبَ ضامِرٍ ومَضْبُورةٍ إِن تَلْزَمِ الخَيْلَ تُضْهِجِ

( ضوج ) ضَوْج الوادي مُنْعَطَفُه والجمع أَضْواج وأَضْوُج الأَخيرة نادرة قال ضرار بن الخطاب الفهري وقَتْلَى من الحَيّ في مَعْرَكٍ أُصِيبُوا جَميعاً بِذي الأَضْوُجِ وقد تَضَوَّج وضَاج الوادِي يَضُوج ضَوْجاً اتَّسَع ولَقِيَنَا ضَوْجٌ من أَضْواج الأَودية فانْضَوَج فيه وانْضَوَجْتُ على إِثْرِهِ وفي الحديث ذكر أَضْواجِ الوادي أَي مَعاطِفه الواحدة ضَوْج وقيل هو إِذا كنت بين جَبَلَين متضايقين ثم اتَّسَع فقد انْضاج لك التهذيب الضَّوْج جِزْعُ الوادي وهو مُنْعَرَجه حيث ينعطف وقال رؤبة وحَوْفاً منْ تراغُبِ الأَضْواج
( * قوله « وحوفاً من تراغب إلخ » هكذا في الأصل )
الليث الضَّوْجان من الإبل والدواب كلُّ يابِسِ الصُلْب وأَنشد في ضَبْرِ ضَوْجان القَرَى للمُمْتَطِي
( * قوله « في ضبر ضوجان » هكذا في الأصل هنا وتقدم في مادة صوج في ظهر صوجان إلخ )
يصف فحلاً ونخلة ضَوْجانة وهي اليابسة الكَزَّة السَّعَفِ قال والعصا الكَزَّة ضَوْجانة ضيج ضاجَ عن الشيء ضَيْجاً عدَل ومال عنه كجاضَ وضاجَ عن الحقّ مال عنه وقد ضاجَ يَضِيجُ ضُيوجاً وضَيَجاناً وأَنشد أَما تَرَيْني كالعَريشِ المَفْرُوجْ ضاجَتْ عِظامِي عن لَفًى مَضْرُوجْ ؟ اللَّفَى عَضَلُ لَحْمِهِ وضاجَ السَّهْم عن الهَدَف أَي مال عنه وضاجَتْ عِظامه ضَيْجاً تحركت من الهُزال عن كراع

( ضيج ) ضاجَ عن الشيء ضَيْجاً عدَل ومال عنه كجاضَ وضاجَ عن الحقّ مال عنه وقد ضاجَ يَضِيجُ ضُيوجاً وضَيَجاناً وأَنشد أَما تَرَيْني كالعَريشِ المَفْرُوجْ ضاجَتْ عِظامِي عن لَفًى مَضْرُوجْ ؟ اللَّفَى عَضَلُ لَحْمِهِ وضاجَ السَّهْم عن الهَدَف أَي مال عنه وضاجَتْ عِظامه ضَيْجاً تحركت من الهُزال عن كراع

( طبج ) الطَّبْجُ ساكنٌ الضرْب على الشيء الأَجْوَف كالرأْس وغيره حكاه ابن حَمُّويه عن شَمِر في كتاب الغَريبين للهَرَوِي أَبو عمرو طَبَجَ يَطْبَجُ طَبَجاً إِذا حَمُق وهو أَطْبَجُ والطَّبْجُ استحكام الحماقة قال ويقال لأُمِّ سُوَيْدٍ الطِّبِّيجَة وفي الحديث كان في الحَيِّ رجل له زوجة وأُمّ ضعيفة فشكت زوجتُه إِليه أُمَّه فقام الأَطْبَجُ إِلى أُمِّه فأَلقاها في الوادي الطَّبْجُ استحكام الحماقة هكذا ذكره الجوهري بالجيم ورواه غيره بالخاء وهو الأَحمق الذي لا عقل له قال وكأَنه الأَشبه

( طبهج ) الطَّباهجَةُ فارسي معرَّب ضرْب من قَليِّ اللحم باؤه بَدَلٌ من الباء التي بين الباء والفاء كبِرِنْد وبُنْدُق الذي هو الفِرِنْد والفُنْدُق وجيمه بدل من الشين طثرج أَبو عمرو الطَّثْرَجُ النمل قال ابن بري لم يذكر لذلك شاهداً قال وفي الحاشية شاهد عليه وهو لمنظور بن مرثد والبِيضُ في مُتُونِها كالمَدْرَجِ أَثْرٌ كآثارِ فِرَاخِ الطَّثْرَجِ قال وأَراد بالبيض السُّيوفَ والمَدْرَج طريق النمل والأَثْرُ فِرِنْد السيف شَبَّهَه بالذرّ

( طثرج ) أَبو عمرو الطَّثْرَجُ النمل قال ابن بري لم يذكر لذلك شاهداً قال وفي الحاشية شاهد عليه وهو لمنظور بن مرثد والبِيضُ في مُتُونِها كالمَدْرَجِ أَثْرٌ كآثارِ فِرَاخِ الطَّثْرَجِ قال وأَراد بالبيض السُّيوفَ والمَدْرَج طريق النمل والأَثْرُ فِرِنْد السيف شَبَّهَه بالذرّ

( طزج ) ابن الأَثير في حديث الشعبي قال لأَبي الزناد تأْتينا بهذه الأَحاديث قَسِيَّة وتأْخذها مِنَّا طَازَجَة القَسِيَّة الرَّديئة والطَّازَجَة الخالصة المُنَقَّاةُ قال وكأَنه تعريف تازَهْ بالفارسية

( طسج ) الطَّسُّوجُ الناحية والطَّسُّوج حَبَّتان من الدَّوَانيق والدَّانق أَربعة طَساسيج وهما معرَّبان وقال الأَزهري الطَّسُّوج مقدار من الوزن كقوله فَرْبَيُون بِطَسُّوج وكلاهما معرّب والطَّسُّوج واحد من طَساسيج السَّواد معرَّبة

( طعج ) طَعَجَها يَطْعَجُها طَعْجاً نَكَحَها

( طنج ) الطُّنُوج الكَراريس ولم يُذْكَر لها واحد ومنه ما حكى ابن جني قال أَخبرنا أَبو صالح السَّلِيل بن أَحمد بن عيسى بن الشيخ ( قوله « ابن الشيخ » هكذا وجدناه في شرح القاموس وهو في الأصل من غير نقط وكذا ابن ربان ) قال حدثنا أَبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي قال حدثنا الخليل بن أَسد النوشجاني قال حدثنا محمد بن يزيد ابن ربان قال أَخبرني رجل عن حمَّاد الرواية قال أَمر النعمان فنسخت له أَشعار العرب في الطُّنُوج يعني الكَراريس فكُتبت له ثم دَفَنها في قصره الأَبيض فلما كان المختار بن أَبي عُبَيْد قيل له إِن تحت القصر كنزاً فاحتفَرَه فأَخرج تلك الأَشعار فمن ثم أَهل الكوفة أَعلم بالأَشعار من أَهل البصرة التهذيب في نوادر الأَعراب تَنَوَّع في الكلام وتَطَنَّجَ وتَفَنَّنَ إِذا أَخذ في فُنون شَتَّى

( طهج ) طَيْهُوج طائر حكاه ابن دريد قال ولا أَحْسَبه عربيّاً الأَزهري الطيهوج طائر أَحْسَبه معرَّباً وهو ذكر السِّلْكانِ

( ظجج ) ابن الأَعرابي ظَجَّ إِذا صاح في الحرْب صياح المُستغيث قال أَبو منصور الأَصل فيه ضَجَّ ثم جعل ضَجَّ في غير الحرب وظَجَّ بالظاء في الحرب

( عبج ) قال إِسحق بن الفَرَج سمعت شجاعاً السلمي يقول العَبَكَةُ الرجل البَغيض الطَّغامَة الذي لا يَعي ما يقول ولا خير فيه قال وقال مدرك الجعفري هو العَبَجَة جاءَ بهما في باب الكاف والجيم

( عثج ) عَثَجَ يَعْثِجُ عَثْجاً وعَثِجَ كلاهما أَدمَنَ الشُّرْب شيئاً بعد شيء والعُثْجَة كالجُرْعة والعَثْجُ والعَثَجُ جماعة الناس في السفر وقيل هما الجماعات وفي تلبية بعض العرب في الجاهلية لا هُمَّ لولا أَن بَكْراً دُونَكا يَعْبُدُك الناسُ ويَفْجُرونَكا ما زالَ مِنَّا عَثَجٌ يَأْتُونَكا ويقال رأَيت عَثْجاً وعَثَجاً من الناس أَي جماعة ويقال للجماعة من الإِبل تجتمع في المرعى عَثَجٌ يقال الراعي يصف فحلاً بناتُ لَبُونه عَثَجٌ إِليه يَسُقْنَ اللِّيتَ فيه والقَذالا قال ابن الأَعرابي سألت المفضل عن معنى هذا البيت فأَنشد لم تَلْتَفِتْ لِلِدَاتِها ومَضَتْ على غُلَوَائِها فقلت أُريد أَبْيَنَ من هذا فأَنشأَ يقول خُمْصانَةٌ قَلِقٌ مُوَشَّحُها رُؤْدُ الشَّبابِ غَلاَ بِها عَظْمُ يقول من نَجابة هذا الفحل ساوَى بناتُ اللَّبون من بناته قَذَاله لحسن نَباتِها والعَثْجَجُ الجمع الكثير والعَثَوْثَجُ والعَثَوْجَجُ البعير الصخم السريع المجتمع الخلْق وقد اعْثَوْثَجَ واعْثَوْجَجَ اعْثيجاجاً ومرَّ عَثْجٌ من الليل وعَثَجٌ أَي قطعة واثْعَنْجَجَ الماءُ والدَّمعُ سالا

( عثنج ) العَثْنَجُ بتخفيف النون الثَّقيلُ من الإِبل والعَثَنَّجُ بشدها الثَّقيل من الرجال وقيل الثقيل ولم يُحَدَّ من أَي نوع عن كراع والعَثَنْثَجُ الضَّخْم من الإِبل وكذلك العَثَمْثَمُ والعَبَنْبَلُ

( عجج ) عَجَّ يَعِجُّ ويَعَجُّ عَجّاً وعجيجاً وضجَّ يَضِجُّ رفع صوته وصاحَ وقيَّده في التهذيب فقال بالدعاءِ والاستغاثة وفي الحديث أَفضل الحجّ العَجُّ والثَّجُّ العجُّ رفع الصوت بالتَّلْبيَة والثَّجُّ صَبُّ الدم وسَيَلان دماء الهَدْيِ يعني الذبح ومنه الحديث أَن جبريل أَتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال كن عَجَّاجاً ثَجَّاجاً وفي الحديث من قتل عُصْفُوراً عَبَثاً عَجَّ إِلى الله تعالى يوم القيامة وعَجَّةُ القوم وعَجِيجُهم صِياحُهم وجَلَبتهم وفي الحديث من وحَّد الله تعالى في عَجَّتِه وجبتْ له الجنة أَي من وحَّده عَلانِيَة برفع صوته ورجل عاجٌّ وعَجْعاجٌ وعَجَّاجٌ صيّاح والأُنثى بالهاء قال قَلْبٌ تَعَلَّقَ فَيْلَقاً هَوْجَلاً عَجَّاجَةً هَجَّاجَةً تَأَلاَّ لَتُصْبِحَنَّ الأَحْقَرَ الأَذَلاَّ اللحياني رجل عَجْعاجٌ بَجْباجٌ إِذا كان صَيَّاحاً وعَجْعَجَ صوَّت ومضاعفته دليل على تكريره والبعير يَعِجُّ في هَديره عَجّاً وعَجِيجاً يُصَوِّت ويُعَجْعِجُ يردِّد عَجِيجَه ويُكَرِّرُه قال أَبو محمد الحذلمي وقَرَّبُوا لِلْبَينِ والتَّقَضِّي من كلِّ عَجَّاجٍ تَرَى للْغَرْضِ خَلْفَ رَحَى حَيزُومه كالغَمْضِ الغمض المطمئن من الأَرض وعَجَّ صاح وجَعَّ أَكل الطِّين وعَجَّ الماءُ يَعِجُّ عَجيجاً وعَجْعَجَ كلاهما صوَّت قال أَبو ذؤَيب لكُلِّ مَسيلٍ منْ تِهَامَةَ بعدما تَقَطَّعَ أَقْرانُ السَّحابِ عَجيجُ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي بأَوْسَعَ منْ كَفِّ المُهاجِرِ دَفْقَةً ولا جَعْفَر عَجَّت إِليه الجَعافرُ عَجَّت إِليه أَمدَّته فللسَّيل صوْت من الماءِ وعَدَّى عَجَّت بإِلى لأَنها إِذا أَمدَّته فقد جاءَته وانضَمَّتْ إِليه فكأَنه قال جاءَت إِليه وانضمت إِليه والجَعْفَرُ هنا النهر ونهرٌ عَجَّاج تسمع لمائه عَجيجاً أَي صوْتاً ومنه قول بعض الفَخَرة نحن أَكثر منكم ساجاً ودِيباجاً وخَراجاً ونَهْراً عَجَّاجاً وقال ابن دريدٍ نهر عَجَّاج كثير الماءِ وفي حديث الخيل إِن مَرَّت بنهر عَجَّاج فشرِبت منه كُتبت له حسَنات أَي كثير الماءِ كأَنه يَعِجُّ من كثرته وصَوْت تدفُّقه وفَحْلٌ عَجَّاج في هَديره أَي صيَّاح وقد يجيءُ ذلك في كل ذي صوْت مِن قوس وريح وعَجَّت القوس تَعِجُّ عَجيجاً صوَّتت وكذلك الزَّنْدُ عند الوَرْيِ والعَجَاج الغُبار قيل هو من الغبار ما ثَوَّرَتْه الريح واحدته عَجاجة وفعله التَّعْجيجُ وفي النوادر عَجَّ القوم وأَعَجُّوا وهَجُّوا وأَهَجُّوا وخَجُّوا وأَخَجُّوا إِذا أَكثروا في فُنُونه الرُّكوبَ
( * قوله « في فنونه الركوب » هكذا في الأصل وعبارة القاموس في هذه المادة وعج القوم اكثروا في فنونهم الركوب ) وعَجَّجَته الرِّيح ثَوَّرتْهُ وأَعَجَّتِ الرِّيح وعَجَّت اشتدَّ هُبوبها وساقت العجاج والعَجَّاج مُثِير العجاج والتعجيجُ إِثارة الغُبار ابن الأَعرابي النُّكْبُ في الرياح أَربعٌ فنَكباءُ الصَّبا والجَنُوب مِهْيافٌ مِلْواحٌ ونكباءُ الصَّبا والشَّمال مِعْجاجٌ مِصْرادٌ لا مطر فيه ولا خيرَ ونَكْباءُ الشَّمال والدَّبُور قَرَّةٌ ونَكْباءُ الجَنُوب والدَّبور حارَّة قال والمِعْجاجُ هي التي تُثِير الغُبار ويوم مِعَجٌّ وعَجَّاجٌ ورياحٌ مَعاجِيجُ ضِدُّ مَهَاوين
( * قوله « ضد مهاوين » هكذا في الأصل وشرح القاموس )
والعَجَاجُ الدُّخَان والعَجَاجَة أَخصُّ منه وعَجَّجَ البيتَ دُخَاناً فَتَعَجَّجَ مَلأَهُ والعَجَاجة الكثير من الإِبل قال شَمِر لا أَعرفُ العَجاجة بهذا المعنى وقال ابن حبيب العَجْعاجُ من الخيل النَّجِيب المُسِنُّ والعُجَّة دقيق يُعجَن بسَمْن ثم يُشْوَى قال ابن دريد العُجَّة ضرْب من الطعام لا أَدري ما حدُّها قال الجوهري العُجَّة هذا الطعام الذي يُتخذ من البيض أَظنُّه مولَّداً قال ابن دريد لا أَعرف حقيقة العُجَّة غير أَن أَبا عمرو ذكر لي أَنه دقيق يعجن بسمن وحكى ابن خالويه عن بعضهم أَن العُجَّة كلُّ طعام يُجمع مثل التمر والأَقِطِ وجئتهم فلم أَجد إِلاَّ العَجَاج والهَجَاج العَجَاج الأَحمق والهَجَاج مَن لا خير فيه وفي الحديث لا تقوم الساعة حتى يأْخذ الله شَريطَتَه من أَهل الأَرض فَيَبْقَى عَجَاجٌ لا يعرفون معروفاً ولا يُنْكِرون منكراً قال الأَزهري أَظنه شُرْطَته أَي خياره ولكنه كذا رُوي شَريطَتَه والعَجَاجُ من الناس الغَوْغاءُ والأَراذِل ومَن لا خير فيه واحدهم عَجاجة وهو كنحو الرَّجَاجِ والرَّعاعِ قال يَرضَى إِذا رَضِي النِّساءُ عَجَاجَةً وإِذا تُعُمِّدَ عَمْدُهُ لم يَغْضَب والعَجَّاج بن رؤْبة السَّعْدي من سعد تميم هذا الراجز يقال أَشعر الناس العَجَّاجان أَي رؤْبة وأَبوه
( * قوله « أي رؤبة وأبوه » في القاموس في مادة رأب رؤبة بن العجاج بن رؤبة اه وبه يظهر ما قبله ) قال ابن دريد سمي بذلك لقوله حتى يَعجَّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجَا ويُودِيَ المُودِي ويَنْجُو مَنْ نَجا
( * قوله « ثخناً » كذا في الأَصل والصحاح وشرح القاموس ولعلها شجناً )
أَي استغاث قال الليث لَمَّا لم يستقم له أَن يقول في القافية عَجَّا ولم يصح عَجَجاً ضاعفه فقال عَجْعَجا وهُمْ فُعَلاءُ لذلك ويقال للناقة إِذا زجرتها عاج وفي الصحاح عاجِ بكسر الجيم مخففة وقد عَجْعَجَ بالناقة إِذا عَطَفها إِلى شيء فقال عَاجِ عَاجِ والعَجْعَجة في قضاعة كالعَنْعَنة في تميم يُحَوِّلون الياء جيماً مع العين يقولون هذا راعِجَّ خرج مَعِجْ أَي راعِيّ خرج مَعِي كما قال الراجز خالي لَقِيطٌ وأَبو عَلِجِّ المُطْعِمَان اللَّحم بالعَشِجِّ وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ يُقْلَعُ بالوَدِّ وبالصِّيصِجِّ أَراد عَليّ والعَشِيّ والبَرْنيّ والصِّيصِيّ وفلان يَلُفُّ عَجَاجَته على بَني فلان أَي يُغِير عليهم وقال الشَّنْفَرَى وإِني لأَهْوَى أَنْ أَلُفَّ عَجَاجَتي على ذِي كِساءٍ من سُلامَان أَو بُرْدِ أَي أَكْتَسِحَ غنيَّهم ذا البُرْدِ وفقيرهم الكساءِ وطَرِيقٌ عاجٌّ زاجٌّ إِذا امتلأَ

( عدرج ) ابن سيده العَدَرَّجُ السريع الخفيف وعَدَرَّج اسم

( عذج ) عَذَجَه عَذْجاً شَتمه عن ابن الأَعرابي وعَذْجٌ عاذِجٌ بُولِغ به كقولهم جَهْدٌ جاهِد قال هميان بن قحافة تَلْقَى منَ الأَعْبُدِ عَذْجاً عاذِجا أَي تلقَى هذه الإِبل من الأَعْبُدِ زجْراً كالشَّتم ورجل مِعْذَجٌ كثير اللَّومِ عن ابن الأَعرابي وأَنشد فَعاجَتْ علينا من طِوَالٍ سَرَعْرَعٌ على خَوْفِ زَوْجٍ سَيِّءِ الظَّنِّ مِعْذَجِ والعَذْجُ الشُّرب عَذَج الماءَ يَعْذِجُه عَذْجاً جَرَعَه وليس بثبَت والغين أَعلى وعَذَج يَعْذِجُ عَذْجاً شَرِب

( عذلج ) المُعَذْلَج الناعِم عَذْلَجَتْهُ النِّعمة وامرأَة مُعَذْلَجَة حَسنة الخلْق ضخمة القَصَب وغلام عُذْلُوجٌ حَسَن الغذاء وعيشٌ عِذْلاج ناعِم وعَذْلَجَ السِّقاءَ مَلأَه قال أَبو ذؤَيب يصف صيَّاداً له منْ كَسْبِهِنَّ مُعَذْلَجاتٌ قَعائِدُ قد مُلِئْنَ من الوَشِيقِ والمُعَذْلَجُ الممتلئ وعَذْلَجْتُ الوَلَدَ وغيرَه فهو مُعَذْلَجٌ إِذا كان حسَن الغِذاء

( عرج ) العَرَجُ والعُرْجة الظَّلَعُ والعُرْجة أَيضاً موضع العَرَج من الرِّجْل والعَرَجان بالتحريك مِشْية الأَعرج ورجل أَعرج من قوم عُرْج وعُرجان وقد عَرَج يَعْرُج وعَرُج وعَرِج عَرَجاناً مشى مِشْية الأَعرج بعَرَضٍ فغمز من شيءٍ أَصابه وعَرَج لا غير صار أَعْرَجَ وأَعرج الرجلَ جعله أَعْرَجَ قال الشماخ فبِتُّ كأَني مُتَّقٍ رأْسَ حَيَّةٍ لحاجتها إِنْ تُخْطِئِ النَّفْسَ تُعْرِجِ وأَعرجه الله وما أَشدَّ عرجه ولا تقل ما أَعْرَجَه لأَن ما كان لَوْناً أَو خِلقة في الجسد لا يقال منه ما أَفعله إِلاّ مع أَشدَّ وأَمرٌ عَرِيج إِذا لم يُبرَم وعرَّج البناءَ تَعْريجاً أَي ميَّله فتعرج وقوله أَنشده ثعلب أَلم تَرَ أَن الغَزْوَ يُعْرِج أَهلَه مِراراً وأَحْياناً يُفِيدُ ويُورِقُ ؟ لم يفسره وهو من ذلك كأَنه كناية عن الخَيْبَة وتعارَج حكى مِشْيَة الأَعرج والعَرْجاءُ الضَّبُع خلقة فيها والجمع عُرْجٌ والعرب تجعل عُرْجَ معرفة لا تنصرف تَجْعَلُها بمعنى الضباع بمنزلة قبيلة ولا يقال للذكر أَعْرَج ويقال لها عُرَاجُ معرفة لعَرَجِها وقول أَبي مكعَّب الأَسدي أَفكان أَوَّلَ ما أَثبْت نَهارَشَتْ أَبناءُ عُرْجَ عليك عند وِجارِ يعني أَبناء الضباع وترك صرف عُرْجَ لأَنه جعله اسماً للقبيلة وأَما ابن الأَعرابي فقال لم يجر عُرْج وهو جمع لأَنه أَراد التوحيد والعُرْجة فكأَنه قصَد إِلى اسم واحد وهو إِذا كان اسماً غير مسمًّى نكرة والعَرَجُ في الإِبل كالحَقَب وهو أَن لا يستقيم مخرج بَوْلِهِ فيقال حَقِب البعير حَقَباً وعَرج عَرَجاً فهو عَرِجٌ ولا يكون ذلك إِلاّ للجمَل إِذا شدَّ عليه الحَقَب يقال أَخْلِفْ عنه لئلاَّ يَحْقَب وانْعَرَج الشيءُ مال يَمْنَة ويَسْرة وانعَرَج انعطَف وعَرَّج النهرَ أَماله والعَرَج النَّهر
( * قوله « والعرج النهر » هو في الأصل بفتح العين والراء ) والوادي لانعراجهما وعَرَّج عليه عطف وعَرَّج بالمكان إِذا أَقام والتعريجُ على الشيءِ الإِقامة عليه وعَرَّج الناقة حبسها وما لي عندك عِرْجَة ولا عَرْجَة ولا عَرَجة ولا عُرْجة ولا تَعْريج ولا تَعَرُّج أَي مُقام وقيل مجلِس وفي ترجمة عرض تَعَرَّض يا فلان وتَهَجَّس وتَعَرَّج أَي أَقم والتَّعريجُ أَن تحبس مطيَّتك مُقِيماً على رُفْقتك أَو لحاجة يقال عَرَّج فلان على المنزل وفي الحديث فلم أُعَرِّج عليه أَي لم أُقِمْ ولم أَحتبس ويقال للطريق إِذا مال قد انْعَرَجَ وانعرَج الوادِي وانعرَج القوم عن الطريق مالوا عنه وَعَرَجَ في الدَّرَجَة والسُّلَّم يعرُج عُرُوجاً أَي ارتقى وعَرَج في الشيءِ وعليه يَعْرِج ويَعْرُج عُرُوجاً أَيضاً رَقيَ وعَرَج الشيءُ فهو عَريج ارتفع وعَلا قال أَبو ذؤَيب كما نَوَّر المِصْباحُ للعُجْمِ أَمْرَهُمْ بُعَيْدَ رُقادِ النائمين عَريجُ وفي التنزيل تَعْرُج الملائكة والرُّوح إِليه أَي تصعد يقال عَرَج يَعْرُج عُرُوجاً وفيه من الله ذي المَعارج المَعارِج المَصاعِد والدَّرَج قال قتادة ذي المَعارج ذي الفواضل والنِّعَم وقيل مَعارج الملائكة وهي مَصاعِدها التي تَصْعَد فيها وتعرُج فيها وقال الفراءُ ذي المَعارِج من نعت الله لأَن الملائكة تعرُج إِلى الله فوصف نفسه بذلك والقرَّاءُ كلهم على التاء في قوله تعرج الملائكة إِلاَّ ما ذكر عن عبد الله وكذلك قرأَ الكسائي والمَعْرَج المَصْعَد والمَعْرَج الطريق الذي تصعَد فيه الملائكة والمِعْراج شبه سُلَّم أَو دَرَجة تعْرُج عليه الأَرواح إِذا قُبِضت يقال ليس شيءٌ أَحسن منه إِذا رآه الرُّوح لم يتمالك أَن يخرُج قال ولو جُمِع على المَعاريج لكان صواباً فأَما المَعارِج فجمع المِعْرَج فال الأَزهري ويجوز أَن يجمع المِعْرَاج مَعارِجَ والمِعْراج السُّلَّم ومنه ليلة المِعْراج والجمع مَعارج ومَعارِيج مثل مَفاتِح ومَفاتيح قال الأَخفش إِن شئتَ جعلت الواحد مِعْرجاً ومَعْرجاً مثل مِرْقاة ومَرْقاة والمَعارِج المَصاعد وقيل المِعْرَاج حيث تصعَد أَعمال بني آدم وعُرِج بالرُّوح والعمل صُعِد بهما فأَما قول الحسين بن مطير زارَتْكَ سُهْمَةُ والظَّلْماءُ ضاحيَةٌ والعينُ هاجعَةٌ والرُّوحُ مَعْرُوجُ
( * قول « سهمة » لم تتضح صورة هذه الكلمة في الأَصل وإِنما فهمناها بالقوة )
فإِنما أَراد معْرُوج به فحذف والعَرْج والعِرْج من الإِبل ما بين السبعين إِلى الثمانين وقيل هو ما بين الثمانين إِلى التسعين وقيل مائة وخمسون وفويق ذلك وقيل من خمسمائة إِلى أَلف قال ابن قيس الرقيات أَنزَلُوا من حُصُونِهِنَّ بَنات التُّ رْكِ يأْتون بعد عَرْجٍ بعَرْجِ والجمع أَعْرَاج وعُرُوج قال يومَ تُبدِي البيضُ عن أَسْوُقِها وتَلُفُّ الخيلُ أَعْراجَ النَّعَمْ وقال ساعدة بن جؤَية واسْتَدْبَرُوهُمْ يُكْفِئون عُرُوجَهُمْ مَوْرَ الجَهامِ إِذا زَفَتْه الأَزْيَبُ أَبو زيد العَرْج الكثير من الإِبل أَبو حاتم إِذا جاوزت الإِبل المائتين وقاربت الأَلف فهي عَرْج وعُرُوج وأَعْراج وأَعرَجَ الرجل إِذا كان له عَرْج من الإِبل ويقال قد أَعْرَجْتُك أَي وهبتك عَرْجاً من الإِبل والعَرَجُ غيبوبة الشمس ويقال انعراجُها نحو المغرب وأَنشد أَبو عمرو حتى إِذا ما الشمس هَمَّتْ بِعَرَجْ والعُرْج ثلاث ليال من أَول الشهر حكى ذلك عن ثعلب والأُعَيْرِج حيَّة أَصَمُّ خبيث والجمع الأُعَيْرِجات والأُعَيْرج أَخبث الحيَّات يَثِبُ حتى يصير مع الفارس في سَرْجه قال أَبو خيرة هي حيَّة صمَّاء لا تقبل الرُّقْيَة وتَطْفِر كما تَطْفِرُ الأَفعى والجمع الأُعَيْرِجات وقيل هي حيَّة عَريض له قائمة واحدة عَرِيض مثل النبث والراب نبثه من ركنه أَو ما كان فهو نَبْث
( * قوله « مثل النبث إلى قوله فهو نبث » هكذا في الأصل المنقول من نسخة المؤلف ولم نهتد إلى اصلاح ما فيها من التحريف ) وهو نحو الأَصَلَةِ والعارج العائب والعُرَيْجاء أَن ترد الإِبل يوماً نصف النهار ويوماً غُدْوَة وقيل هو أَن ترِد غُدوة ثم تَصدُر عن الماء فتكون سائر يومها في الكلإِ وليلَتَها ويومَها من غَدِها فترِدُ ليلاً الماء ثم تصدر عن الماء فتكون بقية ليلتها في الكلإِ ويومَها من الغد وليلَتها ثم تصبح الماءَ غُدْوَة وهي من صفات الرِّفْهِ وفي صفات الرِّفْهِ الظاهِرةُ والضَّاحِيةُ والأَبيَّة والعُرَيْجَاءُ ويقال إِن فلاناً ليأْكل العُرَيْجاء إِذا أَكل كل يوم مَرَّة واحدة والعُرَيْجاء موضع
( * قوله « والعريجاء موضع » هكذا في الأصل بالتعريف وعبارة ياقوت عريجاء تصغير العرجاء موضع معروف لا يدخله الالف واللام اه وعبارة القاموس وشرحه وعريجاه بلا لام موضع )
وبنو الأَعْرَج قبيلة وكذلك بَنُو عُرَيْج والعَرْج بفتح العين وإِسكان الراء قرية جامعة من عمل الفُرْع وقيل هو موضع بين مكة والمدينة وقيل هو على أَربعة أَميال من المدينة ينسب إِليه العَرْجِيّ الشاعر
( * قوله « ينسب إِليه العرجيّ الشاعر إلخ » عبارة ياقوت في معجم البلدان إِليها ينسب العرجي الشاعر وهو عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمرو بن عثمان إلخ وعبارة القاموس وشرحه منه عبج الله بن عمرو بن عثمان بن عفان العرجي الشاعر وفي بعض النسخ عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان ) والعَرْجِيُّ عبد الله بن عَمرو بن عثمان بن عفان والعَرَنْجَجُ اسم حِمْيَرِ بن سَبَأ وفي الحديث من عَرَج أَو كُسِرَ أَو حُبِسَ فليَجْزِ مثلَها وهو حِلٌّ أَي فَلْيَقْضِ يعني الحجَّ المعنى من أَحْصَرَه مَرَض أَو عَدُوٌّ فعليه أَن يبعث بِهَدْيٍ ويواعدَ الحامل يوماً بعينه يذبَحُها فيه فإِذا ذبحت تَحَلَّلَ فالضمير في مثلها للنَّسِيكَة

( عربج ) الأَزهري العُرْبُجُ والثَّمْثَمُ كلب الصيد

( عرفج ) العَرْفَج والعِرْفج نبت وقيل هو ضرب من النبات سُهْلِيٌّ سريع الانقياد واحدته عَرْفَجَة ومنه سمي الرجل وقيل هو من شجر الصيف وهو لَيِّن أَغبرُ له ثمرة خَشناء كالحَسَك وقال أَبو زياد العَرْفَجُ طَيِّب الرِّيح أَغبرُ إِلى الخضرة وله زَهْرة صفراء وليس له حب ولا شَوْك قال أَبو حنيفة وأَخبرني بعض الأَعراب أَن العَرْفَجة أَصلها واسع يأْخذ قطعة من الأَرض تَنْبت لها قُضْبان كثيرة بقدر الأَصل وليس لها ورَق له بال إِنما هي عيدان دِقاق وفي أَطرافها زُمَعٌ يظهر في رؤوسها شيء كالشعَر أَصفر قال وعن الأَعراب القُدُم العَرْفَجُ مثل قِعْدة الإِنسان يبيضُّ إِذا يَبِس وله ثمرة صفراء والإِبلُ والغنم تأْكله رَطْباً ويابساً ولَهَبُه شديد الحمرة ويبالَغ بحمرته فيقال كأَن لِحيته ضِرام عَرْفَجة وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه خرج كأَن لِحيته ضِرام عَرْفَج فُسِّر بأَنه شجر معروف صغير سريع الاشتعال بالنار وهو من نَبات الصيف ومن أَمثالهم كَمَنِّ الغيثِ على العَرْفَجة أَي أَصابها وهي يابسة فاخضرّت قال أَبو زيد يقال ذلك لمن أَحسنتَ إِليه فقال لك أَتمنُّ عليَّ ؟ الأَزهري العَرْفَج من الجَنْبَةِ وله خوصَة ويقال رَعَيْنا رِقَة العَرْفَج وهو ورقُه في الشتاء قال أَبو عمرو إِذا مُطِر العَرْفَج ولانَ عُوده قيل قد ثَقَب عُوده فإِذا اسودَّ شيئاً قيل قد قَمِلَ فإِذا ازداد قليلاً قيل قدِ ارْقاطَّ فإِذا ازداد شيئاً قيل قد أَدْبَى فإِذا تَمَّت خُوصته قيل قد أَخْوَصَ قال الأَزهري ونارُ العَرْفَج تسَمّيها العرب نار الزَّحْفَتَيْن لأَن الذي يُوقدها يزحَف إِليها فإِذا اتَّقَدَت زحَف عنها

( عزج ) العَزْج الدفع وقد يكنَى به عن النكاح ويقال عَزَج الأَرض بالمِسحاة إِذا قَلَبها كأَنه عاقب بين عَزَقَ وعَزَجَ

( عسج ) عَسَج يَعْسِجُ عَسْجاً وعَسَجاناً وعَسِيجاً مَدَّ عُنُقه في المَشيِ وهو العسِيج قال جرير عَسَجْنَ بأَعناق الظِّباء وأَعْيُن ال جآذرِ وارتَجَّتْ لَهُنَّ الرَّوَادِفُ وعَسِجَ الدابَّةُ يَعْسَجُ عَسَجاناً ظَلَعَ والعَوْسَجُ شجر من شجر الشَّوْك وله ثمر أَحمر مُدَوَّرٌ كأَنه خرز العقيق قال الأَزهري هو شجر كثير الشوك وهو ضُرُوب منه ما يثمر ثمراً أَحمر يقال له المُقَنّع فيه حُموضة وقال ابن سيده والعَوْسَجُ المَحْضُ يقصُر أُنْبُوبه ويصغُر ورقه ويصلُب عُوده ولا يعظم شجره فذلك قلب العَوْسَج وهو أَعتقُه قال وهذا قول أَبي حنيفة وقيل العَوْسَج شجر شاكٍ نجديّ له جَناة حمراء قال الشماخ مُنَعَّمَة لم تَدْرِ ما عَيْشُ شَِقْوَةٍ ولم تَغْتَزِلْ يَوْماً على عُود عَوْسَج واحدته عَوْسَجَة ومنه سُمِّي الرجل قال أَعرابي وأَراد الأَسدُ أَن يأْكله فلاذَ بعَوْسَجَة يَعْسِجُني بالخَوْتَلَهْ يُبْصِرُني لا أَحْسَبُه أَراد يَخْتِلُني بالعَوْسَجَة يحسَبني لا أُبصره قال الشاعر يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافى وَاسجِ اضْطَرَّه الليل إِلى عَواسِجِ عَواسجٍ كالعُجُزِ النَّواسِجِ وإِنما حَمَلْنا هذا على أَنه جَمْع عَوْسَجَة لأَن جمع الجمع قليل البتَّة إِذا أَضَفْتَه إِلى جَمْع الواحد وقد التزم هذا الراجز في هذه الشطور ما لا يلزمه وهو اعتزامه على أَن يجعل السين دخيلاً في الأَبيات الثلاثة والعَسَجُ ضرْب من سير الإِبل قال ذو الرمة يصف ناقته والعِيسُ من عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَبا يُنْحَزْنَ مِن جانِبَيْها وهي تَنْسلِبُ يقول الإِبل مُسرِعات يُضْرَبْنَ بالأَرجُل في سيرهنَّ ولا يَلحقن ناقتي وبعير مِعْساج وقال أَبو عمرو في بلاد باهلة مَعْدِن من معادن الفضَّة يقال له عَوْسَجَة وعَوْسَجَة من أَسماء العرب والعَوَاسِجُ قبيلة معروفة وذُو عَوْسَج موضع قال أَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبِي أُحِبُّ تُراب الأَرض إِن تَنْزِلي به وذا عَوْسَج والجِزْعَ جِزْعَ الخَلائِقِ

( عسلج ) العُسْلُج الغصن النَّاعِم ابن سيده العُسْلُج والعُسْلُوج والعِسْلاج الغصن لِسَنَتِه وقيل هو كل قَضيب حديث قال طرفة كَبنات المَخْرِ يَمْأَدْنَ إِذا أَنبتَ الصَّيْفُ عَسالِيجَ الخُضَرْ ويروى الخَضِرْ والعَساليج هَنَوات تَنْبَسِط على وجه الأَرض كأَنها عروق وهي خضرٌ وقيل هو نبت على شاطئ الأَنهار ينثني ويَميل من النَّعْمة والواحد كالواحد قال تأَوَّدُ إِنْ قامَتْ لشيء تُرِيدُه تأَوُّدَ عَسْلُوجٍ على شَطِّ جَعْفَرِ وعَسْلَجتِ الشجرة أَخرجت عَساليجَها وجاريةُ عُسْلُوجة النَّبات والقَوام وشبابٌ عُسْلُج تامّ قال العجاج وبَطْنَ أَيْمٍ وقَواماً عُسْلُجا وقيل إِنما أَراد عُسْلُوجاً فحذف والعُسْلُج والعُسْلوج ما لان واخضرَّ من قُضْبان الشجر والكَرْم أَول ما ينبُت ويقال العَساليج عروق الشجر وهي نُجومُها التي تَنْجُمُ من سَنَتها قال والعَساليج العامَّة القُضبان الحَديثة وفي حديث طهفة مات العُسْلوج هو الغصن إِذا يَبِس وذهبتْ طَرَاوَته وقيل هو القَضيب الحَديث الطُّلوع يُريد أَنّ الأَغصان يَبِست وهَلَكَتْ من الجدْب وفي حديث عليّ تعليق اللؤلؤ الرطْب في عَساليجها أَي في أَغصانها

( عسنج ) العَسَنَّج الظَّليم

( عشنج ) العَشَنَّج بشدّ النون المُتَقَبِّض الوجه السيِّءُ المنظر من الرجال

( عصج ) ابن سيده رجل أَعصَج أَصْلَع لغة شنعاء لقوم من أَطراف اليمن لا يؤخذ بها

( عضنج ) عبدٌ عَضْنَج ضخم ذو مَشافِر عن الهجري هكذا حَكاه ذو مَشافِر قال ابن سيده أُرى ذلك لعِظَم شَفَتيه

( عفج ) العَفْج والعَفَج والعِفْج والعَفِج كالكِبْد والكَبِد المِعَى وقيل ما سفل منه وقيل هو مكان الكَرِشِ لِمَا لا كَرِش له والجمع أَعْفاج وعِفَجة وعَفِجَ عَفَجاً فهو عَفِجٌ سَمِنَتْ أَعْفاجُه قال يا أَيُّها العَفِجُ السَّمين وقومُه هَزْلى تَجُرُّهُمُ بَنات جَعارِ والأَعْفاج للإِنسان والمصارِين لذوات الخفّ والظِّلفِ والطير وقال الليث العَفْجُ من أَمعاء البطن لكل ما لا يَجْتَرُّ كالمَمْرَغة للشاء قال الشاعر مَباسِيمُ عن غِبّ الخَزير كأَنما يُنَقْنِقُ في أَعْفاجِهِنَّ الضَّفادِعُ قال الجوهري الأَعْفاج من الناس ومن ذوات الحافِر والسباع كلها ما يصير الطعام إِليه بعد المَعِدة وهو مثل المَصارين لذوات الخُفِّ والظِّلْفِ التي تؤدّي إِليها الكَرِش ما دَبَغَتْه وعَفَجَ جاريته نكحها والعَفْجُ أَن يفعل الرجلُ بالغلام فعل قوم لوط عليه السلام وربما يكنى به عن الجماع وعَفَجَه بالعصا يَعْفِجه عَفْجاً ضربه بها في ظهره ورأْسه وقيل هو الضرْب باليد قال وَهَبْتُ لقَومِي عَفْجَة في عَباءَة ومن يَغْشَ بالظُّلم العَشيرةَ يُعْفَجِ والمِعْفَجة العصا والمِعْفاج ما يُضرب به والمِعْفاج الخشبة التي تُغسَل بها الثياب وتَعَفَّج البعيرُ في مِشيتِه أَي تعوَّج والمِعْفَج الأَحمق الذي لا يَضْبطُ العملَ والكلامَ وقد يُعالج شيئاً يعيش به على ذلك يقال إِنه لَيَعْفَجُونٌ وتَعْثَمُونٌ في الناس والعَفِجَة أَنهاء إِلى جانب الحياض فإِذا قَلَصَ ماءُ الحياض اغترفوا من ماء العَفِجَة وشربوا منها والعَفَنْجَجُ الأَخرَقُ الجافي الذي لا يَتَّجِه لعمَل وقيل الأَحمق فقط وقيل هو الضَّخْم الأَحمق قال الراجز أَكْوي ذَوي الأَضغانِ كَيّاً مُنْضِجا منهم وذا الخِنَّابَةِ العَفَنْجَجا والعَفَنْجَجُ أَيضاً الضخمُ اللَّهازم والوَجَنات والأَلواح وهو مع ذلك أَكوكٌ فَسْلٌ عظيم الجُثَّة ضعيف العقل وقيل هو الغليظ مع ما تقدم فيه قال سيبويه عَفَنْجَج ملحق بِجَحَنْفَل ولم يكونوا لِيغيِّرُوه عن بنائه كما لم يكونوا ليغيِّرُوا عَفْجَجاً عن بناء جَحْفَل أَراد بذلك أَنهم يحفظون نِظام الإِلحاق عن تغيير الإِدغام قال الأَزهري هو بوزن فَعَنْلَل قال وبعضهم يقول عَفَنَّج والعَفَنْجَجُ الأَحمق ابن الأَعرابي العَفَنْجَجُ الجافي الخَلْق وأَنشد وإِذْ لم أُعَطِّلْ قَوْسَ وِدِّي ولم أَضعْ سِهامَ الصِّبا للْمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَج قال المسْتَميت الذي قد اسْتَمات في طلب اللَّهو والنساء وقال في مكان آخر العَفَنْجيجُ الجافي الخلق بإِثبات الياء واعْفَنْجَجَ الرجل خَرُق عن السيرافي وناقة عَفَنْجَجٌ عَنْفَجيج ضخمة مسنَّة قال تميم بن مقبل وعَنْفَجيج يَمُدُّ الحَرُّ جِرَّتَها حَرْف طَلِيح كرُكْنٍ خَرَّ من حَضَنِ

( عفشج ) العَفْشَجُ الثقيل الوَخِم ورجل عَفْشَجٌ قال ابن سيده زعم الخليل أَنه مصنوع

( عفضج ) العَفْضَج والعِفْضَاج والعُفاضِج كله الضخم السَّمين الرِّخْوُ المُنفتِق اللحم والأُنثى عِفْضاج والاسم العَفْضَجَة والعَفْضَج بالهاء وغيرِ الهاء الأَخيرة عن كراع وبطنٌ عِفْضاج وعَفْضَجَتُه عِظَم بطنه وكثرةُ لحمِه والعِفْضاج من النساء الضَّخمة البطن المسترخية اللحم والعربُ تقول إِن فلاناً لَمَعْصُوب ما عُفْضِج وما حُفْضِج إِذا كان شديد الأَسْرِ غير رِخْوٍ ولا مُفاض البطن

( عفنج ) العَفَنَّج الثقيل من الناس وقيل هو الضخم الرِّخو من كل شيء وأَكثر ما يوصف به الضِّبْعان الأَزهري العَفَنْجَجُ الضخم الأَحمق والعَنْفَجيج من الإِبل الحديدة المُنْكَرَة وقد تقدم

( علج ) العِلْج الرجل الشديد الغليظ وقيل هو كلُّ ذي لِحْية والجمع أَعْلاج وعُلُوج ومَعْلُوجَى مقصور ومَعْلُوجاء ممدود اسم للجمع يُجري مَجْرَى الصفة عند سيبويه واسْتَعْلَج الرجل خرجت لحيته وغَلُظ واشتدَّ وعَبُل بدنه وإِذا خرج وجهُ الغلام قيل قد اسْتَعْلَج واسْتَعْلَج جلد فلان أَي غلُظ والعِلْج الرجل من كفَّار العجم والجمع كالجمع والأُنثى عِلْجة وزاد الجوهري في جمعه عِلَجة والعِلْج الكافر ويقال للرجل القويّ الضخم من الكفار عِلْج وفي الحديث
( * قوله « وفي الحديث فأتني إلخ » الذي في النهاية فأتى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بأربعة أعلاج إلخ ) فَأْتِني بأَربعة أَعْلاج من العدوّ يريد بالعلْج الرجل من كفار العجم وغيرهم وفي حديث قَتْل عمر قال لابن عباس قد كنت أَنت وأَبوك تُحِبَّان أَن تَكْثُرَ العُلُوج بالمدينة والعِلْج حمار الوحش لاستعلاج خلقه وغلظه ويقال للعَيْرِ الوحشي إِذا سَمِن وقَوِيَ عِلْج وكلُّ صُلْب شديد عِلْج والعِلْج الرَّغيف عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي ويقال هذا عَلُوج صدْق وعَلُوك صِدْق وأَلُوك صِدْق لِمَا يُؤْكل وما تَلَوَّكْت بأَلوك وما تَعَلَّجْت بِعَلُوج ويقال للرغيف الغليظ الحُروف عِلْج والعِلاج المِرَاس والدِّفاع واعْتَلَج القوم اتَّخَذُوا صراعاً وقتالاً وفي الحديث إِنَّ الدُّعاء ليَلْقى البلاء فيَعْتَلِجان أَي يَتصارعان وفي حديث سعد بن عُبادة كَلاَّ والذي بعثك بالحق إِنْ كنتُ لأُعالِجُه بالسيف قبل ذلك أَي أَضربه واعْتَلَجتِ الوَحْشُ تضاربت وتَمارَسَتْ والاسم العلاج قال أَبو ذؤيب يصف عَيْراً وأُتُناً فَلَبِثْن حيناً يَعْتَلِجْنَ بِرَوْضَةٍ فتَجِدُّ حيناً في المَراح وتَشْمَعُ واعْتلَجَ المَوْجُ التَطم وهو منه واعْتَلَجَ الهَمُّ في صدره كذلك على المَثل واعتلجتِ الأَرض طال نباتها والمُعْتَلِجَة الأَرض التي اسْتأْسَدَ نباتُها والتفَّ وكثُر وفي الحديث ونَفى مُعْتَلِج الرّيب هو من اعْتَلَجَت الأَمواج إِذا التطَمتْ أَو من اعتلَجت الأَرض والعُلَّج الشديد من الرجال قِتالاً ونِطاحاً ورجل عُلَّج شديد العلاج ورجل عَلِج بكسر اللام أَي شديد وفي التهذيب عُلَجٌ وعُلَّجٌ وتَعَلَّجَ الرَّمل اعتلَج وعالِج رِمالٌ معروفة بالبادِيَة كأَنه منه بعد طرْح الزائد قال الحرث بن حِلِّزة قلتُ لعَمْرٍو حين أَرْسَلْتُه وقد حَبا من دُوننا عالِجُ لا تَكْسَعِ الشَّوْل بأَغْبارِها إِنك لا تدرِي مَنِ الناتجُ وعالِج موضع بالبادية بها رَمْل وفي حديث الدُّعاء وما تحويه عَوَالِجُ الرِّمال هي جمع عالِج وهو ما ترَاكَم من الرمل ودخل بعضه في بعض وعالَج الشيءَ مُعالجة وعلاجاً زاوله وفي حديث الأَسْلميّ إِني صاحِب ظَهْرٍ أُعالِجُه أَي أُمارِسُه وأُكاري عليه وفي الحديث عالَجْتُ امرأَةً فأَصَبْتُ منها وفي الحديث من كسْبِه وعلاجِه وعالَج المريضَ مُعالجة وعِلاجاً عاناه والمُعالِجُ المُداوي سواء عالَجَ جَريحاً أَو عَليلاً أَو دابَّة وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَن عبد الرحمن بن أَبي بكر تُوُفِّيَ بالحُبْشِيّ على رَأْسِ أَمْيال من مكَّة فجاءه فنقلَه ابن صَفْوان إِلى مَكَّة فقالت عائشة ما آسَى على شيء من أَمْره إِلاَّ خَصْلتين أَنه لم يُعالِجْ ولم يُدفنْ حيث مات أَرادت انه لم يُعالِجْ سَكرة الموْت فيكون كفَّارة لذنوبه قال الأَزهري ويكون معناه انَّ عِلَّته لم تمتدَّ به فيعالِج شدَّة الضَّنَى ويُقاسي عَلَزَ الموْت وقد رُوي لم يُعالَجْ بفتح اللام أَي لم يمرَّض فيكون قد نالَهُ من أَلمِ المَرَض ما يكَفِّر ذنوبه وعالَجه فَعَلَجه عَلْجاً إِذا زاوَله فغلَبه وعالَجَ عنه دافع وفي حديث عليّ رضي الله عنه انه بعَث رجُلَين في وجه وقال إِنَّكما عِلْجانِ فعالِجا عن دينِكُما العِلْج الرَّجُل القويّ الضخم وعالجا أَي مارِسَا العمَل الذي نَدَبْتُكما إِليه واعْمَلا به وزاوِلاه وكل شيء زاوَلْتَه ومارَسْتَه فقد عالجتَه والعَلَجُ بالتحريك من النخل أَشاؤه عن أَبي حنيفة وناقة علجَة كثيرة اللحم والعَلَج والعَلَجان نَبْت وقيل شجر أَخضر مُظلِم الخُضرة وليس فيه ورَق وإِنما هو قُضْبان كالانسان القاعِد ومَنْبِته السَّهل ولا تأْكله الإِبل إِلا مُضطرَّة قال أَبو حنيفة العَلَج عند أَهل نَجْد شجر لا ورَق له إِنما هو خِيطانٌ جُرْدٌ في خُضرتها غُبْرَة تأْكله الحمير فتصفرُّ أَسنانها فلذلك قيل للأَقْلَح كأَن فاه فُو حِمار أَكل عَلَجَاناً واحدته عَلَجانة قال عبد بَني الحَسْحاسِ فبِتْنا وِسَادانا إِلى عَلَجانَةٍ وحِقْفٍ تَهاداه الرِّياحُ تَهادِيا قال الأَزهري العَلَجانُ شجر يُشبه العَلَنْدَى وقد رأَيتهما بالبادية وتجمع عَلَجات
( * قوله « وتجمع علجات » مرتبط بقوله قبل وناقة علجة كثيرة اللحم ) وقال أَتاك منها علَجاتٌ نيبُ أَكَلْنَ حَمْضاً فالوجوه شِيبُ وقال أَبو دواد عَلَجاتٌ شُعْرُ الفَراسِن والأَشْ داقِ كُلْفٌ كأَنها أَفْهارُ وذكر الجوهري في هذه الترجمة العَلْجَن بزيادة النون الناقة الكِنازُ اللحم قال رؤبة وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ تَخْليطَ خَرْقاءِ اليدَيْنِ خَلْبَنِ وبعير عالِج يأْكل العَلَجان وتَعَلَّجَت الإِبل أَصابت من العَلَجان وعلَّجتها أَنا عَلَفْتها العَلَجان ويقال فلان عِلْجُ مال كما يقال إِزاءُ مالٍ ورجل عَلِج بكسر اللام أَي شديد

( علهج ) ابن الأَعرابي المُعَلْهَج أَن يؤخذ الجلْد فيقدَّم إِلى النار حتى يَلين فيمضَغ ويبلَع وكان ذلك من مأْكل القوم في المَجاعات وقال الليث المُعَلْهَجُ الرجل الأَحمق الهَذْر اللَّئيم وأَنشد فكيف تُساميني وأَنت مُعَلْهَجٌ هُذارِمَةٌ جَعْدُ الأَنامِل حَنْكَلُ ؟ والمُعَلْهَج الدَّعِيّ والمُعَلْهَج الذي وُلِدَ من جنسين مختلفين قال ابن سيده المُعَلْهَج الذي ليس بخالص النسب الجوهري المُعَلْهَجُ الهَجينُ بزيادة الهاء
( * قال الفيروزبادي في المعلهج وحَكَم الجوهري بزيادة هائه غلطاً )

( عمج ) عَمَجَ في سَيره يَعْمِجُ وتَعَمَّج تَلَوّى وعَمَجَ في سيره إِذا سار في كل وجه وذلك من النشاط والتَعَمُّجُ التلوِّي في السير والاعوِجاجُ وتَعَمَّجَ السَّيْل في الوادي تَعَوَّجَ في مَسيره يَمْنَةً ويَسرة قال العجاج مَيَّاحة تَميحُ مَشْياً رَهْوَجا تَدافُعَ السَّيْل إِذا تَعَمَّجا وتَعَمَّجَتِ الحيَّة تلوَّت قال تَعَمُّجَ الحَيَّة في انْسِيابِه وقال يصف زمام الناقة ويُشَبِّهُهُ بالحية في تلوِّيه تُلاعِبُ مَثْنى حَضْرَميٍّ كأَنه تَعَمُّجُ شَيْطان بذي خِرْوَعٍ قَفْرِ ويقال حيَّة عَوْمَجٌ لتعمُّجه في انْسيابه أَي تلوِّيه والعَوْمَجُ الحية لتلوِّيها عن كراع حكاها في باب فَوْعَلَ قال رؤبة
( * قوله « قال رؤبة » مثله في الصحاح هنا ونسبه المؤلف في مادة « نسس » إلى العجاج )
حَصْب الغُوَاة العَوْمَجَ المَنْسُوسا وكذلك العُمَّجُ بالضم والتشديد وقال يَتْبَعْنَ مِثلَ العُمَّجِ المَنْسُوسِ أَهْوَجَ يَمْشِي مِشْيَة المَأْلُوسِ وقيل هو العَمَجُ على وزن السَّببِ وناقة عُمْجة وعَمْجة مُتلوِّية وفرسٌ عَمُوجٌ لا يستقيم في سيره وعَمَجَ يَعْمِجُ بالكسر قَلْبُ مَعَجَ إِذا أَسرع في السير وسهْمٌ عَمُوجٌ يتلوَّى في مَسيره والعَمُوج السابِح في شعر أَبي ذؤيب وعَمَجَ في الماء سَبَحَ

( عمضج ) العَمْضَجُ والعُماضِجُ الشديد الصُّلْب من الإِبل والخيل

( عملج ) المُعَمْلَجُ عن كراع الذي في خلْقه خَبْل واضطراب وهو بالغين المعجمة أَكثر ورجل عَمْلَجٌ حسن الغذاء قال الأَزهري الذي رويناه للثقات الفصحاء رجل غَمْلَجٌ بالغين المعجمة إِذا كان ناعماً والعَمَلَّجُ المُعْوَجُّ الساقين

( عمهج ) الأَزهري العَمْهَجُ والعَوْهَجُ الطويلة وقال هميان فَقَدَّمَتْ حَناجِراً غَوامِجَا مُبْطِنةٌ أَعْناقَها العَماهِجا قال وقوله مُبْطِنةٌ أَي جعلت الحناجر بطائن لأَعناقها وقال أَبو زيد العُمَاهِجُ مثل الخامِطِ من اللَّبَن عند أَول تغيُّره وقال ابن الأَعرابي العَمَاهِجُ الأَلبان الجامدة وقال الليث العُماهِجُ اللبن الخاثِرُ من أَلبان الإِبل وأَنشد تُغْذَى بِمَحْضِ اللَّبَنِ العُمَاهِجِ قال ابن سيده وقيل هو ما حُقِنَ حتى أَخذ طعماً غير حامض ولم يخالطه ماء ولم يَخْثُرْ كل الخَثارة فيُشرَب والعُماهِجُ من اللبن ما حُقِنَ في السِّقاء ولم يأْخذ طعماً الأَزهري العَمْهَجُ الطويل من كل شيء ويقال عنُق عَمْهَجٌ وعُمْهُوجٌ ونبات عُماهِجٌ أَخضرلا ملتفٌّ وأَنشد ابن سيده لجندل بن المثنى في غُلَوَاء القَصَب العُماهِجِ ويروى العُمْهِجِ وسنذكره في موضعه قال الأَزهري وكل نبات غَضٍّ فهو عُمهُوجٌ وقال ابن دريد العمْهَجُ السريع والعُماهِجُ الممتلئ لحماً وأَنشد مَمْكُورَة في قَصَبٍ عُمَاهِجِ وقيل التام الخَلْق وشراب عُمَاهِجٌ سَهْلُ المَساغ والغُماهِجُ الضخم السمين وعُمَاهِج بالعين المهملة بمعناه أَبو عبيدة من اللبن العُماهِجُ والسُّماهِجُ وهما اللذان ليسا بِحُلْوَيْنِ ولا آخِذَيْ طَعم

( عنج ) عَنَجَ الشيءَ يَعْنِجُه جَذَبه وكلُّ شيء تَجْذِبه إِليك فقد عَنَجْتَه وعَنَجَ رأْسَ البعير يَعْنِجُهُ ويَعْنُجُه عَنْجاً جذبه بِخِطامه حتى رفعه وهو راكب عليه والعَنْجُ أَن يَجْذِبَ راكبُ البعير خِطامه قِبَلَ رأْسه حتى ربما لَزِمَ ذِفْرَاه بقادِمَة الرَّحْلِ وفي الحديث أَن رجلاً سار معه على جمل فجعل يتقدّم القوم ثم يَعْنِجُه حتى يصير في أُخْرَياتِ القوم أَي يَجْذِبُ زِمامَه ليقف من عَنَجَه يَعْنِجُه إِذا عَطَفه ومنه الحديث أَيضاً وعَثَِرَت ناقته فَعَنَجَها بالزِّمام وفي حديث علي كرم الله وجهه كأَنه قِلْعُ دارِيٍّ عَنَجَه نُوتِيُّه أَي عطفه مَلاَّحُه وأَعْنَجَتْ كَفَّتْ قال مليح الهذلي وأَبْصَرْتُهم حتى إِذا ما تَقاذَفَتْ صُهابيَّةٌ تُبْطِي مِراراً وتُعْنِجُ والعِناج ما عُنِجَ به وعَنَجَ البعيرَ والناقةَ يَعْنِجُها عَنْجاً عطفَها والعَنْجُ الرياضة وفي المثل عَوْدٌ يُعَلَّمُ العَنْجَ يضرب مَثلاً لمن أَخذ في تعلُّم شيء بعدما كَبِرَ وقيل معناه أَي يُرَاضُ فيردُّ على رجليه وقولهم شيخٌ على عَنَجٍ أَي شيخ هَرِم على جمل ثقيل وعَنَجْتُ البَكْرَ أَعْنِجُه عَنْجاً إِذا ربطت خطامه في ذراعه وقصرْته وإِنما يفعل ذلك بالبَكْرِ الصغير إِذا رِيضَ وهو مأْخوذ من عِناجِ الدَّلْوِ وعَنَجَةُ الهَوْدج عِضادَته عند بابه يُشدُّ بها الباب والعَنَجُ بلغة هُذَيْلٍ الرجُل وقيل هو بالغين معجمةً قال الأَزهري ولم أَسمعه بالعين من أَحد يرجع إِلى علمه ولا أَدري ما صحته والعَنَجُ جماعة الناس والعِنَاجُ خَيْط أَو سَيْر يُشدّ في أَسفل الدلو ثم يُشَدُّ في عُرْوتها أَو عَرْقُوَتِها قال وربما شد في إِحدى آذانها وقيل عِنَاجُ الدلو عُرْوَة في أَسفل الغَرْب من باطن تشدُّ بوثاق إِلى أَعلى الكَرَبِ فإِذا انقطع الحبل أَمسك العِنَاجُ الدلو أَن يقع في البئر وكل ذلك إِذا كانت الدلو خفيفة وهو إِذا كان في دَلْوٍ ثقيلة حبل أَو بطانٌ يشد تحتها ثم يشد إِلى العَرَاقي فيكون عوناً للْوَذَمِ فإِذا انقطعت الأَوْذام أَمسكها العِنَاجُ قال الحطيئة يمدح قوماً عقدوا لجارهم عهداً فَوَفَوْا به ولم يخْفِرُوه قَوْمٌ إِذا عَقَدُوا عَقْداً لجارِهِم شَدُّوا العِناجَ وشَدُّوا فَوْقَه الكَرَبا وهذه أَمثال ضربها لإِيفائهم بالعَهْد والجمع أَعْنِجَة وعُنُجٌ وقد عَنَج الدلوَ يَعْنُجُها عَنْجاً عَمِلَ لها ذلك ويقال إِني لأَرَى لأَمرك عِناجاً أَي مِلاكاً مأْخوذ مِن عِناج الدلو وأَنشد الليث وبعضُ القولِ ليس له عِناجٌ كسَيلِ الماء ليس له إِتاءُ وقولٌ لا عِناجَ له إِذا أُرسل على غير رويَّة وفي الحديث ان الذين وافَوا الخَنْدَق من المشركين كانوا ثلاثة عساكر وعِناجُ الأَمر إِلى أَبي سفيان أَي أَنه كان صاحبهم ومُدَبِّرَ أَمْرهم والقائمِ بشُؤونهم كما يحمل ثِقَل الدَّلْوِ عناجُها ورجل مِعْنَجٌ يعترض في الأُمور والعُنْجُوجُ الرائِع من الخيل وقيل الجَوَاد والجمع عَناجيجُ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي إِنْ مَضَى الحَوْلُ ولم آتِكُمُ بِعَناجٍ تَهْتَدِي أَحْوَى طِمِر فإِنه يُروى بِعَناج وبعَناجِي فمن رواه بِعَناجٍ فإِنه أَراد بِعَناجِجَ أَي بِعَناجِيجَ فحذف الياء للضرورة فقال بِعَناججَ ثم حَوَّل الجيم الأَخيرة ياء فصار على وزن جَوَارٍ فَنُوِّنَ لنقصان البناء وهو من محوَّل التضعيف ومن رواه عَنَاجِي جعله بمنزلة قوله ولِضَفادِي جَمَّةٍ نَقانِقُ أَراد عَنَاجِجَ كما أَراد ضفادِعَ وقوله تَهْتدِي أَحْوَى يجوم أَن يريد بأَحْوَى فحذف وأَوْصَلَ ويجوز أَن يريد بِعَناجيجَ حُوٍّ طِمِرَّة تَهْتدي فوضع الواحد موضع الجمع وقد استعملوا العَناجيجَ في الإِبل أَنشد ابن الأَعرابي إِذا هَجْمَةٌ صُهْبٌ عَناجيجُ زاحَمَتْ فَتًى عند جُرْدٍ طاحَ بين الطَّوَائح تُسَوِّدُ من أَربابها غيرَ سَيِّدٍ وتُصْلِحُ من أَحسابِهِم غيرَ صالح أَي يُغلَبُ ويُقهَرُ لأَنه ليس له مِثلُها يفتخر بها ويجُودُ بها قال الليث ويكون العُنْجُوجُ من النجائب أَيضاً وفي الحديث قيل يا رسول الله فالإِبِلُ ؟ قال تلك عَناجِيجُ الشياطين أَي مَطاياها واحدها عُنْجُوجٌ وهو النجيب من الإِبل وقيل هو الطويل العنُق من الإِبل والخيل وهو من العَنْجِ العَطْفِ وهو مَثَل ضربه لها يريد أَنها يُسْرِعُ إِليها الذُّعْرُ والنِّفار وأَعْنَجَ الرجل إِذا اشتكى عِناجَه والعِناج وجع الصُّلْبِ والمَفاصِل والعُنْجَجُ الضَّيْمَران من الرَّياحين قال الأَزهري ولم أَسمعه لغير الليث وقيل هو الشاهِسْفَرَمُ والعَنَجْنَجُ العظيم وأَنشد أَبو عمرو لهميان السعدي عَنَجْنَجٌ شَفَلَّحٌ بَلَنْدَحُ وأَما الذي ورد في حديث ابن مسعود فلما وضعت رِجْلي على مُذَمَّرِ أَبي جهل قال اعلُ عَنِّجْ فإِنه أَراد اعْلُ عَنِّي فأَبدل الياء جيماً

( عنبج ) الليث العُنْبُجُ الثقيل من الناس الأَزهري العُنْبُجُ من الرجال الضَّخْم الرِّخْوُ الثقيل الذي لا رأْيَ له ولا عقل وقال أَيضاً العُنْبُجُ الضخم الرِّخْوُ الثقيل من كل شيء وأَكثر ما يوصف به الضِّبْعان وأَنشد فَوَلَدَتْ أَعْثَى ضَرُوطاً عُنْبُجا والعُنْبُجُ الوَتَرُ الضخم الرِّخْوُ

( عنشج )
( * قوله « عنشج » هكذا في الأصل بالشين قبل الجيم في أصل المادة وفيما بعدها والذي في القاموس بالثاء بدل الشين ونقل ذلك شارحه عن التهذيب ونقل عن اللسان انه بالشين وأنشد الأبيات ونقل عن نسخة من نسخ اللسان أن عين عنشجا في آخر الأبيات مضبوطة بالقلم بالكسر ) الأَزهري العَنْشَجُ المتقبِّضُ الوجه السيء المنظر وأَنشد لبلال بن جرير وبلغه أن موسى بن جرير إِذا ذُكِرَ نَسَبه إِلى أُمِّه فقال يا رُبَّ خالٍ لي أَغَرَّ أَبْلَجا من آلِ كِسْرى يَغْتَدي مُتَوَّجا ليس كخالٍ لك يُدْعى عَنْشَجا

( عهج ) العَوْهَجُ الظبية التي في حَقْوَيْها خُطَّتانِ سَوْداوان وقيل هي التامة الخَلْق وقيل هي الحَسَنةُ اللَّوْن الطويلة العنُق فقط وقد يوصَف الغَزال بكل ذلك والعَوْهَجُ الناقة الطويلة العنُق وقيل الفتيَّة وامرأَة عَوْهَجٌ تامَّة الخَلْق حَسَنة وقيل الطويلة العنُق قال هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ سُرْبِلَتْ مِنَ الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البنائِقِ والعَوْهَجُ الطويلة العنُق من الظِّباء والظُّلْمان والنُّوقِ ويقال للنعامة عَوْهَجٌ قال العجاج في شَمْلَةٍ أَو ذاتَ زفٍّ عَوْهَجا كأَنه أَراد الطويلة الرِّجْلَينِ الأَصمعي العَمْهَجُ والعَوْهَجُ الطويل والعَوَاهِجُ قوم من العرب قال يا رُبَّ بَيْضاء من العَوَاهِجِ شَرَّابَة لِلَّبَنِ العُمَاهِجِ تمْشِي كمَشْيِ العُشَراءِ الفاسِجِ حَلاَّلَة للسُّرَرِ البَوَاعِجِ لَيِّنَة المَسِّ على المُعَالِجِ يُطْلَى به دُونَ الضَّجِيع الوالِجِ

( عوج ) العَوَجُ الانعطاف فيما كان قائماً فمالَ كالرُّمْحِ والحائط والرُّمْح وكلُّ ما كان قائماً يقال فيه العَوَجُ بالفتح ويقال شجرتك فيها عَوَجٌ شديد قال الأَزهري وهذا لا يجوز فيه وفي أَمثاله إِلاّ العَوَج والعَوَج بالتحريك مصدر قولك عَوِجَ الشيء بالكسر فهو أَعْوَجُ والاسم العِوَجُ بكسر العين وعاجَ يَعُوجُ إِذا عَطف والعِوَجُ في الأَرض أَن لا تستوي وفي التنزيل لا ترى فيها عِوَجاً ولا أَمْتاً قال ابن الأَثير قد تكرر ذكر العِوَج في الحديث اسماً وفعلاً ومصدراً وفاعلاً ومفعولاً وهو بفتح العين مختص بكل شخص مَرْئيٍّ كالأَجسام وبالكسر بما ليس بمَرْئيٍّ كالرأْي والقوْل وقيل الكسر يقال فيهما معاً والأَول أَكثر ومنه الحديث حتى تُقِيم به المِلَّة العَوْجاء يعني مِلَّة ابراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام التي غيَّرَتْها العرَب عن استقامتها والعِوَجُ بكسر العين في الدِّين تقول في دينه عِوَجٌ وفيما كان التَّعْويجُ يكثُرُ مِثْل الأَرض والمَعاش ومثل قولك عُجْتُ إِليه أَعُوجُ عِياجاً وعِوَجاً وأَنشد قِفا نَسْأَلْ منازِلَ آلِ لَيْلى مَتَى عِوَجٌ إِليها وانْثِناءُ ؟ وفي التنزيل الحمد لله الذي أَنزل على عبده الكتاب لم يجعل له عِوَجاً قَيِّماً قال الفراء معناه الحمد لله الذي أَنزل على عبده الكتاب قَيِّماً ولم يجعل له عِوَجاً وفيه تأْخير أُريد به التقديم وعِوَجُ الطريق وعَوَجُه زَيْغُه وعِوَجُ الدِّين والخُلُق فساده ومَيْلُه على المَثل والفِعْلُ من كل ذلك عَوِجَ عَوَجاً وعِوَجاً واعْوَجَّ وانْعاجَ وهو أَعْوَجُ لكل مَرْئيٍّ والأُنثى عَوْجاء والجماعة عُوجٌ الأَصمعي يقال هذا شيءٌ مُعْوَجٌّ وقد اعْوَجَّ اعْوِجاجاً على افْعَلَّ افْعِلالاً ولا يقال مُعَوَّجٌ على مُفَعَّلٍ إِلاَّ لعُود أَو شيءٍ يُركَّب فيه العاجُ قال الأَزهري وغيره يُجِيزُ عَوَّجْتُ الشيءَ تَعْويجاً فَتَعَوَّجَ إِذا حَنَيْتَه وهو ضدُّ قَوَّمْته فأَما إِذا انْحَنى من ذاته فيقال اعْوَجَّ اعْوِجاجاً يقال عَصاً مُعْوَجَّة ولا تقل مِعْوَجَّة بكسر الميم ويقال عُجْتُه فانعاجَ أَي عَطَفْتُه فانعطف ومنه قول رؤبة وانْعاجَ عُودِي كالشَّظيفِ الأَخْشَنِ وعاجَ الشيءَ عَوْجاً وعِياجاً وعَوَّجَه عَطَفَه ويقال نَخِيل عُوجٌ إِذا مالَتْ قال لبيد يصف عَيْراً وأُتُنَه وسَوْقه إِياها إِذا اجْتَمَعَتْ وأَحْوَذَ جانِبَيْها وأَوْرَدَها على عُوجٍ طِوَالِ فقال بعضهم معناه أَوْرَدَها على نَخِيل نابتة على الماء قد مالتْ فاعْوَجَّتْ لكثرة حَمْلِها كما قال في صفة النخل غُلْبٌ سواجدُ لم يدخُلْ بها الحَصْرُ وقيل معنى قوله وأَوردها على عُوجٍ طِوالِ أَي على قوائمها العُوجِ ولذلك قيل للخيل عُوجٌ وقوله تعالى يومئذ يَتَّبِعُون الدَّاعِيَ لا عِوَجَ له قال الزجاج المعنى لا عِوَجَ لهم عن دعائه لا يقدِرون أَن لا يَتَّبِعُوه وقيل أَي يَتَّبِعُونَ صَوْتَ الدَّاعِي للحشْر لا عِوَجَ له يقول لا عِوَجَ للمَدْعُوِّينَ عن الدَّاعِي فجاز أَن يقول له لأَن المذهب إِلى الداعي وصَوْتِه وهو كما تقول دعوتني دعوةً لا عِوَجَ لك منها أَي لا أَعُوجُ لك ولا عنك قال وكل قائم يكون العَوَجُ فيه خلْقة فهو عَوَجٌ وأَنشد ابن الأَعرابي للبيد في مثله في نابِه عَوَجٌ يُخالِفُ شِدْقه ويقال لقوائم الدابة عُوجٌ ويُستحَبُّ ذلك فيها قال ابن سيده والعُوجُ القَوَائم صفة غالبة وخيلٌ عُوجٌ مُجَنَّبَةٌ وهو منه وأَعْوَجُ فرسٌ سابق رُكِبَ صغيراً فاعْوَجَّتْ قوائمه والأَعْوَجِيَّة منسوبة إِليه قال الأَزهري والخيل الأَعْوَجِيَّة منسوبة إِلى فَحْل كان يقال له أَعْوَج يقال هذا الحِصان من بنات أَعْوَجَ وفي حديث أُمِّ زَرْع رَكِبَ أَعْوَجِيًّا أَي فرساً منسوباً إِلى أَعْوَج وهو فحل كريم تنسَب الخيل الكرام إِليه وأَما قوله أَحْوَى من العُوج وَقاحُ الحافِرِ فإِنه أَراد من وَلَدِ أَعْوَج وكَسَّرَ أَعْوَجَ تكسير الصِّفات لأَنَّ أَصله الصفة وأَعْوَج أَيضاً فرس عَدِيّ من أَيوب قال الجوهري أَعْوَج اسم فرس كان لبني هلال تنسب إِليه الأَعْوَجِيَّات وبناتُ أَعْوَج قال أَبو عبيدة كان أَعْوَج لِكِنْدَة فأَخذتْه بَنُو سُلَيْم في بعض أَيامهم فصار إِلى بني هلال وليس في العرب فحلٌ أَشهرُ ولا أَكثرُ نَسْلاً منه وقال الأَصمعي في كتاب الفَرس أَعْوَج كان لبني آكِلِ المُرار ثم صار لبني هلال بن عامر والعَوْجُ عَطْف رأْس البعير بالزِّمام أَو الخِطام تقول عُجْتُ رأَسَه أَعُوجُه عَوْجاً قال والمرأَة تَعُوجُ رأْسها إِلى ضَجيعها وعاج عُنُقَه عَوْجاً عَطَفَه قال ذو الرمة يصف جواريَ قد عُجْنَ إِليه رؤوسهنَّ يوم ظَعْنِهنَّ حتى إِذا عُجْن من أَعْناقِهِنَّ لنا عَوْجَ الأَخِشَّةِ أَعناقَ العَناجِيجِ أَراد بالعَناجِيجِ جِيادَ الرِّكاب ههنا واحدها عُنْجُوجٌ ويقال لجياد الخيل عَناجيجُ أَيضاً ويقال عُجْتُه فانْعاجَ لي عَطَفْتُه فانْعَطَفَ لي وعاجَ بالمكان وعليه عَوْجاً وعَوَّجَ وتَعَوَّجَ عَطَفَ وعُجْتُ بالمكان أَعُوجُ أَي أَقمت به وفي حديث اسمعيل عليه السلام هل أَنتم عائجُون ؟ أَي مُقيمون يقال عاجَ بالمكان وعَوَّجَ أَي أَقام وقيل عاجَ به أَي عَطَفَ عليه ومال وأَلَمَّ به ومرَّ عليه وعُجْتُ غيري بالمكان أَعُوجُه يتعدَّى ولا يتعدَّى ومنه حديث أَبي ذرٍّ ثم عاجَ رأْسَه إِلى المرأَة فأَمَرها بطَعام أَي أَماله إِليها والتَفَتَ نحوها وامرأَةٌ عَوْجاءُ إِذا كان لها وَلَدٌ تَعُوجُ إِليه لترضِعَه ومنه قول الشاعر إِذا المُرْغِثُ العَوْجاء باتَ يَعُزُّها على ثَدْيِها ذو دُغَّتَيْنِ لَهُوجُ وانْعاجَ عليه أَي انعطَف والعائجُ الواقفُ وقال عُجْنا على رَبْعِ سَلْمَى أَيَّ تَعْويجِ
( * قوله « أي تعويج » وقوله « وضع التعويج » الذي في الصحاح أَي تعريج وضع التعريج )
وضَعَ التَّعْويج موضع العَوْج إِذا كان معناهما واحد وعاجَ ناقَتَه وعَوَّجَها فانعاجَتْ وتَعَوَّجَتْ عَطَفَها أَنشد ابن الأَعرابي عُوجُوا عليَّ وعَوِّجوا صَحْبي عَوْجاً ولا كَتَعَوُّجِ النَّحْبِ عَوْجاً متعلق بعُوجُوا لا بِعَوِّجوا يقول عُوجُوا مشاركين لا مُتَفاذِّين مُتكارِهين كما يتكارَهُ صاحب النَّحْبِ على قضائه وما له على أَصحابه تَعْويجٌ ولا تَعْرِيجٌ أَي إِقامة ويقال عاجَ فلان فرسَه إِذا عَطَف رأْسه ومنه قول لبيد فَعَاجُوا عليه من سَوَاهِم ضُمَّر ويقال ناقة عَوْجاءُ إِذا عَجِفَتْ فاعْوَجَّ ظهرها وناقة عائجةٌ لَيِّنَةُ الانعِطاف وعاجٌ مِذْعانٌ لا نظير لها في سقوط الهاء كانت فَعْلاً أَو فاعِلاً ذهبت عينه قال الأَزهري ومنه قول الشاعر تَقُدُّ بِيَ المَوْماةَ عاجٌ كأَنها والعَوْجاءُ الضامِرةُ من الإِبل قال طَرفة بِعَوْجاءَ مِرْقالٍ تَرُوحُ وتَغْتَدي وقول ذي الرمة عَهِدْنا بها لو تُسْعِفُ العُوجُ بالهَوَى رِقاقَ الثَّنايا واضِحاتِ المَعاصِم قيل في تفسيره العُوجُ الأَيام ويمكن أَن يكون من هذا لأَنها تَعُوجُ وتعطِف وما عُجْتُ من كلامه بشيء أَي ما بالَيْتُ ولا انتفعْتُ وقد ذكر عُجْت في الياء والعاجُ أَنياب الفِيَلَة ولا يسمَّى غير النَّاب عاجاً والعَوّاجُ بائع العَاجِ حكاه سيبويه وفي الصحاح والعاجُ عظمُ الفيل الواحدة عاجَة ويقال لصاحب العاج عَوَّاجٌ وقال شمر يقال للمَسَك عاجٌ قال وأَنشدني ابن الأَعرابي وفي العاجِ والحِنَّاء كفُّ بَنانِها كشَحْم القَنا لم يُعْطِها الزّندَ قادِح أَراد بشَحْمِ القَنا دَوَابَّ يقال لها الحُلَكُ ويقال لها بناتُ النَّقا يُشَبَّه بها بنانُ الجَواري للينِها ونَعْمتِها قال الأَزهري والدليل على صحة ما قال شَمِرٌ في العاج إِنه المَسَك ما جاء في حديث مرفوع أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لثَوْبان اشتَرِ لفاطمة سِوارَينِ من عاجٍ لم يُرِدْ بالعاجِ ما يُخْرَطُ من أَنياب الفِيَلَة لأَن أَنيابها مَيْتَةٌ وإِنما العاجُ الذَّبْلُ وهو ظهر السُِّلَحْفاةِ البَحْرِيَّةِ وفي الحديث أَنه كان له مُشْطٌ من العاجِ العاجُ الذَّبْلُ وقيل شيء يُتَّخذ من ظهر السُّلَحْفاة البحرية فأَما العاجُ الذي هو للفِيل فنَجِسٌ عند الشافعي وطاهر عند أَبي حنيفة قال ابن شميل المَسَك من الذَّبْلِ ومن العاجِ كهيئة السِّوار تجعله المرأَة في يديها فذلك المَسَك قال والذَّبْلُ القرن
( * قوله « القرن » هكذا في الأصل ) فإِذا كان من عاجٍ فهو مَسَك وعاجٌ ووَقْفٌ فإِذا كان من ذَبْلٍ فهو مَسَكٌ لا غير وقال الهذلي فجَاءتْ كخاصِي العَيرِ لم تَحْلَ عاجَةً ولا جاجَةٌ منها تَلُوحُ على وَشْمِ فالعاجَةُ الذَّبْلَةُ والجاجَةُ خَرَزة لا تساوي فَلْساً وعاجٍ عاجٍ زَجْرٌ للناقة ينوَّن على التنكير ويكسر غير منون على التعريف قال الأَزهري يقال للناقة في الزجر عاجِ بلا تنوين فإِن شئت جزمت على توهُّم الوقوف يقال عَجْعَجْتُ بالناقة إِذا قلت لها عاجِ عاجِ قال أَبو عبيد ويقال للناقة عاجٍ وجاهٍ بالتنوين قال الشاعر كأَنِّي لم أَزْجُرْ بعاجٍ نَجِيبَةً ولم أَلْقَ عن شَحْطٍ خَليلاً مُصافِيا قال الأَزهري قال أَبو الهيثم فيما فرأْت بخطِّه كل صوت تزجر به الإِبل فإِنه يخرج مجزوماً إِلاّ أَن يقع في قافية فيحرَّك إِلى الخفض تقول في زجر البعير حَلْ حَوْبْ وفي زجر السبع هَجْ هَجْ وجَهْ جَهْ وجاهْ جاهْ قال فإِذا حَكَيْتَ ذلك قلت للبعير حَوْبْ أَو حَوْبٍ وقلت للناقة حَلْ أَو حَلٍ وأَنشد أَقُولُ للناقة قَوْلي للجَمَلْ أَقول حَوْبٍ ثم أُثْنِيها بحَلْ فخفض حَوْبْ ونَوَّنه عند الحاجة إِلى تنوينه وقال آخر قلت لها حَلٍ فلم تَحَلْحَلِ وقال آخر وجَمَلٍ قلت له جاهٍ حاهْ يا وَيْلَهُ من جَمَلٍ ما أَشقاهْ وقال آخر سَفَرَتْ فقلت لها هَج فتَبَرْقَعَتْ وقال شمر قال زيد بن كثوة من أَمثالهم الأَيام عُوجٌ رَوَاجِع يقال ذلك عند الشَّماتةِ يقولها المَشْمُوتُ به أَو تُقال عنه وقد تُقال عند الوعيد والتهدُّد قال الأَزهري عُوجٌ ههنا جمع أَعْوَج ويكون جمعاً لِعَوْجاء كما يقال أَصْوَر وصُور ويجوز أَن يكون جمع عائج فكأَنه قال عُوُج على فُعُل فخفَّفه كما قال الأَخطل فَهُمْ بالبَذْلِ لا بُخْلٌ ولا جُودُ أَراد لا بُخُل ولا جُوُدُ وقول بعض السعْديِّين أَنشده يعقوب يا دارَ سَلْمَى بَينَ ذاتِ العُوجِ يجوز أَن يكون موضعاً ويجوز أَن يكون عنى جمع حِقْفٍ أَعْوَج أَو رَمْلَة عَوْجاء وعُوجٌ اسم رجل قال الليث عُوجُ بن عُوقٍ رجل ذُكِرَ من عِظَمِ خَلْقِه شَناعَةٌ وذُكِرَ أَنه كان ولد في منزل آدم فعاش إِلى زمن موسى عليه الصلاة والسلام وأَنه هلك على عَِدَّانِ موسى صلوات الله على نبينا وعليه وذكر أَنَّ عُوجَ بنَ عُوق كان يكون مع فَراعنة مصر ويقال كان صاحب الصخرة أَراد أَن يُلحِقَها
( * هكذا في الأصل ولعلها يُلقيها ) على عسكر موسى عليه السلام وهو الذي قتله موسى صلوات الله على نبينا وعليه والعَوْجاءُ اسم امرأَة والعَوْجاءُ أَحدُ أَجْبُلِ طَيِّئٍ سُمِّي به لأَن هذه المرأَة صُلِبَتْ عليه ولها حديث قال عمرو بن جُوَيْنٍ الطائي وبعضهم يرويه لامرئ القيس إِذا أَجَأٌ تَلَفَّعَتْ بشِعابِها عَلَيَّ وأَمْسَت بالعَماءِ مُكلَّلَهْ وأَصْبَحَتِ العَوْجَاءُ يُهْتَزُّ جِيدُها كَجِيدِ عَرُوسٍ أَصْبَحَتْ مُتَبَذِّلَهْ وقوله أَنشده ثعلب إِنْ تَأْتني وقد مَلأْتُ أَعْوَجا أُرْسِلُ فيها بازلاً سَفَنَّجَا قال أَعْوَج هنا اسم حَوْض والعَوْجاء القَوْسُ ورجل أَعْوَجُ بَيِّنُ العَوَجِ أَي سَيءُ الخُلُق ابن الأَعرابي فلان ما يَعُوجُ عن شيء أَي ما يرجع عنه

( عوهج ) العَمْهَجُ والعَوْهَجُ الطويلة وقد تقدم قال البُشْتيُّ العَوْهَج الحَيَّةُ في قول رؤْبة حَصْبُ الغُوَاة العَوْهَجَ المَنْسوسا قال أَبو منصور وهذا تصحيف دَلَّك على أَن صاحبه أَخذ عَرَبِيَّتَه من كُتب سَقيمَة وأَنه كاذب في دعواه الحفظ والتمييز والحَيَّةُ يقال له العَوْمَجُ بالميم ومن قال العَوْهَجُ فهو جاهل أَلكنُ وهكذا روى الرواة بيت رؤبة وقد تقدم في ترجمة عمج

( عيج ) العَيْجُ شبهُ الاكْتِرَاث وأَنشد وما رأَيتُ بها شيئاً أَعِيجُ به إِلاَّ الثُّمامَ وإِلاَّ مَوْقِدَ النارِ تقول عاجَ به يَعيجُ عَيْجُوجَةً فهو عائج به قال ابن سيده ما عاجَ بقوله عَيجاً وعَيْجُوجَة لم يَكْتَرِثْ له أَو لم يصدِّقه وما عاجَ بالماء عَيْجاً لم يَرْوَ لِمُلُوحَتِه وقد يُستعمل في الواجِب وشربت شربةً ماءَ مِلْحاً فما عِجْتُ به أَي لم أَنتفع به أَنشد ابن الأَعرابي ولم أَرَ شيئاً بعدَ لَيْلَى أَلَذُّهُ ولا مَشرَباً أَرْوَى به فَأَعِيجُ أَي أَنتفع به وما عاجَ بالدَّوَاءِ عَيْجاً أَي ما انتَفَع تقول تَناوَلْتُ دواءً فما عِجْتُ به أَي لم أَنتفِعْ به وما عاجَ به عَيْجاً لم يَرْضَه وما أَعيجُ من كلامه بشيء أَي ما أَعبَأُ به قال وبنو أَسَدٍ يقولون ما أَعُوجُ بكلامه أَي ما أَلتفِتُ إِليه أَخَذوه من عُجْتُ الناقة ابن الأَعرابي يقال ما يَعِيجُ بقَلْبي شيء من كلامك ويقال ما عِجْتُ بخَبرِ فلان ولا أَعِيجُ به أَي لم أَشْتَفِ به ولم أَسْتَيْقِنْهُ وعاجَ يَعِيجُ إِذا انتفع بالكلام وغيره ويقال ما عِجْتُ منه بشيء والعَيْجُ المَنْفَعة أَبو عمرو العِياجُ الرُّجوع إِلى ما كنتَ عليه ويقال ما أَعِيجُ به عُوُوجاً
( * قوله « ما أَعيج به عووجاً » هكذا في الأصل ) وقال ما أَعِيجُ به عُيُوجاً أَي ما أَكْتَرِث له ولا أُباليهِ

( غبج ) غَبَجَ الماءَ يَغْبَجُه جَرَعَه جَرْعاً متداركاً وهي الغُبْجة

( غذج ) غَذَجَ الماءَ يَغْذِجُه غَذْجاً جَرعَه قال ابن دريد ولا أَدري ما صحتها

( غسلج ) الغَسْلَجُ نبات مثل القَفْعاء ترتفع قَدْرَ الشبر لها ورَقة لَزِجَة وزَهْرَة كَزَهْرَة المَرْوِ الجَبَلي حكاه أَبو حنيفة

( غلج ) غَلَجَ الفرسُ يَغْلِجُ غَلْجاً وغَلَجاناً خلط العَنَق بالهَمْلَجَة وفرس مِغْلَجٌ وقيل فرس مِغْلَجٌ إِذا جرى جرياً لا يَخْتَلِطُ فيه وغَلَجَ الحمارُ غَلْجاً عدا وحمار مِغْلَجٌ شَلاَّلٌ لِلْعانة وأَنشد سَفْواء مَرْخاء تُباري مِغْلَجَا والتَّغَلُّجُ البَغْيُ وغصن أُغْلُوجٌ ناعِم والغُلُجُ الشباب الحسن

( غلمج ) الأَزهري في الرباعي يقال هو غُلامِجُكَ أَي غُلامُك وغُلامِشُكَ مثلُه

( غمج ) غَمَجَ الماءَ يَغْمِجُه غَمْجاً وغَمِجَه بالكسر غَمْجاً جَرَعَه جَرْعاً متتابعاً والغَمْجَةُ والغُمْجَةُ الجُرْعَة وفَصيل غَمِجٌ يَلْهَزُ أُمَّهُ وتَغَامَجَ بين أَرْفاغِ أُمِّه لَهَزَها قال الشاعر غُمْجٌ غَمَالِيجُ غَمَلَّجَاتُ

( غملج ) عَدْوٌ غَمْلَجٌ مُتدارِك قال ساعدة بن جؤية يصف الرعد والبرق فَأَسْأَدُ الليلَ إِرْقاصاً وزَفْزَفَةً وغارَةً ووَسِيجاً غَمْلَجاً رَتِجَا والغَمْلَجُ والغَمَلَّجُ الذي لا يستقيم على وجه واحد يُحْسِنُ ثم يُسِيءُ وهو المخلّط والغَمْلَجُ الذي في خَلْقه خَبْل واضْطِراب ابن الأَعرابي يقال رجل غَمْلَج وغَمَلَّج وغِمْلِيج وغُمْلُوج وغِمْلاج وغُمَالِج إِذا كان مَرَّة قارِئاً ومَرَّة شاطراً ومرة سَخِيّاً ومرة بخيلاً ومرة شُجَاعاً ومرة جَباناً ومرة حسَن الخلق ومرَّة سَيِّئَه لا يثبت على حالة واحدة وهو مذموم مَلُومٌ عند العرب قال ويقال للمرأَة غَمْلَج وغَمَلَّج وغِمْلِيجَة وغُمْلُوجة وأَنشد أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً عُمَرِيَّةٌ على غَمْلَجٍ طالت وتَمَّ قَوَامُها عُمَرِيَّة ثِيابٌ مصبوغة وقال أَبو نُخَيْلَة يصف ناقة تَعْدو في خَرْقٍ واسع تُغْرِقُهُ طَوْراً بِشَدٍّ تُدْرِجُهُ وتارة يُغْرِقُها غَمَلَّجُهْ قال الغَمَلَّجُ الخَرْق الواسع والغَمَلَّج الطويل المسترخي وبعير غَمَلَّج طويل العنُق في غِلَظ وتَقَاعُسٍ وماء غَمَلَّج مُرٌّ غليظ والغُمْلُوجُ والغِمْلِيجُ الغليظ الجسيم الطويل يقال ولدت فلانة غلاماً فجاءت به أَمْلَجَ غِمْلِيجاً حكاه ابن الأَعرابي عن المسروحي قال وأَكثر كلام العرب غُمْلُوجٌ وإِنما غِمْلِيجٌ عن المسروحي وحده والأَمْلَجُ الأَصْفَر الذي ليس بأَسود ولا أَبيض وهو مذكور في موضعه أَبو حنيفة شجر غُمَالِجٌ قد أَسرع النبات وطال والغُمَالِجُ نبات على شكل الذَّآنِين ينبت في الربيع قال عَدْوَ الغَوَاني تَجْتَني الغُمَالِجَا وقصب غُمَالِجٌ ريَّان قال جندل بن المثنى يدعو على زرع إِنسان أَرْسِلْ إِلى زرع الخَبِيِّ الوَالِجِ بين أَناخين الحَصَادِ الهائجِ
( * قوله « بين أَناخين » هكذا في الأصل )
وبَيْنَ خُرْفَنْجِ النَّباتِ البَاهِجِ في غُلَوَاء القَصَب الغُمَالِجِ من الدَّبى ذا طَبَق أَفَايِجِ والغُمْلُوج الغُصْنُ النابت ينبت في الظلِّ وقال أَبو حنيفة هو الغصن الناعم من النبات وأَنشد لهِميان بن قحافة مَشْيَ العَذَارَى تَجْتَني الغَمالِجَا أَراد الغَمَالِيجَ فاضْطرَّ فحذف ورجل غَمْلَجٌ بالغين إِذا كان ناعماً

( غمهج ) الأَزهري أَنشد لهِميان بن قحافة يصف إِبلاً فيها فحلها تَتْبَعُ قَيدُوماً لها غُماهِجا رَحْبَ اللَّبَان مُدْمَجاً هُجاهِجا الغُمَاهِجُ الضخم السمين ويقال عُمَاهج بالعين بمعْناه وقال في غُلَوَاءِ القَصَب الغُمَاهِجِ

( غنج ) امرأَة غَنِجَة حسَة الدَّلّ وغُنْجُها وغُناجُها شَكْلُها الأَخيرة عن كراع وهو الغُنْجُ والغُنُجُ وقد غَنِجَتْ وتَغَنَّجَتْ فهي مِغْناجٌ وغَنِجَة وقيل الغُنْجُ مَلاحَة العَينين وفي حديث البخاري في تفسير العَرِبَةِ هي الغَنِجَةُ الغُنْجُ في الجارية تَكَسُّرٌ وتَدَلُّلٌ والأُغْنُوجَة ما يُتَغَنَّجُ به قال أَبو ذؤَيب لَوَى رأْسَه عَني ومالَ بِوُدِّهِ أَغانِيج خَوْدٍ كان فينَا يَزُورُها أَبو عمرو الغِنَاجُ دُخَان النُّؤورِ الذي تجعله الواشمة على خضرتها لِتَسْوَدَّ وهو الغُنْجُ أَيضاً وغُنَجَةُ معرِفة بغير أَلف ولامٍ القُنفُذَة لا تنصرف وهذيل تقول غَنَجٌ على شَنَجٍ الغَنَجُ الرجل وقيل الغَنَجُ بالتحريك الشيخ في لغة هذيل والشَّنَجُ الجمل الثقيل ومِغْنَج أَبو دُغَةَ والغَوْنَجُ الجمل السريع عن كراع قال ولا أَعرفها عن غيره

( غنتج ) قال ابن بري في ترجمة ضعا فَوَلَدَتْ أَعْثَى ضَروطاً غَنْتَجَا قال الغَنْتَجُ الثقيل الأَحمق

( غوج ) جَمَل غَوْجٌ عريض الصدر وفرَس غَوْجُ اللَّبان أَي واسع جلدة الصَّدْرِ وقيل سهل المِعْطَف وفرسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ غَوْجٌ جواد ومَوْجٌ إِتْباعٌ وقيل هو الطويل القَصَب وقيل هو الذي ينثني يذهب ويَجِيءُ وقال غيره هو الواسع جِلْد الصدر قال ولا يكون كذلك إِلا وهو سهل المِعْطَف وأَنشد الليث بَعِيدُ مَسافِ الخَطْوِ غَوْجٌ شَمَرْدَلٌ يُقَطِّعُ أَنْفاسَ المَهَارى تَلاتِلُهْ وقال أَبو وَجْزة مُقَارِب حِينَ يَحْزَوْزِي على جَدَدٍ رِسْلٍ بِمُغْتَلِجَاتِ الرَّمْلِ غَوَّاج وقال النضر الغَوْجُ اللَّيِّنُ الأَعْطاف من الخيْل وجمع غَوجٍ غُوْجٌ كما يقال جارية خَوْدٌ والجمع خُودٌ وتَغَوَّجَ الرجل في مِشْيته تثنَّى وتعطَّف وتمايَل غَاجَ يَغُوجُ قال أَبو ذؤيب عَشِيَّةَ قامَتْ بالفِنَاء كأَنَّها عَقِيلَةُ نَهْبٍ تُصْطَفَى وتَغُوجُ أَي تتعرض لرئيس الجيش ليتخذها لنفسه ورجل غَوْجٌ مُسْترخٍ من النُّعاسِ

( فثج ) ناقةٌ فاثِجٌ سمينة حائل وقيل سمينة كَوْماء وإِن لم تكن حائلاً الأَصمعي الفاثِجُ والفاسِجُ الحامل من النُّوق وقيل هي الناقة التي لَقِحَت وحَسُنت وقيل هي التي لَقِحَت فسمنت وهي فتيَّة وقيل هي الفتية اللاَّقِح وقال هميان بن قحافة يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَها الضَّماعِجا والبَكَراتِ اللُّقَّحَ الفَواثِجَا ويروى الفَواسِجا وفَثَجَ الماءَ الحارَّ بالماء البارد فَثْجاً كَسَر به حَرَّه وماءٌ لا يُفْثَجُ ولا يُنْكَسُ أَي لا يُنزَح وقال أَبو عبيد ماء لا يُفْثَجُ أَي لا يُبْلَغ غَوْره وقولهم بئر لا تُفْثَجُ وفلان بحر لا يُفْثَجُ وأَفْثَجَ الرجل أَعْيا وانْبَهَر وحكاه ابن الأَعرابي أُفْثِج على صيغة فعل المفعول الكسائي غَدَا الرجلُ حتى أَفْثَجَ وأَفْثَى إِذا أَعْيا وانْبَهَرَ أَبو عمرو فَثَجَ إِذا نَقَصَ في كل شيء

( فجج ) الفَجُّ الطريق الواسع بين جَبَلين وقيل في جبَل أَو في قُبُلِ جَبَل وهو أَوسع من الشِّعْبِ الفَجُّ المَضْرِب البعيد وقيل هو الشِّعْب الواسع بين الجبَلين وقال ثعلب هو ما انخفض من الطرُق وجمعه فِجاج وأَفِجَّةٌ الأَخيرة نادرة قال جندل ابن المثنى الحارِثِي يَجِئْنَ من أَفِجَّةٍ مَناهِجِ وقوله تعالى من كل فَجٍّ عَمِيق قال أَبو الهيثم الفَجُّ الطريق الواسع في الجبَل وكل طريق بَعُد فهو فَجٌّ ويقال افْتَجَّ فلان افْتِجاجاً إِذا سلك الفِجاجَ وفي حديث الحجّ وكل فِجاجِ مكَّة مَنْحَرٌ هو جمع فَجٍّ وهو الطريق الواسع ومنه الحديث أَنه قال لعمر ما لكتَ فَجّاً إِلا سلك الشيطان فَجّاً غيره وفَجُّ الرَّوْحاء سَلَكَه النبي صلى الله عليه وسلم إِلى بَدْرٍ وعامَ الفتح والحجّ ووادٍ إِفْجِيجٌ عَمِيقٌ يمانية وبعضهم يجعل كلَّ وادٍ إِفْجِيجاً وربما سُمي به الثِّنْيُ في الجبَل والإِفْجِيجُ الوادي الواسع وهو معنى الفَجِّ ابن شميل الفَجُّ كأَنه طريق قال وربما كان طريقاً بين جَبَلين أَو فَأْوَيْن ويَنْقادُ ذلك يومين أَو ثلاثة إِذا كان طريقاً أَو غير طريق وإِن يكن طريقاً فهو أَرِيضٌ كثير العُشْب والكَلإِ والفَجُّ في كلام العرب تفريجُك بين الشيئين يقال فاجَّ الجلُ يُفاجُّ فِجاجاً ومُفاجَّةً إِذا باعَد إِحْدى رجليه من الأُخرى ليبول وأَنشد لا تَمْلإِ الحَوْضَ فِجاجٌ دونَهُ إِلا سِجالٌ رُذُمٌ يَعْلُونَهُ والفَجَجُ في القَدَمَين تباعُد ما بينهما وهو أَقبح من الفَحَج وقيل الفَجَجُ في الإِنسان تباعُد الركبتين وفي البهائم تباعُد العُرْقُوبَينِ فَجَّ فَجَجاً وهو أَفَجُّ بَيِّنُ الفَجَجِ وفَجَّ رِجْليه وما بين رجليه يَفُجُّهُما فَجّاً فتحه وباعَدَ ما بينهما وفاجَّ كذلك وقد فَجَجْتُ رِجْلَيَّ أَفُجُّهُما وفَجَوْتُهُما إِذا وسَّعت بينهما والفَجَجُ أَقبح من الفَحَجِ يقال هو يمشي مُفاجّاً وقد تَفاجَّ ابن الأَعرابي الأَفَجُّ والفَنْجَلُ معاً المُتباعِد الفَخِذين الشديد الفَجَجٍ ومثله الأَفْجَى وأَنشد اللهُ أَعطانِيك غيرَ أَحْدَلا ولا أَصَكَّ أَو أَفَجَّ فَنْجَلا وفي الحديث كان إِذا بال تَفاجَّ حتى نَأْوِي له التَّفاجُّ المُبالغى في تفريج ما بين الرجلين وهو من الفَجِّ الطريق ومنه حديث أُم مَعْبَد فتفاجَّت عليه ودرَّت واجْتَرَّتْ ومنه حديث عُبادة المازني فركِب الفحل فتَفاجَّ للبوْل ومنه الحديث حين سُئل عن بني عامر فقال جَمَل أَزْهَر مُتَفاجٌّ أَراد أَنه مُخْصِب في ماء وشجر فهو لا يزال يَبُول لكثرة أَكله وشربه ورجل مُفِجُّ الساقين إِذا تباعدت إِحداهما من الأُخرى وفيما سَبَّ به حجل بن شكل الحَرِثَ بن مصرّف بين يَدَي النُّعمان إِنه لَمُفِجُّ الساقَين قَعْوُ الأَلْيَتَيْن وقَوْسٌ فَجَّاء ارتفعت سِيَتُها فبان وَتَرُها عن عَجْسِها وقيل قَوْسٌ فَجَّاءُ ومُنْفَجَّةٌ بانَ وَتَرُها عن كَبِدها وفَجَّ قَوْسَه وهو يَفُجُّها فَجّاً رفع وَتَرَها عن كَبِدِها مثل فَجَوْتُها وكذلك فَجَأَ قَوْسَه الأَصمعي من القِياسِ الفَجَّاء والمُنْفَجَّة والفَجْواء والفارِجُ والفَرْجُ كل ذلك القوس التي يَبِينَ وَتَرُها عن كَبِدِها وهي بَيِّنَةُ الفَجَجِ قال الشاعر لا فَجَجٌ يُرَى بها ولا فَجا وأَفَجَّ الظَّلِيمُ رَمَى بصَوْمِهِ والنَّعامة تَفِجُّ إِذا رَمَتْ بصَوْمِها وقال ابن القِرِّيَّةِ أَفجَّ إِفْجاجَ النَّعامة وأَجْفل إِجْفالَ الظَّلِيم وأَفَجَّتِ النَّعامة كذلك والفِجاجُ الظَّلِيم يَبيض واحدة قال بَيْضاء مِثْل بَيْضَة الفِجاجِ وحافِرٌ مُفِجٌّ مُقَبَّبٌ وَقاحٌ وهو محمود وفَجَّ الفرس وغيره هَمَّ بالعَدْوِ والفِجُّ من كل شيء ما لم يَنْضَج وفَجاجَتُه نَهاءَتُهُ وقِلَّة نُضْجِه وبِطِّيخٌ فِجٌّ إِذا كان صُلباً غير نَضِيج وقال رجل من العرب الثمار كلها فِجَّةٌ في الربيع حين تنعقد حتى يُنْضِجها حَرُّ القَيْظِ أَي تكون نِيئَةً والفِجُّ النِّيءُ الصحاح الفِجُّ بالكسر البِطِّيخ الشامِيُّ الذي تسميه الفُرْس الهِنْدي وكل شيء من البِطِّيخ والفواكه لم يَنضَج فهو فِجٌّ ابن الأَعرابي الفُجُجُ الثُّقلاء من الناس ابن سيده والفَجَّان عيودُ الكِباسَة قال وقضينا بأَنه فَعْلان لغلبة باب فَعْلان على باب فَعَّالٍ أَلا ترى إِلى قوله صلى الله عليه وسلم للوفد القائلين له نحن بَنُو غَيَّان فقال أَنتم بنو رَشْدانَ ؟ فحمله على باب « غ و ي » ولم يحمله على باب « غ ي ن » لغََبلَة زيادة الأَلف والنون ورجل فَجْفَجٌ وفُجافِجٌ وفَجْفاج كثير الكلام والفَخْر بما ليس عنده وقيل هو الكثير الكلام والصِّياح والجَلَبة وقيل هو الكثير الكلام بلا نِظام وقيل هو المُجَلِّبُ الصَّيَّاح والأُنثى بالهاء وفيه فَجْفَجَة وأَنشد أَبو عبيدة لأَبي عارِم الكلابي في صفة بَخِيل أَغْنَى ابنُ عمرو عن بخِيلٍ فَجْفاجْ ذِي هَجْمَةٍ يُخْلِفُ حاجاتِ الرَّاجْ شُحْم نَوَاصِيها عِظام الإِنْتَاجْ ما ضَرَّها مَسُّ زمانٍ سَحَّاجْ وفي حديث عثمان أَن هذا الفَّجْفاج لا يدري أَين الله عز وجل هو المِهْذار المِكْثار من القَوْل قال ابن الأَثير ويروى البَجْباج وهو بمعناه أَو قريب منه وأَفَجَّ الرجلُ أَي أَسرع

( فحج ) الفحج تباعد ما بين أَوساط السَّاقَينِ في الإنسان والدابة وقيل تباعُدُ ما بين الفَخِذَين وقيل تباعُد ما بين الرجلين والنعت أَفْحَجُ والأُنثى فَحْجاء وقد فَحِجَ فَحَجاً وفَحْجَة الأَخيرة عن اللحياني وفي الحديث أَنه بال فلما فَحَّجَ رِجْليه أَي فَرَّقَهُما والأَفْحَجُ الذي في رِجْليه اعْوِجاجٌ ورجل أَفْحَجُ بَيِّنُ الفَحَج وهو الذي تَتَدانَى صُدُور قَدَمَيْه وتَتباعَد عَقِباه وتَتَفَحَّجُ ساقاهُ وفي الحديث في صفة الدَّجَّال أَعْوَر أَفْحَج وحديث الذي يُخَرِّب الكعبة كأَني به أَسْوَدَ أَفْحَجَ يَقْلَعُها حَجَراً حَجَراً ودابَّة فَحْجاء وتَفَحَّجَ وانْفَحَجَ والفَحْج بالتسكين مِشْيَة الأَفْحَج والتَّفَحُّجُ مثل التَّفَشُّجِ وهو أَن يُفَرِّج بين رِجْلَيه إِذا جلس وكذلك التَّفْحِيجُ مثل التَّفْشِيج وأَفْحَجَ الرجلُ حَلُوبتَه إِذا فَرَّجَ ما بين رِجْلَيها لِيَحْلُبَها ابن سيده والفَحْجَل الأَفْحَجُ زِيدَت اللام فيه كما قيل عَدَدٌ طَيْسٌ وطَيْسَلٌ أَي كثير ولِذَكَر النعام هَيْق وهَيْقَل قال ولا يَعْرف سيبويه اللام زائدة إِلا في عَبْدَل وفَحْوَج اسم والفُحْجُ بطن اسم أَبيهم فحوج

( فخج ) الفَخَجُ الطَّرْمَذَة وقد فَخَجَه وفَخَجَ به والفَخَجُ مبايَنة إِحدى الفخذين للأُخرى وأَكثر ذلك في الإِبل وقد فَخِجَ فَخَجاً وهو أَفْخَجُ

( فخدج ) فَخْدَج اسم شاعر

( فدج ) الفَوْدَجُ الهَوْدَج وقيل هو أَصغر من الهَودَج والجمع الفَوادِج والهَوادِج وفَوْدَج العَروسِ مَرْكَبُها وقال اليزيدي الفَودَجُ شيء يَتَّخِذُه أَهل كِرْمان والذي يتخذه الأَعراب هَودَج وناقة واسعة الفَودَج أَي واسعة الأَرْفاغِ والفَوْدَجان موضع
( * قوله « والفودجان موضع » هكذا في الأصل بالنون وعبارة القاموس وشرحه والفودجات هكذا في نسختنا بالتاء المثناة في الآخر والصواب الفودجان مثنى قال ذو الرمة إِلى آخر ما هنا اه ولكن في معجم البلدان لياقوت والفودجات بضم الفاء وفتح الدال وبالتاء موضع وأنشد الشطر الثاني من البيت موافقاً لما قاله ) قال ذو الرمة لَهُ عَلَيْهنَّ بالخَلْصاء مَرْتَعِهِ فالفَوْدَجَيْنِ فَجَنْبَيْ واحِفٍ صَخَبُ

( فرج ) الفَرْجُ الخَلَلُ بين الشيئين والجمع فُرُوجٌ لا يكسَّر على غير ذلك قال أَبو ذؤيب يصف الثور فانْصاعَ مِنْ فَزَعٍ وسَدَّ فُرُوجَهُ غُبْرٌ ضَوارٍ وافِيانِ وأَجْدَعُ فُروجه ما بين قوائمه سَدَّ فُرُوجَه أَي مَلأَ قوائمه عَدْواً كأَن العَدْوَ سَدَّ فُروجَه ومَلأَها وافيان صحيحان وأَجْدَع مقطوع الأُذُن والفُرْجَة والفَرْجَة كالفَرْج وقيل الفُرْجَة الخَصاصَة بين الشيئين ابن الأَعرابي فَتَحات الأَصابع يقال لها التَّفارِيجُ واحدها تِفْراجٌ
( * قوله « واحدها تفراج » عبارة القاموس جمع تفرجة كزبرجة ) وخُرُوق الدَّرابِزِينِ يقال لها التَّفارِيجُ والحُلْفُق النضر فَرْجُ الوادي ما بين عُدْوَتَيْهِ وهو بطْنُه وفَرْجُ الطريق منه وفُوْهَتُه وفَرْج الجبَل فَجُّه قال مُتَوَسِّدِين زِمامَ كُلِّ نَجِيبةٍ ومُفَرَّجٍ عَرِقِ المَقَذِّ مُنَوَّقِ وهو الوَساعُ المُفَرَّجُ الذي بان مِرْفَقُه عن إِبطِه والفُرْجَة بالضم فُرْجَة الحائط وما أَشبهه يقال بينهما فُرْجَة أَي انْفِراج وفي حديث صلاة الجماعة ولا تَذَرُوا فُرُجات الشيطان جمع فُرْجَة وهو الخَلَلُ الذي يكون بين المُصَلِّينَ في الصُّفُوف فأَضافها إِلى الشيطان تَفظِيعاً لشأْنها وحَمْلاً على الاحتراز منها وفي رواية فُرُجَ الشيطان جمع فُرْجَة كَظُلْمَة وظُلَم والفَرْجَة الرَّاحة من حُزْن أَو مَرَض قال أُمية بن أَبي الصلت لا تَضِيقَنَّ في الأُمور فقد تُكْ شَفُ غَمَّاؤُها بغير احْتِيالِ رُبَّما تَكْرَهُ النُّفُوسُ من الأَمْ رِ له فَرْجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ ابن الأَعرابي فُرْجَة اسم وفَرْجَةٌ مصدر والفَرْجَة التَّفَصِّي من الهَمِّ وقيل الفَرْجَة في الأَمر والفُرْجَة بالضم في الجدار والباب والمعنَيان مُتَقارِبان وقد فَرَج له يَفْرِج فَرْجاً وفَرْجَة التهذيب ويقال ما لهذا الغَمِّ من فَرْجَة ولا فُرْجَة ولا فِرْجَة الجوهري الفَرَجُ من الغم بالتحريك يقال فَرَّجَ الله غَمَّك تَفْريجاً وكذلك فَرَجَ الله عنك غمَّك يَفْرِج بالكسر وفي حديث عبد الله ابن جعفر ذَكَرَتْ أُمُّنا يُتْمَنا وجَعَلَتْ تُفْرَحُ له قال أَبو موسى هكذا وجدته بالحاء المهملة قال وقد أَضرب الطبراني عن هذه اللفظة فتركها من الحديث قال فإِن كانت بالحاء فهو من أَفرَحَه إِذا غَمَّه وأَزال عنه الفَرَحَ وأَفْرَحَه الدَّيْن إِذا أَثْقَله وإِن كانت بالجيم فهو من المُفْرَجِ الذي لا عَشِيرة له فكأَنَّ أُمَّهُم أَرادتْ أَن أَباهم تُوُفِّيَ ولا عشيرة لهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أَتَخافِينَ العَيْلة وأَنا وَلِيُّهُم ؟ والفَرْجُ الثَّغْرُ المَخُوف وهو موضع المخافة قال فَغَدَت كِلا الفَرْجَينِ تَحْسَبُ أَنَّه مَولى المَخافة خَلْفُها وأَمامُها وجمعه فُرُوج سُمِّي فَرْجاً لأَنه غير مَسْدُود وفي حديث عُمَر قَدِمَ رجل من بعض الفُرُوجِ يعني الثُّغُور واحدها فَرْج أَبو عبيدة الفَرْجانِ السِّنْد وخُراسانُ وقال الأَصمعي سِجِسْتانُ وخُراسانُ وأَنشد قول الهذلي على أَحَدِ الفَرْجَيْنِ كانَ مُؤَمَّرِي وفي عهد الحجَّاج اسْتَعْمَلْتُك على الفَرْجَين والمِصْرَينِ الفَرْجانِ خُراسانُ وسِجِسْتانُ والمِصْرانِ الكُوفة والبَِصْرَة والفَرْجُ العَوْرَة والفَرْجُ شِوارُ الرجل والمرأَة والجمع فُرُوج والفَرْجُ اسم لجمع سَوآت الرجال والنساء والفِتْيان وما حَوالَيْها كله فَرْج وكذلك من الدَّوابِّ ونحوها من الخَلْق وفي التنزيل والحافِظِين فُرُوجَهُم والحافِظات وفيه والذين هم لِفُرُوجِهِم حافِظون إِلا على أَزواجِهم قال الفراء أَراد على فُروجِهِم يُحافِظون فجعل اللام بمعنى على واستثنى الثانية منها فقال إِلا على أَزواجِهم قال ابن سيده هذه حكاية ثعلب عنه قال وقال مرة على مِن قوله إِلا على أَزواجِهم من صِلةِ مَلُومِينَ ولو جعل اللام بمنزلة الأَول لكان أَجود ورجل فَرِجٌ لا يزال ينكشِف فَرْجُه وفَرِجَ بالكسر فَرَجاً وفي حديث الزبير أَنه كان أَجْلَعَ فَرِجاً الفَرِجُ الذي يَبْدو فَرْجُه إِذا جَلَس وينكَشِف والفَرْجُ ما بين اليَدَيْن والرجلين وجَرَتِ الدَّابة مِلْءَ فُرُوجِها وهو ما بين القوائم واحدها فَرْج قال وأَنت إِذا اسْتَدْبَرْتَهُ سَدَّ فَرْجَه بِضافٍ فُوَيْقَ الأَرْض ليْسَ بأَعْزَلِ وقول الشاعر شُعَبُ العِلافِيَّات بَيْنَ فُرُوجِهِمْ والمُحْصَناتُ عَوازِبُ الأَطْهارِ العِلافِيَّاتُ رِحالٌ منسوبة إِلى عِلافٍ رجل من قُضاعةَ والفُرُوج جمع فَرْج وهو ما بين الرِّجلين يريد أَنهم آثَرُوا الغَزْوَ على أَطهار نسائهم وكلُّ فُرْجَةٍ بين شيئين فهو فَرْجٌ كله كقوله إِلاَّ كُمَيْتاً كالقَناةِ وضابِئاً بالفَرْجِ بَيْنَ لَبانِه ويَدِهْ جعل ما بين يديه فَرْجاً وقال امرؤُ القيس لها ذَنَبٌ مِثلُ ذَيْلِ العَروسِ تَسُدُّ به فَرْجَها مِن دُبُرْ أَراد ما بين فَخِذَي الفَرَسِ ورِجْلَيْها وفي حديث أَبي جعفر الأَنصاري فَمَلأْتُ ما بين فُروجي جمع فَرْجٍ وهو ما بين الرجلين يقال للفرس مَلأَ فَرْجَه وفُرُوجَه إِذا عَدا وأَسْرَع به وسُمِّي فَرْجُ المرأَة والرجل فَرْجاً لأَنه بين الرِّجْلين وفُروجُ الأَرض نواحِيها وباب مَفْرُوجٌ مُفَتَّجٌ ورجلٌ أَفْرَجُ الثَّنايا وأَفْلَجُ الثَّنايا بمعنى واحد والأَفْرَجُ العظيم الأَلْيَتَيْنِ لا تَكادان تَلْتقيان وهذا في الحَبَشِ رجل أَفْرَجُ وامرأَة فَرْجاءُ بَيِّنا الفَرَج وقد فَرِجَ فَرَجاً والمُفَرَّجُ كالأَفْرَجِ والفُرُجُ والفِرْجُ بالكسر الذي لا يَكْتُمُ السِّرَّ قال ابن سيده وأُرى الفُرُجَ بضم الفاءِ والراء والفِرْجَ لُغَتَيْن عن كراع وقَوْسٌ فُرُجٌ وفارِجٌ وفَرِيجٌ مُنَفَّجَةُ السِّيَتَيْنِ وقيل هي النَّاتِئَة عن الوَتَرِ وقيل هي التي بانَ وَتَرُها عن كَبِدِها والفَرَجُ انْكِشافُ الكَرْب وذهابُ الغَمِّ وقد فَرَجَ الله عنه وفَرَّجَ فانْفَرَجَ وتَفَرَّجَ ويقال فَرَجَه الله وفَرَّجه قال الشاعر يا فارِجَ الهَمِّ وكشَّاف الكُرَبْ وقول أَبي ذؤَيب فإِني صَبَرْتُ النَّفْسَ بَعْدَ ابنِ عَنْبَسٍ وقد لَجَّ مِنْ ماءِ الشُّؤُونِ لَجُوجُ لِيُحْسَبَ جَلْداً أَو لِيُخْبَرَ شامِتٌ وللشَّرِّ بَعْدَ القارِعاتِ فُرُوجُ يقول إِني صَبَرْتُ على رُزْئي بابن عَنْبَسٍ لأُحْسَبَ جَلْداً أَو لِيُخْبَر شامتٌ بتَجَلُّدي فينكسر عَني ويجوز أَن يكون قوله فُرُوجٌ جمع فَرْجة على فُروج كَصَخْرةٍ وصُخُور ويجوز أَن يكون مصدراً لفَرَجَ يَفْرِجُ أَي تَفَرُّجٌ وانكشاف أَبو زيد يقال لِلْمُشْطِ النحِيتُ والمُفَرَّجُ والمِرْجَلُ وأَنشد ثعلب لبعضهم يصف رجلاً شاهد الزور فَاتَهُ المَجْدُ والعَلاءُ فأَضْحَى يَنْقُصُ الحَيْسَ بالنَّحِيتِ المُفَرَّج
( * قوله « ينقص الحيس » كذا في الأصل ومثله في شرح القاموس )
التهذيب في حديث عَقِيلٍ أَدْرِكُوا القومَ على فَرْجَتِهم أَي على هَزيمَتِهم قال ويُرْوى بالقاف والحاءِ والفَريجُ الظَّاهِرُ البارِزُ المُنْكَشِفُ وكذلك الأُنثى قال أَبو ذؤَيب يصف دُرَّةً بكَفَّيْ رَقاحِيٍّ يُريدُ نَماءَها لِيُبْرِزَها للبَيْعِ فَهْيَ فَريجُ كَشَفَ عن هذه الدُّرَّة غِطاءَها لِيَراها الناس ورجل نِفْرِجٌ ونِفْرِجَةٌ ونِفْراجٌ ونِفْرِجاءُ ممدود ينكشف عند الحرب ونِفْرِجٌ ونِفْرِجةٌ وتِفْرِجٌ وتِفْرِجَةٌ ضعيف جَبانٌ أَنشد ثعلب تِفْرِجَةُ القَلْبِ قَلِيلُ النَّيْلِ يُلْقَى عَليه نِيدُِلانُ اللَّيْلِ أَو أَنشد تِفْرِجَةُ القَلْبِ بَخِيلٌ بالنَّيل يُلْقى عليه النِّيدُِلانُ بالليل ويروى نِفْرِجةٌ والنِّفْرِجُ القَصَّارُ وامرأَة فُرُجٌ مُتَفَضِّلَةٌ في ثوبٍ يُمانِيةٌ كما تقول أَهل نَجْد فُضُلٌ ومَرَةٌ فَريجٌ قد أَعْيَتْ من الولادة وناقَةٌ فَريجٌ كالَّة شُبِّهَتْ بالمرأَة التي قد أَعيت من الولادة قال ابن سيده هذا قول كراع وقال مرّة الفَريجُ من الإِبل الذي قد أَعْيا وأَزْحَفَ ونعجة فَريجٌ إِذا ولَدت فانفَرَج وَرِكاها أَنشده أَبو عمرو مستشهداً به على مخخ أَمْسى حَبيبٌ كالفَريجِ رائِخا والمُفرَجُ الحَمِيلُ الذي لا وَلَدَ له وقيل الذي لا عشيرة له عن ابن الأَعرابي والمُفْرَجُ القَتِيل يُوجَد في فَلاةٍ من الأَرض وفي الحديث العَقْلُ على المسلمين عامَّةً وفي الحديث لا يُتْرَك في الإِسلام مُفْرَجٌ يقول إِن وُجِدَ قَتِيلٌ لا يُعرف قاتله وُدِيَ من بيت مال الإِسلام ولم يُترك ويروى بالحاءِ وسيذكر في موضعه وكان الأَصمعي يقول هو مُفْرَحٌ بالحاءِ ويُنْكِر قولَهم مُفْرَجٌ بالجيم وروى أَبو عبيد عن جابر الجعْفِيّ أَنه هو الرجل الذي يكون في القوم من غيرهم فحقَّ عليهم أَن يَعْقِلوا عنه قال وسمعت محمد بن الحسن يقول يروى بالجيم والحاءِ فمن قال مُفْرَج بالجيم فهو القتيل يُوجَد بأَرض فَلاة ولا يكون عنده قَرْيةٌ فهو يُودى من بيت المال ولا يَبْطُلُ دَمُه وقيل هو الرجل يكون في القوم من غيرهم فيلزمهم أَن يَعْقِلوا عنه وقيل هو المثقل بحق دية أَو فِداءٍ أَو غُرم والمَفْروجُ الذي أَثقله الدين
( * قوله « والمفروج الذي أَثقله الدين » مقتضى ذكره هنا أَنه بالجيم قال في شرح القاموس وصوابه بالحاء وتقدم للمصنف في هذه المادة في شرح حديث عبد الله بن جعفر ما يؤخذ منه ذلك وكذا يؤخذ من القاموس في مادة فرج )
وقال أَبو عبيدة المُفْرَج أَن يُسْلِمَ الرجل ولا يُوالي أَحداً فإِذا جنى جناية كانت جِنايَتُه على بَيْت المال لأَنه لا عاقِلة له وقال بعضهم هو الذي لا دِيوانَ له ابن الأَعرابي المُفْرَج الذي لا مال له والمُفْرَج الذي لا عشيرة له ويقال أَفْرَجَ القومُ عن قَتِيلٍ إِذا انْكَشَفُوا وأَفْرَجَ فلان عن مكان كذا وكذا إِذا حلَّ به وتركه وأَفْرَجَ الناس عن طريقه أَي انْكَشَفُوا وفَرَجَ فاهُ فَتَحَهُ للموْتِ قال ساعدة بن جؤَية صِفْرِ المَباءَة ذِي هَِرْسَيْنِ مُنْعَجِفٍ إِذا نَظَرْتَ إِلَيْه قُلْتَ قد فَرَجا والفَرُّوجُ الفَتِيُّ من ولد الدُّجاج والضم فيه لغة رواه اللحياني وفَرُّوجة الدُّجاجةِ تجمع فَراريجَ يقال دُجاجة مُفْرِجٌ أَي ذات فَراريجَ والفَرُّوجُ بفتح الفاءِ القَباءُ وقيل الفَرُّوج قَباءٌ فيه شَقٌّ من خَلْفِه وفي الحديث صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم ويعليه فَرُّوجٌ من حَريرٍ وفَرُّوج لَقَبُ إِبراهيم بن حَوْرانَ قال بعض الشعراءِ يَهْجُوه يُعَرِّضُ فَرُّوجُ بنُ حَوْرانَ بِنْتَه كما عُرِّضَتْ للمُشْتَرينَ جَزُورُ لَحى اللهُ فَرُّوجاً وخَرَّبَ دارَه وأَخْزى بني حَوْرانَ خِزْيَ حَمِير وفَرَجٌ وفرَّاجٌ ومُفَرِّجٌ أَسماء وبنو مُفْرِجٍ بطن

( فربج ) افْرَنْبَجَ جِلْدُ الحَمَلِ شُوِي فَيَبِسَتْ أَعاليه وكذلك إِذا أَصابه ذلك من غير شَيٍّ وهو مصدر شَوَيْتُ قال الشاعر يصف عَناقاً شَواها وأَكل منها فآكُلُ مِنْ مُفْرَنْبِجٍ بين جلدها

( فرتج ) الفِرْتاجُ سِمَةٌ من سِماتِ الإِبل حكاه أَبو عبيد ولم يحلّ هذه السمةَ وفِرْتاجٌ موضع وقيل موضع في بلاد طيِّئٍ أَنشد سيبويه أَلم تَسَلي فَتُخْبِرَكِ الرُّسومُ على فِرْتاجَ والطَّلَلُ القَديمُ ؟ وأَنشد ابن الأَعرابي قلتُ لِحَجْنٍ وأَبي العَجَّاجِ أَلا الحَقا بِطَرَفَيْ فِرْتاجِ

( فرزج ) الفَيْرُوزَجُ ضَرْبٌ من الأَصباغِ

( فسج ) الفاسِجُ من الإِبل اللاَّقِحُ وقيل اللاقحُ مع سِمَنٍ وقيل هي الحائِل السمينة والجمع فَواسِجُ وفُسَّجٌ قال والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا والفاسِجَةُ من الإِبل التي ضَرَبَها الفَحْل قبل أَوانِها فَسَجَتْ تَفْسُجُ فُسوجاً النضر الفاسِجُ التي حَمَلَتْ فَزَمَّت بأَنْفِها واسْتَكْبَرَتْ أَبو عمرو وهي السَّريعة الشابَّةُ الليث هي التي أَعْجَلَها الفحْلُ فَضَرَبَ قبل وقْتِ المَضْرَبِ وقال في الشاءِ وهي في النُّوقِ أَعْرَفُ عند العرب الأَصمعي الفاسِجُ والفاشِجُ العظيمة من الإِبل قال وبعض العرب يقول هما الحامل وأَنشد تَخْدي بها كلُّ خَنُوفٍ فاسِج

( فشج ) فَشَجَتِ الناقةُ وتَفَشَّجَتْ وانْفَشَجَتْ تَفاجَّتْ وتَفَرْشَحَتْ لِتُحْلَبَ أَو تَبُولَ وفي حديث جابر تفَشَّجَتْ ثم بالَتْ يعني الناقة هكذا رواه الخطابي ورواه الحميدي فَشَجَّتْ بتشديد الجيم والفاء زائدة للعطف وفي الحديث أَن أَعرابيّاً دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ففَشَجَ فبالَ قال ورواه بعضهم فَشَّجَ قال أَبو عبيد الفَشْجُ تَفْريجُ ما بين الرِّجْلَيْنِ دون التَّفاجِّ قال الأَزهري رواه أَبو عبيد بتشديد الشين والتَّفْشِيجُ أَشدُّ من الفَشْجِ وهو تفريج ما بين الرجلين الجوهري فَشَجَ فبالَ أَي فرَّجَ بين رجليه وكذلك فَشَّجَ تَفْشِيجاً والتَّفَشُّجُ مِثْلُ التَّفَحُجِ وتَفَشَّجَ الرجل تَفَحَّجَ الليث التَّفَشُّجُ التَّفَحُّجُ على النار

( فضج ) انْفَضَجَتِ القُرْحةُ انْفَتَحَت وانْفَضَجَ بطنه اسْتَرْخَتْ مَراقُّهُ وكلُّ ما عَرُضَ كالمَشْدُوخِ فقد انْفَضَجَ ابن الأَعرابي رجل عِفْضَاجٌ ومِفْضاجٌ وهو العظيمُ البَطْن المُسْتَرْخِيهِ وفي حديث عَمْرو بن العاص أَنه قال لمعاوية لقد تَلافَيْتُ أَمْرَكَ وهو أَشدُّ انْفِضاجاً من حُقِّ الكَهْوَلِ أَي أَشدُّ اسْتِرْخاءً وضَعْفاً من بين العَنْكبوتِ وتَفَضَّجَ بدنه بالشحم تشقق وهو أَن يأْخذ مأْخذه فَتَنْشَقَّ عُرُوقُ اللَّحمِ في مداخِلِ الشحْم بين المَضابِع وتَفَضَّجَ عَرَقاً سال قال العجاج بعد وأَما بدنُهُ تَفَضَّجا
( * قوله « بعد واما إلخ » كذا بالأصل )
شمر يقال قد انْفَضَجَتِ الدلْوُ بالجيم إِذا سال ما فيها من الماء وانْفَضَجَ فلان بالعَرقِ إِذا سال به قال ابن مقبل ومُنْفَضِجاتٍ بالحَمِيمِ كأَنَّما نُضِحَتْ لُبُودُ سُرُوجِها بِذِنابِ قال ويقال بالخاء أَيضاً انْفَضَخَتْ يعني الدلو ويقال انْفَضَجَتْ سُرَّتُه إِذا انفتحتْ وكل شيء تَوَسَّعَ فقد تَفَضَّجَ وقال الكميت يَنْفَضِجُ الجُودُ من يَدَيْهِ كما يَنْفَضِجُ الجَودُ حِين يَنسَكِبُ وقال ابن أَحمر أَلم تَسْمَعْ بفاضِجَةِ الدِّيارا
( * قوله « قال ابن أَحمر أَلم تسمع إلخ » كذا بالإصل )
حيث انْفَضَجَ واتَّسَعَ وقال ابن شميل انْفَضَجَ الأُفُقُ إِذا تبين وفلان يَتَفَضَّجُ عَرَقاً إِذا عَرِقتْ أُصُولُ شعره ولم يَبْتَلَّ

( فلج ) فِلْجُ كلِّ شَيءٍ نِصْفُه وفَلَج الشيءً بينهما يَفْلِجُه بالكسر فَلْجاً قَسَمَه بنِصْفَيْنِ والفَلْجُ القَسْمُ وفي حديث عمر أَنه بَعَثَ حُذَيْفَةَ وعثمانَ بنَ حُنَيفٍ إِلى السّوادِ فَفَلَجَا الجِزْيةَ على أَهْلِهِ الأَصمعي يعني قَسَماها وأَصْلُه من الفِلْج وهو المِكْيَالُ الذي يقال له الفالِجُ قال وإِنما سميت القِسْمةُ بالفَلْجِ لأَن خراجهم كان طعاماً شمر فَلَّجْتُ المالَ بينهم أَي قَسَمْتُه وقال أَبو دواد فَفَرِيقٌ يُفَلِّجُ اللَّحْمَ نِيئاً وفَرِيقٌ لِطابِخِيهِ قُتارُ وهو يُفَلِّج الأَمر أَي ينظر فيه ويُقَسِّمُه ويُدَبِّرهُ الجوهري فَلَجْتُ الشيء بينهم أَفْلِجُه بالكسر فَلْجاً إِذا قسمته وفَلَجْتُ الشيء فلِْجَيْنِ أَي شَقَقْتُه نِصفين وهي الفُلُوجُ الواحد فَلْجٌ وفِلْجٌ وفَلَجْتُ الجِزْيَةَ على القوم إِذا فرضتها عليهم قال أَبو عبيد هو مأْخوذ من القَفِيز الفالِجِ وفَلَجْتُ الأَرضَ للزراعة وكل شيء شَقَقْتَه فقد فَلَجْتَه والفَلُّوجَةُ الأَرض المُصْلَحَةُ لِلزَّرْع والجمع فَلالِيجُ ومنه سمي موضعٌ في الفُرات فَلُّوجةَ وتَفَلَّجَتْ قدَمه تَشَقَّقَتْ والفَلْجُ والفَالِجُ البعير ذُو السنامَين وهو الذي بين البُخْتيِّ والعَرَبيِّ سمي بذلك لأَن سنامه نِصفان والجمع الفَوالِجُ وفي الصحاح الفَالِجُ الجمل الضخم ذو السنامين يحمل من السِّنْدِ لِلْفِحْلَة وفي الحديث أَنَّ فالِجاً تَرَدَّى في بئر هو البعير ذو السنامين سمي بذلك لأَن سناميه يختلف مَيْلُهما والفالِجُ رِيحٌ يأْخذ الإِنسان فيذهب بشقِّه وقد فُلِجَ فَالِجاً فهو مَفْلُوجٌ قال ابن دريد لأَنه ذهب نصفه قال ومنه قيل لشُقَّةِ البيت فَلِيجَةٌ وفي حديث أَبي هريرة الفالِجُ داءُ الأَنبياء هو داءٌ معروف يُرَخِّي بعضَ البدن قال ابن سيده وهو أَحد ما جاء من المصادر على مثال فاعل والمَفْلُوجُ صاحب الفالِجِ وقد فُلِجَ والفَلَجُ الفَحَجُ في السَّاقَينِ وقال وأَّصل الفَلْجِ النِّصفُ من كل شيءٍ ومنه يقال ضَرَبَه الفالِجُ في السَّاقَينِ ومنه قولهم كُرٌّ بالفالج وهو نصف الكُرِّ الكبير وأَمْرٌ مُفَلَّجٌ ليس بِمُسْتقِيمٍ على جهتِهِ والفَلَجُ تباعُدُ القَدَمَينِ أُخُراً ابن سيده الفَلَجُ تَباعُدُ ما بين السَّاقَيْنِ وفَلَجُ الأَسنان تباعُدٌ بينها فَلِجَ فَلَجاً وهو أَفْلَجُ وثَغْرٌ مُفَلَّجٌ أَفْلَجُ والفَلَجُ بين الأَسنان ورجل أَفْلَجُ إِذا كان في أَسْنانِه تَفَرُّقٌ وهو التفليج أَيضاً التهذيب والفَلَجُ في الأَسنان تباعد ما بين الثّنايا والرَّباعِيات خِلْقةً فإِن تُكُلِّفَ فهو التفليجُ ورجل أَفْلَجُ الأَسنانِ وامرأَة فَلْجاءُ الأَسنانِ قال ابن دريد لا بد من ذكر الأَسنان والأَفلج أَيضاً من الرجال البعيد ما بين الثديين ورجل مُفَلَّجُ الثنايا أَي مُنْفَرِجُها وهو خلاف المُتراصِّ الأَسنان وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَنه كان مُفَلَّجَ الأَسنانِ وفي رواية أَفْلَجَ الأَسنانِ وفي الحديث أَنه لَعَنَ المُتَفَلِّجاتِ للحُسْنِ أَي النساءَ اللاتي يَفْعَلْنَ ذلك بأَسنانهن رغبة في التحسين وفَلَجُ الساقَيْنِ تباعد ما بينهما والفَلَجُ انقِلابُ القدم على الوَحْشِيّ وزوال الكَعْبِ وقيل الأَفْلَجُ الذي اعْوِجاجُه في يَدَيْهِ فإِن كان في رجليه فهو أَفْحَجُ وَهَنٌ أَفْلَجُ متباعِدُ الأَسْكَتَيْنِ وفَرسٌ أَفْلَجُ مُتَبَاعِدُ الحَرْقَفَتَيْنِ ويقال من ذلك كله فَلِجَ فَلَجاً وفَلَجةً عن اللحياني وأَمْرٌ مُفَلَّجٌ ليس على اسْتِقامةٍ والفِلْجةُ القِطْعةُ من البِجادِ والفَلِيجةُ أَيضاً شُقَّة من شُقَقِ الخِباء قال الأَصمعي لا أَدري أَين تكون هي ؟ قال عمرو بن لَجَإٍ تَمَشَّى غيرَ مُشْتمِلٍ بِثَوْبٍ سِوى خَلِّ الفَلِيجةِ بالخِلالِ قال ابن سيده وقول سلمى بن المُقْعَد الهُذَليِّ لَظَلَّتْ عليه أُّمُّ شِبْلٍ كأَنَّها إِذا شَبِعَتْ منه فَلِيجٌ مُمَدَّدُ يجوز أَن يكون أَراد فَلِيجَةً مُمَدَّدَةً فحذف ويجوز أَن يكون مما يقال بالهاء وغير الهاء ويجوز أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء والفَلْجُ الظَّفَرُ والفَوْزُ وقد فَلَجَ الرجلُ على خَصْمِه يَفْلُجُ فَلْجاً وفي المثل مَنْ يَأْتِ الحَكَمَ وَحْدَه يَفْلُجْ وأَفْلَجَه الله عليه فَلْجاً وفُلُوجاً وفَلَجَ القومَ وعلى القومِ يَفْلُجُ ويَفْلِجُ فَلْجاً وأَفْلَجَ فازَ وفَلَجَ سَهْمُه وأَفْلَجَ فاز وهو الفُلْجُ بالضم والسهْمُ الفالِجُ الفائِزٌ وفَلَجَ بحُجَّتِه وفي حجته يَفْلُجُ فُلْجاً وفَلْجاً وفَلَجاً وفُلُوجاً كذلك وأَفْلَجَه على خَصْمِه غَلَّبَه وفَضَّلَه وفالَجَ فلاناً فَفَلَجَه يَفْلُجُه خاصَمه فخصَمَه وغَلَبَه وأَفْلَجَ اللهُ حجته أَظْهَرها وقَوَّمَها والاسم من جميع ذلك الفُلْجُ والفَلَجُ يقال لمن الفُلْجُ والفَلَجُ ؟ ورجل فالِجٌ في حُجَّته وفَلْجٌ كما يقال بالِغٌ وبَلْغٌ وثابتٌ وثَبْتٌ والفَلْجُ أَن يَفْلُجَ الرجلُ أَصحابَه يَعْلُوهم ويَفُوتُهُمْ وأَنا من هذا الأَمر فالِجُ بنُ خَلاوةَ أَي بِريءٌ فالِجٌ اسم رجل وهو فالج بن خَلاوةَ الأَشجعي وذلك أَنه قيل لفالج بن خَلاوةَ يوم الرَّقَمِ لما قَتَلَ أُنَيْسٌ الأَسْرى أَتَنْصُرُ أُنَيْساً ؟ فقال إِنِّي منه بريء أَبو زيد يقال للرجل إِذا وقع في أَمر قد كان منه بمعزل كنتَ من هذا فالِجَ بنَ خَلاوةَ يا فتى الأَصمعي أَنا من هذا فالج بن خلاوة أَي أَنا منه بريء ومثله لا ناقةَ لي في هذا ولا جَمَلَ رواه شمر لابن هانئ عنه والفَلَجُ بالتحريك النهر وقيل النهر الصغير وقيل هو الماء الجاري قال عبيد أَو فَلَجٌ بِبَطْنِ وادٍ للماءِ من تَحْتِه قَسِيبُ الجوهري ولو روي في بُطونِ وادٍ لاستقامَ وزن البيت والجمع أَفْلاجٌ وقال الأَعشى فما فَلَجٌ يَسْقِي جَداوِلَ صَعْنَبَى له مَشْرَعٌ سَهْلٌ إِلى كلِّ مَوْرِدِ الجوهري والفَلْج نهر صغير قال العجاج فَصَبِّحا عَيْناً رِوًى وفَلْجا قال والفَلَجُ بالتحريك لغة فيه قال ابن بري صواب إِنشاده تَذَكَّرا عَيْناً رِوًى وفَلَجا بتحريك اللام وبعده فَراحَ يَحْدُوها وباتَ نَيْرَجا النَّيْرَجُ السريعة ويروى تَذَكَّرا عَيْناً رَواءً فَلَجا يصف حماراً وأُتُناً والماءٌ الرِّوي العَذْبُ وكذلك الرَّواءُ والجمع أَفْلاجٌ قال امرؤ القيس بِعَيْنَيَّ ظُعْنُ الحَيِّ لمَّا تَحَمَّلُوا لَدى جانِبِ الإَفْلاجِ منْ جَنْبِ تَيْمَرا وقد يوصف به فيقال ماء فَلَجٌ وعين فَلَج وقيل الفَلَجُ الماء الجاري من العين قاله الليث وأَنشد تذكَْرا عيناً رَواءً فَلَجا وأَنشد أَبو نصر تذكَّرا عيناً رِوًى وفَلَجا والرِّوى الكثير والفُلُجُ الساقِيةُ التي تَجْري إِلى جميع الحائطِ والفُلْجانُ سواقي الزَّرْع والفَلَجاتُ المَزارِعُ قال دَعُوا فَلَجاتِ الشامِ قدْ حال دُونَها طِعانٌ كأَفْواهِ المخاضِ الأَوارِكِ وهو مذكور في الحاء والفَلُّوجةُ الأَرض الطيِّبَةُ البَيْضاءُ المُسْتَخْرَجةُ للزراعةِ والفَلَجُ الصبح قال حميد بن ثور عن القَرامِيصِ بأَعْلى لاحِبٍ مُعَبَّدٍ من عَهْدِ عادٍ كالفَلَجْ وانْفَلَجَ الصبْحُ كانْبَلَجَ والفالِجُ والفِلْجُ مِكيالٌ ضخم معروف وقيل هو القَفِيز وأَصله بالسُّرْيانية فالغاء فعُرِّب قال الجعدي يصف الخمر أُلْقِيَ فيها فِلْجانِ مِنْ مِسْكِ دا رِينَ وفِلْجٌ مِنْ فُلْفُلٍ ضَرِمِ قال سيبويه الفَِلْج الصِّنْفُ من الناس يقال الناسُ فِلْجانِ أَي صِنْفانِ من داخلٍ وخارج قال السيرافي الفَِلْجُ هو الصِّنْفُ والنِّصْفُ مشتق من الفِلْجِ الذي هو القَفِيزُ فالفِلج على هذا القول عربي لأَن سيبويه إِنما حكى الفلج على أَنه عربي غير مشتقّ من هذا الأَعجمي وقول ابن طفيل تَوَضَّحْنَ في عَلْياء قَفْرٍ كأَنَّها مَهارِقُ فَلُّوجٍ يُعارِضْنَ تاليَا ابن جنبة الفَلُّوجُ الكاتِبُ والفَلْجُ والفُلْجُ القَمْرُ وفي حديث علي رضي الله عنه إِن المُسْلِم ما لم يَغْشَ دناءةً يَخْشَعُ لها إِذا ذُكِرَتْ وتُغْري به لِئامَ الناس كالياسِرِ الفالِجِ الياسِرُ المُقامِرُ والفالِجُ الغالبُ في قِمارِه وقد فَلَجَ أَصحابَه وعلى أَصحابِه إِذا غَلَبَهم وفي الحديث أَيُّنا فَلَجَ فَلَجَ أَصحابه وفي حديث سعد فأَخذْتُ سَهْمي الفالِجَ أَي القامِرَ الغالبَ قال ويجوز أَن يكون السهمَ الذي سبق به النِّضال وفي حديث مَعْنِ ابن يزيدَ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصَمْتُ إِليه فَأَفْلَجَني أَي حَكَمَ لي وغَلَّبَني على خَصْمِي وفَلالِيجُ السَّوادِ قُراها الواحدة فَلُّوجةٌ وفَلْجٌ اسم بلد ومنه قيل لطريق يأْخذ من طريق البصرة إِلى اليمامة طريقُ بَطْنِ فَلْجٍ ابن سيده وفَلْجٌ موضع بين البَصْرةِ وضَرِيَّةَ مذكر وقيل هو واد بطريق البصرة إِلى مكة ببطنه مَنازِلُ للحاجّ مصروف قال الأَشْهَبُ بن رُمَيْلَة وإِنَّ الذي حانَتْ بِفَلْجٍ دِماؤُهُمْ هُمُ القَوْمُ كُلُّ القَوْمِ يا أُمَّ خالِدِ قال ابن بري النحويون يستشهدون بهذا البيت على حذف النون من الذين لضرورة الشعر والأَصل فيه وإِن الذين كما جاء في بيت الأَخطل أَبَني كُلَيْبٍ إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذا قَتَلا المُلُوكَ وفَكَّكا الأَغْلالا أَراد اللذان فحذف النون ضرورة والإِفْلِيجُ موضع والفَلُّوجةُ قَرْيَةٌ من قُرى السَّوادِ وفَلُّوجٌ موضع والفَلَجُ أَرض لبني جَعْدَةَ وغيرهم من قَيْسٍ من نَجْدٍ وفي الحديث ذكر فَلَجٍ هو بفتحتين قرية عظيمة من ناحية اليمامة وموضع باليمن من مساكن عادٍ وهو بسكون اللام وادٍ بين البَصْرةِ وحِمَى ضَرِيَّةَ وفالِجٌ اسم قال الشاعر مَنْ كانَ أَشْرَكَ في تَفَرُّقِ فالِجٍ فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغَدَّتِ

( فنج ) الفَنَجُ إِعْرابُ الفَنَك وهو دابَّة يُفْتَرى بجلده أَي يُلْبَسُ منه فِراءٌ ابن الأَعرابي الفُنُجُ الثقلاء من الرجال

( فنزج ) الفَنْزَجَةُ والفَنْزَجُ النَّزَوانُ وقيل هو اللَّعِبُ الذي يقال له الدَّسْتْبَنْدْ يعني به رَقْصَ المجوسِ وفي الصحاح رقص العَجَمِ إِذا أَخذ بعضهم يد بعض وهم يَرْقُصونَ وأَنشد قول العجاج عَكْفَ النَّبيطِ يَلْعَبُونَ الفَنْزجا قال ابن السكيت هي لُعْبَةٌ لهم تسمى بَنْجَكانْ بالفارسية فعُرِّب وفي الصحاح هو بالفارسية بَنْجَهْ ابن الأَعرابي الفَنْزَجُ لَعِبُ النَّبيطِ إِذا بَطِروا وقيل هي الأَيامُ المُسْتَرَقَةُ في حِسابِ الفُرْسِ

( فهج ) الفَيْهَجُ من أَسماء الخَمْرِ وقيل هو من صِفاتِها قال أَلا يا اصْبِحاني فَيْهَجاً جَيْدَرِيَّةً بماءِ سَحابٍ يَسْبِقُ الحَقَّ باطِلي جَيْدَرِيَّة منسوبة إِلى قرية بالشام يقال لها جَيْدَرٌ وقيل منسوبة إِلى جَدَرٍ موضع هنالك أَيضاً نَسَباً على غير قياس وقيل الفَيْهَجُ الخَمْرُ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ والحقّ الموتُ والباطِلُ اللَّهْو وقيل الفَيْهَجُ الخمر الصافية ابن الأَنباري الفَيْهَجُ اسم مُخْتَلَقٌ للخمر وكذلك القِنْديدُ وأُمُّ زنْبَقٍ وقيل الفَيْهَجُ ما تُكالُ به الخمر فارسي معرب واستشهد بقوله أَلا يا اصْبِحِينا فَيْهَجاً جَدَرِيَّةً قال ابن بري البيت لمعبد بن سَعْنَةً وصواب إِنشاده أَلا يا اصْبِحاني لأَنه يخاطِبُ صاحِبَيْهِ وقبله ألأَ يا اصْبِحاني قَبْلَ لَوْمِ العَواذِلِ وقَبْلَ وداعٍ من زُنَيْبةَ عاجِلِ قال وجَدرِيَّة منسوبة إِلى جَدَرَ قرية بالشام

( فوج ) الفائِجُ والفَوْجُ القَطِيعُ من الناس وفي الصحاح الجماعة من الناس وقوله تعالى هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ معكم قيل إِن معناه هذا الفَوْجَ هم أَتباعُ الرُّؤساء والجمع أَفْواجٌ وأَفاوِجُ وأَفاويجُ وحكى سيبويه فُؤُوج وقوله عز وجل يدخلون في دين الله أَفْواجاً قال أَبو الحسن أَي جماعاتٍ كثيرةً بعدَ أَنْ كانوا يدخلون واحداً واحداً واثنين اثنين صارت القبيلة تدخل بأَسْرِها في الإِسلام والفائِج من قولك مَرَّ بنا فائِجُ وليمةِ فلانٍ أَي فَوْجٌ ممن كان في طعامه والإِفاجةُ الإِسْراعُ والعَدْوُ قال الراجز يصف نعجة لا تَسْبِقُ الشيْخَ إِذا أَفاجا قال ابن بري الرجز لأَبي محمد الفقعسي وقبله أَهْدى خلِيلي نَعْجَةً هِمْلاجا ما يَجِدُ الرَّاعِي بها لَماجا قال والأَصل في الهِمْلاجِ أَنه البِرْذَوْنُ والهَمْلَجةُ سيره فاستعاره للنعجة ويقال ما ذُقْتُ عنده لَماجاً أَي شيئاً قال والمشهور في رجزه أَعْطَى عقالٌ نَعْجَةً وهو اسم رجل وفي حديث كعب بن مالك يَتَلَقّاني الناسُ فَوْجاً فَوْجاً ابن الأَثير الفَوْجُ الجماعة من الناسِ والفَيْجُ مثله وهو مخفف من الفَيِّجِ وأَصله الواو يقال فاجَ يَفُوجُ فهو فَيِّجٌ مثل هانَ يَهُونُ فهو هَيِّنٌ ثم يخففان فيقال فَيْجٌ وهَيْنٌ والفائجةُ من الأَرض مُتَّسَعُ ما بين كل مُرتَفِعَيْنِ من غِلَظ أَو رمل وهو مذكور في فيج أَيضاً وناقةٌ فائجٌ سمينة وقيل هي حائل سمينة والمعروف فائِجٌ وفاجَ المِسْكُ سَطَعَ وفاجَ كَفاحَ قال أَبو ذؤَيب عَشِيَّةَ قامَتْ في الفِناءِ كأَنَّها عَقِيلةُ سَبْيٍ تُصْطَفَى وتَفوجُ وصُبَّ عليها الطِّيبُ حتى كأَنها أَسِيٌّ على أُمِّ الدِّماغِ حَجِيجُ

( فيج ) الفَيْجُ والفِيجُ الانْتِشارُ وأَفاجَ القومُ في الأَرض ذَهَبُوا وانْتَشَرُوا وأَفاجَ في عَدْوِه أَبطأَ وأَنشد لا تَسْبِقُ الشيْخَ إِذا أَفاجا وهذا أَورده الجوهري في ترجمة فوج شاهداً على الإِفاجة الإِسْراعِ والعَدْوِ والفَيْجُ الجماعة من الناس قال الأَزهري أَصله فَيِّجٌ من فاجَ يَفُوجُ كما يقال هَيِّنٌ من هانَ يَهُونُ ثم يخفف فيقال هَيْنٌ والفَيْجُ رسول السلطان على رِجْلِه فارسي مُعَرَّبٌ وقيل هو الذي يسعى بالكتب والجمع فُيُوجٌ وقول عدي أَمْ كَيْفَ جُزْتَ فُيُوجاً حَوْلَهُمْ حَرَسٌ ومَرْبَضاً بابُه بالشَّكِّ صَرَّارُ ؟ قيل الفُيُوجُ الذين يدخلون السجن ويخرجون يَحْرُسونَ الجوهري في ترجمة فوج والفَيْجُ فارسي معرَّب والجمع فُيُوجٌ وهو الذي يَسْعَى على رجليه وفي الحديث ذكر الفَيْجِ وهو المُسْرعُ في مَشْيِه الذي يحمل الأَخبار من بلد إِلى بلد وفاجَتِ الناقةُ برجليها تَفِيجُ نَفَحَتْ بهما من خَلْفِها وناقة فَيَّاجةٌ تَفِيجُ برجليها قال ويَمْنَحُ الفَيَّاجَةَ الرَّفُودا الأَصمعي الفوائِجُ مُتَّسَعُ ما بين كلِّ مرتفعين من غِلَظٍ أَو رمْلٍ واحدتها فائِجةٌ أَبو عمرو الفائِجُ البِساطُ الواسِعُ من الأَرض قال حميد الأَرقط إِلَيْكَ رَبّ الناسِ ذِي المَعارِجِ يَخْرُجْنَ مِنْ نَخْلة ذِي مَضارِجِ من فائِجٍ أَفْيَجَ بَعْدَ فائِجِ وقال باتَتْت تُداعي قِرَباً أَفائِجَا أَفائِجُ وأَفاوِيجُ جمع أَفْواجٍ أَي باتَتْ تُداعِي قِرَب الماءِ فَوْجاً فوجاً قد رَكِبَتْ رُؤوسها ابن شميل الفائجة كهيئة الوادي بين الجبلين أَو بين الأَبْرَقَينِ كهيئة الخَلِيفِ إِلاّ أَنها أَوسَعُ وجمعها فَوائِجُ

( قبج ) القَبْجُ الحَجَلْ والقَبْجُ الكَرَوانُ معرَّب وهو بالفارسية كبْجْ معرّب لأَن القاف والجيم لا يجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب والقَبْجةُ تقع على الذكر والأُنثى حتى تقول يَعْقُوبٌ فيختص بالذكر لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه الواحد من الجنس وكذلك النعامة حتى تقول ظليمٌ والنحلةُ حتى تقول يَعْسُوبٌ والدُّرّاجةُ حتى تقول حَيْقُطانٌ والبُومةُ حتى تقول صَدًى أَو فَيّادٌ والحُبارَى حتى تقول خَرَبٌ ومثله كثير والقَبْجُ جبل بعينه قال لو زاحَمَ القَبْجَ لأَضْحى مائلا

( قزعج ) المُقَزْعَجُ
( * قوله « المقزعج » عبارة شرح القاموس المقرعج كمسرهد هكذا بالراء في النسخ وفي اللسان بالزاي ) الطويل عن كراع

( قطج ) أَبو عمرو القَطْجُ إِحْكام فتل القَِطاجِ وهو قَلْسُ السَّفِينةِ ويقال قَطَجَ إِذا اسْتَقَى من البئر بالقَِطاج والله أَعلم

( قنج ) التهذيب استُعْمِلَ منه قِنَّوْجٌ وهو موضع في بلد الهند

( قنفج ) القُِنْفُِجُ الأَتان القصيرة العريضة

( كأج ) التهذيب أَهمله الليث وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي قال كأَجَ الرجلُ إِذا زاد حُمْقُه والكِئاجُ الفَدامةُ والحَماقةُ

( كثج ) التهذيب كَثَجَ الرجلُ إِذا أَكلَ من الطعام ما يَكفيه ابن السكيت كَثَجَ من الطعام إِذا امْتارَ فأَكثر فهو يَكْثِجُ ابن سيده كَثَجَ من الطعام إِذا أَكْثَرَ منه حتى يَمْتَلِئَ والكَيْذَجُ الترابُ

( كجج ) الكُجَّةُ بالضم والتشديد لُعْبَةٌ للصبيان قال ابن الأَعرابي هو أَن يأْخذ الصبيُّ خَزَفَةً فيدوّرها ويجعلها كأَنها كُرةٌ ثم يَتَقَامَرُونَ بها وكَجَّ الصبيُّ لَعِبَ بالكُجَّةِ وفي حديث ابن عباس في كل شيءٍ قِمارٌ حتى في لَعِب الصبيان بالكُجَّةِ حكاه الهرويّ في الغريبين التهذيب وتسمى هذه اللُّعْبَةُ في الحضر ياسمين الخِرْقَةُ يقال لها التُّونُ والآجُرَّةُ يقال لها البُكْسةُ

( كدج ) الاَزهري أَهمله الليث وقال أَبو عمرو كَدَجَ الرجلُ إِذا شرب من الشَّرابِ كِفايَتَه

( كذج ) الكَذَجُ حِصْنٌ معروف وجمعه كَذَجاتٌ وفي أَواخر ترجمة كثج والكَيْذَجُ التراب عن كراع التهذيب أُهملت وجوه الكاف والجيم والذال إِلاَّ الكَذَجَ بمعنى المأْوى وهو معرّب

( كرج ) الكُرَّجُ الذي يُلْعَبُ به فارسي معرّب وهو بالفارسية كُرَهْ الليث الكُرَّجُ دَخيلٌ معرَّب لا أَصل له في العربية قال جرير لَبِسْتُ سِلاحي والفَرَزْدَقُ لُعْبةٌ عليها وِشاحَا كُرَّجٍ وجَلاجِلُهْ وقال أَمْسى الفَرزْدَقُ في جَلاجِلِ كُرَّجٍ بَعْدَ الأُخَيطِلِ ضَرَّةً لِجَرِيرِ الليث الكُرَّجُ يُتَّخَذُ مِثلَ المُهْرِ يُلعب عليه وتَكَرَّجَ الطَّعامُ إِذا أَصابه الكَرَجُ ابن الأَعرابي كَرِجَ الشيءُ إِذا فَسَدَ قال والكارِجُ الخُبزُ المُكَرَّجُ يقال كَرِجَ الخُبْزُ وأَكْرَجَ وكَرَّجَ وتَكَرَّجَ أَي فَسَدَ وعَلاهُ خُضْرةٌ والكَرَجُ موضع التهذيب الكرج اسم كُورَةٍ معروفة

( كربج ) الكُرْبَجُ والكُرْبُجُ الحانوتُ وقيل هو موضع كانت فيه حانُوتٌ مَوْرودة قال ابن سيده ولعل الموضع إِنما سمي بذلك وأَصله بالفارسية كُرْبُقْ قال سيبويه والجمع كَرابِجةٌ أُلحقوا الهاء للعجمة قال وهكذا وجد أَكثر هذا الضرب من الأَعجمي وربما قالوا كرابِجَ ويقال للحانوت كُرْبُجٌ وكُرْبُقٌ وقُرْبُقٌ والله أَعلم

( كسج ) الكَوْسَجُ الأَثَطُّ وفي المحكم الذي لا شعَر على عارِضَيْه وقال الأَصمعي هو الناقص الأَسنان معرّب قال سيبويه أَصله بالفارسية كُوسَهْ والكَوْسَجُ سمكة في البحر تأْكل الناس وهي اللُّخْمُ وقال الجوهري سمكة في البحر لها خُرْطومٌ كالمِئْشارِ التهذيب الكاف والسين والجيم مهملة غير الكَوْسَجِ قال وهو معرّب لا أَصل له في العربية

( كسبج ) الكُسْبُجُ الكُسْبُ بلغة أَهل السواد

( كلج ) أَهمله الليث وقال ابن الأَعرابي الكُلُجُ الأَشِدّاءُ من الرِّجالِ والكَلَجُ الضَّبِّيُّ كان رجلاً شجاعاً ابن الأَعرابي الكَيْلَجةُ مِكْيالٌ والجمع كَيالِجُ وكيالِجةٌ أَيضاً والهاء للعجمة

( كمج ) أَهمله الليث وروي هذا البيت لطرفة وبِفَخْذِي بَكْرَةٌ مَهْرِيَّةٌ مِثْلُ دِعْصِ الرَّمْلِ مُلْتَفُّ الكَمَجْ قيل الكَمَجُ طَرَفُ مَوْصِلِ الفَخِذِ في العَجُزِ

( كنفج ) الكُنافِجُ الكثير من كل شيء قال أَبو منصور أَنشدني أَعرابي بالصَّمَانِ تَرْعى منَ الصَّمَّانِ رَوْضاً آرِجا ورُغُلاً باتَتْ به لوَاهِجا والرِّمْثَ من أَلْوادِه الكُنافِجا وقال شمر الكُنافِجُ السمين المُمْتَلِئُ وسُنْبُلٌ كُنافِجٌ مكتنز ابن سيده وقيل هو الغليظ الناعم قال جندل بن المثنى يَفْرُكُ حَبَّ السُّنْبُلِ الكُنافِجِ

( كيج ) الكِياجُ الفَدامةُ والحَماقةُ

( لبج ) لَبَجَه بالعصا ضَرَبَه وقيل هو الضَّرْبُ المتتابِعُ فيه رَخاوةٌ ولَبَجَ البعيرُ بنفْسِه وقع على الأَرض قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ لمَّا رأَى نَعْمانَ حَلَّ بكِرْفِئٍ عَكَرٍ كما لَبَجَ النُّزولَ الأَرْكُبُ أَراد نَزَلَ هذا السَّحابُ كما ضَرَبَ هؤلاءِ الأَرْكُبُ بأَنفسهم للنزول فالنُّزُولَ مفعول له ولُبِجَ بالبعيرِ والرَّجُلِ فهو لَبيجٌ رمى على الأَرض بنفسه من مَرَضٍ أَو إِعْياءٍ قال أَبو ذؤَيب كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بين تُضارُعٍ وشَابَةَ بَرْكٌ من جُذَامَ لَبِيجُ وبَرْكٌ لَبيجٌ وهو إِبل الحيِّ كُلِّهم إِذا أَقامَتْ حَوْلَ البُيوت بارِكةً كالمَضْروب بالأَرض وأَنشد بيت أَبي ذؤَيب وقال أَبو حنيفة اللَّبيجُ المُقِيمُ ولَبَجَ بنفسِهِ الأَرضَ فنَامَ أَي ضَرَبها بها أَبو عبيد لُبِجَ بفلان إِذا صُرِعَ به لَبْجاً ويقال لَبَجَ به الأَرضَ أَي رماه ولَبَجْتُ به الأَرضَ مثل لَبَطْتُ إِذا جَلَدْتَ به الأَرضَ ولُبِجَ بالرجل ولُبِطَ به إِذا صُرِعَ وسَقَطَ من قِيامٍ وفي حديث سهل بن حُنَيْفٍ لما أَصابَه عامرُ بن ربيعةَ بعَيْنِهِ فَلُبِجَ به حتى ما يَعْقِلُ أَي صُرِعَ به وفي الحديث تَبَاعَدَتْ شَعُوبُ من لَبَجٍ فعاشَ أَياماً هو اسم رجل واللَّبَجُ الشجاعةُ حكاه الزمخشريّ واللَّبَجَةُ واللُّبْجةُ حديدة
( * قوله « واللبجة واللبجة حديدة » زاد في القاموس لبجة بضمتين ) ذاتُ شُعَبٍ كأَنها كف بأَصابعها تَتَفَرَّجُ فيوضع في وسطها لحم ثم تُشَدُّ إِلى وَتِدٍ فإِذا قبَضَ عليها الذئبُ التَبَجَتْ في خَطْمِهِ فقبضت عليه وصَرَعَتْهُ والجمع اللَّبَجُ واللُّبَجُ والتَبَجَتِ اللُّبْجَةُ في خَطْمِه دَخَلَتْ وعَلِقَتْ

( لجج ) الليث لَجَّ فلان يَلِجُّ ويَلَجُّ لغتان وقوله وقد لَجَِجْنا في هواك لَجَجا قال أَراد لَجَاجاً فَقَصَره وأَنشد وما العَفْوُ إِلاَّ لامْرِئٍ ذي حَفِيظةٍ متى يُعْفَ عن ذَنْبِ امرئِ السَّوْءِ يَلْجَجِ ابن سيده لَجِجْتُ في الأَمرِ أَلَجُّ ولَجَجْتُ أَلِجُّ لَجَجاً ولجَاجاً ولَجاجَةً واسْتَلْجَجْتُ ضَحِكْتُ قال فإِنْ أَنا لم آمُرْ ولم أَنْهَ عَنْكُما تَضاحَكْتُ حتى يَسْتَلِجَّ ويَسْتَشري ولَجَّ في الأَمر تمَادى عليه وأَبَى أَن يَنْصَرِفَ عنه والآتي كالآتي والمصدر كالمصدر وفي الحديث إِذا اسْتَلَجَّ أَحدُكم بيمينِهِ فإِنه آثَمُ له عند الله من الكَفَّارةِ وهو اسْتَفْعَلَ من اللَّجاجِ ومعناه أَن يحلف على شيءٍ ويرى أَن غيره خير منه فَيُقِيمُ على يمينه ولا يَحْنَثُ فذاك آثَمُ وقيل هو أَن يَرَى أَنه صادقٌ فيها مُصيبٌ فَيَلِجُّ فيها ولا يُكَفِّرها وقد جاء في بعض الطرق إِذا اسْتَلْجَجَ أَحدكم بإِظهار الإِدغام وهي لغة قريش يظهرونه مع الجزم وقال شمر معناه أَن يَلِجَّ فيها ولا يكفرها ويزعم أَنه صادق وقيل هو أَن يَحْلِفَ ويرى أَنَّ غيرها خير منها فيقيم للبِرِّ فيها ويترك الكفَّارة فإِن ذلك آثَمُ له من التكفير والحِنْثِ وإِتْيانِ ما هو خَيْرٌ وقال اللحياني في قوله تعالى ويَمُدُّهم في طُغْيانِهم يَعْمَهون أَي يُلِجُّهُمْ قال ابن سيده فلا أَدري أَمِنَ العرب سمع يُلِجُّهُمْ أَم هو إِدْلال من اللحياني وتجاسُر ؟ قال وإِنما قلت هذا لأَني لم أَسمع أَلْجَجْتُه ورجلٌ يلَجوجٌ ولَجُوحةٌ الهاء للمبالغة ولُجَجةٌ مثل هُمزة أَي لَجُوجٌ والأُنثى لَجُوجٌ وقول أَبي ذؤيب فإِني صَبَرْتُ النَّفْسَ بعدَ ابنِ عَنْبَسٍ فقد لَجَّ من ماءِ الشُّؤُون لَجُوجُ أَراد دَمْعٌ لَجُوجٌ وقد يُستعمل في الخيل قال من المُسْبَطِرّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ لَجُوجٌ هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ والمُلاجَّةُ التمادي في الخُصومةِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنِينُها فسره فقال لَجَّ بي أَي ابْتُلِيَ بي ويجوز عندي أَن يريد ابْتُلِيتُ أَنا به فَقَلَب ومِلْجاجٌ كَلَجُوجٍ قال مليح من الصُّلْبِ مِلْجاجٌ يُقَطِّعُ رَبْوَها بُغامٌ ومَبْنِيُّ الحَصيرين أَجْوَفُ
( * قوله « الحصيرين » كذا بالأصل )
ولُجَّةُ البَحْر حيث لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولُجُّ الوادي جانبُه ولُجُّ البحرِ عُرْضُه قال ولُجُّ البحرِ الماءُ الكثير الذي لا يُرَى طرَفاه وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة وفي الحديث من ركب البحر إِذا التَجَّ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ أَي تَلاطَمَتْ أَمْواجُه والتَّجَ الأَمرُ إِذا عَظُمَ واخْتَلَطَ ولُجَّةُ الأَمرِ مُعْظَمُه ولُجَّةُ الماءِ بالضم مُعْظَمُه وخص بعضهم به معظم البحر وكذلك لُجَّةُ الظَّلامِ وجمعه لُجٌّ ولُجَجٌ ولِجاجٌ أَنشد ابن الأَعرابي وكيفَ بِكم يا عَلْوُ أَهلاً ودُونَكمْ لِجاجٌ يُقَمِّسْنَ السَّفِينَ وَبِيدُ ؟ واسْتَعارَ حِماسُ بن ثامِلٍ اللُّجَّ لليل فقال ومُسْتَنْبِحٍ في لُجِّ لَيْلٍ دَعَوْتُه بِمَشْبُوبَةٍ في رأْسِ صَمْدٍ مُقابِلِ يعني مُعْظَمَه وظُلَمَه ولُجُّ اللَّيْلِ شِدَّةُ ظُلْمَتِهِ وسواده قال العجاج يصف الليل ومُخْدِرُ الأَبْصارِ أَخْدَرِيُّ لُجٌّ كأَنَّ ثِنْيَه مَثْنِيُّ أَي كأَنَّ عِطْفَ الليلِ معطوفٌ مَرَّة أُخرى فاشتدّ سوادُ ظُلْمَتِه وبحرٌ لُجاجٌ ولُجِّيٌّ واسعُ اللُّجِّ واللُّجُّ السَّيْفُ تشبيهاً بِلُجِّ البحر وفي حديث طلحة بن عبيد إِنهم أَدْخلوني الحَشَّ وقَرَّبُوا فَوَضَعوا اللُّجَّ على قَفَيَّ قال ابن سيده وأَظنُّ أَنَّ السيف إِنما سمِّيَ لُجّاً في هذا الحديث وحده قال الأَصمعي نُرى أَن اللُّجَّ اسم يسمى به السيفُ كما قالوا الصَّمْصامةُ وذو الفَقار ونحوه قال وفيه شَبَهٌ بلُجَّةِ البحر في هَوْلِهِ ويقال اللُّجُّ السيف بلغة طيِّئ وقال شمر قال بعضهم اللُّجُّ السيف بلغة هُذَيْل وطَوائِفَ من اليمن وقال ابن الكلبي كان للأَشْتَر سيف يسميه اللُّجَّ واليَمَّ وأَنشد له ما خانَنِي اليَمُّ في مَأْقِطٍ ولا مَشْهَدٍ مُذْ شَدَدْتُ الإِزارا ويروى ما خانني اللُّجُّ وفلان لُجَّةٌ واسِعةٌ على التشبيه بالبحر في سَعته وأَلَجَّ القومُ ولَجَّجُوا ركبوا اللُّجَّة والتَجَّ المَوْجُ عَظُمَ ولَجَّجَ القومُ إِذا وقَعُوا في اللُّجَّة قال الله تعالى في بَحْرٍ لُجِّيٍّ قال الفراء يقال بحر لُجِّيّ ولِجِّيّ كما يقال سُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ ويقال هذا لُجُّ البحر ولُجَّةُ البحر وقال بعضهم اللُّجّةُ الجماعة الكثيرة كلجة البحر وهي اللُّجُّ ولَجَّجَتِ السَّفينةُ أَي خاضَتِ اللُّجَّةَ والتجَّ البحر التِجاجاً والتَجَّتِ الأَرضُ بالسَّرابِ صار فيها منه كاللُّجِّ والتجَّ الظلامُ التَبَسَ واختلط واللَّجّةُ الصوت وأَنشد لذي الرمّة كأَنَّنا والقِنانُ القُودُ تَحْمِلُنا مَوْجُ الفُراتِ إِذا التَجَّ الدَّيامِيمُ أَبو حاتم الْتَجَّ صار له كاللُّجَج من السَّرابِ وسمعت لَجَّةَ الناس بالفتح أَي أَصواتهم وصخَبهم قال أَبو النجم في لَجّةٍ أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ ولَجَّةُ القوم أَصواتهم واللَّجّةُ واللَّجْلَجَةُ اختِلاطُ الأَصواتِ والتجَّت الأَصوات ارتفعت فاختلطت وفي حديث عِكَْرِمة سمعت لهم لَجّة بآمِينَ يعني أَصوات المصلِّين واللَّجّةُ الجلَبَةُ وأَلَجَّ القومُ إِذا صاحوا وقد تكون اللَّجّة في الإِبل وقال أَبو محمد الحَذْلَمِيُّ وجَعَلَتْ لَجَّتُها تُغَنِّيهْ يعنيى أَصواتها كأَنها تُطْرِبُه وتَسْتَرْحِمُه ليوردها الماء ورواه بعضهم لَخَّتُها ولَجَّ القومُ وأَلَجُّوا اختلطت أَصواتهم وأَلَجَّتِ الإِبلُ والغنم إِذا سمعتَ صوتَ رَواعِيها وضَواغِيها وفي حديث الحُدَيْبيةِ قال سُهَيْلُ بن عمرو قد لَجَّتِ القَضيَّةُ بيني وبينك أَي وَجَبَتْ قال هكذا جاء مشروحاً قال ولا أَعرف أَصله والْتَجَّتِ الأَرضُ اجتمع نبتها وطالَ وكثُرَ وقيل الأَرض المُلْتَجّةُ الشديدةُ الخُضْرةِ التفَّتْ أَو لم تَلْتَفَّ وأَرض بقْلُها مُلْتَجٌّ وعين مُلْتَجَّةٌ وكأَنَّ عَيْنَه لُجَّةٌ أَي شديدةُ السوادِ وعين مُلتَجَّةٌ وإِنه لشديدُ التجاجِ العين إِذا اشتَدَّ سوادُها والأَلَنْجَجُ واليَلَنْجَجُ عودُ الطيبِ وقيل هو شجر غيرُهُ يُتَبَخَّرُ به قال ابن جني إِن قيل لك إِذا كان الزائد إِذا وقع أَوّلاً لم يكن للإِلحاق فكيف أَلحقوا بالهمزة في أَلَنْجَجٍ وبالياء في يَلَنْجَجٍ ؟ والدليل على صحة الإِلحاق ظهور التضعيف قيل قد عُلم أَنهم لا يُلحقون بالزائد في أَوَّل الكلمة إِلاَّ أَن يكون معه زائد اخر فلذلك جاز الإِلحاق بالهمزة والياء في أَلَنْجَجٍ ويَلَنْجَجٍ لمَّا انضمّ إِلى الهمزة والياءِ النونُ والأَلَنْجُوجُ واليَلَنْجُوجُ كالأَلنجج واليلنجج عود يُتبخر به وهو يَفَنْعَلٌ وأَفَنْعَلٌ قال حُمَيْدُ ابن ثَوْر لا تَصْطَلي النارَ إِلا مِجْمَراً أَرِجاً قد كَسَّرَتْ من يَلَنْجُوجٍ له رقَصا وقال اللحياني عُود يَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجيجٌ فَوُصِفَ بجميع ذلك وهو عُودٌ طيّب الريح واللَّجْلجةُ ثِقَلُ اللِّسانِ ونَقْصُ الكلامِ وأَن لا يخرج بعضه في أَثر بعض ورجل لَجْلاجٌ وقد لَجْلَجَ وتَلَجْلَجَ وقيل الأَعرابي ما أَشدُّ البردِ ؟ قال إِذا دَمَعَتِ العَيْنان وقطر المَنْخران ولَجْلَجَ اللِّسان وقيل اللَّجْلاجُ الذي يجولُ لسانه في شِدْقه التهذيب اللَّجلاجُ الذي سَجِيَّةُ لسانه ثِقَلُ الكلامِ ونَقْصُه الليث اللَّجْلَجةُ أَن يتكلم الرجل بلسان غير بَيِّنٍ وأَنشد ومَنْطِقٍ بِلِسانٍ غيرِ لجْلاجِ واللَّجْلَجةُ والتَّلَجْلُج التَّرَدُّدُ في الكلام ولَجْلَجَ اللُّقْمةَ في فِيهِ أَدارَها من غير مَضْغٍ ولا إِساغةٍ ولَجْلَجَ الشيءَ في فِيهِ أَدارَه وتَلَجْلَجَ هو وربما لَجْلَجَ الرجلُ اللُّقْمةَ في الفم في غير مَوْضِع قال زهير يُلَجْلِجُ مُضْغةً فيها أَنِيضٌ أَصَلَّتْ فهْيَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ الأَصمعي أَخذتَ هذا المال فأَنت لا تردُّه ولا تأْخذه كما يُلَجلِجُ الرجل اللقمةَ فلا يَبْتَلِعُها ولا يلقيها الجوهري يُلَجْلِجُ اللقمةً في فيه أَي يردِّدها فِيهِ لِلمَضْغِ ابن شميل اسْتَلَجّ فلان مَتاعَ فلان وتَلَجَّجَه إِذا ادَّعاه أَبو زيد يقال الحَقُّ أَبْلَجُ والباطلُ لَجْلَج أَي يُرَدَّدُ من غير أَن يَنْفُذ واللَّجْلَجُ المخْتَلِطُ الذي ليس بمستقيم والأَبْلَجُ المُضِيءُ المُستقيمُ وفي كتاب عمر إِلى أَبي موسى الفَهْمَ الفَهْمَ فيما تَلَجْلَجَ في صَدْرِكَ مما ليس في كتاب ولا سُنَّة أَي تَرَدَّدَ في صَدْرِك وقَلِقَ ولم يَسْتَقِرَّ ومنه حديث عليّ رضي الله عنه الكَلِمةُ من الحِكْمَةِ تكون في صدر المُنافِقِ فَتَلَجْلَجُ حتى تخرج
( * قوله « حتى تخرج » هذا ما بالأصل والذي في نسخة يوثق بها من النهاية على اصلاح بها تسكن بدل تخرج )
إِلى صاحبها أَي تتحرك في صدره وتَقْلَقُ حتى يَسْمَعَها المؤْمن فيأْخذَها ويَعِيَها وأَراد تتلجلج فحذف تاء المضارعة تخفيفاً وتَلَجْلَجَ بالشيءِ بادَرَ ولَجْلَجَه عن الشيء أَداره ليأْخذه منه وبَطْنُ لُجَّان اسم موضع قال الراعي فقلت والحَرَّةُ السَّوْداءُ دونَهُم وبَطْنُ لُجَّانَ لما اعْتادَني ذِكَري

( لحج ) اللَّحَجُ من بُثُور العين شِبْهُ اللَّخَصِ إِلا أَنه من تَحْت ومن فوق واللَّحَجُ الغَمَصُ واللُّحْجُ غارُ العين الذي نَبَتَ عليه الحاجبُ ولَحِجَتْ عينُه وقال الشمَّاخ بِخَوْصاوَيْنِ في لُحْجٍ كَنينِ واللُّحْجُ كلُّ ناتٍ من الجَبَل يَنْخَفِضُ ما تحته واللُّحْجُ الشيء يكون في الوادي نحو الدَّحْلِ في أَسْفَلِه وفي أَسفل البئر والجبل كأَنه نَقْبٌ والجمع من كل ذلك أَلْحاجٌ لم يكسَّر على غير ذلك وأَلْحاجُ الوادي نَواحِيه وأَطْرافُه واحدها لُحْجٌ ويقال لِزَوايا البيت الأَلحاجُ والأَدْحالُ والجوازي
( * قوله « والجوازي » كذا بالأصل ومثله شرح القاموس ) والحَراسِمُ والأَخْصامُ والأَكْسارُ والمَزْوِيَّاتُ ولَحْيٌ أَلْحَجُ مُعْوَجٌّ وقد لَحِجَ لَحَجاً وقد لَحِجَ بينهم شَرٌّ نَشِبَ ولَحِجَ بالمَكانِ نَشِبَ فيه ولَزِمَه ولَحِجَ الشيءُ إِذا ضاقَ والمَلاحِجُ المضايِقُ والمَلاحِيجُ الطُّرُق الضَّيِّقةُ في الجبالِ وربما سُمِّيت المَحاجمُ مَلاحِجَ واللَّحْج مجزومٌ المَيْلُ والتَحَجُوا إِلى كذا وكذا مالُوا وأَلحَجَهُم إِليه أَمالَهم وقول رؤبة أَو يُلْحِجُ الأَلْسُنَ منها مَلْحَجَا أَي يقول فينا فتَمِيلُ عن الحسَنِ إِلى القَبيح ونسبه الأَزهري للعجاج وتَلَحَّجَ عليه الأَمْرَ ولَحْوَجه أَظْهَرَ غير ما في نفسِه ولَحَّجْتُ عليه الخبَر تَلْحيجاً إِذا خَلَطْتَه عليه وأَظْهَرْتَ غيرَ ما في نفسِك وكذلك لَحْوَجْتُ عليه الخبرَ وفرق الأَزهريّ بينهما فقال لَحْوَجْتُ عليه الخبر خَلَطْتُه ولَحَّجَهُ تَلْحيجاً أَظهر غير ما في نفسه وخِطّةٌ مَلْحُوجَةٌ مُخَلَّطةٌ عَوْجاءُ الجوهري لَحِجَ السيفُ وغيره بالكسر يَلْحَجُ لَحَجاً أَي نَشِبَ في الغِمْدِ فلم يخرج مثل لَصِبَ وفي حديث عليّ رضي الله عنه يوم بدر فوقع سيفه فَلَحِجَ أَي نَشِبَ فيه يقال لَحِجَ في الأَمر يَلْحَجُ إِذا دَخَلَ فيه ونَشِبَ ومكان لَحِجٌ أَي ضَيِّقٌ والمُلْتَحَجُ الملْجَأُ مثل المُلْتَحَدِ وقد التَحَجَه إِلى ذلك الأَمْرِ أَي أَلجأَهُ والْتَحَصَه إِليه وأَتى فلانٌ فلاناً فلم يجد عنده مَوْئِلاَ ولا مُلْتَحَجاً أَي لم يجد عنده ملجأً وأَنشد حُبَّ الضَّريكِ تِلادَ المالِ زَرَّمَه فَقْرٌ ولم يَتَّخِذْ في الناسِ مُلْتَحَجا ولَحَجه بالعصا إِذا ضربه بها ولَحَجَه بعَيْنِه ولَحْجٌ اسم موضع

( لخج ) الأَزهري قال ابن شميل اللَّخَجُ أَسْوَأُ الغَمَصِ تقول عَيْنٌ لَخِجَةٌ لَزِقَةٌ بالغَمَصِ قال أَبو منصور هذا عندي شبيه بالتصحيف والصواب لَخِخَتْ عينُه بخاءَيْن ولحِحَتْ بحاءَيْن إِذا التصقت من الغَمَصِ قال قال ذلك ابن الأَعرابي وغيره وأَما اللَّخَجُ فانه غير معروف في كلام العرب قال ولا أَدري ما هو

( لذج ) لَذَجَ الماءَ في حَلْقِه على مثال ذَلَجَ لغة فيه أَي جَرَعَه وقد تقدم في موضعه

( لزج ) اللَّزَجُ مصدر الشيء اللَّزِجِ ولَزِجَ الشيءُ أَي تَمَطَّطَ وتمدَّدَ ابن سيده لزِجَ الشيءُ لَزَجاً ولُزُوجةً وتَلَزَّجَ عليك وشيء لَزِجٌ مُتَلَزِّجٌ ولَزِجَ به أَي غَرِيَ به ويقال للطعامِ أَو الطِّيب إِذا صار كالخِطْميِّ قد تَلَزَّجَ وتَلَزَّجَ رأْسُه أَيضاً إِذا غسَلَه فلم يُنْقِ وسَخَه وأَكلت شيئاً لزِجَ بإِصْبَعِي يَلْزَجُ أَي عَلِقَ وزبيبة لَزِجةٌ والتَّلَزُّجُ تَتَبُّعُ البُقُولِ والرِّعْيِ القليل من أَوله وفي آخر ما يَبْقَى والتَّلَزُّجُ تَتَبُّع الدابّةِ البُقُولَ قال رؤبة يصف حِماراً وأَتاناً وفَرَغا من رَعْيِ ما تَلَزَّجا تَلَزَّجا تتَّبعا الكلأَ وطَلباه تَلَزَّجَ فِعْلُ المِسْحَلِ والأَتانِ زاد الجوهري لأَن النبات إِذا أَخَذَ في اليُبْسِ غَلُظَ ماؤُه فصار كلُعاب الخِطْمِيِّ وتَلَزَّجَ البَقْلُ إِذا كان لَدْناً فمال بعضه على بعض وتَلَزَّجَ النباتُ تَلَجَّنَ

( لعج ) اللاَّعِجُ الهَوى المُحْرِقُ يقال هَوًى لاعِجٌ لحُرْقَةِ الفُؤَادِ من الحُبّ ولَعَجَ الحُبُّ والحُزْنُ فُؤَادَهُ يَلْعَجُ لَعْجاً اسْتَحَرَّ في القلب ولَعَجَه لَعْجاً أَحْرَقَه ولَعَجَه الضَّرْبُ آلمَه وأَحْرَق جِلْده واللَّعْجُ أَلَمُ الضرْبِ وكُلُّ مُحْرِقٍ والفعل كالفعل قال عبدُ مَنافِ بنُ رِبْعٍ الهُذَليّ ماذا يَغِيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَويلُهُما ؟ لا تَرْقُدانِ ولا بُؤْسَى لِمنْ رَقَدا إِذا تَأَوَّب نَوْحٌ قامَتا معه ضَرْباً أَلِيماَ بِسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا يَغِيرُ بمعنى يَنْقَعُ والسِّبْتُ جُلودُ البَقَر المَدْبُوغةُ واللَّعْجُ الحُرْقةُ قال إِياسُ بن سَهْمٍ الهُذَليّ تَرَكْنَكَ من عَلاقتهِنَّ تَشْكو بهِنَّ من الجَوى لَعْجاً رَصِينا والْتَعَجَ الرجلُ إِذا ارتَمَضَ من هَمٍّ يُصيبُه قال الأَزهري وسمعتُ أَعْرابيّاً من بني كُلَيْبٍ يقول لما فتح أَبو سعيد القَرْمَطِيُّ هَجَرَ سَوَّى حِظاراً من سَعَفِ النَّخْل وملأَه من النساءِ الهَجَرِيّات ثم أَلْعَجَ النارَ في الحِظارِ فاحْتَرَقْنَ والمُتَلَعِّجَةُ الشَّهْوى من النّساء والمُتَوَهِّجةُ الحارَّةُ المَكانِ

( لفج ) اللُّفْجُ
( * قوله « اللفج » كذا بالأصل مضبوطاً ) مَجْرى السَّيْلِ وأَلْفَجَ الرّجُلُ أَفْلَسَ وأَلْفَجَ الرَّجلُ لَزِقَ بالأَرضِ من كَرْبٍ أَو حاجةٍ وقيل المُلْفَجُ الذي يُحْوَجُ إِلى أَن يَسْأَلَ مَن ليس لذلك بأَهْلٍ وقيل المُلْفَجُ الذي أَفْلَسَ وعليه دين وجاء رجل إِلى الحسن فقال أُيُدالِكُ الرجُلُ امْرَأَتَه ؟ أَي يُماطِلُها بمَهْرِها قال نعم إِذا كان مُلْفَجاً وفي رواية لا بأْس به إِذا كان مُلْفَجاً أَي يُماطِلُها بمَهْرِها إِذا كان فقيراً قال ابن الأَثير المُلْفِجُ بكسر الفاء أَيضاً الذي أَفْلَسَ وعليُ الدين وجاء في الحديث أَطْعِمُوا مُلْفَجِيكُمْ المُلْفَجُ بفتح الفاء الفقير ابن دريد أَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ وهذا أَحد ما جاء على أَفْعَلَ فهو مُفْعَلٌ وهو نادر مخالف للقياس الموضوع وقد اسْتَلْفَجَ قال ومُسْتَلْفِجٍ يَبْغِي المَلاجِئَ نفسَه يعوذُ بِجَنْبَيْ مَرْخةٍ وجَلائِل
( * قوله « الملاجئ نفسه » كذا بالأصل مضبوطاً وبهامش الأصل بخط السيد مرتضى وقرأت في شرح أَبي سعيد السكري لعبد مناف بن ربع الهذلي ومستلفج يبغي الملاجي لنفسه )
وأَلْفَجَ الرجلُ فهو مُلْفَجٌ إِذا ذهب مالُه أَبو عبيد المُلْفَجُ المُعْدِمُ الذي لا شيء له وأَنشد أَحْسابُكُم في العُسْرِ والإِلْفاجِ شِيبَتْ بعَذْبٍ طَيِّبِ المِزاجِ فهو مُلْفَجٌ بفتح الفاء ابن الأَعرابي كلام العرب أَفْعَلَ فهو مُفْعِلٌ إِلا ثلاثة أَحرف أَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ وأَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ وأَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ فهذه الثلاثة جاءَت بالفتح نوادِر قال الشاعر جاريةٌ شَبَّتْ شَباباً عُسْلُجا في حَجْرِ مَنْ لم يَكُ عنها مُلْفَجا أَبو زيد أَلْفَجَني إِلى ذلك الاضطرارُ إِلْفاجاً أَبو عمرو اللَّفْجُ الذُّلُّ

( لمج ) اللَّمْجُ الأَكلُ بأَطرافِ الفمِ ابن سيده لَمَجَ يَلْمُجُ لَمْجاً أَكلَ وقيل هو الأَكلُ بأَدْنى الفَمِ قال لبيد يصف عَيراً يَلْمُجُ البارِضَ لَمْجاً في النَّدى مِنْ مَرابِيعِ رِياضٍ ورِجَلْ قال أَبو حنيفة قال أَبو زيد لا أَعرف اللَّمْجَ إِلاَّ في الحمير قال وهو مثنل اللَّمْسِ أَو فَوْقَه واللَّماجُ الذَّواقُ ورجُل لَمِجٌ ذَوَّاقٌ على النسب وما ذاق لمَاجاً أَي ما يؤْكل وقد يُصْرَفُ في الشراب وما تَلَمَّجَ عندهم بلَماجٍ ولَمُوجٍ ولُمْجةٍ أَي ما أَكَل وما لَمَّجوا ضيفَهم بِلَماجٍ أَي ما أَطْعَمُوه شيئاً واللَّميجُ الكثير الأَكلِ واللَّميجُ الكثير الجِماعِ واللامِجُ الكثير الجماعِ والمالِجُ الراضِعُ التهذيب واللَّمْجُ تناوُلُ الحَشيش بأَدْنى الفَمِ أَبو عمرو التَّلَمُّجُ مثل التَلَمُّظِ ورأَيته يَتَلَمَّجُ بالطعامِ أَي يَتَلَمَّظُ وقولهم ما ذُقْتُ شَماجاً ولا لَماجاً وما تَلَمَّجْتُ عنده بِلَماجٍ وهو أَدنى ما يؤْكل أَي ما ذُقْتُ شيئاً قال الراجز أَعْطى خَلِيلي نَعْجَةً هِمْلاجا رَجاجةً إِنَّ له رَجاجا ما يَجِدُ الراعِي بها لَماجا لا تَسْبِق الشيخَ إِذا أَفاجا واللُّمْجَةُ ما يُتَعَلَّلُ به قبل الغِذاءِ وقد لمَّجْتُه ولَهَّنْتُه بمعنى واحد ولَمَّجَ الرجلَ عَلَّله بشيء قبل الغِذاء وهو مما رُدَّ به على أَبي عبيد في قوله لمَجْتُهُم ومَلامِجُ الإِنسانِ مَلاغِمُه وما حَوْلَ فيه قال رأَتْه شيخاً حَثِرَ المَلامِجِ ولَمَجَ أُمّه ومَلَجَها إِذا رضَعَها ولَمَجَ المرأَةَ نكَحَها وذكر أَعرابي رجلاً فقال ما له لَمَجَ أُمَّه ؟ فرفعوه إِلى السلطان فقال إِنما قلت مَلَجَ أُمه فخَلَّى سبيلَه وقالوا سَميجٌ لَميجٌ وسَمِجٌ لَمِجٌ وسَمْجٌ لَمْجٌ إِتباع

( لنج ) التهذيب الأَلَنْجُوجُ واليَلَنْجُوجُ عود جيِّد اللحياني يقال عودٌ أَلَنْجُوجٌ ويَلَنْجيجٌ ويَلَنْجُوجٌ ويَلَنْجُوجِيٌّ وهو عودٌ طَيِّبُ الريحِ وقال ابن السكيت هو الذي يُتَبَخَّرُ به

( لهج ) لَهِجَ بالأَمرِ لَهَجاً ولَهْوَجَ وأَلْهَجَ كلاهما أُولِعَ به واعْتادَه وأَلْهَجْتُه به ويقال فلان مُلْهَجٌ بهذا الأَمْر أَي مُولَعٌ به وأَنشد رَأْساً بِتَهْضاضِ الرُّؤوسِ مُلْهَجا واللَّهَجُ بالشيء الوُلوعُ به واللَّهْجَةُ واللَّهَجَةُ طَرَفُ اللِّسان واللَّهْجةُ واللَّهَجةُ جَرْسُ الكلامِ والفتحُ أَعلى ويقال فلان فصيحُ اللَّهْجَةِ واللَّهَجةِ وهي لغته التي جُبِلَ عليها فاعتادَها ونشأَ عليها الجوهري لَهِجَ بالكسر به يَلْهيَجُ لَهَجاً إِذا أُغْريَ به فَثابرَ عليه واللَّهْجةُ اللسان وقد يُحَرَّكُ وفي الحديث ما من ذي لَهْجةٍ أَصدَقَ من أَبي ذَرٍّ وفي حديث آخر أَصْدَق لَهْجةً من أَبي ذَرٍّ قال اللَّهْجةُ اللسان ولَهَّجْتُ القومَ تَلْهِيجاً إِذا لَهَّنْتَهم وسَلَّفْتَهم والْهاجَّ اللبنُ الْهِيجاجاً خَثَرَ حتى يَخْتَلِطَ بعضُه ببعض ولم تَتِمَّ خُثورَتُه وكذلك كل مختلط والْهاجَّتْ عينُه اختلط بها النُّعاسُ والفَصِيلُ يَلْهَجُ أُمَّه إِذا تَناوَل ضَرْعها يَمْتَصُّه ولَهِجَتِ الفِصالُ أَخَذَتْ في شُرب اللبن ولَهِجَ الفَصيلُ بأُمّه يَلْهَجُ إِذا اعتادَ رَضاعَها فهو فصيل لاهِجٌ وفصيل راغِلٌ لاهِجٌ بأُمّه وأَلْهَجَ الرجُلُ لَهِجَتْ فِصالُه برَضاعِ أُمّهاتِها فيَعْمَلُ عند ذلك أَخِلَّةً يَشُدُّها في الأَخْلافِ لئلا يَرْتَضِعَ الفَصيلُ وأَلْهَج الفَصيلَ جعلَ في فيه خِلالاً فشدَّه لئلاَّ يَصِلَ إِلى الرَّضاع قال الشمَّاخ رَعَى بارِضَ الوَسْمِيِّ حتى كأَنما يَرى بِسَفَى البُهْمَى أَخِلَّةَ مُلْهِجِ وهذه أَفْعَل التي لإِعْدام الشيء وسَلْبه أَبو منصور المُلْهِجُ الراعي الذي لَهِجَتْ فِصالُ إِبله بأُمهاتها فاحتاج إِلى تَفْلِيكِها وإِجْرارِها يقال أَلْهَجَ الراعي صاحبُ الإِبل فهو مُلْهِجٌ وهو التفليكُ أَن يَجْعَل الراعي من الهُلْبِ مِثْلَ فَلْكَةِ المِغزَلِ ثم يُثْقَبَ لسانُ الفَصيلِ فيُجْعَل فيه لئلا يَرْضَعَ واللإِجْرارُ أَن يُشَقَّ لسانُ الفصيل لئلا يرضع وهو البَدْحُ أَيضاً وأَما الخَلُّ فهو أَن يأْخذ خِلالاً فيجعله فوق أَنف الفصيل يُلْزِقُه به فإِذا ذَهب يرضع خِلْفَ أُمّه أَوجعَها طَرَفُ الخِلالِ فزَبَنَتْه عن نفسها ولا يقال أَلْهَجْتُ الفَصيلَ إِنما يقال أَلْهَجَ الراعي إِذا لَهِجَتْ فِصالُه وبيت الشماخ حجة لما وصفته قال يصف حمار وحش رَعى بارِضَ الوسمِيِّ وهو أَوَّل النبْتِ حتى بَسَقَ وطالَ فرَعَى البُهْمَى فصار سَفاها كأَخِلَّةِ المُلْهِج فترك رعْيَها قال الأَزهري هكذا أَنشده المنذري وذكر أَنه عرضه على أَبي الهيثم قال والمُلْهِجُ الذي لَهِجَتْ فِصالُه بالرَّضاعِ يقول رَعَى العَيْرُ بارِضَ الوَسْمِيّ أَوّل ما نَبَتَ إِلى أَن يَبِسَ سَفى بارِض البُهْمَى كَرَهَه ليُبْسِه وشَبَّه شَوْكَ السَّفى لمَّا يَبِسَ بالأَخِلَّةِ التي تجعل فوقَ أُنوفِ الفِصالِ ويُغْرى بها قال وفسَّر الباهليُّ البيتَ كما وصفته الأُمَوِيُّ لَهَّجْتُ القومَ إِذا عَلَّلْتَهم قبل الغِذاءِ بِلُهْنة يتعللون بها وهي اللُّهْجةُ والسُّلْفةُ واللُّمْجَةُ وتقول العرب سَلِّفُوا ضَيْفَكم ولَمِّجُوه ولَهِّجوه ولَمِّكُوه وعَسِّلوه وشَمِّجوه وعَيِّروه وسَفِّكُوه ونَشِّلوه وسَوِّدوه
( * قوله « وعسلوه وعيروه وسودوه » كذا بالأصل ومثله شرح القاموس ) بمعنى واحد ولَهَّجَ القومَ أَطْعَمَهُم شيئاً يتعللون به قبل الغذاء والمُلْهاجُّ من اللبن الذي خَثُرَ حتى اختَلط بعضُه ببعض ولم تَتِمَّ خُثورَتُه وكذلك كل مختلِطٍ وأَمْرُ بني فلانٍ مُلْهاجٌّ على المثل وأَيقظني حين الْهاجَّتْ عَيْني أَي حين اخْتَلطَ النُّعاسُ بها ولَهْوَحَ الشيءَ خَلَطه ولَهْوَجَ الأَمْرَ لم يُحْكِمْه ولم يُبْرِمْه ابن السكيت طعامٌ مُلَهْوَجٌ ومُلَغْوَسٌ وهو الذي لم يُنْضَجْ وأَنشد الكلابي خَيْرُ الشِّواءِ الطَّيِّبُ المُلَهْوَجْ قد هَمَّ بالنُّضْجِ ولمَّا يَنْضَجْ وشواء مُلَهْوَجٌ إِذا لم يُنْضَجْ ولَهْوَجَ اللحمَ لم يُنْعِمْ شَيَّه قال الشماخ وكُنْتُ إِذا لاقَيْتُها كان سِرُّنا وما بيننا مثلَ الشّواءِ المُلَهْوَجِ وقال العجاج والأَمْرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجا يُضْوِيكَ ما لم تَجْنِ منه مُنْضَجا ولَهْوَجْتُ اللحمَ وتَلَهْوَجْتُه إِذا لم تُنْعِمْ طَبْخَه وثَرْمَلَ الطعامَ إِذا لم يُنْضِجْه صانِعُه ولم يَنْفُضْه من الرَّمادِ إِذ مَلَّه ويُعتَذَرُ إِلى الضيفِ فيقال قد رَمَّلْنا لكَ العملَ ولم نَتَنَوَّقْ فيه للعجلةِ وتَلَهْوَجَ الشيءَ تَعَجَّلَه أَنشد ابن الأَعرابي لولا الإِلهُ ولولا سَعْيُ صاحِبنا تَلَهْوَجُوها كما نالوا من العِيَرِ
( * قوله « العير » كذا بالأصل مضبوطاً ومثله شرح القاموس )

( لهمج ) طريقٌ لَهْمَجٌ ولَهْجَمٌ موطوءٌ مُذَلَّلٌ مُنْقادٌ واللَّهْمَجُ السابقُ السريعُ قال هميان ثُمَّتَ يُرْعِيها لها لَهامِجا ويقال تَلَهْمَجَه إِذا ابتلعه كأَنه مأْخوذ من النَّهمةِ ومِن تَلَمَّجَه
( * قوله « من النهمة ومن تلمجه » كذا بالأصل المنقول من خط المؤلف ونص شرح القاموس من اللهمة أو من تلمجه كذا في اللسان )

( لوج ) لاجَ الشيءَ لَوْجاً أَداره في فِيهِ واللَّوْجاءُ الحاجةُ عن ابن جني يقال ما في صدره حَوْجاءُ ولا لوجاءُ إِلاَّ قَضَيْتُها اللحياني ما لي فيه حَوْجاءُ ولا لَوْجاءُ ولا حُوَيجاءُ ولا لُوَيجاءُ كلاهما بالمَدِّ أَي ما لي فيه حاجةٌ غيره ما لي عليه حِوَجٌ ولا لِوَجٌ

( مأج ) أَبو عبيد المأْجُ الماءُ المِلْحُ قال ابن هَرْمَةَ فإِنك كالقَريحَةِ عامَ تُمْهَى شَرُوبُ الماءِ ثم تَعُودُ مَأْجا قال ابن بري صوابه ماجا بغير همز لأَن القصيدة مُرْدَفَةٌ بأَلف وقبلَهُ نَدِمْتُ فلم أُطِقْ رَدّاً لشِعْري كما لا يَشْعَبُ الصَّنَعُ الزّجاجا والقَريحةُ أَولُ ما يُسْتَنْبَطُ من البئر وأُمِيهَتِ البئرُ إِذا أَنْبَطَ الحافِرُ فيها الماء ابن سيده مَأَجَ يَمْأَجُ مُؤُوجةً قال ذو الرمة بِأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِيَّةِ الثَّرى غَداةَ نَأَتْ عنها المُؤُوجةُ والبَحْرُ وفي التهذيب مَؤُجَ يَمْؤُجُ مُؤُوجةً فهو مَأْجٌ والمَأْجُ الأَحْمَقُ المُضْطَرِبُ كأَن فيه ضَوًى

( متج ) أَبو السَّمَيْدَعِ سِرْنا عَقَبةً مَتُوجاً أَي بعيدة قال وسمعت مُدْرِكاً ومُبْتكراً الجَعْفَرِيَّيْنِ يقولان سِرْنا عَقَبةً مَتُوجاً ومَتُوحاً ومَتُوخاً أَي بعيدةً فإِذا هي ثلاث لغات

( مثج ) مُثِجَ بالشيء غُذِّي به وبذلك فسَّر السكريُّ قول الأَعلم والحِنْطِئُ الحِنْطِيُّ يُمْ ثَجُ بالعَظِيمةِ والرَّغائِبْ وقيل يُمْثَجُ يُخْلَطُ التهذيب يقال مَثَجَ البئرَ إِذا نَزَحَها

( مجج ) مَجَّ الشرابَ والشيءَ مِن فيه يَمُجُّه مَجّاً ومَجَّ به رَماه قال رَبيعةُ بن الجَحْدَرِ الهُذَليّ وطَعْنةِ خَلْسٍ قد طَعَنْتُ مُرِشّةٍ يَمُجُّ بها عِرْقٌ من الجَوْفِ قالِسُ أَراد يَمُجُّ بدَمِها وخصَّ بعضهم به الماءَ قال الشاعر ويَدْعُو بِبَرْدِ الماءِ وهو بَلاؤُه وإِنْ ما سَقَوْه الماءَ مَجَّ وغَرْغَرا هذا يصف رجلاً به الكَلَبُ والكَلِبُ إِذا نظر إِلى الماء تَخَيَّل له فيه ما يَكْرَهُه فلم يشربه ومَجَّ بريقه يَمُجُّه إِذا لفَظَه وانْمَجَّتْ نقطة من القلم تَرَشَّشَتْ وشيخ ماجٌّ يَمُجُّ رِيقَه ولا يستطيعُ حَبْسَه من كُثْره وما بقي في الإِناء إِلاَّ مَجَّةٌ أَي قَدْرُ ما يُمَجُّ والمُجاجُ ما مَجَّه من فيه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَخذ من الدَّلْوِ حُسْوةَ ماء فمجَّها في بئر ففاضَت بالماء الرَّواءِ شمر مَجَّ الماءَ من الفمِ صَبَّه من فمه قريباً أَو بعيداً وقد مَجَّه وكذلك إِذا مَجَّ لُعابَه وقيل لا يكون مَجّاً حتى يُباعِدَ به وفي حديث عمر رضي الله عنه قال في المَضْمضةِ للصائم لا يَمُجُّه ولكن يشرَبُه فإِنَّ أَوَّلَه خَيْرُه أَراد المَضْمَضة عند الإِفطار أَي لا يُلقيه من فيه فيذهب خُلُوفُه ومنه حديث أَنس فمَجَّه في فيه وفي حديث محمود بن الربيع عَقَلْتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم مَجَّةً مَجَّها في بئر لنا والأَرضُ إِذا كانت رَيَّا من الندى فهي تمجُّ الماء مَجّاً وفي حديث الحسن رضي الله عنه الأذُنُ مَجَّاجةٌ وللنَّفْسِ حَمْضَةٌ معناه أَن للنفس شَهْوَةً في استماعِ العلم والأُذنُ لا تَعِي ما تَسْمَعُ ولكنها تلقيه نسياناً كما يُمَجُّ الشيءُ من الفم والمُجاجةُ الريق الذي تمجه من فيك ومُجاجةُ الشيءِ عُصارَتُه ومُجاجُ الجَرادِ لُعابُه ومُجاجُ فمِ الجارية رِيقُها ومُجاجُ العنب ما سالَ من عصيره ويقال لما سالَ من أَفواهِ الدَّبَى مُجاجٌ قال الشاعر وماء قَديم عَهْدُه وكأَنَّه مُجاجُ الدَّبَى لاقَتْ بهاجِرةٍ دَبَى
( * قوله « وماء قديم إلخ » كذا بالأصل مضبوطاً وقوله « وفي رواية إلخ » كذا فيه أَيضاً )
وفي رواية لاقت به جِرة دَبَى ومُجاجُ النحلِ عَسَلُها وقد مَجَّتْه تَمُجُّه قال ولا ما تَمُجُّ النَّحْلُ من مُتَمَنِّعٍ فقد ذُقْتُه مُسْتَطْرَفاً وصَفا لِيا وفي الحديث أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يأْكُلُ القِثَّاءَ بالمُجاجِ أَي بالعَسَلِ لأَن النحل تمُجُّه الرياشي المَجاجُ العُرْجُونُ وأَنشد بِقابِلٍ لَفَّتْ على المَجاجِ قال القابِلُ الفَسِيلُ قال هكذا قُرئَتْ بفتح الميم قال ولا أَدري أَهو صحيح أَم لا ؟ ويقال للمطر مُجاجُ المُزْنِ وللعَسلِ مُجاجُ النَّحْلِ ابن سيده ومُجاجُ المُزْنِ مَطَرُه والماجُّ من الناسِ والإِبل الذي لا يستطيعُ أَن يُمْسِكَ رِيقَه من الكِبَر والماجُّ الأَحمقُ الذي يَسيلُ لُعابُه يقال أَحمق ماجٌّ للذي يسيل لعابه وقيل هو الأَحمق مع هَرَمٍ وجمع الماجِّ من الإِبلِ مَجَجةٌ وجمع الماجِّ من الناس ماجُّونَ كلاهما عن ابن الأَعرابي والأُنثى منهما بالهاء والماجُّ البعير الذي قد أَسَنَّ وسالَ لُعابه والماجُّ الناقة التي تَكْبَرُ حتى تَمُجَّ الماءَ من حَلْقِها أَبو عمرو المَجَجُ بُلوغُ العِنَبِ وفي الحديث لا تَبِعِ العِنَبَ حتى يَظْهَرَ مَجَجُه أَي بُلوغُه مَجَّجَ العِنَبُ يُمَجِّجُ
( * قوله « مجج العنب يمجج » هذا الضبط وجد بنسخة من النهاية يظن بها الصحة ومقتضى ضبط القاموس المجج بفتحتين أن يكون فعله من باب تعب قوله « والمجاج حب » ضبط في الأصل مجاج بضم الميم ) إِذا طابَ وصار حُلْواً وفي حديث الخُدْرِيِّ لا يَصْلُحُ السلَفُ في العنب والزيتون وأَشباهِ ذلك حتى يُمَجِّجَ ومنه حديث الدَّجال يُعَقِّلُ الكَرْمُ ثم يُكَحِّبُ ثم يُمَجِّجُ والمَجَجُ اسْترخاءُ الشِّدْقينِ نحو ما يَعْرضُ للشيخ إِذا هَرِمَ وفي الحديث أَنه رأَى في الكعبةِ صورةَ إِبراهيم فقال مُروا المُجَّاجَ يُمَجْمِجُون عليه المُجّاجُ جمع ماجٍّ وهو الرجلُ الهَرِمُ الذي يَمُجُّ رِيقَه ولا يستطيع حَبْسَه والمَجْمَجَةُ تَغْييرُ الكِتابِ وإِفْسادُه عما كُتِبَ وفي بعض الكتب مروا المَجّاجَ بفتح الميم أَي مُروا الكاتب يُسَوِّدُه سمِّي به لأَنَّ قلمه يَمُجُّ المِدادَ والمَجُّ والمُجاجُ حَبٌّ كالعَدَسِ إِلا أَنه أَشدّ استدارةً منه قال الأَزهري هذه الحبة التي يقال لها الماشُ والعرب تسميه الخُلَّر والزِّنَّ أَبو حنيفة المَجَّةُ حَمْضَةٌ تُشْبِهُ الطَّحْماءَ غير أَنها أَلطف وأَصغر والمُجُّ سيف من سُيوفِ العرب ذكره ابن الكلبي والمُجُّ فَرْخُ الحَمامِ كالبُجِّ قال ابن دريد زعموا ذلك ولا أَعرف صحته وأَمَجَّ الفَرَسُ جَرى جَرْياً شديداً قال كأَنَّما يَسْتَضْرِمانِ العَرْفَجا فَوْقَ الجُلاذِيِّ إِذا ما أَمْجَجا أَراد أَمَجَّ فأَظهر التضعيف للضرورة الأَصمعي إِذا بَدأَ الفَرَسُ يَعدو قبل أَن يَضْطَرِمَ جَرْيُه قيل أَمَجَّ إِمْجاجاً ابن الأَعرابي المُجُجُ السُّكارى والمُجُجُ النَّحْل وأَمَجَّ الرجلُ إِذا ذهبَ في البِلادِ وأَمَجَّ إِلى بلدِ كذا انْطَلَقَ ومَجْمَجَ الكِتابَ خَلَّطَه وأَفسَدَه الليث المَجْمَجَةُ تَخْليطُ الكِتابِ وإِفْسادُه بالقلم ومَجْمَجْتُ الكِتابَ إِذا ثَبَّجْتَه ولم تُبَيِّنِ الحروفَ ومَجْمَجَ الرجلُ في خَبرِه لم يبينه ولَحْمٌ مُمَجْمَجٌ كثير وكَفَلٌ مُتَمَجْمِجٌ رَجْراجٌ
( * قوله « وكفل متمجمع رجراج إلخ » كذا بالأصل وعبارة القاموس وكفل ممجمج كمسلسل مرتج وقد تمجمج ) إِذا كان يَرْتَجُّ من النَّعْمةِ وأَنشد وكَفَلٍ رَيَّانَ قد تَمَجْمَجا ويقال للرجل إِذا كان مُسْتَرْخِياً رَهِلاً مَجْماجٌ قال أَبو وجْزَةَ طالَتْ عَلَيْهِنَّ طُولاً غَيرَ مَجْماجِ ورجلٌ مَجْماجٌ كَبَجْباجٍ كثيرُ اللحم غليظه وقال شجاع السُّلَمِيُّ مَجْمَجَ بي وبَجْبَجَ إِذا ذهَبَ بك في الكلام مَذهَباً على غير الاستِقامة وردّكَ من حال إِلى حال ابن الأَعرابي مَجَّ وبَجَّ بمعنى واحد

( محج ) مَحَجَ الأَديمَ يَمْحَجُه مَحْجاً دَلَكَه لِيَمْرُنَ والمَحْجُ مَسْحُ شيء عن شيء حتى ينالَ المَسْحُ جلد الشيء لِشِدَّةِ مَسْحِكَ ونحو ذلك والرِّيحُ تَمْحَجُ الأَرضَ مَحْجاً تَذْهَبُ بالتراب حتى تتناوَلَ من أَرُومةِ العَجَاجِ قال العَجَّاجُ ومَحْجُ أَرْواحٍ يُبارِينَ الصَّبا أَغْشَيْنَ مَعرُوفَ الدِّيارِ التَّيْرَبَا ويروى التَّوْرَبا وكلاهما التراب ومَحَجَ المرأَةَ يَمْحَجُها مَحْجاً نَكَحَها وكذلك مَخَجَها قال ابن الأَعرابي اختصم شَيْخانِ غَنَوِيٌّ وباهِليٌّ فقال أَحدهما لصاحبه الكاذِبُ مَحَجَ أُمَّه فقال الآخر انظروا ما قال لي الكتذب مَحَجَ أُمَّه أَي ناكَ أُمَّه فقال له الغنوي كذب ما قلت له هكذا ولكني قلت مَلَجَ أُمَّه أَي رَضَعها ابن الأَعرابي المَحَّاجُ الكذَّابُ وأَنشد ومَحَّاجٌ إِذا كَثُرَ التَّجَنِّي قال الأَزهري فَمَحَجَ عند ابن الأَعرابي له معنيان أَحدهما الجِماعُ والآخر الكَذِبُ ومَحَجَ مَحْجاً أَسرَعَ ومَحَجَ العُودَ مَحْجاً قشره ومَحَجَ الدَّلْوَ مَحْجاً خَضْخَضَها كمَخَجَها عن اللحياني قال قد صَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما يَزِيدُها مَحْجُ الدِّلا جُمُوما ويروى مَخْجُ الدِّلا وهي أَعرفُ وأَشهر وماحَجَه ماطَله ومَحَجَ اللبنَ ومَخَجَه إِذا مَخَضَه ابن سيده ومِحاجٌ ومَحاجِ اسم فَرسٍ معروفة من خيل العرب قال اقْدُمْ مَحاجِ إِنه يَومٌ نُكُرْ مِثْلي على مِثْلِكَ يَحْمِي ويَكُرْ ومَحاجٌ اسم موضع أَنشد ثعلب لَعَنَ اللهُ بَطْنَ لَقْفٍ مَسِيلاً ومَحاجاً فلا أُحِبُّ مَحاجَا قال ابن سيده وقد يكون مَحاجٌ مَفْعَلاً كالمَقالِ والمَقامِ فيكون من غير هذا الباب وقال ابن الأَثير في كتابه في هذه الترجمة المَحَجَّةُ جادَّةُ الطريقِ مَفْعَلَةٌ من الحَجِّ القَصْدِ والميم زائدة وجمعها المَحاجُّ بتشديد الجيم وفي حديث عليّ ظَهَرَتْ مَعالِمُ الجَوْرِ وتُرِكَتْ مَحاجُّ السُّنَنِ وقد ذكر ذلك في موضعه

( مخج ) مَخَجَ المرأَة يَمْخَجُها مَخْجاً نكَحها ومَخَجَ بالدلو وغيرها مَخْجاً ومَخَجَها خَضْخَضَها وقيل جَذَب بها ونَهَزَها حتى تمتلئ قال قد صَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما يَزِيدُها مَخْجٌ الدِّلا جُمُوما وكذلك تَمَخَّجَها وتماخَجَها قال أَبو عبيد تَمَخَّجْتُ الماءَ إِذا حركته قال صافي الجِمامِ لم تَمَخَّجْه الدِّلا أَي لم تَمْخُضْه
( * قوله « تمخضه » بتثليث الخاء من المضارع كما في القاموس ) الدِّلاء الأَصمعي مَخَجَ البئرَ ومَخَضَها بمعنى واحد ومَخَجَ البئر يَمْخَجُها مَخْجاً أَلَحَّ عليها في الغَرْب وبه فسَّرَ ابن الأَعرابي قوله يَزيدُها مخجُ الدِّلا جُموما وأَنشد يعقوب تَرَى الغُلامَ اليافِعَ الحَزَوَّرا يَمْخَجُ بالدَّلْوِ وقد تَغَشْمَرا

( مدج ) الليث مُدَّجٌ سمكة بحرية قال وأَحْسَبُهُ مُعَرَّباً وأَنشد أَبو الهيثم في المدَّجِ يُغْني أَبا ذَرْوَةَ عن حانُوتِها عن مُدَّجِ السُّوقِ وأَنْزَرُوتِها وقال مُدَّجٌ سَمَكٌ اسمه متور
( * قوله « مدّج سمك اسمه متور » كذا بالأصل وعبارة القاموس مدّج كقبر سمكة بحرية وتسمى المشق اه وشكل فيه مشق بشد الشين ) وأَنْزَرُوتِها يريد عَنْزَرُوتِها وفي الحديث ذكر مُدَجِّجٍ هو بضم الميم وتشديد الجيم المكسورة وادٍ بين مكة والمدينة له ذكر في حديث الهجرة

( مذحج ) مَذْحِجٌ مثال مسجد أَبو قبيلة من اليمن وهو مَذحِجُ بن يُحابِرَ بن مالكِ بن زَيْدِ بنِ كهْلانَ بن سبإٍ قال سيبويه الميم من نفس الكلمة

( مرج ) المَرْجُ الفضاء وقيل المَرْجُ أَرضٌ ذاتُ كَلإٍ تَرْعَى فيها الدوابُّ وفي التهذيب أَرضٌ واسعةٌ فيها نبت كثير تَمْرُجُ فيها الدوابُّ والجمع مُروجٌ قال الشاعر رَعَى بها مَرْجَ رَبيعٍ مَمْرَجا وفي الصحاح المَرْجُ الموضع الذي تَرعى فيه الدوابُّ ومَرَجَ الدابَّةَ يَمْرُجُها إِذا أَرسلَها تَرعى في المرج وأَمْرَجَها تركها تذهب حيث شاءت وقال القتيبي مرج دابته خَلاَّها وأَمْرَجَها رَعاها وإِبلٌ مَرَجٌ إِذا كانت لا راعي لها وهي ترعى ودابة مَرَجٌ لا يثنى ولا يجمع وأَنشد في رَبْرَبٍ مَرَجٍ ذَواتِ صَياصِي وفي الحديث وذكر خيل المُرابِطِ فقال طَوَّلَ لها في مَرْجٍ المَرْجُ الأَرضُ الواسعةُ ذاتُ نباتٍ كثير تَمْرُجُ فيها الدوابُّ أَي تُخَلَّى تسرح مختلطةً حيث شاءت والمَرَجُ بالتحريك مصدر قولك مَرِجَ الخاتم في إِصْبَعِي وفي المحكم في يدي مَرَجاً أَي قَلِقَ ومَرَجَ والكسر أَعلى مثل جَرِجَ ومَرِجَ السهمُ كذلك وأَمْرَجَه الدم إِذا أَقْلَقَه حتى يسقط وسهم مَرِيجٌ قَلِقٌ والمَرِيجُ المُلْتَوي الأَعْوَجُ ومَرِجَ الأَمرُ مَرَجاً فهو مارِجٌ ومَرِيجٌ الْتَبَسَ واخْتلَط وفي التنزيل فهم في أَمْرٍ مَرِيجٍ يقول في ضلالٍ وقال أَبو إِسحق في أَمرٍ مُخْتَلِفٍ مُلْتَبِسٍ عليهم يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم مرّة ساحِرٌ ومرَّة شاعِرٌ ومرّة مُعَلّمٌ مجنونٌ وهذا الدليل على أَن قوله مرِيجٌ مُلْتَبِس عليهم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم كيف أَنتم إِذا مَرِجَ الدينُ فَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ واختلف الأَخَوَانِ وحُرِّقَ البيتُ العتِيقُ ؟ وفي حديث آخر أَنه قال لعبد الله كيف أَنت إِذا بَقِيتَ في حُثالةٍ من الناس قد مَرِجَتْ عُهُودُهم وأَماناتُهم ؟ أَي اختلطت ومعنى قوله مَرِجَ الدينُ اضْطَرَبَ والتَبَسَ المَخْرَجُ فيه وكذلك مَرَجُ العُهُودِ اضْطِرابُها وقِلَّةُ الوفاء بها وأَصل المَرَجِ القَلَقُ وأَمْرٌ مَرِيجٌ أَي مختلِطٌ وغُصْن مَرِيجٌ مُلْتَوٍ مُشْتبك قد التبست شَناغيبه قال الهذلي فَجالَتْ فالتَمَسْتُ به حَشاها فَخَّرَ كأَنه غُصنٌ مَرِيجُ وفي التهذيب خُوطٌ مَرِيجٌ أَي غُصنٌ له شُعَبٌ قِصارٌ قد التبست ومَرَجَ أَمْرَه يَمْرُجُه ضَيَّعه ورجل مِمْراجٌ يَمْرُجُ أُمورَه ولا يُحْكِمُها ومَرِجَ العَهْدُ والأَمانةُ والدِّينُ فَسَدَ قال أَبو دُواد مَرِجَ الدِّينُ فأَعْدَدْتُ له مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبُوكَ الكَتَدْ وأَمْرَجَ عَهْدَهُ لم يَفِ به ومَرِجَ الناسُ اختلطوا ومَرِجَتْ أَماناتُ الناس فسدت ومَرِجَ الدِّينُ والأَمرُ اخْتَلَطَ واضْطَرَبَ ومنه الهَرْجُ والمَرْجُ ويقال إِنما يسكن المَرْجُ لأَجل الهَرْجِ ازْدِواجاً للكلام والمَرَجُ الفِتْنَةُ المُشْكِلةُ والمَرَجُ الفسادُ وفي الحديث كيف أَنتم إِذا مَرِجَ الدِّينُ ؟ أَي فسَدَ وقَلِقَتْ أَسبابُه والمَرْجُ الخَلْطُ ومَرَجَ الله البحرَيْنِ العذْبَ والمِلْحَ خَلَطَهما حتى التقيا الفراء في قوله عز وجل مرج البحرين يلتقيان يقول أَرْسَلَهُما ثم يلتقيانِ بعد وقيل خَلاَّهما ثم جعلهما لا يلتبس ذا بذا قال وهو كلام لا يقوله إِلاَّ أَهل تِهامَةَ وأَما النحويون فيقولون أَمْرَجْتُه وأَمْرَجَ دابَّتَه وقال الزّجَّاج مَرَجَ خَلَطَ يعني البحرَ المِلحَ والبحرَ العَذْبَ ومعنى لا يبغيان أَي لا يبغي المِلحُ على العذب فيختلط ابن الأَعرابي المَرْجُ الإِجْرَاءُ ومنه قوله مَرَجَ البَحْرَينِ أَي أَجراهُما قال الأَخفش ويقول قومٌ أَمْرَجَ البحرينِ مثل مَرَجَ البحرين فَعَلَ وأَفْعَلَ بمعنى والمارِجُ الخِلْطُ والمارِجُ الشُّعْلةُ السَّاطِعَةُ ذاتُ اللَّهَبِ الشَّديد وقوله تعالى وخَلَقَ الجانَّ من مارِجٍ من نارٍ قيل معناه الخِلْطُ وقيل معناه الشُّعْلةُ كل ذلك من باب الكاهِل والغارِبِ وقيل المارِجُ اللَّهَبُ المُختَلِطُ بسَوادِ النارِ الفراء المارِجُ ههنا نارٌ دونَ الحِجابِ منها هذه الصَّواعِقُ وبُرِئَ جلده منها أَبو عبيد من مارِجٍ من خِلْطٍ من نارٍ الجوهريّ مارج من نار نار لا دخان لها خلق منها الجانّ وفي حديث عائشة خُلِقتِ الملائكة من نورٍ وخُلِقَ الجانّ من مارج من نار مارِجُ النار لَهَبُها المختلط بسوادها ورجل مَرّاجٌ يَزيدُ في الحديثِ وقد مَرَجَ الكَذِبَ يَمْرُجُه مَرْجاً وأَمْرَجَتِ الناقةُ وهي مُمْرِجٌ إِذا أَلْقَتْ ولَدَها بعدما صارَ غِرْساً ودَماً وفي المحكم إِذا أَلقت ماءَ الفحل بعدما يكون غِرْساً ودماً وناقة مِمْراجٌ إِذا كان ذلك عادتَها ومَرَجَ الرجلُ المرأَةَ مَرْجاً نَكَحَها روى ذلك أَبو العلاء يرفعه إِلى قُطْرُب والمعروف هَرَجَها يَهْرُجُها والمَرْجانُ اللُّؤْلُؤُ الصِّغارُ أَو نحوُه واحدته مَرْجانةٌ قال الأَزهري لا أَدري أَرُباعِيٌّ هو أَم ثُلاثِيٌّ وأَورده في رباعي الجيم وقال بعضهم المَرْجانُ البُسَّذُ وهو جَوهَرٌ أَحمر قال ابن بري والذي عليه الجمهور أَنه صغار اللؤْلُؤِ كما ذكره الجوهري والدليل على صحة ذلك قول امرئ القيس ابن حُجْر أَذُودُ القَوافيَ عَنِّي ذِيادا ذِيادَ غُلامٍ جَرِيٍّ جِيادا
( * قوله « جريّ جيادا » كذا بالأصل والذي في مادة « ذود » من القاموس غويّ جرادا )
فأَعْزِلُ مَرْجانَها جانِباً وآخُذُ من دُرِّها المُسْتَجادا ويقال إِنَّ هذا الشعر لامرئ القيس بن حُجْر المعروف بالذائِدِ وقال أَبو حنيفة المَرْجانُ بَقْلةٌ رِبْعِيَّةٌ تَرْتَفع قِيسَ الذراعِ لها أَغْصان حُمْرٌ وورق مُدَوَّرٌ عريض كثيف جدّاً رَطْبٌ رَوٍ وهي مَلْبَنَةٌ والواحِدُ كالواحدِ ومَرْجُ الخُطَباء موضع بخُراسان ومَرْجُ راهِطٍ بالشامِ ومنه يوم المَرْجِ لِمَرْوان بنِ الحكم على الضحّاكِ بن قيس الفِهْريّ ومَرْجُ القَلَعَةِ بفتح اللام منزل بالبادية ومَرْجَةُ والأَمْراجُ مَوْضِعانِ قال السُّلَيْكُ ابن السُّلَكةِ وأَذْعَرَ كَلاّباً يَقُودُ كِلابَهُ ومَرْجةُ لمَّا اقْتَبِسْها بِمقْنَبِ وقال أَبو العيال الهُُذَلي إِنّا لَقِينا بَعْدَكم بدِيارِنا من جانِبِ الأَمْراجِ يوماً يُسْأَلُ أَراد يُسأَلُ عنه

( مزج ) المَزْجُ خَلْطُ المِزاجِ بالشيء ومَزْجُ الشرابِ خَلْطُه بغيره ومِزاجُ الشرابِ ما يُمْزَجُ به ومَزَجَ الشيءَ يَمْزُجُه مَزْجاً فامْتَزَجَ خَلَطَه وشرابٌ مَزْجٌ مَمْزُوجٌ وكلُّ نوعين امْتَزَجا فكل واحد منهما لصاحبه مِزْجٌ ومِزاجٌ ومِزاجُ البدَنِ ما أُسِّسَ عليه من مِرَّةٍ وفي التهذيب ومِزاجُ الجِسْمِ ما أُسِّس عليه البدن من الدّم والمِرّتَيْنِ والبَلْغَمِ والمِزْجُ والمَزْجُ العَسَلُ وفي التهذيب الشَّهْدُ قال أَبو ذؤيب فجاءَ بِمِزْجٍ لم يَرَ الناس مِثلَهُ هو الضَّحْكُ إِلاَّ أَنه عَمَلُ النَّحْلِ قال أَبو حنيفة سمِّي مِزْجاً لأَِنه مِزاجُ كلِّ شرابٍ حُلْوٍ طيب به وسَمَّى أَبو ذؤيب الماءَ الذي تُمْزَجُ به الخمر مِزْجاً لأَن كل واحد من الخمرِ والماء يُمازِجُ صاحِبَه فقال بِمزْجٍ من العَذْب عَذْبِ السَّراةِ يُزَعْزِعُه الرِّيحُ بعدَ المَطَرْ ومَزَّجَ السُّنبُلُ والعنب اصْفَرَّ بعد الخضرة وفي التهذيب لَوَّنَ من خُضْرة إِلى صفرة ورجل مَزَّاجٌ ومُمَزِّجٌ لا يثبتُ على خُلُقٍ إِنما هو ذ أَخْلاق وقيل هو المُخَلِّطُ الكَذّاب عن ابن الأَعرابي وأَنشد لِمَدْرَجِ الرِّيح إِني وَجَدْتُ إِخاءَ كلِّ مُمَزِّجٍ مَلِقٍ يَعُودُ إِلى المَخانةِ والقِلَى والمِزْجُ اللَّوْزُ المُرُّ قال ابن دريد لا أَدري ما صحتُه وقيل إِنما هو المَنْج والمَوْزَجُ الخُفُّ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ والجمع مَوازِجةٌ أَلْحقُوا الهاء للعجمة قال ابن سيده وهكذا وجد أَكثر هذا الضرب الأَعجمي مُكَسَّراً بالهاء فيما زعم سيبويه والمَوْزَجُ معرّب وأَصله بالفارسية مُوزَهْ والجمع المَوازِجَةُ مثل الجَوْرَبِ والجَوارِبةِ والهاء للعجمة وإِن شئتَ حذفتها وفي الحديث أَنَّ امرأَةً نَزَعَتْ خُفَّها أَو مَوْزَجَها فَسَقَتْ به كَلْباً ابن شميل يَسأَلُ السَّائِلُ فيقال مَزَّجُوهُ أَي أَعْطُوه شيئاً وأَنشد وأَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ وأَنْطَوِي إِذا الماءُ أَمْسى لِلْمُزَلَّجِ ذا طَعْمِ
( * قوله « واغتبق الماء إلخ » كذا بالأصل ولا شاهد فيه كما لا يخفى )
وقول البريق الهذلي أَلمْ تَسْلُ عن لَيْلى وقد ذهَبَ الدَّهْرُ وقد أُوحِشَتْ منها الموازِجُ والحَضْرُ
( * قوله « أوحشت إلخ » في معجم ياقوت أقفرت منها الموازج فالحضر ) ؟ قال ابن سيده أَظُنُّ المَوازِجَ مَوْضِعاً وكذلك الحَضْرُ

( مشج ) المَشْجُ والمَشِجُ والمشَجُ والمَشِيجُ كل لَوْنينِ اخْتلَطا وقيل هو ما اختلط من حمرة وبياض وقيل هو كل شيئين مختلطين والجمع أَمْشاجٌ مثل يَتيمٍ وأَيْتامٍ ومنه قول الهذلي سيطَ به مَشِيجُ ومَشَجْتُ بَيْنهما مَشْجاً خَلَطْتُ والشيءُ مَشيجٌ ابن سيده والمَشِيجُ اخْتِلاطُ ماء الرجل والمرأَة هكذا عبر عنه بالمصدر وليس بقويّ قال والصحيحُ أَن يقال المَشِيج ماء الرجل يختلط بماءِ المرأَة وفي التنزيل العزيز إِنا خلقنا الإِنسان من نطفة أَمشاج نبتليه قال الفراء الأَمْشاجُ هي الأَخْلاطُ ماءُ الرجلِ وماء المرأَةِ والدمُ والعَلَقَة ويقال للشيء من هذا خِلْطٌ مَشِيجٌ كقولك خَلِيطٌ ومَمْشُوجٌ كقولك مَخْلُوطٌ مُشِجَتْ بِدمٍ وذلك الدمُ دمُ الحيضِ وقال ابن السكيت الأَمشاجُ الأَخلاطُ يريد الأَخْلاطَ النطفةَ
( * قوله « يريد الأخلاط النطفة » عبارة شرح القاموس يريد النطفة ) لأَنها مُمْتَزِجةٌ من أَنواعٍ ولذلك يولد الإِنسان ذا طَبائعَ مُخْتَلِفةٍ وقال الشَّمَّاخُ طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لِوَقْتٍ على مَشَجٍ سُلالتهُ مَهِينُ وقال الأخر فَهُنَّ يَقذِفْنَ من الأَمْشاجِ مِثْلَ بُزولِ اليَمْنَةِ الحجاجِ
( * قوله « مثل إلخ » كذا بالأصل )
وقال أَبو اسحق أَمْشاجٌ أَخْلاطٌ من منيّ ودم ثم يُنْقَلُ من حالٍ إِلى حالٍ ويقال نُطْفةٌ أَمْشاجٌ لماء الرجل يختلط بماء المرأَةِ ودَمِها وفي الحديث في صفة المولود ثم يكون مَشِيجاً أَربعين ليلة المَشِيجُ المختلِطُ من كل شيء مَخْلوطٍ وفي حديث علي رضي الله عنه ومَحَطَ الأَمْشاجَ من مَسارِبِ الأَصْلابِ يريد المنيَّ الذي يَتولَّدُ منه الجَنِينُ والأَمْشاجُ أَخْلاطُ الكَيْمُوساتِ الأَربعِ وهي المِرارُ الأَحمرُ والمِرارُ الأَسْودُ والدمُ والمنيّ أَراد بالمَشْجِ اخْتِلاطَ الدمِ بالنطفة هذا أَصله وعن الحسن في قوله تعالى أَمْشاجٍ قال نعم والله إِذا استعجل مشَج خلقه من نطفة ابن سيده وأَمْشاجُ البدَنِ طَبائِعهُ واحدها مَشْجٌ ومَشَجٌ ومَشِجٌ عن أَبي عبيدة وعليه أَمْشاجُ غُزولٍ أَي داخِلةٌ بعضُها في بعض يعني البُرود فيها أَلوانُ الغُزُولِ الأَصمعي أَمْشاجُ وأَوشاجُ غُزولٍ داخلٌ بعضُها في بعض وقولُ زهَير بن حَرام الهذلي كأَنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منها خِلالَ الرِّيشِ سِيطَ به مَشِيجُ ورواه المبرد كأَنَّ المَتْنَ والشَّرْجَينِ منه خِلافَ النصْلِ سِيطَ به مَشيجُ أَراد بالمتْنِ مَتْنَ السَّهْمِ والشَّرْجَينِ حَرْفَيِ الفُوقِ وهو في الصحاح سيطَ به المَشِيجُ ورواه أَبو عبيدة كأَنَّ الرِّيشَ والفُوقَيْنِ منها خِلالَ النصْلِ سِيطَ به المَشيجُ

( معج ) المَعْجُ سُرعةُ المَرّ وريح مَعُوجٌ سريعةُ المَرّ قال أَبو ذؤَيب تُكَرْكِرُه نَجْدِيَّةٌ وتَمُدّهُ مُسَفْسِفةٌ فَوقَ التُّرابِ مَعُوجُ ومَعَجَ السَّيْلُ يَمْعَجُ أَسْرَعَ وقَولُ ساعِدةَ ابن جُؤَيَّةَ مُسْتأْرِضاً بَينَ أَعْلى اللِّيثِ أَيْمَنَهُ إِلى شَمَنْصِيرَ غَيْثاً مُرْسَلاً مَعِجا
( * قوله « بين أعلى » كذا بالأصل هنا وفي معجم ياقوت بين بطن وكذا في غير موضع من هذا الكتاب )
إِنما هو على النسب أَي ذو مَعْجٍ ومَعَجَ في الجَرْيِ يَمْعَجُ مَعْجاً تَفَنَّنَ وقيل المَعْجُ أَن يَعْتَمِدَ الفَرَسُ على إِحدى عُضادَتَي العنانِ مرة في الشِّقِّ الأَيمَنِ ومرة في الشق الأَيسر وفرسٌ مِمْعَجٌ كثير المَعْجِ وحمار مَعَّاجٌ ومَعُوجٌ يَسْتَنُّ في عَدْوِه يميناً وشمالاً ومَعَجَتِ الناقةُ مَعْجاً سارتْ سَيراً سَهْلاً أَنشد ثعلب من المُنْطياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَما يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ أَي تسير هذا السير الشديد بعدما تَغُور عيناها من الإِعْياء والتعَب ومَعَجَ في سيره إِذا سارَ في كل وجه وذلك من النَّشاطِ قال العجاج يصف العير غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِمْعَجا ومَرَّ يَمْعَجُ أَي مَرَّ مَرًّا سَهْلاً وفي حديث معاوية فمَعَجَ البحرُ مَعْجَةً تَفَرَّقَ لها السُّفُنُ أَي ماجَ واضْطَرَبَ والمَعْجُ هُبُوبُ الرِّيحِ في لينٍ والرِّيحُ تَمْعَجُ في النبات تَقْلِبُه يميناً وشمالاً قال ذو الرمة أَو نَفْحة من أَعالي حَنْوةٍ مَعَجَتْ فيها الصَّبا مَوْهِناً والرَّوضُ مَرْهُومُ ومَعَجَ الرجلُ جارِيَتَه يَمْعَجُها إِذا نكحها ومَعَجَ المُلْمُولَ في المكْحُلةِ إِذا حَرَّكَه فيها ومَعَجَ الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمِّه يَمْعَجُه مَعْجاً لَهَزَه وقلَّبَ فاه في نواحِيهِ لِيَتَمَكَّنَ في الرَّضاع قال عقبة بن غَزوان فعَلَ ذلك في مَعْجَةِ شَبابه وعلوة
( * قوله « وعلوة » كذا في الأصل بمهملة وفي شرح القاموس بغين معجمة ونص القاموس في مادة غلو والغلواء بالضم وفتح اللام ويسكن الغلوّ وأَوّل الشباب وسرعته كالغلوان بالضم ) شبابه وعُنْفُوانِه وقال غيره في مَوْجةِ شَبابه بمعناه

( مغج ) مَغَجَ الفَصِيلُ أُمَّه يَمْغَجُها مَغْجاً لَهَزَها الأَزهري عن أَبي عمرو مَغَجَ إِذا عَدَا ومَغَجَ إِذا سارَ قال ولم أَسمع مَغَجَ لغيره

( مفج ) رجل ثَفاجةٌ مَفَاجةٌ أَحْمَقُ مائقٌ وفي حديث بعضهم أَخذني الشُّراةُ فرأَيتُ مُساوِراً قد ارْبَدَّ وجْهُه ثم أَوْمأَ بالقَضيب إِلى دجاجة كانت تَتبَخْتَرُ بين يديه وقال تسَمَّعي يا دجاجةُ تَعَجَّبي يا دَجاجةُ ضَلَّ عليَّ واهْتَدى مَفاجةٌ وقد مَفَجَ وثَفَجَ إِذا حَمُقَ حكى ذلك الهرويّ في الغريبين

( ملج ) مَلَجَ الصبيُّ أُمه يَمْلُجُها مَلْجاً ومَلِجَها إِذا رضَعَها وأَمْلَجَتْه هي وقيل المَلْجُ تناوُلُ الشيء وفي الصحاح تناوُلُ الثدْي بأَدْنى الفم ورجل مَلْجانُ مَصَّانُ يَرْضَعُ الإِبلَ والغنَم من ضُروعِها ولا يَحْلُبُها لئلا يُسْمَع وذلك من لُؤْمه وامْتَلَجَ الفصيلُ ما في الضَّرْع امْتصَّه والإِملاجُ الإِرْضاعُ وفي الحديث لا تُحَرِّمُ الإِمْلاجةُ ولا الإِمْلاجَتانِ يعني أَن تُمِصَّه هي لَبَنَها وفي النهاية لا تُحَرِّمُ المَلْجةُ والمَلْجَتانِ قال المَلْجُ المَصُّ والمَلْجةُ المرّةُ والإِمْلاجةُ المرَّة أَيضاً مِن أَمْلَجَتْه أُمُّه أَي أَرْضَعَتْهُ يعني أَن المَصَّةَ والمَصَّتَينِ لا يُحَرِّمان ما يُحَرِّمُه الرضاعُ الكامِلُ ومنه الحديث فجَعَلَ مالكُ بن سِنانٍ يَمْلُجُ الدمَ بفيه من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ازْدَرَدَه أَي مَصَّه ثم ابْتَلَعَه ومنه حديث عمرو ابن سعيد قال لعبد الملك بن مَرْوانَ يوم قتلَه أُذَكِّرُكَ مَلْجَ فُلانةَ يعني امرأَة كانت أَرضعتهما والمَلِيجُ الرَّضِيعُ والمَلِيجُ الجَلِيلُ من الناسِ أَيضاً ومَلَجَ المرأَةَ نَكَحَها كَلَمَجَها والمُلْجُ السُّمْرُ من الناسِ وفي نوادر الأَعراب أَسودُ أَمْلَجُ وهو اللَّعِسُ والأَمْلَجُ الأصفر الذي ليس بأَسودَ ولا أَبيض وهو بينهما يقال ولدَت فلانةُ غلاماً فجاءت به أَمْلَجَ أَي أَصْفَرَ لا أَبيضَ ولا أَسْودَ والأَمْلَجُ ضرب من العَقاقِير سمِّي بذلك للَوْنِه أَبو زيد والمُلْجُ نَوى المُقْلِ وجمعه أَمْلاجٌ غيره والمُلْجُ نواة المُقْلةِ ومَلَجَ الرجلُ إِذا لاكَ المُلْجَ والأُمْلُوجُ نَوَى المُقْلِ مثل المُلْجِ ومنه حديث طَهْفَةَ أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه قوم يشكون القحطَ وفي نسخة وفْدٌ من اليمن فقال قائلهُم سَقَطَ الأُمْلُوجُ وماتَ العُسْلُوجُ وقيل الأُمْلُوجُ ورق من أَوراق الشجر كالعيدان ليس بعريض كورق الطَّرْفاء والسرْو والجمع الأَمالِيجُ حكاه الهروي في الغريبين والأُملُوجُ الغصن الناعم وقيل هو العِرْقُ من عُرُوقِ الشجَر يُغْمَسُ في الثرى لِيَلِينَ وقيل هو ضرب من النبات ورقه كالعيدان وفي رواية سقط الأُملوج من البِكارةِ هو جمع بَكْرٍ وهو الفَتيُّ السمين من الإِبل أَي سقط عنها ما علاها من السِّمَنِ برَعْيِ الأُمْلُوج فسَمَّى السِّمَنَ نفسَه أُمْلُوجاً على سبيل الاستعارة قال ابن الأَثير قاله الزمخشري والمُلُجُ الجِداءُ الرُّضَّعُ والمالَجُ الذي يُطَيَّن به فارسي مُعَرَّبٌ

( منج ) المَنْجُ إِعرابُ المَنْك وهو دخيل في العربية وهو حَبٌّ إِذا أُكِلَ أَسْكَرَ آكِلَه وغَيَّرَ عقله قال أَبو حنيفة هو اللَّوْزُ الصِّغار وقال مرة المنج شجر لا ورق له نباته قُضْبان خُضْر في خضرة البقل سُلْبٌ عارِيةٌ يُتخذ منها السِّلالُ

( مهج ) المُهْجَةُ دم القلب ولا بقاء للنَّفْسِ بعدما تُراقُ مُهْجَتُها وقيل المُهْجَةُ الدَّمُ وحكي عن أَعرابي أَنه قال دَفَنْتُ مُهْجَتَه
( * قوله « دفنت مهجته » قال في شرح القاموس بعد حكاية الأعرابي نقلاً عن الصحاح هكذا في النسخ ووجدت في هامشه أنه تصحيف والذي ذكره ابن قتيبة وغيره في هذا دفقت مهجته بالفاء والقاف قلت ومثله في نسخ الأساس وهو مجاز ) أَي دمَه ويقال خَرَجَت مُهْجَتُه أَي روحُه وقيل المُهْجةُ خالِصُ النفْسِ قال أَبو كبير يَكْوي بها مُهَجَ النُّفوسِ كأَنما يَسْقِيهمُ بالبابِلِيِّ المُمْقِرِ الأَزهري بَذَلْتُ له مُهْجَتي أَي بذلت له نفسي وخالِصَ ما أَقْدِر عليه ومُهْجةُ كلّ شيء خالِصُه والماهِجْ والأُمْهُجُ والأُمْهُجانُ كلُّه اللبن الخالص من الماء مشتق من ذلك قال وعَرَّضوا المجلِسَ مَحْضاً ماهِجا وقيل هو اللبن الرقيق ما لم يتغير طعمه ولَبن أُمْهُجانٌ إِذا سَكَنَتْ رَغْوته وخَلَص ولم يخثُر ولبن ماهِجٌ إِذا رقَّ ولبن أُمْهوجٌ مِثله ومنه مُهْجة نفسِه خالص دمِه وشحْمٌ أُمْهُجٌ بالضم أَي رقيق ابن سيده شحم أُمْهُجٌ نِيءٌ وهو من الأَمثلة التي لم يذكرها سيبويه قال ابن جني قد حُظر في الصفة أُفْعُلٌ وقد يُمكِن أَن يكون محذوفاً من أُمْهُوجٍ كأُسْكوبٍ قال ووجدت بخطّ أَبي عليّ عن الفراء لَبَنٌ أُمْهوجٌ فيكون أُمْهج هذا مقصوراً هذا قول ابن جني أَبو عمرو مَهَجَ إِذا حَسُن وجهُه بعد علة قال ابن سيده وأُمْهوجٌ وأُمْهُجانٌ نِيءٌ كأُمْهُج

( موج ) المَوْجُ ما ارتفع من الماء فوق الماء والفعل ماجَ الموجُ والجمع أَمْواج وقد ماجَ البحرُ يموجُ مَوْجاً ومَوَجاناً ومُؤُوجاً وتَموَّج اضطرَبَت أَمواجُه ومَوْجُ كلِّ شيء وموَجانُه اضطرابُه والمُؤُوجُ مُؤُوجُ الدَّاغِصَةِ ومُؤُوجُ السِّلْعَة تَموُّرٌ بين الجلد والعظم ابن الأَعرابي ماجَ يَموج إِذا اضطرَب وتحَيَّر ورجلٌ مَؤُوجٌ مائجٌ أَنشد ثعلب وكلُّ صاحٍ ثَمِلاً مَؤُوجا والناسُ يَموجون وماجَ الناسُ دخل بعضُهم في بعض وماج أَمْرُهم مَرِجَ وفرَسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ إِتْباع
( * قوله « غوج موج اتباع » سبق في مادة غوج وفرس غوج موج غوج جواد وموج اتباع ) أَي جَوَاد وقيل هو الطويلُ القَصَبِ وقيل هو الذي يَنْثَني فيَذهبُ ويجيءُ

( ميج ) التهذيب ابن الأَعرابي ماجَ في الأَمْر إِذا دار فيه قال والمَيْجُ الاختلاطُ

( نأج ) نائِجاتُ الهامِ صوائحُها والنَّئِيج الصَّوت ونأَجَ البُومُ يَنْأَجُ نأْجاً صاح وكذلك الإِنسان وهو أَحْزَنُ ما يكون من الدُّعاء وأَضْرَعُه وأَخْشَعُه ورجلٌ نَأْآجٌ رفيع الصوت ونَأَجَ الثَّورُ يَنْئِج ويَنْأَجُ نأْجاً ونُؤَاجاً صاحَ وثور نَأْآجٌ كثير النَّأْجِ والنَّأْجُ والنَّئِيجُ السُّرعة والنَّأْآج السريع وريحٌ نَؤُوجٌ شديدة المَرِّ ورجل نَأْآج إِذا تضرع في دعائه ونأَجَ إِلى الله يَنْأَجُ أَي تضرَّعَ في الدعاء وأَنشد ولا يَغُرَّنَّكَ قَوْلُ النُّؤَّجِ الخالجِينَ القَوْلَ كلَّ مَخْلَجِ وقال العجاج في الهام واتَّخَذَتْهُ النَّائجاتُ مَنْأَجَا والنائجات الرِّياح الشَّديدة الهُبُوب وفي الحديث ادعُ ربك بأَنْأَجِ ما تَقْدِرُ عليه أَي بأَبلَغ ما يكون من الدُّعاء واضْرَعْ ونَأَجَت الريحُ تَنأَج نَئيجاً تَحَرّكَتْ فهي نَؤُوج ولها نئِيجٌ أَي مَرٌّ سريعٌ مع صَوْت وتقول منه نُئِجَ القومُ قال الشاعر وتُنْأَجُ الرُّكْعبانُ كلَّ منْأَجِ به نَئِيجُ كلِّ ريحٍ سَيْهَجِ ونَأَجَتِ الرِّيحُ الموضعَ مَرَّتْ عليه مَرًّا شديداً قال أَبو حيَّة النميري إِلاّ خوالِدَ أَشْباهاً بَقِينَ على رَيبِ الحَوادِثِ في مَرْكُوَّة جَدَدِ
( * قوله « الا خوالد إلخ » كذا بالأصل ولا شاهد فيه )
ونَأَجَ في الأَرض يَنْأَجُ نُؤُوجاً إِذا ذهب وفي التهذيب ونَأَجَ الخبر أَي ذهب في الأَرض ونَأَج الأَمرَ أَخَّرَه ونأَجَت الإِبِلُ في سيرها وأَنشد ابن السكيت قد عَلِم الأَحْماءُ والأَزاوِيجْ أَنْ ليس عنْهُنَّ حديثٌ مَنْؤُوجْ قال المَنْؤُوجُ المعطوف

( نبج ) النبَّاجُ الشديدُ الصَّوت ورجل نَبَّاجٌ ونَبَّاحٌ شديدُ الصَّوت جافي الكلام وقد نَبَج يَنْبِجُ نَبيجاً قال الشاعر بأَسْتاهِ نَبَّاجِينَ شُنْجِ السَّواعد ويقال أَيضاً للضَّخْم الصوتِ من الكِلاب إِنه لَنَبَّاجٌ ونُباجُ الكلب ونَبِيجُه ونَبْْجُه لغة في النُّباح وكلْبٌ نُبَاجِيٌّ ضَخْم الصوت عن اللحياني وإِنه لشديد النُّباجِ والنُّباحِ وأَنْبَجَ الرجلُ إِذا خَلَّطَ في كلامه والنَّبَّاجُ المتكلم بالحُمْق والنبَّاجُ الكَذَّابُ هذه عن كراع والنَّبْج ضَرْبٌ من الضَّرْطِ والنَّبَّاجة الاسْتُ يقال كَذَبَتْ نَبَّاجَتُك إِذا حَبَق والنُّباجُ بالضم الرُّدامُ ونَبَجَت القَبَجَةُ وهو دخيلٌ إِذا خرجت من جُحْرها قال أَبو تراب سأَلت مُبْتَكراً عن النُّباج فقال لا أَعْرِفُ النُّباج إِلا الضُّراطَ والأَنْبِجاتُ بكسر الباء للمُرَببَّاتُ من الأَدْوية قال الجوهري أَظنُّه مُعَرَّباً والنَّبْج نبات والأَنْبَجُ حَمْل شَجَرٍ بالهِنْد يُرَبَّبُ بالعسل على خِلْقة الخَوْخِ مُحَرَّف الرأْس يُجْلَب إِلى العراق في جَوفهِ نَوَاةٌ كنواة الخَوْخ فمن ذلك اشتقوا اسمَ الأَنْبِجَاتِ التي تُربَّبُ بالعسل من الأُتْرُجّ والإِهْلِيلَج ونحوه قال أَبو حنيفة شجر الأَنْبَج كثير بأَرْض العرب من نواحي عُمان يُغْرَس غَرْساً وهو لونان أَحدُهما ثمرَتُه في مثل هيئة اللَّوز لا يزال حُلْواً من أَوَّلِ نباته وآخَرُ في هيئة الإِجَّاصِ يبدو حامِضاً ثم يَحْلو إِذا أَيْنَع ولهما جميعاً عَجْمة وريحٌ طيِّبة ويُكْبس الحامِضُ منهما وهو غَضٌّ في الجِباب حتى يُدْرِك فيكون كأَنه المَوْز في رائحته وطَعْمه ويَعْظُم شجَرُه حتى يكونَ كشَجَرِ الجَوْزِ وورَقهُ كوَرَقهِ وإِذا أَدْرَك فالحُلْو منه أَصْفَر والمُزُّ منه أَحمر أَبو عمرو النَّابِجَةُ والنَّبِيجُ كان من أَطْعِمة العَرَب في زمن المَجاعة يُخَاضُ الوَبَرُ باللبن ويُجْدَح قال الجعدي يذكر نساء تَرَكْنَ بَطالَةً وأَخَذْنَ جِذًّا وأَلْقَيْنَ المَكاحِلَ للنَّبيج ابن الأَعرابي الجِذُّ والمِجَذُّ طَرَفُ المِرْوَدِ قال المفضل العرب تقول للمِخْوَضِ المِجْدَحَ والمِزْهَفَ والنَّبَّاجَ ونَبَجَ إِذا خاضَ سَويقاً أَو غيره ومَنْبِجٌ مَوْضِعٌ قال سيبويه الميم في مَنْبِجٍ زائدة بمنزلة الأَلف لأَنها إِنما كثُرت مزيدة أَولاَّ فموضع زيادتها كموضع الأَلف وكثرتها ككثرتها إِذا كانت أَوَّلاً في الاسم والصفة فإِذا نسبت إِليه فتحت الباء قلت كِساءٌ مَنْبَجَانيٌّ أَخرجوه مُخْرَجَ مَخْبرانيّ ومَنظرانيّ قال ابن سيده كساء مَنْبَجاني منسوب إِليه على غير قياس وعَجِينٌ أَنْبَجانٌ أَي مُدْرِكٌ مُنْتَفِخٌ
( * قوله « منتفخ » هو في الأصل بالخاء والجيم وعليه لفظ معاً اه ) ولم يأْت على هذا البناء إِلا حرفان يومُ أَرْوَنانٍ
( * قوله « يوم أَروتان » في مادة رون من القاموس ويوم أَرونان مضافاً ومنعوتاً صعب وسهل ضد اه ) وعجين أَنبجان قال الجوهري وهذا الحرف في بعض الكتب بالخاء المعجمة قال وسماعي بالجيم عن أَبي سعيد وأَبي الغوث وغيرهما ابن الأَعرابي أَنْبَجَ الرجلُ جلس على النِّباج وهي الإِكام العاليةُ وقال أَبو عمرو نَبَجَ إِذا قعد على النَّبَجةِ وهي الأَكَمَةُ والنُّبُجُ الغَرَائِرُ السُّودُ النِّباجُ وهما نِباجانِ
( * قوله « النباج وهما إلخ » كذا بالأصل ولعله والنباج نباجان ) نِباجُ ثَيْتَلَ ونِباجُ ابن عامرٍ الجوهري والنِّباجُ قَرية بالبادية أَحياها عبدُ اللهِ بنُ عامر الأَزهري وفي بلاد العرب نِباجانِ أَحدهما على طريق البصرة يقال له نِباجُ بني عامرٍ وهو بِحذاء فَيْدَ والنِّباجُ الآخرُ نِباجُ بني سعد بالقَرْيَتَيْن وفي الحديث ائْتُوني بِأَنْبِجانيَّةِ أَبي جَهمِ قال ابن الأَثير المحفوظ بكسر الباء ويُروى بفتحها يقال كساء أَنْبِجانيٌّ منسوب إِلى مَنْبِج المدينة المعروفة وهي مكسورة الباء ففتحت في النسب وأُبدلت الميم همزة وقيل إِنها منسوبة إِلى موضع اسمه أَنْبِجان وهو أَشبه لأَن الأَوّل فيه تعسف وهو كساء يُتخذ من الصوف له خَمْلٌ ولا عَلَم له وهي من أَدون الثياب الغليظة وإِنما بعث الخميصة إِلى أَبي جهم لأَنه كان أَهْدَى للنبي صلى الله عليه وسلم الخَمِيصَةَ ذَاتَ الأَعْلام فلما شغلته في الصلاة قال رُدُّوها عليه وائْتُوني بأَنْبِجانِيَّتِه وإِنما طَلَبها لئلا يُؤَثِّر رَدُّ الهديَّةِ في قلبه قال والهمزة فيها زائدة في قول

( نبهرج ) النَّبَهْرَجُ كالبَهْرَجِ وهو مذكور في موضعه

( نتج ) النِّتاجُ اسم يَجْمع وضْعَ جميعِ البهائِمِ قال بعضهم هو في الناقة والفرس وهو فيما سِوى ذلك نَتج والأَول أَصح وقيل النِّتاجُ في جميع الدَّوابِّ والوِلادُ في الغنم وإِذا وَليَ الرجلُ ناقةً ماخِضاً ونِتاجَها حتى تضع قيل نَتَجها نَتْجاً يقال نَتَجْتُ الناقةَ
( * قوله « نتجت الناقة إلخ » هو من باب ضرب كما في المصباح والنتاج بالفتح المصدر وبالكسر الاسم كما في هامش نسخ القاموس نقلاً عن عاصم )
أَنْتِجُها إِذا وَلِيتَ نَتاجَها فأَناناتِجٌ وهي مَنْتُوجةٌ وقال ابن حِلِّزةَ لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغبارِها إِنك لا تَدْرِي مَنِ الناتجُ وقد قال الكميت بيتاً فيه لفظ ليس بالمُسْتَفِيضِ في كلام العرب وهو قوله لِيَنْتَتِجُوها فِتْنَةً بعدَ فِتْنَةٍ والمعروف من الكلامِ ليَنْتِجُوها التهذيب عن الليث لا يقال نَتَجَتِ الشاةُ إِلا أَن يكون إِنسان يَلي نَتاجَها ولكن يقال نُتِجَ القومُ إِذا وضَعَتْ إِبلُهم وشاؤُهم قال ومنهم من يقول أَنْتَجَتِ الناقَةُ إِذا وضَعَتْ وقال الأَزهري هذا غلط لا يقال أَنْتَجَتْ بمعنى وَضَعَتْ وفي الحديث كما تُنْتَجُ البَهيمةُ بَهِيمَةً جَمْعاءَ أَي تَلِدُ قال يقال نُتِجَتِ الناقةُ إِذا ولدت فهي مَنْتُوجةٌ وأَنْتَجَتْ إِذا حَملت فهي نَتُوجٌ قال ولا يقال مُنْتِجٌ ونَتَجْتُ الناقةَ أَنْتِجُها إِذا ولَّدْتَها والناتِجُ للإِبل كالقابلة للنساء وفي حديث الأَقرع والأَبرص فأُنْتِجَ هذانِ ووَلَّدَ هذا قال ابن الأَثير كذا جاء في الرواية أُنْتِجَ وإِنما يقال نُتِجَ فأَما أَنْتَجَتْ فمعناه إِذا حمَلَت وحان نَتَاجُها ومنه حديث أَبي الأَحوص هل تَنْتِج إِبلَك صِحاحاً آذانُها ؟ أَي تُوَلِّدها وتَلي نَتاجَها أَبو زيد أَنْتَجَتِ الفرسُ فهي نُتوجٌ ومُنْتِجٌ إِذا دنا وِلادُها وعظم بطنها وقال يعقوب إِذا ظهر حملها قال وكذلك الناقة ولا يقال مُنْتِجٌ قال وإِذا ولدت الناقةُ من تلقاء نفسها ولم يلِ نَتَاجَها قيل قد انْتَتَجَتْ وحاجَى به بعض الشعراء فجعله للنخل فقال أَنشده ابن الأَعرابي إِنَّ لنَا مِن مالِنا جِمالا مِنْ خَيْرِ ما تَحْوي الرجالُ مالا نَحْلُِبُها غُزْراً ولا بِلالا بِهِنَّ لا علاً ولا نِهالا يُنْتَجْن كلَّ شتْوةٍ أَجْمالا يقول هي بَعْلٌ لا تحتاج إِلى الماء وقد نَتَجَها نَتْجاً ونَتَاجاً ونُتِجَتْ وأَما أَحمد بن يحيى فجعله من باب ما لا يُتكلم به إِلا على الصيغة الموضوعة للمفعول الجوهري نُتِجَتِ الناقةُ على ما لم يُسَمَّ فاعله تُنْتَجُ نَتَاجاً وقد نَتَجَها أَهلُها نَتْجاً قال الكميت وقال المُذَمِّرُ للناتِجينَ متى ذُمِّرَتْ قَبْلِيَ الأَرْجُلُ ؟ والنَّتُوجُ من الخيل وجميعِ الحَافِرِ الحَامِلُ وقد أَنْتَجَتْ وبعضهم يقول نَتَجَتْ وهو قليل الليث النَّتُوجُ الحامِلُ من الدوابِّ فرس نَتُوجٌ وأَتانٌ نَتوج في بطنها ولد قد استبان وبها نِتاجٌ أَي حَمل قال وبعض يقول للنَّتوج من الدواب قد نَتَجَتْ بمعنى حملت وليس بعامّ ابن الأَعرابي نُتِجَتِ الفرسُ والناقةُ ولَدت وأُنْتِجَتْ دَنا وِلادُها كلاهما فِعْلُ ما لم يُسَمَّ فاعله وقال لم أَسمع نَتَجَت ولا أَنْتَجَتْ على صيغة فعل الفاعل وقال كراع نُتِجَتِ الفَرَسُ وهي نَتُوجٌ ليس في الكلام فُعِلَ وهي فَعُولٌ إِلا هذا وقولهم بُتِلَتِ النخلةُ عن أُمِّها وهي بَتُولٌ إِذا أُفْرِدَت وقال مرة أَنْتَجَتِ الناقةُ وهي نُتوجٌ إِذا ولَدت ليس في الكلام أَفْعَلَ وهي فَعُولٌ إِلا هذا وقولهم أَخْفَدَتِ الناقةُ وهي خَفُودٌ إِذا أَلقت ولدها قبل أَن يتم وأَعَقَّتِ الفرسُ وهي عَقُوقٌ إِذا لم تحمل وأَشَصَّتِ الناقةُ وهي شَصُوصٌ إِذا قلَّ لبنها وناقةٌ نَتِيجٌ كَنَتُوجٍ حكاها كراع أَيضاً وقال أَبو حنيفة إِذا نَأَتِ الجَبْهةُ نَتَّجَ الناسُ ووَلَّدوا واجْتُنِيَ أَوَّلُ الكَمْأَةِ هكذا حكاه نتَّج بتشديد التاء يذهب في ذلك إِلى التكثير وبالناقة نِتاجٌ أَي حمل وأَنْتَجَ القومُ نُتِجَتْ إِبلهم وشاؤُهم وأَنْتَجَتِ الناقةُ وضعت من غير أَن يليها أَحد والريح تُنْتِجُ السحابَ تَمْريه حتى يخرج قطره وفي المثل إِن العَجْزَ والتواني تَزاوَجا فأَنْتَجا الفَقْر يونس يقال للشاتين إِذا كانتا سنّاً واحدة هما نَتيجةٌ وكذلك غنمُ فلان نَتائِجُ أَي في سن واحدة ومَنْتِجُ الناقةِ حيث تُنْتَجُ فيه وأَتَتِ الناقةُ على مَنْتِجِها أَي الوقتِ الذي تُنْتَجُ فيه وهو مَفْعِلٌ بكسر العين

( نثج ) التهذيب ابن الأَعرابي المِنْثَجَةُ الاست سميت مِنْثَجةً لأَنها تَنْثِجُ أَي تُخرج ما في البطن غيره ويقال لأَحد العِدْلَيْنِ إِذا استرخى قد اسْتَنْثَجَ قال هِمْيانُ يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَه الضَّماعِجا بِصَفْنَةٍ تزقِي هدِيراً ناتجا أَي مسترخياً والله أَعلم

( نجج ) نَجَّتِ القُرْحَةُ تَنِجُّ بالكسر نَجًّا ونَجِيجاً رَشَحَت وقيل سالَتْ بما فيها الأَصمعي إِذا سال الجُرْح بما فيه قيل نَجَّ يَنِجُّ نَجِيجاً قال القَطِران فإِنْ تَكُ قُرْحةٌ خَبُثَتْ ونَجَّتْ فإِنَّ الله يَفعل ما يَشاء وهذا البيت أَورده الجوهري منسوباً لجرير ونبه عليه ابنُ بَرِّي في أَماليه أَنه للقَطِران كما ذكره ابن سيده يقال خَبُثَتِ القُرْحة إِذا فسَدت وأَفْسَدت ما حَولها يُريد أَنها وإِن عَظُمَ فسَادُها فاللهُ قادرٌ على إِبْرَائِها وفي حديث الحجاج سأَحْمِلُك على صَعْبٍ حَدْباءَ
( * قوله « صعب حدباء » كذا ضبط صعب في الأصل بالتنوين وكذا فيما بأيدينا من النهاية هنا وفي حدبر ) حِدْبارٍ يَنِجُّ ظهرُها أَي يسيلُ قَيْحاً وكذلك الأُذُن إِذا سال منها الدَّمُ والقَيْحُ وأُذُنٌ نَجَّةٌ رافِضةٌ بما لا يُوَافِقُها من الحديث ويقال جاء بِأَدْبَرَ يَنِجُّ ظهرُه ونَجَّ الشيءَ من فيه نَجًّا كمجَّه ونَجْنَجَ في رأْيه وتَنَجْنَجَ اضطرَبَ وتَنَجْنَجَ لحمُه
( * قوله « وتنجنج لحمه إلخ » تبع الجوهري فيه والذي في القاموس هو غلط وإِنما هو تبجبج بياءين اه وفي شرحه أَصل الردّ للهروي في الغريبين ) أَي كَثُرَ واسترخَى ونَجْنَجَ أَمْرَه إِذا ردَّد أَمْرَه ولم يُنَفِّذْه وقال ذو الرمة حتى إِذا لم يَجِدْ وَغْلاً ونَجْنَجَها مَخافةَ الرَّمْيِ حتى كلُّها هِيمُ والنَّجْنَجَةُ التحريك والتقليب ويقال نَجْنِجْ أَمْرَك فلَعَلَّك تَجِدُ إِلى الخُرُوج سَبيلاً ونَجْنَجَ إِذا هَمَّ بالأَمْرِ ولم يَعْزِم عليه الليث النَّجْنَجةُ الجَوْلَةُ عند الفَزْعةِ وقال العجاج ونَجْنَجَتْ بالخَوْف مَن تَنَجْنَجا أَبو تراب قال بعضُ غَنيٍّ يقال لجَْلَجْتُ اللُّقْمة ونَجْنَجْتها إِذا حَرَّكْتَها في فِيك وردَّدْتَها فلم تَبْتَلِعْها شجاع السّلَمي مَجْمَجَ بي ونَجْنَجَ إِذا ذَهَب بكَ في الكلام مَذْهباً على غير الاسْتِقامة وردَّكَ مِنْ حالٍ إِلى حالٍ ابن الأَعرابي مَجَّ ونَجَّ بمعنى واحد وقال أَوس أُحاذِرُ نَجَّ الخَيلِ فَوْقَ سَراتِها ورَبًّا غَيُوراً وَجْهُه يتمَعَّر نَجَّتُها إِلْقاؤُها زَوالَها
( * هكذا في الأصل ) عن ظهورها ونَجْنَجَ الرجُلَ حَرَّكَه ونَجْنَجَه عن الأَمر كَفَّه قال فَنَجْنَجَها عن ماءِ حَلْيَةَ بعدما بَدَا حاجِبُ الإِشْراق أَو كاد يُشْرِقُ والنَّجْنَجَةُ الحَبس عن المَرْعى ونَجْنَجَ إِبلَه نَجْنَجَةً إِذا ردّها عن الماء الجوهري نَجْنَجَ إِبِلَه إِذا ردَّها على الحَوض وأَنشد بيت ذي الرمة حتى إِذا لم يجد وَغْلاً ونَجنَجَها والنَّجْنَجَةُ تَرْديدُ الرأْي ونَجْنَجت عيْنُه غارت واليَنْجُوجُ والأَنجُوجُ العود الذي يُتبَخَّرُ به قال أَبو دواد يَكْتَبِينَ الأَنْجُوجَ في كَبَّةِ المَشْ تَى وبُلْهٌ أَحْلامُهُنَّ وِسامُ وفي حديث سَلْمَانَ أَهْبِطَ آدَمُ من الجنة وعليه إِكْلِيلٌ فَتحاتَّ منه عودُ الأَنْجُوج هو لغة في العود الذي يُتَبَخَّر به والمشهور فيه أَلَنْجوج ويَلَنْجُوج وأَلَنْجَج والأَلف والنون زائدتان وفي الحديث مَجامِرُهُمُ الأَلَنْجوج قال ابن الأَثير كأَنه يَلِجُّ في تَضَوُّعِ رائحتهِ وهو انتشارُها

( نحج ) النَّحْج كناية عن النكاح والخاء لغة

( نخج ) نخج السيلُ في سَنَدِ الوادي يَنْخِج نَخْجاً صدَمه ونَخَجَ الرجلُ المرأَة ينخُجُها
( * قوله « ينخجها » ضبط في الأصل كما ترى وهو مقتضى صنيع المجد وأما نخج السيل فضبط فيه المضارع بالكسر وصرح به شارح القاموس وقد سوى بينهما المجد في الإطلاق ) نَخْجاً نكحها والنَّخَّاجةُ الرشّاحةُ والنَّخْج أَن تَضَع المرأَةُ السِّقاءَ على رُكْبَتَيها ثم تَمْخُضه وقيل النَّخْج أَن تأْخذَ اللبنَ وقد رابَ فتَصُبَّ لبناً حليباً فتخرُجَ الزُّبْدة فَشْفاشةً ليست لها صلابةٌ ابن السكيت والنَّخِيجَةُ زُبْدٌ رَقيقٌ يَخرُجُ من السِّقاء إِذا حُمِل على بَعير بعدما نُزِعَ زُبْدُه الأَول فيُمْخَض فيخرُجُ منه زُبْدٌ رقيق وقال غيره هو النَّخيجُ بغير هاءٍ وفُلانٌ ميمونُ العريكة والنخيجةِ والطبيعة بمعنًى واحد ويقال النخجة بتقديم الجيم قال الجوهري ولا أَدري ما صحته ونَخَجَ الدَّلوَ في البئر نَخْجاً ونَخَجَ بها حَرَّكَها في الماء لِتَمْتلئَ لغة في مَخَجَهَا إِذا خَضْخَضَها وزعم يعقوب أَن نونَ نخج بدل من ميم مخج

( ندج ) في حديث الزُّبَير وقَطَع أُنْدُوجَ سَرْجِه أَي لِبْدَه قال أَبو موسى هكذا وجدته بالنون قال ابن الأَثير وأَحسَبُه بالباء

( نرج ) النَّيْرَجُ والنَّوْرَجُ والنُّورَجُ الأَخيرة يمانية ولا نظير له كلُّ ذلك المِدْوَسُ الذي يُداسُ به الطعام حديداً كان أَو خشباً وأَقْبَلَت الوَحْشُ والدَّوابُّ نَيْرَجاً وهي تَعْدو نَيْرَجاً وهي سرعةٌ في تردُّدٍ وكلُّ سريع نَيْرَجٌ قال العجاج ظَلَّ يُبارِيها وظَلَّت نَيْرَجا وفي نوادر الأَعراب النَوْرَجُ السرابُ والنَّوْرَجُ سِكَّة الحَرَّاث والنِّيرَجُ أُخَذٌ تُشْبِه السِّحْرَ وليست بحقيقته ولا كالسِّحْر إِنما هو تشبيه وتلبيس وريحٌ نَيْرَجٌ ونَوْرَجٌ عاصِفٌ وامرأَةٌ نَيْرَجٌ داهية مُنكرة

( نزج ) ابن الأَعرابي نَزَجَ إِذا رَقَصَ غيره النَّيزَجُ جَهازُ المرأَةِ إِذا كان نازِيَ البَظْر طَويلَه وأَنشد بذاكَ أَشْفِي النَّيْزَجَ الخِجاما

( نسج ) النَّسْجُ ضَمُّ الشيء إِلى الشيء هذا هو الأَصلُ نَسَجه يَنْسِجُه نَسْجاً فانْتَسَجَ ونَسَجت الريحُ الترابَ تَنْسِجُه نَسْجاً سَحَبَتْ بعضَه إِلى بعض والريحُ تَنْسِج التراب إِذا نَسَجت المَوْرَ والجَوْلَ على رُسومها
( * قوله « على رسومها » كذا بالأصل وعبارة الأَساس ومن المجاز الريح تنسج رسم الدار والتراب والرمل والماء إِذا ضربته فانتسجت له طرائق كالحبك ) والريح تَنْسِجُ الماءَ إِذا ضَرَبَتْ مَتْنَه فانْتَسَجَتْ له طرائِقُ كالحُبُكِ ونَسَجَت الريحُ الرَّبْعَ إِذا تَعاوَرَتْه رِيحانِ طولاً وعَرْضاً لأَن الناسِجَ يَعترِضُ النسيجة فيُلْحِمُ ما أَطالَ من السَّدَى ونَسَجَت الريحُ الماءَ ضَرَبَتْه فانْتَسَجت فيه طَرائِقُ قال زهير يصف وادياً مُكَلَّلٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ تَنْسِجُه رِيحٌ خَريقٌ لِضاحي مائِهِ حُبُك ونَسَجت الريحُ الوَرقَ والهَشيمَ جَمَعَتْ بعضَه إِلى بعض قال حُميد بن ثور وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيه النَّدى ذُراوَةً تَنْسِجُه الهُوجُ الدُّرُجْ والنَّسْج معروف ونَسَجَ الحائِكُ الثوبَ يَنْسِجُه ويَنْسُجُه نَسْجاً مِن ذلك لأَنه ضَمَّ السَّدَى إِلى اللُّحْمة وهو النَّسّاجُ وحِرْفَته النِّساجَة وربما سُمِّي الدَّرَّاعُ نَسَّاجاً وفي حديث جابر فقام في نِساجةٍ مُلْتَحِفاً بها هي ضَرْبٌ من المَلاحِف مَنسوجة كأَنها سُمِّيت بالمصدر وقالوا في الرجل المحمود هو نَسِيجُ وحْدِه ومعناه أَن الثوبَ إِذا كان كريماً لم يُنْسَجْ على مِنْوالِه غيرُه لِدِقَّتِه وإِذا لم يكن كريماً نَفِيساً دَقِيقاً عُمِلَ على مِنْوالِه سَدَى عِدَّةِ أَثوابٍ وقال ثعلب نَسيجُ وَحْدِه الذي لا يُعْمَلُ على مثاله مِثْلُه يُضْرَبُ مثلاً لكل مَنْ بُولِغَ في مَدْحِه وهو كقولك فلان واحدُ عصرِه وقَرِيعُ قَومِه فنَسيجُ وَحْدِه أَي لا نظيرَ له في عِلم أَو غَيره وأَصلُه في الثوب لأَنَّ الثوبَ الرفيعَ لا يُنْسَجُ على مِنوالِه وفي حديث عمر مَنْ يَدُلُّني على نَسيجِ وَحْدِه ؟ يُريدُ رجلاً لا عَيْب فيه وهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول ولا يقال إِلاّ في المدح وفي حديث عائشةَ أَنها ذكرت عمر تَصِفُه فقالت كان واللهِ أَحْوَذِيّاً نَسِيجَ وَحْدِه أَرادت أَنه كان مُنْقَطِعَ القَرِينِ والموضِعُ مَنْسِجٌ ومَنْسَجٌ الأَزهري مِنْسَجُ الثوب بكسر الميم ومَنْسِجه حيث يُنْسَج حكاه عن شمر ابن سيده والمِنْسَجُ والمِنْسِج بكسر الميم كلُّه الخشبة والأَداة المستعملة في النِّساجة التي يُمَدُّ عليها الثوب للنَّسْج وقيل المِنْسجُ بالكسر لا غير الحَفُّ خاصة ونَسَجَ الكذَّابُ الزُّورَ لَفَّقَه ونَسَج الشاعرُ الشِّعْر نَظَمَه والشاعرُ يَنْسِجُ الشِّعْر والكذَّابُ يَنْسِجُ الزُّورَ ونَسَجَ الغَيْثُ النباتَ كلُّه على المَثَل ونسَجَت الناقةُ في سيرِها تَنْسِجُ وهي نَسُوجٌ أَسْرَعَتْ نَقْلَ قوائِمِها وقيل النَّسُوجُ من الإِبل التي لا يَثْبُت حِملُها ولا قَتَبُها عليها إِنما هو مضطرِبٌ وناقة نَسُوجٌ وَسُوجٌ تَنْسِج وتَسِجُ في سَيرها وهو سُرعة نَقْلِها قَوائمَها ومِنْسَجُ الدابة بكسر الميم وفتح السين ومَنْسِجُه أَسْفَلُ من حارِكه وقيل هو ما بين العُرْف وموضع اللِّبْد قال أَبو ذؤيب مُسْتَقْبِل الرِّيحِ يَجري فَوقَ مَنْسِجِه إِذا يُراعُ اقْشَعَرَّ الكَشْحُ والعَضُد أَراد اقْشَعَرَّ الكَشحُ والعَضُدُ منه التهذيب والمِنْسَجُ المُنْتَبِرُ من كاثبة الدابة عند منتهى مَنْبِت العُرْف تحتَ القَرَبوس المقَدَّم وقيل سُمِّي مِنْسَجَ الفَرَسِ لأَن عَصَبَ العُنُق يَجيء قِبَلَ الظَّهْر وعَصَبُ الظَّهْر يذهبُ قِبَلَ العُنُق فيَنْسِجُ على الكَتِفَين أَبو عبيد المَنْسِجُ والحارِك ما شَخَص من فُروع الكَتِفَين إِلى أَصل العُنُق إِلى مُسْتوى الظَّهر والكاهِلُ خَلْف المَنْسِج وفي الحديث بَعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زيدَ بنَ حارثة إِلة جُذامَ فأَوّلُ من لَقِيهم رجُلٌ على فَرَسٍ أَدْهَم كان ذَكرُه على مَنْسج فرَسِه قال المَنْسِجُ ما بين مَغْرِز العُنُق إِلى مُنْقَطَع الحارِك في الصُّلْب وقيل المَنْسِجُ والحاركُ والكاهِلُ ما شَخَص من فروع الكتِفَين إِلى أَصل العُنُق وقيل هو بكسر الميم للفَرَس بمنزلة الكاهِلِ من الإِنسان والحارِك من البعير وفي الحديث رجالٌ جاعِلو أَرماحِهِم على مَناسِجِ خيولهم هي جمع المَنْسِج ابن شميل النَّسُوجُ من الإِبل التي تقدِّم جَهازَها إِلى كاهِلِها لشدّة سَيرها ثعلب عن ابن الأَعرابي النُّسُج السَّجَّادات

( نشج ) النَّشِيج الصَّوت والنَّشِيج أَشدُّ البُكاء وقيل هي مَأَقَةٌ يرتفع لها النفَسُ كالفُؤَاق وقال أَبو عبيد النَّشِيجُ مِثْلُ البُكاء للصبيِّ إِذا رَدَّدَ صوتَه في صدرِه ولم يُخْرجه وفي حديث عمر رحمه الله أَنه صلى الفجرَ بالناس فقَرأَ سورة يوسف حتى إِذا جاء ذِكرُ يوسف بَكى حتى سُمِعَ نَشِيجُه خَلْفَ الصُّفوف والفعْلُ من ذلك كلِّه نَشَجَ يَنْشِجُ وفي حديثه الآخرِ فنَشَجَ حتى اختَلَفَتْ أَضلاعُه وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها رضي الله عنهما شَجِيّ النَّشِيجِ أَرادت أَنه كان يُحْزِنُ مَن يسمعه يَقرأُ أَبو عبيد النَّشِيجُ مِثْلُ بُكاءِ الصبيِّ إِذا ضُرِبَ فلم يُخْرِجْ بكاءَه وردَّدَه في صدرِه ولذلك قيل لِصَوت الحمار نَشِيج ابن الأَعرابي النَّشِيجُ من الفَمِ والخَنِينُ والنَّخِيرُ من الأَنْفِ ونَشَجَ الباكي يَنْشِجُ نَشْجاً ونَشِيجاً إِذا غُصَّ بالبُكاءِ في حَلقِه من غير انْتِحابٍ وفي التهذيب وهو إِذا غَصَّ البُكاءَ في حَلْقِه عند الفَزْعة وفي حديث وَفاةِ النبي صلى الله عليه وسلم فَنَشَجَ الناسُ يبكون النَّشِيجُ صوتٌ معه تَوَجُّعٌ وبُكاءٌ كما يُرَدِّدُ الصبيُّ بُكاءَه ونَحيبَه في صدرِه والطَّعْنَة تَنْشِجُ عند خروج الدَّمِ تَسْمَعُ لها صَوتاً في جَوفِها والقِدْرُ تَنْشِجُ عند الغَلَيانِ وعَبْرةٌ نُشُجٌ لها نَشِيجٌ والحِمار يَنْشِجُ نَشِيجاً عند الفَزَعِ وقال أَبو عبيد هو صَوتُ الحِمارِ مِن غير أَن يَذكُرَ فزَعاً ونَشَجَ الحمارُ بصوتِه نَشِيجاً ردَّدَه في صَدرِه وكذلك نَشَجَ الزِّقُّ والحُبُّ والقِدرُ إِذا غَلى ما فيه حتى يُسْمَع له صوتٌ والضِّفْدَعُ يَنْشِجُ إِذا رَدَّد نَقْنَقَتَه قال أَبو ذؤيب يَصِفُ ماءَ مَطَر ضَفادِعُه غُرْقَى رِواءٌ كأَنها قِيانُ شُروبٍ رَجْعُهنَّ نَشِيج أَي رَجْعُ الضَّفادِع وقد يَجوز أَن يكونَ رَجْعَ القِيانِ ونَشَجَ المُطَرِِّبُ يَنْشِجُ نَشِيجاً جاشَتْ به
( * قوله جاشت به هكذا في الأصل وفي سائر المعاجم نشج المُطرِبُ فصَلَ بين الصوتين ومدّ وقد يكون سقط شيء من كلام المؤلف ) قال أَبو ذؤيب يصف قُدوراً لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنها ضَرائِرُ حِرْمِيٍّ تَفاحَش غارُها والنَّشِيجُ مَسِيلُ الماء
( * قوله « والنشيج مسيل الماء » كذا بالأصل )
والجمع أَنْشاج أَبو عمرو الأَنْشاجُ مَجاري الماءِ واحدها نَشَجٌ بالتحريك وأَنشد شمر تَأَبَّدَ لأْيٌ مِنهمُ فَعُتائِدُهْ فذو سَلَمٍ أَنْشاجُه فسَواعِدُهْ والنَّشِيجُ صَوتُ الماء يَنْشِجُ ونُشُوجُه في الأَرض أَن يُسْمَعَ له صوتٌ قال هميان حتى إِذا ما قَضَتِ الحَوائِجا ومَلأَتْ حُلاَّبُها الخَلانِجا منها وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا ثَمُّوا أَصْلَحوا والنُّوشَجانُ قبيلة أَو بلدٌ قال ابن سيده وأُراه فارسيّاً

( نضج ) نَضِجَ اللحمُ قَدِيداً وشِواءً والعِنبُ والتَّمْرُ والثَمَرُ يَنْضَجُ نُضْجاً ونَضْجاً أَي أَدرَكَ والنُّضْجُ الاسم يقال جادَ نُضْجُ هذا اللحمِ وقد أَنْضَجَه الطاهِي وأَنْضَجَه إِبّانُه فهو مُنْضَجٌ ونَضِيجٌ وناضِجٌ وأَنْضَجْتُه أَنا والجمع نِضاجٌ قال النَّمِر يصف الدَّجاج ولا يَنْفَعْنَني إِلاّ نِضاجا وفي حديث عمر رضي الله عنه فترك صِبْيَةً صِغاراً ما يُنْضِجُون كُراعاً أَي ما يَطْبُخون كُراعاً لعَجْزهم وصِغَرِهم يعني لا يَكْفُون أَنفُسَهم خدمةَ ما يأْكُلونه فكيف غيره ؟ وفي رواية ما تَسْتَنْضِجُ كُراعاً والكُراع يَدُ الشاةِ ومنه حديث لقمان قريبٌ من نَضِيج بَعيدٌ من نِيءٍ النضِيجُ المَطْبُوخ فَعِيلٌ بمعنى مفعول أَراد أَنه يأْخُذُ ما طُبخ لأِلْفِه المنزلَ وطُول مُكْثِه في الحيّ وأَنه لا يأْكل النِّيء كما يأْكلُ مَن أَعْجَلَه الأَمرُ عن إِنضاج ما اتَّخذَ وكما يأْكل مَن غزا واصطاد قال ابن سيده واستعمل أَبو حنيفة الإِنْضاج في البَرْد في كتابه المَوْسوم بالنبات المَهْروء الذي قد أَنضَجه البَرْدُ قال وهذا غريب إِذ الإِنضاج إِنما يكون في الحرّ فاستعمله هو في البردِ ورجل نَضِيجُ الرأْي مُحْكَمُه على المَثَلِ وفلان لا يُنْضِجُ الكُراعَ أَي أَنه ضَعيفٌ لا غَناءَ عنده ونَضِجَت الناقةُ بولدها ونَضَّجَتْه وهي مُنَضِّجٌّ جاوَزَت الحَقَّ بشهر ونحوه ولم تُنْتَج أَي زادَتْ على وقتِ الولادة قال حُميد بن ثور وصَهْباء منها كالسَّفينة نَضَّجَتْ به الحَمْلَ حتى زادَ شَهْراً عَديدُها ونوقٌ مُنَضِّجات قال عُوَيف القَوافي يَصِف بعيراً له تأَخَّرتْ ولادتُه عن حِينِه بشهر أَو قِراب شهر هو ابنُ مُنَضِّجاتٍ كُنَّ قِدْماً يَزِدْن على العَدِيدِ قِرابَ شهر ولم يَكُ بابنِ كاشِفة الضَّواحِي كأَنَّ غُرُورَها أَعْشارُ قِدْر والمُنَضِّجة التي تأَخَّرَتْ وِلادتُها عن حِينِ الولادة شهراً وهو أَقْوَى للوَلدِ والضَّواحي النَّواحي من الجسد وغُرورُ الجِلْدِ وغيره مَكاسِرُه واحده غَرٌّ الأَصمعي إِذا حَمَلَت الناقةُ فجازَت السَّنَةَ من يومَ لَقِحَتْ قيل أَدْرَجَتْ ونَضَّجَتْ وقد جازت الحَقَّ وحَقُّها الوقتُ الذي ضُرِبَتْ فيه ويقال لها مِدْراج ومُنْضِجٌ وأَنشد المبرد للطرماح أَنْضَجَتْه عشرينَ يَوماً ونِيلَتْ حينَ نِيلَتْ يَعارَةً في العِراض
( * قوله « أَنضجته إلخ » هكذا في الأصل بتقديم هذا البيت على ما بعده والذي في الصحاح في مادة كرض وفي شرح القاموس في مادة يعر وكرض تقديم الثاني على الأول )
سوفَ تُدْنِيكَ من لَمِيسَ سَبَنْدا ةٌ أَمارَتْ بالبَولِ ماءَ الكِراض قال أَنْضَجَتْه عشرين يوماً إِنما يُريد بعدَ الحَولِ من يومَ حَمَلتْ فلا يَخرُجُ الوَلدُ إِلا مُحْكَماً كما قال الحطيئة لأَدْماء منها كالسَّفينةِ نَضَّجَتْ به الحَولَ حتى زادَ شهراً عَدِيدُها
( * قوله « لأدماء » الذي في الصحاح وصهباء )
قال الأَزهري ما ذُكِرَ في بيت الحُطَيئة من التنضيج هو كما فسره المبرّد وأَما بيت الطرماح فمعناه غيرُ ما ذهب إِليه لأَنَّ معناه في بيته صِفةُ الناقةِ نفسِها بالقُوَّة لا قُوَّة وَلدِها أَراد أَنَّ الفَحْلَ ضَرَبَها يَعارةً لأَنها كانت نجِيبةً فضَنَّ بها صاحبُها لنجابَتِها عن ضِرابِ الفحلِ إِياها فعارضها فحلٌ فضَرَبَها فأَرْتَجَتْ على مائِهِ عشرين يوماً ثم أَلْقَتْ ذلك الماءَ قبلَ أَن يُثقِلَها الحَمْلُ فَتذهب مُنَّتُها وروَى الرُّواةُ البيتَ « أَضْمَرَتْه عشرين يوماً » لا أَنْضَجَتْه فإِن رُوِيَ أَنضَجته فمعناه أَنَّ ماءَ الفَحلِ نَضِجَ في رحِمِها في عشرين يوماً ثم رَمَتْ به كما تَرْمِي بوَلَدِها التَّمامِ الخَلْقِ وبَقِيَ لها مُنَّتُها وقال الشماخ وأَشْعَث قد قدَّ السِّفارُ قَمِيصَه وحرّ السواء بالعصا غيرُ مُنْضِج وقد استعمل ثعلب نَضَّجته في المرأَة وقال في قوله تَمَطَّتْ به أُمُّه في النِّفاسِ فليس بِيَتْنٍ ولا تَوْأَم يريد أَنها زادت على تسعة أَشهر حتى نَضَّجَتْه ونَضَّجَت الناقةُ بِلَبَنِها إِذا بلغت الغاية قال ابن سيده وأُراه وَهَماً إِنما هو نَضَّجَت بوَلَدِها

( نعج ) النَّعْجَة الأُنثى من الضأْن والظِّباءِ والبقرِ الوَحْشِيّ والشَّاءِ الجَبَليّ والجمع نِعاجٌ ونَعَجات والعربُ تَكْني بالنعجة والشاة عن المرأَة ويسمون الثَّوْرَ الوحْشِيَّ شاةً قال أَبو عبيد ولا يقال لغير البَقَرِ من الوَحْشِ نِعاج وفي التنزيل في قصَّة داود عليه الصلاة والسلام وقولِ أَحدِ المَلَكَينِ اللَّذَينِ احْتكَما إِليه إِنّ هذا أَخي له تِسعٌ وتسعون نَعجةً وليَ نَعْجةٌ واحدة وقرأَ الحسن ولي نِعجة واحدة فعسى أَن يكون الكسرُ لغةً ونِعاجُ الرَّمْلِ هي البَقَرُ واحدتها نَعجة قال الفارسي العربُ تُجْرِي الظباءَ مُجْرى المَعَزِ والبَقَرُ مُجرى الضأْنِ ويدل على ذلك قول أَبي ذُؤيب وعادية تُلْقي الثيابَ كأَنها تُيوسُ ظِباءٍ مَحْصها وانبِتارها فلو أَجْرَوا الظِّباءَ مُجْرى الضأْنِ لقالَ كِباشُ ظِباءٍ ومما يدل على أَنهم يُجْرون البقرَ مُجْرى الضأْنِ قولُ ذي الرمة إِذا ما رآها راكِبُ الضِّيفِ لم يزلْ يرى نَعْجةً في مَرْتَعٍ فيُثِيرُها موَلَّعَة خَنْساء ليست بنَعْجةٍ يُدَمِّنُ أَجْوافَ المِياهِ وَقِيرُها فلم يَنْفِ المَوصوفَ بذاتِه الذي هو النَّعْجةُ ولكنه نفاه بالوَصْفِ وهو قوله يُدَمِّنُ أَجواف المياه وَقِيرُها يقول هي نعجة وحَشِيَّةٌ لا إِنْسِيَّةٌ تأْلَفُ أَجوافَ المياهِ أَولادُها وذلك نُصْبةُ الضأْنِيَّة وصِفَتُها لأَنها تأْلَفُ المِياهَ ولا سِيَّما وقد خَصَّها بالوَقِيرِ ولا يقع الوقِيرُ إِلاَّ على الغنم التي في السَّواد والحَضَرِ والأَريافِ وناقةٌ ناعِجةٌ يُصادُ عليها نِعاجُ الوحْشِ قال ابن جنّي وهي من المَهْرِيّة واستعاره نافع بنُ لقيط الفَقْعَسِيّ للبَقَرِ الأَهْليّ فقال كالثَّوْرِ يُضْرَبُ أَن تَعافَ نِعاجُه وجَبَ العِيافُ ضَرَبْتَ أَو لم تَضْرِبِ ونَعِجَ الرجلُ نَعَجاً فهو نَعِجٌ أَكلَ لحمَ ضأْن فثَقُلَ على قلبه قال ذو الرمة كأَنّ القومَ عُشُّوا لَحْمَ ضأْنٍ فهُمْ نَعِجُونَ قد مالت طُلاهمْ يريد أَنهم قد اتَّخَموا من كثرة أَكلِهم الدَّسَمَ فمالَتْ طُلاهُم والطُّلى الأَعْناقُ والنَّعَجُ الابيضاضُ الخالصُ ونَعِجَ اللَّوْنُ الأَبيضُ يَنْعَجُ نَعَجاً ونُعوجاً فهو نَعِجٌ خَلَص بياضه قال العجاج يصفُ بَقَرَ الوحش في نَعِجاتٍ من بَياضٍ نَعِجَا كما رَأَيْت في المُلاءِ البَرْدَجا يقال نَعِجَ يَنْعَجُ نَعَجاً مثل صَخِبَ يَصْخَبُ صَخَباً قال الجوهري نَعَجَ يَنْعُجُ نَعَجاً مثل طَلَبَ يَطْلُبُ طَلَباً وامرأَة ناعِجةٌ حسنَةُ اللَّونِ وجمَلٌ ناعِجٌ حَسنُ اللَّونِ مُكَرَّمٌ والأُنثى بالهاء وقيل الناعِجةُ البَيْضاءُ من الإِبلِ وقيل هي التي يُصادُ عليها نِعاجُ الوحشِ وهي النَّواعِجُ وفي شعر خُفافِ بنِ ندبة والنَّاعِجات المُسْرِعات للنَّجا يعني الخِفافَ من الإِبِلِ وقيل الحِسانَ الأَلوَانِ وأَرضٌ ناعِجةٌ مستويةٌ سهلةٌ مُكرمةٌ للنبات تُنْبِتُ الرِّمْثَ والنَّواعِجُ والناعجاتُ من الإِبِلِ البيضُ الكريمةُ وجَمَلٌ ناعِجٌ وناقةٌ ناعجةٌ والنَّعْجُ ضَرْبٌ من سَيرِ الإِبِلِ وقد نَعَجَت الناقةُ نَعْجاً وأَنشد يا رَبِّ رَبِّ القُلُصِ النَّواعِجِ والنَّواعِجُ من الإِبلِ السِّراعُ وقد نَعَجَت الناقةُ في سِيرها بالفتح أَسْرَعَت لغة في مَعَجَت ونَعِجَت الإِبلُ تَنْعَجُ سَمِنَتْ وأَنْعَجَ القومُ إِنْعاجاً نَعِجَتْ إِبِلُهُم أَي سَمِنتْ قال الأَزهري قال أَبو عَمْرو وهو في شِعْر ذي الرمة قال شمر نَعِجَتْ إِذا سَمِنَتْ حَرْفٌ غريبٌ قال وفتَّشْتُ شِعْرَ ذي الرُّمَّة فلم أَجِدْ هذه الكلمة فيه قال الأَزهري نَعِجَ بمعنى سَمِنَ حرفٌ صحيحٌ ونظرَ إِليَّ أَعرابيٌّ كان عهدُه بي وأَنا ساهِمُ الوجهِ ثم رآني وقد ثابَتْ إِليَّ نفسي فقال لي نَعِجْتَ أَيا فلانُ بعدما رأَيتُك كالسَّعَفِ اليابس أَراد سَمِنْتَ وصَلَحْتَ والنَّعَجُ السِّمَنُ يقال قد نَعِجَ هذا بَعدي أَي سَمِنَ والنَّعَجُ أَن يَرْبُوَ ويَنتفِخَ وقيل النَّهَجُ مِثلهُ ومَنْعَجٌ بالفتح
( * قوله « ومنعج بالفتح إلخ » عبارة القاموس ومنعج كمجلس موضع ووهم الجوهري في فتحه اه وفي ياقوت أَن المشهور أَنه كمجلس وقد روي كمقعد ) موضع

( نفج ) نَفَجَ الأَرنَبُ إِذا ثارَ ونَفَجَت وهو أَوْحَى عَدْوِها وأَنْفَجَها الصائدُ أَثارها من مَجْثَمِها وفي حديث قَيْلةَ فانْتَفَجَتْ منه الأَرنبُ أَي وَثَبَتْ ونَفَجْتُه أَنا أَثَرْتُه فثارَ من جُحْرِه ومنه الحديث فانْتَفَجْنا أَرنباً أَي أَثَرْناها ومنه الحديث أَنه ذَكر فِتْنَتَين فقال ما الأُولى عند الآخرة إِلا كَنَفْجةِ أَرنبٍ أَي كَوَثْبَتِه من مَجْثَمِه يُريدُ تقليلَ مدتها ابن سيده نَفَجَ اليَرْبوعُ يَنْفِجُ ويَنْفُجُ نُفوجاً وانْتَفَجَ عَدَا وأَنْفَجَه الصائدُ واسْتَنْفَجَه استخرجه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد يَسْتَنْفِجُ الخِزّانَ من أَمْكائها وكلُّ ما ارتَفَعَ فقد نَفَجَ وانْتَفَجَ وتَنَفَّجَ ونَفَجَه هو يَنْفُجُه نَفْجاً ونَفَجَت الفَرُّوجةُ من بَيْضَتِها أَي خرجَتْ ونَفَجَ ثَدْيُ المرأَةِ قميصَها إِذا رفعه ورجلُ مُنْتَفِجُ الجَنْبينِ وبعيرٌ مُنْتَفِجٌ إِذا خرجَتْ خواصِرُه وانتفج جَنْبا البعير ارْتَفعا وفي حديث أَشراط الساعة انْتِفاج الأَهِلَّةِ روي بالجيم مِن انتفَج جَنْبا البعير إِذا ارتفعا وعظُما خِلْقةً ونَفَجْتُ الشيءَ فانْتفج أَي رفَعتُه وعظَّمْتُه وفي حديث عليّ رضي الله عنه نافِجاً حِضْنَيهِ كنى به عن التعاظُم والتكبُّر والخُيَلاء ونَوافجُ المِسْك معرَّبةٌ
( * قوله « ونوافج المسك إلخ » عبارة القاموس وشرحه والنافجة وعاء المسك معرف عن تافه قال شيخنا ولذلك جزم بعضهم بفتح فائها وزعم صاحب المصباح أَنها عربية )
ونَفَجَ السِّقاءَ نَفْجاً مَلأَه وقوله فأَعْجَلَتْ شَنَّتَها أَن تُنْفَجا يعني أَن تُمْلأَ ماءً لِتُنْقى وتُغْسَلَ قبل أَن يُسْتَقى بها وقيل أَعْجَلَتْ عن أَن يُزادَ فيها ماءٌ يُوَسِّعُها ويَرْفَعُها وصوتٌ نافجٌ جافٍ غليظٌ قال الشاعر تسمعُ لِلأَعبُدِ زَجْراً نافِجا من قِيلِهم أَياهَجاً أَياهَجا وقيل أَراد بالزجْرِ النافج الذي يَنْفُجُ الإِبِلَ حتى تتوسَّع في مَراتِعِها ولا تَجتَمع ويقال للإِبل التي يَرِثُها الرجلُ فتكثُرُ بها إِبِلُه نافِجةٌ وكانت العربُ تقول في الجاهلية للرجل إِذا وُلِدَتْ له بنتٌ هنيئاً لك النافجةُ أَي المُعَظِّمَةُ لِمالِك وذلك أَنه يُزَوِّجُها فيأْخُذ مَهْرَها من الإِبِلِ فيَضُمُّها إِلى إِبِلِه فيَنْفُجُها أَي يَرْفَعُها ويُكَثِّرُها والنَّفْجُ اسمُ ما نُفِجَ به ورجل نَفَّاجٌ إِذا كان صاحبَ فَخْرٍ وكِبْرٍ وقيل نَفَّاجٌ يَفْخَرُ بما ليس عنده وليست بالعالِية وفي حديث عليّ إِنَّ هذا البَجْباجَ النفَّاجَ لا يدري ما الله النفَّاجُ الذي يَتَمَدَّحُ بما ليس فيه من الانْتِفاج الارتفاعِ ورجلٌ نفَّاجٌ ذو نَفْجٍ يقول ما لا يَفعلُ ويَفتخِر بما ليس له ولا فيه وامرأَةٌ نُفُجُ الحقِيبةِ إِذا كانت ضخْمةَ الأَرْدافِ والمَأْكَمِ وأَنشد نُفُج الحَقيبةِ بَضَّة المُتَجَرَّدِ وفي الحديث في صفة الزبير كان نُفُجَ الحَقِيبةِ أَي عظيمَ العَجُزِ وهو بضم النون والفاء والنِّفاجةُ رُقْعَةٌ مُرَبَّعةٌ تحت كُمِّ الثوبِ وتَنَفَّجَت الأَرنبُ اقشعَرَّتْ يمانية وكل ما اجْتالَ فقد انْتَفَجَ والنوافِجُ مُؤَخَّراتُ الضُّلوعِ واحدُها نافجٌ ونافجةٌ وتُسَمَّى الدَّخارِيصُ التنافيجَ لأَنها تَنْفُجُ الثوبَ فتُوَسِّعُه ويقال ما لذي اسْتَنْفَجَ غضَبَكَ ؟ أَي أَظْهَرَهُ وأَخرجه ابن الأَعرابي النِّفِّيجُ بالجيم الذي يَجِيءُ أَجنبيّاً فيدخُل بين القَومِ ويُسْمِلُ بينهم ويُصلِحُ أَمْرَهم وقال أَبو العباس النِّفِّيجُ الذي يَعْترضُ بين القوم لا يُصْلِحُ ولا يُفْسِد ونَفَجَت الريحُ جاءت بَغْتَةً وقيل النافِجةُ كلُّ رِيحٍ تَبْدَأُ بشدَّةٍ وقيل أَوّلُ كلِّ رِيحٍ تَبْدأُ بشدَّةٍ قال الأَصمعي وأُرى فيها بَرْداً قال أَبو حنيفة ربما انتفجت الشَّمالُ على الناس بعدما يَنامون فتَكادُ تُهلِكُهم بالقُرِّ من آخرِ لَيْلتِهم وقد كان أَوَّلُ لَيْلتِهم دَفِيئاً والنافجةُ أَوَّلُ شيء يَبْدَأُ بشدَّةٍ تقول نَفَجَت الريحُ إِذا جاءت بقُوَّةٍ قال ذو الرمة يصف ظليماً يَرْقَدُّ في ظِلِّ عَرَّاصٍ ويَطْرده حَفِيفُ نافِجَةٍ عُثْنُونُها حَصِبُ قال شمر النافجةُ من الرياحِ التي لا تَشْعُر حتى تَنْتَفِجَ عليك وانتِفاجُها خروجُها عاصِفةً عليك وأَنت غافلٌ قال وقد تُسَمَّى السحابةُ الكثيرةُ المطرِ بذلك كما يسمَّى الشيءُ باسمِ غيرهِ لكونهِ منه بسببٍ قال الكميت راحَتْ له في جُنُوحِ الليلِ نافجةٌ لا الضَّبُّ ممتنعٌ منها ولا الوَرَلُ ثم قال يَسْتَخرجُ الحَشَراتِ الخُشْنَ رَيِّقُها كأَنَّ أَرْؤُسَها في مَوْجِه الخَشَلُ وفي حديث المُستضعفَينِ بمكة فنَفَجَتْ بهم الطريقُ أَي رمَتْ بهم فَجْأَةً والنَّفِيجةُ القَوسُ وهي شَطيبةٌ من نَبْعٍ قال الجوهري ولم يعرِفْه أَبو سعيد بالحاء وقال مُلَيح الهُذَلي أَناخُوا مُعِيداتِ الوَجِيفِ كأَنها نفائجُ نَبْعٍ لم تُرَيَّعْ ذَوابِلُ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَنه كان يَحْلُبُ لأَهْلِه بعيراً فيقول أُنْفِجُ أَم أُلْبِدُ ؟ الإِنفاجُ إِبانةُ الإِناء عن الضَّرْعِ عند الحَلْبِ حتى تَعْلُوَه الرَّغوةُ والإِلْبادُ إِلصاقُه بالضَّرْعِ حتى لا تكونَ له رَغْوةٌ

( نفرج ) التهذيب في الرباعي عن ابن الأَعرابي رجلٌ نِفرِجةٌ ونِفْراجَةٌ أَي جبانٌ ضعيفٌ

( نهج ) طريقٌ نَهْجٌ بَيِّنٌ واضِحٌ وهو النَّهْجُ قال أَبو كبير فأَجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَهُ نَهْجاً أَبانَ بذي فَريغٍ مَخْرَفِ والجمعُ نَهجاتٌ ونُهُجٌ ونُهوجٌ قال أَبو ذؤَيب به رُجُماتٌ بينهنَّ مَخارِمٌ نُهوجٌ كلَبَّاتِ الهَجائِنِ فِيحُ وطُرُقٌ نَهْجَةٌ وسبيلٌ مَنْهَجٌ كَنَهْجٍ ومَنْهَجُ الطريقِ وضَحُه والمِنهاجُ كالمَنْهَجِ وفي التنزيل لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومِنْهاجاً وأَنهَجَ الطريقُ وضَحَ واسْتَبانَ وصار نَهْجاً واضِحاً بَيِّناً قال يزيدُ بنُ الخَذَّاقِ العبدي ولقد أَضاءَ لك الطريقُ وأَنْهَجَتْ سُبُلُ المَكارِمِ والهُدَى تُعْدِي أَي تُعِينُ وتُقَوِّي والمِنهاجُ الطريقُ الواضِحُ واسْتَنْهَجَ الطريقُ صار نَهْجاً وفي حديث العباس لم يَمُتْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى تَرَكَكُم على طريقٍ ناهِجةٍ أَي واضحةٍ بَيِّنَةٍ ونَهَجْتُ الطريقَ أَبَنْتُه وأَوضَحتُه يقال اعْمَلْ على ما نَهَجْتُه لك ونَهَجتُ الطريقَ سَلَكتُه وفلانٌ يَستَنهِجُ سبيلَ فلانٍ أَي يَسلُكُ مَسلَكَه والنَّهْجُ الطريقُ المستقيمُ ونَهَجَ الأَمْرُ وأَنهَجَ لُغتانِ إِذا وضَحَ والنَّهَجةُ الرَّبْوُ يَعْلو الإِنسانَ والدابَّةَ قال الليث ولم أَسمَعْ منه فِعلاً وقال غيره أَنهَجَ يُنْهِجُ إِنهاجاً ونَهَجْتُ أَنهِجُ نَهْجاً ونهِجَ الرجلُ نَهَجاً وأَنْهَجَ إِذا انْبَهَرَ حتى يقع عليه النَّفَسُ من البُهْرِ وأَنهَجَه غيرُه يقال فلانٌ يَنْهَجُ في النفَسِ فما أَدري ما أَنهَجَه وأَنهَجتُ الدابَّةَ سِرْت عليها حتى انْبَهَرَتْ وفي حديث قُدومِ المُسْتَضعَفِينَ بمكة فنَهِجَ بين يَدَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قَضى النَّهَجُ بالتحريك والنَّهِيجُ الرَّبْوُ وتواتُرُ النَّفَسِ من شدَّةِ الحركةِ وأَفعَلَ مُتَعَدٍّ وفي حديث عمر رضي الله عنه فضَرَبَه حتى أُنْهِجَ أَي وقع عليه الرَّبْوُ يعني عمر وفي حديث عائشة فقادني وإِني لأَنْهَجُ وفي الحديث أَنه رأَى رجلاً يَنْهَجُ أَي يَرْبو من السِّمَن ويَلْهَثُ وأَنْهَجَتِ الدابةُ صارتْ كذلك وضَرَبَه حتى أَنْهَجَ أَي انْبَسَط وقيل بَكى ونَهَجَ الثوبُ ونَهُجَ فهو نَهِجٌ وأَنهَجَ بَلِيَ ولم يَتَشَقَّقْ وأَنْهَجَه البِلى فهو مُنْهَجٌ وقال ابن الأَعرابي أَنْهَجَ فيه البِلى اسْتَطار وأَنشد كالثوبِ أَنْهَجَ فيه البِلى أَعْيا على ذي الحِيلَةِ الصانِع
( * قوله « كالثوب إلخ » كذا بالأصل والشطر الأول منه غير موزون ولعل الأصل اذ أَنهج )
ولا يقال نَهَجَ الثوبُ ولكن نَهِجَ وأَنْهَجْتُ الثوبَ فهو مُنْهَجٌ أَي أَخْلَقْتُه أَبو عبيد المُنْهَج الثوبُ الذي أَسرعَ فيه البِلَى الجوهري أَنْهَجَ الثوبُ إِذا أَخذ في البِلى قال عبدُ بني الحَسْحاسِ فما زال بُرْدي طَيِّباً من ثِيابِها إِلى الحَوْلِ حتى أَنْهَجَ البُرْدُ باليا وفي شعر مازِنٍ حتى آذَنَ الجِسْمُ بالنَّهْجِ وقد نَهِجَ الثوبُ والجسمُ إِذا بَليَ وأَنْهَجَه البِلى إِذا أَخْلَقَهُ الأَزهري نَهِجَ الإِنسانُ والكلبُ إِذا رَبَا وانْبَهَرَ يَنْهَجُ نَهَجاً قال ابن بزرج طَرَدْتُ الدابةَ حتى نَهَجَتْ فهي ناهِجٌ في شِدَّةِ نَفَسِها وأَنْهَجْتُها أَنا فهي مُنْهَجَةٌ ابن شميل إِن الكلبَ لَيَنْهَجُ من الحَرِّ وقد نَهِجَ نَهْجَةً وقال غيرُه نَهِجَ الفرَسُ حين أَنْهَجْتُه أَي رَبا حين صَيَّرتُه إِلى ذلك

( نوج ) ابن الأَعرابي ناجَ يَنُوجُ إِذا راءى بِعَمَلِه والنَّوْجةُ الزَّوْبعةُ من الرياح

( نينلج ) النِّينَلَجُ
( * قوله « النينلج » هكذا في الأصل مضبوطاً وبهامشه ما نصه الصواب النيلنج بالكسر وهو دخان الشحم يعالج به الوشم ليخضر قال المجد كتبه محمد مرتضى والذي في البيت نينيلجا ) حكاه ابن الأَعرابي ولم يفسره وأَنشد جاءتْ به مِنَ اسْتِها سفَنَّجا سَوْداء لم تَخْطُطْ له نِينَيْلَجا

( هبج ) هَبَجَ يَهْبِجُ هَبْجاً ضَرَبَ ضَرْباً مُتَتابعاً فيه رَخاوةٌ وقيل الهَبْجُ الضَّربُ بالخَشَبِ كما يُهْبَجُ الكلبُ إِذا قُتِلَ وهَبَجَه بالعصا ضَرَبَ منه حيث ما أَدْرَكَ وقيل هو الضَّربُ عامَّةً وهَبَجَه بالعصا هَبْجاً مثل حَبَجَه حَبْجاً أَي ضَرَبه والكلبُ يُهْبَجُ يُقْتَلُ وظَبْيٌ هَبِيجٌ له جُدَّتانِ في جَنْبَيهِ بين شَعْرِ بَطْنِه وظهرهِ كأَنه قد أُصيبَ هنالك وهَبِجَ وَجهُ الرجلِ فهو هَبِجٌ انتفَخَ وتقبَّضَ قال ابن مُقْبل لا سافِرُ النَّيِّ مَدْخولٌ ولا هَبِجٌ عارِي العِظامِ عليه الوَدْعُ منظومُ
( * قوله « لا سافر الني إلخ » كذا بالأصل هنا وأنشده شارح القاموس في مادة سفر هكذا لا سافر اللحم مدخول ولا هبج كاسي العظام لطيف الكشح مهضوم )
وتَهَبَّجَ كَهَبِجَ الجوهري الهَبَجُ كالوَرَمِ يكون في ضرعِ الناقةِ تقول هَبَّجَه تَهْبيجاً فَتَهَبَّجَ أَي وَرَّمَه فَتَوَرَّمَ والهَبَجُ في الضَّرْعِ أَهْوَنُ الوَرَمِ قال والتَّهْبِيجُ شِبْهُ الوَرَمِ في الجسدِ يقال أَصبَحَ فلانٌ مُهَبِّجاً أَي مُوَرِّماً ورجلٌ مُهَبَّجٌ ثقيلُ النَّفْس والهَوْبَجَةُ الأَرضُ المُرتفِعةُ فيها حَصًى وقيل هو الموضع المطمئنّ من الأَرض وأَصَبْنا هَوْبَجَةً من رِمْثٍ إِذا كان كثيراً في بَطنِ وادٍ الأَزهري الهَوْبجةُ بطنُ من الأَرض قال ولما أَراد أَبو موسى حَفْرَ ركايا الحَفَرِ قال دُلُّوني على مَوضع بئرٍ يُقْطَعُ به هذه الفلاةُ قالوا هَوْبَجَةٌ تُنْبِتُ الأَرْطَى بين فَلْجٍ وفُلَيجٍ فَحَفَرَ الحَفَرَ وهو حَفَرُ أَبي موسى بينه وبين البصرة خمسة أَميالٍ
( * قوله « خمسة أميال » في ياقوت خمس ليال ) الهَوْبَجَةُ بَطنٌ من الأَرضِ مُطمئنّ وقال النضر الهَوْبَجَةُ أَن يُحْفَرَ في مناقِع الماءِ ثِمادٌ يُسيلُونَ إِليها الماءَ فَتَمْتَلئُ فيَشْربون منها وتَعِينُ تلك الثِّمادُ إِذا جُعِلَ فيها الماءُ

( هبرج ) الهَبْرَجُ الثَّوْرُ وهو أَيضاً المُسِنُّ من الظِّباءِ والهَبْرَجَةُ اختلاطٌ في المشي قال العجاج
( * قوله « قال العجاج إلخ » عبارة القاموس وشرحه والهبرج الموشى من الثياب قال العجاج إلخ )
يَتْبَعْنَ ذَيَّالاً مُوشًّىً هَبْرَجا الهَبْرَجُ والمُوَشَّى واحدٌ قال أَبو نصر سأَلت الأَصمعي مرة أَي شيءٍ هَبْرَجٌ ؟ قال يُخَلِّطُ في مَشْيه الأَصمعي أَيضاً الهَبْرَجُ المُخْتالُ الذيَّالُ الطويلُ الذَّنَبِ

( هجج ) الليث هجَّجَ البعيرُ يُهَجِّجُ إِذا غارَتْ عَيْنُه في رأْسِه من جُوعٍ أَو عَطشٍ أَو إِعْياءٍ غير خِلْقةٍ قال إِذا حِجَاجا مُقْلَتَيْها هَجَّجا الأَصمعي هَجَّجَتْ عَينُه غارَتْ وقال الكميت كأَنَّ عُيُونَهُنَّ مُهَجِّجات إِذا راحَتْ من الأُصُلِ الحَرُور وعَينٌ هاجَّةٌ أَي غائرةٌ قال ابن سيده وأَما قولُ ابْنةِ الخُسِّ حين قيلَ لها بِمَ تَعْرِفِينَ لِقاحَ ناقتِك ؟ فقالت أَرى العينَ هاجّ والسنامَ راجّ وتَمْشي فَتَفاجَّ فإِما أَن يكونَ على هَجَّتْ وإِن لم يُستعمَلْ وإِما أَنها قالت هاجّاً اتباعاً لقولهم راجّاً قال وهم ممن يَجْعلون للإِتْباع حُكْماً لم يكن قبل ذلك وقالت هاجّاً فذكَّرتْ على إِرادة العُضْوِ أَو الطَّرْفِ وإِلاَّ فقد كان حُكْمُها أَن تقول هاجَةً ومِثلُه قولُ الآخرِ والعَينُ بالإِثْمِدِ الحارِيِّ مَكْحُولُ على أَن سيبويه إِنما يَحْملُ هذا على الضرورة قال ابن سيده ولَعَمْري إِنَّ في الإِتْباع أَيضاً لَضرورةً تُشْبهُ ضرورةَ الشِّعر ورَجلٌ هَجاجَةٌ أَحْمَقُ قال الشاعر هَجَاجةٌ مُنْتَخَبُ الفُؤَادِ كأَنَّه نَعامةٌ في وادِي شمر هَجَاجَةٌ أَي أَحَمَقُ وهو الذي يَسْتَهِجُّ على الرأْي ثم يَرْكَبُه غَوِيَ أَم رَِشِدَ واستهاجُه أَن لا يُؤَامِرَ أَحداً ويَرْكَبَ رأْيه وأَنشد ما كان يَرْوِي في الأُمورِ صنيعةً أَزمانَ يَرْكَبُ فيكَ أُمَّ هَجَاجِ والهَجاجةُ الهَبْوَةُ التي تَدْفِنُ كلَّ شيءٍ بالترابِ والعَجاجةُ مِثلُها وركِبَ فلانٌ هَجاجَ غيرَ مُجْرًى وهَجاجِ مَبنيّاً على الكسر مثل قَطامِ ركِبَ رأْسَه قال المُتَمَرِّس بنُ عبد الرحمن الصُّحاريُّ وأَشْوَس ظالم أَوْجَيْتُ عنِّي فأَبْصَرَ قَصْدَه بعد اعْوِجاجِ تَرَكْتُ به نُدُوباً باقِياتٍ وبايَعَني على سِلْمٍ دُماجِ فلا يَدَعُ اللِّئامُ سبيلَ غَيٍّ وقد رَكِبُوا على لَوْمي هَجاجِ قوله أَوْجَيْت أَي مَنَعْت وكَفَفْت والنُّدُوب الآثارُ واحدُها نَدْبٌ والدُّماجُ بضم الدال الصُّلْحُ الذي يُرادُ به قطْعُ الشَّرِّ وهَجَاجَيْك ههنا وههنا أَي كُفّ اللحياني يقال للأَسدِ والذِّئب وغيرهما في التسكين هَجَاجَيْكَ وهَذَاذَيْكَ على تقدير الاثنين الأَصمعي تقول للناس إِذا أَرَدْتَ أَن يَكُفُّوا عن الشيء هَجَاجَيْكَ وهَذَاذَيْكَ شمر الناس هَجاجَيْكَ ودَوَالَيْكَ أَي حَوَالَيْكَ قال أَبو الهيثم قولُ شمر الناس هُجَاجيك في معنى دَوَالَيْكَ باطلٌ وقوله معنى دَوَالَيْكَ أَي حواليك كذلك باطلٌ بل دواليك في معنى التَّداوُل وحَوَالَيْكَ تثنيةُ حَوْلك تقول الناس حولك وحوليك وحواليك قال فأَما رَكِبُوا في أَمرهم هَجاجَهم أَي رأْيهم الذي لم يُرَوُّوا فيه وهَجاجَيْهم تثنية قال الأَزهري أُرى أَن أَبا الهيثم نظر في خط بعض من كتب عن شَمِرٍ ما لم يَضبِطْه والذي يشبه أَن شمراً قال هَجاجَيْك مثل دَوَالَيْك وحَوالَيْك أَراد أَنه مثله في التثنية لا في المعنى وهَجِيجُ النار أَجِيجُها مثل هَراقَ وأَراقَ وهَجَّتِ النارُ تَهُجُّ هَجّاً وهَجِيجاً إِذا اتَّقَدَتْ وسمعتَ صوتَ استعارها وهَجَّجَها هو وهَجَّ البيتَ يَهُجُّه هَجّاً هَدَمه قال أَلا مَنْ لِقَبْرٍ لا تَزَالُ تَهُجُّه شَمالٌ ومِسْيافُ العَشِيِّ جَنُوبُ ؟ ابن الأَعرابي الهُجُجُ الغُدْران والهَجِيجُ الخَطُّ في الأَرض قال كُراع هو الخط الذي يخط في الأَرض للكهانة وجمعه هُجَّانٌ قال بعضهم أَصابنا مطر سالت منه الهُجَّان وقيل الهَجِيجُ الشَّقُّ الصغير في الجبل والجمع كالجمع ووادٍ هَجِيجٌ وإِهْجِيجٌ عميق يمانية فهو على هذا صفة وقال ابن دريد الهَجِيجُ والإِهْجِيجُ وادٍ عميق فكأَنه على هذا اسم وهَجْهَجَ الرجلَ رَدَّه عن كل شيء والبعير يُهاجُّ في هديره يردّده وفحل هَجْهاجٌ في حكاية شدَّة هديره وهَجْهَجَ الفحلُ في هديره وهَجْهَجَ السبُعَ وهَجْهَجَ به صاح به وزجره ليَكُفَّ قال لبيد أَو ذُو زَوائِدَ لا يُطافُ بأَرضِه يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنُوبِ المُرْسَلِ يعني الأَسد يغشى مُهَجْهِجاً به فَيَنْصَبُّ عليه مُسرعاً فيفترسه الليث الهَجْهَجةُ حكاية صوت الرجل إِذا صاح بالأَسد الأَصمعي هَجْهَجْتُ بالسبع وهَرَّجْتُ به كلاهما إِذا صحت به ويقال لزاجر الأَسد مُهَجْهِجٌ ومُهَجْهِجةٌ وهَجْهَجَ بالناقة والجمل زجرهما فقال لهما هِيجْ قال ذو الرمة أَمْرَقْتُ من جَوْزِه أَعْناقَ ناجِيَةٍ تَنْجُو إِذا قال حادِيها لها هِيجِ قال إِذا حَكَوْا ضاعَفوا هَجْهجَ كما يضاعفونَ الوَلْوَلَةَ من الوَيل فيقولون وَلْوَلَتِ المرأَةُ إِذا أَكثرت من قول الوَيْل غيره هَجْ في زجر الناقة قال جَنْدل فَرَّجَ عنها حَلَقَ الرَّتائِجِ تَكَفُّحُ السَّمائِم الأَواجِجِ وقِيلُ عاجٍ وأَيا أَياهِجِ فكسر القافية وإِذا حكيت قلت هَجْهَجْتُ بالناقة الجوهري هَجْهَجَ زجرٌ للغنم مبني على الفتح
( * قوله « مبني على الفتح إلخ » قال المجد مبني على السكون وغلط الجوهري في بنائه على الفتح وإِنما حركه الشاعر للضرورة اه ) قال الراعي واسمه عُبيد بن الحُصَين يهجو عاصم بن قيس النُّمَيريّ ولَقَبُه الحَلالُ وعَيَّرَني تِلكَ الحَلالُ ولم يكن ليَجعَلَها لابن الخَبيثةِ خالِقُهْ ولكنما أَجْدَى وأَمتَعَ جَدُّه بِفِرْقٍ يُخَشِّيهِ بِهَجْهَجَ ناعِقُه وكان الحَلالُ قد مَرَّ بإِبل للراعي فعَيَّره بها فقال فيه هذا الشعر والفِرْق القطيع من الغنم ويخشِّيه ُيفزِعه والناعق الراعي يريد أَن الحَلالَ صاحب غنم لا صاحب إِبل ومنها أَثْرَى وأَمتَع جَدُّه بالغنم وليس له سواها يقول له فلِمَ تُعَيِّرُني إِبلي وأَنت لم تملك إِلاَّ قطيعاً من غنم ؟ اللحياني ماء هُجَهِجٌ لا عَذْب ولا ملح ويقال ماءُ زمزم هُجَهِجٌ والهَجْهَجَةُ صوتُ الكُرْدِ عند القتال وظَلِيمٌ هَجْهاجٌ وهُجاهِجٌ كثير الصوت والهَجْهاجُ النَّفور وهو أَيضاً الجافي الأَحمق والهَجْهاجُ أَيضاً المُسِنُّ والهَجْهاجُ والهَجْهاجَةُ الكثير الشر الخفيف العقل أَبو زيد رجل هَجْهاجةٌ وهو الذي لا عقل له ولا رأْي ورجل هَجْهاج طويل وكذلك البعير قال حُمَيد بن ثور بَعِيدُ العَجْبِ حينَ تَرى قَراهُ من العِرْنِينِ هَجْهاجٌ جُلالُ ويوم هَجْهاج كثير الريح شديد الصوت يعني الصوت الذي يكون فيه عن الريح والهَجْهَجُ الأَرض الجَدْبَةُ التي لا نباتَ بها والجمع هَجاهج قال فجِئتُ كالعَوْدِ النَّزِيعِ الهادِجِ قُيِّدَ في أَرامِل العَرافِجِ في أَرضِ سَوْءٍ جَدْبَةٍ هَجاهِجِ جمع على إِرادة المواضع وهَجْ هَجْ وهَجٍ هَجٍ وهَجَا هَجَا زَجْرٌ للكلبِ وأَورده الأَزهري هذه الكلمات قال يقال للأَسد والذئب وغيرهما في التسكين قال ابن سيده وقد يقال هَجَا هَجَا للإِبل قال هِمْيان تَسْمَعُ للأَعْبُدِ زجْراً نافِجَا من قِيلِهم أَيا هَجا أَيا هَجا قال الأَزهري وإِن شئت قلتهما مرة واحدة وقال الشاعر سَفَرَتْ فقلتُ لها هَجٍ فتَبَرْقَعَتْ فذَكَرْتُ حين تَبَرْقَعَتْ ضَبَّارا
( * قوله « ضبارا » قال شارح القاموس كذا وجدته بخط أَبي زكريا ومثله بخط الأَزهري وأَورده أَيضاً ابن دريد في الجمهرة وكذلك هو في كتاب المعاني غير أن في نسخة الصحاح هبارا بالهاء اه وقد استشهد الجوهري بالبيت في ه ب ر على أن الهبار القرد الكثير الشعر لا على انه اسم كلب وتبعه صاحب اللسان هناك قال الشارح قال الصاغاني والرواية ضبارا بالضاد
المعجمة وهو اسم كلب والبيت للحارث بن الخزرج الخفاجي وبعده
وتزينت لتروعني بجمالها ... فكأنما كسي الحمار خمارا
فخرجت أعثر في قوادم جبتي ... لولا الحياء أطرتها احضارا )
وضَبَّار اسم كلب ورواه اللحياني هَجِي
الأَزهري ويقال في معنى هَجْ هَجْ جَهْ جَهْ على القلب ويقال سير هَجَاجٌ شديد قال مُزاحمٌ العُقَيْلِيُّ وتَحْتي من بَناتِ العِيدِ نِضْوٌ أَضَرَّ بنِيِّه سَيْرٌ هَجاجُ الجوهري هَجْ مخفف زجر للكلب يسكَّن وينوّن كما يقال بَخْ وبَخٍ ووجدت في حواشي بعض نسخ الصحاح المُسْتَهِجُّ الذي ينطق في كل حق وباطل

( هدج ) الهَدْجُ والهَدَجانُ مَشيٌ رُوَيْدٌ في ضَعْفٍ والهَدَجانُ مِشيَةُ الشيخ ونحو ذلك وهَدَجَ الشيخُ في مِشْيته يَهْدِجُ هَدْجاً وهَدَجاناً وهِداجاً قارَبَ الخَطْوَ وأَسرع من غير إِرادة قال الحُطَيْئة ويأْخُذُه الهُداجُ إِذا هَداه ولِيدُ الحَيِّ في يَدِه الرِّداءُ وقال الأَصمعي الهَدَجانُ مُداركة الخَطْو وأَنشد هَدَجاناً لم يكن من مِشْيَتي هَدَجانَ الرَّأْلِ خَلْفَ الهَيْقَتِ أَراد الهيقة فصيَّر هاءَ التأْنيث تاء في المرور عليها مُزَوْزِياً لمَّا رآها زَوْزَتِ
( * قوله « مزوزياً إلخ » هكذا هو في الأصل وان صحت روايته هكذا ففيه خرم ) وقال ابن الأَعرابي هَدَجَ إِذا اضطرب مَشْيُه من الكِبَر وهو الهُداجُ وفي حديث عليٍّ إِلى أن ابْتَهَج بها الصغير وهَدَج إِليها الكبير الهَدَجان بالتحريك مِشْية الشيخ ومنه الحديث فإِذا هو شيخ يَهْدِجُ وقِدْرٌ هَدُوجٌ سريعة الغَلَيان وهَدَج الظَّلِيمُ يَهْدِجُ هَدَجاناً واسْتَهْدَجَ وهو مَشْيٌ وسَعْيٌ وَعَدْوٌ كل ذلك إِذا كان في ارتعاش فهو هَدَّاجٌ وهَدَجْدَجٌ وأَنشد والمُعْصِفاتِ لا يَزَلْنَ هُدَّجا وقال العجاج يصف الظليم أَصَكَّ نَغْضاً لا يَني مُسْتَهْدَجا
( * قوله « أَصك إلخ » ويروى أسك بالسين المهملة وصدره واستبدلت رسومه سنفجا كما أنشده المؤلف في نغض )
ويروى مُسْتَهدِجا أَي عَجْلانَ وقال ابن الأَعرابي مُسْتَهْدِجا أَي مستعجلاً أَي أُفْزِعَ فمرّ والهَدَجْدَجُ الظليم سمي بذلك لَهدَجانِه في مشيه قال ابن أَحمر لِهَدَجْدَجٍ جَرِبٍ مَساعِرُه قد عادَها شهراً إِلى شَهْرِ وإِنما قال جَرِب لأَن ذلك الموضع من النعام لا ريش عليه وهَدَجتِ الناقةُ وتَهَدَّجت حَنَّتْ على ولدها وهي ناقة مِهْداجٌ والاسم الهَدَجةُ وكذلك الريح التي لها حنين وهَدَجَتِ الريحُ هَدْجاً أَي حَنَّت وصوّتت وريح مِهْداج ويقال للريح الحَنُونِ لها هَدَجةٌ مِهْداجٌ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدي يصف حُمُرَ الوحش ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقةٍ باتتْ تُباشِرُ عُرْماً غيرَ أَزواجِ حتى سَلَكْنَ الشَّوى منهنَّ في مَسَكٍ من نَسْلِ جَوَّابَةِ الآفاقِ مِهْداجِ لأن الريح تَسْتَدِرُّ السحابَ وتُلْقِحُه فيُمْطِر فالماء من نسلها وقال يعقوب المِهْداجُ هنا من الهَدَجةِ وهو حنين الناقة على ولدها والمَسَكُ الأَسْوِرَةُ من الذَّبْلِ شَبَّه بها الشَّعَر الذي في قوائم الحُمُر وقوله من نسل جَوَّابة الآفاق يريد الريح يعني أَن الماء من نسل الريح لأَنها الجالبة له حين يَعْصُر السحابَ الريحُ وهذا وصف الحمر لما أَتت في طلابِ الماء ليلاً وأَنها أَثارت القَطا فصاحَتْ قَطَا قَطَا فجعلها صادقة لكونها خَبَّرَتْ باسمها كما يقال أَصدقُ من القَطا وقوله تباشر عُرْماً عنى به بيضَها والأَعْرَمُ الذي فيه نُقَطُ بياض ونقط سواد وكذلك بَيْضُ القَطا وقوله غير أَزواج يريد أَن بيض القطا أَفراد ولا يكون أَزواجاً والهَدَجةُ رَزَمةُ الناقة وحَنِينُها على ولدها وناقة هَدُوجٌ ومِهْداجٌ وتَهَدُّجُ الصوت تَقَطُّعه في ارتعاش والتَّهَدُّج تَقَطُّعُ الصوت وتَهَدَّجوا عليه وتَثانَوا عليه أَظهروا أَلطافه وهَدَّاجٌ اسم قائد الأَعشى والهَوْدَجُ مِن مَراكب النساء مُقَبَّبٌ وغير مُقَبَّب وفي المحكم يُصْنَعُ من العِصِيِّ ثم يجعل فوقه الخشب فيُقَبَّبُ وهَدَّجتِ الناقةُ ارتفع سَنامُها وضَخُمَ فصار عليها منه شبه الهَوْدَج وبنو هَدَّاجٍ حَيٌّ وهَدَّاجٌ اسم ربيعة بن صَيْدَح وهَدَّاج اسم فرس ربيعة بن صَيْدَحٍ وهَدَّاج اسم فرس كان لباهلة وأَنشد الأَصمعي للحارثية ترثي من قُتل من قومها في يوم كان لباهلة على بني الحرث ومُرادٍ وخَثْعَم شَقِيقٌ وحَرْمِيٌّ أَراقا دِماءَنا وفارِسُ هَدَّاجٍ أَشابَ النَّواصِيا أَرادت بشقيق وحَرْمِيٍّ شقيقَ بنَ جَزْءِ بن رِياحٍ الباهِليِّ وحَرْمِيَّ بن ضَمْرة النَّهْشَليَّ

( هرج ) الهَرْجُ الاختلاط هَرَجَ الناس يَهْرِجُون بالكسر هَرْجاً من الاختلاط أَي اختلطوا وأَصل الهَرْج الكثرة في المشي والاتساعُ والهَرْجُ الفتنة في آخر الزمان والهَرْجُ شدَّة القتل وكثرته وفي الحديث بين يدي الساعة هَرْج أَي قتال واختلاط وروي عن عبد الله بن قيس الأَشعري أَنه قال لعبدالله بن مسعود أَتعلم الايام التي ذَكَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيها الهَرْجَ ؟ قال نعم تكون بين يدي الساعة يرفع العلم وينزل الجهل ويكون الهَرْجُ قال أَبو موسى الهَرْجُ بلسان الحبشة القتل وفي حديث أَشراط الساعة يكون كذا وكذا ويكثُر الهَرْجُ قيل وما الهَرْجُ يا رسول الله ؟ قال القتل وقال ابنُ قَيْس الرُّقَيَّاتِ أَيامَ فتنة ابن الزبير ليتَ شِعْري أَأَوّلُ الهَرْجِ هذا أَم زمانٌ من فتنةٍ غيرِ هَرْجِ ؟ يعني أَأَوّل الهرج المذكور في الحديث هذا أَم زمان من فتنة سوى ذلك الهرج ؟ الليث الهَرْج القتال والاختلاط وأَصلُ الهَرْج الكثرةُ في الشيء ومنه قولهم في الجماع بات يَهْرِجُها ليلتَه جَمْعاء والهَرْجُ كثرة النكاح وقد هَرَجَها يَهْرُجُها ويَهْرِجها هَرْجاً إِذا نكحها وفي حديث صفة أَهل الجنة إِنما هم هَرْجاً مَرْجاً الهَرْجُ كثرة النكاح ومنه حديث أَبي الدرداء يَتهارَجُون تهارُجَ البهائم أَي يتسافدون قال ابن الأَثير هكذا خَرَّجه أَبو موسى وشَرَحَه وأَخرجه الزمخشري عن ابن مسعود وقال أَي يَتَساوَرُونَ والتَّهارُج التناكح والتسافُدُ والهَرْجُ كثرة الكذب وكثرة النوم وهَرَج القومُ يَهْرِجُون في الحديث إِذا أَفْضَوا به فأَكثروا وهَرَج النومَ يَهْرِجُه أَكثره قال وحَوْقَلٍ سِرْنا به وناما فما دَرى إِذ يَهْرِجُ الأَحْلاما أَيَمَناً سِرْنا به ام شَاما ؟ والهَرْج شيء تراه في النوم وليس بصادق وهَرَجَ يَهْرِجُ هَرْجاً لم يوقن بالأَمر وهَرِجَ الرجلُ أَخذه البُهْرُ من حَرٍّ أَو مَشْي وهَرِجَ البعير بالكسر يَهْرَجُ هَرَجاً سَدِرَ من شدّة الحر وكثرة الطلاءِ بالقَطِرانِ وثِقَلِ الحِمْل قال العجاج يصف الحمار والأَتان ورَهِبَا من حَنْذِه أَن يَهْرَجا وفي حديث ابن عمر لأَكونَنَّ فيها مثلَ الجَمَل الرَّداح يُحْمَلُ عليه الحِمْلُ الثقيلُ فَيَهْرَجُ فَيَبْرُك ولا يَنْبَعِثُ حتى يُنْحَر أَي يتحير ويَسْدَرُ وقد أَهْرَجَ بعيرُه إِذا وصل الحرّ إِلى جوفه ورجل مُهْرِجٌ إِذا أَصاب إِبلَه الجرَبُ فطليت بالقطران فوصل الحرُّ إِلى جوفها وأَنشد على نار جِنٍّ يَصْطَلُونَ كأَنها
طلاها ... بالغيبة مُهْرِجُ
( * كذا بياض بالأصل )
قال الأَزهري رأَيت بعيراً أَجرب هُنِئَ بالخضْخاضِ فَهَرَجَ ومات
الأَصمعي يقال هَرَّجَ بعيرَه إِذا حمل عليه في السير في الهاجرة وهَرَّجَ بالسبع صاح به وزجره قال رؤْبة هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ في غائلاتِ الحائِر المُتَهْتِهِ قال شمر المُتَهْتِهُ الذي تَهْتَهَ في الباطل أَي تَرَدَّد فيه ويقال للفَرَس مَرَّ يَهْرِجُ وإِنه لَمِهْرَجٌ وهَرَّاج إِذا كان كثير الجري وفي حديث عمر فذلك حين استَهْرَجَ له الرأْيُ أَي قَوِيَ واتسع وهَرَجَ الفرسُ يَهْرِجُ هَرْجاً وهو مِهْراجٌ وهو مِهْرَجٌ وهَرَّاجٌ إِذا اشتدّ عَدْوُه قال العجاج غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِهْرَجا وقال الآخر من كلِّ هَرَّاجٍ نَبِيلٍ مَحْزِمُه التهذيب ابن مُقْبل يصف فرساً هَرْج الوَليدِ بخَيْطٍ مُبْرَمٍ خَلَقٍ بينَ الرَّواجِبِ في عُودٍ من العُشَرِ قال شبهه بخُذْرُوف الوليد في دُرُورِ عَدْوِه وهَرَّجْتُ البعير تَهْريجاً وأَهْرَجْتُه أَيضاً إِذا حملت عليه في السير في الهاجرة حتى سَدِرَ وهَرَّجَ النبيذُ فلاناً إِذا بلغ منه فانْهَرَجَ وانْهَكَّ وقال خالد بن جَنْبَةَ بابٌ مَهْرُوجٌ وهو الذي لا يُسَدُّ يدخله الخلق وقد هَرَجَه الإِنسان يَهْرِجُه أَي تركه مفتوحاً والهِرْجُ الضعيف من كل شيء قال أَبو وَجْزَة والكَبْشُ هِرْجٌ إِذا نَبَّ العَتُودُ له زَوْزَى بأَلْيَتِه للذُّلِّ واعْتَرَفا

( هردج ) الهَرْدَجةُ سرعةُ المشي

( هزج ) الهَزَجُ الخِفَّة وسُرعةُ وَقْعِ القوائم ووضعِها صبي هَزِجٌ وفرس هَزِجٌ قال النابغة الجَعْدي يَنْعَتُ فرساً غَدا هَزِجاً طَرِباً قلبُه لَغِبْنَ وأَصْبَحَ لم يَلْغَبِ والهَزَجُ الفَرَحُ والهَزَجُ صوتٌ مُطْرِبٌ وقيل صوت فيه بَحَحٌ وقيل صوت دقيق مع ارتفاع وكلُّ كلامٍ مُتقارِبٍ مُتدارِك هَزَجٌ والجمع أَهزاج والهَزَجُ نوع من أَعاريض الشعر وهو مفاعيلن مفاعيلن على هذا البناء كله أَربعة أَجزاء سمِّي بذلك لتقارب أَجزائه وهو مُسَدَّس الأَصل حملاً على صاحبيه في الدائرة وهما الرجز والرمل إِذ تركيب كل واحد منهما من وتد مجموع وسببين خفيفين وهَزَّجَ تَغَنَّى قال يزيد بن الأَعور الشَّيْبي كأَنَّ شَنّاً هَزَجاً وشَنَّا قَعْقَعةً مُهَزِّجٌ تَغَنَّى وتَهَزَّج كهَزَّجَ والهَزَج من الأَغانيِّ وفيه تَرَنُّم وقد هَزِجَ بالكسر وتَهَزَّج قال الشاعر كأَنها جاريةٌ تَهَزَّجُ وقال أَبو إسحق التَّهَزُّج تردُّدُ التحسين في الصوت وقيل التَّهَزُّج صوت مُطَوَّل غير رفيع أَنشد ابن الأَعرابي كأَنَّ صوتَ حَلْبِها المُناطِقِ تَهَزُّجُ الرياحِ بالعَشارِقِ ورَعْدٌ مُتَهَزِّج مُصَوِّت وقد هَزَّجَ الصوتَ ورَعْدٌ هَزِجٌ بالصوت وأَنشد أَجَشُّ مُجَلْجِلٌ هَزِجٌ مُلِثٌّ تُكَرْكِرُه الجَنائِبُ في السِّدادِ وعُودٌ هَزِجٌ ومُغَنٍّ هَزِجٌ يُهَزِّجُ الصوتَ تَهْزيجاً والهَزَجُ تدارك الصوت في خِفَّة وسرعة يقال هو هَزِجُ الصوت هُزامِجُه أَي مُدارِكه قال وليس الهَزَجُ من التَّرَنُّم في شيء وقال عنترة وكأَنما تَنْأَى بجانِبِ دَفِّها ال وَحْشِيِّ من هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوِّمِ يعني ذباباً لطيرانه تَرَنُّمٌ فالناقة تحذر لسعه اياها وتَهَزَّجت القوس إِذا صوّتت عند إِنْباضِ الرمي عنها قال الكميت لم يَعِبْ رَبُّها ولا الناسُ منها غيرَ إِنذارها عليه الحَمِيرَا بأَهازيجَ من أَغانِيِّها الجُشْ شِ وإِتباعِها النَّحِيبَ الزَّفِيرَا وفي الحديث أَدبر الشيطان وله هَزَج وفي رواية وَزَجٌ الهَزَجُ الرَّنَّة والوَزَجُ دونه وقد استعمل ابن الأَعرابي الهَزَجَ في معنى العُواءِ وأَنشد بيت عنترة وكأَنما تنأَى بجانب دفِّها ال وحشيِّ من هَزِج العشيِّ مؤَوّمِ هِرٍّ جَنِيبٍ كلَّما عَطَفَتْ له غَضْبَى اتَّقاها باليدين وبالفَمِ قال هَزِجٌ كثير العُواء بالليل ووضع العَشِيَّ موضع الليل لقربه منه وأَبدل هِرًّا من هَزِجٍ ورواه الشيباني يَنْأَى وهِرٌّ عنده رفع فاعل لينأَى ومَرَّ هَزيجٌ من الليل كهَزيعٍ الجوهري الهَزَجُ صوتالرعل والذِّبَّانِ

( هزلج ) الهَزَلَّجُ الظَّلِيم السريع وقد هَزْلَجَ هَزْلَجَةً وقيل كلُّ سُرْعة هَزْلَجة والهِزْلاجُ السريع وذئب هِزْلاجٌ سريع خفيف قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى الحارثي يَتْرُكْنَ بالأَمالِس السَّمارِجِ للطَّيرِ واللَّغاوِسِ الهَزالجِ التهذيب وأَنشَدَ الأَصمعي لهِمْيان تُخْرِجُ من أَفواهها هَزالِجا قال والهَزَالِجُ السِّراعُ من الذئاب ومنه قوله للطيرِ واللغاوسِ الهزالج وقول الحسين بن مُطَيْر هُدْلُ المَشافِرِ أَيْديها مُوَثَّقَةٌ دُفْقٌ وأَرجُلُها زُجٌّ هَزاليجُ فسره ابن الأَعرابي فقال سريعة خفيفة وقال كراع الهِذْلاجُ السريعُ مشتق من الهَزَجِ واللام زائدة وهذا قول لا يُلتفت إِليه

( هزمج ) الهَزْمَجَة كلام متتابع والهَزْمَجَةُ اختلاط الصوت وصوت هُزامِجٌ مختلط وأَنشد الأَصمعي أَزامِجاً وزَجَلاً هُزامِجا والهُزامِجُ أَدنى من الرُّغاء والهُزامِجُ بالضم الصوت المُتدارِك بزيادة الميم

( هلج ) الهَلْجُ ما لم يُوقَنْ به من الأَخبار هَلَجَ يَهْلِجُ هَلْجاً إِذا أَخبر بما لا يُؤْمَنُ به والهَلْجُ شيءٌ تراه في نومك مما ليس برُؤْيا صادقة والهَلْجُ أَخفُّ النوم والهالِجُ الكثير الأَحلام بلا تحصيل والهُلْجُ في النوم الأَضْغاثُ والهَلِيلِجُ والإِهْلِيلَجُ والإِهْلِيلِجَةُ عِقِّيرٌ من الأَدوية معروف وهو معرّب الجوهري ولا تقل هَلِيلِجةٌ قال الفراء وهو بكسر اللام الأَخيرة قال وكذلك رواه الإِيادي عن شمر وقيل هو الإِهْلِيلَجُ بفتح اللام الأَخيرة قال ابن الأَعرابي وليس في الكلام إِفْعِيلِل بالكسر ولكن إِفْعِيلَل مثل إِهْلِيلَج وإِبرِيْسَم وإِطْرِيفَل

( هلبج ) الهِلْباجُ والهِلْباجةُ والهُلَبِجُ والهُلابِجُ الأَحمق الذي لا أَحمق منه وقيل هو الوَخِمُ الأَحمق المائِقُ القليل النفع الأَكُولُ الشَّرُوب زاد الأَزهري الثقيل من الناس ويقال للَّبن الخاثِر هِلْباجَة أَيضاً ولَبَنٌ هِلْباجٌ وهُلَبِجٌ خاثر قال خلفٌ الأَحْمَرُ سأَلت أَعرابياً عن الهِلْباجة فقال هو الأَحمقُ الضَّخمُ الفَدْمُ الأَكُولُ الذي الذي الذي ثم جعل يلقاني بعد ذلك فيزيد في التفسير كلَّ مرة شيئاً ثم قال لي بعد حين وأَراد الخروج هو الذي جمع كلَّ شَرٍّ

( همج ) هَمَجَتِ الإِبلُ من الماء تَهْمُجُ هَمْجاً وهي هامِجةٌ شربت منه فاشتكت عنه وهي إِبِلٌ هَوامِجٌ والهَمَجُ جمع هَمَجَةٍ وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحُمُرِ وأَعينها وفي حديث عليّ رضي الله تعالى عنه سبحان من أَدْمَجَ قوائم الذَّرَّة والهَمَجَةِ وهي واحدة الهمج ذبابٌ صغير يسقط على وجوه الإِبل والغنم والحمير وأَعينها وقيل الهَمَجُ صغار الدواب الليث الهَمَجُ كلُّ دُودٍ يَنْفَقِئُ عن ذباب أَو بَعُوض ويقال لرُذالَة الناس هَمَجٌ وقال ابن الأَعرابي والهَمَجُ البَعُوضُ والذباب والهَمَجُ في كلام العرب أَصله البعوض الواحدة هَمَجة ثم يقال لرذال الناس هَمَجٌ هامِجٌ قال ابن خالويه الهَمَجُ الجوع وبه سمِّي البعوض لأَنه إِذا جاع عاش وإِذا شبع مات والهَمَجُ الجوعُ وهَمَجَ إِذا جاع قال الراجز قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ وإِن تَجُعْ تأْكلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ والهَمَجُ الرَّعاعُ من الناس وقيل هم الأَخلاط وقيل هم الهَمَلُ الذين لا نِظَامَ لهم وكل شيء ترك بعضه يَموجُ في بعض فهو هامجٌ وقالوا هَمَجٌ هامِجٌ فإِما أَن يكون على ذلك وإِما أَن يكون على المبالغة قال الحارثُ بن حِلِّزَةَ يَتْرُكُ ما رَقَّحَ من عَيْشِه يَعِيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ وقولهم هَمَجٌ هامِجٌ توكيد له كقولك لَيْلٌ لائِلٌ ويقال للرَّعاع من الناس الحَمْقَى إِنما هم هَمَجٌ هامِج وقول أَبي مُحْرِز المُحارِبي قد هلكت جارتنا من الهَمَج قالوا سُوءُ التدبير في المعاش وفي حديث عليّ رضي الله عنه وسائرُ الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ شَبَّه عليٌّ عليه السلام رَعاعَ الناس بالبعوض والهَمَجُ رُذالُ الناس ويقال لأُشابَة الناس الذين لا عقول لهم ولا مُرُوءَةَ هَمَجٌ هامج وقومٌ هَمَجٌ لا خير فيه قال حميد بن ثور هَمِيجٌ تَعَلَّلَ عن خادِلٍ نَتِيجُ ثلاثٍ بَغِيضُ الثَّرَى يعني الولد نتيج ثلاث بغيض ورجل هَمَجٌ وهَمَجة أَحمق والأُنثى بالهاء لا غير وجمعُ الهَمَج أَهْماجٌ قال رؤبة في مُرْشِقاتٍ لَسْنَ بالأَهْماج أَبو سعيد الهَمَجةُ من الناس الأَحمق الذي لا يتماسك والهَمَجُ جمع الهَمَجة والهَمَجة الشاة المهزولة وقول أَبي ذؤيب كأَنَّ ابْنةَ السَّهْمِيِّ يَومَ لقِيتُها مُوَشَّحَةً بالطُّرَّتَيْنِ هَمِيجُ قالوا ظبيةٌ ذُعِرَتْ من الهَمَج ويقال للنعجة إِذا هَرِمَتْ هَمَجَةٌ وعَشَمةٌ والهَمَجةُ النعجة والهَمِيجُ من الظباء الذي له جُدَّتانِ على ظهره سِوَى لونه ولا يكون ذلك إِلاَّ في الأُدْمِ منها يعني البِيضَ وكذلك الأُنثى بغير هاءِ وقيل هي التي لها جُدَّتانِ في طُرَّتَيْها وقيل هي التي هَزَلَها الرَّضاعُ وقيل هي الفَتِيَّةُ الحَسَنةُ الجسم قال أَبو ذؤيب يصف ظبية موشَّحة بالطُّرَّتَينِ هميج ومعنى قوله هميج هي التي أَصابها وجع فذَبُلَ وجهُها يقال اهْتَمَجَ وَجْهُه أَي ذَبُلَ والهَمِيجُ الخَمِيصُ البطن واهْتَمَجَتْ نفْسُ الرجل ضعفت من جُهْدٍ أَو حَرٍّ واهْتَمَجَ الرجلُ نفْسُه وأَهْمَجَ الفرسُ إِهْماجاً في جَرْيه فهو مُهْمِج ثم أَلْهَبَ في ذلك وذلك إِذا اجتهد في عَدْوِه وقال اللحياني يكون ذلك في الفرس وغيره مما يَعْدُو وأَنشد شمر لأَبي حَيَّةَ النُّمَيري وقلتُ لطِفْلة مِنهنَّ لَيسَتْ بِمِتْفال ولا هَمْجَى الكَلامِ قال يريد الشَّرارَةَ والسَّمَاجَةَ قال وقال ابن الأَعرابي الإِهْماجُ والإِسْماجُ وهَمَجَتِ الإِبلُ من الماءِ تَهْمُجُ هَمْجاً بالتسكين إِذا شربت دَفْعَةً واحدة حتى رَوِيَتْ

( همرج ) الهَمْرَجَةُ والهَمْرَجُ الالتباس والاختلاط وقد هَمْرَجَ عليه الخبرَ هَمْرَجَةً خَلَّطَه عليه وقالوا الغُولُ هَمْرَجةٌ من الجنّ والهَمْرَجَة الخفة والسُّرْعة ووقع القومُ في هَمَرَّجة أَي اختلاط قال بينا كذلك إِذ هاجتْ هَمَرَّجَةٌ والهَمَرَّجُ الاختلاط والفتنة الجوهري الهَمْرَجةُ الاختلاط في المشي

( هملج ) الهِمْلاجُ من البراذين واحد الهَمالِيج ومشيها الهَمْلَجَة فارسي معرّب والهَمْلَجَة والهِمْلاجُ حُسْنُ سير الدابة في سُرْعة وقد هَمْلَجَ والهِمْلاجُ الحَسَنُ السير في سُرْعَة وبَخْتَرَةٍ وقوله أَنشده ثعلب يُحْسِنُ في مَنْحاتِه الهَمالِجا يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجَا الهَمالِجُ جمع الهَمْلَجة في السير أَي ان هذا البعير السَّانيَ يحسن المشي بين البئر والحوض ودابة هِمْلاج واحد الهَمالِيج الذكر والأُنثى في ذلك سواء قال زهير عَهْدِي بهم يومَ باب القَرْيتَينِ وقد زالَ الهَمالِيجُ بالفُرْسانِ واللُّجُمِ وهِمْلاجُ الرجلِ مَرْكَبُه ونحو ذلك وأَمرٌ مُهَمْلَجٌ مُنْقاد وأَمرٌ مُهَمْلَجٌ مُذَلَّلٌ وقال العجاج قد قَلَّدُوا أَمرَهمُ المُهَمْلَجا ابن الأَعرابي شاة هِمْلاجٌ لا مُخَّ فيها وأَنشد أَعْطَى خَلِيلي نَعْجةً هِمْلاجَا رَجاجةً إِنَّ لها رَجاجا والرَّجاجةُ الضعيفة التي لا نِقْيَ لها ورجال رَجاجٌ ضُعَفاء

( هوج ) الهَوَجُ كالهَوَكِ الحُمْقُ هَوِجَ هَوَجاً فهو أَهْوَجُ والأُنثى هَوْجاء والهَوَجُ مصدر الأَهْوَجِ وهو الأَحمق وأَهْوَجَه وجده أَهْوَجَ والأَهْوَجُ الشجاع الذي يرمي بنفسه في الحرب على التشبيه بذلك والأَهْوَجُ المُفْرِطُ الطُّول مع هَوَج ويقال للطُّوال إِذا أَفرط في طوله أَهْوَجُ الطُّول ورجل أَهْوَجُ بَيِّنُ الهَوَجِ أَي طويل وبه تَسَرُّعٌ وحُمْقٌ وفي حديث عثمان هذا الأَهْوَجُ البَجْباجُ الأَهْوَجُ المُسْرِعُ إِلى الأُمور كما يتفق وقيل الأَحمق القليل الهداية وفي حديث عمر أَما والله لئن شاء لَتَجِدَّنَّ الأَشعثَ أَهْوَجَ جَرِيئاً والهَوْجاءُ من الإِبل الناقة التي كأَن بها هَوَجاً من سُرْعتها وكذلك بعير أَهْوَجُ قال أَبو الأَسود على ذاتِ لَوْثٍ أَو بأَهْوَجَ دَوْسَرٍ صَنِيعٍ نَبيل يَمْلأُ الرَّحْلَ كاهِلُهْ وريح هَوْجاء متدارِكة الهُبوب كأَن بها هَوَجاً وقيل هي التي تَحْمِلُ المُورَ وتجرُّ الذَّيل والهَوْجاء الرِّيح التي تَقْلَعُ البيوت والجمع هُوجٌ وقال ابن الأَعرابي هي الشديدة الهُبوب من جميع الرياح قال ابن الأَحمر وَلِهَتْ عليه كلُّ مُعْصِفَةٍ هَوْجاء ليس للُبِّها زَبْرُ قال ابن سيده أَنشده سيبويه برفع هوجاء على أَنه وصف لكل وأَنث الشاعر الوصف حملاً على المعنى إِذِ الكل هنا ريح والريح أُنثى ونظيره قوله تعالى كلُّ نَفْسٍ ذائقةُ الموتِ وضَرْبةٌ هَوْجاءُ هَجَمَتْ على الجوف والهَوْجاء من صفة الناقة خاصة ولا يقال جمل أَهْوَجُ قال وهي الناقة السريعة لا تَتَعاهَدُ مَواطِئَ مَناسِمِها من الأَرض أَبو عمرو في فلان عَوَجٌ وهَوَجٌ بمعنى واحد وفي حديث مكحول ما فَعَلْتَ في تلك الهَاجةِ ؟ يريد الحاجة لأَن مكحولاً كان في لسانه لُكْنةٌ وكان من سَبْي كابُلَ قال أَو هو على قلب الحاء هاء

( هيج ) هاجَتِ الأَرضُ تَهِيجُ هِياجاً وهاجَ الشيءُ يَهِيج هَيْجاً وهِياجاً وهَيَجاناً واهْتاجَ وتَهَيَّجَ ثار لمشقة أَو ضرر تقول هاج به الدم وهاجَه غيرُه وهَيَّجَه يتعدَّى ولا يتعدَّى وهَيَّجَه وهايَجَه بمعنى وقوله إِذا تَغَنَّى الحمامُ الوُرْقُ هَيَّجَني ولو تَعَزَّيْتُ عنها أُمَّ عَمَّارِ اكتفى فيه بالمسبب الذي هو التهييج مِن السبب الذي هو التذكير لأَنه لمَّا قال هَيَّجني دلَّ على ذَكَّرني فنصبها به وشيءٌ هَيُوجٌ على التعدِّي والأُنثى هَيُوجٌ أَيضاً قال الراعي قَلَى دِينَه واهْتاجَ للشَّوْقِ إِنها على الشَّوْقِ إِخوانَ العَزاءِ هَيُوجُ ومِهْياج كَهَيُوج وأَهاجَتِ الريحُ النبتَ أَيبسته ويوم الهِياج يوم القتال وتَهايَجَ الفَريقان إِذا تواثبا للقتال وهاجَ الشَّرُّ بين القوم
( * يريد أَنه يقال هاج الشر بين القوم أي ثار )
والهَيْجُ والهِياجُ والهَيْجا والهَيْجاءُ الحرب بالمد والقصر لأَنها مَوْطِنُ غَضَبٍ وفي الحديث لا يَنْكَلُ في الهَيجاء أَي لا يتأَخر في الحرب ومنه قصيد كعب من نَسْجِ داودَ في الهَيجا سَرابيلُ وقال لبيد وأَرْبَدُ فارِسُ الهَيْجا إِذا ما تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بالفِئامِ وقال آخر إِذا كانتِ الهَيْجاءُ وانْشَقَّتِ العَصا فحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سيفٌ مُهَنَّدُ وتقول هَيَّجْتُ الشَّرَّ بينهم وهاجَ الإِبلَ هَيْجاً حركها بالليل إِلى المورد والكلإِ والمِهْياجُ من الإِبل التي تَعْطَشُ قبل الإِبل وهاجتِ الإِبلُ إِذا عَطِشَتْ والمِلْواحُ مثل المِهْياج وهاجَ هائجُه اشتد غضبه وثار وهَدَأَ هائِجُه سَكَنَتْ فَوْرَتُه وفي حديث الاعتِكاف هاجت السماءُ فَمُطِرْنا أَي تَغَيَّمَتْ وكثرت ريحها وفي حديث الملاعنة رأَى مع امرأَته رجلاً فلم يَهِجْه أَي لم يزعجه ولم يُنَفِّره وهَيَّجْتُ الناقة فانبعثت ويقال هِجْتُه فهاجَ قال الشاعر هِيْهِ وإِن هِجْناكَ يا ابنَ الأَطْولِ وناقة مِهْياجٌ أَي نَزُوعٌ إِلى وَطَنها والهائجُ الفَحْلُ الذي يشتهي الضِّرابَ وهاجَ الفَحْلُ يَهيجُ هِياجاً وهُيوجاً وهَيَجاناً واهْتاجَ هَدَرَ وأَراد الضِّرابَ وفحْلٌ هِيَّجٌ هائج مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي وفي بعض النسخ هِيَّخٌ بالخاء المعجمة ولم يفسره أَحد قال ابن سيده وهو خطأٌ وفي حديث الدِّيات وإِذا هاجَتِ الإِبلُ رَخُصَتْ ونَقَصَتْ قيمتها هاجَ الفحلُ إِذا طلب الضِّرابَ وذلك مما يُهْزِلُه فيقل ثمنُه والهاجَةُ النعجة التي لا تشتهي الفحل قال ابن سيده وهو عندي على السلب كأَنها سُلِبَتِ الهِياجَ والهَيْجُ الريح الشديدة والهَيْجُ الصُّفْرة والهَيْجُ الجَفاف والهَيْجُ الحَركة والهَيْجُ الفتنة والهَيْجُ هَيَجَانُ الدم أَو الجماع أَو الشَّوْقِ وهاجَ البقلُ هِياجاً فهو هائج
( * قوله « فهو هائج » كذا بالأصل وهو مستدرك مع ما قبله ) وهَيْجٌ يبس واصفرَّ وطال فهو هائج وفي التنزيل ثم يَهِيجُ فتراه مُصْفَرًّا وأَرض هائجة يَبِسَ بَقْلُها أَو اصفرَّ وفي الحديث تَصْرَعُها مرةً وتَعْدِلُها أُخرى حتى تَهيجَ أَي تَيْبَسَ وتَصْفَرَّ ومنه الحديث كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَمر بغُصْنٍ فقُطِعَ أَو كان مقطوعاً قد هاجَ ورَقهُ وفي حديث علي رضوان الله عليه لا يَهِيجُ على التقوى زَرْعُ قوم أَراد من عمل لله عملاً لم يفسد عمله ولم يبطل كما يهيج الزرع فَيَهْلِكُ وهاجتِ الأَرضُ هَيْجاً وهَيَجاناً يبس بقلها وأَهْيَجها وجَدَها هائجة النبات قال رؤبة وأَهْيَجَ الخَلْصَاءَ من ذاتِ البُرَقْ ويقال يومُنا يومُ هَيْجٍ أَي يوم غَيْمٍ ومطرٍ ويومُنا يومُ هَيْجٍ أَيضاً أَي يوم ريح قال الراعي ونارِ وَدِيقَةٍ في يومِ هَيْجٍ من الشِّعْرَى نَصَبْتُ له الحَنِينا ويروى يوم ريح الأَصمعي يقال للسحاب أَوّل ما يَنْشَأُ هاجَ له هَيْجٌ حَسَنٌ وأَنشد للراعي تُراوِحُها رَواغَةُ كلِّ هَيْجٍ وأَرْواحٌ أَطَلْنَ بها الحَنِينا والهاجَةُ الضِّفْدَعَة الأُنثى والنعامة والجمع هاجاتٌ وتصغيرها بالواو والياء هُوَيْجَةٌ ويقال هُيَيْجة وجمعُ الهاجَةِ هاجاتٌ وهِيجِ كسر بغير تنوين مِن زجر الناقة خاصة قال تَنْجُو إِذا قال حادِيها لها هِيجِ

( وأج )
( * زاد في القاموس الوأج يفتح الواو وسكون الهمزة وقد تحرك في الشعر الجوع الشديد )

( وتج ) المُوَتَّجُ موضع قال الشَّمَّاخُ تَحُلُّ الشَّجا أَو تَجْعَلُ الرملَ دونه وأَهْلي بأَطْرَافِ اللِّوَى فالمُوَتَّجِ

( وثج ) الوَثِيجُ من كل شيء الكثيفُ وقد وَثُجَ الشيءُ بالضم وَثَاجَة وأَوثَجَ واسْتَوْثَجَ وأَرض مُوثِجَةٌ وَثُجَ كلَؤُها النضر الوَثِيجَةُ الأَرض الكثيرة الشجر المُلْتَفَّةُ الشجر ويقال بَقْل وَثِيج وكَلأٌ وَثِيجٌ ومكان وَثِيجٌ كثير الكلإِ وفرس وَثِيجٌ قويٌّ وقيل مُكْتَنِز والوَثاجَةُ كثرةُ اللحم والوَثارَةُ كثرة الشحم قال وهو الضَّخْمُ في الحرفين جميعاً ووَثُجَ الفرس والبعير وَثاجَةً كثر لحمه وفي التهذيب وهو اكْتِنازُه وقال العجاج يصف جيشاً بِلَجِبٍ مثلِ الدَّبى أَو أَوثَجا واسْتَوْثَجَتِ المرأَةُ ضَخُمَتْ وتمَّت وفي التهذيب وتَمَّ خَلْقُها واسْتَوْثَجَ الشيءُ وهو نَحْوٌ من التمام يقال اسْتَوثَجَ نَبتُ الأَرض إِذا عَلِقَ بعضه ببعض وتمَّ والمُوتَثِجةُ الأَرض الكثيرة الكلإِ واسْتَوْثَجَ المالُ كثر واسْتَوْثَجَ من المال واستوثق إِذا استكثر منه ويقال أَوْثِجْ لنامن هذا الطعام شمر عن باهليّ من الثياب المَوْثُوجُ وهو الرِّخْوُ الغَزْلِ والنَّسْجِ وقال ثعلب المُسْتَوْثِجُ الكثير المال ووَثُجَ النبتُ طال وكَثُفَ قال هِمْيان من صِلِّيانٍ ونَصِيًّا وائِجا

( وجج ) الوَجُّ عِيدانٌ يُتبخر بها وفي التهذيب يُتَداوَى بها قال الأَزهري ما أُراه عربيّاً محضاً وقيل الوَجُّ ضَرْب من الأَدوية فارسي معرّب والوَجُّ خشبة الفَدَّانِ ووَجٌّ موضع بالبادية وقيل هي بلد بالطائف وقيل هي الطائف قال أَبو الهِنْدِيِّ واسمه عبد المؤمن بن عبد القدّوس فإِن تُسْقَ من أَعْنابِ وَجٍّ فإِننا لنا العَيْنُ تَجْرِي من كَسِيسٍ ومن خَمْرِ الكَسِيسُ نبيذ التمر وقال لَحاها اللهُ صابِئَةً بِوَجٍّ بمكةَ أَو بأَطْرَافِ الحَجُونِ وأَنشد ابن دريد صَبَحْتُ بها وَجّاً فكانت صَبِيحَةً على أَهل وَجٍّ مثلَ راغِيةِ البَكْرِ وفي الحديث صَيْدُ وَجٍّ وعِضاهُه حرامٌ مُحَرَّمٌ قال هو موضع بناحية الطائف ويحتمل أَن يكون حَرّمه في وقت معلوم ثم نسخ وفي حديث كعب أَن وَجًّا مُقَدَّسٌ منه عَرَجَ الربُّ إِلى السماء وفي الحديث إِن آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها اللهُ بِوَجٍّ قال وَجٌّ هو الطائف وأَراد بالوطأَة الغَزاةَ ههنا وكانت غزوة الطائف آخر غزواته صلى الله عليه وسلم ابن الأَعرابي الوَجُّ السُّرعة والوُجُجُ النعام السريعة العَدْوِ وقال طرفة وَرِثَتْ في قَيسَ مَلْقَى نُمْرُقٍ ومَشَتْ بين الحَشايَا مَشْيَ وَجّ وقيل الوَجُّ القَطا

( ودج ) الوَدَجُ عِرْقٌ متصل
( * قوله « الودج عرق متصل » عبارة المصباح الودج بفتح الدال والكسر لغة عرق الأخدع الذي يقطعه الذابح فلا يبقى معه حياة ويقال في الجسد عرق واحد حيثما قطع مات صاحبه وله في كل عضو اسم فهو في العنق الودج والوريد أيضاً وفي الظهر النياط وهو عرق ممتد فيه والأبهر وهو عرق مستبطن الصلب والقلب متصل به والوتين في البطن والنسا في الفخذ والأبجل في الرجل والأكحل في اليد والصافن في الساق )
الجوهري الوَدَجُ والوِدَاجُ عِرْقٌ في العُنق وهما وَدَجانِ وفي المحكم الوَدَجانِ عرقان متصلان من الرأْس إِلى السَّحْرِ والجمع أَوْداج غيره وهي عروق تكتنف الحُلْقُوم فإِذا فُصِدَ وُدِّجَ وقيل الأَوداجُ ما أَحاط بالحلق من العروق وقيل هي عروق في أَصل الأُذنين يخرج منها الدم وقيل الوَدَجان عرقان غليظان عريضان عن يمين ثُغْرَةِ النحر ويسارها والوَريدانِ بجنب الوَدَجَيْن فالودجان من الجداول التي تجري فيها الدماء والوريدان النَّبْضُ والنَّفَس وفي حديث الشهداء أَوْداجُهم تَشْخُبُ دماً قيل هي ما أَحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح وفي الحديث كل ما أَفْرَى الأَودَاجَ والحديث الآخر فانتفخت أَوْداجُه والتَّوْدِيجُ في الدواب كالفصد في الناس ويقال دِجْ دابَّتَك أَي اقطع وَدَجَها وهُوَ لَها كالفصد للإِنسان ووَدَجَه وَدْجاً ووِدَاجاً ووَدَّجَه قطع وَدَجَه قال عبد الرحمن بن حسان فأَمَّا قولُكَ الخُلَفاءُ مِنَّا فهمْ مَنَعُوا وَرِيدَكَ مِن وِداجِ ووَدَجَ بين القوم وَدْجاً أَصلح وفلانٌ وَدَجِي إِلى فلان أَي وسيلتي وسبي والوَدَجَانِ الأَخَوان ويقال للأَخوين هما وَدَجانِ قال زيدُ الخيل فقُبِّحْتُمُ من وَافِدَيْنِ اصْطَفَيْتُما ومن وَدَجَيْ حَرْبٍ تَلَقَّحُ حائِلِ
( * قوله « فقبحتم إلخ » هو هكذا في الأصل )
أَراد بوَدَجَيْ حَرْبٍ أَخَوَيْ حَرْب ويقال بئس وَدَجَا حَرْب هما ابن شميل المُوَادَجَةُ المُسَاهَلَةُ والمُلايَنةُ وحُسن الخلُق ولين الجانب وَوَدَجٌ موضع

( وسج ) الوَسْجُ والوَسِيجُ ضَرْب من سير الإِبل وَسَجَ البعيرُ يَسِجُ وَسْجاً ووَسِيجاً وقد وَسَجَتِ الناقةُ تَسِجُ وَسْجاً ووَسِيجاً ووَسَجاناً وهي وَسُوجٌ أَسرعت وهو مشي سريع وأَوسَجْتُه أَنا حَمَلْتُه على الوَسْجِ قال ذو الرمة والعِيسُ من عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَباً يُنْحَزْنَ من جانِبَيْها وهي تَنْسَلِبُ وبعير وَسَّاجٌ كذلك وقوله يُنْحَزْنَ يُركَلْنَ بالأَعْقابِ والانسلابُ المَضاءُ والعَسْجُ سَيْرٌ فوق الوَسْجِ النضر والأَصمعي أَول السير الدَّبِيبُ ثم العَنَقُ ثم التَّزَيُّدُ ثم الذَّمِيلُ ثم العَسْجُ والوَسْجُ

( وشج ) وَشَجَتِ العُروقُ والأَغصان اشْتَبَكَتْ وكلُّ شيء يشتبك وَشَجَ يَشِجُ وَشْجاً ووَشِيجاً فهو واشِجٌ تداخل وتَشابك والْتَفَّ قال امرؤ القيس إِلى عِرْقِ الثَّرَى وَشَجَتْ عُرُوقي وهذا الموتُ يَسْلُبُني شَبابي والوَشِيجُ شجر الرّماح وقيل هو ما نبت من القَنا والقَصَب معترضاً وفي المحكم مُلْتَفّاً دخل بعضُه بعضاً وقيل سمِّيت بذلك لأَنه تنبت عروقُها تحت الأَرض وقيل هي عامَّة الرِّماح واحدتها وَشِيجَةٌ وقيل هو من القَنا أَصْلَبُه قال الشاعر والقَراباتُ بيننا واشِجاتٌ مُحْكَماتُ القُوَى بعَقْدٍ شَدِيدِ وفي حديث خُزَيْمَة وأَفْنَتْ أُصُولَ الوَشِيج قيل هو ما التف من الشجر أَراد أَن السنة أَفنت أُصولها إِذ لم يَبْقَ في الأَرض ثَرًى والوَشِيجَة عِرْق الشجر قال عبيد بن الأَبرص ولقد جَرَى لهُمُ فلم يَتَعَيَّفُوا تَيْسٌ قَعِيدٌ كالوَشِيجَةِ أَعْضَبُ شبه التيس من ضُمْرِه بها والقَعِيدُ ما مرَّ من الوحش من ورائك فإِن جاء من قُدَّامك فهو النَّطِيح والجَابِهُ وإِن جاء من على يمينك فهو السَّانِحُ وإِن جاء من على يسارك فهو البارِحُ وقبله وهو أَوّل القصيدة نُبِّئْتُ أَن بَنِي جَدِيلَةَ أَوْعَبُوا نُفَرَاءَ من سَلْمَى لنا وتَكَتَّبُوا وصف قوماً خرجوا من عُقْرِ دارهم لحرب بني أَسد فاستقبلهم هذا التيس الأَعْضَبُ وهو المكسور أَحد قرنيه فلم يَتَعَيَّفُوا أَي لم يَزْجُروا فيعلموا أَن الدائرة عليهم لأَن التيس الأَعضب أَتاهم من خلفهم يسوقهم ويطردهم وشبه هذا التيس أَعني تيس الظباء بعرق شجرة لضُمْره وأَوعَبوا جمعوا والنُّفَراء جمع نَفِير والوَشائِجُ عروق الأُذنين واحدتها وَشِيجَةٌ والوَشِيجَةُ لِيفٌ يُفْتَلُ ثم يُشْبَكُ بين خشبتين ينقل بهما البُرُّ المَحْصود وكذلك ما أَشبهها من شبكة بين خشبتين فهي وشيجة مثل الكَسِيح ونحوه النضر وَشَجَ مَحْمِلَه إِذا شَبكه بِقِدٍّ أَو شَريط لئلا يسقط منه شيء وفي حديث عليّ وتمكنتْ من سُوَيْداءِ قُلُوبهم وَشِيجَةٌ خَيْفيَّة الوشيجة عرق الشجرة وليف يفتل ثم يشدّ به ما يُحْمَلُ ووَشِجَتِ العُرُوق والأَغصان اشتبكت ومنه حديث عليّ ووَشَّجَ بينها وبين أَزواجها أَي خَلَطَ وأَلَّفَ يقال وَشَّجَ الله بينهم تَوْشِيجاً ورَحِمٌ واشِجةٌ ووَشِيجَةٌ مشتبكة متصلة الأَخيرة عن يعقوب وأَنشد تَمُتُّ بأَرْحامٍ إِليكَ وَشِيجَةٍ ولا قُرْبَ بالأَرْحامِ ما لم تُقَرَّب وقد وَشَجَتْ بك قرابةُ فلان والاسم الوَشِيجُ وقد وَشَّجَها الله تَوْشِيجاً والواشِجة الرَّحِمُ المشتبكة المتصلة وقال الكسائي لهم وَشِيجةٌ في قومهم ووَلِيجَة أَي حَشْوٌ وأَمر مُوَشَّجٌ مُداخَلٌ بعضُه في بعض مشتبِكٌ قال الشاعر حالاً بحالٍ يَصْرِفُ المُوَشَّجا ولقد وَشَجَتْ في قلبه أُمورٌ وهُمُومٌ وعليه أَوشاجُ غُزُولٍ أَي أَلوان داخلة بعضها في بعض يعني البرود فيها أَلوان الغُزُول والوَشيجُ ضَرْبٌ من النبات وهو من الجَنْبَةِ قال رؤبة وملَّ مَرْعاها الوَشِيجَ البَرْوَقا

( ولج ) ابن سيده الوُلُوجُ الدخولُ وَلَجَ البيتَ وُلُوجاً ولِجَةً فأَما سيبويه فذهب إِلى إِسقاط الوسط وأَما محمد بن يزيد فذهب إِلى أَنه متعد بغير وسط وقد أَولَجَه والمَوْلَجُ المَدْخَلُ والوِلاجُ الباب والوِلاجُ الغامض من الأَرض والوادي والجمع وُلُجٌ ووُلُوجٌ الأَخيرة نادرة لأَن فِعالاً لا يُكسَّر على فُعول وهي الوَلَجَةُ والجمع وَلَجٌ ابن الأَعرابي وِلاجُ الوادي
( * قوله « ولاج الوادي إلخ » بكسر الواو وقوله واحدتها ولجة أي بالتحريك وقوله والجمع ولج أي جمع ولاج بالكسر ولج بضمتين هكذا يفهم من شرح القاموس ومن سياق عبارة المؤلف المارة قريباً ) معاطفه واحدتها وَلَجَةٌ والجمع الوُلُجُ وأَنشد لِطُرَيْحٍ يمدح الوليد بن عبد الملك أَنتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ ولم تَعْطِفْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ لو قلتَ للسَّيْلِ دَعْ طَريقَكَ وال مَوْجُ عليه كالهَضْبِ يَعْتَلِجُ لارْتَدَّ أَوْ ساخَ أَو لكانَ له في سائرِ الأَرضِ عنكَ مُنْعَرَجُ وقال الحُنِيُّ والوُلُجُ الأَزِقَّةُ والوُلُجُ النَّواحي والوُلُجُ مَغارِفُ العسلِ والوَلَجَةُ بالتحريك موضع أَو كَهْف يستتر فيه المارَّةُ من مطر أَو غيره والجمع وَلَجٌ وَأَولاجٌ وفي حديث ابن مسعود إِياكم والمُناخَ على ظهر الطريق فإِنه منزل الوالِجَةِ يعني السباع والحيات سمِّيت والِجَةً لاستتارها بالنهار في الأَوْلاجِ وهو ما وَلَجْتَ فيه من شِعْب أَو كهف وغيرهما والوَلَجُ والوَلَجَةُ شيء يكون بين يَدَيْ فِناء القوم فإِما أَن يكون من باب حِقٍّ وحِقَّةٍ أَو من باب تَمْر وتَمْرَةٍ ووِلاجَا الخَلِيَّة طَبَقاها من أَعلاها إِلى أَسفلها وقيل هو بابها وكله من الدخول ورجل خَرّاجٌ وَلاّجٌ وخَرُوجٌ وَلُوجٌ قال قد كنتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً لم تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحَاصِ ورجل خُرَجَةٌ وُلَجَةٌ مثل هُمَزَة أَي كثير الدخول والخروج ووَلِيجةُ الرجل بِطانَتُه وخاصته ودِخْلَتُه وفي التنزيل ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وَلِيجَة قال أَبو عبيدة الوَلِيجَة البِطانَةُ وهي مأْخوذة من وَلَجَ يَلِجُ وُلُوجاً وَلِجَةً إِذا دخل أَي ولم يتخذوا بينهم وبين الكافرين دَخِيلَةَ مَوَدّةٍ وقال أَيضاً ولِيجةً كلُّ شيء أَولَجْته فيه وليس منه فهو وَلِيجَة والرجل يكون في القوم وليس منهم فهو وَلِيجَة فيهم يقول ولا يتخذوا أَولياء ليسوا من المؤمنين دون الله ورسوله ومنه قوله فإِن القَوافي يَتَّلِجْنَ مَوالِجاً تَضايَقُ عنها أَنْ تَوَلَّجَها الإِبَرْ وقال الفرّاء الوَليجَة البطانة من المشركين قال سيبويه إِنما جاء مصدره وُلُوجاً وهو من مصادر غير المتعدي على معنى وَلَجْتُ فيه وأَولَجَه أَدخله وفي حديث عليّ أَقَرَّ بالبَيْعَةِ وادَّعى الوَلِيجةَ وَلِيجة الرجلِ بِطانَتُه ودُخلاؤه وخاصته واتَّلَجَ مَوالِجَ على افْتَعَل أَي دخل مَداخل وفي حديث ابن عمر أَن أَنساً كان يَتَوَلَّجُ على النساء وهنَّ مُكَشَّفاتُ الرؤوس أَي يدخل عليهن وهو صغير ولا يحتجبن منه التهذيب وفي نوادرهم وَلَّجَ مالَه تَوْلِيجاً إِذا جعله في حياته لبعض وَلَده فتسامعَ الناسُ بذلك فانْقَدَعُوا عن سؤاله والوالِجةُ وجع يأْخذ الإِنسان وقوله تعالى يُولِجُ الليلَ في النهار ويولج النهار في الليل أَي يزيد من هذا في ذلك ومن ذلك في هذا وفي حديث أُمِّ زَرْع لا يُولِجُ الكَفَّ ليَعْلَمَ البَثِّ أَي لا يدخل يده في ثوبها ليعلم منها ما يسوءُه إِذا اطلع عليه تصفه بالكرم وحسن الصحبة وقيل إِنها تذمه بأَنه لا يتفقد أَحوال البيت وأَهله والوُلوجُ الدخول وفي الحديث عُرِضَ عليَّ كلُّ شيء تُولَجُونَه بفتح اللام أَي تُدْخَلُونه وتصيرون إِليه من جنة أَو نار والتَّوْلَجُ كناس الظبي أَو الوحش الذي يلج فيه التاء فيه مبدلة من الواو والدَّولَجُ لغة فيه داله عند سيبويه بدل من تاء فهو على هذا بدل من بدل وعَدَّه كُراعٌ فَوْعَلاً قال ابن سيده وليس بشيء وأَنشد يعقوب وبادَرَ العُفْر تَؤُمُّ الدَّولَجَا الجوهري قال سيبويه التاء مبدلة من الواو وهو فَوْعَل لأَنك لا تجد في الكلام تَفْعَلٌ اسماً وفَوعَل كثير وقال يصف ثوراً تَكَنَّسَ في عِضاه وهو لجرير يهجو البَعِيثَ قد غَبَرَتْ أُمُّ البَعِيث حَجِجَا على السَّوايا ما تَحُفُّ الهَوْدَجا فوَلَدتْ أَعْثَى ضَرُوطاً عُنْبُجا كأَنه ذِيخٌ إِذا ما مَعَجا مُتَّخِذاً في ضَعَواتٍ تَوْلَجا غَبَرَت بقيت والسَّوايا جمع سَوِيَّة وهو كساء يجعل على ظهر البعير وهو من مراكب الإِماء وقوله ما تحف الهودَجا أَي ما توطئه من جوانبه وتَفْرُشُ عليه تجلس عليه والذِّيخُ ذَكَر الضِّباع والأَعْثى الكثير الشعر والعُنْبُجُ الثقيل الوَخِمُ ومَعَجَ نفش شعره والضَّعَواتُ جمع ضَعَةٍ لنبتٍ معروف وقد اتَّلَجَ الظبي في كناسه وأَتْلَجَه فيه الحَرُّ أَي أَوْلَجه وشَرٌّ تالِجٌ والِجٌ الليث جاء في بعض الرُّقَى أَعوذ بالله من شرِّ كلِّ تالِجٍ ومالِجٍ

( ونج ) الوَنَجُ المِعْزَفُ وهو المِزْهَرُ والعُودُ وقيل هو ضَرْبٌ من الصَّنْجِ ذو الأَوتار وغيره فارسي معرّب أَصله وَنَهْ والعرب قالت الوَنُّ بتشديد النون

( وهج ) يوم وَهِجٌ ووَهْجانٌ شديد الحر وليلة وَهِجةٌ ووَهْجانةٌ كذلك وقد وَهَجا وَهْجاً ووَهَجاناً ووَهَجاً وتَوَهُّجاً والوَهَجُ والوَهْجُ والوَهَجانُ والتَّوَهُّجُ حرارة الشمس والنار من بعيد ووَهَجانُ الجمر اضطرام تَوَهُّجِه وأَنشد مُصْمَقِرُّ الهجير ذُو وَهَجَانِ والوَهْجُ بالتسكين مصدر وَهَجَتِ النار تَهِجُ وَهْجاً ووَهَجاناً إِذا اتَّقَدت وقد تَوَهَّجَتِ النارُ ووَهَجَتْ تَوَهَّجُ تَوَقَّدَتْ ووَهَّجْتُها أَنا ولها وَهِيج أَي تَوَقُّد وأَوْهَجْتُها أَنا وفي المحكم ووَهَجْتُها أَنا والمُتَوَهِّجةُ من النساء الحارَّةُ المَتاع والوَهَجُ والوَهِيجُ تَلأْلُؤُ الشيء وتَوَقُّدُه وتَوَهَّجَ الجوهر تلأُلأَ قال أَبو ذؤيب كأَنَّ ابْنَةَ السَّهْمِيِّ دُرَّةُ غائصِ لها بَعْدَ تَقْطِيعِ النُّبُوحِ وَهِيجُ ويروى دُرَّة قامس ويقال للجوهر إِذا تلأْلأَ يَتَوَهَّجُ ونجم وَهَّاجٌ وَقَّادٌ وفي التنزيل وجعلنا سِراجاً وهَّاجاً قيل يعني الشمس وَوَهَجُ الطِّيب ووَهِيجُه انتشارُه وأَرَجُهُ وتَوَهَّجَتْ رائحة الطيب أَي توقدت

( ويج ) الوَيْجُ خشبة الفدّان عُمانِيَّة وقال أَبو حنيفة الوَيْجُ الخشبة الطويلة التي بين الثورين والله أَعلم

( يأجج ) الأَصمعي في الحديث ذكر يَأْجَج التهذيب يَأْجِجُ مهموز مكسور الجيم الأُولى مكان من مكة على ثمانية أَميال وكان من منازل عبد الله بن الزبير فلما قتله الحجاج أَنزله المُجَذَّمِينَ ففيه المُجَّذَّمونَ قال الأَزهري قد رأَيتهم وإِياها أَراد الشماخ بقوله كأَني كَسَوتُ الرَّحْلَ أَحْقَبَ قارِحاً من اللاءِ ما بين الجَنَابِ فَيَأْجَجِ ابن سيده يَأْجَجُ مفتوح الجيم مصروف ملحق بجَعْفَرٍ حكاه سيبويه قال وإِنما نحكم عليه أَنه رباعي لأَنه لو كان ثلاثيّاً لأُدغم فأَما ما رواه أَصحاب الحديث من قولهم يَأْجِجُ بالكسر فلا يكون رباعيّاً لأَنه ليس في الكلام مثل جعفر فكان يجب على هذا أَن لا يظهر لكنه شاذ مُوَجَّهٌ على قولهم بَجِجَتْ عَيْنُه وقَطِطَ شَعَرُه ونحو ذلك مما أُظهر فيه التضعيف وإِلاَّ فالقياس ما حكاه سيبويه وياجِ وأَياجِج من زجر الإِبل قال الراجز فَرَّجَ عنها حَلَقَ الرَّتائِجِ تَكَفُّحُ السَّمائم الأَواجِجِ وقِيلُ يَاجٍ وَأَيا أَباجِجِ عاتٍ منَ الزَّجْرِ وقِيلُ جاهِجِ

( يرج ) اليارَجُ من حَلْيِ اليدين فارسي وفي التهذيب اليارَجانُ كأَنه فارسي وهو من حَلْيِ اليدين غيره الإِيارَجَةُ دواء وهو معروف

( ح ) قال الخليل الحاء حرف مخرجه من الحلق ولولا بُحَّةٌ فيه لأَشبه العين وقال وبعد الحاء الهاء ولم يأْتَلفا في كلمة واحدة أَصلية الحروف وقبح ذلك على أَلسنة العرب لقرب مخرجيهما لأَن الحاء في الحلق بلزق العين وكذلك الحاء والهاء ولكنهما يجتمعان في كلمتين لكل واحد معنى على حدة كقول لبيد يَتمادَى في الذي قلتُ له ولقد يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّ هَلْ وكقول الأخر هيهاه وحَيهَله وإِنما جمعها من كلمتين حيّ كلمة على حدة ومعناه هلمَّ وهل حَثِّيثَّى فجعلهما كلمة واحدة وكذلك ما جاء في الحديث إِذا ذكر الصالحون فحيَّهَلاً بعُمَرَ يعني إِذا ذكروا فَأْتِ بذكر عمر قال وقال بعض الناس الحَيْهَلَةُ شجرة قال وسأَلنا أَبا خيرة وأَبا الدقيش وعدَّةً من الأَعراب عن ذلك فلم نجد له أَصلاَ ثابتاً نطق به الشعراء أَو رواية منسوبة معروفة فعلمنا أَنها كلمة مولدة وضعت للمُعاياةِ قال ابن شميل حَيَّهَلا بقلة تُشْبِه الشُّكاعَى يقال هذه حَيَّهَلا كما ترى لا تنون في حيَّ ولا في هلا الياء من حي شديدة والأَلف من هلا منقوصة مثل خمسة عشر وقال الليث قلت للخليل ما مثل هذا من الكلام أَن يجمع بين كلمتين فتصير منهما كلمة ؟ قال قول العرب عبد شمس وعبد قيس عبد كلمة وشمس كلمة فيقولون تَعَبْشَمَ الرجل وتَعَبْقَسَ ورجل عَبْشَمِيٌّ وعَبْقَسِيٌّ وروي عن الفراء أَنه قال لم نسمع بأَسماءِ بنيت من أَفعال إِلاَّ هذه الأَحرف البسملة والسبحلة والهيللة والحوقلة أَراد أَنه يقال بسمل إِذا قال بسم الله وحوقل إِذا قال لا حول ولا قوَّة إِلا بالله وحمدل إِذا قال الحمد لله وجَعْفَلَ جَعْفَلَةً من جُعِلْتُ فداءك والحَيْعَلَةُ من حيّ على الصلاة قال أَبو العباس هذه الثلاثة أَحرف أَعني حَمْدَلَ وجَعْفَلَ وحَيْعَلَ عن غير الفراء وقال ابن الأَنباري فلان يُبَرْقِل علينا ودَعْنا من التَّبَرْقُلِ وهو أَن يقول ولا يفعل ويَعِدَ ولا يُنْجِز أُخذ من البَرْقِ والقَوْل

( أحح ) أَحّ حكاية تنحنح أَو توجع وأَحَّ الرجلُ رَدَّدَ التَّنَحْنُحَ في حلقه وقيل كأَنه تَوَجُّعٌ مع تَنَحْنُح والأُحاحُ بالضم العَطَشُ والأُحاحُ اشتداد الحرّ وقيل اشتداد الحزن أَو العَطش وسمعت له أُحاحاً وأَحِيحاً إِذا سمعته يتوجع من غيظ أَو حزن قال يَطْوي الحَيازِيمَ على أُحاحِ والأُحَّة كالأُحاحِ والأُحاحُ والأَحِيحُ والأَحِيحَةُ الغيظ والضِّغْنُ وحرارة الغم وأَنشد طَعْناً شَفَى سَرائر الأُحاحِ الفراء في صدره أُحاحٌ وأَحِيحَةٌ من الضِّغْن وكذلك من الغيظ والحقد وبه سمي أُحَيْحَةُ بن الجُلاحِ وهو اسم رجل من الأَوْسِ مصغَّر وأَحَّ الرجلُ يَؤُحُّ أَحّاً سَعَلَ قال رؤْبة بن العجاج يصف رجلاً بخيلاً إِذا سئل تنحنح وسَعَلَ يَكادُ من تَنَحْنُحٍ وأَحِّ يَحْكي سُعالَ النَّزِقِ الأَبَحِّ وأَحَّ القومُ يَئِحُّونَ أَحّاً إِذا سمعت لهم حفيفاً عند مشيهم وهذا شاذٌّ

( أزح ) أَزَحَ يأْزِحُ أُزُوحاً وتَأَزَّحَ تَباطَأَ وتَخَلَّف وتَقَبَّضَ ودنا بعضه من بعض وأَنشد الأَزهري جَرَى ابنُ لَيْلى جَرْيَةَ السَّبُوحِ جِرْيَةَ لا كابٍ ولا أَزُوحِ ويروى أَنُوحِ ورجل أَزُوحٌ مُتَقَبِّضٌ داخل بعضه في بعض والأَزُوحُ من الرجال الذي يستأْخر عن المكارم والأَنُوحُ مثله قال الشاعر أَزُوحٌ أَنُوحٌ لا يَهَشُّ إِلى النَّدَى قَرى ما قَرى للضّرْسِ بين اللَّهازِم الجوهري الأَزُوحُ المتخلف التهذيب الأَزُوحُ الثقيل الذي يَزْحَرُ عند الحمْل وقال شمر الأَزوحُ كالمُتَقاعِس عن الأَمر قال الكميت ولم أَكُ عند مَحْمِلها أَزُوحاً كما يَتقاعَسُ الفَرَسُ الحَزَوَّرْ يصف حِمالَةً احتملها الأَصمعي أَزَحَ الإِنسانُ وغيره يَأْزِحُ أُزُوحاً وأَرَزَ يَأْرِزُ أُرُوزاً إِذا تقبَّض ودنا بعضه من بعض وأَزَحَتْ قَدَمُه إِذا زلَّت وكذلك أَزَحَتْ نعلُه قال الطِّرِمَّاح يصف ثوراً وحشيّاً تَزِلُّ عن الأَرضِ أَزْلامُه كما زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَه

( أشح ) التهذيب أَبو عدنان أَشِحَ الرجلُ يَأْشَحُ وهو رجل أَشْحانُ أَي غضبان قال الأَزهري هذا حرف غريب وأَظن قولَ الطِّرِمَّاح منه على تُشْحَةٍ من ذائدٍ غيرِ واهِنِ أَراد على أُشْحةٍ فقلبت الهمزة تاء كما قيل تُراث ووراث وتُكْلان وأُكْلان وأَصله أُراث أَي على غَضَبٍ من أَشِحَ يَأْشَحُ

( أفح ) أَفِيحٌ موضع
( * قوله « أَفيح موضع » ضبطه المجد بوزن أمير وزبير )
قريب من بلاد مَذْحِجٍ قال تميم بن مُقْبِل وقد جَعَلْنَ أَفِيحاً عن شَمائِلها بانتْ مَناكِبُه عنها ولم تَبِنِ

( أكح ) الأَوْكَحُ التراب على فَوْعَلٍ عند كراع وقياس قول سيبويه أَن يكون أَفْعَل

( أمح ) الأَزهري قال في النوادر أَمَحَ الجُرْحُ يأْمِحُ أَمَحاناً ونَبَذَ وأَزَّ وذَرِبَ ونَتَعَ ونَبَغَ إِذا ضَرَب بوجع

( أنح ) أَنَحَ يَأْنِحُ أَنْحاً وأَنِيحاً وأُنُوحاً وهومثل الزَّفِيرِ يكون من الغم والغضب والبِطْنَةِ والغَيْرَةِ وهو أَنُوح قال أَبو ذؤيب سَقَيْتُ به دارَها إِذْ نَأَتْ وصَدَّقَتِ الخالَ فينَا الأَنُوحا الخال المتكبِّر وفرس أَنُوحٌ إِذا جَرَى فَزَفَر قال العجاج جِرْيَةَ لا كابٍ ولا أَنُوحِ والأُنُوحُ مثل النَّحِيطِ قال الأَصمعي هو صوت مع تَنَحْنُح ورجل أَنُوحٌ كثير التنحنح وأَنَحَ يَأْنِحُ أَنْحاً وأَنِيحاً وأُنوحاً إِذا تأَذَّى وزَحَر مِن ثقلٍ يجده مِن مرض أَو بُهْرٍ كأَنه يتنحنح ولا يبين فهو آنِحٌ وقوم أُنَّحٌ مثل راكع ورُكَّع قال أَبو حَيَّة النميري تَلاقَيْتُهُمْ يَوْماً على قَطَرِيَّةٍ وللبُزْلِ مما في الخُدورِ أَنِيحُ يعني من ثقل أَردافهن والقَطَرِيَّة يريد بها إِبلاً منسوبة إِلى قَطَرٍ موضع بعمان وقال آخر يَمْشِي قليلاً خَلْفَها ويَأْنِحُ ومن ذلك قول قَطَرِيِّ بن الفُجاءَة قال يصف نسوة ثقال الأَرداف قد أَثقلت البُزْلَ فلها أَنِيحٌ في سيرها وقبله ونِسْوَةِ شَحْشاحٍ غَيُورٍ نَهَبْنَه على حَذَرٍ يَلْهُونَ وهو مُشِيحُ والشَّحْشاحُ والشَّحْشَحُ الغَيُور والمُشِيحُ الجادُّ في أَمره والحَذِرُ أَيضاً وفي حديث عمر أَنه رأَى رجلاً يَأْنِحُ ببطنه أَي يُقِلُّه مُثْقَلاً به من الأُنُوحِ وهو صوت يسمع من الجوف معه نَفَسٌ وبُهْرٌ ونَهِيجٌ يَعْتَري السمينَ من الرجال والآنِحُ على مثال فاعِلٍ والأَنُوحُ والأَنَّاحُ هذه الأَخيرة عن اللحياني الذي إِذا سُئل تنحنح بُخلاً والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر والهاء في كل ذلك لغة أَو بدل وكذلك الأُنَّحُ بالتشديد قال رؤبة كَزُّ المُحَيَّا أُنَّحٌ إِرْزَبُّ وقال آخر أَراكَ قَصِيراً ثائِرَ الشَّعْرِ أُنَّحاً بعيداً عن الخيراتِ والخُلُقِ الجَزْلِ التهذيب في ترجمة أَزح الأَزُوحُ من الرجال الذي يستأْخر عن المكارم والأَنُوحُ مثله وأَنشد أَزُوحٌ أَنُوحٌ لا يَهَشُّ إِلى النَّدَى قَرى ما قَرى للضّرْسِ بين اللَّهازِمِ

( أيح ) أَيْحَى كلمة
( * قوله « أُيحى كلمة إلخ » بفتح الهمزة وكسرها مع فتح الحاء فيهما وآح بكسر الحاء غير منوّن حكاية صوت الساعل ويقال لمن يكره الشيء آح بكسر الحاء وفتحها بلا تنوين فيهما كما في القاموس ) تقال للرامي إِذا أَصاب فإِذا أَخطأَ قيل بَرْحَى الأَزهري في آخر حرف الحاء في اللفيف أَبو عمرو يقال لبياض البيضة التي تؤْكل الآحُ ولصفرتها الماحُ والله أَعلم

( بجح ) البَجَحُ الفَرَحُ بَجِحَ بَجَحاً
( * قوله « بجح بجحاً إلخ » بابه فرح ومنع اه قاموس ) وبَجَحَ يَبْجَحُ وابْتَجَحَ فَرِحَ قال ثم اسْتَمرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ بالبَيْنِ عنك بما يَرْآك شَنْآنا قال الجوهري بَجِحَ بالشيء وبَجَحَ به أَيضاً بالفتح لغة ضعيفة فيه وتَبَجَّحَ كابْتَجَحَ ورجل بَجَّاحٌ وأَبْجَحَه الأَمْرُ وبَجَّحَه أَفرحه وفي حديث أُمِّ زَرْع وبَجَّحَني فَبَجَحْتُ أَي فَرَّحَني فَفرِحْت وقيل عَظَّمني فعَظُمَتْ نَفْسِي عندي وبَجَّحْتُه أَنا تَبْجِيحاً فَتَبَجَّحَ أَي أَفرحته فَفَرِح ورجل باجٍحٌ عظيم من قومٍ بُجَّحٍ وبُجْحٍ قال رؤبة عليك سَيْبُ الخُلفاءِ البُجَّحِ وتَبَجَّحَ به فَخَرَ وفلان يَتَبَجَّحُ علينا ويَتَمَجَّحُ إِذا كان يَهْذي به إِعجاباً وكذلك إِذا تَمَزَّحَ به اللحياني فلان يَتَبَجَّحُ ويَتَمَجَّح أَي يفتخر ويباهي بشيءٍ ما وقيل يتعظم وقد بَجِحَ يَبْجَحُ قال الراعي وما الفَقْرُ عن أَرضِ العَشِيرةِ ساقَنا إِليكَ ولكنَّا بِقُرباكَ نَبْجَحُ

( بحح ) البُحَّة والبَحَحُ والبَحاحُ والبُحُوحةُ والبَحاحةُ كلُّه غِلَظٌ في الصوت وخُشُونة وربماكان خِلْقَةً بَحَّ يَبَحُّ
( * قوله « بح يبح إلخ » بابه فرح ومنع كما في القاموس ووجد يبح بضم الباء بضبط الأصل والنهاية وعليه فيكون من باب قعد أَيضاً ) ويَبُحُ كذا أَطلقه أَهل التَّجْنِيسِ وحَلَّه ابنُ السكيت فقال بَحِجْتَ بالكسر تَبَحُّ بَحَحاً وفي الحديث فأَخَذَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بُحَّةٌ البُحَّةُ بالضم غِلَظٌ في الصوت يقال بَحَّ يَبُحُّ بُحوحاً وإِن كان من داء فهو البُحاحُ ورجل أَبَحُّ بَيِّنُ البَحَحِ إِذا كان ذلك فيه خلقة قال الأَزهري البَحَحُ مصدر الأَبَحِّ قال ابن سيده وأُرى اللحياني حكى بَحَحْتَ تَبْحَحُ وهي نادرة لأَن مثل هذا إِنما يدغم ولا يفك وقال رجل أَبَحُّ ولا يقال باحٌّ وامرأَة بَحَّاءُ وبَحَّة وفي صوته بُحَّة بالضم ويقال ما زِلْتُ أَصِيحُ حتى أَبَحَّني ذلك قال الأَزهري بحِحْتُ أَبَحُّ هي اللغة العالية قال وبَحَحْتُ بالفتح أَبَحُّ لغة وقول الجعْدي يصف الدينار وأَبَحَّ جُنْدِيٍّ وثاقِبةٍ سُبِكَتْ كَثاقِبةٍ من الجَمْرِ أَراد بالأَبَحِّ ديناراً أَبَحَّ في صوته جُنْدِيّ ضُرِبَ بأَجْنادِ الشام والثاقبة سَبِيكَة من ذهب تَثْقُبُ أَي تتقد والبَحَحُ في الإِبل خُشُونة وحَشْرَجةٌ في الصدر بعير أَبَحُّ وعيودٌ أَبَحُّ غليظ الصوت والبَمُّ يُدْعى الأَبَحَّ لغلظ صوته وشَحِيحٌ بَحِيحٌ إِتباع والنون أَعلى وسنذكره والبُحُّ جمع أَبَحّ والبُحُّ القِداحُ التي يُسْتَقْسَمُ بها قال خُفافُ بنُ نُدْبَةَ السُّلَمِيُّ إِذا الحَسْناءُ لم تَرْحَضْ يَدَيْها ولم يُقْصَرْ لها بَصَرٌ بِسِتْرِ قَرَوْا أَضْيافَهُمْ رَبَحاً بِبُحٍّ يَعِيشُ بفَضْلِهِنَّ الحَيُّ سُمْرِ هُمُ الأَيْسارُ إِنْ قَحَطَتْ جُمادى بكلِّ صَبِيرِ غاديةٍ وقَطْرِ قال والصبير من السحاب الذي يصير بعضه فوق بعض دَرَجاً ويروى يجيء بفضلهم المَشّ أَي المَسح أَراد بالبُحِّ القِداحَ التي لا أَصوات لها والرِّيحُ بفتح الراء الشحم وكِسْرٌ أَبَحُّ كثير المُخِّ قال وعاذِلَةٍ هَبَّتْ بليلٍ تَلُومُني وفي كَفِّها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ ردوم يسيل وَدَكُه الفراء البَحْبَحِيُّ الواسع في النفقة الواسع في المنزل وتَبَحْبَحَ في المجدِ أَي أَنه في مَجْدٍ واسع وجعل الفراء التَّبَحْبُحَ مِن الباحَة ولم يجعله من المضاعف ويقال القوم في ابْتِحاحٍ أَي في سَعَةٍ وخِصْب والأَبَحُّ من شُعراء هُذَيْل ودُهاتهم والبُحْبوحةُ وَسَطُ المَحَلَّةِ وبُحْبوحةُ الدار وسطها قال جرير قَوْمِي تَمِيمٌ هُمُ القومُ الذين هُمُ يَنْفُونَ تَغْلِبَ عن بُحْبوحةِ الدارِ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال مَن سَرَّه أَن يَسْكُن بُحْبُوحة الجنة فَلْيَلْزَمِ الجماعَةَ فإِن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أَبعد قال أَبو عبيد أَراد بحبوحة الجنة وسطها قال وبُحْبُوحة كل شيء وسطه وخياره ويقال قد تَبَحْبَحْتُ في الدار إِذا تَوَسَّطْتَها وتمكنت منها والتَّبَحْبُح التمكن في الحلول والمُقامِ وقد بَحْبَحَ وتَبَحْبَحَ إِذا
تمكن وتوسط المنزل والمقام قال ومنه حديث غناء الأَنصارية
وأَهْدة لها أَكْبُشاً ... تَبَحْبَحُ في المِرْبَدِ
وزَوْجُكِ في النادي ... ويَعْلَمُ ما في غَدِ
( * قوله « وزوجك في النادي » كذا بالأصل )
أَي متكمنة في المِربَد وهو الموضع وفي حديث خزيمة تََفَطَّرَ
اللِّحاءُ وتَبَحْبَحَ الحَياءُ أَي اتسع الغيث وتمكن من الأَرض قال الأَزهري وقال أَعرابي في امرأَة ضربها الطلق تركتها تَبَحْبَحُ على أَيدي القوابل وقال اللحياني زعم الكسائي أَنه سمع رجلاً من بني عامر يقول إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عِندكم شيء ؟ قلنا بَحْباحِ أَي لم يَبْقَ وذكر الأَزهري والبَحَّاءُ في البادية رابيةٌ تُعرف برابية البَحَّاءِ قال كعب وظَلَّ سَراةُ القومِ تُبْرِم أَمرَه بِرابِيَةِ البَحَّاءِ ذاتِ الأَيايِلِ

( بدح ) البَدْحُ ضَرْبُكَ بشيء فيه رَخاوَة كما تأْخذ بطيخة فَتَبْدَحُ بها إِنساناً وبَدَحَه بالعصا وكَفَحَه بَدْحاً وكَفْحاً ضربه بها وبَدَحَه بأَمر مثل بَدَهه وأَنشد ابن الأَعرابي لأَبي دُوادٍ الإِيادِيِّ بالصَّرْمِ من شَعْثاءَ وال حَبْلِ الذي قَطَعَتْه بَدْحا قال ابن بري الباء في قوله بالصرم متعلقة بقوله « أَبقيت » في البيت الذي قبله وهو فَزَجَرْتُ أَوَّلَها وقد أُبْقِيتُ حين خَرَجْنَ جُنْحا وقيل إِن قوله بَدْحاً بمعنى قَطْعاً ويروى بَرْحاً أَي تبريحاً وتعذيباً يريد أَنه زَجَرَ على محبوبته بالبارح والسانح فلم يكن منها وَصْلٌ لحبله أَلا ترى قوله قبل البيت بَرَحَتْ عليّ بها الظِّبا ءُ ومَرَّتِ الغِرْبانُ سَنْحا بَرَحَتْ مِن البارِح وسَنَحَتْ مِن السانحِ وقال أَبو عمرو بَدْحاً أَي علانية والبَدْحُ العلانية والبَدْحُ من قولهم بَدَح بهذا الأَمر أَي باح به وفي حديث أُم سلمة لعائشة قد جَمَعَ القرآنُ ذَيْلَكِ فلا تَبْدَحيه أَي لا تُوَسِّعِيه بالحركة والخروج ويروى بالنون وسيأْتي ذكره في موضعه وبَدَح الشيءَ يَبْدَحُه بَدْحاً رَمى به وتَبادَحُوا تَرامَوْا بالبطيخ والرُّمَّان ونحو ذلك عبثاً وتَبادَحُوا بالكُرينَ تَرامَوْا وفي حديث بكر بن عبد الله كان أَصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يَتَمازَحُون ويَتَبادَحُون بالبطيخ فإِذا جاءَت الحقائق كانوا هم الرجالَ أَي يترامَون به يقال بَدَحَ يَبْدَحُ إِذا رمى والبِدْحُ بالكسر الفضاء الواسع والجمع بُدُوحٌ وبِداحٌ والبَداحُ بالفتح المُتَّسِعُ من الأَرض والجمع بُدُحٌ مثل قَذال وقُذُل والبِداحُ بالكسر الأَرض اللَّيِّنة الواسعة الأَصمعي البَداحُ على لفظ جَناح الأَرض اللينة الواسعة والبَداحُ والأَبْدَحُ والمَبْدوحُ ما اتسع من الأَرض كما يقال الأَبْطَحُ والمَبْطُوحُ وأَنشد إِذا عَلا دَوِّيَّة المَبْدُوحا رواه بالباء وبُدْحةُ الجار ساحَتُها وتَبَدَّحَتِ الناقةُ توسعت وانبسطت قال يَتْبَعْنَ شَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ وقيل كل ما تَوَسَّع فقد تَبَدَّح الأَزهري عن أَبي عمرو الأَبْدَحُ العريض الجَنْبَينْ من الدواب قال الراجز حتى تُلاقِي ذاتَ دَفٍّ أَبْدَحِ بِمُرْهَفِ النَّصْلِ رَغِيبِ المَجْرَحِ وبَدَحَتِ المرأَةُ تَبْدَحُ بُدُوحاً وتَبَدَّحَتْ حَسُنَ مَشْيُها ومَشَتْ مِشْيَةً فيها تَفَكُّكٌ وقال الأَزهري هو جنس من مِشْيَتها وقال التَّبَدُّح حُسْنُ مِشْيَةِ المرأَة وأَنشد يَبْدَحْنَ في أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلاخِلُها وبَدَحَ لسانَه بَدْحاً شَقَّه والذال المعجمة لغة وتَبَدَّحَ السحابُ أَمطر والبَدْحُ عَجْزُ الرجل عن حَمالةٍ يَحملها بَدَحَ الرجلُ عن حَمالته والبعيرُ عن حِمْلِه يَبْدَحُ بَدْحاً عجزا عنهما وأَنشد إِذا حَمَلَ الأَحْمالَ ليس بِبادِحٍ وبَدَحَني الأَمرُ مثل فَدَحَني وقال الأَصمعي في كتابه في الأَمثال يرويه أَبو حاتم له يقال أَكلَ مالَه بأَبْدَحَ ودُبَيْدَح قال الأَصمعي إِنما أَصله دُبَيْحٌ ومعناه أَنه أَكله بالباطل ورواه ابن السكيت أَخذ مالَه بأَبْدَحَ ودُبَيْدَح يضرب مثلاً للأَمر الذي يبطل ولا يكون وكلُّهم قال دُبَيْدَح بفتح الدال الثانية أَبو عمرو يقال ذَبَحه وبَذَحه ودَبَحه وبَدَحه ومنه سمِّي بُدَيْحٌ المغَنِّي كان إِذا غنى قَطَعَ غِناءَ غيره بحُسنِ صوته

( بذح ) البَذْحُ الشَّقُّ بَذَح لسانَه وفي التهذيب بَذَحَ لسانَ الفصيل بَذْحاً فلقه أَو شقه لئلاَّ يرتضع والبَذْحُ موضع الشق والجمع بُذُوحٌ قال لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بِعَلْطِ بِلِيتِهِ عند بُذوحِ الشَّرْطِ قال الأَزهري وقد رأَيت من العُرْبانِ من يشق لسان الفصيل اللاّهِج بثناياه فيقطعه وهو الإِحْزَاز عند العرب أَبو عمرو أَصابه بَذْحٌ في رجله أَي شَقٌّ وهو مثل الذَّبْح وكأَنه مقلوب وفي رِجل فلان بُذُوحٌ أَي شُقوق وتَبَذَّجَ السحابُ أَمطر

( برح ) بَرِحَ بَرَحاً وبُرُوحاً زال والبَراحُ مصدر قولك بَرِحَ مكانَه أَي زال عنه وصار في البَراحِ وقولهم لا بَراحَ منصوب كما نصب قولهم لا رَيْبَ ويجوز رفعه فيكون بمنزلة ليس كما قال سعدُ بنُ ناشِبٍ في قصيدة مرفوعة مَنْ فَرَّ عن نِيرانِها فأَنا ابنُ قَيْسٍ لا بَراحُ قال ابن الأَثير البيت لسعد بن مالك يُعَرِّضُ بالحرث بن عَبَّاد وقد كان اعتزل حَرْبَ تَغْلِبَ وبكرٍ ابني وائل ولهذا يقول بِئْسَ الخَلائِفُ بَعْدَنا أَولادُ يَشْكُرَ واللِّقاحُ وأَراد باللقاح بني حنيفة سُمُّوا بذلك لأَنهم لا يَدِينُونَ بالطاعة للملوك وكانوا قد اعتزلوا حرب بكر وتَغْلِبَ إِلاَّ الفِنْدَ الزِّمَّانِيَّ وتَبَرَّج كَبَرِحَ قال مُلَيحٌ الهُذَليُّ مَكَثْنَ على حاجاتِهنَّ وقد مَضَى شَبابُ الضُّحَى والعِيسُ ما تَتَبَرَّحُ وأَبْرَحَه هو الأَزهري بَرِحَ الرجلُ يَبْرَحُ بَراحاً إِذا رامَ من موضعه وما بَرِحَ يفعل كذا أَي ما زال ولا أَبْرَحُ أَفعل ذاك أَي لا أَزال أَفعله وبَرِحَ الأَرضَ فارَقَها وفي التنزيل فلن أَبْرَحَ الأَرضَ حتى يَأْذَنَ لي أَبي وقوله تعالى لن نَبْرَحَ عليه عاكفين أَي لن نَزالَ وحَبِيلُ بَراحٍ الأَسَدُ كأَنه قد شُدّ بالحبال فلا يَبْرَح وكذلك الشجاعُ والبَراحُ الظهور والبيان وبَرِحَ الخَفاء وبَرَحَ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي ظَهَر قال بَرَِحَ الخَفاءُ فما لَدَيَّ تَجَلُّدٌ أَي وَضَحَ الأَمر كأَنه ذهب السِّرُّ وزال الأَزهري بَرِحَ الخَفاء معناه زال الخَفاءُ وقيل معناه ظهر ما كان خافياً وانكشف مأْخوذ من بَراحِ الأَرض وهو البارز الظاهر وقيل معناه ظهر ما كنت أُخْفِي وجاء بالكفر بَراحاً أَي بَيِّناً وفي الحديث جاء بالكفر بَراحاً أَي جِهاراً بَرِحَ الخَفاءُ إِذا ظهر ويروى بالواو وجاءَنا بالأَمر بَراحاً أَي بَيِّناً وأَرض بَراح واسعة ظاهرة لا نبات فيها ولا عُمرانَ والبَراح بالفتح المُتَّسِع من الأَرض لا زرع فيه ولا شجر وبَراحُ وبَراحِ اسم للشمس معرفة مثل قَطامِ سميت بذلك لانتشارها وبيانها وأَنشد قُطْرُبٌ هذا مُقامُ قَدَمَيْ رَباحِ ذَبَّبَ حتى دَلَكَتْ بَراحِ بَراحِ يعني الشمس ورواه الفراء بِراحِ بكسر الباء وهي باء الجر وهو جمع راحة وهي الكف أَي اسْتُريحَ منها يعني أَن الشمس قد غَرَبَتْ أَو زالت فهم يضعون راحاتهم على عيونهم ينظرون هل غربت أَو زالت ويقال للشمس إِذا غربت دَلَكَتْ بَراحِ يا هذا على فَعالِ المعنى أَنها زالت وبَرِحَتْ حين غَرَبَتْ فَبَراحِ بمعنى بارحة كما قالوا الكلب الصيدِ كَسابِ بمعنى كاسِبَة وكذلك حَذامِ بمعنى حاذِمَة ومن قال دَلَكَتِ الشمسُ بِراحِ فالمعنى أَنها كادت تَغْرُبُ قال وهو قول الفراء قال ابن الأَثير وهذان القولان يعني فتح الباء وكسرها ذكرهما أَبو عبيد والأَزهريُّ والهَرَوِيُّ والزمخشري وغيرهم من مفسري اللغة والغريب قال وقد أَخذ بعضُ المتأَخرين القولَ الثاني على الهروي فظن أَنه قد انفرد به وخطَّأَه في ذلك ولم يعلم أَن غيره من الأَئمة قبله وبعده ذهب إِليه وقال الغَنَوِيُّ بُكْرَةَ حتى دَلَكَتْ بِراحِ يعني برائح فأَسقط الياء مثل جُرُف هارٍ وهائر وقال المفضل دَلَكَتْ بَراحِ وبَراحُ بكسر الحاء وضمها وقال أَبو زيد دلكت بِراحٍ مجرور منوَّن ودلكت بَراحُ مضموم غير منوّن وفي الحديث حين دلكتْ بَراحِ ودُلوك الشمس غروبها وبَرَّحَ بنا فلان تَبْريحاً وأَبْرَحَ فهو مُبَرِّحٌ بنا ومُبْرِحٌ آذانا بالإِلحاح وفي التهذيب آذاك بإِلحاح المشقة والاسم البَرْحُ والتَّبْريحُ ويوصف به فيقال أَمر بَرْحٌ قال بنا والهَوَى بَرْحٌ على مَنْ يُغالِبُه وقالوا بَرْحٌ بارِحٌ وبَرْحٌ مُبْرِحٌ على المبالغة فإِن دَعَوْتَ به فالمختار النصب وقد يرفع وقول الشاعر أَمُنْحَدِراً تَرْمِي بك العِيسُ غُرْبَةً ؟ ومُصْعِدَةً ؟ بَرْحٌ لعينيك بارِحُ يكون دعاء ويكون خبراً والبَرْحُ الشر والعذاب الشديد وبرَّحَ به عذبه والتباريح الشدائد وقيل هي كُلَفُ المعيشة في مشقة وتَبارِيحُ الشَّوْق تَوَهُّجُه ولقيت منه بَرْحاً بارِحاً أَي شِدَّةً وأَذىً وفي الحديث لقينا منه البَرْحَ أَي الشدّة وفي حديث أَهل النَّهْرَوانِ لَقُوا بَرْحاً قال الشاعر أَجَدِّكَ هذا عَمْرَك اللهَ كلما دَعاكَ الهَوَى ؟ بَرْحٌ لعينيك بارِحُ وضربه ضرباً مُبَرِّحاً شديداً ولا تقل مُبَرَّحاً وفي الحديث ضَرْباً غير مُبَرِّح أَي غير شاقٍّ وهذا أَبْرَحُ عليّ من ذاك أَي أَشق وأَشدّ قال ذو الرمة أَنيناً وشَكْوَى بالنهارِ كثيرةً عليّ وما يأْتي به الليلُ أَبْرَحُ وهذا على طرح الزائد أَو يكون تعجباً لا فعل له كأَحْنَك الشاتَين والبُرَحاءُ الشِّدَّة والمشقة وخص بعضهم به شدّة الحُمَّى وبُرَحايا في هذا المعنى وبُرَحاءُ الحُمَّى وغيرها شِدَّة الأَذى ويقال للمحموم الشديد الحُمَّى أَصابته البُرَحاءُ الأَصمعي إِذا تمدَّدَ المحمومُ للحُمَّى فذلك المطوّى فإِذا ثاب عليها فهي الرُّحَضاءُ فإِذا اشتدت الحمى فهي البُرَحاءُ وفي الحديث بَرَّحَتْ بي الحمى أَي أَصابني منها البُرَحاءُ وهو شِدتُها وحديث الإِفْكِ فأَخذه البُرَحاءُ هو شدّة الكرب من ثِقَلِ الوَحْيِ وفي حديث قتل أَبي رافع اليهودي بَرَّحَتْ بنا امرأَته بالصِّياح وتقول بَرَّحَ به الأَمرُ تَبْريحاً أَي جَهَدَه ولقيت منه بَناتِ بَرْحٍ وبَني بَرْحٍ والبِرَحِينَ والبُرَحِينَ بكسر الباء وضمها والبَرَحِينَ أَي الشدائد والدواهي كأَن واحد البِرَحِينَ بِرَحٌ ولم ينطق به إِلا أَنه مقدّر كأَن سبيله أَن يكون الواحد بِرَحة بالتأْنيث كما قالوا داهية ومُنْكَرَة فلما لم تظهر الهاء في الواحد جعلوا جمعه بالواو والنون عوضاً من الهاء المقدّرة وجرى ذلك مجرى أَرضٍ وأَرَضِينَ وإِنما لم يستعملوا في هذا الإِفرادَ فيقولوا بِرَحٌ واقتصروا فيه على الجمع دون الإِفراد من حيث كانوا يصفون الدواهي بالكثرة والعموم والاشتمال والغلبة والقول في الفِتْكَرِينَ والأَقْوَرِينَ كالقول في هذه ولقيت منه بَرْحاً بارِحاً ولقيتُ منه ابنَ بَرِيحٍ كذلك والبَرِيحُ التَّعَبُ أَيضاً وأَنشد به مَسِيحٌ وبَرِيحٌ وصَخَبْ والبَوارِحُ شدّة الرياح من الشمال في الصيف دون الشتاء كأَنه جمع بارِحَة وقيل البوارح الرياح الشدائد التي تحمل التراب في شدة الهَبَواتِ واحدها بارِحٌ والبارح الريح الحارة في الصيف والبوارح الأَنْواءُ حكاه أَبو حنيفة عن بعض الرواة ورَدَّه عليهم أَبو زيد البَوارِحُ الشَّمالُ في الصيف خاصة قال الأَزهري وكلام العرب الذين شاهدتهم على ما قال أَبو زيد وقال ابن كُناسَة كل ريح تكون في نُجُوم القَيْظ فهي عند العرب بَوارِحُ قال وأَكثر ما تَهُبُّ بنُجُوم الميزان وهي السَّمائِم قال ذو الرمة لا بل هو الشَّوْقُ من دارٍ تَخَوَّنَها مَرًّا سَحابٌ ومَرّا بْارِحٌ تَرِبُ فنسبها إِلى التراب لأَنها قَيْظِيَّة لا رِبْعِيَّة وبَوارِحُ الصيف كلها تَرِبَة والبارِحُ من الظِّباءِ والطير خلافُ السَّانح وقد بَرَحَتْ تَبْرُحُ
( * قوله « وقد برحت تبرح » بابه نصر وكذا برح بمعنى غضب وأَما بمعنى زال ووضح فمن باب سمع كما في القاموس ) بُرُوحاً قال فَهُنَّ يَبْرُحْنَ له بُرُوحا وتارةً يأْتِينَه سُنُوحا وفي الحديث بَرَحَ ظَبْيٌ هو من البارح ضد السانح والبارِحُ ما مر من الطير والوحش من يمينك إِلى يسارك والعرب تتطير به لأَنه لا يُمَِكِّنُك أَن ترميه حتى تَنْحَرِفَ والسانح ما مرَّ بين يديك من جهة يسارك إِلى يمينك والعرب تَتَيَمَّنُ به لأَنه أَمكن للرمي والصيد وفي المثل مَنْ لي بالسَّانح بعد البارِحِ ؟ يُضرب للرجل يُسِيءُ الرجلَ فيقال له إِنه سوف يحسن إِليك فيضرب هذا المثل وأَصل ذلك أَن رجلاً مرت به ظِباءٌ بارِحَةٌ فقيل له سوف تَسْنَحُ لك فقال من لي بالسانح بعد البارح ؟ وبَرَحَ الظبي بالفتح بُرُوحاً إِذا ولاَّك مياسره يمرّ من ميامنك إِلى مياسرك وفي المثل إِنما هو كبارِحِ الأُرْوِيِّ قليلاً ما يُرى يضرب ذلك للرجل إِذا أَبطأَ عن الزيارة وذلك أَن الأُرْوِيّ يكون مساكنها في الجبال من قِنانِها فلا يَقْدِرُ أَحد عليها أَن تَسْنَحَ له ولا يكاد الناس يَرَوْنَها سانِحةً ولا بارِحةً إِلاَّ في الدهور مرة وقَتَلُوهم أَبْرَحَ قتلٍ أَي أَعجبه وفي حديث عكرمة أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التَّوْلِيهِ والتَّبْرِيح قال التبريح قَتْلُ السَّوْءِ للحيوان مثل أَن يلقى السمك على النار حيّاً وجاء التفسير متصلاً بالحديث قال شمر ذكر ابن المبارك هذا الحديث مع ما ذكره من كراهة إِلقاء السمكة إِذا كانت حية على النار وقال أَما الأَكل فتؤْكل ولا يعجبني قال وذكر بعضهم أَن إِلقاء القمل في النار مثله قال الأَزهري ورأَيت العرب يَمْلأُون الوِعاءَ من الجراد وهي تَهْتَشُّ فيه ويحتفرون حُفْرَة في الرمل ويوقدون فيها ثم يَكُبُّونَ الجراد من الوعاء فيها ويُهِيلُون عليها الإِرَةَ المُوقَدَةَ حتى تموت ثم يستخرجونها يُشَرِّرُونها في الشمس فإِذا يَبِسَتْ أَكلوها وأَصلُ التَّبْرِيحِ المشقَّةُ والشدّة وبَرَّحَ به إِذا شَقَّ عليه وما أَبْرَحَ هذا الأَمرَ أَي ما أَعجبه قال الأَعشى أَقولُ لها حِينَ جَدَّ الرَّحي لُ أَبْرَحْتِ رَبّاً وأَبرَحْتِ جارا أَي أَعْجَبْتِ وبالغتِ وقيل معنى هذا البيت أَبْرَحْتِ أَكْرَمْتِ أَي صادَفْتِ كريماً وأَبرَحَه بمعنى أَكرمه وعظمه وقال أَبو عمرو بَرْحَى له ومَرْحى له إِذا تعجب منه وأَنشد بيت الأَعشى وفسره فقال معناه أَعْظَمْتِ رَبّاً وقال آخرون أَعجَبتِ رَبّاً ويقال أَكْرمت من رَبٍّ وقال الأَصمعي أَبرَحْتِ بالَغْتِ ويقال أَبرَحْتَ لُؤْماً وأَبرَحْتَ كَرَماً أَي جئت بأَمرٍ مُفْرِطٍ وأَبرَحَ فلانٌ رجلاً إِذا فضَّله وكذلك كل شيء تُفَضِّلُه وبَرَّحَ اللهُ عنه أَي فَرَّج الله عنه وإِذا غضب الإِنسان على صاحبه قيل ما أَشَدَّ ما بَرَحَ عليه والعرب تقول فعلنا البارِحَةَ كذا وكذا لِلَّيلَةِ التي قد مضت يقال ذلك بعد زوال الشمس ويقولون قبل الزوال فعلنا الليلة كذا وكذا وقول ذي الرمة تَبَلَّغَ بارِحِيَّ كَراه فيه قال بعضهم أَراد النوم الذي شق عليه أَمره لامتناعه منه ويقال أَراد نومَ الليلة البارِحَةِ والعرب تقول ما أَشبه الليلة بالبارحة أَي ما أَشْبه الليلة التي نحن فيها بالليلة الأُولى التي قد بَرِحَتْ وزالت ومضت والبارِحَةُ أَقربُ ليلة مضت تقول لقيته البارِحَةَ ولقيته البارِحَةَ الأُولى وهو من بَرِحَ أَي زال ولا يُحَقَّرُ قال ثعلب حكي عن أَبي زيد أَنه قال تقول مُذْ غُدْوَةٍ إِلى أَن تزول الشمس رأَيت الليلةَ في منامي فإِذا زالت قلت رأَيتُ البارِحَةَ وذكر السيرافي في أَخبار النحاة عن يونس قال يقولون كان كذا وكذا الليلةَ إِلى ارتفاع الضحى وإِذا جاوز ذلك قالوا كان البارِحَةَ الجوهري وبَرْحَى على فَعلى كلمة تقال عند الخطإِ في الرَّمي ومَرْحَى عند الإِصابة ابن سيده وللعرب كلمتان عند الرمي إِذا أَصاب قالوا مَرْحَى وإِذا أَخطأَ قالوا بَرْحى وقولٌ بَرِيحٌ مُصَوَّبٌ به قال الهذلي أَراه يُدافِعُ قَوْلاً بَرِيحا وبُرْحةُ كل شيء خِيارُه ويقال هذه بُرْحَةٌ من البُرَحِ بالضم للناقة إِذا كانت من خيار الإِبل وفي التهذيب يقال للبعير هو بُرْحَة من البُرَحِ يريد أَنه من خيار الإِبل وابنُ بَرِيح وأُمُّ بَرِيحٍ اسمٌ للغراب معرفةٌ سمِّي بذلك لصوته وهُنَّ بناتُ بَرِيحٍ قال ابن بري صوابه أَن يقول ابنُ بَرِيح قال وقد يُستعمل أَيضاً في الشِّدَّة يقال لقيت منه ابنَ بَريحٍ ومنه قول الشاعر سَلا القلبُ عن كُبْراهما بعدَ صَبْوَةٍ ولاقَيْتَ من صُغْراهما ابنَ بَرِيحِ ويقال في الجمع لَقِيتُ منه بناتِ بَرْحٍ وبَني بَرْحٍ ويَبْرَحُ اسم رجل وفي حديث أَبي طلحة أُحب أَموالي إِليّ بيرحاء ابن الأَثير هذه اللفظة كثيراً ما تختلف أَلفاظ المحدِّثين فيها فيقولون بَيرَحاء بفتح الباء وكسرها وبفتح الراء وضمها والمد فيهما وبفتحهما والقصر وهو اسم مال وموضع بالمدينة قال وقال الزمخشري في الفائق إِنها فَيْعَلٌ من البراح وهي الأَرض الظاهرة

( بربح )
( * زاد في القاموس البرقحة بفتح الباء وسكون الراء المهملة وفتح القاف والحاء وهي قبح الوجه ) بَرْبَحٌ موضع

( برقحة ) البرقحة بفتح الباء وسكون الراء المهملة وفتح القاف والحاء وهي قبح الوجه

( بطح ) البَطْحُ البَسْطُ بَطَحه على وجهه يَبطَحُه بَطْحاً أَي أَلقاه على وجهه فانْبَطَح وتَبَطَّحَ فلان إِذا اسْبَطَرَّ على وجهه ممتدّاً على وجه الأَرض وفي حديث الزكاة بُطِحَ لها بقاعٍ أَي أُلقي صاحبها على وجهه لتطأَه والبَطْحاءُ مَسِيلٌ فيه دُقاقُ الحَصى الجوهري الأَبْطَحُ مَسِيل واسِع فيه دُقاقُ الحَصى ابن سيده وقيل بَطْحاءُ الوادي تراب لَيِّنٌ مما جَرَّتْه السُّيُولُ والجمع بَطْحاواتٌ وبِطاحٌ يقال بِطاحٌ بُطَّحٌ كما يقال أَعوامٌ عُوَّمٌ فإِن اتسع وعَرُضَ فهو الأَبطَحُ والجمع الأَباطِحُ كسَّروه تكسير الأَسماء وإِن كان في الأَصل صفة لأَنه غلب كالأَبْرَقِ والأَجْرَع فجرى مجرى أَفْكَل وفي حديث عمر أَنه أَول من بَطَحَ المسجدَ وقال ابْطَحُوه من الوادي المبارك أَي أَلقَى فيه البَطْحاءَ وهو الحصى الصِّغار قال ابن الأَثير وبَطْحاءُ الوادي وأَبْطَحُه حَصاه اللين في بطن المَسِيل ومنه الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم صلَّى بالأَبْطَح يعني أَبْطَح مكة قال هو مسيل واديها الجوهري والبَطِيحَةُ والبَطْحاءُ مثل الأَبْطَحِ ومنه بَطْحاءُ مكة أَبو حنيفة الأَبْطَحُ لا يُنْبِتُ شيئاً إِنما هو بطن المَسِيل النضر الأَبْطَحُ بَطْنُ المَيْثاء والتَّلْعَةِ والوادي وهو البَطْحاءُ وهو التراب السهل في بطونها مما قد جَرَّته السيول يقال أَتينا أَبْطَحَ الوادي فنمنا عليه وبَطْحاؤُه مثله وهو ترابه وحصاه السَّهْلُ اللَّيِّنُ أَبو عمرو البَطِحُ رمل في بَطْحاءَ وسمِّي المكان أَبْطَحَ لأَنَّ الماء يَنْبَطِح فيه أَي يذهب يميناً وشمالاً والبَطِحُ بمعنى الأَبْطَحِ وقال لبيد يَزَعُ الهَيَامَ عن الثَّرَى ويَمُدُّه بَطِحٌ يُهايِلُه عن الكُثْبانِ وفي الحديث كان عُمَرُ أَوَّلَ من بَطَحَ المسجد وقال ابْطَحُوه من الوادي المبارك وكان النبي صلى الله عليه وسلم نائماً بالعَقِيقِ فقيل إِنك بالوادي المبارك قوله بطح المسجد أَي أَلقى فيه الحصى ووَثَّرَه به ابن شميل بَطْحاءُ الوادي وأَبطَحُه حصاه السهل اللين في بطن المسيل واسْتَبْطَحَ الوادي وانْبَطَحَ في هذا المكان أَي اسْتَوْسَعَ فيه وتَبَطَّح المكان وغيره انبسط وانتصبَ قال إِذا تَبَطَّحْنَ على المَحامِلِ تَبَطُّحَ البَطِّ بِجَنْبِ الساحِلِ وفي حديث ابن الزبير وبناء البيت فأَهابَ بالناسِ إِلى بَطْحِه أَي تسويته وتَبَطَّحَ السَّيلُ اتَّسع في البَطْحاءِ وقال ابن سيده سال سَيْلاً عريضاً قال ذو الرمة ولا زالَ من نَوْءِ السِّماكِ عليكما ونَوْءِ الثُّرَيَّا وابِلٌ مُتَبَطِّحُ الأَزهري وفي النوادر البُطاحُ مَرَضٌ يأْخذ من الحُمَّى وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال البُطاحِيُّ مأْخوذ من البُطاحِ وهو المرض الشديد وبَطْحاءُ مكة وأَبْطَحُها معروفة لانْبِطاحِها ومِنًى من الأَبْطَحِ وقُرَيشُ البِطاحِ الذين ينزلون أَباطِحَ مكة وبَطْحاءَها وقريشُ الظَّواهر الذين ينزلون ما حول مكة قال فلو شَهِدَتْني من قُرَيْشٍ عِصابَةٌ قُرَيْشِ البِطاحِ لا قُرَيشِ الظواهِر الأَزهري ابن الأَعرابي قريس البطاح هم الذين ينزلون الشِّعْبَ بين أَخْشَبَيْ مكة وقريشُ الظواهر الذين ينزلون خارجَ الشِّعْب وأَكرمُهما قريش البطاح ويقال بينهما بَطْحةٌ بعيدة أَي مسافة ويقال هو بَطْحةُ رجل مثل قولك قامَةُ رجل والبَطِيحَة ما بين واسطَ والبَصْرة وهو ماء مُسْتَنْفِع لا يُرَى طرفاه من سَعَته وهو مَغِيضُ ماء دِجْلَة والفُرات وكذلك مَغايِضُ ما بين بَصْرَةَ والأَهْواز والطَّفُّ ساحلُ البَطِيحةِ وهي البَطائِحُ والبُطْحانُ وبُطاحُ موضع وفي الحديث ذِكْرُ بُطاحٍ هو بضم الباءِ وتخفيف الطاء ماء في ديار بني أَسد وبه كانت وقعة أَهل الرِّدة وبَطائِحُ النَّبَطِ بين العِراقَيْنِ الأَزهري بُطاحٌ منزل لبني يَربوع وقد ذكره لبيد فقال تَرَبَّعَتِ الأَشْرافُ ثم تَصَيَّفَتْ حِساءَ البُطاحِ وانْتَجَعْنَ السَّلائِلا وبُطْحانُ موضع بالمدينة وبُطْحانَى موضع آخر في ديار تميم ذكره العجاج أَمْسى جُمانٌ كالدَّهِينِ مُضَرَّعا
بِبُطْحانَ ... قبلتين مُكَنَّعا
( * كذا بياض بأَصله )
جُمان اسم جمله مُكَنَّعاً أَي خاضعاً وكذلك المُضَرَّعُ وفي
الحديث كان كِمامُ أَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بُطْحاً أَي لازِقةً بالرأْس غير ذاهبة في الهواء والكِمامُ جمع كُمَّةٍ وهي القلنسوة وفي حديث الصَّداق لو كنتم تَغرِفُون من بَطْحانَ ما زدتم بَطْحان بفتح الباء اسم وادي المدينة وإِليه ينسب البَطْحانِيُّونَ وأَكثرهم يضم الباء قال ابن الأَثير ولعله ألأَصح

( بقح ) البَقِيحُ البَلَحُ عن كراع قال ابن سيده ولست منه على ثقة

( بلح ) البَلَحُ الخَلالُ وهو حمل النخل ما دام أَخضر صِغاراً كحِصرِم العنب واحدته بَلَحة الأَصمعي البَلَحُ هو السَّيابُ وقد أَبْلَحَتِ النخلة إِذا صار ما عليها بَلَحاً وفي حديث ابن الزبير ارْجِعُوا فقد طابَ البَلَحُ ابن الأَثير هو أَول ما يُرْطِبُ البُسْرُ والبَلَحُ قبل البُسْر لأَن أَوَّل التمر طَلْعٌ ثم خَلالٌ ثم بَلَحٌ ثم بُسْر ثم رُطَب ثم تَمْر والبَلَحِيَّاتُ قلائد تصنع من البَلَح عن أَبي حنيفة والبُلَحُ طائر أَعظم من النَّسْر أَبْغَثُ اللون مُحْتَرِقُ الرِّيش يقال إِنه لا تقع ريشة من ريشه في وسط ريش سائر الطائر إِلا أَحرقته وقيل هو النَّسْر القديم الهَرِمُ وفي التهذيب البُلَحُ طائر أَكبر من الرَّخَم والجمع بِلْحانٌ وبُلْحانٌ والبُلُوحُ تَبَلُّدُ الحامل من تحت الحَمْلِ من ثِقَلِه وقد بَلَحَ يَبْلَحُ بُلُوحاً وبَلَّحَ قال أَبو النجم يصف النمل حين يَنْقُلُ الحَبَّ في الحَرّ وبَلَح النملُ به بُلُوحا ويقال حمل على البعير حتى بَلَح أَبو عبيد إِذا انقطع من الإِعياء فلم يقدر على التحرُّك قيل بَلَحَ والبالِحُ والمُبالِحُ الممتنع الغالبُ قال ورَدَّ علينا العَدْلُ من آلِ هاشِمٍ حَرائِبَنا من كلِّ لِصٍّ مُبالِح وبالَحَهُمْ خاصمهم حتى غلبهم وليس بِمُحِقٍّ وبَلَحَ عليَّ وبَلَّحَ أَي لم أَجد عنده شيئاً الأَزهري بَلَح ما على غَريمي إِذا لم يكن عنده شيء وبَلَحَ الغَريمُ إِذا أَفلس وبَلَحَتِ البئر تَبْلَحُ بُلوحاً وهي بالِحٌ ذهب ماؤُها وبَلَحَ الماءُ بُلُوحاً إِذا ذهب وبئر بَلُوحٌ قال الراجز ولا الصَّمارِيدُ البِكاءُ البُلْحُ ابن بُزُرجٍ البَوالِحُ من الأَرَضين التي قد عُطِّلَتْ فلا تُزْرَعُ ولا تُعْمَر والبالِحُ الأَرض التي لا تنبت شيئاً وأَنشد سَلا لي قُدُورَ الحارِثِيَّةِ ما تَرَى ؟ أَتَبْلَحُ أَم تُعْطِي الوَفاءَ غَرِيمَها ؟ التهذيب بَلَحَتْ خَفارَتُه إِذا لم يفِ وقال بِشْرُ ابن أَبي خازم أَلا بَلَحَتْ خَفَارَةُ آلِ لأْيٍ فلا شاةً تَرُدُّ ولا بَعيرا وبَلَح الرجلُ بشهادته يَبْلَح بَلْحاً كتمها وبَلَحَ بالأَمر جَحَده قال ابن شميل اسْتَبق رجلان فلما سبق أَحدهما صاحبه تَبالَحا أَي تجاحدا والبَلْحةُ والبَلْجة الاست عن كراع والجيم أَعلى وبها بدأَ وبَلَحَ الرجل بُلُوحاً أَي أَعيا قال الأَعشى واشْتَكى الأَوْصالَ منه وبَلَحْ وبَلَّحَ تَبْليحاً مثله وفي الحديث لا يزال المؤمن مُعْنِقاً صالحاً ما لم يصب دماً حراماً فإِذا أَصاب دماً حراماً بَلَّح بَلَّح أَي أَعيا وقد أَبْلَحَه السيرُ فانْقُطِع به يريد وقوعه في الهلاك بإِصابة الدم الحرام وقد تخفف اللام ومنه الحديث اسْتَنْفَرْتهم فَبَلَحُوا عليَّ أَي أَبَوْا كأَنهم أَعْيَوا عن الخُروج معه وإِعانته ومنه الحديث في الذي يدخل الجنة آخِرَ الناسِ يقال له اعْدُ ما بَلَغَتْ قدماك فَيَعْدُو حتى إِذا ما بَلَّح ومنه حديث عليَّ رضي الله عنه في الفتن إِن من ورائكم فتناً وبلاء مُكْلِحاً ومُبْلِحاً أَي مُعْيياً

( بلدح ) بَلْدَحَ الرجُلُ أَعْيا وبَلَّدَ وبَلْدَحٌ اسم موضع وفي المثل الذي يُرْوى لنَعامَةَ المسمى بَيْهَسَ لكن على بَلْدَحَ قومٌ عَجْفَى عَنى به البُقْعَة وهذا المثل يقال في التَّحَزُّن بالأَقارب قاله نَعامة لما رأَى قوماً في خِصْب وأَهلَه في شدّة الأَزهري بَلْدَحٌ بَلَدٌ بعينه وبَلْدَحَ الرجلُ وتَبَلْدَحَ وعَدَ ولم يُنْجِزْ عِدَتَه ورجل بَلَنْدَحٌ لا يُنْجِزُ وعْداً عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِني إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ ذو نَخْوَةٍ أَو جَدِلٌ بَلَنْدَحُ أَو كَيْذُبانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ والبَلَنْدَحُ السمين القصير قال دِحْوَنَّةٌ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدَحُ إِذا يُرادُ شَدُّه يُكَرْمِحُ قال الأَزهري والأَصل بَلْدَحٌ وقيل هو القصير من غير أَن يقيد بِسِمَنٍ والبَلَنْدَحُ الفَدْمُ الثقيل المنتفخ لا يَنْهَضُ لخير وأَنشد ابن الأَعرابي يا سَلْم أُلْقِيتِ على التَّزَحْزُحِ لا تَعْدِلِيني بامْرِئٍ بَلَنْدَحِ مُقَصِّرِ الهَمِّ قَرِيبِ المَسْرَحِ إِذا أَصابَ بِطْنَةً لم يَبْرَحِ وعَدَّها رِبْحاً وإِن لم يَرْبَحِ قال قريب المَسرح أَي لا يسرح بإِبله بعيداً إِنما هو قُرْبَ باب بيته يرعى إِبله وابْلَنْدَحَ المكانُ عَرُضَ واتسع وأَنشد ثعلب قد دَقَّتِ المَرْكُوَّ حتى ابْلَنْدَحا أَي عَرُضَ والمركوُّ الحوض الكبير وبَلْدَحَ الرجلُ إِذا ضرب بنفسه إِلى الأَرض وربما قالوا بَلْطَحَ وابْلَنْدَحَ الحوضُ انهدم الأَزهري ابْلَنْدَحَ الحوضُ إِذا استوى بالأَرض من دَقِّ الإِبل إِياه

( بنح ) الأَزهري خاصة روى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي قال البُنُحُ العَطايا قال أَبو منصور كأَنه في الأَصل مُنُحٌ جمع المَنيحَة فقلب الميم باء وقال البُنُحُ

( بوح ) البَوْحُ ظهر الشيء وباحَ الشيءُ ظهر وباحَ به بَوْحاً وبُؤُوحاَ وبُؤُوحَةً أَظهره وباحَ ما كَتَمْتُ وباحَ به صاحبُه وباحَ بِسِرِّه أَظهره ورجل بَؤُوحٌ بما في صدره وبَيْحانُ وبَيِّحانُ بما في صدره معاقبة وأَصلها الواو وفي الحديث إِلاَّ أَن يكون كُفْراً بَواحاً أَي جِهاراً ويروى بالراء وقد تقدم وأَباحَه سرّاً فباح به بَوْحاً أَبَثَّه إِياه فلم يَكْتُمه وفي الحديث إِلا أَن يكون معصيةً بَواحاً أَي جِهاراً يقال باحَ الشيءَ وأَباحَه إِذا جهر به وبُوحُ الشمسُ معرفة مؤنث سمِّيت بذلك لظهورها وقيل يُوحُ بياء بنقطتين وأَبَحْتُك الشيء أَحللته لك وأَباحَ الشيءَ أَطلقه والمُباحُ خلاف المحظور والإِباحةُ شِبْهُ النُّهْبَى وقد استباحه أَي انْتَهَبَه واسْتَباحوهم أَي استأْصلوهم وفي الحديث حتى يَقْتُلَ مُقاتِلَتَكم ويَسْتبِيحَ ذَرَارِيكم أَي يَسبيهم وبَنِيهم ويجعلهم له مباحاً أَي لا تَبِعَة عليه فيهم يقال أَباحَه يُبِيحُه واسْتباحه يَسْتبيحه قال عنترة حتى اسْتَباحُوا آلَ عَوْفٍ عَنْوَةً بالمَشْرَفِيِّ وبالوَشِيجِ الذُّبَّلِ والباحةُ باحةُ الدار وهي ساحتها والباحة عَرْصة الدار والجمع بُوحٌ وبُحْبُوحة الدار منها ويقال نحن في باحَة الدار وهي أَوسطها ولذلك قيل تَبَحْبَحَ في المَجْدِ أَي أَنه في مجد واسع قال الأَزهري جعل الفراء التَّبَحْبُح من الباحة ولم يجعله من المضاعف وفي الحديث ليس للنساء من باحة الطريق شيء أَي وسطه وفي الحديث نَظِّفُوا أَفْنِيَتكم ولا تَدَعُوها كباحَة اليهود والباحة النخل الكثير حكاه ابن الأَعرابي عن أَبي صارم البَهْدَلي من بني بَهْدَلة وأَنشد أَعْطى فأَعطاني يَداً ودارا وباحةً خَوَّلها عَقَارا يداً يعني جماعة قومه وأَنصاره ونصب عَقاراً على البدل من باحة فتَفَهَّمْ والبُوحُ الفَرْجُ وفي مثل العرب ابْنُك ابنُ بُوحِك يَشْرَبُ من صَبُوحِك قيل معناه الفَرْج وقيل النَّفْس يقال للوَطْء وفي التهذيب ابنُ بُوحِك أَي ابن نَفْسك لا من يُتَبَنَّى ابن الأَعرابي البُوحُ النفس قال ومعناه ابنك من ولدته لا مَن تَبَنَّيته وقال غيره بُوح في هذا المثل جمع باحة الدار المعنى ابنك من ولدته في باحة دارك لا من ولد في دار غيرك فتبنيته ووقع القوم في دُوكَةٍ وبُوحٍ أَي في اختلاط في أَمرهم وباحَهم صَرَعهم وتركهم بَوْحى أَي صَرْعى عن ابن الأَعرابي

( بيح ) بَيَّحَ به أَشْعَره سِرًّا والبِياحُ بكسر الباء مخفف ضرب من السمك صغارٌ أَمثالُ شِبْرٍ وهو أَطيب السمك قال يا رُبَّ شَيْخٍ من بني رَباحٍ إِذا امْتَلا البَطْنُ من البِياحِ صاحَ بليلٍ أَنْكَرَ الصِّياحِ وربما فتح وشدّد والبَيَّاحة شبكة الحوت وفي الحديث أَيُّما أَحَبُّ إِليك كذا أَو كذا أَو بِياحٌ مُرَبَّبٌ هو ضرب من السمك وقيل الكلمة غير عربية والمُرَبَّبُ المعمول بالصِّباغِ وبَيْحانُ اسم والله أَعلم

( تحتح ) التحتحة
( * زاد في القاموس التحتحة الحركة وصوت حركة السيل وما يتتحتح من مكانه أَي ما يتحرك )

( ترح ) التَّرَحُ نقيض الفرح وقد تَرِحَ تَرَحاً وتَتَرَّح وتَرَّحَه الأَمرُ تَتْريحاً أَي أَحْزَنه أَنشد ابن الأَعرابي شَمْطاء أَعْلى بَزِّها مُطَرَّحُ قد طالَ ما تَرَّحَها المُتَرِّحُ أَي نَغَّصَها المَرْعَى والاسم التَّرْحَة الأَزهري عن ثعلب ابن الأَعرابي أَنشده يَتْبَعْنَ شَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ يَقُودُها هادٍ وعَيْنٌ تَلْمَحُ قد طالَ ما تَرَّحَها المُتَرِّحُ أَي نَغَّصَها المَرْعى وروى الأَزهري بإِسناده عن عليّ بن أَبي طالب قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لباس القَسِّيِّ المُتَرَّحِ وأَن أَفترِشَ حِلْسَ دابتي الذي يلي ظهرها وأَن لا أَضع حِلْسَ دابتي على ظهرها حتى أَذكر اسم الله فإِنَّ على كلِّ ذِرْوَةٍ شيطاناً فإِذا ذكرتم اسم الله ذهب ويقال عَقِيبَ كلِّ فَرْحةٍ تَرْحَةٌ وفي الحديث ما من فَرْحَة إِلا ومعها تَرْحَةٌ قال ابن الأَثير التَّرَحُ ضد الفرح وهو الهلاك والانقطاع أَيضاً والتَّرْحَة المرة الواحدة والتَّرِحُ القليل الخير قال أَبو وَجْزَة السَّعدِي يمدح رجلاً يُحَيُّونَ فَيَّاضَ النَّدَى مُتَفَضِّلاً إِذا التَّرِحُ المَنَّاعُ لم يَتَفَضَّل ابنُ مُناذِر والتَّرَحُ الهُبوط وما زِلْنا مُنْذ الليلةِ في تَرَحٍ وأَنشد كأَنَّ جَرْسَ القَتَبِ المُضَبَّبِ إِذا انْتُحِي بالتَّرَحِ المُصَوَّبِ قال والانتحاء أَن يسقط هكذا وقال بيده بعضها فوق بعض
( * هكذا في الأصل ) وهو في السجود أَن يُسْقط جَبينَه إِلى الأَرض ويَشُدَّه ولا يعتمد على راحتيه ولكن يعتمد على جبينه قال الأَزهري حكى شمر هذا عن عبد الصمد بن حسان عن بعض العرب قال شمر وكنت سأَلت ابنَ مُناذِرٍ عن الانتحاء في السجود فلم يعرفه قال فذكرت له ما سمعت فدعا بدواته وكتبه بيده والتَّرَحُ الفقرُ قال الهُذَلي كُسِرْتَ على شَفا تَرَحٍ ولُؤْمٍ فأَنتَ على دَرِيسِكَ مُسْتَمِيتُ وناقة مِتْرَاحٌ يُسْرِعُ انقطاعُ لبنها والجمع المَتاريحُ

( تسح ) التُّسْحَة الحَرَد والغضبُ عن كراع قال ابن سيده ولا أُحقها

( تشح ) الأَزهري خاصة أَنشد للطِّرِمّاحِ يصف ثوراً مَلاَ بائصاً ثم اعْتَرَتْهُ حَمِيَّةٌ على تُشْحةٍ من ذائدٍ غيرِ واهِن قال وقال أَبو عمرو في قوله على تُشْحة على جِدٍّ وحَمِيَّة قال الأَزهري أَظنّ التشحة في الأَصل أُشْحة فقلبت الهمزة واواً ثم قلبت تاء كما قالوا تُراث وتَقْوى قال شمر أَشِحَ يَأْشَحُ إِذا غضب ورجل أَشْحَانُ أَي غضبان قال الأَزهري وأَصل تُشْحة أُشْحة من قولك أَشِحَ

( تفح ) التَّفْحَة الرَّائحة الطيبة والتُّفَّاحُ هذا الثمر معروف واحدته تُفَّاحة ذكر عن أَبي الخطاب أَنها مشتقة من التَّفْحة الأَزهري وجمعه تَفَافِيحُ وتصغير التفاحة الواحدة تُفَيْفِيحَة والمَتْفَحَةُ المكان الذي ينبت فيه التُفَّاحُ الكثير قال أَبو حنيفة هو بأَرض العرب كثير والتُّفَّاحة رأْس الفخذ والوَرِك عن كراع وقال هما تُفَّاحَتان

( تيح ) تاحَ الشيءُ يَتِيحُ تَهَيَّأَ قال تاحَ له بعدَك حِنْزابٌ وَأَى وأُتِيح له الشيءُ أَي قُدِّرَ أَو هُيِّئَ له قال الهذلي أُتِيحَ لَها أُقَيْدِر ذُو حَشِيفٍ إِذا سامتْ على المَلَقاتِ ساما وأَتاحه اللهُ هَيَّأَه وأَتاحَ الله له خيراً وشرًّا وأَتاحه له قَدَّره له وتاحَ له الأَمرُ قدرَ عليه قال الليث يقال وقع في مَهْلَكَةٍ فتاحَ له رجلٌ فأَنقذه وأَتاح الله له من أَنقذه وفي الحديث فَبِي حَلَفْتُ لأُتيحَنَّهم فتنةً تَدَعُ الحليم منهم حَيْرانَ وأَمرٌ مِتْياحٌ مُتاحٌ مُقَدَّرٌ وقَلْبٌ مِتْيَحٌ قال الراعي أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عينُكَ تَلْمَحُ ؟ نَعَمْ لاتَ هَنَّا إِنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ قوله لات هنَّا أَي ليس هنا حينُ تَشَوُّق ورجل مِتْيَحٌ لا يزال يقع في بلية ورجلٌ مِتْيَحٌ يَعْرِضُ في كل شيءٍ ويدخل فيما لا يعنيه والأُنثى بالهاء قال الأَزهري وهو تفسير قولهم بالفارسية « أَنْدَرُونَسْت » وقال إِن لنا لَكَنَّه مِبَقَّةً مِفَنَّه مِتْيَحَةً مِعَنَّه وكذلك تَيِّحَان وتَيَّحان قال سَوَّارُ بنُ المُضَرَّبِ السَّعْدِي بذَبِّي اليومَ عن حَسَبي بمالي وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تِّيحان ولا نظير له إِلاَّ فرس سَيِّبانُ وسَيبَّانُ ورجل هَيِّبانُ وهَيَّبانُ إِذا تمايل قال ابن بري معنى زبُّونات دَفُوعات واحدتها زبُّونة يعني بذلك أَحْسابه ومفاخره أَي تَدْفَعُ غيرَها والباء في قوله بذبِّي متعلقة بقوله بلاني في الذي قبله وهو لَخَبَّرها ذَوو أَحْسابِ قَوْمِي وأَعْدائي فكلٌّ قد بلاني أَي خَبَرَني قومي فعرفوا مني صلة الرحم ومواساة الفقير وحِفْظَ الجِوار وكوني جَلْداً صابراً على محاربة أَعدائي ومُضْطَلِعاً بنكايتهم وناحَ في مِشْيَته إِذا تمايل وقال أَبو الهيثم التَّيِّحان والتَّيَّحانُ الطويل وقال الأَزهري رجل تَيِّحانٌ يتعرض لكل مَكْرُمَةٍ وأَمر شديد وقال العجاج لقد مُنُوا بتَيِّحانٍ ساطي وقال غيره أُقَوِّم دَرْءَ قومٍ تَيِّحان الأَزهري فرس تَيِّحانٌ شديد الجري وفرس تَيَّاحٌ جَوَاد وفرس مِتْيَح وتَيَّاح وتَيِّحانٌ يعترض في مشيه نَشاطاً ويميل على قُطْرَيْه وتاحَ في مشيته التهذيب ابن الأَعرابي المِتْيَحُ والنِّفِّيحُ والمِنْفَحُ بالحاء الداخل مع القوم ليس شأْنه شأْنهم ابن الأَعرابي التَّاحِي البُسْتَانيان
( * قوله « التاحي البستانيان » أَي خادم البستان كما في القاموس وحق ذكره في المعتل )

( ثحثح ) الثَّحْثَحَةُ صوتٌ فيه بُحَّة عند اللَّهاةِ وأَنشد أَبَحُّ مُثَحْثِحٌ صَحِلُ الثَّحِيحِ أَبو عمرو قَرَبٌ ثَحْثَاح شديد مثل حَثْحاثٍ ثعجح قال أَبو تراب سمعت عُتَيِّر بن عرْوة الأَسديّ يقول اثْعَنْجَح المطرُ بمعنى اثْعَنْجَر إِذا سال وكثر وركب بعضه بعضاً فذكرته لشمر فاستغربه حين سمعه وكتبه وأَنشدته فيه ما أَنشدني عُتَيِّرٌ لعديّ ابن علي الغاضِريِّ في الغيث جَوْنٌ تَرَى فيه الرَّوايا دُلَّحا كأَنَّ حَنَّاناً وبَلْقاً صَرَّحا فيه إِذا جُلْبُه تَكَلَّحا وسَحَّ سَحّاً ماؤُه فاثْعَنْجَحا حكاه الأَزهري وقال عن هذا الحرف وما قبله وما بعده من باب رباعي العين من كتابه هذه حروف لا أَعرفها ولم أَجد لها أَصلاً في كتب الثقات الذين أَخذوا عن العرب العاربة ما أَودعوا كتبهم ولم أَذكرها وأَنا أُحقها ولكني ذكرتها استنداراً لها وتعجباً منها ولا أَدري ما صحتها ولم أذكرها أَنا هنا مع هذا القول إِلاَّ لئلاَّ يحتاج إِلأى الكشف عنها فيظن بها ما لم ينقل في تفسيرها والله أَعلم

( ثعجح ) قال أَبو تراب سمعت عُتَيِّر بن عرْوة الأَسديّ يقول اثْعَنْجَح المطرُ بمعنى اثْعَنْجَر إِذا سال وكثر وركب بعضه بعضاً فذكرته لشمر فاستغربه حين سمعه وكتبه وأَنشدته فيه ما أَنشدني عُتَيِّرٌ لعديّ ابن علي الغاضِريِّ في الغيث جَوْنٌ تَرَى فيه الرَّوايا دُلَّحا كأَنَّ حَنَّاناً وبَلْقاً صَرَّحا فيه إِذا جُلْبُه تَكَلَّحا وسَحَّ سَحّاً ماؤُه فاثْعَنْجَحا حكاه الأَزهري وقال عن هذا الحرف وما قبله وما بعده من باب رباعي العين من كتابه هذه حروف لا أَعرفها ولم أَجد لها أَصلاً في كتب الثقات الذين أَخذوا عن العرب العاربة ما أَودعوا كتبهم ولم أَذكرها وأَنا أُحقها ولكني ذكرتها استنداراً لها وتعجباً منها ولا أَدري ما صحتها ولم أذكرها أَنا هنا مع هذا القول إِلاَّ لئلاَّ يحتاج إِلأى الكشف عنها فيظن بها ما لم ينقل في تفسيرها والله أَعلم

( ثلطح ) ابن سيده رجل ثِلْطِحٌ
( * قوله « ثلطح » ضبطه شارح القاموس كزبرج ) هَرِمٌ ذاهبُ الأَسْنَانِ

( جبح ) جَبَحُوا بكعابهم وجَبَخُوا
( * قوله « جبحوا بكعابهم وجبخوا » ظاهر اطلاق القاموس انه من باب كتب ) بها رموا بها لينظروا أَيها يخرج فائزاً والجَبَحُ والجُبْحُ والجِبْحُ حيث تُعَسِّلُ النحلُ إِذا كان غير مصنوع والجمع أَجْبُحٌ وجُبُوحٌ وجِباحٌ وفي التهذيب وأَجْباحٌ كثيرة وقيل هي مواضع النحل في الجبل وفيها تُعَسِّلُ قال الطِّرِمَّاح يخاطب ابنه وإِن كنتَ عندي أَنتَ أَحْلَى من الجَنَى جَنَى النَّحلِ أَضْحَى واتِناً بينَ أَجْبُحِ واتِناً مقيماً وقيل هي حجارة الجبل والواحد كالواحد والخاء المعجمة لغة

( جحح ) جحَّ الشيءَ يَجُحُّه جَحّاً سَحَبه يمانية والجُحُّ عندهم كل شجر انبسط على وجه الأَرض كأَنهم يريدون انْجَحَّ على الأَرض أَي انْسَحَب والجُحُّ صغار البطيخ والحنظل قبل نُضْجِه واحدته جُحَّة وهو الذي تسميه أَهل نَجْدٍ الحَدَجَ الأَزهري جَحَّ الرجلُ إِذا أَكل الجُحَّ قال وهو البطيخ المُشَنَّجُ وأَجَحَّتِ السَّبُعةُ والكلبة فهي مُجِحٌّ حَمَلَتْ فأَقْرَبَتْ وعَظُمَ بطنها وقيل حملت فأَثْقَلَتْ وقد يُقْتاسُ أَجَحَّتْ للمرأَة كما يُقْتاسُ حَبِلَتْ للسبعة وفي الحديث أَنه مَرَّ بامرأَة مُجِحٍّ فسَأَل عنها فقالوا هذه أَمة لفلان فقال أَيُلِمُّ بها ؟ فقالوا نعم قال لقد هَمَمْتُ أَن أَلعنه لعناً يدخل معه في قبره كيف يستخدمه وهو لا يحل له ؟ أَو كيف يُوَرِّثه وهو لا يحل له ؟ قال أَبو عبيد المُحِجُّ الحامل المُقْرِب قال ووجه الحديث أَن يكون الحمل قد ظهر بها قبل أَن تُسبى فيقول إِن جاءت بولد وقد وطئها بعد ظهور الحمل لم يحل له أَن يجعله مملوكاً لأَنه لا يدري لعل الذي ظهر لم يكن ظهور الحمل من وطئه فإِن المرأَة ربما ظهر بها الحمل ثم لا يكون شيئاً حتى يحدث بعد ذلك فيقول لا يدري لعله ولده وقوله أَو كيف يورثه ؟ يقول لا يدري لعل الحمل قد كان بالصحة قبل السِّباء فكيف يورثه ؟ ومعنى الحديث أَنه نهى عن وطء الحوامل حتى يضعن كما قال يوم أُوطاسٍ أَلا لا تُوطَأُ حامل حتى تَضَعَ ولا حائلٌ حتى تُسْتَبْرَأَ بحيضة قال أَبو زيد وقيس كلها تقول لكل سَبُعة إِذا حملت فأَقْرَبَتْ وعظم بطنها قد أَجَحَّتْ فهي مُجِحٌّ وقال الليث أَجَحَّتِ الكلبةُ إِذا حملت فأَقْرَبَتْ وكلبة مُجِحٌّ والجمع مَجاحُّ وفي الحديث أَن كلبة كانت في بني إِسرائيل مُجِحّاً فَعَوَى جِراؤُها في بطنها ويُرْوى مُجِحَّة بالهاء على أَصل التأْنيث وأَصل الإِجْحاح للسباع

( جحجح ) الجَحْجَحُ بَقْلَة تَنْبُتُ نِبْتَةَ الجَزَر وكثير من العرب مَن يسميها الحِنْزابَ والجُحْجُحُ أَيضاً الكَبْش عن كراع والجَحْجَحُ السيد السَّمْحُ وقيل الكريم ولا توصف به المرأَة وفي حديث سَيْفِ بن ذي يَزَنٍ بِيضٌ مَغالِبَةٌ غُلْبٌ جَحاجِحةٌ
( * قوله « بيض مغالبة » كذا بالأصل هنا ومثله في النهاية وفي مادة غ ل ب منها بيض مرازبة وكل صحيح المعنى )
جمع جَحْجاح وهو السيد الكريم والهاء فيه لتأْكيد الجمع وجَحْجَحَتِ المرأَة جاءَت بجَحْجاح وجَحْجَح الرجلُ ذكر جَحْجاحاً من قومه قال إِنْ سَرَّكَ العِزُّ فَجَحْجِحْ بجُشَمْ وجمع الجَحْجَاحِ جَحاجِحُ وقال الشاعر ماذا بِبَدْرٍ فالعَقَنْ قَلِ من مَرازِبَةٍ جَحاجِحْ ؟ وإِن شئت جَحاجِحة وإِن شئت جَحاجيح والهاء عوض من الياء المحذوفة لا بد منها أَو من الياء ولا يجتمعان الأَزهري قال أَبو عمرو الجَحْجَحُ الفَسْلُ من الرجال وأَنشد لا تَعْلَقي بجَحْجَحٍ حَيُوسِ ضَيِّقةٍ ذراعُه يَبُوسِ وجَحْجَح عنه تأَخر وجَحْجَح عنه كَفَّ مقلوبٌ من جَحْجَحَ أَو لغة فيه قال العجاج حتى رأَى رأْيَهُمُ فَجَحْجَحا والجَحْجَحَةُ النُّكُوصُ يقال حَملوا ثم جَحجَحُوا أَي نَكَصُوا وفي حديث الحسن وذكر فتنة ابن الأَشعث فقال والله إِنها لعقوبة فما أَدري أَمُسْتأَصِلة أَم مُجَحجِحة ؟ أَي كافة يقال جَحْجَحْتُ عليه وحَجْحَجْتُ وهو من المقلوب وجَحْجَح الرجلُ عَدَّدَ وتكلم قال رؤبة ما وَجَدَ العَدّادُ فيما جَحْجَحا أَعَزَّ منه نَجْدَةً وأَسمَحا والجَحْجَحَةُ الهلاك

( جدح ) المِجْدَحُ خشبة في رأْسها خشبتان معترضتان وقيل المِجْدَحُ ما يُجْدَحُ به وهو خشبة طرفها ذو جوانب والجَدْحُ والتَجْدِيحُ الحَوْضُ بالمِجْدَح يكون ذلك في السويق ونحوه وكلُّ ما خُلِطَ فقد جُدِحَ وجَدَحَ السويقَ وغيره واجْتَدَحَه لَتَّه وشَرِبَه بالمِجْدَح وشرابٌ مُجَدَّحٌ أَي مُخَوَّضٌ واستعاره بعضهم للشر فقال أَلم تَعْلَمِي يا عصْم كيف حَفِيظَتي إِذا الشَّرُّ خاضَتْ جانِبيهِ المَجادِحُ ؟ الأَزهري عن الليث جَدَحَ السويقَ في اللبن ونحوه إِذا خاضه بالمِجْدَح حتى يختلط وفي الحديث انزل فاجْدَحْ لنا الجَدْحُ أَن يحرَّك السويقُ بالماء ويُخَوَّضَ حتى يَسْتَوي وكذلك اللبن ونحوه قال ابن الأَثير والمِجْدَحُ عُودٌ مُجَنَّحُ الرَّأْس يُساطُ به الأَشْرِبةُ وربما يكون له ثلاث شُعَب ومنه حديث عليّ رضي الله عنه جَدَحُوا بيني وبينهم شِرْباً وبيئاً أَي خَلَطُوا وجَدَّحَ الشيءَ خَلَطَه قال أَبو ذؤيب فنَحا لها بِمُدَلَّقَيْنِ كأَنما بهما من النَّضْحِ المُجَدَّحِ أَيْدَعُ عنى بالمُجَدَّح الدم المحرَّك يقول لما نطحها حَرَّك قرنه في أَجوافها والمَجْدُوحُ دَم كان يخلط مع غيره فيؤكل في الجَدْب وقيل المَجْدُوحُ دم الفَصيد كان يستعمل في الجَدْب في الجاهلية قال الأَزهري المَجْدُوح من أَطعمة الجاهلية كان أَحدهم يَعْمِدُ إِلى الناقة فتُفْصَدُ له ويأْخذ دمها في إِناء فيشربه ومَجادِيحُ السماء أَنواؤُها يقال أَرسلت السماءُ مَجادِيحَها قال الأَزهري المِجْدَحُ في أَمر السماء يقال تَرَدُّدُ رَيِّق الماء في السحاب ورواه عن الليث وقال أَمّا ما قاله الليث في تفسير المجاديح إِنها تَردُّد رَيِّق الماء في السحاب فباطل والعرب لا تعرفه وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه خرج إِلى الاستسقاء فصَعِدَ المِنْبَر فلم يزد على الاستغفار حتى نزل فقيل له إِنك لم تستسق فقال لقد استسقيت بمَجاديح السماء قال ابن الأَثير الياء زائدة للإِشباع قال والقياس أَن يكون واحدها مِجْداح فأَما مِجْدَح فجمعه مَجادِحُ والذي يراد من الحديث أَنه جعل الاستغفار استسقاء بتأَوّل قول الله عز وجل استغفروا ربكم إِنه كان غفَّاراً يُرْسِل السماءَ عليكم مِدْراراً وأَراد عمر إِبطال الأَنْواءِ والتكذيبَ بها لأَنه جعل الاستغفار هو الذي يستسقى به لا المجاديح والأَنواء التي كانوا يستسقون بها والمَجاديحُ واحدها مِجْدَحٌ وهو نجم من النجوم كانت العرب تزعم أَنها مُمْطَرُ به كقولهم الأَنْواء وهو المُجْدَحُ أَيضاً
( * قوله « وهو المجدح أَيضاً » أَي بضم الميم كما صرح به الجوهري )
وقيل هو الدَّبَرانُ لأَنه يَطْلُع آخراً ويسمى حادِيَ النُّجوم قال دِرْهَمُ بن زيد الأَنْصاري وأَطْعُنُ بالقومِ شَطْرَ المُلو كِ حتى إِذا خَفَقَ المِجْدَحُ وجاب إِذا خفق المجدح في البيت الذي بعده وهو أَمَرْتُ صِحابي بأَنْ يَنْزِلوا فنامُوا قليلاً وقد أَصْبَحوا ومعنى قوله وأَطعُن بالقوم شطر الملوك أَي أَقصد بالقوم ناحيتهم لأَن الملوك تُحِبُّ وِفادَتَه إِليهم ورواه أَبو عمرو وأَطْعَنُ بفتح العين وقال أَبو أُسامة أَطعُن بالرمح بالضم لا غير وأَطعُن بالقول بالضم والفتح وقال أَبو الحسن لا وجه لجمع مَجاديح إِلا أَن يكون من باب طوابيق في الشذوذ أَو يكون جمعَ مِجْداحٍ وقيل المِجْدَحُ نجم صغير بين الدَّبَرانِ والثريا حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد باتتْ وظَلَّتْ بأُوامٍ بَرْحِ يَلْفَحُها المِجْدَحُ أَيَّ لَفْحِ تَلُوذُ منه بِجَناء الطَّلْحِ لها زِمَجْرٌ فوقَها ذو صَدْحِ زِمَجْرٌ صوتٌ كذا حكاه بكسر الزاي وقال ثعلب أَراد زَمْجَرٌ فسكَّن فعلى هذا ينبغي أَن يكون زَمَجْرٌ إِلا أَن الراجز لما احتاج إِلى تغيير هذا البناء غيّره إِلى بناء معروف وهو فِعَلٌّ كسِبَطْرٍ وقِمَطْرٍ وترك فَعْلَلاً بفتح الفاء لأَنه بناء غير معروف ليس في الكلام مثل قَمْطَرٍ بفتح القاف قال شمر الدَّبَرانُ يقال له المِجْدَحُ والتالي والتابع قال وكان بعضهم يدعو جَناحَي الجوزاء المِجْدَحَين ويقال هي ثلاثة كواكب كالأَثافي كأَنها مِجْدَحٌ له ثلاث شُعَبٍ يُعتبر بطلوعها الحَرُّ قال ابن الأَثير وهو عند العرب من الأَنْواء الدالة على المطر فجعل عمر رضي الله عنه الاستغفار مشبهاً للأَنْواء مخاطبة لهم بما يعرفونه لا قولاً بالأَنْواء وجاء بلفظ الجمع لأَنه أَراد الأَنْواء جميعاً التي يزعمون أَن من شأْنها المطر وجِدِحْ كجِطِحْ سيأْتي ذكره

( جرح ) الجَرْح الفعلُ جَرَحه يَجْرَحُه جَرْحاً أَثَّرَ فيه بالسلاح وجَرَّحَه أَكثر ذلك فيه قال الحطيئة مَلُّوا قِراه وهَرَّتْه كلابُهُمُ وجَرَّحُوه بأَنْيابٍ وأَضْراسِ والاسم الجُرْح بالضم والجمع أَجْراح وجُرُوحٌ وجِراحٌ وقيل لم يقولوا أَجْراح إِلا ما جاء في شعر ووجدت في حواشي بعض نسخ الصحاح الموثوق بها قال الشيخ ولم يسمِّه عنى بذلك قوله
( * قوله « عنى بذلك قوله » أي قول عبدة بن الطبيب كما في شرح القاموس )
وَلَّى وصُرِّعْنَ من حيثُ التَبَسْنَ به مُضَرَّجاتٍ بأَجْراحٍ ومَقْتُولِ قال وهو ضرورة كما قال من جهة السماع والجِراحَة اسم الضربة أَو الطعنة والجمع جِراحاتٌ وجِراحٌ على حدّ دِجاجَة ودِجاج فإِما أَن يكون مكسَّراً على طرح الزائد وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء الأَزهري قال الليث الجِراحَة الواحدة من طعنة أَو ضربة قال الأَزهري قول الليث الجراحة الواحدة خطأٌ ولكن جُرْحٌ وجِراحٌ وجِراحة كما يقال حجارة وجِمالة وحِبالة لجمع الحَجَرِ والجَمَل والحبل ورجل جَريح من قوم جَرْحى وامرأَة جَريح ولا يجمع جمع السلامة لأَن مؤنثة لا تدخله الهاء ونِسْوة جَرْحى كرجال جَرْحى وجَرَّحَه شُدِّد للكثرة وجَرَحَه بلسانه شتمه ومنه قوله لا تَمْضَحَنْ عِرْضي فإِني ماضِحُ عِرْضَك إِن شاتمتني وقادِحُ في ساقِ من شاتَمَني وجارِحُ وقول النبي صلى الله عليه وسلم العَجْماءُ جَرْحُها جُبار فهو بفتح الجيم لا غير على المصدر ويقال جَرَح الحاكمُ الشاهدَ إِذا عَثر منه على ما تَسْقُطُ به عدالته مِن كذب وغيره وقد قيل ذلك في غير الحاكم فقيل جَرَحَ الرجلَ غَضَّ شهادته وقد اسْتُجْرحَ الشاهدُ والاستجراحُ النقصانُ والعيب والفساد وهو مِنه حكاه أَبو عبيد قال وفي خطبة عبد الملك وَعَظْتُكم فلم تَزْدادُوا على الموعظة إِلا استجراحاً أَي فساداً وقيل معناه إِلا ما يُكْسِبُكُم الجَرْحَ والطعن عليكم وقال ابن عَوْن اسْتَجْرَحَتْ هذه الأَحاديثُ قال الأَزهري ويروى عن بعض التابعين أَنه قال كثرت هذه الأحاديث واسْتَجْرَحَتْ أَي فَسَدَت وقلَّ صِحاحُها وهو اسْتَفْعَل من جَرَح الشاهدَ إِذا طعن فيه ورَدَّ قوله أَراد أَن الأَحاديث كثرت حتى أَحوجت أَهل العلم بها إِلى جَرْحِ بعض رواتها ورَدِّ روايته وجَرَح الشيءَ واجْتَرَحَه كَسَبه وفي التنزيل وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جَرَحْتُمْ بالنهار الأَزهري قال أَبو عمرو يقال لإِناث الخيل جَوارِحُ واحدتها جارِحَة لأَنها تُكسب أَربابَها نِتاجَها ويقال ما له جارِحَة أَي ما له أُنثى ذاتُ رَحِمٍ تَحْمِلُ وما له جارحة أَي ما له كاسِبٌ وجَوارحُ المال ما وَلَد يقال هذه الجارية وهذه الفرس والناقة والأَتان من جوارح المال أَي أَنها شابَّة مُقْبِلَة الرَّحِم والشباب يُرجَى وَلدُها وفلان يَجْرَحُ لعياله ويَجْتَرِحُ ويَقْرِشُ ويَقْتَرِشُ بمعنى وفي التنزيل أَم حَسِبَ الذين اجْتَرَحُوا السيِّئات أَي اكتسبوها فلان جارحُ أَهلِه وجارِحَتُهم أَي كاسِبُهم والجوارح من الطير والسباع والكلاب ذواتُ الصيد لأَنها تَجْرَحُ لأَهلها أَي تَكْسِبُ لهم الواحدة جارحة فالبازي جارحة والكلب الضاري جارحة قال الأَزهري سمِّيت بذلك لأَنها كواسِبُ أَنفُسِها مِن قولك جَرَح واجْترَح وفي التنزيل يسأَلونك ماذا أُحلَّ لهم قل أُحلَّ لكم الطيباتُ وما عَلَّمْتُمْ من الجوارح مُكَلِّبينَ قال الأَزهري فيه محذوف أَراد الله عز وجل وأُحِلَّ لكم صيدُ ما علمتم من الجوارح فحذف لأَن في الكلام دليلاً عليه وجَوارِحُ الإِنسان أَعضاؤُه وعَوامِلُ جسده كيديه ورجليه واحدتها جارحة لأَنهن يَجْرَحْن الخير والشر أَي يكسبنه وجَرَح له من ماله قطَع له منه قطعة عن ابن الأَعرابي ورَدَّ عليه ثعلبٌ ذلك فقال إِنما هو جَزَح بالزاي وكذلك حكاه أَبو عبيد وقد سَمَّوْا جَرَّاحاً وكَنَوْا بأَبي الجَرَّاح

( جردح ) الأَزهري في النوادر يقال جَرادِحُ من الأَرض وجرادِحَة وهي إِكامُ الأَرض وغلامٌ مُجَرْدَحُ الرأْس

( جزح ) الجَزْحُ العطية جَزَحَ له جَزْحاً أَعطاه عطاء جزيلاً وقيل هو أَن يُعْطِي ولا يُشاوِرَ أَحداً كالرجل يكون له شريك فيغيب عنه فيُعْطِي من ماله ولا ينتظره وجَزَحَ لي من ماله يَجْزَحُ جَزْحاً أَعطاني منه شيئاً وأَنشد أَبو عمرو لتميم بن مُقْبِل وإِني إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ بِرِفْدِه لَمُخْتَبِطٌ من تالدِ المالِ جازِحُ وقال بعضهم جازح أَي قاطع أَي أَقطع له من مالي قطعة وهذا البيت أَورد الجوهري عجزه وإِني له من تالدِ المالِ جازِحُ وقال ابن بري صوابه « لمختبط من تالد المال » كما أَورده الأَزهري وابن سيده وغيرهما واسم الفاعل جازِحٌ وأَنشد أَبو عُبيدة لعَدِيِّ بن صُبْحٍ يمدح بَكَّاراً ما زِلْتَ من ثَمَرِ الأَكارِمِ تُصْطَفَى من بينِ واضِحةٍ وقَرْمٍ واضِحِ حتى خُلِقْتَ مُهَذَّباً تَبْني العلى سَمْحَ الخَلائقِ صالحاً من صالِحِ يَنْمِي بك الشَّرَفُ الرفيعُ وتَتَّقِي عَيْبَ المَذَمَّة بالعَطاءِ الجازِحِ وجَزَحَ الشجرةَ ضربها ليَحُتَّ وَرَقَها وجِزِحْ زجر للعَنْزِ المُتَصَعِّبَة عند الحَلْب معناه قِرِّي

( جطح ) تقول العرب للغنم وقال الأَزهري للعنز إِذا استَصْعَبَتْ عند الحلب جِطِحْ أَي قرّي فتَقِرُّ بلا اشتقاق فعْلٍ وقال كراع جِطِّحْ بشَدِّ الطاء وسكون الحاء بعدها زجر للجَدْيِ والحَمَلِ وقال بعضهم جِدِحْ فكأَنَّ الدال دخلت على الطاء أَو الطاء على الدال وقد تقدم ذكر جدح

( جلح ) الجَلَحُ ذهابُ الشعر من مُقَدَّم الرأْس وقيل هو إِذا زاد قليلاً على النَّزَعَة جَلِحَ بالكسر جَلَحاً والنعتُ أَجْلَحُ وجَلْحاء واسم ذلك الموضع الجَلَحَة والجَلَحُ فوق النَّزَعِ وهو انْحِسار الشعر عن جانبي الرأْس وأَوّله النَّزَعُ ثم الجَلَحُ ثم الصَّلَعُ أَبو عبيد إِذا انحَسَر الشعر عن جانبي الجبهة فهو أَنْزَعُ فإِذا زاد قليلاً فهو أَجْلَح فإِذا بلغ النصفَ ونحوه فهو أَجْلى ثم هو أَجْلَه وجمعُ الأَجْلَح جُلْح وجُلْحانٌ والجَلَحةُ انْحِسارُ الشعر ومُنْحَسِرُه عن جانبي الوجه وفي الحديث إِن الله ليؤدي الحقوق إِلى أَهلها حتى يَقْتَصَّ للشاة الجَلْحاءِ من الشاة القَرْناءِ نَطَحَتْها قال الأَزهري وهذا يبين أَن الجَلْحاء من الشاء والبقر بمنزلة الجَمَّاء التي لا قرن لها وفي حديث الصدقة ليس فيها عَقْصاء ولا جَلْحاء وهي التي لا قرن لها قال ابن سيده وعَنْز جَلْحاء جَمَّاء على التشبيه بجَلَحِ الشعر وعمَّ بعضهم به نوعي الغنم فقال شاة جَلْحاءٌ كجَمَّاء وكذلك هي مِن البقر وقيل هي من البقر التي ذهب قرناها آخراً وهو من ذلك لأَنه كانحسار مُقَدَّم الشعر وبقر جُلْح لا قرون لها قال قَيْسُ بن عَيزارة
( * قوله « قال قيس بن عيزارة » قال شارح القاموس تتبعت شعر قيس هذا فلم أجده في ديوانه اه ) الهذلي فَسَكَّنْتَهم بالمالِ حتى كأَنهم بَواقِرُ جُلْحٌ سَكَّنَتْها المَراتِعُ وقال الجوهري عن هذا البيت قال الكسائي أَنشدني ابن أَبي طَرْفة وأَورد البيت وقَرْيَةٌ جَلْحاء لا حِصْنَ لها وقُرًى جُلْحٌ وفي حديث كعب قال الله لرُومِيَّةَ لأَدَعَنَّكِ جَلْحاء أَي لا حِصْنَ عليك والحُصُون تشبه القرون فإِذا ذهبت الحصون جَلِحَتِ القُرَى فصارت بمنزلة البقرة التي لا قرن لها وفي حديث أَبي أَيوب من بات على سَطْحٍ أَجْلح فلا ذمة له هو السطح الذي لا قرن له قال ابن الأَثير يريد الذي ليس عليه جدار ولا شيء يمنع من السقوط وأَرضٌ جَلْحاء لا شجر فيها جَلِحَتْ جَلَحاً وجُلِحَتْ كلاهما أُكِلَ كَلَؤُها وقال أَبو حنيفة جُلِحَتِ الشجرة أُكِلَتْ فروعها فَرُدَّت إِلى الأَصل وخص مرة به الجَنْبةَ ونباتٌ مَجْلوحٌ أُكل ثم نبت والثُّمامُ المَجْلوحُ والضَّعَةُ المَجْلوحَة التي أُكلت ثم نبتت وكذلك غيرها من الشجر قال يخاطب ناقته أَلا ازْحَمِيهِ زَحْمةً فَرُوحِي وجاوِزي ذال السَّحَمِ المَجْلوحِ وكَثْرَةَ الأَصْواتِ والنُّبُوحِ والمَجْلوح المأْكولُ رأْسه وجَلَح المالُ الشجرَ يَجْلَحُه جَلْحاً بالفتح وجَلَّحَه أَكله قيل أَكل أَعلاه وقيل رَعَى أَعاليه وقَشَرَه ونبت إِجْلِيحٌ جُلِحَتْ أَعاليه وأُكِلَ والمُجَلَّح المأْكولُ الذي ذهب فلم يَبْقَ منه شيء قال ابن مُقْبل يصف القَحْط أَلم تَعْلَمِي أَنْ لا يَذُمُّ فُجاءَتي دَخِيلي إِذا اغْبَرَّ العضاهُ المُجَلَّحُ أَي الذي أُكل حتى لم يُترك منه شيء وكذلك كَلأٌ مُجَلَّح قال ابن بري في شرح هذا البيت دَخِيلُه دُخْلُلُه وخاصته وقوله فُجاءتي يريد وقت فجاءتي واغبرار العضاه إِنما يكون من الجدب وأَراد بقوله أَن لا يذم أَنه لا يذم فحذف الضمير على حدّ قوله عز وجل أَفلا يرون أَن لا يرجعُ إِليهم قولاً تقديره أَنه لا يرجع والمُجَلِّحُ الكثير الأَكل وفي الصحاح الرجل الكثير الأَكل وناقة مُجالِحة تأْكل السَّمُرَ والعُرْفُط كان فيه ورق أَو لم يكن والمَجاليح من النحل والإِبل اللواتي لا يبالين قُحوطَ المطر قال أَبو حنيفة أَنشد أَبو عمرو غُلْبٌ مَجالِيحُ عند المَحْلِ كُفْأَتُها أَشْطانُها في عِذابِ البحرِ تَسْتَبِقُ الواحدة مِجْلاح ومُجالِحٌ والمُجالِحُ أَيضاً من النُّوق التي تَدِر في الشتاء والجمع مَجالِيحُ وضَرْع مُجالِحٌ منه وُصِفَ بصفة الجملة وقد يستعمل في الشاء والمِجْلاحُ والمُجَلِّحَةُ الباقية اللبن على الشتاء قلَّ ذلك منها أَو كثر وقيل المُجالِحُ التي تَقْضِمُ عيدان الشجر اليابس في الشتاء إِذا أَقْحَطت السنَةُ وتَسْمَنُ عليها فيبقى لبنها عن ابن الأَعرابي وسنَة مُجَلِّحة مُجْدِبة والمَجالِيح السِّنُونَ التي تَذْهَبُ بالمال وناقة مِجْلاحٌ جَلْدَةٌ على السنة الشديدة في بقاء لبنها وقال أَبو ذؤيب المانِحُ الأُدْمَ والخُورَ الهِلابَ إِذا ما حارَدَ الخُورُ واجْتَثَّ المَجالِيحُ قال المجاليح التي لا تبالي القحوط والجالِحةُ والجَوالِحُ ما تطاير من رؤُوس النبات في الريح شِبْه القطن وكذلك ما أَشبهه من نسج العنكبوت وقِطَعِ الثلج إِذا تهافت والأَجْلَح الهَوْدَجُ إِذا لم يكن مُشْرِفَ الأَعْلى حكاه ابن جني عن خالد بن كلثوم قال وقال الأَصمعي هو الهودج المربع وأَنشد لأَبي ذؤيب إِلاّ تكنْ ظُعْناً تُبْنى هَوادِجُها فإِنهن حِسانُ الزِّيِّ أَجْلاحُ قال ابن جني أَجْلاحٌ جمع أَجْلَح ومثله أَعْزَلُ وأَعْزال وأَفْعَلُ وأَفعالٌ قليل جدّاً وقال الأَزهري هَوْدَجٌ أَجْلَح لا رأْس له وقيل ليس له رأْس مرتفع وأَكَمَةٌ جَلْحاء إِذا لم تكن مُحَدَّدة الرأْس والتَّجْلِيحُ السيرُ الشديد ابن شميل جَلَّحَ علينا أَي أَتى علينا أَبو زيد جَلَّحَ على القوم تجليحاً إِذا حمل عليهم وجَلَّحَ في الأَمر ركب رأْسه والتَّجْلِيحُ الإِقدام الشديد والتصميم في الأَمر والمُضِيُّ قال بِشْرُ بن أَبي خازم ومِلْنا بالجِفارِ إِلى تَميمٍ على شُعُثٍ مُجَلًّحَةٍ عِتاقِ والجُلاحُ بالضم مخففاً السيلُ الجُرافُ وذئب مُجَلِّحٌ جَريءٌ والأِّنثى بالهاء قال امرؤ القيس عَصافيرٌ وذِبَّانٌ ودُودٌ وأَجْرٍ من مُجَلِّحَةِ الذِّئابِ وقيل كلُّ ماردٍ مُقْدِم على شيءٍ مُجَلِّح والتَّجْليحُ المكاشَفةُ في الكلام وهو من ذلك وأَما قول لبيد فكنَّ سَفِينها وضَرَبْنَ جَأْشاً لِخَمْسٍ في مُجَلِّحَةٍ أَرُومِ فإِنه يصف مفازة متكشفة بالسير وجالَحْتُ الرجلَ بالأَمر إِذا جاهرته به والمُجالَحَة المُكاشَفة بالعداوة والمُجالِحُ المُكابِرُ والمُجالَحة المُشارَّة مثل المُكالحةِ وجَلاَّحٌ والجُلاحُ وجُلَيْحة أَسماء قال الليث وجُلاحٌ اسم أَبي أُحَيْحة بن الجُلاح الخزرجي وجَلِيحٌ اسم وفي حديث عُمَرَ والكاهن يا جَلِيحُ أَمرٌ نجِيحٌ قال ابن الأَثير جَلِيح اسم رجل قد ناداه وبنو جُلَيْحة بطن من العرب والجَلْحاءُ بلد معروف وقيل هو موضع على فرسخين من البصرة وجَلْمَح رأْسَه أَي حَلَقَه والميم زائدة

( جلبح ) الجِلْبِحُ من النساء القصيرة وقال أَبو عمرو الجِلْبِحُ العجوز الدميمة قال الضحاك العامري إِني لأَقْلِي الجِلْبِحَ العجوزا وأَمِقُ الفَتِيَّةَ العُكْمُوزا

( جلدح ) الجَلْدَحُ المُسِنُّ من الرجال والجَلَنْدَحُ الثقيل الوَخِمُ والجُلُنْدُحةُ والجُلَندَحة الصُّلْبة من الإِبل وناقة جُلَنْدَحة شديدة الأَزهري رجل جَلَنْدَحٌ وجَلَحْمَد إِذا كان غليظاً ضَخْماً ابن دريد الجُلادِحُ الطويل وجمعه جَلادِحُ قال الراجز مِثل الفَلِيقِ العُلْكُمِ الجُلادِحِ

( جمح ) جَمَحَتِ المرأَةُ تَجْمَحُ جِماحاً من زوجها خرجت من بيته إِلى أَهلها قبل أَن يطلقها ومثله طَمَحَتْ طِماحاً قال إِذا رأَتني ذاتُ ضِغْنٍ حَنَّتِ وجَمَحَتْ من زوجِها وأَنَّتِ وفرسٌ جَمُوح إِذا لم يَثْنِ رأْسَه وجَمَحَ الفرسُ بصاحبه جَمْحاً وجِماحاً ذهب يجري جرياً غالباً واعْتَزَّ فارسَه وغلبه وفرس جامِحٌ وجَمُوحٌ الذكر والأُنثى في جَمُوح سواء وقال الأَزهري عند النعتين الذكر والأُنثى فيه سواء وكل شيءٍ مضى لشيء على وجهه فقد جَمَحَ به وهو جَمُوح قال إِذا عَزَمْتُ على أَمرٍ جَمَحْتُ به لا كالذي صَدَّ عنه ثم لم يُنِبِ والجَمُوحُ من الرجال الذي يركب هواه فلا يمكن رَدُّه قال الشاعر خَلَعْتُ عِذاري جامِحاً لا يَرُدُّني عن البِيضِ أَمثالِ الدُّمَى زَجْرُ زاجِرِ وجَمَحَ إِليه أَي أَسرع وقوله تعالى لَوَلَّوْا إِليه وهم يَجْمَحُون أَي يُسْرعون وقال الزجاج يسرعون إِسراعاً لا يَرُدُّ وُجوهَهم شيءٌ ومِن هذا قيل فرس جَمُوحٌ وهو الذي إِذا حَمَلَ لم يَرُدَّه اللجام ويقال جَمَحَ وطَمَحَ إِذا أَسرع ولم يَرُدَّ وجهَه شيءٌ وقال الأَزهري فرس جَمُوح له معنيان أَحدهما يوضع موضع العيب وذلك إِذا كان من عادته ركوب الرأْس لا يثنيه راكبه وهذا من الجِماحِ الذي يُرَدُّ منه بالعيب والمعنى الثاني في الفرس الجَمُوح أَن يكون سريعاً نشيطاً مَرُوحاً وليس بعيب يُردّ منه ومصدره الجُمُوح ومنه قول امرئ القيس جَمُوحاً مَرُوحاً وإِحْضارُها كَمَعْمَعةِ السَّعَفِ المُوقَدِ وإِنما مدحها فقال وأَعْدَدْتُ لِلحَربِ وَثَّابةً جَوَادَ المَحَّثَّةِ والمُرْوَدِ ثم وصفها فقال جَمُوحاً مَرُوحاً أَو سَبُوحاً أَي تُسْرع براكبها وفي الحديث أَنه جَمَحَ في أَثَرِه أَي أَسْرع إِسراعاً لا يَرُدُّه شيء وجَمَحَتِ السفينة تَجْمَحُ جُمُوحاً تَرَكَتْ قَصْدَها فلم يَضْبِطْها الملاَّحون وجَمَحُوا بكِعابِهم كَجَبَحُوا وتَجامَحش الصبيانُ بالكِعابِ إِذا رَمَوْا كَعْباً بكَعْب حتى يزيله عن موضعه والجَمامِيحُ رؤُوس الحَلِيِّ والصِّلِّيانِ وفي التهذيب مثل رؤُوس الحَلِيِّ والصِّلِّيان ونحو ذلك مما يخرج على أَطرافه شِبْهُ السُّنْبُلِ غير أَنه لَيِّنٌ كأَذْنابِ الثعالب واحدته جُمَّاحَة والجُمَّاح شيءٌ يُتَّخَذُ من الطين الحُرِّ أَو التمر والرَّمادِ فَيُصَلَّبُ ويكون في رأْس المِعْراضِ يُرْمَى به الطير قال أَصابتْ حَبَّةَ القَلبِ فلم تُخْطِئْ بِجُمَّاحِ وقيل الجُمَّاحُ تمرة تجعل على رأْس خشبة يلعب بها الصبيان وقيل هو سهم أَو قَصَبة يجعل عليها طين ثم يرمى به الطير قال رُقَيْعٌ الوالِبِيُّ حَلَقَ الحوادثُ لِمَّتي فَتَرَكْن لي رأْساً يَصِلُّ كأَنه جُمَّاحُ أَي يُصَوِّتُ من امِّلاسِه وقيل الجُمَّاحُ سهمٌ صغير بلا نَصْلٍ مُدَوَّرُ الرأْس يتعلم به الصِّبيانُ الرَّمْيَ وقيل بل يلعب به الصبيان يجعلون على رأْسه تمرة أَو طيناً لئلا يَعْقِرَ قال الأَزهري يرمى به الطائر فيلقيه ولا يقتله حتى يأْخذه راميه وروت العربُ عن راجز من الجن زَعَمُوا هل يُبْلِغَنِّيهمْ إِلى الصَّباحْ هَيْقٌ كأَنَّ رأْسَه جُمَّاحْ قال الأَزهري ويقال له جُبَّاحٌ أَيضاً وقال أَبو حنيفة الجُمَّاح سهم الصبي يجعل في طرفه تمراً مَعْلوكاً بقَدْرِ عِفاصِ القارورة ليكون أَهْدَى له أَمْلَسُ وليس له رِيشٌ وربما لم يكن له أَيضاً فُوقٌ قال وجمع الجُمَّاحِ جَمامِيحُ وجَمامِحُ وإِنما يكون الجَمامِحُ في ضرورة الشعر كقول الحُطَيْئة بِزُبِّ اللِّحَى جُرْدِ الخُصَى كالجَمامِحِ فأَما أَن يجمع الجُمَّاحُ على جَمامِحَ في غير ضرورة الشعر فلا لأَن حرف اللين فيه رابع وإِذا كان حرف اللين رابعاً في مثل هذا كان أَلفاً أَو واواً أَو ياءً فلا بد من ثباتها ياء في الجمع والتصغير على ما أَحكَمَتْه صِناعةُ الإِعراب فإِذاً لا معنى لقول أَبي حنيفة في جمع جُمَّاح جَمامِيحُ وجَمامِحُ وإِنما غرّه بيت الحطيئة وقد بيَّنا أَنه اضطرار الأَزهري العرب تُسَمِّي ذَكَر الرَّجلِ جُمَيْحاً ورُمَيْحاً وتُسَمِّي هَنَ المرأَةِ شُرَيْحاً لأَنه من الرجل يَجْمَحُ فيرفع رأْسه وهو منها يكون مشروحاً أَي مفتوحاً ابن الأَعرابي الجُمَّاح المنهزمون من الحرب وأَورد ابن الأَثير في هذا الفصل ما صورته وفي حديث عمر ابن عبد العزيز فَطَفِقَ يُجَمِّحُ إِلى الشاهد النَّظَرَ أَي يديمه مع فتح العين قال هكذا جاء في كتاب أَبي موسى وكأَنه والله أَعلم سهو فإِن الأَزهري والجوهري وغيرهما ذكروه في حرف الحاء قبل الجيم وفسروه بهذا التفسير وهو مذكور في موضعه قال ولم يذكره أَبو موسى فيحرف الحاء وقد سَمَّوْا جَمَّاحاً وجُمَيْحاً وجُمَحاً وهو أَبو بطن من قريش

( جملح ) جَمْلَحَ رأْسَه حَلَقَه

( جنح ) جَنَحَ إِليه
( * قوله « جنح إِليه إلخ » بابه منع وضرب ونصر كما في القاموس ) يَجْنَحُ ويَجْنُحُ جُنُوحاً واجْتَنحَ مالَ وأَجْنَحَه هو وقول أَبي ذؤيب فَمَرَّ بالطيرِ منه فاحِمٌ كَدِرٌ فيه الظِّباءُ وفيه العُصْمُ أَجْناحُ إِنما هو جمع جانح كشاهد وأَشهاد وأَراد مَوائِلَ وفي الحديث مَرِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد خِفَّةً فاجْتَنحَ على أُسامة حتى دخل المسجد أَي خرج مائلاً متكئاً عليه ويقال أَقمت الشيء فاستقام واجْتَنَحْتُه أَي أَمَلته فَجَنَحَ أَي مال وقال الله عز وجل وإِن جَنَحُوا للسِّلْم فاجْنَحْ لها أَي إِن مالوا إِليك
( * قوله « مالوا إليك » هكذا في الأَصل والأَمر سهل ) فَمِلْ إِليها والسِّلْمُ المُصالحة ولذلك أُنثت وقول أَبي النجم يصف السحاب وسَحَّ كلُّ مُدْجنٍ سَحَّاحِ يَرْعُدُ في بَِيضِ الذُّرَى جُنَّاحِ قال الأَصمعي جُنَّاح دانية من الأَرض وقال غيره جُنَّاح مائلة عن القصد وجَنَحَ الرجلُ واجْتَنَحَ مال على أَحد شقَّيه وانحنى في قَوْسِه وجُنُوح الليل إِقباله وجَنَحَ الظلامُ أَقْبلَ الليلُ وجَنَحَ الليلُ يَجْنَحُ جُنُوحاً أَقبل وجُنْحُ الليل وجِنْحُه جانِبُه وقيل أَوَّله وقيل قطعة منه نحو النصف وجُنْحُ الظلام وجِنْحُه لغتان ويقال كأَنه جُِنْحُ ليل يُشَبَّه به العَسْكَرُ الجرّار وفي الحديث إِذا اسْتَجنح الليلُ فاكْفِتُوا صِبيانكم المراد في الحديث أَوَّل الليل وجِنْحُ الطريق
( * قوله « وجنح الطريق إلخ » هذا وما بعده بكسر الجيم لا غير كما هو ضبط الأَّصل ومفاد الصحاح والقاموس وفي المصباح وجنح الليل بضم الجيم وكسرها ظلامه واختلاطه ثم قال وجنح الطريق بالكسر جانبه ) جانبه قال الأَخْضَر بن هُبَيْرة الضَّبّي فما أَنا يومَ الرَّقْمَتَيْنِ بِناكِلٍ ولا السيفُ إِن جَرَّدْتُه بكَلِيلِ وما كنتُ ضَغَّاطاً ولكنَّ ثائراً أَناخَ قليلاً عند جِنْحِ سَبيلِ وجِنْحُ القوم ناحيتُهم وكَنَفُهم وقال فبات بِجِنْحِ القومِ حتى إِذا بدا له الصُّبْحُ سام القومَ إِحدى المَهالكِ وجَناحُ الطائر ما يَخْفِق به في الطيران والجمع أَجْنِحة وأَجْنُحٌ وجَنَحَ الطائرُ يَجْنَحُ جُنُوحاً إِذا كَسَرَ مِن جَناحَيْه ثم أَقبل كالواقع اللاجئ إِلى موضع قال الشاعر تَرَى الطيرَ العِتاقَ يَظَلْنَ منه جُنُوحاً إِنْ سَمِعْنَ له حَسِيسا وجَناحا الطائر يداه وجَناحُ الإِنسان يَدُه ويد الإِنسان جَناحاه وفي التنزيل واخْفِضْ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرَّحْمة أَي أَلِنْ لهما جانِبَكَ وفيه واضْمُمْ إِليك جَناحَك من الرَّهْب قال الزجاج معنى جَناحك العَضُدُ ويقال اليد كلُّها جَناحٌ وجمعه أَجْنِحة وأَجْنُحٌ حكى الأَخيرة ابن جني وقال كَسَّرُوا الجَناحَ وهو مذكَّر على أَفْعُلٍ وهو من تكسير المؤَنث لأَنهم ذهبوا بالتأْنيث إِلى الرِّيشَة وكله راجع إِلى معنى المَيْل لأَن جَناحَ الإِنسان والطائر في أَحد شِقَّيْه وفي الحديث إِن الملائكة لَتَضَعُ أَجْنِحتها لطالب العلم أَي تضعها لتكون وِطاءً له إِذا مَشَى وقيل هو بمعنى التواضع له تعظيماً لحقِّه وقيل أَراد بوضع الأَجنحة نزولَهم عند مجالس العلم وتَرْكَ الطيران وقيل أَراد إِظلالهم بها وفي الحديث الآخر تُظِلُّهم الطيرُ بأَجنحتها وجَناحُ الطائر يَدُه وجَنَحَه يَجْنِحُه جَنْحاً أَصاب جَناحَه الأَزهري وللعرب أَمثال في الجَناح منها قولهم في الرجل إِذا جَدَّ في الأَمر واحتفل رَكِبَ فلانٌ جَناحَيْ نَعامة قال الشماخ فمن يَسْعَ أَو يَرْكَبْ جَناحَيْ نَعامةٍ لِيُدْرِكَ ما قَدَّمْتَ بالأَمْسِ يُسْبَق ويقال ركب القومُ جَناحَيِ الطائر إِذا فارقوا أَوطانهم وأَنشد الفرَّاء كأَنما بِجَناحَيْ طائِرٍ طاروا ويقال فلان في جناحي طائر إِذا كان قَلِقاً دَهِشاً كما يقال كأَنه على قَرْن أَعْفَر ويقال نحن على جَناح سَفَر أَي نريد السفر وفلان في جنَاح فلان أَي في ذَراهُ وكنفه وأَما قول الطِّرِمَّاحِ يَبُلُّ بمَعْصورٍ جَناحَيْ ضَئِيلَةٍ أَفاوِيقَ منها هَلَّةٌ ونُقُوعُ فإِنه يريد بالجَناحين الشفتين ويقال أَراد بهما جَناحَيِ اللَّهاةِ والحَلْقِ وجَناحا العَسْكَرِ جانباه وجَناحا الوادي مَجْرَيانِ عن يمينه وشماله وجَناحُ الرَّحَى ناعُورُها وجَناحا النَّصْلِ شَفْرَتاه وجَناحُ الشيء نَفْسُه ومنه قول عَدِيِّ ابن زيد وأَحْوَرُ العينِ مَرْبُوبٌ له غُسَنٌ مُقَلَّدٌ من جَناحٍ الدُّرِّ تِقْصارا وقيل جَناحُ الدُّرِّ نَظْمٌ منه يُعَرَّضُ وكلُّ شيء جعلته في نِظامٍ فهو جَناحٌ والجَوانح أَوائل الضُّلُوع تحت الترائب مما يلي الصدر كالضلوع مما يلي الظهر سميت بذلك لجنوحها على القلب وقيل الجوانح الضُّلُوع القِصارُ التي في مُقَدَّمِ الصدرِ والواحدة جانحة وقيل الجوانح من البعير والدابة ما وقعت عليه الكتف وهو من الإِنسان الدَّئيُّ وهي ما كان من قبل الظهر وهي ست ثلاث عن يمينك وثلاث عن شمالك قال الأَزهري جَوانِحُ الصَّدْرِ من الأَضلاع المتصلة رُؤُوسها في وَسَطِ الزَّوْرِ الواحدة جانحة وفي حديث عائشة كان وَقِيذَ الجَوانِح هي الأَضلاع مما يلي الصدر وجُنِحَ البعيرُ انكسرت جَوانِحُه من الحِمْل الثقيل وجَنَحَ البعيرُ يَجْنَحُ جَنُوحاً انكسر أَوَّلُ ضُلُوعه مما يلي الصدر وناقة مُجْتَنِحَة الجَنْبَينِ واسعتهما وجَنَحَتِ الإِبلُ خَفَضَتْ سَوالِفَها في السير وقيل أَسرعت ابن شميل الاجْتِناحُ في الناقة كأَنَّ مُؤَخَّرَها يُسْنَدُ إِلى مُقَدَّمها من شدّة اندفاعها بحَفْزِها رجليها إِلى صدرها وقال شمر اجْتَنَحَتِ الناقة في سيرها إِذا أَسرعت وأَنشد من كلِّ وَرْقاء لها دَفٌّ قَرِحْ إِذا تَبادَرْنَ الطريقَ تَجْتَنِحْ وقال أَبو عبيدة المُجْتَنِحُ من الخيل الذي يكون حُضْرُه واحداً لأَحَدِ شِقَّيْه يَجْتَنِحُ عليه أَي يعتمده في حُضْره والناقة الباركة إِذا مالت على أَحد شقيها يقال جَنَحَتْ قال ذو الرمة إِذا مالَ فوقَ الرَّحْلِ أَحْيَيْتِ نَفْسَه بذكراكِ والعِيسُ المَراسِيلُ جُنَّحُ وجَنَحَتِ السفينة تَجْنَحُ جُنُوحاً انتهت إِلى الماء القليل فَلَزِقَتْ بالأَرض فلم تَمْضِ واجْتَنَحَ الرجلُ في مَقْعَده على رحله إِذا انْكَبَّ على يديه كالمُتَّكِئ على يدٍ واحدة الأَزهري الرجل يَجْنَحُ إِذا أَقبل على الشيء يعمله بيديه وقد حَنَى عليه صَدْرَهُ وقال لبيد جُنُوحَ الهَالِكِيّ على يديهِ مُكِبّاً يَجْتَلِي ثُقَبَ النِّصالِ وروى أَبو صالح السَّمَّانُ عن أَبي هريرة أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بالتَّجَنُّحِ في الصلاة فشَكا ناسٌ إِلى النبي صلى الله عليه وسلم الضَّعْفَةَ فأَمَرَهم أَن يستعينوا بالرُّكَبِ وفي رواية شكا أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الاعتمادَ في السجود فَرَخَّصَ لهم أَن يستعينوا بمرافقهم على رُكَبهم قال شمر التَّجَنُّحُ والاجْتِناحُ كأَنه الاعتماد في السجود على الكفين والادِّعامُ على الراحتين وترك الافتراش للذراعين قال ابن الأَثير هو أَن يرفع ساعديه في السجود عن الأَرض ولا يفترشهما ويجافيهما عن جانبيه ويعتمد على كفيه فيصيرَان له مثل جَناحَيِ الطائر قال ابن شميل جَنَحَ الرجل على مِرْفَقَيْه إِذا اعتمد عليهما وقد وضعهما بالأَرض أَو على الوسادة يَجْنَحُ جُنُوحاً وجَنْحاً والمَجْنَحة قطعة أَدَمٍ تُطرح على مُقَدَّم الرحل يَجْتَنِحُ الراكب عليها والجُناح بالضم الميل إِلى الإِثم وقيل هو الإِثم عامّة والجُناحُ ما تُحُمِّلَ من الهَمِّ والأَذى أَنشد ابن الأَعرابي ولاقَيْتُ من جُمْلٍ وأَسبابِ حُبِّها جُناحَ الذي لاقَيْتُ من تِرْبِها قَبْلُ قال وأَصل ذلك من الجُناح الذي هو الإِثم وقال أَبو الهيثم في قوله عز وجل ولا جُناحَ عليكم فيما عَرَّضتم به الجُناح الجناية والجُرْمُ وأَنشد قول ابن حِلِّزَةَ أَعَلينا جُناحُ كِنْدَةَ أَن يَغْ نَمَ غازيهمُ ومنا الجَزاءُ ؟ وصف كندة بأَنهم غَزَوْكم فقتلوكم وتُحَمِّلوننا جزاءَ فعلهم أَي عقاب فعلهم والجزاء يكون ثواباً وعقاباً وقيل في قوله لا جُناح عليكم أَي لا إِثم عليكم ولا تضييق وفي حديث ابن عباس في مال اليتيم إِني لأَجْنَحُ أَن آكُلَ منه أَي أَرى الأَكل منه جُناحاً وهو الإِثم قال ابن الأَثير وقد تكرر الجُناحُ في الحديث فأَين ورد فمعناه الإِثم والميل ويقال أَنا إِليك بحُناحٍ أَي متشوّق كذا حكي بضم الجيم وأَنشد يا لَهْفَ هِنْدٍ بعدَ أُسْرَةِ واهِبٍ ذَهَبُوا وكنتُ إِليهمُ بجُناحِ بالضم أَي مُتَشَوِّقاً وجَنَحَ الرجلُ يَجْنَحُ جُنُوحاً أَعطى بيده ابن شميل جَنَحَ الرجلُ إِلى الحَرورِيَّة وجَنَحَ لهم إِذا تابعهم وخضع لهم وجَناحٌ اسم رجل واسم ذئب قال ما راعَني إِلاَّ جَناحٌ هابطا على البُيوتِ قَوْطَه العُلابِطا وجَنَّاحٌ اسم رجل وجَنَّاحٌ اسم خِباءٍ من أَخبيتهم قال عَهْدي بجَنَّاحٍ إِذا ما اهْتَزَّا وأَذْرَتِ الريحُ تُراباً نَزَّا أَنْ سَوْفَ تَمْضِيهِ وما ارْمَأَزَّا وتمضيه تمضي عليه

( جنبح ) الجُنْبُحُ العظيم وقيل الجُنْبُخُ بالخاء

( جوح ) الجَوْحُ الاستئصال من الاجْتِياح جاحَتهم السَّنة جَوحاً وجِياحة وأَجاحَتهم واجتاحَتْهم استأْصلت أَموالهم وهي تَجُوحُهم جَوْحاً وجِياحة وهي سَنَة جائحة جَدْبة وجُحْتُ الشيءَ أَجُوحه وفي الحديث إِن أَبي يريد أَن يَجْتاحَ مالي أَي يستأْصله ويأْتي عليه أَخذاً وإِنفاقاً قال ابن الأَثير قال الخطابي يشبه أَن يكون ما ذكره من اجْتِياح والده مالَه أَن مقدار ما يَحْتاجُ إِليه في النفقة شيء كثير لا يَسَعُه مالُه إِلا أَن يَجتاحَ أَصلَه فلم يُرَخِّصْ له في ترك النفقة عليه وقال له أَنتَ ومالُك لأَبيك على معنى أَنه إِذا احتاج إِلى مالك أَخذ منه قَدْرَ الحاجة وإِذا لم يكن لك مال وكان لك كسب لزمك أَن تكتسب وتنفق عليه فأَما أَن يكون أَراد به إِباحة ماله له حتى يَجْتاحَه ويأْتي عليه إِسرافاً وتبذيراً فلا أَعلم أَحداً ذهب إِليه وفي الحديث أَعاذَكُم اللهُ من جَوْحِ الدهر واجْتاحَ العَدُوُّ مالَه أَتى عليه والجَوْحةُ والجائحة الشدّة والنازلة العظيمة التي تَجتاح المالَ من سَنَةٍ أَو فتنة وكل ما استأْصله فقد جاحَه واجْتاحَه وجاحَ اللهُ ماله وأَجاحَه بمعنىً أَي أَهلكه بالجائحة الأَزهري عن أَبي عبيد الجائحة المصيبة تحلّ بالرجل في ماله فتَجْتاحُه كُلَّه قال ابن شمل أَصابتهم جائحة أَي سَنَة شديدة اجتاحت أَموالهم فلم تَدَعْ لهم وَِجاحاً والوَِجاحُ بقية الشيء من مال أو غيره ابن الأَعرابي جاحَ يَجوحُ جَوْحاً إِذا هَلَكَ مالُ أَقربائه وجاحَ يَجُوح إِذا عَدَل عن المَحَجَّة إِلى غيرها ونزلت بفلان جائِحة من الجَوائِح وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن بيع السِّنين ووَضَعَ الجَوائِح وفي رواية أَنه أَمر بوضع الجَوائح ومنه قول الشاعر ليْسَتْ بِسَنْهاءٍ ولا رُجَّبِيَّةٍ ولكن عَرايا في السِّنين الجَوائح وروى الأَزهري عن الشافعي قال جِماعُ الجَوائح كلُّ ما أَذهب الثمرَ أَو بعضَها من أَمر سَماوِيٍّ بغير جناية آدمي قال وإِذا اشترى الرجل ثمر نخل بعدما يحلُّ بيعه فأُصيب الثمر بعدما قبضه المشتري لزمه الثمن كله ولم يكن على البائع وضع ما أَصابه من الجائحة عنه قال واحتمل أَمره بوضع الجوائح أَن يكون خضّاً على الخير لا حتماً كما أَمر بالصلح على النصف ومثله أَمره بالصدقة تطوعاً فإِذا خَلَّى البائعُ بين المشتري وبين الثمر فأَصابته جائحة لم يحكم على البائع بأَن يضع عنه من ثمنه شيئاً وقال ابن الأَثير هذا أَمر ندب واستحباب عند عامة الفقهاء لا أَمر وجوب وقال أَحمد وجماعة من أَصحاب الحديث هو لازم يوضع بقدر ما هلك وقال مالك يوضع في الثلث فصاعداً أَي إِذا كانت الجائحة في دون الثلث فهو من مال المشتري وإِن كان أَكثر فمن مال البائع قال أَبو منصور والجائحة تكون بالبَرَدِ يقع من السماء إِذا عَظُم حَجْمُه فكثر ضرره وتكون بالبَرَد المُحْرِق أَو الحرّ المُفْرِط حتى يبطل الثمن قال شمر وقال إِسحق الجائحة إِنما هي آفة تجتاح الثمر سماويةٌ ولا تكون إِلا في الثمار فيخفف الثلث على الذين اشْتَرَوْه قال وأَصل الجائحة السَّنة الشديدة تجتاح الأموال ثم يقال اجتاح العَدُوُّ مالَ فلان إِذا أَتى عليه أَبو عمرو الجَوْحُ الهلاك الأَزهري في ترجمة جحا الجائح الجراد عن ابن الأَعرابي وجَوْحانُ اسم ومَجاحٌ موضع أَنشد ثعلب لعن اللهُ بَطْنَ قُفٍّ مَسِيلاً ومَجاحاً فلا أُحِبُّ مَجاحا قال وإِنما قضينا على مجاح أَن أَلفه واو لأَن العين واواً أَكثر منها ياء وقد يكون مَحاج فَعالاً فيكون من غير هذا الباب فنذكره في موضعه

( جيح ) جاحَهم الله جَيْحاً وجائحةً دهاهم مصدر كالعاقبة وجَيْحان واد معروف وفي الحديث ذكر سَيْحان وجَيْحان وهما نهران بالعواصم عند أَرض المَصِيصَةِ وطَرَسُوس

( حدح ) امرأَة حُدُحَّةٌ قصيرة كحُدْحُدَة

( حرح ) الحِرُ مخفف وأَصله حِرْحٌ فحذف على حد الحذف في شَفَةٍ والجمع أَحْراح لا يُكَسَّرُ على غير ذلك قال إِني أَقُود جَمَلاً مِمْراحا ذا قُبَّة مُوقَرَةٍ أَحْراحا ويروى مملوءَة وقالوا حِرَةٌ قال الهذلي جُراهِمةٌ لها حِرَةُ وَثيلٌ أَبو الهيثم الحِرُّ حِرُ المرأَة مشدَّد الراء كأَنَّ الأَصلَ حِرْحٌ فثقلت الحاء الأَخيرة مع سكون الراء فثقلوا الراء وحذفوا الحاء والدليل على ذلك جمعُهم الحِرَّ أَحْراحاً وقد حَرِحَ الرجلُ
( * قوله « وقد حرح الرجل » أي أولع بالمرأة وبابه فرح وقوله ويقال حرحت المرأة إلخ بابه منع كما في القاموس ) ويقال حَرَحْتُ المرأَةَ إِذا أَصبتَ حِرَها وهي مَحْروحة واستثقلت العرب حاءً قبلها حرف ساكن فحذفوها وشددوا الراء أَبو زيد من أَمثالهم احْمِلْ حِرَكَ أَوْ دَعْ قالته امرأَة أَدَلَّتْ على زوجها عند الرحيل تَحُثُّه على حملها ولو شاءَت لركبت وأَنشد كلُّ امرئٍ يَحْمِي حِرَهْ أَسْوَدَهُ وأَحْمَرَهْ والشَّعَراتِ المُنْفِذاتِ مَشْفَرَهْ
( * قوله « والشعرات المنفذات إلخ » هكذا في الأصل )
وفي حديث أَشراط الساعة يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحرير هكذا ذكره أَبو موسى في حرف الحاء والراء وقال الحِرُ بتخفيف الراء ومنهم من يشدد الراء وليس بجيد وعلى التخفيف يكون في حرح وقد روي بالخاء والزاي وهو ضرب من ثياب الإِبْرَيْسَم معروف وقالوا جرُونَ كما قالوا في جمع المنقوص لِدُون ومِئُونَ والنسبة إِليه حِرِيٌّ وإِن شئت حِرَحِيّ فتفتح عين الفعل كما فتحوها في النسبة إِلى يَدٍ وغَدٍ قالوا غَدَوِيٌّ ويَدَوِيّ وإِن شئت قلت حَرِحٌ كما قالوا رجل سَتِهٌ ورجل حَرِحٌ يحب الأَحْراحَ قال سيبويه هو على النسب

( حنح ) حِنْحْ مُسَكَّنٌ زجر للغنم

( دبح ) دَبَّحَ الرجلُ حَنَى ظهره عن اللحياني والتَّدْبيح تنكيس الرأْس في المشي والتَّدْبيح في الصلاة أَن يطأْطئ رأْسه ويرفع عجزه وقيل يبسط ظهره ويطأْطِئُ رأْسه فيكون رأْسه أَشد انحطاطاً من أَليتيه وفي الحديث أَنه نهى أَن يُدَبِّح الرجلُ في الركوع كما يُدَبِّحُ الحمار قال أَبو عبيد معناه يطأْطئ رأْسه في الركوع حتى يكون أَخفض من ظهره ابن الأَعرابي التَّدْبيح خَفْضُ الرأْس وتنكيسه وأَنشد أَبو عمرو الشَّيْباني لما رَأَى هِراوَةً ذاتَ عُجَرْ دَبَّحَ واسْتَخْفى ونادى يا عُمَرْ وقال بعضهم دَبَّح طأْطأَ رأْسه فقط ولم يذكر هل ذلك في مَشْيٍ أَو مع رفع عَجُزٍ ودَبَّح ذلَّ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي الأَزهري دَبَّح الرجل ظهره إِذا ثناه فارتفع وسطه كأَنه سَنام قال الأَزهري رواه الليث بالذال المعجمة وهو تصحيف والصحيح بالمهملة ابن شميل رملة مُدَبِّحة أَي حَدْباء ورمالٌ مَدابِحُ ابن الأَعرابي ما بالدار دِبِّيحٌ ولا دِبِّيجٌ بالحاء والجيم والحاء أَفصحهما ورواه أَبو عبيد ما بالدار دِبِّيج بالجيم قال الأَزهري معناه من يَدِبّ وقيل دِبِّيحٌ معناه ما بها من يُدَبِّح وقال أَبو عدنان التَّدْبيح تَدْبيحُ الصبيان إِذا لعبوا وهو أَن يُطَأْمِنَ أَحدُهم ظهره ليجيء الآخر يَعْدُو من بعيد حتى يركبه والتَّدْبيحُ التطأْطؤ يقال دَبّح لي حتى أَركبك والتَّدْبيح أَيضاً تَدْبيحُ الكَمْأَةِ وهو أَن تنفتح عنها الأَرضُ ولا تَصْلَع أَي لا تظهر الغَنَوِيُّ دَبَّح الحمار إِذا ركب وهو يشتكي ظهره من دَبَرِه فَيُرْخِي قوائمَه ويُطَأْمِنُ ظهره وعَجُزَه من الأَلم

( دحح ) الدَّحُّ سَبْه الدَّسِّ دَحَّ الشيءَ يَدُحُّه دَحّاً وضعه على الأَرض ثم دسه حتى لزق بها قال أَبو النجم في وصف قُتْرة الصائد بَيْتاً خَفِيّاً في الثَّرى مَدْحُوحا وقال غيره مَدحوحاً مُوَسَّعاً وقد دَحَّه أَي وَسَّعَه يعني قُتْرة الصائد وقال شمر دَحَّ فلانٌ فلاناً يَدُحُّه دَحَّاً ودَحاه يَدْحُوه إِذا دفعه ورمى به كما قالوا عَراه وعَرَّه إِذا أَتاه ودَحَّ في الثَّرى بيتاً إِذا وسعه وينشد بيت أَبي النجم أَيضاً « ومَدْحُوحاً » أَي مُسَوّىً وقال نَهْشَل فذلك شِبْهُ الضَّبِّ يومَ رأَيته على الجُحْرِ مُنْدَحّاً خَصيباً ثمائلُهْ وفي حديث عطاء بلغني أَن الأَرض دُحَّت من تحت الكعبة وهو مِثلُ دُحِيَتْ وفي حديث عبيد الله ابن نوفل وذكر ساعة يوم الجمعة فنام عبيد الله فَدُحَّ دَحَّةً الدَّحُّ الدفع وإِلصاق الشيء بالأَرض وهو من قريب الدَّسِّ والدَّحُّ الضرب بالكف منشورة أَيَّ طوائِف الجسد أَصابت والفعل كالفعل ودَحَّ في قفاه يَدُحُّ دَحَّاً ودُحُوحاً وهو شبيه بالدَّعِّ وقيل هو مثل الدَّعِّ سواءً وفَيشَلَةٌ دَحُوحٌ قال قَبِيحٌ بالعَجوزِ إِذا تَغَدَّتْ من البَرْنيِّ واللَّبَنِ الصَّريحِ تَبَغِّيها الرجالَ وفي صِلاها مَواقِعُ كلِّ فَيْشَلَةٍ دَحُوحِ والدُّحُحُ الأَرضون الممتدّة ويقال انْدَحَّتِ الأَرض كَلأً انْدِحاحاً إِذا اتسعت بالكَلإِ قال وانْدَحَّتْ خَواصِرُ الماشية انْدِحاحاً إِذا تَفَتَّقَتْ من أَكل البقل ودَحَّ الطعامُ بطنَه يَدُحُّه إِذا ملأَه حتى يسترسل إِلى أَسفل واندَحَّ بطنُه انْدِحاحاً اتسع وفي الحديث كان لأُسامة بطْنٌ مُنْدَحٌّ أَي متسع قال ابن بري أَما انْدَحَّ بطنه فصوابه أَن يُذكر في فصل نَدِح لأَنه من معنى السَّعة لا مِن معنى القِصَرِ ومنه المُنْتَدَح أَيضاً الأَرض الواسعة ومنه قولهم لي عن هذا الأَمر مَنْدوحة ومُنْتَدَحٌ أَي سَعَة قال ومما يدلك على أَن الجوهري وهَمَ في جعله انْدَحَّ في هذا الفصل كونُه قد استدركه أَيضاً فذكره في فصل ندح قال وهو الصحيح ووزنه افْعَلَّ مثل احْمَرَّ وإِذا جعلته من فصل دحح فوزنه انفعل مثل انْسَلَّ انْسِلالاً وكذلك انْدَحَّ انْدِحاحاً والصواب هو الأَول وهذا الفصل لم ينفرد الجوهري بذكره في هذه الترجمة بل ذكره الأَزهري وغيره في هذه الترجمة وقال أَعرابي مُطِرْنا لليلتين بقيتا فانْدَحَّتِ الأَرض كَلأً ودَحَّها يَدُحُّها دَحّاً إِذا نكحها ورجل دَحْدَحٌ ودِحْدِح ودَحْداح ودَحْداحَة ودُحادِحٌ ودُحَيْدِحَة قصير غليظ البطن وامرأَة دَحْدَحَة ودَحْداحَة وكان أَبو عمرو قد قال الذَّحْذاح بالذال القصير ثم رجع إِلى الدال المهملة قال الأَزهري وهو الصحيح قال ابن بري حكى اللحياني أَنه بالدال والذال معاً وكذلك ذكره أَبو زيد قال وأَما أَبو عمرو الشيباني فإِنه تشكك فيه وقال هو بالدال أَو بالذال وقال الليث الدَّحْداحُ والدَّحْداحَة من الرجال والنساء المستدير المُلَمْلَم وأَنشد أَغَرَّكِ أَنني رجلٌ جَلِيدٌ دُحَيْدِحَةٌ وأَنكِ عَلْطَمِيسُ ؟ وفي صفة أَبْرَهَة صاحب الفيل كان قصيراً حادِراً دَحْداحاً هو القصير السمين ومنه حديث الحجاج قال لزيد بن أَرْقَم إِن مُحَمَّدِيَّكم هذا الدَّحداح وحكى ابن جني دَوْدَح ولم يفسره وكذلك حكى حكى دِحٍ دِحْ قال وهو عند بعضهم مثال لم يذكره سيبويه وهما صوتان الأَول منهما منوّنٌ دِحٍ والثاني غير منوّن دِحْ وكأَنَّ الأَول نُوِّنَ للأَصل ويؤكد ذلك قولُهم في معناه دح دح فهذا كصَهٍ صَهٍ في النكرة وصَهْ صَهْ في المعرفة فظنته الرواةُ كلمةً واحدة قال ابن سيده ومن هنا قلنا إِن صاحب اللغة إِن لم يكن له نظر أَحال كثيراً منها وهو يرى أَنه على صواب ولم يُؤْتَ من أَمانته وإِنما أُتِيَ من معرفته قال ابن سيده ومعنى هذه الكلمة فيما ذكر محمد بن الحسن أَبو بكر قد أَقررت فاسكت وذكر محمد بن حبيب أَن دِحٍ دِحٍ دُوَيِّبَّة صغيرة قال ويقال هو أَهْوَنُ عليّ من دِحٍ دِحٍ وحكى الفراء تقول العرب دَحَّا مَحَّا يريدون دَعْها مَعْها وذكر الأَزهري في الخماسي دِحِنْدِحٌ دُوَيْبَّة وكتبها مخلوطة كذا قال وروى ثعلب يقال هو أَهونُ عَليَّ من دِحِنْدِحٍ قال فإِذا قيل ايش دِحِنْدِحٌ قال لا شيء

( درح ) رجل دِرْحايَة كثير اللحم قصير سمين ضخم البطن لئيم الخلقة وهو فِعْلايَة ملحق بِجِعْظارة قال الراجز إِمّا تَرَيْني رجلاً دِعْكايَهْ عَكَوَّكاً إِذا مَشَى دِرْحايَهْ تَحْسِبُني لا أُحْسِنُ الحُدايَهْ أَيا يَهٍ أَيا يَهٍ أَيا يَهْ الأَزهري الدَّرِحُ الهَرِمُ التامُّ ومنه قيل ناقة دِرْدِحٌ للهرمة المُسِنَّة

( دربح ) دَرْبَح الرجلُ حتى ظهره عن اللحياني ودَرْبَح تذلل عن كراع والخاء أَعرف وسَوَّى يعقوبُ بينهما قال الأَصمعي قال لي صبي من أَعراب بني أَسَد دَلْبِحْ أَي طَأْطِئُ ظهرَك قال ودَرْبَحَ مثله

( دردح ) الأَزهري الدِّرْدِحَة من النساء التي طولها وعَرْضُها سواء وجمعها الدَّرادِحُ قال أَبو وَجْزَة وإِذْ هيَ كالبَكْر الهِجانِ إِذا مَشَتْ أَبَى لا يُماشيها القِصارُ الدَّرادِحُ وقيل للعجوز دِرْدِحٌ والدِّرْدِحُ المُسِنّ وقيل المسنُّ الذي ذهبت أَسنانه وشيخ دِرْدِحٌ بالكسر أَي كبير والدِّرْدِحُ من الإِبل التي تأَكلت أَسنانها ولصقت بحنكها من الكِبَر الأَزهري في ترجمة علهز نابٌ عِلْهِزٌ ودِرْدِحٌ هي التي فيها بقية وقد أَسَنَّتْ
( * زاد في القاموس الدردح بالكسر المولع بالشيء )

( دلح ) الدَّلْحُ مَشْيُ الرجل بِحِمْلِه وقد أَثقله دَلَحَ الرجلُ بحمله يَدْلَحُ دَلْحاً مَرَّ به مُثْقَلاً وذلك إِذا مشى به غير منبسط الخَطْوِ لثقله عليه وكذلك البعير الأَزهري الدالِحُ البعير إِذا دَلَحَ وهو تَثاقُلُه في مشيه من ثِقَلِ الحِمْلِ وتَدالَحَ الرجلان الحِمْلَ بينهما تَدالُحاً أَي حملاه بينهما وتَدالَحا العِكْمَ إِذا أَدخلا عُوداً في عُرَى الجُوالِق وأَخذا بطَرَفَيِ العُود فحملاه وفي الحديث أَن سلمان وأَبا الدرداء اشتريا لحماً فتَدالَحاه بينهما على عودٍ أَي طرحاه على عود واحتلاه آخِذَيْن بطرفيه وناقة دَلُوحٌ مُثْقَلة حِمْلاً أَو مُوقَرَة شحماً دَلَحَتْ تَدْلَحُ دَلْحاً ودَلَحاناً الأَزهري السحابة تَدْلَح في مسيرها من كثرة مائها كأَنها تتحرك انْخِزالاً وفي الحديث كُنَّ النساءُ يَدْلَحْنَ بالقِرَب على ظهورهنّ في الغَزْوِ المراد أَنهن كُنَّ يَسْتقين الماء ويَسْقين الرجالَ هو من مشي المُثْقَل بالحمْلِ وسحابة دَلُوحٌ ودالحة مُثْقَلة بالماء كثيرة الماء والجمع دُلُحٌ مثل قَدُومٍ وقُدُمٍ ودالِح ودُلَّحٌ مثل راكع ورُكَّع وفي حديث عَليٍّ ووصف الملائكةَ فقال منهم كالسحاب الدُّلَّحِ جمع دالِحٍ وسحاب دوالِحُ قال البَعِيثُ وذي أُشُرٍ كالأُقْحُوانِ تَشُوفُه ذِهابُ الصَّبا والمُعْصِراتُ الدَّوالِحُ ودَوْلَحُ اسم امرأَة وفرس دُلَحٌ يَختالُ بفارسه ولا يُتْعِبُه قال أَبو دُواد ولقد أَغْدُو بطِرْفٍ هَيْكَلٍ سَبِطِ العُذْرَة مَيَّاحٍ دُلَحْ الأَزهري عن النضر الدَّلاحُ من اللبن الذي يكثر ماؤُه حتى تتبين شُبْهته ودَلَحْتُ القومَ ودَلَحْتُ لهم وهو نَحْوٌ من غُسالة السقاء في الرِّقَّة أَرَقّ من السَّمارِ

( دلبح ) دَلْبَح الرجلُ حنى ظهره عن اللحياني الأَزهري قال أَعرابُ بني أَسَدٍ دَلْبِحْ أَي طَأْطِئْ ظهرَك ودَرْبَحَ مثلُه

( دمح ) دَمَّح الرجلُ ودَبَّحَ طأْطأَ رأْسه عن أَبي عبيد ودَمَّح طأْطأَ ظهره وحَناه والخاء لغة كلاهما عن كراع واللحياني وفي ترجمة ضب خُتاعَةُ ضَبٍّ دَمَّحَتْ في مَغارَةٍ رواه أَبو عمرو دَمَّحَتْ بالحاء أَي أَكَبَّتْ

( دنح ) دَنَّحَ الرجلُ طَأْطَأَ رأْسه ودَنَّحَ ذل الأَخيرة عن ابن الأَعرابي قال ابن دُرَيْدٍ الدِّنْحُ لا أَحسبها عربية صحيحة عيد من أَعياد النصارى وتكلمت به العرب

( دوح ) الدَّوْحةُ الشجرة العظيمة المتسعة من أَيّ الشجر كانت والجمع دَوْحٌ وأَدْواحٌ جمع الجمع وقول الراعي غَداةً وحَوْلَيَّ الثَّرَى فوقَ مَتْنِه مَدَبُّ الأَنِيِّ والأَراكُ الدَّوائِحُ ويقال داحَت الشجرة تَدُوحُ إِذا عَظُمَتْ فهي دائحة وفي الحديث كم من عَذْقٍ دَوّاحٍ في الجنة لأَبي الدَّحْداح ؟ الدَّوَّاح العظيم الشديد العُلُوِّ وكلُّ شجرة عظيمة دَوْحةٌ والعَذْق بالفتح النخلة ومنه حديث الرؤيا فأَتينا على دَوْحة عظيمة أَي شجرة ومنه حديث ابن عمر أَن رجلاً قطع دَوْحةً من الحَرَم فأَمره أَن يعتق رقبة قال أَبو حنيفة الدَّوائح العِظامُ والواحدة دَوْحة وكأَنه جمعُ دائحة وإِن لم يُتكلم به والدَّوْحة المِظَلَّة العظيمة يقال مِظَلَّة دَوْحةٌ والدَّوْحُ بغير هاء البيت الضخم الكبير من الشعَر عن ابن الأَعرابي وداحَ بطنُه عَظُم واسْتَرْسَل إِلى أَسْفَل قال الراجز فأَصْبَحُوا حَوْلَكَ قد داحُوا السُّرَرْ وأَكَلُوا المَأْدُومَ من بعدِ القَفَرْ أَي قد داحَتْ سُرَرُهم وانْداحَ بطنُه كَداحَ وبطن مُنْداحٌ خارج مُدَوَّر وقيل متسع دانٍ من السِّمَن ودَوَّحَ ماله فَرَّقَه كدَيَّحَه والدَّاحُ نَقْشٌ يُلَوَّحُ به للصبيان يُعَلَّلونَ به يقال الدنيا داحةٌ التهذيب عن أَبي عبد الله المَلْهوف عن أَبي حَمْزَةَ الصُّوفيّ أَنه أَنشده لولا حُبَّتي داحَهْ لكان الموتُ لي راحَهْ قال فقلت له ما داحه ؟ فقال الدنيا قال أَبو عمرو هذا حرف صحيح في اللغة لم يكن عند أَحمد ابن يحيى قال وقول الصبيان الدَّاحُ منه

( ديح ) دَيَّحَ في بيته أَقام ودَيَّحَ ماله فرَّقه كدَوَّحه والدَّيْحانُ الجراد عن كُراع لا يُعرف اشتقاقه وهو عند كراع فَيْعالٌ قال ابن سيده وهو عندنا فَعْلان

( ذأح ) ذَأَحَ السِّقاءَ ذَأْحاً نفخه عن كراع

( ذبح ) الذَّبْحُ قَطْعُ الحُلْقُوم من باطنٍ عند النَّصِيل وهو موضع الذَّبْحِ من الحَلْق والذَّبْحُ مصدر ذَبَحْتُ الشاة يقال ذَبَحه يَذْبَحُه ذَبْحاً فهو مَذْبوح وذَبِيح من قوم ذَبْحَى وذَباحَى وكذلك التيس والكبش من كِباشٍ ذَبْحَى وذَباحَى والذَّبِيحة الشاة المذبوحة وشاة ذَبِيحة وذَبِيحٌ من نِعاج ذَبْحَى وذَباحَى وذَبائح وكذلك الناقة وإِنما جاءَت ذبيحة بالهاء لغلبة الاسم عليها قال الأَزهري الذبيحة اسم لما يذبح من الحيوان وأُنث لأَنه ذهب به مذهب الأَسماء لا مذهب النعت فإِن قلت شاة ذَبيحٌ أَو كبش ذبيح أَو نعجة ذبيح لم تدخل فيه الهاء لأَن فَعِيلاً إِذا كان نعتاً في معنى مفعول يذكَّر يقال امرأَة قتيل وكفٌّ خضيب وقال الأَزهري الذبيح المذبوح والأُنثى ذبيحة وإِنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها وفي حديث القضاء من وَليَ قاضياً
( * قوله « من ولي قاضياً إلخ » كذا بالأصل والنهاية ) فكأَنما ذُبِحَ بغير سكين معناه التحذير من طلب القضاء والحِرصِ عليه أَي من تَصَدَّى للقضاء وتولاه فقد تَعَرَّضَ للذبح فليحذره والذبح ههنا مجاز عن الهلاك فإِنه من أَسْرَعِ أَسبابِه وقوله بغير سكين يحتمل وجهين أَحدهما أَن الذبح في العُرْف إِنما يكون بالسكين فعدل عنه ليعلم أَن الذي أَراد به ما يُخافُ عليه من هلاك دينه دون هلاك بدنه والثاني أَن الذَّبْحَ الذي يقع به راحة الذبيحة وخلاصها من الأَلم إِنما يكون بالسكين فإِذا ذُبِحَ بغير السكين كان ذبحه تعذيباً له فضرب به المثل ليكون أَبلغَ في الحَذَرِ وأَشَدَّ في التَّوَقِّي منه وذَبَّحَه كذَبَحَه وقيل إِنما ذلك للدلالة على الكثرة وفي التنزيل يُذَبِّحُون أَبناءَكم وقد قرئ يَذْبَحُون أَبناءَكم قال أَبو إِسحق القراءة المجتمع عليها بالتشديد والتخفيف شاذ والقراءة المجتمع عليها بالتشديد أَبلغ لأَن يُذَبِّحُون للتكثير ويَذْبَحُون يَصْلُح أَن يكون للقليل والكثير ومعنى التكثير أَبلغ والذِّبْحُ اسم ما ذُبِحَ وفي التنزيل وفديناه بِذِبْح عظيم يعني كبش إِبراهيم عليه السلام الأَزهري معناه أَي بكبش يُذْبَحُ وهو الكبش الذي فُدِيَ به إِسمعيلُ بن خليل الله صلى الله عليهما وسلم الأَزهري الذِّبْحُ ما أُعِدَّ للذَّبْح وهو بمنزلة الذَّبِيح والمذبوح والذِّبْحُ المذبوح هو بمنزلة الطِّحْن بمعنى المطحون والقِطْفِ بمعنى المَقْطُوف وفي حديث الضحية فدعا بِذِبْحٍ فذَبَحَه الذبح بالكسر ما يُذْبَحُ من الأَضاحِيّ وغيرها من الحيوان وبالفتح الفعل منه واذَّبَحَ القومُ اتخذوا ذبيحة كقولك اطَّبَخُوا إِذا اتخذوا طبيخاً وفي حديث أُمِّ زَرْع فأَعطاني من كل ذابحة زَوْجاً هكذا في رواية أَي أَعطاني من كل ما يجوز ذَبْحُه من الإِبل والبقر والغنم وغيرها وهي فاعلة بمعنى مفعولة والرواية المشهورة بالراء والياء من الرواح وذَبائحُ الجنّ أَن يشتري الرجل الدار أَو يستخرج ماء العين وما أَشبهه فيذبح لها ذبيحة للطِّيَرَة وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم نهى عن ذبائح الجن كانوا إِذا اشْتَرَوْا داراً أَو استخرجوا عيناً أَو بَنَوْا بُنياناً ذبحوا ذبيحة مخافة أَن تصيبهم الجن فأُضيفت الذبائح إِليهم لذلك معنى الحديث أَنهم يتطيرون إِلى هذا الفعل مخافة أَنهم إِن لم يذبحوا أَو يطعموا أَن يصيبهم فيها شيء من الجن يؤذيهم فأَبطل النبي صلى الله عليه وسلم هذا ونهى عنه وفي الحديث كلُّ شيء في البحر مَذْبوحُ أَي ذَكِيّ لا يحتاج إِلى الذبح وفي حديث أَبي الدرداء ذَبْحُ الخَمْرِ المِلْحُ والشمسُ والنِّينانُ النِّينان جمع نون وهي السمكة قال ابن الأَثير هذه صفة مُرِّيٍّ يعمل في الشام يؤْخذ الخَمْرُ فيجعل فيه الملح والسمك ويوضع في الشمس فتتغير الخمر إِلى طعم المُرِّيِّ فتستحيل عن هيئتها كما تستحيل إِل الخَلِّيَّة يقول كما أَن الميتة حرام والمذبوحة حلال فكذلك هذه الأَشياء ذَبَحَتِ الخَمْرَ فحلّت واستعار الذَّبْحَ للإِحْلال والذَّبْحُ في الأَصل الشَّقُّ والمِذْبَحُ السكين الأَزهري المِذْبَحُ ما يُذْبَحُ به الذبيحة من شَفْرَة وغيرها والمَذْبَحُ موضع الذَّبْحِ من الحُلْقوم والذَّابحُ شعر ينبت بين النَّصِيل والمَذْبَح والذُّباحُ والذِّبَحَةُ والذُّبَحَةُ وَجَع الحَلْق كأَنه يَذْبَحُ ولم يعرف الذَّبْحَة بالتسكين
( * قوله « ولم يعرف الذبحة بالتسكين » أي مع فتح الذال واما بضمها وكسرها مع سكون الباء وكسرها وفتحها فمسموعة كالذباح بوزن غراب وكتاب كما في القاموس ) الذي عليه العامة الأَزهري الذَّبَحَة بفتح الباء داء يأْخذ في الحَلقِ وربما قتل يقال أَخذته الذُّبَحة والذِّبَحة الأَصمعي الذُّبْحةُ بتسكين الباء وجع في الحلق وأَما الذُّبَحُ فهو نبت أَحمر وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَوى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَة في حَلْقِه من الذُِّبْحة وقال لا أَدَعُ في نفسي حَرَجاً من أَسْعَدَ وكان أَبو زيد يقول الذِّبَحَةُ والذُّبَحة لهذا الداء ولم يعرفه باسكان الباء ويقال كان ذلك مثل الذِّبْحة على النَّحْر مثل يضرب للذي تِخالُه صديقاً فإِذا هو عدوّ ظاهر العداوة وقال ابن شميل الذِّبْحَة قَرْحة تخرج في حلق الإِنسان مثل الذِّئْبَةِ التي تأْخذ الحمار وفي الحديث أَنه عاد البَرَاءَ بن مَعْرُور وأَخذته الذُّبَحة فأَمر مَن لَعَطَه بالنار الذُّبَحة وجع يأْخذ في الحلق من الدَّمِ وقيل هي قَرْحَة تظهر فيه فينسدّ معها وينقطع النفَس فَتَقْتُل والذَّبَاح القتل أَيّاً كان والذِّبْحُ القتيل والذَّبْحُ الشَّق وكل ما شُقَّ فقد ذُبِح قال منظور بن مَرْثَدٍ الأَسَدِيُّ يا حَبَّذا جاريةٌ من عَكِّ تُعَقِّدُ المِرْطَ على مِدَكِّ شِبْه كثِيبِ الرَّمْلِ غَيْرَ رَكِّ كأَنَّ بين فَكِّها والفَكِّ فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ في سُكِّ أَي فُتِقَتْ وقوله غير رَكَّ لأَنه خالٍ من الكثيب وربما قالوا ذَبَحْتُ الدَّنَّ أَي بَزَلْتُه وأَما قول أَبي ذؤيب في صفة خمر إِذا فُضَّتْ خَواتِمُها وبُجَّتْ يقال لها دَمُ الوَدَجِ الذَّبيح فإِنه أَراد المذبوح عنه أَي المشقوق من أَجله هذا قول الفارسي وقول أَبي ذؤيب أَيضاً وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعبيرِ كأَنه دماءُ ظِباءٍ بالنُّحورِ ذَبِيحُ ذبيح وصف للدماء وفيه شيئان أَحدهما وصف الدم بأَنه ذبيح وإِنما الذبيح صاحب الدم لا الدم والآخر أَنه وصف الجماعة بالواحد فأَما وصفه الدم بالذبيح فإِنه على حذف المضاف أَي كأَنه دماء ظِباء بالنُّحور ذبيح ظباؤُه ثم حذف المضاف وهو الظباء فارتفع الضمير الذي كان مجروراً لوقوعه موقع المرفوع المحذوف لما استتر في ذبيح وأَما وصفه الدماء وهي جماعة بالواحد فِلأَن فعيلاً يوصف به المذكر والمؤَنث والواحد وما فوقه على صورة واحدة قال رؤبة دَعْها فما النَّحْوِيُّ من صَديقِها وقال تعالى إِنَّ رحمة الله قريب من المحسنين والذَّبِيحُ الذي يَصْلُح أَن يذبح للنُّسُك قال ابن أَحمر تُهْدَى إِليه ذِراعُ البَكْرِ تَكْرِمَةً إِمَّا ذَبِيحاً وإِمَّا كانَ حُلاَّما ويروى حلاَّنا والحُلاَّنُ الجَدْيُ الذي يؤخذ من بطن أُمه حيّاً فيذبح ويقال هو الصغير من أَولاد المعز ابن بري عَرَّضَ ابنُ أَحمر في هذا البيت برجل كان يَشْتِمه ويعيبه يقال له سفيان وقد ذكره في أَوّل المقطوع فقال نُبِّئْتُ سُفْيانَ يَلْحانا ويَشْتِمنا واللهُ يَدْفَعُ عنَّا شَرَّ سُفْيانا وتذابحَ القومُ أَي ذبَحَ بعضُهم بعضاً يقال التَّمادُح التَّذابُحُ والمَذْبَحُ شَقٌّ في الأَرض مِقْدارُ الشِّبْر ونحوه يقال غادَرَ السَّيْلُ في الأَرض أَخاديدَ ومَذابحَ والذَّبائِحُ شقوق في أُصول أَصابع الرِّجْل مما يلي الصدر واسم ذلك الداء الذُّباحُ وقيل الذُّبَّاح بالضم والتشديد والذُّباحُ تَحََزُّز وتَشَقُّق بين أَصابع الصبيان من التراب ومنه قولهم ما دونه شوكة ولا ذُباح الأَزهري عن ابن بُزُرْج الذُّبَّاحُ حَزٌّ في باطن أَصابع الرِّجْل عَرْضاً وذلك أَنه ذَبَحَ الأَصابع وقطعها عَرْضاً وجمعه ذَبابيحُ وأَنشد حِرٌّ هِجَفٌّ مُتَجافٍ مَصْرَعُهْ به ذَبابِيحُ ونَكْبٌ يَظْلَعُهْ وكان أَبو الهيثم يقول ذُباحٌ بالتخفيف وينكر التشديد قال الأَزهري والتشديد في كلام العرب أَكثر وذهب أَبو الهيثم إِلى أَنه من الأَدواء التي جاءت على فُعَال والمَذَابِحُ من المسايل واحدها مَذْبَح وهو مَسِيل يسيل في سَنَدٍ أَو على قَرارِ الأَرض إِنما هو جريُ السيل بعضه على أَثر بعض وعَرْضُ المَذْبَحِ فِتْرٌ أَو شِبْرٌ وقد تكون المَذابح خِلْقَةً في الأَرض المستوية لها كهيئة النهر يسيل فيه ماؤُها فذلك المَذْبَحُ والمَذَابِحُ تكون في جميع الأَرض في الأَودية وغير الأَودية وفيما تواطأَ من الأَرض والمَذْبَحُ من الأَنهار ضَرْبٌ كأَنه شَقٌّ أَو انشق والمَذَابِحُ المحاريبُ سميت بذلك للقَرابين والمَذْبَحُ المِحْرَابُ والمَقْصُورة ونحوهما ومنه الحديث لما كان زَمَنُ المُهَلَّب أُتِيَ مَرْوانُ برجل ارْتَدَّ عن الإِسلام وكَعْبٌ شاهد فقال كَعْبٌ أَدْخِلوه المَذْبَحَ وضعوا التوراة وحَلِّفوه بالله حكاه الهَرَوِيُّ في الغَريبَيْنِ وقيل المَذابحُ المقاصير ويقال هي المحاريب ونحوها ومَذَابحُ النصارى بيُوتُ كُتُبهم وهو المَذْبَح لبيت كتبهم ويقال ذَبَحْتُ فَأْرَة المِسْكِ إِذا فتقتها وأَخرجت ما فيها من المسك وأَنشد شعر منظور بن مَرْثَدٍ الأَسَدِيِّ فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ في سُكِّ أَي فُتِقَتْ في الطيب الذي يقال له سُكُّ المِسْك وتُسمَّى المقاصيرُ في الكنائس مَذابِحَ ومَذْبَحاً لأَنهم كانوا يذبحون فيها القُرْبانَ ويقال ذَبَحَتْ فلاناً لِحْيَتُه إِذا سالت تحت ذَقَنه وبدا مُقَدَّمُ حَنكه فهو مذبوح بها قال الراعي من كلِّ أَشْمَطَ مَذْبُوحٍ بِلِحْيَتِه بادِي الأَداةِ على مَرْكُوِّهِ الطَّحِلِ يصف قَيِّمَ الماء مَنَعَه الوِرْدَ ويقال ذَبَحَتْه العَبْرَةُ أَي خَنَقَتْه والمَذْبَحُ ما بين أَصل الفُوق وبين الرِّيش والذُّبَحُ نباتٌ
( * قوله « والذبح نبات إلخ » كصرد وعنب وقوله والذبح الجزر إلخ كصرف فقط كما في القاموس ) له أَصل يُقْشَرُ عنه قِشرٌ أَسودُ فيخرج أَبيض كأَنه خَرَزَة بيضاءُ حُلْو طيب يؤكل واحدته ذُبَحَةٌ وذِبَحَةٌ حكاه أَبو حنيفة عن الفراء وقال أَبو حنيفة أَيضاً قال أَبو عمرو الذِّبَحة شجرة تنبت على ساق نَبتاً كالكُرَّاث ثم يكون لها زَهْرة صفراء وأَصلها مثلُ الجَزَرة وهي حُلْوة ولونها أَحمر والذُّبَحُ الجَزَر البَرِّيُّ وله لون أَحمر قال الأَعشى في صفة خمر وشَمولٍ تَحْسِبُ العَيْنُ إِذا صَفَقَتْ في دَنِّها نَوْرَ الذُّبَحْ ويروى بُرْدَتها لون الذُّبَحْ وبردتها لونها وأَعلامها وقيل هو نبات يأْكله النعام ثعلب الذُّبَحَة والذُّبَحُ هو الذي يُشبه الكَمأَةَ قال ويقال له الذِّبْحَة والذِّبَحُ والضم أَكثر وهو ضَربٌ من الكمأَة بيض ابن الأَثير وفي شعر كعب بن مُرَّة إِني لأَحْسِبُ قولَه وفِعالَه يوماً وإِن طال الزمانُ ذُباحا قال هكذا جاء في رواية والذُّباحُ القتل وهو أَيضاً نبت يَقْتُل آكله والمشهور في الرواية رياحا والذُّبَحُ والذُّباحُ نبات من السَّمِّ وأَنشد ولَرُبَّ مَطْعَمَةٍ تكونُ ذُباحا
( * قوله « ولرب مطعمة إلخ » صدره كما في الأَساس « واليأس مما فات يعقب راحة » والشعر للنابغة )
وقال رؤبة يَسْقِيهمُ من خِلَلِ الصِّفاحِ كأْساً من الذِّيفان والذُّباحِ وقال الأَعشى ولكنْ ماءُ عَلْقَمَةٍ بسَلْعٍ يُخاضُ عليه من عَلَقِ الذُّباحِ وقال آخر إِنما قولُكَ سَمٌّ وذُبَحْ ويقال أَصابه موت زُؤام وذُواف وذُباحٌ وأَنشد لبيد كأْساً من الذِّيفانِ والذُّباحِ وقال الذُّباحُ الذُّبَحُ يقال أَخذهم بنو فلان بالذُّباحِ أَي ذَبَحُوهم والذُّبَحُ أَيضاً نَوْرٌ أَحمر وحَيَّا الله هذه الذُّبَحة أَي هذه الطلعة وسَعْدٌ الذَّابِحُ منزل من منازل القمر أَحد السعود وهما كوكبان نَيِّرَان بينهما مقدارُ ذِراعٍ في نَحْر واحد منهما نَجْمٌ صَغير قريبٌ منه كأَنه يذبحه فسمي لذلك ذابحاً والعرب تقول إِذا طلع الذابح انْحَجَر النابح وأَصلُ الذَّبْح الشَّق ومنه قوله كأَنَّ عَينَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبُوحُ أَي مشقوق معصور وذَبَّح الرجلُ طأْطأَ رأْسه للركوع كَدبَّحَ حكاه الهروي في الغريبين والمعروف الدال وفي الحديث أَنه نهى عن التذبيح في الصلاة هكذا جاء في روايةٍ والمشهور بالدال المهملة وحكى الأَزهري عن الليث قال جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن أَن يُذَبِّحَ الرجلُ في صلاته كما يُذَبِّحُ الحمارُ قال وقوله أَن يُذَبِّحَ هو أَن يطأْطئ رأْسه في الركوع حتى يكون أَخفض من ظهره قال الأَزهري صحَّف الليث الحرف والصحيح في الحديث أَن يدبِّح الرجل في الصلاة بالدال غير معجمة كما رواه أَصحاب أَبي عبيد عنه في غريب الحديث والذال خطأٌ لا شك فيه والذَّابح مِيسَمٌ على الحَلْق في عُرْض العُنُق ويقال للسِّمَةِ ذابحٌ

( ذحح ) الذَّحُّ الشَّقُّ وقيل الدَّقُّ كلاهما عن كراع ورجل ذُحْذُحٌ وذَحْذَاحٌ قصير وقيل قصير عظيم البطن والأُنثى بالهاء قال يعقوب ولمَّا دخل برأْس الحسين بن علي عليهما السلام على يزيد بن معاوية حضره فقيه من فقهاء الشام فتكلم في الحسين عليه السلام وأَعْظَمَ قَتْلَه فلما خرج قال يزيد إِنَّ فقيهكم هذا لذَحْذاحٌ عابه بالقِصَرِ وعِظَمِ البَطْنِ حين لم يجد ما يَعِيبُه به قال الأَزهري قال أَبو عمرو الذَّحاذِحُ القِصارُ من الرجال واحدهم ذَحْذاحٌ قال ثم رجع إِلى الدال وهو الصحيح وقد تقدم والذَّحْذَحةُ تقارُبُ الخَطْو مع سُرْعَته وذَحْذَحَتِ الرِّيحُ التراب سَفَتْه

( ذذح ) الذَّوْذَحُ الذي يقضي شهوته قبل أَن يصل إِلى المرأَة

( ذرح ) ذَرَّحَ الشيءَ في الريح كذَرَّاه عن كراع وذَرَّحَ الزعفرانَ وغيره في الماءِ تَذْريحاً جعل فيه منه شيئاً يسيراً وأَحْمَرُ ذَرِيحيٌّ شديد الحمرة قال من الذَّرِيحِيَّاتِ جَعْداً آرِكا
( * قوله « جعداً » أَنشده الجوهري ضخماً )
وقد استشهد بهذا البيت على معنى آخر والذَّرِيحِيَّاتُ من الإِبل منسوبات إِلى فحل يقال له ذَرِيحٌ وأَنشد البيت المذكور والمُذَرَّحُ من اللبن المَذِيقُ الذي أُكْثِرَ عليه من الماء وذَرَّحَ إِذا صَبَّ في لبنه ماء ليكثر أَبو زيد المَذِيقُ والضَّيْحُ والمُذَرَّحُ والذَّرَاحُ والذُّلاحُ والمُذَرَّقُ كلُّه من اللبن الذي مُزِجَ بالماء أَبو عمرو ذَرَّحَ إِذا طَلَى إِداوته الجديدة بالطين لتَطِيبَ رائحتُها وقال ابن الأَعرابي مَرَّخَ إِداوته بهذا المعنى والذَّرِيحة الهَضْبَة والذَّرِيحُ الهِضابُ والذَّرَحُ شجر تتخذ منها الرِّحالة وبنو ذَرِيح قومٌ وفي التهذيب بنو ذَرِيح من أَحياء العرب وأَذْرُحُ موضع وفي حديث الحَوْض بين جَنْبَيْه كما بين جَرْباءَ وأَذْرُحَ بفتح الهمزة وضم الراء وحاء مهملة قرية بالشام وكذلك جَرْياءُ قال ابن الأَثير هما قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال والذُّراحُ والذَّرِيحة والذُّرَحْرَحَة والذُّرَحْرَحُ والذُّرُوحْرُحُ والذُّرَّحْرَحُ والذُّرُّوحَة والذُّرُّوحُ رواها كراع عن اللحياني كل ذلك دُوَيْبَّة أَعظم من الذباب شيئاً مُجَزَّعٌ مُبَرْقَشٌ بحُمْرة وسواد وصفرة لها جناحان تطير بهما وهو سَمٌّ قاتل فإِذا أَرادوا أَن يَكْسِروا حَدَّ سَمِّه خلطوه بالعَدَسِ فيصير دواء لمن عضَّه الكَلبُ الكَلِبُ والجمع ذُرَّاحٌ
( * قوله « والجمع ذرّاح » كذا بالأصل بهذا الضبط والذي يظهر أَنه تحريف عن ذرارح بدليل الشاهد وان ثبت في شرح القاموس حيث قال والجمع ذرّاح كما في اللسان قال أبو حاتم الذراريح الوجه وإنما يقال ذرارح في الشعر اه ) وذَرَارِيحُ قال فلما رأَتْ أَن لا يُجِيبَ دُعاءَها سَقَتْه على لَوْحٍ دِماءَ الذَّرارِح الأَزهري عن اللحياني الذُّرْنُوح لغة في الذِّرِّيح والذُّرَحْرَحُ أَيضاً السم القاتل قال قالت له وَرْياً إِذا تَنَحْنَحْ يا ليتَه يُسْقَى على الذُّرَحْرَحْ وطعام مُذَرَّح مَسْمُوم وفي التهذيب طعام مَذْرُوح وذَرَحَ طعامَه إِذا جعل فيه الذَّراريح قال سيبويه واحد الذَّرارِيح ذُرَحْرَحٌ وليس عنده في الكلام فُعُّول بواحدة وكان يقول سَبُّوح قَدُّوس بفتح أَولهما وذُرَحْرَحٌ فُعَلْعَلٌ بضم الفاء وفتح العينين فإِذا صغَّرتَ حذفت اللام الأُولى وقلت ذُرَيْرِحٌ لأَنه ليس في الكلام فَعْلَعٌ إِلاَّ حَدْرَدٌ الأَزهري عن أَبي عمرو الذَراريح تنبسط على الأَرض حُمْرٌ واحدتها ذَرِيحةٌ

( ذقح ) الأَزهري خاصة قال في نوادر الأَعراب فلان مُتَذَقِّحٌ للشر ومُتَفَقِّحٌ ومُتَنَقِّح ومُتَقَذِّذ ومُتَزَلِّم ومُتَشَذِّبٌ ومُتَحَذِّفٌ ومُتَلَقِّحٌ بمعنى واحد

( ذوح ) الذَّوْحُ السَّوْق الشديد والسير العنيف قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ الهذلي يصف ضبعاً نبشت قبراً فذاحَتْ بالوَتائرِ ثم بَدَّتْ يدَيها عندَ جانِبِهِ تَهِيلُ قوله فذاحت أَي مرت مرّاً سريعاً والوتائر جمع وَتِيرة الطريقة من الأَرض وبَدَّتْ فَرَّقت وذاحَ إِبله يَذُوحها ذَوْحاً جمعها وساقها سوقاً عنيفاً ولا يقال ذلك في الانس إِنما يقال في المال إِذا حازه وذاحَتْ هي سارت سيراً عنيفاً وذاحه ذَوْحاً وذوَّحَه فرَّقه وذَوَّح إِبله وغنمه بدَّدها عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَلا ابْشِري بالبيعِ والتَّذْوِيحِ فأَنتِ مالُ الشَّوهِ والقُبُوحِ وكل ما فرَّقه فقد ذَوَّحَه وأَنشد الأَزهري على حَقِّنا في كلِّ يومٍ تُذَوِّحُ

( ذيح ) ابن الأَثير في حديث عَليٍّ كان الأَشعثُ ذا ذَيْحٍ الذَّيحُ الكِبْرُ

( ربح ) الرِّبْح والرَّبَحُ
( * قوله « الربح إلخ » ربح ربحاً وربحاً كعلم علماً وتعب تعباً كما في المصباح وغيره ) والرَّباحُ النَّماء في التَّجْر ابن الأَعرابي الرِّبْحُ والرَّبَحُ مثل البِدْلِ والبَدَلِ وقال الجوهري مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ هو اسم ما رَبِحَه ورَبِحَ في تجارته يَرْبَحُ رِبْحاً ورَبَحاً ورَباحاً أَي اسْتَشَفَّ والعرب تقول للرجل إِذا دخل في التجارة بالرَّباح والسَّماح الأَزهري رَبِحَ فلانٌ ورابَحْته وهذا بيعٌ مُرْبِحٌ إِذا كان يُرْبَحُ فيه والعرب تقول رَبِحَتْ تجارته إِذا رَبِحَ صاحبُها فيها وتجارة رابحةٌ يُرْبَحُ فيها وقوله تعالى فما رَبِحَت تجارَتُهم قال أَبو إِسحق معناه ما رَبِحُوا في تجارتهم لأَن التجارة لا تَرْبَحُ إِنما يُرْبَحُ فيها ويوضع فيها والعرب تقول قد خَسِرَ بيعُك ورَبِحَتْ تجارتُك يريدون بذلك الاختصار وسَعَة الكلام قال الأَزهري جعل الفعل للتجارة وهي لا تَرْبَحُ وإِنما يُربح فيها وهو كقولهم ليل نائم وساهر أَي يُنام فيه ويُسْهَر قال جرير ونِمْتُ وما ليلُ المَطِيِّ بنائِم وقوله فما رَبِحَتْ تجارتُهم أَي ما رَبِحوا في تجارتهم وإِذا ربحوا فيها فقد رَبحَتْ ومثله فإِذا عَزَمَ الأَمْرُ وإِنما يُعْزَمُ على الأَمْرِ ولا يَعْزِمُ الأَمْرُ وقوله والنهارَ مُبْصِراً أَي يُبْصَر فيه ومَتْجَرٌ رابِحٌ ورَبيح للذي يُرْبَحُ فيه وفي حديث أَبي طلحة ذاك مال رابِحٌ أَي ذو رِبْح كقولك لابِنٌ وتامِرٌ قال ويروى بالياء وأَرْبَحْته على سِلْعَتِه أَي أَعطيته رِبحاً وقد أَرْبحَه بمتاعه وأَعطاه مالاً مُرابَحة أَي على الربح بينهما وبعتُ الشيءَ مُرابَحَةً ويقال بِعْتُه السِّلْعَةَ مُرابَحَة على كل عشرة دراهم درهمٌ وكذلك اشتريته مُرابَحة ولا بدّ من تسمية الرِّبْح وفي الحديث أَنه نهى عن ربْح ما لم يُضْمَن ابن الأَثير هو أَن يبيع سلعة قد اشتراها ولم يكن قبضها بِربْح ولا يصح البيع ولا يحل الرِّبْح لأَنها في ضمان البائع الأَوَّل وليست من ضمان الثاني فَرِبْحُها وخَسارتُها للأوَّل والرَّبَحُ ما اشْتُرِيَ من الإِبل للتجارة والرَّبَحُ الفصالُ واحدها رابِحٌ والرَّبَحُ الفَصِيلُ وجمعه رِباحٌ مثل جَمَل وجِمال والرَّبَحُ الشَّحْم قال خُفَافُ بن نُدْبَة قَرَوْا أَضيافَهم رَبَحاً بِبُحٍّ يَعِيشُ بفضلِهِنَّ الحَيُّ سُمْرِ البُحُّ قِداحُ المَيْسر يعني قداحاً بُحّاً من رزانتها والرَّبَحُ هنا يكون الشَّحْمَ ويكون الفِصالَ وقيل هي ما يَرْبَحون من المَيْسِر الأَزهري يقول أَعْوَزَهم الكِبارُ فتقامروا على الفِصال ويقال أَرْبَحَ الرجلُ إِذا نَحر لِضيفانه الرَّبَحَ وهي الفُصْلان الصغار يقال رابح ورَبَحٌ مثل حارس وحَرَسٍ قال ومن رواه رُبَحاً فهو ولد الناقة وأَنشد قد هَدِلَتْ أَفواه ذي الرُّبُوحِ وقال ابن بري في ترجمة بحح في شرح بيت خُفافِ بن نُدْبَة قال ثعلب الرَّبَحُ ههنا جمع رابح كخادم خَدَم وهي الفصال والرُّبَحُ من أَولاد الغنم وهو أَيضاً طائر يشبه الزَّاغ قال الأَعشى فترى القومَ نَشاوَى كلَّهم مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ وقيل الرَّبَحُ بفتح أَوله طائر يشبه الزَّاغَ عن كراع والرُّبَحُ والرُّبَّاحُ بالضم والتشديد جميعاً القِرْد الذكر قاله أَبو عبيد في باب فُعَّال قال بشر بن المعتمر وإِلْقَةٌ تُرْغِثُ رُبَّاحَها والسهلُ والنَّوْفَلُ والنَّضْرُ الإِلْقة ههنا القِرْدَة ورُبَّاحها ولدها وتُرغِثُ تُرْضِع والسهل الغراب والنوفل البحر والنضر الذهب وقبله تبارك الله وسبحانه مَنْ بيديه النَّفْعُ والضَّرُّ مَنْ خَلْقُه في رزقه كلُّهم الذِّيخُ والتَّيْتَلُ والغُفْرُ وساكِنُ الجَوِّ إِذا ما عَلا فيه ومَنْ مَسْكَنُه القَفْرُ والصَّدَعُ الأَعْصَمُ في شاهِقٍ وجأْبَةٌ مَسْكَنُها الوَعْرُ والحَيَّةُ الصَّمَّاءُ في جُحْرِها والتَّتْفُلُ الرائغُ والذَّرُّ الذيخ ذكر الضباع والتَّيتل المُسِنُّ من الوُعُول والغُفْر ولد الأُرْوِيَّة وهي الأُنثى من الوعول أَيضاً والأَعْصَم الذي في يديه بياض والجَأْبَةُ بقرة الوحش وإِذا قلت جَأْبَةُ المِدْرَى فهي الظبية والتَّتْفُل ولد الثعلب ورأَيت في حواشي نسخة من حواشي ابن بري بخط سيدنا الإِمام العلامة الراوية الحافظ رَضِيِّ الدين الشاطبي وفقه الله وإِليه انتهى علم اللغة في عصره نقلاً ودراية وتصريفاً قال أَول القصيدة الناسُ دَأْباً في طِلابِ الثَّرَى فكلُّهمْ من شأْنِه الخَتْرُ كأَذؤُبٍ تَنْهَسُها أَذؤُبٌ لها عُواءٌ ولها زَفْرُ تَراهُمُ فَوْضَى وأَيْدِي سَبَا كلٌّ له في نَفْسِهِ سِحْرُ تبارك الله وسبحانه وقال بِشْرُ بن المُعْتَمِر النَّضْرِيٌّ أَبو سهل كان أَبرص وهو أَحد رؤساء المتَكلمين وكان راوية ناسباً له الأَشعار في الاحتجاج للدين وفي غير ذلك ويقال إِن له قصيدة في ثلثمائة ورقة احتج فيها وقصيدة في الغول قال وذكر الجاحظ أَنه لم ير أَحداً أَقوى على المُخَمَّس المزدوج منه وهو القائل إِن كنتَ تَعْلَمُ ما تقو ل وما أَقولُ فأَنتَ عالِمْ أَو كنتَ تَجْهَلُ ذا وذا ك فكنْ لأَهلِ العلمِ لازِمْ وقال هذا من معجم الشعراء للمَرْزُبانيِّ الأَزهري قال الليث رُبَّاحٌ اسم للقرد قال وضرب من التمر يقال له زُبُّ رُبَّاحٍ وأَنشد شمر للبَعِيث شَآمِيَةٌ زُرْقُ العُيون كأَنها رَبابِيحُ تَنْزُو أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ قال ابن الأَعرابي الرُّبَّاحُ القِرْدُ وهو الهَوْبَرُ والحَوْدَلُ وقيل هو ولد القرد وقيل الجَدْيُ وقيل الرُّبَّاحُ الفصيل والحاشيةُ الصغير الضَّاوِيّ وأَنشد حَطَّتْ به الدَّلْوُ إِلى قَعْرِ الطَّوِي كأَنما حَطَّتْ برُبَّاحٍ ثَني قال أَبو الهيثم كيف يكون فصيلاً صغيراً وقد جعله ثَنِيّاً والثنيّ ابن خمس سنين ؟ وأشنشد شمر لِخِداش بن زهير ومَسَبُّكم سُفْيانَ ثم تُرِكْتُم تَتَنَتَّجونَ تَنَتُّجَ الرُّبّاحِ والرَّبَاحُ دُوَيبَّة مثل السِّنَّوْر هكذا في الأَصل الذي نقلت منه وقال ابن بري في الحواشي قال الجوهري الرَّبَاحُ أَيضاً دُوَيبَّة كالسنور يجلب منه الكافور وقال هكذا وقع في أَصلي قال وكذا هو في أَصل الجوهري بخطه قال وهو وَهَمٌ لأَن الكافور لا يجلب من دابة وإِنما هو صمغ شجر بالهند ورَباحٌ موضع هناك ينسب إِليه الكافور فيقال كافور رَباحِيٌّ وأَما الدُّوَيْبَّةُ التي تشبه السنور التي ذكر أَنها تجلب للكافور فاسمها الزَّبادة والذي يجلب منها من الطيب ليس بكافور وإِنما يسمى باسم الدابة فيقال له الزَّبادة قال ابن دريد والزبادة التي يجلب منها الطيب أَحسبها عربية قال ووقع في بعض النسخ والرَّباح دويبَّة قال والرَّباحُ أَيضاً بلد يجلب منه الكافور قال ابن بري وهذا من زيادة ابن القطاع وإصلاحه وخط الجوهري بخلافه وزُبُّ الرُّبَّاح ضرب من التمر والرَّبَاحُ بلد يجلب منه الكافور ورَبَاحٌ اسم ورَبَاح في قول الشاعر هذا مَقامُ قَدَمَيْ رَباحِ اسم ساقٍ والمُرَبِّحُ فرسُ الحرث بن دُلَفٍ والرُّبَحُ الفصيل كأَنه لغة في الرُّبَع وأَنشد بيت الأَعشى مثلما مُدَّت نِصاحاتُ الرُّبَحْ قيل إِنه أَراد الرُّبَعَ فَأَبدل الحاء من العين والرَّبَحُ ما يَرْبَحون من المَيْسِر

( رجح ) الرَّاجِحُ الوازِنُ ورَجَحَ الشيءَ بيده رَزَنشه ونَظر ما ثِقْلُه وأَرْجَحَ الميزانَ أَي أَثقله حتى مال وأَرْجَحْتُ لفلان ورَجَّحْت تَرْجيحاً إِذا أَعطيته راجِحاً ورَجَح الشيءُ يَرْجَحُ ويَرْجِحُ ويَرْجُحُ رُجوحاً ورَجَحاناً ورُجْحاناً ورَجَح الميزان يَرْجَحُ ويَرْجِحُ ويَرْجُحُ رُجْحاناً مال ويقال زِنْ وأَرْجِحْ وأَعْطِ راجِحاً ورَجَحَ في مجلِسه يَرْجُح ثَقُل فلم يَخِفَّ وهو مَثَل والرَّجَاحة الحِلم على المَثَل أَيضاً وهم ممن يصفون الحِلم بالثِّقَل كما يصفون ضده بالخِفَّة والعَجَل وقوم رُجَّحٌ ورُجُحٌ ومَراجِيحُ ومَراجِحُ حُلَماءُ قال الأَعشى من شَبابٍ تَراهُمُ غَيرَ مِيلٍ وكُهولاً مَراجِحاً أَحْلاما واحدهم مِرْجَحٌ ومِرْجاح وقيل لا واحد للمَراجِح ولا المَراجِيح من لفظها والحِلْمُ الراجِحُ الذي يَزِنْ بصاحبه فلا يُخِفُّه شيء وناوَأْنا قوماً فَرَجَحْناهم أَي كنا أَوْزَنَ منهم وأَحلم وراجَحْته فَرَجَحْته أَي كنتُ أَرْزَنَ منه قال الجوهري وقوم مَراجِيحُ في الحِلم وأَرْجَحَ الرجلَ أَعطاه راجِحاً وامرأَة رَجاحٌ وراجِحٌ ثقيلة العَجيزة من نسوة رُجَّح قال إِلى رُجَّح الأَكفالِ هِيفٍ خُصُورُها عِذابِ الثنايا رِيقُهُنَّ طَهُورُ الأَزهري ويقال للجارية إِذا ثَقُلَتْ روادفُها فَتَذَبْذَبَتْ هي تَرْتَجِحُ عليها ومنه قوله ومَأْكَماتٍ يَرْتَجِحْنَ رُزَّما وجمعُ المرأَة الرَّجاح رُجُح مثل قَذال وقُذُل قال رؤْبة ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ وجِفانٌ رُجُحٌ مَلأَى مُكْتَنِزة قال أُمَيَّة بنُ أَبي الصَّلْتِ إِلى رُجُحٍ من الشِّيزَى مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ وقال الأَزهري مملوءة من الزُّبْدِ واللحم قال لبيد وِذا شَتَوْا عادَتْ على جِيرانهم رُجُحٌ يُوَفِّيها مَرابِعُ كُومُ أَي قصاع يملؤُها نُوق مَرابع وكتائبُ رُجُحٌ جَرَّارة ثقيلة قال الشاعر بكتائبٍ رُجُحٍ تَعَوَّدَ كَبْشُها نَطْحَ الكِباشِ كأَنهنَّ نُجُومُ ونَخِيلٌ مَراجِيحُ إِذا كانت مواقير قال الطرماح نَخْلُ القُرَى شالَتْ مَراجِيحُه بالوِقْرِ فانْزالَتْ بأَكْمامِها انزالت تدلت أَكمامها حين ثقلت ثمارها وقال الليث الأَراجِيحُ الفَلَواتُ كأَنها تَتَرَجَّحُ بمن سار فيها أَي تُطَوِّحُ به يميناً وشمالاً قال ذو الرمة بِلالٍ أَبي عَمْرٍو وقد كان بيننا أَراجيحُ يَحْسِرْنَ القِلاصَ النَّواجِيا أَي فَيافٍ تَرَجَّحُ برُكْبانها والأُرْجُوحَة والمَرْجُوحة التي يُلْعَبُ بها وهي خشبة تؤْخذ فيوضع وسطها على تَلٍّ ثم يجلس غلامٌ على أَحد طرفيها وعلامٌ آخر على الطرف الآخر فَتَرَجَّحُ الخشبة بهما ويتحرّكان فيميل أَحدهما بصاحبه الآخر وتَرَجَّحَتِ الأُرْجُوحة بالغلام أَي مالت ويقال للحبل الذي يُرْتَجَحُ به الرُّجَّاحةُ والنُّوَّاعةُ والنُّوَّاطةُ والطُّوَّاحةُ وأَراجِيحُ الإِبل اهتزازها في رَتَكانِها والفعل الارْتِجاحُ قال على رَبِذٍ سَهْوِ الأَراجِيحِ مِرْجَمِ قال أَبو الحسن ولا أَعرف وجه هذا لأَن الاهتزاز واحد والأَراجيح جمع والواحد لا يخبر به عن الجمع وقد ارْتَجَحَتْ وناقة مِرْجاحٌ وبعير مِرْجاحٌ والمِرْجاحُ من الإِبل ذو الأَرَاجِيح والتَّرَجُّحُ التَّذَبْذُبُ بين شيئين عامٌّ في كل ما يشبهه

( رحح ) عَيش رَحْرَاح أَي واسع والرَّحَحُ انبساطُ الحافر في رِقَّةٍ أَبو عمرو الأَرَحُّ الحافر العريض والمَصْرُورُ المُتَقَبِّضُ وكلاهما عيب قال لا رَحَحٌ فيها ولا اصْطِرارُ ولم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ يعني لا فيها عِرَضٌ مُفْرِط ولا انقباض وضِيق ولكنه وَأْبٌ وذلك محمود وقيل الرَّحَحُ سعة في الحافر وهو محمود لأَنه خلاف المُصْطَرّ وإِذا انْبَطح جداً فهو عيب والرَّحَحُ عِرَضُ القَدَمِ في رِقَّةٍ أَيضاً وهو أَيضاً في الحافر عيب ويقَدَمٌ رَحَّاء مستوية الأَخْمَصِ بصدر القَدَم حتى لا يَمَسَّ الأَرضَ ورجل أَرَحُّ أَي لا أَخْمَصَ لقدميه كأَرْجُلِ الزِّنْجِ الليث الرَّحَحُ انبساطُ الحافر وعِرَضُ القدم وكل شيء كذلك فهو أَرَحُّ والوَعِلُ المُنْبَسِطُ الظِّلْف أَرَحُّ قال الأَعشى فلو أَنَّ عِزَّ الناسِ في رأْسِ صَخْرةٍ مُلَمْلَمَةٍ تُعْيي الأَرَحِّ المُخَدَّما لأَعْطاك ربُّ الناسِ مِفتاحَ بابِها ولو لم يكنْ بابٌ لأَعْطاك سُلَّما أَراد بالأَرَحِّ الوَعِلَ وبالمُخَدَّمِ الأَعْصَمَ من الوُعُول كأَنه الذي في رجليه خَدَمَة وعَنَى الوَعِلَ المنبسط الظِّلْفِ يصفه بانبساط أَظلافه الأَزهري الأَرَحّ من الرجال الأَرَحّ من الرجال الذي يستوي باطن قدميه حتى يَمَسَّ جميعُه الأَرضَ وامرأَة رَحَّاءُ القَدمين ويستحب أَن يكون الرجلُ خَمِيصَ الأَخْمَصَينِ وكذلك المرأَة وبعير أَرَحُّ لاصِقُ الخُفِّ بالخُفِّ وخُفٌّ أَرَحُّ كما يقال حافر أَرَحُّ وكِرْكِرَة رَحَّاء واسعة وشيءٌ رَحْراحٌ أَي فيه سَعة ورِقَّة وعَيْشٌ رَحْراحٌ أَي واسع وجَفْنة رَحَّاء واسعة كَرَوْحاء عريضة ليست بقَعِيرة والفعل من ذلك رَحَّ يَرَحُّ ابن الأَعرابي الرُّحُحُ الجفان الواسعة وطَسْتٌ رَحْراحٌ منبسط لا قَعْرَ له وكذلك كلُّ إِناءٍ نحوه وإِناءٌ رَحْرحٌ ورَحْراحٌ ورَحْرَحانُ ورَهْرَهٌ ورَهْرَهانُ واسع قصير الجدار قال ليْستْ بأَصْفارٍ لمنْ يَعْفُو ولا رُحُّ رَحارِحْ وقال أَبو عمرو قَصْعة رَحْرَحٌ ورَحْرَحانِيَّة وهي المبسِطة في سَعَةٍ وقال الأَصمعي رَحْرَحَ الرجلُ إِذا لم يبالغ قَعْرَ ما يريد كالإِناء الرَّحْراح وفي الحديث في صفة الجنة وبُحْبُوحَتها رَحْرَحانِيَّةٌ أَي وَسَطُها فَيَّاحٌ واسِع والأَلف والنون زيدتا للمبالغة وفي حديث أَنس فأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْراحٍ فوضع فيه أَصابعه الرَّحْراحُ القريب القَعْر مع سَعة فيه قال وعَرَّضَ
( * قوله « قال وعرَّض إلخ » ليس من عبارة ابن الأَثير ) لي فلانٌ تَعْريضاً إِذا رَحْرَحَ بالشيء ولم يُبَيِّن وتَرَحْرَحَتِ الفرسُ إِذا فَحَّجَتْ قوائمها لِتَبُولَ وحافر أَرَحُّ منفتح في اتساع والاسم من كل ذلك الرَّحَحُ والرَّحَّةُ الحية إِذا انطوت ويقال رَحْرَحْتُ عنه إِذا سَتَرْتَ دونه ورَحْرَحانُ اسم وادٍ عريض في بلاد قيس وقيل رَحْرَحانُ موضع وقيل اسم جبل قريب من عُكاظَ ومنه يوم رَحْرَحان لبني عامر على بني تميم قال عوف بن عطية التميمي هَلاَّ فَوارِسَ رَحْرَحانَ هَجَوْتُمُ
( * قوله « هجوتم » كذا بالأَصل والصحاح والذي في معجم ياقوت هجوتهم اه )
عُشَراً تَناوَحُ في سَرارةِ وادي يقول لهم مَنْظَر وليس لهم مَخْبَرٌ يعير به لَقِيطَ ابن زُرارة وكان قد انهزم يومئذ

( ردح ) الرَّدْحُ والتَّرْديحُ بَسْطُك الشيء بالأَرض حتى يستوي وقيل إِنما جاء الترديح في الشعر الأَزهري الرَّدْحُ بسطك الشيء فيستوي ظَهْرُه بالأَرض كقول أَبي النجم بيتَ حُتُوفِ مُكْفأَ مَرْدُوحا وهذا البيت أَورده الجوهري مُكْفَحاً مَرْدُوحا وقال هو لأَبي النجم يصف بيت الصائد قال ابن بري صوابه بيتَ بالنصب على معنى سَوَّى بيتَ حُتوف قال ومُكْفَحاً غلطٌ وصوابه مُكْفأ والمُكْفأُ المُوسَّعُ في مؤخره وقبله في لَجَفٍ غَمَّدَهُ الصَّفِيحا تَلْجيفُه للمَيِّتِ الضَّرِيحا قال واللَّجَفُ حفير ليس بمستقيم وغَمَّده الصفيح لئلا يصيبه المطر والصفيح جمع صَفِيحة الحجر العريض قال وقد يجيء في الشعر مردحاً مثل مبسوط ومُبْسَطٍ وامرأَة رَدَاحٌ ورَدَاحَة ورَدُوحٌ عَجْزاء ثقيلة الأَوراك تامَّة الخَلْق وقال الأَزهري ضخمة العجيزة والمَآكِم وقد رَدُحَتْ رَداحَةً وكذلك ناقة رَداحٌ وكَبْشٌ رَدَاحٌ ضَخْم الأَلْيَة قال ومَشَى الكُماةُ إِلى الكما ةِ وقُرِّبَ الكبشُ الرَّداحْ ودوْحةٌ رَداحٌ عظيمة وجَفْنة رَجاح عظيمة والجمع رُدُحٌ قال أُمَيَّةُ بن أَبي الصَّلْت إِلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ وكتيبة رَداحٌ صخمةٌ مُلَمْلَمَة كثيرى الفُرْسان ثقيلة السير لكثرتها قال لبيد يصف كتيبة ومِدْرَهِ الكَتِيبةِ الرَّدَاحِ وروي عن عليّ عليه السلام أَنه قال إِنَّ مِنْ ورائِكم أُموراً مُتَماحِلةً رُدُحاً وبَلاءً مُكْلِحاً مُبْلِحاً فالمتماحلة المُتطاوِلة والرُّدُحُ العظيمة يعني الفتن جمعُ رَداحٍ وهي الفتنة العظيمة وروي حديث عليّ رضي الله عنه إِن من ورائكم فتناً مُرْدِحة قال والمُرْدِحُ له معنيان أَحدهما المُثْقِلُ والآخر المُغَطِّي على القلوب من أَرْدَحْت البيت إِذا أَرسلتَ رُدْحَتَه وهي سُتْرة في مؤَخر البيت قال ومن رواه فتناً رُدَّحاً فهي جمع الرَّادِحَة وهي الثِّقالُ التي لا تكاد تَبْرَحُ وفي حديث ابن عمر في الفتن لأَكُوننَّ فيها مثل الجَمل الرَّدَاح أَي الثقيل الذي لا انبعاث له والرَّادحة في بيت الطِّرِمَّاح هو الغَيْثُ للمُعْتَفِين المُفِيضُ بفضلِ مَوائِدِه الرادِحهْ قال هي العظام الثقال ومائدة رادحة وهي العظيمة الكثيرة الخير وروي عن أَبي موسى أَنه ذكر الفتن فقال وبقيت الرَّداحُ المظلمة التي مَن أَشْرَفَ لها أَشْرَفَتْ له أَراد الفتنة الثقيلة العظيمة وفي حديث أُمِّ زَرْع عُكُومُها رَداحٌ وبيتها فَيَاح العُكُومُ الأَحمالُ المُعَدَّلَة والرداح الثقيلة الكثيرة الحشو من الأَثاثِ والأَمتعة والرَّدَاحةُ والرِّداحةُ دِعامة بيت هي من حجارة فَيُجْعلُ على بابه حَجَرٌ يقال له السَّهْمُ والمُلْسِنُ يكون على الباب ويجعلون لَحْمة السَّبُع في مُؤَخر البيت فإِذا دخل السبع فتناول اللحمة سقط الحجر على الباب فَسَدّه والرُّدْحة سُتْرة في مؤخر البيت وقيل قطعة تُدْخَلُ فيه رَدَحَه يَرْدَحُه رَدْحاً وأَرْدَحَه وقال الأَزهري هي قطعة تُدْخَلُ فيها بَنِيقة تزاد في البيت وأَنشد الأَصمعي بيتَ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمائِرُهْ قال ورُدْحة بيت الصائد وقُتْرَتُه حجارة ينصبها حول بيته وهي الحَمائر واحدتها حِمارَة ورَدَحَ البيتَ بالطين يَرْدَحُه رَدْحاً وأَرْدَحه كاثَفَه عليه قال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ يصف صائداً بِناءُ صَخْرٍ مُرْدَحٍ بِطينِ قال ابن بري صوابه بناءَ بالنصب لأَن قبله أَعَدَّ في مُحْتَرَسٍ كَنِينِ الأَزهري الرُّدْحِيُّ الكاسُورُ وهو بَقَّالُ القُرَى ورَدَحَ بالمكان أَقام به ورَدَحَه صَرَعَه ورُدَيْحٌ ورَدْحانُ اسمان

( رزح ) الرَّازِحُ والمِرْزاحُ من الإِبل الشديد الهُزال الذي لا يتحرك الهالك هُزالاً وهو الرَّازِمُ أَيضاً والجمع رَوازِحُ ورُزَّحٌ ورَزْحَى ورَزاحَى ومَرازِيحُ رَزَحَ يَرْزَحُ رَزْحاً ورَزاحاً ورُزُوحاً سقط من الإِعياءِ هُزالاً وقد رَزَحَتِ الناقةُ تَرْزَحُ رُزُوحاً ورَزَّحْتُها أَنا تَرْزِيحاً وقولهم رَزَحَ فلانٌ معناه ضَعُف وذهب ما في يده وأَصله من رَزاحِ الإِبل إِذا ضَعُفَتْ ولَصِقَتْ بالأَرض فلم يكن بها نُهوض وقيل رَزَحَ أُخِذَ من المَرْزَحِ وهو المطمئن من الأَرض كأَنه ضعف عن الارتقاء إِلى ما علا منها والمِرْزَحُ الصوتُ صفة غالبة ورَزَحَ العنبَ وأَرْزَحه إِذا سقط فرفعه والمِرْزَحَة الخشبة التي يُرفع بها والمِرْزَحُ بالكسر الخشب يرفع به الكرم عن الأَرض وفي التهذيب يرفع بها العنب إِذا سقط بعضه على بعض والمِرْزَحُ ما اطمأَنَّ من الأَرض قال الطرمَّاح كأَنَّ الدُّجَى دونَ البلادِ مُوَكَّلٌ يَنِمُّ بِجَنْبَيْ كلِّ عُلْوٍ ومِرْزَحِ ورِزاحٌ اسم رجل والمَرْزَحُ المَقْطَعُ البعيد والمِرْزِيحُ الشديد الصوت
( * قوله « والمرزيح الشديد الصوت » هذه عبارة الجوهري قال المجد والمرزيح بالكسر الصوت لا شديد ) وأَنشد لزياد المِلْقَطيّ ذَرْ ذا ولكنْ تَبَصَّرْ هل تَرَى ظُعُناً تُحْدَى لساقَتِها بالدَّوِّ مِرْزِيحُ ؟ والساقة جمع سائق كالباعة جمع بائع

( رسح ) الرَّسَحُ خِفَّةُ الأَلْيَتَين ولصوقهما رجل أَرْسَحُ بَيِّنُ الرَّسَح قليل لحم العجز والفخذين وامرأَة رَسْحاءُ وقد رَسِحَ رَسَحاً وفي حديث الملاعنة إِن جاءت به أَرْسَحَ فهو لفلان الأَرْسَحُ الذي لا عَجُزَ له وفي الحديث لا تَسْتَرْضِعُوا أَولادكم الرُّسْحَ ولا العُمْشَ فإِن اللبن يُورثُ الرَّسَحَ الليث الرَّسَحُ أَن لا يكون للمرأَة عجيزة وقد رَسِحَتْ رَسَحاً وهي الزَّلاَّء والمِزْلاجُ والأَرْسَحُ الذئب لذلك وكل ذئب أَرْسَحُ لأَنه خفيف الوَرِكَينِ وقيل لامرأَةٍ من العرب ما بالُنا نراكُنَّ رُسْحاً ؟ فقالت أَرْسَحَتْنا نارُ الزَّحْفَتَينِ وقيل للسِّمْع الأَزَلِّ أَرْسَحُ والرَّسْحاءُ القبيحة من النساء والجمع رُسْحٌ

( رشح ) الرَّشْحُ نَدَى العَرَقِ على الجَسَدِ يقال رَشَحَ فلانٌ عَرَقاً قال الفراء يقال أَرْشَحَ عَرَقاً وتَرَشَّحَ عَرَقاً بمعنى واحد وقد رَشَحَ يَرْشَحُ رَشْحاً ورَشَحاناً نَدِيَ بالعَرَق والرَّشِيحُ العَرَق والرَّشْحُ العَرَقُ نفسه قال ابن مُقْبِل يَخْدِي بِديباجَتَيْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِع وفي حديث القيامة حتى يبلغ الرَّشْحُ آذانَهم الرَّشْحُ العَرَق لأَنه يخرج من البدن شيئاً فشيئاً كما يَرْشَحُ الإِناءُ المُتَخَلْخِلُ الأَجزاء والمِرْشَحُ والمِرْشَحَة البطانة التي تحت لِبْدِ السَّرْج سمِّيت بذلك لأَنها تُنَشِّفُ الرَّشْح يعني العَرَق وقيل هي ما تحت المِيثَرَة وبئر رَشُوحٌ قليلة الماء ورَشَحَ النِّحْيُ بما فيه كذلك ورَشَّحَتِ الأُمُّ ولدها باللبن القليل إِذا جعلته في فيه شيئاً بعد شيء حتى يقوى على المَصِّ وهو الرَّشِيحُ ورَشَحَتِ الناقةُ وَلَدَها ورَشَّحَتْه وأَرْشَحَتْهُ وهو أَن تحك أَصل ذنبه وتدفعه برأْسها وتُقَدِّمه وتَقِفَ عليه حتى يلحقها وتُزَجِّيه أَحياناً أَي تُقَدِّمه وتتبعه وهي راشِحٌ ومُرْشِحٌ ومُرَشِّحٌ كل ذلك على النَّسَبِ وتَرَشَّحَ هو إِذا قَوِيَ على المشي مع أُمه وأَرْشَحَتِ الناقةُ والمرأَة وهي مُرْشِحٌ إِذا خالطها ولدها ومشى معها وسعى خلفها ولم يُعَنِّها وقيل إِذا قَوِيَ ولد الناقة فهي مُرْشِحٌ وولدها راشِحٌ وقد رَشَح رُشُوحاً قال أَبو ذؤَيب واستعاره لصغار السحاب ثلاثاً فلما اسْتُحِيلَ الجَها مُ واسْتَجْمَعَ الطِّفْلُ فيه رُشوحا والجمع رُشَّحٌ قال فلما انْتَهى نِيُّ المَرابيعِ أَزْمَعَتْ جُفُوفاً وأَولادُ المَصاييفِ رُشَّحُ وكل ما دَبَّ على الأَرض من خَشاشها راشِحٌ قال الأَصمعي إِذا وضعت الناقة ولدها فهو شَليل فإِذا قَوِيَ ومَشَى فهو راشح وأُمه مُرْشِحٌ فإِذا ارتفع عن الرَّاشِح فهو خالٌ والتَّرَشُّحُ والتَّرْشِيحُ لَحْسُ الأُمِّ ما على طِفْلها من النُّدُوَّةِ حين تَلِدُه قال أُمُّ الظِّبا تُرَشِّحُ الأَطفالا والتَّرْشِيحُ أَيضاً التربية والتهيئة للشيء ورُشِّحَ للأَمر رُبِّيَ له وأُهِّل ويقال فلان يُرَشَّح للخلافة إِذا جُعِل وليّ العهد وفي حديث خالد بن الوليد أَنه رَشَّحَ وَلده لولاية العهد أَي أَهَّله لها وفلان يُرَشَّحُ للوزارة أَي يُرَبَّى ويُؤَهَّل لها ورَشَّحَ الغيثُ النباتَ رَبَّاه قال كثير يُرَشِّحُ نَبْتاً ناعِماً ويُزينُه نَدًى ولَيالٍ بعدَ ذاكَ طَوالِقُ والاسْتِرْشاحُ كذلك قال ذو الرمة يُقَلِّبُ أَشْباهاً كأَنَّ ظُهورَها بمُسْتَرْشَحِ البُهْمى من الصَّخْرِ صَرْدَحُ أَي بحيث رَشَّحَتِ الأَرضُ البُهْمَة يعني رَبَّتها وبَلَغت بها وفي حديث ظَبْيانَ يأْكلون حَصيدَها ويُرَشِّحُون خَضِيدَها الخضيد المقطوع من شجر الثمر وتَرْشِيحُهم له قيامُهم عليه وإِصلاحهم له إِلى أَن تعود ثمرته تَطْلُع كما يُفْعل بشجر الأَعناب والنخيل والرَّشِيحُ ما على وجه الأَرض من النبات ويقال بنو فلان يَسْتَرْشِحُونَ البقلَ أَي ينتظرون أَن يطول فَيَرعَوْه ويَسْتَرْشِحُونَ البُهْمَى يُرَبُّونه ليَكْبُرَ وذلك الموضع مُسْتَرْشَح وتقول لم يَرْشَحْ له بشيء إِذا لم يُعْطِه شيئاً والرَّاشِحُ والرَّواشِحُ جبال تَنْدى فربما اجتمع في أُصولها ماء قليل فإِن كثر سمي وَشَلاً وإِن رأَيته كالعَرَق يجري خِلالَ الحجارة سُمّي راشِحاً

( رصح ) الرَّصَحُ لغة في الرَّسَح رجل أَرْصَحُ وامرأَة رَصْحاء وروى ابن الفَرَج عن أَبي سعيد الضرير أَنه قال الأَرْصَحُ والأَرْصَعُ والأَزَلُّ واحدٌ ويقال الرَّصَعُ قُرْبُ ما بين الوَرِكَيْنِ وكذلك الرَّصَحُ والرَّسَحُ والزَّلَلُ وفي حديث اللعان إِن جاءَت به أُرَيْصِحَ هو تصغير الأَرْصَحِ وهو النَّاتئُ الأَلْيَتين قال ابن الأَثير ويجوز بالسين هكذا قال الهَرَوِيُّ والمعروف في اللغة أَن الأَرْصَحَ والأَرْسَح هو الخفيف لحم الأَلْيَتين وربما كانت الصاد بدلاً من السين وقد تقدم ذلك في موضعه

( رضح ) رَضَحَ رأْسَه بالحجر يَرْضَحُه رَضْحاً رَضَّه والرَّضْحُ مثل الرَّضْخ وهو كَسْرُ الحصى أَو النَّوَى قال أَبو النجم بكلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضَّاحِ ليس بمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ الوَأْبُ الشديد القَوِيُّ وهو يصف حافراً تقديره بكل حافر وَأْبٍ رَضَّاح للحصى والمُصْطَرّ الضَّيِّقُ والفِرْشاحُ المُنْبَطِحُ ورَضَح النواةَ يَرْضَحُها رَضْحاً كَسَرَها بالحجر ونَوًى رَضِيحٌ مَرْضُوحٌ واسم الحجر المِرْضاحُ
( * قوله « واسم الحجر المرضاح » كالمرضحة بكسر الميم كما في شرح القاموس ) والخاء لغة ضعيفة قال خَبَطْناهم بكلِّ أَرَحَّ لأْمٍ كمِرْضاحِ النَّوى عَبْلٍ وَقاحِ المِرْضاحُ الحجر الذي يُرْتَضَحُ به النَّوى أَي يُدَقُّ والرَّضِيح النَّوَى المرضوح والرُّضْحُ بالضم النوى المرضوح ونَوى الرَّضْح ما نَدَرَ منه قال كعب بن مالك الأَنصاري وتَرْعَى الرَّضْحَ والوَرَقا وتقول رَضَحْتُ الحَصَى فَتَرَضَّحَ قالْ جِرانُ العَوْدِ يَكادُ الحَصَى من وَطْئِها يَتَرَضَّحُ والرَّضْحَةُ النواة التي تطير من تحت الحجر وبلغنا رَضْحٌ من خبر أَي يسير منه والرَّضْحُ أَيضاً القليل من العطية

( رفح ) الأَزهري خاصة قال أَبو حاتم من « قرون » البقر الأَرْفَحُ وهو الذي يذهب قرناه قِبَلَ أُذنيه في تباعد ما بينهما قال والأَرْفى الذي تأْتي أُذناه على قرنيه ابن الأَثير وفي الحديث كان إِذا رَفَّحَ إِنساناً قال بارك الله عليك أَراد رَفَّأَ أَي دعا له بالرِّفاء فأَبدل الهمزة حاء وبعضهم يقول رَقَّحَ بالقاف وفي حديث عمر رضي الله عنه لمَّا تزوّج أُم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما قال رَفِّحُوني أَي قولوا لي ما يقال للمتزوّج ذكره ابن الأَثير في ترجمة رفح بالفاء

( رقح ) التَّرْقِيح والتَّرَقُّحُ إِصلاح المعيشة قال الحرثُ بن حِلِّزَة يَتْرُكُ ما رَقَّحَ من عَيْشِه يَعِيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ وتَرَقَّح لعياله كَسَبَ وطلب واحتال هذه عن اللحياني والتَّرَقُّح الاكتساب وتَرْقِيحُ المال إِصلاحه والقيام عليه ويقال فلان رَقاحِيُّ مال والرَّقاحِيّ التاجر القائم على ماله المصلح له قال أَبو ذؤَيب يصف دُرَّةً بِكَفَّيْ رَقاحيٍّ يُريد نَماءَها فيُبْرِزُها للبيع فهي قَرِيحُ يعني بارزة ظاهرة والاسم الرَّقاحةُ ويقال إِنه ليُرَقِّحُ معيشته أَي يصلحها والرَّقاحةُ الكَسْبُ والتجارة ومنه قولهم في تلبية بعض أَهل الجاهلية جئناك للنَّصاحة ولم نأْت للرَّقاحة وفي حديث الغار والثلاثة الذين أَوَوْا إِليه حتى كَثُرَتْ وارْتَقَحَتْ أَي زادتْ من الرَّقاحة الكَسْبِ والتجارة وتَرْقِيحُ المال إِصلاحُه والقيامُ عليه وفي الحديث كان إِذا رَقَّح إِنساناً يريد رَفَّأَ وقد تقدم في الراء والفاء

( ركح ) الرُّكْحُ بالضم من الجبل الركن أَو الناحية المُشْرِفة على الهواء وقيل هو ما علا عن السَّفْح واتسع ابن الأَعرابي رُكْحُ كلِّ شيء جانبُه والرُّكْحُ أَيضاً الفِناءُ وجمعه أَرْكاحٌ ورُكُوحٌ قال أَبو كبير الهذلي ولقد تُقِيمُ إِذا الخُصُومُ تَنافَدُوا أَحْلامَهم صَعَرَ الخَصِيمِ المُجْنِفِ حتى يَظَلَّ كأَنه مُتَثَبِّتٌ بِرُكُوحِ أَمْعَزَ ذي رُيُودٍ مُشْرِفِ قال معناه يَظَلُّ من فَرَقِ أَن يتكلم فُيخْطِئَ ويَزِلَّ كأَنه يمشي بِرُكْحِ جبلٍ وهو جانبه وحرفه فيخاف أَن يَزِلَّ ويَسْقُط ورُكْحة الدار ورُكْحُها ساحتها وتَرَكَّح فيها تَوَسَّع ويقال إِن لفلان ساحةً يَتَرَكَّحُ فيها أَي يتوسع وفي النوادر تَركَّحَ فلان في المعيشة إِذا تصرف فيها وتَرَكَّحَ بالمكان تَلَبَّثَ ورَكَحَ الساقي على الدلو إِذا اعتمد عليها نَزْعاً والرَّكْحُ الاعتمادُ وأَنشد الأَصمعي فَصادَفَتْ أَهْيَفَ مثلَ القِدْحِ أَجْرَدَ بالدَّلْوِ شَديدَ الرَّكْحِ والرُّكْحَة البقيَّة من الثريد تبقى في الجَفْنَة وجَفْنَةٌ مُرْتَكِحَة مُكْتَنِزة بالثريد ورَكَح إِلى الشيء رُكُوحاً رَكَنَ وأَنابَ قال رَكَحْتُ إِليها بعدَما كنت مُجْمِعاً
على وا ... ها وانْسَبْتُ بالليل فائزا
( * كذا في بياض بالأصل )
وأَرْكَحَ إِليه استند إِليه وأَرْكَحْتُ إِليه لجأْت إِليه يقال
أَرْكَحْتُ ظهري إِليه أَي أَلجأْت ظهري إِليه والرُّكُوح إِلى الشيء الركونُ إِليه وفي حديث عمر قال لعمرو بن العاص ما أُحب أَن أَجعل لك عِلَّةً تَرْكَحُ إِليها أَي ترجع وتلجأُ إِليها يقال رَكَحْتُ إِليه وأَرْكَحْتُ وارْتَكَحْتُ وأَرْكَحَ إِلى غِنًى منه على المثل والمِرْكاحُ من الرِّحال والسُّروج الذي يتأَخر فيكون مَرْكَبُ الرجلِ على آخِرَةِ الرَّحْل قال كأَنَّ فاه واللجامُ شاحِي شَرْجا غَبِيطٍ سَلِسٍ مِرْكاحِ الجوهري سَرْجٌ مِركاحٌ إِذا كان يتأَخر عن ظهر الفرس وكذلك الرحل إِذا تأَخر عن ظهر البعير ابن سيده والرُّكْحُ أَبيات النصارى ولست منها على ثقة والرَّكْحاءُ الأَرض الغليظة المرتفعة وفي الحديث لا شُفْعَة في فِناء ولا طريق ولا رُكْحٍ قال أَبو عبيد الرُّكْحُ بالضم ناحية البيت من ورائه كأَنه فضاء لا بناء فيه قال القُطامِيُّ أَما تَرَى ما غَشِيَ الأَرْكاحا ؟ لم يَدَعِ الثَّلْجُ لهم وَجاحا الأَركاح الأَفنية والوَجاح السير بفتح الواو وضمها وكسرها قال ابن بري الرُّكْحُ جمع رُكْحةٍ مثل بُسْر وبُسْرَة وليس الرُّكْحُ واحداً والأَرْكاحُ جمع رُكْحٍ لا رُكْحةٍ وفي الحديث أَهلُ الرُّكْحِ أَحق برُكْحِهم وقال ابن ميادة ومُضَبَّر عَرِد الزِّجاجِ كأَنه إِرَمٌ لِعادَ مُلَزَّزُ الأَرْكاحِ أَراد بعَرِدِ الزِّجاج أَنيابه وإِرَمٌ قبر عليه حجارة ومضبر يعني رأْساً كأَنه قبر والأَرْكاحُ الأَساسُ والأَركان والنواحي قال وروى بعضهم شعر القطامي أَلا تَرَى ما غَشِيَ الأَرْكاحا ؟ قال وهي بيوت الرُّهْبان قال الأَزهري ويقال لها الأُكَيْراحُ قال وما أُراها عربيَّة

( رمح ) الرُّمْحُ من السلاح معروف واحد الرِّماحِ وجمعه أَرْماح وقيل لأَعرابي ما الناقة القِرْواح ؟ قال التي كأَنها تمشي على أَرماح والكثيرُ رِماحٌ ورجل رَمَّاحٌ صانع للرِّماح متخذ لها وحِرْفته الرِّماحة ورجل رامِحٌ ورَمَّاح ذو رُمْح مثل لابنٍ وتامِرٍ ولا فعل له ورَمَحه يَرْمَحُه رَمْحاً طعنه بالرُّمْح فهو رامِح وفي الحديث السلطانُ ظِلُّ الله ورُمْحُه استوعب بهاتين الكلمتين نَوْعَيْ ما على الوالي للرعية أَحدهما الانتصاف من الظالم والإِعانة لأَن الظل يُلجأُ إليه من الحرارة والشدّة ولهذا قال في تمامه يأْوي إِليه كلُّ مظلوم والآخر إِرهاب العدوّ ليرتدع عن قصد الرعية وأَذاهم فيأْمنوا بمكانه من الشر والعرب تجعل الرُّمْح كناية عن الدفع والمنع وقول طُفَيْلٍ الغَنَوِيّ بِرَمَّاحةٍ تَنْفِي التُّراب كأَنها هِراقَةُ عَقٍّ من شُعَيْبى مُعَجّلِ
( * قوله « من شعيبى إلخ » كذا بالأصل )
قيل في تفسيره رَمَّاحة طَعْنة بالرُّمْح ولا أَعرف لهذا مَخْرَجاً إِلا أَن يكون وضع رَمَّاحةً موضعَ رَمْحَةٍ الذي هو المرَّة الواحدة من الرَّمْحِ ويقال للثور من الوحش رامِحٌ قال ابن سيده أُراه لموضع قرنه قال ذو الرمة وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحٍ بلادُ العِدَى ليستْ له ببلادِ
( * قوله « بلاد العدى » كذا بالأصل ومثله في الصحاح والذي في الأساس بلاد الورى )
وثورٌ رامِحٌ له قرنان والسِّماكُ الرامِحُ أَحد السَّماكَيْن وهو معروف من الكواكب قُدَّامَ الفَكَّةِ ليس من منازل القمر سمِّي بذلك لأَن قُدَّامه كوكباً كأَنه له رُمْحٌ وقيل للآخر الأَعْزَلُ لأَنه لا كوكب أَمامه والرامِحُ أَشدُّ حُمْرَةً سمي رامِحاً لِكوكب أَمامه تجعله العرب رُمْحَه وقال الطِّرِمَّاحُ مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْءِ الرَّبيع من الأَنْجُمِ العُزْلِ والرامِحَهْ والسِّماكُ الرامحُ لا نَوْء له إِنما النَّوْءُ للأَعْزَل الأَزهري الرَّامِحُ نَجْمٌ في السماء يقال له السِّماك المِرْزَمُ وأَخذَتِ البُهْمَى ونحوها من المراعي رماحَها شَوَّكَتْ فامتنعت على الراعية وأَخذت الإِبل رماحَها حَسُنَتْ في عين صاحبها فامتنع لذلك من نحرها يقال ذلك إِذا سمنت أَو درَّت وكل ذلك على المثل الأَزهري إِذا امتنعت البُهْمَى ونحوها من المَراعي فَيَبِسَ سَفاها قيل أَخذت رِماحَها ورِماحُها سَفاها اليابِسُ ويقال للناقة إِذا سَمِنَتْ ذاتُ رُمْح والنُّوقُ السِّمانُ ذواتُ رِماح وذلك أَن صاحبها إِذا أَراد نحرها نظر إِلى سِمَنها وحسنها فامتنع من نحرها نفاسة بها لما يَرُوقُه من أَسْنِمتها ومنه قول الفرزدق فَمَكَّنْتُ سَيْفِي من ذَواتِ رِماحِها غِشاشاً ولم أَحْفِلْ بُكاءَ رِعائِيا يقول نحرتها وأَطعمتها الأَضياف ولم يمنعني ما عليها من الشحوم عن نحرها نفاسة بها وأَخذ الشيخُ رُمَيْحَ أَبي سَعْدٍ اتَّكَأَ على العصا من كِبَره وأَبو سعد أَحدُ وَفْدِ عاد وقيل هو لقمان الحكيم قال إِمَّا تَرَيْ شِكَّتِي رُمَيْحَ أَبي سَعْدٍ فقد أَحْمِلُ السِّلاحَ مَعا وقيل أَبو سعد كنية الكِبَرِ وجاء كأَنَّ عينيه في رُمحين وذلك من الخوف والفَرَق وشدَّة النظر وقد يكون ذلك من الغضب أَيضاً وذو الرُّمَيْح ضرب من اليرابيع طويل الرجلين في أَوساط أَوْظِفَته في كل وَظِيف فضْلُ ظُفُر وقيل هو كل يَرْبوعٍ ورُمْحُه ذَنَبُه ورِماحُ العقارب شَوْلاتُها ورِماحُ الجنّ الطاعونُ أَنشد ثعلب لَعَمْرُكَ ما خَشِيتُ على أُبَيٍّ رِماحَ بني مُقَيِّدَةِ الحِمارِ ولكنِّي خَشِيتُ على أُبَيٍّ رِماحَ الجِنِّ أَو إِيَّاكَ حارِ
( * قوله « أو اياك حار » كذا بالأصل هنا ومثله في مادة حمر وأَنشده في الأساس « أَو أَنزال جار » وقال الأنزال أصحاب الحمر دون الخيل )
يعني ببَني مُقَيَّدَة الحمار العقارب وإِنما سميت بذلك لأَن الحَرَّةَ يقال لها مُقَيِّدة الحمار قال النابغة أَواضِع البيتِ في سَوْداءَ مُظْلِمَةٍ تُقَيِّدُ العَيْرَ لا يَسْرِي بها السَّارِي والعقارب تَأْلَفُ الحَرَّة وذو الرُّمْحَين قال ابن سيده أَحسبه جَدَّ عُمَرَ ابن أَبي ربيعة قال القُرَشِيُّون سمي بذلك لأَنه قاتَلَ برمحين وقيل سمي بذلك لطول رمحه وابن رُمْح رجل من هذيل وإِياه عنى أَبو بُثَيْنة الهُذَليُّ بقوله وكان القومُ من نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ لَدَى القَمْراءِ تَلْفَحُهم سَعِيرُ ويروى ابن رَوْحٍ وذاتُ الرِّماحِ فَرَسٌ لأَحَدِ بني ضَبَّة وكانت إِذا ذُعِرَتْ تَباشَرَتْ بنو ضَبَّة بالغُنْمِ وفي ذلك يقول شاعرهم إِذا ذُعِرَتْ ذاتُ الرِّماحِ جَرَتْ لنا أَيامِنُ بالطَّيْرِ الكثيرِ غَنائِمُهْ ورَمَح الفرسُ والبغلُ والحمار وكلُّ ذي حافر يَرْمَحُ رَمْحاً ضَرَبَ برجله وقيل ضرب برجليه جميعاً والاسم الرِّماحُ يقال أَبْرَأُ إِليك من الجِماحِ والرِّماحِ وهذا من باب العيوب التي يُرَدُّ المبيع بها الأَزهري وربما استعير الرَّمْحُ لذي الخُفّ قال الهذلي بِطَعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوارِزاً جَواذِبُها تَأْبَى على المُتَغَيِّر وقد يقال رَمَحَتِ الناقة وهي رَمُوحٌ وأَنشد ابن الأَعرابي تُشْلِي الرَّمُوحَ وهيَ الرَّمُوحُ حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ ورَمَحَ الجُنْدَبُ يَرْمَحُ ضَرَبَ الحَصَى برجله قال ذو الرمة ومَجْهُولةٍ من دونِ مَيَّةَ لم تَقِلْ قَلُوصِي بها والجُنْدَبُ الجَوْنُ يَرْمَحُ والرَّمَّاحُ اسم ابن مَيَّادة الشاعر وكان يقال لأَبي بَراءٍ عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ فجعله لبيدٌ مُلاعِبَ الرِّماحِ لحاجته إِلى القافية فقال يرثيه وهو عمه قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ وأَبِّنا مُلاعِبَ الرِّماحِ أَبا بَراءٍ مِدَْرَهَ الشِّياحِ في السَّلَبِ السُّودِ وفي الأَمْساحِ وبالدهناء نِقْيانٌ طوال يقال لها الأَرماحُ وذكَر الرجلِ رُمَيْحُه وفرجُ المرأَة شُرَيْحها

( رنح ) التَّرَنُّحُ تَمَزُّزُ الشراب عن أَبي حنيفة ورَنَّحَ الرجلُ وغيره وتَرَنَّح تمايل من السُّكْرِ وغيره وتَرَنَّح إِذا مال واستدار قال امرؤ القيس يصف كلب صيد طعنه الثور الوحشي بقرنه فظل الكلب يستدير كما يستدير الحمار الذي قد دخلت النُّعَرة في أَنفه والنُّعَرُ ذباب أَزرق يَتَتَبَّع الحُمُر ويَلْسَعُها والغَيْطَلُ شجر الواحدة غَيْطَلة
( * قوله « ويلسعها والغيطل إلخ » هكذا في الأصل بهذا الترتيب )
فَظَلَّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ كما يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِرْ وقيل رُنِّح به إِذا دِيرَ به كالمَغْشِيِّ عليه وفي حديث الأَسود بن يزيد أَنه كان يصوم في اليوم الشديد الحَرِّ الذي إِن الجَمَل الأَحمر ليُرَنَّح فيه من شدّة الحر أَي يُدارُ به ويختلِط يقال رُنِّح فلانٌ تَرْنِيحاً إِذا اعتراه وَهْنٌ في عظامه من ضَرْب أَو فَزَع أَو سُكْر ومنه قولهم رَنَّحه الشرابُ ومَن رواه يُرِيح بالياء أَراد يَهْلِك مِن أَراحَ الرجلُ إِذا مات وسيأْتي ذكره ومنه حديث يزيد الرَّقاشِيِّ المريضُ يُرَنَّحُ والعَرَق من جبينه يَتَرَشَّحُ ورُنِّحَ على فلان تَرْنِيحاً ورُنِّحَ فلان على ما لم يُسَمَّ فاعله إِذا غُشِيَ عليه واعتراه وَهْنٌ في عظامه وضَعْفٌ في جسده عند ضرب أَو فزع حتى يَغْشاه كالمَيْدِ وتمايل فهو مُرَنَّحٌ وقد يكون ذلك من هَمٍّ وحُزْنٍ قال تَرَى الجَلْدَ مغموراً يَمِيدُ مُرَنَّحاً كأَنَّ به سُكْراً وإِن كان صاحِيا وقال الطِّرِمَّاحُ وناصِرُكَ الأَدْنَى عليه ظَعِينةٌ تَمِيدُ إِذا اسْتَعْبَرْتَ مَيْدَ المُرَنَّحِ وقوله وقد أَبِيتُ جائعاً مُرَنَّحا هو من هذا الأَزهري والمَرْنَحَة صدرُ السفينة قال والدَّوطِيرَة كَوْثَلُها والقَبُّ رأْسُ الدَّقَل والقَرِيَّةُ خشبة مُرَبَّعَةٌ على رأْس القَبِّ وفي حديث عبد الرحمن بن الحرث أَنه كان إِذا نظر إِلى مالك ابن أَنس قال أَعوذ بالله من شَرِّ ما تَرَنَّح له أَي تحرَّك له وَطَلَبه والمُرْنَحُ ضرب
( * قوله « والمرنح ضرب إلخ » كذا ضبط بالأصل بضم الميم وسكون الراء وفتح النون مخففة ويؤيده قوله وهو اسم ونظيره المخدع إذ المخدع بهذا الضبط اسم للخزانة وضبط المجد المرنح كمعظم وبهامش شارحه المرنح كمعظم كما في منتهى الأرب والأوقيانوس ) من العُود من أَجوده يُسْتَجْمَرُ به وهو اسم ونظيره المُخْدَعُ

( روح ) الرِّيحُ نَسِيم الهواء وكذلك نَسيم كل شيء وهي مؤنثة وفي التنزيل كَمَثَلِ رِيحٍ فيها صِرٌّ أَصابت حَرْثَ قوم هو عند سيبويه فَعْلٌ وهو عند أَبي الحسن فِعْلٌ وفُعْلٌ والرِّيحةُ طائفة من الرِّيح عن سيبويه قال وقد يجوز أَن يدل الواحد على ما يدل عليه الجمع وحكى بعضهم رِيحٌ ورِيحَة مع كوكب وكَوكَبَةٍ وأَشعَر أَنهما لغتان وجمع الرِّيح أَرواح وأَراوِيحُ جمع الجمع وقد حكيت أَرْياحٌ وأَرايِح وكلاهما شاذ وأَنكر أَبو حاتم على عُمارة بن عقيل جمعَه الرِّيحَ على أَرْياح قال فقلت له فيه إِنما هو أَرْواح فقال قد قال الله تبارك وتعالى وأَرسلنا الرِّياحَ وإِنما الأَرْواحُ جمعُ رُوح قال فعلمت بذلك أَنه ليس ممن يؤْخذ عنه التهذيب الرِّيح ياؤُها واو صُيِّرت ياء لانكسار ما قبلها وتصغيرها رُوَيْحة وجمعها رِياحٌ وأَرْواحٌ قال الجوهري الرِّيحُ واحدة الرِّياح وقد تجمع على أَرْواح لأَن أَصلها الواو وإِنما جاءَت بالياء لانكسار ما قبلها وإِذا رجعوا إِلى الفتح عادت إِلى الواو كقولك أَرْوَحَ الماءُ وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة ويقال رِيحٌ ورِيحَة كما قالوا دارٌ ودارَةٌ وفي الحديث هَبَّتْ أَرواحُ النَّصْر الأَرْواحُ جمع رِيح ويقال الرِّيحُ لآِل فلان أَي النَّصْر والدَّوْلة وكان لفلان رِيحٌ وفي الحديث كان يقول إِذا هاجت الرِّيح اللهم اجعلها رِياحاً ولا تجعلها ريحاً العرب تقول لا تَلْقَحُ السحابُ إِلاَّ من رياح مختلفة يريج اجْعَلْها لَقاحاً للسحاب ولا تجعلها عذاباً ويحقق ذلك مجيءُ الجمع في آيات الرَّحمة والواحد في قِصَصِ العذاب كالرِّيح العَقِيم ورِيحاً صَرْصَراً وفي الحديث الرِّيحُ من رَوْحِ الله أَي من رحمته بعباده ويومٌ راحٌ شديد الرِّيح يجوز أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه وأَن يكون فَعْلاً وليلة راحةٌ وقد راحَ يَراحُ رَيْحاً إِذا اشتدّت رِيحُه وفي الحديث أَن رجلاً حضره الموت فقال لأَِولاده أَحْرِقوني ثم انظروا يوماً راحاً فأَذْرُوني فيه يومٌ راحٌ أَي ذو رِيح كقولهم رجلٌ مالٌ ورِيحَ الغَدِيرُ وغيرُه على ما لم يُسَمَّ فاعله أَصابته الرِّيحُ فهو مَرُوحٌ قال مَنْظُور بنُ مَرْثَدٍ الأَسَدِيُّ يصف رَماداً هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذي القُورْ ؟ قد دَرَسَتْ غيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ القُور جُبَيْلات صغار واحدها قارَة والمكفور الذي سَفَتْ عليه الريحُ الترابَ ومَرِيح أَيضاً وقال يصف الدمع كأَنه غُصْنٌ مَرِيح مَمْطُورْ مثل مَشُوب ومَشِيب بُنِيَ على شِيبَ وغُصْنٌ مَرِيحٌ ومَرُوحٌ أَصابته الريح وكذلك مكان مَريح ومَرُوحٌ وشجرة مَرُوحة ومَريحة صَفَقَتْها الريحُ فأَلقت ورقها وراحَتِ الريحُ الشيءَ أَصابته قال أَبو ذؤيب يصف ثوراً ويَعُوذ بالأَرْطَى إِذا ما شَفَّهُ قَطْرٌ وراحَتْهُ بَلِيلٌ زَعْزَعُ وراحَ الشجرُ وجَدَ الريحَ وأَحَسَّها حكاه أَبو حنيفة وأَنشد تَعُوجُ إِذا ما أَقْبَلَتْ نَحْوَ مَلْعَبٍ كما انْعاجَ غُصْنُ البانِ راحَ الجَنائبا ويقال رِيحَتِ الشجرةُ فهي مَرُوحة وشجرة مَرُوحة إِذا هبَّت بها الريح مَرُوحة كانت في الأَصل مَرْيوحة ورِيحَ القومُ وأَراحُوا دخلوا في الريح وقيل أَراحُوا دخلوا في الريح ورِيحُوا أَصابتهم الريحُ فجاحَتْهم والمَرْوَحة بالفتح المَفازة وهي الموضع الذي تَخْترقُه الريح قال كأَنَّ راكبها غُصْنٌ بمَرْوَحةٍ إِذا تَدَلَّتْ به أَو شارِبٌ ثَمِلْ والجمع المَراوِيح قال ابن بري البيت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وقيل إِنه تمثل به وهو لغيره قاله وقد ركب راحلته في بعض المفاوز فأَسرعت يقول كأَنَّ راكب هذه الناقة لسرعتها غصن بموضع تَخْتَرِقُ فيه الريح كالغصن لا يزال يتمايل يميناً وشمالاً فشبّه راكبها بغصن هذه حاله أَو شارِبٍ ثَمِلٍ يتمايلُ من شدّة سكره وقوله إِذا تدلت به أَي إِذا هبطت به من نَشْزٍ إِلى مطمئن ويقال إِن هذا البيت قديم وراحَ رِيحَ الروضة يَراحُها وأَراح يُريحُ إِذا وجد ريحها وقال الهُذَليُّ وماءٍ ورَدْتُ على زَوْرَةٍ كمَشْيِ السَّبَنْتَى يَراحُ الشَّفِيفا الجوهري راحَ الشيءَ يَراحُه ويَرِيحُه إِذا وجَدَ رِيحَه وأَنشد البيت « وماءٍ ورَدتُ » قال ابن بري هو لصَخرْ الغَيّ والزَّوْرةُ ههنا البعد وقيل انحراف عن الطريق والشفيف لذع البرد والسَّبَنْتَى النَّمِرُ والمِرْوَحَةُ بكسر الميم التي يُتَرَوَّحُ بها كسرة لأَنها آلة وقال اللحياني هي المِرْوَحُ والجمع المَرَاوِحُ وفي الحديث فقد رأَيتهم يَتَرَوَّحُون في الضُّحَى أَي احتاجوا إِلى التَّرْويحِ من الحَرِّ بالمِرْوَحة أَو يكون من الرواح العَودِ إِلى بيوتهم أَو من طَلَب الراحة والمِرْوَحُ والمِرْواحُ الذي يُذَرَّى به الطعامُ في الريح ويقال فلان بِمَرْوَحةٍ أَي بمَمَرِّ الريحِ وقالوا فلان يَميلُ مع كل ريح على المثل وفي حديث عليّ ورَعاعُ الهَمَج يَميلون على كلِّ ريح واسْتَرْوح الغصنُ اهتزَّ بالريح ويومٌ رَيِّحٌ ورَوْحٌ ورَيُوحُ طَيِّبُ الريح ومكانٌ رَيِّحٌ أَيضاً وعَشَيَّةٌ رَيِّحةٌ ورَوْحَةٌ كذلك الليث يوم رَيِّحٌ ويوم راحٌ ذو ريح شديدة قال وهو كقولك كَبْشٌ صافٍ والأَصل يوم رائح وكبش صائف فقلبوا وكما خففوا الحائِجةَ فقالوا حاجة ويقال قالوا صافٌ وراحٌ على صَوِفٍ ورَوِحٍ فلما خففوا استنامت الفتحة قبلها فصارت أَلفاً ويومٌ رَيِّحٌ طَيِّبٌ وليلة رَيِّحة ويوم راحٌ إِذا اشتدَّت ريحه وقد راحَ وهو يرُوحُ رُؤُوحاً وبعضهم يَراحُ فإِذا كان اليوم رَيِّحاً طَيِّباً قيل يومٌ رَيِّحٌ وليلة رَيِّحة وقد راحَ وهو يَرُوحُ رَوْحاً والرَّوْحُ بَرْدُ نَسِيم الريح وفي حديث عائشة رضي الله عنها كان الناسُ يسكنون العالية فيحضُرون الجمعةَ وبهم وَسَخٌ فإِذا أَصابهم الرَّوْحُ سطعت أَرواحهم فيتأَذى به الناسُ فأُمروا بالغسل الرَّوْح بالفتح نسيم الريح كانوا إِذا مَرَّ عليهم النسيمُ تَكَيَّفَ بأَرْواحِهم وحَمَلها إِلى الناس وقد يكون الريح بمعنى الغَلَبة والقوة قال تَأَبَط شرًّا وقيل سُلَيْكُ بنُ سُلَكَةَ أَتَنْظُرانِ قليلاً رَيْثَ غَفْلَتِهمْ أَو تَعْدُوانِ فإِنَّ الرِّيحَ للعادِي ومنه قوله تعالى وتَذْهَبَ رِيحُكُم قال ابن بري وقيل الشعر لأَعْشى فَهْمٍ من قصيدة أَولها يا دارُ بينَ غُباراتٍ وأَكْبادِ أَقْوَتْ ومَرَّ عليها عهدُ آبادِ جَرَّتْ عليها رياحُ الصيفِ أَذْيُلَها وصَوَّبَ المُزْنُ فيها بعدَ إِصعادِ وأَرَاحَ الشيءَ إِذا وجَد رِيحَه والرائحةُ النسيم طيِّباً كان أَو نَتْناً والرائحة ريحٌ طيبة تجدها في النسيم تقول لهذه البقلة رائحة طيبة ووَجَدْتُ رِيحَ الشيء ورائحته بمعنًى ورِحْتُ رائحة طيبة أَو خبيثة أَراحُها وأَرِيحُها وأَرَحْتُها وأَرْوَحْتُها وجدتها وفي الحديث من أَعانَ على مؤمن أَو قتل مؤمناً لم يُرِحْ رائحةَ الجنة من أَرَحْتُ ولم يَرَحْ رائحة الجنة من رِحْتُ أَراحُ ولم يَرِحْ تجعله من راحَ الشيءَ يَرِيحُه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم من قتل نفساً مُعاهدةً لم يَرِحْ رائحةَ الجنة أَي لم يَشُمَّ ريحها قال أَبو عمرو هو من رِحْتُ الشيءَ أَرِيحه إِذا وجَدْتَ ريحه وقال الكسائي إِنما هو لم يُرِحْ رائحة الجنة مِن أَرَحْتُ الشيء فأَنا أُرِيحَه إِذا وجدت ريحه والمعنى واحد وقال الأَصمعي لا أَدري هو مِن رِحْتُ أَو من أَرَحْتُ وقال اللحياني أَرْوَحَ السبُعُ الريحَ وأَراحها واسْتَرْوَحَها واستراحها وَجَدَها قال وبعضهم يقول راحَها بغير أَلف وهي قليلة واسْتَرْوَحَ الفحلُ واستراح وجد ريح الأُنثى وراحَ الفرسُ يَراحُ راحةً إِذا تَحَصَّنَ أَي صار فحلاً أَبو زيد راحت الإِبلُ تَراحُ رائحةً وأَرَحْتُها أَنا قال الأَزهري قوله تَرَاحُ رائحةً مصدر على فاعلة قال وكذلك سمعته من العرب ويقولون سمعتُ راغِيةَ الإِبل وثاغِيةَ الشاء أَي رُغاءَها وثُغاءَها والدُّهْنُ المُرَوَّحُ المُطَيَّبُ ودُهْن مُطَيَّب مُرَوَّحُ الرائحةِ ورَوِّحْ دُهْنَكَ بشيء تجعل فيه طيباً وذَرِيرَةٌ مُرَوَّحة مُطَيَّبة كذلك وفي الحديث أَنه أَمرَ بالإِثْمِد المُرَوَّحِ عند النوم وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى أَن يَكْتَحِلَ المُحْرِمُ بالإِثْمِدِ المُرَوَّح قال أَبو عبيد المُرَوَّحُ المُطَيَّبُ بالمسك كأَنه جُعل له رائحةٌ تَفُوحُ بعد أَن لم تكن له رائحة وقال مُرَوَّحٌ بالواو لأَن الياءَ في الريح واو ومنه قيل تَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة وأَرْوَحَ اللحمُ تغيرت رائحته وكذلك الماءُ وقال اللحياني وغيره أَخذتْ فيه الريح وتَغَيَّر وفي حديث قَتَادةَ سُئِل عن الماء الذي قد أَروَحَ أَيُتَوَضَّأُ منه ؟ فقال لا بأْس يقال أَرْوَحَ الماءُ وأَراحَ إِذا تغيرت ريحه وأَراح اللحمُ أَي أَنْتَنَ وأَرْوَحَنِي الضَّبُّ وجد ريحي وكذلك أَرْوَحَني الرجلُ ويقال أَراحَني الصيدُ إِذا وجَدَ رِيحَ الإِنْسِيِّ وفي التهذيب أَرْوَحَنِي الصيدُ إِذا وجد ريحَك وفيه وأَرْوَحَ الصيدُ واسْتَرْوَحَ واستراح إِذا وجد ريح الإِنسان قال أَبو زيد أَرْوَحَنِي الصيجُ والضبُّ إِرْواحاً وأَنْشاني إِنشاءً إِذا وجد ريحَك ونَشْوَتَك وكذلك أَرْوَحْتُ من فلان طِيباً وأَنْشَيْتُ منه نَشْوَةً والاسْتِرْواحُ التَّشَمُّمُ الأَزهري قال أَبو زيد سمعت رجلاً من قَيْس وآخر من تميم يقولان قَعَدْنا في الظل نلتمس الراحةَ والرَّوِيحةُ والراحة بمعنى واحد وراحَ يَرَاحُ رَوْحاً بَرَدَ وطابَ وقيل يومٌ رائحٌ وليلة رائحةٌ طيبةُ الريح يقال رَاحَ يومُنا يَرَاحُ رَوْحاً إِذا طابَت رِيحهُ ويوم رَيِّحٌ قال جرير محا طَلَلاً بين المُنِيفَةِ والنِّقا صَباً راحةٌ أَو ذو حَبِيَّيْنِ رائحُ وقال الفراء مكانٌ راحٌ ويومٌ راحٌ يقال افتح البابَ حتى يَراحَ البيتُ أَي حتى يدخله الريح وقال كأَنَّ عَيْنِي والفِراقُ مَحْذورْ غُصْنٌ من الطَّرْفاءِ راحٌ مَمْطُورْ والرَّيْحانُ كلُّ بَقْل طَيِّب الريح واحدته رَيْحانة وقال بِرَيْحانةٍ من بَطْنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ لها أَرَجٌ ما حَوْلها غيرُ مُسْنِتِ والجمع رَياحين وقيل الرَّيْحانُ أَطراف كل بقلة طيبة الريح إِذا خرج عليها أَوائلُ النَّوْر وفي الحديث إِذا أُعْطِيَ أَحدُكم الرَّيْحانَ فلا يَرُدَّه هو كل نبت طيب الريح من أَنواع المَشْمُوم والرَّيْحانة الطَّاقةُ من الرَّيحان الأَزهري الريحان اسم جامع للرياحين الطيبة الريح والطاقةُ الواحدةُ رَيْحانةٌ أَبو عبيد إِذا طال النبتُ قيل قد تَرَوَّحتِ البُقُول فهي مُتَرَوِّحةٌ والريحانة اسم للحَنْوَة كالعَلَمِ والرَّيْحانُ الرِّزْقُ على التشبيه بما تقدم وقوله تعالى فَرَوْحٌ ورَيْحان أَي رحمة ورزق وقال الزجاج معناه فاستراحة وبَرْدٌ هذا تفسير الرَّوْح دون الريحان وقال الأَزهري في موضع آخر قوله فروح وريحان معناه فاستراحة وبرد وريحان ورزق قال وجائز أَن يكون رَيحانٌ هنا تحيَّة لأَهل الجنة قال وأَجمع النحويون أَن رَيْحاناً في اللغة من ذوات الواو والأَصل رَيْوَحانٌ
( * قوله « والأصل ريوحان » في المصباح أصله ريوحان بياء ساكنة ثم واو مفتوحة ثم قال وقال جماعة هو من بنات الياء وهو وزان شيطان وليس تغيير بدليل جمعه على رياحين مثل شيطان وشياطين ) فقلبت الواو ياء وأُدغمت فيها الياء الأُولى فصارت الرَّيَّحان ثم خفف كما قالوا مَيِّتٌ ومَيْتٌ ولا يجوز في الرَّيحان التشديد إِلاَّ على بُعْدٍ لأَنه قد زيد فيه أَلف ونون فخُفِّف بحذف الياء وأُلزم التخفيف وقال ابن سيده أَصل ذلك رَيْوَحان قلبت الواو ياء لمجاورتها الياء ثم أُدغمت ثم خففت على حدّ مَيْتٍ ولم يستعمل مشدَّداً لمكان الزيادة كأَنَّ الزيادة عوض من التشديد فَعْلاناً على المعاقبة
( * قوله « فعلاناً على المعاقبة إلخ » كذا بالأصل وفيه سقط ولعل التقدير وكون أصله روحاناً لا يصح لان فعلاناً إلخ أَو نحو ذلك ) لا يجيء إِلا بعد استعمال الأَصل ولم يسمع رَوْحان التهذيب وقوله تعالى فروح وريحان على قراءة من ضم الراء تفسيره فحياة دائمة لا موت معها ومن قال فَرَوْحٌ فمعناه فاستراحة وأَما قوله وأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ منه فمعناه برحمة منه قال كذلك قال المفسرون قال وقد يكون الرَّوْح بمعنى الرحمة قال الله تعالى لا تَيْأَسُوا من رَوْح الله أَي من رحمة الله سماها رَوْحاً لأَن الرَّوْحَ والراحةَ بها قال الأَزهري وكذلك قوله في عيسى ورُوحٌ منه أَي رحمة منه تعالى ذكره والعرب تقول سبحان الله ورَيْحانَه قال أَهل اللغة معناه واسترزاقَه وهو عند سيبويه من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر تقول خرجت أَبتغي رَيْحانَ الله قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب سلامُ الإِله ورَيْحانُه ورَحْمَتُه وسَماءٌ دِرَرْ غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العبادِ فأَحْيا البلادَ وطابَ الشَّجَرْ قال ومعنى قوله وريحانه ورزقه قال الأَزهري قاله أَبو عبيدة وغيره قال وقيل الرَّيْحان ههنا هو الرَّيْحانُ الذي يُشَمّ قال الجوهري سبحان الله ورَيْحانَه نصبوهما على المصدر يريدون تنزيهاً له واسترزاقاً وفي الحديث الولد من رَيْحانِ الله وفي الحديث إِنكم لتُبَخِّلُون
( * قوله « انكم لتبخلون إلخ » معناه أن الولد يوقع أباه في الجبن خوفاً من أن يقتل فيضيع ولده بعده وفي البخل ابقاء على ماله وفي الجهل شغلاً به عن طلب العلم والواو في وانكم للحال كأنه قال مع انكم من ريحان الله أي من رزق الله تعالى كذا بهامش النهاية ) وتُجَهِّلُون وتُجَبِّنُونَ وإِنكم لمن رَيْحانِ الله يعني الأَولادَ والريحان يطلق على الرحمة والرزق والراحة وبالرزق سمي الولد رَيْحاناً وفي الحديث قال لعليّ رضي الله عنه أُوصيك بِرَيْحانَتَيَّ خيراً قبل أَن يَنهَدَّ رُكناك فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا أَحدُ الركنين فلما ماتت فاطمة قال هذا الركن الآخر وأَراد بريحانتيه الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما وقوله تعالى والحَبُّ ذو العَصْفِ والرَّيحانُ قيل هو الوَرَقُ وقال الفراء ذو الوَرَق والرِّزقُ وقال الفرّاء العَصْفُ ساقُ الزرعِ والرَّيْحانُ ورَقهُ وراحَ منك معروفاً وأَرْوَحَ قال والرَّواحُ والراحةُ والمُرايَحةُ والرَّوِيحَةُ والرَّواحة وِجْدَانُك الفَرْجَة بعد الكُرْبَة والرَّوْحُ أَيضاً السرور والفَرَحُ واستعاره عليّ رضي الله عنه لليقين فقال فباشِرُوا رَوْحَ اليقين قال ابن سيده وعندي أَنه أَراد الفَرْحة والسرور اللذين يَحْدُثان من اليقين التهذيب عن الأَصمعي الرَّوْحُ الاستراحة من غم القلب وقال أَبو عمرو الرَّوْحُ الفَرَحُ والرَّوْحُ بَرْدُ نسيم الريح الأَصمعي يقال فلان يَراحُ للمعروف إِذا أَخذته أَرْيَحِيَّة وخِفَّة والرُّوحُ بالضم في كلام العرب النَّفْخُ سمي رُوحاً لأَنه رِيحٌ يخرج من الرُّوحِ ومنه قول ذي الرمة في نار اقْتَدَحَها وأَمر صاحبه بالنفخ فيها فقال فقلتُ له ارْفَعْها إِليك وأَحْيِها برُوحكَ واجْعَله لها قِيتَةً قَدْرا أَي أَحيها بنفخك واجعله لها الهاء للرُّوحِ لأَنه مذكر في قوله واجعله والهاء التي في لها للنار لأَنها مؤنثة الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال يقال خرج رُوحُه والرُّوحُ مذكر والأَرْيَحِيُّ الرجل الواسع الخُلُق النشيط إِلى المعروف يَرْتاح لما طلبت ويَراحُ قَلْبُه سروراً والأَرْيَحِيُّ الذي يَرْتاح للنَّدى وقال الليث يقال لكل شيء واسع أَرْيَحُ وأَنشد ومَحْمِل أَرْيَح جَحاحِي قال وبعضهم يقول ومحمل أَرْوَح ولو كان كذلك لكان قد ذمَّه لأَن الرَّوَحَ الانبطاح وهو عيب في المَحْمِلِ قال والأَرْيَحِيُّ مأْخوذ من راحَ يَرَاحُ كما يقال للصَّلْتِ المُنْصَلِتِ أَصْلَتِيٌّ وللمُجْتَنِبِ أَجْنَبِيٌّ والعرب تحمل كثيراً من النعت على أَفْعَلِيّ فيصر كأَنه نسبة قال الأَزهري وكلام العرب تقول رجل أَجْنَبُ وجانِبٌ وجُنُبٌ ولا تكاد تقول أَجْنَبِيٌّ ورجل أَرْيَحِيٌّ مُهْتَزٌّ للنَّدى والمعروف والعطية واسِعُ الخُلُق والاسم الأَرْيَحِيَّة والتَّرَيُّح عن اللحياني قال ابن سيده وعندي أَن التَّرَيُّح مصدر تَريَّحَ وسنذكره وفي شعر النابغة الجعدي يمدح ابن الزبير حَكَيْتَ لنا الصِّدِّيقَ لمّا وَلِيتَنا وعُثمانَ والفارُوقَ فارْتاحَ مُعْدِمُ أَي سَمَحَت نفسُ المُعْدِم وسَهُلَ عليه البَذل يقال رِحْتُ المعروف أَراحُ رَيْحاً وارْتَحْتُ أَرْتاحُ ارْتِياحاً إِذا مِلْتَ إِليه وأَحببته ومنه قولهم أَرْيَحِيٌّ إِذا كان سخيّاً يَرْتاحُ للنَّدَى وراحَ لذلك الأَمر يَراحُ رَواحاً ورُؤُوحاً وراحاً وراحةً وأَرْيَحِيَّةً ورِياحةً أَشْرَق له وفَرِحَ به وأَخَذَتْه له خِفَّةٌ وأَرْيَحِيَّةٌ قال الشاعر إِنَّ البخيلَ إِذا سأَلْتَ بَهَرْتَه وتَرَى الكريمَ يَراحُ كالمُخْتالِ وقد يُستعارُ للكلاب وغيرها أَنشد اللحياني خُوصٌ تَراحُ إِلى الصِّياحِ إِذا غَدَتْ فِعْلَ الضِّراءِ تَراحُ للكَلاَّبِ ويقال أَخذته الأَرْيَحِيَّة إِذا ارتاح للنَّدَى وراحتْ يَدُه بكذا أَي خَفَّتْ له وراحت يده بالسيف أَي خفت إِلى الضرب به قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذ الهذلي يصف صائداً تَراحُ يَداه بِمَحْشُورة خَواظِي القِداحِ عِجافِ النِّصال أَراد بالمحشورة نَبْلاَ للُطْفِ قَدِّها لأَنه أَسرع لها في الرمي عن القوس والخواظي الغلاظ القصار وأَراد بقوله عجاف النصال أَنها أُرِقَّتْ الليث راحَ الإِنسانُ إِلى الشيء يَراحُ إِذا نَشِطَ وسُرَّ به وكذلك ارتاحَ وأَنشد وزعمتَ أَنَّك لا تَراحُ إِلى النِّسا وسَمِعْتَ قِيلَ الكاشِحَ المُتَرَدِّدِ والرِّياحَة أَن يَراحَ الإِنسانُ إِلى الشيء فيَسْتَرْوِحَ ويَنْشَطَ إِليه والارتياح النشاط وارْتاحَ للأَمر كراحَ ونزلت به بَلِيَّةٌ فارْتاحَ اللهُ له برَحْمَة فأَنقذه منها قال رؤبة فارْتاحَ رَبي وأَرادَ رَحْمَتي ونِعْمَةً أَتَمَّها فتَمَّتِ أَراد فارتاح نظر إِليَّ ورحمني قال الأَزهري قول رؤبة في فعل الخالق قاله بأَعرابيته قال ونحن نَسْتَوْحِشُ من مثل هذا اللفظ لأَن الله تعالى إِنما يوصف بما وصف به نفسه ولولا أَن الله تعالى ذكره هدانا بفضله لتمجيده وحمده بصفاته التي أَنزلها في كتابه ما كنا لنهتدي لها أَو نجترئ عليها قال ابن سيده فأَما الفارسي فجعل هذا البيت من جفاء الأَعراب كما قال لا هُمَّ إِن كنتَ الذي كعَهْدِي ولم تُغَيِّرْكَ السِّنُونَ بَعْدِي وكما قال سالمُ بنُ دارَةَ يا فَقْعَسِيُّ لِمْ أَكَلْتَه لِمَهْ ؟ لو خافَكَ اللهُ عليه حَرَّمَهْ فما أَكلتَ لَحْمَه ولا دَمَهْ والرَّاحُ الخمرُ اسم لها والراحُ جمع راحة وهي الكَفُّ والراح الارْتِياحُ قال الجُمَيحُ ابنُ الطَّمَّاح الأَسَدِيُّ ولَقِيتُ ما لَقِيَتْ مَعَدٌّ كلُّها وفَقَدْتُ راحِي في الشَّبابِ وخالي والخالُ الاختيال والخُيَلاءُ فقوله وخالي أَي واختيالي والراحةُ ضِدُّ التعب واسْتراحَ الرجلُ من الراحة والرَّواحُ والراحة مِن الاستراحة وأَراحَ الرجل والبعير وغيرهما وقد أَراحَني ورَوَّح عني فاسترحت ويقال ما لفلان في هذا الأَمر من رَواح أَي من راحة وجدت لذلك الأَمر راحةً أَي خِفَّةً وأَصبح بعيرك مُرِيحاً أَي مُفِيقاً وأَنشد ابن السكيت أَراحَ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ إِراحةَ الجِدَايةِ النَّفُوزِ الليث الراحة وِجْدانُك رَوْحاً بعد مشقة تقول أَرِحْنُ إِراحةً فأَسْتَريحَ وقال غيره أَراحهُ إِراحةً وراحةً فالإِراحةُ المصدرُ والراحةُ الاسم كقولك أَطعته إِطاعة وأَعَرْتُه إِعَارَةً وعارَةً وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم لمؤذنه بلال أَرِحْنا بها أَي أَذّن للصلاة فتَسْتَريحَ بأَدائها من اشتغال قلوبنا بها قال ابن الأَثير وقيل كان اشتغاله بالصلاة راحة له فإِنه كان يَعُدُّ غيرها من الأَعمال الدنيوية تعباً فكان يستريح بالصلاة لما فيها من مناجاة الله تعالى ولذا قال وقُرَّة عيني في الصلاة قال وما أَقرب الراحة من قُرَّة العين يقال أَراحَ الرجلُ واسْتراحَ إِذا رجعت إِليه نفسه بعد الإِعياء قال ومنه حديث أُمِّ أَيْمَنَ أَنها عَطِشَتْ مُهاجِرَةً في يوم شديد الحرّ فَدُلِّيَ إِليها دَلْوٌ من السماء فشربت حتى أَراحتْ وقال اللحياني أَراحَ الرجلُ اسْتراحَ ورجعت إِليه نفسه بعد الإِعياء وكذلك الدابة وأَنشد تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ أَي تَسترِيحُ وأَراحَ دخل في الرِّيح وأَراحَ إِذا وجد نسيم الريح وأَراحَ إِذا دخل في الرَّواحِ وأَراحَ إِذا نزل عن بعيره لِيُرِيحه ويخفف عنه وأَراحه الله فاستَراحَ وأَراحَ تنفس وقال امرؤ القيس يصف فرساً بسَعَةِ المَنْخَرَيْنِ لها مَنْخَرٌ كوِجارِ السِّباع فمنه تُريحُ إِذا تَنْبَهِرْ وأَراحَ الرجلُ ماتَ كأَنه استراحَ قال العجاج أَراحَ بعد الغَمِّ والتَّغَمْغُمِ
( * قوله « والتغمغم » في الصحاح ومثله بهامش الأصل والتغمم )
وفي حديث الأَسود بن يزيد إِن الجمل الأَحمر لَيُرِيحُ فيه من الحرّ الإِراحةُ ههنا الموتُ والهلاك ويروى بالنون وقد تقدم والتَّرْوِيحةُ في شهر رمضان سمِّيت بذلك لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات وفي الحديث صلاة التراويح لأَنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين والتراويح جمع تَرْوِيحة وهي المرة الواحدة من الراحة تَفْعِيلة منها مثل تسليمة من السَّلام والراحةُ العِرْس لأَنها يُسْتراح إِليها وراحةُ البيت ساحتُه وراحةُ الثوب طَيُّه ابن شميل الراحة من الأَرض المستويةُ فيها ظَهورٌ واسْتواء تنبت كثيراً جَلَدٌ من الأَرض وفي أَماكن منها سُهُولٌ وجَراثيم وليست من السَّيْل في شيء ولا الوادي وجمعها الرَّاحُ كثيرة النبت أَبو عبيد يقال أَتانا فلان وما في وجهه رائحةُ دَمٍ من الفَرَقِ وما في وجهه رائحةُ دَمٍ أَي شيء والمطر يَسْتَرْوِحُ الشجرَ أَي يُحْييه قال يَسْتَرْوِحُ العِلمُ مَنْ أَمْسَى له بَصَرٌ وكان حَيّاً كما يَسْتَرْوِحُ المَطَرُ والرَّوْحُ الرحمة وفي الحديث عن أَبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الريحُ من رَوْحِ الله تأْتي بالرحمة وتأْتي بالعذاب فإِذا رأَيتموها فلا تَسُبُّوها واسأَلوا من خيرها واستعذوا بالله من شرِّها وقوله من روح الله أَي من رحمة الله وهي رحمة لقوم وإِن كان فيها عذاب لآخرين وفي التنزيل ولا تَيْأَسُوا من رَوْحِ الله أَي من رحمة الله والجمع أَرواحٌ والرُّوحُ النَّفْسُ يذكر ويؤنث والجمع الأَرواح التهذيب قال أَبو بكر بنُ الأَنْباريِّ الرُّوحُ والنَّفْسُ واحد غير أَن الروح مذكر والنفس مؤنثة عند العرب وفي التنزيل ويسأَلونك عن الرُّوح قل الروح من أَمر ربي وتأْويلُ الروح أَنه ما به حياةُ النفْس وروى الأَزهري بسنده عن ابن عباس في قوله ويسأَلونك عن الروح قال إِن الرُّوح قد نزل في القرآن بمنازل ولكن قولوا كما قال الله عز وجل قل الروح من أَمر ربي وما أُوتيتم من العلم إِلا قليلاً وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن اليهود سأَلوه عن الروح فأَنزل الله تعالى هذه الآية وروي عن الفراء أَنه قال في قوله قل الروح من أَمر ربي قال من عِلم ربي أَي أَنكم لا تعلمونه قال الفراء والرُّوح هو الذي يعيش به الإِنسان لم يخبر الله تعالى به أَحداً من خلقه ولم يُعْطِ عِلْمَه العباد قال وقوله عز وجل ونَفَخْتُ فيه من رُوحي فهذا الذي نَفَخَه في آدم وفينا لم يُعْطِ علمه أَحداً من عباده قال وسمعت أَبا الهيثم يقول الرُّوحُ إِنما هو النَّفَسُ الذي يتنفسه الإِنسان وهو جارٍ في جميع الجسد فإِذا خرج لم يتنفس بعد خروجه فإِذا تَتامَّ خروجُه بقي بصره شاخصاً نحوه حتى يُغَمَّضَ وهو بالفارسية « جان » قال وقول الله عز وجل في قصة مريم عليها السلام فأَرسلنا إِليها روحَنا فتمثل لها بَشَراً سَوِيّاً قال أَضافِ الروحَ المُرْسَلَ إِلى مريم إِلى نَفْسه كما تقول أَرضُ الله وسماؤه قال وهكذا قوله تعالى للملائكة فإِذا سوَّيته ونَفَخْتُ فيه من روحي ومثله وكَلِمَتُه أَلقاها إِلى مريم ورُوحٌ منه والرُّوحُ في هذا كله خَلْق من خَلْق الله لم يعط علمه أَحداً وقوله تعالى يُلْقِي الرُّوحَ من أَمره على من يشاء من عباده قال الزجاج جاء في التفسير أَن الرُّوح الوَحْيُ أَو أَمْرُ النبوّة ويُسَمَّى القرآنُ روحاً ابن الأَعرابي الرُّوحُ الفَرَحُ والرُّوحُ القرآن والرُّوح الأَمرُ والرُّوح النَّفْسُ قال أَبو العباس
( * قوله « قال أبو العباس » هكذا في الأصل ) وقوله عز وجل يُلْقي الرُّوحَ من أَمره على من يشاء من عباده ويُنَزِّلُ الملائكةَ بالرُّوحِ من أَمره قال أَبو العباس هذا كله معناه الوَحْيُ سمِّي رُوحاً لأَنه حياة من موت الكفر فصار بحياته للناس كالرُّوح الذي يحيا به جسدُ الإِنسان قال ابن الأَثير وقد تكرر ذكر الرُّوح في الحديث كما تكرَّر في القرآن ووردت فيه على معان والغالب منها أَن المراد بالرُّوح الذي يقوم به الجسدُ وتكون به الحياة وقد أُطلق على القرآن والوحي والرحمة وعلى جبريل في قوله الرُّوحُ الأَمين قال ورُوحُ القُدُس يذكَّر ويؤنث وفي الحديث تَحابُّوا بذكر الله ورُوحِه أَراد ما يحيا به الخلق ويهتدون فيكون حياة لكم وقيل أَراد أَمر النبوَّة وقيل هو القرآن وقوله تعالى يوم يَقُومُ الرُّوحُ والملائكةُ صَفّاً قال الزجاج الرُّوحُ خَلْقٌ كالإِنْسِ وليس هو بالإِنس وقال ابن عباس هو ملَك في السماء السابعة وجهه على صورة الإنسان وجسده على صورة الملائكة وجاء في التفسير أَن الرُّوحَ ههنا جبريل ورُوحُ الله حكمُه وأَمره والرُّوحُ جبريل عليه السلام وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى أَنه قال في قول الله تعالى وكذلك أَوحينا إِليك رُوحاً من أَمرنا قال هو ما نزل به جبريل من الدِّين فصار تحيا به الناس أَي يعيش به الناس قال وكلُّ ما كان في القرآن فَعَلْنا فهو أَمره بأَعوانه أَمر جبريل وميكائيل وملائكته وما كان فَعَلْتُ فهو ما تَفَرَّد به وأَما قوله وأَيَّدْناه برُوح القُدُس فهو جبريل عليه السلام والرُّوحُ عيسى عليه السلام والرُّوحُ حَفَظَةٌ على الملائكة الحفظةِ على بني آدم ويروى أَن وجوههم مثل وجوه الإِنس وقوله تَنَزَّلُ الملائكةُ والرُّوحُ يعني أُولئك والرُّوحانيُّ من الخَلْقِ نحوُ الملائكة ممن خَلَقَ اللهُ رُوحاً بغير جسد وهو من نادر معدول النسب قال سيبويه حكى أَبو عبيدة أَن العرب تقوله لكل شيء كان فيه رُوحٌ من الناس والدواب والجن وزعم أَبو الخطاب أَنه سمع من العرب من يقول في النسبة إِلى الملائكة والجن رُوحانيٌّ بضم الراء والجمع روحانِيُّون التهذيب وأَما الرُّوحاني من الخلق فإِنَّ أَبا داود المَصاحِفِيَّ روى عن النَّضْر في كتاب الحروف المُفَسَّرةِ من غريب الحديث أَنه قال حدثنا عَوْفٌ الأَعرابي عن وَرْدانَ بن خالد قال بلغني أَن الملائكة منهم رُوحانِيُّون ومنه مَن خُلِقَ من النور قال ومن الرُّوحانيين جبريل وميكائيل وإِسرافيل عليهم السلام قال ابن شميل والرُّوحانيون أَرواح ليست لها أَجسام هكذا يقال قال ولا يقال لشيء من الخلق رُوحانيٌّ إِلا للأَرواح التي لا أَجساد لها مثل الملائكة والجن وما أَشبههما وأَما ذوات الأَجسام فلا يقال لهم رُوحانيون قال الأَزهري وهذا القول في الرُّوحانيين هو الصحيح المعتمد لا ما قاله ابن المُظَفَّر ان الرُّوحانيّ الذي نفخ فيه الرُّوح وفي الحديث الملائكة الرُّوحانِيُّونَ يروى بضم الراء وفتحها كَأَنه نسب إِلى الرُّوح أَو الرَّوْح وهو نسيم الريح والَلف والنون من زيادات النسب ويريد به أَنهم أَجسام لطيفة لا يدركها البصر وفي حديث ضِمامٍ إِني أُعالج من هذه الأَرواح الأَرواح ههنا كناية عن الجن سمُّوا أَرواحاً لكونهم لا يُرَوْنَ فهم بمنزلة الأَرواح ومكان رَوْحانيٌّ بالفتح أَي طَيِّب التهذيب قال شَمرٌ والرِّيحُ عندهم قريبة من الرُّوح كما قالوا تِيهٌ وتُوهٌ قال أَبو الدُّقَيْش عَمَدَ مِنَّا رجل إِلى قِرْبَةٍ فملأَها من رُوحِه أَي من رِيحِه ونَفَسِه والرَّواحُ نقيضُ الصَّباح وهو اسم للوقت وقيل الرَّواحُ العَشِيُّ وقيل الرَّواحُ من لَدُن زوال الشمس إِلى الليل يقال راحوا يفعلون كذا وكذا ورُحْنا رَواحاً يعني السَّيْرَ بالعَشِيِّ وسار القوم رَواحاً وراحَ القومُ كذلك وتَرَوَّحْنا سِرْنا في ذلك الوقت أَو عَمِلْنا وأَنشد ثعلب وأَنتَ الذي خَبَّرْتَ أَنك راحلٌ غَداةً غَدٍ أَو رائحُ بهَجِيرِ والرواح قد يكون مصدر قولك راحَ يَرُوحُ رَواحاً وهو نقيض قولك غدا يَغْدُو غُدُوًّا وتقول خرجوا بِرَواحٍ من العَشِيِّ ورِياحٍ بمعنًى ورجل رائحٌ من قوم رَوَحٍ اسم للجمع ورَؤُوحٌ مِن قوم رُوحٍ وكذلك الطير وطير رَوَحٌ متفرقة قال الأَعشى ماتَعِيفُ اليومَ في الطيرِ الرَّوَحْ من غُرابِ البَيْنِ أَو تَيْسٍ سَنَحْ ويروى الرُّوُحُ وقيل الرَّوَحُ في هذا البيت المتفرّقة وليس بقوي إِنما هي الرائحة إِلى مواضعها فجمع الرائح على رَوَحٍ مثل خادم وخَدَمٍ التهذيب في هذا البيت قيل أَراد الرَّوَحةَ مثل الكَفَرَة والفَجَرة فطرح الهاء قال والرَّوَحُ في هذا البيت المتفرّقة ورجل رَوَّاحٌ بالعشي عن اللحياني كَرَؤُوح والجمع رَوَّاحُون ولا يُكَسَّر وخرجوا بِرِياحٍ من العشيّ بكسر الراءِ ورَواحٍ وأَرْواح أَي بأَول وعَشِيَّةٌ راحةٌ وقوله ولقد رأَيتك بالقَوادِمِ نَظْرَةً وعليَّ من سَدَفِ العَشِيِّ رِياحُ بكسر الراء فسره ثعلب فقال معناه وقت وقالوا قومُك رائحٌ عن اللحياني حكاه عن الكسائي قال ولا يكون ذلك إِلاَّ في المعرفة يعني أَنه لا يقال قوم رائحٌ وراحَ فلانٌ يَرُوحُ رَواحاً من ذهابه أَو سيره بالعشيّ قال الأَزهري وسمعت العرب تستعمل الرَّواحَ في السير كلَّ وقت تقول راحَ القومُ إِذا ساروا وغَدَوْا ويقول أَحدهم لصاحبه تَرَوَّحْ ويخاطب أَصحابه فيقول تَرَوَّحُوا أَي سيروا ويقول أَلا تُرَوِّحُونَ ؟ ونحو ذلك ما جاء في الأَخبار الصحيحة الثابتة وهو بمعنى المُضِيِّ إِلى الجمعة والخِفَّةِ إِليها لا بمعنى الرَّواح بالعشي في الحديث مَنْ راحَ إِلى الجمعة في الساعة الأُولى أَي من مشى إِليها وذهب إِلى الصلاة ولم يُرِدْ رَواحَ آخر النهار ويقال راحَ القومُ وتَرَوَّحُوا إِذا ساروا أَيَّ وقت كان وقيل أَصل الرَّواح أَن يكون بعد الزوال فلا تكون الساعات التي عدَّدها في الحديث إِلاَّ في ساعة واحدة من يوم الجمعة وهي بعد الزوال كقولك قعدت عندك ساعة إِنما تريد جزءاً من الزمن وإِن لم يكن ساعة حقيقة التي هي جزء من أَربعة وعشرين جزءاً مجموع الليل والنهار وإِذا قالت العرب راحت الإِبل تَرُوحُ وتَراحُ رائحةً فَرواحُها ههنا أَن تأْوِيَ بعد غروب الشمس إِلى مُراحِها الذي تبيت فيه ابن سيده والإِراحةُ رَدُّ الإِبل والغنم من العَشِيِّ إِلى مُرَاحها حيث تأْوي إِليه ليلاً وقد أَراحها راعيها يُرِيحُها وفي لغة هَراحَها يُهْرِيحُها وفي حديث عثمان رضي الله عنه رَوَّحْتُها بالعشيّ أَي رَدَدْتُها إِلى المُراحِ وسَرَحَتِ الماشية بالغداة وراحتْ بالعَشِيِّ أَي رجعت وتقول افعل ذلك في سَراحٍ ورَواحٍ أَي في يُسرٍ بسهولة والمُراحُ مأْواها ذلك الأَوانَ وقد غلب على موضع الإِبل والمُراحُ بالضم حيث تأْوي إِليه الإِبل والغنم بالليل وقولهم ماله سارِحةٌ ولا رائحةٌ أَي شيء راحتِ الإِبلُ وأَرَحْتُها أَنا إِذا رددتُها إِلى المُراحِ وقي حديث سَرِقَة الغنم ليس فيه قَطْعٌ حتى يُؤْوِيَهُ المُراح المُراحُ بالضم الموضع الذي تَرُوحُ إِليه الماشية أَي تأْوي إِليه ليلاً وأَما بالفتح فهو الموضع الذي يروح إِليه القوم أَو يَروحُونَ منه كالمَغْدَى الموضع الذي يُغْدَى منه وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ وأَراحَ عَلَيَّ نَعَماً ثَرِيّاً أَي أَعطاني لأَنها كانت هي مُراحاً لِنَعَمِه وفي حديثها أَيضاً وأَعطاني من كل رائحة زَوْجاً أَي مما يَرُوحُ عليه من أَصناف المال أَعطاني نصيباً وصِنْفاً ويروى ذابِحةٍ بالذال المعجمة والباء وقد تقدم وفي حديث أَبي طلحة ذاك مالٌ رائحٌ أَي يَرُوحُ عليك نَفْعُه وثوابُه يعني قُرْبَ وُصوله إِليه ويروى بالباء وقد تقدم والمَراحُ بالفتح الموضع الذي يَرُوحُ منه القوم أَو يَرُوحُون إِليه كالمَغْدَى من الغَداةِ تقول ما ترك فلانٌ من أَبيه مَغدًى ولا مَراحاً إِذا أَشبهه في أَحوالِه كلها والتَّرْوِيحُ كالإِراحةِ وقال اللحياني أَراحَ الرجل إِراحةً وإِراحاً إِذا راحت عليه إِبلُه وغنمه وماله ولا يكون ذلك إِلاّ بعد الزوال وقول أَبي ذؤيب كأَنَّ مَصاعِيبَ زُبَّ الرُّؤُو سِ في دارِ صِرْمٍ تُلاقس مُرِيحا يمكن أَن يكون أَراحتْ لغة في راحت ويكون فاعلاً في معنى مفعول ويروى تُلاقي مُرِيحاً أَي الرجلَ الذي يُرِيحُها وأَرَحْتُ على الرجل حَقَّه إِذا رددته عليه وقال الشاعر أَلا تُرِيحي علينا الحقَّ طائعةً دونَ القُضاةِ فقاضِينا إِلى حَكَمِ وأَرِحْ عليه حَقَّه أَي رُدَّه وفي حديث الزبير لولا حُدُودٌ فُرِضَتْ وفرائضُ حُدَّتْ تُراحُ على أَهلها أَي تُرَدُّ إِليهم وأَهلُها هم الأَئمة ويجوز بالعكس وهو أَن الأَئمة يردُّونها إِلى أَهلها من الرعية ومنه حديث عائشة حتى أَراحَ الحقَّ على أَهله ورُحْتُ القومَ رَوْحاً ورَواحاً ورُحْتُ إِليهم ذهبت إِليهم رَواحاً أَو رُحْتُ عندهم وراحَ أَهلَه ورَوَّحَهم وتَرَوَّحَهم جاءهم رَواحاً وفي الحديث على رَوْحةٍ من المدينة أَي مقدار رَوْحةٍ وهي المرَّة من الرَّواح والرَّوائح أَمطار العَشِيّ واحدتُها رائحة هذه عن اللحياني وقال مرة أَصابتنا رائحةٌ أَي سَماء ويقال هما يَتَراوحان عَمَلاً أَي يتعاقبانه ويَرْتَوِحان مثلُه ويقال هذا الأَمر بيننا رَوَحٌ ورَِوِحٌ وعِوَرٌ إِذا تَراوَحُوه وتَعاوَرُوه والمُراوَحَةُ عَمَلانِ في عَمَل يعمل ذا مرة وذا مرة قال لبيد ووَلَّى عامِداً لَطَياتِ فَلْجٍ يُراوِحُ بينَ صَوْنٍ وابْتِذالِ يعني يَبْتَذِل عَدْوَه مرة ويصون أُخرى أَي يكُفُّ بعد اجتهاد والرَّوَّاحةُ القطيعُ
( * قوله « والرواحة القطيع إلخ » كذا بالأصل بهذا الضبط ) من الغنم ورَواحَ الرجلُ بين جنبيه إِذا تقلب من جَنْب إِلى جَنْب أَنشد يعقوب إِذا اجْلَخَدَّ لم يَكَدْ يُراوِحُ هِلْباجةٌ حَفَيْسَأٌ دُحادِحُ وراوَحَ بين رجليه إِذا قام على إِحداهما مرَّة وعلى الأَخرى مرة وفي الحديث أَنه كان يُراوِحُ بين قدميه من طول القيام أَي يعتمد على إِحداهما مرة وعلى الأُخرى مرة ليُوصِلَ الراحةَ إِلى كلٍّ منهما ومنه حديث ابن مسعود أَنه أَبْصَرَ رجلاً صافًّا قدميه فقال لو راوَحَ كان أَفضلَ ومنه حديث بكر بن عبد الله كان ثابتٌ يُراوِحُ بين جَبْهَتِه وقَدَمَيه أَي قائماً وساجداً يعني في الصلاة ويقال إِن يديه لتَتراوَحانِ بالمعروف وفي التهذيب لتَتَراحانِ بالمعروف وناقة مُراوِحٌ تَبْرُكُ من وراء الإِبل الأَزهري ويقال للناقة التي تبركُ وراءَ الإِبلِ مُراوِحٌ ومُكانِفٌ قال كذلك فسره ابن الأَعرابي في النوادر والرَّيِّحةُ من العضاه والنَّصِيِّ والعِمْقَى والعَلْقى والخِلْبِ والرُّخامَى أَن يَظْهَر النبتُ في أُصوله التي بقيت من عامِ أَوَّلَ وقيل هو ما نبت إِذا مسَّه البَرْدُ من غير مطر وحكى كراع فيه الرِّيحة على مثال فِعْلَة ولم يَلْحك مَنْ سِواه إِلاَّ رَيِّحة على مِثال فَيِّحة التهذيب الرَّيِّحة نبات يَخْضَرُّ بعدما يَبِسَ ورَقُه وأَعالي أَغصانه وتَرَوَّحَ الشجرُ وراحَ يَراحُ تَفَطَّرَ بالوَرَقِ قبل الشتاء من غير مطر وقال الأَصمعي وذلك حين يَبْرُدُ الليل فيتفطر بالورق من غير مطر وقيل تَرَوَّحَ الشجر إِذا تَفَطَّرَ بوَرَقٍ بعد إِدبار الصيف قال الراعي وخالَفَ المجدَ أَقوامٌ لهم وَرَقٌ راحَ العِضاهُ به والعِرْقُ مَدْخولُ وروى الأَصمعي وخادَعَ المجدُ أَقواماً لهم وَرِقٌ أَي مال وخادَعَ تَرَكَ قال ورواه أَبو عمرو وخادَعَ الحمدَ أَقوام أَي تركوا الحمد أَي ليسوا من أَهله قال وهذه هي الرواية الصحيحة قال الأَزهري والرَّيِّحة التي ذكرها الليث هي هذه الشجرة التي تَتَرَوَّحُ وتَراحُ إِذا بَرَدَ عليها الليلُ فتتفطرُ بالورق من غير مطر قال سمعت العرب تسمِّيها الرَّيِّحة وتَرَوُّحُ الشجر تَفَطُّره وخُروجُ ورقه إِذا أَوْرَق النبتُ في استقبال الشتاء قال وراحَ الشجر يَراحُ إِذا تفطر بالنبات وتَرَوَّحَ النبتُ والشجر طال وتَرَوَّحَ الماءُ إِذا أَخذ رِيحَ غيره لقربه منه وتَرَوَّحَ بالمِرْوَحةِ وتَرَوَّحَ أَي راحَ من الرَّواحِ والرَّوَحُ بالتحريك السَّعَةُ قال المتنخل الهُذَليّ لكنْ كبيرُ بنُ هِنْدٍ يومَ ذَلِكُمُ فُتْحُ الشَّمائل في أَيْمانِهِم رَوَحْ وكبير بن هند حيٌّ من هذيل والفتخ جمع أَفْتَخَ وهو اللَّيِّنُ مَفْصِلِ اليدِ يريد أَن شمائلهم تَنْفَتِخُ لشدَّة النَّزْعِ وكذلك قوله في أَيمانهم رَوَح وهو السَّعَة لشدَّة ضربها بالسيف وبعده تَعْلُو السُّيوفُ بأَيْدِيهِم جَماجِمَهُم كما يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَز الصَّرَحُ والرَّوَحُ اتساعُ ما بين الفخذين أَو سَعَةٌ في الرجلين وهو دون الفَحَج إِلاَّ أَن الأَرْوح تتباعَدُ صدورُ قدميه وتَتَدانى عَقِباه وكل نعامة رَوْحاء قال أَبو ذؤيب وزَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيِّ كما زَفَّ النَّعامُ إِلى حَفَّانِه الرُّوحِ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كان أَرْوَحَ كأَنه راكبٌ والناس يمشونَ الأَروَحُ الذي تتدانى عَقِباه ويتباعد صدرا قدميه ومنه الحديث لكأَنِّي أَنْظُرُ إِلى كِنانةَ بن عبدِ يالِيلَ قد أَقبلَ يضرِبُ دِرْعُه رَوْحَتَيْ رجليه والرَّوَحُ انقلابُ القَدَمِ على وَحْشِيِّها وقيل هو انبساط في صدر القدم ورجل أَرْوَحٌ وقد رَوِحَتْ قَدَمُه رَوَحاً وهي رَوْحاءُ ابن الأَعرابي في رجله رَوَحٌ ثم فَدَحٌ ثم عَقَلٌ وهو أَشدّها قال الليث الأَرْوَحُ الذي في صدر قدميه انبساط يقولون رَوِحَ الرجلُ يَرْوَحُ رَوَحاً وقصعة رَوْحاءُ قريبة القَعْر وإِناءٌ أَرْوَحُ وفي الحديث أَنه أُتيَ بقدحٍ أَرْوَحَ أَي مُتَّسع مبطوح واسْتراحَ إِليه أَي اسْتَنامَ وفي الصحاح واسْتَرْوَحَ إِليه أَي استنام والمُسْتَراحُ المَخْرَجُ والرَّيْحانُ نبت معروف وقول العجاج عالَيْتُ أَنْساعِي وجَلْبَ الكُورِ على سَراةِ رائحٍ مَمْطُورِ يريد بالرائِح الثورَ الوحشي وهو إِذا مُطِرَ اشتدَّ عَدْوُه وذو الراحة سيف كان للمختار بن أَبي عُبَيْد وقال ابن الأَعرابي قي قوله دَلَكَتْ بِراحِ قال معناه استُريح منها وقال في قوله مُعاوِيَ من ذا تَجْعَلُونَ مَكانَنا إِذا دَلَكَتْ شمسُ النهارِ بِراحِ يقول إِذا أَظلم النهار واسْتُريحَ من حرّها يعني الشمس لما غشيها من غَبَرة الحرب فكأَنها غاربة كقوله تَبْدُو كَواكِبُه والشمسُ طالعةٌ لا النُّورُ نُورٌ ولا الإِظْلامُ إِظْلامُ وقيل دَلَكَتْ براح أَي غَرَبَتْ والناظرُ إِليها قد تَوَقَّى شُعاعَها براحته وبنو رَواحةَ بطنٌ ورِياحٌ حَيٌّ من يَرْبُوعٍ ورَوْحانُ موضع وقد سَمَّتْ رَوْحاً ورَواحاً والرَّوْحاءُ موضع والنسب إِليه رَوْحانيٌّ على غير قياس الجوهري ورَوْحاء ممدود بلد

( ريح ) الأَرْيَحُ الواسعُ من كل شيء والأَرْيَحِيُّ الواسعُ الخُلُق المنبسِطُ إِلى المعروف والعرب تحمل كثيراً من النعت على أَفْعَليٍّ كأَرْيَحِيٍّ وأَحْمَرِيّ والاسم الأَرْيَحِيَّةُ وأَخَذَتْه لذلك أَرْيَحيَّة أَي خِفَّةٌ وهَشَّةٌ وزعم الفارسي أَنَّ ياء أَرْيَحيَّة بَدَلٌ من الواو فإِن كان هذا فبابه روح والحديث المَرْوِيُّ عن جعفر ناوَلَ رجلاً ثوباً جديداً فقال اطْوِه على راحته أَي طَيِّه الأَوّلِ والرِّياحُ بالفتح الرَّاحُ وهي الخمر وكلُّ خمر رَياحٌ وراحٌ وبذلك عُلم أَن أَلفها منقلبة عن ياء قال امرؤ القيس كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواء غُدَيَّةً نَشاوى تَساقَوْا بالرِّياحِ المُفَلْفَلِ
( * في معلقة امرئ القيس « صبِحنَ سُلافاً من رحيقٍ مُفَلفل » )
وقال بعضهم سمِّيت راحاً لأَن صاحبها يَرْتاحُ إِذا شربها وذلك مذكور في روح وأَرْيَحُ موضع بالشام قال صَخْر الغَيّ يصف سيفاً فَلَوْتُ عنه سُيُوفَ أَرْيَحَ إِذ باءَ بِكَفِّي فلم أَكَدْ أَجِدُ وأَورد الأَزهري هذا البيت فقال قال الهذلي فَلَوتُ عنه سيوف أَرْيحَ حَتْ تَى باءَ كفي ولم أَكد أَجد وقال أَرْيَحُ حَي من اليمنِ باءَ كفي له مَباءَةً أَي مَرجِعاً وكفي موضع نصب لم أَكد أَجد لعِزَّته والأَرْيَحِيُّ السيفُ إِما أَن يكون منسوباً إِلى هذا الموضع الذي بالشام وإِما أَن يكون لاهتزازه قال وأَرْيَحِيّاً عَضْباً وذا خُصَلٍ مُخْلَوْلِقَ المَتْنِ سابِحاً نَزِقا وأَرِيحاءُ وأَرْيَحاءُ بلد النسب إِلىه أَرْيَحِيٌّ وهو من شاذ معدول النسب وفي الحديث ذكر الرِّيحِ والرِّياحِ وأَصلها الواو وقد ذكرت في روح واللهأَعلم

( زحح ) قال الله تعالى فمن زُحْزِحَ عن النار وأُدْخِلَ الجنةَ فقد فازَ زُحْزِحَ أَي نُحِّيَ وبُعِّدَ وزَحَّ الشيءَ يَزُحُّه زَحّاً جذبه في عَجَلَة وزَحَّه يَزُحُّه زَحّاً وزَحْزَحه فتَزَحْزَحَ دَفَعه ونَحَّاه عن موضعه فَتَنَحَّى وباعَدَه منه قال ذو الرمة يا قابِضَ الرُّوحِ عن جِسْمٍ عَصَى زَمَناً وغافِرَ الذَّنْبِ زَحْزِحْنِي عن النارِ ويقال هو بِزَحْزَحٍ عن ذلك أَي ببُعْدٍ منه الأَزهري قال بعضهم هذا مكرَّر من باب المعتل وأَصله من زاحَ يَزيحُ إِذا تأَخَّر قال ومنه قول لبيد زاحَ عن مِثْلِ مَقامِي وزَحَلْ ومنه يقال زاحتْ علته وأَزَحْتُها وقيل هو مأْخوذ من الزَّوْحِ وهو السَّوْقُ الشديد وكذلك الذَّوْحُ وفي الحديث من صام يوماً في سبيل الله زَحْزَحَه اللهُ عن النار سبعين خَريفاً زحزحه أَي نَحَّاه عن مكانه وباعده منه يعني باعده عن النار مسافة تُقطع في سبعين سنة لأَنه كلما مَرَّ خريف فقد انقضت سنة ومنه حديث عليّ أَنه قال لسليمان بن صُرَدٍ لما حضره بعد فراغه من الجَمَلِ تَزَحْزَحْتَ وتَرَبَّصْتَ فكيف رأَيتَ اللهَ صَنَع ومنه حديث الحسن بن علي كان إِذا فرغ من الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس وإِن زُحْزِحَ أَي وإِن أُريد تنحيته عن ذلك وأُزْعِجَ وحُمِلَ على الكلام والزَّحْزاحُ موضع قال يُوعِدُ خَيْراً وهو بالزَّحْزاحِ وقد يجوز أَن يكون الزَّحْزاحُ هنا اسماً من التَّزَحْزُحِ أَي التباعد والتَّنَحِّي وتَزَحْزَحْتُ عن المكان وتَحَزْحَزْتُ بمعنى واحد

( زرح ) زَرَحَه بالرُّمحِ شَجَّه قال ابن دُرَيْد ليس بِثَبَتٍ والزَّرْوَحُ الرابية الصغيرة وقيل الأَكَمَةُ المنبسِطةُ والجمع الزَّراوِحُ ابن شميل الزَّراوِحُ من التِّلال منبسِطٌ لا يُمْسِكُ الماءَ رأْسُهُ صَفاةٌ قال ذو الرمة وتَرْجاف أَلْحِيها إِذا ما تَنَصَّبَتْ
( * هكذا في الأصل )
على رافِعِ الآلِ التِّلالُ الزَّراوِحُ قال والحَزاوِرُ مثلها وسيأْتي ذكره الأَزهري ابن الأَعرابي الزُّرَّاحُ النَّشِيطُو الحركات والزَّرْوَحَةُ مثل السَّرْوَعةِ يكون من الرَّمَل وغيره

( زقح ) ابن سيده زَقَحَ القِرْدُ زَقْحاً صَوَّتَ عن كراع

( زلح ) الزَّلْحُ الباطلُ وزَلَحَ الشيءَ يَزْلَحُه زَلْحاً وتَزَلَّحه تَطَعَّمَه وخُبْزَةٌ زَلحْلَحَة كذلك
( * قوله « وخبزة زلحلحة كذلك » كذا بالأَصل وفي القاموس والزلحلح الخفيف الجسم والوادي الغير العميق وبالهاء الرقيقة من الخبز وقوله والزلح أي بضمتين القصاع الكبار جمع زلحلحة حذفت الزيادة من جمعها )
والزُّلُحُ من قولك قصعة زَلَحْلَحَة أَي منبسطة لا قعر لها وقيل قريبة القعر قال ثُمَّتَ جاؤُوا بقِصاعٍ مُلْسِ زَلَحْلَحاتٍ ظاهراتِ اليُبْسِ أُخِذْنَ في السُّوق بفَلْسِ فَلْسِ قال وهي كلمة على فَعْلَلٍ أَصله ثلاثي أُلحق ببناء الخماسي وذكر ابن شميل عن أَبي خَيْرَةَ أَنه قال الزَّلَحْلَحاتُ في باب القِصاع واحدتها زَلَحْلَحَةٌ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال الزُّلُحُ الصِّحافُ الكبار حذف الزيادة في جمعها ووادٍ زَلَحْلَحٌ غيرُ عَمِيق

( زلنقح ) الأَزهري الزَّلَنْقَحُ السَّيِّءُ الخُلُقِ

( زمح ) الزُّمَّحُ من الرجال الضعيفُ وقيل القصير الدميم وقيل اللئيم والزُّمَّحُ والزَّوْمَحُ من الرجال الأَسودُ القبيحُ الشَّرِيرُ وأَنشد شمر ولم تَكُ شِهْدارةَ الأَبْعَدين ولا زُمَّحَ الأَقْرَبين الشَّرِيرا وقيل الزُّمَّحُ القصير السَّمْجُ الخِلْقَة السَّيِّءُ الأَدَمُّ المَشْؤُوم والزِّمَحْنُ والزِّمَحْنةُ السيِّءُ الخُلْق والزَّامِحُ الدُّمَّلُ اسمٌ كالكاهِلِ والغارِبِ لأَنَّا لم نجد له فِعْلاً والزُّمَّاحُ طين يجعل على رأْس خشبة يرمى بها الطير وأَنكرها بعضهم وقال إِنما هو الجُمَّاحُ والزُّمَّاحُ طائر كان يَقِفُ بالمدينة في الجاهلية على أُطُمٍ فيقول شيئاً وقيل كان يسقط في بعض مَرابِدِ المدينة فيأْكل تَمْره فَرَمَوْه فقتلوه فلم يأْكل أَحد من لحمه إِلا مات قال أَعَلى العَهدِ أَصْبَحَتْ أُمُّ عَمْرِو ليتَ شِعْرِي أَم غالها الزُّمَّاحُ ؟ الأَزهري الزُّمَّاحُ طائر كانت الأَعراب تقول إِنه يأْخذ الصبي من مَهْدِه وزَمَّحَ الرجلُ إِذا قتل الزُّمَّاحَ وهو هذا الطائر الذي يأْخذ الصبي

( زنح ) أَبو خَيْرَةَ إِذا شرب الرجلُ الماء في سُرْعةِ إِساغةٍ فهو التَّزْنِيحُ قال الأَزهري وسماعي من العرب التَّزَنُّحُ يقال تَزَنَّحْتُ الماءَ تَزَنُّحاً إِذا شربته مرة بعد أُخرى وتَزَنَّح الرجل إِذا ضايق إِنساناً في معاملة أَو دَيْن وزَنَحه يَزْنَحُه زَنْحاً دَفَعه وفي حديث زياد قال عبد الرحمن بن السائب فَزَنَجَ شيءٌ أَقبل طويلُ العُنُقِ فقلت ما أَنتَ ؟ فقال أَنا النَّقَّادُ ذو الرَّقَبة قال لا أَدري ما زَنَجَ لعله بالحاء والزَّنْحُ الدفعُ كأَنه يريد هجومَ هذا الشخص وإِقبالَه ويحتمل أَن يكون زَلَج باللام والجيم وهو سرعةُ ذهاب الشيء ومُضِيُّه وقيل هو بالحاء بمعنى سَنَحَ وعَرَضَ والتَّزَنُّحُ التَّفَتُّحُ في الكلام ورَفْعُ الإِنسان نفْسَه فوق قَدْرِه قال أَبو الغَريبِ تَزَنّحُ بالكلام عليَّ جَهْلاً كأَنك ماجدٌ من أَهلِ بَدْرِ والتَّزَنُّحُ في الكلام فوق الهَذْرِ والزُّنُح المكافئونَ على الخير والشر
( * زاد المجد الزنوح كرسول الناقة السريعة والمزانحة الممادحة )

( زوح ) التهذيب الزَّوْحُ تفريق الإِبل ويقال الزَّوْحُ جَمْعُها إِذا تفرّقت والزَّوْحُ الزَّوَلانُ شمر زاحَ وزاخَ بالحاء والخاء بمعنى واحد إِذا تَنَحَّى ومنه قول لبيد لو يقومُ الفِيلُ أَو فَيَّالُه زاحَ عن مثلِ مَقامي وزَحَلْ قال ومنه زاحتْ علَّته وأَزَحْتُها أَنا وزاحَ الشيءَ زَوْحاً وأَزاحَه أَزاغه عن موضعه ونَحَّاه وزاحَ هو يَزُوحُ وزاحَ الرجلُ زَوْحاً تباعد والزَّواحُ الذهابُ عن ثعلب وأَنشد إِني زعيمٌ يا نُوَيْ قَةُ إِنْ نَجَوْتِ من الزَّواحْ

( زيح ) زاحَ الشيءُ يَزيحُ زَيْحاً وزُيُوحاً وزِيُوحاً وزَيَحاناً وانْزاحَ ذهب وتباعد وأَزَحْتُه وأَزاحَه غيرُه وفي التهذيب الزَّيْحُ ذهابُ الشيء تقول قد أَزَحْتُ علته فزاحتْ وهي تَزيحُ وقال الأَعْشى وأَرْمَلَةٍ تَسْعَى بشُعْثٍ كأَنها وإِياهُم رُبْدٌ أَحَثَّتْ رِئالَها هَنَأْنا فلم تَمْنُنْ علينا فأَصْبَحتْ رَخيَّةَ بالٍ قد أَزَحْنا هُزالَها ابن بري قوله هنأْنا أَي أَطعمنا والشعْثُ أَولادُها والرُّبْدُ النعامُ والرُّبْدَةُ لونها والرِّئالُ جمع رَأْلٍ وهو فَرْخُ النعام وفي حديث كعب بن مالك زاحَ عني الباطلُ أَي زال وذهب وأَزاحَ الأَمرَ قضاه

( سبح ) السَّبْحُ والسِّباحة العَوْمُ سَبَحَ بالنهر وفيه يَسْبَحُ سَبْحاًوسِباحةً ورجل سابِحٌ وسَبُوح من قوم سُبَحاء وسَبَّاحٌ من قوم سَبَّاحين وأَما ابن الأَعرابي فجعل السُّبَحاء جَمْعَ سابح وبه فسر قول الشاعر وماءٍ يَغْرَقُ السُّبَحاءُ فيه سَفِينتُه المُواشِكةُ الخَبُوبُ قال السُّبَحاءُ جمع سابِحٍ ويعني بالماء هنا السَّرابَ والمُواشِكةُ الجادَّةُ في سيرها والخَبُوب من الخَبَب في السير جعل الناقة مثل السفينة حين جعل السَّرابَ كالماء وأَسْبَح الرجلَ في الماء عَوَّمَه قال أُمية والمُسْبِحُ الخُشْبَ فوقَ الماءِ سَخَّرَها في اليَمِّ جَرْيَتُها كأَنها عُوَمُ وسَبْحُ الفَرَسِ جَرْيُه وفرس سَبُوحٌ وسابِحٌ يَسْبَحُ بيديه في سيره والسَّوابِحُ الخيل لأَنها تَسْبَح وهي صفة غالبة وفي حديث المقداد أَنه كان يوم بدرٍ على فرس يقال له سَبْحَة قال ابن الأَثير هو من قولهم فرس سابِحٌ إِذا كان حسنَ مَدِّ اليدين في الجَرْي وقوله أَنشده ثعلب لقد كانَ فيها للأَمانةِ موضِعٌ وللعَيْنِ مُلْتَذٌّ وللكَفِّ مَسْبَحُ فسره فقال معناه إِذا لمسَتها الكف وجدت فيها جميع ما تريد والنجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ سَبْحاً إِذا جرت في دَورَانها والسَّبْحُ الفَراغُ وقوله تعالى إِنَّ لك في النهار سَبْحاً طويلاً إِنما يعني به فراغاً طويلاً وتَصَرُّفاً وقال الليث معناه فراغاً للنوم وقال أَبو عبيدة مُنْقَلَباً طويلاً وقال المُؤَرِّجُ هو الفَراغ والجَيئَة والذهاب قال أَبو الدُّقَيْش ويكون السَّبْحُ أَيضاً فراغاً بالليل وقال الفراء يقول لك في النهار ما تقضي حوائجك قال أَبو إِسحق من قرأَ سَبْخاً فمعناه قريب من السَّبْح وقال ابن الأَعرابي من قرأَ سَبْحاً فمعناه اضطراباً ومعاشاً ومن قرأَ سَبْخاً أَراد راحة وتخفيفاً للأَبدان قال ابنُ الفَرَج سمعت أَبا الجَهْم الجَعْفَرِيِّ يقول سَبَحْتُ في الأَرض وسَبَخْتُ فيها إِذا تباعدت فيها ومنه قوله تعالى وكلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُون أَي يَجْرُونَ ولم يقل تَسْبَحُ لأَنه وصفها بفعل من يعقل وكذلك قوله والسَّابحاتِ سَبْحاً هي النجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ أَي تذهب فيها بَسْطاً كما يَسْبَحُ السابحُ في الماء سَبْحاً وكذلك السابح من الخيل يمدّ يديه في الجري سَبْحاً وقال الأَعشى كم فيهمُ من شَطْبَةٍ خَيْفَقٍ وسابِحٍ ذي مَيْعَةٍ ضامِرِ وقال الأَزهري في قوله عز وجل والسابِحاتِ سَبْحاً فالسَّابِقاتِ سَبْقاً قيل السابحاتُ السُّفُنُ والسابقاتُ الخيلُ وقيل إِنها أَرواح المؤمنين تخرج بسهولة وقيل الملائكة تَسْبَحُ بين السماء والأَرض وسَبَحَ اليَرْبُوعُ في الأَرض إِذا حفر فيها وسَبَحَ في الكلام إِذا أَكثر فيه والتَّسبيح التنزيه وسبحان الله معناه تنزيهاً لله من الصاحبة والولد وقيل تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي له أَن يوصف قال ونَصْبُه أَنه في موضع فعل على معنى تسبيحاً له تقول سَبَّحْتُ الله تسبيحاً له أَي نزهته تنزيهاً قال وكذلك روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال الزجاج في قوله تعالى سُبْحانَ الذي أَسْرَى بعبده ليلاً قال منصوب على المصدر المعنى أُسبِّح الله تسبيحاً قال وسبحان في اللغة تنزيه الله عز وجل عن السوء قال ابن شميل رأَيت في المنام كأَنَّ إِنساناً فسر لي سبحان الله فقال أَما ترى الفرس يَسْبَحُ في سرعته ؟ وقال سبحان الله السرعةُ إِليه والخِفَّةُ في طاعته وجِماعُ معناه بُعْدُه تبارك وتعالى عن أَن يكون له مِثْلٌ أَو شريك أَو ندٌّ أَو ضدّ قال سيبويه زعم أَبو الخطاب أَن سبحان الله كقولك براءَةَ الله أَي أُبَرِّئُ اللهَ من السوء براءةً وقيل قوله سبحانك أَي أُنزهك يا رب من كل سوء وأُبرئك وروى الأَزهري بإِسناده أَن ابن الكَوَّا سأَل عليّاً رضوان الله تعالى عليه عن سبحان الله فقال كلمة رضيها الله لنفسه فأَوصى بها والعرب تقول سُبْحانَ مِن كذا إِذا تعجبت منه وزعم أَن قول الأَعشى في معنى البراءة أَيضاً أَقولُ لمَّا جاءني فَخْرُه سبحانَ مِن عَلْقَمَةَ الفاخِرِ أَي براءةً منه وكذلك تسبيحه تبعيده وبهذا استدل على أَن سبحان معرفة إِذ لو كان نكرة لانصرف ومعنى هذا البيت أيضاً العجب منه إِذ يَفْخَرُ قال وإِنما لم ينوّن لأَنه معرفة وفيه شبه التأْنيث وقال ابن بري إِنما امتنع صرفه للتعريف وزيادة الأَلف والنون وتعريفه كونه اسماً علماً للبراءة كما أَن نَزالِ اسم علم للنزول وشَتَّانَ اسم علم للتفرّق قال وقد جاء في الشعر سبحان منوّنة نكرة قال أُمية سُبْحانَه ثم سُبْحاناً يَعُودُ له وقَبْلَنا سَبَّح الجُودِيُّ والجُمُدُ وقال ابن جني سبحان اسم علم لمعنى البراءة والتنزيه بمنزلة عُثْمانَ وعِمْرانَ اجتمع في سبحان التعريف والأَلف والنون وكلاهما علة تمنع من الصرف وسَبَّح الرجلُ قال سبحان الله وفي التنزيل كلٌّ قد عَلِمَ صلاتَه وتسبيحَه قال رؤبة سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِن تَأَلُّهِ وسَبَحَ لغة حكى ثعلب سَبَّح تسبيحاً وسُبْحاناً وعندي أَن سُبْحاناً ليس بمصدر سَبَّح إِنما هو مصدر سَبَح إِنما هو مصدر سَبَح وفي التهذيب سَبَّحْتُ الله تسبيحاً وسُبْحاناً بمعنى واحد فالمصدر تسبيح والاسم سُبْحان يقوم مقام المصدر وأَما قوله تعالى تُسَبِّح له السمواتُ السبعُ والأَرضُ ومَن فيهن وإِنْ من شيء إِلاَّ يُسَبِّحُ بحمده ولكن لا تَفْقَهُونَ تسبيحَهم قال أَبو إِسحق قيل إِن كل ما خلق الله يُسَبِّحُ بحمده وإِن صَريرَ السَّقْف وصَريرَ الباب من التسبيح فيكون على هذا الخطابُ للمشركين وحدهم ولكن لا تفقهون تسبيحهم وجائز أَن يكون تسبيح هذه الأَشياء بما الله به أَعلم لا نَفْقَه منه إِلا ما عُلِّمْناه قال وقال قوم وإِنْ من شيء إِلا يسبح بحمده أَي ما من دابة إلا وفيه دليل أَن الله عز وجل خالقه وأَن خالقه حكيم مُبَرَّأٌ من الأَسْواء ولكنكم أَيها الكفار لا تفقهون أَثر الصَّنْعة في هذه المخلوقات قال أَبو إِسحق وليس هذا بشيء لأَن الذين خوطبوا بهذا كانوا مقرّين أَن الله خالقُهم وخالقُ السماء والأَرض ومن فيهن فكيف يجهلون الخِلْقَة وهم عارفون بها ؟ قال الأَزهري ومما يدلك على أَن تسبيح هذه المخلوقات تسبيح تَعَبَّدَتْ به قولُ الله عز وجل للجبال يا جبالُ أَوِّبي معه والطيرَ ومعنى أَوِّبي سَبِّحي مع داود النهارَ كلَّه إِلى الليل ولا يجوز أَن يكون معنى أَمر الله عز وجل للجبال بالتأْويب إِلا تَعَبُّداً لها وكذلك قوله تعالى أَلم ترَ أَن الله يسجد له من في السموات ومن في الأَرض والشمسُ والقمرُ والنجومُ والجبالُ والشجرُ والدوابُّ وكثير من الناس فسجود هذه المخلوقات عبادة منها لخالقها لا نَفْقَهُها عنها كما لا نفقه تسبيحها وكذلك قوله وإِن من الحجارة لما يَتَفَجَّر منه الأَنهارُ وإِنَّ منها لما يَشَّقَّقُ فيَخْرج منه الماءُ وإِنَّ منها لما يهبِطُ من خشية الله وقد عَلِم اللهُ هُبوطَها من خشيته ولم يعرّفنا ذلك فنحن نؤمن بما أُعلمنا ولا نَدَّعِي بما لا نُكَلَّف بأَفهامنا من عِلْمِ فِعْلِها كيفيةً نَحُدُّها ومن صفات الله عز وجل السُّبُّوحُ القُدُّوسُ قال أَبو إِسحق السُّبُّوح الذي يُنَزَّه عن كل سُوء والقُدُّوسُ المُبارَك وقيل الطاهر وقال ابن سيده سُبُّوحٌ قُدُّوس من صفة الله عز وجل لأَنه يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ ويقال سَببوحٌ قَدُّوسٌ قال اللحياني المجتمع عليه فيها الضم قال فإِن فتحته فجائز هذه حكايته ولا أَدري ما هي قال سيبويه إِنما قولهم سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رب الملائكة والروح فليس بمنزلة سُبْحان لأَن سُبُّوحاً قُدُّوساً صفة كأَنك قلت ذكرت سُبُّوحاً قُدُّوساً فنصبته على إِضمار الفعل المتروك إِظهاره كأَنه خطر على باله أَنه ذَكَره ذاكِرٌ فقال سُبُّوحاً أَي ذَكرت سبوحاً أَو ذَكَره هو في نفسه فأَضمر مثل ذلك فأَما رَفْعُه فعلى إِضمار المبتدإِ وتَرْكُ إِظهارِ ما يَرْفع كترك إظهار ما يَنْصِب قال أَبو إِسحق وليس في كلام العرب بناءٌ على فُعُّول بضم أَوّله غير هذين الاسمين الجليلين وحرف آخر
( * قوله « وحرف آخر إلخ » نقل شارح القاموس عن شيخه قال حكى الفهري عن اللحياني في نوادره اللغتين في قولهم ستوق وشبوك لضرب من الحوت وكلوب اه ملخصاً قوله والفتح فيهما إلخ عبارة النهاية وفي حديث الدعاء سبوح قدّوس يرويان بالفتح والضم والفتح فيهما إِلى قوله والمراد بهما التنزيه ) وهوقولهم للذِّرِّيحِ وهي دُوَيْبَّةٌ ذُرُّوحٌ زادها ابن سيده فقال وفُرُّوجٌ قال وقد يفتحان كما يفتح سُبُّوح وقُدُّوسٌ روى ذلك كراع وقال ثعلب كل اسم على فَعُّول فهو مفتوح الأَول إِلاَّ السُّبُّوح وقُدُّوسٌ روى ذلك كراع وقال ثعلب كل اسم على فَعُّول فهو مفتوح الأَول إِلاَّ السُّبُّوحَ والقُدُّوسَ فإِن الضم فيهما أَكثر وقال سيبويه ليس في الكلام فُعُّول بواحدة هذا قول الجوهري قال الأَزهري وسائر الأَسماء تجيء على فَعُّول مثل سَفُّود وقَفُّور وقَبُّور وما أَشبههما والفتح فيهما أَقْيَسُ والضم أَكثر استعمالاً وهما من أَبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه وسُبُحاتُ وجهِ الله بضم السين والباء أَنوارُه وجلالُه وعظمته وقال جبريل عليه السلام إِن لله دون العرش سبعين حجاباً لو دنونا من أَحدها لأَحرقتنا سُبُحاتُ وجه ربنا رواه صاحب العين قال ابن شميل سُبُحاتُ وجهه نُورُ وجهه وفي حديث آخر حجابُه النورُ والنارُ لو كشفه لأَحْرقت سُبُحاتُ وجهه كلَّ شيء أَدركه بصَرُه سُبُحاتُ وجه الله جلالُه وعظمته وهي في الأَصل جمع سُبْحة وقيل أَضواء وجهه وقيل سُبْحاتُ الوجه محاسنُه لأَنك إِذا رأَيت الحَسَنَ الوجهِ قلت سبحان الله وقيل معناه تنزيهٌ له أَي سبحان وجهه وقيل سُبْحاتُ وجهه كلام معترض بين الفعل والمفعول أَي لو كشفها لأَحرقت كل شيء أَدركه بصره فكأَنه قال لأَحرقتُ سُبُحاتُ الله كل شيء أَبصره كما تقول لو دخل المَلِكُ البلدَ لقتل والعِياذُ بالله كلَّ من فيه قال وأَقرب من هذا كله أَن المعنى لو انكشف من أَنوار الله التي تحجب العباد عنه شيء لأَهلك كلَّ من وقع عليه ذلك النورُ كما خَرَّ موسى على نبينا وعليه السلام صَعِقاً وتَقَطَّعَ الجبلُ دَكّاً لمَّا تجلى الله سبحانه وتعالى ويقال السُّبُحاتُ مواضع السجود والسُّبْحَةُ الخَرَزاتُ التي يَعُدُّ المُسَبَّحُ بها تسبيحه وهي كلمة مولَّدة وقد يكون التسبيح بمعنى الصلاة والذِّكر تقول قَّضَيْتُ سُبْحَتي وروي أَن عمر رضي الله عنه جَلَدَ رجلين سَبَّحا بعد العصر أَي صَلَّيا قال الأَعشى وسَبِّحْ على حين العَشِيَّاتِ والضُّحَى ولا تَعْبُدِ الشيطانَ واللهَ فاعْبُدا يعني الصلاة بالصَّباح والمَساء وعليه فسر قوله فسُبْحانَ الله حين تُمْسون وحين تُصْبحون يأْمرهم بالصلاة في هذين الوَقتين وقال الفراء حين تمسون المغرب والعشاء وحين تصبحون صلاة الفجر وعشيّاً العصر وحين تظهرون الأُولى وقوله وسَبِّحْ بالعَشِيِّ والإِبْكارِ أَي وصَلِّ وقوله عز وجل فلولا أَنه كان من المُسَبِّحين أَراد من المصلين قبل ذلك وقيل إِنما ذلك لأَنه قال في بطن الحوت لا إِله إِلاَّ أَنت سبحانك إِني كنت من الظالمين وقوله يُسَبِّحُونَ الليلَ والنهارَ لا يَفْتُرونَ يقال إِن مَجْرَى التسبيح فيهم كمَجرى النَّفَسِ منا لا يَشْغَلُنا عن النَّفَسِ شيء وقوله أَلم أَقُلْ لكم لولا تُسَبِّحون أَي تستثنون وفي الاستثناء تعظيمُ الله والإِقرارُ بأَنه لا يشاء أَحدٌ إِلاَّ أَن يشاء الله فوضع تنزيه الله موضع الاستثناء والسُّبْحةُ الدعاء وصلاةُ التطوع والنافلةُ يقال فرغ فلانٌ من سُبْحَته أَي من صلاته النافلة سمِّيت الصلاة تسبيحاً لأَن التسبيح تعظيم الله وتنزيهه من كلِّ سوء قال ابن الأَثير وإِنما خُصت النافلة بالسُّبْحة وإِن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح لأَن التسبيحات في الفرائض نوافلُ فقيل لصلاة النافلة سُبْحة لأَنها نافلة كالتسبيحات والأَذكار في أَنها غير واجبة وقد تكرر ذكر السُّبْحة في الحديث كثيراً فمنها اجعلوا صلاتكم معهم سُبْحَةً أَي نافلة ومنها كنا إِذا نزلنا منزلاً لا نُسَبِّحُ حتى نَحُلَّ الرِّحال أَراد صلاة الضحى بمعنى أَنهم كانوا مع اهتمامهم بالصلاة لا يباشرونها حتى يَحُطُّوا الرحال ويُريحوا الجمالَ رفقاً بها وإِحساناً والسُّبْحَة التطوُّع من الذِّكر والصلاة قال ابن الأَثير وقد يطلق التسبيح على غيره من أَنواع الذكر مجازاً كالتحميد والتمجيد وغيرهما وسُبْحَةُ الله جلالُه وقيل في قوله تعالى إِن لك في النهار سَبْحاً طويلاً أَي فراغاً للنوم وقد يكون السَّبْحُ بالليل والسَّبْحُ أَيضاً النوم نفسه وقال ابن عرفة الملقب بنفطويه في قوله تعالى فَسَبِّحْ باسم ربك العظيم أَي سبحه بأَسمائه ونزهه عن التسمية بغير ما سمَّى به نفسه قال ومن سمى الله تعالى بغير ما سمى به نفسه فهو مُلْحِدٌ في أَسمائه وكلُّ من دعاه بأَسمائه فَمُسَبِّح له بها إِذ كانت أَسماؤُه مدائح له وأَوصافاً قال الله تعالى ولله الأَسماء الحُسْنى فادْعُوه بها وهي صفاته التي وصف بها نفسه وكل من دعا الله بأَسمائه فقد أَطاعه ومدحه ولَحِقَه ثوابُه وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قال ما أَحدٌ أَغْيَرَ من الله ولذلك حَرَّمَ الفواحشَ وليس أَحدٌ أَحبَّ إِليه المَدْحُ من الله تعالى والسَّبْحُ أَيضاً السكون والسَّبْحُ التقَلُّبُ والانتشار في الأَرض والتَّصَرُّفُ في المعاش فكأَنه ضِدٌّ وفي حديث الوضوء فأَدخل اصْبُعَيْه السَّبَّاحَتَيْنِ في أُذنيه السَّبَّاحةُ والمُسَبِّحةُ الإِصبع التي تلي الإِبهام سميت بذلك لأَنها يشار بها عند التسبيح والسَّبْحَةُ بفتح السين ثوب من جُلُود وجمعها سِباحٌ قال مالك بن خالد الهذلي وسَبَّاحٌ ومَنَّاحٌ ومُعْطٍ إِذا عادَ المَسارِحُ كالسِّباحِ وصحَّف أَبو عبيدة هذه الكلمة فرواها بالجيم قال ابن بري لم يذكر يعني الجوهري السَّبْحَة بالفتح وهي الثياب من الجلود وهي التي وقع فيها التصحيف فقال أَبو عبيدة هي السُّبْجة بالجيم وضم السين وغلط في ذلك وإِنما السُّبْجَة كساء أَسود واستشهد أَبو عبيدة على صحة قوله بقول مالك الهذلي إِذا عاد المسارح كالسباج فصحَّف البيت أَيضاً قال وهذا البيت من قصيدة حائية مدح بها زهيرَ بنَ الأَغَرِّ اللحياني وأَوَّلها فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا وحُبَّ الزَّادُ في شَهْرَيْ قُِماحِ والمسارح المواضع التي تسرح إِليها الإِبل فشبهها لمَّا أَجدبت بالجلود المُلْسِ في عدم النبات وقد ذكر ابن سيده في ترجمة سبج بالجيم ما صورته والسِّباحُ ثياب من جلود واحدتها سُبْجَة وهي بالحاء أَعلى على أَنه أَيضاً قد قال في هذه الترجمة إِن أَبا عبيدة صحَّف هذه الكلمة ورواها بالجيم كما ذكرناه آنفاً ومن العجب وقوعه في ذلك مع حكايته عن أَبي عبيدة أَنه وقع فيه اللهم إِلا أَن يكون وجد ثقلاً فيه وكان يتعين عليه أَنه لو وجد نقلاً فيه أَن يذكره أَيضاً في هذه الترجمة عند تخطئته لأَبي عبيدة ونسبته إِلى التصحيف ليسلم هو أَيضاً من التهمة والانتقاد أَبو عمرو كساءٌ مُسبَّح بالباء قوي شديد قال والمُسَبَّحُ بالباء أَيضاً المُعَرَّضُ وقال شمر السِّباحُ بالحاء قُمُصٌ للصبيان من جلود وأَنشد كأَنَّ زوائِدَ المُهُراتِ عنها جَواري الهِنْدِ مُرْخِيةَ السِّباحِ قال وأَما السُّبْحَة بضم السين والجيم فكساء أَسود والسُّبْحَة القطعة من القطن وسَبُوحةُ بفتح السين مخففة البلدُ الحرامُ ويقال وادٍ بعرفات وقال يصف نُوقَ الحجيج خَوارِجُ من نَعْمانَ أَو من سَبُوحةٍ إِلى البيتِ أَو يَخْرُجْنَ من نَجْدِ كَبْكَبِ=

=============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جلد 3. الحيوان للجاحظ /الجزء الثالث

  الجزء الثالث بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة استنشاط القارئ ببعض الهزل وإن كنَّا قد أمَلْلناك بالجِدِّ وبالاحتجاجاتِ الصحيحة والم...