كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس


مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 مايو 2022

مجلد 16.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري من ( عجس ) الي ( كرش )

 

16.

مجلد 16.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري   

 ( عجس ) العَجْسُ شدّة القَبْضِ على الشيء وعَجْسُ القوسِ وعِجْسُها وعُجْسُها ومَعْجِسُها وعُجْزُها مَقْبِضُها الذي يقبضه الرامي منها وقيل هو موضع السهم منها قال أَبو حنيفة عَجْسُ القَوس أَجلُّ موضع فيها وأَغلظه وكل عَجْزٍ عَجْسٌ والجمع أَعْجاس قال رؤبة ومَنْكِبا عِزٍّ لنا وأَعْجاس وعُجْسُ السهم ما دون ريشه والعُِجْسُ آخر الشيء وعَجِيساءُ الليل وعَجاساؤُه ظلمته والعَجاساءُ الظلمة وعَجَسَتِ الدابة تَعْجِسُ عَجَساناً ظَلَعَتْ والعَجاساءُ الإِبلُ العِظامُ المَسانُّ الواحِدُ والجمعُ عَجاساءُ قال الراعي يصف إِبلاً وحاديها إِذا سَرَحَتْ من مَنْزِلٍ نام خَلْفَها بِمَيْثاءَ مِبْطانُ الضُّحى غَيْرَ أَرْوَعا وإِن بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلَّةٌ بِمَحْنِيَّةٍ أَشْلَى العِفاسَ وبَرْوَعَا مِبْطانُ الضُّحى يعني راعياً يبادر الصَّبُوح فيشرب حتى يمتلئ بطنه من اللبن والأَرْوَعُ الذي يَرُوعُك جَمَاله وهو أَيضاً الذي يُسْرِعُ إِليه الارتياع والميثاء الأَرض السهلة وبَرَكَتْ من البُرُوك والعِفاسُ وبَرْوَعٌ اسما ناقتين يقول إِذا استأْخرت من هذه الإِبل عَجاسَاءُ دعا هاتين الناقتين فتبعهما الإِبل قال ابن بري وهو في شعره خَذَلَتْ أَي تخلفت والجِلَّةُ المَسَانُّ من الإِبل واحدها جليلٌ مثل صَبِيٍّ وصِبْيَةٍ وقيل هي القطعة العظيمة منها وقيل هي الناقة العظيمة الثقيلة الحَوْساءُ الواحدة عَجاساءُ والجمع عَجاسَاءُ قال ولا تقل جَمَلٌ عَجاساءُ والعَجاساءُ يمد ويقصر وأَنشد وطافَ بالحَوْضِ عَجاساً حُوسُ الحُوسُ الكثيرة الأَكل وقال أَبو الهيثم لا يعرف العَجاسا مقصورةً والعَجُوسُ آخر ساعة من الليل والعُجُوسُ إِبطاء مشي العَجاسَاءِ وهي الناقة السمينة تتأَخر عن النوق لثقل قَتَالِها وقَتالُها شَحْمُها ولحمها والعَجِيساء مِشْيَةٌ فيها ثقل وعَجَّسَ أَبْطَأَ ولا آتيك سَجِيسَ عُجَيْسٍ أَي طُولَ الجهر وهو منه لأَنه يَتَعَجَّسُ أَي يبطئ فلا يَنْفَدُ أَبداً ولا آتيك عُجَيْسَ الدهرِ أَي آخره أَبو عبيد عن الأَحمر فأَقْسَمْتُ لا آتي ابْنَ ضَمْرَةَ طائعاً سَجِيسَ عُجَيْسٍ ما أَبانَ لِساني عُجَيْس مصغر أَي لا آتيه أَبداً وهو مثل قولهم لا آتيك الأَزْلَمَ الجَذَعَ وهو الدهر وتَعَجَّسَت بي الراحلةُ وعَجَسَتْ بي إِذا تَنَكَّبَتْ عن الطريق من نشاطها وأَنشد لذي الرمة إِذا قالَ حَادِينا أَيا عَجَسَتْ بِنا صُهابِيَّةُ الأَعْرافِ عُوجُ السَّوالِفِ ويروى عَجَّسَتْ بنا بالتشديد والعَجاسا بالقَصْرِ التَّقَاعُسُ وعَجَسَهُ عن حاجته يَعْجِسُهُ وتَعَجَّسَهُ حبسه وعَجَسَتْنِي عَجَاساءُ الأُمور عنك وما منعك فهو العَجاسَاءُ وعَجَسَني عن حاجتي عَجْساً حبسني وتَعَجَّسَتْني أُمورٌ حَبَسَتْني وتَعَجَّسَه أَمَرَه أَمْراً فغيره عليه وفَحْلٌ عَجِيسٌ وعَجِيساءُ وعَجاسَاءُ عاجز عن الضِّراب وهو الذي لا يُلْقِحُ وعَجِيساءُ موضع والعَيْجُوسُ سمك صغار يملح وأَما قول الراجز وفِتْيَةٍ نَبَّهْتُهُمْ بالعَجْسِ فهو طائفة من وسط الليل كأَنه مأْخوذ من عَجْسِ القَوسِ يقال مضى عَجْسٌ من الليل والعُجْسَةُ الساعة من الليل وهي الهُتْكَةُ والطَّبِيقُ وروى ابن الأَعرابي بيت زهير بَكَرْنَ بُكُوراً واسْتَعَنَّ بِعُجْسَةٍ قال وأَراد بعُجْسَةٍ سَوادَ الليل وهذا يدل على أَن من رواه واسْتَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ لم يرد تقديم البُكور على الاسْتِحارِ وتَعَجَّسْتُ أَمر فلان إِذا تعقبته وتتبعته وفي حديث الأَحنف فَيَتَعَجَّسُكُمْ في قريش أَي يتبعكم ويقال تَعَجَّسَتِ الأَرضَ غُيُوثٌ إِذا أَصابها غَيْثٌ بعد غَيثٍ فتثاقل عليها ومَطَرٌ عَجُوسٌ أَي مُنْهَمِرٌ قال رؤبة أَوْطَف يَهْدِي مُسْبِلاً عَجُوسا وتَعَجَّسَهُ عِرْقُ سَوْءٍ وتَعَقَّلَه وتَثَقَّلَه إِذا قَصَّرَ به عن المكارم وفي الحديث يَتَعَجَّسُكُمْ عند أَهل مكة قيل معناه يُضَعِّفُ رَأْيَكُمْ عندهم وعِجِّيسَى مثل خِطِّيبَى اسم مِشْيَة بطيئة وقال أَبو بكر بن السَّرَّاج عَجِيساءُ بالمد مثال قَرِيثَاءَ

( عجنس ) العَجَنَّسُ الجملُ الشديدُ الضَّخْمُ السيرافي هو مع ثِقَلٍ وبُطءٍ قال العجاج وقيل جُرَيٌّ الكاهِليُّ يَتْبَعْنَ ذا هَداهِدٍ عَجَنَّسَا إِذا الغُرابانِ به تَمَرَّسَا قال ابن بري نسب الجوهري هذا البيت للعجاج وهو لجريّ الكاهلي والهداهد جمع هَدْهَدَةٍ لهدير الفحل وأَنشد الأَزهري للعجاج عَصْباً عِفِرَّى جُخْدُباً عَجَنَّسا وقال عِفِرَّى عظيم العنق غليظه عَصْباً غليظاً الجُخْدُبُ الضخم والعَجَنَّسُ الشديد والجمع عَجَانِسُ وتحذف الثقيلة لأَنها زائدة والعَجَنَّسُ الضَّخْمُ من الإِبل والغنم

( عدس ) العَدْسُ بسكون الدال شدة الوطء على الأَرض والكَدْح أَيضاً وعَدَس الرجلُ يَعْدِسُ عَدْساً وعَدَساناً وعُدُوساً وعَدَسَ وحَدَسَ يَحْدِسُ ذهب في الأَرض يقال عَدَسَتْ به المَنِيَّةُ قال الكميت أُكَلِّفُها هَوْلَ الظلامِ ولم أَزَلْ أَخا اللَّيلِ مَعْدُوساً إِليَّ وعادِسا أَي يسار إِليَّ بالليل ورجل عَدُوسُ الليل قوي على السُّرَى وكذلك الأُنثى بغير هاء يكون في الناس والإِبل وقول جرير لقَدْ وَلدَتْ غَسَّانَ ثالِثَةُ الشَّوى عَدُوسُ السُّرى لا يَقْبَلُ الكَرْمُ جِيدُها يعني به ضَيُعاً وثالثة الشوى يعني أَنها عرجاء فكأَنها على ثلاث قوائم كأَنه قال مَثْلُوثَة الشوى ومن رواه ثالِبَة الشوى أَراد أَنها تأْكل شوى القَتْلى من الثلب وهو العيب وهو أَيضاً في معنى مثلوبة والعَدَسُ من الحُبوب واحدته عَدَسَة ويقال له العَلَسُ والعَدَسُ والبُلُسُ والعَدَسَةُ بَثْرَةٌ قاتلة تخرج كالطاعون وقلما يسلم منها وقد عُدِسَ وفي حديث أَبي رافع أَن أَبا لَهَبٍ رماه اللَّه بالعَدَسَةٍ هي بثرة تشبه العَدَسَة تخرج في مواضع من الجسد من جنس الطاعون تقتل صاحبها غالباً وعَدَسْ وحَدَسْ زجر للبغال والعامَّة تقول عَدَّ قال بَيْهَس بنُ صُرَيمٍ الجَرْمِيُّ أَلا لَيْتَ شِعْري هَلْ أَقُولَنْ لِبَغْلَتي عَدَسْ بَعْدَما طالَ السِّفارُ وكَلَّتِ ؟ وأَعربه الشاعر للضرورة فقال وهو بِشْرُ بنُ سفيان الرَّاسِيُّ فاللَّهُ بَيْني وبَيْنَ كلِّ أَخٍ يَقولُ أَجْذِمْ وقائِلٍ عَدَسا أجذم زجر للفرس وعَدَس اسم من أَسماء البغال قال إِذا حَمَلْتُ بِزَّتي على عَدَسْ على التي بَيْنَ الحِمارِ والفَرَسْ فلا أُبالي مَنْ غَزا أَو مَنْ جَلَسْ وقيل سمت العرب البغل عَدَساً بالزَّجْرِ وسَببهِ لا أَنه اسم له وأَصلُ عَدَسْ في الزَّجْرِ فلما كثر في كلامهم وفهم أَنه زجر له سمي به كما قيل للحمار سَأْسَأْ وهو زجر له فسمي به وكما قال الآخر ولو تَرى إِذ جُبَّتي مِنْ طاقِ ولِمَّتي مِثلُ جَناحِ غاقِ تَخْفِقُ عندَ المَشْيِ والسِّباقِ وقيل عَدَسْ أَو حَدَسْ رجل كان يَعْنُف على البغالِ في أَيام سليمان عليه السلام وكانت إِذا قيل لها حَدَسْ أَو عَدَس انزعجت وهذا ما لا يعرف في اللغة وروى الأَزهري عن ابن أَرقم حَدَسْ مَوْضِعَ عَدَسْ قال وكان البغل إِذا سمع باسم حَدَسْ طار فَرَقاً فَلَهِجَ الناس بذلك والمعروف عند الناس عَدَسْ قال وقال يَزيدُ بنُ مُفَزِّغٍ فجعل البغلة نفسها عَدَساً فقال عَدَسْ ما لِعَبَّادٍ عَلَيْكِ إِمارَةٌ نَجَوْتِ وهذا تَحْمِلينَ طَلِيقُ فإِنْ تَطْرُقي بابَ الأَمِيرِ فإِنَّني لِكُلِّ كريمٍ ماجِدٍ لَطَرُوقُ سَأَشْكُرُ ما أُولِيتُ مِنْ حُسْنِ نِعْمَةٍ ومِثْلي بِشُكْرِ المُنْعِمِينَ خَلِيقُ وعَبَّادٌ هذا هو عباد بن زياد بن أَبي سفيان وكان معاوية قد ولاه سِجِسْتانَ واستصحب يزيد بنَ مُفَرَّغٍ معه وكره عبيد اللَّه أَخو عَبَّادٍ استصحابه ليزيد خوفاً من هجائه فقال لابن مفرَّغ أَنا أَخاف أَن يشتغلَ عنك عبادٌ فَتَهْجُوَنا فأُحِبُّ أَن لا تَعْجَل على عَبَّادٍ حتى يكتب إِليَّ وكان عبادٌ طويل اللحية عريضها فركب يوماً وابن مفرّغ في مَوْكِبِه فهَبَّتِ الريح فنَفَشَتْ لحيته فقال يزيد بن مفزع أَلا لَيْتَ اللِّحى كانتْ حَشِيشاً فتَعْلِفَها خيولَ المُسْلِمِينا وهجاه بأَنواع من الهجاء فأَخذه عبيد اللَّه بن زياد فقيده وكان يجلده كل يوم ويعذبه بأَنواع العذاب ويسقيه الدواء المُسْهِل ويحمله على بعير ويَقْرُنُ به خِنْزيرَة فإِذا انسهل وسال على الخنزيرة صاءَتْ وآذته فلما طال عليه البلاء كتب إِلى معاوية أَبياتاً يستعطفه بها ويذكر ما حلّ به وكان عبيد اللَّه أَرسل به إِلى عباد بسجستان وبالقصيدة التي هجاه بها فبعث خَمْخَامَ مولاه على الزَّنْدِ وقال انطلق إِلى سجستان وأَطلق ابن مفرغ ولا تستأْمر عباداً فأَتى إِلى سجستان وسأَل عن ابن مفرّغ فأَخبروه بمكانه فوجده مقيداً فأَحضر قَيْناً فكَّ قيوده وأَدخله الحمام وأَلبسه ثياباً فاخرة وأَركبه بغلة فلما ركبها قال أَبياتاً من جملتها عدس ما لعباد فلما قدم على معاوية قال له صنع بي ما لم يصنع بأَحدٍ من غير حدث أَحدثته فقال معاوية وأَيّ حَدَث أَعظم من حدث أَحدثته في قولك أَلا أَبْلِغْ مُعاويةَ بنَ حَرْبٍ مُغَلْغَلَةً عَنِ الرجُلُ اليَماني أَتَغْضَبُ أَن يُقال أَبُوكَ عَفٌّ وتَرْضى أَنْ يقالَ أَبُوكَ زاني ؟ قأَشْهَدُ أَنَّ رَحْمَك من زِيادٍ كَرَحْمِ الفِيلِ من ولَدِ الأَتانِ وأَشْهَدُ أَنها حَمَلَتْ زِياداً وصَخْرٌ من سُمَيَّةَ غيرُ داني فحلف ابن مفرّغ له أَنه لم يقله وإِنما قاله عبد الرحمن ابن الحكم أَخو مروان فاتخذه ذريعة إِلى هجاء زياد فغضب معاوية على عبد الرحمن بن الحكم وقطع عنه عطاءه ومن أَسماء العرب عُدُسٌ وحُدُسٌ وعُدَسٌ وعُدُسٌ قبيلة ففي تميم بصم الدال وفي سائر العرب بفتحها وعَدَّاسٌ وعُدَيسٌ اسمان قال الجوهري وعُدَسٌ مثل قُثَمٍ اسم رجل وهو زُرارَةُ بنُ عُدَسٍ قال ابن بري صوابه عُدُسٌ بضم الدال روى ابن الأَنباري عن شيوخه قال كل ما في العرب عُدَسٌ فإِنه بفتح الدال إِلا عُدُسَ ابن زيد فإِنه بضمها وهو عُدُسُ بن زيد بن عبد اللَّه ابن دارِمٍ قال ابن بري وكذلك ينبغي في زُرارة بن عُدَسٍ بالضم لأَنه من ولد زيد أَيضاً قال وكل ما في العرب سَدُوس بفتح السين إِلاَّ سُدُوسَ ابن أَصْمَعَ في طَيِّءٍ فإِنه بضمها

( عدبس ) جَمَلٌ عَدْبَسٌ وعَدَبَّسٌ شديد وثِيقُ الخَلْقِ عظيم وقيل هو السَّيءُ الخُلُقِ ورجلٌ عَدَبَّسٌ طويل والعَدَبَّسُ اسم والعَدَبَّسَةُ الكُتْلَةُ من التمر والعدَبَّسُ القصير الغليظ والعدَبَّس من الإِبل وغيرها الشديد الموَثَّق الخَلْق والجمع العَدابِسُ قال الكميت يصف صائداً حتى غَدا وغَدا له ذو بُرْدَةٍ شثْنُ البَنانِ عَدبَّسُ الأَوْصالِ ومنه سمي العَدَبَّسُ الأَعرابي الكِنانيُّ

( عدمس ) العُدامسُ اليَبِيسُ الكثير المتراكب حكاه أَبو حنيفة

( عرس ) العَرَسُ بالتحريك الدَّهَشُ وعَرِسَ الرجل وعَرِشَ بالكسر والسين والشين عَرَساً فهو عَرِسٌ بَطِرَ وقيل أَعْيَا ودَهِشَ وقول أَبي ذؤيب حتى إِذا أَدْرَكَ الرَّامِي وقد عَرِسَتْ عنه الكِلابُ ؟ فأَعْطاها الذي يَعِدُ عدّاه بعن لأَن فيه معنى جَبُنَتْ وتأَخرت وأَعطاها أَي أَعطى الثَّوْرُ الكِلابَ ما وعدها من الطَّعْن ووَعْدُه إِياها كأَنْ يتهيَّأَ ويتحرّف إِليها ليطعنُها وعَرِسَ الشيءُ عَرَساً اشتَدَّ وعَرِسَ الشَّرُّ بينهم لزِمَ ودامَ وعَرِسَ به عَرَساً لَزِمَه وعَرِسَ عَرَساً فهو عَرِسٌ لزم القتالَ فلم يَبْرَحْه وعَرِسَ الصبي بأُمه عَرَساً أَلِفَها ولزمها والعُرْسُ والعُرُس مِهْنَةُ الإِملاكِ والبِناء وقيل طعامه خاصة أُنثى تؤنثها العرب وقد تذكر قال الراجز إِنَّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنَّاطِ لَئِيمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ نُدْعى مع النَّسَّاجِ والخَيَّاطِ وتصغيرها بغير هاء وهو نادر لأَن حقه الهاء إِذ هو مؤنث على ثلاثة أَحرف وفي حديث ابن عمر أَن امرأَة قالت له إِن ابنتي عُرَيِّسٌ وقد تَمَعَّطَ شعرها هي تصغير العَرُوس ولم تلحقه تاء التأْنيث وإِن كان مؤنثاً لقيام الحرف الرابع مَقامه والجمع أَعْراسٌ وعُرُسات من قولهم عَرِسَ الصبي بأُمه على التَّفاؤل وقد أَعْرَسَ فلان أَي اتخذ عُرْساً وأَعْرَسَ بأَهله إِذا بَنَى بها وكذلك إِذا غشيها ولا تَقُلْ عَرَّسَ والعامة تقوله قال الراجز يصف حماراً يُعْرِسُ أَبْكاراً بها وعُنَّسا أَكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إِذْ أَعْرَسا وفي حديث عمر أَنه نَهَى عن مُتعة الحج وقال قد علمت أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم فعَله ولكني كرهت أَن يَظَلوا مُعْرِسين بهن تحت الأَراكِ ثم يُلَبُّونَ بالحج تَقْطُرُ رؤوسهم قوله مُعْرِسِين أَي مُلِمِّين بنسائهم وهو بالتخفيف وهذا يدل على أَن إِلْمام الرجل بأَهله يسمى إِعراساً أَيام بنائه عليها وبعد ذلك لأَن تمتع الحاج بامرأَته يكون بعد بنائه عليها وفي حديث أَبي طلحة وأُم سُليم فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَعْرَسْتُمُ الليلة ؟ قال نعم قال ابن الأَثير أَعْرَسَ الرجل فهو مُعْرِسٌ إِذا دخل بامرأَته عند بنائها وأَراد به ههنا الوطء فسماه إِعْراساً لأَنه من توابع الإِعْراس قال ولا يقال فيه عَرَّسَ والعَرُوسُ نعت يستوي فيه الرجل والمرأَة وفي الصحاح ما داما في إِعْراسهما يقال رجل عَرُوس في رجال أَعْراس وعُرُس وامرأَة عَرُوس في نسوة عَرائِس وفي المثل كاد العَرُوس يكون أَميراً وفي الحديث فأَصبح عَرُوساً يقال للرجل عَرُوسٌ كما يقال للمرأَة وهو اسم لهما عند دخول أَحدهما بالآخر وفي حديث حسان بن ثابت أَنَّه كان إِذا دعي إِلى طَعام قال أَفي خُرْسٍ أَو عُرْس أَو إِعْذارٍ ؟ قال أَبو عبيد في قوله عُرْس يعني طعام الوليمة وهو الذي يعمل عند العُرْس يسمى عُرْساً باسم سببه قال الأَزهري العُرُس اسم من إِعْراسِ الرجل بأَهله إِذا بَنى عليها ودخل بها وكل واحد من الزوجين عَرُوس يقال للرجل عَرُوس وعُرُوس وللمرأَة كذلك ثم تسمى الوليمة عُرْساً وعِرْسُ الرجل امرأَته قال وحَوْقَل قَرَّبَهُ من عِرْسِهِ سَوْقي وقد غابَ الشِّظاظُ في اسْتِهِ أَراد أَن هذا المُسِنَّ كان على الرجل فنام فحَلَم بأَهله فذلك معنى قوله قرَّبه من عِرْسِهِ لأَن هذا المسافر لولا نومُه لم يَرَ أَهله وهو أَيضاً عِرْسُها لأَنهما اشتركا في الاسم لمواصلة كل واحد منهما صاحبه وإِلفِهِ إِياه قال العجاج أَزْهَر لم يُولَدُ بِنَجْمٍ نَحْسِ أَنْجَب عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ أَي أَنجب بعل وامرأَة وأَراد أَنجب عِرس وعِرْس جُبلا وهذا يدل على أَن ما عطف بالواو بمنزلة ما جاء في لفظ واحد فكأَنه قال أَنجب عِرْسَيْن جُبِلا لولا إِرادة ذلك لم يجز هذا لأَن جُبِلا وصف لهما جميعاً ومحال تقديم الصفة على الموصوف وكأَنه قال أَنْجَبُ رجل وامرأَة وجمع العِرْس التي هي المرأَة والذي هو الرجل أَعْراسٌ والذكر والأُنثى عِرْسانِ قال علقمة يصف ظَلِيماً حتى تَلافَى وقَرْنُ الشَّمسِ مُرْتَفِعٌ أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُومُ قال ابن بري تلافى تدارك والأُدْحِيُّ موضع بيضِ النعامةِ وأَراد بالعِرْسَينِ الذكر والأُنثى لأَن كل واحد منهما عِرْسٌ لصاحبه والمَرْكُوم الذي رَكِبَ بعضه بعضاً ولَبُوءَة الأَسد عِرْسُه وقد استعاره الهذلي للأَسد فقال لَيْثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِه بالرَّقْمَتَيْنِ له أَجْرٍ وأَعْراسُ قال ابن بري البيت لمالك بن خُوَيْلد الخُناعي وقبله يا مَيُّ لا يُعْجِز الأَيامَ مُجْتَرِئٌ في حَوْمَةِ المَوْتِ رَزَّامٌ وفَرَّاسُ الرَّزَّام الذي له رَزيم وهو الزئير والفَرَّاس الذي يَدُقَ عُنُقَ فَريسَتِه ويسمى كل قَتْل فَرْساً والهزير الضخْم الزُّبْرَة وذكر الجوهري عِوَضَ حَوْلَ غايَتِهِ عند خيسَتِه وخيسةُ الأَسدِ أَجَمَتُه ورقْمَهُ الوادي حيث يجتمع الماء ويقال الرقمة الروضة وأَجْرٍ جمع جَرْوٍ وهو عِرْسُها أَيضاً واستعاره بعضهم للظَّليم والنعامة فقال كبَيْضَةِ الأُدْحِيِّ بين العِرْسَيْنْ وقد عَرَّسَ وأَعْرَسَ اتخذها عِرْساً ودخل بها وكذلك عَرَّس بها وأَعْرَس والمُعْرِسُ الذي يغشى امرأَته يقال هي عِرْسُه وطَلَّتُه وقَعيدتُه والزوجان لا يسمِّيان عَروسَيْن إِلا أَيام البناء واتخاذ العُرْسِ والمرأَة تسمى عِرْسَ الرجل في كل وقت ومن أَمثال العرب لا مُخْبَأَ لِعِطْرٍ بعد عَرُوسٍ قال المفضَّل عَرُوسٌ ههنا اسم رجل تزوج امرأَة فلما أُهديت له وجدها تَفِلَةً فقال أَين عِطْرُك ؟ فقالت خَبَأْتُه فقال لا مخبأَ لعطر بعد عروس وقيل إِنها قالته بعد موته وفي الحديث أَن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال إِذا دُعي أَحدكم إِلى وليمة عُرْس فليُجِب والعِرِّيسَة والعِرِّيس الشجر الملتف وهو مأْوى الأَسد في خِيسه قال رؤبة أَغْيالَه والأَجَمَ العِرِّيسا وصف به كأَنه قال والأَجم الملتف أَو أَبدله لأَنه اسم وفي المثل كمُبْتَغي الصَّيدِ في عِرِّيسَةِ الأَسَدِ وقال طرَفة كَلُيُوثٍ وسْطَ عِرِّيسِ الأَجَمْ فأَما قوله جرير مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فيهم وعِرِّيسي فإَنه عنى منبت أَصله في قومه والمُعَرِّسُ الذي يسير نهاره ويُعَرِّسُ أَي ينزل أَول الليل وقيل التَعْريسُ النزول في آخر الليل وعَرَّس المسافر نزل في وجه السَّحَر وقيل التَعريسُ النزول في المَعْهَد أَيَّ حين كان من ليل أَو نهار قال زهير وعَرَّسُوا ساعةً في كَثْبِ أَسْنُمَةٍ ومنهمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْتَرَكُ ويروى ضَحَّوْا قليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنُمَةٍ وقال غيره والتَّعْريسُ نزول القوم في السفر من آخر الليل يَقَعُون فيه وقْعَةً للاستراحة ثم يُنيخون وينامون نومة خفيفة ثم يَثُورون مع انفجار الصبح سائرين ومنه قول لبيد قَلَّما عَرَّسَ حتى هِجْتُه بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ وأَنشدت أَعرابية من بني نُمير قد طَلَعَتْ حَمْراء فَنْطَلِيسُ ليس لرَكْبٍ بَعْدَها تَعْريسُ وفي الحديث كان إِذا عَرَّسَ بليل تَوسَّد لَبِينَةً وإِذا عَرَّسَ عند الصُّبح نصب ساعدَه نصباً ووضع رأْسه في كفه وأَعْرَسُوا لغة فيه قليلة والموضع مُعَرَّسٌ ومُعْرَسٌ والمُعَرَّسُ موضع التَعْريس وبه سمي مُعَرَّسُ ذي الحُليفة عَرَّس به صلى اللَّه عليه وسلم وصلى فيه الصبح ثم رحل والعَرَّاسُ والمُعَرِّسُ والمِعْرَسُ بائع الأَعراسِ وهي الفُصلان الصِّغار واحدها عَرْسٌ وعُرْسٌ قال وقال أَعرابي بِكَمِ البَلْهاء وأَعْراسُها ؟ أَي أَولادها والمِعْرَسُ السائق الحاذق بالسياق فإِذا نَشِط القوم سار بهم فإِذا كَسِلوا عَرَّسَ بهم والمِعْرَسُ الكثير التزويج والعَرْس الإِقامة في الفرحِ والعَرَّاس بائع العُرُسِ وهي الحبال واحدها عَريسٌ والعَرْسُ الحبل والعَرْسُ عمود في وسط الفُِسطاطِ واعْتَرَسوا عنه تفرَّقوا وقال الأَزهري هذا حرف منكر لا أَدري ما هو والبيت المُعَرَّسُ الذي عُمِلَ له عَرْسٌ بالفتح والعَرْسُ الحائط يجعل بين حائطي البيت لا يُبلغ به أَقصاه ثم يوضع الجائز من طَرف ذلك الحائط الداخل إِلى أَقصى البيت ويسقَف البيت كله فما كان بين الحائطين فهو سَهوة وما كان تحتَ الجائِز فهو المُخْدع والصاد فيه لغة وسيذكر وعَرَّسَ البيتَ عِمل له عَرْساً وفي الصحاح العَرْسُ بالفتح حائط يجعل بين حائطي البيت الشَّتْوي لا يُبلغ به أَقصاه ثم يسقَف ليكون البيت أَدْفَأَ وإِنما يُفعل ذلك في البلاد الباردة ويسمى بالفارسية بيجه قال وذكر أَبو عبيدة في تفسيره شيئاً غير هذا لم يرتضه أَبو الغوث وعَرَسَ البعيرَ يَعْرِسُه ويَعْرُسُه عَرْساً شد عنُقه مع يديه جميعاً وهو بارك والعِراسُ ما عُرِسَ به فإَذا شَد عنقه إِلى إِحدى يديه فهو العَكْسُ واسم ذلك الحبل العِكاسُ واعْتَرَسَ الفحل الناقة أَبركها للضِّراب والإِعْراس وضع الرحى على الأُخرى قال ذو الرمة كأَنَّ على إِعْراسِه وبِنائِه وئِيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ ضَبَرَتْ ضَبْراً أَراد على موضع إِعْراسه وابنُ عِرْسٍ دُوَيْبَّة معروفة دون السِّنَّوْر أَشْتَرُ أَصْلَمُ أَصَكُّ له ناب والجمع بنات عِرْسٍ ذكراً كان أَو أُنثى معرفة ونكرة تقول هذا ابن عِرْسٍ مُقْبلاً وهذا ابن عِرْسٍ آخر مقبل ويجوز في المعرفة الرفع ويجوز في النكرة النصب قاله المفضل والكسائي قال الجوهري وابن عِرْسٍ دُوَيْبَّة تسمى بالفارسية راسو ويجمع على بنات عِرْسٍ وكذلك ابن آوى وابن مَخاض وابن لَبُون وابن ماء تقول بنات آوى وبنات مخاض وبنات لبون وبنات ماء وحكى الأَخفش بنات عِرْسٍ وبنو عِرْسٍ وبنات نَعْش وبنو نعش والعِرْسِيُّ ضرب من الصِّبغ سمي به للونهِ كأَنه يشبه لونَ ابن عِرْس الدابة والعَرُوسِي ضرب من النخل حكاه أَبو حنيفة والعُرَيْساء موضع والمَعْرَسانيَّاتُ أَرض قال الأَخطل وبالمَعْرَسانِيَّاتِ حَلَّ وأَرْزَمَتْ بِرَوْضِ القَطا منه مَطافِيلُ حُفَّلُ وذات العَرائِسِ موضع قال الأَزهري ورأَيت بالدهناء جبالاً من نقْيان رمالها يقال لها العَرائِسُ ولم أَسمع لها بواحد

( عربس ) العِرْبِسُ والعَرْبَسِيسُ مَتْنٌ مُسْتَوٍ من الأَرض ويوصف به فيقال أَرض عَرْبَسِيسٌ أَنشد ثعلب أَوْ في فَلاً قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ مُجْدِبَةٍ حَدْباءَ عَرْبَسِيسِ وأَنشد الأَزهري للطِّرِمَّاحِ تُراكِلُ عَرْبَسِيسَ المَتْنِ مَرْتاً كظَهْرِ السَّيْحِ مُطَّرِدَ المُتُونِ قال ومنهم من يقول عِرْبَسِيس بكسر العين اعتباراً بالعِرْبِسِ قال الأَزهري وهذا وهَم لأَنه ليس في كلامهم على مثال فِعْلَلِيلٍ بكسر الفاء اسم وأَما فَعْلَلِيل فكثر من نحو مَرْمَرِيس ودَرْدَبِيس وخَمْجَرير وما أَشبهها ابن سيده العَرْبَسِيسُ الداهية عن ثعلب

( عردس ) العَرَنْدَسُ الأَسد الشديد وكذلك الجمل أَنشد سيبويه سَلِّ الهُمُومَ بكُلِّ مُعْطِي رَأَسِه ناجٍ مُخالِطِ صُهْبَةٍ مُتَعَبِّسِ مُغْتالِ أَحْبِلَةٍ مُبِينٍ عُنْقَهُ في مَنْكِبٍ زَيْنِ المَطِيِّ عَرَنْدَس والأُنثى في ذلك بالهاء وقال العجاج والرَّأْس من خُزَيْمَةَ العَرَنْدَسا أَي الشديدة وناقة عَرَنْدَسَة أَي قوية طويلة القامة قال الكميت أَطْوِي بهِنَّ سُهُوبَ الأَرض مُنْدَلِثاً على عَرَنْدَسَةٍ لِلخَلْقِ مِسْبارِ
( * قوله للخلق مسبار » هكذا بالأصل وفي الصحاح للخرق مسبار والخرق الأَرض الواسعة وفي شرح القاموس للخرق مسيار )
بعير عَرَنْدَسٌ وناقة عَرَنْدَسَة شديد عظيم وقال حجيجاً عَرَنْدَسا وعِزٌّ عَرَنْدَسٌ ثابت وحيُّ عَرَنْدَسٌ إِذا وُصفوا بالعز والمَنعة الأَزهري يقال أَخذه فَعَرْدَسَه ثم كَرْدَسَه فأَما عردسه فمعناه صَرَعه وأَما كردسه فأَوثقه

( عرطس ) عَرْطَسَ الرجلُ تَنَحَّى عن القوم وذل عن منازعتهم ومُناوأَتهم قال الأَزهري وفي لغة إِذا ذل عن المنازعة وأَنشد وقد أَتاني أَنَّ عَبْداً طِمْرِسا يُوعِدُني ولو رآني عَرْطَسا الجوهري عَرْطَسَ الرجلُ مثل عَرْطَزَ إِذا تنحى عن القوم

( عرفس ) العِرْفاسُ الناقة الصبور على السير

( عركس ) عَرْكَسَ الشيءُ واعْرَنْكَسَ تراكَبَ وليلة مُعْرَنْكِسَةٌ مظلمة وشَعَرٌ عَرَنْكَسٌ ومُعْرَنْكِس كثير مُتراكِب والاعْرِنكاس الاجتماع يقال عَرْكَسْتُ الشيءَ إِذا جمعتَ بعضه على بعض واعْرَنْكَسَ الشيءُ إِذا اجتمع بعضُه على بعض قال العجاج واعْرَنْكَسَتْ أَهْوالُه واعْرَنْكَسَا وقد اعْرَنْكَسَ الشعرَ أَي اشتدَّ سواده قال وعَرْكَسَ أَصل بناء اعْرَنْكَسَ

( عرمس ) العِرْمِسُ الصخرة والعِرْمِسُ الناقة الصَّلْبَة الشديدة وهو منه شُبِّهَت بالصخرة قال ابن سيده وقوله أَنشده ثعلب رُبَّ عَجُوزٍ عِرْمِس زَبُون لا أَدري أَهو من صفات الشديدة أَم هو مستعار فيها وقيل العِرْمِسُ من الإِبل الأَديبَة الطَّيِّعة القِيادِ والأَول أَقرب إِلى الاشتقاق أَعني أَنها الصُّلبة الشديدة

( عرنس ) العِرْناسُ والعُرْنُوسُ طائر كالحمامة لا تَشْعُرُ به حتى يطيرَ من تحت قدمك فيفزعك والعِرْناسُ أَنْفُ الجبَل

( عسس ) عسَّ يَعُسُّ عَسَساً وعَسّاً أَي طاف بالليل ومنه حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه كان يَعُسُّ بالمدينة أَي يطوف بالليل يحرس الناسَ ويكشف أَهل الرِّيبَة والعَسَسُ اسم منه كالطَّلَب وقد يكون جمعاً لعاسٍّ كحارِسٍ وحَرَسٍ والعَسُّ نَقْضُ الليل من أَهل الريبة عَسَّ يَعُسُّ عَسّاً واعْتَسَّ ورجل عاسٌّ والجمع عُسَّاسٌ وعَسَسَة ككافِر وكُفَّار وكَفَرة والعَسَسُ اسم للجمع كرائِحٍ ورَوَحٍ وخادِمٍ وخَدَمٍ وليس بتكسيرٍ لأَن فَعَلاً ليس مما يُكسَّرُ عليه فاعِل وقيل العَسَسُ جمع عاسٍّ وقد قيل إِن العاسَّ أَيضاً يقع على الواحد والجمع فإِن كان كذلك فهو اسم للجمع أَيضاً كقولهم الحاجُّ والدَّاجُّ ونظيره من غير المُدغَم الجامِلُ والباقِرُ وإِن كان على وجه الجنس فهو غير متعدًّى به لأَنه مطرد كقوله إِنْ تَهْجُري يا هِندُ أَو تَعْتَلِّي أَو تُصْبِحي في الظَّاعِنِ المُوَلِّي وعَسَّ يَعُسُّ إِذا طلب واعْتَسَّ الشيءَ طلَبه ليلاً أَو قصده واعْتَسَسْنا الإِبلَ فما وجدنا عَساساً ولا قَساساً أَي أَثراً والعَسُوسُ والعَسِيسُ الذئب الكثير الحركة والذئب العَسُوسُ الطالب للصيد ويقال للذئب العَسْعَسُ والعَسْعاسُ لأَنه يَعُسُّ الليل ويَطْلُبُ وفي الصحاح العَسوسُ الطالب للصيد قال الراجز واللَّعْلَعُ المُهْتَبِل العَسوس وذئب عَسْعَسٌ وعَسْعاسٌ وعَسَّاسٌ طَلوب للصيد بالليل وقد عَسْعَسَ الذئبُ طاف بالليل وقيل إِن هذا الاسم يقع على كل السباع إِذا طَلَبَ الصيد بالليل وقيل هو الذي لا يَتَقارّ أَنشد ابن الأَعرابي مُقْلِقَةٌ للمُسْتَنِيح العَسْعاسْ يعني الذئب يَسْتَنِيحُ الذئاب أَي يستعويها وقد تَعَسْعَسَ والتَّعَسْعُسُ طلب الصيد بالليل وقيل العَسْعاسُ الخفيف من كل شيء وعَسْعَسَ الليلُ عَسْعَسَة أَقبل بظلامه وقيل عَسعَسَتُه قبل السَّحَر وفي التنزيل والليل إِذا عَسْعَسَ والصُّبح إِذا تَنَفَّسَ قيل هو إِقباله وقيل هو إِدباره قال الفراء أَجمع المفسرون على أَن معنى عَسْعَسَ أَدْبَرَ قال وكان بعض أَصحابنا يزعم أَن عَسْعَسَ معناه دنا من أَوله وأَظلم وكان أَبو البلاد النحوي ينشد عَسْعَسَ حتى لو يَشاءُ ادَّنا كان له مِن ضَوْئِه مَقْبَسُ وقال ادَّنا إِذ دنا فأَدغم قال وكانوا يَرَوْن أَن هذا البيت مصنوع وكان أَبو حاتم وقطرب يذهبان إِلى أَن هذا الحرف من الأَضداد وفي حديث علي رضي اللَّه عنه أَنه قام من جوف الليل ليصلي فقال والليل إِذا عَسْعَسَ عَسْعَسَ الليل إِذا أَقبل بظلامه وإِذا أَدبر فهو من الأَضداد ومنه حديث قُسّ حتى إِذا الليل عَسْعَسَ وكان أَبو عبيدة يقول عَسْعَس الليل أَقبل وعَسْعَسَ أَدبر وأَنشد مُدَّرِعات الليل لما عَسْعَسا أَي أَقبل وقال الزِّبْرِقان ورَدْتُ بأَفْراسٍ عِتاقٍ وفتْيَةٍ فَوارِطَ في أَعْجازٍ ليلٍ مُعَسْعِسِ أَي مُدْبرٍ مُولٍّ وقال أَبو إِسحق بن السري عَسْعَسَ الليل إِذا أَقبل وعَسْعَسَ إِذا أَدبر والمعنيان يرجعان إِلى شيء واحد وهو ابتداء الظلام في أَوله وإِدبارُه في آخره وقال ابن الأَعرابي العَسْعَسَةُ ظلمة الليل كله ويقال إِدباره وإِقباله وعَسْعَس فلان الأَمر إِذا لبَّسَه وعَمَّاه وأَصله من عَسْعَسَة الليل وعَسْعَسَتِ السحابة دنت من الأَرض ليلاً لا يقال ذلك إِلا بالليل إِذا كان في ظلمة وبرق وأَورد ابن سيده هنا ما أَورده الأَزهري عن أَبي البلاد النحوي وقال في موضع قوله يشاء ادَّنا لو يشاء إِذ دنا ولم يدغم وقال يعني سحاباً فيه برق وقد دنا من الأَرض والمَعَسُّ المَطْلَب قال والمعنيان متقاربان وكلب عَسُوسٌ طلوب لما يأْكل والفعل كالفعل وأَنشد للأَخطل مُعَفَّرة لا يُنْكِه السَّيفُ وَسْطَها إِذا لم يكن فيها مَعَسُّ لِحالِبِ وفي المثل في الحث على الكسب كَلْبٌ اعْتَسَّ خير من كلبٍ رَبَضَ وقيل كلب عاسّ خير من كلب رابِض وقيل كلب عَسَّ خير من كلب رَبَضَ والعاسُّ الطالب يعني أشن من تصرَّف خير ممن عجز أَبو عمرو الاغتِساس والاعْتِسامُ الاكتساب والطلَب وجاء بالمال من عَسَّه وبَسَّه وقيل من حَسَّه وعَسَّه وكلاهما إِتباع ولا ينفصلان أَي من جَهْده وطلَبه وحقيقتُهما الطلب وجِئْ به من عَسِّك وبَسِّك أَي من حيث ان وقال اللحياني من حيث كان ولم يكن وعَسَّ عَليَّ يَعُسُّ عَسّاً أَبطأَ وكذلك عَسَّ عليَّ خبره أَي أَبطأَ وإِنه لَعسُوس بيِّن العُسُس أَي بطيء وفيه عُسُسٌ بضمتين أَي بطء أَبو عمرو العَسُوسُ من الرجال إِذا قل خيره وقد عَسَّ عليَّ بخيره والعَسُوسُ من الإِبل التي ترعى وحدها مثل القَسُوسِ وقيل هي التي لا تَدِرُّ حتى تَتباعَدَ عن الناس وقيل هي التي تَضجَر ويسوءُ خلُقها وتتنحى عن الإِبل عند الحَلْب أَو في المبرك وقيل العَسُوسُ التي تُعْتَسُّ أَبِها لَبَن أَم لا تُرازُ ويلمس ضَرعها وأَنشد أَبو عبيد لابن أَحمر الباهلي وراحتِ الشُّولُ ولم يَحْبُها فَحْلٌ ولم يَعْتَسَّ فيها مُدِرْ قال الهجيمي لم يَعْتَسَّها أَي لم يطلب لبَنها وقد تقدم أَن المَعَسَّ المَطْلَبُ وقيل العَسُوسُ التي تضرب برجلها وتصُب اللبن وقيل هي التي إِذا أُثيرتْ للحَلْب مشت ساعة ثم طَوَّفَتْ ثم دَرَّت ووصف أَعرابي ناقة فقال إِنها لعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نَهُوسٌ فالعسوس ما قد تقدم والضَّروس والنَّهوس التي تَعَضُّ وقيل العَسوس التي لا تَدِرَ وإِن كانت مُفيقاً أَي قد اجتمع فُواقها في ضرعها وهو ما بين الحلبتين وقد عَسَّت تَعُسُّ في كل ذلك أَبو زيد عَسَسْت القوم أَعُسُّهم إِذا أَطعمتَهم شيئاً قليلاً ومنه أُخذ العَسُوس من الإِبل والعَسُوسُ من النساء التي لا تُبالي أَن تَدنُوَ من الرجال والعُسُّ القدح الضخم وقيل هو أَكبر من الغُمَرِ وهو إِلى الطول يروي الثلاثة والأَربعة والعِدَّة والرِّفْد أَكبر منه والجمع عِساس وعِسَسَة والعُسُسُ الأنية الكبار وفي الحديث أَنه كان يغتسل في عُسٍّ حَزْرَ ثمانية أَرطال أَو تسعة وقال ابن الأَثير في جمعه أَعْساسٌ أَيضاً وفي حديث المِنْحة تَغْدو بِعُسٍّ وتَرُوحُ بِعُسٍّ والعَسْعَسُ والعَسْعَاسُ الخفيف من كل شيء قال رؤبة يصف السراب وبلَدٍ يَجري عليه العَسعاسْ من السَّراب والقَتامِ المَسْماسْ أَراد السَّمْسام وهو الخفيف فقلبَه وعَسْعَسُ غير مصروف بلدة وفي التهذيب عَسْعَسُ موضع بالبادية معروف والعُسُس التُّجَّار الحُرصاء والعُسُّ الذكَر وأَنشد أَبو الوازع لاقَتْ غلاماً قد تَشَظَّى عُسُّه ما كان إِلا مَسُّه فدَسُّهُ قال عُسُّه ذكَره ويقال اعْتَسَسْتُ الشيء واحْتَشَشْتُهُ واقْتَسَسْتُه واشْتَمَمْتُه واهْتَمَمْتُه واخْتَشَشْتُه والأَصل في هذا أَن تقول شَمَمْت بلد كذا وخَشَشْتُه أَي وطئته فعرفت خَبره قال أَبو عمرو التَّعَسْعُسُ الشَّم وأَنشد كَمُنْخُرِ الذئب إِذا تَعَسْعَسا وعَسْعَسٌ اسم رجل قال الراجز وعَسْعَسٌ نِعم الفتى تَبَيَّاهْ أَي تعتمدُه وعُساعِسُ جبل أَنشد ابن الأَعرابي قد صبَّحَتْ من لَيْلِها عُساعِسا عُساعِساً ذاك العُلَيْمَ الطَّامِسا يَتْرُك يَرْبُوعَ الفَلاةِ فاطِسا أَي ميتاً وقال امرؤ القيس أَلمَّا علة الرَّبْعِ القديمِ بِعَسْعَسا كأَني أُنادِي أَو أُكَلِّم أَخرَسا ويقال للقنافذ العَساعِسُ لكثرة تردّدها بالليل

( عسطس ) العَسَطُوسُ رأَس النصارى رُوميَّة وقيل هو شجر يُشبه الخيزُران وقيل هو الخيزُران وقيل هي شجرة تكون بالجزيرة ليِّنة الأَغصان وقال كراع هو العَسَّطُوسُ فيهما وأَنشد لذي الرمة على أَمْرِ مُنْقَدِّ العِفاءِ كأَنه عَصَا عَسَّطُوسٍ لِينها واعْتِدالها أَي وردت الحُمر على أَمر حمار مُنْقَدٍّ عِفاؤه أَي متطاير والعِفاء جمع عِفْو وهو الوبَر الذي على الحمار قال ابن بري والمشهور في شعره عَصا قَسِّ قُوسٍ والقَسُّ القِسِّيس والقُوسُ صَوْمَعَتُه قال ابن الأَعرابي هو الخَيزُران والعَسَطُوسُ والجُنَهِيُّ

( عضرس ) العِضْرِسُ شجر الخِطْميّ والعَِضْرَسُ نبات فيه رَخاوة تَسودّ منه جَحافل الدواب إِذا أَكلته قال ابن مقبل والعَيْرُ يَنفُخُ في المَكْنانِ قد كَتِنَتْ منه جَحافِلُه والعَِضْرَسِ التُّجَرِ وقيل العَِضْرَسُ شجرة لها زهرة حمراء قال امرؤ القيس فصَبَّحَهُ عند الشُّرُوق غُدَيَّة كِلابُ ابنِ مُرٍّ أَو كلابُ ابنِ سِنْبِسِ مُغَرَّثَةً زُرْقاً كأَنَّ عُيونَها من الدَّمِّ والإِيادِ نُوَّارُ عَِضرَسِ وقال أَبو حنيفة العَِضْرَسُ عُشْب أَشهبُ إِلى الخُضرة يحتمل النَّدى احتمالاً شديداً ونَوْرُه قانئُ الحمرة ولون العَِضْرَس إِلى السواد قال ابن مقبل يصف العَير على إِثْرِ شَحَّاجٍ لطيف مَصيرُه يُمُجُّ لُعاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ ساعِلُه قال وقال ابن أَحمر يَظَلُّ بالعَضْرَسِ حِرْباؤها كأَنه قَرْمٌ مُسامٍ أَشِرْ وقال أَبو عمرو العَضْرَس من الذكور أَشد البَقل كله رطوبة والعَضْرَسُ البَرَدُ وهو حَب الغمام واستشهد الجوهري في هذا بقول الشاعر يصف كلاب الصيد مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كأَن عُيونَها إِذا أَذَّن القَنَّاص بالصَّيد عَضْرَسُ قال ويروى مُغَرَّثَةً حُصّاً هكذا في الصحاح قال ابن بري البيت للبَعِيث وصوابه محرَّجة حصٌّ وفي شعره إِذا أَيَّهَ القَنَّاص قال والعَضْرَسُ ههنا نباتٍ له لون أَحمر تشبَّه به عيون الكلاب لأَنها حُمْر قال وليس هو هنا حَبَّ الغمام كما ذكَر إِنما ذلك في بيت غير هذا وهو فَباتَتْ عليه ليلة رُجَّبِيَّة تُحَيِّيي بقَطر كالجُمان وعَضْرَسِ وقيل بيت البَعِيث فصبَّحَهُ عند الشُّرُوقِ غُدَيَّةً كلابُ ابنِ عَمَّارٍ عِطافٌ وأَطْلَسُ والهاء في صبّحه تعود على حمار وحش ومُحَرَّجَة مُقلَّدة بالأَحراج جمع حِرْجٍ للْوَدَعَة وحُصُّ قد انْحَصَّ شعرها وأَيَّهَ القَانِصِّ بالكلْب زَجَرَه ومثله قول امرئ القيس وقد ذكر آنفاً وفي المثل أَبْرد من عَضْرَس وكذلك العُضارس بالضم قال الشاعر تضحَك عن ذِي أُشُرِ عُضارِسِ والجمع عَضارِس مثل جُوالِق وجَوالق وقيل العَضْرَس الجَلِيد قال ابن سيده والعَضْرَس والعُضارِس الماء البارد العذب وقوله تضحك عن ذي أُشُرٍ عُضارِس أَراد عن ثَغْر عذب وهو الغُضارِس بالغين المعجمة وسنذكره والعَضْرَس حمار الوحش

( عطس ) عَطَسَ الرجل يَعْطِس بالكسر ويَعْطُس بالضم عَطْساً وعُطاساً وعَطْسة والاسم العُطاس وفي الحديث كان يُحِب العُطاس ويكره التَّثاؤب قال ابن الأَثير إِنما أَحبَّ العُطاس لأَنه إِنما يكون مع خفة البدن وانفتاح المسامِّ وتيسير الحركات والتثاؤب بخلافه وسبب هذه الأَوصاف تخفيفُ الغذاء والإِقلال من الطعام والشراب والمَعْطِس والمَعْطس الأَنف لأَن العُطاس منه يخرج قال الأَزهري المَعْطِسُ بكسر الطاء لا غير وهذا يدل على أَن اللغة الجيّدة يَعْطِسُ بالكسر وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه لا يُرْغِم اللَّهُ إِلا هذه المَعاطس هي الأُنوف والعاطُوس ما يُعْطَسُ منه مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي وعَطَسَ الصُّبح انفلق والعاطِس الصبح لذلك صفةٌ غالبة وقال الليث الصبح يسمى عُطاساً وظبي عاطِس إِذا استقبلك من أَمامِك وعَطَسَ الرجل مات قال أَبو زيد تقول العرب للرجل إِذا مات عَطَسَتْ به اللُّجَمُ قال واللُّجْمة ما تطيَّرْت منه وأَنشد غيره إِنَّا أُناس لا تزالُ جَزُورُنا لَها لُجَمٌ مِن المنيَّة عاطِسُ ويقال للموت لُجَمٌ عَطُوس قال رؤبة ولا تَخافُ اللُّجَمَ العَطُوسا ابن الأَعرابي العاطُوس دابة يُتَشاءَم بها وأَنشد غيره لطرفة بن العبد لَعَمْري لقد مَرَّتْ عَواطِيسُ جَمَّةٌ ومرّ قُبيلَ الصُّبح ظَبي مُصَمَّعُ والعَطَّاس اسم فرس لبعض بني المَدان قال يَخُبُّ بيَ العَطَّاسُ رافِعَ رَأْسِهِ وأَما قوله وقد أَغْتَدي قبلَ العُطاسِ بِسابِحٍ فإِن الأَصمعي زعم أَنه أَراد قبل أن أَسمع عُطاس عاطِس فأَتطيّر منه ولا أَمضي لحاجتي وكانت العرب أَهل طِيَرَة وكانوا يتطيَّرُون من العُطاس فأَبطل النبي صلى اللَّه عليه وسلم طِيَرَتَهم قال الأَزهري وإِن صح ما قاله الليث إِن الصبح يقال له العُطاس فإِنه أَراد قبل انفجار الصبح قال ولم أَسمع الذي قاله لثقة يُرجع إِلى قوله ويقال فلان عَطْسَة فلان إِذا أَشبهه في خَلْقه وخُلُقه

( عطلس ) العَطَلَّس الطويل

( عطمس ) العُطْمُوس والعَيْطَمُوس الجميلة وقيل هي الطويلة التَّارَة ذاتُ قوام وأَلواح ويقال ذلك لها في تلك الحال إِذا كانت عاقراً الجوهري العَيْطَمُوس من النساء التامَّة الخلق وكذلك من الإِبل والعَيْطَمُوس من النُّوق أَيضاً الفتِيَّةُ العظيمة الحسناء الأَصمعي العَيْطَموس الناقة التامَّة الخلْق ابن الأَعرابي العَيْطَمُوس الناقة الهَرِمة والجمع العَطامِيس وقد جاء في ضرورة الشعر عَطامِس قال الراجز يا رُبَّ بيضاء من العَطامِس تضحك عن ذي أُشُرٍ عُضارِس وكان حقه أَن يقول عَطامِيس لأَنك لما حذفت الياء من الواحدة بقيت عَطَمُوس مثل كَرَدُوس فلزم التعويض لأَن حرف اللين رابع كما لزم في التحقير ولم تحذف الواو لأَنك لو حذفتها لاحتجت أَيضا إِلى أَن تحذف الياء في الجمع أَو التصغير وإِنما تحذف من الزيادتين ما إِذا حذفتها استغنتيت عن حذف الأُخرى

( عفس ) العَفْس شِدَّة سَوق الإِبل عَفَس الإِبلَ يَعْفِسُها عَفْساً ساقها سَوْقاً شديداً قال يَعْفِسُها السَّوّاق كلَّ مَعْفَسِ والعَفْسُ أَن يردَّ الراعي غنمه يَثْنِيها ولا يدعُها تمضي على جهاتها وعَفَسَه عن حاجته أَي ردَّه وعَفَسَ الدابة والماشية عَفْساً حبَسها على غير مرعى ولا عَلَف قال العجاج يصف بعيراً كأَنه من طُولِ جَذْعِ العَفْسِ ورَمَلانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ يُنْحَتُ من أَقطارِه بِفَأْسِ والعَفْسُ الكدّ والإِتعاب والإِذالة والاستعمال والعَفْس الحَبْس والمَعْفُوس المحبوس والمُبتذَل وعَفَس الرجلَ عَفْساً وهو نحو المَسْجون وقيل هو أَن تَسْجُنه سَجْناً والعَفْسُ الامتهانُ للشيء والعَفْسُ الضَّباطة في الصِّراع والعَفْس الدَّوْس واعْتَفَس القومُ اصْطَرَعُوا وعَفَسَه يَعْفِسه عَفْساً جذَبه إِلى الأَرض وضغَطَه ضَغْطاً شديداً فضرب به يقال من ذلك عَفَسْتُه وعَكَسْتُه وعَتْرَسْتُه وقيل لأَعرابي إِنك لا تُحسِن أَكلَ الرأْس قال أَما واللَّهِ إِني لأَعْفِسُ أُذُنيه وأَفُكُّ لَحْيَيْه وأَسْحى خَدَّيه وأَرْمي بالمُخِّ إِلى من هو أَحوجُ مِني إِليه قال الأَزهري أَجاز ابن الأَعرابي السين والصاد في هذا الحرف وعَفَسَه صَرَعَه وعَفَسه أَيضاً أَلزقَه بالتراب وعَفَسَه عَفْساً وطِئَه قال رؤبة والشَّيبُ حين أَدْرَك التَّقْويسا بَدَّلَ ثَوْبَ الحِدَّةِ الملبُوسا والحِبْرَ منه خَلَقاً مَعْفُوسا وثوب مُعَفِّس صَبور على الدَّعْك وعَفَسْتُ ثوبي ابتذلته وعَفَسَ الأَديمَ يَعْفِسُه عَفْساً دلكَه في الدِّباغ والعَفْس الضرب على العَجُز وعَفَسَ الرجلُ المرأَة برجله يَعْفِسها ضربَها على عجيزتها يُعافِسُها وتُعافِسُه وعافَسَ أَهله مُعافَسَة وعِفاساً وهو شبيه بالمُعالجة والمُعافَسَة المُداعَبة والمُمارَسَة يقال فلان يُعافِس الأُمور أَي يُمارِسُها ويُعالجها والعِفاس العِلاج والمُعافَسة المُعَالجَة وفي حديث حنظلة الأَسَيْدي فإِذا رجَعْنا عافَسْنا الأَزواج والضَّيْعَة ومنه حديث علي كنت أُعافِس وأُمارِس وحديثه الآخر يَمنَع من العِفاس خوفُ الموت وذُكْرُ البعث والحساب وتَعافسَ القومُ اعتلَجوا في صراع ونحوه وانعَفَس في الماء انغَمَسَ والعَفَّاس طائر يَنْعَفِس في الماء والعِفاسُ اسم ناقة ذكرها الراعي في شَعره وقال الجوهري العِفاس وبَرْوَع اسم ناقتين للراعي النميري قال إِذا بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلَّةٌ بمَحْنِيَةٍ أَشْلَى العِفاسَ وبَرْوَعا

( عفرس ) العَفْرس السَّابق السريع والعَفْرَسِيُّ المُعْيِي خُبثاً والعَفاريس النَّعام وعِفْرِس حيّ من اليمن والعِفْراس والعَفَرْنَس كلاهما الأَسد الشديد العُنق الغليظُه وقد يقال ذلك للكلب والعِلْج

( عفقس ) العَفَنقَس الذي جدّتاه لأَبيه وأُمه وامرأَته عجميات والعَفَنقس والعَقَنْفَس جميعاً السيّء الخلق المُتَطاوِل على الناس وقد عَفْقَسَه وعقْفَسَه أَساءَ خُلُقَه والعَفَنْقَس العسِر الأَخلاق وقد اعْفَنقس الرجلُ وخُلُق عَفَنْقَس قال العجاج إِذا أَراد خُلُقاً عَفَنْقَسا أَقرَّه الناس وإِنْ تَفَجَّسا قال عَفَنْقَسٌ خُلق عسير لا يستقيم سلَّم له ذلك
( * هكذا في الأَصل ) ويقال ما أَدري ما الذي عَفْقَسه وعَقْفَسه أَي ما الذي أَساء خُلقه بعدما كان حسن الخلُق ويقال رجل عَفَنْقَس فَلَنْقَس وهو اللئيم

( عقس ) الأَعْقَسُ من الرجال الشديد الشَّكَّة في شرائه وبيعه قال وليس هذا مذموماً لأَنه يخاف الغبْن ومنه قول عمر في بعضهم عَقِس لَقِس وقال ابن دريد في خُلقه عَقَس أَي التواء والعَقَس شجيرة تنبت في الثُّمام والمَرْخ والأَراك تَلْتَوي والعَوْقَسُ ضرْب من النبْت ذكره ابن دريد وقال هو العَشَق

( عقبس ) العَقابِيسُ بقايا المرض والعِشْق كالعَقابيل والعَقابيسُ الشدائد من الأُمور هذه عن اللحياني

( عقرس ) عقرس حيٌّ من اليمن

( عقفس ) العَقَنْفَس والعَفَنْقَس جميعاً السيء الخلق وقد عَقْفَسَه وعَفْقَسَه أَساء خلقه وقد تقدّم ذلك مستوفى

( عكس ) عَكَسَ الشيء يَعْكِسُه عَكْساً فانْعَكَسَ ردّ آخره على أَوّله وأَنشد الليث وهُنَّ لَدَى الأَكْوارِ يُعْكَسْنَ بالبُرَى على عَجَلٍ منها ومنهنّ يُكْسَعُ ومنه عَكْسُ البلِيَّة عند القبر لأَنهم كانوا يَرْبِطُونها معكوسة الرأْس إِلى ما يلي كَلْكَلَها وبَطنَها ويقال إِلى مؤخّرها مما يَلي ظهرها ويتركونها على تلك الحال حتى تموت وعَكَسَ الدابةَ إِذا جَذَب رأْسها إِليه لترجع إِلى ورائها القَهْقَرَى وعَكَس البعير يَعْكِسُه عَكْساً وعِكاساً شدَّ عُنقه إِلى إِحدى يديه وهو بارك وقيل شدَّ حبلاً في خَطْمه إِلى رُسْغِ يديه لِيَذِلَّ والعِكاس ما شدَّه به وعَكَسَ رَأْسَ البعير يعكِسه عَكْساً عَطَفَه قال المتلمس جاوَزْتُها بِأَمُونٍ ذات مَعْجَمَةٍ تَنْجُو بكَلْكَلِها والرأْسُ مَعْكُوسُ والعَكْس أَيضاً أَن تعكِس رأْسَ البعير إِلى يدِه بِخِطام تُضيِّق بذلك عليه وقال الجعدي العَكْس أَن يجعل الرجلُ في رأْس البعير خِطاماً ثم يَعْقِده إِلى ركبته لئلا يَصُول وفي حجيث الربيع بن خُثَيم اعكِسُوا أَنفسكم عَكْس الخيل باللُّجُم معناه اقدَعُوها وكُفُّوها ورُدُّوها وقال أَعرابي من بني نُفَيْل شَنَقْتُ البعيرَ وعَكَسته إِذا جذَبتَ من جَريرِه ولَزِمْت من رأْسه فَهَمْلَج وعَكَس الشيءَ جذَبه إِلى الأَرض وتَعَكَّسَ الرجلُ مَشَى مَشْيَ الأَفْعَى وهو يتعَكَّس تعكُّساً كأَنه قد يَبِسَت عروقه وربما مَشَى السكران كذلك ويقال من دون ذلك عِكاس ومِكاس وهو أَن تأْخذ بناصيته ويأْخذ بناصيتك ورجل متَعَكِّس مُتَثَنِّي غُضُونِ القفا وأَنشد ابن الأَعرابي وأَنتَ امرُؤٌ جَعْدُ القَفا مُتَعَكِّسٌ من الأَقِطِ الحَوْلِيِّ شَبْعانُ كانِبُ وعَكَسَه إِلى الأَرض جذبه وضَغَطه ضَغْطاً شديداً والعَكيس من اللَّبن الحَلِيبُ تُصَبُّ عليه الإِهالة والمَرَق ثم يشرب وقيل هو الدقيق يصب عليه الماء ثم يشرب قال أَبو منصور الأَسدي فلمَّا سَقَيناها العَكِيسَ تَمَدَّحَتْ خَواصِرُها وازْدادَ رَشْحاً ورِيدُها ويقال منه عَكَسْت أَعكِسُ عَكْساً وكذلك الاعتكاس قال الراجز جَفْؤُكَ ذا قِدْرَك للضِّيفانِ جَفْأً على الرُّغْفانِ في الجِفانِ خيرُّ من العَكِيسِ بالأَلْبانِ والعَكْسُ حبس الدابة على غير علف والعُكاس ذكرَ العَنْكبوت عن كراع والعَكِيسُ القَضِيبُ من الحَبَلَة يُعْكَسُ تحت الأَرض إِلى موضع آخر

( عكبس ) كلُّ شيء تراكب عُكابِس وعُكَبِس وقال يعقوب باؤها بدل من الميم في عُكامِس وعُكَمِس وقال كراع إِذا صُبَّ لَبن على مَرَق كائناً ما كان فهو عُكَبِس وقال أَبو عبيد إِنما هو العَكِيسُ بالياء وقد ذُكر وعَكْبَس البعيرَ شدَّ عُنقه إِلى إِحدى يديه وهو بارِك وإِبل عُكابِس وعُكامِس وعُكَمِس وعُكَبِس إِذا كثرت وقيل إِذا قاربت الأَلفَ

( عكمس ) العُكَمِسُ والعُكامِس القطيع الضَّخْم من الإِبل وقال اللحياني إِبل عُكامِس وعُكابِس وعُكَمِس وعُكَبِس إِذا كثرت قال أَبو حاتم إِذا قاربت الإِبلُ الأَلف فهي عُكامِس وكل شيء تراكب وتراكم وكثُر حتى يُظْلِم من كثرته فهو عُكامِس وعُكَمِس قال العجاج عُكامِسٌ كالسُّنْدُسِ المَنْشُورِ وليلٌ عُكامِس مُظلِم متراكبُ الظلْمة شديدُها وقد عَكْمَسَ الليلُ عَكْمَسَةً إِذا أَظلم وتَعَكْمَس

( علس ) العَلْسُ سَواد الليل والعَلْسُ الشُّرْب وعَلَسَ يَعْلِس عَلْساً شرِب وقيل أَكل وعَلَسَتِ الإِبلُ تَعْلِس إِذا أَصابت شيئاً تأْكله والعَلْسُ الأَكل وقَلَّما يُتكلم بغير حرف النفي وما ذاق عَلُوساً أَي ذَواقاً وما ذاق عَلُوساً ولا أَلُوساً وفي الصحاح ولا لوُوساً أَي ما ذاق شيئاً وعَلَّس داؤه أَي اشتدَّ وبرَّح وما عَلَسَ عنده عَلُوساً أَي ما أَكل وقال ابن هانئ ما أَكلت اليوم عُلاساً وما عَلَّسُوا ضيفَهم بشيء أَي ما أَطعموه والعَلَس شِواءُ مَسْمُونٌ وشواء مَعْلُوس أُكل بالسَّمْن والعَلِيسُ الشِّواء السَّمين هكذا حكاه كراع والعَلِيسُ الشِّواء مع الجِلْد والعَليس الشواء المُنْضَج ورجل مُجَرَّس ومُعَلَّس ومُنَقَّح ومُقَلَّح أَي مُجرَّب والعَلَس حَب يؤْكل وقيل هو ضرْب من الحِنطة وقال أَبو حنيفة العَلَسُ ضرْب من البُرِّ جيّد غير أَنه عَسِرُ الاستِنْقاء وقيل هو ضرْب من القَمْح يكون في الكِمام منه حَبتان يكون بناحية اليمن وهو طعام أَهل صَنْعاء ابن الأَعرابي العَدَس يقال له العَلَس والعَلَسِيّ شجرة المَقِْرِ وهو نبات الصَّبرِ وله نَوْر حَسن مثل نَوْرِ السَّوْسَنِ الأَخضر قال أَبو وَجْزَة السَّعدي كأَن النُّقْدَ والعَلَسيّ أَجْنى ونَعَّم نَبْتَه وادٍ مَطِيرُ ورجل مُعَلَّس مُجرَّب وعَلَس يَعْلِسُ عَلْساً وعَلَّس صَخِبَ قال رؤبة قد أَعْذُبُ العاذِرَة المَؤُوسا بالجِدّ حتى تَخْفِضَ التَّعْلِيسا والعَلَس القُراد ويقال له العَلُّ والعَلَس وجمعه أَعْلالٌ وأَعْلاسٌ والعَلَسَة دُوَيْبَّة شبيهة بالنَّملة أَو الحَلَمَةُ وعَلَسٌ وعُلَيْس اسمان وبنو عَلَسٍ بَطْن من بني سَعْد والإِبل العَلَسِيَّة منسوبة إِليهم أَنشد ابن الأَعرابي في عَلَسِيَّاتٍ طِوال الأَعْناقْ ورجل وجمل عَنَسِيّ أَي شديد قال المرار إِذا رآها العَلَسِيُّ أَبْلَسا وعَلَّقَ القومُ إِداوى يُبَّسا

( علطس ) العِلْطَوْسُ مثال الفِرْدَوْسِ الناقة الخِيار الفارِهَة وقيل هي المرأَة الحسناء مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي

( علطبس ) العَلْطَبِيسُ الأَمْلَسُ البرَّاق وأَنشد الرَّجَز الذي يأْتي في علطمس بعدها

( علطمس ) العَلْطَمِيسُ الناقة الضخمة ذات أَقطار وسَنام والعَلْطَمِيس الضَّخْم الشديد قال الراجز لَمَّا رأَتْ شَيْبَ قَذالي عِيسا وهامَتي كالطَّسْتِ عَلْطَمِيسا لا يَجِدُ القمْلُ بها تَعْريسا وهذه الترجمة في الصحاح علطبس بالباء وقال العَلْطَبِيسُ الأَمْلَسُ البَرَّاق وأَنشد هذا الرجز بعينه وفيه وهامَتِي كالطِّسْتِ عَلْطَبِيسا بالباء

( علكس ) ليلة مُعْلَنْكِسَة كَمُعْرَنْكِسَة وشعر عِلَّكْسٌ وعَلَنْكَس ومُعْلَنْكِس كثير متراكِب وكذلك الرَّمل ويَبِيسُ الكَلإِ واعْلَنْكَسَت الإِبلُ في الموضع اجتمعتْ وعَلْكَسَ البَيضُ واعْلَنْكَس اجتمع واعْلَنْكَس الشعَر اشتدّ سواده وقال الفرّاء شعَر مُعْلَنْكِس ومُعْلَنْكِكٌ الكَثِيف المجتمع الأَسود قال الأَزهري عَلْكَس أَصل بناء اعْلَنْكَسَ الشعَر إِذا اشتدّ سواده وكثر قال العجاج بِفاحِمِ دُووِيَ حتى اعْلَنْكَسا ويقال اعْلَنْكَس الشيءُ أَي تردَّد والمُعَلْكِسُ والمُعْلَنْكِس من اليَبِيسِ ما كثُر واجتمع وعَلْكَسٌ اسم رجُل من أَهل اليمن

( علندس ) الأَزهري العَلَنْدَسُ والعَرَنْدَسُ الصُّلب الشديد

( عمس ) حَرْبٌ عَماسٌ شديدة وكذلك ليلة عَماس ويوم عَماس مُظلِم أَنشد ثعلب إِذا كَشَف اليومُ العَماسُ عن اسْتِهِ فلا يَرْتَدي مِثْلي ولا يَتَعَمَّمُ والجمع عُمُس قال العجاج ونَزَلُوا بالسَّهْلِ بعد الشَّأْسِ ومُرِّ أَيامٍ مَضَيْنَ عُمْسِ وقد عَمُِسَ عَمَساً وعَمْساً وعُمُوساً وعَماسَة وعُمُوسَة وأَمْرٌ عَمْسٌ وعَمُوس وعَماس ومُعَمَّس شديد مُظلم لا يُدرَى من أَين يُؤْتى له ومنه قيل أَتانا بأُمور مُعَمَّسات ومُعَمِّسات بنصب الميم وجرّها أَي مَلْوِيَّات عن جِهَتِها مظلمة وأَسَدٌ عَماسٌ شديد وقال قَبِيلَتانِ كالحَذَفِ المُنَدَّى أَطافَ بِهِنّ ذُو لِبَدِ عَماسُ والعَمَسُ كالحَمَس وهي الشِّدَّة حكاها ابن الأَعرابي وأَنشد إِنَّ أَخْوالي جَمِيعاً من شَقِرْ لَبِسُوا لي عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ وعَمَسَ عليه الأَمرَ يَعْمِسُه وعَمَّسَه خَلَّطه ولبَّسه ولم يُبيِّته والعَمَاس الدَّاهِية وكلُّ ما لا يهتدَى له عَمَاسٌ والعَمُوسُ الذي يَتعَسَّف الأَشياء كالجاهل وتَعَامَسَ عن الأَمر أَرى أَنه لا يَعْلَمه والعَمْس أَن تُرِي أَنك لا تعرِف الأَمر وأَنت عارِفٌ به وفي حديث عليّ أَلا وإِنَّ معاوية قادَ لِمَّةً من الغُواة وعَمَسَ عليهم الخَبَر من ذلك ويروى بالغين المعجمة وتَعامس عنه تغافل وهو به عالم قال الأَزهري ومن قال يَتَغامَس بالغين المعجمة فهو مخطئ وتَعامَس عَلَيّ تَعامَى فتركني في شُبهة من أَمره والعَمْسُ الأَمر المغطَّى ويقال تَعامَسْت على الأَمر وتعامَشْت وتَعامَيْت بمعنى واحد وعامَسْت فلاناً مُعامَسَة إِذا ساترتَه ولم تُجاهِرْه بالعَداوة وامرأَة مُعامِسَة تتستر في شَبِيبَتِها ولا تَتَهَتَّك قال الراعي إِنْ الحَلالَ وخَنْزَراً ولَدَتْهُما أُمٌّ مُعامِسَة على الأَطْهارِ أَي تأْتي ما لا خير فيه غير مُعالنة به والمُعامَسَة السِّرار وفي النوادر حَلَف فلان على العَمِيسَة والعُمَيْسَة أَي على يمين غير حق ويقال عَمَسَ الكِتابُ أَي دَرَس وطاعون عَمْواس أَوَّل طاعون كان في الإِسلام بالشام وعُمَيْس اسم رجل وفي الحديث ذِكْر عَمِيس بفتح العين وكسر الميم وهو واد بين مكة والمدينة نزله النبي صلى اللَّه عليه وسلم في ممرِّه إِلى بدر

( عمرس ) العَمَرَّس بتشديد الراء الشَّرِس الخُلق القوِيّ الشديد ويوم عَمَرَّس شديد وسير عَمَرَّس شديد وشر عَمَرَّس كذلك والعَمْرُوس الجَمَل إِذا بلغ النَّزْوَ ويقال للجمل إِذا أَكل واجتَرَّ فهو فُرْفُور وعُمْرُوس والعُمرُوس الجَدْيُ شامِيَّة والجمع العمارِس وربما قيل للغلام الحادِر عُمْرُوس عن أَبي عمرو الأَزهري العُمْرُوس والطُّمْرُوس الخروف وقال حُمَيد بن ثور يصف نساء نشأْن بالبادية أُولئك لم يَدْرِينَ ما سَمَك الفُرَى ولا عُصْباً فيها رِئات العَمارِس ويقال للغلام الشّائل عُمْرُوس وفي حديث عبد الملك بن مَرْوان أَين أَنت من عُمْرُوسٍ راضِعٍ ؟ العُمْرُوس بالضم الخروف أَو الجَدي إِذا بلغا العَدْوَ وقد يكون الضعيفَ وهو من الإِبل ما قد سَمِنَ وشَبِعَ وهو راضع بَعْدُ والعَمَرَّس والعَمَلَّس واحد إِلا أَن العَمَلَّس يقال للذئب

( عملس ) العَمْلَسَة السُّرعة والعَمَلَّس الذئب الخبيب والكَلْب الحبيث قال الطرماح يصف كلاب الصيد يُوزِع بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّس من المُطعِمات الصَّيْدِ غير الشَواحِنِ يوزع يَكُفُّ ويقال يُغْرِي كل عملس كل كلب كأَنه ذئب والعَمَلَّس القوِيّ الشديد على السفر والعَمَلَّط مثله وقيل النَّاقص وقيل العَمَلَّس الجميل والعَمَلَّس اسم وقولهم في المثل هو أَبرّ من العَمَلّس هو اسم رجل كان يحجُّ بأُمّه على ظهره الجوهري العَمَرَّس مثل العَملَّس القَوِيّ على السير السريع وأَنشد عَمَلَّس أَسْفارٍ إِذا اسْتَقْبَلَتْ لَهُ سَمُومٌ كحرِّ النارِ لم يَتَلَثَّمِ قال ابن برِّي الشِّعر لعديّ بن الرِّقَاع يمدح عمر بن عبد العزيز وقبله جَمَعْتَ اللَّواتي يحمَد اللَّهُ عبدَه عليهنَّ فَلْيَهْنئْ لك الخيرُ واسْلَمِ فأَوَلُهنّ البِرُّ والبِرُّ غالِبٌ وما بكَ من غَيْبِ السَّرائر يُعْلَمِ وثانية كانت من اللَّه نعمةً على المسلمين إِذ وَلِي خيرُ مُنْعِمِ وثالثة أَنْ ليس فِيكَ هَوَادَةٌ لِمَنْ رامَ ظُلماً أَو سَعَى سَعْيَ مجْرمِ ورابعةٌ أَنْ لا تزالَ مع التُّقَى تَخُبُّ بِمَيْمُونٍ من الأَمْرِ مُبْرَمِ وخامسة في الحُكْمِ أَنَّك تُنصِفُ الضَّ عِيف وما مَنْ عَلَّمَ اللَّهُ كالعَمِي وسادسة أَنَّ الذي هُوَ رَبُّنا اصْ طَفَاك فمَنْ يَتْبَعْك لا يَتَنَدَّمِ وسابعة أَنَّ المَكارِم كلَّها سبَقْتَ إِليها كلَّ ساعٍ ومُلْجِمِ وثامنة في مَنْصِبِ النَّاس أَنَّه سَمَا بكَ منهمْ مُعْظَمٌ فَوق مُعْظَمِ وتاسعة أَن البَرِيَّة كُلّها يَعْدُّون سَيباً من إِمامٍ مُتَمَّمِ وعاشرة أَنَّ الحُلُومَ تَوَابِعٌ لحِلْمِكَ في فصْل من القول مُحْكَمِ

( عنس ) عَنَسَتِ المرأَة تَعْنُس بالضم عُنُوساً وعِناساً وتَأَطَّرَتْ وهي عانس من نِسوة عُنَّسٍ وعَوَانِسَ وعَنَّسَتْ وهي مُعَنَّس وعَنَّسَها أَهلُها حَبَسُوها عن الأَزواج حتى جازت فَتَاءَ السِّن ولمَّا تَعْجُِزْ قال الأَصمعي لا يقال عَنَسَتْ ولا عَنَّسَت ولكن يقال عُنِّسَت على ما لم يسمَّ فاعلُه فهي مُعَنَّسَة وقيل يقال عَنَسَت بالتخفيف وعُنِّسَتْ ولا يقال عَنَّسَت قال ابن بري الذي ذكره الأَصمعي في خَلْق الإِنسان أَنه يقال عَنَّسَت المرأَة بالفتح مع التشديد وعَنَسَت بالتخفيف بخلاف ما حكاه الجوهري وفي صفته صلى اللَّه عليه وسلم لا عانِسٌ ولا مُفَنِّدٌ العانِس من الرجال والنساء الذي يَبقى زماناً بعد أَن يُدْرِك لا يتزوج وأَكثر ما يُستعمل في النساء يقال عَنَسَتِ المرأِة فهي عانِس وعُنِّسَت فهي مُعَنِّسَة إِذا كَبِرَت وعَجَزَتْ في بيت أَبويها قال الجوهري عَنَسَتِ الجارية تَعْنُس إِذا طال مكثها في منزل أَهلها بعد إِدْراكها حتى خرجتْ من عِداد الأَبكار هذا ما لم تتزوج فإِن تزوجت مرَّة فلا يقال عَنَسَت قال الأَعشى والبِيضُ قد عَنَسَتْ وطالَ جِراؤُها ونَشَأْنَ في فَنَنٍ وفي أَذْوادِ ويروى والبيضِ مجروراً بالعطف على الشَّرْب في قوله ولقد أُرَجَّل لِمَّتي بِعَشِيَّةٍ للشَّرْبِ قبلَ حَوادثِ المُرْتادِ ويروى سَنابِك أَي قيل حوادث الطَّالِب يقول أُرَجِّلُ لِمَّتي للشَّرْب وللجواري الحِسان اللواتي نشَأْن في فَنَنٍ أَي في نعمة وأَصلها أَغصان الشجر هذه رواية الأَصمعي وأَما أَبو عبيدة فإِنه رواه في قِنٍّ بالقاف أَي في عبيد وخَدَم ورجل عانِس والجمع العانِسُون قال أَبو قيس بن رفاعة مِنَّا الذي هو ما إِنْ طَرَّ شارِبُه والعانِسُون ومِنَّا المُرْدُ والشِّيبُ وفي حديث الشعبي سئل عن الرجل يَدخل بالمرأَة على أَنها بكر فيقول لم أَجدها عَذْراء فقال إِن العُذْرة قد يُذهِبها التَعْنيسُ والحَيْضَة وقال الليث عَنَسَت إِذا صارت نَصَفاً وهي بكر ولم تتزوَّج وقال الفَرَّاء امرأَة عانس التي لم تتزوج وهي تترقب ذلك وهي المُعَنَّسة وقال الكسائي العَانِس فوق المُعْصِر وأَنشد لذي الرمة وعِيطاً كأَسْراب الخُروج تَشَوَّقَتْ مَعاصِيرُها والعاتِقاتُ العَوانِسُ العِيطُ يعني بها إِبلاً طِوال الأَعناق الواحدة منها عَيْطاء وقوله كأَسراب الخروج أَي كجماعة نساء خرجْن متشوّفات لأَحد العِيدين أَي متزينات شبَّه الإِبل بهنَّ والمُعْصِر التي دنا حيضها والعانِقُ التي في بيت أَبويها ولم يقع عليها اسم الزوج وكذلك العانِس وفلان لم تَعْنُس السِّنُّ وَجهَه أَي لم تغيّره إِلى الكِبَرِ قال سُوَيْدٌ الحارثي فَتى قَبَلٌ لم تَعْنُس السنُّ وجهَهُ سِوى خُلْسَةٍ في الرأْس كالبَرْقِ في الدُّجى وفي التهذيب أَعْنَس الشيبُ رأْسَه إِذا خالطه قال أَبو ضب الهذلي فَتى قَبَلٌ لم يَعْنُسِ الشَّيبُ رأْسَه سِوى خُيُطٍ في النُّورِ أَشرَقْنَ في الدُّجى ورواه المُبَرَّد لم تعْنُس السِّنُّ وَجهه قال الأَزهري وهو أَجود والعُنَّسُ من الإِبلِ فوق البَكارة أَي الصِّغار قال بعض العرب جَعل الفحلُ يضرب في أَبكارِها وعُنَّسِها يعني بالأَبكار جمع بَكْر والعُنَّس المتوسِّطات التي لَسْن بأَبكار والعَنْسُ الصَّخرة والعَنْسُ الناقة القويَّةُ شبهت بالصخرة لصلابتها والجمع عُنْسٌ وعُنُوس وعُنَّس مثل بازِل وبُزْلٍ وبُزَّل قال الراجز يُعْرِسُ أَبكاراً بها وعُنَّسا وقال ابن الأَعرابي العَنْس البازِل الصُّلبة من النُّوق لا يقال لغيرها وجمعها عِناس وعُنُوس جمع عِناس قال ابن سيده هذا قول ابن الأَعرابي وأَظنه وهَماً منه لأَن فِعالاً لا يجمع على فُعُول كان واحداً أَو جمعاً بل عُنُوس جمع عَنْس كعِناس قال الليث تُسمّى عَنْساً إِذا تَمَّتْ سِنّها واشتدت قوَّتها ووفَر عظامها وأَعضاؤُها قال الراجز كَمْ قَدْ حَسَرْنا مِنْ عَلاةٍ عَنْسِ وناقة عانِسَة وجمل عانِس سمين تامّ الخَلق قال أَبو وجزة السعدي بعانِساتٍ هَرِماتِ الأَزْمَلِ جُشٍّ كبَحْريّ السَّحاب المُخْيِلِ والعَنْس العُقاب وعَنَسَ العودَ عَطَفَه والشين أَفصح واعْنَوْنَسَ ذنَب الناقةٍ واعْنِيناسُه وفُورُ هُلْبِه وطولُه قال الطِّرِمَّاح يصف ثوراً وحشيّاً يَمْسَحُ الأَرض بمُعْنَوْنِسٍ مِثل مئلاة النِّياح القِيام أَي بذنب سابغ وعَنْسٌ قبيلة وقيل قبيلة من اليمن حكاها سيبويه وأَنشد لا مَهْلَ حَتى تَلْحَقي بعَنْسِ أَهلِ الرِّباطِ البِيضِ والقَلَنْسِ قال ولم يقل القَلَنْسُو لأَنَه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم ويكفيك من ذلك أَنهم قالوا هذه أَدْلي زير والعِناسُ المرآة والعُنُس المرايا وأَنشد الأَصمعي حتى رَأَى الشَّيْبَة في العِناسِ وعادمَ الجُلاحبِ العَوَّاسِ وعُنَيِّس اسم رَمْل معروف وقال الراعي وأَعْرَضَ رَمْلٌ من عُنَيِّس تَرْتَعِي نِعاجُ المَلا عُوذاً به ومَتالِيا أَراد ترتعي به نعاجُ الملا أَي بَقَرُ الوحش عوذاً وضَعَتْ حَدِيثاً ومَتَاليَ يتلوها أَولادها والملا ما اتّسع من الأَرض ونَصَب عُوذاً على الحال

( عنبس ) العَنْبَس من أَسماء الأَسد إِذا نَعَتَّه قلت عَنْبَس وعُنابِس وإِذا خصصته باسم قلت عَنْبَسَة كما يقال أُسامة وسَاعدة أَبو عبيد العَنْبَس الأَسَد لأَنه عَبُوس أَبو عمرو العَنبَسُ
( * قوله « أَبو عمرو العنبس الأمة إلخ » عبارة شرح القاموس في هذه المادة وأَورد صاحب اللسان هنا العنبس الأمة الرعناء عن أَبي عمرو وكذلك تعنبس الرجل إذا ذلّ بخدمة أَو غيرها قلت والصواب أنهما البعنس وبعنس بتقديم الموحدة وقد ذكر في محله فليتنبه لذلك ) الأَمة الرَّعْناء ابن الأَعرابي تَعَنْبَس الرجل إِذا ذلَّ بخدمة أَو غيرها وعَنْبَس إِذا خرَج وسُمِّي الرجل العَنْبَس باسم الأَسَد وهو فنعل من العُبُوس والعَنابِس من قُرَيْش أَولادُ أُمَيَّة بنِ عبد شمس الأَكبر وهم ستة حَرْبٌ وأَبو حَرْبٍ وسُفْيان وأَبو سُفيان وعَمرو وأَبو عمرو وسُمُّوا بالأَسد والباقون يقال لهم الأَعْياصُ

( عنفس ) رجُل عِنْفِس قصير لئيم عن كراع

( عنقس ) الأَزهري العَنْقَس من النساء الطويلة المُعْرِقة ومنه قول الراجز حتى رُمِيت بِمِزاقٍ عَنْقَسِ تَأْكلُ نِصفَ المُدِّ لم تَلَبَّقِ ابن دريد العَنْقَس الدَّاهي الخَبيث

( عوس ) العَوْس والعَوَسان الطَّوْف بالليل عاسَ عَوْساً وعَوَساناً طاف بالليل والذئبُ يَعُوس يطلُب شيئاً يأْكله وعاس الذئبُ اعْتَسَّ وعاسَ الشيءَ يَعُوسُه وَصَفَه قال فعُسْهم أَبا حسَّان ما أَنت عائِسُ قال ابن سيده ما هنا زائجة كأَنه قال عُسْهم أَبا حسان أَنت عائس أَي فأَنت عائِس ورجل أَعْوَسُ وصَّاف قال الأَزهري قال الليث الأَعوس الصَّيْقل ثم قال قال ويقال لكل وَّصَّاف لشيء هو أَعْوَسُ وصَّاف قال جرير يصف السيوف تَجْلُوا السُّيُوفَ وغيرُكم يَعْصى بها يا ابن القُيُون وذاك فِعْلُ الأَعْوَسِ قال الأَزهري رابَني ما قاله في الأَعْوَسِ وتفسيره وإِبداله قافية هذا البيت بغيرها والرواية وذاك فِعْلُ الصَّيْقَلِ والقصيدة لِجَرِير معروفة وهي لامية طويلة قال وقوله الأَعْوَس الصَّيْقَل ليس بصحيح عندي قال ابن سيده والأَعْوَسُ الصَيْقَل وعاسَ مالَه عَوْساً وعِيَاسة وساسَه سِياسَة أَحسن القِيام عليه وفي المثل
( * قوله « وفي المثل إلخ » أَورده الميدانيّ في أَمثاله لا يعدم عائش وصلات بالشين وقال في تفسيره أي ما دام المرء أجل فهو لا يعدم ما يتوصل به يضرب للرجل إلى آخر ما هنا ) لا يَعْدَمُ عائِسٌ وَصْلاتٍ يُضرَب للرجل يُرْمِل من المال والزاد فيلقَى الرجلَ فيَنال منه الشيءَ ثم الآخر حتى يَبْلُغ أَهله ويقال هو عائِس مالٍ ويقال هو يَعُوس عِياله ويَعُولهم أَي يَقُوتهم وأَنشد خَلَّى يَتامَى كان يُحْسِنُ عَوْسَهم ويَقُوتُهم في كلِّ عامٍ جاحِدِ ويقال إِنه لَسائِس مالٍ وعائِس مال بمعنى واحد وعاسَ على عياله يَعُوس عَوْساً إِذا كَدَّ وكَدَح عليهم والعُواسَة الشِّربة من اللَّبَن وغيره الأَزهري في ترجمة عَوَكَ عُسْ مَعاشَك وعُكْ معاشَك مَعاساً ومَعاكاً والعَوْس إِصلاح المعيشة عاسَ فلان مَعاشه عَوْساً ورَقَّْحَهُ واحد والعَواساءُ بفتح العين الحامل من الخنافس قال بِكْراً عَواساءَ تَفاسَى مُقْرِبا أَي دنا أَن تضع والعَوَس دخول الخَدَّين حتى يكون فيهما كالهَزْمتين وأَكثر ما يكون ذلك عند الضحِك رجل أَعْوَس إِذا كان كذلك وامرأَة عَوْساء والعَوَسُ المصدر منه والعُوسُ الكباش البِيض قال الجوهري العُوس بالضم ضرب من الغنم يقال كبش عُوسِيّ

( عيس ) العَيْسُ ماء الفَحْل قال طرفة سأَحْلُب عَيْساً صَحْن سُمّ قال والعَيْس يقتل لأَنه أَخبث السُّم قال شمر وأَنشدنيه ابن الأَعرابي سأَحلب عنساً بالنون وقيل العَيْس ضِراب الفحل عاس الفحلُ الناقةَ يَعِيسُها عَيْساً ضَرَبها والعِيَس والعِيسَة بياض يُخالِطُه شيء من شُقْرة وقيل هو لون أَبيضُ مُشْرَب صَفاءً في ظُلمة خفِية وهي فُعْلَة على قياس الصُّهبة والكُمْتة لأَنه ليس في الأَلوان فِعْلَة وإِنما كُسِرت لتصح الياء كبيض وجَمل أَعْيَس وناقة عَيْساء وظَبْيٌ أَعْيَس فيه أُدْمَة وكذلك الثَّور قال وعانَقَ الظِّلَّ الشَّبُوبُ الأَعْيَسُ وقيل العِيس الإِبل تضرب إِلى الصُّفرة رواه ابن الأَعرابي وحده وفي حديث طهفة تَرْتَمِي بِنَا العِيس هي الإِبل البيض مع شُقرة يسيرة واحدها أَعْيَس وعَيْساء ومنه حديث سَوادِ بنِ قارب وشدَّها العِيسُ بأَحْلاسِها ورجُل أَعْيسَ الشَّعَر أَبيضه ورَسْم أَعْيَس أَبيض والعَيْساء الجَرادَة الأُنثى وعَيْساء اسم جدّة غَسَّان السَّلِيطي قال جرير أَساعِية عَيْساء والضَّأْن حُفَّلٌ كما حاولَتْ عَيساء أَمْ ما عَذِيرُها ؟ قال الجوهري العِيس بالكسر جمع أَعْيَس وعَيْساء الإِبلُ البِيض يُخالِطُ بياضَها شيء من الشُّقرة واحدها أَعْيَس والأُنثى عَيْساء بَيِّنا العِيس قال الأَصمعي إِذا خالط بياض الشعَر شُقْرة فهو أَعْيَس وقول الشاعر أَقول لِخارِبَيْ هَمْدان لمَّا أَثارَا صِرْمةً حُمراً وعِيسَا أَي بيضاً ويقال هي كرائم الإِبل وعِيسَى اسم المسيح صلوات اللَّه على نبينا وعليه وسلم قال سيبويه عيسى فِعْلَى وليست أَلفه للتأْنِيث إِنما هو أَعجمي ولو كانت للتأْنيث لم ينصرف في النكرة وهو ينصرف فيها قال أَخبرني بذلك من أَثِق به يعني بصَرْفِه في النكرة والنسب إِليه عِيْسِيٌّ هذا قول ابن سيده وقال الجوهري عِيسى اسم عِبْرانيّ أَو سُرياني والجمع العِيسَوْن بفتح السين وقال غيره العِيسُون بضم السين لأَن الياء زائدة
( * قوله « لأن الياء زائدة » أطلق عليها ياء باعتبار أنها تقلب ياء عند الإمالة وكذا يقال فيما بعده ) قال الجوهري وتقول مررت بالعِيسَيْنَ ورأَيت العِيسَيْنَ قال وأَجاز الكوفيون ضم السين قبل الواو وكسرها قبل الياء ولم يجزه البَصريون وقالوا لأَن الأَلف لما سقطت لاجتماع الساكنين وجَب أَن تبقى السين مفتوحة على ما كانت عليه سواء كانت الأَلف أَصلية أَو غير أَصلية وكان الكسائي يَفْرق بينهما ويفتح في الأَصلية فيقول مُعْطَوْنَ ويضم في غير الأَصلية فيقول عِيسُون وكذلك القول في مُوسَى والنسبةُ إِليهما عِيسَويّ ومُوسَويّ بقلب الياء واواً كما قلت في مَرْمًى مَرْمَوِيّ وإِن شئت حذفت الياء فقلت عِيسِيّ وموسِيّ بكسر السين كما قلت مَرْميّ ومَلْهيّ قال الأَزهري كأَن أَصل الحرف من العَيَس قال وإِذا استعملت الفعل منه قلت عَيِس يَعْيَس أَو عاس يَعِيس قال وعِيسى شبه قِعْلى قال الزجاج عيسى اسم عَجَمِيّ عُدِلَّ عن لفظ الأَعجمية إِلى هذا البناء وهو غير مصروف في المعرفة لاجتماع العُجمة والتعريف فيه ومَنال اشتقاقه من كلام العرب أَن عيسى فِعْلى فالأَلف تصلُح أَن تكون للتأْنيث فلا ينصرف في معرفة ولا نكرة ويكون اشتقاقه من شيئين أَحدهما العَيَس والآخر من العَوْس وهو السِّياسة فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فأَما اسم نبيّ اللَّه فعدول عن إِيسُوع كذا يقول أَهل السريانية قال الكسائي وإِذا نسبت إِلى موسى وعيسى وما أَشبهها مما فيه الياء زائدة قلت مُوسِيّ وعيسيّ بكسر السين وتشديد الياء وقال أَبو عبيدة أَعْيَس الزرعُ إِعْياساً إِذا لم يكن فيه رطب وأَخْلَس إِذا كان فيه رَطْب ويابِس

( غبس ) الغَبَس والغُبْسَة لَوْن الرَّماد وهو بياض فيه كُدْرة وقد أَغْبَسَ وذئب أَغْبَس إِذا كان ذلك لَونَه وقيل كل ذئب أَغبَس وفي حديث الأَعشى كالذِّئْبَةِ الغَبْساء في ظِلِّ السَّرَبْ أَي الغبراء وقيل الأَغْبَس من الذئاب الخَفِيف الحَريص وأَصله من اللَّون والوَرْدُ الأَغْبَس من الخَيْل هو الذي تدعون الأَعاجم السَّمَنْد اللحياني يقال غَبَس وغَبَش لوقت الغَلَس وأَصله من الغُبْسة وهو لوْن بين السواد والصُّفرة وحمار أَغْبَس إِذا كان أَدْلَم وغَبَسُ الليل ظلامُه من أَوله وغَبَشه من آخره وقال يعقوب الغَبَس والغَبَش سواء حكاه في المُبْدَل وأَنشد ونِعْمَ مَلْقى الرِّجالِ مَنْزِلُهم ونِعْمَ مأْوى الضَّريكِ في الغَبَسِ تُصْدِرُ وُرَّادَهُمْ عِساسُهُمُ ويَنْحَرُون العِشار في المَلَسِ يعني أَن لَبَنهم كثير يكفي الأَضياف حتى يُصدِرَهم ويَنْحَرُون مع ذلك العِشارَ وهي التي أَتى عليها من حَمْلِها عشرة أَشهر فيقول من سَخائهم يَنحرُون العِشار التي قد قرُب نَتاجُها وغَبَسَ الليل وأَغْبَس أَظلم وفي حديث أَبي بكر ابن عبد اللَّه إِذا استقبلوك يوم الجُمُعَة فاستقْبِلهم حتى تَغْبِسَها حتى لا تَعُود أَن تَخَلَّفَ يعني إِذا مَضَيْت إِلى الجمعة فلقِيت الناس وقد فَرَغُوا من الصَّلاة فاسْتقبِلْهم بوجهك حتى تُسَوِّده حَياء منهم كي لا تتأَخر بعد ذلك والهاء في تَغْبِيسهَا ضمير الغُرَّة أَو الطَّلْعَة والغُبْسَة لَون الرَّماد ولا أَفعله سَجِيسَ غُبَيْس الأَوْجَس أَي أَبد الدهر وقولهم لا آتيك ما غَبا غُبَيْس أَي ما بقي الدهر قال ابن الأَعرابي ما أَدري ما أَصله وأَنشد الأُموي وفي بَني أُمِّ زُبَيْرٍ كَيْسُ على الطَّعام ما غَبا غُبَيْسُ أَي فيهم جُود وما غَبا غُبَيْس ظرف من الزمان وقال بعضهم أَصله الذئب وغُبَيْس تصغير أَغْبَس مُرَخَّماً وغَبا أَصله غَبَّ فأَبدل من أَحد حَرْفَي التضعيف الأَلِف مثل تَقَضَّى أَصله تَقَضَّض يقول لا أَتِيك ما دام الذئب يأْتي الغَنم غِبًّا

( غرس ) غَرَس الشجر والشجرة يغرِسها غَرْساً والغَرْس الشجر الذي يُغْرَس والجمع أَغْراس ويقال للنَّخلة أَول ما تنبت غَريسَة والغَرْس غَرْسُك الشجر والغِراس زَمَن الغَرس والمَغْرِس موضع الغَرْس والفعل الغَرْس والغِراس ما يُغْرَس من الشجر والغَرْس القَّضِيب الذي يُنْزع من الحِبّة ثم يُغْرَس والغَريسَة شجر العنب أَوّل ما يُغْرَس والغَريسة النواة التي تُزرع عن أَبي المجيب والحرِث بن دكين والغَرِيسَة الفَسِيلَة ساعة توضع في الأَرض حتى تَعْلَقَ والجمع غَرائِس وغِراس الأَخيرة نادِرَة والغِراسَة فَسِيل النَّخْل وغَرَس فلان عِندي نعمة أَثْبَتها وهو على المثَل والغِرْس بالكسر الجلدة التي تخرج على رأْس الولد أَو الفصيل ساعة يُولد فإِن تُركت قَتَلَتْه قال الراجز يُتْرُكْن في كلّ مَناخٍ أَبْسِ كلَّ جَنِينٍ مُشْعَرٍ في غِرْسِ وقيل الغِرْس هو الذي يَخْرُج على الوَجْه وقيل هو الذي يَخْرُجُ معه كأَنه مُخاط وجمعه أَغْراس التهذيب الغِرْس واحد الأَغراس وهي جلدة رقيقة تخرج مع الولد إِذا خرج من بطن أُمه ابن الأَعرابي العِرْس المَشِيمَة وقول قيس بن عيزارة وقالوا لنا البَلْهاء أَوّل سُؤلَةٍ وأَغْراسُها واللَّهُ غَنِّي يُدافِعُ البلهاء اسم ناقة وعَنَى بأَغراسِها أَولادَها والغَراس بفتح الغين ما يخرج من شارِب الدواء كالخامّ والغَراس ما كثر من العُرْفُط عن كراع والغِرْس والغَرْس الغراب الصغير وغَرْس بفتح الغين وسكون الراء والسين المهملة بئر بالمدينة قال الواقدي كانت منازل بني النَّضِير بناحية الغَرْس

( غسس ) الغُسُّ بالضم الضعيف اللئيم زاد الجوهري من الرجال قال زهير بن مسعود فلم أَرْقِهِ إِنْ يَنْجُ منها وإِن يَمُتْ فطَعْنَة لا غُسٍّ ولا بمُغَمِّرِ والجمع أَغْساس وغِساس وغُسُوس ابن الأَعرابي الغُسُسُ الضُّعفاء في آرائهم وعقولهم الجوهري يكون الغُسُّ واحداً وجمعاً وأَنشد لأَوس بن حَجَر مُخَلّفُون ويَقْضِي النَّاسُ أَمْرَهُمُ غُسُّ الأَمانة صُنْبُورُ فصُنْبُورُ ورواه المفضل غُشُّ بالشين المعجمة كأَنه جمع غاشٍّ مثل بازِل وبُزْل ويروة غُشَّ نصباً على الذَّم بإِضمار أَعني ويُروى غُشَّ نصباً على الذَّم بإِضمار أَعني ويُروى غُسُّو الأَمانة أَيضاً بالسين أَي غُسُّون فحذفت النون للإِضافة ويجوز غُسِّي بكسر السين فإِضمار أَعني وتحذف النون للإِضافة والغَسِيسُ والمَغْسُوس كالغُسِّ والغَسِيسَة والمُغَسَّسَة والمَغْسُوسَة البُسْرة التي ترطب ثم يتغير طعمها وقيل هي التي لا حلاوة لها وهي أَخبث البُسر وقيل الغَسِيسَة والمُغَسِّسَة والمَغْسُوسَة البُسرة تُرطب من حول تُفْرُوقِها ونخلة مَغْسوسَة تُرطِب ولا حلاوة لها والغُسُسُ الرُّطَب الفاسِد الواحد غَسِيسٌ وقال ابن الأَعرابي في النوادر الغَسِيسَة التي تُرطب ويتغير طعمها والسَّرادة البُسرة التي تحلو قبل أَن تُزهي وهي بَلحَة والمَكْرَة التي لا تُرْطب ولا حلاوة لها والشُّمْطانة التي يُرطب جانب منها وسائرها يابس والمَغْسُوسَة التي تركب ولا حلاوة لها أَبو مِحْجَن الأَعرابي هذا الطعام غَسُوس صِدْق وغَلُول صدق أَي طعام صدق وكذلك الشَّراب وغَسَّ الرجل في البلاد إِذا دخل فيها ومضى قُدُماً وهي لغة تميم قال رؤبة كالحُوت لمَّا غَسَّ في الأَنهار قال وقَسَّ مثله والغُسُّ الفَسْل من الرجال وجمعه أَغْساس وأَنشد أَن لا يُتَلَّى بِجِبْسٍ لا فُؤاد لهُ ولا بِغُسٍّ عنِيد الفُحْشِ إِزْمِيلِ وغَسَسْتَه في الماس وغَتَتَّهُ أَي غَطَطْتَه قال أَبو وجزة وانغَسَّ في كَدِر الطِّمالِ دَعامِصٌ حُمْرُ البُطون قَصِيرة أَعْمارُها والغِسُّ زجر الهرّ وغَسْغَسْت بالهِرَّة إِذا بالغت في زجرها ويقال للهرَّة الخَازِ بازِ والمَغْسُوسَة ولست من غَسَّانِه أَي ضرْبه عن كراع وغَسَّان قبيلة من اليمن منهم ملوك غسان وغَسَّان ماءٌ نُسِب إِليه قوم قال حسان أَلأَزْدُ نِسْبَتُنا والماءُ غَسَّانُ هذا إِن كان فَعْلانَ فهو من هذا الباب وإِن كان فَعَّالاً فهو من باب النون ويقال غَسَّ فلان خطبة الخطيب أَي عابها

( غضرس ) ثَغْرٌ غُضارِس باردٌ عذْب قال مَمْكُورَة غَرْثَى الوِشاحِ الشَّاكِسِ تَضْحَك عن ذي أُشُر غُضارِسِ وحكاه ابن جني بالعين والغين وهو مذكور في موضعه

( غطس ) الغَطْس في الماء الغَمْسُ فيه غَطَسَه في الماء يَغْطِسُه غَطْساً وغَطَّسَه في الماء وقَمَسَه ومَقَلَه غَمَسَه فيه وهما يَتَغاطَسان في الماء يَتَقامَسان إِذا تَماقَلاَ فيه وأَنشد أَبو عمرو وأَلْقَتْ ذِراعَيْها وأَدْنَتُ لَبَانَها مِنَ الماء حتى قُلْت في الجَمِّ تَغْطِسُ وتَغاطَسَ القومُ في الماء تَغاطُّوا فيه قال مَعْن ابن أَوس كأَنَّ الكُهُولَ الشُّمْطَ في حُجُراتِها تَغاطَسُ ي تَيَّارِها حِين تَحْفِلُ وليلٌ غاطِس كغاطِش والمَغْنِيطِسُ حَجَرٌ
( * قوله « والمغنطس حجر » ويقال له أيضاً مغنطيس ومغناطيس بكسر الميم فيهما وسكون الغين وفتح النون وكسر الطاء كما في القاموس ) يَجْذِبُ الحديد وهو معرّب

( غطرس ) الغَطْرسة والتَغَطْرُس الإِعجاب بالشيء والتَّطاوُل على الأَقْران وأَنشد كم فِيهمُ من فارِس مُتَغَطْرِسٍ شاكِي السِّلاح يَذُبُّ عن مَكْروبِ وقيل هو الظُّلْم والتكبُّر والغِطْرِس والغِطْرِيسُ والمُتَغَطْرِس الظالم المتكبر قال الكُمَيت يخاطب بني مَرْوان ولولا حِبالٌ منكمُ هي أَمْرَسَتْ جَنائِبَنا كُنَّا الأُتاةَ الغَطارِسَا وقد تَغَطْرَسَ فهو مُتَغَطْرِس وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه لولا التَّغَطْرُس ما غَسَلْت يَدي التَّغَطْرُس الكِبر المُؤَرِّج تَغَطْرس في مِشْيَتِه إِذا تَبَخْتَر وتَغَطْرَس إِذا تَعسَّف الطريق ورجل مُتَغَطْرِس بخيل في كلام هذيل

( غلس ) الغَلَسُ ظلام آخر الليل قال الأَخطل كَذَبَتْكَ عُيْنُك أم رأَيتَ بِوَاسِطٍ غَلَسَ الظَّلام من الرَّباب خَيالا ؟ وغَلَّسْنا سِرنا بِغَلَسٍ وهو التَّغلِيسُ وفي حديث الإِفاضة كنَّا نُغَلِّسُ من جَمْعٍ إِلى مِنًى أَي نَسِير إِليها ذلك الوقتَ وغَلَّسَ يُغَلِّس تَغلِيساً وغَلَّسْنا الماء أَتيناه بغَلَس وكذلك القَطا والحُمُر وكل شيء ورَدَ الماء أَنشد ثعلب يُحرِّك رَأْساً كالكَباثَةِ واثِقاً بِوِرْدِ قَطاةٍ غَنَّسَتْ وِرْدَ مَنْهَلِ قال أَبو منصور الغَلَس أَول الصُّبح حتى يَنْتَشِر في الآفاق وكذلك الغَبَس وهما سواد مختلط ببياض وحُمْرَة مثل الصبح سواء وفي الحديث كان يُصَلِّي الصبحً بغَلَسٍ الغَلس ظلمة آخر الليل إِذا اختلطت بِضَوءِ الصَّباح والتَغْلِيسُ وِرْدُ الماء أَوّل ما يتفجر الصبح قال لبيد إِنَّ مِنْ وِرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَلْ ووقع في وادي تُغَلِّسَ وتُغَلِّسَ غير مصروف مثل تُخُيِّب
( * قوله « مثل تخيب » عبارة القاموس ووقع في وادي تخيب بضم التاء والخاء وفتحها وكسر الياء غير مصروف ) وهو الباطل والداهية أَبو زيد وَقَعَ فلانٌ في أُغْوِيَّةٍ وفي وامِئَةٍ وفي تُغْلِّسَ غير مصروف وهي جميعاً الدَّاهِيَة والباطل وحَرَّة غَلاَّس معروفة وهي الحِرارُ
( * قوله « وهي الحرار إلخ » عبارة شرح القاموس إحدى حرار العرب ) في بلاد العرب والمُغَلِّس اسم

( غمس ) الغَمْسُ إِرْسابُ الشيء في الشيء السَّيَّال أَو النَّدَى أَو في ماء أَو صِبْغ حتى اللّقمة في الحَلِّ غَمَسَه يَغْمِسُه غَمْساً أَي مَقَلَه فيه وقد انْغَمَسَ فيه واغْتَمَس والمُغَامَسَة المُمَاقَلَة وكذلك إِذا رمَى الرجل نفسه في سِطَة الحرب أَو الخطب وفي الحديث عن عامر قال يكتحِل الصائم ويَرْتَمِسُ ولا يَغْتَمِس قال وقال علي بن حجر الاغْتِماس أَن يُطِيل اللبُّثَ فيه والارْتماس أَن لا يطيل المكث فيه واخْتَضَبَتِ المرأَة غَمْساً غَمَسَتْ يدَيها خِضاباً مُسْتَوِياً من غير تَصْوِير والغمَّاسَة طائر يَغْتَمِس في الماء كثيراً التهذيب الغَمَّاسَة من طير الماء غَطَّاط ينغمس كثيراً والطَّعْنَة النَّجْلاء الواسِعَة والغَمُوس مثلُها ابن سيده الطعنة الغَمُوس التي انغمست في اللَّحم وقد عُبِّر عنها بالواسعة النافذة قال أَبو زيد ثم أَنقَضْتُه ونَفَّسْتُ عنه بغَمُوسٍ أَو طعنةٍ أُخْدُودِ والأَمر الغَمُوس الشديد وفي حديث المَوْلود يكون غَمِيساً أَربعين ليلة أَي مَغْمُوساً في الرَّحمِ ومنه الحديث فانْغَمَسَ في العَدُوِّ فقتلوه أَي دخل فيهم وغاصَ واليمينُ الغَموس التي تَغْمِس صاحبَها في الإِثم ثم في النار وقيل هي التي لا استثناء فيها وقيل هي اليمين الكاذبة التي تُقْتَطع بها الحُقوق وسُمِّست غموساً لغمسها صاحبها في الإِثم ثم في النار وقال ابن مسعود أَعظمُ الكبائر اليمين الغَمُوس وهو أَن يَحلِف الرجل وهو يعلم أَنه كاذب ليقتطع بها مال أَخيه وفي الحديث اليمين الغَمُوسُ تَذَرُ الدِّيار بَلاقِعَ هي اليمين الكاذبة الفاجرة وفَعُول للمبالغة وفي حديث الهجرة وقد غَمَس حِلْفاً في آل العاصِ أَي أَخذَ نصيباً من عَقْدهم وحلفهم يأْمن به وكانت عادتُهم أَن يُحْضِروا في جَفْنَةٍ طِيباً أَو دَماً أَو رَماداً فيُدخِلُون فيه أَيديَهم عند التَّحالف لِيَتِمَّ عقدُهم عليه باشتراكهم في شيء واحد وناقة غَمُوس في بطنِها ولَدٌ وقيل هي التي لا تَشُول ولا يُسْتَبان حملُها حتى تُقْرِب ابن شميل الغَمُوس وجمعها غُمُس الغَدَويّ وهي التي في صُلْب الفحل من الغنم كانوا يتبايعون بها الأَثرم عن أَبي عبيدة المَجْرُ ما في بطن الناقة والثاني حَبَل الحَبَلَة والثالث الغَمِيسُ وقال غيره الثالث من هذا النوع القُباقب قال وهذا هو الكلام وقيل الغَمُوس الناقة التي يُشَك في مُخِّها أَرِيرٌ أَمْ قَصِيدٌ وأَنشد مُخْلِصٌ بي لَيْسَ بالمَغْمُوسِ
( * قوله « وأَنشد مخلص بي إلخ » انظر المستشهد عليه )
ورجل غَمُوسٌ لا يُعَرِّس ليلاً حتى يُصبح قال الأَخطل غَمُوسُ الدُّجَى يَنْشَقُّ عن مُتَضَرِّمٍ طَلُوبُ الأَعادي لا سؤومٌ ولا وَجْبُ والمُغَامَسة المداخلة في القتال وقد غامسهم والغَمُوس الشديد من الرجال الشجاع وكذلك المُغامِس يقال أَسد مُغامس ورجل مُغامِسٌ وقد غامَس في القتال وغامز فيه قال ومُغَامَسة الأَمر دخولك فيه وأَنشد أَخُو الحرْبِ أَما صادراً فَوَشِيقُهُ حَمِيلٌ وأَمَّا وارِداً فَمُغامِسُ والشيء الغَمِيس الذي لم يظهر للناس ولم يُعرف بَعْدُ يقال قَصِيدة غَمِيس والليل غَميس والأَجمة وكلُّ مُلْتَفّ يُغْتَمَس فيه أَي يُسْتَخْفَى غَمِيس وقال أَبو زُبَيْد يصف أَسداً رَأَى بالمُسْتَوِي سَفْراً وعَيْراً أُصَيلالاً وجُنَّته الغَمِيسُ وقيل الغَمِيس الليل ويقال غامِسْ في أَمرك أَي اعْجَلْ والمُغامِس العَجْلان وقال قعنب إِذا مُغَمَّسة قِيلتْ تَلَقَّفَها ضَبٌّ ومِنْ دُون منْ يَرْمِي بها عَدَنُ والتَغْمِيس أَن يِسْقِيَ الرجل إِبلَه ثم يَذْهب عن كراع والغَمِيس من النَّبات الغَمِير تحت اليَبِيس والغَمِيس والغَمِيسَة الأَجمة وخص بها بعضهم أَجمة القَصَب قال أَتانا بِهِمْ من كلِّ فَجٍّ أَخافُهُ مِسَحٌّ كسِرْحان الغَمِيسة ضامِرُ والغَمِيس مَسِيل ماء وقيل مَسِيل صغير يَجْمَع الشجر والبَقْل والغُمَيْس موضع والمُغُمَِّس موضع من مكة

( غملس ) الليث الغَمَلَّسُ الخَبِيت الجَريء قال الأَزهري هو العَمَلَّس بالعين المهملة وقد يوصف بها الذئب

( غوس ) التهذيب ابن الأَعرابي يَوْمٌ غَواسٌ فيه عزيمة وتَشْلِيح قال ويقال أَشاؤُنا مُغَوَّس أَمْ مُشَنَّخٌ
( * قوله « مغوس ام مشنخ » عبارة القاموس وشرحه أشاؤنا مغوَّس ومشنخ اه والاشاء صغار النخل فالهمزة من بنية الكلمة ) وتَشْنِيخُه وتَغْويسُه تَشْذيب سُلاَّئِه عنه

( غيس ) الغَيْساء من النِّساء النَاعِمَة والمذكَّر أَغْيَس ولِمَّة غَيْساء وافية الشِّعر كثيرته قال رؤبة رَأَيْنَ سُوداً ورَأَيْنَ غِيسا في شائعٍ يَكْسُو اللِّمام الغِيسا
( * قوله « في شائع » هكذا في الأصل وأَنشده شارح القاموس في سابغ )
والغَيْسانُ حِدَّة الشباب وهو فَعْلان الأَزهري أَبو عمرو فلان يتقلَّبُ في غَيْساتِ شَبابِه أَي نَعْمَة شَبابِه وقال أَبو عبيد في غَيْسان شَبابِه وأَنشد أَبو عمرو بَيْنا الفتى يَخْبِسطُ في غَيْساتِهِ تَقَلُّبَ الحَيَّةِ في قِلاتِه إِذ أَصْعَدَ الدَّهْرُ إِلى عِفْراتِهِ فاجْتاحَها بِشَفْرَتيْ مِبْراتِه قال الأَزهري والنون والتاء فيهما لَيْستا من أَصل الحرف من قال غَيْسات فهي تاء فَعْلات ومن قال غَيْسان فهو نون فعلان

( فأس ) الفَأْسُ آلة من آلات الحديد يُحْفَرُ بها ويُقطَع أُنثى والجمع أَفْؤُس وفؤُوس وقيل تجمع فُؤُوساً على فُعْلٍ وفأَسَه يَفأَسُه فَأْساً قطعَه بالفَأْس قال أَبو حنيفة فأَسَ الشجرة يَفأَسُها فأْساً ضربها بالفأْس وفأَسَ الخشبةَ شَقَّها بالفأْس التهذيب الفأْس الذي يُفْلَق به الحطَب يقال فأَسَه يفأَسُه أَي يَفْلِقُه وفي الحديث ولقد رأَيت الفُؤُوس في أُصُولها وإِنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ هي جمع الفَأْس وهو مهموز وقد يُخَفَّف وفَأْس اللِّجام الحَديدَةُ القائمةُ في الحَنَك وقيل هي الحديدة المعترضة فيه قال طُفَيل يُرادى على فَأْسِ اللِّجامِ كأَنَّما تُرادى بِه مَرْقَاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ وفَأَسْته أَصبت فأْس رأْسِه وفي الحديث فَجَعَل إِحْدى يَدَيه في فأْس رأْسه هو طرَف مُؤَخِرِه المُشْرِفُ على القَفا وجمعُه أَفْؤُس ثم فُؤُوس التهذيب وفأْس اللِّجام الذي في وسَط الشَكِيمَة بين المِسْحَلَيْن وقال ابن شميل الفَأْسُ الحديدة القائمة في الشَّكِيمة وفَأْس الرأْس حَرْف القَمَحْدُوَة المُشْرِف على القَفا وقيل فَأْس القَفا مؤَخَّر القَمَحْدُوَة وفَأْسُ الفَمِ طرَفه الذي فيه الأَسنان وقوله يا صاحِ أَرْحِلْ ضامِرات العِيسِ وابْكِ على لَطْم ابن خَيرِ الفُؤُوسِ قال لا أَدري أَهو لجمع فَأْسٍ كقولهم رُؤُوس في جمع رأْس أَم هي من غير هذا الباب من تركيب ف و س

( فجس ) الليث الفَجْسُ والتَفَجُّس عَظَمة وتَكَبّر وتطاوُل وأَنشد عَسْراء حين تَرَدَّى من تَفَجُّسِها وفي كِوارَتِهامن بَغْيِها مَيَلُ وفَجَسَ يَفْجُسُ بالضم فَجْساً وتَفَجَّس تكبّر وتعظّم وفَخَر قال العجاج إِذا أَراد خُلُقاً عَفَنْقَسا أَقَرَّه الناسُ وإِن تَفَجَّسا ابن الأَعرابي أَفجَسَ الرجُل إِذا افْتَخَر بالباطل وتَفَجَّس السَّحاب بالمطَر تفتَّح قال الشاعر يصف سحاباً مُتَسَنِّم سَنَماتِها مُتَفَجِّسٌ بالهَدْرِ يَمْلأُ أَنْفُساً وعُيُونا

( فحس ) الفَحْس أَخذُك الشيءَ من يدك بلسانِك وفَمِك من الماء وغيره وأَفْحَسَ الرجلُ إِذا سَحَجَ شيئاً بعد شيء

( فدس ) ابن الأَعرابي أَفْدَسَ الرجُلُ إِذا صار في بابه الفِدَسَة وهي العَناكِب وقال أَبو عمرو الفُدْس العَنْكَبُوت وهي الهَبُورُ والثُّطْأَة قال الأَزهري ورأَيت بالخَلْصاء دَحْلاً يُعرف بالفِدَسِيّ قال ولا أَدري إِلى أَي شيء نُسب

( فدكس ) الفَدَوْكَسُ الشديد وقيل الغلِيظ الجافي والفَدَوْكَسُ الأَسد مثل الدَّوْكس وفَدَوْكَس حَيّ من تَغْلِب التمثيل لسيبويه والتفسير للسيرافي الصحاح فَدَوْكَس رَهْط الأَخطل الشاعر وهم من بني جُشَم بن بكر

( فرس ) الفَرَس واحد الخيل والجمع أَفراس الذكر والأُنثى في ذلك سواء ولا يقال للأُنثى فيه فَرَسة قال ابن سيده وأَصله التأْنيث فلذلك قال سيبويه وتقول ثلاثة أَفراس إِذا أَردت المذكر أَلزموه التأْنيث وصار في كلامهم للمؤنث أَكثر منه للمذكر حتى صار بمنزلة القدَم قال وتصغيرها فُرَيْس نادِر وحكى ابن جِني فَرَسَة الصحاح وإِن أَردت تصغير الفَرس الأُنثى خاصة لم تقُل إِلا فُرَيسَة بالهاء عن أَبي بكر بن السراج والجمع أَفراس وراكبه فارس مثل لابن وتامِر قال ابن السكيت إِذا كان الرجل على جافرٍ بِرْذَوْناً كان أَو فرَساً أَو بغْلاً أَو حماراً قلت مرَّ بنا فارس على بغل ومرّ بنا فارس على حمار قال الشاعر وإِني امرؤٌ للخَيل عندي مَزيَّة على فارِس البِرْذَوْنِ أَو فارس البَغْلِ وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير لا أَقول لصاحب البغل فارس ولكني أَقول بغَّال ولا أَقول لصاحب الحمار فارس ولكني أَقول حَمّار والفرَس نجم معروف لمُشاكلته الفرس في صُورته والفارس صاحب الفرَس على إِرادة النسَب والجمع فُرْسان وفَوارس وهو أَحَدُ ما شذَّ من هذا النَّوع فجاء في المذكر على فَواعِل قال الجوهري في جمعه على فَوارس هو شاذ لا يُقاس عليه لأَن فواعل إِنما هو جمع فاعلة مثل ضاربة وضَوارِب وجمع فاعل إِذا كان صفة للمؤنث مثل حائض وحَوائض أَو ما كان لغير الآدميّين مثل جمل بازل وجمال بَوازِل وجمل عاضِه وجمال عَواضِه وحائِط وحوائِط فأَما مذكّر ما يَعقِل فلم يُجمع عليه إِلا فَوارِس وهَوالك ونَواكِس فأَما فوارِس فلأَنه شيء لا يكون في المؤنث فلم يُخَفْ فيه اللّبْس وأَما هوالك فإِنما جاء في المثل هالِك في الهَوالِك فَجَرى على الأَصل لأَنه قد يجيء في الأَمثال ما لا يجيء في غيرها وأَما نواكِس فقد جاء في ضرورة الشِّعْر والفُرسان الفوارس قال ابن سيده ولم نَسمَع امرأَة فارِسة والمصدر الفَراسة والفُرُوسة ولا فِعْل له وحكى اللحياني وحده فَرَس وفَرُس إِذا صار فارساً وهذا شاذ وقد فارَسه مُفارَسة إِذا صار فارساً وهذا شاذ وقد فارَسه مُفارَسة وفِراساً والفَراسة بالفتح مصدر قولك رجل فارِس على الخيل الأَصمعي يقال فارِس بيّن الفُرُوسة والفَراسة والفُرُوسِيّة وإِذا كان فارساً بِعَيْنِه ونَظَرِه فهو بيّن الفِراسة بكسر الفاء ويقال إِن فلاناً لفارس بذلك الأَمر إِذا كان عالماً به ويقال اتقوا فِراسة المؤمن فإِنه ينظر بنور اللَّه وقد فرُس فلان بالضم يَفْرُس فُرُوسة وفَراسة إِذا حَذِقَ أَمر الخيل قال وهو يَتَفَرَّس إِذا كان يُري الناسَ أَنه فارس على الخيل ويقال هو يَتَفَرَّس إِذا كان يَتَثَبَّتُ وينظرُ وفي الحديث أَن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَرض يوماً الخيلَ وعنده عُيَيْنة بن حِصن الفَزاري فقال له أَنا أَعلم بالخيل منك فقال عُيينة وأَنا أَعلم بالرجال منك فقال خيار الرِّجال الذين يَضَعُون أَسيافهم على عَواتِقِهم ويَعْرُِضُون رِماحهم على مناكب خيلهم من أَهل نجد فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم كذبتَ خِيارُ الرجال أَهل اليمن الإِيمان يَمانٍ وأَنا يَمانٍ وفي رواية أَنه قال أَنا أَفرَسُ بالرجال يريد أَبْصَرُ وأَعرَفُ يقال رجل فارس بيِّن الفُروسة والفَراسة في الخيل وهو الثُّبات عليها والحِذْقُ بأَمرها ورجل فارس بالأَمر أَي عالم به بصير والفِراسة بكسر الفاء في النَّظَر والتَّثَبُّت والتأَمل للشيء وابصَر به يقال إِنه لفارس بهذا الأَمر إِذا كان عالماً به وفي الحديث عَلِّمُوا أَولادكم العَوْم والفَراسة الفَراسَة بالفتح العِلم بركوب الخيل وركْضِها من الفُرُوسيَّة قال والفارس الحاذق بما يُمارس من الأَشياء كلها وبها سمي الرجل فارساً ابن الأَعرابي فارِس في الناس بيِّن الفِراسة والفَراسة وعلى الدابة بيِّن الفُرُوسِيَّة والفُروسةُ لغة فيه والفِراسة بالكسر الاسم من قولك تفرَّسْت فيه خيراً وتفرَّس فيه الشيءَ توسَّمَه والاسم الفِراسَة بالكسر وفي الحديث اتَّقُوا فِراسَة المؤمن قال ابن الأَثير يقال بمعنيَين أَحدهما ما دل ظاهرُ الحديث عليه وهو ما يُوقِعُه اللَّه تعالى في قلوب أَوليائه فيَعلمون أَحوال بعض الناس بنَوْع من الكَرامات وإِصابة الظنّ والحَدْس والثاني نَوْع يُتَعَلَم بالدلائل والتَّجارب والخَلْق والأَخْلاق فتُعرَف به أَحوال الناس وللناس فيه تصانيف كثيرة قديمة وحديثة واستعمل الزجاج منه أَفعل فقال أَفْرَس الناس أَي أَجودهم وأَصدقهم فِراسة ثلاثةٌ امرأَةُ العزيز في يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام وابنةُ شُعَيْب في موسى على نبينا وعليهم الصلاة والسلام وأَبو بكر في تولية عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنهما قال ابن سيده فلا أَدري أَهو على الفعل أم هو من باب أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ وهو يَتَفَرَّس أَي يَتثَبَّت وينظر تقول منه رجل فارِس النَّظَر وفي حديث الضحاك في رجل آلى من امرأَته ثم طلقها قال هما كَفَرَسَيْ رِهانٍ أَيُّهما سبَق أُخِذ به تفسيره أَن العِدَّة وهي ثلاث حِيَض أَو ثلاثة أَطهار إِنِ انْقَِضَت قَبلَ انقضاء إِيلائه وهو أَربعة أَشهر فقد بانت منه المرأَة بتلك التطليقة ولا شيء عليه من الإِيلاء لأَن الأَربعة أَشهر تنقضي وليست له بزوج وإِن مضت الأَربعة أَشهر وهي في العِدّة بانت منه بالإِيلاء مع تلك التطليقة فكانت اثنتين فجَعَلَهما كَفَرَسَيْ رِهان يتسابقان إِلى غاية وفَرَسَ الذَبيحَة يَفْرِسُها فَرْساً قطع نُِخاعَها وفَرَّسَها فَرْساً فصَل عُنُقها ويقال للرجل إِذا ذبح فنَخَع قد فَرَس وقد كُرِه الفَرْس في الذّبيحَة رواه أَبو عبيدة بإِسناده عن عمر قال أَبو عبيدة الفَرْس هو النَّخْعُ يقال فَرَسْت الشاة ونَخَعْتُها وذلك أَن تَنتَهي بالذبح إِلى النُِّخاع وهو الخَيْطُ الذي في فَقار الصُّلْب مُتَّصِل بالفقار فنهى أَن يُنْتهى بالذبح إِلى ذلك الموضع قال أَبو عبيد أما النَّخْع فعلى ما قال أَبو عبيدة وأَما الفَرْس فقد خُولف فيه فقيل هو الكسر كأَنه نهى أَن يُكْسَرَ عظمُ رقبة الذبيحة قبل أَن تَبْرُدَ وبه سُمِّيت فَريسة الأَسد لِلْكسر قال أَبو عبيد الفَرْس بالسين الكسر وبالصاد الشق ابن الأَعرابي الفرس أَن تُدَقّ الرقبَة قبل أَن تُذْبَح الشاة وفي الحديث أَمَرَ مُنادِيَه فنادَى لا تَنْخَعُوا ولا تَفْرِسوا وفَرَسَ الشيءَ فَرْساً دَّقَه وكَسَرَهُ وفَرَسَ السَّبُعُ الشيءَ يفرِسُه فَرْساً وافْتَرَسَ الدَّابة أَخذه فدَقَّ عُنُقَه وفَرَّسَ الغَنم أَكثر فيها من ذلك قال سيبويه ظَلَّ يُفَرِّسُها ويُؤَكِّلُها أَي يُكثِر ذلك فيها وسَبُعٌ فَرَّاس كثير الافتراس قال الهذلي يا مَيّ لا يُعْجِز الأَيامَ ذُو حِيَدٍ في حَوْمَةِ المَوْتِ رَوَّامٌ وفَرَّاسُ
( * قوله « يا مي إلخ » تقدم في عرس يا مي لا يعجز الأَيام مجترئ في حومة الموت رزام وفرَّاس )
والأَصل في الفَرْس دَقُّ العُنُق ثم كَثُرَ حتى جُعِل كل قتل فَرْساً يقال ثَوْر فَرِيس وبقرة فَريس وفي حديث يأْجوج ومأْجوج إِن اللَّه يُرْسِل النِّغَف عليهم فيُصْبِحُون فَرْسَى أَي قَتْلَى الواحد فَرِيسٌ من فَرَسَ الذئب الشاة وافترسها إِذا قتلها ومنه فَرِيسة الأَسد وفَرْسَى جمع فريس مثل قَتْلى وقَتِيل قال ابن السِّكِّيت وفَرَسَ الذئبُ الشاة فَرْساً وقال النضر بن شُمَيل يقال أَكل الذئب الشاة ولا يقال افْتَرَسها قال ابن السكيت وأَفْرَسَ الراعي أَي فَرَسَ الذئب شاة من غَنَمه قال وأَفْرَسَ الرجلُ الأَسدَ حِمارَه إِذا تركه له لِيَفْتَرِسَه ويَنْجُوَ هو وفَرَّسه الشيءَ عَرَّضَه له يَفْترِسه واستعمل العجاج ذلك في النُّعَرِ فقال ضَرْباً إِذا صَابَ اليآفِيخَ احْتَفَرْ في الهامِ دُخْلاناً يُفَرِّسْنَ النُّعَرْ أَي أَنّ هذه الجراحات واسعة فهي تمكِّن النُّعَر مما تُرِيده منها واستعمله بعض الشُّعراء في الإِنسان فقال أَنشده ابن الأَعرابي قد أَرْسَلُوني في الكَواعِبِ رَاعياً فَقَدْ وأَبي رَاعِي الكَواعِبِ أَفْرِسُ
( * قوله « أفرس مع قوله في البيت بعده ان تفرسا » كذا بالأصل فإن صحت الرواية ففيه عيب الاصراف )
أَتَتْهُ ذِئابٌ لا يُبالِين رَاعِياً وكُنَّ ذِئاباً تَشْتَهِي أَن تُفَرَّسا أَي كانت هذه النساء مُشْتَهِيات للتَّفْرِيس فجعلهُنَّ كالسَّوامِ إِلا أَنهنَّ خالَفْن السَّوام لأَنَّ السَّوام لا تشتهي أَن تُفَرِّسَ إِذ في ذلك حَتْفُها والنساء يَشْتَهِين ذلك لما فيه من لذَّتهنّ إِذْ فَرْس الرجال النساء ههنا إِنما هو مُواصَلَتُهُنَّ وأَفْرِسُ من قوله فَقَدْ وأَبي راعِي الكَواعِبِ أَفْرِسُ موضوع موضع فَرَسْت كأَنه قال فقد فَرَسْتُ قال سيبويه قد يَضَعون أَفْعَلُ موضع فَعَلْت ولا يَضَعُون فَعَلْتُ في موضع أَفْعَل إِلا في مُجازاة نحو إِن فَعَلْتَ فَعَلْتُ وقوله وأَبي خَفْضٌ بواو القَسَم وقوله رَاعِي الكواعِب يكون حالاً من التَّاء المقدَّرة كأَنه قال فَرَسْت رَاعِياً للكواعب أَي وأَنا إِذ ذاك كذلك وقد يجوز أَن يكون قوله وَأَبي مُضافاً إِلى راعِي الكواعِب وهو يريد بِرَاعي الكَواعِب ذاتَهُ أَتَتْهُ ذِئابٌ لا يُبالين رَاعِياً أَي رجالُ سُوء فُجَّارٌّ لا يُبالُون من رَعَى هؤلاء النساء فنالوا منهنّ إِرادَتَهُم وهواهُمْ ونِلْنَ منهم مثلَ ذلك وإِنما كَنَى بالذِّئاب عن الرجال لأَن الزُّناة خُبَثاء كما أَن الذئاب خَبيثة وقال تَشْتَهِي على المبالغة ولو لم يُرِد المُبالَغة لقال تريد أَن تُفَرِّس مكان تَشْتَهِي على أَن الشهوة أَبلغ من الإِرادة والعقلاء مُجْمعُون على أَن الشَّهوة غير محمودة البَتَّة فأَما المراد فمِنْه محمود ومنه غير محمود والفَريسَة والفَرِيسُ ما يَفْرِسُه أَنشد ثعلب خافُوه خَوْفَ الليثِ ذي الفَرِيس وأَفرسه إِياه أَلقاه له يَفْرِسُه وفَرَسَه فَرْسَةً قَبيحة ضَرَبه فدخل ما بين وِرْكَيْه وخرجَتْ سُرَّته والمَفْرُوسُ المكسُور الظهر والمَفْروس والمفزور والفَريسُ الأَحْدَب والفِرْسَة الحَدْبَة بكسر الفاء والفِرْسَة الرِّيح التي تُحْدِب وحكاها أَبو عُبَيد بفتح الفاء وقيل الفِرْسَة قَرْحة تكون في الحَدَب وفي النَّوبة أَعلى
( * قوله « وفي النوبة أَعلى » هكذا في الأَصل ولعل فيه سقطاً وعبارة القاموس وشرحه في مادة فرص والفرصة بالضم التوبة والشرب نقله الجوهري والسين لغة يقال جاءت فرصتك من البئر أَي نوبتك )
وذلك مذكور في الصاد أَيضاً والفَرْصَة ريح الحَدَب والفَرْس ريح الحَدَب الأَصمعي أَصابته فَرْسَة إِذا زالت فَقْرة من فَقار ظهره قال وأَمّا الرِّيح التي يكون منها الحَدَب فهي الفَرْصَة بالصاد أَبو زيد الفِرسَة قَرْحَة تكون في العُنُق فَتَفْرِسها أَي تدقها ومنه فَرَسْتُ عُنُقه الصحاح الفَرْسَة ريح تأْخذُ في العُنُق فَتَفْرِسُها وفي حديث قَيْلَة ومعها ابنة لها أَحْدَبَها الفِرْسَة أَي ريح الحدَب فيَصير صاحبها أَحْدَب وأَصاب فُرْسَتَه أَي نُهْزَته والصاد فيها أَعرف وأَبو فِراسٍ من كُناهُم وقد سَمَّت العرَب فِراساً وفَراساً والفَرِيسُ حَلْقَة من خَشب معطوفة تُشَدُّ في رأْس حَبْل وأَنشد فلو كانَ الرِّشا مِئَتَيْنِ باعاً لَكان مَمرُّ ذلك في الفَرِيسِ الجوهري الفَريس حَلْقَة من خَشب يقال لها بالفارسيَّة جَنْبر والفِرْناس مثل الفِرْصاد من أَسماء الأَسد مأْخوذة من الفَرْسِ وهو دقّ العُنُق نونه زائدة عند سيبويه وفي الصحاح وهو الغليظ الرَّقبة وفِرْنَوْس من أَسمائه حكاه ابن جني وهو بناء لم يحكه سيبويه وأَسد فُرانِس كفِرْناس فُعانِل من الفَرْس وهو مما شذَّ من أَبنية الكتاب وأَبو فِراس كُنية الأَسد والفِرس بالكسر ضرب من النَّبات واختَلَف الأَعراب فيه فقال أَبو المكارِم هو القَصْقاص وقال غيره هو الحَبَنٌ وقال غيره هو الشَِّرْشَِرُ وقال غيره هو البَرْوَقُ ابن الأَعرابي الفَراس تمر أَسود وليس بالشِّهْرِيزِ وأَنشد إِذا أَكلُوا الفَراسَ رأَيت شاماً على الأَنْثال منهمْ والغُيُوبِ قال والأَنْثال التِّلال وفارِسُ الفُرْسُ وفي الحديث وخَدَمَتْهم فارِسُ والرُّوم وبِلادُ الفُرْس أَيضاً وفي الحديث كنت شاكِياً بفارس فكنتُ أُصلي قاعدا فسأَلت عن ذلك عائشة يريد بلادَ فارِس ورواه بعضهم بالنون والقاف جمع نِقْرِس وهو الأَلم المعرُوف في الأَقدام والأَول الصحيح وفارِس بلدٌ ذو جِيل والنسب إِليه فارسيّ والجمع فُرْس قال ابن مُقْبِل طافَت به الفُرْسُ حتى بَدَّ ناهِضُها وفَرْسٌ بلد قال أَبو بثينة فأَعْلُوهم بِنَصْلِ السَّيف ضرْباً وقلتُ لعلَّهم أَصحابُ فَرْسِ ابن الأَعرابي الفَرسن التفسير
( * قوله « الفرسن التفسير » هكذا في الأصل ) وهو بيانُ وتفصيلُ الكتاب وذُو الفَوارِس موضع قال ذو الرُّمَّة أَمْسى بِوَهْبِينَ مُجْتَازاً لِطِيَّتِهِ مِنْ ذِي الفَوارِس تَدْعُوا أَنفَه الرِّبَبُ وقوله هو إِلى ظُعْنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِفٍ شِمالاً وعن أَيْمانِهِنَّ الفَوارِسُ يجوز أَن يكون أَراد ذُو الفَوارِس وتَلُّ الفَوارس موضع معروف وذكر أَنَّ ذلك في بعض نسخ المصنف قال وليس ذلك في النسخ كلها وبالدَّهْناء جِبال من الرَّمْل تسمَّى الفَوارِس قال الأَزهري وقد رأَيتها والفِرْسِنُ بالنون للبعير كالحافِر للدابة قال ابن سيده الفِرْسِن طَرف خُفّ البعير أُنثى حكاه سيبويه في الثلاثي قال والجمع فَراسِن ولا يقال فِرْسِنات كما قالوا خَناصِر ولم يقولوا خِنْصِرات وفي الحديث لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً ولو فِرْسِن شاة الفِرْسِن عَظْم قليل اللحم وهو خُفّ البعير كالحافر للدابة وقد يستعار للشَّاة فيقال فِرْسِن شاة والذي للشّاة هو الظِّلْف وهو فِعْلِن والنون زائدة وقيل أَصلية لأَنها من فَرَسْت وفَرَسان بالفتح لقَب قبيلة وفِراس بن غَنْم قبيلة وفِراس بن عامر كذلك

( فردس ) الفِرْدَوْسُ البُستان قال الفرَّاء هو عرَبيّ قال ابن سيده الفِرْدَوْس الوادي الخَصِيب عند العرب كالبُستان وهو بِلِسان الرُّوم البُسْتان والفِرْدَوْس الرَّوْضة عن السيرافي والفِرْدَوْس خُضْرة الأَعْناب قال الزجاج وحقيقته أَنه البستان الذي يجمع ما يكون في البَساتين وكذلك هو عند أَهل كل لغة والفِرْدَوْسُ حَديقة في الجنة وقوله تعالى وتقدَّسَ الذين يَرِثون الفِرْدَوْس هم فيها خالِدُون قال الزجاج رُوي أَن اللَّه عز وجل جعل لكل امرئٍ في الجنة بيتاً وفي النار بَيْتاً فمن عَمِلَ عَمَل أَهل النار وَرِثَ بيتَه ومن عمل عَمَل أَهل الجنة وَرِث بيته والفِرْدَوْس أَصله رُوميّ عرّب وهو البُستان كذلك جاء في التفسير والعرَب تُسمِّي الموضع الذي فيه كَرْم فِرْدَوْساً وقال أَهل اللغة الفِرْدَوْس مذكر وإِنما أُنث في قوله تعالى هم فيها لأَنه عَنى به الجنة وفي الحديث نسأَلك الفِرْدَوْس الأَعلى وأَهل الشأْم يقولون للْبَساتين والكُروم الفَراديس وقال الليث كَرْم مُفَرْدَس أَي مُعَرَّش قال العجاج وكَلْكَلاً ومَنْكِباً مُفَرْدَسا قال أَبو عمرو مُفَرْدَساً أَي مَحْشُوّاً مُكْتَنِزاً ويقال لِلْجُلَّة إِذا حُشِيَتْ فُردست وقد قيل الفِرْدَوْس تَعرِفُه العرب قال أَبو بكر مما يدل أَن الفِرْدَوس بالعربية قول حسان وإِن ثَوابَ اللَّه كلَّ مُوَحِّدٍ جِنانٌ مِن الفِرْدَوْس فيها يُخَلَّدُ وفِرْدَوْس اسم رَوْضة دون اليَمامة والفَراديسُ موضع بالشام وقوله نَحِنُّ إِلى الفِرْدَوْس والبِشْرُ دُونها وأَيْهاتَ من أَوْطانِها حَوْثُ حَلَّتِ يجوز أَن يكون موضعاً وأَن يعني به الوادي المُخْصِب والمُفَرْدَس المعرَّش من الكُرُوم والمُفَرْدَس العَريض الصَّدْر والفَرْدَسة السِعَة وفَرْدَسَه صرَعه والفَرْدَسَة أَيضاً الصَّرْع القبيح عن كراع ويقال أَخذه فَفَرْدَسَه إِذا ضرَب به الأَرض

( فرطس ) الفُرْطُوس قَضِيب الخِنْزير والفيلِ والفَرْطَسة مَدُّهما إِياه وفِنِطيسَة الخِنزير خَطْمُه وهي الفِرْطِيسَة والفَرْطَسَة فِعْلُه إِذا مدَّ خُرْطُومَه قال أَبو سعيد فِنْطِيسَته وفِرْطِيسَته أَنفه الجوهري فُرطُوسَة الخنزير أَنفه والفِرْطِيسَة الفَيْشَلة وأَنف فِرْطاس عريض الأَصمعي إِنه لَمَنِيع الفِنْطِيسة والفِرْطِيسة والأَرنبة أَي هو منيع الحَوْزة حَمِيّ الأَنف

( فرقس ) فِرْقِس وفُرْقُوسْ دعاءُ الكلب وسيأْتي ذكره في ترجمة قرقس

( فرنس ) التهذيب الفِرْناس مثل الفِرْصاد الأَسد الضاري وقيل الغليظ الرَّقَبة وكذلك الفُرانِس مثل الفُرانق والنون زائدة وقال الليث الفَرْنَسَة حُسْن تدبير المرأَة لبيتها ويقال إِنها امرأَةُ مُفَرْنِسة

( فسس ) الفَسِيس الرجل الضعيف العَقْل وفِسْفَسَ الرجل إِذا حَمُق حَماقةً مُحكَمَة الفرّاء وأَبو عمرو الفَسْفاس الأَحمق النهاية أَبو عمرو الفُسُس الضَّعْفى في أَبدانهم وفَسَّى بَلدٌ
( * قوله « وفسى بلد » قال شارح القاموس بالتشديد هكذا نقله صاحب اللسان وهو مشهور بالتخفيف وإِنما شدّده الشاعر ضرورة فمحل ذكره المعتل وإنما ذكرته هنا لأجل التنبيه عليه ) قال من أَهل فَسَّى وَدَارابَجِرْدِ النَّسب إِليه في الرجل فَسَوِيّ وفي الثوب فَساسَاوِيّ
( * قوله « وفي الثوب فساساوي » هكذا في الأصل بالواو وعبارة القاموس في مادة فسا وفسا بالتخفيف بلد فارس ومنه الثياب الفساسارية بالراء ) والفُسَيْساء والفُسَيْفِساءُ أَلوانٌ تؤلَّف من الخَرَز فتُوضع في الحيطان يؤلَّف بعضه على بعض وتركَّب في حِيطان البيوت من داخِل كأَنه نقش مُصَوَّر والفِسْفِسُ البيت المُصوَّر بالفُسَيْفِساء قال كصَوْتِ اليَراعَة في الفِسْفِس يعني بيتاً مُصَوَّراً بالفُسَيْفِساء قال أَبو منصور ليس الفُسَيْفِساس عربيَّة والفِسْفِسة لغة في الفِصْفِصة وهي الرَّطْبَة والصاد أَعرب وهما معرّبان والأَصل فيهما إِسْبَسْت

( فطس ) الفَطَس عِرَضُ قَصَبَة الأَنف وطُمَأْنِينَتُها وقيل الفَطَس بالتحريك انخِفاضُ قَصَبَة الأَنف وتَطامُنها وانتِشارُها والاسم الفَطَسَة لأَنها كالعاهة وقد فَطِسَ فَطَساً وهو أَفطَس والأُنثى فطساء والفَطَسة موضع الفَطَس من الأَنف وفي حديث أَشراط الساعة تُقاتِلون قَوْماً فُطْس الأُنوف الفَطَس انخِفاض قَصَبَة الأَنف وانفِراشُها وفي الحديث في صفة نَمْرَةِ العَجُوزِ فُطْسٌ خُنْسٌ أَي صغار الحب لاطئة الأَقْماع وفُطْس جمع فَطْساء والفِطِّيسة والفِنْطِيسَة خَطْم الخنزير ويقال لِخَطْم الخنزير فَطَسَة وروي عن أَحمد ابن يحيى قال هي الشفة من الإِنسان ومن ذات الخف المِشْفَر ومن السباع الخَطْم والخُرْطُوم ومن الخنزير الفِنْطِيسة كذا رواه على فِنْعِيلة والنون زائدة الجوهري فِطِّيسة الخنزير أَنفه وكذلك الفِنْطِيسة والفِطِّيس مثال الفِسِّيق المِطْرَقَة العظيمة والفَأْس العظيمة والفَطْسُ حبُّ الآس واحدته فَطْسة والفَطْس شدّة الوطء وفَطَس يَفْطِس فُطُوساً إِذا مات وقيل مات من غير داء ظاهر وطَفَسَ أَيضاً مات فهو طافِس وفاطِس أَنشد ابن الأَعرابي تَتْرُكُ يَرْبُوعَ الفَلاةِ فاطِسا والفَطْسَة بالتسكين خَرَزَة يؤخَّذ بها يقولون
( * قوله « يقولون أَخذته إلخ » عبارة القاموس وشرحه يقولون أَخذته بالفطسة بالثؤبا والعطسة بقصر الثؤباء مراعاة لوزن المنهوك )
أَخَّذْتُه بالفَطْسَةِ بالثُّؤَبَا والعَطْسَةِ قال الشاعر جَمَّعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسةٍ والدَّرْدَبِيسِ مُقابَلاً في المَنْظَمِ

( فعس ) الفاعُوسة نار أَو جمر لا دُخان له والفاعُوس الأَفْعَى عن ابن الأَعرابي وأَنشد بالمَوْتِ ما عَيَّرْت يا لَمِيسُ قد يُهْلَك الأَرْقَمُ والفاعُوسُ والأَسَدُ المُذَرَّعُ النَّهُوسُ والبَطَلُ المُسْتَلْئِمُ الحَووسُ واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوسُ والفِيلُ لا يَبقَى ولا الهِرْمِيسُ ويقال للداهية من الرجال فاعُوس وداهية فاعُوس شديدة قال رِياح الجَدِيسِي جِئْتُكَ من جَدِيسِ بالمُؤْيِدِ الفاعُوسِ إِحْدَى بَناتِ الحُوسِ

( فقس ) فَقَس الرجلُ وغيرُه يَفْقِس فُقُوساً مات وقيل مات فَجْأَة وفَقَسَ الطائر بيضَه فَقْساً أَفسَدَها وفي حديث الحديبية وفَقَص البيضة أَي كسرها وبالسين أَيضاً وفَقَسَ فلانٌ فلاناً يَفْقِسه فَقْساً جَذَبه بشعَره سُفْلاً وتَفاقَسا بشعُورهما ورؤوسهما تجاذبا « كلاهما عن اللحياني والفُقاس داء شَبيه بالتَّشَنُّج وفَقَسَ البيضة يَفْقِسها إَذا فضَخَها لغة في فَقَصَها والصاد أَعلى وفَقَس وثب والمِفْقاسُ عُودان يُشَدُّ طَرَفاهما في الفَخّ وتوضع الشَّرَكة فوقهما فإِذا أَصابهما شيء فقَسَت قال ابن شميل يقال للعُود المُنْحَنِي في الفَخّ الذي ينقلِب على الطير فَيَفْسخ عُنُقَه ويَعْتَفِرُه المِفْقاس يقال فَقَسَه الفَخّ وفَقَس الشيءَ يَفْقِسُه فَقْساً أَخذه أَخذ انتزاعٍ وغَصْب

( فقعس ) فَقْعَس حيّ من بني أَسد أَبوهم فَقْعَس بن طَرِيف بن عمرو بن الحرث بن ثعلبة بن دُوجان بن أَسد أَبوهم فَقْعَس بن طَرِيف بن عمرو بن الحرث بن ثعلبة بن دُودان بن أَسد قال الأَزهري ولا أَدري ما أَصله في العربية

( فلس ) الفَلْس معروف والجمع في القلة أَفْلُس وفُلُوس في الكثير وبائعُه فَلاَّس وأَفْلَس الرجل صار ذا فُلُوس بعد أَن كان ذَا دراهِم يُفْلس إِفلاساً صار مُفْلِساً كأَنما صارت دراهِمه فُلُوساً وزُيوفاً كما يقال أَخْبَثَ الرجلُ إِذا صار أَصحابُه خُبتَاء وأَقْطَفَ صارت دابّته قَطُوفاً وفي الحديث من أَدرك مالَه عند رجل قد أَفْلَس فهو أَحَقُّ به أَفْلَس الرجل إِذا لم يبق له مالٌ يُراد به أَنه صار إِلى حال يقال فيها ليس معه فَلْس كما يقال أَقْهَر الرجلُ صار إِلى حال يُقْهَر عليها وأَذَلَّ الرجلُ صار إِلى حال يَذِل فيها وقد فَلَّسه الحاكم تَفْلِيساً نادة عليه أَنه أَفْلَس وشيء مُفَلَّس اللّوْن إِذا كان على جِلْده لُمَعٌ كالفُلُوس وقال أَبو عمرو أَفْلَسْت الرجل إِذا طلبتَه فأَخطأَت موضعه وذلك الفَلَس والإِفْلاس وأَنشد للمُعَطَّل الهذلي
( * قوله « وأَنشد للمعطل الهذلي » في هامش الأصل مانصه قلت الشعر لأبي قلابة الطابخي الهذلي )
يا حِبُّ ما حُبُّ القَبُول وحُبُّها قَلَسٌ فلا يُنْصِبْكَ حُبُّ مُفلس قال أَبو عمرو في قوله وحُبُّها فَلَس أَي لا نَيْلَ معه

( فلحس ) الفَلْحَس الرجل الحَريص والأُنثى فَلْحَسة ويقال للكلب أَيضاً فَلْحَس والفَلْحَس المرأَة الرَّسْحاء الصَّغيرة العَجُز ورجل فَلَنْحَس أَكُول قال ابن سيده حكاه كراع وأُراه فَلْحَساً والفَلْحَس السائل المُلِحُّ وفَلْحَس اسم رجل من بني شَيْبان وفيه المثل أَسأَلُ من فَلْحَس زعموا أَنه كان يَسْأَل سَهْماً في الجيس وهو في بيته فيُعْطى لعِزّه وسُودَدِه فإِذا أُعطيَه سأَل لامرأَتِه فإًّذا أُعطيَه سأَل لبَعِيره والفَلْحَس الدُّبُّ المُسِنُّ

( فلطس ) الفِلْطاس والفِلْطَوْسُ الكَمَرَة العريضة وقيل رأْس الكَمَرة إِذا كان عَريضاً وأَنشد أَبو عمرو للراجز يذكر إِبِلاً يَخْبِطْنَ بالأَيْدي مَكاناً ذا غُدَرْ خَبْطَ المُغِيبات فَلاطِيسُ الكَمَرْ ويقال لرأْس الكَمَرة إِذا كان عريضاً فِلْطَوْس وفِلْطاس والفِلْطِيسة رَوْثَة أَنف الخنزير وتَفَلْطَس أَنفه اتَّسَع

( فلقس ) الفَلْقَسُ والفَلَنْقَس البخيل اللئيم والفَلَنْقَس الهَجِين من قِبَل أَبَوَيْه الذي أَبُوه مَوْلًى وأُمّه مَوْلاة والهَجِين الذي أَبوه عتِيق وأُمَّه مَوْلاة والمُقْرِف الذي أَبوه مَوْلًى وأُمّه ليست كذلك ابن السِّكِّيت العَبَنْقَس الذي جَدَّتاه من قِبَل أَبيه وأُمّه عجميَّتان وامرأَته عجمية والفَلَنْقَس الذي هو عربيّ لعربيّين وجدَّتاه من قِبَلِ أَبَوَيْه أَمَتان أَو أُمّه عربيّة قال ثعلب الحُرُّ ابنُ عَربيَّين والفَلَنْقَس ابن عربيّين لأَمتَيْن وقال شمر الفَلَنْقَس الذي أَبوه مولًى وأُمّه عربية قال الشاعر العَبْدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ ثلاثةٌ فأَيّهُمْ تَلَمَّسُ ؟ وأَنكر أَبو الهيثم ما قاله شمر وقال الفَلَنْقَس الذي أَبواه عربيّان وجدّتاه من قِبَل أَبيه وأُمّه أَمَتان قال الأَزهري وهذا قول أَبي زيد قال هو ابن عَرَبيّين لأَمَتين وقال الليث هو الذي أُمّه عربيَّة وأَبوه ليس بعربيّ

( فنس ) ابن الأَعرابي الفَنَس الفَقْر المُدْقِع قال الأَزهري الأَصل فيه الفَلَس اسم من الإِفْلاس فأُبدلت اللام نُوناًِ كما ترى

( فنجلس ) الفَنْجَلِيس الكَمَرة العظيمة

( فندس ) فَنْدَس الرجل إِذا عَدا

( فنطس ) فِنْطِيسَة الخِنزير خَطْمُه وهي الفِرْطِيسة وأَنف فِنْطاس عَريض ورُوي عن الأَصمعي إِنه لَمَنِيعُ الفِنْطِيسَة والفِرْطِيسة والأَرْنَبة أَي هو منيع الحَوْزَة حَمِيُّ الأَنف أَبو سعيد فِنْطِيسته وفِرْطِيسته أَنفه والفِنْطِيس من أَسماء الذِّكَر وفِنْطاس السَّفِينة حَوْضُها الذي يجتمع فيه نُشافة الماء والجمع الفَناطِيس

( فنطلس ) الفَنْطَلِيس الكَمَرة العظيمة وقيل هو ذكَر الرجل عامة يقال كَمَرة فَنْطَلِيس وفَنْجَلِيس أَي ضخمة قال الأَزهري وسمعتُ جارية فصيحة نُمَيْريَّة تُنْشِدُ وهي تنظر إِلى كَوكبة الصبح طالعة قد طَلَعَتْ حمراءُ فَنْطَلِيسُ لَيْسَ لِرَكْبٍ بعدها تَعْريسُ والفَنْطَلِيس حَجَر لأَهل الشأْم يُطَرِّق به النُّحاس

( فهرس ) الليث الفِهْرِس الكتاب الذي تُجْمع فيه الكتُب قال الأَزهري وليس بعربيّ محض ولكنه معرّب

( قبس ) القَبَس النار والقَبَس الشُّعْلة من النار وفي التهذيب القَبَس شُعلة من نار تَقْتَبِسها من مُعْظَم واقْتِباسها الأَخذ منها وقوله تعالى بشهاب قَبَس القَبَس الجَذْوَة وهي النار التي تأْخذها في طَرَف عُود وفي حديث عليّ رِضوان اللَّه عليه حتى أَوْرى قَبَساً لِقابِس أَي أَظهر نُوراً من الحق لطالبه والقابِس طالِب النار وهو فاعِل من قَبَس والجمع أَقْباسٌ لا يكسَّر على غير ذلك وكذلك المِقْباس ويقال قَبَسْت منه ناراً أَقْبِس قَبْساً فأَقْبَسَني أَي أَعطاني منه قَبَساً وكذلك اقْتَبَسْت منه ناراً واقْتَبَسْت منه عِلْماً أَيضاً أَي استفدته قال الكِسائيّ واقْتَبَسَت منه عِلماً وناراً سواء قال وقَبَسْت أَيضاً فيها وفي الحديث من اقْتَبَس عِلْماً من النجوم اقْتَبَس شُعْبةً من السِّحْر وفي حديث العِرْباض أَتيناك زائرين ومُقْتَبِسين أَي طالبي العلم وقد قَبَس النارَ يَقْبِسها قَبْساً واقتَبَسَها وقَبَسه النار يَقْبِسُه جاءه بها واقْتَبَسه وقَبَسْتُكَه واقْتَبَسْتُكَه وقال بعضهم قَبَسْتُك ناراً وعلماً بغير أَلف وقيل أَقْبَسْتُه علماً وقَبَستُه ناراً أَو خيراً إِذا جِئْتَه به فإِن كان طَلَبَها له قال أَقْبَسْتُه بالأَلف وقال الكسائي أَقْبَسْتُه ناراً أَو علماً سواء قال وقد يجوز طَرْح الأَلف منهما ابن الأَعرابي قَبَسَني ناراً ومالاً وأَقْبَسَني علماً وقد يقال بغير الأَلف وفي حديث عُقْبَة بن عامِر فإِذا راح أَقْبَسْناه ما سمعنا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَي أَعلَمْناه إِياه والقَوابِسُ الذين يَقْبِسُون الناس الخير يعني يعلِّمون وأَتانا فلان يَقتبس العلم فأَقْبَسنَاه أَي علَّمناه وأَقْبَسْنا فلاناً فأَبى أَن يُقْبِسَنا أَي يُعْطِينَا ناراً وقد اقْتَبَسَني إِذا قال أَعْطِني ناراً وقَبَسْت العِلْم وأَقْبَسْته فلاناً والمِقْبَس والمِقْباس ما قُبِسَتْ به النار وفحل قَبَس وقَبِسٌ وقَبِيس سريع الإِلْقاح لا ترجع عنه أُنثى وقيل هو الذي يُلقِح لأَوّل قَرْعَة وقيل هو الذي يُنْجِب من ضَربة واحدة وقد قَبِس الفحل بالكسر قَبَساً وقَبُسَ قَباسة وأَقْبَسَها أَلْقَحَها سريعاً وفي المثل لَقْوَةٌ صادَفَتْ قَبِيساً قال الشاعر حَمَلْتِ ثلاثة فوضعت تِمّاً فأُمِّ لَقْوَةٌ وأَبٌ قَبِيسُ واللَّقْوة السَّريعَة الحمل يقال امرأَة لَقْوَة سريعَة اللَّقَح وفَحْلٌ قَبِيس مثله إِذا كان سريع الإِلْقاح إِذا ضَرَب الناقة قال الأَزهري سمعت امرأَة من العرب تقول أَنا مِقْباس أَرادت أَنها تَحْمِل سريعاً إِذا أَلمَّ بها الرجل وكانت تَسْتَوْصِفُنِي دَواء إِذا شربتْه لم تحمِل معه وقابُوسُ اسمٌ عجمي معرَّب وأَبو قُبَيْس جبل مُشرِف على مَكة وفي التهذيب جبل مشرف على مسجد مكة وفي الصحاح جبل بمكة والقابُوس الجميل الوجه الحَسَن اللَّوْن وكان النُّعْمان بن المنذِر يُكنَى أَبا قابُوس وقابِس وقُبَيْس اسمان قال أَو ذؤيب ويا ابْنَيْ قُبَيْس ولم يُكْلَما إِلى أَن يُضِيءَ عَمُودُ السَّحَرْ وأَبو قابُوس كنية النعمان بن المنذر بن امرئ القَيس بن عمرو بن عَدِيّ اللَّخَمِي مَلِك العرَب وجعله النابغة أَبا قُبَيْس للضَّرورة فصغَّره تصغير الترخيم فقال يخاطب يزيد بن الصَّعِق فإِن يَقْدِرْ عليك أَبُو قُبَيْس يَحُطَّ بك المَعِيشَة في هَوانِ وإِنما صَّغره وهو يريد تعظيمه كما قال حُباب بن المنذر أَنا جُذَيلُها المُحكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب وقابوس لا ينصرف للعجمة والتعريف قال النابغة نبِّئْتُ أَنَّ أَبا قابُوس أَوْعَدَني ولا قَرارَ على زَأْرِ من الأَسَدِ

( قبرس ) قُبْرُس موضع قال ابن دريد لا أَحسَبه عربيّاً التهذيب وفي ثغور الشام موضع يقال له قُبْرُس والقُبْرُسِيُّ من النُّحاس أَجوده قال وأَُراه منسوباً إِلى قُبْرُسَ هذه وفي التهذيب القُبْرُس من النُّحاس أَجوده

( قدس ) التَّقْدِيسُ تنزيه اللَّه عز وجل وفي التهذيب القُدْسُ تنزيه اللَّه تعالى وهو المتَقَدَّس القُدُّوس المُقَدَّس ويقال القُدُّوس فَعُّول من القُدْس وهو الطهارة وكان سيبويه يقول سَبُّوح وقَدُّوس بفتح أََوائلهما قال اللحياني المجتمع عليه في شُبُّوح وقُدُّوس الضم قال وإِن فتحته جاز قال ولا أَدري كيف ذلك قال ثعلب كل اسم على فَعُّول فهو مفتوح الأَول مثل سَفُّود وكَلُّوب وسَمُّور وتَنُّور إِلا السُّبُّوح والقُدُّوس فإِن الضم فيهما الأَكثر وقد يفتحان وكذلك الذُّرُّوح بالضم وقد يفتح قال الأَزهري لم يجئ في صفات اللَّه تعالى غير القُدُّوس وهو الطاهر المُنَزَّه عن العُيوب والنَّقائص وفُعُّول بالضم من أَبنية المبالغة وقد تفتح القاف وليس بالكثير وفي حديث بلال بن الحرث أَنه أَقْطَعَه حَيث يَصْلُح للزرع من قُدْس ولم يُعْطِه حَقَّ مُسْلِمٍ هو بضم القاف وسكون الدال جبل معروف وقيل هو الموضع المرتفع الذي يصلح للزِّراعة وفي كتاب الأَمكنة أَنه قَرِيس قيل قَريس وقَرْس جَبَلان قُرْب المدينة والمشهورُ المَرْوِيّ في الحديث الأَوّل وأَما قَدَس بفتح القاف والدال فموضع بالشام من فتوح شُرَحْبيل بن حَسَنة والقُدُس والقُدْس بضم الدال وسكونها اسم ومصدر ومنه قيل للجنَّة حَضِيرة القُدْس والتَقْدِيس التَّطْهِير والتَّبْريك وتَقَدَّس أَي تطهَّر وفي التنزيل ونحن نُسَبِّحُ بحمدك ونُقَدِّس لك الزجاج معنى نُقدس لك أَي نُطهِّر أَنفسنا لك وكذلك نفعل بمن أَطاعك نُقَدِّسه أَي نطهِّره ومن هذا قيل للسَّطْل القَدَس لأَنه يُتَقدَّس منه أَي يُتَطَّهر والقَدَس بالتحريك السَّطْل بلغة أَهل الحجاز لأَنه يتطهر فيه قال ومن هذا بيت المَقْدِس أَي البيت المُطَّهَّر أَي المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب ابن الكلبي القُدُّوس الطاهر وقوله تعالى الملك القُدُّوس الطَّاهِر في صفة اللَّه عز وجل وقيل قَدُّوس بفتح القاف قال وجاءَ في التفسير أَنه المبارك والقُدُّوس هو اللَّه عز وجل والقُدْسُ البركة والأَرض المُقَدَّسة الشام منه وبيت المَقْدِس من ذلك أَيضاً فإِمّا أَن يكون على حذف الزائد وإِمّا أَن يكون اسماً ليس على الفِعْل كما ذهب إِليه سيبويه في المَنْكِب وهو يُخفَّف ويُثقَّل والنسبة إِليه مَقْدِسِيّ مثال مَجْلِسِيّ ومُقَدَّسِيٌّ قال امرؤ القيس فأَدْرَكْنَه يأْخُذْنَ بالسَّاق والنَّسا كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِي والهاء في أَدْرَكْنَه ضميرُ الثَّور الوَحْشِيّ والنون في أَدركنه ضمير الكلاب أَي أَدركتِ الكلاب الثورَ فأَخذن بساقه ونَساه وشَبْرَقَتْ جلده كما شَبْرَقَ وِلْدان النَّصارى ثوبَ الرَّاهب المُقَدِّسِي وهو الذي جاء من بيت المَقْدِس فقطَّعوا ثيابه تبرُّكاً بها والشَّبْرَقة تقطيعُ الثوب وغيره وقيل يعني بهذا البيت يهوديّاً ويقال للراهب مُقَدَّسٌ وأَراد في هذا البيت بالمُقَدَّسِي الرَّاهِبَ وصبيانُ النصارى يتبرَّكون به وبِمَسْحِ مِسْحِه الذي هو لابِسُه وأَخذ خُيُوطِه منه حتى يَتَمَزَّقَ عنه ثوبه والمُقَدِّس الحَبْر ُ وحكى ابن الأَعرابي لا قَدَّسه اللَّه أَي لا بارك عليه قال والمُقَدَّس المُبارَك والأَرض المُقَدَّسة المطهَّرة وقال الفرَّاء الأَرض المقدَّسة الطاهرة وهي دِمَشْق وفِلَسْطين وبعض الأُرْدُنْ ويقال أَرض مقدَّسة أَي مباركة وهو قول قتادة وإِليه ذهب ابن الأَعرابي وقول العجاج قد عَلِمَ القُدُّوس مَوْلى القُدْسِ أَنَّ أَبا العَبَّاس أَوْلى نَفْسِ بِمَعْدن المُلْك القَديم الكِرْسِ أَراد أَنه أَحقُّ نفسٍ بالخِلافة ورُوحُ القُدُس جبريل عليه السلام وفي الحديث إِن رُوحَ القُدُس نَفَث في رُوعِي يعني جبريل عليه السلام لأَنه خُلِق من طهارة وقال اللَّه عز وجل في صفة عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وأَيَّدْناه بِرُوحِ القُدُسِ هو جبريل معناه رُوحُ الطهارة أَي خُلِق من طهارة وقول الشاعر لا نَومَ حتى تَهْبِطِي أَرضَ العُدُسْ وتَشْرَبي من خير ماءٍ بِقُدُسْ أَراد الأَرض المقدَّسة وفي الحديث لا قُدِّستْ أُمَّة لا يُؤْخَذ لضَعِيفها من قَوِيِّها أَي لا طُهِّرت والقادِسُ والقَدَّاس حصاة توضع في الماء قَدْراً لِرِيِّ الإِبل وهي نحو المُقْلَة للإِنسان وقيل هي حَصاة يُقْسَمُ بها الماء في المفاوز اسم كالحَبَّان غيره القُدَاس الحجر الذي يُنْصَبُ على مَصَبِّ الماء في الحَوْض وغيره والقَدَّاس الحجر يُنْصَب في وسَط الحوض إِذا غَمَره الماء رَوِيَتِ الإِبل وأَنشد أَبو عمرو لا رِيَّ حتى يَتَوارى قَدَّاسُ ذاك الحُجَيْرُ بالإِزاء الخنَّاسْ وقال نَئِفَتْ به ولقَدْ أَرى قَدّاسَه ما إِنْ يُوارى ثم جاء الهَيْثَمُ نَئِفَ إِذا ارْتَوى والقُداس بالضم شيء يعمل كالجُمان من فِضَّة قال يصف الدُّمُوع تَجَدَّرَ دمعُ العَيْنِ منها فَخِلْتُه كَنَظْمِ قُداسٍ سِلْكُه مُتَقَطِّعُ شبَّه تَحَدُّرَ دمعه بنظم القُداس إِذا انقطع سِلْكُه والقَديسُ الدُّرُّ يمانية والقادِس السفينة وقيل السفينة العظيمة وقيل هو صِنْف من المراكب معروف وقيل لَوْحٌ من أَلواحها قال الهذلي وتَهْفُو بِهادٍ لَها مَيْلَعٍ كما أَقْحَم القادِسَ الأَرْدَمونا وفي المحكم كما حَرَّك القادِسَ الأَرْدَمُونا يعني المَلاَّحين وتَهْفُو تَمِيل يعني الناقةَ والمَيْلَعُ الذي يتحرك هكذا وهكذا والأَرْدَمُ المَلاَّح الحاذِق والقَوادِس السُّفُن الكِبار والقادس البيتُ الحرام وقادِسُ بلدة بخُراسان أَعجمي والقادِسيَّة من بلاد العرب قيل إِنما سميت بذلك لأَنها نزل بها قوم من أَهل قادس من أَهل خُراسان ويقال إِن القادسيَّة دَعا لها إِبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام بالقُدْسِ وأَن تكون مَحَلَّة الحاجِّ وقيل القادسيَّة قرية بين الكوفة وعُذَيب وقُدْس بالتسكين جبل وقيل جبل عظيم في نَجْدٍ قال أَبو ذؤيب فإَنك حقًّا أَيَّ نَظْرة عاشِقٍ نَظَرْتَ وقُدْسٌ دونها وَوَقيرُ وقُدْسُ أَوارَة جَبَلٌ أَيضا غيره قُدْس وآرةُ جبَلان في بلاد مُزَيْنة معروفان بِحِذاء سُقْيا مزينة

( قدحس ) القُداحِس الشجاع الجَريء وقيل السَّيِّءُ الخلُق أَبو عمرو الحُمارِس والرُّماحِس والقداحس كل ذلك من نعت الجَريء الشجاع قال وهي كلها صحيحة

( قدمس ) القُدْمُوس والقُدْمُوسة الصخرة العظيمة قال الشاعر ابْنا نِزارٍ أَحلاَّني بِمنزلةٍ في رأس أَرْعَنَ عادِيِّ القَداميسِ وجيش قُدْمُوس عظيم والقُدْمُوس الملك الضخْم وقيل هو السيد والقُدْمُوس القَديم قال عُبَيْدُ بن الأَبرص ولنا دارٌ ورِثْناها عن الْ أَقْدمِ القُدْمُوس من عَمٍّ وخال وعِزٌّ قُدْمُوس وقِدْماسٌ قديم يقال حَسَب قُدْمُوس أَي قديم والقُدْمُوس المتقدِّم وقُدْمُوس أَي قديم والقُدْمُوس المتقدِّم وقُدْموسُ العسكَر مُقَدَّمُه قال بذي قَدامِيسَ لُهامٍ لَوْ دَسَرْ والقُدْموس والقُدامِس الشديد

( قرس ) القَرْسُ والقِرْسُ أَبْرَدُ الصَّقيع وأَكثره وأَشدُّ البَرْدِ قال أَوس بن حَجَر أَجاعِلَةً أُمَّ الحُصَيْنِ خَزايَةً عَلَيَّ فِرارِي أَن عَرَفْتُ بني عَبْس ورَهْطَ أَبي شَهْمٍ وعَمْرَو بنَ عامِرٍ وبَكْراً فجاشَتْ من لقائِهمْ نَفْسي مَطاعِينُ في الهَيْجا مَطاعيمُ للْقِرَى إِذا اصْفَرَّ آفاقُ السماء من القَرْسِ المَطاعين جمع مِطْعانٍ للكثير الطَعْن ومَطاعيمُ جمع مِطْعام للكثير الإِطعام والقِرَى الضيافة والآفاق النواحي واحدها أُفُق وأُفُقُ السماء ناحيتها المتصلة بالأَرض قال عبد اللَّه بن المُكَرَّم قوله المتصلة بالأَرض كلام لا يصح فإِنه لا شيء من السماء مُتَّصل بالأَرض وفي هذا كلام ليس هذا موضعه وقَرَسَ الماءَ يَقْرِسُ قَرْساً فهو قَرِيسٌ جَمَدَ وقَرَّسْناه وأَقْرَسْناه بَرَّدْناه ويقال قَرَّسْت الماء في الشَّنِّ إِذا بَرَّدْته وأَصبح الماء اليوم قَرِيساً وقارساً أَي جامداً ومنه قيل سمك قَرِيسٌ وهو أَن يُطْبخ ثم يُتَّخذ له صِباغ فَيُتْرَك فيه حتى يَجْمُد ويوم قارسٌ بارد وفي الحديث أَن قوماً مَرُّوا بشَجَرَة فأَكلوا منها فكأَنما مرَّت بِهمْ رِيح فأَخْمَدَتْهم فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم قَرِّسُوا الماءَ في الشِّنانِ وصُبُّوه عليهم فيما بين الأَذَانَيْنِ أَبو عبيد يعني بَرّدُوه في الأَسْقِيَة وفيه لغتان القَرْس والقَرْش قال وهذا بالسين وأَما حديثه الآخر أَنَّ امْرَأَة سأَلتْه عن دَمِ المَحيص فقال قَرِّصِيه بالماء فإِنه بالصاد يقول قَطِّعِيه وكل مُقَطَّع مُقَرَّص ومنه تقريص العجين إِذا شُنِّقَ لِيُبْسَطَ وقَرَس الرجل قَرْساً بَرَدَ وأَقْرَسَه البَرْدُ وقَرَّسَه تَقْريساً والبَرْدُ اليَوْمَ قارِس وقَرِيس ولا تقل قارصٌ قال العجاج تَقْذِفُنا بالقَرْسِ بعدَ القَرْسِ دُونَ ظِهارِ اللِّبْسِ بعد اللِّبْسِ قال وقد قَرَسَ المَقْرُور إِذا لم يستطع عملاً بيده من شدة الخَصَر وإِنَّ لَيْلَتَنا لقارِسَةٌ وإِنَّ يَوْمَنا لقارسٌ ابن السِّكِّيت هو القِرْقِس الذي تقوله العامَّة الجِرْجِس وليست ذات قَرْسٍ أَي بَرْد وقَرَسَ البَرْدُ يَقْرِس قَرْساً اشتدّ وفيه لغة أُخرى قَرِسَ قَرَساً قال أَبو زيد الطائي وقد تَصلَّيْتُ حَرَّ حَرْبهِم كما تَصلَّى المَقْرُورُ من قَرَسِ وقال ابن السكيت القَرَسُ الجامِد ولم يعرفه أَبو الغيث
( * قوله « ولم يعرفه أبو الغيث » هكذا في الأصل وشرح القاموس بالياء والذي في الصحاح ولم يعرفه أَبو الغوث بالواو ) ابن الأَعرابي القَرَسُ الجامِد من كل شيء والقِرْسُ هو القِرقِس والقَرِيس من الطعام مشتق من القَرَس الجامِد قال وإِنما سمي القريس قريساً لأَنه يجمُد فيصير ليس بالجامِس ولا الذائب يقال قَرَسْنا قَرِيساً وتركناه حتى أَقْرَسَه البَرْد ويقال أَقْرَسَ العُود إِذا جَمَس ماؤه فيه وفي المحكم أَقْرَس العُود حُبِس فيه ماؤه وقَراسٌ هَضِبات شديدة البَرْد في بلاد أَزْد السَّراة قال أَبو ذؤيب يصف عسلاً يَمانِيةٍ أَحْيا لها مَظَّ مائِدٍ وآلِ قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ ورواه أَبو حنيفة قُرَّاس بضم القاف ويروى صَوْبُ أَسقِية كحل وهما بمعنى واحد ويقال مائد وقَرَاس جبَلان باليمن ويمانية خفض على قوله فجاءَ بِمَزْجٍ لم يرَ الناسُ مِثْلَه
( * قوله « فجاء بمزج إلخ » تمام البيت كما في الصحاح وشرح القاموس هو الضحك الا أَنه عمل النحل )
والمَظُّ الرُّمَّان البَرِّي الأَصمعي آلُ قُرَاس هَضَبات بناحية السَّراة كأَنهن سُمِّين آل قُراس لبَرْدِها قال الأَزهري رواه أَبو حام بفتح القاف وتخفيف الراء قال ويقال أَصبح الماء قَريساً أَي جامداً ومنه سمي قَرِيس السَّمك قال أَبو سعيد الضرير آل قُراس أَجْبُل بارِجة والقُرَاس والقُراسِيَة الضَّخْم الشديد من الإِبل وغيرها الذكر والأُنثى بضم القاف في ذلك سواء والياء زائدة كما زِيدَتْ في رَباعِية وثمانية قال الراجز لما تَضَمَّنْتُ الحَوَارِياتِ قَرَّبْتُ أَجْمالاَ قُرَاسِيَاتِ وهي في الفحول أَعمُّ وليست القُراسِية نِسْبة إِنما هو بناء على فُعاليَة وهذه ياءات تُزاد قال جرير يَلِي بني سعْدٍ إِذا ما حاربُوا عِزُّ قُراسِيَة وجَدٌّ مِدْفَعُ وقال ذو الرمة وفَجّ أَبَى أَن يَسْلُك الغُفْرُ بيته سَلَكْتُ قُرَانَى من قُرَاسِية شمْرِ وقال العجَّاج من مُضَرَ القُراسِيات الشُّمِّ يعني بالقُراسِيات الضّخام الهامِ من الإِبل ضرَبها مثلاً للرجال وملك قُراسِية جليل والقَرْس شجر وقُرَيسات اسم قال سيبويه وتقول هذه قُرَيْسات كما تراها شبَّهُوها بهاء التأْنيث لأَنَّ هذه الهاء تجيء للتأْنيث ولا تلحق بنات الثلاثة بالأَربعة ولا الأَربعة بالخمسة

( قربس ) القَرَبُوس حِنْوُ السَّرْج والقُرْبُوس لغة فيه حكاها أَبو زيد وجمعه قَرَابيس والقَرَبُوت القَرَبُوس قال الأَزهري بعض أَهل الشام يقول قَرَّبُوس مثقل الراء قال وهو خطأٌ ثم يجمعونه على قَرْبابيس وهو أَشد خطأَ قال الجوهري القَرَبوس للسَّرْج ولا يخفَّف إِلا في الشعر مثل طرَسُوس لأَن فَعْلُول ليس من أَبْنِيَتِهم قال الأَزهري وللسرج قَرَبُوسان فأَما القَرَبُوس المُقَدَّم ففيه العَضُدان وهما رِجلا السَّرْج ويقال لهما حِنْواه وما قُدَّام القَرَبُوسَيْنِ من فَضْلَةِ دَفَّة السَّرْج يقال له الدَّرْواسَنْج وما تحت قُدَّام القَرَبُوس من الدَّفَّة يقال له الاراز
( * قوله « الاراز » كذا بالأصل ) والقَرَبوس الآخر فيه رِجْلا المؤخِرة وهم حِنْواه والقَيْقب سَيْرٌ يَدُورُ على القَرَبُوسَيْن كليهما

( قردس ) القَرْدَسَة الشِّدَّة والصَّلابة وقُرْدُوس أَبو قبيلة من العرب وهو منه

( قرطس ) القِرْطاس معروف يُتَّخذ من بَرْدِيّ يكون بمصر والقِرْطاس ضَرْب من برُود مصر والقِرْطاس أَديم يُنْصَب للنِّضال ويسمَّى الغَرَض قِرْطاساً وكل أَديم ينصَب للنِّضال فاسمُه قِرطاس فإِذا أَصابه الرَّامي قيل قَرْطَس أَي أَصاب القرطاس والرَّمْيَةُ التي تُصيب مُقَرْطِسة والقَِرْطاس والقُرطاس والقَِرْطَس والقَرْطاس كله الصحيفة الثابتة التي يكتب فيها الأَخيرتان عن اللحياني وأَنشد أَبو زيد لمخشّ العقيلي يصف رسوم الدار وآثارها كأَنها خَطّ زَبُور كتب في قِرْطاس كأَنَّ بحيثُ اسْتَوْدَع الدارَ أَهلُها مَخَطّ زَبُور من دَواة وقَرْطَسِ وقوله تعالى ولو نَزَّلنا عليك كتاباً في قِرْطاس أَي في صحيفة وكذلك قوله تعالى يجعلونه قَراطِيس أَي صُحُفاً قال عَفَتِ المنازل غير مِثْل الأَنفس بعد الزمان عرفته بالقَرْطَس ابن الأَعرابي يقال للناقى إِذا كانت فَتِيَّة شابَّة هي القِرْطاس والدّيباج والذِّعْلِبَة والدِّعْبِل والعَيْطَموس ابن الأَعرابي يقال للجارِية البيضاء المَدِيدة القامة قِرْطاس ودابة قِرْطاسِيّ إِذا كان أَبيض لا يخالط لَونه شِيَة فإِذا ضرَب بياضُه إِلى الصُّفرة فهو نَرْجِسِيّ

( قرطبس ) القَرْطَبُوس الداهية بفتح القاف والقِرْطَبُوس بكسرها الناقة العظيمة الشديدة مثَّل بها سيبويه وفسرها السِّيرافي

( قرعس ) كبش قَرْعَس إِذا كان عظيماً الأَزهري القِرْعَوْس والقِرْعَوْش الجمل الذي له سَنامان

( قرقس ) القِرْقِسُ البَعُوض وقيل البَقُّ والقِرْقِسُ الذي يقال له الجِرْجِس شَبْه البَقّ قال فلَيْت الأَفاعِيَّ يَعْضُضْنَنا مكان البَراغيث والقِرْقِس والقِرْقِس طين يختم به فارسي معرب يقال له الجرجشب
( * قوله « الجرجشب » كذا بالأصل وفي شرح القاموس الجرجشت ) وقِرْقِس وقُرْقُوس دعاء الكلب وقَرْقَس الجَِرْوَ والكلبَ وقَرْقَس به دعاه بقُرْقُوس أَبو زيد أَشْلَيْت الكلبَ وقَرْقَسْت بالكلب إِذا دعَوْت به وقاعٌ قَرَقُوس مثال قَرَبُوس أَي واسعٌ أَملس مُسْتَوٍ لا نَبْت فيه والقَرَقُوس القُفُّ الصُّلْب وأَرض قَرَقُوس ابن شميل القَرَقُوس القاع الأَمْلَس الغليظ الأَجْرَد الذي ليس عليه شيء وربما نَبَعَ فيه ماء ولكنه مُحْتَرِق خَبيث إِنما هو مثْل قِطعة من النار ويكون مُرْتَفعاً ومُطْمَئِنّاً وهي أَرض مَسْحُورة خَبيثة ومن سِحْرِها أَيْبَسَ اللَّه نَبْتها ومَنعَه وقال بعضهم وادٍ فَرَِِقٌ وقَرْقَر وقَرَقُوس أَي أَملس والقَرَق المصدر وأَنشد تَرَبَّعَتْ من صُلْبِ رَهْبَى أَنَقا ظَواهِراً مَرًّا ومَرًّا غَدَقا ومن قَياقي الصُُّوَّتَيْنِ قيَقا صُهْباً وقرباناً تُناصي قَرَقا قال أَبو نصر القَرَقُ شبيه بالمصدر ويروى على وجهين قَرِق وقَرَق

( قرنس ) قَرْنَس البازي كُرِّزَ أَي سقط ريشه الليث قَرْنَس البازي فعلُه لازم إِذا كُرِّزَ وخِيطَتْ عَيْناه أَولَ ما يُصاد رواه بالسين على فَعْلَل وغيره يقول قَرْنَص البازِي وقَرْنَس الدِّيك وقَرْنَصَ إِذا فَرّ من دِيكٍ آخر والقُرْناس والقِرْناس بكسر القاف وفي الصحاح بالضم شبيه الأَنف يتقَدَّم في الجبل وأَنشد لمالك ابن خالد الهذلي وفي الصحاح مالك بن خويلد الخناعي يصف الوعل تاللَّه يَبْقى على الأَيام ذو حِيَدٍ بمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ والآسُ في رأْس شاهقَة أُنْبوبُها خَصِرٌ دون السماء له في الجَوِّ قُرْناسُ والقُِرناس عِرْناسُ المغْزَل قال الأَزهري هو صِنَّارَته ويقال لأَنف الجبلِ عِرْناس أَيضاً والقُرْنُوس الخرَزَة في أَعلى الخُفِّ والقُرْناس شيء يُلَفُّ عليه الصُّوف والقطن ثم يغزَل

( قسس ) ابن الأَعرابي القُسُسُ العُقَلاء والقُسُسُ السَّاقة الحُذّاق والقُِسُّ النَّميمة والقَسّاس النَّمَّام وقَسَّ يَقُسُّ قَسّاً من النميمة وذِكرِ الناس بالغِيبَة والقَِسُّ تَتَبُّع الشيء وطَلَبه اللحياني يقال للنمَّام قَسَّاس وقَتَّات وهَمَّاز وغَمَّاز ودَرَّاج والقَِس في اللغة النميمة ونشْرُ الحديث يقال قَسَّ الحديث يقُسُّه قَسّاً ابن سيده قَسَّ الشيء يقُسُّه قَسّاً وقَسَساً تتبَّعه وتطلبه قال رؤبة بن العجاج يصف نساء عفيفات لا يتتبعن النَّمائم يُمْسِينَ من قَسَّ الأَذى غَوافِلا لا جَعْبَريّات ولا طَهامِلا الجَعْبَرِيّات القِصار واحدتها جَعْبَرة والطَّهامِل الضِّخام القِباح الخلقة واحدتها طَهْمَلة وقَسَّ الشيءً قَسّاً تتلاه وتَبَغَّاه واقْتَسَّ الأَسدُ طَلب ما يأْكل ويقال تَقَسَّسْت أَصواتَ الناس بالليل تَقَسُّساً أَي تسمَّعتها والقَسْقَسَة السؤال عن أَمْرِ الناس ورجل قَسْقاسٌ يسأَل عن أُمور الناس قال رؤبة يَحْفِزها ليلٌ وحادٍ قَسْقاسُ كأَنهنَّ من سَراءٍ أَقْواسْ والقَسْقاس أَيضاً الخفيف من كل شيء وقَسْقَس العظم أَكل ما عليه ن اللحم وتَمَخَّخَه يمانيَة قال ابن دريد قَسَسْت ما على العظم أَقُسُّه قَسّاً إِذا أَكلتَ ما عليه من اللحم وامْتَخَخْتَه وقَسْقَسَ ما على المائدة أَكَلَه وقَسَّ الإِبل يَقُسُّها قَسّاً وقَسْقَسَها ساقَها وقيل هُما شدَّة السَّوْق والقَسُوس من الإِبل التي تَرْعى وحدَها مثل العَسُوس وجمعها قُسُسٌّ قَسَّتْ تَقُسُّ قَسّاً أَي رَعَتْ وحدها واقْتَسَّتْ وقَسَّها أَفرَدَها من القَطيع وقد عَسَّتْ عند الغَضَب تَعُسّ وقَسَّتْ تَقُسُّ وقال ابن السكيت ناقَة عموس وقَسُوس وضَرُوس إِذا ضجِرت وساء خُلُقها عند الغَضَب والقَسُوس التي لا تَدِرّ حتى تَنْتَبذ وفلان قَسُّ إِبل أَي عالم بها قال أَبو حنيفة هو الذي يلي الإِبل لا يفارقُها أَبو عبيد القَسُّ صاحب الإِبل الذي لا يفارقُها وأَنشد يتبعُها تَرْعِيَّةٌّ قَسٌّ ورَعْ تَرى برجْلَيْه شُقُوقاً في كَلَعْ لم تَرْتمِ الوَحْشُ إِلى أَيدي الذَّرَعْ جمع الذَّريعَة وهي الدَّريئَة وقال أَبو عبيدة يقال ظَلَّ يَقُسُّ دَّابَّتَه قَسّاً أَي يَسُوقُها والقَسُّ رَئيس من رُؤساء النصارى في الدِّين والعِلْم وقيل هو الكَيِّس العالم قال لو عَرَضَتْ لأَيْبُلِيٍّ قَسِّ أَشْعَثَ في هَيْكَلِه مُنْدَسِّ حَنَّ إِليها كَحَنِينِ الطَّسِّ والقِسِّيسُ كالقَسِّ والجمع قَساقِسة على غير قياس وقِسِّيسُون وفي التنزيل العزيز ذلك بأَن منهم قِسِّيسِينَ ورُهْباناً والاسم القُسُوسَة والقِسِّيسِيَّة قال الفرَّاء نزلت هذه الآية فيمن أَسلم من النصارى ويقال هو النجاشي وأَصحابه وقال الفراء في كتاب الجمع والتفريق يُجمع القِسِّيس قِسِّيسين كما قال تعالى ولو جمعه قُسُوساً كان صواباً لأَنهما في معنى واحد يعني القَسَّ والقِسِّيس قال ويجمع القِسِّيس قَساقِسة
( * قوله « ويجمع القسيس قساقسة إلخ » هكذا في الأصل هنا وفيما مر وعبارة القاموس قساوسة وبها يظهر قوله بعد فأبدلوا إحداهن واواً ويؤخذ من شرح القاموس أن فيه الجمعين حيث نقل رواية البيت بالوجهين ) جمعوه على مثال مَهالِبة فكثرت السينات فأَبدلوا إِحداهن واواً وربما شدّد الجمع
( * قوله « وربما شدد الجمع إلخ » الظاهر في العبارة العكس بدليل ما قبله وما بعده )
ولم يشدّد واحده وقد جمعت العرب الأَتُّون أَتاتين وأَنشد لأُمية لو كان مُنْفَلتٌ كانت قَساقِسَةٌ يُحْييهمُ اللَّه في أَيديهم الزُّبُرُ والقَسَّة القِرْبَة الصغيرة قال ابن الأَعرابي سئل المُهاصِر بن المحلّ عن ليلة الأَقْساسِ من قوله عَدَدْتُ ذنوبي كُلَّها فوجدتُها سوى ليلةٍ الأَقْساسِ حِمْلَ بَعير فقيل ما ليلة الأَقْساس ؟ قال ليلة زنيت فيها وشربت الخمر وسرقت وقال لنا أَبو المحيَّا الأَعرابي يَحْكيه عن أَعرابي حجازي فصيح إِن القُساس غُثاء السَّيْل وأَنشدنا عنه وأَنت نَفِيٌّ من صَناديد عامِرٍ كما قد نَفى السيلُ القُساسَ المُطَرَّحا وقَسٌّ والقَسُّ موضع والثياب القَِسِّيَّة منسوبة إِليه وهي ثياب فيها حرير تجلب من نحو مصر وفي حديث علي كرم اللَّه وجهه أَنه صلى اللَّه عليه وسلم نهى عن لبس القَسِّيّ هي ثياب من كتان مخلو بحرير يؤْتى بها من مصر نسبت إِلى قرية على ساحل البحر قريباً من تِنِّيس يقال لها القَسُّ بفتح القاف وأَصحاب الحديث يقولونه بكسر القاف وأَهل مصر بالفتح ينسب إِلى بلاد القَسِّ قال أَبو عبيد هو منسوب إِلى بلاد يقال لها القَسّ قال وقد رأَيتها ولم يعرفها الأَصمعي وقيل أَصل القَسِّيّ القَزِّيّ بالزاي منسوب إِلى القَزّ وهو ضرب من الإِبريسم أُبدل من الزاي سين وأَنشد لربيعة بن مَقْرُوم جَعَلْنَ عَتِيقَ أَنْماطٍ خُدُوراً وأَظْهَرْنَ الكَرادي والعُهُونا
( * قوله « وأَظهرن الكرادي » هكذا في الأصل وشرح القاموس وفي معجم البلدان لياقوت الكراري بالراء بدل الدال )
على الأَحْداجِ واسْتَشْعَرْن رَيْطاً عِراقِيّاً وقَسِّيّاً مَصُونا وقيل هو منسوب إِلى القَسِّ وهو الصَقيعُ لبَياضه الأَصمعي من أَسماء السُّيوف القُساسِيّ ابن سيده القُساسيُّ ضرْب من السيوف قال الأَصمعي لا ادري إِلى أَي شيء نسب وقُساس بالضم جبل فيه معدن حديد بأَرْمِينِيَّة إِليه تنسب هذه السيوف القُساسيَّة قال الشاعر إِن القُساسِيَّ الذي يُعْصى به يَخْتَصِمُ الدَّارِعَ في أَثوابه وهو في الصحاح القُساسُ مُعَرَّفٌ وقُساس بالضم جبل لبني أَسد وقَساس اسم وقُسُّ بن ساعدة الإِياديُّ أَحد حكماء العرب وهو أُسْقُفُّ نَجْران وقُسُّ النَّاطف موضع والقَسْقَس والقَسْقاس الدليل الهادي المُتفقِّد الذي لا يَغْفُل إِنما هو تَلَفُّتاً وتنَظُّراً وخِمْسٌ قَسْقاس أَي سريع لا فُتور فيه وقَرَبٌ قَسْقاس سريع شديد ليس فيه فُتور ولا وَتِيرَة وقيل صعب بعيد أَبو عمرو القَرَب القَسِّيّ البعيد وهو الشديد أَيضاً قال الأَزهري أَحسبه القسين
( * قوله « القسين » هكذا في الأصل ) لأَنه قال في موضع آخر من كتابه القسين والقِسْيَبُّ الصُّلْب الطويل الشديد الدُّلجة كأَنه يعني القَرَب واللَّه أَعلم الأَصمعي يقال خِمْس قَسْقاس وحَصْحاص وبَصْباص وصَبْصاب كل هذا السير الذي ليست فيه وَتيرة وهي الاضطراب والفُتور وقال أَبو عمرو قَرَبٌ قِسْقِيس وقد قَسْقَس ليله أَجمع إِذا لم يَنَمْ وأَنشد إِذا حداهُنَّ النَّجاء القِسْقِيس ورجل قَسْقاس يسوق الإِبل وقج قَسَّ السير قَسّاً أَسرع فيه والقَسْقَسَة دَلْجُ الليل الدَّائب يقال سَيْرٌ قِسْقِيس أَي دائب وليلة قَسْقاسَة شديدة الظلمة قال رؤبة كَمْ جُبْنَ من بِيدٍ ولَيْلٍ قَسْقاسْ قال الأَزهري ليلة قَسْقاسة إِذا اشتد السير فيها إِلى الماء وليست من معنى الظلمة في شيء وقَسْقَسْت بالكلب دعوت وسيفٌ قَسْقاسٌ كَهامٌ والقَسقاس بقلة تشبه الكَرَفْسَ قال رؤبة وكُنْتَ من دائك ذا أَقْلاسِ فاسْتَسقِيَنْ بثمر القَسْقاسِ يقال اسْتقاء واسْتَقى إِذا تَقَيَّأَ وقَسْقَس العصا حَرَّكها والقَسْقاسُ العصا وقوله صلى اللَّه عليه وسلم لفاطمة بنت قيس حين خطبها أَبو جَهْم ومعاوية أَمَّا أَبو جَهْم فأَخاف عليك قَسْقَاسَته القَسْقاسة العصا قيل في تفسيره قولان أَحدهما أَنه أَراد قَسْقَسَتَه أَي تحريكه إِياها لضربك فأَشبع الفتحة فجاءت أَلفاً والقول الآخر انه أَراد بِقسقاسَته عصاه فالعصا على القول الأَول
( * قوله « العصا على القول الأول إلخ » هذا إِنما يناسب الرواية الآتية )
مفعول به وعلى القول الثاني بدل أَبو زيد يقال للعصا هي القَسْقاسة قال ابن الأَثير أَي أَنه يضربها بالعصا من القَسْقَسة وهي الحركة والإِسراع في المَشْي وقيل أَراد كثرة الأَسفار يقال رفع عصاه على عاتقه إِذا سافر وأَلْقَى عصاه إِذا أَقام أَي لا حظَّ لك في صحبته لأَنه كثير السَّفر قليل المُقام وفي رواية إِني أَخاف عليك قَسْقاسَتَه العصا فذكر العصا تفسيراً للْقُسْقاسة وقيل أَراد بِقَسْقَسَةِ العصا تحريكه إِياها فزاد الأَلف ليفْصل بين توالي الحركات وعن الأَعراب القُدمِ القَسْقاس نبت أَخضر خبيث الريح ينبت في مَسيل الماء له زهرة بيضاء والقَسْقاس شدَّة الجوع والبَرْد وينشَد لأَبي جهيمة الذهلي أَتانا به القَسْقاسُ ليلاً ودونه جَراثِيمُ رَمْلٍ بينهنَّ قِفافُ وأَورده بعضهم بينهنَّ كِفاف قال ابن بري وصوابه قِفافُ وبعده فأَطْعَمْتُه حتى غَدا وكأَنه أَسِيرٌّ يُداني مَنْكِبَيْه كِتافُ وصفَ طارقاً أَتاه به البرد والجُوع بعد أَن قطع قبل وُصوله إِليه جراثيم رمل وهي القِطَع العظام الواحدة جُرْثُومة فأَطعمه وأَشبعه حتى إِنه إِذا مشى تظن أَن في منكِبَيْه كتافاً وهو حَبْل تشدُّ به يد الرجل إِلى خلقه وقَسْقَسْت بالكلب إِذا صِحْتَ به وقلت له قُوسْ قُوسْ

( قسطس ) قال اللَّه عز وجل وعلا وزِنُوا بالقسطاس المستقيم القِسْطاس والقُسطاس أَعدل الموازين واَقومُها وقيل هو شاهينٌ الزجاج قيل القِسطاس القَرَسْطون وقيل هو القَيَّان والقِسْطاس هو ميزان العدل أَيَّ ميزان كان من موازين الدراهم وغيرها وقول عديّ في حَديد القسطاسِ يَرْقُبُني الحَا رِث والمَرءُ كلَّ شيء يُلاقِي قال الليث أَراه حديد القَبَّان

( قسطنس ) القُسْطَناسُ والقُسْنَطاسُ صلاية الطِّيب وقال مرة أُخرى صلاية العَطَّار قال سيبويه قُسْطَناس أَصله قُسْطَنَس يُمَدُّ بأَلف كما مَدُّوا عَضْرَفُوطَ بالواو والأَصل عَضْرَفُط التهذيب في الرباعي الخليل قُسْطَناس اسم حَجَر وهو من الخُماسي المترادف أَصله قُسْطَنَس قال الشاعر رُدِّي عَليَّ كُمَيْتَ اللَّوْنِ صافِيَةً كالقُسْطَناس عَلاها الوَرْسُ والجَسَدُ

( قسنطس ) القُسْنَطاس صلايَة الطِّيب روميَّة وقال ثعلب إِنما هو القُسْطَناس

( قطربس ) التهذيب في الخُماسي أَنشد أَبو زيد
فَقَرَّبوا لي قَطْرَبُوساً ضارِباً ... عَقْرَبَةً تُناهِزُ العَقارِبا
قال والقَطْرَبُوس من العقارب الشديد اللَّسْع وقال المازني القَطْرَبُوس الناقة السريعة

( قعس ) القَعَس نقيض الحَدَب وهو خروج الصدر ودخول الظهر قَعِسَ قَعَساً فهو أَقْعَسُ ومُتَقاعِس وقَعِسٌ كقولهم أَنكَِد ونَكِد وأَجرب وجَرِب وهذا الضرْب يعتقب عليه هذان المِثالان كثيراً والمرأَة قَعْساء والجمع قُعْس وفي حديث الزَّبْرِقان أَبغضُ صِبيانِنا إِلينا الأُقَيْعِسُ الذكر وهو تصغير الأَقْعَس والقَعَسُ في القَوْس نُتُوُّ باطنها من وسَطها ودخولُ ظاهرها وهي قَوْس قَعْساء قال أَبو النجم ووصف صائداً وفي اليدِ اليُسرى على مَيْسورِها نَبْعِيَّةٌ قد شُدَّ من تَوْثِيرِها كَبْداءُ قَعْساءُ على تَأْطِيرِها ونملةٌ قَعْساء رافعة صدرها وذَنبها والجمع قُعْس وقَعْساوات على غلبة الصفة والأَقْعَسُ الذي في صدره انكباب إِلى ظهره والقُعاس التِواء يأْخذ في العُنُق من ريح كأَنها تَهصِرُه إِلى ما وراءه والقَعَسُ النبات وعِزَّةٌ قَعْساء ثابتة قال والعِزَّة القَعْساء لِلأَعَزّ ورجل أَقْعَس ثابت عزيزٌ مَنِيع وتَقَاعس العِزّ أَي ثبت وامتنع ولم يُطَأْطِئْ رأْسه فاقْعَنْسَسَ أَي فثبت معه قال العجاج تَقاعَس العِزُّ بِنا فاقْعَنْسَسا فَبَخَسَ الناسَ وأَعْيا البُخَّسَا أَي بَخَسَهم العِزُّ أَي ظلمهم حقوقَهم وتَقَعَّسَتِ الدابة ثبتت فلم تبرح مكانها وتَقَعْوَس الرجل عن الأَمر أَي تأَخَّر ولم يتَقدَّم فيه ومنه قول الكميت كما يَتَقاعَسِ الفَرَسُ الجَرُورُ وفي حديث الأُخْدُود فَتَقاعَسَتْ أَن تقع فيها وقوله صَدِيق لَرَسْمِ الأَشجَعِيِّين بَعْدَما كَسَتْني السِّنُونَ القُعْسُ شَيبَ المفارِقِ إِنما أَراد السِّنين الثابتة ومعنى ثباتها طُولها وقَعَسَ وتَقاعَس واقْعَنْسَسَ تأَخر ورجع إِلى خلف وفي الحديث أَنه مَدَّ يَده إِلى حذيفة فتَقاعَسَ عنه أَو تَقَعَّسَ أَي تأَخر قال الراجز بِئْسَ مُقامُ الشَّيْخ أَمْرِسْ أَمْرِسْ إِمَّا على قَعْوٍ وإِمَّا اقْعَنْسِسْ وإِنما لم يدغم هذا لأَنه ملحق باحْرَنْجَم يقول إِن استقَى ببكرة وقع حبلها في غير موضعه فيقال له أَمْرِسْ وإِن استقَى بغير بكرة ومَتَح أَوجعه ظهره فيقال له اقْعَنْسِسْ واجذب الدَّلْوَ قال أَبو عليّ نون افعنلل بابها إِذا وقعت في ذوات الأَربعة أَن تكون بين أَصلين نحو اخْرَنْطَمَ واحْرَنجَمَ واقْعَنْسَسَ ملحق بذلك فيجب أَن يحتذى به طريق ما أُلحق بمثاله فلتكن السين الأُولى أَصلاً كما أَن الطاء المقابلة لها من اخْرَنْطَمَ أَصل وإِذا كانت السين الأُولى من اقْعَنْسَسَ أَصلاً كانت الثانية الزائدة بلا ارتياب ولا شبهة واقْعَنْسَسَ البعير وغيره امتنع فلم يتبع وكل ممتنع مُقْعَنْسِس والمُقْعَنسِسُ الشديد وقيل المتأَخر وجمل مُقْعَنْسِسٌ يمتنع أَن يُقاد قال المبرد وكان سيبويه يقول في تصغير مُقْعَنْسِس مُقَيْعِس ومُقَيْعِيس قال وليس القياس ما قال لأَن السين ملحقة فالقياس قُعَيْسِس وقُعَيْسِيس حتى يكون مثل حُرَيْجِم وحُرَيْجِيم في تحقير مُحْرَنْجِم وعِزٌّ مُقْعَنْسِس عَزَّ أَن يُضام وكل مُدخلٍ رأْسَه في عنقه كالممتنع من الشيء مُقْعَنْسِس ومَقاعِس بفتح الميم جمع المُقْعَنْسِس بعد حذف الزيادات والنون والسين الأَخيرة وإِنما لم تحذف الميم وإِن كانت زائدة لأَنها دخلت لمعنى اسم الفاعل وأَنت في التعويض بالخيار والتعويضُ أَن تدخل ياءً ساكنة بين الحرفين اللذين بعد الأَلف تقول مَقاعِس وإِن شئت مَقاعِيس وإِنما يكون التعويض لازماً إِذا كانت الزيادة رابعة نحو قِنديل وقَناديل فقِسْ عليه والإِقْعاسُ الغنى والإِكثار وفرس أَقْعَسُ إِذا اطمأَنَّ صُلبه من صَهْوَتِه وارتفعت قَطاتُه ومن الإِبل التي مال رأْسها وعنقها نحو ظهرها ومنه قولهم ابنُ خَمْسٍ عَشاء خَلِفاتٍ قُعْس أَي مكثُ الهلال لخمس خَلَوْنَ من الشعر إِلى أَن يغيب مُكْثُ هذه الحوامل في عَشائها والقِنْعاسُ الناقة العظيمة الطويلة السَّنَمة وقيل الجمل قال جرير وابنُ اللَّبُون إِذا ما لُزَّ في قَرَنٍ لم يستطِع صَوْلَة البُزْلِ القَناعِيسِ وليلٌ أَقْعَس طويل كأَنه لا يبرح والقَعْسُ التراب المُنْتِن وقَعَسَ الشيءَ قَعْساً عطفه كقَعَشَه والقَوْعَسُ الغليظ العنُق الشديد الظهر من كل شيء وتَقَعْوَسَ الشيخ كَبِرَ كَتَقَعْوشَ والقَعْوَسُ الشيخ الكبير وتَقَعْوَسَ البيت انهدم والقَعْوَسُ الخفيف وقولهم هو أَهون من قُعَيْسٍ على عَمَّتِه قيل كان غلاماً من بني تميم وإِنَّ عَمَّتَه استعارت عَنْزاً من امرأَة فرهنتها قُعَيْساً ثم نحرت العنز وهَربت فضرب به المثل في الهوان وبعيرٌ أَقْعَسُ في رجليه قِصَر وفي حارِكِه انْصِباب وقال ان الأَعرابي الأَقْعَسُ الذي قد خرجت عجيزته وقال غيره هو المنكبُّ على صدره قال أَبو العباس والقول قول صاحبنا وأَنشد أَقْعَسُ أَبْدى في اسْتِه اسْتِيخارُ وفي الحديث حتى تأْتي فَتَيات قُعْساً القَعَس نُتُوُّ الصدر خلقة والرجل أَقْعَس والمرأة قَعْساء والجمع قُعْس وقَعْسان موضع والأَقْعسُ جبَل وقُعَيسِسٌ وقُعَيْسٌ اسمان ومُقاعِس قببيلة وبنو مُقاعِس بَطْن من بني سعد سمي مُقاعسِاً لأَنه تَقاعَس عن حِلْف كان بين قومه واسمه الحرث وقيل إِنما سمي مُقاعِساً يوم الكُلاب لأَنهم لمّا التَقَوْا همْ وبنو الحرث بن كعب تنادى أُولئك يا لَلْحرث وتنادى هؤلاء يا لَلْحرث فاشتبه الشِّعاران لقالوا يا لَمُقاعِس قال الجوهري ومُقاعِس أَبو حي من تميم وهو لقب واسمه الحرث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وعمرو ابن قِعاس من شعرائهم أَبو عبيدة الأَقْعَسان هما أَقْعَسُ ومُقاعِس ابنا ضَمْرَة بن ضَمْرة من بني مجاشع والأَقْعَسان الأَقْعَسُ وهُبَيْرة ابنا ضَمْضَم

( قعمس ) القُعْمُوس الجُعْمُوس وقَعْمَس الرجل أَبْدى بمرَّة ووضع بمرَّة

( قعنس ) الأَصمعي المُقْعَنْسِسُ الشديد وهو المتأَخر أَيضاً قال ابن دريد رجل مُقْعَنْسِسٌ إِذا امتنع أَن يُضام أَبو عمرو القَعْنَسة أَن يرفع الرجل رأْسه وصدره قال الجعدي إِذا جاءَ ذو خُرْجَين منهم مُقَعْنِساً من الشام فاعلم أَنَّه شَرُّ قافِل اللحياني القَعانِيسُ الشدائد من الأُمور

( قفس ) قَفَس الشيءَ يَقْفِسُه قَفْساً أَخذه أَخذ انتزاع وغضب اللحياني قَفَس فلان فلاناً يَقْفِسُه قَفْساً إِذا جَذَبه بشعره سُفْلاً ويقال تركتهما يَتَقافَسان بشعُورهما والقَفْساء المَعِدَة عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَلْقَيت في قَفْسائه ما شَغَلَهْ قال ثعلب معناه أَطعَمَه حتى شبِع والقَفْساء الأَمَة اللَّئيمة الرَّديئة ولا تنعت الحُرَّة بها ابن شميل امرأَة قَفْساء وقَفاسِ وعبدٌ أَقْفَس إِذا كانا لئِيمَيْن والأَقْفَس من الرجال المُقْرِف ابن الأَمَة وقَفَسَ الرجل قُفُوساً مات وكذلك فَقَس وهما لغتان وكذلك طَفَس وفَطَسَ إِذا مات والقُفْسُ جِيل يكون بِكِرْمان في جِبالها كالأَكْراد وأَنشد وكم قَطَعْنا من عَدُوّ شُرْسِ زُطٍّ وأَكْرادٍ وقُفْسٍ قُفْسِ وهو بالصاد أَيضاً وهي مضارعة

( ققس ) جاء في الحديث في مصنَّف ابن أَبي شيبة أَن جابر ابن سَمُرة قال رأَيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في جنازة أَبي الدِّحْداحَة وهو راكب على فرس وهو يَتَقَوْقَس به ونحن حَوْلَه فسَّره أَصحاب الحديث أَنه ضرْب من عَدْو الخيل والمُقَوْقِس صاح الإِسكندرية الذي راسَل النبي صلى اللَّه عليه وسلم وأَهْدى إِليه وفُتِحت مصرُ عليه في خلافة عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه وهو منه قال ولم يذكر أَحد من أَهل اللغة هذه الكلمة فيما انتهى إِلينا واللَّه أَعلم

( قلس ) القَلْسُ أَن يبلغ الطعام إِلى الحَلْق ملْءَ الحلق أَو دونه ثم يرجع إِلى الجوف وقيل هو القَيء وقيل هو القذف بالطعام وغيره وقيل هو ما يخرج إِلى الفم من الطعام والشراب والجمع أَقلاس قال رؤبة إِن كُنْت من دائِك ذا أَقْلاسِ فاسْتَسْقِيَنْ بِثَمر القَسْقاسِ الليث القَلْس ما خرج من الحلف مِلْءَ الفم أَو دونه وليس بِقيء فإِذا غلَب فهو القَيْءُ ويقال قَلَسَ الرجل يَقْلِسُ قَلْساً وهو خروج القَلْس من حلقه أَبو زيد قَلَس الرجل قَلْساً وهو ما خرج من البطن من الطعام أَو الشراب إِلى الفم أَعاده صاحبُه أَو أَلقاه وهو قالس وفي الحديث من قاء أَو قَلَس فليتوضأْ القَلَس بالتحريك وقيل بالسكون من ذلك وقد قَلَس يَقْلِسُ قَلْساً وقَلَساناً فهو قالس وقَلَسَت الكأْس إِذا قذفت بالشراب لشدَّة الامتلاء قال أَبو الجراح في أَبي الحسن الكسائي أَبا حَسَنٍ ما زُرْتُكم منذُ سَنْبَةٍ من الدهر إِلا والزُّجاجةُ تَقْلِسُ كَرِيم إِلى جَنْبِ الخِوانِ وزَوْرُه يُحَيَّا بأَهلاً مَرْحباً ثم يَجْلِسُ وقَلَسَ الإِناءُ يَقْلِسُ إِذا فاضَ وقال عمر بن لجإِ وامْتَلأَ الصَّمَّان ماءً قَلْسا يَمْعَسْن بالماء الجِواءَ مَعْسَا وقَلَسَ السَّحابُ قَلْساً وهو مثل القَلْسِ الأَول والسَّحابة تَقْلِسُ الندى إِذا رمت به من غير مطر شديد وأَنشد نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْة العِهادُ القَوالِسُ ابن الأَعرابي القَلْسُ الشرب الكثير من النبيذ والقَلْس الغِناء الجيِّد والقَلْسُ الرقص في غناء وقَلَسَتِ النحلُ العسلَ تَقْلِسُه قَلْساً مجَّتْه والقَليس العسل والقَليس أَيضاً النحل قال الأَفوه من دُونها الطَّير ومن فَوْقِها هَفاهِفُ الرِّيح كَجُثِّ القَليس والقَلْس والتَّقْلِيس الضرب بالدُّفِّ والغِناءُ والمُقَلِّس الذي يلعب بين يدي الأَمير إِذا قدم المصر قال الكميت يصف دُبّاً أَو ثور وحش فَرْدٌ تُغَنِّيه ذِبَّانُ الرِّياضِ كما غَنَّى المُقَلِّسُ بِطريقاً بأَسْوارِ أَراد مع أَسْوار وقال أَبو الجَرَّاح التَّقْلِيسُ استقبال الوُلاة عند قدومهم بأَصناف اللَّهْو قال الكميت يصف ثوراً طعَن في الكلاب فتبعه الذُّباب لِمَا في قَرنِه من الدم ثم اسْتَمَرَّ تُغَنِّيه الذُّباب كما غَنَّى المُقَلِّسُ بِطْرِيقاً بِمزْمارِ
( * رواية بيت الكميت هنا تختلف عن روايته السابقة في الحقل نفسه )
وقال الشاعر ضَرْب المُقَلِّس جَنْبَ الدُّفِّ للعَجَم ومنه حديث عمر رضي اللَّه عنه لما قدم الشأْم لقيه المُقَلِّسون بالسيوف والرَّيْحان والقَلْس حَبْل ضخم من لِيفٍ أَو خُوص قال ابن دريد لا أَدري ما صحته وقيل هو حبل غليظ من حبال السفُن والتَّقْليس ضَرْب اليدين على الصدر خضوعاً والتَّقْليس السجود وفي الحديث لما رَأَوْهُ قَلَّسُوا له التَّقْليس التَّكْفير وهو وضع اليدين على الصدر والانحناءُ خضوعاً واستكانة أَحمد ابن الحريش التَّقْليس هو رفع الصوت بالدعاء والقِراءة والغناء وفي الحديث ذكْر قالِسٍ بكسر اللام موضع أَقْطعه النبي صلى اللَّه عليه وسلم له ذكر في حديث عَمرو بن حزم والقُلَّيْسُ بالتشديد مثال القُبَّيْطِ بِيعَة للحَبَش كانت بصَنْعاء بناها أَبْرَهة وهدمتها حِمير وفي التهذيب القُلَّيسة بِيعة كانت بصَنْعاء للحَبَشة الليث التَّقْليس وضع اليدين على الصدر خضوعاً كما تفعل النصارى قَبْل أَن تَكْفُر أَي قبل أَن تسجُد قال وجاء في خبر لمَّا رأَوه قَلَّسوا ثم كَفَرُوا أَي سجدوا والقَلْسُوَة والقَلْساة والقَلَنْسُوة والقُلَنْسِيَة والقَلَنْسَاة والقلْنِيسَةُ من ملابس الرُّؤوس معروف والواو في قلَنْسُوة للزيادة غير الإِلحاق وغير المعنى أَما الإِلحاق فليس في الأَسماء مثل فَعَلُّلَة وأَما المعنى فليس في قلنسوة أَكثر مما في قَلْساة وجمع القَلَنْسُوة والقُلَنْسِيَة والقَلَنْساة قَلانِسُ وقَلاسٍ وقَلَنْسٍ قال لا مَهلَ حتى تَلْحَقِي بعَنْسِ أَهل الرِّياطِ البِيضِ والقَلَنْسِي وقَلَنْسَى وكذلك روى ثعلب هذا البيت للعجير السلولي إِذا ما القَلَنْسَى والعمائم أُجْلِهَتْ ففِيهنَّ عن صلع الرجال حُسُورُ قال وكلاهما من باب طَلْحة وطَلْح وسَرحة وسَرْحٍ قوله أَُجْلِهَتْ نُزِعَت عن الجَلْهَة والجَلْهَةُ الذي انحسر الشعر منه عن الرأْس
( * قوله « انحسر الشعر منه عن الرأس » لعله انحسر الشعر عنه من مقدم الرأس ) وهو أَكثر من الجَلَح والضمير في قوله فيهنَّ يعود على نساء يقول إِن القَلاسِي والعمائم إِذا نُزِعَت عن رؤوس الرجال فبدا صلعهم ففي النساء عنهم حُسُور أَي فُتور وقد قَلْسَيْتُه فَتَقَلْسَى وتَقَلْنَسَ وتَقَلَّسَ أَي أَلبسته القَلَنْسوة فلَبِسها قال وقد حُدَّ فقيل إِذا فتحت القاف ضممت السين وإِن ضممت القاف كسرت السين وقلبت الواو ياء فإِذا جمعت أَو صغَّرت فأَنت بالخيار لأَن فيه زيادتين الواو والنون فإِن شئت حذفت الواو فقلت قلانس وإِن شئت حذفت النون فقلت قلاسٍ وإِنما حذفت الواو لاجتماع الساكنين وإِن شئت عوَّضت فيهما وقلت قَلانيس وقَلاسِيُّ الجوهري وتقول في التصغير قُلَيْنسة وإِن شئت قُلَيْسَة ولك أَن تعوِّض فيهما فتقول قُلَيْنِيسة وقُلَيسِيَّة بتشديد الياء الأَخيرة وإِن جَمعت القَلَنْسُوَة بحذف الهاء قلت قَلَنْس وأَصله قَلَنْسُوٌ إِلا أَنك رفضت الواو لأَنه ليس في الأَسماء اسم آخره حرف علة وقبلها ضَمَّه فإِذا أَدّى إِلى ذلك قياس وجب أَن يُرفض ويُبدل من الضمة كسرة فيصير آخر الاسم ياء مكسوراً ما قبلها وذلك يوجب كونه بمنزلة قاضٍ وغازٍ في التنوين وكذلك القول في أَحْقٍ وأَدْلٍ جمع حِقْوٍ ودَلْوٍ وأَشباه ذلك فقِس عليه وقد قَلْسَيْتُه فتَقَلْسَى قال ابن سيده وأَما جمع القُلَنْسِيَة فَقَلاسٍ قال وعندي أَن القُلَنْسِيَة ليست بلغة كما اعتدَّها أَبو عبيد إِنما هي تصغير أَحد هذه الأَشياء وجمع القَلْساة قَلاسٍ لا غير قال ولم نسمع فيها قَلْسَى كَعَلْقَى والقَلاَّس صانِعها وقد تَقَلْنَسَ وتَقَلْسَى أَقَرُّوا النون وإِن كانت زائدة وأَقرُّوا أَيضاً الواو حتى قَلبوها ياء وقَلْسَى الرجلَ أَلبسه إِياها عن السيرافي والتقليسُ لُبْسُ القَلَنْسُوَة
( * قوله « والتقليس لبس القلنسوة » هكذا بالأصل ولعل الظاهر والتقلس لبس إلخ أَو والتقليس إِلباس القلنسوة )
وبحرٌ قَلاَّسٌ أَي يقذف بالزَّبَدِ

( قلحس ) القِلْحاس القبيح وفي التهذيب القِلْحَاس من الرجال السَّمْج القبيح

( قلمس ) القَلَمَّسُ البحرُ وأَنشد فَصَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما وبحر قَلَمَّسٌ بتشديد الميم أَي زاخر قال واللام زائدة والقَلَمَّسُ أَيضاً السيد العظيم والقَلَمَّسُ البئر الكثيرة الماء من الرَّكابا كالقَلَنْبَس يقال إِنها لقَلَمَّسَة الماء أَي كثيرة الماء لا تَنزَح ورجل قَلَمَّسٌ إِذا كان كثير الخير والعطيَّة ورجل قَلَمَّسٌ واسع الخلق
( * قوله « واسع الخلق » في شرح القاموس واسع الحلق ) والقَلَمَّسُ الداهية من الرجال وقيل القَلَمَّسُ الرجل الداهية المنكَرُ البعيدُ الغَوْرِ والقَلَمَّسُ الكِنانيُّ أَحدُ نَسَأَةِ الشهور على العرب في الجاهلية فأَبطل اللَّه النَّسيءَ بقوله إِنما النَّسيءُ زيادة في الكفر

( قلنس ) قَلْنَسَ الشيءَ غَطَّاه وسَتَرَه والقَلْنَسَة أَن يجمع الرجلُ يديه في صدره ويَقوم كالمُتَذَلِّل والقُلَنْسِيَة جمعها قَلاسِيُّ وقد تقدم القول فيها في قلس مستوفًى

( قلنبس ) بئر قَلَنْبَسٌ كثير الماء عن كراع

( قلهبس ) القَلَهْبَسُ المُسِنُّ من الحُمُرِ الوحشية الأَزهري القَلَهْبَسَة من حُمُر الوحش المُسِنَّة

( قلهمس ) القَلَهْمَس القصير

( قمس ) قَمَسَ في الماء يَقْمُِسُ قُمُوساً انغطَّ ثم ارتفع وقَمَسَه هو فانقمس أَي غَمَسَه فيه فانغمس يتعدّى ولا يتعدّى وكلُّ شيء ينْغَطّ في الماء ثم يرتفع فقد قَمَسَ وكذلك القِنان والإِكام إِذا اضطرب السَّراب حولها قَمَسَت أَي بدَتْ بعدما تخفّى وفيه لغة أُخرى أَقْمَسْته في الماء بالأَلف وقَمَسَت الإِكامُ في السَّراب إِذا ارتفعت فرَأَيْتَها كأَنها تطفو قال ابن مقبل حتى اسْتَتَبْت الهُدَى والبيد هاجِمةٌ يَقْمُسنَ في الآلِ غُلْفاً أَو يُصَلِّينا والولدُ إِذا اضطرب في سُخْد السَّلَى قيل قَمَسَ قال رؤبة وقامِسٍ في آلهِ مُكَفَّنِ يَنْزُونَ نَزْو اللاعبينَ الزُّفَّنِ وقال شَمِر قَمَسَ الرجل في الماء إِذا غاب فيه وقَمَسَت الدَّلْوُ في الماء إِذا غابت فيه وانْقَمَسَ في الرَّكِيَّة إِذا وثَبَ فيها وقَمَسْتُ به في البئر أَي رَمَيْت وفي الحديث أَنه رجَمَ رجلاً ثم صلى عليه وقال إِنه الآن لَيَنْقَمِسُ في رِياضِ الجنة وروي في أَنهار الجنة من قَمَسَه في الماء فانقمَسَ ويروى بالصاد وهو بمعناه وفي حديث وفْد مَذْحِج في مَفازة تُضْحِي أَعلامُها قامِساً ويُمْسي سَرابُها طامساً أَي تَبْدو جبالُها للعين ثم تغيب وأَراد كلَّ عَلَم من أَعلامها فلذلك أَفرد الوصف ولم يجمعُه قال الزمخشري ذكر سيبويه أَن أَفعالاً يكون للواحد وأَن بعض العرب يقول هو الأَنْعام واستشهد بقوله تعالى وإِنَّ لكم في الأَنعام لعِبرة نُسقِيكم مما في بطونه وعليه جاء وله تُضْحِي أَعلامُها قامِساً وهو ههنا فاعل بمعنى مفعول وفلانٌ يقامس في سِرّه
( * قوله « وفلان يقامس في سره إلخ » عبارة شرح القاموس وفلان يقمس في سربه إذا كان يختفي مرة ويظهر مرة ) إِذا كان يَحْنَق مرة ويظهر مرة ويقال للرجل إِذا ناظَر أَو خاصم قِرْناً إِنما يُقامِس حُوتاً قال مالك بن المتنخل الهذلي ولكنَّما حُوتاً بِدُجْنَى أُقامِسُ دُجْنَى موضع وقيل إِنما يقال ذلك إِذا ناظَر مَن هو أَعلم منه وقامَسْتُه فَقَمَسْته وقَمَسَ الولدُ في بطن أُمِّه اضطرب والقامِس الغَوَّاص قال أَبو ذؤيب كأَنَّ ابنةَ السَهْمِيِّ دَرَّة قامسٍ لها بعد تَقْطِيعِ النُّبُوح وهِيجُ
( * قوله « بعد تقطيع النبوح » هكذا في الأصل المعوّل عليه هنا وفيه في مادة وهج بعد تقطيع الثبوج )
وكذلك القَمَّاس والقَمْس الغَوْص والتقميسُ أَن يُرْوِي الرجل إِبلَه والتَغْمِيسُ بالغين أَن يسقِيها دون الرِّيِّ وقد تقدم وأَقْمَس الكوكبُ وانقمس انحطَّ في المغرب قال ذو الرمّة يذكر مَطراً عند سقوط الثُّرَيَّا أَصابَ الأَرضَ مُنْقَمَسُ الثريا بِساحِيةٍ وأَتْبَعَها طِلالا وإِنما خَّص الثريا لأَنه زعم أَن العرب تقول ليس شيء من الأَنْواء أَغْزَر من نَوْء الثريا أَراد أَن المطر كان عند نَوء الثريا وهو مُنْقَمَسها لغَزَارة ذلك المطر والقاموس والقَومَس قعر البحر وقيل وسَطه ومُعظمه وفي حديث ابن عباس وسُئل عن المَدّ والجَزْر قال مَلَك موكَّل بقاموس البحر كلما وضَع رجلَه فيه فاضَ وإِذا رفعها غاضَ أَي زاد ونقَس وهو فاعُولٌ من القَمْس وفي الحديث أَيضاً قال قولاً بلغ به قاموس البحر أَي قَعْرَه الأَقصى وقيل وسَطه ومُعظمه قال أَبو عبيد القاموس أَبعد موضع غَوْراً في البحر قال وأَصل القَمْس الغَوْس والقَوْمَسُ الملِك الشريف والقَوْمَسُ السيد وهو القُمَّسُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد وعَلِمْتُ أَني قد مُنِيتُ بِنَيْطَلٍ إِذ قيل كان من ال دَوْفَنَ قُمَّسُ والجمع قَمامِس وقَمامِسَة أَدخلوا الهاء لتأْنيث الجمع وقُومِس موضع قال أَحد الخوارج ما زالت الأَقدارُ حتى قَذَفَْني بقُومِسَ بين الفَرَّجان وصُول
( * قوله « بين الفرجان » هكذا في الأصل مشدد الراء وعليه يستقيم وزن البيت ولكن اسم الموضع بإسكان الراء كما في معجم ياقوت والقاموس وكذا للمؤلف في مادة فرج )
وقامِس لغة في قاسِم

( قملس ) القَمَلَّس الداهية كالقَلَمَّس

( قنس ) القَنْسُ والقِنْس الأَصل قال العجاج وحاصِنٍ من حاصنات مُلْسِ من الأَذَى ومِن قِرافِ الوَقْسِ في قَنْسِ مَجْدٍ فات كل قَنْسِ وروي فَوْق كلِّ قَنْسِ وحاصِن بمعنى حَصان أَي هي من نساء عفِيفات مُلْسٍ من العيب أَي ليس فيهنَّ عيب والقِراف المُداناة والوقْس هنا الفجور قال ابن سيده وهذا أَحد ما صحفه أَو عبيد فقال القَبْس بالباء ويقال إِنه لكريم القِنَسْ الليث القَنْس تُسميه الفُرْس الراسَن وجيءَ به من قِنْسِك أَي من حيث كان وقَوْنَسُ الفَرَس ما بين أُذُنَيْه وقيل عظم ناتئ بين أُذنيه وقيل مقدّم رأْسه قال الشاعر اضْرِبَ عنك الهُمومَ طارِقَها ضَرْبَك بالسَّوْط قَوْنَس الفَرس أَراد اضْرِبَنْ فحذف النون قال ابن بري البيت لطرفة ويقال إِنه مصنوعٌ عليه وأَراد اضْرِبَنْ بنون التأْكيد الخفيفة فحذفها للضرورة وهذا من الشاذ لأَن نون التأْكيد الخفيفة لا تحذف إِلا إِذا لقيها ساكن كقول الآخر لا تُهينَ الفقير عَلَّك أَنْ تَخْضَع يوماً والدهرُ قد رَفَعهْ أَراد لا تُهينَنْ وحذفُها ههنا قياس ليس فيه شذوذ وفي شعر العباس بن مرداس من ذلك واضْرِبَ مِنَّا بالسيوف القَوانِسا وقَوْنَسُ المرأَة مقدَّم رأْسها وقَوْنَسُ البَيْضة من السلاح مقدَّمها وقيل أَعلاها قال حُسَيل ابن سُحَيح الضَّبي
( * قوله « ابن سحيح » كذا بالأصل )
وأَرْهَبْت أُولى القومِ حتى تَنَهْنَهُوا كما ذُدْت يومَ الوِرْدِ هِيماً خَوامسا بِمُطَّرِدٍ لَدْنٍ صِحاحٍ كُعوبُه وذي رَوْنَقٍ عَضْبِ يَقُدُّ القَوانسا أَرْهَبت خَوَّفت وأُولى القوم جماعتهم المتقدِّمة وتَنَهْنَهوا ازْدَجَرُوا ورجعوا وقوله كما ذُدْت يوم الوِرد أَي رَدَدْناهم عن قِتالنا أَشدَّ الرد كما تُذادُ الإِبل الخَوامِس عن الماء لأَنها تتَقَحَّم على الماء لشدة عطشها فتضْرَب يريد بذلك غرائب الإِبل والهِيمُ العِطاش الواحد أَهْيَم وهَيْماء والعَضْب القاطع والقَوْنَس أَعلى البيضة من الحديد الأَصمعي القَوْنَس مقدّم البيضة قال وإِنما قالوا قَونَس الفَرَس لمقدّم رأْسه النضر القَوْنَس في البيضة سُنْبُكُها الذي فوق جُمْجُمَتها وهي الحديدة الطويلة في أَعلاها والجمجمة ظهر البيضة والبيضة التي لا جمجمة لها يقال لها المُوَأَّمَة ابن الأَعرابي القَنَسُ الطُّلَعاء وهي القيءُ القليل فأَما قول الأَفوه
( * قوله « فأَما قول الأفوه إلخ » هكذا في الأَصل وسقط منه جواب أَما )
أَبْلِغْ بَني أَوْدٍ فقد أَحسَنوا أَمْسِ بِضَرْبِ الهامِ تحت القْنُوسْ

( قنبس ) قَنْبَسُ اسمٌ

( قندس ) ابن الأَعرابي قَنْدَسَ الرجلُ إِذا تاب بعد مَعصية وقيل قَنْدَسَ إِذا تَعَمَّد معصية أَبو عمر قَنْدَس فلان في الأَرض قَنْدَسَة إِذا ذهب على وجهه سارياً في الأَرض وأَنشد وقَنْدَسْتَ في الأَرض العَريضة تَبْتَغِي بها مَلَسى فكنت شَرَّ مُقَنْدِسِ

( قنرس ) القِنْراسُ الطُّفَيْليّ عن كراع وقد نفى سيبويه أَن يكون في الكلام مثل قِنْرٍ وعَنْل

( قنطرس ) القَنْطَريسُ الناقة الضخمة الشديدة

( قنعس ) ناقة قِنْعاسٌ طويلة عظيمة سَنِمَةٌ وكذلك الجمل وقيل القِنْعاس الجمل الضخم العظيم وهو من صفات الذُّكور عند أَبي عبيد ورجل قِنْعاس شديد مَنيع قال جرير وابنُ اللَّبون إِذا ما لُزَّ في قَرَنٍ لم يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيس ورجل قُناعِس بالضمِّ أَي عظيم الخلْق والجمع القَناعِس بالفتح

( قهس ) القَهْوَسة مشْيَة فيها سُرْعة وجاء يَتَقَهْوَسُ إِذا جاء مُنْحَنِياً يَضطرب وقَهْوَسٌ اسم ورجل قَهْوَس طويل ضخم مثل السَّهْوَق والسَّوْهَق قال شَمِر الأَلفاظ الثلاثة بمعنى واحد في الطُّول والضِّخَم والكلمة واحدة إِلا أَنها قدمت وأُخِّرت كما قالوا عُقاب عَبَنْقاةٌ وعَقَنْباة وبَعَنْقاة

( قهبس ) القَهْبَسة الأَتان الغليظة وليس بثبَت

( قهبلس ) القَهْبَلِس الضخمة من النساء والقَهْبَلِس الكَمَرَة وقد توصف به قال فَيْشَلَة قَهْبَلِس كُباس والقَهْبَلِس مثال الجَحْمَرِش الذَّكَر والقَهْبَلِس القملة الصغيرة ابن الأَعرابي يقال للقملة الصغيرة الهُنْبُغ والهُنْبوغ والقَهْبَلِس والقَهْبَلِس الأَبيض الذي تعلوه كُدْرة

( قوس ) القَوْس معروفة عجمية وعربية الجوهري القَوْس يذكَّر ويؤنَّث فمن أَنَّث قال في تصغيرها قُوَيْسَة ومن ذكَّر قال قُوَيْس وقي المثل هو من خير قُوَيْس سَهْماً ابن سيده القَوْس التي يُرْمى عنها أُنثى وتصغيرها قُوَيْس بغير هاء شذَّت عن القياس ولها نظائر قد حكاها سيبويه والجمع أَقْوُسٌ وأَقْواس وأَقْياس على المُعاقبة حكاها يعقوب وقِياس وقِسِيٌّ وقُسِيٌّ كلاهما على القلْب عن قُوُوس وإِن كان قُوُوس لم يستعمل استغَنوْا بقِسِيٍّ عنه فلم يأْتِ إِلا مقلوباً وقِسْي قال ابن جني وفيه صَنعة
( * قوله « وفيه صنعة » هذا لقظ الأصل ) قال أبو عبيد جمع القَوْس قياس قال القُلاخُ بن حَزْن ووَتَّرَ الأَساوِرُ القِياسا صُغْدِيَّةً تَنتزِعُ الأَنْفاسا الأَساوِرٌ جمع أَسوار وهو المقدَّم من أَساوِرة الفُرْس والصُّغْد جِيل من العجم ويقال إِنه اسم بلد وقولهم في جمع القَوْس قِياس أَقْيَس من قول من يقول قُسيّ لأَن أَصلها قَوْس فالواوُ منها قبل السين وإِنما حوِّلت الواو ياء لكسرة ما قبلها فإِذا قلت في جمع القَوْس قِسِيّ أَخرت الواو بعد السين قال فالقِياس جَمْعَ القَوْس أَحسن من القِسِيّ وقال الأَصمعي من القِياس الفَجَّاء الجوهري وكان أَصل قِسيّ قُووس لأَنه فُعُول إِلا أَنهم قدَّموا اللام وصيَّروه قِسُوٌّ على فُلُوع ثم قلبوا الواو ياء وكسروا القاف كما كَسَروا عين عِصِيّ فصارت قِسِيّ على فِليعٍ كانت من ذوات الثلاثة فصارت من ذوات الأَربعة وإِذا نسبت إِليها قلت قُسَوِيّ لأَنها فُلُوع مغيّر من فُعُول فتردها إِلى الأَصل وربما سمُّوا الذراع قَوساً ورجل مُتَقَوِّسٌ قَوْسَه أَي معه قَوْس والمِقْوَسُ بالكسر وعاء القَوْس ابن سيده وقاوسَني فَقُسته عن اللحياني لم يَزِدْ على ذلك قال وأَراه أَراد حاسَنَني بقَوْسِه فكنت أَحسن قوساً منه كما تقول كارَمَني فَكَرَمْتُه وشاعَرَني فشعَرْتُه وفاخَرَني فَفَخَرْتُه إِلا أَن مثل هذا إِنما هو في الأَعراض نحو الكَرَم والفَخْر وهو في الجواهر كالقَوْس ونحوها قليل قال وقد عَمِلَ سيبويه في هذا باباً فلم يذكر فيه شيئاً من الجواهر وقَوْس قَزَحَ الخط المُنْعطف في السماء على شكل القَوْس ولا يفصل من الإِضافة وقيل إِنما هو قوس اللَّه لأَن قُزَح اسم شيطان وقَوْس الرجل ما انحنى من ظهره هذه عن ابن الأعرابي قال أَراه على التشبيه وتَقَوَّس قَوْسَه احتملها وتَقَوَّس الشيءُ واسْتَقْوَس انعطف ورجل أَقْوَسُ ومُتَقَوِّس ومُقَوِّس منعطِف قال الراجز مُقَوِّساً قد ذَرِئَتْ مَجالِيهْ واستعاره بعض الرجَّاز لليوم فقال إِني إِذا وجْه الشَّريب نكّسا وآضَ يومُ الوِرْد أَجْناً أَقْوَسا أُوصِي بأُولى إِبلي أَن تُحْبَسا وشيخٌ أَقْوَس مُنْحَني الظهر وقد قَوَّسَ الشيخُ تَقْويساً أَي انحنى واسْتَقْوَس مثله وتَقَوَّس ظهره قال امرُؤ القيس أَراهُنَّ لا يُحْبِبْنَ مَنْ قَلَّ مالُه ولا مَنْ رأَيْنَ الشَّيْبَ فيه وقَوَّسا وحاجب مُقَوِّس على التشبيه بالقَوْس وحاجب مُسْتَقْوِس ونُؤْيٌّ مُسْتَقْوِس إِذا صار مثل القَوْس ونحو ذلك مما ينعطف انعطاف القَوْس قال ذو الرمة ومُسْتَقْوِس قد ثَلَّمَ السَّيْلُ جُدْرَهُ شَبيه بأَعضادِ الخَبيطِ المُهَدَّمِ ورجل قَوَّاس وقَيَّاس للذي يَبْري القِياس قال وهذا على المُعاقبة والقَوْسُ القليل من التمر يبقى في أَسفل الجُلَّةِ مؤنث أَيضاً وقيل الكُتْلة من التمر والجمع كالجمع يقال ما بقي إِلا قَوْس في أَسفلها ويروى عن عمرو بن معد يكرب أَنه قال تضيَّفْت خالد بن الوليد وفي رواية تضيَّفْت بني فلان فأَتَوْني بثَوْر وقَوْس وكَعْب فالقوس الشيء من التمر يبقى في أَسفل الجُلَّة والكعْب الشيء المجموع من السمن يبقى في النِّحْيِ والثور القطعة من الأَقِط وفي حديث وفْد عبد القَيْس قالوا لرجُل منهم أَطعِمْنا من بقية القَوْس الذي في نَوْطِك وقَوْسى اسم موضع والقُوسُ بضم القاف رأْس الصَّوْمعة وقيل هو موضع الراهب وقيل صَوْمَعة الراهبْ وقيل هو الراهب بعينه قال جرير وذكر امرأَة لا وَصْلَ إِذ صرفتْ هندٌ ولو وقَفَتْ لاسْتَفْتَنَتْني وذا المِسْحَيْن في القُوسِ قد كنتِ تِرْباً لنا يا هندُ فاعْتبِري ماذا يَريبُك من شَيْبي وتَقْويسي ؟ أَي قد كنتِ تِرْباً من أَتْرابي وشبتِ كما شِبْتُ فما بالُك يَريبُك شيبي ولا يَريبُني شيبك ؟ ابن الأَعرابي القُوس بيت الصائد والقُوسُ أَيضاً زَجر الكلب إِذا خَسَأْته قلت له قُوسْ قُوسْ قال فإِذا دعوته قلت له قُسْ قُسْ وقَوْقَسَ إِذا أَشلى الكلب والقَوِسُ الزمان الصعب يقال زمان أَقْوَس وقَوِس وقُوسِيّ إِذا كان صعباً والأَقْوَسُ من الرمل المشْرِفُ كالإِطارِ قال الراجز أَثْنى ثِناءً من بَعيد المَحْدِسِ مشهُورة تَجْتاز جَوْزَ الأَقْوَسِ أَي تقطع وسط الرمل وجَوْزُ كل شيء وسَطه والقَوْسُ بُرْجٌ في السماء وقِسْتُ الشيء بغيره وعلى غيره أَقِيسُ قَيْساً وقِياساً فانقاس إِذا قدَّرته على مثاله وفيه لغة أُخْرى قُسْتُه أَقُوسُه قَوْساً وقِياساً ولا تقل أَقَسْته والمِقْدار مِقْياس ابن سيده قُسْتُ الشيءَ قِسْتُه وأَهل المدينة يقولون لا يجوز هذا قي القَوْس يريدون القياس وقايَسْت بين الأَمرين مُقايَسة وقياساً ويقال قايَسْت فلاناً إِذا جارَيْتَه في القِياس وهو يَقْتاسُ الشيء بغيره أَي يَقِيسُه به ويَقْتاس بأَبيه اقْتِياساً أَي يسْلك سبيله ويَقتدي به والمِقْوَس الحَبْل الذي تُصَفُّ عليه الخيل عند السِّباق وجمعه مَقاوِس ويقال المِقْبَصُ أَيضاً قال أَبو العيال الهذلي إِنَّ البلاءَ لَدى المَقاوِس مُخْرِجٌ ما كان من غَيْبٍ ورَجْمٍ ظُنُون قال ابن الأَعرابي الفرَس يَجْري بِعتْقِه وعِرْقه فإِذا وُضع في المِقْوَس جرى بِجِدِّ صاحبه الليث قام فلان على مِقْوَس أَي على حِفاظ ولَيْل أَقْوَس شديد الظلمة عن ثعلب أَنشد ابن الأعرابي يكون من لَيْلي ولَيْلِ كَهْمَسِ ولَيْلِ سَلْمان الغَسِيّ الأَقْوَسِ واللاَّمِعات بالنُّشُوعِ النُّوَّسِ وقَوَّسَت السحابة تَفَجَّرت عنه أَيضاً وأَنشد سَلَبْتُ حُمَيَّاها فعادَتْ لنَجْرِها وآلَتْ كَمُزْنٍ قَوَّسَتْ بعُيونِ أَي تفجَّرت بعيون من المطَر وروى المنذر عن أَبي الهيثم أَنه قال يقال إِن الأَرنب قالت لا يَدَّريني إِلا الأَجْنى الأَقْوَسُ الذي يَبْدُرُني ولا ييأَس قوله لا يَدَّريني أَي لا يَخْتِلُني والأَجْنى الأَقْوَس المُمارس الداهية من الرجال يقال إِنه لأَجْنى أَقْوَس إِذا كان كذلك وبعضهم يقول أَحْوى أَقْوَس يريدون بالأَحْوى الأَلْوَى وحَوَيْتُ ولَوَيْتُ واحد وأَنشد ولا يزال وهو أَجْنى أَقْوَسُ يأْكل أَو يَحْسو دَماً ويَلْحَسُ

( قيس ) : قاسَ الشيء يَقيسُه قَيْساً و قياساً و اقْتاسه و قَيَّسه إِذا قدَّره على مثاله قال : فهنَّ بالأَيْدي مُقَيِّساتُهْ مُقَدَّرات ومُخْيّطاتُهْ و المِقياس : المِقدار . وقاسَ الشيء يَقوسُه قَوْساً : لغة في قاسَه يَقِيسه . ويقال : قِسْته و قُسْته أَقُوسُه قَوْساً و قِياساً ولا يقال أَقَسْته بالألف . و المِقْياس : ما قِيسَ به . و القِيسُ و القاسُ : القَدْر يقال : قِيسُ رُمْحٍ وقاسُه . الليث : المُقايَسة مُفاعَلَة من القياس . ويقال : هذه خَشَبةٌ قِيسُ أُصبع أَي قدر أُصبع . ويقال : قَايَسْت بين شيئين إِذا قادَرْت بينهما و قاس الطبيبُ قَعْرَ الجراحة قَيساً وأَنشد إِذا قاسَها الآسِي النِّطاسِيُّ أَدْبَرَتْ غَثِيثَتْها وازداد وَهْياً هُزُومُها وفي حديث الشعبي : أَنه قَضى بشهادة القائس مع يمين المَشْجوج أَي الذي يَقيس الشَّجَّة ويتعرَّف غَوْرها بالمِيل الذي يُدخله فيها ليعتبرَها وبينهما قِيس رُمْح و قاسُ رمح أَي قدر رُمح . وفي الحديث : ليس ما بين فرعَوْن من الفراعنة وفرعون هذه الأُمة قِيسُ شِبرٍ أَي قدرُ شِبرٍ القِيسُ والقِيدُ سواء . و تقايس القوم : ذكروا مآرِبَهُم وقايَسَهُم إِليه : قايسهم به قال : إِذا نحن قايَسْنا المُلُوك إِلى العُلى وإِن كرموا لم يَسْتَطِعْنا المُقايسُ ومن كلامهم : إِن الليل لَطَويل ولا أُقَيَّس به عن اللحياني أَي لا أَكون قياساً لبلائه قال : ومعناه الدعاء . و القَيْسُ : الشِّدَّة ومنه امرُؤ القَيْس أَي رجل الشدّة . و القَيْس : الذَّكَرُ عن كراع قال ابن سيده : وأُراه كذلك وأَنشد : دعاك الله من قَيْسٍ بأَفْعَى إِذا نامَ العيونُ سَرَتْ عليكا التهذيب والمُقايسة تجْري مَجْرَى المُقاساة التي هي مُعالجة الأَمر الشديد ومُكابَدَتُهُ وهو مقلوب حينئذ . ويقال : هو يَخْطُو قِيساً أَي يجعل هذه الخُطْوَة بميزان هذه . ويقال : قَصِّرْ مِقْياسك عن مقياسِي أَي مِثالَك عن مِثالي . وروي عن أبي الدَّرْداء أَنه قال : خيرِ نسائِكم التي تدخل قَيْساً وتخرج مَيْساً أَي تدبِّرُ في صلاح بيتها لا تَخْرُق في مِهْنَتها قال ابن الأَثير : يريد أَنها إِذا مَشَتْ قاسَتْ بعض خُطاها ببعض فلم تعجل فعلَ الخَرْقاء ولم تُبْطِىء ولكنها تمشي مَشْياً وسَطاً معتدلاً فكأَنّ خطاها متساوية . و قَيْس : اسم والجمع أَقياس : أَنشد سيبويه : أَلا أَبْلغِ الأَقْياسَ : قَيْسَ بن نَوْفَلٍ وقَيْسَ بن أَهْبانٍ وقَيسَ بن خالِدِ وكذلك مِقْيَس قال : عَيْنَا مَنْ رَأَى مِثلَ مِقْيَسِ إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ و قَيْسٌ : قَبِيلٌ وحكى سيبويه : تَقَيَّس الرجل انتسب إِليها . وأُمُّ قَيْس : الرَّخَمَة . و قَيْس : أَبو قبيلة من مضر وهو قَيْس عَيْلان واسمه الناسُ بن مضر بن نزار وقَيْس لَقَبُه . يقال : تَقَيَّس فلان إِذا تشبه بهم أَو تمسَّك منهم بسَببٍ إِما بحِلْف أَو جِوارٍ أَو وَلاء قال رؤبة : وقَيْسُ عَيْلان ومَنْ تَقَيَّسا قال ابن بري : الرجز للعجاج وليس لرؤبة وصواب إِنشاده : وقَيْسَ بالنصب لأَن قبله : وإِنْ دَعَوْتَ من تَميمٍ أَرْؤُسا وجوابُ إِنْ في البيت الثالث : تَقَاعَسَ العِزُّ بِنا فاقْعَنْسَسَا ومعنى تَقاعسَ : ثبت وانتصب وكذلك اقْعَنْسَسَ . والقَيْسان من طيء : قَيْسُ بن عَنَّاب بن أَبي حارثة . و عبدُ القَيْس : أَبو قبيلة من أَسد وهو عبدُ القيس بن أَفصَى ابن دُعْمِيّ بن جَديلَة بن أَسد بن ربيعة والنسبة إِليهم عَبْقَسِيّ وإِن شئت عَبْديّ وقد تعَبْقَسَ الرجل كما يقال تَعَبْشَم وتَقَيَّس

( كأس ) ابن السكيت هي الكَأْس والفَأْس والرَّأْس مَهْموزات وهو رابطُ الجَأْش والكأْس مؤنثة قال اللَّه تعالى بكأْسِ من مَعينٍ بَيْضاء وأَنشد الأَصمعي لأُمية بن أَبي الصلت ما رَغْبَةُ النفسِ في الحياة وإِن تَحْيا قليلاً فالموتُ لاحِقُها يُوشك مَن فَرّ مِنْ مَنِيَّته في بعضِ غِرّاته يُوافِقُها مَن لم يَمُتْ عَبْطَةً يمت هَرَمًا للموت كأْس والمرءُ ذائقُها قال ابن بري عَبْطَة أَي شابّاً في طَراءته وانتصب على المصدر أَي مَوْت عَبْطَة وموت هَرَم فحذف المضاف قال وإِن شئت نصبتهما على الحال أَي ذا عَبْطَة وذا هَرَم فحذف المضاف أَيضاً وأَقام المضاف إِليه مُقامَه والكأْس الزُّجاجة ما دام فيها شراب وقال أَبو حاتم الكأْسُ الشراب بعَيْنه وهو قول الأَصمعي وكذلك كان الأَصمعي ينكر رواية من روى بيت أُمَيَّة للمَوْتِ كأْس وكان يَرْويه المَوْت كأْس ويقطع أَلف الوصل لأَنها في أَول النصف الثاني من البيت وذلك جائز وكان أَبو علي الفارسي يقول هذا الذي أَنكره الأَصمعي غير منكر واستشهد على إِضافة الكأْس إِلى الموت ببيت مُهَلْهِل وهو ما أُرَجِّي بالعَيْش بعد نَدامى قد أَراهُمْ سُقُوا بكأْس حَلاقِ وحَلاقِ اسم للمنِيَّة وقد أَضاف الكأْس إِليهما ومثلُ هذا البيت الذي استشهد به أَبو عليّ قول الجعدي فهاجَها بعدما رِيعَتْ أَخُو قَنَصٍ عارِي الأَشاجِعِ من نَبْهان أَو ثُعَلا بأَكْلُبٍ كقِداحِ النَّبْعِ يُوسِدُها طِمْلٌ أَخُو قَفْرَة غَرْثان قد نَحَلا فلم تَدَعْ واحداً منهنَّ ذا رَمَقٍ حتى سَقَتْه بكأْسِ الموت فانْجَدَلا يصف صائداً أَرسل كلابه على بقرةِ وَحْشٍ ومثله للخنساء ويُسْقِي حين تَشْتَجِرُ العَوالي بكأْس الموت ساعةَ مُصْطَلاها وقال جرير في مثل ذلك أَلا رُبَّ جَبَّار عليه مَهابَةٌ سَقَيْناه كأْس الموت حتى تَضَلَّعَا ومثله لأَبي دُواد الإِيادِي تعْتادُه زفَرَاتٌ حين يذكُرُها سَقَيْنَه بكُؤُوس الموت أَفْوَاقَا ابن سيده الكأْس الخمر نفسها اسم لها وفي التنزيل العزيز يُطاف عليهم بكأْس من مَعين بيضاءَ لذةٍ للشاربين وأَنشد أَبو حنيفة للأَعشى وكأْسٍ كعَينِ الدِّيكِ باكَرْتُ نَحْوَها بفِتْيانِ صِدْقٍ والنَّواقِيسُ تُضْرَبُ وأَنشد أَبو حنيفة أَيضاً لعلقمة كأْسٌ عزيزٌ من الأَعْناب عَتَّقَها لبعضِ أَربابها حَانِيَّةٌ حُومُ قال ابن سيده كذا أَنشده أَبو حنيفة كأْسٌ عزيزٌ يعني أَنها خمر تَعِزٌّ فَيُنْفَسُ بها إِلا على المُلُوك والأَرباب وكأْسٌ عزيزٌ على الصفة والمتعارَف كأْسُ عزيزٍ بالإِضافة وكذلك أَنَشده سيبويه أَي كأْسُ مالِكٍ عَزيزٍ أَو مستحِقٍّ عزيزٍ والكأْس أَيضاً الإِناء إِذا كان فيه خَمْرٌ قال بعضهم هي الزُّجاجة ما دام فيها خمر فإِذا لم يكن فيها خمر فهي قدح كل هذا مؤنث قال ابن الأَعرابي لا تسمَّى الكأْس كأْساً إِلا وفيها الشَّراب وقيل هو اسم لها على الانفراد والاجتماع وقد ورد ذكر الكأْس في الحديث واللفظة مهموزة وقد يترك الهمز تخفيفاً والجمع من كل ذلك أَكْؤُسٌ وكُؤُوسٌ وكِئاسٌ قال الأَخطل خَضِلُ الكِئاسِ إَِذا تَثَنَّى لم تكنْ خُلْفاً مَواعِدُه كَبَرْقِ الخُلَّبِ وحكى أَبو حنيفة كِياس بغير همز فإِن صح ذلك فهو على البَدَل قلَبَ الهمزة في كأْس أَلفاً في نية الواو فقال كاسٌ كنارٍ ثم جمع كاساً على كِياسٍ والأَصل كِواس فقلبت الواو ياء للكسرة التي قبلها وتَقَعُ الكأْس لكل إِناءٍ مع شرابه ويستعار الكأْس في جميع ضُرُوب المكاره كقولهم سقاه كأْساً من الذلِّ وكأْساَ من الحُبِّ والفُرْقة والموت قال أُمَيَّة بن أَبي الصَّلْت وقيل هو لبعض الحرورية مَن لم يَمُت عَبْطَةً يَمُت هَرَماً المَوْتُ كأْس والمرءُ ذائقُه
( * روي هذا البيت في الصفحة ؟ ؟ والمرء ذائقها ويظهر أَنه أَرجع هنا الضمير إلى الموت لا إلى الكأس )
قطَع أَلف الوصل وهذا يفعل في الأَنْصاف كثيراً لأَنه موضع ابتداء أَنشد سيبويه ولا يُبادِرُ في الشِّتاء وَلِيدُنا أَلْقِدْرَ يُنزِلها بغيرِ جِعَال ابن بُزُرج كاصَ فلان من الطعام والشراب إِذا أَكثر منه وتقول وجَدْت فلاناً كأْصاً بِزِنَةٍ كَعْصاً أَي صبوراً باقياً على شُربه وأَكله قال الأَزهري وأَحْسب الكأْس مأْخوذاً منه لأَن الصاد والسين يَتَعاقبان في حروف كثيرة لقرب مَخْرَجَيْهما

( كبس ) الكَبْسُ طَمُّك حُفرة بتراب وكبَسْت النهرَ والبئر كَبْساً طَمَمْتها بالتراب وقد كَبَسَ الحفرة يَكْبِسُها كَبْساً طَواها بالتراب
( * قوله « طواها بالتراب » هكذا في الأَصل ولعله طمها بالتراب ) وغيره واسم ذلك التراب الكِبْس بالكسر يقال الهَواء والكِبْس فالكِبْس ما كان نحو الأَرض مما يسد من الهواء مَسَدّاً وقال أَبو حنيفة الكَبْس أَن يوضع الجلد في حفيرة ويدفن فيها حتى يسترخِي شعَره أَو صُوفه والكبيسُ حَلْيٌ يُصاغُ مجَوَّفاً ثم يُحْشى بِطِيب ثم يُكْبَس قال عَلقمة مَحَالٌ كأَجْوازِ الجَراد ولُؤْلُؤٌ من القَلَقِيِّ والكَبِيس المُلَوَّبِ والجبال الكُبَّس والكُبْس الصِّلاب الشداد وكَبَسَ الرجلُ يَكْبِسُ كُبُوساً وتَكَبَّس أدخل رأْسه في ثوبه وقيل تقنَّع به ثم تغطَّى بطائفته والكُباس من الرجال الذي يفعل ذلك ورجل كُباسٌ وهو الذي إِذا سأَلته حاجة كَبَس برأْسه في جَيْب قميصه يقال إِنه لكُباس غير خُباس قال الشاعر يمدح رجلاً هو الرُّزْءُ المُبيّنُ لا كُباسٌ ثَقيل الرَّأْسِ يَنْعِق بالضَّئين ابن الأَعرابي رجل كُباس عظيم الرأْس قالت الخنساء فذاك الرُّزْءُ عَمْرُك لا كُباسٌ عظيم الرأْس يَحْلُم بالنَّعِيق ويقال الكُباس الذي يَكْبِس رأْسه في ثيابه وينام والكابِس من الرجال الكابس في ثوبه المُغَطِّي به جسده الداخل فيه والكِبْس البيت الصغير قال أَراه سمِّي بذلك لأَن الرجل يَكْبِس فيه رأْسه قال شمر ويجوز أَن يجعل البيت كِبْساً لما يُكْبَسُ فيه أَي يُدْخل كما يَكْبس الرجل رأْسه في ثوبه وفي الحديث عن عَقيل ابن أَبي طالب أَن قريشاً أَتت أَبا طالب فقالوا له إِن ابن أَخيك قد آذانا فانْهَهُ عنَّا فقال يا عَقيل انطلق فأْتني بمحمد فانطلقت إِلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فاستخرجته من كِبْس بالكسر قال شمر من كِبْس أَي من بيت صغير ويروى بالنون من الكِناس وهو بيت الظَّبْي والأَكباس بيوت من طين واحدها كِبْس قال شمر والكِبس اسم لما كُبِس من الأَبنية يقال كِبْس الجار وكِبْس البَيت وكل بُنيان كُبِس فله كِبْس قال العجاج وإِن رأَوْا بُنْيانَه ذا كِبْسِ تَطارَحُوا أَركانَه بالرَّدْسِ والأَرْنَبَة الكابِسَة المُقبلَة على الشفة العليا والناصيَة الكابِسَة المُقبلَة على الجَبْهة يقال جبهة كَبَسَتها الناصية وقد كَبَسَتِ الناصِيَةُ الجَبْهَة والكُباس بالضم العظيم الرأْس وكذلك الأَكبس ورجل أَكْبس بَيِّن الكَبَس إِذا كان ضخم الرأْس وفي التهذيب الذي أَقبلت هامَتُه وأَدبرت جَبْهَته ويقال رأْس أَكْبَس إِذا كان مستديراً ضخماً وهامَةٌ كَبْساء وكُباس ضخمة مستديرة وكذلك كَمَرَة كَبْساء وكُباس ابن الأَعرابي الكِبْسُ الكَنْزُ والكِبْس الرأْس الكبير شمر الكُباس الذكَر وأَنشد قول الطرماح ولو كُنْت حُرّاً لم تَنَمْ ليلة النَّقا وجِعْثِنُ تُهْبى بالكُباس وبالعَرْد تُهْبى يُثار منها الغبار لشدة العَمَل بها ناقة كَبْساء وكُباس والاسم الكَبَس وقيل الأَكْبَس وهامةٌ كَبْساء وكُباس ضخمة مستديرة وكذلك كَمَرة كَبْساء وَكُباس والكُباس الممتلئ اللحم وقدَم كَبْساء كثيرة اللحم غليظة مُحْدَوْدِبة والتَّكْبيس والتَّكَبُّس الاقتحام على الشيء وقد تَكَبَّسوا عليه ويقال كَبَسوا عليهم وفي نوادر الأَعراب جاء فلان مُكَبِّساً وكابساً إِذا جاء شادّاً وكذلك جاء مُكَلِّساً أَي حاملاً يقال شدَّ إِذا حَمَل وربما قالوا كَبَس رأْسَه أَي أَدخله في ثيابه وأَخفاه وفي حديث القيامة فوجَدوا رجالاً قد أَكلتهم النار إِلا صورة أَحدهم يعرَف بها فاكْتَبَسوا فأَلْقوا على باب الجنة أَي أَدخلوا رؤُوسَهم في ثيابهم وفي حديث مَقْتَل حمزة قال وَحْشِيّ فكَمَنت له إِلى صخرة وهو مُكَبّسٌٍ له كَتِيت أَي يقتحم الناس فيَكْبِسهم والكتيت الهَدير والغَطِيط وقِفافٌ كُبْسٌ إِذا كانت ضِعافاً قال العجاج وُعْثاً وُعُوراً وقِفافاً كُبْسا ونخلة كَبُوس حملها في سَعَفِها والكِباسة بالكسر العِذْق التَّام بشَماريخه وبُسْرِه وهو من التمر بمنزلة العُنْقود من العِنب واستعار أَبو حنيفة الكَبائس لشجر الفَوْفَل فقال تحمل كبائس فيها الفَوْفَل مثل التمر غيره والكَبيسُ ضرْب من التمر وفي الحديث أَن رجلاً جاء بكَبائس من هذه النخل هي جمع كِباسة وهو العِذْق التامُّ بشماريخه ورُطبه ومنه حديث عليّ كرم اللَّه وجهه كَبائس اللؤْلؤ الرطْب والكَبيس ثمر النخلة التي يقال لها أُمُّ جِرْذان وإِنما يقال له الكبيس إِذا جفَّ فإِذا كان رطباً فهو أُمُّ جِرْذان وعامُ الكَبِيس في حساب أَهل الشام عن أَهل الروم في كل أَربع سنين يزيدون في شهر شباط يوماً فيجعلونه تسعة وعشرين يوماً وفي ثلاث سنين يعدونه ثمانية وعشرين يوماً يقيمون بذلك كسور حساب السنة ويسمون العام الذي يزيدون فيه ذلك اليوم عام الكَبِيس الجوهري والسنة الكَبِيسة التي يُسْتَرق لها يوم وذلك في كل أَربع سنين وكَبَسُوا دار فلان وكابوس كلمة يكنَى بها عن البُضْع يقال كبَسها إِذا فعل بها مرة وكَبَس المرأَة نكحها مرة وكابُوس اسم يكنُون به عن النكاح والكابُوس ما يقع على النائم بالليل ويقال هو مقدَمة الصَّرَع قال بعض اللغويين ولا أَحسبه عربيّاً إِنما هو النِّيدِلان وهو الباروك والجاثُوم وعابسٌ كابسٌ إِتباع وكابسٌ وكَبْس وكُبَيْسٌ أَسماء وكُبَيْس موضع قال الراعي جَعَلْنَ حُبَيّاً باليمين ونكَّبَت كُبَيْساً لوِرْدٍ من ضَئيدة باكِرِ

( كدس ) الكُدْس والكَدْس العَرَمَة من الطعام والتمر والدراهم ونحو ذلك والجمع أَكداس وهو الكدِّيس يمانية قال لم تَدْر بُصْرى بما آلَيْت من قَسَم ولا دِمَشْقُ إِذا دِيسَ الكَداديسُ وقد كَدَسَه والكُدْس جماعة طعام وكذلك ما يجمع من دراهم ونحوه يقال كَدَسَ يَكْدِس النضر أَكْداس الرمل واحدها كُدْس وهو المتراكب الكثير الذي لا يُزايل بعضه بعضاً وفي حديث قتادة كان أَصحاب الأَيْكة أَصحاب شجر مُتكادِس أَي ملتف مجتمع من تكدَّست الخيل إِذا ازدحمت وركب بعضها بعضاً والكَدْس الجمع ومنه كُدْس الطعام وكَدَسَتِ الإِبل والدَّوابّ تَكْدِس كَدْساً وتكدَّسَت أَسرعت وركب بعضها بعضاً في سيرها الفراء الكَدس إِسراع الإِبل في سيْرها والكَدْس إِثقال المُسْرِع
( * قوله « الكدس اثقال المسرع إلخ » عبارة القاموس والصحاح الكدس اسراع المثقل في السير ) في السير وقد كَدَسَت الخيل وتَكَدَّس الفرس إِذا مشى كأَنه مثقل قال الشاعر إِنَّا إِذا الخَيْل عَدَت أَكْداسا مِثل الكلاب تَتَّقِي الهَراسا والتَكَدُّس أَن يحرِّك مَنْكِبَيْه وينصَبَّ إِلى ما بين يديه إِذا مَشَى وكأَنه يركب رأْسه وكذلك الوُعُول إِذا مَشَت وفي حديث السِّراط ومنهم مَكْدُوس في النار أَي مَدْفُوع وتكدَّس الإِنسان إِذا دُفع من ورائه فسقط ويروى بالشين المعجمة من الكَدْش وهو السَّوْق الشديد والكَدْسُ الطرد والجَرْح أَيضاً والتَكَدُّس مِشيَة من مِشى القِصار الغِلاظ ابن الأَعرابي كَدْس الخيل ركوب بعضها بعضاً والتَكَدُّس السرعة في المشي أَيضاً قال عبيد أَو مهلهل وخَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارعِين كمَشْيِ الوُعُول على الظاهِرَهْ يقال منه جاء فلان يَتَكَدَّسُ وقال المُتَلَمِّس هَلُمُّوا إِليه قد أُبيثَتْ زُرُوعُه وعادَتْ عليه المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ والكُداس عُطاس البهائم وكَدَسَت أَي عَطَست قال الراجز الطَّير شَفْعٌ والمَطايا تَكْدِسُ إِني بأَنْ تَنْصُرَني لأُحسِسُ يقول هذه الإِبل تَعْطِسُ بنصرك إِياي والطيرُ تمرُّ شَفْعاً لأَنه يُتَطَيَّرُ بالوِتْرِ منها وقوله أُحْسِسُ أَي أُحسُّ فأَظْهر التضعيف للضرورة كما قال الآخر تَشْكو الوَجى من أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ وكَدَسَ يَكْدِس كَدْساً عَطَس وقيل الكُداس للضَّأْن مثل العُطاس للأنسان وفي الحديث إِذا بصَق أَحدكم في الصلاة فليبصُق عن يَساره أَو تحت رجْله فإِن غَلَبَتْه كَدْسَة أَو سعلة ففي ثوبه الكَدْسة العَطْسة والكَوادِس ما يُتَطَيَّر منه مثلُ الفأْل والعُطاس ونحوه والكادِس كذلك ومنه قيل للظَّبي وغيره إِذا نَزَلَ من الجَبَل كادِس يُتَشاءَم به كما يُتَشاءَمُ بالبارِح والكادِسُ القَعيدُ من الظِّباء وهو الذي يَجيئُك من ورائك قال أَبو ذؤيب فَلَوْ أَنَّني كنتُ السَّلِيم لَعُدْتَني سَريعاً ولم تَحْبِسْكَ عَنِّي الكَوادِسُ واحدُها كادِس وكَدَسَ يَكْدِسُ كَدْساً تطيَّر ويقال أَخذه فكَدَس به الأَرض وفي الحديث كان لا يُؤتَى بأَحَدٍ إِلاَّ كدس به الأَرض أَي صَرعه وأَلصَقَه بها

( كرس ) تَكَرَّسَ الشيءُ وتَكارَس تَراكَمَ وتَلازَبَ وتَكَرَّس أُسُّ البِناء صَلُبَ واشتدَّ والكِرْسُ الصَّارُوجُ والكِرْس بالكسر أَبوال الإِبل والغَنَم وأَبعارُها يتلبَّد بعضها على بعض في الدار والدِّمْنُ ما سَوَّدُوا من آثار البَعَر وغيره ويقال أَكْرَسَتِ الدار والكِرْس كِرْس البِناء وكِرْس الحَوض حيث تَقِف النَّعَم فيتلبَّد وكذلك كِرْس الدِّمْنة إِذا تَلَبَّدَت فَلزِقَت بالأَرض ورسم مُكْرَس بتخفيف الراء ومُكْرِس كَرِسٌ قال العجاج يا صاحِ هل تعرِف رَسْماً مُكْرَسَا ؟ قال نعم أَعْرِفه وأَبْلَسَا وانْحَلَبَتْ عَيْناه من فَرْط الأَسَى قال والمَكْرس الذي قد بَعَرَت فيه الإِبل وبوّلتْ فركِب بعضه بعضاً ومنه سُمِّيت الكُرَّاسة وأَكْرَس المكان صار فيه كِرْس قال أَبو محمد الحذلمي في عَطَنٍ أَكْرَسَ من أَصْرَامِها أَبو عمرو الأَكارِيسُ الأَصْرام من الناس واحدها كِرْس وأَكْراس ثم أَكارِيس والكِرْس الطِّين المتلبِّد والجمع أَكْراس أَبو بكر لُمْعَة كَرْساء للقطعة من الأَرض فيها شجر تَدانَتْ أُصُولها والتفَّت فُرُوعها والكِرْس القلائد
( * قوله « والكرس القلائد » عبارة القاموس والكرس واحد أَكراس القلائد والوشح ونحوها ) المضموم بعضها إِلى بعض وكذلك هي من الوُشُح ونحوها والجمع أَكراس ويقال قلادة ذاتُ كِرْسَين وذات أَكْراس ثلاثة إِذا ضَمَمْتَ بعضها إِلى بعض وأَنشد أَرِقْتُ لِطَيْف زارني في المَجَاسِدِ وأَكْراس دُرٍّ فُصِّلَتْ بالفَرائدِ وقِلادة ذات كِرْسَيْن أَي ذات نَظْمين ونظم مُكَرَّس ومُتَكَرِّس بعضه فوق بعض وكلُّ ما جُعِل بعضه فوق بعض وكلُّ ما جُعِل بعضه فوق بعض فقد كُرِّس وتَكَرَّس هُوَ ابن الأَعرابي كَرِس الرجل إِذا ازدحَمَ عِلْمه على قلبه والكُرَّاسة من الكتب سُمِّيت بذلك لتَكَرُّسِها الجوهري الكُرَّاسة واحدة الكُرَّاس
( * قوله « الكراسة واحدة الكراس » إن أراد أنثاه فظاهر وإن أَراد أَنها واحدة والكراس جمع أَو اسم جنس جمعي فليس كذلك وقد حققته في شرح الاقتراح وغيره اه من هامش القاموس ) والكرارِيس قال الكميت حتى كأَن عِراصَ الدّار أَرْدِيةٌ من التَّجاويز أَو كُرَّاسُ أَسفار جمع سِفْر وفي حديث الصِّراط ومنهم مَكْروسٌ في النار بَدَل مُكَرْدَس وهو بمعناه والتَكرِيس ضَمُّ الشيء بعضه إِلى بعض ويجوز أَن يكون من كِرْس الدِّمْنة حيث تَقِف الدوابُّ والكِرْس الجماعة من الناس وقيل الجماعة من أَيِّ شيء كان والجمع أَكْراس وأَكارِيسُ جمع الجمع فأَما قول ربيعة بن الجحدر أَلا إِن خَيْرَ الناس رِسْلاً ونَجْدَةً بِعَجْلان قد خَفَّت لَدَيْهِ الأَكارِسُ فإِنه أَراد الأَكارِيس فحذف للضرورة ومثله كثير وكِرس كل شيء أَصله يقال إِنه لكريم الكِرْس وكَريم القِنْس وهما الأَصل وقال العجاج يمدح الوليد بن عبد الملك أَنْتَ أَبا العَبَّاس أَولى نَفْسِ بِمعْدِنِ الملْك القدِيم الكِرْسِ الكِرْس الأَصل والكُرْسِيّ معروف واحد والكَرَاسِي وربما قالوا كِرْسِيّ بكسر الكاف وفي التنزيل العزيز وسِعَ كُرْسِيُّه السمواتِ والأَرض في بعض التَّفاسير الكُرْسِيّ العِلم وفيه عدَّة أَقوال قال ابن عباس كُرْسِيُّه عِلْمُه وروي عن عطاء أَنه قال ما السموات والأَرض في الكُرْسِيّ إِلا كحَلْقة في أَرض فَلاة قال الزجاج وهذا القول بَيِّنٌ لأَن الذي نعرِفه من الكُرْسي في اللغة الشيء الذي يُعْتَمَد عليه ويُجْلَس عليه فهذا يدل على أَن الكرسيّ عظيم دونه السموات والأَرض والكُرْسِيّ في اللغة والكُرَّاسة إِنما هو الشيء الذي قد ثَبَت ولزِم بعضُه بعضاً قال وقال قوم كُرْسيّه قُدْرَتُه التي بها يمسك السموات والأَرض قالوا وهذا كقولك اجعل لهذا الحائط كُرْسِيّاً أَي اجعل له ما يَعْمِدُه ويُمْسِكه قال وهذا قريب من قول ابن عباس لأَن علمه الذي وسع السموات والأَرض لا يخرج من هذا واللَّه أَعلم بحقيقة الكرسيّ إِلا أَن جملته أَمرٌ عظيم من أَمر اللَّه عز وجل وروى أَبو عمرو عن ثعلب أَنه قال الكرسيّ ما تعرفه العرب من كَرَاسِيِّ المُلوك ويقال كِرْسي أَيضاً قال أَبو منصور والصحيح عن ابن عباس في الكرسيّ ما رواه عَمَّار الذهبي عن مسلم البَطِين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أَنه قال الكرسيّ موضع القَدَمين وأَما العرش فإِنه لا يُقدر قدره قال وهذه رواية اتفق أَهل العلم على صحتها قال ومن روى عنه في الكرسيّ أَنه العِلم فقد أَبْطل والانْكِراس الانْكِباب وقد انْكَرَس في الشيء إِذا دخل فيه مُنْكَبّاً والكَرَوَّس بتشديد الواو الضخم من كل شيء وقيل هو العَظِيم الرأْس والكاهِلِ مع صَلابة وقيل هو العظيم الرأْس فقط وهو اسم رجل التهذيب والكَرَوَّس الرجل الشديد الرأْس والكاهل في جِسْم قال العجاج فِينا وجَدْت الرجل الكَرَوّسا ابن شميل الكَرَوَّس الشديد رجلٌ كَرَوَّس والكَرَوَّس الهُجَيْمِي من شُعَرائهم والكِرْياس الكَنِيف وقيل هو الكنِيف الذي يكون مُشْرفاً على سَطْح بِقَناةٍ إِلى الأَرض ومنه حديث أَبي أَيوب أَنه قال ما أَدْرِي ما أَصْنَع بهذه الكَرَاييِس وقد نَهَى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَن تُسْتَقْبَل القِبلة بغائطٍ أَو بَوْل يعني الكُنُف قال أَبو عبيد الكَرَايِيسُ واحدُها كِرْياس وهو الكَنِيف الذي يكون مُشْرِفاً على سَطْحٍ بِقَناةٍ إِلى الأَرض فإِذا كان أَسفل فليس بكِرْياس قال الأَزهري سُمِّي كِرْياساً لما يَعْلَق به من الأَقذار فَيَرْكب بعضه بعضاً ويتكرَّس مثل كِرْس الدِّمْنِ والوَأْلَةِ وهو فِعْيال من الكَرْس مثل جِرْيال قال الزمخشري وفي كتاب العين الكِرْناس بالون

( كربس ) الكِرْباس والكِرْباسة ثوب فارسية وبيَّاعُه كَرَابِيسِيّ التهذيب الكِرْباس بكسر الكاف فارسي معرّب ينسب إِليه بيَّاعه فيقال كَرابيسيّ والكِرباسة أَخص منه والجمع الكَرابيس وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه وعليه قَمِيص من كَرابيسَ هي جمع كِرْباس وهو القُطْن ومنه حديث عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه عنه فأَصبح وقد اعْتَمَّ بعِمامة كَرابيس سوداء والكِرْباسُ راوُوق الخمر

( كردس ) الكُرْدُوس الخيل العظيمة وقيل القِطْعة من الخيل العظيمةُ والكَرادِيسُ الفِرَق منهم ويقال كَرْدَسَ القائد خَيْله أَي جعلها كَتِيبة كَتِيبة والكُرْدُوس قطعة من الخيْل والكُرْدوس فِقْرة من فِقَر الكاهِل وكلُّ عظم تامّ ضخْم فهو كُرْدوس وكلُّ عظمْ كَثِير اللحم عظُمَت نَحْضَتُه كُرْدُوس ومنه قول عليّ كرَّم اللَّه وجهه في صفة النبي صلى اللَّه عليه وسلم ضَخْم الكَرادِيس قال أَبو عبيدة وغيره الكَرادِيس رُؤُوس العِظام واحدُها كُرْدوس وكل عظمين التقيا في مَفْصِل فهو كُرْدُوس نحو المَنْكِبَين والرُّكْبَتين والوَرِكَين أَراد أَنه صلى اللَّه عليه وسلم ضَخْم الأَعضاء والكَراديس كتائب الخيل واحدها كُردوس شبهت برؤوس العظام الكثيرة والكرادِيس عِظام مَحال البَعِير والكُرْدُوسان كَِسْرَا الفَخِذين وبعضهم يجعل الكُرْدُوس الكَِسْر الأَعلى لعِظَمِه وقيل الكَرادِيس رُؤوس الأَنقاء وهي القَصَب ذوات المُخِّ وكَرادِيس الفَرَس مَفاصِله والكُردُوسان بَطْنان من العرَب والكَرْدَسَة الوِثاق يقال كَرْدَسَه ولَبَجَ به الأَرض ابن الكلبي الكُرْدُوسان قَيسٌ ومُعاوية ابْنا مالك بن حَنْظلة بن مالك بن زيج مَناة ابن تميم وهما في بني فُقَيْم بن جَرير بن دارِم ورجل مُكَرْدَس شدَّت يداه ورِجْلاه وصُرِع التهذيب ورجل مُكَرْدَس جُمِعت يداه ورجلاه فشدَّت وأَنشد وحاجِب كَرْدَسَه في الحَبْلِ مِنَّا غُلام كان غير وَغْلِ حتى افْتَدى مِنَّا بمالٍ جِبْلِ وكُرْدِس الرجل جُمِعت يداه ورِجْلاه وحكي عن المفضل يقال فَرْدَسَه وكَرْدَسَه إِذا أَوثقه وأَنشد لامرئ القيس فبَات على خَدٍّ أَحَمَّ ومَنْكِبٍ وضِجْعَتُه مثلُ الأَسِير المُكَرْدَسِ أَراد مثل ضِجْعة الأَسِير وقد تَكَرْدَس وتَكَرْدَس الوَحْشَيّ في وِجاره تَجَمَّع وتَقَبَّض والتَّكَرْدُس التجمُّع والتقبُّض قال العجاج فَبات مُنتَصّاً وما تَكَرْدَسا وقال ابن الأَعرابي التَّكَرْدُس أَن يَجمع بين كَراديسه من بَرْد أَو جُوع وكَرْدَسَه إِذا أَوْثقه وجمع كَراديسَه وكَرْدَسَه إِذا صَرَعَه وفي حديث أَبي سعيد الخدريّ عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم في صفة القيامة وجَوازِ الناس على الصِّراط فمنهم مُسَلَّم ومَخْدُوش ومنهم مُكَرْدَس في نار جهنم أَراد بالمُكَرْدَس المُوثَق المُلْقى فيها وهو الذي جُمِعَت يَداه ورجلاه وأُلقي إِلى موضع ورجل مُكَرْدَس مُلَزَّزُ الخلْق وأَنشد لهميان ابن قحافة السعدي دِحْوَنَّةٌ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدحُ والتَّكَرْدُس الانقباض واجتماع بعضه إِلى بعض والكَرْدَسَة مَشْيُ المُقَيَّد والدُحْوَنَّة القصير السمين وكذلك البَلَنْدَح النضر الكَرادِيس دأََبات الظهر الأَزهري يقال أَخذه فَعَرْدَسَه ثم كَرْدَسَه فأَما عَرْدَسَه فصَرَعه وأَما كَرْدَسَه فأَوْثقه والكَرْدَسَة الصَّرْع القَبيح

( كرفس ) الكَرَفْس بَقْلَة من أَحرار البُقول معروفٌ قيل هو دخيل والكَرْفَسَة مَشْيُ المُقَيَّد وتَكَرْفَس الرجل إِذا دخل بعضه في بعض قال والكُرْسُفُ القُطْن وهو الكُرْفُسُ كركس الكَرْكَسَة تَرْدِيدُ الشيء والمُكَركَس الذي ولَدته الإِماء وقيل إِذا ولدته أَمَتان أَو ثلاثٌ فهو المُكَرْكَس أَبو الهيثم المُكَرْكَسُ الذي أُمُّ أُمّه وأُم أَبيه وأُم أُم أُمه وأُم أُم أَبيه إِماءٌ كأَنه المردَّد في الهُجَناء والمُكَرْكَس المقيَّد وأَنشد الليث فهل يأْكلنْ مالي بَنُو نَخَعِيَّةٍ لها نِسَبٌ في حَضْرَمَوْت مُكَرْكَسُ ؟ والكَرْكَسَة التردُّد والكَرْكَسَة مِشْيَة المقيَّد والكَرْكَسَة تدحرُح الإِنسان من عُلْوٍ إِلى سُفْل وقد تَكَرْكَسَ

( كركس ) الكَرْكَسَة تَرْدِيدُ الشيء والمُكَركَس الذي ولَدته الإِماء وقيل إِذا ولدته أَمَتان أَو ثلاثٌ فهو المُكَرْكَس أَبو الهيثم المُكَرْكَسُ الذي أُمُّ أُمّه وأُم أَبيه وأُم أُم أُمه وأُم أُم أَبيه إِماءٌ كأَنه المردَّد في الهُجَناء والمُكَرْكَس المقيَّد وأَنشد الليث فهل يأْكلنْ مالي بَنُو نَخَعِيَّةٍ لها نِسَبٌ في حَضْرَمَوْت مُكَرْكَسُ ؟ والكَرْكَسَة التردُّد والكَرْكَسَة مِشْيَة المقيَّد والكَرْكَسَة تدحرُح الإِنسان من عُلْوٍ إِلى سُفْل وقد تَكَرْكَسَ

( كسس ) الكسَسُ أَن يقصُر الحنَك الأَعْلى عن الأَسفل والكَسَسُ أَيضاً قِصَرُ الأَسنان وصِغَرُها وقيل هو خروج الأَسنان السُّفلى مع الحنَك الأَسفل وتَقاعُس الحنَك الأَعلى كَسَّ يَكَسُّ كَساً وهو أَكَسُّ وامرأَة كَسَّاء قال الشاعر إِذا ما حالَ كُسُّ القوم رُوقا حال بمعنى تحوّل وقيل الكَسَسُ أَن يكون الحنَك الأَعلى أَقصر من الأَسفل فتكون الثَّنِيتان العُلْيَيان وراء السُّفْلَيَيْن من داخل الفم وقال ليس من قصر الأَسنان والتَّكَسُّس تَكَلُّفُ الكَسَسِ من غير خِلْقة واليَلَلُ أَشد من الكَسَس وقد يكون الكَسَسُ في الحوافر وكَسَّ الشيء يَكُسُّه كَسّاً دَقَّه دَقّاً شديداً والكَسِيس لَحْم يُجَفَّف على الحجارة ثم يُدَّقُّ كالسَّوِيق يُتَزوَّد في الأَسفار وخبز كَسِيسٌ ومَكْسُوس ومُكَسْكَسٌ مكْسُور والكَسيس من أَسماء الخمر قال وهي القِنْديد وقيل الكَسِيسُ نَبيذ التمر والكَسِيسُ السُّكَّرُ قال أَبو الهندي فإِنَّ تُسْقَ من أَعْناب وَجٍّ فإِنَّنا لَنا العَيْن تَجْري من كَسِيسٍ ومن خَمْرِ وقال أَبو حنيفة الكَسِيس شراب يتخذ من الذُّرَة والشعير والكَسْكاسُ الرجل القصير الغليظ وأَنشد حيث تَرى الحَفْيْتَأَ الكَسْكاسا يَلْتَبِسُ المَوْت به الْتِباسا وكَسْكَسَة هوازِن هو أَن يَزيدُوا بعد كاف المؤنث سيناً فيقولوا أَعْطَيْتُكِسُ ومِنْكِس وهذا في الوقف دون الوصل الأَزهري الكَسْكَسَة لغة من لغات العرب تقارِب الكَشْكَشَة وفي حديث معاوية تَياسَروا عن كَسْكَسَة بكر يعني إِبدالهم السين من كاف الخطاب تقول أَبُوسَ وأُمُّسَ أَي أَبوكَ وأُمُّك وقيل هو خاصٌّ بمخاطبة المؤنث ومنهم من يَدَعُ الكاف بحالها ويزيد بعدها سيناً في الوقف فيقول مررت بِكِسْ أَي بكِ واللَّه أَعلم

( كعس ) الكَعْسُ عَظْمُ السُّلامَى والجمع كِعاس وكذلك هي من الشاء وغيرها وقيل هي عِظام البَراجِم من الأَصابع

( كعبس ) الكَعْبَسَة مِشْيَة في سرعة وتقارُب وقيل هي العَدْوُ البطيء وقد كَعْبَسَ

( كفس ) الكَفَسُ الحَنَفُ في بعض اللُّغات كَفِس كَفَساً وهو أَكْفَسُ

( كلس ) الكِلْسُ مثل الصَّارُوج يُبْنَى به وقيل الكِلْسُ الصَّارُوجُ وقيل الكِلْسُ ما طُليَ به حائط أَو باطن قصْر شِبْهُ الجِصِّ من غير آجُرٍّ قال عدي بن زيد العَبَّادِي أََبن كِسْرَى كِسْرَى المُلُوك أَبو سا سَانَ أَم أَين قَبْلَه ساَبُورُ ؟ وبَنُو الأَصْفَرِ الكِرامُ مُلُوكُ ال رُّوم لم يَبْقَ منهمُ مَذْكُورُ وأَخُو الحَضْرِ إِذْ بَناهُ وإِذْ دَجْ مكَة تُجْبَى إِليه والخَابُورُ شادَهُ مَرْمَراً وجَلَّلَهُ كِلْ ساً فلِلطَّيْرِ في ذُرَاهُ وُكُورُ الحَضْرُ مدينة بين دَجْلَة والفُرات وصاحب الحَضْرِ هو السَّاطِرُونُ وأَما قول المتلمس تُشادُ بآجُرٍّ لها وبِكِلِّس فإن ابن جني زعم أَنه شدَّد للضرورة قال ومثله كثير ورواه بعضهم وتَكَلَّسُ على الإِقْواء وقد كَلَّس الحائط والتَّكلِيسُ التَّمْلِيسُ فإِذا طُليَ ثَخِيناً فهو المُقَرْمَدُ الأَصمعي وكَلَّس على القوم وكَلَّلَ وصَمَّمَ إِذا حَمَلَ أَبو الهيثم كَلَّسَ فلان على قِرْنِه وهَلَّلَ إِذا جَبُنَ وفَرَّ عنه والكُلْسَةُ في اللَّوْن يقال ذئب أَكْلَسُ

( كلمس ) الكَلْمَسَةُ الذَّهاب تقول كَلْمَسَ الرجل وكَلْسَمَ إِذا ذَهَبَ

( كمس ) كامِسٌ موضع قال فلَقَدْ أَرانا يا سُمَيُّ بِحائِلٍ نَرْعَى القَرِيَّ فكامساً فالأَصْفَرَا وفي حديث قُسٍّ في تمجيد اللَّه تعالى ليس له كيفية ولا كَيْمُوسِيَّة الكَيْمُوسِيَّةُ عبارة عن الحاجة إلى الطعام والغذاء والكَيْمُوس في عبارة الأَطِبَّاء هو الطعام إِذا انْهَضَمَ في المَعِدَة قبل أَن ينصرف عنها ويصير دَماً ويسمُّونه أَيضاً الكَيْلُوس قال أَبو منصور لم أَجد فيه من كلام العرب المحض شيئاً صحيحاً قال وأَما قول الأَطباء في الكَيْمُوساتِ وهي الطبائع الأَربع فكأَنها من لغات اليُونانِيِّين

( كنس ) الكَنْسُ كَسْحُ القُمام عن وجه الأَرض كَنَسَ الموضع يَكْنُسُه بالضم كَنْساً كَسَح القُمامَة عنه والمِكْنَسَة ما كُنِس به والجمع مَكانِس والكُناسَة ما كُنِسَ قال اللحياني كُناسَة البيت ما كُسِحَ منه من التراب فأُلقي بعضه على بعض والكُناسة أَيضا مُلْقَى القُمَامِ وفَرَسٌ مَكْنوسَة جَرْداء والمَكْنِسُ
( * قوله « والمكنس » هكذا في الأصل مضبوطاً بكسر النون وهومقتضى قوله بعد البيت وكنست الظباء والبقر تكنس بالكسر ولكن مقتضى قوله قبل البيت وهو من ذلك لأنها تكنس الرمل أَن تكون النون مفتوحة وكذا هو مقتضى قوله جمع مكنس مفعل الآتي في شرح حديث زياد حيث ضبطه بفتح العين )
مَوْلِجُ الوَحْشِ من الظِّباء والبَقر تَسْتَكِنُّ فيه من الحرِّ وهو الكِناسُ والجمع أَكْنِسَة وكُنْسٌ وهو من ذلك لأَنها تَكْنُسُ الرمل حتى تصل إِلى الثَّرَى وكُنُسَات جمع كطُرُقاتٍ وجُزُرات قال إِذا ظُبَيُّ الكُنُساتِ انْغَلاَّ تَحْت الإِرانِ سَلَبَتْه الطَّلاَّ
( * قوله « سلبته الطلا » هكذا في الأصل وفي شرح القاموس سلبته الظلا )
وكَنَسَتِ الظِّباء والبقر تَكْنِسُ بالكسر وتَكَنَّسَتْ واكْتَنَسَتْ دخلت في الكِناس قال لبيد شاقَتُكَ ظُعْنُ الحَيِّ يوم تَحَمَّلُوا فَتَكَنَّسُوا قُطْناً تَصِرُّ خِيامُها أَي دخَلوا هَوادِجَ جُلِّلَتْ بثياب قُطْن والكَانِسُ الظبي يدخل في كِناسِهِ وهو موضع في الشجر يَكْتَنُّ فيه ويستتر وظِباء كُنَّسٌ وكُنُوس أَنشد ابن الأَعرابي وإِلا نَعاماً بها خِلْفَةً وإِلاَّ ظِباءً كُنُوساً وذِيبَا وكذلك البقر أَنشد ثعلب دارٌ لليلى خَلَقٌ لَبِيسُ ليس بها من أَهلِها أَنِيسُ إِلا اليَعافِيرُ وإِلاَّ العِيسُ وبَقَرٌ مُلَمَّعٌ كُنُوسُ وكَنَسَتِ النجوم تَكْنِسُ كُنُوساً استمرَّت في مَجاريها ثم انصرفت راجعة وفي التنزيل فلا أُقْسِمُ بالخُنْسِ الجَوارِ الكُنَّسِ قال الزجاج الكُنَّسُ النجوم تطلع جارية وكُنُوسُها أَن تغيب في مغاربها التي تغِيب فيها وقيل الكُنَّسُ الظِّباء والبقر تَكْنِس أَي تدخل في كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ قال والكُنَّسُ جمع كانِس وكانِسَة وقال الفراء في الخُنَّسِ والكُنَّسِ هي النجوم الخمسة تُخْنُِسُ في مَجْراها وترجِع وتَكْنِسُ تَسْتَتِر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغار وهو الكِناسُ والنجوم الخمسة بَهْرام وزُحَلُ وعُطارِدٌ والزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي وقال الليث هي النجوم التي تَسْتَسِرُّ في مجاريها فتجري وتَكْنِسُ في مَحاوِيها فَيَتَحَوَّى لكل نجم حَوِيّ يَقِف فيه ويستدِيرُ ثم ينصرف راجعاً فكُنُوسُه مُقامُه في حَويِّه وخُنُوسُه أَن يَخْنِسَ بالنهار فلا يُرى الصحاح الكُنَّسُ الكواكِب لأَنها تَكْنِسُ في المَغيب أَي تَسْتَسِرُّ وقيل هي الخُنَّسُ السَّيَّارة وفي الحديث أَنه كان يقرأ في الصلاة بالجَوارِي الكُنَّسِ الجَوارِي الكواكب والكُنَّسُ جمع كانِس وهي التي تغيب من كَنَسَ الظَّبْيُ إِذا تغيَّب واستتر في كِناسِه وهو الموضع الذي يَأْوِي إِليه وفي حديث زياد ثم أَطْرَقُوا وَراءكم في مَكانِسِ الرِّيَبِ المَكانِسُ جمع مَكْنَس مَفْعَل من الكِناس والمعنى اسْتَترُوا في موضع الرِّيبَة وفي حديث كعب أَول من لَبسَ القَباءَ سليمان على نبينا وعليه الصلاة والسلام لأَنه كان إِذا أَدخل رأْسه لِلُبْسِ الثَّياب كَنَسَتْ الشياطين استهزاء يقال كَنَسَ أَنفه إِذا حَرَّكه مستهزٍئاً ويروى كنَّصت بالصاد يقال كنَّصَ في وجه فلان إِذا استهزأَ به ويقال فِرْسِنٌ مَكْنُوسَة وهي المَلْساء الجَرْداء من الشعَر قال أَبو منصور الفِرْسِنُ المَكْنُوسَة المَلْساء الباطن تُشَبِّهُها العرب بالمَرايا لِمَلاسَتِها وكَنِيسَةُ اليهود وجمعها كَنائِس وهي معرَّبة أَصلها كُنِشْتُ الجوهري والكنِيسَة للنصارى ورَمْلُ الكِناس رمل في بلاد عبد اللَّه بن كلاب ويقال له أَيضاً الكِناس حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد رَمَتْني وسِتْرُ اللَّه بَيْني وبَيْنها عَشِيَّة أَحْجار الكِناس رَمِيمُ
( * قوله « رميم » هو اسم امرأة كما في شرح القاموس )
قال أَراد عشية رَمْل الكِناس فلم يستقم له الوزن فوضع الأَحجار موضع الرمل والكُناسَةُ اسم موضع بالكوفة والكُناسَة والكانِسيَّة موضعان أَنشد سيبويه دارٌ لِمَرْوَةَ إِذْ أَهْلي وأَهْلُهُمُ بالكانِسِيَّة تَرْعى اللَّهْوَ والغَزَلا

( كندس ) الكُنْدُسُ العَقْعَقُ عن ثعلب وأَنشد مُنِيتُ بِزِمَّرْدَةٍ كالعَصا أَلَصَّ وأَخْبَثَ من كُنْدُسِ
( * قوله « منيت إلخ » سيأتي في مادة كندش فانظره )
الزِّمَّرْدة التي بَيْنَ الرجل والمرأَة فارسية

( كهمس ) الكَهْمَسُ القصير وقيل القصير من الرجال والكَهْمَسُ الأَسد وقال ابن الأَعرابي هو الذئب وكَهْمَس من أَسماء الأَسد وناقة كَهْمَس عظيمة السنام وكَهْمَس اسم وهو أَبو حيّ من العرب أَنشد سيبويه لمَوْدُودٍ العنبريّ وقيل هو لأَبي حُزابة الوليد بن حَنِيفة فلِلّه عَيْنا مَنْ رَأَى من فَوارِسٍ أَكَرَّ على المَكْرُوه منهم وأَصْبَرا فما بَرِحُوا حتى أَعَضُّوا سُيُوفَهُمْ ذُرى الهامِ مِنْهُم والحديدَ المُسَمَّرا وكُنَّا حَسِبناهم فَوارِسَ كَهْمَسٍ حَيُوا بَعْدَما ماتوا من الدَّهْرِ أَعْصُرا وكَهْمَسٌ هذا هو كَهْمَسُ بن طَلْق الصَّريمي وكان من جملة الخوارِج مع بِلال بن مِرْداس وكانت الخوارج وقعت بأَسلم بن زرعة الكلابي وهم في أَربعين رجلاً وهو في أَلْفَي رجل فقتلت قطعة من أَصحابه وانهزم إِلى البَصرة فقال مَوْدُود هذا الشعر في قوم من بني تميم فيهم شدة وكانت لهم وقعة بِسِجِسْتان فَشَبَّهَهُم في شدَّتهم بالخَوارج الذين كان فيهم كَهْمَسُ بن طَلْق وحَيُوا يعني الخوارج أَصحاب كَهْمَس أَي كأَنَّ هؤلاء القوم أَصحاب كَهْمَس في قُوَّتهم وشدّتهم ونُصْرتهم

( كوس ) الكَوْسُ المَشي على رجل واحدة ومن ذوات الأَربع على ثلاث قَوائم وقيل الكَوْسُ أَن يَرْفع إِحدى قوائمه ويَنْزُوَ على ما بقي وقد كاسَتْ تَكُوسُ كَوْساً قال الأَعور النَّبْهانيُّ ولو عند غَسَّان السَّلِيطيِّ عَرَّسَتْ رَغا فَرِقٌ منها وكاسَ عَقِيرُ وقال حاتم الطائي وإِبْلِيَ رَهْنٌ أَن يَكُوسَ كَريمُها عَقِيراً أَمامَ البيت حِينَ أُثِيرُها أَي تعقر إِحدى قوائم البعير فيَكُوس على ثلاث وقالت عمرة أُخت العباس بن مِرْداس وأُمُّها الخَنْساء تَرْثي أَخاها وتذكر أَنه كان يُعَرْقِبُ الإِبل فَظَلَّتْ تَكُوسُ على أَكْرُعٍ ثَلاثٍ وغادَرَتْ أُخْرى خَضِيبا تعني القائمة التي عَرْقَبَها فهي مُخَضَّبَة بالدم وكاس البعير إِذا مشى على ثلاث قوائم وهو مُعَرْقَبٌ والتَّكاوُس التَّراكُمُ والتزاحم وتَكاوَسَ النخل والشجر والعُشْب كَثُرَ والتفَّ قال عُطارِد ابنُ قُرَّان ودُونيَ من نَجْران رُكْنٌ عَمَرَّدٌ ومُعْتَلِجٌ من نَخْلِهِ مُتَكاوِسُ وتَكاوَسَ النَّبْتُ التفَّ وسقط بعضه على بعض فهو مُتَكاوِس وفي حديث قتادة ذكر أَصحاب الأَيْكة فقال كانوا أَصحاب شجر مُتَكاوِس أَي مُلْتَف متراكب ويروى مُتَكادِس وهو بمعناه وفي النوادر اكْتاسَني فلان عن حاجتي وارْتَكَسَني أَي حبسني والكُوسُ بالضم الطَّبْل ويقال هو معرَّب ومَكْوَسٌ على مَفْعَل اسم حمار
( * قوله « ومكوس على مفعل اسم حمار » مثله في الصحاح وعبارة القاموس وشرحه ومكوّس كمعظم حمار ووهم الجوهري فضبطه بقلمه على مفعل وإِذا كان لغة كما نقله بعضهم فلا يكون وهماً ) ولُمْعَةٌ كَوْساء متراكمة ملتفَّة والمُتَكاوِسُ في القوافي نوع منها وهو ما توالى فيه أَربع متحركات بين ساكنين شبّه بذلك لكثرة الحركات فيه كأَنها التفَّت وكاسَ الرجُلُ كَوْساً وكَوَّسَهُ أَخذَ برأْسه فَنَصاه إِلى الأَرض وقيل كَبَّه على رأْسه وكاسَ هُوَ يَكُوسُ انقلب وفي حديث عبد اللَّه بن عمر أَنه كان عند الحجاج فقال ما نَدِمْتُ على شيء نَدَمي أَن لا أَكون قَتَلْتُ ابن عمر فقال عبد اللَّه أَما واللَّه لو فعلتَ ذلك لَكَوَّسَك اللَّه في النار أَعلاك أَسفلك قال أَبو عبيد قوله لَكَوَّسَك اللَّه يعني لَكَبَّك اللَّه فيها وجعل أَعلاك أَسْفَلك وهو كقولهم كلَّمته فاهُ إِلى فيَّ في وقوعه موقع الحال ويقال كَوَّسْتُهُ على رأْسه تَكْويساً وقد كاسَ يَكوسُ إِذا فعل ذلك والكُوس خَشَبة مُثلَّثة تكون مع النَّجَّار يَقِيس بها تَرْبيعً الخشَب وهي كلمة فارسية والكَوْسُ أَيضاً كأَنها أَعجمية والعرب تكلَّمت بها وذلك إِذا أَصاب الناس خَبٌّ في البحر فخافوا الغَرَق قيل خافوا الكَوْسَ ابن سيده والكَوْسُ هَيْجُ البحر وخَبُّه ومُقارَبة الغرق فيه وقيل هو الغرَق وهو دَخِيل والكُوسِيُّ من الخيل القصير الدَّوارِج فلا تراه إِلا مُنَكَّساً إِذا جَرَى والأُنثى كُوسِيَّة وقال غيره هو القصير اليدَيْنِ وكاسَتِ الحيَّة إِذا تَحَوَّتْ في مَكاسِها وفي نسخة في مَساكِها وكَوْساءُ موضع قال أَبو ذؤيب إِذا ذَكَرتْ قَتْلي بِكَوْساء أَشْعَلَتْ كوَاهِيَةِ الأَخْراتِ رَثّ صُنُوعُها

( كيس ) الكَيْسُ الخفَّة والتوقُّد كاس كَيْساً وهو كَيْسٌ وكَيِّسٌ والجمع أَكْياس قال الحطيئة واللَّه ما مَعْشَرٌ لامُوا امْرأًجُنُباً في آلِ لأْيِ بنِ شَمَّاسٍ بأَكْياسِ قال سيبويه كَسَّروا كَيِّساً على أَفعال تشبيهاً بفاعل ويدلُّك على أَنه فَيْعِل أَنهم قبد سلَّموا فلو كان فَعْلاً لم يسلِّموه
( * قوله « كسروا كيساً على أفعال إلى قوله لم يسلموه » هكذا في الأصل ومثله في شرح القاموس ) وقوله أَنشده ثعلب فكُنْ أَكْيَسَ الكَيْسَى إِذا كنتَ فيهمُ وإِنْ كنتَ في الحَمْقى فكُنْ أَنتَ أَحْمَقا إِنما كسَّره هنا على كَيْسى لمكان الحَمْقى أَجرى الضدَّ مُجْرى ضدِّه والأُنثى كَيِّسَة وكَيْسَة والكُوسى والكِيسى جماعة الكَيِّسَة عن كراع قال ابن سيده وعندي أَنها تأْنيث الأَكْيَس وقال مَرَّةً لا يوجد على مثالها إِلا ضِيقى وضُوقى جمع ضَيِّقَة وطُوبى جمع طَيِّبة ولم يقولوا طِيبى قال وعندي أَن ذلك تأْنيث الأَفْعَل الليث جمع الكَيِّس كَيَسَة ويقال هذا الأَكْيَسُ وهي الكُوسى وهُنَّ الكُوسُ والكُوسِيَّات النساء خاصَّة وقوله فما أَدْري أَجُبْناً كان دَهْري أَمِ الكُوسَى إِذا جَدَّ الغَرِيمُ ؟ أَراد الكَيْسَ بناه على فُعْلى فصارت الياء واواً كما قالوا طُوبى من الطِّيب وفي اغتسال المرأَة مع الرجل إِذا كانت كَيِّسَة أَراد به حسن الأَدب في استعمال الماء مع الرجل وفي الحديث وكان كَيْسَ الفعل أي حَسَنَه والكَيْسُ في الأُمور يجري مَجْرى الرِّفق فيها والكُوسى الكَيْسُ عن السِّيرافي أَدخلوا الواو على الياء كما أَدخلوا الياء كثيراً على الواو وإِن كان إِدخال الياء على الواو أَكثر لخفة الياء ورجل مُكَيَّس كَيْسٌ قال رافع بن هُرَيْمٍ فهَلاَّ غَيْرَ عَمِّكُمُ ظَلَمْتُمْ إِذا ما كنتُمُ مُتَظَلِّمِينا ؟ عَفاريتاً عليِّ وأَكل مالي وجُبْناً عن رِجالٍ آخَرينا فلو كنتم لمُكْيِسَةٍ أَكاسَتْ وكَيْسُ الأُم يُعْرَف في البَنِينا ولكن أُمُّكُمْ حَمُقَتْ فَجِئتُمْ غِثاثاً ما نَرَى فيكم سَمِينا أَي أَوْجَب لأَن يكون البَنُون أَكْياساً وامرأَة مكْياسٌ تَلِدَ الأَكْياسَ وأَكْيَسَ الرجل وأَكاسَ إِذا وُلِدَ له أَولاد أَكياسٌ والتَّكَيُّسُ التظرُّف وتَكَيَّسَ الرجل أَظهر الكَيْسَ والكِيسى نعت المرأَة الكَيِّسَة وهو تأْنيث الأَكْيَسِ وكذلك الكوسى وقد كاس الولد يَكِيسُ كَيْساً وكِياسَةً وفي الحديث عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم الكَيِّس من دان نَفسَه وعَمِل لما بعد الموْت أَي العاقل وفي الحديث أَيُّ المؤمنين أَكْيَسُ أَي أَعقل أَبو العباس الكَيِّسُ العاقل والكَيْسُ خلاف الحمق والكَيس العقل يقال كاسَ يَكِيسُ كَيْساً وزيدُ بن الكَيْس النَّمَريّ النَّسَّابة والكَيِّسُ اسم رجل وكذلك كَيْسان وكَيْسان أَيضاً اسمٌ للغَدْرِ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لضمرة بن ضمرة بن جابر بن قَطن إِذا كنت في سَعْدٍ وأُمُّك منهمُ غَريباً فلا يَغْرُرْك خالُك من سَعْدِ إِذا ما دَعَوْا كَيسان كانت كُهولُهم إِلى الغَدْرِ أَسْعَى من شَبابهمِ المُرْدِ وذكر ابن دُرَيْدٍ أَن هذا للنَّمِر بن تَوْلَب في بني سعد وهم أَخوالُه وقال ابن الأَعرابي الغَدْرُ يكنى أَبا كَيْسان وقال كراع هي طائية قال وكل هذا من الكَيْس والرجل كَيِّس مُكَيَّس أَي ظريف قال أَما تَراني كَيَّساً مُكَيِّسا بَنَيْتُ بَعْدَ نافِع مُخَيَّسا ؟ المُكَيَّس المعروف بالكَيْس والكَيْس الجِماع وفي حديث النبي صلى اللَّه عليه وسلم فإِذا قَدِمْتم على أَهاليكم فالكَيْسَ الكَيْسَ أَي جامعوهنَّ طَلباً للولد أَراد الجِماع فجعل طلب الولد عَقْلاً والكَيْسُ طلب الولد ابن بُزُرج أَكاسَ الرجلُ الرجلَ إِذا أَخذ بناصِيَته وأَكاسَتِ المرأَة إِذا جاءتْ بولد كَيِّس فهي مُكِيسَة ويقال كايَستُ فلاناً فكِسْتُه أَكِيسُه كَيْساً أَي غلبته بالكَيْس وكنتُ أَكْيَس منه وفي حديث جابر أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال له أَتراني إِنما كِسْتُك لآخُذَ جَمَلك أَي غلبتك بالكَيْس وهو يُكايسُه في البيع والكِيس من الأَوعية وِعاءُ معروف يكون للدراهم والدنانير والدُّرِّ والياقُوتِ قال إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتَةٌ أُخْرجَتْ من كِيس دُهْقانِ والجمع كِيَسَة وفي الحديث هذا من كِيس أَبي هريرة أَي مما عنده من العلم المقتنى في قلبه كما يُقْتَنى المال في الكِيس ورواه بعضهم بفتح الكاف أَي من فِقْهِه وفِطْنته لا من روايته والكَيْسانِيَّة جُلود حمر ليست بقرظِيَّة والكَيْسانِيَّة صِنْف من الرَّوافِض أَصحاب المُختار بن أَبي عُبيد يقال لَقَبُه كان كَيْسان ويقال لما يكون فيه الولد المَشِيمَة والكِيسُ شُبِّه بالكيس الذي تحرز فيه النفقة

( لأس ) اللَّؤُس وَسَخُ الأَظفار وقالوا لو سأَلتُه لَؤُساً ما أَعْطاني وهو لا شيء عن كراع الليث اللَّوْس أَن تَتَّبع الحَلاواتِ
( * قوله « الليث اللوس إلى آخر المادة » محله في مادة لوس لا هنا فلذا ذكره هناك )
وغيرها فتأْكلها يقال لاسَ يَلُوس لَوْساً وهو لائِسٌ ولَؤُوسٌ

( لبس ) اللُّبْسُ بالضم مصدر قولك لَبِسْتُ الثوبَ أَلْبَس واللَّبْس بالفتح مصدر قولك لَبَسْت عليه الأَمر أَلْبِسُ خَلَطْت واللِّباسُ ما يُلْبَس وكذلك المَلْبَس واللِّبْسُ بالكسر مثلُه ابن سيده لَبِسَ الثوب يَلْبَسُه لُبْساً وأَلْبَسَه إِياه وأَلْبَس عليك ثوبَك وثوب لَبِيس إِذا كثر لُبْسُه وقيل قد لُبِسَ فأَخْلَق وكذلك مِلْحَفَة لَبِيسٌ بغير هاء والجمع لُبُسٌ وكذلك المزادة وجمعها لَبائِس قال الكميت يصف الثور والكلاب تَعَهّدَها بالطَّعْنِ حتى كأَنما يَشُقُّ بِرَوْقَيْهِ المَزادَ اللَّبائِسا يعني التي قد استعملت حتى أَخْلَقَتْ فهو أَطوَعُ للشَّقِّ والخَرْق ودارٌ لَبِيسٌ على التشبيه بالثوْب الملبوس الخَلَق قال دارٌ لِلَيْلى خَلَقٌ لَبِيسُ ليس بها من أَهلها أَنيسُ وحَبْل لَبيسٌ مستعمَل عن أَبي حنيفة ورجل لَبِيسٌ ذو لِبَاسٍ على التَّشبيه حكاه سيبويه ولَبُوسٌ كثير اللِّباس واللَّبُوس ما يُلبس وأَنشد ابن السكيت لِبَيْهَس الفزاري وكان بَيْهس هذا قتل له ستة إِخوة هو سابعُهم لما أَغارَتْ عليهم أَشْجَع وإِنما تركوا بَيْهَساً لأَنه كان يحمُق فتركوه احْتِقاراً له ثم إِنه مرَّ يوماً على نِسْوَة من قومه وهنَّ يُصلِحْن امرأَة يُرِدْنَ أَن يُهْدِينَها لبعض من قَتَل إِخَوتَه فكشف ثوبه عن اسْتِه وغطَّى رأَسه فقلْنَ له وَيْلَك أَيَّ شيء تصنَع ؟ فقال الْبَسْ لِكُلِّ حَالَة لَبُوسَها إِمَّا نَعِيمَها وإِمَّا بُوسَهَا واللَّبُوس الثياب والسِّلاح مُذكَّر فإِن ذهبت به إِلى الدِّرْع أَنَّثْتَ وقال اللَّه تعالى وعلَّمناه صَنْعَة لَبُوس لكم قالوا هو الدِّرْعُ تُلبَس في الحروب ولِبْسُ الهَوْدج ما عليه من الثياب يقال كشَفْت عن الهَوْدج لِبْسَه وكذلك لِبْس الكعبة وهو ما علينا من اللِّباسِ قال حميد بن ثور يصف فرَساً خدمته جَواري الحيِّ فَلَما كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَهُ بأَطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّما وإِنه لحسَنُ اللَّبْسَة واللِّباس واللِّبْسَةُ حالة من حالات اللُّبْس ولَبِستُ الثوب لَبْسَةً واحدة وفي الحديث أَنه نهى عن لِبْسَتَيْن هي بكسر اللام الهيئة والحالة وروي بالضم على المصدر قال الأَثير والأَوّل الوجه ولِباسُ النَّوْرِ أَكِمَّتُهُ ولِباسُ كل شيء غِشاؤُه ولِباس الرجل امرأَتُه وزوجُها لِباسُها وقوله تعالى في النساء هنَّ لِباسٌ لكم وأَنتم لِباسٌ لهنَّ أَي مثل اللِّباسِ قال الزجاج قد قيل فيه غيرُ ما قوْلٍ قيل المعنى تُعانِقونهنَّ ويُعانِقْنَكم وقيل كلُّ فَرِيقٍ منكم يَسْكُنُ إِلى صاحبه ويُلابِسُه كما قال تعالى وجَعَل منها زوجها ليَسْكُنْ إِليها والعرب تسَمِّي المرأَة لِباساً وإِزاراً قال الجعدي يصف امرأَة إِذا ما الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَها تَثَنَّتْ فكانت عليه لِباسا ويقال لَبِسْت امرأَة أَي تمتَّعت بها زماناً ولَبِست قَوْماً أَي تملَّيْت بهم دهراً وقال الجعدي لَبِسْت أُناساً فأَفْنَيْتُهُمْ وأَفْنَيْتُ بعد أُناسٍ أُناسا ويقال لَبِسْت فلانة عُمْرِي أَي كانت معي شَبابي كلَّه وتَلَبَّسَ حُبُّ فلانة بَدَمِي ولَحْمِي أَي اختلط وقوله تعالى الذي جعل لكم الليل لِباساً أَي تَسْكُنُون فيه وهو مشتملٌ عليكم وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى فأَذاقها اللَّه لِباسَ الجُوعِ والخَوْف جاعُوا حتى أَكلوا الوَبَرَ بالدَّمِ وبلغ منهم الجُوعُ الحالَ التي لا غاية بعدها فضُرِبَ اللِّباسُ لما نالهم مثلاً لاشتماله على لابِسِه ولِباسُ التَّقْوَى الحياءُ هكذا جاء في التفسير ويقال الغليظ الخشِنُ القصير وأُلْبِسَتِ الأَرض غطَّاها النَّبْتُ وأَلبَسْت الشيء بالأَلف إِذا غَطَّيْته يقال أَلْبَس السماءَ السحابُ إِذا غَطَّاها ويقال الحَرَّةُ الأَرض التي لَبِسَتها حجارة سُودٌ أَبو عمرو يقال للشيء إِذا غَطَّاه كلَّه أَلبَسَه ولا يكون لَبِسَه كقولهم أَلبَسَنا الليل وأَلْبَسَ السماءَ السحابُ ولا يكون لَبِسَنا الليل ولا لَبِس السماءَ السحابُ ويقال هذه أَرض أَلْبَسَتْها حجارة سود أَي غطَّتْها والدَّجْنُ أَن يُلْبِسَ الغيمُ السماء والمَلْبَسُ كاللِّباسِ وفي فلان مَلْبَسٌ أَي مُسْتَمْتَعٌ قال أَبو زيد يقال إَن في فلان لمَلْبَساً أَي ليس به كِبْرٌ ويقال كِبَرٌ ويقال ليس لفلان لَبِيسٌ أَي ليس له مثل وقال أَبو مالك هو من المُلابَسَة وهي المُخالَطة وجاء لابِساً أُذُنَيْه أَي مُتغافلاً وقد لَبِس له أُذُنَهُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لَبِسْتُ لِغالِبٍ أُذُنَيَّ حتَّى أَراد لقَوْمِه أَنْ يأْكُلُوني يقول تغافَلْت له حتى أَطمَعَ قومَه فيَّ واللَّبْسُ واللَّبَسُ اختلاط الأَمر لبَسَ عليه الأَمرَ يَلْبِسُه لَبْساً فالْتَبَسَ إِذا خَلَطَه عليه حتى لا يعرِف جِهَتَه وفي المَوْلَدِ والمَبْعَثِ فجاء المَلَكُ فشقَّ عن قلبه قال فَخِفْتْ أَن يكون قد الْتُبِسَ بي أَي خُولِطْت في عَقْلي من قولك في رَأْيهِ لَبْسٌ أَي اختلاطٌ ويقال للمجنون مُخالَط والْتَبَسَ عليه الأَمر أَي اختلَطَ واشْتَبَه والتَّلْبيسُ كالتَّدْليس والتَّخليط شُدِّد للمبالغة ورجل لَبَّاسٌ ولا تقل مُلَبَّس وفي حديث جابر لما نزل قوله تعالى أَو يُلْبِسَكُم شِيَعاً اللَّبْس الخلْط يقال لَبَسْت الأَمر بالفتح أَلْبِسُه إِذا خَلَطت بعضه ببعض أَي يَجْعَلكم فِرَقاً مختلفين ومنه الحديث فَلَبَسَ عليه صَلاتَه والحديث الآخر من لَبَسَ على نفسه لَبْساً كلُّه بالتخفيف قال وربما شدد للتكثير ومنه حديث ابن صيّاد فَلَبَسَني أَي جَعَلني أَلْتَبِسُ في أَمره والحديث الآخر لَبَسَ عليه وتَلَبَّس بيَ الأَمرُ اختلط وتعلق أَنشد أَبو حنيفة تَلَبَّسَ حُبُّها بَدَمي ولَحْمِي تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بفُرُوعِ ضالِ وتَلَبَّسَ بالأَمر وبالثَّوْب ولابَسْتُ الأَمرَ خالَطْتُه وفيه لُبْسٌ ولُبْسَةٌ أَي التِباسٌ وفي التنزيل العزيز وللبَسْنا عليهم ما يَلْبِسُون يقال لَبَسْت الأَمر على القوم أَلْبِسُه لَبْساً إِذا شَبَّهْتَه عليهم وجَعَلتَه مُشْكِلاً وكان رؤساء الكفار يَلْبِسُون على ضَعَفَتهم في أَمر النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقالوا هَلاَّ أُنزل إِلينا مَلَك ؟ قال اللَّه تعالى ولو أَنزَلْنا مَلَكاً فرأَوْه يعني المَلَك رجُلاً لكان يَلْحَقهم فيه من اللَّيْس مثل ما لحق ضَعَفَتَهُم منه ومن أَمثالهم أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْتَبِس إِذا سأَلتَه عن أَمر فلم يُبَيِّنْهُ لك وفي التهذيب أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْبِسِ يُضرَب هذا المَثَل لِمَن اتَّسَعت فِرْقَتُه أَي كثر من يَتَّهِمُه فيما سَرَقه والمِلْبَس الذي يلبسُك ويُجلِّلك والمِلْبَسُ الليل بعَيْنه كما تقول إِزارٌ ومِئْزًرٌ ولِحافٌ ومِلْحَفٌ ومن قال المَلْبَس أَراد ثَوْب اللُّبْس كما قال وبَعْدَ المَشِيبِ طُول عُمْرٍ ومَلْبَسَا وروي عن الأَصمعي في تفسير هذا المثل قال ويقال ذلك للرجل يقال له ممن أَنت ؟ فيقول من مُضَر أَو من رَبيعَة أَو من اليَمَن أَي عَمَمْت ولم تخصَّ واللَّبْسُ اختِلاطُ الظلام وفي الحديث لُبْسَةٌ بالضم أَي شُبْهَةٌ ليس بواضح وفي الحديث فيَأْكلُ فما يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعام أَي لا يَلْزَق به لنظافة أَكله ومنه الحديث ذهب ولم يَتَلَبَّسْ منها بشيء يعني من الدنيا وفي كلامه لَبُوسة ولُبُوسَة أَي أَنه مُلْتَبِس عن اللحياني ولَبَّسَ الشيءُ الْتَبَسَ وهو من باب قد بَيَّنَ الصبحُ لِذِي عَينَيْن ولابَسَ الرجلُ الأَمر خالطَه ولابَسْتَ فلاناً عَرَفت باطنَه وما في فلان مَلبَس أَي مُسْتَمْتَع ورجل البِيسٌ أَحمق
( * قوله « البيس أَحمق » كذا في الأصل وفي شرح القاموس ورجل لبيس بكسر اللام أَحمق )
الليث اللَّبَسَة بَقْلة قال الأَزهري لا أَعرف اللَّبَسَة في البُقُول ولم أَسمع بها لغير الليث

( لحس ) اللَّحْسُ باللسان يقال لَحِس القَصْعَة بالكسر واللَّحْسَة اللَّعْقَة والكلب يَلْحَس الإِناء لَحْساً كذلك وفي المَثل أَسْرَع من لحْسِ الكلب أَنفه ولحِسْت الإِناء لَحْسَة ولُحْسَة ولَحَسَه لَحْساً لَعِقَه وفي حديث غَسْل اليَدِ من الطعام إِن الشيطان حَسَّاسٌ لَحَّاسٌ أَي كثير اللَّحْسِ لما يَصِل إِليه تقول لَحِسْت الشيء أَلْحَسه إِذا أَخذتَه بلسانك ولَحَّاسٌ للمبالغة والحَسَّاس الشديد الحِسّ والإِدْراك وقولهم تَرَكْتُ فلاناً بمَلاحِسِ البَقَرِ أَولادَها هو مِثل قولهم بِمَباحِث البقر أَي بالمكان القَفْر بحيث لا يُدْرَى أَين هو وقال ابن سيده أَي بِفَلاةٍ من الأَرض قال ومعناه عندي بحيث تَلْعَق البَقَرُ ما على أَولادِها من السَّابِياءِ والأَغْراسِ وذلك لأَن البَقَر الوَحْشِيَّة لا تلِد بالمَفاوز قال ذو الرمة تَرَبَّعْنَ منْ وَهْبِين أَو بِسُوَيْقةٍ مَشَقَّ السَّوابي عن رُؤوس الجَآذِر قال وعندي أَنه بِمَلاحِسِ البقَر فقط أَو بِمَلْحَس البقَر أَولادها لأَن المَفْعَل إِذا كان مصدراً لم يُجْمع قال ابن جِنِّي لا تخلو مَلاحِس ههنا من أَن تكون جمع مَلْحَس الذي هو المصدر أَو الذي هو المكان فلا يجوز أَن يكون ههنا مكاناً لأَنه قد عمل في الأَولاد فنصبَها والمكان لا يعمل في المفعول به كما أَن الَّزمان لا يعمل فيه وإِذا كان الأَمر على ما ذكرناه كان المضاف هنا محذوفاً مقدَّراً كأَنه قال تَرَكْتُه بِمَلاحِسِ
( * قوله « كأَنه تركته بملاحس إلخ » هكذا في الأصل ولعل فيه سقطاً والأصل تركته بمكان ملاحس إلخ ) البقَر أَولادَها كما أَن قوله وما هِيَ إِلا في إِزارٍ وعِلْقَةٍ مُغارَ ابن هَمَّام على حَيِّ خَثْعَما محذوفُ المضاف أَي وقَتَ إِغارَة ابن همام على حَيِّ خَثْعَم أَلا تراه قد عَدَّاه إِلى قوله على حَيِّ خَثْعَما ؟ ومَلاحِس البقَرِ إِذاً مصدرٌ مجموع مُعْمَل في المفعول به كما أَن قوله مَواعِيدَ عُرْقُوب أَخاه بِيَثْرِب كذلك وهو غريب قال ابن جني وكان أَبو علي رحمه اللَّه يورِد مَواعِيدَ عُرْقُوب أَخاه مَوْرِدَ الطَّريف المتعجِّب منه واللَّحْسُ أَكل الجَراد الخَضِرَ والشجرَ وكذلك أَكلُ الدُّودَةِ الصُّوف واللاَّحُوس الحريص وقيل المَشؤوم يَلْحَس قومَه على المَثَل وكذلك الحاسُوس واللَّحُوس من الناس الذي يَتَّبعُ الحَلاوَة كالذُّباب والمِلْحَسُ الشجاع كأَنه يأْكل كلَّ شيء يرتفع له ويقال فلان أَلَدُّ مِلْحَسٌ أَحْوَس أَهْيَس وفي حديث أَبي الأَسْوَد عليكم فلاناً فإَنه أَهْيَس أَلْيَس أَلَدُّ مِلْحَس هو الذي لا يظهر له شيء إِلا أَخذه مِفْعَل من اللَّحْس ويقال الْتَحَسْت منه حَقِّي أَي أَخذتُه وأَصابتهم لَواحِس أَي سِنُون شِداد تَلْحَس كلَّ شيء قال الكميت وأَنتَ رَبِيعُ الناس وابْنُ رَبيعِهِمْ إِذا لُقِّبَتْ فيها السِّنُونُ اللَّواحِسَا وأَلْحَسَت الأَرض أَنْبَتَتْ أَوّل العُشْب وقيل هو أَن تَخْرُج رؤوس البقل فيراه المال فيطمَع فيه فيَلْحَسَه إِذا لم يقدِر أَن يأْكل منه شيئاً واللَّحْس ما يظهر من ذلك وغَنَم لاحِسة ترعَى اللَّحْس ورجل مِلْحَس حريصٌ وقيل المِلْحَس والمُلْحِس الذي يأْخذُ كلَّ شيء يقدِر عليه

( لدس ) لَدَسَه بيدِه لَدْساً ضَرَبَه بها ولَدَسَه بالحجر ضَّرَبه أَو رَماه وبه سُمِّي الرجل مُلادِساً وبنو مُلادِس حَيّ وناقة لَدِيسٌ رُمِيت باللحم وقيل اللَّدِيسُ الكثير اللحم عن كراع الصحاح اللَّدِيسُ الناقة الكثيرة اللحم مثل اللَّكِيك والدَّخِيس وأَلْدَسَت الأَرض إِلدَاساً أَطْلَعَت شيئاً من النبات قال ابن سيده أَراه مقلوباً عن أَدْلَسَت وناقة لدِيس رَدِيس إِذا رميت باللحم رمياً قال الشاعر سَدِيسٌ لَدِيسٌ عَيْطَمُوسٌ شِمِلَّةٌ تُبارُ إِليها المُحْصَنات النَّجائِبُ المُحْصَنات النَّجائبُ اللّواتي أَحْصَنَها صاحِبُها أَسن لا يَضْرِبَها إِلاّ فَحْل كَرِيم وقوله تُبارُ أَي يُنْظرُ إِليهنّ وإِلى سَيْرِهنَّ بسَيْر هذه الناقة يُختَبَرْن بسَيرها ويقال لَدَّسْتُ الخُفَّ تَلدِيساً إِذا ثَقَّلْتَه ورَقَعْتَه يقال خُفٌّ مُلَدِّسُ كما يقال ثَوْب مُلَدَّم ومُرَدَّم ولَدَّسْت فِرْسِنَ البعير تَلْديساً إِذا أَنْعَلْتَه وقال الراجز حَرْف عَلاة ذات خُفٍّ مِرْدَسِ دامِي الأَظَلِّ مُنْعَلٍ مُلَدَّسِ والمِلْدَس لغة في المِلْطَس وهو حجر ضخم يُدَقُّ به النَّوَى وربما شبّه به الفحل الشديد الوطء والجمع المَلادِس

( لسس ) اللَّسُّ الأَكل أَبو عبيد لَسَّ يَلُسُّ لَسّاً إِذا أَكل وقال زهير يصف وَحْشاً ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّرَاءِ وناشِطٌ قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمِير جَحَافِلُه
( * قوله ناشط في قصيدة زهير مِسْحَل )
ولَسَّت الدابةُ الحشيش تَلُسُّه لَسّاً تَناوَلَتْه ونَتَفتْه بِجَحْفَلَتِها وأَلَسَّت الأَرضُ طَلَع أَوّل نباتِها واسمُ ذلك النبات اللُّساس بالضم لأَن المال يَلُسُّه واللُّساس أَوّل البَقْل وقال أَبو حنيفة اللُّسَاس البقل ما دام صغيراً لا تَسْتَمْكِن منه الراعية وذلك لأَنها تَلُسُّه بأَلسِنتها لَسّاً قال يُوشِك أَن تُوجِسَ في الإِيجاس
( * قوله « يوشك أَن توجس » هكذا في الأَصل وشارح القاموس هنا وأَراد المؤلف هذه الأَبيات في مادة هوس بلفظ آخر )
في باقِلِ الرِّمْثِ وفي اللُّساس منها هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاس وأَلَسَّ الغَمِيرُ أَمكن أَن يُلَسَّ قال بعض العَرب وجَدْنا أَرضاً مَمْطوراً ما حَوْلها قد أَلَسَّ غَمِيرُها وقيل أَلَسَّ خرج زَهْرُه وقال أَبو حنيفة اللَّسُّ أَوَّل الرَّعْي لَسَّتْ تَلُسُّ لَسّاً وثوب مُتَلَسْلِس ومُلَسْلَس كمُسَلْسَل وزعم يعقوب أَنه مقلوب وماءٌ لَسْلَس ولَسْلاس ولُسالِس كسَلْسَل الأَخيرة عن ابن جني ابن الأَعرابي يقال للغلام الخفيف الروح النَّشيط لُسْلُس وسُلْسُل واللُّسْسُ الحَمَّالون الحُذَّاق قال الأَزهري والأَصل النُّسُ والنَّسسُّ السَّوْق فقلبت النون لاماً ابن الأَعرابي سَلْسَلَ إِذا أَكل السَّلْسَلَة وهي القطعة الطويلة من السنام وقال أَبو عمر وهي اللِّسْلِسةُ وقال الأَصمعي هي السَّلْسَلَة ويقال سِلْسِلَة واللَّسْلاسُ السَّنام المقطَّع قال الأَصمعي اللَّسْلِسَة يعني السنام المقطَّع

( لطس ) اللَّطْس الضَّرْب للشيء بالشيء العَريض لَطَسه يَلْطُسُه لَطْساً وحجرٌ لَطَّاس تُكْسَر به الحجارة والمِلْطَسُ والمِلْطاس حَجَرٌ ضخْم يُدَقُّ به النَّوى مثل المِلْدَم والمِلْدام والجمع المَلاطِس والمِلْطاس مِعْوَل يكسَر به الصخر قال ابن شميل المَلاطِيس المَناقِير من حديد يُنْقَر بها الحجارة الواحدة مِلْطاس والمِلْطاس ذو الخَلْفَين الطويل الذي له عَنَزَة وعَنَزَتُه حدُّه الطويلُ قال أَبو خيرة المِلْطَس ما نَقَرْتَ به الأَرجاء قال امرؤْ القيس وتَرْدي على صُمٍّ صِلاب مَلاطِس شَديدات عَقْد لَيِّنات مِتان وقال الفرّاء ضربه بِمِلْطاس وهي الصخرة العظيمة لَطَسَ بها أَي ضرَب بها ابن الأَعرابي اللَّطْسُ اللَّطْمُ وقال الشماخ فجعل أَخفاف الإِبل مَلاطِس تَهْوي على شَراجِعٍ عَلِيَّاتْ مَلاطِسِ الأَخْفافِ أَفْتَلِيَّاتْ قال ابن الأَعرابي أَراد أَنها تضرِب بأَخْفافِها تَلْطُسُ الأَرض أَي تَدُقُّها بها واللَّطْس الدَّقُّ والوَطءُ الشديد قال حاتم وسُقِيتُ بالماءِ النَّميرِ ولم أَُترَكْ أُلاطِسُ حَمْأَة الحَفْرِ قال أَبو عبيدة معنى أُلاطِسُ أَتَلَطَّخ بها ولَطَسه البعيرُ بخفِّه ضرَبه أَو وَطِئَه والمِلْطَس والمِلْطاس الخُفُّ أَو الحافر الشديد الوطء التهذيب وربما سمي خُفُّ البعير مِلْطاساً والمِلْطاس الصخرة العظيمة والمِدَقُّ المِلْطاس والمِلْطاس حجر عَريض فيه طُول

( لعس ) اللَّعَسُ سَوادُ اللِّثَة والشَّفة وقيل اللَّعَس واللُّعْسَة سَواد يعلو شَفَة المرأَة البيضاء وقيل هو سواد في حمرة وقيل ذو الرمة لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ وفي اللِّثاتِ وفي أَنْيابها شَنَبُ أَبْدَلَ اللَّعَسَ من الحُوَّة لَعِسَ لَعَساً فهو أَلْعَسُ والأُنثى لَعْساء وجعل العجاج اللُّعْسَة في الجسد كله فقال وبَشَراً مع البَياض أَلْعَسا فجعل البشر أَلْعَسَ وجعله مع البياض لما فيه من شُرْبة الحمرة قال الجوهري اللَّعْسُ لَونُ الشفة إِذا كانت تضرب إِلى السواد قليلاً وذلك يُسْتَمْلَح يقال شفة لَعْساء وفِتْيَة ونسوة لُعْس وربما قالوا نَبات أَلْعَس وذلك إِذا كثر وكَثُف لأَنه حينئذ يضرب إِلى السواد وفي حديث الزبير أَنه رأَى فِتْيَة لُعْساً فسأَل عنهم فقيل أُمُّهم مَولاة لِلْحُرَقَة وأَبُوهم مملوك فاشترى أَباهم وأَعتقه فجرَّ ولاءَهم قال ابن الأَثير اللُّعْسُ جمع أَلْعَس وهو الذي في شفتيه سَواد قال الأَصمعي اللُّعْس الذين في شِفاهِهمْ سَوادٌ وهو مما يُستحسَن ولقد لَعِسَ لَعَساً قال الأَزهري لم يُرِدْ به سَوادَ الشفة خاصة إِنما أَراد لَعَسَ أَلْوانِهم أَي سَوادَها والعرب تقول جارية لَعْساء إِذا كان في لَوْنِها أَدنى سواد فيه شُرْبَة حُمْرَةٍ ليست بالناصعَة فإِذا قيل لَعْساء الشَّفة فهو على ما قال الأَصمعي والمُتَلَعِّس الشديد الأَكل واللَّعْوَس الأَكُول الحَريص وقيل اللَّغْوَس بالغين معجمة وهو من صفات الذئب واللَّعْوس بتسكين العين الخفيف في الأَكل وغيره كأَنه الشَّرِه ومنه قيل للذئب لَعْوَس ولَغْوَس وأَنشد لذي الرُّمة وماءٍ هَتَكْتُ اللَّيْلَ عنه ولم يَرِدْ رَوايا الفِراخِ والذِّئابُ اللَّعاوِسُ ويروى بالغين المعجمة وما ذقت لَعُوساً أَي شيئاً وما ذُقْتُ لَعُوقاً مثله وقيل اللَّعْس العَضُّ يقال لَعَسَني لَعْساً أَي عَضَّني وبه سمي الذئب لَعْوَساً وأَلْعَسُ موضع قال فلا تُنْكِرُوني إِنَّني أَنا ذَلِكُمْ عَشِيَّةَ حَلَّ الحَيُّ غَوْلاً فأَلْعَسا
( * قوله « أَنا ذلكم » في شرح القاموس بدله أَنا جاركم )
ويروى لَياليَ حَلَّ

( لغس ) اللَّغْوَسَة سُرْعة الأَكل ونحوه واللَّغْوَس السريع الأَكل واللَّغْوَس الذئب الشَّرِه الحريص والعين فيه لغة قال ذو الرمة وماءٍ هَتَكْتُ السِّتْرَ عنه ولم يَرِدْ رَوايا الفِراخِ والذِّئابُ اللَّغاوِسُ ويروى بالعين المهملة وذئب لَغْوَس ولِصٌّ لَغْوَس خَتُول خبيث واللَّغْوَس عُشْبة من المَرْعى حكاه أَبو حنيفة قال واللَّغْوَس أَيضاً الرَّقيق الخفيف من النَّبات قال ابن أَحمر يصف ثوراً فَبَدرْتُه عَيْناً ولَجَّ بِطَرْفِه عَنِّي لُعَاعَةُ لَغْوَس مُتَزَيِّدِ
( * قوله « متزيد » ويروى مترئد كما في شرح القاموس )
معناه أَني نظرتُ إِليه وشغَلَتْه عني لُعاعَةُ لَغْوس وهو نبت ناعِم رَيَّان وقيل اللَغْوَس عُشْب ليِّن رَطْب يؤكل سريعاً ولحم مُلَغْوَس ومَلْغُوس أَحمر لم يَنْضَج ابن السكيت طعام مُلَهْوَج ومُلَغْوس وهو الذي لم يَنْضَج

( لقس ) اللَّقِسُ الشَّرِه النفْس الحَريص على كل شيء يقال لَقِسَت نفسُه إِلى الشيء إِذا نازَعَتْه إِليه وحَرَصَت عليه قال ومنه الحديث لا يَقُولَنَّ أَحدُكم خَبُثتْ نفسي ولكن لِيَقُلْ لَقِسَت نفسي أَي غَثَتْ واللَّقَسُ الغَثَيان وإِنما كَرِه خَبُثَتْ هَرَباً من لفظ الخُبْث والخبيث ولَقِسَت نفسُه من الشيء تَلْقَسُ لَقَساً فهي لَقِسَة وتمَقَّسَت نفسُه تَمَقُّساً غَثَتْ غَثَياناَ وخَبُثَت وقيل نازعته إِلى الشرِّ وقيل بَخِلَت وضاقَتْ قال الأَزهري جعل الليث اللَّقَس الحِرْص والشَّرَه وجعله غيره الغَثَيَان وخُبْث النَّفْس قال وهو الصواب أَبو عمرو اللَّقِس الذي لا يستقيم على وجْه ابن شميل رجل لَقِس سَيّء الخلُق خَبيثُ النَّفس فَحَّاشٌ وفي حديث عُمر وذكر الزبير رضي اللَّه عنهما فقال وَعِْقَةٌ لَقِسٌ اللَّقِس السَّيّء الخلق وقيل الشَّحِيح ولَقِسَت نفسُه إِلى الشيء إِذا حَرَصَتْ عليه ونازعتْه إِليه واللَّقِس العَيَّاب للناس المُلَقِّب الساخِر يلقِّب الناس ويسخَر منهم ويفسد بينهم واللاَّقِس العَيَّاب ويقال فلان لَقِس أَي شَكِس عَسِر ولَقَسَه يَلْقِسُهُ لَقْساً وتَلاقَسُوا تَشاتَمُوا أَبو زيد لَقِسْت الناس أَلقَسُهم ونَقِسْتُهم أَنقَسُهم وهو الإِفساد بينهم وأَن تسخَر منهم وتلقِّبهم الأَلقاب ولاقِس اسم

( لكس ) إِنه لَشَكِسٌ لَكِسٌ أَي عَسِرٌ حكاه ثعلب مع أَشياء إِتباعِيَّة قال ابن سيده فلا أَدري أَلَكِسٌ إِتباع أَم هي لفظة على حِدَتها كشَكِس

( لمس ) اللَّمْس الجَسُّ وقيل اللَّمْسُ المَسُّ باليد لمَسَه يَلْمِسُهُ ويَلْمُسُه لَمْساً ولامَسَه وناقة لَمُوس شُك في سَنامِها أَبِها طِرْقٌ أَم لا فَلُمِسَ والجمع لُمْسٌ واللَّمْس كناية عن الجماع لَمَسَها يَلْمِسُها ولامَسَها وكذلك المُلامَسَة وفي التنزيل العزيز أَو لَمَسْتُمُ النِّساء وقُرِئ أَو لامَسْتُمُ النساء وروي عن عبد اللَّه بن عُمَر وابن مسعود أَنهما قالا القُبْلَة من اللَّمْس وفيها الوُضوء وكان ابن عباس يقول اللَّمْسُ واللِّماسُ والمُلامَسَة كِناية عن الجماع ومما يُسْتَدلّ به على صحة قوله قول العرب في المرأَة تُزَنُّ بالفجور هي لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ وجاء رجل إِلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال له إِن امرأَتي لا تَرُدُّ يَدَ لامِس فأَمرَه بتطليقها أَراد أَنها لا تردُّ عن نفسها كلَّ من أَراد مُراوَدَتها عن نفسها قال ابن الأَثير وقوله في سياق الحديث فاسْتَمْتِعْ بها أَي لا تُمْسِكْها إِلا بقدْر ما تَقْضِي مُتْعَةَ النَّفْس منها ومن وَطَرِها وخاف النبي صلى اللَّه عليه وسلم إِن أَوْجَبَ عليه طَلاقَها أَن تتُوق نفسُه إِليها فيَقَع في الحَرام وقيل معنى لا تردُّ يدَ لامِس أَنها تُعطِي من ماله من يطلُب منها قال وهذا أَشبه قال أَحمد لم يكن ليأْمُرَه بإِمْساكِها وهي تَفْجُر قال عليٌّ وابن مسعود رضي اللَّه عنهما إِذا جاءكم الحديث عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فظُنُّوا أَنه الذي هو أَهْدى وأَتْقَى أَبو عمرو اللَّمْس الجماع واللَّمِيس المرأَة اللَّيِّنة المَلْمَس وقال ابن الأَعرابي لَمَسْتُه لَمْساً ولامَسْتُه مُلامَسَة ويفرق بينهما فيقال اللَّمْسُ قد يكون مَسَّ الشيء بالشيء ويكون مَعْرِفَة الشيء وإِن لم يكن ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ على جوهر والمُلامَسَة أَكثر ما جاءت من اثنين والالْتِماسُ الطَّلَب والتَلَمُّسُ التَّطَلُّب مرَّة بعد أُخرى وفي الحديث اقْتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأَبْتَرَ فإِنهما يَلْمِسان البَصَر وفي رواية يَلْتَمِسان أَي يَخْطِفان ويَطْمِسان وقيل لَمَسَ عَيْنَه وسَمَل بمعنًى واحد وقيل أَراد أَنهما يَقْصِدان البَصَر باللَّسْع في الحيَّات نوع يُسَمَّى الناظِر متى وقَد نَظَرُه على عَيْن إِنسان مات من ساعته ونوعٌ آخر إِذا سَمِع إِنسانٌ صوته مات وقد جاء في حديث الخُدْريِّ عن الشاب الأَنصاريِّ الذي طَعَنَ الحَيَّة بِرُمْحِه فماتت ومات الشاب من ساعته وفي الحديث من سَلَكَ طريقاً يَلْتَمِسُ فيه عِلماً أَي يَطلبُه فاستعار له اللَّمْس وحديث عائشة فالْتَمَسْتُ عِقْدِي والْتَمَسَ الشيءَ وتَلَمَّسَه طَلَبَه الليث اللَّمْس باليد أَن تطلب شيئاً ههنا وههنا ومنه قول لبيد يَلْمِسُ الأَحْلاسَ في مَنزِلهِ بِيَدَيْهِ كاليَهُوديِّ المُصَلْ
( * قوله « كاليهودي المصل » هو بهذا الضبط في الأصل )
والمُتَلَمِّسَةُ من السِّمات يقال كواه والمُتَلَمِّسَةَ والمثلومةً
( * قوله « والمثلومة » هكذا في الأَصل بالمثلثة وفي شرح القاموس المتلومة بالمثناة الفوقية ) وكَوَاه لَماسَ إِذا أَصاب مكان دائه بالتَّلَمُّسِ فوقع على داء الرجُل أَو على ما كان يَكْتُمُ والمُتَلَمِّس اسم شاعر سمي به لقوله فهذا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُهُ زَنابِيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ يعني الذُّباب الأَخْضَر وإِكافٌ مَلْمُوسُ الأَحْناء إِذا لُمِسَت بالأَيدي حتى تَسْتَوي وفي التهذيب هو الذي قد أُمِرَّ عليه اليَدُ ونُحِت ما كان فيه من ارْتفاع وأَوَدٍ وبَيْعُ المُلامَسَةِ أَن تَشْترِيَ المَتاع بأَن تَلمِسَه ولا تنظرَ إِليه وفي الحديث النَّهْيُ عن المُلامَسَة قال أَبو عبيد المُلامَسَة أَن يقول إِن لَمَسْتَ ثوبي أَو لمَسْتُ ثوبَك أَو إِذا لَمَسْت المبيع فقد وجب البيع بيننا بكذا وكذا ويقال هو أَن يَلْمِسَ المَتاع من وراء الثوْب ولا ينظر إِليه ثم يُوقِع البيع عليه وهذا كله غَرَرٌ وقد نُهِي عنه ولأَنه تعليقٌ أَو عُدولٌ عن الصِّيغَة الشَرْعِيَّة وقيل معناه أَن يجعل اللَّمْس بالي قاطعاً للخيار ويرجع ذلك إِلى تعليق اللُّزُوم وهو غير نافِذٍ واللَّماسَة واللُّماسَة الحاجة المقاربة وقول الشاعر لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا أَزِمَتْ فَرِحَ الللَّمُوسُ بثابت الفَقْر اللَّمُوس الدَّعِيُّ يقول نحن وإِن أَزِمَتْ السَّنَةُ أَي عَضَّت فلا يطمع الدَّعِيُّ فينا أَن نُزوِّجَه وإِن كان ذا مال كثير ولَمِيسُ اسم امرأَة ولُمَيْسٌ ولَمَّاس اسمان

( لهس ) لهَسَ الصَّبِيُّ ثَدْيَ أُمِّه لَهْساً لَطَعَه بلسانه ولم يَمْصَصْهُ والمُلاهِسُ المُزاحِم على الطعام من الحِرْص قال مَلاهِسُ القَوْم على الطَّعامِ وجائِزٌ في قَرْقَفِ المُدَامِ شُرْبَ الهِجانِ الوُلُهِ الهِيامِ الجائز العابُّ في الشراب وفلان يُلاهِسُ بني فلان إِذا كان يَغْشَى طعامَهم واللَّهْس لغة في اللَّحْس أَو هَهَّةٌ يقال ما لك عندي لُهْسَة بالضم مثل لُحْسَة أَي شيء

( لوس ) اللَّوْسُ الذَّوْق رجل لَؤُوس على فَعول لاسَ يَلُوس لَوْساً وهو أَلْوَسُ تَتَبَّع الحلاوات فأَكلها واللَّوْسُ الأَكل القليل وما ذاق عنده لَوْساً ولا لَواساً بالفتح أَي ذَواقاً ولا يَلُوسُ كذا أَي لا يَنالُه وهو من ذلك وقال أَبو صاعد الكلابي ما ذاق عَلُوساً ولا لَؤُوساً وما لُسْنا عندهم لَواساً واللُّواسَة بالضم أَقلّ من اللُّقمة واللُّوس الأَشِدَّاء
( * قوله واللوس الأشداء إلخ » قال في شرح القاموس هنا ذكره صاحب اللسان ومحل ذكره الياء ) واحِدُهم أَلْيَس

( ليس ) اللَّيَسُ اللُّزُوم والأَلْيَسُ الذي لا يَبْرَح بيتَه واللَّيَسُ أَيضاً الشدة وقد تَلَيَّس وإِبِلٌ لِيسٌ على الحَوْض إِذا أَقامت عليه فلم تبرحه وإِبِلٌ لِيسٌ ثِقال لا تبرَح قال عَبْدة بن الطَّبِيب إِذا ما حامَ راعِيها اسْتَحَنَّتْ لِعَبْدَة مُنْتَهى الأَهْواء لِيسُ لِيسٌ لا تفارقه مُنْتَهى أَهوائها وأَراد لِعَطَنِ عَبدَة أَي أَنها تَنْزع إِليه إِذا حام راعيها ورجل أَلْيَس أَي شجاع بَيِّنُ اللَّيَس من قوم لِيسٍ ويقال للشجاع هو أَهْيَسُ أَلْيَسُ وكان في الأَصل أَهْوَسَ أَلْيَس فلما ازدوج الكلام قَلَبوا الواو ياء فقالوا أَهْيَس والأَهْوَس الذي يَدُقُّ كل شيء ويأْكله والأَلْيَسُ الذي يُبازجُ قِرْنَهُ وربما ذَمُّوه بقولهم أَهْيَس أَلْيَس فإِذا أَرادوا الذَّمَّ عُني بالأَهْيَس الأَهْوَس وهو الكثير الأَكل وبالأَلْيَس الذي لا يَبْرَح بَيْتَه وهذا ذمٌّ وفي الحديث عن أَبي الأَسْوَد الدُّؤَلي فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَس الأَلْيَسُ الذي لا يبرح مكانه والأَلْيَسُ البعير يَحْمِلُ كلَّ ما حُمِّلَ بعضُ الأَعراب الأَلْيَسُ الدَّيُّوث الذي لا يَغار ويُتَهَزَّأُ به فيقال هو أَلْيَسُ بُورك فيه فاللَّيَسُ يدخل في المَعْنَيَينِ في المدْح والذم وكلٌّ لا يخفى على المُتَفَوِّه به ويقال تَلايَسَ الرجلُ إِذا كان حَمُولاً حسن الخلُق وتَلايَسْتُ عن كذا وكذا أَي غَمَّضْتُ عنه وفلان أَلْيَس دَهْثَم حسَن الخلُق الليث اللَّيَس مصدر الأَلْيَس وهو الشجاع الذي لا يُبالي الحرْبَ ولا يَرُوعُه وأَنشد أَلْيَسُ عن حَوْبائِه سخِيّ يقوله العجاج وجمعه ليس قال الشاعر تَخال نَدِيَّهُمْ مَرْضى حَياءً وتَلْقاهمْ غَداةَ الرَّوْعِ لِيسا وفي الحديث كلُّ ما أَنْهَرَ الدَّمَ فَكُلْ لَيْسَ السِّنََّ والظُّفْرَ معناه إِلا السِّنَّ والظُّفْر وليس من حروف الاستثناء كإِلاَّ والعرب تستثني بليس فتقول قام القوم ليس أَخاك وليس أَخَوَيْك وقام النِّسْوَة ليس هنداً وقام القوم لَيْسي ولَيْسَني وليس إِيَّاي وأَنشد قد ذَهَبَ القوْمُ الكِرام لَيْسِي وقال آخر وأَصْبح ما في الأَرض مِني تَقِيَّةً لِناظِرِه لَيْسَ العِظامَ العَوالِيا قال ابن سيده ولَيْس من حروف الاستثناء تقول أَتى القوم ليس زيداً أَي ليس الآتي لا يكون إِلا مضمراً فيها قال الليث لَيْس كلمة جُحُود قال الخليل وأَصله لا أَيْسَ فطُرِحَتِ الهمزة وأُلْزِقَت اللام بالياء وقال الكسائي لَيس يكون جَحْداً ويكون استثناء ينصَب به كقولك ذهب القوم لَيْس زيداً يعني ما عَدا زيداً ولا يكون أَبداً
( * قوله ولا يكون أَبداً هكذا في الأصل ولم يذكر خبراً لكان يدرك معه المعنى المُراد ) ويكون بمعنى إِلا زيداً وربما جاءت ليس بمعنى لا التي يُنسَقُ بها كقول لبيد إِنما يَجْزي الفَتى لَيْس الجَمَلْ إِذا أُعرِب لَيْس الجَمَلُ لأَن ليْس ههنا بمعنى لا النَّسَقِيَّة وقال سيبويه أَراد ليس يَجْزي الجَمَل وليس الجَمَل يَجْزي قال وربما جاءت ليس بمعنى لا التَّبْرِئَة قال ابن كيسان ليْس من حروف جَحْدٍ وتقع في ثلاثة مواضع تكون بمنزلة كأن ترفع الاسم وتنصب الخبر تقول ليس زيد قائماً وليس قائماً زيد ولا يجوز أَن يقدَّم خبرها عليها لأَنها لا تُصرف وتكون ليس استثناء فتنصب الاسم بعدها كما تنصبه بعد إِلا تقول جاءني القوم ليس زيداً وفيها مُضْمَر لا يظهر وتكون نسقاً بمنزلة لا تقول جاءني عمرو لَيْس زيد قال لبيد إِنما يَجْزي الفتى ليس الجَمَل قال الأَزهري وقد صَرَّفوا لَيْس تصريف الفعل الماضي فَثَنَّوْا وجمعوا وأَنَّثُوا فقالوا لَيْس ولَيْسا ولَيْسُوا ولَيْسَتِ المرأَة ولَيْسَتا ولَسْنَ ولم يُصرِّفُوها في المستقبَل وقالوا لَسْت أَفعل ولَسْنا نَفْعَل وقال أَبو حاتم من اسمح أَنا ليس مثلك والصواب لَسْتُ مِثْلك لأَنَّ ليس فعل واجبٌ فإِنما يجاء به للغائب المتراخي تقول عبد اللَّه
( * قوله « وقال أَبو حاتم إلى قوله تقول عبد اللَّه » هكذا بالأصل ) ليس مثلك وتقول جاءني القوم ليس أَباك وليسك أَي غيرَ أَبيك وغيرك وجاءَك القوم ليس أَباك ولَيْسَني بالنون بمعنى واحد التهذيب وبعضهم يقول لَيْسَني بمعنى غيري ابن سيده ولَيْسَ كلمة نفي وهي فعل ماض قال وأَصلها ليس بكسر الياء فسكنت استثقالاً ولم تقلب أَلفاً لأَنها لا تتصرَّف من حيث استعملت بلفظ الماضي للحال والذي يدلُّ على أَنها فعل وإِن لم تتصرَّف تصرُّف الأَفعال قولهم لَسْت ولَسْتما ولَسْتُم كقولهم ضربت وضربتما وضربتم وجُعِلت من عَوامِل الأَفعال نحو كان وأَخواتها التي ترفع الأَسماء وتنصب الأَخبار إلا أَن الباء في خبرها وحدها دون أَخواتها تقول ليس زيد بمنطلقٍ فالباء لِتعدِيَة الفعل وتأْكيد النفي ولك أَن لا تدخلها لأَن المؤكِّد يستغنى عنه ولأَن من الأَفعال ما يتعدّى مرّة بحرف جرّ ومرّة بغير حرف نحو اشْتَقْتُك واشتقت إِليك ولا يجوز تقديم خبرها عليها كما جاز في أَخواتها لا تقول محسِناً ليس زيد قال وقد يُستثنى بها تقول جاءَني القوم ليس زيداً كما تقول إِلا زيداً تضمِر اسمَها فيها وتنصب خبرها بها كأَنك قلت ليس الجائي زيداً وتقديره جاءني القوم ليس بعضهم زيداً ولك أَن تقول جاءني القوم لَيْسك إِلا أَن المضمر المنفصل ههنا أَحسن كما قال الشاعر لَيْتَ هذا الليلَ شَهْرٌ لا نَرى فيه غَريبا ليس إِيّايَ وإِيّا كَ ولا نَخْشى رَقِيبا ولم يقل لَيْسَني ولَيْسَك وهو جائز إِلا أَن المنفصل أَجْوَد وفي الحديث أَنه قال لزيد الخَيل ما وُصِف لي أَحد في الجاهلية فرأَيته في الإِسلام إِلا رأَيته دون الصِّفة لَيْسَك أَي إِلا أَنت قال ابن الأَثير وفي لَيْسَك غَرابة فإِن أَخبار كان وأَخواتها إِذا كانت ضمائر فإِنما يستعمل فيها كثيراً المنفصل دون المتصل تقول ليس إِياي وإِياك قال سيبويه وليس كلمة ينفى بها ما في الحال فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدَّ
( * قوله « فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدّ » هكذا في الأصل ولعلها محرفة عن صيد بسكون الياء لغة في صيد كفرح ) كما قالوا عَلْم ذلك في عَلِمَ ذلك قال فلم يجعلوا اعتلالَها إلا لزُوم الإِسكان إِذ كَثُرَت في كلامهم ولم يغيِّروا حركة الفاء وإِنما ذلك لأَنه لا مستقبل منها ولا اسم فاعل ولا مصدر ولا اشتقاق فلما لم تُصَرَّف تصرُّف أَخواتها جُعِلَتْ بمنزلة ما لَيْس من الفعل نحو لَيْتَ وأَما قول بعض الشعراء يا خَيْرَ مَنْ زانَ سُرُوجَ المَيْسِ قد رُسَّتِ الحاجاتُ عند قَيْسِ إِذ لا يَزالُ مُولَعاً بِلَيْسِ فإِنه جعلها اسماً وأَعْرَبها وقال الفراء أَصل ليس لا أَيْسَ ودليل ذلك قول العرب ائتِنِي به من حيث أَيْسَ ولَيْس وجِئْ به من أَيْسَ ولَيْسَ أَي من حيث هُوَ ولَيْسَ هُوَ قال سيبويه وقالوا لَسْتُ كما قالوا مَسْتُ ولم يقولوا لِسْتُ كما قالوا خِفْتُ لأَنه لم يتمكَّن تمكن الأَفعال وحكى أَبو علي أَنهم يقولون جِئْ به من حَيْثُ ولَيْسا
( * قوله « من حيث وليسا » كذا بالأَصل وشرح القاموس ) يريدون ولَيْسَ فيشيعون فتحة السين إِما لبيان الحركة في الوقف وإِما كما لحقت بَيْنا في الوصل وإِلْياسُ وأَلْياس اسم قال ابن سيده أَراه عبرانيّاً جاء في التفسير أَنه إِدريس وروي عن ابن مسعود وإِن إِدريسَ مكانَ وإِن إِلْياسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ ومن قرأَ على إِلْياسِين فعلى أَنه جعل كل واحد من أَولاده أَو أَعمامه إِلْياساً فكان يجب على هذا أَن يقرأَ على الإِلْياسِين ورويت سلام على إِدْراسِين وهذه المادة أَولى به من باب أَلس قال ابن سيده وكذلك نقلته عنه اطراداً لمذهب سيبويه أَن الهمزة إِذا كانت أُولى أَربعة حكم بزيادتها حتى يثبت كونها أَصلاً

( مأس ) المأْس الذي لا يلتفت إِلى موعظة أَحد ولا يقبل قوله ويقال رجل ماسٌ بوزن مال أَي خفيف طياش وسنذكره أَيضاً في موس وقد مَسَأَ ومَأَسَ بينهم يَمْأَسُ مَأْساً ومَأَساً أَفسد قال الكميت أَسَوْتُ دِماءً حاوَلَ القَوْمُ سَفْكَها ولا يَعْدَم الآسُونَ في الغَيِّ مائِسا أَبو زيد مَأَسْتُ بين القوم وأَرَشْتُ وأَرَثْتُ بمعنى واحد ورجل مائِسٌ ومَؤُوسٌ ومِمْآسٌ ومِمْأَسٌ نمام وقيل هو الذي يسعى بين الناس بالفساد عن ابن الأَعرابي ومَأَّسٌ مثل فَعَّال بتشديد الهمزة عن كراع وفي حديث مطرف جاء الهُدْهُد بالمَاس فأَلقاه على الزجاجة فَفَلَقَها المَاسُ حجر معروف يُثْقَبُ به الجوهر ويقطع وينقش قال ابن الأَثير وأَظن الهمزة واللام فيه أَصليتين مثلهما في إِلْياس قال وليست بعربية فإِن كان كذلك فبابه الهمز لقولهم فيه الأَلْماسُ قال وإِن كانتا للتعريف فهذا موضعه

( متس ) المَتْسُ لغة في المَطْس مَتَس العذِرة مَتْساً لغة في مَطَسَ ومَتَسَهُ يَمْتِسُهُ مَتْساً أَراغَهُ ليَنْتَزِعه

( مجس ) المَجُوسِيَّة نِحْلَةٌ والمَجُوسِيُّ منسوب إِليها والجمع المَجُوسُ قال أَبو علي النحوي المَجُوس واليهود إِنما عرف على حد يهوديٍّ ويهودٍ ومجوسيٍّ ومجوسٍ ولولا ذلك لم يجز دخول الأَلف واللام عليهما لأَنهما معرفتان مؤنثان فجريا في كلامهم مجرى القبيلتين ولم يجعلا كالحيين في باب الصرف وأَنشد أَحارِ أُرِيكَ بَرْقاً هَبَّ وهْناً كنار مَجُوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا قال ابن بري صدر البيت لامرئ القيس وعجزه للتوأَم اليشكري قال أَبو عمرو بن العلاء كان امرؤ القيس مِعَنّاً عِرِّيضاً ينازع كل من قال إِنه شاعر فنازع التوأَم اليشكري
( * قوله « فنازع التوأم اليشكري » عبارة ياقوت أَتى امرؤ القيس قتادة بن التوأم اليشكري وأخويه الحرث وأبا شريح فقال امرؤ القيس يا حار أَجز أَحار ترى بريقاً هب وهناً إلى آخر ما قال وأَورد الأبيات بوجه آخر فراجعه ان شئت وعليه يظهر قول المؤلف الآتي قريباً وبريقاً تصغيره تصغير التعظيم ) فقال له إِن كنت شاعراً فََمَلْطْ أَنصاف ما أَقول وأَجِزْها فقال نعم فقال امرؤ القيس أَصاح أُريك برقاً هب وهناً فقال التوأَم كنار مجوس تستعر استعارا فقال امرؤ القيس أَرِقْتُ لَهُ ونامَ أَبو شُرَيحٍ فقال التوأَم إِذا ما قلْتُ قَدْ هَدَأَ اسْتَطارا فقال امرؤ القيس كأَنَّ هَزيزَهُ بِوَراءِ غَيْبٍ فقال التوأَم عِشارٌ وُلَّهٌ لاقَتْ عِشارا فقال امرؤ القيس فلما أَنْ عَلا كَنَفَي أُضاخٍ فقال التوأَم وَهَتْ أَعْجازُ رَيْقِهِ فَحارا فقال امرؤ القيس فلم يَتْرُكْ بِذاتِ السِّرِّ ظَبْياً فقال التوأَم ولم يَتْرُكْ بجَلْهَتِها حمارا ومثل ما فعل امرؤ القيس بالتوأَم فعل عَبيدُ بن الأَبْرص بامرئ القيس فقال له عبيد كيف معرفتك بالأَوابد ؟ فقال امرؤ القيس أَلقِ ما أَحببت فقال عبيد ما حَيَّةٌ مَيْتَةٌ أَحْيَتْ بِمَيِّتِها دَرْداءَ ما أَنْبَتَتْ ناباً وأَضْراسا ؟ قال امرؤ القيس تِلْكَ الشَّعِيرَةُ تُسْقى في سَنابِلِها فَأَخْرَجَتْ بعد طُولِ المُكْثِ أَكداسا فقال عبيد ما السُّودُ والبِيضُ والأَسْماءُ واحِدَةٌ لا يَسْتَطِيعُ لَهُنَّ النَّاسُ تَمْساسا ؟ فقال امرؤ القيس تلك السَّحابُ إِذا الرَّحْمَنُ أَنشأَها رَوَّى بِها من مَحُولِ الأَرْضِ أَنْفاسا ثم لم يزالا على ذلك حتى كملا ستة عشر بيتاً تفسير الأَبيات الرائية قوله هب وهناً الوهن بعد هدء من الليل وبريقاً تصغيره تصغير التعظيم كقولهم دويهية يريد أَنه عظيم بدلالة قوله كنار مجوس تستعر استعارا وخص نار المجوس لأَنهم يعيدونها وقوله أَرقت له أَي سهرت من أَجله مرتقباً له لأَعلم أَين مصابُّ مائِه واستطار انتشر وهزيزه صوت رعده وقوله بوراء غيب أَي بحيث أَسمعه ولا أَراه وقوله عِشار وُلَّهٌ أَي فاقدة أَولادها فهي تُكْثِرُ الحنين ولا سيما إِذا رأَت عِشاراً مثلها فإِنه يزدادُ حَنينُها شَبَّه صوت الرعد بأَصْوات هذه العِشارِ من النوق وأُضاخ اسم موضع وكَفاه جانباه وقوله وهَتْ أَعْجاز رَيِّقه أَي استرخت أَعجاز هذا السحاب وهي مآخيره كما تسيل القربة الخَلَقُ إِذا استرخت وريِّق المطر أَوّله وذاتُ السِّر موضع كثير الظباء والحُمُر فلم يُبْق هذا المطرُ ظبياً به ولا حماراً إلا وهو هارب أَو غَريق والجَلْهَةُ ما استقبلك من الوادي إِذا وافيته ابن سيده المَجُوسُ جبل معروف جمعٌ واحدهم مَجُوسِيٌّ غيره وهو معرَّب أَصلُه مِنْج كُوشْ وكان رجلاً صَغير الأُذُنَيْن كان أَوّل من دانَ بِدين المَجُوس ودعا الناس إِليه فعرَّبته العرب فقالت مَجُوسَ ونزل القرآن به والعرب رُبما تركت صرف مجوس إِذا شُبِّه بقبيلة من القبائل وذلك أَنه اجتمع فيه العجمة والتأْنيت ومنه قوله كَنارِ مَجُوس تَسْتَعِرُ اسْتِعارَا وفي الحديث كلُّ مَوْلودٍ يُولَدُ على الفِطْرَة حتى يكون أَبواه يُمَجِّسانِهِ أَي يُعلِّمانِهِ دين المَجُوسِيَّة وفي الحديث القَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هذه الأُمَّةِ قيل إِنما جَعَلهم مجوساً لِمُضاهاة مذهبِهِم مذهبَ المجوس في قولهم بالأَصْلَيْن وهما النُّورُ والظلمة يزعمون أَن الخير من فِعْل النُّور وأَن الشَّر من فعل الظلمة وكذا القَدَرِيّة يُضِيفُون الخيرَ إِلى اللَّه والشر إِلى الإِنسان والشيطان واللَّه تعالى خالقُهما معاً لا يكون شيء منهما إِلا بمشيئته تعالى وتَقَدَّسَ فهُما مضافان إِليه خَلْقاً وإِيجاداً وإِلى الفاعِلين لهما عَمَلاً واكتساباً ابن سيده ومَجُوس اسم للقبيلة وأَنشد أَيضاً كنار مجوسَ تستعر استعارا قال وإِنما قالوا المجوس على إِرادة المَجُوسِيِّين وقد تَمَجَّسَ الرجلُ وتَمَجَّسُوا صاروا مَجُوساً ومَجَّسُوا أَولادَهم صَيَّرُوهُم كذلك ومَجَّسَه غيره

( محس ) ابن الأَعرابي الأَمْحَسُ الدَّبَّاغُ الحاذِقُ قال الأَزهري المَحْسُ والمَعْسُ دَلْك الجِلْدِ ودِباغُه أُبْدِلَت العينُ حاء

( مدس ) مَدَسَ الأَدِيمَ يَمْدُسُه مَدْساً دَلَكَه

( مدقس ) المِدَقْسُ لغة في الدّمَقْس وقد تقدم ذكره

( مرس ) المَرَسُ والمِراسُ المُمارَسَةُ وشدة العِلاج مَرِسَ مَرَساً فهو مَرِسٌ ومارَسَ مُمَارَسَةً ومِرَاساً ويقال إِنه لمَرِسٌ بَيِّنُ المَرَسِ إِذا كان شديدَ المِرَاسِ ويقال هُمْ على مَرِسٍ واحد بكسر الراء وذلك إِذا استَوَتْ أَخْلاقُهُم ورجل مَرِسٌ شديد العلاج بَيِّنُ المَرَسِ وفي حديث خَيْفانَ أَما بنو فلان فَحَسَكٌ أَمْراسٌ جَمعُ مَرِسٍ بكسر الراء وهو الشديد الذي مارَسَ الأُمورَ وجَرَّبها ومنه حديث وحشيّ في مَقْتَل حمزة رضي اللَّه عنه فَطَلَعَ عَليَّ رَجُلٌ حَذِرٌ مَرِسٌ أَي شديد مجرَّب للحروب والمَرْسُ في غير هذا الدَّلْكُ والتَّمَرُّسُ شدة الالْتِواء والعُلُوقِ وفي الحديث أَنَّ من اقْتِراب السَّاعة أَن يَتَمَرَّسَ الرَّجُلُ بِدِينِه كما يَتَمَرَّسُ البَعِيرُ بالشجرة القتيي يَتَمَرَّسُ بِدينه أَي يَتَلَعَّبُ به ويَعْبَثُ به كما يَعْبَثُ البعير بالشجرة ويَتَحَكَّكُ بها وقيل تَمَرُّسُ البعير بالشجرة تَحَكُّكُهُ بها من جَرَبٍ وأُكالٍ وتَمَرُّسُ الرجل
( * قوله « وتمرس الرجل إلخ » عبارة النهاية وقيل أَراد أَن يمارس الفتن إلخ ) بدينه أَن يُمَارِسَ الفِتَنَ ويُشادَّها ويَخْرُجَ على إِمامه فيضرَّ بدينه ولا ينفعه غُلُوُّه فيه كما أَن الأَجرب من الإِبل إِذا تَحَكَّكَ بالشجرة أَدْمَتْه ولم تُبْرِئْهُ من جربه ويقال ما بِفُلانٍ مُتْمَرّسٌ إِذا نعت بالجلَد والشدة حتى لا يقاومه من مارَسَه وقال أَبو زيد يقال للرجل اللئيم لا ينظر إِلى صاحبه ولا يعطي خيراً إِنما ينظر إِلى وجه أَمْرَسَ أَملس لا خير فيه ولا يَتَمرَّس به أَحد لأَنه صلب لا يُسْتَغَلُّ منه شيء وتمَرَّسَ بالشيء ضَرَبه قال تَمَرَّسَ بي من جَهْلِهِ وأَنا الرَّقِم وامْتَرَسَ الشُّجعان في القتال وامْتَرَسَ به أَي احْتَكَّ به وتَمَرَّس به وامْتَرَسَ الخُطَباءُ وامْتَرَسَت الأَلسُن في الخصومة تَلاجَّتْ وأَخذ بعضها بعضاً قال أَبو ذؤيب يصف صائداً وأَن حُمُر الوحش قربت منه بمنزلة من يَحْتَكُّ بالشيء فقال فَنَكِرْنَهُ فَنَفَرْنَ وامْتَرَسَتْ بِهِ هَوْجاءُ هادِيَةٌ وهادٍ جُرْشُعُ وفَحْلٌ مَرَّاسٌ شديد المِراس والمَرَسَةُ الحبل لِتَمَرُّسِ الأَيدي به والجمع مرَسٌ وأَمْراسٌ جَمْعُ الجمعِ وقد يكون المَرَسُ للواحد والمَرَسَةُ أَيضاً حبل الكلب قال طرفة لو كُنْتَ كَلْب قَنِيصٍ كُنْت ذا جدَدٍ تكونُ أُرْبَتُه في آخِرِ المَرَسِ والجمع كالجمع قال يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ من المُطْعِماتٍ اللَّحْمِ غَيرِ الشَّواحِنِ والمَرْسُ مصدر مَرَسَ الحَبْلُ يَمْرُسُ مَرْساً وهو أَن يقع في أَحد جانبي البَكْرَةِ بين الخُطَّافِ والبكرة وأَمرسه أَعاده إِلى مجراه يقال أَمرسْ حبلك أَي أَعِدْهُ إِلى مجدراه قال بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ أَمْرِسْ أَمْرِسِ إِمَّا على قَعْوٍ وإِمَّا اقْعَنْسِسِ أَراد مَقامٌ يقال فيه أَمْرِسْ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وقد جَعَلَتْ بَينَ التَّصَرُّفِ قامَتِي وحُسْن القرى مِمَّا تقُولُ تَمَرَّسُ لم يفسر معناه قال غيره ضَرَب هذا مثلاً أَي قد زَلَّت بَكْرَتي عن القَوام فهي تَمْرَسُ بين القَعْو والدَّلْو والمَرَسُ أَيضاً مصدر قولك مَرِسَت البَكْرَةُ تَمْرَسُ مَرَساً وبكرة مَرُوسٌ إِذا كان من عادتها أَن يَمْرُسَ حبلُها أَي يَنْشَب بينها وبين القَعْو وأَنشد دُرْنا ودَارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ لا ضَيْقةُ المَجْرى ولا مَرُوسُ وقد يكون الإِمْراسُ إِزالَةَ الرِّشاءِ عن مَجْراه فيكون بمعنيين متضادّين قال الجوهري وإِذا أَنْشَبْتَ الحَبْلَ بين البَكْرَة والقَعْو قلتَ أَمْرَسْتُه قال وهو من الأَضداد عن يعقوب قال الكميت سَتَأْتِيكم بُمُتْرَعَةٍ ذُعاقاً حِبالُكُمُ التي لا تُمْرِسُونا أَي لا تُنْشِبُونَها إِلى البَكْرة والقَعْو ومَرَسَ الدَّواءَ والخبزَ في الماء يَمْرُسُه مَرْساً أَنْقَعَه ابن السكيت المَرْسُ مصدر مَرَسَ التَّمر يَمْرُسُه ومَرَثَهُ يَمْرُثُهُ إِذا دَلَكَه في الماء حتى يَنْماثَ ويقال للتريد المَرِيسُ لأَن الخبزَ يُماتُ ومَرَسْتُ التَّمر وغيرَه في الماء إِذا أَنْقَعْتَه ومرثْتَه بيدك ومَرَس الصَّبيُّ إِصبعَه يَمْرُسُه لغة في مَرَثَه أَو لُثْغَةٌ ومَرَسْتُ يدي بالمنديل أَي مسحت وتَمَرَّسَ به وفي حديث عائشة رضي اللَّه عنها كنت أَمْرُسُه بالماء أَي أَدْلُكُه وأَذِيفُه وقد يطلق على الملاعبة وفي حديث عليّ كرم اللَّه وجهه زعم أَني كنت أُعافِسُ واُُمارِسُ أَي أُلاعب النساء والمَرْسُ السير الدائم وبيننا وبين الماء وبيننا وبين مكانِ كذا ليلَةٌ مَرَّاسَةٌ لا وتِيرَة فيها وهي الليلة الدَّائِبَةُ البَعيدة وقالوا أَخْرسُ أَمْرَسُ
( * قوله « أَخرس أَمرس » هكذا بالأَصل وفي شرح القاموس في مادة خرس وفيه هنا أَمرس أَملس ) فبالغُوا به كما يقولون شَحِيحٌ بَحِيحٌ ورواه ابن الأَعرابي ومَرِيسٌ من بُلْدانِ الصعيد والمَرِيسِيَّةُ الريح الجَنُوبُ التي تأْتي من قِبَلِ مَرِيسٍ قال أَبو حنيفة ومَرِيسٌ أَدنى بلاد النُّوبِ التي تلي أَرض أُسْوانَ هكذا حكاه مصروفاً والمَرْمَرِيس الأَمْلَسُ ذكره أَبو عبيدة في باب فَعْلَليل ومنه قولهم في صفة فرس والكَفَل المَرمَرِيس قال الأَزهري أَخذَ المَرْمَريس من المَرْمَرِ وهو الرُّخام الأَملس وكسعه بالسين تأْكيداً والمَرْمَريسُ الأَرض التي لا تُنْبِت والمَزمَرِيس الداهية والدَّرْدَبِيسُ قال وهو فَعْفَعِيل بتكرير الفاء والعين فيقال داهية مَرْمَرِيسٌ أَي شديدة قال محمد بن السريّ هي من المَراسَةِ والمَرْمَرِيسُ الدَّاهِي من الرجال وتحقيره مُرَيْرِيسٌ إِشعاراً بالثلاثيّة قال سيبويه كأَنهم حقَّروا مَرَّاساً قال ابن سيده وقال مَرْمَرِيتٌ فلا أَدْري لُغَة أَم لُثْغَة قال وقال ابن جني ليس من البعيد أَن تكون التاء بدلاً من السين كما أُبدلت منها في سِتٍّ وفيما أَنشد أَبو زيد من قول الشاعر يا قاتَلَ اللَّهُ بَني السَّعْلاتِ عَمْرَو بْنَ يَرْبُوعٍ شِرار النَّاتِ غَيْرَ أَعِفَّاءَ ولا أَكْياتِ فأَبدل السين تاء فإِن قلت فإِنا نجد لِمَرْمَرِيثٍ أَصلاً نختاره إِليه وهو المَرْتُ قيل هذا هو الذي دعانا إِلى أَنه يجوز أَن تكون التاء في مَرْمَرِيثٍ بدلاً من السين في مَرْمَرِيسٍ ولولا أَن معنا أَمْراتاً لقلنا إِن التاء فيه بدل من السين البتة كما قلنا ذلك في سِتٍّ والنَّاتِ وأَكْياتٍ والمِراسُ داء يأْخذ الإِبل وهو أَهون أَدوائها ولا يكون في غيرها عن الهجري وبنو مُرَيْسٍ وبنو مُمَارِس بَطْنان الجوهري عن يعقوب الْمَارَسْتَانُ بفتح الراء دار المَرْضَى وهو معرّب

( مرجس ) ابن الفَرَج المِرْجاس
( * قوله « المرجاس » هو بالكسر قاله شارح القاموس وعبارته مع المتن في برجس والبرجاس بالضم والعامة تكسره ) حجر يُرْمَى به في البئر ليُطَيِّبَ ماءَها ويَفتَحَ عيونها وأَنشد إِذا رَأَوْا كريهَةً يَرْمُونَ بي رَمْيَكَ بالمِرجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي قال ووجدت هذا في أَشعار الأَزدي بالبِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي والشعر لسعد بن المنتخر البارقي رواه المؤرج

( مسس ) مَسِسْتُه بالكسر أَمَسُّه مَسّاً ومَسيساً لَمَسْتُه هذه اللغة الفصيحة ومَسَسْتُه بالفتح أَمُسُّه بالضم لغة وقال سيبويه وقالوا مِسْتُ حذفوا فأَلقَوا الحركة على الفاء كما قالوا خِفْتُ وهذا النحو شاذ قال والأَصل في هذا عربي كثير قال وأَمَّا الذين قالوا مَسْتُ فشبهوها بلست الجوهري وربما قالوا مِسْتُ الشيء يحذفون منه السين الأُولى ويحولون كسرتها إِلى الميم وفي حديث أَبي هريرة لو رأَيْتُ الوُعُولَ تَجْرُشُ ما بين لابَتَيْها ما مِسْتُها هكذا روي وهي لغة في مَسْتُها ومنهم من لا يحوّل كسرة السين إِلى الميم بل يترك الميم على حالها مفتوحة وهو مثل قوله تعالى فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون يكسر ويفتح وأَصله ظَلِلْتُم وهو من شواذ التخفيف وأَنشد الأَخفش لابن مَغْرَاءَ مِسْنا السَّماء فَنِلْناها وَطَاءَلَهُمْ حتى رَأَوْا أُحُداً يَهْوِي وثَهْلانَا وأَمْسَسْتُه الشيء فَمَسَّه والمَسِيسُ المَسُّ وكذلك المِسِّيسَى مثل الخِصِّيصَى وفي حديث موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام ولم نجد مَسّاً من النَّصَب هو أَول ما يُحَسُّ به من التَّعب والمَسُّ مَسُّك الشيءَ بيدك قال اللَّه تعالى وإِن طلَّقْتُمُوهُنَّ من قَبْلِ أَن تُمَاسُّوهُنَّ وقرئ من قبل أَن تَمَسُّوهُنّ قال أَحمد بن يحيى اختار بعضهم ما لم تَمَسُّوهُنّ وقال لأَنَّا وجَدنا هذا الحرف في غير موضع من الكتاب بغير أَلف يَمْسَسْنِي بَشَرٌ فكل شيء من هذا الكتاب فهو فعل الرجل في باب الغشيان وفي حديث فتح خيبر فَمَسَّهُ بعذاب أَي عاقَبَه وفي حديث أَبي قتادة والمِيضَأَة فأَتيته بها فقال مَسُّوا منها أَي خذوا منها الماء وتوضَّؤُوا ويقال مَسِسْتُ الشيءَ أَمَسُّه مَسّاً لَمَسْتَه بيدك ثم استعير للأَخذ والضرب لأَنهما باليد واستعير للجماع لأَنه لَمْسٌ وللجُنون كأَن الجن مَسَّتْه يقال به مَسٌّ من جنون وقوله تعالى ولم يَمْسَسْني بَشَرٌ أَي لم يَمْسَسْني على جهة تزوُّجٍ ولم أَكُ بغيّاً أَي ولا قُرِبْتُ على غير حد التزوُّج وماسَّ الشيءُ مُمَاسَّةً ومِساساً لَقِيَه بذاته وتَمَاسَّ الجِرْمانِ مَسَّ أَحدُهما الآخر وحكى ابن جني أَمَسَّهُ إِياه فعدَّاه إِلى مفعولين كما ترى وخص بعض أَهل اللغة فرس مُمَسٌّ بِتَحْجيل أَراد مُمَسٌّ تَحْجيلاً واعتقد زيادة الباء كزيادتها في قراءة من قرأَ يُذْهِبُ بالأَبصار ويُنبِت بالدُّهن من تذكرة أَبي عليّ ورَحِمٌ ماسَّةٌ ومَسَّاسَةٌ أَي قَرَابَة قَرِيبة وحاجةٌ ماسَّة أَي مُهِمَّة وقد مَسَّتْ إِليه الحاجة ووجَدَ مَسَّ الحُمَّى أَي رَسَّها وبَدْأَها قبل أَن تأْخذه وتظهر وقد مَسَّتْه مَوَاسُّ الخَبَلِ والمَسُّ الجُنون ورجل مَمْسُوسٌ به مَسٌّ من الجُنون ومُسْمِسَ الرجلُ إِذا تُخُبِّطَ وفي التنزيل العزيز كالذي يَتَخَبَّطُه الشيطان من المَسِّ المَسُّ الجنون قال أَبو عمرو الماسُوسُ
( * قوله « الماسوس » هكذا في الأصل وفي شرح القاموس بالهمز وقوله المدلس هكذا بالأصل وفي شرح القاموس والمالوس ) والمَمْسُوس والمُدَلَّسُ كله المجنون وماءٌ مَسُوسٌ تََناولته الأَيدي فهو على هذا في معنى مفعول كأَنه مُسَّ حين تُنُووِل باليد وقيل هو الذي إِذا مَسَّ الغُلَّة ذَهَبَ بها قال ذو الإِصْبَع العَدْواني لوْ كُنْتَ ماءً كُنْتَ لا عَذْبَ المَذاقِ ولا مَسُوسا مِلْحاً بعِيدَ القَعْرِ قَدْ فَلَّتْ حِجارَتُهُ الفُؤُوسا فهو على هذا فعول في معنى فاعل قال شمر سئل أَعرابي عن رَكِيَّةٍ فقال ماؤها الشِّفاء المَسُوسُ الذي يَمسُّ الغُلَّة فيَشْفِيها والمَسُوس الماء العذب الصافي ابن الأَعرابي كل ما شفى الغَلِيلَ فهو مَسُوسٌ لأَنه يَمُسُّ الغُلَّةَ الجوهري المَسُوس من الماء الذي بين العذْبِ والمِلح وريقة مَسُوسٌ عن ابن الأَعرابي تذهب بالعطش وأَنشد يا حَبَّذا رِيقَتُكِ المَسُوسُ إِذْ أَنْتِ خَوْدٌ بادِنٌ شَمُوسُ وقال أَبو حنيفة كَلأ مسوسٌ نامٍ في الراعية ناجعٌ فيها والمَسُوسُ التِّرْياقُ قال كثيِّر فقَدْ أَصْبَحَ الرَّاضُونَ إِذ أَنْتُمُ بها مَسُوسُ البِلادِ يَشْتَكُونَ وبالَها وماء مَسُوسٌ زُعاقٌ يُحْرِق كل شيء بمُلوحته وكذلك الجمع ومَسَّ المرأَة وماسَّها أَتاها ولا مَساسَ أَي لا تَمَسَّني ولا مِساس أَي لا مُماسَّة وقد قرئ بهما وروي عن الفراء إِنه لَحَسَنُ المَسّ والمَسِيس جماع الرجلِ المرأَةَ وفي التنزيل العزيز إِنَّ لَك في الحَياةِ أَن تَقُولَ لا مِساس قرئ لا مَساسَ بفتح السين منصوباً على التَّبْرِئَة قال ويجوز لا مَساسِ مبني على الكسر وهي نفي قولك مَساسِ فهو نفي ذلك وبنيت مَساسِ
( * قوله « وبنيت مساس إلخ » كذا بالأصل ) على الكسر وأَصلها الفتح لمكان الأَلف فاختير الكسر لالتقاء الساكنين الجوهري أَما قول العرب لا مَساسِ مثل قَطامِ فإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر وهو المَسُّ وقوله لا مَساس لا تخالط أَحداً حرم مخالطة السامريّ عقوبة له ومعناه أَي لا أَمَسّ ولا أُمَس ويكنى بالمساس عن الجماع والمُماسَّةُ كناية عن المباضَعَة وكذلك التَّمَاس قال تعالى من قبل أَن يَتَماسَّا وفي الحديث فأَصَبْت منها ما دون أَن أَمَسَّها يريد أَنه لم يجامعها وفي حديث أُم زرع زوجي المَسُّ مَسُّ أَرْنَب وصفَتْه بلين الجانب وحسن الخَلْقِ قال الليث لا مِساس لا مُماسَّة أَي لا يَمَسُّ بعضُنا بعضاً وأَمَسَّه شَكْوى أَي شكا إِليه أَبو عمرو الأَسْنُ لُعْبة لهم يسمونها المَسَّة والضَّبَطَة غيره والطَّريدةُ لعبة تسميها العامة المَسَّة والضَّبَطَة فإِذا وقعت يد اللاعب من الرَّجُلِ على بدنه رأْسه أَو كَتِفه فهي المَسَّة فإِذا وقعت على رجله فهي الأَسْنُ والمِسُّ النُّحاس قال ابن دريد لا أَدري أَعربي هو أم لا والمَسْمَسَة والمَسْماسُ اختلاط الأَمر واشتباهه قال رؤبة إِن كُنْتَ من أَمْرِكَ في مَسْماس فاسْطُ على أُمِّكَ سَطْوَ الماس خفف سين الماس كما يخففونها في قولهم مَسْتُ الشيءَ أَي مَسَسْتُه قال الأَزهري هذا غلط الماسِي هو الذي يُدْخل يده في حَياء الأُنثى لاستخراج الجنين إِذا نَشِب يقال مَسَيْتُها أَمْسِيها مَسْياً روى ذلك أَبو عبيد عن الأَصمعي وليس المَسْيُ من المَسِّ في شيء وأَما قول الشاعر أَحَسْنَ بِهِ فَهُنَّ إِلَيْه شُوسُ أَراد أَحْسَسْنَ فحذف إِحدى السينين فافهم

( مطس ) مَطَسَ العَذِرَة يَمْطِسُها مَطْساً رماها بِمَرَّةٍ والمَطْسُ الضرب باليد كالَّلطْم ومَطَسَه بيده يَمْطِسُه مَطْساً ضربه

( معس ) مَعَس في الحرب حمل ورجل مَعَّاسٌ ومُتَمَعّسٌ مِقْدام ومَعَسَ الأَدِيمَ ليَّنَه في الدّباغ وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم مرّ على أَسماء بنت عُمَيْسٍ وهي تَمْعَسُ إِهاباً لها وفي رواية مَنِيئَةً لها أَي تَدْبُغُ وأَصل المَعْس المَعْك والدَّلْكُ للجِلْد بعد إِدخاله في الدِّباغ ومَعَسَه مَعْساً دلَكَه دَلْكاً شديداً قال في وصف السيل والمطر حتى إِذا ما الغَيثُ قالَ رَجْسا يَمْعَسُ بالماء الجِواءَ مَعْسا وغَرَّقَ الصَّمَّانَ ماءً قَلْسا أَراد بقوله قال رَجْساً أَي يُصَوِّت بشدة وقْعِه وقالت السماءُ إِذا أَمطرت مطراً يُسمع صوته ويجوز أَن يريد صوت الرعد الذي في سحاب هذا المطر والصَّمَّان موضع بعينه والقَلْسُ الذي ملأَ الموضع حتى فاض والجواء مثل السَّحْبَلِ وهو الوادي الواسع قال الأَصمعي بعَثَت امرأَة من العرب بنتاً لها إِلى جارتها أَن ابعَثي إِليَّ بَنَفْسٍ أَو نَفْسَيْنِ من الدِّباغ أَمْعَسُ به مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ والمَنِيئَة المَدْبَغَة والنَفْسُ قدر ما يدبغ به من ورق القَرَظ والأَرْطَى ومَنِيئَةٌ مَعُوسٌ إِذا حركت في الدِّباغ عن ابن الأَعرابي وأَنشد يُخْرِجُ بَيْنَ النَّابِ والضُّرُوسِ حَمْراءَ كالمَنِيئَةِ المَعُوسِ يعني بالحمراء الشِّقْشِقَةَ شبَّهها بالمَنِيئَة المحركة في الدباغ والمَعْسُ الحركة وامْتَعَس تحرك قال وصاحِب يَمْتَعِسُ امْتِعاسا ومَعَسَ المرأَةَ مَعْساً نكحها وامْتَعَس العَرْفَجُ إِذا امتلأَت أَجوافه من حُجَنِه حتى تسود
( * قوله « حتى تسود » هكذا بالأصل وفي شرح القاموس حتى لا تسود )

( مغس ) المَغْسُ لغة في المَغْص وهو وجع وتقطيع يأْخذ في البطن وقد مَغَسَني بطْني ومغَسَه بالرُّمح مَغْساً طعَنه وامَّغَس رأْسه بنصْفَين من بياض وسواد اخْتَلَط وبطن مغُوس مقس مَقِسَتْ نفسُه بالكسر مقَساً وتمقَّست غَثَت وقيل تَقَزَّزَت وكَرِهَت وهو نحو ذلك قال أَبو زيد صادَ أَعرابيٌّ هامَةً فأَكلها فقال ما هذا ؟ فقيل سُمانى ففَثَتْ نفسُه فقال نَفْسي تَمَقَّسُ من سُماني الأَقْبُرِ أَبو عمرو مَقِسَتْ نفسي من أَمر كذا تَمْقَس فهي ماقِسَة إِذا أَنِفَت وقال مرة خَبُثَتْ وهي بمعنى لَقِسَتْ والمَقْس الجَوْب والخَرْق ومَقَس في الأَرض مَقْساً ذهب فيها أَبو سعيد مَقَسْتُه في الماء مَقْساً وَقَمَسْتُه قَمْساً إِذا غَطَطْتَه فيه غَطّاً وفي الحديث خرج عبد الرحمن بن زيد وعاصم بن عمر يَتَماقَسان في البحر أَي يَتَغاوَصان يقال مَقَسْتُه وقَمَسْتُه على القلب إِذا غَطَطْته في الماء امرأَة مَقَّاسَة طَوَّافة ومَقَّاس والمَقَّاس كلاهما اسم رجل

( مقس ) مَقِسَتْ نفسُه بالكسر مقَساً وتمقَّست غَثَت وقيل تَقَزَّزَت وكَرِهَت وهو نحو ذلك قال أَبو زيد صادَ أَعرابيٌّ هامَةً فأَكلها فقال ما هذا ؟ فقيل سُمانى ففَثَتْ نفسُه فقال نَفْسي تَمَقَّسُ من سُماني الأَقْبُرِ أَبو عمرو مَقِسَتْ نفسي من أَمر كذا تَمْقَس فهي ماقِسَة إِذا أَنِفَت وقال مرة خَبُثَتْ وهي بمعنى لَقِسَتْ والمَقْس الجَوْب والخَرْق ومَقَس في الأَرض مَقْساً ذهب فيها أَبو سعيد مَقَسْتُه في الماء مَقْساً وَقَمَسْتُه قَمْساً إِذا غَطَطْتَه فيه غَطّاً وفي الحديث خرج عبد الرحمن بن زيد وعاصم بن عمر يَتَماقَسان في البحر أَي يَتَغاوَصان يقال مَقَسْتُه وقَمَسْتُه على القلب إِذا غَطَطْته في الماء امرأَة مَقَّاسَة طَوَّافة ومَقَّاس والمَقَّاس كلاهما اسم رجل

( مكس ) المَكْسُ الجباية مَكَسَه يَمْكِسه مَكْساً ومكَسْتُه أَمْكِسه مَكْساً والمَكْسُ دراهم كانت تؤخذ من بائع السِّلَع في الأَسواق في الجاهلية والماكِسُ العَشَّار ويقال للعَشَّار صاحب مَكْسٍ والمَكْسُ ما يأْخذه العَشّار يقال مَكَسَ فهو ماكِسٌ إِذا أَخذ ابن الأَعرابي المَكْسُ دِرْهم كان يأْخذه المُصَدَّقُ بعد فراغه وفي الحديث لا يدخل صاحب مَكْسٍ الجنةَ المَكْسُ الضريبة التي يأْخذها الماكِسُ وأَصله الجباية وفي حديث ابن سيرين قال لأَنس تستعملني أَي على عُشُور الناس فأُماكِسُهم ويُماكِسوني قيل معناه تستعملني على ما يَنقص دِيني لما يخاف من الزيادة والنقصان في الأَخذ والترك وفي حديث جابر قال له أَترى إِنما ماكَسْتُك لآخذ جملَكَ المماكسة في البيع انتقاص الثمن واسْتِحطاطُهُ والمنابذة بين المتبايعين وفي حديث ابن عمر لا بأْس بالمُماكَسَة في البيع والمَكْس النقص والمَكْس انتقاص الثمن في البياعة ومنه أُخِذَ المَكَّاس لأَنه يَسْتَنْقِصُه قال جابر بن حُنَيٍّ الثعلبي أَفي كلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ وفي كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ ؟ أَلا يَنْتَهِي عَنّا مُلوك وتَتَّقي مَحارمَنا لا يَبُؤِ الدَّمُ بالدّمِ ؟ تَعاطَى المُلُوكُ السِّلْم ما قَصَدوا بنا وَلَيْسَ علينا قَتْلُهُم بمُحَرَّمِ الإِتاوَةُ الخرَاجُ والمَكْسُ ما يأْخذه العَشَّار يقول كلُّ من باع شيئاً أُخِذَ منه الخَراجُ أَو العُشر وهذا مما آنف منه يقول أَلا ينتهي عنا ملوك أَي لينتهِ عنا ملوك فإِنهم إِذا انتَهَوْا لم يَبُؤْ دم بدم ولم يقتل واحد بآخر فَيَبُؤْ مجزوم على جواب قوله أَلا ينتهي لأَنه في معنى الأَمر والبَوء القَوَد وقوله ما قصدوا بنا أَي ما رِكِبُوا بنا قَصْداً وقد قيل في الإِتاوة إِنها الرَّشْوة وقيل كل ما أُخذ بِكُرْه أَو قسِم على قوم من الجباية وغيرها إِتاوة وخص بعضهم به الرَّشْوَة على الماء وجمعها أُتًى نادر كأَنه جمع أُتْوَةٍ وفي قوله مكس درهم أَي نقصان درهم بعد وجوبه ومَكَسَ في البيع يَمْكِسُ بالكسر مَكْساً ومَكَسَ الشيءُ نقص ومُكِس الرجل نُقِص في بيع ونحوه وتماكس البيِّعان تشاحّا وماكَسَ الرجلَ مُماكسة ومِكاساً شاكَسه ومن دون ذلك مِكاسٌ وعِكاسٌ وهو أَن تأْخذ بناصيته ويأْخذ بناصيتك وماكِسِين وماكِسون موضع وهي قرية على شاطئ الفرات وفي النصب والخفض ماكسين

( ملس ) الملَس والمَلاسَة والمُلُوسة ضد الخُشونة والمُلُوسة مصدر الأَمْلَس مَلُسَ مَلاسَة وامْلاسَّ الشيء امْلِيساساً وهو أَمْلَس ومَلِيس قال عبيد بن الأَبرص صَدْق مِنَ الهِنْدِيِّ أُلْبِسَ جُنَّة لَحِقَتْ بِكَعْبٍ كالنَّواة مَلِيس ويقال للخمر مَلْساء إِذا كانت سَلِسَة في الحَلْق قال أَبو النجم بالقَهْوة المَلْساء مِنْ جِرْيالِها ومَلَّسَه غيْرُه تَمْلِيساً فتملس وامّلَس وهو انفعل فأُدغم وانْمَلَسَ في الأَمر إِذا أُفْلِتَ منه وملَّسْته أَنا وقوس ملساء لا شَقّ فيها لأَنها إِذا لم يكن فيها شق فهي ملساء وفي المثل هان على الأَمْلَسِ ما لاقى الدَّبِرْ والأَمْلَسُ الصحيح الظَّهر هَهنا والدَّبِرُ الذي قد دَبِرَ ظهره ورجُل مَلَسى لا يثبت على العَهْد كما لا يثبت الأَملس وفي المثل المَلَسى لا عُهْدَةَ له يُضْرب مثلاً للذي لا يُوثق بِوَفائه وأَمانته قال الأَزهري والمعنى واللَّه أَعلم ذو المَلَسى لا عهدة له ويقال في البيع مَلَسى لا عُهْدَة أَي قد انملس من الأَمر لا لَه ولا عليه ويقال أَبِيعُك المَلَسى لا عُهْدة أَي تَتَمَلَّس وتَتَفَلَّتُ فلا تَرْجع إِليَّ وقيل المَلَسى أَن يبيع الرجل الشيء ولا يضمن عُهْدَته قال الراجز لما رأَيت العامَ عاماً أَعْبَسا وما رُبَيْعُ مالِنا بالمَلَسى وذُو المَلَسى مثل السّلاَّل والخارِب يَسْرِق المتاع فيبيعه بدون ثمنه ويملِّس من فَوْرِه فيستخْفي فإِن جاء المستحق ووَجَدَ مالَه في يدِ الذي اشتراه أَخذه وبطل الثمن الذي فاز به اللصّ ولا يتهيأُ له أَن يرجع به عليه وقال الأَحمر من أَمثالهم في كراهة المعايب المَلَسَى لا عهدة له أَي أَنه خرج من الأَمر سالماً وانقضى عنه لا له ولا عليه والأَصل في الملسى ما تقدم وقال شمر والأَمالِيْسُ الأَرض التي ليس بها شجر ولا يَبِيس ولا كلأ ولا نبات ولا يكون فيها وَحْش والواحد إِمْلِيسٌ وكأَنه إِفْعِيْلٌ مِنَّ المَلاسَة أَي أَنّ الأَرض ملساء لا شيء بها وقال أَبو زيد فسماها مَلِيساً فإيَّاكم وهذا العِرْقَ واسْمُوا لِمَوْماة مآخِذُها مَلِيْس والمَلَس المكان المستوي والجمع أَملاس وأَمالِيْسُ جَمع الجمع قال الحُطَيْئَة وإِنْ لم يَكنْ إِلا الأَماليسُ أَصْبَحَتْ لها حُلَّق ضَرَّاتها شَكِراتُ والكثير مُلُوس وأَرض ملَسٌ ومَلَسى ومَلْساءُ وإِمْلِيسٌ لا تُنْبِت وسنة ملساءُ وجمعها أَمالِس وأَمالِيْسُ على غير قياس جَدْبَة ويقال مَلَّسْت الأَرض تمليساً إِذا أَجريت عليها المِمْلَقَة بعد إِثارتها والملاَّسة بتشديد اللام التي تسوى بها الأَرض ورُمّان إِمْليسٌ وإِمْلِيسِيّ حُلْو طيّب لا عَجَم له كأَنه منسوب إِليه وضَرَبَه على مَلْساء مَتْنِهِ ومُلَيْسائه أَي حيث استوى وتزلق والمُلَيْساء نصف النهار وقال رجل من العرب لرجُل أَكره أَن تزورني في المليساء قال لمَ ؟ قال لأَنه يَفُوت الغداء ولم يُهَيّإِ العَشاء والحُجَيْلاءُ موضع والغُمَيْصاءُ نجم
( * هذه الأَلفاظ الأربعة حشوٌ لا رابطة بينها وبين الكلام ) أَبو عمرو المُلَيْساء شهر صفر وقال الأَصمعي المُلَيْساء شهر بين الصَّفَرِيّة والشتاء وهو وقت تنقطع فيه المِيرة ابن سيده والمليساء الشهر الذي تنقطع فيه المِيرة قال أَفِينا تَسُوم السّاهِرِيّةَ بَعدَمَا بَدا لكَ من شَهْرِ المُلَيْساء كوْكب ؟ يقول أَتَعْرِض علينا الطِّيبَ في هذا الوقت ولا ميرة ؟ والمَلْسُ سَلّ الخُصْيَتَيْن ومَلَسَ الخُصْبَة يملُسها مَلْساً استلَّها بعروقها قال الليث خُصْيٌ مَمْلَوس ومَلَسْتُ الكبْشَ أَمْلُسه إِذا سَلَلْت خِّصْييه بعروقهما ويقال صَبِيٌّ مملوس ومَلَسَت الناقة تملُس مَلْساً أَسرعت وقيل الملْس السير السَّهل والشديد فهو من الأَضداد والمَلْس السَّوق الشديد قال الراجز عَهْدِي بأَظْعانِ الكَتُومِ تُمْلَس ويقال مَلَسْت بالإِبل أَملُس بها مَلْساً إِذا سُقتها سوقاً في خُفْية قال الراجز مَلْساً بِذَوْدِ الحَلَسِيِّ مَلْسا ابن الأَعرابي الملْس ضرب من السير الرقيق والمَلْس اللَّيّن من كل شيء قال والملامسة لِينُ المَلْمُوس أَبو زيد الملموس من الإِبل المِعْناق التي تراها أَول الإِبل في المرعى والمَوْرد وكلّ مَسِير ويقال خِمْس أَمْلَسُ إِذا كان مُتْعباً شديداً وقال المرّار يسير فيها القوم خِمْساً أَملَسَا ومَلَسَ الرجلُ يملُس ملساً إِذا ذهب ذهاباً سريعاً وأَنشد تملسُ فيه الريح كلّ مَمْلَس وفي الحديث أَنه بعَث رجُلاً إِلى الجن فقال له سِرْ ثلاثاً مَلْساً أَي سر سَيراً سَريعاً والمَلْس الخِفَّة والإِسراع والسَّوق الشديد وقد امّلَسَ في سَيْرِه إِذا أَسْرَعَ وحَقِيقَةُ الحديث سِرْ ثَلاثَ ليالٍ ذات مَلْسٍ أَو سِرْ ثلاثاً سيراً مَلْساً أَو أَنه ضربٌ من السَّير فَنَصَبَه على المَصْدَر وتملَّس من الأَمر تخلّص ومَلَسَ الشيءُ يملُس ملْساً وامّلس انْخَنَسَ سريعاً وامْتُلِس بَصَرُه اخْتُطِفَ وناقة مَلُوسٌ ومَلَسَى مثال سَمَجى وجَفَلى سريعة تمرّ مرّاً سريعاً قال ابن أَحمر مَلَسى يَمَانِيَة وشَيْخٌ هِمَّة مُتَقَطّع دُون اليَماني المُصْعِد أَي تَملُس وتَمْضي لا يَعْلَق بها شيء من سرعتها ومَلْسُ الظلامِ اختِلاطُه وقيل هو بعد المَلْث وأَتيته مَلْسَ الظلام ومَلْثَ الظلام وذلك حين يَخْتَلط الليل بالأَرض ويختلط الظلام يستعمل ظَرفاً وغير ظرف وروي عن ابن الأَعرابي اختلط المَلْسُ بالمَلْثِ والمَلْث أَوّل سواد المغرب فإِذا اشتدّ حتى يأْتي وقت العشاء الأَخيرة فهو المَلْس بالملث ولا يَتَمَيز هذا من هذا لأَنه قد دخل الملث في الملس والمِلْس حجر يجعل على باب الرَّداحَة وهو بيت يُبنى للأَسد تجعل لُحْمَتُه في مُؤَخِّرِه فإِذا دخل فأَخذها وقع هذا الحجر فسدّ الباب وتمَلَّس من الشَّراب صحا عن أَبي حنيفة

( ملبس ) المَلَنْبَس البئر الكثيرة الماء كالقَلَنْبَس والقَلَمَّس عُكْلِيَّة حكاها كراع

( ممس ) مامُوسَة من أَسماء النار قال ابن أَحمر تَطايَحَ الطلُّ عن أَردانها صُعُداً كما تَطايَح عن مامُوسَةَ الشَّرَر قيل أَراد بماموسةً النار وقيل هي النار بالرومية وجعلها معرفة غير منصرفة ورواه بعضهم عن مانوسة الشرر وقال ابن الأَعرابي المانوسة النار

( منس ) ابن الأَعرابي المَنَس النَّشاط والمَنْسة المُسِنَّة من كل شيء

( موس ) رجل ماسٌ مثل مالٍ خفيف طيَّاش لا يلتفت إِلى موعظة أَحد ولا يقبل قولَه كذلك حكى أَبو عبيد قال وما أَمْساه قال وهذا لا يوافق ماساً لأَن حرف العلة في قولهم ماسٌ عَيْنٌ وفي قولهم ما أَمساه لامٌ والصحيح أَنه ماسٍ على مثال ماشٍ وعلى هذا يصح ما أَمساه والمَوْس لغة في المَسْيِ وهو أَن يُدْخِلَ الراعي يده في رَحِم الناقة أَو الرَّمَكَةِ يمسُط ماءَ الفحل من رحمها اسِتْلآماً للفَحْل كراهِية أَن تحمِل له قال الأَزهري لم أَسمع المَوْس بمعنى المَسْيِ لغير الليث ومَيْسون فَيْعُول من مسَنَ أَو فَعْلُون من مَاسَ والمُوسَى من آلة الحديد فيمن جعلها فُعْلَى ومن جعلها من أَوْسَيْتُ أَي حَلَقْت فهو من باب وسى قال الليث المَوْس تأْسيس اسم المُوسَى الذي يحلق به قال الأَزهري جعل الليث موسى فُعْلى من المَوْس وجعل الميم أَصلية ولا يجوز تنوينه على قياسه ابن السكيت تقول هذه موسى جَيِّدة وهي فُعْلى عن الكسائي قال وقال الأُموي هو مذكر لا غير هذا موسى كما تَرَى وهو مُفْعَلٌ من أَوْسَيْتُ رأْسه إِذا حلقته بالمُوسَى قال يعقوب وأَنشد الفراء في تأْنيث الموسَى فإِن تَكُنِ المُوسَى جَرَتْ فَوْقَ بَطْنِها فَمَا وُضِعَتْ إِلا وَمَصّانُ قاعِد وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه كَتَبَ أَن يَقْتُلوا من جَرَت عليه المَواسِي أَي من نبتَتْ عانته لأَن المواسي إِنما تَجْرِي على من أَنْبَت أَراد من بَلَغ الحُلُم من الكُفَّار وموسى اسم النبي صلوات اللَّه على محمد نبينا وعليه وسلم عربيٌّ مُعَرَّبٌ وهو مُو أَي ماء وسا أَي شجر لأَن التابوت الذي فيه وجد بين الماء والشجر فسمي به وقيل هو بالعبرانية موسى ومعناه الجذب لأَنه جذب من الماء قال الليث واشتقاقه من الماء والساج فالمُو ماءٌ وسَا شجر
( * قوله « وسا شجر » مثله في القاموس ونقل شارحه عن ابن الجواليقي أَنه بالشين المعجمة ) لحال التابوت في الماء قال أَبو عمرو سأَل مَبْرَمان أَبا العباس عن موسى وصَرْفِه فقال إِن جعلته فُعْلى لم تَصْرفه وإِن جعلته مُفْعَلاً من أَوْسَيْتَه صرفته

( ميس ) المَيْس التَبَخْتُر ماسَ يَمِيسُ ميساً ومَيَساناً تَبَخْتَر واخْتالَ وغصن ميَّاسٌ مائِلٌ وقال الليث المَيْسُ ضَرْب من المَيَسانِ في تَبَخْتُرٍ وتَهادٍ كما تَمِيس العَروس والجمَل وربما ماس بهَوْدَجِه في مَشْيِه فهو يمِيس مَيَساناً وتَمَيَّس مثله قال الشاعر وإِني لَمِن قُنْعانِها حِينَ أَعْتَزِي وأَمْشي بها نحْوَ الوَغَى أَتَمَيَّس ورجلٌ ميَّاسٌ وجارِية ميَّاسة إِذا كانا يَتَبختران في مِشْيَتِهِما وفي حديث أَبي الدرداء تَدْخل قَيْساً وتَخْرج ميْساً ماسَ يَمِيسُ ميْساً إِذا تبختر في مَشْيِه وتَثَنَّى وامرأَة مُومِس ومُومِسَة فاجِرَةٌ جِهاراً قال ابن سيده وإِنما اخترت وضعه في ميس بالياء وخالفت ترتيب اللغويين في ذلك لأَنها صيغة فاعِل قال ولم أَجد لها فعلاً البَتَّة يجوز أَن يكون هذا الاسم عليه إِلا أَن يكون هذا الاسم عليه إلا أَن يكون من قولهم أَمَاسَتْ جِلْدها كما قالوا فيها خَريعٌ من التَخرُّع وهو التَّثَنِّي قال فكان يجب على هذا مُمِيسٌ ومُمِيسَة لكنهم قلبوا موضع العين إِلى الفاء فكأَنه أَيْمَسَتْ ثم صِيغ اسم الفاعل على هذا وقد يكون مُفْعِلاً من قولهم أَوْمَسَ العنبُ إِذا لانَ قال وهو مذكور في الواو قال ابن جني وربما سمَّوا الإِمَاءَ اللَّواتي للخدمة مومِسات والمَيْسُونُ الميَّاسة من النساء وهي المُخْتالة قال وهذا البناء على هذا الاشتقاق غير معلوم وهو من المثل الذي لم يحكه سيبويه كزيتون وحان كراع في باب فَيْعُول واشتقه من المَيْس قال ولا أَدري كيف ذلك لأَنه لا ينبغي كونه فَيْعُولاً وكونه مشتقّاً من المَيْسِ ومَيْسُونُ اسم امرأَة منه قال الحرث بن حِلِّزَة إِذْ أَحَلَّ العَلاةَ قُبَّةَ مَيْسُو نَ فأَدْنى دِيارِها العَوصاءُ وقد تقدم في ترجمة مَسَنَ فهو على هذا فَيْعُولٌ صحيح قال وباب مَيَسَ أَولى به لما جاء من قولهم مَيْسُونُ تَمِيسُ في مِشيتها ابن الأَعرابي مَيسانُ كوكب يكون بين المَعَرَّةِ والمَجَرَّةِ أَبو عمرو المَياسِينُ النجوم الزاهرة قال والمَيْسُونُ من الغلمان الحسَنُ الوجْهِ والحسن القدِّ قال أَبو منصور أَما مَيْسانُ اسم الكوكب فهو فَعْلانُ من ماسَ يَمِيسُ إِذا تبختر والمَيْس شجر تُعمل منه الرحال قال الراجز وشُعْبَتَا مَيسٍ بَراها إِسْكاف قال أَبو حنيفة المَيْسُ شجر عظام شبيه في نباته وورقه بالغَرَبِ وإِذا كان شابّاً فهو أَبيض الجَوْف فإِذا تقادم اسْوَدَّ فصار كالآبِنُوس ويَغْلُظُ حتى تُتَّخذ منه الموائد الواسعة وتتخذ منه الرحال قال العجاج ووصف المَطايا يَنْتُقْنَ بالقَوْمِ مِنَ التَّزَعُّلِ مَيْسَ عُمانَ ورِحالَ الإِسْحِلِ قال ابن سيده وأَخبرني أَعرابي أَنه رآه بالطائف قال وإِليه ينسب الزبيب الذي يسمى المَيْسَ والمَيْسُ أَيضا ضَرْبٌ من الكَرْمِ يَنْهَضُ على ساق بعض النهوض لم يَتَفَرَّع كلُّه عن أَبي حنيفة وفي حديث طَهْفَةَ بأَكْوارِ المَيْسِ هو شجر صُلْب تعمل منه أَكوار الإِبل ورحالها والمَيْسُ أَيضاً الخشبة الطويلة التي بين الثورين قال هذه عن أَبي حنيفة ومَيَّاسٌ فرس شَقِيقِ بنِ جَزْءٍ ومَيْسانُ ليلة أَرْبَعَ عَشرَةَ ومَيْسانُ بلد من كُوَرِ دَجْلَةَ أَو كُورَةٌ بسَواد العراق النسب إِليه مَيْسانيٌّ ومَيْسَنانيٌّ الأَخيرة نادرة وقال العجاج خَوْدٌ تخالُ رَيْطَها المُدَقْمَسا ومَيْسَنانيّاً لها مُمَيَّسَا يعني ثياباً تُنسج بِمَيْسانَ مُمَيَّسٌ مُذَيَّل له ذَيْل وقول العبد ومَا قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى مَيْسَنا نَ مُعْجِبَةٌ نَظَراً واتِّصافَا إِنما أَراد مَيْسانَ فاضطر فزاد النون النضر يسمى الوشب المَيْسُ شجرة مدورة تكون عندنا ببلخ فيها البعوض وقيل المَيْسُ شجرة وهو من أَجود الشجر وأَصْلبِه وأَصْلحِه لصنعة الرّحال ومنها تتخذ رحال الشأْم فلما كثر ذلك قالت العرب المَيْسُ الرَّحْلُ وفي النوادر ماسَ اللَّه فيهم المرض يَمِيسُه وأَمَاسَه فهو يُمِيسُه وبَسَّه وثَنَّه أَي كثَّره فيهما

( نأمس ) التَّأْمُوسُ يُهْمز ولا يهمز قُتْرةُ الصائد

( نبس ) نَبَسَ يَنْبِسُ نَبْساً هو أَقل الكلام وما نَبَس أَي ما تحركَتْ شفتاه بشيء وما نَبَسَ بكلمة أَي ما تكلم وما نَبَّس أَيضاً بالتشديد قال الراجز إِن كُنْت غيرَ صائدِي فَنبِّس وفي حديث ابن عمر في صفة أَهل النار فما يَنبِسيون عند ذلك ما هو إِلا الزَّفِيرُ والشَّهِيقُ أَي ما ينطقون وأَصل النَّبْسِ الحركة ولم يستعمل إِلا في النفي ورجل أَنْبَسُ الوجْه عابِسُه ابن الأَعرابي النُّبُسُ المُسْرِعُون في حوائجهم والنُّبُسُ النَّاطقون يقال ما نَبَس ولا رَتَمَ وقال ابن أَبي حفصة فلم يَنْبِسُ رَوبَةً حين اشتدّت السُّرَى ابن عبد اللَّه أَي لم ينطق ابن الأَعرابي السِّنْبِسُ السّريع وسَنْبَسَ إِذا أَسرع يُسَنْبِسُ شَنْبَسَةً قال ورأَت أُم سِنْبِسٍ في النوم قبل أَن تلده قائلاً يقول لها إِذا ولدت سِنْبِساً فأَنْبِسِي أَنْبِسِي أَي أَسْرعي قال أَبو عمر الزاهد السين في أَوّل سنْبس زائدة يقال نَبَسَ إِذا أَسرع قال والسين من زوائد الكلام قال ونَبَسَ الرجل إِذا تكلم فأَسرع وقال ابن الأَعرابي أَنْبَسَ إِذا سكت ذلأً

( نبرس ) النِّبْراسُ المِصْباح والسِّراج وقد تقدم أَنه ثلاثي مشتق من البِرْسِ الذي هو القطن والنِّبْراس السِّنان العريض وابن نِبْراس رجل عن ابن الأَعرابي وأَنشد اللَّهُ يَعْلَمُ لولا أَنَّني فَرِقٌ مِن الأَميرِ لعَاتَبْتُ ابنَ نِبْراس

( نتس ) نَتَسَه يَنْتِسُهُ نَتْساً نَتَفَه

( نجس ) النَّجْسُ والنِّجْسُ والنَّجَسُ القَذِرُ من الناس ومن كل شيء قَذِرْتَه ونَجِسَ الشيءَ بالكسر يَنْجَسُ نَجَساً فهو نَجِسٌ ونَجَسٌ ورجل نَجِسٌ ونَجَسٌ والجمع أَنْجاسٌ وقيل النَّجَسُ يكون للواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد رجل نَجَسٌ ورجلان نَجَسٌ وقوم نَجَسٌ قال اللَّه تعالى إِنما المشركون نَجَسٌ فإِذا كَسَرُوا ثَنَّوْا وجَمَعوا وأَنَّثوا فقالوا أَنْجاسٌ ونِجْسَةٌ وقال الفرّاء نَجَسٌ لا يجمع ولا يؤنث وقال أَبو الهيثم في قوله إِنما المشركون نَجَسٌ أَي أَنْجاسٌ أَخباث وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان إِذا دخل الخلاء قال اللهم إِني أَعوذ بك من النَّجْسِ الرِّجْس الخَبيثِ المُخْبِث قال أَبو عبيد زعم الفرّاء أَنهم إِذا بدؤوا بالنجس ولم يذكروا الرجس فتحوا النون والجيم وإِذا بدؤوا بالرجس ثم أَتبعوه بالنجس كَسَروا النون فهم إِذا قالوه مع الرجس أَتبعوه إِياه وقالوا رِجْسٌ نِجْسٌ كسروا لِمَكان رجس وثَنَّوا وجمعوا كما قالوا جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ فإِذا أَفردوا قالوا بالطَّم ففتحوا وأَنْجَسَه غيرُه ونَجَّسه بمعنى قال ابن سيده وكذلك يعكسون فيقولون نِجْس رِجْسٌ فيقولونها بالكسر لمكان رِجْسٍ الذي بعده فإِذا أَفردوه قالوا نَجَسٌ وأَما رِجْسٌ مفرداً فمكسور على كل حال هذا على مذهب الفرّاء وهي النَّجاسة وقد أَنْجَسه وفي الحديث عن الحسن في رجل زنى بامرأَة تزوجها فقال هو أَنْجَسَها وهو أَحق بها والنَّجِسُ الدَّنِس وداء نجِسٌ وناجِسٌ ونَجِيسٌ وعَقامٌ لا يبرأُ منه وقد يوصف به صاحب الداء والّنَجْس اتخاذ عُوذَةٍ للصبي وقد نَجَّس له ونَجَّسَه عَوّذَه قال وجارِيَةٍ مَلْبونَةٍ ومُنَجِّسٍ وطارِقَةٍ في طَرْقِها لم تُسَدَّد
( * هذا البيت ورد في أَساس البلاغة على هذه الصورة وحازيةٍ ملبوسةٍ ومنجَّسِ وطارقةِ في طرقِها لم تُشدّدِ )
يصف أَهل الجاهلية أَنهم كانوا بين متَكَهِّنٍ وحَدَّاس وراقٍ ومنَجِّس ومتَنَجِّم حتى جاء النبي صلى اللَّه عليه وسلم والنَّجاس التعويذ عن ابن الأَعرابي قال كأَنه الاسم من ذلك ابن الأَعرابي من المَعاذات التَّمِيمة والجُلْبَة والمنَجِّسة ويقال للمُعَوَّذِ مُنَجَّس قال ثعلب قلت له المُعَوَّذ لِمَ قيل له منَجَّس وهو مأْخوذ من النجاسة ؟ فقال إِن للعرب أَفعالاً تخالف معانيها أَلفاظها يقال فلان يتنجس إِذا فعل فعلاً يخرج به من النجاسة كما قيل يَتَأَثَّم ويَتَحَرَّجُ ويَتَحَنَّثُ إِذا فعل فعلاً يخرج به من الإِثْمِ والحَرَج والحِنْث الجوهري والتَّنْجِيسُ شيء كانت العرب تفعله كالعوذة تدفع بها العين ومنه قول الشاعر وعَلَّقَ أنْجاساً عليَّ المُنَجِّس
( * قوله « وعلق إلخ » صدره كما في شرح القاموس وكان لدي كاهنان وحارث )
الليث المُنَجَّسُ الذي يعلَّق عليه عظام أَو خرق ويقال للمُعَوِّذ منَجِّس وكان أَهل الجاهلية يعلِّقون على الصبيّ ومن يخاف عليه عيون الجن الأَقْذارَ من خِرَقِ المَحِيض ويقولون الجن لا تقربها ابن الأَعرابي النُّجُسُ المعَوَّذون والجُنُس المياه الجامدة والمَنْجَسُ جليدة توضع على حز الوَتَر

( نحس ) النَّحْسُ الجهد والضُّر والنَّحْسُ خلاف السَّعْدِ من النجوم وغيرها والجمع أَنْحُسٌ ونُحوسٌ ويوم ناحِسٌ ونَحْسٌ ونَحِسٌ ونَحِيسٌ من أَيام نَواحِس ونَحْساتٍ ونَحِساتٍ من جعله نعتاً ثقّله ومن أَضاف اليوم إِلى النَّحْسِ فبالتخفيف لا غير ويوم نَحْسٌ وأَيام نَحْسٌ وقرأَ أَبو عمرو فأَرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أَيام نَحْساتٍ قال الأَزهري هي جمع أَيام نَحْسَة ثم نَحْسات جمع الجمع وقرئت في أَيام نَحِساتٍ وهي المشؤومات عليهم في الوجهين والعرب تسمي الريح الباردة إِذا دَبِرَتْ نَحْساً وقرئ قوله تعالى في يومٍ نَحْسٍ على الصفة والإضافةُ أَكثرُ وأَجودُ وقد نَحِسَ الشيءُ فهو نَحِسٌ أَيضاً قال الشاعر أَبْلِغْ جُذاماً ولَخْماً أَنَّ إِخْوَتَهُمْ طَيّاً وبَهْراءَ قَوْمٌ نَصْرُهُمْ نَحِسُ ومنه قيل أَيام نَحِسات والنَّحْسُ الغُبار يقال هاج النَّحْسُ أَي الغبار وقال الشاعر إِذا هاجَ نَحْسٌ ذو عَثانِينَ والتَقَتْ سَباريتُ أَغْفالٍ بها الآلُ يمضح وقيل النَّحْسُ الرِّيح ذات الغُبار وقيل الرِّيح أَيّاً كانت وأَنشد ابن الأَعرابي وفي شَمُولٍ عُرِّضتْ للنَّحْسِ والنَّحْسُ شدة البَرْد حكاه الفارسي وأَنشد لابن أَحمر كأَنَّ مُدامَةً عُرِضَتْ لِنَحْسٍ يُحِيلُ شَفِيفُها الماءَ الزُّلالا وفسره الأَصمعي فقال لِنَحْسٍ أَي وُضِعت في ريح فَبَرَدَت وشَفِيفُها بَرْدها ومعنى يُحِيل يَصُب يقول بردها يصب الماء في الحلق ولولا بردها لم يشرب الماء والنِّحاسُ والنُّحاس الطَّبيعة والأَصل والخَلِيقَة ونِحاسُ الرجل ونُحاسه سَجِيَّته وطَبيعته يقال فلان كريم النِّحاس والنُّحاس أَيضاً بالضم أَي كريم النِّجار قال لبيد يا أُيُّها السَّائلُ عن نِحاسِي قال النّحاس
( * هكذا بالأصل )
وكَمْ فِينا إِذا ما المَحْلُ أَبْدى نِحاسَ القَوْمِ من سَمْحٍ هَضُومِ والنِّحاسُ ضَرْبٌ من الصُّفْر والآنية شديدُ الحمرة والنُّحاس بضم النون الدُّخانُ الذي لا لهب فيه وفي التنزيل يُرْسَل عليكما شُواظٌ من نار ونُحاس قال الفراء وقرئ ونِحاسٍ قال النُّحاسُ الدُّخان قال الجعدي يُضِيءُ كَضَوْء سِراجٍ السَّلِي طِ لَمْ يَجْعَل اللَّهُ فيه نُحاسا قال الأَزهري وهو قول جميع المفسرين وقال أَبو حنيفة النُّحاس الدُّخان الذي يعلو وتَضْعُف حرارته ويخلص من اللهب ابن بُزُرج يقولون النُّحاس بالضم الصُّفْر نفسه والنِّحاس مكسور دخانه وغيره يقول للدُّخان نُحاسٌ ونَحَّسَ الأَخْبار وتَنَحَّسَها واسْتَنْحَسَها تَنَدَّسَها وتَجَسَّسَها واسْتَنْحَسَ عنها طلبها وتَتَبَّعَها بالاستخبار يكون ذلك سرّاً وعلانية وفي حديث بدر فجعل يَتَنَحَّس الأَخبار أَي يَتَتَبَّع وتَنَحَّس النصارى تركوا أَكل الحيوان قال ابن دريد هو عربي صحيح ولا أَدري ما أَصله

( نخس ) نَخَسَ الدَّابَّةَ وغيرها يَنْخُسُها ويَنْخَسُها ويَنْخِسُها الأَخيرتان عن اللحياني نَخْساً غَرَزَ جنبها أَو مؤخّرها بعود أَو نحوه وهو النَّخْسُ والنَّخَّاسُ بائع الدواب سمي بذلك لنَخْسِه إِياها حتى تَنْشَط وحِرْفته النِّخاسة والنَّخاسة وقد يسمى بائعُ الرقيق نَخَّاساً والأَول هو الأصل والنَّاخِسُ من الوعول الذي نَخَسَ قَرْناه استَه من طولهما نَخَسَ يَنْخُسُ نَخْساً ولا سِنّ فوق النَّاخِس التهذيب النَّخوسُ من الوُعول الذي يطول قرناه حتى يَبلغا ذَنبه وإِنما يكون ذلك في الذكور وأَنشد يا رُبَّ شَاةٍ فارِدٍ نَخُوسِ ووَعْلٌ ناخِسٌ قال الجعدي وَحَرْب ضَرُوس بِهَا ناخِسٌ مَرَيْتُ بِرُمْحِي فكان اعْتِساسَا وفي حديث جابر أَنه نَخَسَ بعيره بِمِحْجَنٍ وفي الحديث ما من مولود إِلا نَخَسَه الشيطان حين يُولدُ إِلا مَرْيم وابنها والنَّاخِسُ جرب يكون عند ذَنب البعير بعِير مَنْخُوسٌ واسْتَعار ساعدةُ ذلك للمرأَة فقال إِذا جَلَسَتْ في الدَّار حَكَّتْ عِجَانَها بِعُرْقُوبِها مِنْ ناخِسٍ مُتَقَوّب والنَّاخِسُ الدَّائرة التي تكون على جاعِرتَي الفرس إِلى الفَائلَتَينِ وتُكره وفرس مَنْخُوسٌ وهو يُتَطَيَّر به الصحاح دائرة النَّاخِسِ هي التي تكون تحت جاعِرَتَي الفرس التهذيب النِّخاس دائرتان تكونان في دائرة الفَخِذَين كدائر كتِف الإِنسان والدابة مَنْخُوسَةً يُتَطَيَّر منها والنَّاخِسُ ضاغِطٌ يصيب البعير في إِبطه ونِخاسَا البيت عَمُوداه وهما في الرُّوَاق من جانبي الأَعْمِدَة والجمع نُخُسٌ والنِّخاسة والنِّخاس شيء يُلْقَمُه خرق البكْرة إِذا اتسعت وقَلِقَ مِحْوَرها وقد نَخَسَها يَنْخَسُها ويَنْخُسُها نَخْساً فهي مَنْخُوسة ونَخِيس وبكرة نَخِيسٌ اتسع ثُقْب مِحْورها فَنُخِسَتْ بِنِخاس قال دُرْنا ودارتُ بَكْرَةٌ نَخِيسُ لا ضَيْقَةُ المَجْرى ولا مَرُوسُ وسئل أَعرابي بنَجْد من بني تميم وهو يستقي وبَكْرتُه نَخِيسٌ قال السائل فوضعت إِصبعي على النِّخاسِ وقلت ما هذا ؟ وأَردت أَن أَتَعرَّف منه الحاء والخاء فقال نِخاسٌ بخاء معجمة فقلت أَليس قال الشاعر وبَكْرة نِحاسُها نُحَاسُ فقال ما سمعنا بهذا في آبائنا الأَولين أَبو زيد إِذا اتسعت البَكْرة واتسع خرقها عنها
( * قوله « عنها » عبارة القاموس عن المحور ) قيل أَخْقَّتْ إِخْقَاقاً فَانْخَسُوها وانْخِسوها نَخْساً وهو أَن يُسَدَّ ما اتسع منها بخشبة أَو حجر أَو غيره الليث النِّخاسَةُ هي الرُّقْعَةُ تدخل في ثُقْب المِحْوَرِ إِذا اتسع الجوهري النَّخِيس البَكْرة يتسع ثقبها الذي يجري فيه المحور مما يأْكله المحور فيَعْمِدُونَ إِلى خشبة فيَثْقُبُونَ وسطها ثم يُلْقمونها ذلك الثقب المتسع ويقال لتلك الخشبة النِّخاس بكسر النون والبكرة نَخِيسٌ أَبو سعيد رأَيت غُدْراناً تناخَسُ وهو أَن يُفْرِغَ بعضُها في بعض كتناخس الغنم إِذا أَصابها البرد فاستدفأَ بعضها ببعض وفي الحديث أَن قادماً قدم عليه فسأَله عن خِصْبِ البلاد فحدَّثه أَن سحابة وقعت فاخْضَرَّ لها الأَرضُ وفيها غُدُرٌ تناخَسُ أَي يَصُبُّ بعضها في بعض وأَصل النَّخْسِ الدفع والحركة وابن نَخْسَةٍ ابن الزانية التهذيب ويقال
( * قوله « ويقال إلخ » القاموس وشرحه وابن نخسة بالكسر أَي ابن زنية وفي التكملة مضبوط بالفتح ) لابن زَنية ابن نخسة قال الشماخ أَنا الجِحاشِيُّ شَمَّاخٌ وليس أَبي لِنَخْسَةٍ لدَعِيٍّ غَيْرٍ مَوْجُودِ
( * قوله « لنخسة » كذا بالأصل وأَنشده شارح القاموس والأساس بنخسة )
أَي متروك وحده ولا يقال من هذا وحده ونَخَسَ بالرجل هَيَّجه وأَزعجه وكذلك إِذا نَخَسُوا دابَّته وطردوه وأَنشد النَّاخِسينَ بِمَرْوانَ بِذِي خَشبٍ والمُقْحِمينَ بعُثمانَ على الدَّارِ أَي نَخَسُوا به من خلفه حتى سَيَّروه من البلاد مطروحاً والنَّخِيسة لَبن المَعَز والضَّأْن يخلط بينهما وهو أَيضاً لبن الناقة يخلط بلبن الشاة وفي الحديث إِذا صب لبن الضأْن على لبن الماعز فهو النَّخِيسة والنَخِيسَة الزبدة

( ندس ) النَّدْسُ الصوت الخفي ورجل نَدُسٌ ونَدْسٌ ونَدِسٌ أَي فَهِمٌ سريع السمع فَطِن وقد نَدِسَ بالكسر يَنْدَسُ نَدَساً وقال يعقوب هو العالم بالأُمور والأَخبار الليث النَّدْس السريع الاستماع للصوت الخفي قال السيرافي والنَّدُسُ الذي يخالط الناس ويخف عليهم قال سيبويه الجمع نَدُسون ولا يُكسَّر لقلة هذا البناء في الأَسماء ولأَنه لم يتمكن فيها للتكسير كَفَعِلٍ فلما كان كذلك وسهلت فيه الواو والنون تركوا التكسير وجمعوه بالواو والنون ابن الأَعرابي تَنَدَّسْتُ الخبر وتَجَسَّسْتُه بمعنى واحد وتَنَدَّسَ عن الأَخبار
( * قوله « وتندس عن الأَخبار إلخ » عبارة الجوهري نقلاً عن أَبي زيد تندست الأَخبار وعن الأَخبار إِذا تخبرت عنها من حيث إلخ ) بحث عنها من حيث لا يعلم به مثل تحدَّست وتنطَّست والندَس الفِطْنة والكَيْس الأَصمعي الندْس الطعْن قال جرير نَدَسْنا أَبا مَنْدُوسَةَ الْقَيْنَ بِالقَنَا ومَارَ دَمٌ مِنْ جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ والمُنادَسَةُ المُطاعَنَةُ ونَدَسَه نَدْساً طعنه طعناً خفيفاً ورِماحٌ نَوادِسُ قال الكميت ونَحْنُ صَبَحْنا آل نَجْرانَ غارَةً تَمِيمَ بْنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادِسا ونَجْرانُ مدينة بناحية اليمن يريد أَنهم أَغاروا عليهم عند الصباح وتميم بن مر منصوب على الاختصاص لقوله نحن صبحنا كقول آخر نَحْنُ بَنِي ضَبَّةَ أَصْحابُ الجَمَل وكقول النبي صلى اللَّه عليه وسلم نَحْنُ مَعاشِرَ الأَنْبِياء لا نَرِثُ ولا نُورَثُ ولا يجوز أَن يكون تميم بدلاً من آل نجران لأَن تميماً هي التي غزت آل نجران وفي حديث أَبي هريرة أَنه دخل المسجد وهو يَنْدُسُ الأَرضَ بِرِجْلِهِ أَي يضرب بها ونَدَسَه بِكَلِمَة أَصابه عن ابن الأَعرابي وهو مَثَلٌ بقولهم نَدَسَهُ بالرمح وتَنَدَّسَ ماءُ البئر فاض من جوانبها والمِنْداسُ المرأَة الخفيفة ومن أَسماء الخنفساء المَنْدُوسَة والفاسِياء

( نرس ) النِّرْسِيانُ ضرب من التمر يكون أَجوده وفي التهذيب نِرْسِيان واحدته نِرْسِيانَة وجعله ابن قُتَيبة صفة أَو بدلاً فقال تمرة نِرْسيانة بكسر النون ونَرْسٌ موضع قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً الأَزهري في سواد العراق قرية يقال لها نَرْسٌ تحمل منها الثياب النَّرْسِيَّة قال وليس واحد منها عربيّاً قال وأَهل العراق يضربون الزبد بالنِّرْسِيان مثلاً لما يُسْتطاب

( نرجس ) النَّرْجِسُ بالكسر من الرياحين معروف وهو دخيل ونِرْجِس أَحْسَن إِذا أُعْرِبَ وذكره ابن سيده في الرباعي بالكسر وذكره في الثلاثي بالفتح في ترجمة رجس

( نسس ) النَّسُّ المَضاءُ في كل شيء وخص بعضهم به السرعة في الوِرْدِ قال سَوْقي حُدائي وصَفيري النَّسُّ الليث النس لزوم المَضاء في كل أَمر وهو سرعة الذهاب لوِرْدِ الماء خاصة وبَلَد تُمْسي قَطاهُ نُسَّا قال الأَزهري وهم الليث فيما فَسَّر وفيما احتج به أَما النَّسُّ
( * قوله « أَما النس إلخ » لم يأت بمقابل أَما وهو بيان الوهم فيما احتج به وسيأتي بيانه عقب إِعادة الشطر المتقدم ) فإِن شمراً قال سمعت ابن الأَعرابي يقول النَّس السوق الشديد والتَّنْساس السير الشديد قال الحطيئة وقَدْ نَظَرْتُكمُ إِيناءَ صادِرَةٍ لِلْخِمْسِ طال بها حَوْزي وتَنْساسي لَمّا بَدا ليَ مِنْكُم عَيْبُ أَنْفُسِكُمْ ولم يَكُنْ لِجِراحي عِنْدَكُمْ آسِي أَزْمَعْتُ أَمْراً مُرْيِحاً من نَوالِكُمُ ولَنْ تَرى طارِداً لِلْمَرْءِ كالْياسِ
( * لهذه الأبيات رواية أِخرى تختلف عن هذه الرواية )
يقول انتظرتكم كما تَنْتظر الإِبلُ الصادرة التي ترد الخِمْس ثم تُسْقى لتَصْدُر والإِيناءُ الانتظار والصادرة الراجعة عن الماء يقول انتظرتكم كما تَنْتظرُ هذه الإِبلُ الصادرةُ الإِبل الخوامسَ لتشرب معها والحَوْز السوق قليلاً قليلاً والتَّنْساس السوق الشديد وهو أَكثر من الحَوْز ونَسْنَس الطائر إِذا أَسرع في طَيَرانِه ونَسَّ الإِبل يَنُسُّها نَسّاً ونَسْنَسَها ساقها والمِنَسَّةُ منه وهي العصا التي تَنُسُّها بها على مِفْعَلةٍ بالكسر فإِن همزت كان من نَسَأْتُها فأَما المِنْسَأَة
( * قوله « فان همزت إلخ وقوله فأَما المنسأة إلخ » كذا بالأَصل )
التي هي العصا فمن نَسَأْتُ أُ سُقْتُ وقال أَبو زيد نَسَّ الإِبلَ أَطلقها وحَلَّها الكسائي نَسَسْتُ الناقةَ والشاة أَنُسُّها نَسّاً إِذا زجرتها فقلت لها إِسْ إِسْ وقال غيره أَسَسْتُ وقال ابن شميل نَسَّسْتُ الصبي تَنْسِيساً وهو أَن تقول له إِسْ إِسْ ليبولَ أَو يَخْرَأَ الليث النَّسِيسَةُ في سرعة الطَيران يقال نَسْنَسَ ونَصْنَصَ والنَّسُّ اليُبْس ونَسَّ اللحمُ والخبزُ يَنُسُّ ويَنِسُّ نُسُوساً ونَسِيساً يبس قال وبَلَد تُمْسِي قَطاهُ نُسَّا أَي يابسة من العطش والنَّسُّ ههنا ليس من النَّسِّ الذي هو بمعنى السوق ولكنها القطا التي عطشت فكأَنها يَبِست من شدة العطش ويقال جاءنا بخبز ناسٍّ وناسَّةٍ
( * قوله « ناس وناسة » كذا بالأصل ) وقد نَسَّ الشيءُ يَنُسُّ ويَنِسُّ نَسّاً وأَنْسَسْتُ الدابة أَعطشتها وناسَّةٌ والنَّاسَّة الأَخيرة عن ثعلب من أَسماء مكة لقلة مائها وكانت العرب تسمي مكة النَّاسَّة لأَن من بغى فيها أَو أَحدث فيها حدثاً أَخرج عنها فكأَنها ساقته ودفعته عنها وقال ابن الأَعرابي في قول العجاج حَصْبَ الغُواةِ العَوْمَجَ المَنْسُوسا قال المَنْسُوسُ المطرود والعَوْمَجُ الحية والنَّسِيسُ المَسوق ومنه حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه كان يَنُسُّ أَصحابه أَي يمشي خلفهم وفي النهاية وفي ضفته صلى اللَّه عليه وسلم كان يَنُسُّ أَصحابه أَي يسوقهم يقدِّمهم ويمشي خلفهم والنَّسُّ السوق الرقيق وقال شمر نَسْنَسَ ونَسَّ مثل نَشَّ ونَشْنَشَ وذلك إِذا ساق وطرد وحديث عمر كان يَنُسُّ الناس بعد العشاء بالدِّرَّة ويقول انصرفوا إِلى بيوتكم ويروى بالشين وسيأْتي ذكره ونَسَّ الحطبُ يَنِسُّ نُسُوساً أَخرجت النار زَبَدَه على رأْسه ونَسِيسه زَبَدُه وما نَسَّ منه والنَّسِيسُ والنَّسِيسَة بقية النَّفْسِ ثم استعمل في سِواه وأَنشد أَبو عبيد لأَبي زبيد الطائي يصف أَسداً إِذا عَلِقَتْ مَخالِبُه بِقِرْنٍ فَقَدْ أَوْدى إِذا بَلَغَ النَّسِيس كأَنَّ بنحره وبمنكبيه غَبِيراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوس وقال أَراد بقية النفس بقية الروح الذي به الحياة سمي نَسيساً لأَنه يساق سوقاً وفلان في السِّياق وقد ساق يَسُوق إِذا حَضَرَ رُوحَه الموتُ ويقال بلغ من الرجل نَسِيسُه إِذا كان يموت وقد أَشرف على ذهاب نَكِيثَتِه وقد طُعِنَ في حَوْصِه مثله وفي حديث عمر قال له رجل شَنَقْتُها بِجَبُوبَة حتى سكن نَسِيسُها أَي ماتت والنَّسِيسُ بقية النفس ونَسِيس الإِنسانِ وغيره ونَسْناسه جميعاً مجهوده وقيل جهده وصبره قال ولَيْلَةٍ ذاتِ جَهامٍ أَطْباقْ قَطَعْتُها بِذاتِ نَسناسٍ باقْ النَّسْناسُ صبرها وجهدها قال أَبو تراب سمعت الغنوي يقول ناقة ذات نَسْناسٍ أَي ذات سير باقٍ وقيل النَّسِيسُ الجهد وأَقصى كل شيء الليث النَّسِيسُ غاية جهد الإِنسان وأَنشد باقي النَّسِيسِ مُشْرِفٌ كاللَّدْنِ ونَسَّت الجُمَّةُ شَعِثَتْ والنَّسْنَسَةُ الضعف والنِّسْناس والنَّسْناس خَلْقٌ في صورة الناس مشتق منه لضعف خلقهم قال كراع النِّسْناسُ والنَّسناس فيما يقال دابة في عِدادِ الوحش تصاد وتؤكل وهي على شكل الإِنسان بعين واحدة ورجل ويد تتكلم مثل الإِنسان الصحاح النِّسْناس والنَّسْناس جنس من الخلق يَثبُ أَحَدُهم على رِجْلٍ واحدةٍ التهذيب النِّسْناسُ والنَّسْناس خَلْق على صورة بني آدم أَشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء وليسوا من بني آدم وقيل هم من بني آدم وجاء في حديثٍ أَنَّ حَيّاً من قوم عاد عَصَوْا رسولهم فمسخهم اللَّه نَسْناساً لكل إِنسان منهم يد ورجل من شِقٍّ واحد يَنْقُزُون كما يَنْقُزُ الطائر ويَرْعَوْن كما ترعى البهائم ونونها مكسورة وقد تفتح وفي الحديث عن أَبي هريرة قال ذهب الناس وبقي النِّسْناسُ قيل مَنِ النِّسْناسُ ؟ قال الذين يتشبهون بالناس وليسوا من الناس وقيل هم يأْجوج ومأْجوج ابن الأَعرابي النُّسُسُ الأُصول الرديّئَة وفي النوادر ريح نَسْناسَةٌ وسَنْسَانَةٌ بارِدَةٌ وقد نَسْنَسَتْ وسَنْسَنَتْ إِذا هبت هبوباً بارداً ويقال نَسْناسٌ مِن دُخان وسَنْسانٌ يريد دخان نار والنَّسِيسُ الجوع الشديد والنِّسْناسُ بكسر النون الجوع الشديد عن ابن السكيت وأَما ابن الأَعرابي فجعله وصفاً وقال جُوعٌ نِسْناسٌ قال ونعني به الشديد وأَنشد أَخْرَجَها النِّسْناسُ من بَيْت أَهْلِها وأَنشد كراع أَضَرَّ بها النِّسْناسُ حتى أَحَلَّها بِدارِ عَقِيلٍ وابْنُها طاعِمٌ جَلْدُ أَبو عمرو جوع مُلَعْلِعٌ ومُضَوِّرٌ ونِسْناسٌ ومُقَحِّزٌ ومُمَشْمِش بمعنى واحد والنَّسِيسَةُ السعي بين الناس الكلابي النَّسِيسة الإيِكالُ بين الناس والنَّسائسُ النَّمائم يقال آكَلَ بين الناس إِذا سعى بينهم بالنَّمائم وهي النَّسائِسُ جمع نَسِيسة وفي حديث الحجاج من أَهل الرَّسِّ والنَّسِّ يقال نَسَّ فلان لفلان إِذا تَخَبَّر والنَّسِيسَة السِّعاية

( نسطس ) في حديث قس كحذْوِ النِّسْطاس قيل إِنه ريش السهم ولا تعرف حقيقته وفي رواية كحدِّ النِّسْطاس

( نشس ) النَّشْسُ لُغَةٌ في النَّشْزِ وهي الرُّبْوَةُ من الأَرض وامرأَة ناشِس ناشز وهي قليلة

( نطس ) رجل نَطْس ونَطُسٌ ونَطِسٌ ونَطِيس ونِطاسِيٌّ عالم بالأُمور حاذق بالطب وغيره وهو بالرومية النِّسْطاسُ يقال ما أَنْطَسَه قال أَوس ابن حجر فهَلْ لَكُمْ فيها إِليَّ فَإِنَّني طَبِيبٌ بما أَعْيا النِّطاسِيَّ حِذْيَما أَراد ابن حذيم كما قال يَحْمِلْنَ عَبَّاس بن عَبْدِ المُطَّلِبْ يعني عبدَ اللَّه بنَ عباس رضي اللَّه عنهما والنُّطُسُ الأَطباء الحُذَّاق ورجل نَطِس ونَطُس للمبالغ في الشيء وتَنَطَّسَ عن الأَخبار بَحَثَ وكل مُبالغ في شيء مُتَنَطِّس وتَنَطَّسْتُ الأَخبار تَجَسَّسْتُها والنَّاطِسُ الجاسوس وتَنَطَّس تَقَزَّزَ وتَقَذَّرَ والتَنَطُّسُ المبالغة في التَّطَهُّرِ والتَنَطُّس التَقَذُّرُ ومنه حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه خرج من الخَلاء فدعا بطعام فقيل له أَلا تَتَوَضَّأُ ؟ قال لولا التَّنَطُّس ما باليت أَن لا أَغْسِل يدي قال الأَصمعي وهو المبالغة في الطُّهُور والتَّأَنُّق فيه وكل من تَأَنَّق في الأُمور ودقق النظر فيها فهو نَطِس ومُتَنَطِّس وكذلك كل من أَدَقَّ النظر في الأُمور واسْتَقصى عليها فهو مُتَنَطِّس وقد نَطِس بالكسر نَطَساً ومنه قيل للطبيب نِطاسِيٌّ ونِطِّيس مثل فِسِّيقٍ وذلك لدقة نظره في الطِّبِّ وقال البعيث بن بشر يصف شَجَّة أَو جراحة إِذا قاسَها الآسِي النِّطاسِيُّ أَدْبَرَتْ غَثِيثَتُها وازْدادَ وَهْياً هُزُومُها قال أَبو عبيد وروي النِّطاسِي بفتح النون وقال رؤبة وقَدْ أَكُونُ مَرَّةً نِطِّيسا طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْرِيسا قال النِّقْريس قريب المعنى من النِّطِّيس وهو الفَطِنُ للأُمور العالم بها أَبو عمرو امرأَة نَطِسَة على فَعِلَةٍ إذا كانت تَنَطَّس من الفُحْشِ أَي تَقَزَّزُ وإِنه لشديد التَّنَطُّس أَي التَّقَزُّز ابن الأَعرابي المُتَنَطِّس والمُتَطَرِّسُ المتَنَوِّقُ المُخْتار وقال النَّطَس المبالغة في الطهارة والنَّدَس الفِطْنة والكَيْس

( نعس ) قال اللَّه تعالى إِذ يَغْشاكم النعاس أَمَنَةً منه النُّعاسُ النوم وقيل هو مقاربته وقيل ثَقْلَتُه نَعَس
( * قوله « نعس » من باب قتل كما في المصباح والبصائر لصاحب القاموس ومن باب منع كما في القاموس )
يَنْعُس نُعاساً وهو ناعِس ونَعْسانُ وقيل لا يقال نَعْسانُ قال الفراء ولا أَشتهيها وقال الليث رجل نَعْسانُ وامرأَة نَعْسى حملوا ذلك على وسْنان ووَسْنى وربما حملوا الشيءَ على نظائره وأَحسن ما يكون ذلك في الشعر والنُّعاس الوَسَنُ قال الأَزهري وحقيقة النُّعاس السِّنَةُ من غير نوم كما قال عدي بن الرقاع وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعاسُ فَرَنَّقَتْ في عَيْنِه سِنَةٌ ولَيْس بنائِمِ ونَعَسْنا نَعْسَة واحدة وامرأَة ناعِسَة ونَعَّاسَةٌ ونَعْسى ونَعُوسٌ وناقة نَعُوسٌ غزيرة تَنْعُس إِذا حُلبت وقال الأَزهري تُغَمِّضُ عينها عند الحلب قال الراعي يصف ناقة بالسَّماحة بالدَّرِّ وأَنها إِذا دَرَّتْ نَعَسَت نَعُوسٌ إِذا دَرَّتْ جَرُوزٌ إِذا غَدَتْ بُوَيْزِلُ عامٍ أَو سَديسٌ كَبازِلِ الجَرُوزُ الشديدة الأَكل وذلك أَكثَرُ لِلَبَنِها وبُوَيْزِلُ عامٍ أَي بزلت حديثا والبازل من الإِبل الذي له تسع سنين وقوله أَو سديد كبازل السديس دون البازل بسنة يقول هي سديس وفي المنظر كالبازل والنَّعْسَةُ الخَفْقَةُ والكلب يوصف بكثرة النُّعاس وفي المثل مَطْلٌ كنُعاس الكَلْبِ أي متصل دائم ابن الأَعرابي النَّعْس لين الرأْي والجسم وضَعْفُهُما أَبو عمرو أَنْعَسَ الرَّجُل إِذا جاء بِبَنِينَ كُسالى ونَعَسَت السوق إِذا كَسَدَتْ وفي الحديث إِن كلماته بَلغَتْ ناعُوسَ البَحْر قال ابن الأَثير قال أَبو موسى كذا وقع في صحيح مسلم وفي سائر الروايات قاموسَ البحر وهو وسطه ولُجَّته ولعله لم يجوِّد كَتْبتَه فصحَّفه بعضهم قال وليست هذه اللفظة أَصلاً في مسند إِسحق الذي روى عنه مسلم هذا الحديث غير أَنه قَرنَه بأَبي موسى وروايته فلعلها فيها قال وإِنما أُورِدُ نحوَ هذه الأَلفاظ لأَن الإِنسان إِذا طلبه لم يجده في شيء من الكتب فيتحير فإِذا نظر في كتابنا عرف أَصله ومعناه

( نفس ) النَّفْس الرُّوحُ قال ابن سيده وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب قال أَبو إِسحق النَّفْس في كلام العرب يجري على ضربين أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه وفي نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه مَعْنى جُمْلَةِ الشيء وحقيقته تقول قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ الإِهْلاك بذاته كلِّها وحقيقتِه والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس قال أَبو خراش في معنى النَّفْس الروح نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ ولم يَنْجُ إِلا جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا قال ابن بري الشعر لحذيفة بن أَنس الهذلي وليس لأَبي خراش كما زعم الجوهري وقوله نَجَا سَالِمٌ ولم يَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ ولم يُفْلِتْ إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً والمعنى فيه لم يَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن سيفِه ومئزرِه وانتصاب الجفن على الاستثناء المنقطع أَي لم ينج سالم إِلا جَفْنَ سيف وجفن السيف منقطع منه والنفس ههنا الروح كما ذكر ومنه قولهم فَاظَتْ نَفْسُه وقال الشاعر كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ وبُرُودِ قال ابن خالويه النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْس ما يكون به التمييز والنَّفْس الدم والنَّفْس الأَخ والنَّفْس بمعنى عِنْد والنَّفْس قَدْرُ دَبْغة قال ابن بري أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ ما يكون به التمييز فَشاهِدُهُما قوله سبحانه اللَّه يَتَوفَّى الأَنفُس حين مَوتِها فالنَّفْس الأُولى هي التي تزول بزوال الحياة والنَّفْس الثانية التي تزول بزوال العقل وأَما النَّفْس الدم فشاهده قول السموأَل تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَّاتِ نُفُوسُنَا ولَيْسَتْ عَلى غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ وإِنما سمي الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه وأَما النَّفْس بمعنى الأَخ فشاهده قوله سبحانه فإِذا دخلتم بُيُوتاً فسلموا على أَنْفُسِكم وأَما التي بمعنى عِنْد فشاهده قوله تعالى حكاية عن عيسى على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم ما عندي ولا أَعلم ما عندك والأَجود في ذلك قول ابن الأَنباري إِن النَّفْس هنا الغَيْبُ أَي تعلم غيبي لأَن النَّفْس لما كانت غائبة أُوقِعَتْ على الغَيْبِ ويشهد بصحة قوله في آخر الآية قوله إِنك أَنت عَلاَّمُ الغُيُوب كأَنه قال تعلم غَّيْبي يا عَلاَّم الغُيُوبِ والعرب قد تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن وذلك أَن النَّفْس قد تأْمره بالشيء وتنهى عنه وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه فجعلوا التي تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى وعلى ذلك قول الشاعر يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا يَطُورُها ؟ وأَنشد الطوسي لمْ تَدْرِ ما لا ولَسْتَ قائِلَها عُمْرَك ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً فِيهَا وفي أُخْتِها ولم تَكَدِ وقال آخر فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها ونَفْسٌ تقول اجْهَدْ نجاءك لا تَكُنْ كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم عندي ثلاثة أَنْفُسٍ وكقوله تعالى أَن تقول نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جنب اللَّه قال ابن سيده وقوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم ما أَضْمِرُ ولا أَعلم ما في نفسك أَي لا أَعلم ما حقِيقَتُك ولا ما عِنْدَكَ عِلمُه فالتأَويل تعلَمُ ما أَعلَمُ ولا أَعلَمُ ما تعلَمُ وقوله تعالى ويحذِّرُكم اللَّه نَفْسَه أَي يحذركم إِياه وقوله تعالى اللَّه يتوفى الأَنفس حين موتها روي عن ابن عباس أَنه قال لكل إسنسان نَفْسان إِحداهما نفس العَقْل الذي يكون به التمييز والأُخرى نَفْس الرُّوح الذي به الحياة وقال أَبو بكر بن الأَنباري من اللغويين من سَوَّى النَّفْس والرُّوح وقال هما شيء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة والرُّوح مذكر قال وقال غيره الروح هو الذي به الحياة والنفس هي التي بها العقل فإِذا نام النائم قبض اللَّه نَفْسه ولم يقبض رُوحه ولا يقبض الروح إِلا عند الموت قال وسميت النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها واتصاله بها كما سَّموا الرُّوح رُوحاً لأَن الرَّوْحَ موجود به وقال الزجاج لكل إِنسان نَفْسان إِحداهما نَفْس التمييز وهي التي تفارقه إِذا نام فلا يعقل بها يتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالى والأُخرى نفس الحياة وإِذا زالت زال معها النَّفَسُ والنائم يَتَنَفَّسُ قال وهذا الفرق بين تَوَفِّي نَفْس النائم في النوم وتَوفِّي نَفْس الحيّ قال ونفس الحياة هي الرُّوح وحركة الإِنسان ونُمُوُّه يكون به والنَّفْس الدمُ وفي الحديث ما لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات فيه وروي عن النخعي أَنه قال كلُّ شيء له نَفْس سائلة فمات في الإِناء فإِنه يُنَجِّسه أَراد كل شيء له دم سائل وفي النهاية عنه كل شيء ليست له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا سقط فيه أَي دم سائل والنَّفْس الجَسَد قال أَوس بن حجر يُحَرِّض عمرو بن هند على بني حنيفة وهم قتَلَة أَبيه المنذر بن ماء السماء يوم عَيْنِ أَباغٍ ويزعم أَن عَمْرو ابن شمر
( * قوله « عمرو بن شمر » كذا بالأصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي العكس ) الحنفي قتله نُبِّئْتُ أَن بني سُحَيْمٍ أَدْخَلوا أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس المُنْذِر فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ شمرٌ وكان بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ والتامُورُ الدم أَي حملوا دمه إِلى أَبياتهم ويروى بدل رهطه قومه ونفسه اللحياني العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت نَفْسَين فإِذا قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا وكذلك جميع العدد قال وقد يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع قال حكي جميع ذلك عن الكسائي وقال سيبويه وقالوا ثلاثة أَنْفُس يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم يريدون به الإِمنسان أَلا ترى أَنهم يقولون نَفْس واحد فلا يدخلون الهاء ؟ قال وزعم يونس عن رؤبة أَنه قال ثلاث أَنْفُس على تأْنيث النَّفْس كما تقول ثلاث أَعْيُنٍ للعين من الناس وكما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ في النساء وقال الحطيئة ثلاثَةُ أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ لقد جار الزَّمانُ على عِيالي وقوله تعالى الذي خلقكم من نَفْس واحدة يعي آدم عليه السلام وزوجَها يعني حواء ويقال ما رأَيت ثمَّ نَفْساً أَي ما رأَيت أَحداً وقوله في الحديث بُعِثْتُ في نَفَس الساعة أَي بُعِثْتُ وقد حان قيامُها وقَرُبَ إِلا أَن اللَّه أَخرها قليلاً فبعثني في ذلك النَّفَس وأَطلق النَّفَس على القرب وقيل معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان أَراد إِني بعثت في وقت قريب منها أَحُس فيه بنَفَسِها كما يَحُس بنَفَس الإِنسان إِذا قرب منه يعني بعثت في وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فيه وظهرت علاماتها ويروى في نَسَمِ الساعة وسيأْتي ذكره والمُتَنَفِّس ذو النَّفَس ونَفْس الشيء ذاته ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم نزلت بنَفْس الجيل ونَفْسُ الجبل مُقابِلي ونَفْس الشيء عَيْنه يؤكد به يقال رأَيت فلاناً نَفْسه وجائني بَنَفْسِه ورجل ذو نَفس أَي خُلُق وجَلَدٍ وثوب ذو نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة والنَّفْس العَيْن والنَّافِس العائن والمَنْفوس المَعْيون والنَّفُوس العَيُون الحَسُود المتعين لأَموال الناس ليُصيبَها وما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه هذه عن اللحياني ويقال أَصابت فلاناً نَفْس ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعين وفي الحديث نهى عن الرُّقْيَة إِلا في النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس النَّفْس العين هو حديث مرفوع إِلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم عن أَنس ومنه الحديث أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقى شحمة خَضْراء فقال إِنه كان فيها أَنْفُس سَبْعَة يريد عيونهم ومنه حديث ابن عباس الكِلابُ من الجِنِّ فإِن غَشِيَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً أَي أَعْيناً ويقالُ نَفِس عليك فلانٌ يَنْفُسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك ابن الأَعرابي النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة والنَّفْس عين الشيء وكُنْهُه وجَوْهَره والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس العين التي تصيب المَعِين والنَّفَس الفَرَج من الكرب وفي الحديث لا تسبُّوا الريح فإِنها من نَفَس الرحمن يريد أَنه بها يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر الغيث ويُذْهب الجدبَ وقيل معناه أَي مما يوسع بها على الناس وفي الحديث أَنه صلى اللَّه عليه وسلم قال أَجد نَفَس ربكم من قِبَلِ اليمن وفي رواية أَجد نَفَس الرحمن يقال إِنه عنى بذلك الأَنصار لأَن اللَّه عز وجل نَفَّس الكربَ عن المؤمنين بهم وهم يَمانُونَ لأَنهم من الأَزد ونَصَرهم بهم وأَيدهم برجالهم وهو مستعار من نَفَس الهواء الذي يَرُده التَّنَفُّس إِلى الجوف فيبرد من حرارته ويُعَدِّلُها أَو من نَفَس الريح الذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه أَو من نفَس الروضة وهو طِيب روائحها فينفرج به عنه وقيل النَّفَس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من نَفّسَ يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً كما يقال فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً كأَنه قال اَجد تَنْفِيسَ ربِّكم من قِبَلِ اليمن وإِن الريح من تَنْفيس الرحمن بها عن المكروبين والتَّفْريج مصدر حقيقي والفَرَج اسم يوضع موضع المصدر وكذلك قوله الريح من نَفَس الرحمن أَي من تنفيس اللَّه بها عن المكروبين وتفريجه عن الملهوفين قال العتبي هجمت على واد خصيب وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن ذلك فقال شيخ منهم ليس لنا ريح والنَّفَس خروج الريح من الأَنف والفم والجمع أَنْفاس وكل تَرَوُّح بين شربتين نَفَس والتَنَفُّس استمداد النَفَس وقد تَنَفَّس الرجلُ وتَنَفَّس الصُّعَداء وكلّ ذي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ ودواب الماء لا رِئاتَ لها والنَّفَس أَيضاً الجُرْعَة يقال أَكْرَع في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي جُرْعة أَو جُرْعَتين ولا تزد عليه والجمع أَنفاس مثل سبب وأَسباب قال جرجر تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيها بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ وفي الحديث نهى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء وفي حديث آخر أَنه كان يَتَنفّسُ في الإِناء ثلاثاً يعني في الشرب قال الأَزهري قال بعضهم الحديثان صحيحان والتَنَفُّس له معنيان أَحدهما أَن يشرب وهو يَتَنَفَّسُ في الإِناء من غير أَن يُبِينَه عن فيه وهو مكروه والنَّفَس الآخر أَن يشرب الماء وغيره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ يُبينُ فاه عن الإِناء في كل نَفَسٍ ويقال شراب غير ذي نَفَسٍ إِذا كان كَرِيه الطعم آجِناً إِذا ذاقه ذائق لم يَتَنَفَّس فيه وإِنما هي الشربة الأُولى قدر ما يمسك رَمَقَه ثم لا يعود له وقال أَبو وجزة السعدي وشَرْبَة من شَرابٍ غَيْرِ ذي نََفَسٍ في صَرَّةٍ من نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ ابن الأَعرابي شراب ذو نَفَسٍ أَي فيه سَعَةٌ وريٌّ قال محمد بن المكرم قوله النَّفَس الجُرْعة وأَكْرَعْ في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسين أَي جُرْعة أَو جُرْعتين ولا تزد عليه فيه نظر وذلك أَن النّفَس الواحد يَجْرع الإِنسانُ فيه عِدَّة جُرَع يزيد وينقص على مقدار طول نَفَس الشارب وقصره حتى إِنا نرى الإِنسان يشرب الإِناء الكبير في نَفَس واحد علة عدة جُرَع ويقال فلان شرب الإِناء كله على نَفَس واحد واللَّه أَعلم ويقال اللهم نَفِّس عني أَي فَرِّج عني ووسِّع عليَّ ونَفَّسْتُ عنه تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ يقال نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَي فرَّجها وفي الحديث من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من كُرَب الآخرة معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة في الدنيا فرج اللَّه عنه كُرْبة من كُرَب يوم القيامة ويقال أَنت في نَفَس من أَمرك أَي سَعَة واعمل وأَنت في نَفَس من أَمرك أَي فُسحة وسَعة قبل الهَرَم والأَمراض والحوادث والآفات والنَّفَس مثل النَّسيم والجمع أَنْفاس ودارُك أَنْفَسُ من داري أَي أَوسع وهذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَي أَعرض وأَطول وأَمثل وهذا المكان أَنْفَسُ من هذا أَي أَبعد وأَوسع وفي الحديث ثم يمشي أَنْفَسَ منه أَي أَفسح وأَبعد قليلاً ويقال هذا المنزل أَنْفَس المنزلين أَي أَبعدهما وهذا الثوب أَنْفَس الثوبين أَي أَطولهما أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج ووسع وفي الحديث من نَفَّس عن غريمه أَي أَخَّر مطالبته وفي حديث عمار لقد أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فلو كنت تَنَفَّسْتَ أَي أَطلتَ وأَصله أَن المتكلم إِذا تَنَفَّسَ استأْنف القول وسهلت عليه الإِطالة وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ إِذا زاد ماؤها وقال اللحياني إِن في الماء نَفَساً لي ولك أَي مُتَّسَعاً وفضلاً وقال ابن الأَعرابي أَي رِيّاً وأَنشد وشَربة من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ في كَوْكَبٍ من نجوم القَيْظِ وضَّاحِ أَي في وقت كوكب وزدني نَفَساً في أَجلي أَي طولَ الأَجل عن اللحياني ويقال بين الفريقين نَفَس أَي مُتَّسع ويقال لك في هذا الأَمر نُفْسَةٌ أَي مُهْلَةٌ وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حتى يصير نهاراً بيّناً وتَنَفَّس النهار وغيره امتدَّ وطال ويقال للنهار إِذا زاد تَنَفَّسَ وكذلك الموج إِذا نَضحَ الماءَ وقال اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس الماء وقال اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ وتنَفَّس العُمْرُ منه إِما تراخى وتباعد وإِما اتسع أَنشد ثعلب ومُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهي كالشِّوا وقال الفراء في قوله تعالى والصبح إِذا تَنَفَّسَ قال إِذا ارتفع النهار حتى يصير نهاراً بيّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح وقال مجاهد إِذا تَنَفَّس إِذا طلع وقال الأَخفش إِذا أَضاء وقال غيره إِذا تنَفَّس إِذا انْشَقَّ الفجر وانْفَلق حتى يتبين منه ويقال كتبت كتاباً نَفَساً أَي طويلاً وقول الشاعر عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا أَي ساعة بعد ساعة ونَفَسُ الساعة آخر الزمان عن كراع وشيء نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فيه ويُرْغب ونَفْسَ الشيء بالضم نَفاسَةً فهو نَفِيسٌ ونافِسٌ رَفُعَ وصار مرغوباً فيه وكذلك رجل نافِسٌ ونَفِيسٌ والجمع نِفاسٌ وأَنْفَسَ الشيءُ صار نَفيساً وهذا أَنْفَسُ مالي أَي أَحَبُّه وأَكرمه عندي وقال اللحياني النَّفِيسُ والمُنْفِسُ المال الذي له قدر وخَطَر ثم عَمَّ فقال كل شيء له خَطَرٌ وقدر فهو نَفِيسٌ ومُنْفِس قال النمر بن تولب لا تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه فإِذا هَلَكْتُ فعند ذلك فاجْزَعي وقد أَنْفَسَ المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً ويقال إِن الذي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فيه أَي مرغوب فيه وأَنْفَسَني فيه ونَفَّسَني رغَّبني فيه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد بأَحْسَنَ منه يومَ أَصْبَحَ غادِياً ونفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ أَي رغَّبني فيه وأَمر مَنْفُوس فيه مرغوب ونَفِسْتُ عليه الشيءَ أَنْفَسُه نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به ولم تحب أَن يصل إِليه ونَفِسَ عليه بالشيء نَفَساً بتحريك الفاء ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً الأَخيرة نادرة ضَنَّ ومال نَفِيس مَضْمون به ونَفِسَ عليه بالشيء بالكسر ضَنَّ به ولم يره يَسْتأْهله وكذلك نَفِسَه عليه ونافَسَه فيه وأَما قول الشاعر وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها تُنافِسُ دُنْيا قد أَحَمَّ انْصِرامُها فإِما أَن يكون أَراد تُنافِسُ في دُنْيا وإِما أَن يريد تُنافِسُ أَهلَ دُنْيا ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قليل أَي حسدت وتَنافَسْنا ذلك الأَمر وتَنافَسْنا فيه تحاسدنا وتسابقنا وفي التنزيل العزيز وفي ذلك فَلْيَتَنافَس المُتَنافِسون أَي وفي ذلك فَلْيَتَراغَب المتَراغبون وفي حديث المغيرة سَقِيم النِّفاسِ أَي أَسْقَمَتْه المُنافَسة والمغالبة على الشيء وفي حديث إِسمعيل عليه السلام أَنه تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ أَي أَعجبهم وصار عندهم نَفِيساً ونافَسْتُ في الشيء مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم وتَنافَسُوا فيه أَي رغبوا وفي الحديث أَخشى أَن تُبْسط الدنيا عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها هو من المُنافَسَة الرغبة في الشيء والانفرادية وهو من الشيء النَّفِيسِ الجيد في نوعه ونَفِسْتُ بالشيء بالكسر أَي بخلت وفي حديث علي كرم اللَّه وجهه لقد نِلْتَ صِهْرَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فما نَفِسْناه عليك وحديث السقيفة لم نَنْفَسْ عليك أَي لم نبخل والنِّفاسُ ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ فهي نُفَساءٌ والنَّفْسُ الدم ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ بالكسر نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وهي نُفَساءُ ونَفْساءُ ونَفَساءُ ولدت وقال ثعلب النُّفَساءُ الوالدة والحامل والحائض والجمع من كل ذلك نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس عن اللحياني ونُفُس ونُفَّاس قال الجوهري وليس في الكلام فُعَلاءُ يجمع على فعالٍ غير نُفَسَاء وعُشَراءَ ويجمع أَيضاً على نُفَساوات وعُشَراوات وامرأَتان نُفساوان أَبدلوا من همزة التأْنيث واواً وفي الحديث أَن أَسماء بنت عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبي بكر أَي وضَعَت ومنه الحديث فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من أَيام ولادتها وحكى ثعلب نُفِسَتْ ولداً على فعل المفعول وورِثَ فلان هذا المالَ في بطن أُمه قبل أَن يُنْفَس أَي يولد الجوهري وقولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن يُنْفَسَ فلان أَي قبل أَن يولد قال أَوس بن حجر يصف محاربة قومه لبني عامر بن صعصعة وإِنَّا وإِخْواننا عامِراً على مِثلِ ما بَيْنَنا نَأْتَمِرْ لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ أَي بولد وقوله لنا صرخة أَي اهتياجة يتبعها سكون كما يكون للنُّفَساء إِذا طَرَّقَتْ بولدها والتَطْريقُ أَن يعسر خروج الولد فَتَصْرُخ لذلك ثم تسكن حركة المولود فتسكن هي أَيضاً وخص تطريق البِكر لأَن ولادة البكر أَشد من ولادة الثيب وقوله على مثل ما بيننا نأْتمر أَي نمتثل ما تأْمرنا به أَنْفسنا من الإِيقاع بهم والفتك فيهم على ما بيننا وبينهم من قرابة وقولُ امرئ القيس ويَعْدُو على المَرْء ما يَأْتَمِرْ أَي قد يعدو عليه امتثاله ما أَمرته به نفسه وربما كان داعَية للهلاك والمَنْفُوس المولود وفي الحديث ما من نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا وقد كُتِبَ مكانها من الجنة والنار وفي رواية إِلا كُتِبَ رزقُها وأَجلها مَنْفُوسَةٍ أَي مولودة قال يقال نَفِسَتْ ونُفِسَتْ فأَما الحيض فلا يقال فيه إِلا نَفِسَتْ بالفتح وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه أَجْبَرَ بني عَمٍّ على مَنْفُوسٍ أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه وفي حديث أَبي هريرة أَنه صَلَّى على مَنْفُوسٍ أَي طِفْلٍ حين ولد والمراد أَنه صلى عليه ولم يَعمل ذنباً وفي حديث ابن المسيب لا يرثُ المَنْفُوس حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً أَي حتى يسمَع له صوت وقالت أُم سلمة كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم في الفراش فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وشددت عليَّ ثيابي ثم رجعت فقال أَنَفِسْتِ ؟ أَراد أَحضتِ ؟ يقال نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ بالفتح إِذا حاضت ويقال لفلان مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مال كثير يقال ما سرَّني بهذا الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ أَي خرج من تحته ريح شَبَّهَ خروج الريح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم وتَنَفَّسَت القوس تصدَّعت ونَفَّسَها هو صدَّعها عن كراع وإِنما يَتَنَفَّس منها العِيدانُ التي لم تفلق وهو خير القِسِيِّ وأَما الفِلْقَة فلا تَنَفَّسُ ابن شميل يقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها وتَنَفَّس القِدْح والقوس كذلك قال ابن سيده وأَرى اللحياني قال إِن النَّفْس الشق في القوس والقِدح وما أَشْبهها قال ولست منه على ثقة والنَّفْسُ من الدباغ قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من القرظ وغيره يقال هب لي نَفْساً من دباغ قال الشاعر أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي تُدِيرُ في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ ؟ قال الأَصمعي بعثت امرأَة من العرب بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من السرعة أَرادت قدر دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به المَنِيئَةُ المَدْبَغة وهي الجلود التي تجعل في الدِّباغ وقيل النَّفْس من الدباغ مِلءُ الكفِّ والجمع أَنْفُسٌ أَنشد ثعلب وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ به على الماء إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس يعني الوَطْبَ من اللبن الذي دُبِغَ بهذا القَدْر من الدّباغ والنَّافِسُ الخامس من قِداح المَيْسِر قال اللحياني وفيه خمسة فروض وله غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز وعليه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم يفز ويقال هو الرابع

( نقس ) النِّقْسُ الذي يكتب به بالكسر ابن سيده النِّقْسُ المِداد والجمع أَنْقاسٌ وأَنْقُس قال المرار عَفَتِ المنازِلُ غيرَ مِثْلِ الأَنْفُسِ بعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتَه بالقِرْطِسِ أَي في القِرْطاسِ تقول منه نَقْسَ دواته تَنقِيساً ورجل نَقِسٌ يعيب الناس ويُلَقِّبُهم وقد نَقِسَهم يَنْقَسُهم نَقْساً وناقَسَهم وهي النَّقاسَة الفراء اللَّقْسُ والنَّقْسُ والنَّقْز كله العيب وكذلك القَذْل وهو أَن يعيب القومَ ويَسْخَرَ منهم والنَّاقُوس مِضْراب النصارى الذي يضربونه لأَوقات الصلاة قال جرير لمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ أَرَّقَني صَوْتُ الدَّجاجِ وقرعٌ بالنَّواقِيسِ وذلك أَنه كان مُزْمِعاً سفراً صباحاً قال ويروى ونقس بالنواقيس والنَّفْسُ الضرب بالناقوس وفي حديث بَدْءِ الأَذان حتى نَقَسُوا أَو كادوا يَنْقُسُون حتى رأَى عبد اللَّه بن زيد الأَذان والنَّقْسُ ضرب من النواقيس وهي الخشبة الطويلة والوَبيلَةُ والوَبِيلُ الخشبة القصيرة وقول الأَسود بن يعفر وقد سَبَأْتُ لِفِتْيانٍ ذَوِي كَرَمٍ قبلَ الصَّباحِ ولمَّا تُقْرَعِ النُّقُسُ يجوز أَن يكون جمع ناقُوسٍ على توهم حذف الأَلف وأَن يكون جمع نَقْس الذي هو ضرب منها كَرهْن ورُهُن وسَقْف وسُقُف وقد نَقَسَ الناقُوس بالوَبِيل نَقْساً وشراب ناقِس إِذا حَمُضَ ونَقَس الشرابُ يَنْقُس نُقُوساً حمض قال النابغة الجعدي جَوْنٌ كجَوْنِ الخَمَّار جَرَّدَهُ الْخَرَّاسُ لا ناقِسٌ ولا هَزِمُ ورواه قوم لا نافِسٌ بالفاء حكى ذلك أَبو حنيفة وقال لا أَعرفه إِنما المعروف ناقِسٌ بالقاف الأَصمعي النَّقْس والوَقْسُ الجَرَب

( نقرس ) النِّقْرِسُ داء معروف يأْخذ في الرجْل وفي التهذيب يأْخذ في المفاصل والنِّقْرِس شيء يتخذ على صيغة الوَرْدِ وتَغْرِسُه النساء في رؤوسهن والنِّقْرِس والنِّقْريس الداهية الفَطِن وطبيب نِقْرس ونِقْريس أَي حاذق وأَنشد ثعلب وقد أَكونُ مَرَّةً نِطِّيسا طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْريسا يَحْسَبُ يومَ الجمعة الخَميسا معناه أَنه لا يلتفت إِلى الأَيام قد ذهب عقله والنِّقْرِس الحاذق وفي التهذيب النِّقْرِس الداهية من الأَدِلاَّء يقال دليل نِقْرِسٌ ونِقْرِيسٌ أَي داهية وقال المتلمس يخاطب طرفة يُخْشى عليك مِنَ الحِباء النِّقْرِسُ يقول إِنه يخشى عليه من الحباء الذي كتب له به النِّقْرِسُ وهو الهلاك والداهية العظيمة ورجل نِقْرِسٌ داهية الليث النَّقاريسُ أَشياء تتخذها المرأَة على صيغة الوَرْد يغرِزْنَه في رؤوسهن وأَنشد فَحُلِّيتِ من خَزٍّ وبَزٍّ وقِرْمِزٍ ومن صَنْعَةٍ الدُّنْيا عليك النَّقارِيس
( * قوله « وبز » أَنشده شارح القاموس هنا وفي مادة قرمز وقز بدل وبز )
واحدها نِقْريس وفي الحديث وعليه نَقارس الزَّبَرْجَد والحَليِ قال والنَّقارِس من زينة النساء حكاه ابن الأَثير عن أَبي موسى

( نكس ) النَّكْسُ قلب الشيء على رأَسه نَكَسَه يَنْكُسُه نَكْساً فانْتَكَسَ ونَكَسَ رأَسَه أَماله ونَكَّسْتُه تَنْكِيساً وفي التنزيل ناكِسو رؤوسِهم عند ربهم والناكِسُ المُطأْطئ رأْسَه ونَكَسَ رأْسَه إِذا طأْطأَه من ذُلٍّ وجمع في الشعر على نواكِس وهو شاذ على ما ذكرناه في فَوارس وأَنشد الفرزدق وإِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزيدَ رأَيْتَهُم خُضْعَ الرِّقابِ نَواكِسَ الأَبْصار قال سيبويه إِذا كان لفِعْل لغير الآدميين جمع على فَواعِل لأَنه لا يجوز فيه ما يجوز في الآدميين من الواو والنون في الاسم والفعل فضارع المؤنث يقال جِمال بَوازلُ وعَواضِهُ وقد اضطرَّ الفرزدق فقال خضع الرقاب نواكس الأَبصار لأنك تقول هي الرجال فشبه بالجمال قال أَبو منصور وروى أَحمد بن يحيى هذا البيت نَواكِسي الأَبصار وقال أَدخل الياء لأَن رد النواكس
( * قوله « لان رد النواكس إلخ » هكذا بالأَصل ولعل الأحسن لأنه رد النواكس إِلى الرجال وإِنما كان إلخ ) إِلى الرجال إِنما كان وإِذا الرجال رأَيتهم نواكس أَبصارُهم فكان النواكسُ للأَبصار فنقلت إِلى الرجال فلذلك دخلت الياء وإِن كان جمع جمع كما تقول مررت بقوم حَسَني الوجوه وحِسانٍ وجوهُهم لما جعلتهم للرجال جئت بالياء وإِن شئت لم تأْتِ بها قال وأَما الفراء والكسائي فإِنهما رويا البيت نواكسَ الأَبصار بالفتح أَقرَّا نواكس على لفظ الأَبصار قال والتذكير ناكسي الأَبصارِ وقال الأَخفش يجوز نَواكِسِ الأَبصارِ بالجر لا بالياء كما قالوا جحر ضبٍّ خَرِبٍ شمر النَكْس في الأَشياء معنى يرجع إِلى قلب الشيء ورده وجعل أَعلاه أَسفله ومقدمه مؤخره وقال الفراء في قوله عز وجل ثم نُكِسُوا على رؤوسهم يقول رَجعوا عما عرفوا من الحجة لإِبراهيم على نبينا محمد وعليه الصلاة والتسليم وفي حديث أَبي هريرة تعس عبدُ الدِّينار وانْتَكَس أَي انقلب على رأْسه وهو دعاء عليه بالخيبة لأَن من انْتَكَس في أَمره فقد خاب وخسر وفي حديث الشعبي قال في السقط إِذا نُكِسَ في الخَلْقِ الرابع وكان مخلقاً أَي تبين خلقه عَتَقَت به الأَمَة وانقضت به عدة الحُرَّة أَي إِذا قُلِبَ ورُدَّ في الخلق الرابع وهو المُضغة لأَنه أَوّلاً تُرابٌ ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة وقوله تعالى ومن نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْه في الخَلْقِ قال أَبو إِسحق معناه من أَطلنا عمره نَكَّسنا خلقه فصار بدل القوة ضعفاً وبدل الشباب هرماً وقال الفراء قرأَ عاصم وحمزة نُنَكِّسْه في الخلق وقرأَ أَهل المدينة نَنْكُسه في الخلق بالتخفيف وقال قتادة هو الهَرَم وقال شمر يقال نُكِسَ الرجل إِذا ضعف وعجز قال وأَنشدني ابن الأَعرابي في الانتكاس ولم يَنْتَكِسْ يَوْماً فيُظْلِمَ وَجْهُه لِيَمْرَضَ عَجْزاً أَو يُضارِعَ مَأْتَما أَي لم يُنَكِّس رأْسه لأَمر يأْنَف منه والنَّكْس السهم الذي يُنَكِّسُ أَو ينكسر فُوقُه فيجعل أَعلاه أَسفله وقيل هو الذي يجعل سِنْخُه نَصْلاً ونَصْلُه سِنْخاً فلا يرجع كما كان ولا يكون فيه خير والجمع أَنْكاس قال الأَزهري أَنشدني المنذري للحطيئة قال وأَنشده أَبو الهيثم قد ناضَلُونا فَسَلُّوا من كِنانَتِهم مَجْداً تلِيداً وعِزّاً غيرَ أَنْكاس قال الأَنْكاس جمع النَّكْس من السهام وهو أَضعفها قال ومعنى البيت أَن العرب كانوا إِذا أَسروا أَسيراً خيروه بين التَّخْلِية وجَزِّ الناصية والأَسر فإِن اختار جَزَّ الناصية جَزُّوها وخلوا سبيله ثم جعلوا ذلك الشعر في كنانتهم فإِذا افتخروا أَخرجوه وأَرَوْهُم مفاخرهم ابن الأَعرابي الكُنُس والنُّكُسُ مآرِينُ بقرِ الوحش وهي مأْواها والنُّكْس المُدْرَهِمُون من الشيوخ بعد الهَرَم والمُنَكِّسُ من الخيل الذي لا يَسمو برأْسه وقال أَبو حنيفة النَكْس القصير والنَّكْسُ من الرجال المقصر عن غاية النَّجْدَة والكرم والجمع الأَنْكاس والنِّكْسُ أَيضاً الرجل الضعيف وفي حديث كعب زالُوا فما زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُف الأَنكاس جمع نِكْس بالكسر وهو الرجل الضعيف والمُنَكِّس من الخيل المتأَخر الذي لا يلحق بها وقد نَكَّس إِذا لم يلحقها قال الشاعر إِذا نَكَسَ الكاذِبُ المِحْمَرُ وأَصل ذلك كله النِّكْسُ من السهام والوِلادُ المَنْكوس أَن تخرج رجلا المولود قَبْل رأْسه وهو اليَتْن والولد المَنْكوس كذلك والنِّكْس اليَتْنُ وقراءة القرآن مَنْكوساً أَن يبدأَ بالمعوذتين ثم يرتفع إِلى البقرة والسنَّة خلاف ذلك وفي الحديث أَنه قيل لابن مسعود إِن فلاناً يقرأُ القرآن مَنْكوساً قال ذلك مَنْكوسُ القلبِ قال أَبو عبيد يتأَوّله كثير من الناس أَنه أَن يبدأَ الرجل من آخر السورة فيقرأَها إِلى أَوَّلها قال وهذا شيء ما أَحسب أَحداً يطيقه ولا كان هذا في زمن عبد اللَّه قال ولا أَعرفه قال ولكن وجهه عندي أَن يبدأَ من آخر القرآن من المعوذتين ثم يرتفع إِلى البقرة كنحو ما يتعلم الصبيان في الكتاب لأَن السُّنَّة خلاف هذا يُعلم ذلك بالحديث الذي يحدّثه عثمان عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه كان إِذا أُنزلت عليه السورة أَو الآية قال ضَعُوها في الموضع الذي يَذْكر كذا كذا أَلا ترى أَن التأْليف الآن في هذا الحديث من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثم كتبت المصاحف على هذا ؟ قال وإِنما جاءت الرُّخْصة في تَعَلُّمِ الصبي والعجمي المُفَصَّلَ لصعوبة السور الطوال عليهم فأَما من قرأَ القرآن وحفظه ثم تعمد أَن يقرأَه من آخره إلى أَوله فهذا النَّكْسُ المنهي عنه وإِذا كَرِهْنا هذا فنحن للنَّكْس من آخر السورة إِلى أَولها أَشد كراهة إِن كان ذلك يكون والنُّكْسُ والنَّكْسُ والنُّكاسُ كله العَوْد في المرض وقيل عَوْد المريض في مرضه بعد مَثَالته قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي خَيالٌ لزَينبَ قد هاج لي نُكاساً مِنَ الحُبِّ بَعد انْدمال وقد نُكِسَ في مَرَضِه نُكْساً ونُكِس المريض معناه قد عاوَدَتْه العلة بعد النَّقَه يقال تَعْساً له ونُكْساً وقد يفتح ههنا للازْدِواج أَو لأَنه لغة قال ابن سيده وقوله إِني إِذا وَجْهُ الشَّرِيبِ نَكَّسَا قال لم يفسره ثعلب وأَرى نَكَّسَ بَسَرَ وعَبَس ونَكَسْتُ الخِضابَ إِذا أَعَدْتَ عليه مرة بعد مرة وأَنشد كالوشْمِ رَجَّعَ في اليَدِ المنكوس ابن شميل نَكَسْت فلاناً في ذلك الأَمر أَي رَدَدْته فيه بعدما خرج منه

( نمس ) النَّمَسُ بالتحريك فساد السَّمْن والغَالِية وكلِّ طِيبٍ ودُهْن إِذا تغير وفسد فساداً لَزِجاً ونَمِسَ الدهن بالكسر يَنْمَسُ نَمَساً فهو نَمِسٌ تغير وفسد وكذلك كل شيء طيِّب تغير قال بعض الأَغفال وبِزُيَيْتٍ نَمِسٍ مُرَيْرِ ونَمَّسَ الشعرُ أَصابه دهن فتوسخ والنَّمَسُ ريح اللبَنِ والدَّسَم كالنَّسَم ويقال نَمِسَ الوَدَكُ ونَسِمَ إِذا أَنْتَن ونمَّسَ الأَقِطُ فهو مُنَمِّسٌ إِذا أَنتن قال الطرماح مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَريصِ الضَّوائِن والكريص الأَقِطُ والنِّمْسُ سَبُع من أَخبث السُّبُع
( * قوله « سبع » هكذا بالأصل مضبوطاً ولم نجده مجموعاً إلا على سباع وأَسبع كرجال وأَفلس ) وقال ابن قتيبة النِّمْسُ دُوَيْبَّةٌ تقتل الثُّعْبان يتخذها الناظر إِذا اشتد خوفه من الثعابين لأَن هذه الدابة تتعرض للثعبان وتَتَضاءَلُ وتَسْتَدِقُّ حتى كأَنها قطعة حبل فإِذا انطوى عليها الثُّعْبان زَفَرَتْ وأَخذت بنَفَسِها فانتفخ جوْفها فيتقطع الثعبان وقد ينطوي عليها
( * قوله « ينطوي عليها » كذا بالأَصل ولعل الضمير للثعبان وهو يقع على الذكر والأنثى ) النِّمْسُ فَظَعاً من شدة الزَّفْرَة غيره النِّمْس بالكسر دوَيْبَّة عريضة كأَنها قطعة قَدِيدٍ تكون بأَرض مصر تقتل الثعبان والنَّامُوس ما يُنَمِّسُ به الرجل من الاحْتِيالِ والنامُوسُ المَكْرُ والخِداع والتَّنْمِيسُ التَّلْبيس والنامِسُ والنامُوس دوَيْبَّة أَغْبَرُ كهيئة الذَّرَّة تلكع الناس والنامُوسُ قُتْرة الصائد التي يَكْمُن فيها للصيد قال أَوس بن حجر فَلاقَى عليها من صُباحٍ مُدَمِّراً لِنامُوسِه من الصَّفِيح سَقائِفُ قال ابن سيده وقد يهمز قال ولا أَدري ما وجه ذلك والنامُوسُ بيت الراهب ويقال للشَّرَكِ نامُوس لأَنه يُوارَى تحت الأَرض وقال الراجز يصف الركاب يعني الإِبل يَخْرُجْنَ من مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسِ تَنْمِيسَ نامُوسِ القَطا المُنَمَّسِ يقول يخرجن من بلد مشتبه الأَعلام يشتبه على من يسلكه كما يشتبه على القطا أَمر الشَّرَكِ الذي ينصب له وفي حديث سعد أَسَدٌ في نامُوسِه الناموسُ مَكْمَن الصياد فشبه به موضع الأَسد والنَّامُوس وِعاء العِلْم والنَّاموس جبريل صلى اللَّه على نبينا محمد وعليه وسلم وأَهل الكتاب يسمون جبريل عليه السلام الناموس وفي حديث المَبْعَث أَن خديجة رضوان اللَّه عليها وصفت أَمر النبي صلى اللَّه عليه وسلم لِوَرَقَة بن نَوْفَل وهو ابن عمها وكان نصرانيّاً قد قرأَ الكتب فقال إِن كان ما تقولين حقّاً فإِنه ليَأْتِيه النامُوس الذي كان يأْتي موسى عليه السلام وفي رواية إِنه ليأْتيه النَّاموس الأَكبر أَبو عبيد النامُوس صاحب سر الملِك أَو الرجل الذي يطلعه على سِرِّه وباطن أَمره ويخصه بما يستره عن غيره ابن سيجه نامُوسُ الرجل صاحبُ سِرِّه وقد نَمَسَ يَنْمِسُ نَمْساً ونامَسَ صاحبَه مُنامَسَةً ونِماساً سارَّه وقيل النامُوسُ السِّرُّ مثل به سيبويه وفسره السيرافي ونَمَسْتُ الرجلَ ونامَسْتُه إِذا سارَرْته وقال الكميت فأَبْلِغْ يَزِيد إِنْ عَرَضْتَ ومُنْذراً وعَمَّيْهِما والمُسْتَسِرَّ المُنَامِسا ونَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُه نَمْساً كَتَمْتُه والمُنَامِسُ الداخل في الناموس وقيل النامُوس صاحب سِرّ الخير والجاسُوسُ صاحب سِرّ الشر وأَراد به وَرَقَةُ جبريلَ عليه السلام لأَن اللَّه تعالى خصه بالوحي والغيب اللذين لا يطَّلع عليهما غيره والنَّامُوسُ الكذَّاب والنَّاموس النمَّام وهو النمَّاس أَيضاً قال ابن الأَعرابي نَمَسَ بينهم وأَنْمَسَ أَرَّشَ بينهم وآكل بينهم وأَنشد وما كنتُ ذا نَيْرَبٍ فيهمُ ولا مُنْمِساً بينهم أُنْمِلُ أَدِبُّ وذو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ أُؤَرِّشُ بينهمُ دائباً ولكِنَّنني رائبٌ صَدْعَهُمْ رَقُوءٌ لِما بينَهُمْ مُسْمِلُ رَقُوءٌ مُصْلِحٌ رَقأْتُ بينهم أَصلحت وانَّمَسَ في الشيء دخل فيه وانَّمَسَ فلان انِّماساً انْغَلَّ في سُتْرةٍ الجوهري انَّمَسَ الرجلُ بتشديد النون أَي استتر وهو انْفَعَلَ

( نهس ) النَّهْسُ القبض على اللحم ونَتْره ونَهَسَ الطعامَ تناول منه ونَهَسَتْه الحيةُ عضته والشين لغة وناقة نَهُوسٌ عَضُوض ومنه قول الأَعرابي في وصف الناقة إِنها لَعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نهوسٌ ونَهَس اللحم يَنْهَسُه نَهْساً ونَهَساَ انتزعه بالثنايا للأَكل ونَهَسْتُ العِرْقَ وانْتَهَسْتُه إِذا تَعَرَّقْتَهُ بمقدَّم أَسنانك الجوهري نَهْس اللحم أَخْذُه بمقدِّم الأَسنان والنهش الأَخذ بجميعها نَهَسْتُه وانْتَهَسْتُه بمعنى وفي الحديث أَنه أَخَذَ عَظماً فَنَهَسَ ما عليه من اللحم أَي أَخذه بِفِيهِ ونَسْرٌ مِنْهَسٌ قال العجاج مُضَبرَّ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسا ورجل مَنْهوسٌ ونَهِيسٌ قليل اللحم خفيف قال الأَفوه الأَوْدِي يصف فرساً يَغْشى الجَلا مِيدَ بأَمْثالِها مُرَكَّبات في وَظيف نَهيس وفي صفته صلى اللَّه عليه وسلم كان مَنْهوسَ الكعبين أَي لحمهما قليل ويروى مَنْهوسَ القدمين وبالشين المعجمة أَيضاً والنُّهَسُ ضرب من الصُّرَدِ وقيل هو طائر يصطاد العَصافير ويأْوي إِلى المقابر ويُدِيم تحريك رأْسه وذَنَبِه والجمع نِهْسان وقيل النُّهَسُ ضرب من الطير وفي حديث زيد بن ثابت رأَى شُرَحْبِيلَ وقد صاد نُهَساً بالأَسْوافِ فأَخذه زيدُ بن ثابت منه وأَرسله قال أَبو عبيد النُّهَسُ طائر والأَسْوافُ موضع بالمدينة وإِنما فعل ذلك زيدٌ لأنه كره صَيْد المدينة لأَنها حَرَمُ سيدنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ونَهْسُ الحَيَّة نَهْشُه قال الراجز وذات قَرْنَين طَحون الضِّرْسِ تَنْهَسُ لو تَمكَّنَتْ من نَهْسِ تُدِيرُ عَيْناً كَشِهابِ القَبْسِ والاختلاف في تفسير نهس ونهش يأْتي في حرف الشين

( نوس ) الناسُ قد يكون من الإِنس ومن الجِنِّ وأَصله أَناس فخفف ولم يجعلوا الأَلف واللام فيه عوضاً من الهمزة المحذوفة لأَنه لو كان كذلك لما اجتمع مع المعوَّض منه في قول الشاعر إِنَّ المَنايا يَطَّلِعْ نَ على الأُناسِ الآمِنينا والنَّوْس تَذَبْذُبُ الشيء ناسَ الشيءُ يَنوسُ نَوْساً ونَوَساناً تحرك وتَذَبْذَبَ متَدَلِّياً وقيل لبعض ملوك حِمْيَر ذو نُواس لضَفِيرَتَيْن كانتا تَنوسان على عاتِقَيْه وذو نُواس ملك من أَذْواء اليمن سمي بذلك لذُؤَابَتَين كانتا تَنوسان على ظهره وناسَ نَوْساَ تدلى واضطرب وأَناسَهُ هو وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ ووصْفِها زَوْجَها مَلأَ من شَحْمٍ عَضُدَيَّ وأَناس من حُلِيٍّ أُذُنيَّ أَرادت أَنه حَلَّى أُذنيها قِرَطَةً وشُنوفاً تَنوس بأُذنيها ويقال للغُصْن الدقيق إِذا هبت به الريح فهزَّته فهو يَنوس ويَنوع وقد تَنَوَّسَ وتَنَوَّع وكثر نَوَسانُه وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه مَرَّ عليه رجلٌ وعليه إِزارٌ يَجُرُّه فقَطع ما فوق الكعبين فكأَني أَنظر إِلى الخيوط نائِسَةً على كعبيه أَي متدلِّية متحركة ومنه حديث العباس وضَفِيرَتاه تَنوسان على رأْسه وفي حديث ابن عمر دخلتُ على حَفْصَةَ ونَوَساتُها تَنْطُف أَي ذوائِبها تَقْطُر ماء فسمَّى الذَّوائِبَ نَوَسات لأَنها تتحرك كثيراً ونُسْتُ الإِبلَ أَنُوسُها نَوْساً سُقْتُها ورجل نَوَّاسٌ بالتشديد إِذا اضْطرب واسترخى وناسَ لُعابُه سالَ فاضطرب والنُّواس ما تعلق من السقف ونُواس العَنْكبوت نَسْجه لاضطرابه والنُّواسِيُّ ضرب من العِنَب أَبيض مدوّر الحب مُتَشَلْشِلُ العناقيد طويلها مضطربها قال ولا أَدري إِلى أَي شيء نسب إِلا أَن يكون مما نسب إِلى نفسه كدَوَّارِ ودَوَّاريٍّ وإِن لم يسمع النُّواس ههنا ونَوَّسَ بالمكان أَقام والنَّاوُوسُ مقابر النصارى إِن كان عربيّاً فهو فاعُولٌ منه والنَّوَّاسُ اسم والناسُ اسم قَيْسِ بن عَيْلان واسمه الناس
( * قوله « واسمه الناس » يروى بالوصل وبالقطع كما في حاشية الصحاح اه شارح القاموس ) بن مُضَر بن نِزار وأَخوه إِلْياس بن مضر بالياء

( هجس ) الهَجْسُ ما وقع في خَلَدِك تقول هَجَس في قلبي هَمٌّ وأَمْرٌ وأَنشد وطَأْطَأَتِ النَّعامَةُ مِنْ بَعيدٍ وقد وقَّرْتُ هاجِسَها وهَجْسِي النعامة فَرَسه وفي حديث قَباثٍ وما هو إِلا شيء هَجَسَ في نَفْسي ابن سيده هَجَس الأَمرُ في نَفْسي يَهْجِسُ هَجْساً وقع في خَلَدي والهاجِس الخاطر صفة غالبة غلبة الأَسماء وفي الحديث وما يَهْجِسُ في الضمائر أَي وما يخطر بها ويدور فيها من الأَحاديث والأَفكار وهَجَسَ في صدري شيء يَهْجِس أَي حَدس وفي النوادر هَجَسَني عن كذا فانْهَجَسْتُ أَي رَدَّني فارتَدَدْت والهَجْس النَّبْأَةُ تسمعها ولا تفهمها ووقعوا في مَهْجُوسَةٍ من أَمرهم أَي اختلاط عن ابن الأَعرابي وقيل المعروف في مَرْجُوسَةٍ أَبو عبيدة الهُجَيْسِيُّ ابنُ زادِ الرَّكْب وهو اسم فرس معروف
( * قوله « وهو اسم فرس معروف » في شرح القاموس وزاد الركب فرس الأزد الذي دفعه إليهم سليمان النبي صلى اللَّه عليه وسلم )
والهَجِيسَةُ الغَريضُ من اللبَن في السِّقاء قال والخامِطُ والسامِطُ مثله وهو أَول تَغَيُّرِه قال الأَزهري والذي عرفته الهَجِيمةُ قال وأَظن الهَجِيسَةَ تصحيفاً وفي حديث عمر أَن السائب بن الأَقرع قال حضرتُ طعامه فدعا بلَحْمٍ عَبِيطٍ وخُبْزٍ مُتَهَجِّسٍ قال المُتَهَجِّس الخبز الفَطِير الذي لم يختمر عجينه أَصله من الهَجِيسَةِ وهو الغَريضُ من اللحم ثم استعمل في غيره ورواه بعضهم مُتَهَجِّش بالشين المعجمة قال ابن الأَثير وهو غلط

( هجبس ) التهذيب الهَيْجَبُوسُ الرجل الأَهْوَجُ الجافي وأَنشد أَحَقُّ ما يُبَلّغُني ابنُ تُرْنَى من الأَقْوامِ أَهْوَجُ هَيْجَبُوسُ ؟

( هجرس ) الهِجْرِسُ بالكسر ولد الثعلب وعَمَّ بعضهم به نَوْعَ الثعالب واستعاره الحطيئة للفرزدق فقال أَبْلِغ بَني عَبْسٍ فإِنَّ نِجارَهُمْ لُؤْمٌ وإِنَّ أَباهُمُ كالهِجْرِسِ وروي عن المفضل أَنه قال الهقالِس والهَجارِسُ الثعالب وأَنشد وتَرَى المَكَاكِيَ بالهَجِيرِ نحيبُها كُدْرٌ بَواكِرُ والهَجارِس تَنْحَبُ وقيل الهَجارِسُ جميع ما تَعَسَّسَ من السِّباع ما دون الثعلب وفوق اليَرْبوع قال الشاعر بعَيْنَيْ قَطامِيٍّ نَما فوْقَ مَرْقَبٍ غَدَّا شَبِماً يَنْقَضُّ بين الهَجارِسِ الليث الهِجْرِسُ من أَولاد الثعالب قال وقد يوصف به اللئيم وأَنشد وهِجْرِس مَسْكَنُه الفَدافِدُ وقال رَمَتْني الأَيام عن هَجارِسِها أَي شدائدها وفي الحديث أَن عُيَيْنَة بن حصن مدَّ رجليه بين يدي سيدنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال له فلان يا عَيْنَ الهِجْرِسِ أَتَمُدُّ رجليك بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ؟ الهِجْرِس ولد الثعلب والهِجْرِس أَيضاً القِرْد أَبو مالك أَهل الحجاز يقولون الهِجْرِس القرْد وبنو تميم يجعلونه الثعلب والهِجْرسُ اسم

( هدس ) هَدَسَه يَهْدسُه هَدْساً طرده وزجره يمانية مُمَاتة والهَدَسُ شجر وهو عند أَهل اليمن الآسُ

( هدبس ) الهَدَبَّسُ ولد البَبْرِ وأَنشد المبرّد ولقد رأَيتُ هَدَبَّساً وفَزارة والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرهُ كالضَّيْوَنِ

( هرس ) الهَرْسُ الدَّق ومنه الهَرِيسَة وهَرَسَ الشيء يَهْرُسُه هَرْساً دقَّه وكسره وقيل الهَرْس دقك الشيء وبينه وبين الأَرض وقاية وقيل هو دقُّك إِياه بالشيء العريض كما تُهْرَسُ الهَرِيسَةُ بالمِهْراس والمِهْراس الآلة المَهْرُوس بها والهَرِيسُ ما هُرِسَ وقيل الهَرِيس الحب المهْروس قبل أَن يُطْبَخ فإِذا طبخ فهو الهَريسة وسميت الهَريسَةُ هَرِيسَةً لأَن البُرَّ الذي هي منه يدق ثم يطبخ ويسمى صانعُه هَرَّاساً وأَسد هَرَّاسٌ يَهْرُس كل شيء والهِرْماسُ من أَسماء الأَسد وقيل هو الشديد من السباع فِعْمالٌ من الهَرْس على مذهب الخليل وغيرُه يجعله فِعْلالاً وهَرِسَ يَهْرَسُ هَرَساً أَخفى أَكلَه وقيل بالغ فيه فكأَنه ضد ابن الأَعرابي هَرِسَ الرجُل إِذا كثر أَكله قال العجاج وكَلْكَلاً ذا حامِياتٍ أَهْرَسَا ويروى مِهْرَسا أَراد بالأَهْرَس الشديدَ الثقيل يقال هو هَرِسٌ للذي يدق كل شيء والفحل يَهْرُس القِرْن بكَلْكَلِه وإِبل مَهارِيس شديدة الأَكل قال أَبو عبيد المَهَارِيس من الإِبل التي تَقْضَمُ العِيجان إِذا قلَّ الكلأ وأَجدبت البلاد فتَتَبَلَّغ بها كأَنها تَهْرُسُها بأَفواهِها هَرْساً أَي تدقُّها قال الحطيئة يصف إِبِلَه مَهَارِيسُ يُرْوِي رِسْلُها ضَيْفَ أَهْلِها إِذا النَّارُ أَبْدَتْ أَوجُهَ الخَفِراتِ وقيل المَهَارِيس من الإِبل الشِّداد وقيل الجسام الثِّقالُ قال ومن شدة وطئها سميت مَهارِيسَ والهَرِسُ والأَهْرَسُ الشديد المَرَّاس من الأُسْدِ وأَسد هَرِسٌ أَي شديد وهو من الدق قال الشاعر شَدِيدَ السَّاعِدَيْنِ أَخا وِثابٍ شَدِيداً أَسْرُه هَرِساً هَمُوسَا والهَرِسُ الثوب الخَلَق قال ساعدة بن جؤية صِفْرِ المَبَاءَةٍ ذي هِرْسَيْنِ مُنْعَجِفِ إِذا نَظَرْتَ إِليه قلْتَ قد فَرَجَا والهَراسُ بالفتح شجر كبير الشوك قال النابغة فَبتُّ كأَنَّ العائِذاتِ فَرَشْنَنِي هَرَاساً به يُعْلى فِراشِي ويُقْشَبُ وقيل الهَراس شوك كأَنه حَسَك الواحدة هَراسَة وأَنشد الجوهري للنابغة الجعدي وخَيْل يُطابِقْنَ بالدَّارِعِين طِباقَ الكِلابِ يَطَأْنَ الهَراسا ويروى وشُعْث والمطابقة أَن تَضَع أَرجُلَها مواضع أَيديها وتقدِّم أَيديها حتى تُبْصِر مواقعَها يريد أَنها لا تريد الهرب فهي تَتَثَبَّت في مشيها كما تمشي الكلاب في الهَراسِ متقية له ومثله قول قعين إِنَّا إِذا الخَيْل عَدَتْ أَكْداسا مِثْل الكِلابِ تَتَّقي الهَراسا وقال أَبو حنيفة الهَراس من أَحْرار البقول واحدته هَراسَة وبه سمي الرجل وأَرض هَرِيسَة ينبت فيها الهَراس وفي حديث عمرو بن العاص كأَنّ في جَوْفي شوكة الهَراس قال هو شجر أَو بَقْل ذو شوك من أَحرار البقول والمِهْراس حَجَر مستطيل منقور يُتَوضأُ منه ويدق فيه وفي الحديث أَن أَبا هريرة روى عن النبي صلى اللَّه عليه سلم أَنه قال إِذا أَراد أَحدكم الوضوءَ فليُفْرِغْ على يديه من إِنائهِ ثلاثاً فقال له قَيْنٌ الأَشجعي فإِذا جِئنا إِلى مِهْراسِكم هذا كيف نَصْنَع ؟ أَراد بالمِهْراس هذا الحَجَر المَنْقور الضخم الذي لا يُقِلُّه الرجال ولا يحرِّكونه لثقله يسع ماء كثيراً ويتطهر الناس منه وجاء في حديث آخر أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم مَرَّ بِمِهْراس وجماعة من الرجال يَتَحاذَوْنَه أَي يحملونه ويرفعونه وهو حجر منقور سمي مِهْرَاساً لأَنه يُهْرَسُ به الحبُّ وغيره وفي حديث أَنس فقمت إِلى مِهْراس لنا فضربتها بأَسفله حتى تكسرت
( * روي في النهاية فضربتُه بأَسفله ) وفي الحديث أَنه عَطِشَ يوم أُحُدٍ فجاءه عليّ كرَم اللَّه وجهه بِماءٍ من المِهْراس فَعَافَهُ وغسل به الدمَ عن وجهه قال المِهْراس صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء وقد يُعْمل منه حياض للماء وقيل المِهْراس في هذا الحديث اسم ماء بأُحُد قال وقَتِيلاً بِجانِبِ المِهْراسِ والمِهْراسُ موضع ويقال مِهْراس أَيضاً قال الأَعْشى فَرُكْنُ مِهْراسٍ إِلى مارِدٍ فقاعُ مَنْفُوحَةَ ذي الحائِرِ

( هرجس ) الهِرْجاسُ الجَسِيمُ

( هرمس ) الهِرْماس من أَسماء الأَسد وقيل هو الشديد من السباع واشتقه بعضهم من الهَرْس الذي هو الدَّقُّ وهو على ذلك ثلاثي وقد تقدم الكسائي أَسد عِرْماسٌ وهُرامِس وهو الجريء الشديد وقيل الهِرْماس الأَسد العادي على الناس ابن الأَعرابي الهِرْماس ولد النَّمِر وأَنشد الليث في الأَسد يَعْدُو بأَشْبالٍ أَبوها الهِرْماس والهِرْمِيسُ الكَرْكَدَّنُ قال وهو أَكبر من الفيل له قَرْن وهو يكون في البحر أَو على شاطئه قال والفيلُ لا يَبْقى ولا الهِرْمِيسُ وهِرْماس موضع أَو نهر وهِرْمِس اسم علم سُرْياني والهِرْمَوْس الصُّلْب الرأْي المُجَرَّب

( هسس ) هَسَّ يَهِسُّ هَسّاً حدَّث نَفْسَه وهَسَّ الكلامَ أَخفاه وهَسُّوا الحديثَ هَسِيساً وهَسْهَسُوه أَخْفَوْه والهَسِيسُ والهَسْهاس الكلام الذي لا يُفْهم وسمعت من القوم هَساهِسَ من نَجِيٍّ لم أَفهمها وكذلك وَساوِسَ من قول والهَساهِسُ الوَساوِسُ والهَساهِسُ حديث النَّفْس ووَسْوَسَتُها قال الأَخطل وطَوَيْتَ ثَوْبَ بَشاشَةٍ أُلْبِسْتَهُ فَلَهُنَّ مِنْكَ هَساهِسٌ وهُمُومُ والهَساهِسُ الكلام الخفي المُجَمْجَمُ وسمعت هَسِيساً وهو الهَمْسُ وقيل الهَسْهَسَةُ عامٌّ في كل شيء له صوت خفي كهَساهِسِ الإِبل في سيرها وصوتُ الحَلْي قال الراجز لَبِسْنَ من حُرِّ الثِّيابِ مَلْبَسا ومُذْهَبِ الحَلْي إِذا تَهَسْهَسا ويقال في هَساهِس أَخفاف الإِبل إِذا عَلَوْنَ الظَّهْرَ ذا الضَّماضِمِ هَساهِساً كالْهَدِّ بالْجَماجِم الجوهري الهَسْهَسَة صوت حركة الدِّرع والحَلْي وحركة الرجل بالليل ونحوه قال الشاعر وللَّهِ فرْسانٌ وخَيْلٌ مُغِيرَةٌ لَهُنَّ بِشُبّاكِ الحَديدِ هَساهِسُ والتَّهَسْهُسُ مثله وهَسِيسُ الجِنِّ وهَساسُها عَزيفُها في القَفْرِ والهَسِيسُ والهَسْهَسَة ضرب من المشي قال إِنْ هَسنْهَسَتْ لَيْلَ التَّمامِ هَسْهَسا وهَسْهَسَ ليلتَه كلَّها وقَسْقَسَ إِذا أَدأَبَ السير وفي النوادر الهَساهِس المشي بِتْنا نُهَسْهِسُ حتى أَصبحنا وراعٍ هَسْهاس إِذا رعى الغنم ليله كله والهَسُّ زجْر الغنم وهُسْ وهِسْ زجر للشاة والهَسِيسُ المدقوق من كل شيء

( هطس ) هَطَس الشيءَ يَهْطسُه هَطْساً كسره حكاه ابن دريد قال وليس يثبت

( هطلس ) الهطلسة الأَخْذ والهَطْلَسُ والهَطَلَّس العسكر الكبير ابن الأَعرابي تَهَطْلَسَ من مرضه إِذا أَفاق

( هقلس ) الهِقْلِسُ السيء الخُلُق والهَقالس والهَجارس الثعالب والهَقَلَّس الذئب في ضر قال الكميت وتسمَعُ أَصْواتَ الفَراعِل حَوْلَه يُعاوينَ أَولادَ الذِّئابِ الهَقالِسا يعني حول الماء الذي ورَدَهُ

( هكلس ) أَبو عمرو الهَكَلَّسُ الشديد

( هلس ) الهَلْس والهُلاسُ شبه السُّلال وفي التهذيب شدة السُّلال من الهُزال ورجل مَهْلُوسٌ وهَلَسَه الداء يَهْلِسُه هَلْساً خامَره قال الكميت يُعالِجْنَ أَدْواءَ السُّلالِ الهَوالِسا والمَهْلُوس من الرجال الذي يَأْكل ولا يُرى أَثرُ ذلك في جسمه ورَكَبٌ مَهْلوسٌ قليل اللحم لازق على العظم يابس وقد هُلِسَ هَلْساً وامرأَة مَهْلوسَةٌ ذات رَكَبٍ مَهْلوس كأَنما جفل لحمه جَفْلاً الجوهري الهُلاس السِّلُّ ورجل مَهْلوس العقل أَي مسلوبه ورجل مُهْتَلَسُ العقل ذاهبه ويقال السُّلاس في العقل والهُلاس في البدن وفي حديث علي رضي اللَّه عنه في الصدقة ولا يَنْهَلِس الهُلاس السِّلُّ وقد هَلَسَه المرضُ وفي حديثه أَيضاً نَوازِعُ تَقْرَع العظم وتَهْلِسُ اللحم والإِهْلاسُ ضحك فيه فتور وأَهْلَسَ في الضحك أَخفاه قال تَضْحَكُ مِنِّي ضَحِكاً إِهْلاسا أَراد ذا إِهْلاسٍ وإِن شئتَ جعلته بدلاً من ضحك وأَما قول المرار طَرَقَ الخَيالُ فهاجَ لي من مَضْجَعِي رَجْعُ التَّحِيَّةِ في الظَّلامِ المُهْلِسِ أَراد بالمُهْلِس الضعيفَ من الظلام ابن الأَعرابي الهُلُسُ النُّقَّة من الرجال والهُلُسُ الضعفاء وإِن لم يكونوا نُقَّهاً وأَهْلَسَ إِليه أَي أَسرَّ إِليه حديثاً وهالَسَ الرجلَ سارَّه قال حميد بن ثور مُهالَسَة والسِّتْرُ بَيْني وبَيْنَه بِداراً كَتَكْحِيلِ القَطا جازَ بالضَّحْل

( هلبس ) الهَلْبَسِيسُ
( * قوله « الهلبسيس » هو بهذا الضبط في القاموس ونقل شارحه عن الصاغاني أَنه بكسر الهاء والباء » الشيء اليسير وليس بها هَلْبَسِيسٌ أَي أَحد يستأْنس به وجاءت وما عليها هَلْبَسِيسَة ولا خَرْبَصِيصَة أَي شيء من الحَلْي وما عنده هَلْبَسِيسَةٌ إِذا لم يكن عنده شيء وما في السماء هَلْبَسِيسَةٌ أَي شيء من سحاب عن ابن الأَعرابي قال لا يُتكلم به إِلا في النفي

( هلطس ) شمر الهِلْطَوْسُ الخفي الشخص من الذئاب قال الراجز قَدْ ترك الذئْب شَدِيد العَوْلَةِ أَطْلَسَ هِلْطَوْساَ كثِيرَ العَسَّةِ ولصٌّ
( * قوله « ولص إلخ » المناسب ذكره في هطلس لا هنا ) هَطْلَسٌ وهَطَلَّس قطَّاع كلّ ما وجده

( هلقس ) الهِلَّقْسُ بتشديد اللام الشديد من الناس والإبل وعمَّ به بعضهم وهو ملحق بِجِرْدَحْل قال الشاعر أَنْصَب الأُذْنَيْنِ في حَدِّ القَفَا مائِل الضَّبْعَيْنِ هِلَّقْس حَنِق أَبو عمرو جوع هُنْبُغٌ وهِنْباغٌ وهِلَّقْسٌ وهِلَّقْتٌ أَي شديد

( هلكس ) الهِلَّكْسُ الدّنيء الأَخلاق وبعير هِلّقْس وهِلَّكْسٌ شديد وأَنشد الليث والبازلَ الهِلَّكْسَا

( همس ) الهَمْس الخفيّ من الصوت والوطء والأَكل وقد هَمَسُوا الكلام هَمْساً وفي التنزيل فلا تَسْمَعُ إِلا هَمْساً في التهذيب يعني به واللَّه أَعلم خَفْقَ الأَقدام على الأَرض وقال الفراء يقال إِنه نَقْل الأَقْدام إِلى المحشر ويقال إَنه الصوت الخفيّ وروي عن ابن عباس أَنه تَمَثَّل فأَنشد وهُنَّ يَمشِين بِنا هَمِيسَا قال وهو صوت نَقْل أَخفاف الإِبل وروي عن ابن الأَعرابي قال ويقال اهمِسْ وصَهْ أَي امْشِ خَفِيّاً واسكت ويقال هَمْساً وصَهْ وهَسّاً وصَهْ قال وهذا سارق قال لصاحبه امش خفيّاً واسكت وفي الحديث فجعل بعضُنا يَهْمِس إِلى بعضٍ الهَمْس الكلام الخفي لا يكاد يفهم ومنه الحديث كان إِذا صلى العَصر هَمَسَ الجوهري هَمْسُ الأَقدام أَخفى ما يكون من صوت الوطء والأَسد الهَمُوس الخفيّ الوطء قال رؤبة يصف نفسه بالشدة لَيْثٌ يدُقّ الأَسَدَ الهَمُوسا والأَقْهَبَيْنِ الفِيلَ والجاموسَا والشيطان يُوَسْوِس فيَهْمِس بوسواسه في صدر ابن آدم وروي عن النَّبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه كان يتعوذ باللَّه من هَمْزِ الشيطان ولَمْزِه وهَمْسه هو ما يُوَسْوِسُه في الصدر والهمز كلام من وراء القَفَا كالاستهزاء واللمز مُواجَهَة قال أَبو الهيثم إِذا أَسرَّ الكلام وأَخفاه فذلك الهَمْس من الكلام قال شمر الهَمْسُ من الصوت والكلامِ ما لا غَوْر له في الصدر وهو ما هُمِس في الفم والهَمُوس والهَمِيس جميعاً كالهَمْس في جميع هذه الأَشياء وقيل الهَمِيسُ المضْغُ الذي لا يُفْغَر به الفم وكذلك المشْي الخفيّ الحِسِّ وإِذا مضَغ الرجل من الطعام وفُوه منضمٌّ قيل هَمَسَ يَهْمِسُ هَمْساً وأَنشد يأْكُلن ما في رَحْلِهنَّ هَمْسا والهَمْس أَكل العجوز الدَّرْداء والهَمْسُ والهَمِيسُ حِسّ الصوت في الفم مما لا إَشْرابَ له من صوت الصدر ولا جهارَة في المنطق ولكنه كلام مَهْمُوس في الفم كالسِّرِّ وتَهَامَسَ القومُ تسارُّوا قال فَتَهامَسوا سِرّاً وقالوا عَرِّسُوا في غَير تَمْئِنَةٍ بغير مُعَرَّسِ والحروف المَهْموسة عشرة أَحرف يجمعها قولك « حَثَّه شَخْصٌ فَسَكَت » وفي المحكم يجمعها في اللفظ قولك « سَتَشْحَثُك خَصَفَه » وهي الهاء والحاء والخاء والكاف والشين والصاد والتاء والسين والثاء والفاء قال سيبويه وأَما المَهْمُوس فحرف ضَعُف الاعتمادُ من موضعه حتى جرى معه النَّفَس قال بعض النحويين وأَنت تعتبر ذلك بأَنه قد يمكنك تكرير الحرف مع جَرْي الصوت نحو « سسس كككك هههه » ولو تكلفت ذلك في المجهور لما أَمكنك قال ابن جني فأَما حروف الهَمْس فإِن الصوت الذي يخرج معها نَفَس وليس من صوت الصدر إِنما يخرج مُنْسلاً وليس كنفخ الزاي والظاء والذالِ والصادِ والراءُ شبيهة بالضاد الأَزهري وأَخذته أَخذاً هَمْساً أَي شديداً ويقال عَصْراً وهَمَسَه إِذا عَصره وقال الكميت فجعل الناقة هَمُوساً غُرَيْرِيَّة الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِيَّة هَمُوساً تُبارِي اليَعْمَلاتِ الهَوامِسا وفي رجز مسيلمة والذئبُ الهامِس والليل الدَّامس الهامِس الشديد وأَسد هَمُوس وهَمَّاس شديد الغَمْز بضرسه قال الهذلي يَحْمِي الصَّرِيمَةَ أُحْدانُ الرجالِ له صَيْدٌ ومُجْتَرِئٌ باللَّيْل هَمَّاس والهَمُوس من أَسماء الأَسد لأَنه يَهْمِس في الظلمة ثم جُعل ذلك اسماً يعرف به يقال أَسد هَمُوس قال أَبو زبيد بَصِيرٌ بالدُّجَى هادٍ هَمُوس قال أَبو الهيثم سمي الأَسد هَمُوساً لأَنه يَهْمِس هَمْساً أَي يمشي مشياً بخُفْيَة فلا يُسْمَع صوتُ وطئه وأَسد هَمُوس يمشي قليلاً قليلاً يقال هَمَسَ لَيْلَه أَجمع

( هملس ) رجل هَمَلَّس قوي الساقين شديد المشي ولم يُلْف إِلا في كتاب العين والمعروف في المصنف وغيره العَمَلَّس ولعل الهاء بدل من العين لا تصح إِلا على ذلك

( هنبس ) الهَنْبَسَة التَّحَسُّسُ عن الأَخبار وقد تَهَنْبَس

( هنجبس ) الهَنْجَبُوس الخسيس

( هندس ) الهِنْدِس من أَسماء الأَسد وأَسد هِنْدِس أَي جَرِيء قال جندل يأْكل أَو يَحْسُو دَماً ويَلْحَسُ شِدْقَيْه هَوَّاسٌ هِزَبْرٌ هِنْدِس والمُهَنْدِس المقدر لِمَجاري المياه والقُنِيّ واحتِقارِها حيث تحفر وهو مشتق من الهِنْدازِ وهي فارسية أَصلها آوْ أَنْدازْ
( * قوله « آو » كذا بالأصل وفي القاموس آب وهما بمعنى ) فصيرت الزاي سيناً لأَنه ليس في شيء من كلام العرب زاي بعد الدال والاسم الهَنْدَسة ويقال فلان هُنْدُوس هذا الأَمر وهم هَنادِسَة هذا الأَمر أَي العلماء به ورجل هُنْدُوس إِذا كان جيد النظر مُجرَّباً

( هوس ) الهَوْس الطَّوَفان بالليل والطلب بِجُرْأَة هاسَ يَهُوس هَوْساً طاف بالليل في جرْأَة وأَسد هَوَّاس وكذلك النَّمِر قال وفي يَدِي مِثْلُ ماء الثَّغْبِ ذُو شُطَبٍ أَنَّى نَحَيْتُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمِرُ قال ابن الأَعرابي أَراد الثَّغَب فسكن للضرورة وأَما سيبويه فقال الثَّغْب بسكون الغين الغَدير ورجل هَوَّاس وهَوَّاسَةٌ شجاع مجرَّب والهَوْس الإِفساد هاسَ الذئب في الغنم هَوْساً والهَوْس الدَّقُّ هاسَه يَهُوسُه وهَوَّسه الأَصمعي هُسْتُه هَوْساً وهِسْتُه هيساً وهو الكسر والدقُّ وأَنشد إِنَّ لنَا هَوَّاسَةً عَرِيضَا والتَّهَوُّس المشي الثقيل في الأَرض الليِّنَة وهَوِسَ الناس هَوَساً وقعوا في اختلاط وفساد وهَوِسَت الناقة هَوَساً فهي هَوِسَةٌ اشتدت ضَبَعَتُها وقيل ترددت فيها الضَّبَعَة وضَبَعٌ هَوَّاس شديد قال يُوشِك أَن يُؤْنَسَ في الإِينَاسِ في مَنْبِتِ البَقْل وفي اللُّسَاسِ منها هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ والهَوِيس النظر والفكر والهَوْس الأَكل الشديد والهَوْس شديد الأَكل والعرب تقول الناس هَوْسَى والزمان أَهْوَس قال الناس يأْكلون طيّبات الزمان والزمانُ يأْكلهم بالموت والهَوَّاس الأَسد قال الكميت هُوَ الأَضْبَطُ الهَوَّاسُ فينا شَجَاعَةً وفيمَنْ يُعادِيهِ الهِجَفُّ المُثَّقَّل والهَوْس المَشي الذي يعتمد فيه صاحبه على الأَرض اعتماداً شديداً ومنه سمي الأَسد الهَوَّاس والهَوْس السوق اللين يقال هُسْت الإِبل فَهَاست أَي ترعى وتسير وإِنما شبه هَوَسان الناقة بهَوَان الأَسد لأَنها تمشي خَطْوة خطوة وهي ترعى والهَوَس بالتحريك طَرف من الجنون وفي حديث أَبي الأَسود فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ يذكر في ترجمة هيس واللَّه أَعلم

( هيس ) الهَيْس من الكيل الجِزَاف وقد هَاسَ وهاسَ من الشيء هَيْساً أَخذ منه بكثرة والهَيْس السَّير أَيَّ ضَرْبٍ كان وهاسَ يَهِيسُ هَيْساً سار أَيَّ سير كان حكاه أَبو عبيد قال إِحْدَى لَيَالِيك فَهِيسِي هِيسِي لا تَنْعَمِي اللَّيْلَةَ بالتَّعْرِيسِ وهَيْسِ كلمة تقال في الغارَة إِذا اسْتُبِيحَتْ قرية أَو قبيلة فاستؤصلت أَي لا بَقي منهم أَحد فيقولون هَيْسِ هَيْسِ القومُ هَيْساً ويقال حمل فلان على العسكر فَهاسَهم أَي داسَهم مثل حاسهم ويقال ما زِلْنَا ليلَتنا نَهِيس أَي نَسْري وهَيْسِ مكسور كلمة تقال للرجل عند إِمكان الأَمر وإِغْرائه به والأَهْيَس الشجاع مثل الأَحْوَس والهَيْس اسم أَدَاةِ الفَدَّان عمانية
( * قوله « عمانية » وفي العباب يمانية اه شارح القاموس )
والهَيْسَة بفتح الهاء أُم حُبَين عن كراع والأَهْيَسُ الذي يدق كل شيء أَبو عمرو سَاهَاه غافَله وهَاسَاه إِذا سَخِر منه فقال هَيْسِ هَيْسِ ابن الأَعرابي إِن لقمان بن عاد قال في صفة النمل أَقبلَتْ مَيْسَا وأَدْبَرَتْ هَيْسَا قال تَهِيسُ الأَرضَ تدُقُّها وفي حديث أَبي الأَسود لا تُعَرِّفُوا عليكم فلاناً فإِنه ضعيف ما عَلِمْتُه وعرِّفوا عليكم فلاناً فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ الأَهْيَسُ الذي يَهُوس أَي يدور يعني أَنه يدور في طلب ما يأْكله فإِذا حصَّله جلس فلم يبرح والأَصل فيه الواو وإِنما قيل بالياء ليُزاوج أَلْيَس

( وجس ) أَوْجَسَ القلبُ فَزَعاً أَحَسَّ به وفي التنزيل العزيز فأَوْجَسَ منهم خيفة قال أَبو إِسحق معناه فأَضْمَر منهم خَوْفاً وكذلك التوَجُّس وقال في موضع آخر معنى أَوْجَسَ وقع في نفسه الخوفُ الليث الوَجْس فَزْعة القلب والوَجْس الفَزَع يقع في القلب أَو في السمع من صوت أَو غير ذلك والتوَجُّس التَّسَمُّع إِلى الصوت الخفي قال ذو الرمة يصف صائداً إِذا تَوَجَّس رِكزاً من سَنابِكِها أَو كان صاحِبَ أرْضٍ أَوْ بِهِ المُومُ وأَوْجَسَت الأُذنُ وتَوجَّسَت سمعت حسّاً وقول أَبي ذؤيب حتَّى أُتِيح لهُ يَوْماً بِمُحْدَلَةٍ ذُو مِرَّةٍ بِدِوارِ الصَّيْد وَجَّاسُ قال ابن سيده هو عندي أَنه على النسب إِذ لا نعرف له فِعلاً والوَجْسُ الصوت الخفي وفي الحديث أَنه نهى عن الوَجْس هو أَن يجامع الرجل امرأَته أَو جاريته والأُخرى تسمع حسهما وسئل الحسن عن الرجل يجامع المرأَة والأُخرى تسمع فقال كانوا يكرهون الوَجْس قال أَبو عبيد هو الصوت الخفي وفي الحديث دخلت الجنة فسمعت في جانبها وَجْساً فقيل هذا بلال الوَجْس الصوت الخفي وتَوَجَّسَ بالشيء أَحَسَّ به فَتَسَمَّع له وتوَجَّسْت الشيءَ والصوتَ إِذا سمعته وأَنت خائف ومنه قوله فَغَدَا صَبِيحَةَ صَوْتِها مُتَوَجّسَا والواجِسُ الهَاجِسُ والأَوْجَس والأَوْجُس الدهر وفتح الجيم هو الأَفصح يقال لا أَفعل ذلك سَجِيسَ الأَوْجَس والأَوْجُس وسَجِيسَ عُجَيس الأَوْجس حكاه الفارسي أَي لا أَفعله طول الدهر وما ذقت عنده أَوْجَسَ أَي طعاماً لا يستعمل إِلا في النفي ويقال تَوَجَّسْت الطعام والشراب إِذا تَذَوَّقته قليلاً وهو مأْخوذ من الأَوْجس

( ودس ) الوادِسُ من النبات ما قد غَطَّى وجه الأَرض ودَسَت الأَرض وَدْساً وَوَدَّسَتْ وتَوَدَّسَتْ تغطت بالنبات وكثر نباتها وقيل إِنما ذلك في أَول إِنباتها أَبو عبيد تَوَدَّسَت الأَرض وأَوْدَسَتْ بمعنى أَي أَنبتت ما غطى وجهها وما أَحسن وَدَسَها
( * قوله « ودسها » كذا هو مضبوط في الأصل بالتحريك وضبط بالقلم في الصحاح بالتسكين ) إِذا خرج نباتها وأَرض وَدِسَة مُتَودِّسة ليس على الفعل ولكن على النسب والوَدَس والوَدِيس والوِداسُ ما غطاها من ذلك وفي حديث خزيمة وذكر السنة فقال وأَيبست الوديس هو ما أَخرجت الأَرض من النبات والوَدس أَول نبات الأَرض ودخان موَدِّس والتَّوْدِيس رعي الوادِس من النبات والتَّوَدُّس رعي الوِدَاس وودَّسَ إِليه بكلمة طرحها وما أَدري أَين وَدَسَ من بلاد اللَّه ووَدَّس أَي أَين ذهب ووَدَسَ عليَّ الشيءُ وَدْساً أَي خفي وأَين وَدَسْت به أَي أَين خَبَأْته والوَدِيس الرقيق من العسل والوَدَس العَيْب يقال إِنما يأْخذ السلطان من به وَدَس أَي عيب

( ورس ) الوَرْس شيء أَصفر مثل اللطخ يخرج على الرِّمْثِ بين آخر الصيف وأَوَّل الشتاء إِذا أَصاب الثوبَ لَوَّنَه التهذيب الوَرْس صِبْغ والتَّوْرِيس مثله وقد أَوْرَس الرِّمْثُ فهو مُورِسٌ وأَوْرَس المكانُ فهو وارِسٌ والقياس مُورِسٌ وقال شمر يقال أَحْنَطَ الرِّمْثُ فهو حانِطٌ ومُحْنِطٌ ابْيَضَّ الصحاح الوَرْس نبت أَصفر يكون باليمن تتخذ منه الغُمْرة للوجه تقول منه أَورَس المكان وأَوْرَس الرِّمْث أَي اصفَرَّ ورقه بعد الإِدراك فصار عليه مثل المُلاء الصفر فهو وارِس ولا يقال مُورِس وهو من النوادر ووَرَّست الثوب تَوْريساً صبغته بالوَرْس ومِلْحفة وَرْسِيَّة صبغت بالوَرْس وفي الحديث وعليه ملحفة وَرْسِيَّة والوَرْسِية المصبوغة وفي حديث الحسين رضي اللَّه عنه أَنه اسْتَسْقى فأُخرج إِليه قَدَح وَرْسِيّ مُفَضَّض هو المعمول من الخشب النُّضار الأَصفر فشبه به لصفرته قال أَبو حنيفة الوَرْس ليس بِبَرِّي يزرع سنة فيجلس عشر سنين أَي يقيم في الأَرض ولا يتعطل قال ونباته مثل نبات السمسم فإِذا جف عند إِدراكه تفتقت خرائطه فيُنْفض فيَنْتفض منه الوَرْس قال وزعم بعض الرواة الثقات أَنه يقال مُورِس وقد جاء في شعر ابن هَرْمَة قال وكأَنَّما خُضِبَتْ بحَمْضٍ مُورِس آباطُها من ذي قُرُونِ أَبايِلِ وحكى أَبو حنيفة عن أَبي عمرو وَرَسَ النبت وُرُوساً اخْضَرَّ وأَنشد في وارِسٍ من النَّخِيل قد ذَفِر ذَفِرَ كَثر قال ابن سيده لم أَسمعه إِلا ههنا قال ولا فسره غير أَبي حنيفة وثوب وَرِسٌ ووارِس ومُوَرِّسٌ ووَرِيس مصبوغ بالوَرْس وأَصْفَر وارِسٌ أَي شديد الصفرة بالغوا فيه كما قالوا أَصْفَر فاقِع والوَرْسِيُّ من الأَقداح النُّضار من أَجودها ومن الحمام ما كان أَحمر إِلى الصفرة ووَرِسَت الصخرةٌ إِذا ركبها الطُّحْلب حتى تخضَرَّ وتَمْلاسَّ قال امرؤ القيس ويَخْطُو على صُمٍّ صِلابٍ كأَنها حجارة غِيلٍ وارِساتٌ بطُحْلُب

( وسس ) الوَسْوَسَة والوَسْواس الصوت الخفي من ريح والوَسْواس صوت الحَلْي وقد وسْوَس وَسْوَسَة ووِسْواساً بالكسر والوَسْوَسة والوِسْواس حديث النفس يقال وَسوَسَتْ إِليه نفسه وَسْوسة ووِسْواساً بكسر الواو والوَسْواسُ بالفتح الاسم مثل الزِّلْزال والزَّلْزال والوِسْواس بالكسر المصدر والوَسْواس بالفتح هو الشيطان وكلُّ ما حدَّثك ووَسْوس إِليك فهو اسم وقوله تعالى فوَسْوَس لهما الشيطان يريد إِليهما ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل ويقال لِهَمْس الصائد والكلاب وأَصواتِ الحلي وَسْواس وقال الأَعشى تَسْمَع للحَلْي وَسْواساً إِذا انْصَرفت كما اسْتَعان بِريح عِشْرِقٌ زَجل والهَمْس الصوت الخفيّ يهز قَصَباً أَو سِبّاً وبه سمي صوت الحلي وَسْواساً قال ذو الرمة فَباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ ويُسْهِرهُ تَذَوُّبُ الرِّيح والوَسْواسُ والهِضَبُ يعني بالوَسْواس همس الصياد وكلامه قال أَبو تراب سمعت خليفة يقول الوَسْوسة الكلام الخفي في اختلاط وفي الحديث الحمد لله الذي ردّ كَيْده إِلى الوَسْوَسة هي حديث النفس والأَفكار ورجل مُوَسْوِس إِذا غلبت عليه الوَسْوسة وفي حديث عثمان رضي اللَّه عنه لما قُبِض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وُسْوِسَ ناسٌ وكنت فيمن وُسْوِس يريد أَنه اختلط كلامه ودُهش بموته صلى اللَّه عليه وسلم والوَسْواس الشيطان وقد وَسْوَس في صدره ووَسْوَس إِليه وقوله عز وجل من شر الوَسْواس الخَنَّاس أَراد ذي الوَسْواس وهو الشيطان الذي يُوَسوس في صدور الناس وقيل في التفسير إِن له رأْساً كرأْس الحية يَجْثِمُ على القلب فإِذا ذكر العبدُ اللَّه خَنس وإِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يُوَسوس وقال الفرّاء الوِسْواس بالكسر المصدر وكل ما حدّث لك أَو وَسْوس فهو اسم وفلان المُوَسْوِس بالكسر الذي تعتريه الوَساوِس ابن الأَعرابي رجل مُوَسْوِس ولا يقال رجل مُوَسْوَس قال أَبو منصور وإِنما قيل مُوَسْوِس لتحديثه نفسه بالوَسْوسة قال اللَّه تعالى ونعلم ما تُوَسْوِسُ به نفسه وقال رؤبة يصف الصياد وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً ربَّ القَلَقْ يقول لما أَحَسَّ بالصيد وأَراد رميه وَسْوس نفسه بالدعاء حذر الخيبة وقد وَسْوَسَتْ إِليه نفسه وَسْوَسة ووِسْواساً بالكسر ووَسْوس الرجلَ كلَّمه كلاماً خفيّاً ووَسْوس إِذا تكلم بكلام لم يبينه

( وطس ) وَطَسَ الشيءَ وَطْساً كسره ودقَّه والوَطِيس المَعْركة لأَن الخيل تَطِسُها بحوافرها والوَطِيس التنور والوَطِيس حفيرة تحتفر ويختبز فيها ويشوى وقيل الوَطِيس شيء يتخذ مثل التَّنُّور يختبز فيه وقيل هي تنُّور من حديد وبه شُبِّه حَرّ الحَرْب وقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم في حُنَيْن الآن حَمِيَ الوَطِيسُ وهي كلمة لم تُسمع إِلا منه وهو من فصيح الكلام عبّر به عن اشتِباك الحَرْب وقيامها على ساق الأَصمعي الوَطِيس حجارة مدورة فإِذا حميت لم يمكن أَحداً الوطء عليها يُضْرب مثلاً للأَمر إِذا اشتد قد حَمِي الوَطِيسُ ويقال طِسِ الشيءَ أَي أَحْمِ الحجارة وضَعْها عليه وقال أَبو سعيد الوَطِيس الضِّراب في الحرب قال ومنه قول عليّ رضوان اللَّه عليه الآن حين حَمِيَ الوَطِيس أَي حَمِيَ الضِّراب وجَدَّت الحربُ واشتدت قال وقول الناس الوَطِيس التنور باطل وقال ابن الأَعرابي في قولهم حَمِيَ الوَطِيس هو الوطء الذي يَطِسُ الناس أَي يدقهم ويقتلهم وأَصل الوَطْس الوطء من الخيل والإِبل ويروى أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم رُفعت له
( * هكذا في الأصل ولعله أَراد رفعت له ساحة الحرب أَو رفعت له المعركة أَي أَبصرها عن بُعد ) يوم مُؤْتَةَ فرأَى معتَرَك القوم فقال حمي الوطيس وقال زيد بن كُثْوة الوَطِيسُ يحتفر في الأَرض ويُصَغَّر رأْسه ويُخْرق فيه خَرْق للدخان ثم يوقد فيه حتى يَحْمى ثم يوضع فيه اللحم ويُسَدّ ثم يؤتى من الغد واللحم عاتٍ لم يحترق وروي عن الأَخفش نحوه ابن الأَعرابي الوَطِيس البلاء الذي يَطِسُ الناس أَي يدقهم ويقتلهم قال ابن سيده وليس ذلك بقويّ وجمعه كله أَوْطِسَة ووُطُسٌ والوَطِيس وطء الخيل هذا هو الأَصل ثم استعمل في الإِبل قال عنترة بن شدَّاد العبسي خَطَّارَة غِبَّ السُّرَى مَوَّارة تَطِسُ الإِكام بذاتِ خُفٍّ مِيْثَم
( * وفي معلقة عنترة بوَخْدِ بدل بذات )
الوطْس الضرب الشديد بالخف وغيره وخَطَّارة تُحَرِّك ذنبها في مشيها لنشاطها وغِبّ السُّرى بَعْدَه وموّارة سريعةُ دورانِ اليدين والرجلين والإِكامُ جمع أَكَمَة للمرتفع من الأَرض وقوله ذات خف مِيْثَم أَي تكسر ما تطؤُه يقال وَثَمَه يَثِمُه إِذا كسره وأَوْطاس موضع

( وعس ) الوَعْساء والأَوْعَسُ والوَعْس والوَعْسة كلُّه السهل اللين من الرمل وقيل هي الأَرض اللينة ذات الرمل وقيل هي الرمل تغيب فيه الأَرجل أَنشد ابن الأَعرابي أَلْقَتْ طَلاً بوَعْسَةِ الحَوْمانِ والجمع أَوْعُسٌ ووُعْس وأَواعِس الأَخيرة جمع الجمع والسهل أَوْعَسُ والمِيعاس مثله ووَعْساءُ الرمل وأَوْعَسُه ما اندكّ منه وسهُل والمَوْعِس كالوَعْس أَنشد ابن الأَعرابي لا تَرْتَعِي المَوْعِس من عَدابِها ولا تُبالي الجَدْبَ من جَنابِها والميعاس كالوَعْس قال الليث المكان الذي فيه الرمل من الوَعْس وهو الرمل الذي تسوخ فيه القوائم ورمل أَوْعَس وهو أَعظم من الوَعْساء وأَنشد ألْبسْنَ دِعْصاً بين ظَهْرَيْ أَوْعَسا وقال جرير حَيِّ الهِدَمْلَة من ذات المَواعِيسِ
( * قوله « حيّ الهدملة إلخ » عبارة القاموس وشرحه وذات المواعيس موضع )
وأَنشد ابن الأَعرابي أَلقت طلاً بوعسة الحومان وأَوْعَسَ القومُ ركبوا الوَعْس من الرمل والمِيعاسُ الطريق وأَنشد واعَسْنَ مِيعاساً وجُمْهُورات من الكَثِيبِ مُتَعَرِّضات والميعاسُ الأَرض التي لم توطأْ ووَعَسَه الدهرُ حَنَّكَه وأَحْكَمَه والمُواعَسَة والإِيعاسُ ضَرْب من سير الإِبل في مدّ أَعناق وسَعة خُطى في سرعة قال كم اجْتَبْنَ من لَيْل إِلَيْكَ وأَوْعَسَتْ بنا البِيدَ أَعْناقُ المَهاري الشَّعاشِع البِيدَ منصوب على الظرف أَو على السَّعة وأَوْعَسْنَ بالأَعْناق إِذا مَدَدْنَ الأَعناق في سَعة الخَطْو والمُواعَسَة المُباراة في السير وهي المُواضَخَة ولا تكون المُواعسة إِلا بالليل وأَوْعَسْنا أَدْلجنا والوَعْس شدة الوطء على الأَرض والمَوْعُوس كالمَدْعُوس والوَعْسُ شجر تُعْمل منه العيدان التي يُضرب بها قال ابن مقبل رَهاوِيَّةٌ مُنْزعٌ دَفُّها تُرَجّع في عُودِ وَعْسٍ مَرَنْ

( وقس ) الليث الوَقْسُ الفاحشة وذِكْرُها قال العجاج وحاصِن من حاصِناتٍ مُلْسِ عَن الأَذى وعَنْ قِرافِ الوَقْسِ ضرب الجَرَبَ مثلاً للفاحشة قال والوَقْسُ الصوت قال الأَزهري أَخطأَ الليث في تفسير الوَقْس فجعله فاحشة وأَخطأَ في لفظ الوَقْس بمعنى الصوت وصوابه الوَقْشُ الجوهري وقَسَه وقْساً أَي قَرَفه وإِنَّ بالبعير لوَقْساً إِذا قارَفه شيء من الجَرَب وهو بعير مَوْقُوس والوَقْس الجرب وقيل هو أَول الجَرَب قبل انتشاره في البدن قال الوَقْسُ يُعْدي فتَعَدَّ الوَقْسا الأَزهري سمعت أَعرابية من بني نُمَيْر كانت اسْتُرْعِيت إِبلاً جُرْباً فلما أَراحَتْها سأَلتْ صاحبَ النِّعم فقالت أَين آوي هذه المُوَقَّسَة ؟ أَرادت بالمُوَقَّسَةِ الجُرْب ومن أَمثالهم الوَقْسُ يُعْدي فتَعَدَّ الوَقْسا مَنْ يَدْنُ لِلْوَقْسِ يُلاقِ تَعْسا الوَقْس الجَرَب والتَّعْس الهلاك يضرب مثلاً لتَجَّنُّب من تكره صحبته ويقال إِن به لوَقْساً إِذا قارَفه شيء من الجَرَب وأَنشد الأَصمعي للعجاج يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمَ الدَّرْسِ من الأَذى ومن قِراف الوَقْسِ وقوم أَوْقاسٌ نَطِفُون مُتَّهَمُون يُشَبَّهون بالجَرْباء تقول العرب لا مِساسَ لا مِساس لا خير في الأَوْقاس ورأَيت أَوْقاساً من الناس أَي أَخْلاطاً ولا واحد لها والوَقْس السقاط والعبيد عن كراع

( وكس ) الوَكْسُ النقص وقد وَكَسَ الشيءُ نَكَس وفي حديث ابن مسعود لها مَهْر مثلها لا وكْس ولا شطَط أَي لا نقصان ولا زيادة الوَكْس النقص والشَّطَطُ الجور ووَكَسْتُ فلاناً نَقَصْته والوكْسُ اتِّضاع الثمن في البيع قال بِثَمَنٍ من ذاك غَيْرِ وَكْسِ دُونَ الغَلاءِ وفُوَيْقَ الرُّخْصِ أَي بثمنٍ من ذاك غيرِ ذي وَكْس وجمع بين السين والصاد وهذا هو الذي يسمى الإِكْفاءَ ويقال لا تَكِسْ يا فلانُ الثمنَ وإِنه ليُوضَع ويُوكَس وقد وُضِع ووُكِسَ وفي حديث أَبي هريرة من باع بَيْعَتين في بَيْعَةٍ فله أَوْكَسُهما أَو الرِّبا قال الخطابي لا أَعلم أَحداً قال بظاهر هذا الحديث وصحَّحَ البيعَ بأَوْكَس الثَّمَنَين إِلا ما يحكى عن الأَوْزاعي وذلك لما يتضمنه من الغَرَر والجهالة قال فإِن كان الحديث صحيحاً فيشبه أَن يكون ذلك حكومة في شيء بعينه كأَن أَسلفه ديناراً في قَفِيز بُرٍّ إِلى أَجَل فلما حلَّ طالبه فجعله قفيزين إِلى أَمَدٍ آخر فهذا بيع ثان دخل على البيع الأَول فيُرَدَّانِ إِلى أَوْكَسِهما أَي أَنقصهما وهو الأَول فإِن تبايَعا البيع الثاني قبل أَن يتقابضا كانا مُرْبِيَيْن وقد وُكِسَ في السلعة وَكْساً وأُوكِس الرجل إِذا ذهب مالُه والوَكْس دخول القمر في نجمٍ غدوة قال هَيَّجها قَبْل ليالي الوَكْس أَبو عمرو الوَكْس منزل القمر الذي يُكْسف فيه وبَرأَت الشجَّة على وَكْسٍ إِذا بقي في جوفها شيء ويقال وُكِسَ فلانٌ في تجارته وأُوكِسَ أَيضاً على ما لم يسمِّ فاعله فيهما أَي خَسِرَ وفي الحديث أَن معاوية كتب إِلى الحسين بن عليّ رضي اللَّه عنهما إِني لم أَكِسْك ولم أَخِسْك قال ابن الأَعرابي لم أَكِسْك لم أَنْقِمْك ولم أَخِسْك أَي لم أُباعِدْك مما تُحب والأَوّل من وَكَس يَكِسُ والثاني من خاسَ يَخِيس به أَي لم أَنْقُصْك حقك ولم أَنقُض عهدك

( ولس ) الوَلْس الخيانة ومنه قوله لا يُوالِس ولا يُدالس وما لي في هذا الأَمر وَلْسٌ ولا دَلْسٌ أَي ما لي فيه خَديعَة ولا خيانة والمُوَالَسَة الخِداع يقال قد تَوالَسُوا عليه وتَرَاقدوا عليه أَي تناصروا عليه في خِبٍّ وخَديعة وَوَالَسَه خادَعه والمُوالَسَة شبه المُداهَنَة في الأَمر ويقال للذئب ولاَّسٌ والوَلْسُ السرعة وَوَلَسَت الناقة تَلِس وَلَساناً فهي وَلُوسٌ أَسرعت وقيل أَعْنَقَتْ في سيرها وقيل الوَلَسان سير فوق العَنَق والإِبل يُوالِسُ بعضها بعضاً في السير وهو ضرب من العَنَق التهذيب الوَلُوس الناقة التي تَلِس في سيرها وَلَساناً والوَلُوس السريعة من الإِبل

( ومس ) الوَمْس احْتِكاك الشيء بالشيء حتى يَنْجَرد قال الشاعر وقد جَرّد الأَكْتافَ وَمْسُ الحَوارِكِ قال ولم أَسمع الوَمْس لغيره والرواية مَوْر المَوارِكِ وأَوْمَسَ العِنَب لانَ للنُّضْجِ وامرأَةٌ مُومِسٌ ومُومِسَةٌ فاجرة زانية تميل لمُرِيدِها كما سميت خَرِيعاً من التَخَرُّع وهو اللين والضعف وربما سميت إِماءُ الخِدْمَة مُومِسات والمُومِسات الفواجر مجاهرة وفي حديث جريج حتى يَنْظُرَ في وجوه المُومِسات ويجمع على مَيامِس أَيضاً ومَوامِيس وأَصحاب الحديث يقولون ميامِيس ولا يصح إِلا على إِشباع الكسرة ليصير ياء كمُطْفِل ومَطافِل ومَطافِيل وفي حديث أَبي وائل أَكْثر أَتْباع الدَّجَّال أَولاد المَيامِس وفي رواية أَولاد المَوامِس قال ابن الأَثير وقد اختلف في أَصل هذه اللفظة فبعضهم يجعله من الهمزة وبعضهم يجعله من الواو كلٌّ منهما تكلَّف له اشتقاقاً فيه بُعْدٌ وذكرها هو في حرف الميم لظاهر لفظها ولاختلافهم في لفظها

( وهس ) الوَهْس شدة الغَمْز والوَهْس الكسر عامة وقيل هو كَسْرُكَ الشيء وبينه وبين الأَرض وقاية لئلا تباشر به الأَرض والوَهْس الدِّقّ وَهَسَه وَهْساً وهو مَوْهُوسٌ ووَهِيسٌ والوَهْس الوطء ووَهَسَه وَهْساً وطِئَه وَطأً شديداً ومَرَّ يَتَوَهَّس أَي يغْمز الأَرض غَمْزاً شديداً وكذلك يَتَوهَّز ورجل وَهْسٌ موطوء ذليل والوَهْس أَيضاً السير وقيل شدة السير ويوصف به فيقال سير وَهْس وقد تَواهَسَ القومُ والوَهْس أَيضاً في شدة البَضْع والأَكل وأَنشد كأَنه لَيْث عَرِين دِرْباسْ بالعَثَّرَيْنِ ضَيْغَمِيٌّ وهَّاسْ ووَهَسَ وَهْساً ووَهِيساً اشتد أَكله وبَضْعه والوَهِيسَة أَن يطبخ الجَرَاد ثم يجفِّف ويدقِّق فيُقْمَخ ويؤكل بدَسَم وقيل يُبْكَلُ بسَمْن ويُبْكَل أَي يُخْلَط وقيل يخلط بدَسَم الجوهري التَّوهُّس مشي المثقل في الأَرض والوَهْس الشَّر والنَّمِيمَة قال حميد بن ثور بِتنَقُّص الأَعْراضِ والوَهْسِ والمُواهَسة المُشارَّة
( * جاء في مرح التواهس النادر )

( ويس ) وَيْسُ كلمة في موضع رأْفة واسْتِمْلاحٍ كقولك لصبي وَيْسَه ما أَمْلَحَه والوَيْح والوَيْس بمنزلة الوَيْل في المعنى وَوَيْسٌ له أَي ويل وقيل ويْسٌ تصغير وتحقير امتنعوا من استعمال الفعل من الوَيْس لأَن القياس نفاه ومنع منه وذلك أَنه لو صِّرِّف منه فعل لوجب اعتلال فائه وعدم عينه كَباعَ فَتَحامَوا استعماله لِمَا كان يُعْقِب من اجتماع إِعلالين هذا قول ابن جني وأَدخل الأَلف واللام على الوَيْس قال ابن سيده فلا أَدري أَسَمِع ذلك أَم هو منه تبسُّط وإِدْلال وقال أَبو حاتم في كتابه أَما وَيْسَك فإِنه لا يقال إِلا للصبيان وأَما وَيْلَك فكلام فيه غِلَظ وشَتْم قال اللَّه تعالى للكفار وَيْلَكُم لا تَفْتَروا على اللَّه كَذِباً وأَما وَيْح فكلام ليِّن حسن قال ويروى أَن وَيْح لأَهل الجنة ووَيْل لأَهل النار قال أَبو منصور وجاء في الحديث عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم ما يدل على صحة ما قال قال لعَمَّار ويْح ابن سُمَيَّة تقتله الفِئَة الباغية وذكر ابن الأَثير قال في الحديث قال لعمار وَيْسَ ابن سُمَيَّة قال وَيْس كلمة تقال لمَنْ يُرْحَم ويُرْفَق به مثل وَيْح وحكمُها حكمُها وفي حديث عائشة رضي اللَّه عنها أَنها ليلة تَبِعت النبي صلى اللَّه عليه وسلم وقد خرج من حُجْرتها لَيْلاً فنظر إِلى سوادها فَلحِقها وهو في جوف حُجْرتها فوجد لها نَفَساً عالياً فقال وَيْسها ماذا لَقِيت
( * قوله « ماذا لقيت » الذي في النهاية ما لقيت )
الليلة ؟ ولقي فلان وَيْساً أَي ما يريد وقوله أَنشده ابن الأَعرابي عَصَتْ سَجَاحِ شَبَثاً وقَيْسَا ولَقِيَتْ مِنَ النِّكاحِ وَيْسَا قال معناه أَنها لقيت منه ما شاءت فالوَيْس على هذا هو الكثير وقال مرَّة لَقِي فلانٌ وَيْساً أَي ما لا يريد وفسر به هذا البيت أَيضاً قال أَبو تراب سمعت أَبا السَّمَيْدَع يقول في هذه الثلاثة إِنها بمعنى واحد وقال ابن السكيت في الأَلفاظ إِن صحَّ له يقال وَيْسٌ له فَقْرٌ له والوَيْسُ الفقر يقال أُسْه أَوساً أَي شُدَّ فَقْره

( يأس ) اليَأْس القُنوط وقيل اليَأْس نقيض الرجاء يَئِسَ من الشيء يَيْأَس ويَيْئِس نادر عن سيبويه ويَئِسَ ويَؤُس عنه أَيضاً وهو شاذ قال وإِنما حذفوا كراهية الكسرة مع الياء وهو قليل والمصدر اليَأْسُ واليَآسَة واليَأَس وقد استَيْأَسَ وأَيْأَسْته وإِنه لَيَائِسٌ ويَئِس ويَؤُوس ويَؤُس والجمع يُؤُوس قال ابن سيده في خطبة كتابه وأَما يَئِسَ وأَيِسَ فالأَخيرة مقلوبة عن الأَوْسِ لأَنه لا مصدرَ لأَيِسَ ولا يحتج بإِياس اسم رَجُل فإِنه فِعالٌ من الأَوْس وهو العطاء كما يُسَمى الرجل عَطِيَّةَ اللَّه وهِبَة اللَّه والفَضْلَ قال أَبو زيد علياء مضر تقول يَحْسِبُ ويَنْعِم ويَيْئِس وسفلاها بالفتح قال سيبويه وهذا عند أَصحابنا إِنما يجيء على لغتين يعني يَئِسَ يَيْأَس ويأَس يَيْئِس لغتان ثم يركب منهما لغة وأَما ومِقَ يَمِق ووَفِقَ يَفِقُ ووَرِمَ يَرِمُ ووَلي يَلي ووَثِقَ يَثِق ووَرِثَ يَرِث فلا يجوز فيهن إِلا الكسر لغة واحدة وآيَسَه فلان من كذا فاسْتَيْأَس منه بمعنى أَيِسَ واتَّأَسَ أَيضاً وهو افتَعَل فأُدغم مثل اتَّعَدَ وفي حديث أُم معبد لا يَأْسَ من طُولٍ أَي أَنه لا يُؤْيَسُ من طوله لأَنه كان إِلى الطول أَقرب منه إِلى القصر واليَأْسُ ضد الرَّجاء وهو في الحديث اسم نكرة مفتوح بلا النافية ورواه ابن الأَنباري في كتابه لا يائِس من طول قال معناه لا يُؤْيَس من أَجل طوله أَي لا يَأْيَسُ مُطاوِلُه منه لإِفراط طوله فَيائِس بمعنى مَيْؤُوس كماء دافِق بمعنى مَدْفُوق واليَأْسُ من السِّلُ لأَن صاحبه مَيْؤُوسٌ منه ويَئِسَ يَيْئِسُ ويَيْأَس عَلِمَ مثل حَسِب يَحْسِبُ ويَحْسَب قال سُحَيْم ابن وَثِيلٍ اليَرْبُوعي وذكر بعض العلَماء أَنه لولده جابر بن سُحَيْم بدليل قوله فيه أَني ابنُ فارس زَهْدَم وزهدم فرس سحيم أَقُولُ لَهُمْ بالشِّعْبِ إِذ يَيْسِرُونَني أَلم تَيْأَسُوا أَني ابْنُ فارِسِ زَهْدَم ؟ يقول أَلم تعْلموا وقوله يَيْسرونني من أَيسار الجَزُور أَي يَجْتَزِرُونني ويَقْتَسمونني ويروى يَأْسِرونني من الأَسْر وأَما قوله إِذ يَيْسِرونني فإِنما ذكر ذلك لأَنه كان وقع عليه سِباءٌ فضربوا عليه بالمَيْسِر يتحاسبون على قسمة فِدائه وزهدم اسم فرس وروي أَني ابن قاتل زهدم وهو رجل من عبس فعلى هذا يصح أَن يكون الشعر لسحيم وروي هذا البيت أَيضاً في قصيدة أُخرى على هذا الرويِّ وهو أَقول لأَهل الشَّعب إِذ ييسرونني أَلم تيأَسوا أَني ابن فارس لازِمِ ؟ وصاحِب أَصْحابِ الكَنِيفِ كأَنَّما سَقاهم بِكَفَّيْهِ سِمامَ الأَراقِمِ وعلى هذه الرواية أَيضاً يكون الشعر له دون ولده لعدم ذكر زَهْدَم في البيت وقال القاسم بن مَعْن يَئِسْتُ بمعنى عَلِمْت لغة هَوازِن وقال الكلبي هي لغةَ وَهْبِيل حيّ من النَّخَع وهم رهط شَريكٍ وفي الصحاح في لغة النَّخَع وفي التنزيل العزيز أَفَلَمْ يَيْأَس الذين آمنوا أَن لو يَشاء اللَّه لَهَدى الناسَ جميعاً أَي أَفَلم يَعْلَم وقال أَهل اللغة معناه أَفلم يعلم الذين آمنوا علماً يَئِسوا معه أَن يكون غير ما علموه ؟ وقيل معناه أَفلم يَيْأَس الذين آمنوا من إِيمان هؤُلاء الذين وصفهم اللّه بأَنهم لا يؤمنون ؟ قال أَبو عبيد كان ابن عباس يقرأُ أَفلم يتبين الذين آمنوا أَن لو يشاء اللَّه لهدى الناس جميعاً قال ابن عباس كتب الكاتب أَفلم يَيْأَس الذين آمنوا وهو ناعس وقال المفسرون هو في المعنى على تفسيرهم إِلا أَن اللّه تبارك وتعالى قد أَوقع إِلى المؤمنين أَنه لو شاء لهدى الناس جميعاً فقال أَفلم ييأَسوا علماً يقول يُؤْيِسهم العلم فكان فيه العلم مضمراً كما تقول في الكلام قد يَئِسْتُ منك أَن لا تُفْلح كأَنك قلت قد علمته علماً وروي عن ابن عباس أَنه قال يَيْأَس بمعنى عَلِم لغة للنَّخَع قال ولم نجدها في العربية إِلا على ما فسرت وقال أَبو إِسحق القول عندي في قوله أَفلم يَيْأَس الذين آمنوا من إِيمان هؤلاء الذين وصفهم اللَّه بأَنهم لا يؤْمنون لأَنه قال لو يشاء اللَّه لهدى الناس جميعاً ولغة أُخرى أَيِسَ يَأْيَسُ وآيَسْتُه أَي أَيْأَسْتُه وهو اليَأْسُ والإِياسُ وكان في الأَصل الإِيياسُ بوزن الإِيعاس ويقال اسْتَيْأَس بمعنى يَئِسَ والقرآن نزل بلغة من قرأَ يَئِسَ وقد روى بعضهم عن ابن كثير أَنه قرأَ فلا تَايَسُوا بلا همز وقال الكسائي سمعت غير قبيلة يقولون أَيِس يايَسُ بغير همز وإِلْياس اسم

( يبس ) اليُبْس بالضم نقيض الرطوبة وهو مصدر قولك يَبِسَ الشيءُ يَيْبِسُ ويَيْبَس الأَول بالكسر نادر يَبْساً ويُبْساً وهو يابِسٌ والجمع يُبَّس قال أَوْرَدَها سَعْدٌ عَلَيَّ مُخْمِسا بِئْراً عَضُوضاً وشِناناً يُبَّسا واليَبْسُ بالفتح اليابِسُ يقال حطب يَبْس قال ثعلب كأَنه خِلْفة قال علقمة تُخَشْخِشُ أَبْدانُ الحَديدِ عَلَيهمُ كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصادِ جَنُوبُ وقال ابن السكيت هو جمع يابِس مثل راكِب ورَكْب قال ابن سيده واليَبْس واليَبَس اسمان للجميع وتَيْبيسُ الشيء تجفيفه وقد يَبَّسْتُه فاتَّبَس وهو افْتَعَل فأُدغم وهو مُتَّبِس عن ابن السراج وشيء يَبُوسٌ كَيابسٍ قال عبيد بن الأَبرص أَمَّا إِذا اسْتَقْبَلْتَها فكأَنَّها ذَبُلَتْ منَ الهِنْديِّ غَيْر يَبُوسِ أَراد عَصاً ذَبُلَتْ أَو قَناة ذَبُلَتْ فحذف الموصوف واتَّبَس يَتَّبِس أَبدلوا التاء من الياء ويَأْتَبِس كله كيَبِس وأَيْبَسْتُه ومكان يَبْسٌ ويَبيس يابِسٌ كذلك وأَرض يَبْس ويَبَسٌ وقيل أَرض يَبْسٌ قد يَبِس ماؤُها وكلؤها ويَبَسَ صُلبة شديدة واليَبَس بالتحريك المكان يكون رطباً ثم يَيْبَس ومنه قوله تعالى فاضرب لهم طريقاً في البحر يَبَساً ويقال أَيضاً امرأَة يَبَسٌ لا تُنيلُ خَيراً قال الراجز إِلى عَجُوزٍ شَنَّةِ الوجه يَبَس ويقال لكل شيء كانت النُّدُوَّة والرُّطُوبة فيه خِلْقة فهو يَيْبَس فيه يُبْساً
( * قوله « فهو ييبس فيه يبساً » كذا بالأصل مضبوطاً ) وما كان فيه عَرَضاً قلت جَّفّ وطريق يَبَسٌ لا نُدُوَّة فيه ولا بلل واليَبَسُ من الكَلإِ الكثير اليَابِسُ وقد أَيْبَسَت الخُضْر وأَرض مُوبِسَة الأَصمعي يقال لما يَبِسَ من أَحرار البقول وذكورها اليَبِيسُ والجَفِيفُ والقَفِيفُ وأَما يَبِيسُ البُهْمَى فهو العرقوب
( * قوله « العرقوب » كذا بالأصل ) والصُّفارُ قال أَبو منصور ولا يقال لما يَبِس من الحَلِيِّ والصِّلِّيَان والحَلَمَة يَبيسٌ وإِنما اليَبِيسُ ما يَبِس من العُشْب والبُقول التي تتناثر إِذا يَبِسَت وهو اليُبْس واليَبيسُ أَيضاً
( * قوله « واليبيس أَيضاً » كذا بالأصل ولعله واليبس بفتح الياء وسكون الباء ) ومنه قول ذي الرمة ولمْ يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ به مِنَ الرُّطْبِ إِلا يُبْسُها وهَجِيرُها ويروى يَبْسها بالفتح وهما لغتان واليَبِيس من النبات ما يَبِس منه يقال يَبِس فهو يَبِيس مثل سَلِمَ فهو سَلِيمٌ وأَيْبَسَت الأَرض يَبِس بقلها وأَيْبَسَ القومُ أَيضاً كما يقال أَجْرَزُوا من الأَرض الجُرْزِ ويقال للحطب يَبْسٌ وللأَرض إِذا يَبِسَت يَبْسٌ ابن الأَعرابي يَبَاسِ هي السَّوْأَة والفُندُورة والشَّعَرُ اليابِس أَرْدَؤُه ولا يرى فيه سَحْجٌ ولا دُهْن ووجه يابِسٌ قليل الخير وشاة يَبَسٌ ويَبْس انقطع لبنها فيَبِسَ ضَرْعها ولم يكن فيها لبن وأَتان يَبْسة ويَبَسَة يابسة ضامرة السكون عن ابن الأَعرابي والفتح عن ثعلب وكلأ يابس وقد استعمل في الحيوان حكى اللحياني أَن نساء العرب يَقُلْن في الأُخَذ أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيس تَدِر العِرق اليَبِيس قال تعني الذَّكر ويَبِسَت الأَرض ذهب ماؤُها ونَدَاها وأَيْبَسَت كثر يَبيسُها والأَيْبَسانِ عَظْمَا الوَظِيفَيْن من اليد والرجل وقيل ما ظهر منهما وذلك لِيُبْسِهما والأَيابِسُ ما كان مثل عُرْقوب وساقٍ والأَيْبَسان ما لا لحم عليه من الساقَيْن قال أَبو عبيدة في ساق الفرس أَيْبَسان وهما ما يَبِس علنيه اللحم من السَّاقَين وقال الراعي فقلت له أَلْصِقْ بأَيْبَس سَاقِها فإِن تَجَْبُر العُرْقُوبَ لا تَجْبُر النَّسَا قال أَبو الهيثم الأَيْبَس هو العظم الذي يقال له الظُّنْبُوب الذي إِذا غَمَزْته في وسط ساقك آلمَك وإِذا كُسِر فقد ذهبت الساق قال وهو اسم ليس بنعت والجمع الأَيابِس ويَبِيسُ الماء العَرَق وقيل العَرَق إِذا جَفَّ قال بشر بن أَبي خازم يصف خيلاً تَراها من يَبِيسِ الماء شُهْباً مُخالِطُ دِرَّةٍ منها غِرارُ الغِرار انقطاع الدِّرَّة يقول تُعْطِي أَحياناً وتمنع أَحياناً وإِنما قال شَهْباً لأَن العَرَق يجف عليها فتَبْيَضُّ ويقال للرجل إِيبَسْ يا رجل أَي اسكتْ وسَكْرانُ يابِس لا يتكلم من شدَّة السكر كأَن الخمر أَسكتته بحرارتها وحكى أَبو حنيفة رجل يابِس من السُّكْر قال ابن سيده وعندي أَنه سَكِر جدّاً حتى كأَنه مات فَجفّ

( يوس ) الْيَاس السِّل وإِلْيَاس بن مُضَر معروف وقول أَبي العاصِيَة السُّلَمي فلَوْ أَنَّ داءَ اليَاسِ بي فأَعانَني طَبِيب بأَرْواح العَقِيقِ شَفانِيَا قال ثعلب داءٌ الْيَاس يعني إِلْيَاس بن مُضَر كان أَصابه السِّل فكانت العرب تسمي السِّل داءَ اليَاس

( ش ) الشين من الحروف المَهْموسة والمهْموس حرف لانَ في مَخْرَجه دون المَجْهور وجرى مع النَّفَس فكان دون المجهور في رفع الصوت وهو من الحروف الشَّجْريَّة أَيضاً

( أبش ) الأَبْشُ الجمْع وقد أَبشه وأَبَشَ لأَهله يَأْبشُ أَبْشاً كَسَب ورجل أَبَّاش مكتسِب ويقال تَأَبَّش القوم وتَهَبَّشوا إِذا تجيَّشوا وتجمَّعوا

( أرش ) أَرَّش بينهم حَمَل بعضَهم على بعض وحَرَّش والتَّأْرِيش التَّحْرِيشُ قال رؤبة أَصْبَحْت من حِرْصٍ على التَّأْرِيش وأَرَّشْتُ بين القوم تَأْرِيشاً أَفسدت وتَأْرِيش الحرْب والنار تَأْرِيثُهما والأَرْش من الجراحات ما ليس له قدر معلوم وقيل هو دِيَةُ الجراحات وقد تكرر في الحديث ذكر الأَرْشِ المشروع في الحُكومات وهو الذي يأْخذه المشتري من البائع إِذا اطَّلَع على عيب في المَبيع وأُرُوش الجنايات والجراحات جائزة لها عما حصل فيها من النَّقْص وسُمِّي أَرْشاً لأَنه من أَسباب النزاع يقال أَرَّشْت بين القوم إِذا أَوقعت بينهم وقول رؤبة أَصْبِحْ فَمَا من بَشَرٍ مَأْرُوشِ يقول إِن عِرضي صحيح لا عيب فيه والمَأْرُوش المَخْدوش وقال ابن الأَعرابي يقول انْتَظِرْ حتى تَعْقِل فليس لك عندنا أَرْش إِلا الأَسِنَّة يقول لا نَقْتل إِنساناً فَنَدِيه أَبداً قال والأَرْش الدِّيَةُ شمر عن أَبي نَهْشلٍ وصاحبِه الأَرْشُ الرشْوَة ولم يعرفاه في أَرْش الجراحات وقال غيرهما الأَرْش من الجراحات كالشَّجَّة ونحوِها وقال ابن شميل ائْتَرِشْ من فلان خُماشَتَك يا فلانُ أَي خُذ أَرْشَها وقد ائْتَرَشَ للخُماشة واسْتَسْلم للقِصاص وقال أَبو منصور أَصل الأَرْش الخَدْش ثم قيل لما يؤخذ دِيَةً لها أَرْش وأَهل الحجاز يسمونه النَّذْر وكذلك عُقْر المرأَة ما يؤخذ من الواطئ ثمناً لبُضْعها وأَصله من العَقْر كأَنه عَقَرها حين وطئها وهي بكر فاقْتَضَّها فقيل لما يؤخذ بسبب العَقْر عُقْر وقال القتيبي يقال لما يدفع بين السلامة والعيب في السِّلْعة أَرْش لأَن المُبْتاع للثوب على أَنه صحيح إِذا وقف فيه على خَرْق أَو عيب وقع بينه وبين البائع أَرْش أَي خصومة واختلاف من قولك أَرَّشْت بين الرجلين إِذا أَغْرَيت أَحدهما بالآخر وأَوقعت بينهما الشَّرَّ فسمي ما نَقَص العيبُ الثوبَ أَرْشاً إِذا كان سبباً للأَرْش

( أشش ) الأَشُّ والأَشاش والهَشَاشُ النشاط والارْتِياح وقيل هو الإِقبال على الشيء بنشاط أَشَّه يَؤُشُّه أَشّاً وأَنشد كَيْف يُؤَاتِيهِ ولا يَؤُشُّهُ والأَشَّاش الهَشَّاش وفي الحديث أَن علقمة بن قيس كان إِذا رأَى من أَصحابه بعض الأَشاش وعَظهم أَي إِقْبالاً بنشاط والأشاش والهَشَاش الطَّلاقة والبَشاشة وأَشَّ القومُ يَؤُشُّون أَشّاً قام بعضهم إِلى بعض وتحرّكوا قال ابن دريد وأَحسبهم قالوا أَشَّ على غَنَمه يَؤُشُّ أَشّاً مثل هَشَّ هَشّاً قال ولا أَقف على حقيقته ابن الأَعرابي الأَشُّ الخبز اليابس الهَشّ وأَنشد شمر رُبَّ فَتَاةٍ من بَني العِنازِ حَيَّاكةٍ ذَاتِ هَنٍ كِنَازِ ذي عَضُدَيْنِ مُكْلَئِزٍّ نازِي تَأَشُّ لِلْقُبْلَةِ والمَحازِ شمر عن بعض الكلابيين أَشَّت الشَّحْمة ونَشَّت قال أَشَّت إِذا أَخذَت تَحَلَّبُ ونَشَّت إِذا قَطَرت

( أقش ) بَنُوا أُقَيْشٍ حَيٌّ من الجن إِليهم تنسب الإِبل الأٍّقَيْشِيَّة أَنشد سيبويه كأَنَّكَ من جِمَال بَني أُقَيْشٍ يُقَعْقعُ بين رِجْلَيْه بِشَنّ وقال ثعلب هم قوم من العرب

( برش ) البَرَش والبُرْشَةُ لون مختلف نقطة حمراء وأُخرى سوداء أَو غَبْراء أَو نحو ذلك والبَرَش من لُمَعِ بياضٍ في لون الفرس وغيره أَيّ لون كان إِلا الشُّهْبَة وخص اللحياني به البِرْذَوْنَ وقد بَرِشَ وابْرَشَّ وهو أَبْرَشُ الأَبْرَشُ الذي فيه أَلوان وخِلْط والبُرْشُ الجمع والبَرَش في شعر الفرس نُكَتٌ صِغار تخالف سائر لونه والفرس أَبْرَش وقد ابْرشَّ الفرس ابْرِشاشاً وشاة بَرْشاءُ في لونها نُقَط مختلفة وحَيَّة بَرْشاءُ بمنزلة الرَّقْشاءِ والبَرِيش مثله قال رؤبة وتَرَكَتْ صاحِبَتي تَفْرِيشي وأَسْقَطَتْ مِنْ مُبْرَمٍ بَرِيشِ أَي فيه أَلوان والأَبرشُ لقب جَذِيمَةَ بن مالك وكان به بَرَص فكنَوْا به عنه وقيل سمي الأَبرَش لأَنه أَصابه حَرْق فبقي فيه من أَثر الحرْق نُقَط سُود أَو حُمْر وقيل لأَنه أَصابه بَرَص فهابت العرب أَن تقول أَبْرَص فقالت أَبْرَش وفي التهذيب وكان جَذِيمَةُ الملِكُ أَبْرَصَ فلقَّبته العرب الأَبرَش الأَبرَش الأَرْقَط والأَنْمَر الذي تكون فيه بقعة بيضاء وأُخرى أَيّ لون كان والأَشْيَم الذي يكون به شَامٌ في جسده والمُدَثَّر الذي يكون به نُكَت فوق البَرَش وفي حديث الطرماح رأَيت جَذِيمَةَ الأَبرَشَ قصيراً أُبَيْرِش هو تصغير أَبرَش والبُرْشة هو لون مختلط حمرة وبياضاً أَو غيرهما من الأَلوان وبِرْذَوْنٌ أَرْبَشُ ذو بَرَش وسنة رَبْشاء ورَمْشاء وبَرْشاء كثيرة العُشْب وقولهم دخلنا في البَرْشاءِ أَي في جماعة الناس ابن سيده وبَرْشاءُ الناسِ جماعتُهم الأَسود والأَحمر وما أَدري أَيُّ البَرْشاءِ هُوَ أَي أَيُّ الناس هو وأَرض بَرْشاءُ ورَبْشاءُ كثيرة النبت مختلف أَلوانها ومكان أَبْرَش كذلك وبنو البَرْشاءِ قبيلة سموا بذلك لِبَرَشٍ أَصاب أُمهم قال النابغة ورَبُّ بَني البَرْشاءِ ذُهْلٍ وقَيْسِها وشَيْبَانَ حَيْثُ اسْتَنْهَلتْها المَناهِلُ وبُرْشان اسم والأَبْرَشِيَّةُ موضع أَنشد ابن الأَعرابي نَظَرْتُ بِقَصْرِ الأَبْرَشِيَّةِ نَظْرَةً وطَرْفِي وَراءَ النَّاظِرِين قَصِيرُ

( برغش ) ابْرَغَشَّ قام من مرضه التهذيب اطْرَغَشَّ من مرضه وابْرَغَشَّ أَي أَفاق بمعنى واحد

( برقش ) بَرْقَشَ الرجلُ بَرْقَشَةً وَلَّى هارباً والبَرْقَشَة شبه تَنْقيش بأَلوان شَتَّى وإِذا اختلف لون الأَرْقَشِ سُمي بَرْقَشَةً وبَرْقَشه نقَشَه بأَلوان شَتى وتَبَرْقَش الرجلُ تَزَيَّن بأَلوان شتى مختلفة وكذلك النبت إِذا الْوَنَّ وتَبَرْقَشت البلاد تَزَيَّنت وتلوّنت وأَصله من أَبي بَراقَشَ وتركْتُ البلاد بَراقِشَ أَي ممتلئة زَهْراً مختلفة من كل لون عن ابن الأَعرابي وأَنشد للخنساء تَطِيرُ حَواليَّ البِلادُ بَرَاقِشاً بأَرْوَعَ طَلاَّبِ التِّرَاتِ مُطَلِّبِ وقيل بلاد بَراقشُ مُجْدِبة خَلاءٌ كبَلاقِع سواء فإِن كان ذلك فهو من الأَضداد والبَرْقَشَة التفرّق عنه أَيضاً والمُبْرَنْقشُ الفَرِح المسرور وابْرَنْقَشَت العِضَاهُ حسنت وابْرَنْقَشَت الأَرض اخْضَرَّت وابْرَنْقَشَ المكان انقطع من غيره قال رؤبة إِلى مِعَى الخَلْصَاء حيث ابْرَنْقَشا والبِرْقِشُ بالكسر طُوَيْئِرٌ من الحُمَّرِ متلون صغير مثل العصفور يسميه أَهل الحجاز الشُّرْسُور قال الأَزهري وسمعت صبيان الأَعراب يسمونه أَبا بَراقِش وقيل أَبو بَراقِش طائر يَتَلوَّن أَلواناً شبيه بالقُنْفُذ أَعلى ريشه أَغبر وأَوسطه أَحمر وأَسفله أَسود فإِذا انْتَفَش تغيّر لونه أَلواناً شتى قال الأَسدي إِنْ يَبْخَلُوا أَو يَجْبُنُوا أَو يَغْدِرُوا لا يَحْفِلُوا يَغْدُوا عَلَيْكَ مُرَجّلي نَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا كَأَبي بَراقِشَ كُلّ لَوْ نٍ لَوْنُهُ يَتَخَيَّلُ وصف قوماً مشهورين بالمقابح لا يستحون ولا يحْتَفِلون بمن رآهم على ذلك ويَغْدوا بدل من قوله لا يَحْفِلوا لأَن غُدُوَّهم مُرَجّلين دليل على أَنهم لم يحْفِلوا والتَّرْجِيل مَشْط الشعر وإِرساله قال ابن بري وقال ابن خالويه أَبو بَراقِشَ طائر يكون في العِضَاهِ ولونه بين السواد والبياض وله ست قوائم ثلاث من جانب وثلاث من جانب وهو ثقيل العَجْز تَسْمع له حَفِيفاً إِذا طار وهو يَتَلوَّن أَلواناً وبرَاقِشُ اسم كلبة لها حديث وفي المثل على أَهْلها دَلَّتْ بَراقِشُ قال ابن هانئ زعم يونس عن أَبي عمرو أَنه قال هذا المثل على أَهلها تَجْنِي براقش فصارت مثلاً حكى أَبو عبيد عن أَبي عبيدة قال بَراقِش اسم كلبة نَبَحَتْ على جيش مَرّوا ولم يشعُروا بالحيّ الذي فيه الكلبة فلما سمعوا نباحها علموا أََن أَهلها هناك فعطفوا عليهم فاستباحوهم فذهبت مثلاً ويروى هذا المثل على أَهلها تجني براقش وعليه قول حمزة بن بِيضٍ لمْ تَكُنْ عَنْ جِنايَة لَحِقَتْني لا يَسارِي ولا يُميني جنَتْني بَلْ جَناها أَخٌ عَلَيَّ كَرِيمٌ وعَلى أَهْلِها بَراقِشُ تَجْني قال وبراقِشُ اسم كلبة لقوم من العرب أُغِيرَ عليهم في بعض الأَيام فَهرَبوا وتَبِعَتْهم براقشُ فرجع الذين أَغاروا خائبين وأَخذوا في طلبهم فَسمِعَتْ براقشُ وَقْعَ حوافرِ الخيل فنَبَحَتْ فاستدلوا على موضع نباحِها فاستَباحُوهم وقال الشَّرْقي بن القَطامي براقش امرأَة لقمان بن عاد وكان بنو أَبيه لا يأْكلون لحوم الإِبل فأَصاب من براقشَ غلاماً فنزل لقمانُ على بني أَبيها فأَوْلَمُوا ونحروا جَزُوراً إِكراماً له فراحت براقشُ بِعَرْقٍ من الجزور فدفَعَتْه لزوجها لقمانَ فأَكله فقال ما هذا ؟ ما تَعَرّقْتُ مثلَه قط طيّباً فقالت براقشُ هذا من لحم جزور قال أَوَلُحُومُ الإِبلِ كُلّها هكذا في الطِّيب ؟ قالت نَعَم ثم قالت له جَمِّلْنا واجْتَمِل فأَقبل لقمان على إِبلِها وإِبلِ أَهلها فأَشرع فيها وفعل ذلك بنو أَبيه فقيل على أَهلها تجني براقش فصارت مثلاً وقال أَبو عبيدة براقش اسم امرأَة وهي ابنة مَلِك قديم خرج إِلى بعض مَغازِيه واسْتَخْلَفَها على مُلْكه فأَشار عليها بعضُ وُزَرائها أَن تَبْنيَ بناءً تُذْكَرُ به فبَنَتْ موضعين يقال لهما براقش ومَعِينٌ فلما قَدِمَ أَبوها قال لها أَردتِ أَن يكون الذكر لكِ دُوني فأَمر الصُّنَّاع الذين بَنَوْهما بأَن يهدِموها فقالت العرب على أَهلها تجني براقش وحكى أَبو حاتم عن الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العلاء أَن براقشَ ومعينَ مدينتان بُنِيَتا في سبعين أَو ثمانين سنة قال وقد فسر الأَصمعي براقش ومعين في شعر عمرو بن معد يكرب وأَنهما موضعان وهو دعانا من بَراقِشَ أَو مَعِينٍ فأَسْرَعَ واتْلأَبَّ بنا مَلِيع وفسر اتلأَبّ باسْتقَام والمَلِيعَ بالمستوي من الأَرض وبراقش موضع قال النابغة الجعدي تَسْتَنُّ بالضِّروِ من بَراقِشَ أَو هَيْلانَ أَو ناضِرٍ من العُتُم

( برنش ) التهذيب في الرباعي أَبو زيد والكسائي ما أَدري أَيُّ البَرنْشاء هو وأَيُّ البَرَنْساء هو ممدودان

( بشش ) البَشّ اللطف في المسأَلة والإِقبالُ على الرجُل وقيل هو أَن يضحك له ويلقاه لقاء جميلاً والمعنيان مُقْتَرِبان والبَشاشة طلاقة الوجه وفي حديث علي رضوان اللَّه عليه إِذا اجتمع المسلمان فتَذاكَرا غَفَرَ اللَّهُ لأَبَشِّهِما بِصاحِبه وفي حديث قَيْصَر وكذلك الإِيمانُ إِذا خالطَ بشاشةَ القلوب بشاشةُ اللقاء الفرح بالمرء والانبساط إِليه والأُنس به ورجل هَشٌّ بَشٌّ وبشّاش طَلْق الوجه طَيّب وقد بَشِشْتُ به بالكسر أَبَشُّ بَشّاً وبَشاشَةً قال لا يَعْدَم السائلُ منه وِقْرا وقَبْلَهُ بَشاشَةً وبِشْرا ورُوِي بيتُ ذي الرمة أَلم تَعْلَما أَنَّا نَبِشُّ إِذا دَنَتْ بأَهْلِك مِنَّا طِيّة وحُلُول ؟ بكسر الباء فإِما أَن تكون بَشَشْت مَقُولَةً وإِما أَن يكون مما جاء على فَعِلَ يَفْعِل والبَشِيشُ الوَجْهُ يقال فلان مُضِيءُ البَشِيش والبَشِيشُ كالبَشاشَة قال رؤبة تكرّما والهَشّ للتَّهْشِيشِ وارِي الزنادِ مُسْفِر البَشِيشِ يعقوب يقال لَقِيتُه فَتَبَشْبَشَ بي وأَصله تَبَشّشَ فأَبدلوا من الشين الوسطى باء كما قالوا تجفف وتَبَشّش به وتَبَشْبَشَ مفكوك من تبشّش وفي الحديث لا يُوطِنُ الرجُلُ المساجدَ للصّلاة والذِّكر إِلا تَبَشْبَشَ اللَّهُ به كما يتَبَشْبَشُ أَهل البيت بغائبهم إِذا قَدِم عليهم وهذا مثل ضربه لتَلَقّيه جل وعز إيَّاه بِبِرِّه وكراماته وتقريبه إِياه ابن الأَعرابي البشّ فرحُ الصَّدِيق واللطفُ في المسأَلة والإِقبالُ عليه والتَّبَشْبُشُ في الأَصل التَّبَشُّش فاستثقل الجمع بين ثلاث شينات فلقلب إِحداهن باء وبنو بَشَّة بطن من بَلْعَنْبَر

( بطش ) البَطْش التناول بشدة عند الصَّوْلة والأَخذُ الشديدُ في كل شيء بطشٌ بَطَشَ يَبْطُش ويَبْطِش بَطْشاً وفي الحديث فإِذا موسى باطِشٌ بجانب العرش أَي متعلق به بقوَّة والبَطْشُ الأَخذ القويّ الشديد وفي التنزيل إِذا بَطَشْتُم بَطَشْتُم جبَّارين قال الكلبي معناه تَقْتُلون عند الغضب وقال غيره تَقْتُلون بالسوط وقال الزجاج جاء في التفسير أَن بَطْشَهُم كان بالسَّوط والسَّيْف وإِنما أَنكر اللَّه تعالى ذلك لأَنه كان ظُلماً فأَما في الحق فالبَطْش بالسيف والسوط جائز والبَطْشة السَّطْوة والأَخذُ بالعُنْف وباطَشَه مُباطَشَةً وباطَشَ كبَطَش قال حُوتاً إِذا ما زادُنا جئنا به وقَمْلَةً إِن نحنُ باطَشْنا به قال ابن سيده ليْسَتْ به مِنْ قوله باطَشْنا به كَبِه من سَطَوْنا بِه إِذا أَردت بِسَطَوْنا معنى قوله تعالى يكادُونَ يُسْطونَ بالذين وإِنما هي مثلُ بِه من قولك استَعْنَّا به وتَعاونَّا به فافهم وبَطَشَ به يُبْطش بَطْشاً سَطا عليه في سُرْعة وفي التنزيل العزيز فلما أَن أَراد أَن يُبْطِش بالذي هو عدوّ لهما وقال أَبو مالك يقال بطَشَ فلانٌ من الحُمّى إِذا أَفاق منها وهو ضعيف وبِطاشٌ ومُباطِشٌ اسمان

( بغش ) البَغْشُ والبَغْشة المَطَرُ الضعيف الصغِيرُ القَطْر وقيل هما السحابة التي تَدْفع مطَرها دُفْعة بَغَشَتْهم السماء تَبْغَشُهم بَغْشاً وقيل البغشة المطَرَة الضعيفة وهي فوق الطِّشَّة ومَطَرٌ باغِشٌ وبُغِشَت الأَرضُ فهي مَبْغوشة ويقال أَصابتهم بَغْشَة من المطر أَي قليل من المطر الأَصمعي أَخَفُّ المطر وأَضعفُه الطَّلُّ ثم الرَّذاذُ ثم البَغْشُ وفي الحديث عن أَبي المليح الهذلي عن أَبيه قال كُنَّا مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم ونَحْن في سَفَر فأَصابنا بَغْشٌّ من مطر فنادى منادي النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَن من شاء أَن يُصَلِّيَ في رَحْله فَلْيَفْعَلْ وفي رواية فأَصابنا بُغَيْش تصْغير بَغْش وهو المطر القليل أَوّلُه الطّل ثم الرّذَاذُ ثم البَغْش وقد بَغَشَت السماء تبْغَش بَغْشاً

( بنش ) بَنِّشْ أَي اقْعُدْ عن كراع كذلك حكاه بالأَمْر والسين لغة وهو مذكور في موضعه وأَنشد اللحياني إِن كُنتَ غَير صائِدي فبَنِّش قال ويروى فبَنِّس أَي اقعد

( بهش ) بَهَشَ إِليه يَبْهَش بَهْشاً وبَهَشَه بها تناولَتْه نالَتْهُ أشو قَصُرت عنه وبَهَشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض يبْهَشُون بَهْشاً وهو من أَدْنى القِتال والبَهْشُ المسارَعةُ إِلى أَخذِ الشيء ورجل باهِشٌ وبَهُوش وبَهْشُ الصقْرِ الصَّيدَ تَفَلُّتُه عليه وبهشَ الرجُلَ كأَنَّه يَتَناوَلُه ليَنْصُوَه وقد تبَاهَشَا إِذا تَناصَيا بِرُؤُوسهما وإِن تَناوَلَه ولم يأْخُذُه أَيضاً فقد بَهَش إِليه ونَصَوْت الرجُلَ نصواً إِذا أَخذت برأَسه ولفلان رأْس طويل أَي شَعَر طَوِيل وفي الحديث أَن رجلاً سأَل ابن عباس عن حية قتَلَها وهو مُحْرِم فقال هل بَهَشَتْ إِليكَ ؟ أَراد هل أَقبَلَتْ إِليك تُريدُك ؟ ومنه في الحديث ما بَهَشْتُ إِليهم بقَصَبة أَي ما أَقبلت وأَسرعت إِليهم أَدفَعُهم عني بقصبة وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان يُدْلِعُ لسانَه للحسنِ بن عليّ فإِذا رأَى حُمْرة لسانه بَهَشَ إِليه قال أَبو عبيد يقال للإِنسان إِذا نظر إِلى شيءٍ فأَعْجَبَه واشتهاه فتَناوَلَه وأَسْرَع نحوَه وفرح به بَهَشَ إِليه وقال المغيرة بن جنبا التميمي سَبَقْت الرجالَ الباهَشِينَ إِلى النَّدى فِعَالاً ومَجْداً والفِعَالُ سِبَاق ابن الأَعرابي البَهْش الإِسراع إِلى المعروف بالفَرح وفي حديث أَهل الجنة وإِن أَزواجَه ليَبْتَهِشْنَ عند ذلك ابْتِهاشاً وبَهَشْتُ إِلى الرجُل وبهَشَ إِليَّ تَهيَّأْتُ للبكاء وتهيأَ له وبَهَش إِليه فهو باهِشٌ وبَهِشٌ حَنَّ وبَهَشَ به فرِح عن ثعلب الليث رجُل بَهْش بَشّ بمعنى واحد وبهَشت إِلى فلان بمعنى حَنَنت إِليه وبَهش إِليه يبهَش بهْشاً إِذا ارتاح له وخَفّ إِليه ويقال بَهَشُوا وبَحَشُوا أَي اجْتَمَعُوا قال ولا أَعرف بحش في كلام العرب والبَهْش ردِيءُ المُقْل وقيل ما قَدْ أُكِلَ قِرْفه وقيل البَهْش الرَّطْب من المُقْل فإِذا يَبس فهو خَشْل والسين فيه لغة وفي الحديث أَمِنْ أَهلِ البَهْش أَنت ؟ يعني أَمِنْ أَهل الحِجازِ أَنت لأَن البَهَش هُنَاك يكونُ وهو رَطْب المُقْل ويابسُه الخَشْل وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه وقد بلغه أَن أَبا موسى يقرأُ حرفاً بلُغته قال إِنَّ أَبا موسى لم يكن من أَهل البَهْش يقول ليس من أَهل الحجاز لأَن المقل إِنما ينبت بالحجاز قال الأَزهري أَي لم يكن حجازيّاً وأَراد من أَهل البَهْش أَي من أَهل البلاد التي يكون بها البَهْش أَبو زيد الخَشْل المقل اليابس والبَهْش رَطْبه والمُلْجُ نواه والحَتِيُّ سَويقُه وقال الليث البهْش رَديءُ المقل ويقال ما قد أَكل قِرْفُه وأَنشد كما يَحْتَفي البَهْشَ الدقيقَ الثَّعالبُ قال أَبو منصور والقول ما قال أَبو زيد وفي حديث أَبي ذر لما سمع بخروج النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَخَذ شيئاً من بَهْشٍ فَتَزَوَّدَهُ حتى قَدِم عليه وبُهَيْشة اسم امرأَة قال نَفْرٌ جدّ الطرمَّاح أَلا قالَتْ بُهَيْشَةُ ما لِنَفْرٍ أَراهُ غَيَّرتْ مِنْه الدُّهور ؟ ويروى بهيسة ويقال للقوم إِذا كانوا سُودَ الوجوهِ قِباحاً وجوهُ البَهْش وفي حديث العُرَنيِّينَ اجْتَوَيْنا المدينةَ وانْبَهَشَتْ لحومُنا هو من ذلك

( بوش ) البَوْش الجماعةُ الكثيرةُ ابن سيده البَوْش والبُوش جماعةُ القومِ لا يكونون إِلا من قبائِلَ شَتَّى وقيل هما الجماعةُ والعيَال وقيل هما الكَثْرة من الناس وقيل الجماعة من الناس المُختَلِطِين يقال بَوْش بائِشٌ والأَوْباش جمعٌ مقلوب منه والبَوْشِي الرجُل الفقير الكثيرُ العيالِ ورجل بَوْشِيٌّ كثير البَوْشِ قال أَبو ذؤيب وأَشْعَث بَوْشيّ شَفَيْنا أُحاحَهُ غَداتَئِذٍ ذي جَرْدَةٍ مُتَماحل وجاء من الناس الهَوْش والبَوْش أَي الكثرة أَي الكثرة عن أَبي زيد وبَوّشَ القومُ كثرُوا واختَلطوا وتركهم هَوْشاً بَوْشاً أَي مختلطين الفراء شابَ خانَ وباشَ خَلَط وباشَ يَبُوش بَوْشاً إِذا صَحِب البَوْشَ وهم الغَوْغاء ورجل بَوْشِيّ وبُوشِيّ من خُمّان الناس ودَهْمائِهم وروي بيت أَبي ذؤيب وأَشعث بُوشِيّ بالضم وقد ذكرناه آنفاً

( بيش ) أَبو زيد بيّشَ اللَّه ودجهَه وسرَّجَه بالجيم أَي حسَّنه وأَنشد لمّا رأَيت الأَزرقَيْنِ أَرَّشا لا حَسَنَ الوجْه ولا مبيَّشا قال أَزْرقين ثم قال لا حسن والبِيْشُ بكسر الباء نَبْتٌ ببلاد الهند وهو سَمٌّ وبِيْش وبِيشَة موضعان قال الشاعر سَقَى جَدَثاً أَعْراضُ غَمْرةَ دونَه وبِيْشة وَسْمِيُّ الربِيعِ ووَابِلُه
( * قوله « سقى جدثاً إلخ » كذا في الأَصل والصحاح وفي ياقوت اعراف بدل اعراض وببيشة بباءين بدل وبيشة )
فأَما قوله قالوا أَبانُ فبَطْنُ بِيْشَةَ غِيم فَلَبِيْشُ قَلْبُك من هواء سَقِيم فأَراد لَبيشَةُ فَرخَّم في غير النداء اضطراراً وقال القاسم بن عمر
( * قوله « القاسم بن عمر » الذي في الصحاح ابن معن ) بِئْشَة وزِئْنَة مهموزان وهما أَرضان

( ترش ) التهذيب ابن دريد التَّرَش خِفَّة ونَزَقٌ تَرِشَ يَتْرَش تَرَشاً فهو تَرِش وتارِش قال أَبو منصور هذا مُنْكر

( تمش ) التهذيب تَمَشْت الشيءَ تَمْشاً إِذا جمعته قال أَبو منصور هذا منكر جدّاً

( ثبش ) ثُبَاش اسم رجل وكأَنه مقلوب من شُبَاث

( جأش ) الجَأْش النفْس وقيل القَلْب وقيل رِباطُه وشدّتُه عند الشيء تسمعه لا تَدْرِي ما هو وفلان قَوِيّ الجأْشِ أَي القَلْب والجَأْش جأْش القلبِ وهو رُوَاعُه الليث جَأْش النفس رُواع القلب إِذا اضطرب عند الفزَع يقال إَنه لَواهِي الجَأْشِ فإِذا ثبت قيل إِنه لرابِطُ الجَأْشِ ورجل رابِطُ الجأْشِ يربِطُ نفسَه عن الفِرار يَكُفّها لِجُرْأَتِه وشَجاعته وقيل يَرْبِطُ نفسَه عن الفِرار لشَناعَتِه وقال مجاهد في قوله تعالى با أَيَّتها النفسُ المُطمئِنَّة هي التي أَبقنت أَن اللَّه ربُّها وضَرَبَت لذلك جَأْشاً قال الأَزهري معناه قَرّتْ يَقِيناً واطمأَنَّت كما يَضْرِب البَعِيرُ بصَدْره الأَرضَ إِذا بَرَكَ وسَكَنَ ابن السكيت ربَطْت لذلك الأَمرِ جأْشاً لا غير ابن الأَعرابي يقال للنفْس الجائِشَةُ والطَّموع والخَوَّانة والجُؤْشُوش الصدْر ومَضَى من الليل جؤشوش أَي صدر وقيل قطعة منه وجأْش موضع قال السُّلَيْك بن السُّلَكَة أَمُعْتَقِلي رَيْبُ المنُون ولم أَرُعْ عَصافِيرَ وادٍ بيْنَ جَأَشٍ ومأْرِب ؟

( جبش ) المفضل الجَبِيشُ والجَمِيشُ الرَّكَبُ المَحْلُوق

( جحش ) الجَحْشُ ولدُ الحمار الوحشيّ والأَهليّ وقيل إِنما ذلك قبْل أَن يُفَطم الأَزهري الجَحْش من أَولاد الحِمار كالمُهْر من الخيل الأَصمعي الجَحْش من أَولاد الحَمِيرِ حين تَضَعُه أُمُّه إِلى أَن يُفْطم من الرِّضَاع فإِذا اسْتَكْمَلَ الحولَ فهو تَوْلَب والجمع جِحَاشٌ وجِحَشَةٌ وجِحْشانٌ والأُنثى بالهاء جحْشَة وفي المثل الجَحْشَ لَمَّا بذَّكَ الأَعْيار أَي سَبَقَكَ الأَعْيار فَعَلَيْك بالجحش يُضْرَب هذا لمن يَطْلُب الأَمرَ الكبِيرَ فيَفُوتُه فيقال له اطلُب دون ذلك وربما سمي المُهْر جَحْشاً تشبيهاً بولد الحمار ويقال في العَيِّ الرأْي المنْفَرِد به جُحَيْشُ وحْدِه كما قالوا هو عُيَيْرُ وَحْدِه يشَبّهونه في ذلك بالجَحْش والعَيْرِ وهو ذمٌّ يقال ذلك في الرجل يَسْتَبِدُّ برأْيه والجَحْش ولدُ الظبْية هُذَليّة قال أَبو ذؤيب بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّيْرِ أُفْرِدَ جَحْشُها فقد وَلِهَتْ يَوْمَيْنِ فهي خَلُوج والجَحْش أَيضاً الصَّبيُّ بِلُغَتِهِم والجَحْوَشُ الغُلام السمين وقيل هو فَوْقَ الجَفْرِ والجفرُ فوق الفطيم الجوهري الجَحْوَشُ الصّبيّ قبل أَن يَشْتَدَّ وأَنشد قَتَلْنا مَخْلَداً وابْنَيْ حراقٍ وآخَرَ جَحْوشاً فَوْقَ الفَطِيم واجْحَنْشَشَ الغلامُ عَظُم بطْنُه وقيل قارَبَ الاحْتِلامَ وقيل احْتَلَم وقيل إِذا شكّ فيه والجحش سحْجُ الجِلْدِ يقال أَصابه شيءٌ فجَحَشَ وجْهَه وبه جَحْشٌ وقد قيل لا يكون الجَحْشُ في الوجه ولا في البَدَنِ وسنذكره هنا قال ابن سيده جَحَشَه يَجْحَشُه جَحْشاً خَدَشَه وقيل هو أَن يصيبَه شيء يَتَسَحَّجُ منه كالخَدْش أَو أَكْبر منه وروي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه سَقَطَ من فَرَسٍ فجُحشَ شقُّه أَي انْخَدش جلدُه قال الكسائي في جحش هو أَن يُصيبَه شيء فينسَحِجَ منه جلدُه وهو كالخدش أَو أَكبر من ذلك يقال جُحِشَ يُجْحَش فهو مَجْحُوشٌ وجَحَشَ عن القوم تَنَحّى ومنه قول النعمان بن بَشِير فبَيْنا أَسِيرُ في بلادِ عُذْرَة إِذا بِبَيْتِ حَرِيدٍ جاحِشٍ عن الحيّ والجَحِيش المُتَنَحّي عن الناس قال كَمْ ساقَ من دَارِ امْرِئ جَحِيش وقال الأَعشى يصف رجُلاً غَيُوراً على امرأَته إِذا نَزَلَ الحَيُّ حَلَّ الجَحِيش سَقِيّاً مُبِيناً غَوِيًًا غَيُورا لَها مالِكٌ كانَ يَخْشَى القِرَاف إِذا خالَطَ الظنُّ منْهُ الضَّمِيرا ابن بري مالكُها زوجُها والقِرَافُ أَن يُقارِف شَرّاً وذلك إِذا دَنا مِنْها مَن يُفْسِدها عليه فهو يَبْعُد بها عن الناس والحَرِيدُ في قول النُّعمان بن بَشِير الذي تَنَحّى عن قَومِه وانفرد معناه انفرد عن الناس لكونه غَوِيًّا بامرأَته غَيُوراً عليها يقول هو يَغَارُ فيَتَنَحَّى بِحُرْمَتِه عن الحُلاَل ومن رواه الجَحيشُ رفَعَه بِحَلَّ ويجوز أَن يكون خبر مُبْتَدَإِ مُضْمر من باب مررت به المِسْكينُ أَي هُو المسكينُ أَو المسكينُ هُو ومن رواه الجَحِيشَ نصبَه على الظرف كأَنه قال ناحِيَةً مُنْفَرِدة أَو جَعَلَه حالاً على زيادة اللام من باب جاؤوا الجَمَّاءَ الغَفِيرَ وجَعَلَ اللامَ زائدةً البتَّةَ دخولُها كسُقوطِها كما أَنشد الأَصمعي من قوله ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوبَرِ أَراد بناتِ أَوْبَر فزاد اللام زيادة ساذجة وروى الجوهريّ هذا البيت إِذا نزل الحيّ حل الجحيش حَرِيدَ المَحَلِّ غَوِيًاً غيورا وقال أَبو حنيفة الجحيش الفَرِيد الذي لا يَزْحَمُه في دارِه مُزاحِمٌ يقال نزل فُلانٌ جَحِيشاً إِذا نزل حرِيداً فريداً والجَحِيشُ الشِّقّ والناحِية ويقال نزل فلان الجحيش وأَنشد بيت الأَعشى إِذا نزل الحيّ حل الجحيش سَقِيّاً مُبِيناً غَوِيّاً غَيورا قال ويكون الرجل مَجْحوشاً إِذا أُصِيبَ شقُّه مشتقّاً من هذا قال ولا يكون الجَحْشُ في الوَجْه ولا في البَدَنِ وأَنشد لِجارَتِنا الجَنْبُ الجَحِيشُ ولا يُرَى لِجارَتِنا مِنَّا أَخٌ وَصَدِيق وقال الآخر إِذا الضَّيفُ أَلْقَى نَعْلَه عن شِمالِه جَحِيشاً وصَلّى النارَ حقّاً مُلَثَّما قال جَحِيشاً أَي جانباً بعيداً والجِحاشُ والمُجاحَشَة المزاولَة في الأَمْر وجاحَشَ القومَ جحاشاً زحَمَهم وجاحَشَ عن نفسه وغيرها جِحاشاً دَافَعَ الليث الجِحاش مدافعةُ الإِنسان الشيءَ عن نفسه وعن غيره وقال غيرُه هُوَ الجِحاش والجِحاس وقد جاحَشَه وجاحَسَه مُجاحَشَة ومُجاحَسَة دافَعَه وقاتَلَه وفي حديث شهادة الأَعضاء يوم القيامة بُعْداً لكُنْ وسُحْقاً فعَنْكُنّ كُنْتُ أُجاحِشُ أَي أُحامِي وأُدافعُ والجِحاش أَيضاً القتال ابن الأَعرابي الجَحْشُ الجهاد قال وتُحَوّلُ الشينُ سِيناً وأَنشد يَوْماً تَرانا في عِرَاكِ الجَحْشِ نَنْبُو بأَجْلال الأُمُورِ الرُّبْشِ أَي الدَّواهِي العِظام والجَحْشة حَلقة من صوف أَو وبَر يجعلُها الرجُل في ذِراعه ويَغْزِلها وقد سمَّوا جَحْشاً ومُجاحِشاً وجُحَيشاً وبنو جِحاش بطنٌ منهم الشمّاخ بن ضِرار الجوهري جِحاشٌ أَبو حَيٍّ من غَطَفان وهو جحاش بن ثَعْلَبة بن ذُبْيان بن بَغِيض بن رَيْث بن غَطَفان قال وهُم قوم الشماخ بن ضِرار قال الشاعر وجاءت جِحاشٌ قَضُّها بقَضِيضِها وجَمعُ عُوالٍ ما أَدَقَّ وأَلأَما

( جحرش ) الجَحْشَر والجُحاشِر والجَحْرَش الحادِرُ الخَلْق العَظِيمُ الجِسْم العَبِل المفاصل وقد ذكر في ترجمة جحشر

( جحمش ) الجَحْمَش الصُّلب الشديد وامرأَة جَحْمَش وجُحْموش عَجُوز كبيرة

( جحمرش ) الجَحْمَرِش من النساء الثقيلةُ السمِجَة والجَحْمَرِش أَيضاً العجوز الكبيرة وقيل العجوز الكبيرى الغليظة ومن الإِبل الكبيرةُ السنّ والجمع جَحامِرُ والتصغير جُحَيْمِر يحذف منه آخر الحرف وكذلك إِذا أَردت جَمْعَ اسم على خمسة أَحرف كلُّها من الأَصل وليس فيها زائد فأَما إِذا كان فيها زائد فالزائد أَولى بالحذف وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه إني امرأَة جُحَيمِر هو تصغير جَحْمَرِش بإِسقاط الحرف الخامس وهي العجوز الكبيرة وأَفْعى جَحْمَرِش خَشْناءُ غليظة والجَحْمَرِش الأَرْنَب الضخمة وهي أَيضاً الأَرنَب المُرْضِع ولا نظير لها إِلا امرأَة صَهْصَلِقٌ وهي الشديدة الصوت

( جحنش ) جَحْنَشٌ صُلْب شديد

( جرش ) الجَرْش حَكّ الشيء الخَشِنِ بمثله ودلْكُه كما تجرُِش الأَفعى أَنيابها إِذا احْتَكَّت أَطْواؤها تَسْمَع لذلك صَوتاً وجَرْشاً وقيل هو قَشْرُه جَرَشَه يَجْرُشُه ويجرِشه جرشاً فهو مَجْروش وجَرِيش والجُراشَة ما سقَط من الشيءِ تجرُِشه التهذيب جُراشة الشيء ما سقط منه جَرِيشاً إِذا أُخذ ما دق منه والأَفعى تجرِشُ وتجرُش أَنيابها تحُكّها وجَرْشُ الأَفعى صوْتٌ تخرجه من جلْدها إِذا حَكّت بعضَها ببعض والمِلْح الجَرِيشُ المَجروش كأَنه قد حَكّ بعضُه بَعْضاً فتفتت والجَريش دَقيقٌ فيه غِلَظٌ يَصْلح لِلْخَبِيص المُرَمَّل والجُراشة مِثْل المُشاطَة والنُّحاتَة وجَرَشَ رأْسه بالمُشْط وجَرَّشَه إِذا حَكَّه حتى تَسْتَبِينَ هِبْرِيَتُه وجُراشة الرأْس ما سقط منه إِذا جُرِش بمشط وفي حديث أَبي هريرة لو رأَيتُ الوُعُول تَجْرُش ما بَينَ لابَتَيْها ما هِجْتُها يعني المدينة الجَرْش صوتٌ يحصِل من أَكل الشيء الخَشِن أَراد لو رأَيتُها تَرْعى ما تعرَّضْتُ لها لأَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم حَرَّم صيدَها وقيل هو بالسين المهملة بمعناه ويروى بالخاء المعجمة والشين المعجمة وسيأْتي ذكره والتجْرِيشُ الجُوع والهُزال عن كراع ورجل جَرِيش نافِذ والجِرِشَّى على مثال فِعِلَّى كالزِّمِكّى النفْس قال بَكى جَزَعاً من أَن يَمُوتَ وأَجْهَشَت إِليه الجِرِشَّى وارْمَعَنَّ حَنِينُها الحنين البكاء ومضى جَرْشٌ
( * قوله « ومضى جرش » هو بالتثليث وبالتحريك وكصرد ) من الليل وحكي عن ثعلب جَرَش قال ابن سيده ولست منه على ثقة وجَوْشٌ وجُؤْشُوشٌ وهو ما بين أَوله إِلى ثُلْثه وقيل هو ساعة منه والجمع أَجْراش وجُروش والسينُ المهملة في جرش لغة حكاه يعقوب في البدل وأَتاه بِجَرْشٍ من الليل أَي بآخِرٍ منه ومضى جَرْش من الليل أَي هَوِيٌّ من الليل والجَرْش الإِصابة وما جَرَش منه شيئاً وما اجْتَرَش أَي ما أَصابَ وجُرَش موضع باليمن ومنه أَدِيم جُرَشِيٌّ وفي الحديث ذكر جُرَش بضم الجيم وفتح الراء مِخْلافٌ من مخاليف اليمن وهو يفتحهما بلد بالشأْم ولهما ذكر في الحديث وجُرَشيَّة بئر معروفة قال بشر بن أَبي خازم تَحَدُّرَ ماءِ البئرِ عن جُرَشِيَّة على جِرْبَةٍ تَعْلو الدِّبارَ غُرُوبُها وقيل هي هنا دلو منسوبة إِلى جُرَش الجوهري يقول دُمُوعِي تَحدّرُ كتَحَدُّرِ ماء البئر عن دلو تَسْتَقي بها ناقة جُرَشِية لأَن أَهل جُرَش يَسْتَقُون على الإِبل وجَرَشْت الشيءَ إِذا لم تُنعِّم دقه فهو جريش وملح جَرِيش لم يَتَطَيَّب وناقة جُرَشِيَّة حمراء والجُرَشِيُّ ضرْب من العنب أَبيض إِلى الخضرة رقيق صغير الحبة وهو أَسرعُ العنب إِدراكاً وزعم أَبو حنيفة أَن عناقيده طِوال وحبّه مُتَفرق قال وزعموا أَن العنقود منه يكون ذراعاً وفي العُنُوق حمراءُ جُرَشِية ومن الأَعناب عِنَبٌ جُرَشِيٌّ بالغٌ جيد ينسب إِلى جُرَش والجَرْش الأَكل قال الأَزهري الصواب بالسين والجُرَشِيَّة ضرب من الشعير أَو البرّ ورجُل مُجْرَئشُّ الجنبِ منتفخه قال إِنك يا جَهْضَم ماهي القَلْب جافٍ عَريضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْب والمُجْرَئِشُّ أَيضاً المُجْتَمِع الجنب وقيل المُجْرَئِشّ الغليظُ الجنب الجافي وقال الليث هو المنتفخ الوسط من ظاهر وباطن قال ابن السكيت فرس مُجْفَر الجَنبين ومُجْرَئشُّ الجنبين وحَوْشَب كل ذلك انتفاخ الجنبين أَبو الهذيل اجْرَأَشّ إِذا ثابَ جِسْمُه بعد هُزال وقال أَبو الدُّقَيش هو الذي هُزِل وظهرت عظامه وقول لبيد بَكَرَتْ به جُرَشِيَّة مقْطُورة قال ابن بري في ترجمة حجر أَراد بقوله جُرَشِيَّة ناقة منسوبة إِلى جُرَش وجُرَش إِن جعلته اسم بُقْعة لم تصرفه للتأْنيث والتعريف وإِن جعلته اسم موضع فيحتمل أَن يكون معدولاً فيمتنع أَيضاً من الصرف للعدل والتعريف ويحتمل أَن لا يكون معدولاً فينصرف لامتناع وجود العلتين قال وعلى كلّ حال تركُ الصرف أَسلمُ من الصرف وهو موضع باليمن ومقْطُورة مطْلِيّة بالقَطِران وفي البيت عُلكُوم وعُلْكُومٌ ضخمة والهاء في به تعود على غَرْب تقدم ذكرها

( جرنفش ) الجَرَنْفَش العظيم الجَنْبَين من كلّ شيء والأُنثى جَرَنْفَشة والسين المهملة لغة التهذيب في الخماسي عن أَبي عمرو الجَرَنْفش العظيم من الرجال الجوهري الجَرَنْفَش العظيم الجنبين والجُرافِشُ بضم الجيم مثله قال ابن بري هذان الحرفان ذكرهما سيبويه ومن تبعه من البصريين بالسين المهملة غير المعجمة وقال أَبو سعيد السيرافي هما لغتان

( جشش ) جشّ الحَبَّ يَجُشّه جشّاً وأَجَشّه دقّه وقيل طَحَنه طَحْناً غليظاً جرِيشاً وهو جَشِيش ومَجْشوش أَبو زيد أَجْشَشْت الحَب إِجْشاشاً والجَشِيش والجَشِيشة ما جُش من الحب قال رؤبة لا يَتَّقي بالذُّرَقِ المَجْروش من الزُّوان مَطْحَن الجَشِيش وقيل الجَشِيشُ الحبّ حين يُدق قبل أَن يُطْبخ فإِذا طُبِخ فهو جَشِيثه قال ابن سيده وهذا فرق ليس بِقَويّ وفي الحديث أَن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَولَم على بعض أَزواجه بِجَشيشة قال شمر الجَشِيشُ أَن تُطْحَن الحِنْطةُ طَحْناً جَلِيلاً ثم تُنْصَب به القِدْر ويُلْقى عليها لَحْم أَو تَمْر فيُطْبخ فهذا الجشيش ويقال لها دَشِيشة بالدال وفي حديث جابر فَعَمَدْت إِلى شَعِيرٍ فَجَشَشْته أَي طَحَنته وقد جَشَشْت الحِنْطة والجَرِيش مثله وجشَشْت الشيء أَجُشّه جَشّاً دَقَقْته وكَسّرته والسويق جَشِيش الليث الجَشّ طَحْن السويق والبُرّ إِذا لم يُجْعل دَقِيقاً قال الفارسي الجَشِيشة واحدة الجَشِيش كالسويقة واحدة السويق والمِجَشّة الرحى وقيل المجشة رحى صغيرة يُجَش بها الجشيشةُ من البر وغيره ولا يقال للسَّوِيق جَشِيشة ولكن يقال جَذيذة الجوهري المجش الرحى التي يُطحن بها الجشيش والجَشَش والجُشَّة صوت غليظ فيه بُحّة يَخْرج من الخَياشِيم وهو أَحد الأَصوات التي تُصاغ عليها الأَلْحان وكانَ الخليل يقول الأَصوات التي تُصَاغ بها الأَلْحانُ ثلاثة منها الأَجَشّ وهو صوت من الرأْس يَخْرج من الخياشيم فيه غِلَظ وبُحَّة فيتبع بِخَدِرٍ موضوع على ذلك الصوت بعينه ثم يتبع بِوَشْيٍ مثل الأَوّل فهي صياغته فهذا الصوت الأَجَشّ وقيل الجَشَش والجُشة شدة الصوت ورَعْد أَجَشّ شديدُ الصوت قال صخْر الغَيّ أَجَشَّ رِبَحْلاً له هَيْدَب يُكَشِّف لِلْحال رَيْطاً كَثِيفا الأَصمعي من السحاب الأَجَشّ الشديدُ الصوتِ صوت الرعْد وفرسٌ أَجَشّ الصّوتِ في صَهِيله جَشَش قال لبيد بأَجَشِّ الصوتِ يَعْبُوبٍ إِذا طَرَق الحَيُّ من الغَزوِ صَهَل والأَجَشّ الغليظُ الصوت وسحابٌ أَجَش الرعْدِ وفي الحديث أَنه سَمِعَ تَكْبيرة رجُلٍ أَجَشِّ الصوتِ أَي في صَوته جُشّة وهي شِدّة وغِلَظ ومنه حديث قُسّ أَشْدَق أَجشّ الصوت وقيل فرس أَجش هو الغليظُ الصهِيل وهو ما يُحْمد في الخيل قال النجاشي ونجَّى ابنَ حَرْبٍ سابِحٌ ذو عُلالة أَجَشُّ هَزِيمٌ والرِّماحُ دَوَاني وقال أَبو حنيفة الجشّاء من القِسيّ التي في صوتها جُشّة عند الرمْي قال أَبو ذؤيب ونَمِيمة من قائِصٍ مُتَلَبِّب في كفّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَع قال أَجش فذكَّر وإِن كان صفة للجشء وهو مؤنث لأَنه أَراد العُود والجَشَّة والجُشَّة لغتان الجماعة من الناس وقيل الجماعة من الناس يُقبِلون معاً في نَهْضة وجَشَّ القومُ نفَروا واجتمعوا قال العجاج بِجَشّة جَشّوا بها ممن نَفَر أَبو مالك الجَشَّة النَّهْضة يقال شَهِدْت جَشَّتَهم أَي نَهْضَتَهم ودخَلَتْ جشَّة من الناس أَي جماعة ابن شميل جَشَّه بالعَصا وجَثَّه جشّاً وجثّاً إِذا ضَرَبه بها الأَصمعي أَجَشّت الأَرضُ وأَبَشَّت إِذا التفَّ نَبْتُها وجَشَّ البئرَ يَجُشّها جَشّاً وجَشْجَشَها نَقَّاها وقيل جَشَّها كَنَسَها قال أَبو ذؤيب يصف القبْر يقولون لمَّا جُشَّتِ البِئرُ أَورِدُوا وليس بِها أَدْنى ذِفافٍ لِوارِد قال يعني به القبر وجاء بعد جُشٍّ من الليل أَي قِطْعة والجُشُّ أَيضاً مما ارتفع من الأَرض ولم يَبْلُغ أَن يكون جَبَلاً والجُشّ النَّجَفَة فيه غِلَظ وارتفاع والجَشَّاء أَرضٌ سهْلة ذاتُ حَصًى تُسْتَصْلح لغَرْس النخل قال الشاعر من ماءِ مَحْنِيَة جاشَتْ بِجُمَّتِها جَشَّاء خالَطَتِ البَطْحاءُ والجَبَلا وجُشُّ أَعْيارٍ موضِعٌ معروف قال النابغة
( * قوله « قال النابغة » كذا بالأَصل وفي ياقوت قال بدر بن حزان يخاطب النابغة )
ما اضْطرَّكَ الحِرْزُ من لَيْلى إِلى بَرَدٍ تَخْتارُه مَعْقِلاً عن جُشّ أَعيار والجُشّ الموضِع الخَشِنُ الحِجارَة ابن الأَثير في هذه الترجمة في حديث علي كرم اللَّه وجهه كان ينهى عن أَكْل الجِرِّيّ والجِرِّيتِ والجَشّاء قيل هُو الطِّحَالُ ومنه حديث ابن عباس ما آكُلُ الجَشَّاءَ من شَهْوتها ولكن ليَعْلَم أَهلُ بيتي أَنها حَلال جعش الجُعْشُوش الطَّويلُ وقيل الطويل الدَّقِيق وقيل الدَّمِيم القَصِيرُ الذَّريءُ القَمِيءُ منسوب إِلى قَمْأَةٍ وصِغَرٍ وقلَّةٍ عن يعقوب قال والسين لغة وقال ابن جني الشين بدل من السين لأَنَّ السين أَعمُّ تصرُّفاً وذلك لدخولها في الواحد والجمع جميعاً فضيقُ الشين مع سعة السين يُؤْذِنُ بأَنَّ الشين بدلٌ من السين وقيل اللَّئِيم وقيل هو النَّحِيف الضامر عن ابن الأَعرابي قال الشاعر يا رُبَّ قَرْمٍ سَرِسٍ عَنَطْنَط لَيس بِجُعْشُوش ولا بأَذْوَط وقال ابن حلزة بنو لُخَيم وجَعَاشيش مُضَر كل ذلك يقال بالشين وبالسين وفي حديث طهفة ويَبِس الجِعْش قيل هو أَصل النبات وقيل أَصل الصلِّيان خاصة وهو نبت معروف

( جعش ) الجُعْشُوش الطَّويلُ وقيل الطويل الدَّقِيق وقيل الدَّمِيم القَصِيرُ الذَّريءُ القَمِيءُ منسوب إِلى قَمْأَةٍ وصِغَرٍ وقلَّةٍ عن يعقوب قال والسين لغة وقال ابن جني الشين بدل من السين لأَنَّ السين أَعمُّ تصرُّفاً وذلك لدخولها في الواحد والجمع جميعاً فضيقُ الشين مع سعة السين يُؤْذِنُ بأَنَّ الشين بدلٌ من السين وقيل اللَّئِيم وقيل هو النَّحِيف الضامر عن ابن الأَعرابي قال الشاعر يا رُبَّ قَرْمٍ سَرِسٍ عَنَطْنَط لَيس بِجُعْشُوش ولا بأَذْوَط وقال ابن حلزة بنو لُخَيم وجَعَاشيش مُضَر كل ذلك يقال بالشين وبالسين وفي حديث طهفة ويَبِس الجِعْش قيل هو أَصل النبات وقيل أَصل الصلِّيان خاصة وهو نبت معروف

( جفش ) جَفَش الشيءَ يَجْفِشُه جَفْشاً جَمَعَه يمانية

( جمش ) الجَمْش الصَّوتُ أَبو عبيدة لا يُسْمِعُ فلانٌ أُذُناً جَمْشاً يعني أَدنى صوتٍ يقال لِلَّذي لا يَقْبَل نُصْحاً ولا رُشْداً ويقال للمُتَغابي المُتَصامِّ عنك وعمَّا يلزمه قال وقال الكلابي لا تَسْمَعُ أُذُنٌ جَمْشاً أَي هم في شيء يُصِمّهم يَشتغلون عن الاستماع إِليك هذا من الجَمْش وهو الصوت الخفيّ والجَمْش ضربٌ من الحَلْب لجَمْشها بأَطراف الأَصابع والجَمْش المُغَازَلة ضرْبٌ بقَرْص ولعِب وقد جَمَّشَه وهو يُجَمِّشها أَي يُقَرِّصُها ويُلاعِبُها قال أَبو العباس قيل للمُغازَلة تَجْميش من الجَمْش وهو الكلام الخفيُّ وهو أَن يقول لِهَواه هَيْ هَيْ والجَمْش حَلْق النُّورة وأَنشد حَلْقاً كحَلْق الجَمِيش وجَمَش شَعره يَجْمِشُه ويَجْمُشه حَلَقه وجَمَشَت النُّورةُ الشعَرَ جَمْشاً حَلَقَتْه وجَمَشَتْ جِسْمَه أَحْرَقَتْه ونُورة جَمُوش وجَمِيش ورَكَبٌ جَمِيش مَحْلوقٌ وقد جَمَشه جَمْشاً قال قَدْ عَلِمَت ذاتُ جَمِيش أَبْرَدُهْ أَحْمَى من التنُّور أَحْمَى مُوقِدُهْ قال أَبو النجم إِذا ما أَقْبَلَتْ أَحْوى جَمِيشاً أَتَيْتُ على حِيالِك فانْثَنَيْنا أَبو عمرو الدردان المَحْلوق
( * قوله « الدردان المحلوق » كذا بالأصل )
ابن الأَعرابي قيل للرجُل جَمَّاش لأَنه يَطلب الرَّكَب الجَمِيش والجَمِيش المكانُ لا نبت فيه وفي الحديث بخَبْت الجميش والخَبْتُ المَفازَة وإِنما قيل له جَمِيش لأَنه لا نبات فيه كأَنه حَلِيق وسنة جَمُوش تُحْرِقُ النبات غيرُه سنةٌ جَمُوشٌ إِذا احْتَلَقَت النبت قال رؤبة أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ أَبو عمرو الجِماشُ ما يُجْعَل تحت الطَّيِّ والجال في القَلِيب إِذا طُوِيت بالحجارة وقد جَمَشَ يَجْمُشُ ويَجْمِشُ وروي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم لا يحلّ لأَحدكم من مالِ أَخيه شيءٌ إِلا بِطِيبة نَفْسِه فقال عمرو ابن يثربيّ يا رسول اللَّه إِن لقيتُ غَنم ابن أَخي أَأَجْتَزِرُ منها شاةً ؟ فقال إِن لقيتَها نَعْجَةً تَحْمِل شَفرةً وزناداً بِخَبْت الجَمِيش فلا تَهِجْها يقال إِنَّ خَبْتَ الجَمِيش صحراءٌ واسعةٌ لا نبات لها فيكون الإِنسانُ بها أَشدَّ حاجةً إِلى ما يُؤكل فقال إِنْ لقِيتَها في هذا الموضع على هذه الحال فلا تَهِجْها وإِنما خَصَّ خَبْتَ الجَمِيش بالذِّكْر لأَنَّ الإِنسانَ إِذا سلكه طالَ عليه وفَني زادُه واحتاج إِلى مال أَخيه المسلم ومعناه إِن عَرَضَت لك هذه الحالة فلا تَعَرَّضْ إِلى نَعَمِ أَخيك بوجْه ولا سبَب وإِن كان ذلك سهلاً وهو معنى قوله تحمل شفرة وزناداً أَي معها آلة الذبح وآلة الشيِّ وهو مثل قولهم حَتْفَها تَحْمِل ضَأْنٌ بأَظلافِها وقيل خَبْتُ الجَمِيش كأَنه جُمِش أَي خُلِق

( جنش ) جَنَشَتْ نَفْسي ارتفَعَت من الخوف قال إِذا النفوس جَنَشَت عِنْد اللّحا ابن الأَعرابي الجَنْش نزْحُ البئر أَبو الفرج السُّلَمي جَنَش القومُ القومَ وجمَشُوا لهم أَي أَقبَلوا إِليهم وأَنشد أَقول لعبّاس وقد جَنَشَت لنا حُيَيٌ وأَفْلَتْنا فُوَيتَ الأَظافر أَي فاتَ عن أَظفارنا وفي النوادر الجَنْش الغِلظ وقال يَوْماً مُؤَامَرات يوماً للجَنَش قال الأَزهري وهو عِيدٌ لهم قال ويقال جَنَش فلانٌ إِليّ وجأَش وتَحَوَّرَ وهاشَ وأَرَزَ بمعنى واحد

( جهش ) جَهِش
( * قوله « جهش » هو كسمع ومنع كما في القاموس ) وجَهَش للبُكاء يجهَش جهْشاً وأَجْهَش كلاهما استعدَّ له واسْتَعْبَرَ والمُجْهِش الباكي نفْسُه وجهَشت إِليه نفسُه جُهوشاً وأَجْهَشتْ كلاهما نَهَضت وفاظَت وجَهَشت نفسي وأَجْهَشت إِذا نَهَضت إِليك وهَمَّت بالبُكاء والجهْش أَن يَفْزَع الإِنشان إِلى غيره وهو مع ذلك كأَنه يريد البكاء كالصبيّ يَفْزَع إِلى أُمه وأَبيه وقد تهيّأَ للبكاء يقال جهَش إِليه يجهَش وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان بالحُدَيْبِية فأَصاب أَصحابَه عَطش قالوا فجَهَشنا إِلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وكذلك الإِجْهاش قال أَبو عبيد وفيه لغة أُخرى أَجْهَشت إِجْهاشاً ومن ذلك قول لبيد باتَتْ تشكَّى إِليَّ النفْسُ مُجْهِشة وقد حَملْتك سبْعاً بعد سَبْعِينا وقال الأُموي أَجهَش إِذا تهيَّأَ للبُكاء وفي حديث المولد قال فَسابَّني فأَجْهَشْت بالبُكاء أَراد فخَنَقَني فتَهيأْت للبكاء وجهَش للشَّوق والحُزْن تَهيَّأَ وجهَش إِلى القوم جهْشاً أَتاهم والجَهْش الصوت عن كراع والذي رواه أَبو عبيد الجَمْش

( جوش ) الجَوش الصَّدْر مثل الجُؤْشوش وقيل الجوش الصدرُ من الإِنسان والليلِ ومضى جَوْش من الليل أَي صدْر منه مثل جَرْش قال رَبيعة بن مَقْرُوم الضبّي وفتيان صِدْقٍ قد صَبَحْتُ سُلافَةً إِذا الدِّيكُ في جَوْشٍ من الليل طَرَّبا وجوش الليل جَوزُه ووَسَطُه قال ذو الرمة تَلَوَّم هاه ها وقد مَضَى من الليل جَوْش واسْبَطَرّتْ كواكبُه
( * قوله « تلوم هاه ها إلخ » هو كذلك في الأصل )
التهذيب جَوْشُ الليلِ من لَدُن رُبْعِه إِلى ثُلثه وقال ابن أَحمر مضى جَوْش من الليل ابن الأَعرابي جاش يَجُوش جَوْشاً إِذا سار الليلَ كلَّه وقال مُرَّةُ بن عبد اللَّه تَرَكْنا كُلَّ جِلْفٍ جَوْشَنِيٍّ عَظِيمِ الجَوْش مُنْتَفِخِ الصِّفاق قال الجَوْش الوسَط والجوشَنِيّ العظيمُ الجنبين والبطنِ والصِّفاقُ الذي يلي الجَوْف من جِلْد البَطن والجلْف الجافي الخَلْق الذي لا عَقْلَ له شُبِّه بالدِّنِّ الفارغ والدِّنُّ الفارغُ يقال له جلْف وجَوْش قبيلة أَو موضع الجوهري جَوْش موضع وأَنشد لأَبي الطَّمَحان القيني تَرُضُّ حَصَى مَعْزاءِ جَوْشٍ وأَكْمَهُ بأَخْفافِها رَضَّ النَّوى بالمَراضِخ

( جيش ) جاشَت النفسُ تَجِيش جَيْشاً وجُيوشاً وجَيَشاناً فاظَتْ وجاشَتْ نفسِي جَيْشاً وجَيشاناً غَثَتْ أَو دارَتْ لِلْغَّثَيان فإِن أَردْتَ أَنها ارتفعَت من حُزن أَو فزَع قُلت جَشَأَت وفي الحديث جاؤوا بِلَحْم فتَجَيَّشَتْ أَنفُسُ أَّصحابِه أَي غَثَتْ وهو من الارتفاع كأَنَّ ما في بطونهم ارتفع إِلى حُلوقهم فحَصل الغَثْيُ وجاشت القِدْر تجِيش جَيْشاً وجَيَشاناً غَلَت وكذلك الصدْرُ إِذا لم يَقْدر صاحبه على حَبْس ما فيه التهذيب والجَيشان جَيَشان القِدْر وكلّ شيء يَغْلي فهو يَجِيش حتى الهَمّ والغُصَّة في الصدْر قال ابن بري وذكر غير الجوهري أَنَّ الصحيح جاشت القِدْر إِذا بَدَأَتْ أَن تَغْلي ولم تَغْلِ بعْدُ قال ويشهد بصحة هذا قول النابغة الجعدي تَجيشُ علينا قِدْرهم فنُدِيمُها ونَفْثَؤُها غَنَّا إِذا حَمْيُها غلى أَي نُسكِّنُ قِدْرَهم وهي كناية عن الحرب إِذا بدأَت أَن تغلي وتسكينها يكون إِما بإِخراج الحطب من تحت القدرِ أَو بالماء البارد يُصَبُّ فيها ومعنى نديمها نُسَكّنها ومنه الحديث لا يَبُولَنَّ أَحدكم في الماء الدائم أَي الساكن ثم قال ونَفْثَؤُها عنَّا إِذا غلت وفارت وذلك بالماء البارد وفي حديث الاسْتِسقاء وما يَنزِل حتى يَجِيشَ كلُّ مِيزابٍ أَي يتدَفَّق ويجري بالماء ومنه الحديث ستكُون فِتْنة لا يَهْدأْ منها جانبٌ إِلا جاشَ منها جانب أَي فارَ وارتفع وفي حديث علي رضوان اللَّه عليه في صفة النبي صلى اللَّه عليه وسلم دامِغ جَيْشاتِ الأَباطِيل هي جمع جَيْشة وهي المرَّة من جاشَ إِذا ارتفع وجاشَ الوادي يَجِيش جَيشاً زَخَر وامتدَّ جدّاً وجاشَ البحر جَيشاً هاجَ فلم يُسْتَطع رُكوبُه وجاشَ الهمُّ في صدْره جيْشاً مُثِّلَ بذلك وجاشَ صدْرُه يَجِيش إِذا غَلى غَيْظاً ودَرَداً وجاشتْ نفْس الجبان وجَأَشت إِذا همَّت بالفرار وفي حديث البراء بن مالك وكأَنَّ نفْسي جاشَت أَي ارتاعت وخافت وجأْش النفس رُوَاعُ القَلب إِذا اضطرب مذكور في جأَش والجَيْش واحد الجُيُوش والجَيش الجُنْد وقيل جماعة الناس في الحَرْب والجمع جيوش التهذيب الجَيْش جُنْد يسيرون لحرب أَو غيرها يقال جَيَّش فلان أَي جمع الجيوش واسْتَجاشَه أَي طَلب منه جيشاً وفي حديث عامر بن فُهَيرة فاسْتَجاشَ عليهم عامرُ بن الطفَيل أَي طَلب لهم الجيشَ وجمَعَه عليهم والجِيشُ نباتٌ له قُضْبان طِوالٌ خُضْرٌ وله سَنِفَةٌ كثيرة طِوال ممْلوءة حَبّاً صِغاراً والجمع جيوش وجَيْشان موضع معروف وقوله أَنشده ابن الأَعرابي قامت تَبَدَّى لك في جَيْشانِها لم يفسره قال ابن سيده وعندي أَنه أَراد في جَيَشانها أَي قُوَّتِها وشبابِها فسكَّن للضرورة وسيأْتي تفسير قولهم فلان عيش وجيش في موضعه وذات الجَيْش موضع قال أَبو صخر الهذلي لِلَيْلى بِذات البَيْن دارٌ عَرفتُها وأُخْرَى بذات الجَيْش آياتُها سَفْر

( حبش ) الحَبَش جِنْس من السُّودان وهم الأَحْبُش والحُبنْشان مثل حمَل وحُمْلان والحَبِيش وقد قالوا الحَبَشة على بناء سَفَرة وليس بصحيح في القياس لأَنه لا واحدَ له على مثال فاعِل فيكون مكسراً على فَعَلة قال الأَزهري الحَبَشة خطأٌ في القياس لأَنك لا تقول للواحد حابِش مثل فاسق وفسقة ولكن لما تُكُلِّم به سار في اللغات وهو في اضطرار الشعر جائز وفي الحديث أُوصيكم بتقوى اللَّه والسمعِ والطاعةِ وإِنَّ عَبْداً حَبَشِيّاً أَي أَطيعوا صاحبَ الأَمْر وإِن كان عبداً حبشياً فحذف كان وهي مرادة والأُحبوش جماعة الحبش قال العجاج كأَنَّ صِيرانَ المَهَا الأَخْلاط بالرمل أُحْبُوشٌ من الأَنْباط وقيل هم الجماعة أيّاً كانوا لأَنهم إِذا تجمَّعوا اسْودُّوا وفي حديث خاتم النبي صلى اللَّه عليه وسلم فيه فَصٌّ حَبَشِيٌّ قال ابن الأَثير يحتمل أَنه أَراد من الجِزْع أَو العَقِيق لأَنَّ معدِنَهما اليَمَنُ والحَبَشة أَو نوعاً آخر ينسب إِليها والأَحابِيشُ أَحْياءٌ من القارَة انضمُّوا إِلى بني لَيث في الحرب التي وقعت بينهم وبين قريش قبل الإسلام فقال إِبْليس لقريش إِني جارٌ لكم من بني ليث فواقَعُوا دَماً سُمُّوا بذلك لاسْوِدادهم قال لَيْث ودِيل وكَعْب والذي ظأَرَتْ جَمْعُ الأَحابِيش لما احْمَرَّت الحَدَق فلما سُمّيت تلك الأَحياءُ بالأَحابيش من قِبَل تجمُّعِها صار التَّحْبيش في الكلام كالتجميع وحُبْشِيّ جبَل بأَسفل مكة يقال منه سمي أَحابيشُ قريش وذلك أَن بَني المُصطلق وبني الهَوْن بن خُزيمة اجتمعوا عنده فحالفوا قريشاً وتحالفوا باللَّه إِنَّا لَيَدٌ على غيرِنا ما سَجا لَيْلُ ووَضَحَ نهار وما أَرْسَى حُبْشيٌّ مَكانَه فسُمّوا أَحابيش قُريش باسم الجبل ومنه حديث عبد الرحمن بن أَبي بكر أَنه مات بالحُبْشيّ هو بضم الحاء وسكون الباء وكسر الشين والتشديد موضع قريب من مكة وقيل جبل بأَسفل مكة وفي حديث الحُدَيبية أَن قريشاً جمَعوا ذلك جمعَ الأَحابيش قال هم أَحياء من القارة وأَحْبَشَت المرأَةُ بوَلدها إِذا جاءت به حَبَشِيَّ اللَّون وناقة حَبَشِيَّة شديدة السواد والحُبْشِيَّة ضَرْب من النمل سُودٌ عِظامٌ لمَّا جُعِل ذلك اسماً لها غَيَّروا اللفظ ليكون فرقاً بين النسبة والاسم فالاسم حُبْشِيَّة والنسب حَبَشِية وروضة حَبَشِية خضراء تَضْرِب إِلى السَّواد قال امرؤ القيس ويَاْكُلْن بُهْمَى جَعْدَةً حَبَشِيَّة ويَشْرَبْن بَرْدَ الماءِ في السَّبَرات والحُبْشانُ الجراد الذي صار كأَنه النّمل سَواداً الواحدةُ حَبَشِيَّة هذا قول أَبي حنيفة وإِنما قياسه أَن تكون واحدتَه حُبْشانَةٌ أَو حَبْشٌ أَو غير ذلك مما يصلح أَن يكون فُعْلان جَمْعَه والتحَبُّش التجمُّع وحَبَش الشيءَ يَحْبشُه حَبْشاً وحَبَّشَه وتحَبَّشَه واحْتَبَشه جمعه قال رؤبة أُولاك حَبَّشْتُ لهم تَحْبِيشِي والاسم الحُباشة وحَبَشْت له حُباشة إِذا جَمَعْت له شيئاً والتَّحْبيش مثله وحُباشات العَيْر ما جمع منه واحدتُها حُباشة واحْتَبش لأَهلِه حُباشَةً جَمَعها لهم وحَبَشْت لعيالي وهَبَشْت أَي كسبْتُ وجمعْتُ وهي الحُباشة والهُباشة وأَنشد لرؤبة لولا حُباشاتٌ من التَّحْبِيش لِصِبْية كأَفْرُخ العُشُوش وفي المجلس حُباشات وهُباشات من الناس أَي ناسٌ ليسُوا من قبيلة واحدة وهم الحُباشة الجماعة وكذلك الأُحْبوش والأَحابيش وتحبَّشوا عليه اجتمعوا وكذلك تَهبَّشوا وحَبَّش قومَه تحبيشاً أَي جمعهم والأَحْبَش الذي يأْكل طعام الرجُل ويجلس على مائدته ويُزَيّنه والحَبَشِيّ ضرْب من العِنَب قال أَبو حنيفة لم يُنْعت لنا والحَبَشِيّ ضرْب من الشعير سُنْبُلة حرفان وهو حَرِش لا يؤكل لخشونته ولكنه يصلح للعلف ومن أَسماء العُقاب الحُباشيَّة والنُّسارِيَّة تُشَبَّه بالنسر وحَبَشِية اسم امرأَة كان يزيدُ بن الطثَرِيّة يتحدث إِليها وحُبَيْش طائر معروف جاء مصغَّراً مثل الكُمَيت والكُعَيت وحبيش
( * قوله « وحبيش » هو كأَمير وزبير ) اسم

( حتش ) الأَزهري خاصة قال الليث في كتابه حَتَش يَنْظُر فيه قال وقال غيره حَتَش إِذا أَدام النظر وقيل حَتَش القومُ وتَحَتْرشوا إِذا حَشَدوا

( حترش ) الحِتْرِشُ والحُتْرُوش الصغير الجسم النَّزِق مع صلابة ابن الأَعرابي يقال للغلام الخفيفِ النشِيطِ حُتْروش الجوهري الحُتْروش القصير وقولهم ما أَحسَنَ حَتَارِشَ الصبيّ أَي حركاتِه وسمعت للجراد حَتْرَشَة إِذا سمعت صوت أَكْله وتَحَتْرَش القومُ حَشَدوا يقال حَشَد القومُ وحَشَكُوا وتَحَتْرَشُوا بمعنى واحد ويقال سعى فلان بين القوم فتَحَتْرشوا عليه فلم يدركوه أَي سَعَوا وعَدَوْا عليه وحِتْرِش من أَسماء الرجال وبنو حِتْرِش بطْنٌ من بني مُضَرّس وهم من بني عقيل

( حرش ) الحَرْش والتَحْرِيش إِغراؤُك الإِنسانَ والأَسد ليقع بقِرْنِه وحَرَّش بينهم أَفْسد وأَغْرى بعضَهم ببَعض قال الجوهري التحريش الإِغراء بين القوم وكذلك بين الكلاب وفي الحديث أَنه نهى عن التحْريش بين البهائم هو الإِغراء وتهييج بعضها على بعض كما يُفْعل بين الجمال والكِباش والدُّيُوك وغيرها ومنه الحديث إِن الشيطان قد يَئِس أَنْ يُعْبَد في جزيرة العَرَب ولكن في التحريش بينهم أَي في حَمْلهم على الفِتَنِ والحُروب وأَما الذي ورد في حديث عليّ رضوان اللَّه عليه في الحج فذهبْتُ إِلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مُحَرِّشاً على فاطمةَ فإِن التحريش ههنا ذكرُ ما يُوجِب عتابَه لها وحَرَشَ الضبَّ يَحْرِشُه حَرْشاً واحْتَرَشَه وتَحَرَّشَه وتحرَّش به أَتى قَفا جُحْرِه فَقَعْقَعَ بِعصاه عليه وأَتْلَج طَرَفها في جُحْره فإِذا سمع الصوتَ حَسِبَه دابّة تريد أَن تدخل عليه فجاء يَزْحَل على رِجْليه وعجُزِه مُقاتلاً ويضرب بذنَبه فناهَزَه الرجُلُ أَي بادره فأَخَذ بذنَبه فضَبَّ عليه أَي شد القَبْض فلم يقدر أَن يَفِيصَهُ أَي يُفْلِتَ منه وقيل حَرْشُ الضب صَيْدُه وهو أَن يُحَكَّ الجُحْر الذي هو فيه يُتَحرَّشُ به فإِذا أَحسَّه الضبّ حَسِبَه ثُعْباناً فأَخْرَج إِليه ذنبَه فيُصاد حينئذ قال الفارسي قال أَبو زيد يقال لُهوَ أَخْبَثُ من ضبٍّ حَرَشْته وذلك أَن الضبَّ ربما اسْتَرْوَحَ فَخَدَع فلم يُقْدر عليه وهذا عند الاحتراش الأَزهري قال أَبو عبيد ومن أَمثالهم في مخاطبة العالم بالشيء من يريد تعليمه أَتُعْلِمُني بضبٍّ أَنا حَرَشْتُه ؟ ونَحْوٌ منه قولهم كمُعَلِّمةٍ أُمَّها البِضَاع قال ابن سيده ومن أَمثالهم هذا أَجَلُّ من الحَرْش وأَصل ذلك أَنّ العرب كانت تقول قال الضبّ لابنه يا بُنَيّ احذَر الحَرْش فسمع يوماً وقْعَ مِحْفارٍ على فَمِ الجُحر فقال بابَهْ
( * قوله « بابه » هكذا بالأَصل وفي القاموس يا أَبت إلخ )
أَهذا الحَرْشُ ؟ فقال يا بُنَيّ هذا أَجلّ من الحَرْش وأَنشد الفارسي قول كُثَيّر ومُحْتَرِش صَبَّ العَدَاوَة مِنْهمُ بِحُلْو الخَلى حَرْشَ الضِّباب الخَوادِع يقال إِنه لَحُلْو الخَلى أَي حُلْو الكلام ووَضَع الحَرْشِ موضعَ الاحتراش لأَنَّه إِذا احْتَرَشَه فقد حَرَشَه وقيل الحَرْش أَنْ تُهَيِّج الضبَّ في جُحْره فإِذا خرج قريباً منك هَدَمْتَ عليه بَقِيَّة الجحر تقول منه أَحْرَشْت الضبّ قال الجوهري حَرَشَ الضبَّ يَحْرِشه حَرْشاً صادَه فهو حارش للضِّباب وهو أَن يُحَرّك يده على جحره ليظُنَّه حَيَّة فيُخْرِج ذَنَبَه ليضْرِبَها فيأْخُذه ومنه الحديث أَن رجلاً أَتاه بِضباب احْتَرَشها قال ابن الأَثير والاحتراش في الأَصل الجَمْع والكسْب والخِداع وفي حديث أَبي حَثْمة في صفة التّمْر وتُحْتَرَشُ به الضِّبابُ أَي تُصطاد يقال إِن الضبَّ يُعْجَب بالتمر فيُحِبّه وفي حديث المسور ما رأَيت رجُلاً ينفِر من الحَرْش مثلَه يعني معاوية يريد بالحَرْش الخديعةَ وحارَشَ الضبُّ الأَفعى إِذا أَرادت أَن تَدْخل عليه فَقاتَلَها والحَرْش الأَثَر وخص بعضهم به الأَثَر في الظَّهْر وجمعه حِرَاش ومنه رِبْعِيّ بنُ حِراش ولا تقل خِراش وقيل الحِرَاش أَثَر الضرْب في البَعِير يبْرأُ فلا يَنْبُت له شَعر ولا وَبر وحَرَش البعِيرَ بالعصا حَكَّ في غارِبِه ليَمْشِيَ قال الأَزهري سمعت غير واحد من الأَعراب يقول للبعير الذي أَجْلَب دبَرُه في ظَهره هذا بعير أَحْرَش وبه حَرَش قال الشاعر فَطَار بِكَفِّي ذو حِرَاش مُشَمِّرٌ أَحَذُّ ذلاذِيل العَسِيب قصِير أَراد بذي حراش جَمَلاً به آثار الدَّبر ويقال حَرَشْت جَرَبَ البعير أَحْرِشه حَرْشاً وخَرَشته خَرْشاً إِذا حكَكْتَه حتى تقشَّر الجلد الأَعلى فيَدْمى ثم يُطْلى حينئذ بالهِناء وقال أَبو عمرو الخَرْشاء من الجُرْب التي لم تُطْل قال الأَزهري سميت حَرْشاءَ لخشونة جلدها قال الشاعر وحَتى كأَنِّي يَتَّقي بيْ مُعبَّد بِه نُقْبة حرشاءَ لم تَلْق طاليا ونُقْبة حرشاء وهي الباثِرة التي لم تُطْل والحارِش بُثُور تخرج في أَلسِنَة الناس والإِبلِ صفة غالبة وحَرَشَه بالحاء والخاس جميعاً حَرْشاً أَي خدشه قال العجاج كأَنَّ أَصواتَ كِلابٍ تهْتَرشْ هاجَتْ بوَلْوَالٍ ولَجَّت في حَرَشْ فحرَّكه ضرورة والحَرْشُ ضَرْب من البَضْع وهي مُسْتَلْقِية وحَرَشَ المرأَة حَرْشاً جامعها مستلقية على قفَاها واحْتَرَشَ القَومُ حَشَدُوا واحْتَرَشَ الشيءَ جَمَعه وكَسَبَه أَنشد ثعلب لوْ كُنْتَ ذا لُبٍّ تَعِيشُ به لَفَعَلْتَ فِْعلَ المَرْء ذي اللُّبّ لَجَعَلْتَ صالِحَ ما احْتَرَشْتَ وما جَمَّعْتَ من نَهْبٍ إِلى نَهْب والأَحْرَشُ من الدنانِير ما فيه خَشُونة لِجدَّتِه قال دَنانِيرُ حُرْشٌ كلُّها ضَرْبُ واحِد وفي الحديث أَنَّ رجُلاً أَخَذ من رجُل آخَرَ دَنانيرَ حُرْشاً جمع أَحْرش وهو كلّ شيءٍ خشن أَراد أَنها كانت جَديدة فَعَليْها خُشونة النَّقْش ودَراهِمُ حُرْشٌ جِيادٌ خَشْنٌ حَديثة العَهد بالسِّكَّة والضبُّ أَحْرَشُ وضبٌّ أَحْرش خَشِنُ الجِلْدِ كأَنَّه مُحَزَّز وقيل كلُّ شيء خشِنٍ أَحْرشُ وحَرِشٌ الأَخيرة عن أَبي حنيفة وأُراها على النسب لأَنّي لم أَسمع له فِعْلاً وأَفْعى حَرْشاءُ خشِنة الجِلْدة وهي الحَريِش والحِرْبيش الأَزهري أَنشد هذا البيت تَضْحَكُ مِني أَنْ رَأَتْني أَحْتَرِشْ ولَوْ حَرَشْتِ لكَشَفْتُ عن حِرِش قال أَراد عن حِرِكْ يَقْلبون كاف المخاطبة للتأْنيث شِيناً وحيَّة حَرْشاء بيّنة الحَرَشِ إِذا كانت خشنة الجلد قال الشاعر بِحَرْشاء مِطْحانٍ كأَنَّ فَحِيحَها إِذا فَزِعَتْ ماءٌ أُرِيقَ على جَمْر والحَرِيشُ نوع من الحيات أَرْقَط والحَرْشاء ضرب من السُّطَّاح أَخضرُ ينبت مُتِسَطِّحاً على وجه الأَرض وفيه خُشْنَة قال أَبو النجم والخَضِر السُّطّاح من حَرْشائِه وقيل الحَرْشاء من نبات السهل وهي تنبت في الديار لازِقة بالأَرض وليست بشيء ولو لَحِسَ الإِنسان منها ورقةً لزِقت بلسانه وليس لها صَيُّور وقيل الحَرْشاء نَبْتة مُتَسَطِّحة لا أَفنان لها يَلْزَمُ ورقُها الأَرضَ ولا يمتدُّ حِبالاً غير أَنه يرتفع لها من وسَطِها قصبة طويلة في رأْسها حَبَّتها قال الأَزهري من نبات السهل الحَرْشاءُ والصَّفْراء والغَبْراء وهي أَعشاب معروفة تَسْتَطِيبُها الراعية والحَرْشاء خَرْدَل البَرِّ والحَرْشاء ضرب من النبات قال أَبو النجم وانْحَتَّ من حَرْشاء فَلْجٍ خَرْدَلُهْ وأَقْبَلَ النَّمْلُ قِطاراَ تَنْقُلُهْ والحَرِيش دابة لها مخالب كمخالب الأَسد وقَرْنٌ واحد في وسَطِ هامَتِها زاد الجوهري يسميها الناس الكَرْكَدّن وأَنشد بها الحَرِيشُ وضِغْزٌ مائِل ضَبِرٌ يَلْوي إِلى رَشَحٍ منها وتَقْلِيص
( * قوله « يلوي إلى رشح » هكذا أَنشده هنا وأَنشده في مادة ضغز يأْوي إِلى رشف )
قال الأَزهري لا أَدري ما هذا البيت ولا أَعرف قائله وقال غيره وذو قَرْنِ يقال له حَرِيش وروى الأَزهري عن أَشياخه قال الهِرْميس الكَرْكَدّن شيء أَعظمُ من الفيل له قَرْن يكون في البحر أَو على شاطئه قال الأَزهري وكأَن الحَرِيش والهِرْميس شيء واحد وقيل الحَرِيش دُوَيْبَّة أَكبرُ من الدُّودة على قدر الإِصبع لها قوائم كثيرة وهي التي تسمى دَخّالَةَ الأُذُن وحَرِيش قَبِيلة من بني عامر وقد سمَّت حَرِيشاً ومُحَرِّشاً وحِراشاً

( حربش ) أَفْعى حِرْبِشٌ وحِرْبيشٌ كثيرة السّمّ خَشِنة المسّ شديدة صوتِ الجسدِ إِذا حَكَّت بعضها ببعض مُتَحَرِّشة والحِرْبِيش حية كالأَفعى ذاتُ قَرْنَين قال رؤبة غَضْبى كأَفعى الرِّمْثة الحِرْبِيش ابن الأَعرابي هي الخَشْناء في صوتِ مشيها الأَزهري الحِرْبِش والحِرْبِشة الأَفعى وربما شدَّدُوا فقالوا حِرِبِّش وحِرِبِّشة أَبو خيرة من الأَفاعي الحِرْفش والحَرافش وقد يقول بعضُ العرب الحِرْبِش قال ومن ثم قالوا هل بلد الحِرْبِشِ إِلاَّ حِرْبِشا ؟

( حرفش ) احْرَنْفش الدِّيكُ تَهَيَّأَ للقتال وأَقام ريشَ عُنُقِه وكذلك الرجُل إِذا تهيَّأَ للقتال والغضب والشرّ وربما جاء بالخاء المعجمة وقال هرم بن زيد الكلبي إِذا أَحيا النَّاسُ فَأَخْصَبُوا قلنا قد أَكْلأَت الأَرضُ وأَخْصَبَ الناسُ واحْرَنْفَشَت العَنْزُ لأُخْتها ولَحِسَ الكلبُ الوَضَرَ قال واحْرِنْفاشُ العنْزِ ازبِيرارُها وتَنَصُّبُ شَعرِها وزيفَانُها في أَحد شِقَيْها لتَنْطَحَ صاحبتَها وإِنما ذلك من الأَثَرِ حِينَ ازْدَهَت وأَعْجَبَتْها نفسُها وتَلَحُّسُ الكلب الوَضَر لما يُفْضِلُون منه ويَدعُون من خِلاصِ السَّمْن فلا يأْكلونه من الخِصْبِ والسَّنَقِ واحْرَنْقَشَ الكلبُ والهرُّ تهيَّأَ لمثل ذلك واحْرَنْفَشَتِ الرجال إِذا صرع بعضهم بعضاً والمُحْرَنْفِشُ المُتَقَبِّضُ الغضبان واحْرَنْفَش للشرّ تهيّأَ له أَبو خيرة من الأَفاعي الحِرْفش والحرافش

( حشش ) الحَشِيش يابِسُ الكَلإِ زاد الأَزهري ولا يقال وهو رطب حَشِيش واحدته حَشِيشة والطَّاقة منه حَشِيشة والفِعْل الاحْتِشاش وأَحَشَّ الكلأُ أَمْكَنَ أَن يُجْمع ولا يقال أَجَزَّ وأَحَشَّت الأرضُ كثر حَشِيشُها أَو صار فيها حَشِيش والعُشْبُ جِنْس لِلْخَلى والحشِيش فالخَلى رَطْبُه والحشِيشُ يابِسُه قال ابن سيده هذا قول جمهور أَهل اللغة وقال بعضهم الحشِيش أَخْضَرُ الكلإِ ويابسُه قال وهذا ليس بصحيح لأَن موضوعَ هذه الكلمة في اللغة اليُبْس والتقَبُّض الأَزهري العرب إِذا أَطْلَقوا اسم الحشِيش عَنَوْا به الخَلى خاصَّة وهو أَجْوَدُ عَلَفٍ يَصْلُح الخَيْلُ عليه وهي من خَيْر مراعِي النَّعَم وهو عُرْوَةٌ في الجَدْب وعُقْدة في الأَزَمات إِلا أَنه إِذا حالت عليه السنة تغَيَّر لونُه واسْودَّ بعد صُفرتِه واحْتَوَتْه النَّعَم والخَيل إِلا أَن تُمْحِلَ السنة ولا تُنْبِتَ البقلَ وإِذا بدا القومُ في آخر الخَريف قبل وقوع ربيع بالأَرض فَظَعَنُوا مُنْتحِعين لم ينزلوا بلداً إِلا ما فيه خَلًى فإِذا وقع ربيع بالأَرض وأَبْقَلَت الرّياضُ أَغْنَتْهم عن الخلى والصِّلّيان وقال ابن شميل البقْلُ أَجْمَع رَطْباً ويابساً حشيشٌ وعلَفٌ وخَلًى ويقال هذه لُمْعَة قد أَحَشَّت أَي أَمكنت لأَنْ تُخَشَّ وذلك إِذا يَبِست واللُّمْعة من الخَلى وهو المَوْضع الذي يكثر فيه الحلى ولا يقال له لُمْعة حتى يصفَرَّ أَو يَبْيَضَّ قال الأَزهري وهذا كلام كله عربي صحيح والمَحَشّ والمَحَشَّة الأَرض الكثيرة الحَشِيش وهذا مَحَشُّ صِدْقٍ لِلْبَلَد الذي يَكثُر فيه الحشيش وفلان بمَحَشِّ صِدْقٍ أَي بموضع كثير الحشيش وقد يقال ذلك لمن أَصاب أَيَّ خَيرٍ كان مَثَلاً به يقال إِنَّك بمَحَشّ صِدْق فلا تبْرحْه أَي بموضع كثير الخير وحَشّ الحَشِيشَ يَحُشُّه حشّاً واحْتَشَّه كِلاهما جَمَعَه وحَشَشْت الحشيش قطعْتُه واحْتَشَشْتُه طلَبْتُه وجَمَعْته وفي الحديث أَنَّ رجُلاً من أَسْلَمَ كان في غُنَيْمة له يَحُشُّ عَلَيها وقالوا إِنما هو يَهُشُّ بالهاء أَي يَضْرب أَغْصانَ الشجَر حتى يَنْتَثِرَ ورَقُهامن قوله تعالى وأَهُشُّ بها على غَنمي وقيل إِنَّ يَحُشّ ويَهُشّ بمعنًى وهو مَحْمول على ظاهره من الحَشِّ قَطْعِ الحَشِيش يقال حشّه واحْتَشَّه وحَشَّ على دابَتِه إذا قَطَع لها الحشيش وفي حديث عُمَر رضي اللَّه عنه أَنه رَأَى رجُلاً يحْتَشّ في الحَرَم فَزَبَرَهُ قال ابن الأَثير أَي يأْخُذ الحشيش وهو اليابس من الكَلإِ والحُشّاش الذين يَحْتَشُّون والمِحَشّ والمَحَشّ منجل ساذَجٌ يُحَشُّ به الحشيش والفتح أَجود وهُما أَيضاً الشيء الذي يُجْعل فيه الحشيش وقال أَبو عبيد المِحَشّ ما حُشّ به والمَحَشّ الذي يُجْعل فيه الحشيش وقد تُكْسر ميمُه أَيضاً والحِشَاش خاصّة ما يوضع فيه الحشيش وجمْعُه أَحِشَّة وفي حديث أَبي السَّلِيل قال جاءت ابْنةُ أَبي ذَرّ عليها مِحَشّ صُوفٍ أَي كساءٌ خَشن خَلَقٌ وهو من المِحَش والمَحَش بالفتح والكسر والكِساء الذي يوضع فيه الحَشِيش وحَشَشْت فَرَسي أَلْقَيْتُ له حَشِيشاً وحَشّ الدابة يحُشّها حشّاً علَفَها الحشيشَ قال الأَزهري وسمعت العرب تقول للرجل حُشَّ فَرَسَك وفي المثل
( * قوله « وفي المثل إلخ » في شرح القاموس ثم إِن لفظ المثل هكذا هو في الصحاح والتهذيب والأساس والمحكم ورأيت في هامش الصحاح ما نصه والذي قرأته بخط عبد السلام البصري في كتاب الأمثال لأبي زيد أَحشك وتروثين وقد صحح عليه ) أَحُشُّكَ وتَرُوثُني يَعْني فرسَه يُضْرَبُ مثَلاً لكلّ من اصطُنِع عنده معروفُ فكافَأَه بضِدِّه أَوْ لَمْ يَشْكُرْه ولا نَفَعه وقال الأَزهري يُضْرب مثَلاً لمن يُسِيء إِليك وأَنت تُحْسن إِليه قال الجوهري ولَوْ قيل بالسين لم يَبْعُدْ ومعنى أَحُشّك أَفَأَحُشّ لك ويكون أَحُشُّك أَعْلِفُك الحشيش وأَحَشَّه أَعانَه على جَمْع الحشيش وحَشَّت اليَدُ وأَحَشَّت وهي مُحِشّ يَبِسَت وأَكثر ذلك في الشَّلَلِ وحُكِي عن يونس حُشّت على صِيغة ما لم يُسمَّ فاعلُه وأَحَشَّها اللَّه الأَزهري حَشَّت يدُه تحِش إِذا دقَّت وصغُرت واستحَشَّت مثله وحَشَّ الولَدُ في بطْن أُمِّه يَحِشُّ حَشّاً وأَحَشَّ واستحَشَّ جُووِزَ به وقْت الوِلادة فيَبِسَ في البَطْن وبعضهم يقول حُشَّ بضمِّ الحاء وأَحَشَّت المرأَة والناقة وهي مُحِشّ خَشَّ ولدُها في رحِمِها أَي يَبِسَ وأَلْقَتْه حَشًّا ومَحْشُوشاً وأُحْشُوشاً أَي يابساً زاد الأَزهري وحَشِيشاً إِذا يبس في بطنها وفي الحديث أَن رجُلاً أَراد الخروج إِلى تبوك فقالت له أُمُّه أَو امرأَته كيف بالوَدِيِّ ؟ فقال الغَزْوُ أَنْمى لِلْوَدِيّ فما مَاتَتْ منه وَدِيّةٌ ولا حَشَّت أَي يَبِسَت وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَن امرأَة مات زوجُها فاعتدّت أَربعةَ أَشهر وعشْراً ثم تزوّجت رجلاً فمكثت عنده أَربعة أَشهر ونصفاً ثم ولدت ولداً فدعا عمرُ نساءً من نساء الجاهلية فسأَلهن عن ذلك فقلن هذه امرأَة كانت حاملاً من زوجها الأَوّل فلما مات حَشَّ ولدُها في بطنها فلما مسها الزوج الآخر تحرَّك ولدُها قال فَأَلْحَقَ عمر الولدَ بالأَول قال أَبو عبيد حَشَّ ولدُها في بطنها أَي يَبِس والحُشّ الولد الهالك في بطن الحاملة وإَن في بطنها لَحُستّاً وهو الولد الهالك تنطوي عليه وتُهْراق دَماً عليه تنطوي عليه أَي يبقى فلم يخرج قال ابن مقبل ولقد غَدَوْتُ على التِّجارِ بِجَسْرة قَلِقٍ حشُوش جَنِينها أَو حائِل قال وإِذا أَلقت ولدها يابساً فهو الحشيش قال ولا يخرج الحشيش من بطنها حتى يُسْطى عليها وأَما اللحم فإِنه يتقطع فيَبُول حَفْزاً في بولها والعِظام لا تخرج إِلا بعد السَّطْوِ عليها وقال ابن الأَعرابي حَشّ ولدُ الناقة يَحِشُّ حُشُوشاً وأَحَشَّته أُمّه والحُشاشَة رُوح القلب ورَمَقُ حياة النفْس قال وما المَرْءُ ما دامَتْ حُشاشةُ نَفْسِه بمُدْرِكِ أَطْرافِ الخُطُوبِ ولا آلِ وكل بقية حُشاشة والحُشاش والحُشَاشة بقية الروح في المريض ومنه حديث زمزم فانْفَلَتَت البقرة من جازِرِها بحُشاشَةِ نفْسِها أَي برمق بقيّة الحياة والروح وحُشاشاكَ أَن تفعل ذلك أَي مَبْلَغُ جُهْدِكَ عن اللحياني كأَنه مشتق من الحشاشة الأَزهري حُشاشاكَ أَن تفعل ذاك وغُناماك وحُماداك بمعنَى واحد الأَزهري الحُشاشة رَمَق بقية من حياة قال الفرزدق إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تنَفَّسَتْ حُشاشَتُها في غيرِ لَحْمٍ ولا دَم وأَحَشّ الشحمُ العظمَ فاستَحَشّ أَدَقّه فاستدقّ عن ابن الأَعرابي وأَنشد سَمِنَتْ فاسْتَحَشَّ أَكْرُعُها لا النِّيُّ نِيٌّ ولا السَّنامُ سَنام وقيل ليس ذلك لأَن العِظام تَدِقّ بالشحم ولكن إِذا سَمِنَتْ دَقَّتْ عند ذلك فيما يُرى الأَزهري والمُسْتَحِشَّة من النوق التي دقَّت أَوظِفَتُها من عِظَمِها وكثرةِ لحمها وحَمِشَت سَفِلَتُها في رأْي العين يقال استحشَّها الشحم وأَحَشَّها الشحم وقام فلان إِلى فلان فاستَحَشَّه أَي صَغُرَ معه وحَشَّ النارَ يَحُشُّها حَشّاً جمع إِليها ما تفرق من الحطب وقيل أَوقدها وقال الأَزهري حَشَشْتُ النارَ بالحطب فزاد بالحطب قال الشاعر تاللَّه لولا أَنْ تَحُشَّ الطُّبَّخُ بِيَ الجَحِيمَ حين لا مُسْتَصْرَخُ يعني بالطُّبّخ الملائكةَ الموكَّلين بالعذاب وحَشَّ الحرب يَحُشُّها حَشّاً كذلك على المَثَل إِذا أَسعرها وهيجها تشبيهاً بإِسْعار النار قال زهير يَحُشُّونَها بالمَشْرَفِيَّة والقنَا وفِتْيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٍ ولا نُكْل والمِحَشُّ ما تُحَرّكُ به النار من حديد وكذلك المِحَشَّة ومنه قيل للرجل الشجاع نِعْم مِحَشُّ الكَتِيبة وفي حديث زينب بنت جحش دخل عليّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فضربني بِمِحَشِّة أَي قضيب جعلَتْه كالعود الذي تُحَشُّ به النار أَي تحرّك به كأَنه حركها به لتَفْهَم ما يقول لها وفلان مِحَشُّ حَرْب مُوقِد نارها ومُؤَرّثُها طَبِنٌ بها وفي حديث الرؤيا وإِذا عنده نار يَحُشُّها أَي يُوقِدُها ومنه حديث أَبي بَصيرٍ ويْلُ أُمِّه مِحَشُّ حَرْب لو كان معه رجال ومنه حديث عائشة تصف أَباها رضي اللَّه عنهما وأَطْفَأَ ما حَشَّتْ يهود أَي ما أَوقَدَت من نيران الفتنة والحرب وفي حديث عليّ رضي اللَّه عنه كما أَزالوكُمْ حَشّاً بالنِّصالِ أَي إِسْعاراً وتهييجاً بالرمْي وحَشَّ النَّابِلُ سهمَه يَحُشُّه حَشّاً إِذا راشَه وأَلْزَقَ به القُذَذَ من نواحيه أَو ركَّبها عليه قال أَو كمِرِّيخٍ على شَرْيانَةٍ حَشَّه الرامِي بِظُهْرانٍ حُشُرْ
( * قوله « حشر » كذا ضبط في الأصل )
وحُشّ الفرسُ بِجِنْبَيْنِ عظيمين إِذا كان مُجْفَراً الأَزهري البعير والفرس إِذا كان مُجْفَرَ الجنبين يقال حُشَّ ظهره بجنبين واسِعَين فهو مَحْشُوش وقال أَبو دواد الإِيادي يصف فرساً منَ الحارِكِ مَحْشُوش بِجَنْبٍ جُرْشُعٍ رَحْبِ وحَشَّ الدابة يَحُشُّها حَشّاً حملها في السير قال قد حَشَّها الليل بعُصْلُبِيِّ مُهاجِرٍ ليس بأَعْرابيِّ
( * وفي رواية أخرى لفها الليل ) قال الأَزهري قد حشها أَي قد ضمَّها ويَحُشُّ الرجلُ الحطبَ ويَحُشُّ النار إِذا ضمّ الحطب عليها وأَوقَدَها وكل ما قُوّيَ بشيء أَو أُعِينَ به فقد حُشّ به كالحادي للإِبل والسلاحِ للحرب والحطب للنار قال الراعي هو الطِّرْفُ لم تُحْشَشْ مَطِيٌّ بِمِثْلِه ولا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدارِ خائِفُ أَي لم تُرْمَ مَطِيٌّ بمثله ولا أَعينَ بمثله قوم عند الاحتياج إِلى المعونة ويقال حَشَشْتُ فلاناً أَحُشُّه إِذا أَصْلَحْت من حالِه وحَشَشْت مالَه بمالِ فلان أَي كَثَّرْت به وقال الهذلي في المُزَنيِّ الذي حَشَشْت له مالَ ضَرِيكٍ تِلادُه نُكْد قال ابن الفرج يقال أُلْحِق الحِسَّ بالإِسّ قال وسمعت بعض بني أَسد أَلحِق الحِشَّ بالإِشّ قال كأَنه يقول أَلحق الشيءَ بالشيء إِذا جاءك شيء من ناحية فافعل به جاء به أَبو تراب في باب الشين والسين وتعاقُبِهما الليث ويقال حُشَّ عليّ الصيدَ قال الأَزهري كلام العرب الصحيحُ حُشْ عليَّ الصيدَ بالتخفيف من حاشَ يَحُوش ومن قال حَشَشْت الصيدَ بمعنى حُشْته فإِني لم أَسمعه لغير الليث ولست أَُبْعِده مع ذلك من الجَواز ومعناه ضُمَّ الصيد من جانبيه كما يقال حُشَّ البعيرُ بجَنْبَين واسعين أَي ضُمّ غير أَن المعروف في الصيد الحَوْش وحَشَّ الفرَسُ يَحُشُّ حَشّاً إِذا أَسْرَعَ ومثله أَلْهَبَ كأَنه يتوقد في عَدْوِه قال أَبو دواد الإِيادي يصف فرساً مُلْهِب حَشُّه كحشِّ حَرِيقٍ وَسْكَ غابٍ وذاكَ مِنْه حِضَار والحَشّ والحُشّ جماعة النخل وقال ابن دريد هما النخل المجتمع والحش أَيضاً البستان
( * قوله « والحش البستان » هو مثلث ) وفي حديث عثمان أَنه دُفِنَ في حَشِّ كَوْكَبٍ وهو بُسْتان بظاهر المدينة خارج البَقِيع والحش المُتَوَضَّأُ سمي به لأَنهم كانوا يَذْهبون عند قضاء الحاجة إِلى البَساتين وقيل إِلى النخْل المجتمع يَتَغَوَّطُون فيها على نحو تسميتهم الفناء عَذِرةً والجمع من كل ذلك حِشَّان وحُشَّان وحَشَاشين الأَخيرة جمعُ الجمع كلُّه عن سيبويه وفي الحديث أَنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم اسْتَخْلى في حُشَّان والمِحَشّ والمَحَشّ جميعاً الحَشّ كأَنه مُجْتَمَع العَذِرة والمَحَشَّة بالفتح الدبرُ وذكره ابن الأَثير في ترجمة حَشَن قال في الحديث ذكرُ حُشَّان وهو بضم الحاء وتشديد الشين أُطُمٌ من آطامِ المدينة على طريق قُبور الشُّهَداءِ في الحديث أَنه صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عن إِتْيان النساء في مَحاشِّهِنّ وقد روي بالسين وفي رواية في حُشُوشهن أَي أَدْبارهن وفي حديث ابن مسعود مَحاشُّ النساء عليكم حرام قال الأَزهري كنى عن الأَدبار بالمَحاشّ كما يُكْنى بالحُشُوش عن مواضع الغائطِ والحَشّ والحُشّ المَخْرَج لأَنهم كانوا يقضُون حوائجَهم في البساتين والجمع حشوش وفي حديث طلحة بن عبيد اللَه أَنه قال أَدْخَلوني الحَشّ وقَرَّبوا اللُّجَّ فوضَعُوه على قَفَيّ فبايعْت وأَنا مُكْرَه وفي الحديث إِنَّ هذه الحُشُوش مُحْتَضَرة يعني الكُنُفَ ومواضعَ قضاء الحاجة والحِشاشُ الجُوالِق قال أَعْيَا فنُطْناهُ مَنَاطَ الجَرِّ بَيْنَ حِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ والحَشْحَشة الحَرَكة ودُخُولُ بعضِ القوم في بعض وحَشْحَشَتْه النَّارُ أَحْرَقَتْه وفي حديث علي وفاطمة دخَل عَلينارسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وعلينا قَطِيفة فلما رأَيْناه تَحَشْحَشْنا فقال مَكانَكُما التَحَشْحُش التحرُّك للنهوض وسمعت له حَشْحَشَة وخَشْخَشَة أَي حركَةً

( حفش ) حَفَشَت السماءُ تَحْفِش حَفْشاً جاءت بمَطَرٍ شدِيدٍ ساعةً ثم أَقْلَعت أَبو زيد يقال حَفَشَت السماءُ تحفِشُ حَفْشاً وحشَكَت تَحْشِكُ حَشْكاً وأَغْبت تُغْبي إِغباءً فهي مُغْبِية وهي الغَبْية والحَفْشة والحشْكة من المطر بمعنى واحد وحفَشَ السَّيلُ الوادي يَحْفِشُه حَفْشاً مَلأَهُ والحافِشة المَسيل صفة غالِبة وأُنّثَ على إِرادة الَّتلْعة أَو الشُّعْبة والخافِشة أَرضٌ مُسْتَوية لَها كَهيْئَة البَطْن يُسْتَجْمَع ماؤُها فيَسِيل إِلى الوادي وحفَشَت الأَرضُ بالماء من كلِّ جانبٍ أَسالَتْه قِبَلَ الجانب وحفَش السيلُ الأَكمةَ أَسالَها والخَفْش مصدرُ قولك حفَشَ السيلَ حَفْشاً إِذا جَمعَ الماءَ من كل جانب إِلى مُسْتَنْقع واحد فتلك المَسايِل التي تَنْصَبُّ إِلى المَسيل الأَعْظم هي الحَوَافِش واحدتها حافشة وأَنشد عَشِيَّة رُحْنا ورَاحوا إِلَيْنا كما مَلأَ الحَافِشاتُ المَسِيلا وحفَشَت الأَوْدِية سالَتْ كلُّها وحَفْشُ الإِداوة سيَلانها وحَفَشَ الشيءَ يحفِشُه أَخْرَجَه وحفَش الحُزْنُ العَينَ أَخرَج كلَّ ما فيها من الدمْع أَنشد ابن دُريد يا مَنْ لِعَينٍ ثَرَّةِ المَدامِع يَحْفِشُها الوَجْدُ بماءِ هامِع ثم فسره فقال يحفِشها يَسْتخرج كلَّ ما فيها وحفَشَ لك الوُدَّ أَخرَجَ لك كلّ ما عنده وحفَشَ المطرُ الأَرْضَ أَظْهر نَباتَها والحَفُوش المُتَحَفِّي وقيل المُبالِغ في التحَفِّي والوُدِّ وخصَّ بعضُهم به النِّساءَ إِذا بالَغْنَ في وُدِّ البُعُولَةِ والتحفّي بهم قال بَعْدَ احْتِضانِ الحَفْوةِ الحَفُوشِ ويقال حَفَشَت المرأَة لزَوْجِها الوُدَّ إِذا اجْتَهَدت فيه وتَحَفَّشَت المرأَةُ على زَوْجِها إِذا أَّقامت عليه ولَزِمَتْه وأَكَبَّت عليه والفرسُ يَحْفِشُ أَي يأْتي بِجَرْيٍ بَعْدَ جَرْيٍ وحَفَش الفَرَسُ الجَرْيَ يَحْفِشُه أَعْقَبَ جَرْياً بعد جَرْيٍ فلم يَزْدَدْ إِلاَّ جَوْدة قال الكميت يصف غيثاً بِكُلِّ مُلِثٍّ يَحْفِشُ الأُكْمَ وَدْقُه كأَنَّ التِّجارَ استَبْضَعَتْه الطيالِسا ويَحفِش يَسِيل ويُقال يَقْشِر يقول اخْضَرَّ ونَضَرَ فشبَّهَه بالطَّيالِسة والحَفْش الضّرّ والحِفْش الشيء البالي ابن شميل الحَفَشُ أَن تأْخُذَ الدَّبَرة في مُقَدَّم السَّنام فتأْكُلَه حتى يَذْهَبَ مُقَدَّمُه من أَسْفلِه إِلى أَعلاه فيَبْقى مُؤَخَّرُه مما يَلي عَجُزَه صَحيحاً قائماً ويذهب مُقَدَّمُه مما يَلي غارِبَه يقال قد حَفِشَ سَنامُ البعير وبَعيرٌ حَفِشُ السَّنام وجمل أَحْفَش وناقة حَفْشاء وحَفِشة والحِفْشُ الدُّرْج يكون فيه البَخُور وهو أَيضاً الصغِيرُ من بُيُوت الأَعْراب وقيل الحِفْش والحَفْش والحَفَش البيت الذَّلِيل القريبُ السَّمْكِ من الأَرْض سُمِّيَ به لضِيقه وجمعه أَحْفاش وحِفَاش والتحَفُّشُ الانضمام والاجتماع ومنه حديث المعتدَّة دخَلَتْ حِفْشاً ولَبِسَت شَرَّ ثِيابها وحَفَّشَ الرجُلُ أَقام في الحِفَش قال رؤبة وكُنْتُ لا أُوبَنُ بالتَّحْفِيش وتَحَفَّشت المرأَة على زَوْجها أَو ولَدِها أَقامت وفي بَيْتها إِذا لَزِمَتْه فَلَم تَبْرَحْه والحِفْش وِعَاءٌ المَغازِل الليث الحِفْش ما كان من أَسْقاطِ الأَواني الَّتي تكُون أَوعِيَةً في البَيْت للطِّيب ونحوه وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم بعَث رجُلاً من أَصحابه ساعياً فقَدِم بمال وقال أَمَّا كذا وكذا فهو من الصدَقات وأَما كذا وكذا فإِنه مما أُهْدِي لي فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم هلاَّ جَلَس في حِفْش أُمّه فيَنْظر هل يهدى له ؟ قال أَبو عبيد شبَّه بَيت أُمِّه في صِغَرِه بالدُّرْج وذكر ابن الأَثير أَن الذي وجّهَه ساعياً على الزكاة هو ابن اللُّتْبِيَّة والحِفْش هو البيت الصغير ويقال معنى قوله هلاَّ قَعد في حِفْش أُمه أَي عند حِفْش أُمه وحَفَشُوا عليك يَحْفِشُون حَفْشاً اجتمعوا وقال شجاع الأَعرابي حَفَزُوا علينا الخيلَ والركابَ وحَفَشُوها إِذا صَبُّوها عليهم ويقال هم يَحْفِشُون عليك أَي يجتمعون ويتأَلفون والحِفْش الهَنُ

( حكش ) ابن سيده الحَكْشُ الظُّلْم ورجل حاكِشٌ ظالم أُراه على النسب وحَوْكَشٌ اسم الأَزهري رجل حَكِشٌ مثل قولهم حَكَِر وهو اللَّجُوج والحَكِشُ والعَكِش الذي فيه التواء على خَصْمه

( حكنش ) حَكْنَش اسم

( حمش ) حَمَشَ الشيءَ جَمَعَه والحَمْش والحُمُوشة والحَماشة الدِّقَّة ولِثَةٌ حَمْشَة دقيقة حَسَنة وهو حَمْشُ الساقَيْن والذّراعَيْن بالتسكين وحَمِيشُهما وأَحْمَشُهما دقيقُهما وذراع حَمْشَة وحَمِيشة وحَمْشاء وكذلك الساق والقوائم وفي حديث الملاعنة إِن جاءت به حَمْشَ الساقين فهو لِشَريك ومنه حديث عليّ في هدم الكعبة كأَني برجل أَصْعَلَ أَصْمَعَ حَمْش الساقين قاعدٌ عليها وهي تُهْدم وفي حديث صفية في ساقَيه حُمُوشة قال يصف براغيث وحُمْش القَوائِم حُدْب الظُّهور طَرَقْنَ بِلَيْلٍ فأَرَّقْنَني وحَمَشت قوائمه وحَمُشَت دَقَّت عن اللحياني قال كأَنَّ الذُّبابَ الأَزْرَقَ الحَمْشَ وَسْطَها إِذا ما تَغَنَّى بالعَشِيَّات شارب الليث ساقٌ حَمْشة جَزْمٌ والجمع حُمْش وحِماش وقد حَمُشَت ساقُه تَحْمُش حُمُوشة إِذا دقّت وكان عبد اللَّه بن مسعود حَمْشَ الساقين وفي حديث حدّ الزنا فإِذا رجل حَمْش الخَلْق استعاره من الساق للبدن كله أَي دقيق الخِلْقة وفي حديث هند قالت لأَبي سفيان اقْتُلوا الحَمِيت الأَحْمَش قالته في معرض الذم ووترٌ حَمْشٌ وحَمِشٌ ومُسْتَحْمِش دَقيق والجمع من ذلك حِماش وحُمْش والاستِحْماش في الوَتَر أَحسنُ قال ذو الرمة كأَنَّما ضُرِبَتْ قُدَّام أَعْيُنِها قُطْنٌ بمُسْتَحْمِش الأَوْتارِ مَحْلوج قال أَبو العباس رواه الفراء كأَنَّما ضَرَبَتْ قُدَّامَ أَعْيُنِها قطناً بمُسْتَحْمِش الأَوْتار مَحْلوج وحَمِش الشرُّ اشتدَّ وأَحْمَشْتُه أَنا واحْتَمَشَ القِرْنان اقتتلا والسين لغة وحَمَش الرجلَ حَمْشاً وأَحْمَشَه فاستَحْمَش أَغْضَبَه فغضب والاسم الحَمْشة والحُمْشة الليث يقال للرجل إِذا اشتدّ غضبُه قد استَحْمَش غضباً وأَنشد شمر إِنِّي إِذا حَمَّشَني تَحْمِيشي واحْتَمَش واستَحْمَش إِذا التَهَب غضباً وفي حديث ابن عباس رأَيت عليّاً يوم صِفِّين وهو يُحْمِشُ أَصحابَه أَي يُحرِّضُهم على القتالِ ويُغْضِبُهم وأَحْمَشْتُ النارَ أَلْهَبْتُها ومنه حديثُ أَبي دُجانَة رأَيتُ إِنساناً يُحْمِشُ الناسَ أَي يَسُوقُهم بِغَضَبٍ وأَحْمَشَ القِدْرَ وأَحْمَشَ بها أَشْبَعَ وَقُودَها قال ذو الرمة كساهُنّ لَوْنَ الجَوْنِ بعد تَعَيُّسٍ لِوَهْبِينَ إِحْماشُ الوَلِيدة بالقِدْرِ
( * قوله « بعد تعيس » في الشارح تغبس بالمعجمة والموحدة )
أَبو عبيد حَشَشْت النارَ وأَحْمَشْتُها وأَنشد بيت ذي الرمة أَيضاً إِحماش الوليدة بالقدر وأَحْمَشْت الرجلَ أَغضَبْتُه وكذلك التَّحْمِيشُ والاسمُ الحِمْشَةُ مثْل الحِشْمةِ مقْلُوب منه واحْتَمَشَ الدِّيكانِ اقْتَتَلا والحَمِيشُ الشحْمُ المُذابُ وأَحْمَشَ الشحْمَ وحمَّشَه أَذابَهُ بالنارِ حتى كاد يُحْرِقُه قال كأَنَّه حِينَ وهَى سِقاؤُه وانْحَلَّ من كلِّ سماءٍ ماؤُه حَمٌّ إِذا أَحْمَشَه قَلأوُه كذا رواه ابن الأَعرابي ويروى حَمَّشَه

( حنش ) الحَنَشُ الحيَّةُ وقيل الأَفْعى وبها سُمِّي الرجلُ حنَشاً وفي الحديث حتى يُدْخِل الوليدُ يدَه في فَمِ الحَنَشِ أَي الأَفعى وهذا هو المراد من الحديث في حديث سَطيح أَحْلِفُ ما بين الحَرَّتَيْنِ
( * قوله « ما بين الحرتين إلخ » في النهاية بما بين إلخ ) من حَنَشٍ وقال ذو الرمة وكم حَنَشٍ ذَعْفِ اللُّعاب كأَنَّه على الشَّرَكِ العاديّ نِضْوُ عِصامِ والذَّعْفُ القاتلُ ومنه قيل مَوْتٌ ذُعافٌ وأَنشد شمر في الحَنَش فاقْدُرْ له في بعض أَعْراض اللِّمَمْ لَمِيمةً من حَنَشٍ أَعْمى أَصَمُّ فالحَنَشُ ههنا الحيّةُ وقيل هو حيّةٌ أَبْيضُ غَلِيظٌ مثلُ الثُّعْبانِ أَو أَعْظَمُ وقيل هو الأَسْودُ منها وقيل هو منها ما أَشْبَهَتْ رؤُوسُه رؤُوسَ الحَرابِيّ وسوامِّ أَبْرَصَ ونَحْوٍ ذلك وقال الليث الحَنَشُ ما أَشْبَهتْ رُؤُوسُه رؤُوسَ الحيّاتِ من الحَرابي وسَوامِّ أَبْرَصَ ونحوِها وأَنشد تَرى قِطَعاً من الأَحْناشِ فيه جَماجِمُهُنَّ كالخَشَلِ النَّزِيعِ قال شمر ويقال للضِّبابِ واليَرابِيع قد أَحْنَشَتْ في الظَّلَمِ أَي اطَّرَدَتْ وذهَبَتْ به وقال الكميت فلا تَرْأَمُ الحِيتانُ أَحْناشَ قَفْرَةٍ ولا تَحْسَب النِّيبُ الجِحاشَ فِصالَها فجَعَلَ الحَنَشَ دَوابَّ الأَرضِ من الحَيّاتِ وغيرِها وقال كُراعٌ هو كلُّ شيءٍ من الدوابّ والطيرِ والحَنَشُ بالتحريك أَيضاً كلُّ شيء يُصادُ من الطيرِ والهوامِّ والجمْعُ من كلِّ ذلك أَحْناشٌ وحنَشَ الشيءَ يَحْنِشُه وأَحْنَشَه صادَه وحَنَشْت الصَّيدَ صِدْته والمَحْنوشُ الذي لَسَعَتْه الحَنَشُ وهو الحيّةُ قال رؤبة فقُلْ لذاكَ المُزْعَجِ المَحْنُوشِ أَي فقُلْ لذلك الذي أَقْلَقَه الحسَدُ وأَزْعَجه وبه مِثْلُ ما باللَّسِيعِ والمَحْنوشُ المَسُوقُ جِئْتَ به تَحْنِشُه أَي تَسُوقُه مُكْرَهاً يقال حَنَشَه وعَنَشَه إِذا ساقَه وطرَدَه ورجلٌ مَحْنوشٌ مَغْموزُ الحَسَبِ وقد حُنِشَ وحنَشَه عن الأَمْرِ يَحْنِشُه عطَفَه وهو بمعنى طَرَدَه وقيل
( * هنا بياض بالأصل ) عنَجَه فأُبدلت العين حاء والجيم شيناً وحنَشَه نَحَّاه من مكانٍ إِلى آخر وحنَشَه حَنْشاً أَغضبَه كعَنَشَه وسنذكره وأَبو حَنَشٍ كنية رجل قال ابن أَحمر أَبو حَنَشٍ يُنَعِّمُنا وطَلْقٌ وعَمَّارٌ وآوِنةً أُتالا وبنو حَنَشٍ بطن

( حنبش ) حَنْبَشٌ اسم رجل قال لبيد ونحْنُ أَتَيْنا حَنْبَشاً بابنِ عمِّه أَبي الحصْن إِذْ عافَ الشَّرابَ وأَقْسَما ابن الأَعرابي يقال للرجل إِذا نَزا ورَقَصَ وزَفَنَ حَنْبَشَ وفي النوادر الحَنْبَشةُ لَعِبُ الجواري بالبادية وقيل الحَنْبَشَةُ المشي والتصفيقُ والرقصُ

( حنفش ) الحِنْفِيشُ الحيةُ العظيمةُ وعَمَّ كراعٌ به الحيةَ الأَزهري الحِنْفِشُ حية عظيمة ضخْمة الرأْس رَقْشاءُ كَدْراءُ إِذا حرَّبْتها انتفخ وريدُها ابن شميل هو الحُفَّاثُ نفسُه وقال أَبو خيرة الحِنْفِيشُ الأَفعى والجماعةُ حَنافِيشُ

( حوش ) الحُوشُ بلادُ الجنّ من وراءِ رَمْلِ يَبْرين لا يمرّ بها أَحد من الناس وقيل هم حيّ من الجن وأَنشد لرؤبة إِليك سارَتْ من بِلادِ الحُوشِ والحُوشُ والحُوشِيّةُ إِبلُ الجنّ وقيل هي الإبلُ المُتَوحِّشةُ أَبو الهيثم الإِبلُ الحُوشِيّةُ هي الوَحْشِيّةُ ويقال إِن فحلاً من فحولِها ضرب في إِبل لمَهْرةَ بن حَيْدانَ فنُتِجَت النجائبُ المَهْريَّةُ من تلك الفحول الحُوشِيّةِ فهي لا تكاد يدركُها التعب قال وذكر أَبو عمرو الشيباني أَنه رأَى أَربع قِفَرٍ من مَهْرِيّةٍ عظْماً واحداً وقيل إِبل حُوشِيّةٌ محرَّماتٌ بِعِزَّةِ نفوسِها ويقال الإِبلُ الحُوشِيّةُ منسوبة إِلى الحُوشِ وهي فُحولُ جنٍّ تزعم العرب أَنها ضربت في نَعَمِ بعضهم فنُسِبَتْ إِليها ورجل حُوشِيٌّ لا يخالط الناس ولا يأْلفهم وفيه حُوشِيّةٌ والحُوشِيُّ الوَحْشِيُّ وحُوشِيُّ الكلامِ وَحْشِيُّه وغريبه ويقال فلان يَتَتَبّعُ حُوشِيَّ الكلام ووحْشِيَّ الكلام وعُقْميَّ الكلام بمعنًى واحد وفي حديث عمرو لم يَتَتَبَّعْ حُوشيَّ الكلام أَي وحْشِيَّه وعَقِدَه والغريب المُشْكِلَ منه وليل حُوشِيٌّ مظلم هائلٌ ورجل حُوشُ الفؤاد حديدُه قال أَبو كبير الهذلي فأَتَتْ به حُوشَ الفُؤَادِ مُبَطِّناً سُهُداً إِذا ما نامَ لَيْلُ الهَوْجَل وحُشْنا الصيدَ حَوْشاً وحِياشاً وأَحَشْناه وأَحْوَشْناه أَخذناه من حَوالَيْه لنَصْرِفَه إِلى الحِبالةِ وضممناه وحُشْتُ عليه الصيدَ والطيرَ حَوْشاً وحِياشاً وأَحَشْتُه عليه وأَحْوَشْتُه عليه وأَحْوَشْتُه إِياه عن ثعلب أَعَنْته على صيدهما واحْتَوَشَ القومُ الصيدَ إِذا نَفَّرَه بعضهم على بعضِهم وإِنما ظهرت فيه الواو كما ظهرت في اجْتَورُوا وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنّ رجلين أَصابا صيداً قتلّه أَحدهما وأَحاشَهُ الآخرُ عليه يعني في الإِحرامِ يقال حُشْتُ عليه الصيدَ وأَحَشْتُهُ إِذا نَفَّرْتَه نحْوَه وسُقْته إِليه وجَمَعْته عليه وفي حديث سَمُرة فإِذا عنده وِلْدانٌ وهو يَحُوشُهم
( * قوله « وهو يحوشهم » في النهاية فهو ) أَي يجمعهم وفي حديث ابن عمر أَنه دخل أَرضاً له فرأَى كلباً فقال أَحِيشُوه عليّ وفي حديث معاوية قَلَّ انْحِياشُه أَي حركتُه وتصَرُّفُه في الأُمور وحُشْتُ الإِبلَ جَمعْتُها وسُقْتُها الأَزهري حَوّشَ إِذا جَمَّع وشَوّحَ إِذا أَنْكَرَ وحاشَ الذئبُ الغنم كذلك قال يَحُوشُها الأَعْرَجُ حَوْشَ الجِلَّةِ من كُلِّ حَمْراءَ كلَوْنِ الكِلّةِ قال الأَعرج ههنا ذئب معروفٌ والتَحْوِيشُ التَّحْوِيلُ وتحوَّشَ القومُ عنِّي تَنَحَّوْا وانْحاشَ عنه أَي نَفَرَ والحُواشةُ ما يُسْتَحْيا منه واحْتَوَشَ القومُ فلاناً وتَحاوَشُوه بينهم جعلوه وسَطَهُم واحْتَوَشَ القومُ على فلان جعلوه وسطهم وفي حديث علقمةَ فَعَرَفْتُ فيه تَحَوُّشَ القومِ وهيئَتهم أَي تأَهُّبَهُم وتَشَجُّعَهم ابن الأَعرابي والحُواشةُ الاستحياءُ والحُواسةُ بالسين الأَكل الشديد ويقال الحُواشةُ من الأَمر ما فيه فَظِيعةٌ يقال لا تَغْش الحُواشةَ قال الشاعر غَشِيتَ حُواشةً وجَهِلْتَ حَقّاً وآثَرْتَ الغِوايةَ غيَرَ راضِ قال أَبو عمرو في نوادره التَحَوّشُ الاستحياءُ والحَوْشُ أَن تأْكل من جوانب الطّعام والحائشُ جماعةُ النخلِ والطرْفاءِ وهو في النخلِ أَشهرُ لا واحد له من لفظه قال الأَخطل وكأَنّ ظُعْنَ الحَيّ حائِشُ قَرْيةٍ داني الجَنَاةِ وطَيِّبُ الأَثْمارِ شمر الحائشُ جماعةُ كل شجر من الطرفاء والنخلِ وغيرهما وأَنشد فوُجِدَ الحائِشُ فيما أَحْدَقا قَفْراً من الرامِينَ إِذْ تَوَدّقَا قال وقال بعضهم إِنما جُعل حائشاً لأَنه لا منفذ له الجوهري الحائشُ جماعة النخل لا واحد لها كما يقال لجماعةِ البقرِ رَبْرَبٌ وأَصل الحائشِ المجتمع من الشجر نخلاً كان أَو غيرَه يقال حائِشٌ للطرفاء وفي الحديث أَنه دخل حائِشَ نخلٍ فقضى فيه حاجَتَه هو النخلُ الملتفُّ المجتمِعُ كأَنه لالْتِفافِه يَحُوش بعْضَه إِلى بعض قال وأَصله الواو وذكره ابنُ الأَثير في حيش واعْتَذَر أَنه ذكره هناك لأَجل لفظِه ومنه الحديث أَنه كان أَحبَّ ما استتَر به إِليه حائِشُ نخلٍ أَو حائط وقال ابن جني الحائشُ اسم لا صفةٌ ولا هو جارٍ على فِعْلٍ فأَعَلّوا عينه وهي في الأَصل واو من الحوش قال فإِن قلت فلعله جارٍ على حاش جريانَ قائمِ على قام قيل لم نَرَهم أَجْرَوْه صفةً ولا أَعْملُوه عمل الفِعْلِ وإِنما الحائِشُ البستانُ بمنزلة الصَّوْرِ وهي الجماعة من النخلِ وبمنزلة الحديقة فإِن قلت فإِنّ فيه معنى الفعْلِ لأَنه يَحُوشُ ما فيه من النخلِ وغيرِه وهذا يؤكد كونه في الأَصل صفةً وإِن كان قد استعمل استعمال الأَسماء كصاحبٍ ووارِدِ قيل ما فيه من معنى الفِعْلِيَّةِ لا يوجب كونَه صفةً أَلا ترى إِلى قولهم الكاهل والغارب وهما وإِن كان فيهما معنة الاكتهالِ والغروبِ فإِنهما اسمان ؟ وكذلك الحائِشُ لا يُسْتَنْكَرُ أَن يجيء مهموزاً وإِن لم يكن اسمَ فاعلٍ لا لشَيْءٍ غير مجيئه على ما يَلزم إِعْلالُ عينِه نحو قائِمِ وبائعٍ وصائمٍ والحائِشُ شقٌّ عند مُنْقَطَعِ صدر القدم مما يَلي الأَخْمَصَ ولي في بني فلان حُواشة أَي مَنْ ينصرني من قَرابةٍ أَو ذِي مودَّة عن ابن الأَعرابي وما يَنْحاشُ لشيء أَي ما يكترث له وفلان ما يَنْحاشُ من فلان أَي ما يكترث له ويقال حاشَ للَّه تنزيهاً له ولا يقال حاشَ لَكَ قياساً عليه وإِنما يقال حاشاك وحاشَى لك وفي الحديث من خرج على أُمَّتي فقتل بَرّها
( * قوله « فقتل برها » في النهاية يقتل وقوله « ولا ينحاش » فيها ولا يتحاشى )
وفاجِرَها ولا يَنْحاشُ لمؤمنهم أَي لايفزع لذلك ولا يكترث له ول ينْفِرُ وفي حديث عمرو وإِذا ببَياض يَنْحاشُ مني وأَنْحاشُ منه أَي يَنْفرُ مني وأَنفر منه وهو مطاوع الشوْشِ النّفارِ قال ابن الأَثير وذكره الهروي في الياء وإِنما هو من الواو وزَجَرَ الذئبَ وغيرَه فما انْحاشَ لزَجْرِه قال ذو الرمة يصف بيضة نعامة وبَيْضاء لا تَنْحاشُ منّا وأُمُّها إِذا ما رَأَتْنا زِيلَ منها زَوِيلُها قال ابن سيده وحكمنا على انْحاشَ أشنها من الواو لما علم من أَنَّ العين واواً أَكثرُ منها ياءً وسواء في ذلك الاسم والفعل الأَزهري في حشَا قال الليث المَحَاشُ كأَنه مَفْعَلٌ من الحَوْشِ وهم قوم لَفِيفُ أُشَابَةٌ وأَنشد بيت النابغة جَمِّعْ مَحَاشَكَ يا يزيدُ فَإِنَّني أَعْدَدْتُ يَرْبُوعاَ لَكُمْ وتَمِيما قال أَبو منصور غلط الليث في المَحاشِ من وجهين أَحدهما فتحُه الميمَ وجَعْلُه إِيّاه مَفْعَلاً من الحَوْشِ والوجه الثاني ما قال في تفسيره والصواب المِحَاشُ بكسر الميم وقال أَبو عُبَيْدةً فيما روى عنه أَبو عبيد وابن الأَعرابي إِنما هو جَمِّعْ مِحَاشَك بكسر الميم جعلوه من مَحَشته أَي أَحْرَقته لا من الحَوْشِ وقد فسر في الثلاثي الصحيح أَنهم يتحالفون عند النار وأَما المَحَاشُ بفتح الميم فهو أَثاث البيت وأَصله من الحَوْشِ وهو جمع الشيء وضمه قال ولا يقال لِلَفِيفِ الناس مَحَاشٌ واللَّه أَعلم

( حيش ) الحَيْشُ الفَزَعُ قال المتنخل الهذلي ذلك بَزِّي وسَلِيهِمْ إِذا ما كفَّتِ الحَيْش عن الأَرْجُلِ ابن الأَعرابي حاش يَحِيشُ حَيْشاً إِذا فَزعَ وفي الحديث أَن قوماً أَسلموا فقَدِمُوا المدينة بلحم فتَحَيَّشَتْ أَنفسُ أَصحابه منه تَحَيَّشَتْ نفرت وفَزِعَتْ وقد روي بالجيم وهو مذكور في موضعه وفي حديث عمر قال لأَخيه زيد حين نُدب لقتال أَهل الردَةِ فتثاقل ما هذا الحَيشُ والقِلُّ أَي ما هذا الفزَعُ والرِّعْدةُ والنفورُ والحَيْشانُ الكثير الفزع والحَيْشانةُ المرأَة الذَّعُورُ من الرِّيبَةِ

( خبش ) خَبَش الشيءً جمعه من ههنا وههنا وخُباشاتُ العَيْشِ
( * قوله « وخباشات العيش » ضبط في الأصل بضم الخاء وعبارة القاموس وشرحه وخباشات العيش بالضم كما ضبطه الصاغاني وظاهر سياقه أَنه بالفتح ) ما يُتَناوَلُ من طَعامٍ أَو نحوِه تُخَبَّشُ من ههنا وههنا والخَبْشُ مثل الهَبْشِ سواء وهو جمع الشيء ورجل خَبَّاشٌ مكتَسِبٌ اللحياني إِن المَجْلِسَ ليَجمعُ خُباشاتٍ من الناس وهُباشاتٍ إِذا كانوا من قبائل شتى وقال أَبو منصور هو يَحْبِشُ بالحاء المهملة ويَهْبِشُ وهي الحُباشات والهُباشاتُ وخَنْبَشٌ اسم رجل مشتق من أَحد هذه الأَسماء قال الأَزهري وقد رأَيت غلاماً أَسودَ في البادية كان يسمى خَنْبشاً وهي فَنْعَلٌ من الخبش

( خدش ) خَدَشَ جلده ووجهَه يَخْدِشُه خَدْشاً مزقه والخَدْشُ مزْقُ الجلد قلّ أَو كثر قال أَبو منصور وجاء في الحديث من سأَلَ وهو غني جاءت مسأَلته يوم القيامة خُدُوشاً أَو خُمُوشاً في وجهه والخُدُوش الآثار والكُدوحُ وهو من ذلك قال أَبو منصور الخَدْشُ والخَمْشُ بالأَظافرِ يقال خدَشَت المرأَة وجهها عند المصيبة وخَمَشَتْ إِذا ظفَّرَتْ في أَعالي حُرِّ وجهها فأَدْمته أَو لم تُدْمه وخدْشُ الجلد قشره بعود أَو نحوه والخُدُوشُ جمعه لأَنه سمي به الأَثر وإِن كان مصدراً وخَدَّشَه شُدِّدَ للمبالغة أَو للكثرة وخادَشْتُ الرجل إِذا خدَشْتَ وجهه وخدَشَ هو وجهَك ومنه سمي الرجل خِداشاً والهرُّ يسمى مُخادِشاً والمِخْدَشُ كاهلُ البعير
( * قوله « والمخدش كاهل إلخ » هو كمنبر ومحدّث ومعظم الأخيرة للزمخشري ) قال الأَزهري كان أَهل الجاهلية يسمون كاهلَ البعير مُخَدِّشاً لأَنه يَخْدِشُ الفم إِذا أُكِل بقلَّة لحمه ويقال شدّ فلانٌ الرحل على مِخْدَشِ بعيره وابْنا مُخَدِّشٍ طَرَفا الكتفين كذلك أَيضا والمُخدِّشُ مَقْطَعُ العُنُق من الإِنسان والخفّ والظِّلْفِ والحافِر والخادِشَةُ من مسايل المياه اسم كالعافيةِ والعاقبةِ وخادشَةُ السَّفا أَطرافُه من سُنْبُلِ البُرِّ أَو الشعير أَو البُهْمى وهو شوكه وكله من الخَدْشِ وخِداشٌ ومُخادشٌ اسمان خِداش بن زهير
( * قوله « خداش بن زهير » عبارة القاموس وككتاب ابن سلامة أَو أَبو سلامة صحابي وابن زهير وابن حميد وابن بشر شعراء )
ابن الأَعرابي الخَدُوشُ الذباب والخَدُوش البُرْغُوث والخَمُوشُ البق

( خرش ) الخَرْشُ الخَدْشُ في الجسد كلِّه وقال الليث الخَرْشُ بالأَظفار في الجسد كلِّه خَرَشَه يَخْرِشُه خَرْشاً واخْتَرَشَه وخَرَّشَه وخارَشَه مُخارَشَةً وخِراشاً وجَرْوٌ نَخْوَرِشٌ قد تحرَّك وخَدَشَ قال ابن سيده ليس في الكلام نَفْوَعِلٌ غيره واخْتَرَشَ الجَرْوُ تحرَّكَ وخَدَشَ وتخارَشَتِ الكلاب والسنانير تخادَشَت ومزق بعضها بعضاً وكلبُ خِراشٍ أَي هِراشٍ والخِراشُ سِمةٌ مستطيلة كاللذعة الخفية تكون في جوف البعير والجمع أَخْرِشةٌ وبعير مَخْروشٌ والمِخْرَشُ والمِخْراشُ خشبةٌ يَخُطٌّ بها الإِسكافُ والمِخْرَشةُ والمِخْرَشُ خشبة يُخُطُّ بها الخَرَّازُ أَي ينقش الجلد ويسمى المِخَطَّ والمِخْرَشُ والمِخْراشُ أَيضاً عَصاً مُعْوَجَّةُ الرأْس كالصَّوْلجَانِ ومنه الحديث ضَرَبَ رأَسَه بِمِخْرَشٍ وخَرَشَ الغصنَ وخَرَّشَه ضربه بالمِحْجَن يجتذبه إِليه في حديث أَبي بكر رضي اللَّه عنه أَنه أَفاض وهو يَخْرِش بعيرَهُ بمِحْجَنِه قال الأَصمعي الخَرْشُ أَن يضربه بمِحْجَنه ثم يجتذبُه إِليه يريد بذلك تحريكه للإسراع وهو شبيه بالخدْشِ والنخسِ وأَنشد إِنَّ الجِراءَ تَخْتَرِشُ في بطْنِ أُمِّ الهَمَّرِشْ وخرَشَ البعيرَ بالمِحْجَن ضربه بطرفه في عَرْض رقبته أَو في جلدِه حتى يُحثّ عنه وبَرُه وخَرَشْت البعير إِذا اجتذبته إِليك بالمخْراش وهو المحْجَنُ وربما جاء بالحاء وخَرَشَه الذباب وحَرَشَه إِذا عضَّه والخَرَشَةُ بالتحريك ذبابة والخَرَشَةُ الذباب وبها سمي الرجلُ وما به خَرَشة أَي قَلَبَةٌ وما خَرَشَ شيئاً أَي ما أَخذ والخَرْشُ الكسب وجمعه خُرُوشٌ قال رؤبة قَرْضي وما جَمَّعْتُ من خُروشي وخرَشَ لأَهله يخْرِشُ خَرْشاً واخْتَرََش جمع وكسب واحتال وهو يَخرِش لعياله ويخْتَرِشُ أَي يكتسب لهم ويجمع وكذلك يقْتَرِشُ ويقْرِشُ يطلب الرزق وفي حديث أَبي هريرة لو رأَيتُ العَيْرَ يَخْرِشُ ما بين لابَتَيْها يعني المدينة قيل معناه من اخْتَرَشْت الشيء إِذا أَخذته وحصلته ويروى بالجيم والشين وهو مذكور في موضعه من الجَرْشِ الأَكلِ وخَرَشَ من الشيء أَخذ وفي حديث قيس بن صيفي كان أَبو موسى يَسْمعُنا ونحن نُخارِشُهم فلا ينهانا يعني أَهل السواد والمُخارَشةُ الأَخذ على كره وقوله أَنشده ابن الأَعرابي أَصْدَرَها عن طَثْرةِ الدِّئاثِ صاحِبُ ليلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ الخَرِشُ الذي يهيجها ويحركها الخَرِشُ والخَرْشُ الرجل الذي لا ينام ولم يعرفه شمرٌ قال أَبو منصور أَظنه مع الجوع والخِرْشاءُ قشرة البيضة العليا اليابِسةُ وإِنما يقال لها خِرْشاءُ بعدما تُنْقَف فيُخْرَجُ ما فيها من البلل وفي التهذيب الخِرْشاءُ جلدةُ البيضة الداخلة وجمعه خَراشِيّ وهو الغِرْقِئُ والخِرْشاءُ قشرة البيضة العليا بعد أَن تكسر ويخرجَ ما فيها وخِرْشاءُ الصدر ما يرمى به من لزِج النخامة قال وقد يسمى البلغم خِرْشاءَ ويقال أَلقى فلان خَراشِيَ صدره أَراد النخامةَ وخِرْشاءُ الحية سَلخُها وجلدها أَبو زيد الخِرْشاءُ مثل الحِرْباء جلد الحية وقشرُه وكذلك كل شيء فيه انتفاخ وتَفَتُّقٌ وخِرْشاءُ اللبن رغْوتُه وقيل جُلَيْدةٌ تعلوه قال مزرد إِذا مَسَّ خِرْشاءَ الثُّمالَةِ أَنْفُه ثَنى مِشْفَرَيه للصَّرِيحِ فأَقْنَعا يعني الرغوةَ فيها انتفاخ وتَفَتُّقٌ وخُرُوقٌ وخِرْشاءُ الثُّمالةٍ الجلدة التي تعلو اللبن فإِذا أَراد الشارب شربه ثنى مِشفريه حتى يَخْلُص له اللبنُ وخِرْشاءُ العسل شمعه وما فيه من ميت نحله وكلُّ شيء أَجوف فيه انتفاخٌ وخروقُ وتفتّقٌ خِرْشاءُ وطلعت الشمسُ في خِرْشاءَ أَي في غَبَرَةٍ واستعار أَبو حنيفة الخراشِيَّ للحَشَرات كلّها وخَرَشَةُ وخُراشةُ وخِراشٌ ومُخارِشٌ كلُّها أَسماء وسِماك بنُ خَرَشةَ الأَنصاري وأَبو خِراشٍ الهُذلي بكسر الخاء وأَبو خُراشةَ بالضم في قول الشاعر أَبا خُراشةَ أَمَّا كُنتَ ذا نَفَرٍ فإِنَّ قوميَ لم تأْكلْهمُ الضَّبُع قال ابن بري البيت لعبّاس بن مرْداسٍ السُّلَمي وأَبو خُراشةَ كُنْيةُ خُفَاف بنِ نُدْبَةَ ونجبةُ أُمه فقال يُخاطِبُه إِن كنت ذا نَفرٍ وعددٍ قليلٍ فإِنَّ قومي عددٌ كثير لم تأْكلهم الضبُع وهي السَّنةُ المُجْدِبةُ ورَوَى هذا البيتَ سيبويه أَمَّا أَنتَ ذا نفر فَجَعَل أَنت اسمَ كان المحذوفة وأَمَّا عوضٌ منها وذا نفر خبرُها وأَن مصدرية
( * أَمّا هي أَن وما فأن مصدرية وما زائدة ) وكذلك تقول في قولهم أَمّا أَنت منطلقاً انطلقتُ معك بفتح أَن فتقديره عنده لأَن كنتَ منطلقاً انطلقتُ معك فأُسْقِطَت لام الجرّ كما أُسقطت في قوله عز وجل وأَنّ هذه ُامَّتُكم أُمَّةً واحدة وأَنا ربكم فاتَّقُون والعاملُ في هذه اللام ما بعدها وهو قول فاتقون قال وكذلك الكلام في قولك لأَن كنت منطلقاً العامل في هذه اللام ما بعدها وهو انطلقْتُ معَك وبعد البيت وكلُّ قَوْمِك يُخْشى منه بائِقَةٌ فارْعُدْ قَليلاً وأَبْصِرْها بمَنْ تَقَعُ إِن تكُ جُلْمودَ بِصْرٍ لا أُؤَبِّسُه أُوقِدْ عليه فأَحْمِيه فَيَنْصَدِع قال أَبو تراب سمعت رافعاً يقول لي عنده خُراشةٌ وخُماشَةٌ أَي حُقٌّ صغِيرٌ وخُرُوشُ البيتِ سُعُوفُه من جُوالِقٍ خَلَقٍ أَو ثوبٍ خلَقٍ الواحد سَعْفٌ وخَرْشٌ

( خربش ) وقَعَ القومُ في خَرْبَشٍ وخِرْباشٍ أَي اخْتِلاطٍ وصخَبٍ والخَرْبَشةُ إِفساد العمل والكتاب ونحوه ومنه يقال كتب كتاباً مُخَرْبَشاً وكتابٌ مُخَرْبَشُ مُفسَدٌ عن الليث وفي حديث بعضهم عن زيد بن أَخْزم الطائي قال سمعت ابن دُوادٍ يقول كان كتابُ سُفْيانَ مُخَرْبَشاً أَي فاسداً والخَرْبَشةُ والخَرْمَشةُ الإِفساد والتشويش والخُرْنْباشُ من رياحين البَرِّ وهو شبيه المَرْوِ الدِّقاقِ الورَقِ عن أَبي حنيفة ووردُه أَبيض وهو طيّب الريح يوضع في أَضعاف الثياب لِطِيبِ ريحه وخَرْبَشٌ اسم

( خرفش ) خِرْفاشٌ موضع

( خرمش ) الخَرْمَشةُ إِفسَادُ الكتاب والعمل وقد خَرْمَشهُ والخَرْبَشةُ والخَرْمَشة الإِفساد والتشويش

( خشش ) خَشَّه يَخُشُّه خَشًّا طعنه وخَشَّ في الشيء يخُشُّ خَشًّا وانْخَشَّ وخَشْخَشَ دخل وخَشَّ الرجل مضى ونفذ ورجل مِخَشٌّ ماض جريء على هَوَى الليل ومِخْشفٌ واشتقه ابنُ دريد من قولك خَشَّ في الشيء دخل فيه وخَشَّ اسم رجل مشتق منه الأَصمعي خَشَشْتُ في الشيء دخلت فيه قال زهير فخَشَّ بها خِلالَ الفَدْفَدِ أَي دخل بها وانْخَشَّ الرجل في القوم انْخِشاشاً إِذا دخل فيهم وفي حديث عبد اللَّه بن أُنيس فخرد رجل يمشي حتى خشَّ فيهم أَي دخل ومنه يقال لما يُدخَلُ في أَنف البعير خِشَاشٌ لأَنه يُخَشُّ فيه أَي يدخل وقال ابن مقبل وخَشْخَشْت بالعِيسِ في قَفْرةٍ مَقِيلِ ظِباء الصَّرِيمِ الحُرُنْ أَي دخلت والخِشَاشُ بالكسر
( * قوله « والخشاش بالكسر إلخ » هو مثلث كما في القاموس ) الرجل الخفيف وفي حديث عائشة ووصَفَتْ أَباها رضي اللَّه عنهما فقالت خِشَاشُ المَرْآة والمَخْبَر تريد أَنه لطيف الجسم والمعنى يقال رجل خَسَاشٌ وخَشَاشٌ إِذا كان حادَّ الرأْس لطيفاً ماضياً لطيف المدخل ورجل خَشَاشٌ بالفتح وهو الماضي من الرجال ابن سيده ورجل خِشاشٌ وخَشاشٌ لطيف الرأْس ضَرْبُ الجسم خفيف وقَّادٌ قال طرفة أَنا الرجلُ الضَّرْبُ الذي تَعْرِفُونه خَِشَاشٌ كرأْسِ الحيَّةِ المُتَوَقِّدِ وقد يضم ابن الأَعرابي الخِشَاشُ والخَشَاشُ الخفيف الروح الذكيُّ والخِشَاشُ الثعبان
( * قوله « والخشاش الثعبان » هو مثلث كبقية الحشرات )
العظيم المنكَر وقيل هي حية مثل الأَرقم أَصْغَرُ منه وقيل هي من الحيات الخفيفة الصغيرة الرأْس وقيل الحية ولم يقيد وهي بالكسر الفَقْعَسيّ الخِشَاشُ حية الجبل لا تُطْني قال والأَفعى حية السهل وأَنشد قد سالَمَ الأَفعى مع الخِشاشِ وقال ابن شميل الخِشَاشُ حية صغيرة سمراء أَصغر من الأَرقم وقال أَبو خيرة الخِشَاشُ حية بيضاء قلما تؤذي وهي بين الحُفَّاثِ والأَرقم والجمع الخِشَّاءُ ويقال للحية خَشْخاشٌ أَيضاً ومنه قوله أَسْمر مثل الحيةِ الخَشْخَاشِ والخِشْاشُ الشِّرارُ من كل شيء وخص بعضهم به شِرارَ الطير وما لا يصيد منها وقيل هي من الطير ومن جميع دواب الأَرض ما لا دِماغَ له كالنعامة والحبارى والكَرْوانِ ومُلاعِبِ ظِلِّه قال الأَصمعي الخَشَاشُ شِرارُ الطير هذا وحده بالفتح قال وقال ابن الأَعرابي الرجل الخفيف خَشَاشٌ أَيضاً رواه شمر عنه قال وإِنما سمي به خَشاشُ الرأْسِ من العظام وهو ما رقَّ منه وكلُّ شيء رقَّ ولطُفَ فهو خَشاشٌ وقال الليث رجل خَشَاشُ الرأْسِ فإِذا لم تذكر الرأْس فقل رجل خِشَاشٌ بالكسر والخِشَاشُ بالكسر الحشراتُ وقد يفتح وفي الحديث أَن امرأَة ربطت هرّة فلم تُطْعِمْها ولم تَدَعْها تأْكلُ من خَشَاش الأَرض قال أَبو عبيد يعني من هوامِّ الأَرض وحشراتها ودوابِّها وما أَشبهها وفي رواية من خَشِيشِها وهو بمعناه ويروى بالحاء المهملة وهو يابس النبات وهو وهَم وقيل إِنما هو خُشَيْشٌ بضم الخاء المعجمة تصغير خَشَاشٍ على الحذف أَو خُشَيِّشٌ من غير حذف والخِشاشُ من دواب الأَرض والطير ما لا دماغ له قال والحية لا دماغ لها والنعامة لا دماغ لها والكَرْوانُ لا دماغ له قال كَروانٌ خِشَاشٌ وحبارى خَشاشٌ سواء َبو مسلم الخَشاشُ والخِشاشُ من الدواب الصغيرُ الرأْس اللطيف قال والحِدَأُ ومُلاعِبُ ظِلِّه خِشاشٌ وفي حديث العُصفورِ لم يَنْتَفعْ بي ولم يَدَعْني أَخْتشُّ من الأَرض أَي آكُلُ من خَشاشِها وفي حديث ابن الزبير ومعاوية هو أَقلُّ في أَعْيُنِنا
( * قوله « في أَعيننا » في النهاية في أَنفسنا ) من خَشاشةٍ ابن سيده قال ابن الأَعرابي هو الخِشاشُ بالكسر فخالف جماعةَ اللُّغوِيِّين وقيل إِنما سمي به لانْخِشاشِه في الأَرض واسْتِتارِه بها قال وليس بقَوِيّ والخِشاشُ والخِشاشةٌ العودُ الذي يجعل في أَنف البعير قال يَتُوقُ إِلى النَّجاءِ بفضْلِ غَرْبٍ وتَقْدَعُه الخِشاشةُ والفِقارُ وجمعه أَخِشَّةٌ والخَشُّ جعْلُك الخِشاشَ في أَنف البعير وقال اللحياني الخِشاشُ ما وضع في عظْم الأَنف وأَما ما وضع في اللحم فهي البُرَةُ خَشَّه يَخُشُّه خشًّا وأَخَشّه عن اللحياني الأَصمعي الخِشاشُ ما كان في العَظم إِذا كان عُوداً والعِرانُ ما كان في اللحم فوق الأَنف وخَشَشْت البعيرَ فهو مَخْشوش وفي حديث جابر فانقادت معه الشجرةُ كالبعير المَخْشُوش هو الذي يُجعل في أَنفه الخِشاشُ والخِشاش مشتق من خَشَّ في الشيء إِذا دَخل فيه لأَنه يُدْخَل في أَنف البعير ومنه الحديث خُشُّوا بين كلامكم لا إِله إِلا اللَّه أَي أَدْخِلوا وخَشَشْت البعير أَخُشُّه خَشّاً إِذا جعلت في أَنفه الخِشاشَ الجوهري الخِشاشُ بالكسر الذي يُدخل في عظم أَنف البعير وهو من خَشب والبُرةُ من صُفْرٍ والخِزامةُ من شَعر وفي حديث الحُديبية أَنه أَهْدى في عُمرتِها جملاً كان لأَبي جهل في أَنفه خِشاشٌ من ذهب قال الخِشاشُ عُوَيدٌ يجعل في أَنف البعير يُشدّ به الزِّمامُ ليكون أَسرعَ لانقياده والخُشّاءُ والخُشُشاءُ العظْمُ الدَّقيق العاري من الشعر الناتئُ خلف الأُذن قال العجاج في خُشَشاوَيْ حُرَّةِ التَحْريرِ وهما خُشَشاوانِ ونظيرُها من الكلام القُوْباءُ وأَصلُه القُوَباءُ بالتحريك فسكَنت استثقالاً للحركة على الواو ولأَنّ فُعْلاءَ بالتسكين ليس من أَبْنِيَتِهم قال وهو وزنٌ قليلٌ في العربية وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَن قَبيصةَ بن جابر قال لعُمر إِني رَمَيْتُ ظَبْياً وأَنا مُحْرِمٌ فأَصَبْتُ خُشَشاءَه فأَسِن فمات قال أَبو عبيد الخُشَشاءُ هو العظْمُ الناشِزُ خلف الأُذن وهمْزتُه منقلبة عن أَلف التأَنيث الليث الخُشَشاوان عظْمان ناتئان خلف الأُذنين وأَصل الخُشَشاء
( * قوله « وأَصل الخششاء إلخ » كذا بالأصل ولعل فيه سقطاً وحق العبارة وأصل الخشاء الخششاء ) على فُعَلاءَ والخَشَّاءُ بالفتح الأَرض التي فيها رمل وقيل طين والخَشَّاءُ أَيضاً أَرض فيها طين وحصًى وقال ثعلب هي الأَرض الخَشِنةُ الصلبة وجمع ذلك كلّه خَشَّاواتٌ وخَشاشِيّ ويقال أَنْبَطَ في خَشَّاءَ وقيل الخَشُّ أَرض غليظة فيها طين وحَصْباءُ والخَشُّ القليلُ من المطر قال الشاعر يسائلني بالمُنْحَنى عن بِلادِه فقلت أَصابَ الناس خَشٌّ من القَطْرِ والخَشْخَشَةُ صَوتُ السلاح واليَنْبُوتِ وفي لغة ضعيفة شَخْشَخَةٌ وكلُّ شيء يابسٍ يحُكُّ بعضه بعضاً خَشْخاشٌ وفي الحديث أَنه قال لبلال ما دخلتُ الجنة إِلا وسمِعتُ خَشْخَشَةً فقلتُ من هذا ؟ فقالوا بلالٌ الخَشْخَشَةُ حركة لها صوت كصوت السلاح ويقال للرجَّالة الخَشُّ والحَشُّ والصف والبت
( * قوله « والحش والبت » كذا بالأصل وفي الشارح بدل الثاني بث بالمثلثة ) قال وواحد الخَشّ خاشٌّ ابن الأَعرابي الخِشاشُ الغضب يقال قد حرّك خِشاشَه إِذا أَغضبه والخُشاشُ الشجاع بضم الخاء قال والخُشَيشُ الغزال الصغير والخُشَيشُ تصغير خُشٍّ وهو التلُّ والخِشاشُ الجوالقُ وأَنشد بينَ خِشاشٍ بازِلٍ جِوَرِّ ورواه أَبو مالك بين خِشاشَيْ بازلٍ قال وخشاشاً كل شيء جَنْباه وقال شمر في قول جرير من كلّ شَوْشاءَِ لمَّا خُشَّ ناظرُها أَدْنَتْ مُذَمِّرَها من واسط الكُورِ قال والخِشاشُ يقع على عِرْق الناظر وعِرْقا الناظطرَينِ يكْتَنِفان الأَنف فإِذا خُشَّتْ لانَ رأَسها فإِذا جُذِبت أَلْقت مُذَمِّرُها على الرحل من شدة الخِشاشِ عليها والمُذَمَّرُ العِلْباوان في العُنق يُشْرِفان على الأَخدَعَين وقوله في الحديث عليه خُشاشانِ أَي بُرْدنان قال ابن الأَثير إِن كانت الروايةُ بالتخفيف فيريد خفَّتهما ولُطْفَهُما وإِن كانت بالتشديد فيريد به حركَتهما كأَنهما كانتا مصقُولتين كالثياب الجدُد المصقولة والخَشْخاشُ الجماعةُ الكثيرة من الناس وفي المحْكم الجماعة قال الكميت في حَوْمةِ الفَيْلَقِ الجَأْواءِ إِذْ ركِبَتْ قَيْسٌ وهَيْضَلُها الخَشْخاشُ إِذ نَزَلُوا وفي الصحاح الخَشْخاشُ الجماعةُ عليهم سلاح ودروع وقد خَشْخَشْتُه فَتَخَشْخَش قال علقمة تَخَشْخَشَ أَبْدانُ الحَديدِ عليهمُ كما خَشْخَشَتْ يبسَ الحصادِ جَنُوبُ ابن الأَعرابي يقال لصوت الثوب الجديد إِذا حرّك الخَشْخَشَةُ والنَّشْنَشَةُ والخَشُّ الشيء الأَسود والخَشُّ الشيء الأَخْشن والخَشْخاشُ نبتٌ ثمرتُه حمراءُ وهو ضربان أَسود وأَبيض واحدته خَشْخاشةٌ والخَشَّاءُ موضع النَّحْل والدَّبْر قال ذو الأُصْبَع العَدْوانيُّ يصف نَبْلاً قَوّمَ أَفْواقَها وتَرَّصَها أَنْبَلُ عَدْوان كلِّها صَنَعا إِمَّا تَرى نَبْلَه فَخَشْرمُ خَشْ ْشاءَ إِذا مُسَّ دَبْرُه لكَعا تَرَّصَها أَحكمها وأَنبلُ عدوان أَحذقُهم بعمل النبلِ قال ابن بري والذي في شعره مكان إِما ترى فنَبْلُه صِيغَةٌ كخَشْرَمِ خش شاءَ إِذا مُشَّ دَبْرُه لكَعا لأَن إِما ليس له جواب في هذا البيت ولا فيما بعده قال وإِنما ذكر الشاعر إِما في بيت يلي هذا وهو إِمَّا تَرى قَوسَه فنابِيَةُ ال أَرْزِ هَتُوفٌ بِحالها ضَلَعا وقوله فنابية الفاء جواب إِما ونابية خبر مبتدأ أَي هي ما نبا من الأَرْزِ وارتفع وهتوفُ ذات صوت وقوله لكَعا بمعنى لسع وخُشْ الطيبُ بالفارسية عرَّبَتْه العرب وقالوا في المرأَة خَشَّة كأَنَّ هذا اسم لها قال ابن سيده أَنشدني بعض من لقيته لمطيع بن إِياس يهجو حماداً الراوية نَحِّ السَوْءةَ السَّوْآ ءَ يا حَمَّادُ عن خُشّه
( * قوله « عن خشه » هكذا ضبط في الأصل بضم الخاء في البيت وبالفتح فيما قبله )
عن التُّفَّاحةِ الصَّفْرا ءِ والأُتْرُجّةِ الهَشّة وخُشَاخِشٌ
( * قوله « وخشاخش » قال متن القاموس بالضم ونقل شارحه عن الصاغاني الفتح ) رمل بالدَّهْناءِ قال جرير أَوْقَدْتَ نارَك واسْتَضَأْتَ بحزنَةٍ ومن الشُّهودِ خُشَاخِشٌ والأَجْرَعُ

( خفش ) الخفَشُ ضعف في البصر وضيق في العين وقيل صغرٌ في العين خلقةً وقيل هو فساد في جفن العين واحمرار تضيق له العيون من غير وجع ولا قُرْحٍ خَفِش خَفَشاً فهو خَفِشٌ وأَخْفَشُ وفي حديث عائشة كأَنهم مِعْزَى مَطِيرة في خَفْشِ قال الخطابي إِنما هو الخَفَشُ مصدر خَفِشَت عينه خَفَشاً إِذا قَلَّ بصرها وهو فساد في العين يضعف منه نورُها وتَغْمَصُ دائماً من غير وجع يعني أَنهم في عمًى وحَيرة أَو في ظلمة ليل فضُرِبت المِعْزة مثلاً لأَنها من أَضعف الغنم في المطرِ والبرد وفي حديث ولد المُلاعَنة إِن جاءت به أُمه أَخْفَشَ العينين قال بعضهم هو الذي يُغَمّضُ إِذا نظر وقول رؤبة وكنتُ لا أُوبَنُ بالتَّخْفِيش يريد بالضَّعْف في أَمري يقال خفِشَ في أَمره إِذا ضعف وبه سمي الخُفاشُ لضعْف بصره بالنهار وقال أَبو زيد رجل خفِشٌ إِذا كان في عينيه غَمَصٌ أَي قَذًى قال وأَما الرَّمَصُ فهو مثلُ العَمَش وفي كتاب عبد الملك إِلى الحجاج قاتلك اللَّه أُخَيْفِشَ العينِ هو تصغير الأَخْفَش الجوهري قد يكون الخفَشُ علة وهو الذي يُبْصر الشيء بالليل ولا يبصره بالنهار ويبصره في يوم غيم ولا يبصره في يوم صاح والخُفَّاشُ طائرٌ يطير بالليل مشتق من ذلك لأَنه يَشُقُّ عليه ضوء النهار والخُفَّاشُ واحدُ الخَفافِيش التي تطير بالليل وقال النضر إِذا صغُرَ مُقدَّمُ سنام البعير وانضمَّ فلم يَطُلْ فذلك الخَفَش بعيرٌ أَخْفَشُ وناقة خَفْشاءُ وقد خَفِشَ خفَشاً

( خمش ) الخَمْشُ الخدْشُ في الوجه وقد يستعمل في سائر الجسد خَمَشَه يَخْمِشُه ويخمُشُه خَمْشاً وخُمُوشاً وخَمَّشه والخُمُوشُ الخُدُوشُ قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أَبي لهب يخاطب امرأَته هاشمٌ جَدُّنا فإِن كُنتِ غَضْبَى فامْلَئِي وجْهَكِ الجَمِيلَ خُدُوشاً وحكى اللحياني لا تَفْعل ذلك أُمُّك خَمْشَى ولم يفسره قال ابن سيده وعندي أَن معناه ثَكِلَتْكَ أُمُّك فَخَمَّشَت عليك وجْهَها قال وكذلك الجمع يقال لا تفعلوا ذلك أُمهاتُكم خَمْشَى والخُماشةُ من الجراحات ما ليس له أَرْش معلوم كالخدْش ونحوه والخُماشةُ الجنايةُ وهو من ذلك قال ذو الرمة رَباعٍ لها مُذْ أَوْرَقَ العُود عنده خُمَاشاتُ ذَحْل ما يُرادُ امتثالُها امتثالُها اقتصاصُها والامتثال الاقتصاص ويقال أَمْثِلْني منه قال يصف عيراً وأُتْنَه ورَمْحَهنّ إِياه إِذا أَراد سِفادَهنّ وأَراد بقوله رَباع عيراً قد طَلَعَت رَباعِيَتاه ابن شميل ما دون الدية فهو خُمَاشاتٌ مثل قطع يد أَو رجل أَو أُذن أَو عين أَو ضربة بالعصا أَو لطمة كلُّ هذا خُماشةٌ وقد أَخذت خُماشَتي من فلان وقد خَمَشَني فلان أَي ضربني أَو لطمني أَو قطع عُضْواً مني وأَخذ خُمَاشَته إِذا اقتص وفي حديث قيس بن عاصم أَنه جمع بنيه عند موته وقال كان بيني وبين فلان خُماشاتٌ في الجاهلية واحدتها خُماشة أَي جراحات وجنايات وهي كل ما كان دون القتل والدية من قطع أَو جرح أَو ضرب أَو نهب ونحو ذلك من أَنواع الأَذى وقال أَبو عبيد أَراد بها جنايات وجراحات الليث الخامِشةُ وجمعُها الخَوامِشُ وهي صغار المسايل والدوافع قال أَبو منصور سميت خامِشَةٌ لأَنها تَخْمِشُ الأَرض أَي تَخُدّ فيها بما تحْمِل من ماء السيل والخَوافِشُ مَدَافِعُ السيل الواحدة خافِشةٌ والخامِشةُ من صغار مَسايلِ الماء مثل الدوافع والخَمُوشُ البعوضُ بفتح الخاء في لغة هُذيل قال الشاعر كأَن وغَى الخَمُوش بِجانِبَيه وغَى رَكْبٍ أُمَيمَ ذوي زِياط واحدته خَمُوشة وقيل لا واحد له وهذا الشعر في التهذيب كأَن وغى الخموش بجانبيه مآتِمُ يَلْتَدِمْن على قَتيل واحدتها بقَّة وقيل واحدتها خَمُوشة قال ابن بري ذكر الجوهري هذا البيت في فصل وغى أَيضاً وذكر أَنه للهذلي والذي في شعر هذيل خلاف هذا وهو كأَن وغى الخموش بجانبيه وغى ركب أُميم أُولي هِياط قال ابن بري والبيت للمتنخل وقبله وماء قد ورَدْت أُمَيمَ طامٍ على أَرْجائه زَجَلُ الغَطاط قال الهِياطُ والمِياطُ الخصومةُ والصياحُ والطامي المرتفع وأَرجاؤه نواحيه والغَطاطُ ضربٌ من القطا وفي حديث ابن عباس حين سُئل هل يُقْرَأُ في الظهر والعصر ؟ فقال خَمْشاً دعا بأَن يُخْمَشَ وجهه أَو جلدُه كما يقال جدْعاً وقطْعاً وهو منصوب بفعل لا يظهر وفي الحديث من سأَل وهو غنيٌّ جاءت مسأَلتُه يوم القيامة خُمُوشاً أَو كُدُوحاً في وجهه أَي خُدُوشاً قال أَبو عبيد الخُموش مثل الخُدوش يقال خَمَشَت المرأَةُ وجْهَها تَخْمُشه وتَخْمِشه خمْشاً وخُمُوشاً والخُمُوشُ مصدرٌ ويجوز أَن يكونا جميعاً المصدر حيث سمي به قال لبيد يذكر نساء قُمْن يَنُحْنَ على عمه أَبي براء يَخْمِشْن حُرَّ أَوْجُهٍ صِحاح في السُّلُب السُّودِ وفي الأَمْساح حكى ابن قُهزاذ عن علي بن الحسين بن واقد قال سأَلت مطراً عن قوله عز وجل وجزاء سيّئةٍ سيّئةٌ مثْلُها فقال سأَلت عنها الحسن بن أَبي الحسن فقال هذا من الخُماش قال أَبو الهيثم أَراد هذا من الجراحات التي لا قصاص فيها والخَمَشُ كالخَدْش الذي لا قصاص فيه والحواميم كلها مكية ليس فيها حكم لأَنها كانت دارَ حرب قال ابن مسعود آلُ حم من تلادي الأُوَل أَي من أَول ما تعلّمتُ بمكة ولم تجْر الأَحكام بين المسلمين بمكة في القصاص والخَمَشُ ولدُ الوَبْر الذكرُ والجمع خُمْشان وتَخَمَّشَ القومُ كثُرت حركتهم وأَبو الخاموش رجلُ معروف بَقَّال قال رؤبة أَقْحَمَني جارُ أَبي الخاموش والخُماشاتُ بقايا الدَحْلِ

( خنش ) الخُنْشُوشُ بقيّةٌ من المال وامرأَة مُخنَّشةٌ فيها بقيّة من شَبابٍ وبقي لهم خُنْشُوشٌ من مال أَي قطعةٌ من الإِبِلِ وقيل أَي بقية وقال الليث في قوله امرأَة مُخَنَّشة قال تخَنُشُها بعْض رقَّة بقية شبابِها ونساء مُخَنَّشات وما لَه خُنْشوشٌ أَي ما لَه شيءٌ وقول رؤبة جاؤوا بأُخْراهُمْ على خُنْشُوش كقولهم جاؤوا عن آخرهم وخُنْشوشٌ اسم موضع وخُنْشوشٌ اسم رجل من بني دارِم يقال له خُنْشوش مُدٍّ
( * قوله « مدّ » هو في الأصل بهذا الضبط )
يقول له خالد بن علقمة الدارمي جزَى اللَّهُ خُنْشوشَ بن مُدّ مَلامَةً إِذا زَيَّنَ للنفس مُوقُها أَراد مؤُوقُها

( خنبش ) امرأَة خَنْبشٌ كثيرة الحركة وخَنْبَشٌ اسم رجل

( خوش ) الخَوَشُ صفَرُ البطن وكذلك التخويش والمُتَخَوِّشُ والمُتَخاوِشُ الضامرُ البطن المُتَخَدِّد اللحم المهزول وتَخَوَّشَ بَدَنُ الرجل هُزِل بعد سِمَنٍ وخوَّشَه حَقَّه نقَصه قال رؤبة يصف أَزْمةً حَصَّاءُ تُقْنِي المالَ بالتَخْوِيش ابن شميل خاشَ لرجلُ جاريتَه بأَيْرِه قال والخوْش كالطعن وكذلك جافَها يجُوفها ونشَغَها ورفغها وخاوَشَ الشيءَ رَفَعه قال الراعي يصف ثوراً يحْفر كِناساً ويُجافي صدْرَه عن عروق الأَرطى يُخاوِشُ البَرْكَ عن عِرْق أَضَرَّ به تَجافِياً كتَجافي القَرْم ذِي السَّرَرِ أَي يرفع صدرَه عن عروق الأَرْطى وخاوَشَ الرجلُ جنْبه عن الفراش إِذا جافاه عنه وخاشَ الرجل دخل في غُمارِ الناس وخاشَ الشيءَ حَشَاه في الوعاء وخاشَ أَيضاً رجَع وقوله أَنشده ثعلب بَيْنَ الوخاءَيْن وخاشَ القَهْقَرَى فسره بالوجهين جميعاً قال ابن سيده ولا دليل فيه على أَن أَلفه منقلبة عن واو أَو ياء وخاشَ ماشً مبنيان على الفتح قُماشُ الناس وقيل قُماش البيت وسقَطُ متاعه وحكى ثعلب عن سلمة عن الفراء خاشِ ماشِ بالكسر أَيضاً وأَنشد أَبو زيد صَبَحْن أَنْمار بني منْقاشِ خُوصَ العُيونِ يُبَّسَ المُشاشِ يَحْمِلْن صبْياناً وخاشِ ماشِ قال سَمِع فارسيته فأَعْرَبها والخَوْشُ الخاصرة الفراء والخَوْشان الخاصرتان من الإِنسان وغيرِه قال أَبو الهيثم أَحْسَبها الحَوْشانِ بالحاء قال أَبو منصور والصواب ما روي عن الفراء وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي وعن عمرو عن أَبيه أَنهما قالا الخَوْش الخاصرة قال أَبو منصور وهذا عندي مأْخوذ من التَخْوِيش وهو التنقيص قال رؤبة يا عَجَباً والدهرُ ذو تَخْوِيش والخَوْشانُ نبت البَقْلة التي تسمى القَطَفَ إِلا أَنه أَلْطَفُ ورَقاً وفيه حُموضة والناس يأْكلونه قال وأَنشدت لرجل من الفزاريّين ولا تأْكلُ الخَوْشانَ خَوْدٌ كريمةٌ ولا الضَّجْعَ إِلا مَنْ أَضَرَّ به الهَزْلُ

( خيش ) الخَيْش ثِيابٌ رِقاقُ النسج غِلاظُ الخُيُوطِ تُتَّخَذُ من مُشَاقةِ الكَتَّان ومن أَرْدَئْه وربما اتخذت من العَصْبِ والجمع أَخياش قال وأَبصرْتُ لَيلى بين بُرْدَي مَراجِلٍ وأَخْياشِ عَصْبٍ من مُهَلْهَلةِ اليمَن وفيه خُيُوشةٌ أَي رقّة وخاشَ ما في الوِعاء أَخْرَجَه

( دبش ) دبَشَ الجرادُ في الأَرض يدبِشها دبْشاً أَكل كلأَها وسَيْلٌ دُبَاشٌ عظيمٌ يَجْرُف كلَّ شيء الليث الدبْشُ القَشْر والأَكلُ يقال دُبِشَت الأَرضُ دبْشاً إِذا أُكِلَ ما عليها من النبات قال رؤبة جاؤوا بأُخْراهُمْ على خُنْشُوشِ من مُهْوَئِنٍّ بالدَّبى مَدْبُوشِ المَدْبوشُ الذي أَكل الجرادُ نَبْتُه وأَرضٌ مدبوشةٌ إِذا أَكل الجراد نبتها والخُنْشوشُ البقيَّةُ من الإِبِلِ والمُهْوَئِنُّ ما اتَّسع من الأَرض

( دخش ) دَخِشَ دخَشاً امتلأَ لحماً قال ابن دريد وأَحسب أَن دَخْشَساً اسمُ رجل مشتق منه والميم زائدة

( دخبش ) رجل دَخْبَشٌ ودُخابِشٌ عظيم البطن

( درش ) الدَّارِشُ جلدٌ أَسود

( درعش ) بعير دِرْعَوْشٌ شديد

( درغش ) ادْرَغَشّ الرجلُ برِئ من مرضه كاطْرَغَشَّ

( دشش ) الدّشّ اتخاذُ الدَّشِيشةِ وهي لغة في الجَشِيشة قال الأَزهري ليست بلغة ولكنها لُكْنة وروي عن أَبي الوليد بن طَخْفةَ الغِفاري قال كان أَبي من أَصحاب الصُّفَّة وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يأْمرُ الرجلَ يأْخذ بيد الرجُلين حتى بقِيتُ خامسَ خمسةٍ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم انطلقوا فانطلقنا معه إِلى بيت عائشة فقال يا عائشةُ أَطعِمِينا فجاءت بِدَشِيشةٍ فأَكلْنا ثم جاءت بحَيْسةٍ مثل القَطا فأَكلنا ثم جاءت بعُسٍّ عظيم فشرِبْنا ثم انطلقنا إِلى المسجد قال الأَزهري فدل هذا الحديثُ أَن الدشيشة لغةٌ في الجشيشة

( دغش ) تَداغشَ القومُ اختلطوا في حرْب أَو صخَبٍ ودَغَش عليهم هَجَم يمانية ابن السكيت يقال داغَشَ الرجلُ إِذا حام حولَ الماء من العطش وأَنشد بِأَلذّ منك مُقَبَّلاَ لِمُحَلإَِّ عَطشانَ داغَشَ ثم عادَ يَلُوب وقال غيره فلان يُداغِشُ ظُلمةَ الليل أَي يَخْبِطُها بلا فُتور قال الراجز كيف تراهُنّ يُداغِشْنَ السُّرَى وقد مَضَى من لَيلِهنّ ما مَضَى ؟ والدغْشُ اسم رجل يقال ابن دريد وأَحسب أَن العرب سمته دَغْوَشاً

( دغمش ) التهذيب في نوادر الأَعراب دغْمَشْت في الشيء ودَهْمَقت ودَمْشَقْت أَي أَسرعت

( دقش ) الدَّقْشُ النَّقْش والدَّقْشةُ دويبّة رَقْشاءُ وقيل رقْطاء أَصغر من العَظاءة وأَبو الدُّقَيش كنية قال الأَزهري أَبو الدُّقَيش كنْية واسمه الدقَشُ قال يونس سأَلت أَبا الدُّقَيش ما الدَّقَشُ ؟ فقال لا أَدري قلت ما الدُّقَيش ؟ فقال ولا هذا قلت فاكتنيت بما لا تعرف ما هو ؟ قال إِنما الكُنى والأَسماء علامات قال أَبو زيد دخلت على أَبي الدُّقَيش الأَعرابي وهو مريض فقلت له كيف تجدُك يا أَبا الدُّقَيش ؟ قال أَجدُ ما لا أَشتهي وأَشتهي ما لا أَجد وأَنا في زمان سوء زمانٌ من وَجَدَ لم يَجُد ومن جاد لم يجِدْ ودنْقَشَ الرجلُ إِذا نظر وكسَر عينيه ودنْقَشْت بين القوم أَفسدت قال وربما جاء بالسين المهملة حكاه أَبو عبيد قال ابن بري ذكر أَبو القاسم الزجاجي أَن ابن دريد سئل عن الدقَش فقال قد سمت العرب دقَشاً وصغروه فقالوا دُقَيش وصيرت مِن فَعَلَ فَنْعَل فقالوا دنْقَش قال والدُّقَيش طائر أَغبر أُرَيقِط معروف عندهم قال غلام من العرب أَنشده يونس يا أُمّتاه أَخْصِبي العَشِيَّه قد صِدْتُ دَقْشاً ثم سَنْدَرِيّه

( دمش ) التهذيب الليث الدَّمَشُ الهَيجانُ والثوَرانُ من حرارة أَو شُرْب دَواء ثارَ إِلى رأْسه يقال دَمِشَ دمَشاً قال أَبو منصور وهذا عندي دخيل أُعْرِب

( دنفش ) أَبو عبيد في باب العين دَنْقَش الرجلُ دَنْقَشةً وطَرْفَش طَرْفَشةً إِذا نظر فكسَر عينيه وقال شمر إِنما هو دنْقَش بالفاء والشين أَبو عمرو طَرْفَش الرجلُ طرْفَشةً ودَنْقَشَ دَنْقَشةً إِذا نظر فكسر عينيه قال أَبو منصور وكان شمر وأَبو الهيثم يقولان في هذا دنْقَس بالقاف والسين

( دنقش ) الفراء الدَّنْقَشةُ الفسادُ رواه بالشين ورواه غيره بالسين دَنْقَسَهُ قال الأَزهري الصواب بالقاف والشين قال أَبو عمرو الشيباني الدَّنْقَشَةُ خفْضُ البصر مثل الطرفشة وأَنشد لأَبّاقٍ الدُّبَيرِيّ يُدَنْقِشُ العينَ إِذا ما نَظَرا يَحْسَبُه وهو صحيحٌ أَعْوَرا يقال دَنْقَشَ وطَرْفَشَ إِذا نظر وكسر عينيه

( دهش ) الدَّهَشُ ذهابُ العقل من الذَّهَلِ والوَلَهِ وقيل من الفزع ونحوه دَهِشَ دهَشاً فهو دَهِشٌ ودُهِشَ فهو مَدْهوش وكَرِهَها بعضهم وأَدْهَشَه اللَّه وأَدْهَشَه الأَمرُ ودهِشَ الرجلُ بالكسر دَهَشاً تحيّر ويقال دُهِشَ وشُدِهَ فهو دَهِشٌ ومَشْدُوه
( * قوله « فهو دهش ومشدوه » كذا بالأصل والمناسب لما قبله ومابعده أَن يقول فهو مدهوش ومشدوه )
شَدْهاً قال واللغةُ العالية دَهِشَ على فَعِلَ وهو الدَّهَش بفتح الهاء والدَّهَشُ مثلُ الخَرَقِ والبَعَل ونحوه

( دهرش ) دَهْرَشٌ اسمٌ وقيل قبيلةٌ من الجِنّ

( دهفش ) الأَزهري عن محمد بن عبد العزيز قال لما قال عمر بن أَبي ربيعة لم تَدَعْ للنِّساء عندي نَصِيباً غير ما قُلْتُ مازِحاً بلِساني قال ابن أَبي عتيق رضيت لك المودة وللنساء الدَّهْفَشةَ وهي الخدِيعةُ والدَّهْفَشةُ التَجْمِيشُ ودَهْفَشَ المرأَة إِذا جَمَشَها

( دهقش ) دَهْقَشَ الرجلُ المرأَةَ جَمَشَها

( دوش ) الدَّوَشُ ظِلمةٌ في البصر وقيل هو ضعْفٌ في البصر وضِيقٌ في العين دَوِشَ دوَشاً وهو أَدْوَشُ وقد دَوِشَت عينُه وهي دَوْشاء الفراء داشَ الرجلُ إِذا أَخذَتْه الشَّبْكَرةُ

( ديش ) الدِّيشُ قبيلة من ابني الهُونِ الليث دِيش قبيلة من بني الهون بن خزيمة وهم من القارَةِ وهم الدِّيشُ والعَضَلُ ابنا الهون بن خزيمة قال الجوهري وربما قالوه بفتح الدال وهو أَحد القارة والآخَرُ عَضَلُ بنَ الهون يقال لهما جميعاً القارة

( رأش ) رجل رُؤْشُوشٌ كثير شعرِ الأُذن

( ربش ) : الأَرْبَشُ : المختلف اللون نقطة حمراء وأُخرى سوداء أَو غبراء أَو نحو ذلك . وفرس أَرْبَشُ : ذو بَرَشٍ مختلف اللون وخصَّ اللحياني به البرْذَون . و أَرْبَشَ الشجرُ : أَوْرَقَ وقيل أَرْبَشَ أَخرج ثمره كأَنَّه حِمِّص عن ابن الأَعرابي وكذلك حكي حِمَّص بفتح الميم وهو رواية . ومكان أَرْبَشُ و أَبْرَشُ : كثير النبت مختلفُه . ابن الأَعرابي : أَرْمَشَ الأَرضُ و أَرْبَشَ وأَنْقَذَ إِذا أَوْرَقَ وتفطَّر . وأَرض رَبْشاءُ و بَرْشاءُ : كثيرة العُشب مختلفٌ أَلوانها . وسَنة رَبْشاء ورَمْشَاء و بَرْشَاء : كثيرةُ العُشْب

( رشش ) الرشُّ للماء والدم والدمع والرش رشُّك البيتَ بالماء وقد رشَشْت المكانَ رشًّا وتَرَشَّش عليه الماءُ ورشَّت العينُ والسماء ترُشّ رشًّا ورَشاشاً وأَرَشَّت أَي جاءت بالرَّشّ وأَرضٌ مَرْشوشةٌ أَصابها رَشٌ والرشّ المطر القليل والجمع رِشاشٌ وقال ابن الأَعرابي الرَّشّ أَول المطر وأَرَشّت الطعْنةُ ورَشاشُها دمُها والرَّشاشُ بالفتح ما ترشّشَ من الدمع والدم وأَرَشّت العينُ الدمعَ ورشّه بالماء يرُشّه رشًّا نضَحه وفي الحديث فلم يكونوا يرُشّون شيئاً من ذلك أَي ينضحونه بالماء ورَشاش الدمع قال أَبو كبير يصف طعنة تُرِشّ الجمع إِرشاشاً مُسْتنّة سَنَنَ الغُلُوّ مُرِشَّة تَنْفي التراب بِقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ وشِواءٌ مُرِشُّ ورَشْراشٌ خَضِلٌ نَدٍ يقطُرُ ماؤه وقيل يقْطرُ دَسَمُه وتَرَشْرَشَ الماءُ سالَ وعظْمٌ رَشْراشٌ رِخْوٌ وخُبْزة رَشْراشةٌ ورَشْرَشةٌ رخْوةٌ يابسةٌ ورَشْرَشَ البعيرُ بَرَك ثم فَحَصَ بصدْره في الأَرض ليتمكن وقول أَبي دواد يصف فرساً طَوَاه القَنِيصُ وتَعْداؤه وإِرْشاشُ عِطْفَيه حتى شَسَبْ أَراد تعريقَه إِياه حتى ضمَر لِمَا سال من عرَقه بالحِناذ واشتدّ لحمه بعد رهَلِه

( رعش ) الرعَشُ بالتحريك والرُّعاشُ الرِّعْدة رَعِشَ بالكسر يَرْعَشُ رَعَشاً وارْتَعَشَ أَي ارْتَعَدَ وأَرْعَشَه اللَّه وارْتَعَشت يدُه إِذا ارْتَعدت وارْتَعَش رأْسُ الشيخ إِذا رجَف من الكِبَر والرُّعاشُ رِعْشةٌ تَعْتري الإِنسان من داء يُصيبه لا يسكن عنه ورجل رَعِشٌ مُرتَعِش قال أَبو كبير ثم انْصرفْتُ ولا أَبُثّك حِيْبتي رَعِش البنانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْورِ وعندي أَن رعِشاً على النسَب لأَنه لم نجد له فعلاً ورُعِشَ وأُرْعِشَ ورجل رَعِيشٌ مُرْتَعِشٌ ورجل رِعْشيشٌ يُرْعَشُ في الحرب جُبْناً ورجل رَعِشٌ أَي جبان ويقال أَخذتْ فلاناَ رِعْشةٌ عند الحرب ضعْفاً وجُبْناً ويقال إِنه لَرَعِشٌ إِلى القِتال وإِلى المعروف أَي سريعٌ إِليه والرِّعْشةُ العَجَلةُ وأَنشد والمُرْعَشِينَ بالقَنا المُقَوّم كأَنما أَرْعَشُوهم أَي أَعْجَلُوهم والرَّعْشَنُ المُرْتَعِشُ وجمل رَعْشَنٌ سريعٌ لاهتزازِه في السير نونُهما زائدةٌ وناقة رَعْشَنة ورَعْشاء كذلك وقيل الرَّعْشاء الطويلة العنق والرَّعْشاءُ من النعام الطويلةُ وقيل السريعة وظَلِيم رَعِشٌ كذلك وهو على تقدير فَعِل بدلٌ من أَفْعَل خالَفوا بصيغة المذكر عن صيغة المؤنث ومثله كثير وكذلك الناقة الرَّعْشاءُ والجمل أَرْعَشُ وهو الرَّعْشَنُ والرَّعْشَنةُ
( * قوله « وهو الرعشن والرعشنة » كذا بالأصل ولعل فيه سقطاً والأَصل وهي الرعشنة )
وأَنشد من كلّ رَعْشاءَ وناجٍ رَعْشَنِ والنون زائدة في الرَّعْشَن كما زادوها في الصَّيْدَنِ وهو الأَصْيَدُ من الملوك وكما قالوا للمرأَة الخلاَّبة خَلْبَنٌ ويقال الرَّعْشَنُ بناءٌ رباعيّ على حِدَة وتسمى الدابة رَعْشاءَ لانتقاضها من شَهامتها ونشاطها وناقة رَعُوشٌ مثل رَعُوس للتي يَرْجُف رأَسُها من الكِبَر والرَّعْشُ هزُّ الرأْس في السير والنوم والمَرْعَش جنس من الحمام وهي التي تُحَلِّقُ وبعضهم يضم مِيمَه ويَرْعِش ملِكٌ من ملوك حِمْيَر كان به ارتعاشٌ فسُمي بذلك ورَعِشٌ فرس لسلمة بن يزيد الجُعْفيّ ومَرْعَش بلدٌ في الثغور من كُوَرِ الجزيرة وقيل هو موضع ولم يُعَيَّن قال فلو أَبْصَرَتْ أُمُّ القُدَيدِ طِعانَنا بمَرْعَشَ رَهْطَ الأَرْمَنيّ أَرنّت

( رفش ) رفَشَه رَفْشاً أَكَله أَكلاً شديداً قال رؤبة دقًّا كدَقِّ الوَضَمِ المَرْفُوشِ أَو كاحْتلاق النُّورةِ الجَمُوشِ ومنه وقع فلان في الرَّفْش والقَفْش الرَّفْشُ الأَكلُ والشربُ في النِّعْمة والأَمْن والقَفْش النكاح ويقال أَرْفَشَ فلان إِذا وقع في الأَهْيغَين الأَكلِ والنكاح والرَّفْش الدَّقّ والهَرْسُ يقال للذي يُجِيد أَكلَ الطعام إِنه ليَرْفُش الطعامَ رَفْشاً ويَهْرُشُه هَرْشاً ورَفَّشَ فلان لِحْيتَه تَرْفِيشاً إِذا سرّحَها فكأَنها رَفْشٌ وهو المجْرفُ ويقال للذي يُهِيلُ بمِجْرَفِه الطعامَ إِلى يَدِ الكيّال رفّاشٌ ورفَش البُرَّ يَرْفُشُه رفْشاً جَرَفه والرَّفْشُ والرُّفْشُ والمِرْفَشةُ ما رُفِشَ به ويقال للمِجْرَف الرَّفْش ومِجْراف السفينة يقال له الرَّفْش الليث الرَّفْش والرُّفْش لغتان سواديّة وهي المِجْرفة يُرْفَش بها البُرُّ رَفْشاً قال وبعضهم يُسَمّيها المِرْفَشةَ ورجل أَرْفَشُ الأُذنين عَريضُهما على التشبيه بالمِرْفَشة وفي حديث سلمان الفارسي أَنه كان أَرْفَشَ الأُذنين أَي عريضَهما قال شمر الأَرْفَش العريض الأُذن من الناس وغيرهم وقد رَفِشَ يرْفَشُ رفَشاً شبّه بالرفْش وهي المِجْرفة من الخشب التي يُجرف بها الطعامُ ويقال للرجل يَشْرُف بعد خُموله أَو يَعزُّ بعد الذلّ من الرَّفْشِ إِلى العرشِ أَي قعدَ على العرش بعد ضرْبه بالرَّفْش كنّاساً أَو ملاَّحاً وفي التهذيب أَي جلس على سرير المُلْك بعدما كان يعمل بالرَّفْشِ قال وهذا من أَمثال العراق

( رقش ) الرَّقْش كالنقْش والرَّقَشُ والرَّقَشةُ لون فيه كدرة وسواد ونحوهما جُنْدَب أَرْقَشُ وحَيَّة رقْشاء فيها نقط سواد وبياض وفي حديث أُم سلمة قالت لعائشة لو ذكَّرْتُكِ قولاً تَعْرِفينه نهشتني نَهْشَ الرَّقَشاء المُطْرِق الرَقشاء الأَفعى سميت بذلك لترقيش في ظَهرها وهي خطوط ونقط وإِنما قالت المطرق لأَن الحية تقع على الذكر والأُنثى التهذيب الأَرْقَشُ لون فيه كدرة وسواد ونحوُهما كلون الأَفعى الرَّقشاء وكلون الجُنْدَب الأَرْقَشِ الظهر ونحو ذلك كذلك قال وربما كانت الشِّقْشِقةُ رقْشاءَ قال رقشاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا دَوَّمَ فيها رِزُّه وأَرْعَدا وجَدْيٌ أَرْقَشُ الأُذنين أُ أَذْرَأُ والرقْشاء من المعز التي فيها نقط من سواد وبياض والرقْشاء شِقْشِقَةُ البعير الأَصمعي رُقَيْش تصغير رَقَش وهو تنقيط الخطوط والكتاب وقال أَبو حاتم رُقَيش تصغير أَرْقَش مثل أَبْلَق وبُلَيق ويجوز أُرَيْقِش ابن الأَعرابي الرَّقْش الخطّ الحسنُ ورَقَاشِ اسم امرأَة منه والرَّقْشاءُ دُوَيْبَّة تكون في العُشْب دُودةٌ منقوشة مَلِيحة شبيهة بالحُمْطُوطِ والرَّقْشُ والترْقِيشُ الكتابةُ والتنقيط ومُرَقِّشٌ اسم شاعر سمي بذلك لقوله الدارُ قَفْرُ والرُّسُوم كما رَقَّشَ في ظَهْر الأَدِيم قَلَمْ وهما مُرَقِّشانِ الأَكْبرُ والأَصْغر فأَما الأَكبر فهو من بني سَدُوسٍ وهو الذي ذكرنا البيتَ عنه آنفاً وقبله هل بالديار أَن تُجِيبَ صَمَمْ لو كان رَسْمٌ ناطقاً بِكِلَمْ ؟ والمُرَقَّشُ الأَصْغر من بني سعد بن مالك عن أَبي عبيدة والترْقِيشُ التسطير في الصحف والترْقِيشُ المُعاتبةُ والنَّمّ والقَتّ والتحريش وتَبْليغ النَّمِيمة ورَقَّشَ كلامَه زَوّرَه وزَخْرَفه من ذلك قال رؤبة عاذِلَ قد أُولِعْتِ بالترْقِيشِ إِليَّ سرّاً فاطْرُفي ومِيشِي وفي التهذيب الترْقِيشُ التشْطِير في الضحك والمُعاتبةُ وأَنشد رجز رؤبة وقيل الترْقِيشُ تَحْسين الكلام وتَزْويقُه وتَرَفَّشَت المرأَةُ إِذا تزيّنت قال الجعدي فلا تحسَبي جَرْيَ الرِّهان ترقُّشاً ورَيْطاً وإِعطاءَ الحَقِينِ مُجَلّلا ورَقاشِ اسم امرأَة بكسر الشين في موضع الرفع والخفض والنصب قال اسْقِ رَقاشِ إِنّها سَقَّايَه ورَقاشِ حيٌّ من رَبيعةَ نُسِبوا إِلى أُمّهم يقال لهم بنو رَقاشِ قال ابن دريد وفي كلبٍ رَقاشٍ قال وأَحسَب أَن في كِنْدة بطْناً يقال لهم بنو رَقاشِ قال وأَهل الحجاز يَبْنون رَقاشِ على الكسر في كل حال وكذلك كل اسم على فَعالِ بفتح الفاء معدول عن فاعلة لا يدخله الأَلف واللام ولا يُجْمع مثل حَذامِ وقَطامِ وغَلابِ وأَهل نجد يُجْرونه مُجْرى ما لا ينصرف نحو عُمَرَ يقولون هذه رَقاشُ بالرفع وهو القياس لأَنه اسم علَم وليس فيه إِلا العدل والتأْنيث غير أَن الأَشعار جاءت على لغة أَهل الحجاز قال لُجَيم بن صَعْب والد حَنيفة وعِجْل وحذامِ زوجُه إِذا قالت حَذامِ فصدِّقوها فإِن القولَ ما قالت حذامِ وقال امرؤ القيس قامت رَقاشِ وأَصحابي على عَجَلٍ تُبْدي لك النحْرَ واللّبَّاتِ والجِيدا وقال النابغة أَتاركةً تَدَلُّلَها قَطامِ وضِنّاً بالتحية والكلامِ فإِن كان الدلالَ فلا تُلِحِّي وإِن كان الودَاعَ فبالسلامِ يقول أَتترك هذه المرأَةُ تدلُّلَها وضِنَّها بالكلام ؟ ثم قال فإِن كان هذا تدلّلاً منك فلا تُلِحِّي وإِن كان سبباً للفراق والتوديع ودّعِينا بسلام نَسْتمتع به قال وقولُه أَتاركةً منصوبٌ نَصْبَ المصادر كقولك أَقائماً وقد قعد الناسُ ؟ تقديره أَقِياماً وقد قعد الناسُ وضِنّاً معطوفٌ على قوله تدلُّلَها قال إِلا أَن يكون في آخره راء مثل جَعارِ اسم للضبُع وحَضارِ اسمٌ لكوكب وسَفارِ اسم بئر ووَبارِ اسم أَرض فيوافقون أَهلَ الحجاز في البناء على الكسر

( رمش ) الرَّمَشُ تَقَتُّلٌ في الشُّفْر وحمرةٌ في الجَفْن مع ماءٍ يَسيل رجل أَرْمَشُ وامرأَة رَمْشاءُ وعينٌ رَمْشاءُ وقد أَرْمَش وأَنشد ابن الفرج لهم نَظَرٌ نَحْوي يَكادُ يُزِيلُني وأَبْصارُهم نَحْوَ العَدُوِّ مَرامِشُ قال مَرامِشُ غَضِيضةٌ من العداوة ابن الأَعرابي المِرْماشُ الذي يُحرّك عينَه عند النظر تحريكاً كثيراً وهو الرَّأْراءُ أَيضاً ورَمَش الشيءَ يَرْمُشُه ويَرْمِشُه رمْشاً تَناوَله بأَطراف أَصابعه ورَمَشَه بالحجر رمْشاً رَماه ومكان أَرْمَشُ لغة في أَرْبَش وبِرْذَونٌ أَرْمَشُ كأَرْبَش وبه رَمَشٌ أَي بَرَشٌ وأَرْمَشَ الشجرُ أَورقَ كأَرْبَشَ وقال ابن الأَعرابي أَرْمَشَ أَخرَج ثَمره كالحِمّص وأَرض رَمْشاء كثيرة العُشْب كرَشْماء والرَّمْشُ الطاقةُ من الحَماحِم الرَّيْحانِ ونحوه والرَّمْشُ أَن تَرْعى الغنمُ شيئاً يسيراً قال الشاعر قد رَمَشَتْ شيئاً يسيراً فاعْجَلِ ورَمَشَت الغنم ترْمُش وترْمِشُ رَمْشاً رَعَتْ شيئاً يسيراً وسنَةٌ رَبْشاءُ ورَمشاء وبَرْشاءُ كثيرة العُشْب والأَرْمَش الحسَنُ الخلق

( رهش ) الرَّواهشُ العصَّب التي في ظاهر الذراع واحدتُها راهِشةٌ وراهِشٌ بغير هاء قال وأَعْدَدْتُ للحرب فَضْفاضَةً دِلاصاً تَثَنَّى على الراهِشِ وقيل الرَّواهِشُ عصَبٌ وعروقٌ في باطن الذراع والنواشر عروقُ ظهر الكفّ وقيل هي عروقُ ظاهر الذراع والرواهِشُ عصَبُ باطنِ يدَي الدابة والارْتِهاشُ أَن يصُكّ الدابةُ بعَرض حافرِه عَرْضَ عُجايَتِه من اليد الأُخرى فربّما أَدْماها وذلك لضَعْف يدِه والراهِشانِ عرْقانِ في باطن الذراعين والرَّهَشُ والارْتِهاشُ أَن تضطَرِبَ زواهِشُ الدابة فيَعْقِر بعضُها بعضاً الليث الرَّهَشُ ارْتِهاشٌ يكون في الدابة وهو أَن تَصْطَكّ يداه في مِشْيته فيَعْقِر رواهشَه وهي عصَبُ يديه والواحدة راهِشةٌ وكذلك في يد الإِنسان رَواهِشُها عصبُها من باطن الذراع أَبو عمرو النواشرُ والرَّواهِشُ عروقُ باطنِ الذراع والأَشاجِعُ عروق ظاهرِ الكف النضر الارْتِهاشُ والارتعاش واحدٌ ابن الأَثير وفي حديث عُبادة وجَراثيمُ العرب تَرْتَهِسُ أَي تضْطَرب في الفِتنة قال ويروى بالشين المعجمة أَي تَصْطَكّ قبائلُهم في الفِتَن يقال ارْتَهَشَ الناسُ إِذا وقَعت فيهم الحربُ قال وهما متقاربان في المعنى ويروى تَرْتَكِش وقد تقدم وحديث العُرَنيّين عظُمَت بُطونُنا وارْتَهَشَت أَعْضادُنا أَي اضطربت قال ويجوز أَن يكون بالسين والشين وفي حديث ابن الزبير ورَهِش الثَّرى عرضاً الرَّهِيشُ من التراب المُنْثالُ الذي لا يَتَماسَك من الارْتِهاش الاضطراب والمعنى لزوم الأَرض أَي يقاتلون على أَرجلهم لِئلاَّ يُحَدّثوا أَنفسهم بالفرار فِعْلَ البطَلِ الشجاع إِذا غُشِي نزل عن دابّته واستقبل العدوّ ويحتمل أَن يكون أَراد القبر أَي اجعلوا غايتكم الموتَ والارتهاش ضربٌ من الطعْن في عَرْضٍ قال أَبا خالدٍ لولا انتظارِيَ نَصْرَكم أَخذْتُ سِنانِي فارْتَهَشْتُ به عَرْضا وارتهاشه تحريكُ يديه قال أَبو منصور معنى قوله فارتهشت به أَي قَطعت به رواهشي حتى يسيل منها الدم ولا يرقأَ فأَموت يقول لولا انتظاري نصركم لقتلت نفسي آنفاً وفي حديث قُزْمانَ أَنه جُرِحَ يوم أُحُدٍ فاشْتَدّت به الجراحةُ فأَخَذ سهماً فقَطع به رَواهِشَ يديه فقَتَل نفسَه الرَّواهِشُ أَعصابٌ في باطن الذراع والرَّهِيشُ الدَّقيق من الأَشياء والرَّهِيشُ النَّصلُ الدقيق ونصْلٌ رَهِيشٌ حَدِيدٌ قال امرؤ القيس بِرَهِيشٍ من كِنانَتهِ كتلَظِّي الجَمْرِ في شَرَرِهْ قال أَبو حنيفة إِذا انشق رِصافُ السهم فإِن بعض الرواة زعم أَنه يقال له سهم رَهِيشٌ وبه فسر الرَّهِيشُ من قول امرئ القيس برهيش من كنانته قال وليس هذا بقويّ والرَّهِيشُ من الإِبل المهزولةُ وقيل الضعيفةٌ قال رؤبة نَتْف الحُبارَى عن قَرا رَهيشِ وقيل هي القليلة لحم الظهر كلاهما على التشبيه فالرَّهِيشُ الذي هو النَّصْل والرَّهِيشُ من القِسِيّ التي يُصيب وترُها طائفَها والطائف ما بين الأَبْهَرِ والسِّيَةِ وقيل هو ما دون السِّيَةِ فَيُؤْثّر فيها والسِّيَةُ ما اعْوَجّ من رأْسها والمُرْتَهِشةُ من القِسِيّ التي إِذا رُمِيَ عليها اهتزّت فضرب وتَرُها أَبْهَرَها قال الجوهري والصواب طائفَها وقد ارْتَهَشَت القوسُ فهي مُرْتَهِشةٌ وقال أَبو حنيفة ذلك إِذا بُريَتْ بَرْياً سخِيفاً فجاءت ضعيفة وليس ذلك بقويّ وارْتَهَشَ الجرادُ إِذا ركب بعضُه بعضاً حتى لا يكاد يُرى الترابُ معه قال ويقال للرائد كيف البلادُ التي ارْتَدْتَ ؟ قال تركتُ الجرادَ يَرْتَهِش ليس لأَحد فيها نُجْعةٌ وامرأَة رُهْشوشةٌ ماجِدةٌ ورجل رُهْشُوشٌ كريمٌ سَخِيٌّ كثيرُ الحياء وقيل عَطوفٌ رَحيمٌ لا يمنع شيئاً وقيل حَيِيٌّ سَخِيٌّ رَقِيقُ الوجه قال الشاعر أَنت الكريمُ رِقَّةَ الرُّهشوشِ يريد ترِقّ رقّةَ الرُّهشوش ولقد تَرَهْشَشَ وهو بَيِّنُ الرُّهْشةِ والرُّهْشوشِيّة وناقة رُهْشُوشٌ غَزِيرةُ اللبَنِ والاسم الرُّهْشة وقد تَرَهْشَشَت قال ابن سيده ولا أَحُقُّها أَبو عمرو ناقةٌّ رَهِيشٌ أَي غزيرة صَفِيٌّ وأَنشد وخَوّارة منها رَهِيش كأَنما بَرَى لَحْمَ مَتْنَيها عن الصُّلْبِ لاحِبُ

( روش ) ثعلب عن ابن الأَعرابي الرَّوْشُ الأَكلُ الكثير والوَرْشُ الأَكلُ القليل

( ريش ) الرِّيشُ كِسْوةُ الطائر والجمع أَرياش ورِياشٌ قال أَبو كبير الهذلي فإِذا تُسَلُّ تَخَشْخَشَتْ أَرْياشُها خَشْفَ الجَنُوب بيابِسٍ من إِسْحِلِ وقرئ ورِياشاً ولِباسُ التَّقْوى وسمى أَبو ذؤيب كسوةَ النحل ريشاً فقال تظَلُّ على الثَّمْراء منها جَوارِسٌ مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ زُغْبٌ رِقابُها واحدته رِيشة وطائرٌ راشٌ نَبَتَ رِيشُه وراشَ السهمَ رَيْشاً وارْتاشَه ركّب عليه الرِّيشَ قال لبيد يصف السهم ولئن كَبِرْتُ لقد عَمَرْتُ كأَنني غُصْنٌ تُقَيِّئه الرِّياحُ رَطِيبُ وكذاك حقًّا مَن يُعَمِّرْ يُبْلِه كَرُّ الزمانِ عليه والتقْلِيبُ حتى يَعُودَ من البلاء كأَنه في الكفّ أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصوبُ مُرُطُ القِذاذِ فليس فيه مَصْنَعٌ لا الريشُ يَنْفعه ولا التعْقِيبُ وقال ابن بري البيت لنافع بن لقيط الأَسدي يصف الهَرَمَ والشَّيْبَ قال ويقال سَهم مُرُطٌ إِذا لم يكن عليه قُذَذٌ والقِذاذ ريشُ السهم الواحدة قُذّة والتعقيبُ أَن يُشدَّ عليه العَقَبُ وهي الأَوتار والأَفْوَقُ السهم المكسور الفوقِ والفيوق موضع الوَتَرِ من السهم والناصلُ الذي لا نَصْل فيه والمعصوب الذي عُصِب بِعصابة بعد انكساره وأَنشد سيبويه لابن ميَّادة وارْتَشْنَ حين أَرَدْنَ أَن يَرْمِينَنا نَبْلاً بلا رِيشٍ ولا بِقِداح وفي حديث عمر قال لجرير بن عبد اللَّه وقد جاء من الكوفة أَخْبِرني عن الناس فقال هم كسِهامِ الجَعْبةِ منها القائمُ الرائِشُ أَي ذو الريش إِشارة إِلى كماله واستقامته وفي حديث أَبي جُحَيفة أَبْرِي النَّبْلَ وأَرِيشُها أَي أَعْمَلُ لها رِيشاً يقال منه رِشْتُ السهم أَرِيشُه وفلان لا يَرِيشُ ولا يَبْرِي أَي لا يضر ولا ينفع أَبو زيد يقال لا تَرِشْ عليّ يا فلانُ أَي لا تَعْترض لي في كلامي فتَقْطَعه عليّ والرَّيْشُ بالفتح مصدرُ راش سهمَه يَرِيشُه رَيْشاً إِذا ركَّب عليه الرِّيشَ ورِشْتُ السهمَ أَلْزَقْتُ عليه الرِّيشَ فهو مَرِيشٌ ومنه قولهم ما لَه أَقذُّ ولا مَرِيشٌّ أَي ليس له شيء والرائِشُ الذي يُسْدِي بين الراشي والمُرْتَشي والراشي الذي يتردّد بينهما في المُصانعةِ فَيرِيش المُرْتَشي من مال الراشي وفي الحديث لَعَنَ اللَّه الراشِيَ والمُرْتَشِيَ والرائش والرائشُ الذي يسعى بين الراشي والمُرْتَشِي ليَقْضِيَ أَمرَهما وبُرْدٌ مُرَيّشٌ عن اللحيَاني خطوطُ وشْيِهِ على أَشكال الرِّيش نصيرٌ الرِّيَشُ الزبَب وناقة رَياشٌ والزبَب كثرةُ الشعر في الأُذنين ويَعْتَري الأَزَبَّ النِّفارُ وأَنشد أَنْشدُ من خَوّارةٍ رَياشِ أَخْطَأَها في الرَّعْلةِ الغَواشِ ذُو شَمْلة تَعْثُرُ بالإِنْفاشِ والريشُ شعرُ الأُذن خاصّة ورجل أَرْيَشُ وراشٌ كثير شعر الأُذُن وراشَه اللَّهُ يَرِيشُه رَيْشاً نَعشَه وتَرَيَّش الرجلُ وارْتاشَ أَصابَ خيراً فرُئيَ عليه أَثَرُ ذلك وارْتاشَ فلانٌ إِذا حسُنَتْ حالُه ورِشْتُ فلاناً إِذا قوَّيْته وأَعَنْته على معاشه وأَصْلَحْت حالَه قال الشاعر عمير
( * قوله « قال الشاعر عمير إلخ » هكذا في الأَصل وعبارة شارح القاموس قال سويد الأَنصاري ) بن حبَّاب فرِشْني بخيرٍ طالَما قد بَرَيْتَني وخَيْرُ المَوالي مَنْ يَرِيشُ ولا يَبْري والرِّيشُ والرِّياشُ الخِصْبُ والمعاشُ والمالُ والأَثاثُ واللِّباسُ الحسَنُ الفاخرُ وفي التنزيل العزيز ورِيشاً ولِباسُ التَّقْوى وقد قرئ رِياشاً على أَن ابن جني قال رِياشٌ قد يكون جمعَ ريش كلِهْبٍ ولِهابٍ وقال محمد بن سَلامٍ سمعت سلاماً أَبا مُنْذِرٍ القارئ يقول الرِّيشُ الزِّينةُ والرِّياشُ كلُّ اللباس قال فسأَلت يونسَ فقال لم يقل شيئاً هما سواءٌ وسأَل جماعةً من الأَعراب فقالوا كما قال قال أَبو الفضل أَراه يعني كما قال أَبو المنذر قال وقال الحَرَّاني سمعت ابن السكيت قال الريشُ جمعُ ريشة وفي حديث عليّ أَنه اشترى قَميصاً بثلاثة دَراهم وقال الحمدُ للِّه الذي هذا من رِياشه الرِّيشُ والرِّياشُ ما ظهَر من اللباس وفي حديثه الآخَر أَنه كان يُفْضِلُ على امرأَةٍ مُؤْمِنَةٍ من رِياشِه أَي مما يستفيده وهذا من الرِّياشِ الخِصْبِ والمعاشِ والمال المستفاد وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها رضي اللَّه عنهما يَفُكّ عانِيَها ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يَكْسُوه ويُعِينُه وأَصله من الرِّيشِ كأَنّ الفقِيرَ المُمْلِقَ لا نُهُوضَ به كالمَقْصوصِ من الجَناحِ يقال راشَه يَرِيشُه إِذا أَحْسَنَ إِليه وكلُّ من أَوْلَيْتَه خيراً فقد رِشْتَه ومنه الحديث أَن رجلاً راشَه اللَّه مالاً أَي أَعطاه ومنه حديث أَبي بكر والنسّابة الرائشون وليس يُعرف رائِشٌ والقائلون هلُمَّ للأَضيافِ ورجل أَرْيشُ وراشٌ ذو مال وكسوة والرِّياشُ القِشْرُ وكلُّ ذلك من الرِّيشِ ابن الأَعرابي راشَ صدِيقَه يَرِيشُه رَيْشاً إِذا أَطعَمه وسقاه وكساه وراشَ يَرِيشُ رَيشاً إِذا جَمَع الرِّيشَ وهو المال والأَثاث القتيبي الرِّيشُ والرِّياشُ واحدٌ وهما ما ظهر من اللباس ورِيشُ الطائرِ ما سَتَرَه اللَّه به وقال ابن السكيت قالت بنو كلاب الرِّياشُ هو الأَثاث من المتاع ما كان من لِباسٍ أَو حشْوٍ من فراش أَو دِثارٍ والرِّيشُ المتاعُ والأَموالُ وقد يكون في النبات دون المال وإِنه لحسَنُ الرِّيش أَي الثيابِ ويقال فلان رَيِّشٌ ورَيْشٌ وله رِيشٌ وذلك إِذا كَبُر ورَفَّ وكذلك راشَ الطائرُ إِذا كان عليه زَغَبة من زِفٍّ وتلك الزَّغَبة يقال لها النُّسال الفراء شارَ الرجلُ إِذا حسُنَ وجْهُه وراشَ إِذا استَغْنى ورُمْحٌ راشٌ ورائِشٌ خَوّارٌ ضعيفٌ بالرِّيشِ لخفّته وجَمَل راشُ الظَّهر ضعيفٌ وناقةٌ رائِشةٌ ضعيفةٌ ورجل راشٌ ضعيف وأَعطاه مائة بريشها وقيل كانت الملُوكُ إِذا حَبَتْ حِباءً جعليوا في أَسْنِمةِ الإِبِلِ رِيشاً وقيل رِيشَ النعامةِ لِيُعلم أَنها من حِبَاء المَلِك وقيل معناه برِحالِها وكسوتها وذلك لأَن الرحال لها كالرِّيشِ وقول ذي الرمة أَلا تَرى أَظْعانَ ميَّ كأَنها ذُرى أَثْأَبٍ راشَ الغُصونَ شَكِيرُها ؟ قيل في تفسيرها راشَ كَسَا وقيل طالَ الأَخيرة عن أَبي عمرو والأَوّل أَعْرَفُ وذاتُ الرِّيش ضرْبٌ من الحَمْضِ يُشْبِه القَيْصومَ وورقُها وورْدُها يَنْبُتان خِيطاناً من أَصلٍ واحد وهي كثيرةُ الماءِ جدًّا تَسِيل من أَفواه الإِبِل سيْلاَ والناسُ يأْكلونها حكاها أَبو حنيفة والرائِشُ الحِمْيَريُّ ملِكٌ كان غزا قوماً فغنِم غنائم كثيرةً وراشَ أَهلَ بيتِه الجوهري والحرث الرائِشُ من ملوك اليمن

( زوش ) الكسائي الزَّوْشُ العبدُ اللئيم والعامّة تقول زُوشٌ أَبو عمرو الأَزْوَشُ مثل الأَشْوَسِ المُتَكَبِّرُ

( شغش ) الشَّغُوشُ رَديءُ الحِنْطة فارسيٌّ معرّب قال رؤبة قد كان يُغْنِيهِم عن الشَغُوش والخَشْل من تَساقُطِ العُروش شَحْمٌ ومَحْضٌ ليس بالمَغْشوش

( شوش ) الليث الوَشْواشُ الخفيفُ من النَّعام وناقةٌ وَشْواشةٌ وناقة شَوْشاءُ ممدود قال حميد من العِيسِ شَوْشاءٌ مِزَاقٌ ترى بها نُدوباً من الأَنْساعِ فذًّا وتَوْأَما
( * قوله « من العيس إلخ » نقل شارح القاموس عن الصاغاني أَن الرواية فجاء بشوشاة إلخ )
وقال بعضهم فَعْلاء وقيل هي فَعْلال قال أَبو منصور وسماعي من العرب شَوْشاة بالهاء وقَصْر الأَلف أَنشد أَبو عمرو واعْجَلْ لها بناضحٍ لَغُوبِ شَواشئ مُخْتلِف النُّيوبِ قال أَبو عمرو همز شواشئ للضرورة وأَصله من الشَّوْشاةِ وهي الناقةُ الخفيفةُ والمرأَة تُعابُ بذلك فيقال امرأَة شَوْشاةٌ أَبو عبيد الشَّوْشاةُ الناقةُ السريعةُ والوَشْوَشةُ الخفَّةُ وأَما التَّشْوِيشُ فقال أَبو منصور إِنه لا أَصل له في العربية وإِنه من كلام المولدين وأَصله التَّهْوِيش وهو التَخْلِيطُ وقال الجوهري في ترجمة شيش التَّشْوِيش التَّخْلِيطُ وقد تَشَوّش عليه الأَمْرُ

( شيش ) : الفراء : يقال للتمر الذي لا يشتَدُّ نواه الشِّيشاءُ وأَنشد : يا لك من تَمْرٍ ومن سِيشاءِ يَنْشَبُ في المَسْعل واللَّهاءِ الجوهري : الشِّيشُ و الشِّيشاءُ لغةٌ في الشيِّصِ والشِّيصاء ويُنْشَدُ : يا لك من تمر ومن شيشاء ينشب في المسعل واللَّهاء ويروى اللِّهاء بكسر اللام جمع لَهاً مثل أَضىً وإِضَاءٍ جمع أَضَاةٍ

( طبش ) الطَّبْشُ لغة في الطَّمْش وهم الناس يقال ما أَدري أَيّ الطَّبْش هو

( طخش ) الطَّخْشُ إِظلامُ البصر طَخِشَ طَخْشاً وطَخَشاً

( طرش ) الطَّرَشُ الصَّمَمُ وقيل هو أَهْوَنُ الصَّمَمِ وقيل هو مُوَلّدٌ الأَطْرُشُ والأُطْرُوشُ الأَصمُّ الأُولى في بعض نسخ يعقوب من الإِصْلاح وقد طَرِشَ طَرَشاً ورجال طُرْشٌ

( طرغش ) طَرْغَشَ من مرضه واطرَغَشَّ المريضُ اطْرِغْشَاشاً بَرئ وانْدَمَل واطْرَغَشَّ من مرضه قام وتحرّك ومشى ومُهْرٌ مُطْرَغِشُّ ضعيفٌ تضطرب قوائمهُ والمُطْرَغِشُّ الناقِهُ من المرض غير أَن كلامَه وفؤادَه ضعيف واطْرَغَشَّ من مرضه وابرَغَشَّ أَي أَفاق بمعنى واحد واطرَغَشَّ القومُ إِذا غِيثُوا فأَخْصَبوا بعد الهُزال والجَهْد

( طرفش ) طَرْفَش الرجلُ طَرْفَشَةً نظر وكسَر عينَه وتَطَرْفَشَت عينُه عَشِيَت والطُّرَافِشُ السيِّءُ الخُلُقِ النضر الظَّغْمَشَةُ والطَّرْفَشةُ ضعْفٌ البصر

( طرمش ) طَرْمَشَ الليلُ وطَرْشَم أَظلم والسِّينُ أَعْلى

( طشش ) الطَّشُّ من المطر فوق الرِّكّ ودون القِطْقِط وقيل أَولُ المطر الرَّشّ ثم الطَّشّ ومطر طَشٌّ وطَشِيشٌ قليل وقال رؤبة ولا جَدَا نَيْلِك بالطَّشِيش
( * قوله « نيلك » في الصحاح وبلك )
أَي بالنَّيْل القليل وقد طَشَّت السماءُ طَشّاً وأَطَشَّت ورَشَّت وأَرَشّت بمعنى واحد والطَّشُّ والطَّشِيشُ المطر الضعيف وهو فوق الرَّذاذ قال وأَرضٌ مَطْشُوشةٌ ومَطلولة ومن الرَّذاذِ مَرْذُوذَةٌ الأَصمعي لا يقال مُرَذَّةٌ ولا مَرْذُوذَةٌ ولكن يقال أَرضٌ مُرَذٌّ عليها وفي الحديث الحَزَاةُ
( * وفي النهاية الحزاة نبت بالبادية يشبه الكرفس الا أنه أعرض ورقاً منه ثم قال وفي رواية يشتريها أَكايس الناس للخافية والاقلات الخامية الجن والاقلات موت الولد كأَنهم كانوا يرون ذلك من قبل الجن فإذا تبخرن به نفهن في ذلك ) يَشرَبها أَكايسُ الناس للطُّشّة قال هو داءٌ يُصِيب الناس كالزُّكامِ سميت طُشّة لأَنه إِذا اسْتَنثر صاحبُها طَشَّ كما يَطِشّ المطرُ وهو الضعيف القليل منه وفي حديث الشعبي وسعيد في قوله تعالى ويُنزِّلُ من السماء ماء قال طَشَّ يومَ بَدْرٍ ومنه حديث الحسن أَنه كان يمشي في طَشّ ومطر المحكم والطُّشَّةُ داءٌ يُصِيب الناس كالزُّكام قال وفي حديث بعضهم في الخَزَاة يَشْرَبُها أَكايس الصِّبْيانِ للطُّشَّةِ قال ابن سيده أَرى ذلك لأَنَّ أُنوفَهم تَطِشّ من هذا الداء قال حكاه الهروي في الغربين عن ابن قتيبة التهذيب الطُّشَاشُ داءُ من الأَدْواء يقال طُشَّ فهو مَطشُوشٌ كأَنه زُكِم قال والمعروف فيه طُشِئَ

( طغمش ) النضر الطَّغْمَشةُ والطَّرْفَشةُ ضعْفُ البصر

( طفش ) الطَّفْش النكاحُ قال أَبو زُرْعة التميمي قال لها وأُولِعَتْ بالنَّمْشِ هل لَكِ يا خَلِيلَتي في الطَّفْشِ ؟ النَّمْشُ هناك الكلامُ المُزَخْرف قال ابن سيده وأَرى السين لغة عن كراع والطَّفَاشاءُ المهزولة من الغنم وغيرها وفي التهذيب والطَّفَاشاةُ المهزولة من الغنم وغيرها ورجل طَفَنْشَأٌ ضعيف البدن فيمن جعل النون والهمزة زائدتين

( طفنش ) رجل طَفَنَّشٌ واسع صدْر القدَم وطَفَنْشَأٌ ضعيف البدن

( طمش ) الطَّمْشُ الناس يقال ما أَدري أَيّ الطَّمْش هو معناه أَيّ الناس هو وجمعه كُمُوشٌ قال أَبو منصور وقد استعمل غير منفي الأَول قال رؤبة وما نَجا من حَشْرِها المَحْشُوشِ وحْشٌ ولا كَمْشٌ من الطُّمُوشِ قال ابن بري حشرها يريد به حَشْرَ هذه السَّنَة من جَدْبها المحْشُوش الذي سِيقَ وضُمَّ من نواحيه أَي لم يَسْلم في هذه السنة وحشيّ ولا إِنسيّ

( طنفش ) طَنْفَش عينَه صغَّرها

( طهش ) الطَّهْش أَن يختلط الرجلُ فيما أَخَذ فيه من عملٍ بِيدِه فيُفسِده وطَهْوَشٌ اسم

( طوش ) ابن الأَعرابي الطَّوْش خفَّة العقل وطَوَّش إِذا مَطَل غريمَه

( طيش ) الطَّيْش خفَّة العقل وفي الصحاح النَّزَقُ والخفَّة وقد طاشَ يَطِيش طَيْشاً وطاش الرجلُ بعد رَزانتِهِ قال شمر طَيْشُ العقل ذهابُه حتى يجهل صاحبُه ما يُحاوِلُ وطَيْشُ الحِلْم خفَّته وطَيْشُ السهم جَوْرُه عن سَنَنِه وقولُ أَبي كبير ثم انصرفتُ ولا أَبثُّك حِيبَتي رَعِشَ البَنانِ أَطِيشُ مشْيَ الأَصْوَرِ أَراد لا أَقْصِدُ وفي حديث السحابة
( * قوله « وفي حديث السحابة » كذا في الأصل والذي في النهاية في حديث الحساب ) فطاشَتِ السِّجِلاّتُ وثَقُلَت البِطاقةُ الطَّيْشُ الخفَّة وفي حديث عمرو بن أَبي سلمة
( * قوله عمرو بن أَبي سلمة » الذي في النهاية عمر بن أَبي سلمة ) كانت يَدِي تَطِيش في الصَّحْفَة أَي تَخِفُّ وتتناوَلُ من كل جانب وفي حديث ابن شبرمة وسُئل عن السُّكْر فقال إِذا طاشت رِجْلاه واختلطَ كلامُه وقول أَبي سهم الهذلي أَخالِدُ قد طاشَتْ عن الأُمّ رِجْلُه فكيف إِذا لم يَهْدِ بالخُفّ مَنْسِمُ ؟ عدَّاه بعن لأَنه في معنى راغَتْ وعدَلَت فكيف إِذا لم يهتد بالخف منسِم عدَّاه بالياء أَيضاً لأَنه في معنى لم يُدَلّ به ونحوه وكانت رِجْلُه قد قطعت ورجل طائشٌ من قوم طاشةٍ وطَيَّاشٌ من قوم طيَّاشةٍ خفاف العقول وطاشَ السهمُ عن الهَدَف يَطيش طَيشاً إِذا عدَل عنه ولم يقصِد الرميَّة وأَطاشه الرَّامي وفي حديث جرير ومنها العَصِلُ الطائشُ أَي الزالُّ عن الهدَف والأَطْيَشُ طائرٌ

( عبش ) العَبْشُ
( * قوله « العبش » هو بفتح الباء وسكونها وقوله « ورجل به عبشة » هو بفتح العين وضمها مع سكون الباء وبفتحتين كما يؤخذ من القاموس وشرحه ) الغباوة ورجل به عُبْشةٌ وتَعَبَّشَني بدعوى باطلٍ ادّعاها عليّ عن الأَصمعي والغين لغة ابن الأَعرابي العَبْش الصَّلاحُ في كل شيء والعرب تقول الختان عَبْشٌ للصَّبيّ أَي صلاحٌ بالباء وقد ذكره في موضع آخر العَمْش بالميم وذكر الليث أَنهما لغتان يقال الخِتان صلاحٌ للولدِ فاعْمُشُوه واعْبُشُوه وكلتا اللغتين صحيحةٌ

( عتش ) عَتَشَهُ يَعْتِشُه عَتْشاً عَطَفه قال وليس بثت

( عرش ) العَرْش سرير الملِك يدلُّك على ذلك سرير ملِكة سَبَإِ سمَّاه اللَّه عز وجل عَرْشاً فقال عز من قائل إِني وجدتُ امرأَة تملكهم وأُوتيتْ من كل شيءٍ ولها عرش عظيمٌ وقد يُستعار لغيره وعرض الباري سبحانه ولا يُحدُّ والجمع أَعراشٌ وعُروشٌ وعِرَشَةٌ وفي حديث بَدْءِ الوَحْيِ فرفعتُ رأْسي فإِذا هو قاعدٌ على عَرْش في الهواء وفي رواية بين السماء والأَرض يعني جبريلَ على سرير والعَرْش البيتُ وجمعه عُروشٌ وعَرْش البيت سقفُه والجمع كالجمع وفي الحديث كنت أَسمع قراءة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأَنا على عَرْشِي وقيل على عَرِيشٍ لي العَرِيشُ والعَرْشُ السقفُ وفي الحديث أَو كالقِنْديلِ المعلَّق بالعَْرش يعني بالسقف وفي التنزيل الرحمن على العَرْش استوى وفيه ويحمل عَرْشَ ربِّك فوقهم يومئذ ثمانيةٌ روي عن ابن عباس أَنه قال الكرسيّ موضع القدَمين والعَرْش لا يُقدَر قدرُه وروي عنه أَنه قال العَرْش مجلِس الرحمن وأَما ما ورد في الحديث اهتزَّ العرشُ لموت سعد فإِن العَرْش ههنا الجِنَازة وهو سرير الميت واهتزازُه فَرَحُه بحمْل سعد عليه إِلى مَدْفنِه وقيل هو عَرْش اللَّه تعالى لأَنه قد جاء في رواية أُخرى اهتزَّ عرشُ الرحمن لموْت سعد وهو كِنايةٌ عن ارتياحِه بروحه حين صُعِد به لكرامته على ربه وقيل هو على حذف مضافٍ تقديره اهتزَّ أَهل العرش لقدومه على اللَّه لما رأَوْا من منزلته وكرامته عند وقوله عز وجل وكأَيِّنْ من قرية أَهلكناها وهي ظالمة فهي خاويةٌ على عُروشِها قال الزجاج المعنى أَنها خَلَتْ وخرّت على أَركانها وقيل صارت على سقُوفها كما قال عز من قائل فجعلنا عالِيَها سافِلَها أَراد أَن حيطانها قائمة وقد تهدَمت سُقوفُها فصارت في قَرارِها وانقَعَرَت الحيطانُ من قواعدِها فتساقطت على السُّقوف المتهدّمة قَبْلها ومعنى الخاوِية والمنقعِرة واحد يدلُّك على ذلك قول اللَّه عز وجل في قصَّة قوم معاد كأَنهم أَعجازٌ نَخلٍ خاوِيةٍ وقال في موضع آخر يذكر هلاكَهم أَيضاً كأَنهم أَعجازُ نخلٍ مُنْقَعرٍ فمعنى الخاوية والمنقعر في الآيتين واحد وهي المُنقلِعة من أُصولها حتى خَوى مَنْبتُها ويقال انقَعَرَتِ الشجرة إِذا انقلَعتْ وانقَعَر النبتُ إِذا انقلَعَ من أَصله فانهدم وهذه الصفة في خراب المنازل من أَبلغ ما يوصف وقد ذكر اللَّه تعالى في موضع آخر من كتابه ما دل على ما ذكرناه وهو قوله فأَتى اللَّه بُنيانَهم من القواعد فخرَّ عليهم السقفُ من فوقهم أَي قلع أَبنيتَهم من أِساسها وهي القواعِدُ فتساقطت سُقوفُها وعليها القواعد وحيطانُها وهم فيها وإِنما قيل للمُنقَعِرِ خاوٍ أَي خالٍ وقال بعضهم في قوله تعالى وهي خاوِية على عروشها أَي خاوية عن عروشها لتهدُّمِها جعل على بمعنى عن كما قال اللَّه عز وجل الذين إِذا اكتالُوا على الناس يَسْتَوْفُون أَي اكتالوا عنهم لأَنفسهم وعُروشُها سُقوفها يعني قد سقَط بعضُه على بعض وأَصل ذلك أَن تسقُط السقوفُ ثم تسقُط الحيِطان عليها خَوَتْ صارت خاوِيةً من الأَساس والعَرْش أَيضاً الخشَبة والجمع أَعراشٌ وعُروشٌ وعرَش العَرْشَ يعرِشه ويعرُشه عَرْشاً عَمِلَه وعَرْشُ الرجل قِوام أَمره منه والعَرْش المُلْك وثُلَّ عَرْشُه هُدِم ما هو عليه من قِوام أَمره وقيل وَهَى أَمريه وذهَب عِزُّه قال زهير تَداركْتُما الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها وذُبيانَ إِذ زَلَّتْ بأَحلامِها النَّعْلُ
( * في الديوان بأَقدامها بدلاً من بأَحلامها )
والعَرْش البيت والمنزل والجمع عُرُش عن كراع والعَرْش كواكِبُ قُدَّام السَّماك الأَعْزَلِ قال الجوهري والعَرْشُ أَربعةُ كَواكِبَ صغار أَسفل من العَوَّاء يقال إِنها عَجُزُ الأَسَدِ قال ابن أَحمر باتت عليه ليلةٌ عَرْشيَّةٌ شَرِبَتْ وبات على نَقاً مُتهدِّمِ وفي التهذيب وعَرْشُ الثُّريَّا كواكِبُ قريبة منها والعَرْشُ والعَرِيش ما يُستَظلُّ به وقيل لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يوم بدر أَلا نَبْني لك عَرِيشاً تتظلَّل به ؟ وقالت الخنساء كان أَبو حسّان عَرْشاً خَوَى ممَّا بَناه الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ أَي كان يظلُّنا وجمعه عُروش وعُرُش قال ابن سيده وعندي أَن عُروشاً جمع عَرْش وعُرُشاً جمعُ عَرِيش وليس جمعَ عَرْشٍ لأَن باب فَعْل وفُعُل كرَهْن ورُهُن وسَحْل وسُحُل لا يتَّسع وفي الحديث فجاءت حُمَّرةٌ جعلت تُعَرِّشُ التَّعْرِيش أَن ترتفع وتظلَّل بجناحيها على من تحتها والعَرْش الأَصل يكون فيه أَربعُ نَخْلات أَو خمسٌ حكاه أَبو حنيفة عن أَبي عمرو وإِذا نبتتْ رواكِيبُ أَربعٌ أَو خمسٌ على جِذْع النَّخْلَة فهو العَرِيشُ وعَرْشُ البئر طَيُّها بالخشب وعرشْت الرَّكِيَّة أَعرُشها وأَعرِشُها عَرْشاً طَويْتُها من أَسفلها قدرَ قامةٍ بالحجارة ثم طَوَيْتُ سائرَها بالخشب فهي مَعْرُوشةٌ وذلك الخشب هو العَرْش فأَما الطيُّ فبالحجارة خاصَّة وإِذا كانت كلها بالحجارة فهي مطويَّة وليست بمعروشة والعَرْشُ ما عَرَشْتها به من الخشب والجمع عُروشٌ والعَرْشُ البناء الذي يكون على فَمِ البئر يقوم عليه الساقي والجمع كالجمع قال الشاعر أَكُلَّ يومٍ عَرْشُها مَقِيلي وقال القَطامي عُمَيْرُ بنُ شُيَيْمٍ وما لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ إِذا استُلَّ من تحت العُرُوشِ الدَّعائمُ فلم أَرَ ذا شَرٍّ تَماثَلَ شَرُّهُ على قومِه إِلا انتهى وهو نادمُ أَلم تَرَ لِلبنْيانِ تَبْلى بُيوتُهُ وتَبْقَى من الشِّعْرِ البُيوتُ الصوارِمُ ؟ يريد أَبياتَ الهِجاء والصوارِمُ القواطِع والمثابةُ أَعلى البئر حيث يقوم المستقي قال ابن بري والعَرْش على ما قاله الجوهري بناءٌ يُبنى من خشب على رأْس البئْر يكون ظِلالاً فإذا نُزِعت القوائمُ سقطتِ العُروشُ ضَرَبَهُ مثلاً وعَرْشُ الكَرْمِ ما يُدْعَمُ به من الخشب والجمع كالجمع وعَرَشَ الكَرْمَ يَعْرِشُه ويعرُشه عَرْشاً وعُرُوشاً وعَرَّشَه عَمِل له عَرْشاً وعَرَّشَه إِذا عَطَف العِيدان التي تُرْسَل عليها قُضْبان الكَرْم والواحد عَرْش والجمع عُروش ويقال عَرِيش وجمعه عُرُشٌ ويقال اعْتَرَشَ العِنَبُ العَريشَ اعْتِراشاً إِذا عَلاه على العِراش وقوله تعالى جَنَّاتٍ مَعْرُوشات المعروشاتُ الكُرُوم والعَرِيشُ ما عَرَّشْتَه به والجمع عُرُشٌ والعَرِيشُ شِبْهُ الهَوْدَج تقْعُد فيه المرأَةُ على بَعِيرٍ وليس به قال رؤبة إِمَّا تَرَيْ دَهْراً حَناني خَفْضا أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا وبئرٌ مَعْروشةُ وكُرُومٌ مَعْروشاتٌ وعرَشَ يعْرِشُ ويعرُش عَرْشاً أَي بَنى بِناءً من خشبٍ والعَرِيشُ خَيْمةٌ من خشب وثُمام والعُروش والعُرُش بيوت مكة واحدها عَرْشٌ وعَرِيشٌ وهو منه لأَنها كانت تكون عِيداناً تُنْصَبُ ويُظَلَّلُ عليها عن أَبي عبيد وفي حديث ابن عمر أَنه كان يَقْطع التَلْبِيةَ إِذا نَظَر إِلى عُروش مكة يعني بيوتَ أَهل الحاجة منهم وقال ابن الأَثير بيوت مكة لأَنها كانت عيداناً تنصب ويُظَلَّل عليها وفي حديث سعد قيل له إِن معاوية يَنْهانا عن مُتْعة الحج فقال تَمَتَّعْنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ومعاويةُ كافر بالعُرُشِ أَراد بيوت مكة يعني وهو مقيم بعُرُش مكة أَي بيوتها في حال كُفْرِه قبل إِسلامِه وقيل أَراد بقوله كافر الاخْتِفاء والتغطّي يعني أَنه كان مُخْتفياً في بيوت مكة فمن قال عُرُش فواحدها عريشٌ مثل قَليبٍ وقُلُبٍ ومن قال عُروش فواحدها عريشٌ مثل قَليبِ وقُلُبٍ ومن قال عُروش فواحدها عَرش مثل فَلْس وفُلوس والعَريش والعَرْشُ مكةُ نفسُها كذلك قال الأَزهري وقد رأَيتُ العربَ تسمي المَظالَّ التي تُسَوَّى من جريد النخل ويُطْرح فوقها التُّمام عُرُشاً والواحد منها عَريش ثم يُجْمع عُرْشاً ثم عُروشاً جمعَ الجمعِ وفي حديث سهل بن أَبي خَيْثَمة إِني وجدت ستين عَرِيشاً فأَلقيت لهم من خَرْصِها كذا وكذا أَراد بالعَرِيش أَهل البيت لأَنهم كانوا يأْتون النَّخيل فيَبْتَنُون فيه من سَعَفِه مثل الكُوخ فيُقِيمون فيه يأْكلون مدّة حَمْله الرُّطَبَ إِلى أَن يُصْرَمَ ويقال للحَظِيرة التي تُسَوَّى للماشية تكُنّها من البَرد عَريشٌ والإِعْراشُ أَن تمْنَع الغنمَ أَن تَرْتَع وقد أَعْرَشْتها إِذا مَنعْتها أَن ترتع وأَنشد يُمْحى به المَحْلُ وإِعْراشُ الرُّمُم ويقال اعْرَوَّشْتُ الدابةَ واعنَوَّشْته
( * قوله « واعنوشته » هو في الأصل بهذا الضبط ) وتَعَرْوَشْته إِذا ركبته وناقة عُرْشٌ ضخْمة كأَنها مَعْروشة الزَّوْر قال عبدةُ بن الطبيب عُرْشٌ تُشِيرُ بقِنْوانٍ إِذا زُجِرَتْ من خَصْبة بقِيَتْ منها شَمالِيلُ وبعيرٌ مَعْروشُ الجَنْبين عظيمُهما كما تُعْرَشُ البئر إِذا طُوِيتْ وعَرْشُ القَدَمِ وعُرْشُها ما بين عَيرِها وأَصابعها من ظاهرٍ وقيل هو ما نَتأَ في ظهرها وفيه الأَصابعُ والجمع أَعْراشٌ وعِرَشة وقال ابن الأَعرابي ظهرُ القدم العَرْش وباطنُه الأَخْمَص والعُرْشانِ من الفرس آخرُ شَعرِ العُرْف وعُرْشا العُنُق لَحْمتان مسْتَطِيلتان بينهما الفَقارُ وقيل هما موضعا المِحْجَمَتين قال العجاج يَمْتَدّ عُرْشا عُنْقِه للُقْمَتِهْ ويروى وامتدَّ عُرْشا وللعنُقِ عُرْشان بينهما القفا وفيهما الأَخْدَعانِ وهما لحمتان مُسْتطيلتانِ عِدا العُنُق قال ذو الرمة وعبدُ يَغُوث يَحْجُلُ الطَّيْرُ حوله قد احْتَزّ عُرْشَيهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ لنا الهامةُ الأُولى التي كلُّ هامةٍ وإِن عظُمَتْ منها أَذَلُّ وأَصْغَرُ وواحدهما عُرْش يعني عبد يغوث بن وقّاص المُحاربي وكان رئيسَ مَذْحِج يومَ الكُلاب ولم يُقْتل ذلك اليومَ وإِنما أُسِرَ وقُتِل بعد ذلك وروي قد اهْتَذّ عُرْشَيه أَي قَطَع قال ابن بري في هذا البيت شاهِدانِ أَحدُهما تقديمُ مِنْ على أَفْعَل والثاني جواز قولهم زيد أَذلُّ من عُمرٍو وليس في عَمْرٍو ذُلٌّ على حد قول حسان فَشَرُّكُما لِخيرِكُما الفِداءُ وفي حديث مَقْتَل أَبي جهل قال لابن مسعود سَيْفُك كَهامٌ فخُذْ سَيفي فاحْتَزَّ به رأْسي من عُرْشِي قال العُرْشُ عِرْقٌ في أَصل العُنُق وعُرْشا الفرسِ مَنْبِت العُرْفِ فوق العِلْباوَيْنِ وعَرْشَ الحِمارُ بعانَتهِ تَعْريشاً حَمَلَ عليها فاتحاً فمَه رافعاً صوتَه وقيل إِذا شَحَا بعد الكَرْفِ قال رؤبة كأَنّ حيث عَرَّشَ القَبائلا من الصَّبِيّيْنِ وحِنُوًا ناصِلا والأُذُنان تُسَمَّيان عُرْشَينِ لِمُجاوَرَتِهما العُرْشَين أَراد فلان أَن يُقِرّ لي بحقّي فَنَفَث فلانٌ في عُرْشَيهِ وإِذا سارَّه في أُذُنيه فقد دَنا من عُرْشَيْهِ وعَرَشَ بالمكان يَعْرِش عُرُوشاً وتَعرَّش ثبَتَ وعَرِشَ بغَرِيمه عرَشاً لزِمَه والمُتَعَرْوِشُ المُسْتَظِلّ بالشجرة وعَرَّشَ عني الأَمرُ أَي أَبْطأَ قال الشماخ ولما رأَيتُ الأَمرَ عَرْشَ هَوِيّةٍ تسَلّيْتُ حاجاتِ الفؤاد بشَمَّرا الهَوِيّةُ موضعٌ يَهْوِي مَنْ عليه أَي يَسْقُط يصِفُ فوتَ الأَمرِ وصعوبتَه بقوله عَرْشَ هَوِيّة ويقال الكلب إِذا خَرِقَ فلم يَدْنُ للصيد عَرِشَ وعَرِسَ وعُرْشانٌ اسمٌ والعُرَيْشانُ اسم قال القتَّال الكِلابي عفا النَّجْبُ بعدي فالعُرَيْشانُ فالبُتْرُ

( عشش ) عُشُّ الطائرِ الذي يَجْمع من حُطامِ العيدان وغيرها فيَبيض فيه يكون في الجبَلِ وغيرِه وقيل هو في أَفْنان الشجر فإِذا كان في جبَلٍ أَو جِدار ونحوِهما فهو وَكْر ووَكْنٌ وإِذا كان في الأَرض فهو أُفْحُوصٌ وأُدْحِيٌّ وموضعُ كذا مُعَشّشٌ الطيورِ وجمعه أَعْشاشٌ وعِشاشٌ وعُشوشٌ وعِشَشةٌ قال رؤبة في العُشوش لولا حُباشاتُ من التَّحْبِيش لِصِبيَةٍ كأَفْرُخِ العُشوش والعَشْعَش العُشُّ إِذا تراكب بعضُه على بعض واعتَشَّ الطائرُ اتّخذ عُشًّا قال يصف ناقة يتبعها ذو كِدْنةٍ جُرَائِضُ لِخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ بحيث يعْتَشّ الغُرابُ البائضُ قال البائض وهو ذكَرٌ لأَن له شركةً في البَيْض فهو في معنى الوالد وعشَّشَ الطائرُ تَعْشيشاً كاعْتَشَّ وفي التهذيب العُشُّ للغراب وغيره على الشجر إِذا كَثُف وضخُم وفي المثل في خطبة الحجاج ليس هذا بعُشِّكِ فادْرُجِي أَراد بعُشِّ الطائر يُضرب مثلاً لمن يرفع نفسَه فوق قدْرِه ولمن يَتعَرَّض إِلى شيء ليس منه وللمُطْمَئِنّ في غير وقته فيؤمر بالجِدِّ والحركةِ ونحوٌ منه تَلَمَّسْ أَعشَاشَكَ أَي تلَمَّسِ التجِّني والعِلَلَ في ذَوِيك وفي حديث أُمّ زرع ولا تَمْلأُ بيْتَنا تعْشِيشاً أَي أَنها لا تَخُونُنا في طعامنا فنخبأَ منه في هذه الزاوية وفي هذه الزاوية كالطيور إِذا عَشَّشَتْ في مواضعَ شتّى وقيل أَرادت لا تملأ بيتَنا بالمَزابِل كأَنه عُْشُّ طائر ويروى بالغين المعجمة والعَشّةُ من الشجر الدقيقةُ القُضْبان وقيل هي المفْترِقةُ الأَغصان التي لا تُواري ما وراءها والعَشّةُ أَيضاً من النخل الصغيرةُ الرأْسِ القليلة السعف والجمع عِشاشٌ وقد عشَّشَت النخلةُ قَلَ سعفُها ودقّ أَسفلُها ويقال لها العَشَّة وقيل شجرة عشَّةٌ دقيقة القضبان لَئِِيمةُ المَنْبِت قال جرير فما شَجراتُ عِيصِك في قريْش بعَشّات الفُروعِ ولا ضَواحِي وقيل لرجل ما فعل نخل بني فلان ؟ فقال عَشَّشَ أَعلاه وصنْبَرَ أَسفلُه والاسم العَشَشُ والعَشّةُ الأَرض القليلة الشجر وقيل الأَرض الغليظة وأَعْشَشْنا وقعْنا في أَرض عَشَّة وقيل أَرض عَشَّةٌ قليلة الشجر في جَلْدٍ عَزازٍ وليس بجبلٍ ولا رملٍ وهي ليّنة في ذلك ورجل عَشٌّ دقيقُ عظام اليد والرِّجْلِ وقيل هو دقيقُ عظام الذراعين والساقين والأُنثى عَشَّةٌ قال لَعَمْرُكَ ما لَيْلى بورْهاءَ عِنْفِصٍ ولا عَشَّة خَلْخالُها يَتَقَعْقَعُ وقيل العَشَّةُ الطويلة القليلة اللحم وكذلك الرجلُ وأَطْلَق بعضهم العَشَّةَ من النساء فقال هي القليلةُ اللحم وامرأَة عَشّةٌ ضَئِيلةُ الخَلْق ورجل عَشٌّ مهزول أَنشد ابن الأَعرابي تَضْحكُ منِّي أَن رأَتْني عَشّا لبِستُ عَصْرَى عُصُرٍ فامْتَشَّا بَشَاشَتي وعَمَلاً ففَشَّا وقد أَراها وشَواها الحُمْشا ومِشْفراً إِن نطقَتْ أَرَشّا كمِشْفَر الناب تَلُوكُ الفَرْشا الفَرْشُ الغَمْضُ من الأَرض فيه العُرفُط والسَّلَم وإِذا أَكلَتْه الإِبلُ أَرْخت أَفواهَها وناقة عَشَّةٌ بيِّنة العَشَشِ والعَشاشة والعُشُوشةٍ وفرس عَشُّ القوائم دقيقٌ وعَشَّ بدنُ الإِنسان إِذا ضَمَر ونَحَل وأَعَشّهُ اللَّه والعَشُّ الجمع والكسب وعَشَّ المعروفَ يعُشّه عَشًّا قلَّله قال رؤبة حَجّاجُ ما نَيْلُك بالمَعْشُوشِ وسقى سَجْلاً عَشّاً أَي قليلاً نزراً وأَنشد يسقينَ لا عَشّاً ولا مُصَرّدا وعَشّشَ الخبرُ يبِسَ وتكَرَّجَ فهو مُعَشِّشٌ وأَعَشَّه عن حاجته أَعْجَله وأَعَشّ القومَ وأَعَشَّ بهم أَعْجَلَهم عن أَمرهم وكذلك إِذا نزل بهم على كُرْه حتى يتحوّلوا من أَجله وكذلك أَعْشَشْت قال الفرزدق يصف القطاة وصادقة ما خبّرَتْ قد بَعَثْتُها طَرُوقاً وباقي الليلِ في الأَرض مُسْدِف ولو تُرِكَتْ نامتْ ولكنْ أَعَشّها أَذًى من قِلاصٍ كالحَنِيِّ المُعَطَّفِ ويروى كالحِنّي بكسر الحاء ويقال أَعْشَشْت القومَ إِذا نزَلْت منزلاً قد نزلوه قبلك فآذَيْتهم حتى تحوّلوا من أَجْلِك وجاؤوا مُعاشِّين الصُّبْحَ أَي مُبادِرين وعشَشْت القميصَ إِذا رقَعْته فانعشّ أَبو زيد جاء بالمال من عِشِّه وبِشِّه وعِسِّه وبِسِّه أَي من حيث شاء وعَشّه بالقضيب عشًّا إِذا ضربه ضربات قال الخليل المَعَشّ المَطْلب وقال غيره المَعَسّ بالسين المهملة وحكى ابن الأَعرابي الاعْتِشاشُ أَن يمتارَ القومُ ميرةً ليست بالكثيرة وأَعْشاش موضع بالبادية وقيل في ديار بني تميم قال الفرزدق عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ وما كُنْتَ تَعْزِفُ وأَنْكَرْتَ من حَدْراءَ ما كنْتَ تَعْرِفُ ويروى وما كِدْتَ تعزف أَراد عزفت عن أَعشاش فأَبدل الباء مكان عن ويروى بإِعْشاش أَي بكُرْهٍ يقول عَزَفْتَ بكُرْهِك عمن كنْت تُحِبّ أَي صرفت نفسَك والإِعشاشُ الكِبَرُ
( * قوله « الكبر » هو بهذا الضبط في الأَصل )

( عطش ) العطَشُ ضدُّ الرِّيّ عطِشَ يعْطشُ عَطَشاً وهو عاطِشٌ وعطِشٌ وعطُشٌ وعَطْشان والجمع عَطِشُون وعَطْشونَ وعِطاشٌ وعَطْشَى وعَطّاشَى وعُطَاشَى والأُنثى عَطِشةٌ وعَطْشةٌ وعَطْشى وعَطْشانةٌ ونسوة عِطاشٌ وقال اللحياني هو عَطْشان يُرِيد الحالَ وهو عاطِشٌ غداً وما هو بعاطشٍ بعد هذا اليوم ورجل مِعْطاشٌ كثير العطَشِ عن اللحياني وامرأَة مِعْطاشٌ وعَطّشَ الإِبلَ زاد في ظِمْئها أَي حبَسَها عن الماء كانت نَوْبَتُها في اليوم الثالث أَو الرابع فسقاها فوق ذلك بيوم وأَعْطَشَها أَمْسَكها أَقلَّ من ذلك قال أَعْطَشَها لأَقْرَبِ الوَقْتين والمُعَطَّشُ المحبوسُ عن الماء عمْداً والمَعاطِشُ مواقِيتُ الظِّمْءِ واحدُها مَعْطَشٌ وقد يكون المَعْطَش مصدراً لِعَطِشَ يَعْطَشُ وأَعْطَشَ القومُ عطِشَت إِبِلُهم قال الحطيئة ويَحْلفُ حَلْفةً لبني بَنِيه لأَنتُمْ مُعْطِشون وهُمْ رِواء وقد أَعْطَشَ فلان وإِنه لمُعْطِشٌ إِذا عطِشَت إِبلُه وهو لا يُريد ذلك وزَرْعٌ مُعَطَّشٌ لم يُسْقَ ومكان عَطِشٌ قليلُ الماء والعُطاش داءٌ يُصِيب الصبي فلا يروى وقيل يُصِيب الإِنْسان يشرب الماءَ فلا يَروَى وفي الحديث أَنه رَخَّص لصاحب العُطاش بالضم واللَّهَث أَن يُفطِرا ويُطعِما العُطاشُ بالضم شدّة العَطَشِ وقد يكون داءٌ يُشْرب معه ولا يَرْوي صاحبه وعَطِشَ إِلى لقائه أَي اشتاق وإِني إِليك لعَطْشان وإِني لأُجادُ إِليك وإِني لجائع إِليك وإِني لَمُلْتاحٌ إِليك معناه كله مشتاق وأَنشد وإِني لأُمْضِي الهَمَّ عنها تَجَمُّلاً وإَني إِلى أَسْماءَ عَطْشانُ جائعُ وكذلك إِني لأَصْوَرُ إِليه وعَطْشان نَطْشَان إِتباع له لا يُفْرد قال محمد بن السري أَصلُ عَطْشان عَطْشاء مثل صحراء والنون بدل من أَلف التأْنيث يدل على ذلك أَنه يجمع على عَطاشَى مثل صَحارَى ومكانٌ عَطِشٌ وعطْشٌ قليل الماء قال ابن الكلبي كان لعبد المطلب بن هاشم سَيفٌ يقال له العطشان وهو القائل فيه مَنْ خانَه سَيْفُه في يوم مَلْحَمةٍ فإِنَّ عَطْشانَ لم يَنْكُلْ ولم يَخُنِ

( عفش ) عَفَشَه يَعْفِشُه عَفْشاً جمعه وفي نوادر الأَعراب به عُفَاشةٌ من الناس ونُخاعةٌ ولُفاظةٌ يعني من لا خير فيه من الناس

( عفنجش ) العَفَنْجَشُ الجافي

( عقش ) العَقْشُ الجمعُ والعَفْش
( * قوله « والعفش إلى آخر المادة » فيه سكون العين وتحريكها ) نبت ينبُت في التُّمام والمَرْخ يتلَوى كالعَصْبة على فَرْع الثمام وله ثمرة خَمْريَّة إِلى الحمرة والعَقْشُ أَطرافُ قُضْبان الكرْم والعَقْش ثمر الأَراك وهو الحَثَرُ والجَهَاضُ والجَهادُ والعلة
( * قوله « والعْلة » كذا بالأَصل من غير نقط وفي شرح القاموس العثلة بالمثلثة ) والكَبَاثُ

( عكش ) عكَشَ عليه حَمَلَ وعَكِش النباتُ والشعرُ وتعَكَّش كَثُرَ والتفَّ وكلُّ شيءٍ لزم بعضُه بعضاً فقد تَعَكَّشَ وشعرٌ عَكِشٌ ومُتَعَكِّشُ إِذا تلبَّد وشعر عَكِشُ الأَطراف إِذا كان جَعْداً ويقال شَدَّ ما عَكِش رأَسُه أَي لزم بعضه بعضاً وشجرة عَكِشَةٌ كثيرةُ الفروع مُتَشَجِّنةٌ والعُكَّاش اللِّوَاء الذي يتقَشَّع الشجرَ ويَلْتوي عليه والعَكِشةُ شجرة تَلَوَّى بالشجر تؤكل وهي طيبة تباع بمكة وجُدَّةَ دقيقة لا ورق لها والعَكْش جَمْعُك الشيء والعَوْكشة من أَدوات الحَرَّاثين ما تُدارُ به الأَكْداس المَدُوسة وهي الحِفْراة أَيضاً والعُكَاشة والعُكَّاشةُ العنكبوت وبها سمي الرجل وتَعَكَّشَ العنكبوتُ قبَض قوائمه كأَنه يَنْسُج والعُكَّاشُ ذكَرُ العنكبوت وعُكَيْشٌ وعُكَّاشةُ وعَكَّاشٌ أَسماء وعَكَاشُ بالفتح موضع وعُكَّاش بالتشديد اسم ماءِ لبني نُمَير ويقال لبيت العنكبوت عُكَّاشةٌ عن أَبي عمرو وعُكَّاشة بن مِحْصن الأَسدي من الصحابة وقد يخفف

( عكبش ) عَكْبَشَه شَدَّه وثَاقاً والعَكْبَشةُ والكَرْبَشَةُ أَخذُ الشيء ورَبْطُه يقال كعْبَشه وكَرْبَشَه إِذا فعل ذلك به ويقال عَكْبَشه وعَكْشَبَه شَدَّه وَثاقاً

( عكرش ) العِكْرِش نبات شِبه الثِّيل خَشِنٌ أَنشد خشونة من الثيل تأْكله الأَرانب والعِكْرِشةُ الأَرْنب الضخمة قال ابن سيده هي الأَرنب الأُنثى سميت بذلك لأَنها تأْكل هذه البَقْلة قال الأَزهري هذا غلط الأَرانبُ تسكن عَذَواتِ البِلاد النائية عن الرِّيفِ والماءِ ولا تَشْربُ الماء ومراعها الحَلَمة والنَّصِيُّ وقَمِيمُ الرُّطَب إذا هاجَ والخُزَزُ الذكَر من الأَرانب قال وسمِّيت أُنثى الأَرانب عِكْرِشةً لكثرة وَبرِها والْتِفافِه شُبِّه بالعِكْرِش لالْتِفافِه في منابِتِه وفي حديث عمر قال له رجل عَنَّت لي عِكْرِشةٌ فشَنَّقْتُها بِجَبُوبةٍ فقال فيها جَفْرةٌ العِكْرِشةُ أُنثى الأَرانب والجَفْرةُ العَناقُ من المعز الأَزهري العِكْرِشُ مَنْبِتُه نُزُوزُ الأَرض الدقيقة وفي أَطرافِ ورقِه شوكٌ إِذا تَوَطَّأَه الإِنسانُ بقدميه أَدماهما وأَنشد أَعرابي من بني سعد يُكْنى أَبا صبرة اعْلِف حِمارَك عِكْرِشا حتى يَجِدَّ ويَكْمُشا والعَكْرَشةُ التقبُّضُ وعِكْراشٌ رجلٌ كان أَرْمَى أَهلِ زمانِه قال الأَزهري هو عِكْراشُ ابن ذُؤَيْب كان قَدِم على النبي صلى اللَّه عليه وسلم وله رواية إِن صحَّت الأَزهري عجوز عِكْرِشةٌ وعِجْرِمةٌ وعَضْمّزَةٌ وقَلَمّزةٌ وهي اللئيمة القصيرة

( عكمش ) العُكَمِشُ القطيعُ الضخم من الإِبل والسين أعلى

( علش ) العِلَّوْشُ الذِّئب حِمْيريَّة وقيل ابنُ آوى قال الخليل ليس في كلام العرب شين بعد لام ولكن كلها قبل اللام قال الأَزهري وقد وُجِد في كلامهم الشين بعد اللام قال ابن الأَعرابي وغيره رجل لَشْلاشٌ وسنذكره

( عمش ) الأَعْمَشُ الفاسد العين الذي تَغْسَِقُ عيناه ومثله الأَرْمَصُ والعَمَشُ أَن لا تزالَ العين تُسِيل الدمع ولا يَكادُ الأَعْمشُ يُبْصِرُ بها وقيل العَمَش ضَعْفُ رؤية العين مع سيلانِ دمعها في أَكثر أَوقاتِها رجل أَعْمَشُ وامرأَة عَمْشاءُ بيِّنا العَمَشِ وقد عَمِشَ يَعْمَشُ عَمَشاً واستعمله قيس بن ذريح في الإِبل فقال فأُقْسِم ما عُمْشُ العُيونِ شَوارِفٌ رَوائِمُ بَوٍّ حانِياتٌ على سَقْبِ والتَّعامُشُ والتَعْمِيشُ التغافلُ عن الشيء والعَمْشُ ما يكون فيه صلاحُ البدنِ وزيادةٌ والخِتانُ للغلام عَمْشٌ لأَنه يُرًى فيه بعد ذلك زيادةٌ يقال الخِتانُ صلاحُ الولدِ فاعْمُشُوه واعْبُشُوه أَي طَهِّرُوه وكلتا اللغتين صحيحةً وطعام عَمْشٌ لك أَي مُوافقٌ ويقال عَمِشَ جسمُ المريض إِذا ثَابَ إِليه وقد عَمَّشَه اللَّه تَعْمِيشاً وفلان لا تَعْمَشُ فيه الموعظةُ َي لا تَنْجَع وقد عَمِشَ فيه قولُك أَي نَجَع والعُمْشوشُ العُنْقود يؤكل ما عليه ويُتْرك بعضُه وهو العُمْشُوق أَيضاً وتَعامَشْتُ أَمْرَ كذا وتَعَامَسْته وتَغَامَصْته وتَغاطَشْته وتَغاطَسْته وتَغاشَيته كله بمعنى تغابَيْتُه

( عنش ) عَنَشَ العُودَ والقضيبَ والشيءَ يَعْنِشُه عَنْشاً عطَفَه وعنَشَ الناقة إِذا جذَبَها إِليه بالزِّمام كعَنَجَها وعَنَشَ دخَلَ والمُعانَشةُ المُعانَقةُ في الحرْب وقال أَبو عبيد عانَشْتُه وعانَقْتُه بمعنى واحد ويقال فلان صديقُ العِناشِ أَي العِناق في الحرْب وعانَشَه مُعانَشَةً وعِناشاً واعْتَنَشَه عانقَه وقاتَله قال ساعدة بن جُؤَيّة عِنَاش عَدُوٍّ لا يزال مُشَمِّراً برَجْل إِذا ما الحَرْبُ شُبَّ سَعِيرُها وأَسد عِنَاشٌ مُعانِشٌ وُصِف بالمصدر وفي حديث عمرو بن مَعْدِي كَرِبَ قال يومَ القادِسِيّة يا مَعشرَ المسْلِمين كونوا أُسْداً عِنَاشاً وإِفرادُ الصفةِ والموصوفُ جمعٌ يُقَوِّي ما قلنا من أَنه وُصِف بالمصدر والمعنى كونوا أُسْداً ذاتَ عِناشٍ والمصدر يُوصف به الواحد والجمع تقول رجلٌ ضَيْفٌ وقومٌ ضَيْفٌ واعْتَنَشَ الناسَ ظَلَمَهم قال رجل من بني أَسد وما قولُ عَبْسٍ وائِلٌ هو ثَأْرُنا وقاتِلُنا إِلاَّ اعْتِناشٌ بباطِل أَي ظُلْمٌ بباطل وعنشه عنشاً أَغْضَبَه وعُنَيْشٌ وعُنَّيْشٌ اسمان وما له عُنْشُوشٌ أَي شيء وما في إِبِلِه عُنْشُوشٌ أَي شيءٌ الأَزهري في ترجمة خنش ما له عُنْشُوشٌ أَي شيء والعَنَشْنَشُ الطويلُ وقيل السريعُ في شَبابِه وفرسٌ عَنَشْنَشَةٌ سريعة قال عَنَشْنَش تَعْدُو به عَنَشْنَشَةْ للدِّرْعِ فَوْقَ ساعِدَيْه خَشْخَشَهْ وروى ابن الأَعرابي قول رؤبة فَقُلْ لذاكَ المُزْعَجِ المَعْنُوشِ وفسره فقال المَعْنُوشُ المُسْتَفَزُّ المَسُوق يقال عَنَشَه يَعْنِشُه إِذا ساقَه والمُعانَشةُ المُفاخَرَةُ

( عنجش ) العُنْجُشُ الشيخُ المُتَقَبِّضُ قال الشاعر وشَيْخ كَبِير يَرْقَعُ الشَّنَّ عُنْجُش الأَزهري العُنْجُش الشيخ الفاني

( عنفش ) العِنْفِشُ اللئيم القصير الأَزهري أَتانا فلان مُعَنْفِشاً بلِحْيته ومُقَنْفِشاً وفلان عِنْفاشُ اللحْيَة وعَنْفَشِيّ اللحية وقِسْبار اللحية إِذا كان طويلَها

( عنقش ) العِنْقاش اللئيم الوغْدُ وقال أَبو نخيلة لما رَماني الناسُ بابْنَيْ عَمِّي بالقِرْدِ عِنْقاشٍ وبالأَصَمِّ قلْتُ لها يا نَفْسي لا تَهْتَمِّي

( عنكش ) العَنْكَشةُ التجمُّعُ وعَنْكَشٌ اسم

( عيش ) العَيْشُ الحياةُ عاشَ يَعِيش عَيْشاً وعِيشَةً ومَعِيشاً ومَعاشاً وعَيْشُوشةً قال الجوهري كلُّ واحد من قوله مَعاشاً ومَعِيشاً يصْلُح أَن يكون مصدراً وأَن يكون اسماً مثل مَعابٍ ومَعِيبٍ ومَمالٍ ومَمِيلٍ وأَعاشَه اللَّه عِيشةً راضيةً قال أَبو دواد وسأَله أَبوه ما الذي أَعاشَك بَعْدِي ؟ فأَجابه أَعاشَني بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ وعايَشَه عاشَ مَعه كقوله عاشَره قال قَعْنب بن أُمّ صاحب وقد عَلِمْتُ على أَنِّي أُعايِشُهُمْ لا نَبْرَحُ الدهرَ إِلا بَيْنَنا إِحَنُ والعِيشةُ ضربٌ من العَيْش يقال عاشَ عِيشةَ صِدْق وعِيشةَ سَوءِ والمَعاشُ والمَعِيشُ والمَعِيشةُ ما يُعاشُ به وجمع المَعِيشة مَعايِشُ على القياس ومَعائِشُ على غير قياس وقد قُرِئَ بهما قوله تعالى وجَعَلْنا لكم فيها مَعايِشَ وأَكثر القراء على ترك الهمز في معايش إِلا ما روي عن نافع فإِنه همَزها وجميع النحويين البصريين يزْعُمون أَن همزَها خطأٌ وذكروا أَن الهمزة إِنما تكون في هذه الياء إِذا كانت زائدة مثل صَحِيفة وصحائف فأَما مَعايشُ فمن العَيْش الياءُ أَصْليّةُ قال الجوهري جمعُ المَعِيشة مَعايشُ بلا همز إِذا جمعتها على الأَصل وأَصلها مَعْيِشةٌ وتقديرها مُفْعِلة والياءُ أَصلها متحركة فلا تنقلب في الجمع همزةً وكذلك مَكايِلُ ومَبايِعُ ونحوُها وإِن جمعتها على الفَرْع همزتَ وشبّهتَ مَفْعِلة بفَعِيلة كما همزت المَصائب لأَن الياء ساكنة قال الأَزهري في تفسير هذه الآية ويحتمل أَن يكون مَعايش ما يَعِيشون به ويحتمل أَن يكون الوُصْلةَ إِلى ما يَعِيشون به وأُسنِد هذا القول إِلى أَبي إِسحق وقال المؤرّج هي المَعِيشة قال والمَعُوشةُ لغة الأَزد وأَنشد لحاجر بن الجَعْد
( * قوله « لحاجر بن الجعد » كذا بالأصل وفي شرح القاموس لحاجز ابن الجعيد )
من الخِفِرات لا يُتْمٌ غَذاها ولا كَدُّ المَعُوشةِ والعِلاج قال أَكثر المفسرين في قوله تعالى فإِنَّ له مَعِيشةً ضَنْكاً إِن المَعِيشةَ الضَّنْكَ عذابُ القبر وقيل إِن هذه المعيشةَ الضنْك في نار جهنم والضَّنْكُ في اللغة الضِّيقُ والشدّة والأَرض مَعاشُ الخلق والمَعاشُ مَظِنَّةُ المعيشة وفي التنزيل وجعَلْنا النهار مَعاشاً أَي مُلْتَمَساً للعَيْشِ والتعَيُّشُ تكلُّف أَسباب المَعِيشة والمُتَعَيِّشُ ذو البُلْغة من العَيْشِ يقال إِنهم ليَتَعَيّشُون إِذا كانت لهم بُلْغةٌ من العَيْش ويقال عَيْش بني فلان اللبَنُ إِذا كانوا يَعِيشون به وعيش آل فلان الخُبز والحَبّ وعَيْشُهم التمْرُ وربما سمَّوا الخبز عَيْشاً والعائشُ ذو الحالة الحسَنة والعَيْش الطعام يمانية والعَيْش المَطْعم والمَشْرب وما تكون به الحياة وفي مثل أَنْتَ مرَّةً عَيْشٌ ومرَّةً جَيْشٌ أَي تَنْفع مرّةً وتضُرّ أُخْرى وقال أَبو عبيد معناه أَنت مرةً في عَيْشٍ رَخِيٍّ ومرّةً في جَيشٍ غَزِيٍّ وقال ابن الأَعرابي لرجل كيف فلان ؟ قال عَيْشٌ وجَيْشٌ أَي مرة معي ومرّة عليَّ وعائشةُ اسمُ امرأَة وبَنُو عائشةً قبيلة من تيم اللات وعائشة مهموزة ولا تقل عَيْشة قال ابن السكيت تقول هي عائشة ولا تقل العَيْشة وتقول هي رَيْطة ولا تقل رائطة وتقول هو من بني عيِّذ اللَّه ولا تقل عائذ اللَّه وقال الليث فلان العائَشِيّ ولا تقل العَيْشي منسوب إِلى بني عائشة وأَنشد عَبْدَ بني عائشةَ الهُلابِعَا وعَيَّاشٌ ومُعَيَّشٌ اسمان

( عيدش ) العَيْدَشُونُ دُوَيْبّة

( غبش ) الغَبَشُ شدَّة الظُّلْمة وقيل هو بقية الليل وقيل ظُلْمة آخر الليل قال ذو الرمة أَغْباشَ لَيلِ تَمَامٍ كان طارَقَه تَطَخْطُخُ الغَيم حتى ما لَه جُوَبُ وقيل هو مما يلي الصبحَ وقيل هو حين يُصْبح قال في غَبَشِ الصُّبْح أَو التَّجَلِّي والجمع من ذلك أَغْباش والسين لغة عن يعقوب وليل أَغْبَشُ وغَبِشٌ وقد غَبِشَ وأَغْبَشَ وفي الحديث عن رافع مولى أُم سلمة أَنه سَأَل أَبا هريرة عن وقت الصلاة فقال صَلّ الفَجْرَ بِغَلَسٍ وقال ابن بُكَير في حديثه بغَبَش فقال ابن بكير قال مالكٌ غَبَشٌ وغَلَسٌ وغَبَسٌ واحد قال أَبو منصور ومعناها بقية الظلمة يُخالطها بياض الفَجْر فبَيَّنَ الخيطَ الأَبيض من الخيط الأَسود ومن هذا قيل للأَدْلَم من الدواب أَغْبَش وقي الحديث أَنه صلَّى الفجر بِغَبَشٍ يقال غَبِشَ الليلُ وأَغْبَشَ إِذا أَظلم ظلمة يخالطها بياض قال الأَزهري يريد أَنه قدَّم صلاة الفحر عند أَوّل طلوعه وذلك الوقت هو الغَبَسُ بالسين المهملة وبَعْدَهُ الغَلَسُ ويكون الغَبَشُ بالمعجمة في أَوّل الليل أَيضاً قال ورواه جماعة في الموطإِ بالسين المهملة وبالمعجمة أَكثر والغُبْشةُ مثل الدُّلْمة في أَلوان الدواب والغَبَشُ مثل الغَبَس والغَبَسُ بعد الغَلَس قال وهي كلّها في آخر الليل ويكون الغَبَسُ في أَول الليل أَبو عبيدة غَبِشَ الليل وأَغْبَشَ إِذا أَظلم وفي حديث علي كرم اللَّه وجهه قَمَشَ عِلْماً غارّاً بأَغْباش الفتْنة أَي بظُلَمِها وغَبَشَني يَغْبِشُني غَبْشاً خَدعني وغَبَشَه عن حاجتِه يَغْبِشُه خدعه عنها والتَغَبُّشُ الظُّلْم قال الراجز أَصْبَحْت ذا بَغْيٍ وذا تَغَبُّشِ وذا أَضالِيلَ وذا تَأَرُّشِ وتَغَبَّشَني بدعوى باطلٍ ادّعاها عليّ وقد ذُكِر في حرف العين ويقال تَغَبّشَنا فلانٌ تَغَبُّشاً أَي ركِبَنا بالظُّلْم قال أَبو زيد ما أَنا بغابِشِ الناس أَي ما أَنا بغاشِمِهم أَبو مالك غَبَشه وغشَمَه بمعنى واحد وغُبْشان اسم رجل

( غرش ) الغَرْشُ حَمْل شجر يمانية قال ابن دريد ولا أَحُقّه

( غشش ) الغِشُّ نقيض النُّصْح وهو مأْخوذ من الغَشَش المَشْرَب الكدِر أَنشد ابن الأَعرابي ومَنْهَل تَرْوَى به غير غَشَشْ أَي غير كدر ولا قليل قال ومن هذا الغشُّ في البياعات وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال ليس منَّا من غَشّا قال أَبو عبيدة معناه ليس من أَخْلافِنا الغِش وهذا شبيه بالحديث الآخر المؤمِنُ يُطْبَع على كل شيء إِلا الخيانة وفي رواية مَنْ غَشَّنا فليس مِنَّا أَي ليس من أَخلاقنا ولا على سُنَّتنا وفي حديث أُم زرع ولا تَمْلأُ بَيْتَنا تَغْشِيشاً قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية وهو من الغِشِّ وقيل هو من النميمة والرواية بالمهملة وقد غَشَّه غِشّاً لم يَمْحَضْه النَّصيحة وشيء مَغْشُوش ورجل غُشَّ غاشٌّ والجمع غُشّونَ قال أَوس بن حجر مُخَلّفون ويَقْضِي الناسُ أَمْرَهُمُ غُشُّو الأَمانةِ صُنْبُورٌ لِصُنْبُورِ قال ولا أَعرف له جمعاً مكسّراً والرواية المشهورة غُسّو الأَمانةِ واستَغَشّه واغْتَشّه ظن به الغِشَّ وهو خلافُ اسْتَنْصَحَه قال كُثيِّر عزة فقُلْتُ وأَسْرَرْتُ النَّدامَةَ لَيْتَنِي وكُنْت امرَأً أَغْتَشُّ كلَّ عَذُولِ سَلَكْتُ سَبيلَ الرائِحات عَشِيّةً مَخارِمَ نِسعٍ أَو سَلَكْنَ سَبِيلي واغْتَشَشْتُ فلاناً أَي عَدَدْته غاشًّا قال الشاعر أَيا رُبَّ من تَغتَشُّه لك ناصحٌ ومُنْتصِحٍ بالغَيْبِ غيرُ أَمِينِ
( * قوله « ومنتصح » في الأساس ومؤتمن )
وغَشَّ صدْرُه يَغِشُّ غِشّاً غَلَّ ورجل غَشٌّ عظيمُي السُّرّة قال ليس بغَشٍّ هَمُّه فيما أَكَلْ وهو يجوز أَن يكون فَعْلاً وأَن يكون كما ذهب إِليه سيبويه في طَبٍّ وبَرٍّ من أَنهما فَعِلٌ والغِشَاش أَوّلُ الظُّلْمَة وآخرُها ولقيه غِشَاشاً وغَشَاشاً أَي عند الغروب والغَشَاش والغِشَاش العَجَلةُ يقال لقيتُهُ على غِشَاشٍ وغَشَاشٍ أَي على عَجَلة حكاها قطرب وهي كِنانيّة وأَنشدتْ محمودةُ الكلابية وما أَنْسَى مَقالَتَها غِشَاشاً لنا والليلُ قد طرَدَ النهارَا وصَاتَكَ بالعُهود وقد رَأَيْنا غُرابَ البَيْن أَوْكَبَ ثم طارَا الأَزهري يقال لقيتُه غَشاشاً وغِشاشاً وذلك عند مُغَيْرِبان الشمس قال الأَزهري هذا باطل وإِنما يقال لقيته غَشَاشاً وغِشَاشاً وعلى غَشَاشٍ وغِشَاشٍ إِذا لقيته على عجلة وقال القَطامي على مكانٍ غِشَاشٍ ما يُنيحُ به إِلا مُغَيِّرُنا والمُسْتَقِي العَجِل وقال الفرزدق فمَكَّنْتُ سَيْفِي من ذَواتِ رِماحِها غِشَاشاً ولم أَحْفَلْ بُكَاءَ رُعائِيا وروي مكانَ رعائيا وشُرْبٌ غِشاشٌ ونوْمٌ غِشَاشٌ كلاهما قليلٌ قال الأَزهري شُرْبٌ غِشَاشٌ غير مَرِيءٍ لأَن الماء ليس بصافٍ ولا عَذْب ولا يَسْتَمْرِئُه شاربُه والغَشَشُ المَشْرب الكدِرُ عن ابن الأَنباري إِما أَن يكون من الغِشَاش الذي هو القليل لأًن الشُّرْب يقل منه لكَدَرِه وإِما أَن يكون من الغشّ الذي هو ضد النصيحة

( غطش ) الغَطَشُ في العين شِبْهُ العَمَشُ غَطِشَ غَطَشاً واغْطاش ورجل غَطِشٌ وأَغْطَشُ وقد غَطِشَ وامرأَة غَطْشَى بَيّنا الغَطَشِ والغَطَشُ الضعف في البصر كما يَنْظُر ببعض بصره ويقال هو الذي لا يفتح عَيْنَيه في الشمس قال رؤبة أُرِيهُمُ بالنظَرِ التغْطِيش والغُطَاشُ ظلمةُ الليل واختلاطُه ليل أَغْطَشُ وقد أُغْطشَ الليلُ بنفسه وأَغْطَشَه اللَّه أَي أَظْلَمه وغَطَشَ الليلُ فهو غاطِشٌ أَي مُظْلم الفراء في قوله تعالى وأَغطَشَ لَيْلَها أَي أَظلم ليلَها وقال الأَصمعي الغَطْشُ السَّدَفُ يقال أَتيتُه غَطْشاً وقد أَغطَشَ الليل وجعل أَبو تراب الغَطْشَ مُعاقِباً للغَبَش ومفَازةٌ غَطْشى غَمَّةُ المَسالكِ لا يُهتدى فيها حكاه أَبو عبيد عن الأَصمعي وفلاة غَطْشَى لا يُهتدى لها والمُتَغاطِشُ المُتعامي عن الشيء وفلاة غَطْشاءُ وغَطِيشٌ لا يُهتدى فيها لطريق وفلاة غَطْشى مقصور عن كراع مُظْلمة حكاها مع ظَمْأَى وغَرْثَى ونحوِهما مما قد عُرِفَ أَنه مقصور قال الأَعشى ويَهْماء بالليل غَطْشى الفَلا ةِ يُؤْنِسُني صوْتُ فيَّادِها الأَصمعي في باب الفلوات الأرض اليَهْماء التي لا يهتدى فيها لطَريق والغَطْشى مثلُه وغَطِّشُ لي شيئاً حتى أَذْكُر أَي افتح لي اللحياني غَطِّشْ لي شيئاً ووَطَّشْ لي شيئاً أَي افتح لي شيئاً ووجْهاً وسَمَتَ لهم يسْمِتُ سَمْتاً إِذا هو هيَّأَ لهم وجهَ العمل والرأْي والكلام وقد وَحَى لهم يَحي ووَطّشَ بمعنى واحد من لغة أَبي ثروان والمُتغاطِشُ المتعامي عن الشيء أَبو سعيد هو يتَغاطَشُ عن الأَمر ويَتَغاطَسُ أَي يَتَغافَلُ ومِياهُ غُطَيْشٍ من أَسماء السَّراب عن ابن الأَعرابي قال أَبو علي وهو تصغير الأَغْطَش تصغير الترخيم وذلك لأَن شدة الحر تَسْمَدِرُّ فيه الأَبصارُ فيكون كالظلمة ونظيره صَكّةُ عُمَيٍّ وأَنشد ابن الأَعرابي في تقوية ذلك ظَلِلْنا نخْبِطُ الطَّلْماءَ طِهْراً لَدَيْه والمَطِيُّ له أُوارُ

( غطرش ) غَطْرَشَ الليلُ بصَرَه أَظلم عليه التهذيب غطرَش بصرُه غَطْرَشةً إِذا أَظلم

( غطمش ) الغَطْمَِشةُ الأَخذ قهراً وتَغَطْمَشَ فلان علينا تَغَطْمُشاً ظلَمنا وبه سمي الرجل غَطَمِّشاً والغَطَمّشُ العينُ الكَلِيلةُ النظر ورجل غَطَمّشٌ كَلِيلُ البصر وغطَمّشٌ اسم شاعر من ذلك وهو من بني شَقِرَةَ بن كعب بن ثعلبة بن ضبَّة وهو الغَطَمَّشُ الضّبّي والغَطَمّشُ الظالم الجائرُ قال الأَخفش وهو من بنات الأَربعة مثل عَدَبّسٍ ولو كان من بنات الخمسة وكانت الأُولى نوناً لأَظْهِرَتْ لئلا يلْتَبِس بمثل عَدَبّس

( غمش ) الغَمَشُ إِظلامُ البصر من جوع أَو عطش وقد غَمِشَ بصرُه غَمَشاً فهو غَمِشٌ والعين لغة وزعم يعقوب أَنها بدل والغَمَشُ سوءُ البصر والغَمَشُ عارضٌ ثم يذهب وتَغَمَّشني بدعوى باطلٍ ادَّعاها عليَّ

( غنبش ) غَنْبَشٌ اسم

( فتش ) الفَتْشُ والتَّفْتيشُ الطلبُ والبحثُ وفتَشْت الشيء فتْشاً وفتَّشَه تفْتيشاً مثله قال شمر فتَّشْت شعر ذي الرّمة أَطلُب فيه بيتاً

( فجش ) الفَجْشُ الشَّدْخُ فَجَشَه فَجْشاً شدخه يمانية وفَجَشْت الشيء بيدي التهذيب في الرباعي فَنْجَشٌ واسع وفَجَشْت الشيء وسّعْته قال وأَحْسَبُ اشتقاقه منه

( فحش ) الفُحْش معروف ابن سيده الفُحْش والفَحْشاءُ والفاحِشةُ القبيحُ من القول والفعل وجمعها الفَواحِشُ وأَفْحَشَ عليه في المَنْطِق أَي قال الفُحْش والفَحْشاءُ اسم الفاحشة وقد فَحَشَ وفَحُشَ وأَفْحَشَ وفَحُشَ علينا وأَفْحَشَ إِفْحاشاً وفُحْشاً عن كراع واللحياني والصحيح أَن الإِفْحاشَ والفُحْش الاسم ورجل فاحِشٌ ذو فُحْش وفي الحديث إِن اللَّه يُبْغِضُ الفاحِشَ المُتَفَحِّشَ فالفاحِشُ ذو الفحش والخَنا من قول وفعل والمُتَفَحِّشُ الذي يتكلَّفُ سَبَّ الناس ويتعمَّدُه وقد تكرر ذكر الفُحْش والفاحشة والفاحش في الحديث وهو كل ما يَشتد قُبْحُه من الذنوب والمعاصي قال ابن الأَثير وكثيراً ما تَرِدُ الفاحشةُ بمعنى الزنا ويسمى الزنا فاحشةً وقال اللَّه تعالى إِلا أَن يَأْتِينَ بفاحشةٍ مُبَيِّنةٍ قيل الفاحشة المبينة أَن تزني فتُخْرَج لِلْحدّ وقيل الفاحشةُ خروجُها من بيتها بغير إِذن زوجها وقال الشافعي أَن تَبْذُوَ على أَحْمائِها بِذَرابةِ لسانها فتُؤْذِيَهُم وتَلُوكَ ذلك في حديث فاطمة بنت قيس أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم لم يَجْعل لها سُكْنى ولا نفقةً وذَكر أَنه نَقَلها إِلى بيت ابن أُم مَكتوم لبَذاءتِها وسَلاطةِ لِسانِها ولم يُبْطِلْ سُكْناها لقوله عز وجل ولا تُخْرِجوهُنّ من بُيوتِهنّ ولا يَخْرُجْنَ إِلا أَن يأْتِينَ بفاحشةٍ مُبَيِّنةٍ وكلُّ خَصْلة قبيحةٍ فهي فاحشةٌ من الأَقوال والأَفعال ومنه الحديث قال لعائشة لا تقولي ذلك فإِن اللَّه لا يُحبُّ الفُحْشَ ولا التفاحُشَ أَراد بالفُحْش التعدّي في القول والجواب لا الفُحْشَ الذي هو من قَذَعِ الكلام ورديئه والتَّفاحُشُ تَفاعُلٌ منه وقد يكون الفُحْشُ بمعنى الزيادة والكثرة ومنه حديث بعضهم وقد سُئِل عن دم البراغيث فقال إِن لم يكن فاحشاً فلا بأْس وكلُّ شيء جاوز قدرَه وحدَّه فهو فاحِشٌ وقد فَحُشَ الأَمر فُحْشاً وتفاحَشَ وفَحَّشَ بالشيء شَنَّعَ وفَحُشَت المرأَةُ قَبُحت وكبِرَت حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد وعَلِقْتَ تُجْرِيهِمْ عَجُوزَك بعدما فَحُشَتْ محاسِنُها على الخُطَّاب وأَفْحَشَ الرجل إِذا قال قولاً فاحشاً وقد فَحُشَ علينا فلانٌ وإِنه لَفَحّاشٌ وتفَحّشَ في كلامه ويكون المُتَفَحّشُ الذي يأْتي بالفاحشة المَنْهيّ عنها ورجل فَحّاش كثير الفُحْش وفَحُشَ قوله فُحْشاً وكلُّ أَمر لا يكون موافقًا للحقِّ والقَدْر فهو فاحشةٌ قال ابن جني وقالوا فاحِشٌ وفُحَشاء كجاهلٍ وجُهلاء حيث كان الفُحْشُ ضرْباً من ضُروب الجهل ونَقِيضاً للحِلْم وأَنشد الأَصمعي وهل عَلِمْت فُحَشاءَ جَهَلَهْ وأَما قول اللَّه عز وجل الشيطانُ يَعِدُكم الفقرَ ويأْمرُكم بالفحشاء قال المفسرون معناه يأْمركم بأَن لا تتصدقوا وقيل الفحشاء ههنا البُخْل والعرب تسمي البَخيلَ فاحشاً وقال طرفة أَرى المَوْتَ يَعتامُ الكِرامَ ويَصْطَفي عَقِيلةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ يعني الذي جاوز الحدّ في البخل وقال ابن بري الفاحِشُ السَّيِّء الخلُق المتشدّد البخيل يَعْتامُ يختار يَصْطفي أَي يأْخذ صَفْوته وهي خِيارُه وعَقِيلةُ المال أَكرمُه وأَنفَسُه وتفحَّش عليهم بلسانه

( فدش ) فَدَشه يَفْدِشُه فَدْشاً دفعه وفَدَشَ الشيءَ فَدْشاً شدَخَه وامرأَة فَدْشاءُ كمَدْشاء لا لحم على يديها ورجل فَدِشٌ أَخْرَقُ عن ابن الأَعرابي والفَدْش أُنثى العَناكب عن كراع

( فرش ) فَرَشَ الشيء يفْرِشُه ويَفْرُشُه فَرْشاً وفَرَشَه فانْفَرَش وافْتَرَشَه بسَطَه الليث الفَرْشُ مصدر فَرَشَ يَفْرِش ويفْرُش وهو بسط الفراش وافْتَرشَ فلان تُراباً أَو ثوباً تحته وأَفْرَشَت الفرس إِذا اسْتَأْتَتْ أَي طلبت أَن تُؤْتى وافْتَرشَ فلان لسانَه تكلم كيف شاء أَي بسطه وافْتَرشَ الأَسدُ والذئب ذراعيه رَبَضَ عليهما ومدّهما قال تَرى السِّرْحانَ مُفْتَرِشاً يَدَيه كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِه الصَّدِيعُ وافتَرَشَ ذراعيه بسطهما على الأَرض وروي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه نهى في الصلاة عن افتراش السبع وهو أَن يَبْسُط ذراعيه في السجود ولا يُقِلَّهما ويرْفَعَهما عن الأَرض إِذا سَجَد كما يَفْتَرشُ الذئبُ والكلب ذراعيه ويبسطهما والافْتِراشُ افْتِعالٌ من الفَرْش والفِراش وافْتَرَشَه أَي وطِئَه والفِراشُ ما افْتُرِش والجمع أَفْرِشةٌ وفُرُشٌ سيبويه وإِن شئت خفَّفْت في لغة بني تميم وقد يكنى بالفَرْش عن المرأَة والمِفْرَشةُ الوِطاءُ الذي يُجْعل فوق الصُّفَّة والفَرْشُ المَفْروشُ من متاع البيت وقوله تعالى الذي جعل لكم الأَرض فِراشاً أَي وِطاءً لم يَجْعلها حَزْنةً غَليظة لا يمكن الاستقرار عليها ويقال لَقِيَ فلان فلاناً فافْتَرَشَه إِذا صرَعَه والأَرض فِراشُ الأَنام والفَرْشُ الفضاءُ الواسع من الأَرض وقيل هي أَرض تَسْتوي وتَلِين وتَنْفَسِح عنها الجبال الليث يقال فَرَّش فلان داره إِذا بلّطَها قال أَبو منصور وكذلك إِذا بَسَطَ فيها الآجُرَّ والصَفِيحَ فقد فَرَّشَها وتَفْرِيشُ الدار تَبْلِيطُها وجمَلٌ مُفْتَرِشُ الأَرض لا سَنام له وأَكمةٌ مُفْتَرِشةُ الأَرض كذلك وكلُّه من الفَرْشِ والفَرِيشُ الثَوْرُ العربي الذي لا سنام له قال طريح غُبْس خَنابِس كلّهنّ مُصَدّرٌ نَهْدُ الزُّبُّنّة كالفَرِيشِ شَتِيمُ وفَرَشَه فِراشاً وأَفْرَشَه فَرَشَه له ابن الأَعرابي فَرَشْتُ زيداً بِساطاً وأَفْرَشْته وفَرَّشْته إِذا بَسَطت له بِساطاً في ضيافتِه وأَفْرَشْته إِذا أَعْطَبته فَرْشاً من الإِبل الليث فَرَشْت فلاناً أَي فَرَشْت له ويقال فَرَشْتُه أَمْري أَي بسطته كلَّهُ وفَرَشْت الشيء أَفْرِشُه وأَفْرُشُه بسطته ويقال فَرَشَه أَمْرَهي إِذا أَوسَعه إِياه وبسَطه له والمِفْرَشُ شيء كالشاذَكُونَة
( * الشاذكونة ثياب مُضرَّبَة تعمل باليمن « القاموس » ) والمِفْرَشةُ شيء يكون على الرحْل يَقعد عليها الرجل وهي أَصغرُ من المِفْرَش والمِفْرَش أَكبرُ منه والفُرُشُ والمَفارِشُ النِّساءُ لأَنهن يُفتَرَشْن قال أَبو كبير مِنْهُمْ ولا هُلْك المَفارِش عُزَّل أَي النساء وافْتَرَشَ الرجل المرأَة للّذَّة والفَريشُ الجاريةُ يَفْتَرِشُها الرجلُ الليث جارية فَرِشٌ قد افْتَرَشَها الرجل فَعِيلٌ جاء من افْتَعَل قال أَبو منصور ولم أَسمع جارية فَرِيش لغيره أَبو عمرو الفِراش الزوج والفِراش المرأَة والفِراشُ ما يَنامان عليه والفِراش البيت والفِراشُ عُشُّ الطائرِ قال أَبو كبير الهذلي حتى انْتَهَيْتُ إِلى فِراش عَزِيزَةٍ والفَراشُ مَوْقِع اللسان في قعر الفمِ وقوله تعالى وفُرُشٍ مَرْفُوعةٍ قالوا أَراد بالفُرُشِ نساءَ أَهل الجنة ذواتِ الفُرُشِ يقال لامرأَة الرجل هي فِراشُه وإِزارُه ولِحافُه وقوله مرفوعة رُفِعْن بالجَمال عن نساء أَهلِ الدنيا وكلُّ فاضلٍ رَفِيعٌ وقوله صلى اللَّه عليه وسلم الولدُ للفِراشِ ولِلْعاهِر الحجَرُ معناه أَنه لمالك الفِراشِ وهو الزوج والمَوْلى لأَنه يَفْتَرِشُها هذا من مختصر الكلام كقوله عز وجل واسأَل القريةَ يريد أَهلَ القريةِ والمرأَة تسمى فِراشاً لأَن الرجل يَفْتَرِشُها ويقال افْتَرَشَ القومُ الطريقَ إِذا سلكوه وافْتَرشَ فلانٌ كريمةَ فلانٍ فلم يُحْسنْ صحبتها إِذا تزوّجها ويقال فلانٌ كريمٌ مُتَفَرِّشٌ لأَصحابه إِذا كان يَفْرُشُ نفسَه لهم وفلان كريمُ المَفارِشِ إِذا تزوّج كرائمَ النِّساء والفَرِيشُ من الحافر التي أَتى عليها من نِتاجها سبعةُ أَيام واستحقت أَن تُضرَبَ أَتاناً كانت أَو فَرَساً وهو على التشبيه بالفَرِيشِ من النساء والجمع فَرائشُ قال الشماخ راحَتْ يُقَحِّمُها ذو ازْملٍ وسَقَتْ له الفَرائِشُ والسُّلْبُ القَيادِيدُ الأَصمعي فرسٌ فَرِيشٌ إِذا حُمِلَ عليها بعد النِّتاج بسبع والفَرِيشُ من ذوات الحافر بمنزلة النُّفَساء من النساء إِذا طهُرت وبمنزلة العُوذِ من النوق والفَرْشُ الموضع الذي يكثر فيه النبات والفَرْشُ الزرع إِذا فَرَّشَ وفَرَشَ النباتُ فَرْشاً انبسط على وجه الأَرض والمُفَرِّشُ الزرع إِذا انبسط وقد فَرَّشَ تَفْريشاً وفَراشُ اللسان اللحمة التي تحته وقيل هي الجلدة الخَشْناء التي تلي أُصولَ الأَسْنان العُلْيا وقيل الفَراشُ مَوْقع اللسان من أَسفل الحَنَك وقيل الفَراشَتانِ بالهاء غُرْضُوفانِ عند اللَّهاة وفَراشُ الرأْس عِظامٌ رِقاق تلي القِحْف النضر الفَراشانِ عِرْقان أَخْضران تحت اللسان وأَنشد يصف فرساً خَفِيف النَّعامةٍ ذُو مَيْعةٍ كَثِيف الفَراشةِ ناتي الصُّرَد ابن شميل فَراشا اللجامِ الحَديدتانِ اللتان يُرْبط بهما العذاران والعذَارانِ السَّيْرانِ اللذان يُجْمعان عند القَفا ابن الأَعرابي الفَرْشُ الْكذِبُ يقال كَمْ تَفْرُش كَمْ وفَراشُ الرأْس طرائقُ دِقاق من القِحْف وقيل هو ما رَقَّ من عظْم الهامة وقيل كلُّ رقيقٍ من عظمٍ فَراشَةٌ وقيل كل عظم ضُرب فطارت منه عظامٌ رِقاقٌ فهي الفَراش وقيل كل قُشور تكون على العظْم دون اللحم وقيل هي العِظامُ التي تخرج من رأْس الإِنسان إِذا شُجّ وكُسِر وقيل لا تُسمى عِظامُ الرأْس فَراشاً حتى تتبيّن الواحدة من كل ذلك فَراشةٌ والمُفَرِّشةُ والمُفْتَرِشةُ من الشِّجاجِ التي تبلغ الفَراش وفي حديث مالك في المُنَقِّلَةِ التي يَطيرُ فَراشُها خمسةَ عشرَ المُنَقَّلَةُ من الشِّجاج التي تُنَقِّلُ العظام الأَصمعي المُنَقِّلة من الشجاج هي التي يخرج منها فَراشُ العظام وهي قشرة تكون على العظم دون اللحم ومنه قول النابغة ويَتْبَعُها منهمْ فَراشُ الحَواجِب والفَراش عظم الحاجب ويقال ضرَبه فأَطارَ فَراشَ رأْسه وذلك إِذا طارت العظام رِقاقاً من رأْسه وكل رقيق من عظم أَو حديدٍ فهو فَراشةٌ وبه سميت فَراشةُ القُفل لرِقَّتِها وفي حديث علي كرم اللَّه وجهه ضَرْبٌ يَطِير منه فَراشُ الهامِ الفَراشُ عظام رقاق تلي قِحْف الرأْس الجوهري المُفَرِّشةُ الشَّجّةُ التي تَصْدَع العظم ولا تَهْشِم والفَراشةُ ما شخَص من فروع الكتفين فيما بين أَصْل العنق ومستوى الظهر وهما فَراشا الكتفين والفَراشَتان طرَفا الوركين في النُّفْرة وفَراشُ الظَّهْر مَشكّ أَعالي الضُّلُوع فيه وفَراشُ القُفْل مَناشِبُه واحدتُها فَراشة حكاها أَبو عبيد قال ابن دريد لا أَحْسبها عربيّة وكلُّ حديدةٍ رقيقة فَراشةٌ وفَراشةُ القُفْل ما يَنْشَبُ فيه يقال أَقْفَلَ فأَفْرَشَ وفَراشُ التَّبِيذ الحَبَبُ الذي عليه والفَرْشُ الزَّرْع إِذا صارت له ثلاثُ ورَقاتٍ وأَرْبعٌ وفَرْشُ الإِبِلِ وغيرِها صِغارُها الواحدُ والجمع في ذلك سواءٌ قال الفراء لم أَسمع له بجمع قال ويحتمل أَن يكون مصدراً سمي به من قولهم فَرَشَها اللَّهُ فَرْشاً أَي بَثُّها بَثّاً وفي التنزيل العزيز ومن الأَنْعام حَمُولةً وفَرْشاً وفَرْشُها كِبارُها عن ثعلب وأَنشد له إِبلٌ فَرْشٌ وذاتُ أَسِنَّة صُهابيّة حانَتْ عليه حُقُوقُها وقيل الفَرْشُ من النَّعَم ما لا يَصْلح إِلا للذبح وقال الفراء الحَمُولةُ ما أَطاقَ العملَ والحَمْلَ والفَرْشُ الصغارُ وقال أَبو إِسحق أَجْمَع أهْلُ اللغة على أَن الفَرْشَ صِغارُ الإِبل وقال بعض المفسرين الفَرْشُ صغارُ الإِبل وإِن البقر والغنم من الفَرْش قال والذي جاء في التفسير يدلّ عليه قولُه عز وجل ثمانية أَزواجٍ من الضأْن اثنين ومن المَعزِ اثنين فلما جاء هذا بدلاً من قوله حَمُولة وفرْشاً جعله للبقر والغنم مع الإِبل قال أَبو منصور وأَنشدني غيرهُ ما يُحَقّق قول أَهل التفسير ولنا الحامِلُ الحَمُولةُ والفَرْ شُ من الضَّأْن والحُصُونُ السيُوفُ وفي حديث أُذَينةَ في الظُّفْرِ فَرْشٌ من الإِبل هو صغارُ الإِبل وقيل هو من الإِبل والبقر والغنم ما لا يصلح إِلا للذبح وأَفْرَشْتُه أَعْطَيته فَرْشاً من الإِبل صغاراً أَو كباراً وفي حديث خزيمة يذكر السَّنَة وتركَتِ الفَرِيش مُسْحَنْكِكاً أَي شديدَ السواد من الاحتراق قيل الفَراش الصغارُ من الإِبل قال أَبو بكر هذا غيرُ صحيح عندي لأَن الصِّغارَ من الإِبل لا يقال لها إِلا الفَرْش وفي حديث آخر لكم العارض والفَريشُ قال القتيبي هي التي وَضَعَت حديثاً كالنُّفَساء من النساء والفَرْشُ منابت العُرْفُط قال الشاعر وأَشْعَث أَعْلى ماله كِففٌ له بفَْرشِ فلاةٍ بينَهنَّ قَصِيمُ ابن الأَعرابي فَرْشٌ من عُرْفُط وقَصِيمَةٌ من غَضاً وأَيكةٌ من أَثْلٍ وغالٌّ من سَلَم وسَليلٌ من سَمُر وفَرْشُ الحطب والشجر دِقُّه وصِغارُه ويقال ما بها إِلا فَرْشٌ من الشجر وفَرْشُ العِضاهِ جماعتُها والفَرْشُ الدارةُ من الطَّلْح وقيل الفَرْشُ الغَمْضُ من الأَرض فيه العُرْفُطُ والسَّلَم والعَرْفَجُ والطَّلْح والقَتاد والسَّمُر والعَوْسجُ وهو ينبت في الأَرض مستوية ميلاً وفرسخاً أَنشد ابن الأَعرابي وقد أَراها وشَواها الجُبْشا ومِشْفَراً إِن نطَقَتْ أَرَشَّا كمِشْفَرِ النابِ تَلُوكُ الفَرْشا ثم فسره فقال إِن الإِبل إِذا أَكلت العرفط والسلم استَرْخت أَفواهُها والفَرْشُ في رِجْل البعير اتساعٌ قليل وهو محمود وإِذا كثُر وأَفرط الرَّوَحُ حتى اصطَكَّ العُرْقوبان فهو العَقَل وهو مذموم وناقة مَفْرُوشةُ الرِّجْل إِذا كان فيها اسْطار
( * قوله اسْطار هكذا في الأَصل )
وانحناء وأَنشد الجعدي مَطْويَّةُ الزَّوْرِ طيَّ البئْرِ دَوْسَرة مَفْروشة الرِّجْل فَرْشاً لم يكن عَقَلا ويقال الفَرْشُ في الرِّجُل هو أَن لا يكون فيها أَن لا يكون فيها انْتِصابٌ ولا إِقْعاد وافْتَرَشَ الشيءَ أَي انبسط ويقال أَكَمَةٌ مُفْتَرِشةُ الظَّهْر إِذا كانت دكَّاءَ وفي حديث طَهْفة لكم العارِض والفَريشُ الفَريشُ من النبات ما انْبَسط على وجه الأَرض ولم يَقُم على ساق وقال ابن الأَعرابي الفَرْشُ مَدْح والعَقَل ذمٌّ والفَرْشُ اتساع في رِجْل البعير فإن كثُر فهو عَقَل وقال أَبو حنيفة الفَرْشةُ الطريقةُ المطمئنة من الأَرض شيئاً يقودُ اليومَ والليلة ونحو ذلك قال ولا يكون إِلا فيما اتسع من الأَرض واستوى وأَصْحَرَ والجمع فُرُوش والفَراشة حجارة عظام أَمثال الأَرْجاء توضع أَوّلاً ثم يُبْنى عليها الركِيبُ وهو حائط النخل والفَراشةُ البقيّة تبقى في الحوض من الماء القليل الذي ترى أَرض الحوض من ورائه من صَفائه والفَراشةُ مَنْقَع الماء في الصفاةِ وجمعُها فَراشٌ وفَراشُ القاعِ والطين ما يَبِشَ بعد نُضُوب الماء من الطين على وجه الأَرض والفَراشُ أَقلُّ من الضَّحْضاح قال ذو الرمة يصف الحُمُر وأَبْصَرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه فَراشاً وأَنَّ البَقْلَ ذَاوٍ ويابِسُ والفَراشُ حَبَبُ الماءِ من العَرَقِ وقيل هو القليل من العرق عن ابن الأَعرابي وأَنشد فَراش المَسِيح فَوْقَه يَتَصَبَّبُ قال ابن سيده ولا أَعرف هذا البيت إِنما المعروف بيت لبيد عَلا المسْك والدِّيباج فوقَ نُحورِهم فَراش المسيحِ كالجُمَان المُثَقَّب قال وأَرى ابن الأَعرابي إِنما أَراد هذا البيت فأَحالَ الروايةَ إِلا أَن يكون لَبِيدٌ قد أَقْوى فقال فراش المسيح فوقه يتصبب قال وإِنما قلت إِنه أَقْوى لأَنّ رَوِيَّ هذه القصيدةِ مجرورٌ وأَوّلُها أَرى النفسَ لَجّتْ في رَجاءِ مُكَذَّبِ وقد جَرّبَتْ لو تَقْتَدِي بالمُجَرَّبِ وروى البيت كالجمان المُحَبَّبِ قال الجوهري مَنْ رفعَ الفَراشَ ونَصَبَ المِسْكَ في البيت رفَعَ الدِّيباجَ على أَن الواو للحال ومَنْ نصب الفَراشَ رفعَهما والفَرَاشُ دوابُّ مثل البعوض تَطير واحدتُها فَراشةٌ والفرَاشةُ التي تَطير وتَهافَتُ في السِّراج والجمع فَراشٌ وقال الزجاج في قوله عز وجل يومَ يكونُ الناسُ كالفَراشِ المَبثُوثِ قال الفَراش ما تَراه كصِغارِ البَقِّ يَتَهافَتُ في النار شَبَّهَ اللَّهُ عزّ وجل الناسَ يومَ البَعْث بالجراد المُنْتَشر وبالفَراش المبثوث لأَنهم إِذا بُعِثُوا يمُوج بعضُهم في بعض كالجراد الذي يَمُوج بعضُه في بعض وقال الفرّاء يريد كالغَوْغاءِ من الجراد يَرْكَبُ بعضه بعضاً كذلك الناس يَجُول يومئذ بعضُهم في بعض وقال الليث الفَراشُ الذي يَطِير وأَنشد أَوْدى بِحِلْمِهمُ الفِياشُ فِحلْمُهم حِلْمُ الفَراشِ غَشِينَ نارَ المُصْطَلي
( * هذا البيت لجرير وهو في ديوانه على هذه الصورة )
أَزرَى بحِلمُِكُمُ الفِياشُ فأنتمُ مثلُ الفَراش غَشِين نار المصطلي وفي المثل أَطْيَشُ من فَراشةٍ وفي الحديث فتَتَقادَعُ بهم جَنْبةُ السِّراطِ تَقادُعَ الفَراشِ هو بالفتح الطير الذي يُلْقي نفسَه في ضوء السِّراج ومنه الحديث جَعَلَ الفَراشُ وهذه الدوابُّ تقع فيها والفَراشُ الخفيفُ الطَّيّاشَةُ من الرجال وتَفَرّش الطائرُ رَفْرَفَ بجناحيه وبسَطَهما قال أَبو دواد يصف ربيئة فَأَتانا يَسْعَى تَفَرُّشَ أُمّ ال بَيْض شَدّاً وقد تَعالى النهارُ ويقال فَرَّشَ الطائرُ تَفْرِيشاً إِذا جعل يُرَفْرِف على الشيء وهي الشَّرْشَرةُ والرَفْرَفةُ وفي الحديث فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفَرّش هو أَن تَقْرب من الأَرض وتَفْرُش جَناحيها وتُرَفْرِف وضرَبَه فما أَفْرَش عنه حتى قَتَلَه أَي ما أَقْلعَ عنه وأَفْرَش عنهم الموتُ أَي ارْتفع عن ابن الأَعرابي وقولهم ما أَفْرَشَ عنه أَي ما أَقْلَع قال يزيد ابن عمرو بن الصَّعِق
( * قوله « قال يزيد إلخ » هكذا في الأصل والذي في ياقوت وأَمثال الميداني لم أَر يوماً مثل يوم جبله لما أَتتنا أسد وحنظله وغطفان والملوك أزفله تعلوهم بقضب منتخله وزاد الميداني لم تعد أَن أَفرش عنها الصقله )
نحْنُ رُؤوسُ القومِ بَيْنَ جَبَلَهْ يومَ أَتَتْنا أَسَدٌ وحَنْظَلَهْ نَعْلُوهُمُ بِقُضُبٍ مُنْتَخَلَهْ لم تَعْدُ أَن أَفْرَشَ عنها الصَّقَلَهْ أَي أَنها جُدُدٌ ومعنى مُنْتَخَلة مُتَخَيَّرة يقال تَنَخَّلْت الشيءَ وانْتَخَلْته اخْتَرْته والصَّقَلةُ جمعُ صاقِل مثل كاتب وكَتَبة وقوله لم تَعْدُ أَن أَفْرَشَ أَي لم تُجاوِزْ أَن أَقْلَع عنها الصقلةُ أَي أَنها جُدُدٌ قَرِيبةُ العهدِ بالصَّقْلِ وفرش عنه أَرادَه وتهيّأَ له وفي حديث ابن عبد العزيز إِلا أَن يكون مالاً مُفْتَرَشاً أَي مغصوباً قد انْبَسطت فيه الأَيْدي بغير حق من قولهم افْتَرَش عِرْضَ فلانٍ إِذا اسْتباحَه بالوَقِيعة فيه وحقيقتُه جَعَله لنفسه فِراشاً يطؤُه وفَرْش الجَبَا موضع قال كُثيّر عزة أَهاجَك بَرْقٌ آخِرَ الليلِ واصِبُ تضَمَّنَه فَرْشُ الجَبا فالمَسارِبُ ؟ والفَرَاشةُ أَرض قال الأَخطل وأَقْفَرت الفَراشةُ والحُبَيّا وأَقْفَر بَعْد فاطِمةَ الشَّقِيرُ
( * قوله » الشقير » كذا بالأصل هنا وفي مادة شقر بالقاف وفي ياقوت الشفير بالفاء )
وفي الحديث ذكر فَرْش بفتح الفاء وتسكين الراء وادٍ سلَكه النبي صلى اللَّه عليه وسلم حين سارَ إِلى بدر واللَّه أَعلم

( فرطش ) فَرْطَشَ الرجلُ قَعَدَ ففَتح ما بين رِجْليه الليث فَرْشَحَت الناقةُ إِذا تَفَحّجَت للحَلْب وفَرْطَشَت للبَوْل قال الأَزهري كذا قرأْته في كتاب الليث قال والصواب فَطْرَشَت إِلا أَن يكون مقلوباً

( فشش ) الفَشُّ تَتَبُّع السَّرَقِ الدونِ فَشَّه يَفُشّه فَشّاً قال الشاعر نحْنُ ولِيناهُ فلا نَفُشُّه وابنُ مُفاض قائمٌ يَمُشُّه يأْخذ ما يُهْدَى له يَفُشُّه كيف يُؤَاتِيه ولا يَؤُشّه ؟ وانْفَشّت الرياحُ خرجت عن الزِّق ونحوه والفَشُّ الحلْبُ وقيل الحلْبُ السريعُ وفَشّ الناقةَ يَفُشُّها فشّاً أَسْرع حَلْبَها وفَشّ الضرعَ فَشّاً حلَب جميعَ ما فيه وناقة فَشُوشٌ مُتَقَشِرةُ الشَّخْبِ أَي يتَشَعّبُ إِحْلِيلُها مثل شعاع قَرْن الشمسِ حين يطْلع أَي يتفَرّقُ شَخْبُها في الإِناء فلا يُرَغّي بيّنةُ الفَشَاشِ وفي حديث موسى وشعيب عليهما السلام ليس فيها عَزُوزٌ ولا فَشُوشٌ الفَشُوش التي يَنْفَشّ لبنُها من غير حَلْب أَي يَجْري لسَعةِ الإِحْليل ومثله الفَتوح والثَّرُور والفَشْفَشةُ ضَعْفُ الرأْي والفَشْفَشةُ الخَرُّوبة ابن الأَعرابي الفَشّ الطَّحْرَبةُ والفَشُّ النَّميمة والفَشُّ الأَحْمَق والخَرُوبُ يقال له الفَشّ وفشَّ الرطْبَ فَشّاً أَخْرَج زُبْدَة وفَشَّ القِرْبةَ يَفُشّها فَسّاً حلَّ وِكاءَها فخرجَ رِيحُها والفَشُوش السقاءُ الذي يَتَحَلّب وفي بعض الأَمثال لأَفُشّنَّكَ فَشَّ الوَطْبِ أَي لأُزِيلَنَّ نَفْخَك وقال كراع معناه لأَحلُبَنّك وذلك أَن يُنْفَخ ثم يُحَلّ وِكاؤُه ويُتْرك مفتوحاً ثم يُمْلأ لبَناً وقال ثعلب لأَفُشَّنَّ وَطْبَك أَي لأَذْهَبَنّ بكِبْرِك وتِيهِك وفي التهذيب معناه لأُخْرِجَنَّ غَضَبَك من رأْسك من فَشَّ السقاءَ إِذا أَخْرج منه الريح وهو يقال للغَضْبان وربما قالوا فَشّ الرجُلُ إِذا تَجَشّأَ وفي الحديث إِن الشيطانَ يفُشُّ بَين أَلْيَتَي أَحدِكم حتى يُيخَيِّلَ إِليه أَنه قد أَحْدث أَي يَنْفُخ نَفْخاً ضعيفاً ويقال فُشّ السقاءُ إِذا خرج منه الريح وفي حديث ابن عباس لا يَنْصَرِف حتى يَسْمع فَشِيشَها أَي صوتَ ريحها قال والفَشِيشُ الصوت ومنه فَشِيشُ الأَفعى وهو صوت جلدها إذا مشَتْ في اليَبَسِ وفي حديث أَبي الموالي فأَتت جاريةٌ فأَقبلت وأَدبرت وإنَي لأَسْمع بين فخذيها من لَفَفِها مثلَ فَشِيش الحَرابِش قال هي جنس من الحيّات واحدها حِرْبِش وفي حديث عمر جاءه رجلُ فقال أَتيْتُك من عند رجلٍ يَكْتُب المصاحفَ من غير مُصْحَف فغَضِبَ حتى ذَكرتُ الزِّقَّ وانتفاخَه قال مَنْ ؟ قلتُ ابنُ أُمِّ عَبْدٍ فذكرتُ الزِّقَّ وانفشاشَه يريد أَنه غَضِب حى انتفخ غَيْظاً ثم لما زال غضبُه انْفَشَّ انتفاخُه والانْفِشاش انْفِعال من الفَشّ ومنه حديث ابن عمر مع ابن صيّاد فقلت له اخْسَ
( * قوله « اخس » كذا بالأصل والنهاية والذي في مسلم اخسأ بهمزة آخره ) فلن تَعْدُو قَدْرَك فكأَنه كان سقاءً فُشّ أَي فُتِح فانْفَشّ ما فيه وخَرَجَ ويقال للرجل إِذا غَضِب فلم يَقْدِر على التغيير فََشاشِ فُشِّيه من استِه إِلى فِيه ويقال للسقاء إِذا فُتح رأْسُه وأُخْرِج منه الريحُ فُشَّ وقد فُشّ السقاء يُفَشُّ وفَشَشْت الزِّقَّ إِذا أَخْرَجْت ريحَه والفَشُوش الناقة الواسعةُ الإِحْليل والفَشُوش والمُقَصِّعةُ والمُطَحْرِبةُ الأَمةُ الفَشّاء ويقال انْفَشَّت عِلَّةُ فلانٍ إِذا أَقبل منها وفي حديث ابن عباس أَغطهم صدَقَتك وإِن أَتاك أَهْدَلُ الشفتين مُنْفَشُّ المَنْخِرين أَي مُنْتفخهما مع قُصُورِ المارِن وانْبِطاحه وهو من صفات الزَّنْجِ والخَبَشِ في أُنوفِهم وشِفاهِهم وهو تأْويل قوله صلى اللَّه عليه وسلم أَطيعوا ولو أُمِّر عليكم عبدٌ حبشِيٌّ مُجَدَّعٌ والضمير في أَعطهم لأُولي الأَمر والفَشُّ الفَسْوُ والفَشُوشُ من النساء الضَّرُوط وقيل هي الرَّخْوةُ المَتاعِ وقيل هي التي تقعد على الجُرْدان قال رؤبة وازْجُرْ بَني النجّاخةِ الغَشُوشِ وفَشَّ المرأَةَ يَفُشُّها فَشّاً نَكحَها وفَشَّ القُفْلَ فَشّاً فتَحه بغير مفتاح والانْفِشاش الانكسار عن الشيء والفَشَلُ وانْفَشَّ الرجل عن الأَمر أَي فَتَر وكَسِل وانْفَشَّ الجُرْح سكَن ورَمُه عن ابن السكيت والفَشُّ الأَكْل قال جرير فبِتُّم تَفُشُّون الخَزِيرَ كأَنَّكمْ مُطَلَّقةٌ يوماً ويوماً تُراجَعُ وفَشَّ القومُ يَفِشُّون فُشوشاً أَحْيَوْا بعد هُزال وأَفَشُّوا انطلقوا فجَفَلوا والفَشُّ من الأَرض الهَجْل الذي ليس بجُدٍّ عميق ولا مُتَطامِنِ جِدّاً والفَشّ حَمْل اليَنْبُوت واحدته فَشَّةٌ وجمعها فِشَاشٌ والفَشُوشُ الخَرُّوب والفِشّاش والفِشْفاش كساء رقيق غليظ النَّسج وقيل الفِشَّاشُ الكساء الغليظ والفَشُوش الكساء السَّخِيف وفي حديث شقيق أَنه خرَج إِلى المسجد وعليه فِشّاش له وهو كساء غليظ وفَشِيشةُ بئرٌ لحيّ من العرب قال ابن الأَعرابي هو لقب لبني تميم وأَنشد ذَهَبَتْ فَشِيشةُ بالأَباعِر حَوْلَنا سَرَقاً فصَبَّ على فَشِيشةَ أَبْجَرُ وفَشْفَشَ ببَوْله نضَحه وفَشْفَش الرجلُ أَفرط في الكذب ورجل فَشْفاش يَتَنَفّجُ بالكذب ويَنْتحِل ما لغيره وفي حديث الشعبي سَمَّيْتُك الفَشْفَاشَ يعني سَيْفَه وهو الذي لم يُحْكَم عملُه وفَشْفَشَ في القول إِذا أَفرط في الكذب والفَشْفاش عُشْبة نحو البَسْباسِ واحدته فَشْفاشة

( فطرش ) الأَزهري الليث فَرْشَحَت الناقةُ إِذا تَفَحَّجت للحَلْب وفَرْطَشَت للبول قال الأَزهري هكذا قرأْته في كتاب الليث والصواب فَطْرَشَت إِلا أَن يكون مقلوباً

( فنش ) التهذيب قال أَبو تراب سمعت السلمي يقول نَبَّشَ الرجلُ في الأَمر وفَنَّشَ إِذا اسْترْخى فيه وقال أَبو تراب سمعت القَيْسيِّين يقولون فَنَّشَ الرجل عن الأَمر وفَيَّش إِذا خامَ عنه

( فنجش ) : التهذيب في الرباعي : ابن دريد فَنْجَشٌ واسعٌ . وفَجَشْتُ الشيءَ : وسّعْته قال : وأَحسب اشتقاقه منه

( فندش ) الفَنْدَشةُ الذهاب في الأَرض وفَنْدَشٌ اسم قال أَمِنْ ضَرْبةٍ بالعُودِ لم يَدْمَ كَلْمُها ضَرَبْت بِمَصقُولٍ عُلاوةَ فَنْدَشِ ؟ التهذيب غلام فَنْدَش إِذا كان ضابطاً وقد فَنْدَشَ غيرَه إِذا غلَبَه وأَنشد بعض بني نمير قد دَمَصَت زَهْراء بابن فَنْدَشِ يُفَنْدِشُ الناسَ ولم يُفَنْدَشِ

( فيش ) الفَيْشةُ أَعْلى الهامةِ والفَيْشةُ الكَمَرة وقيل الفَيْشةُ الذكَرُ المنتفخ والجمع فَيْشٌ وقوله وفَيْشة ليست كهذِي الفَيْش يجوز أَن يكون أَراد الجمع وأَن يكون أَراد الواحدة فحذف الهاء والفَيْشَلةُ كالفَيْشةِ اللام فيها عند بعضهم زائدةٌ كزيادتها في عَبْدَلٍ وزَيْدَلٍ وأُولالك وقد قيل إِن اللام فيها أَصل كما هو مذكور في موضعه الليث الفَيْشُ الفَيْشَلةُ الضعيفة وقد تَفايَشا أَيهما أَعظمْ كمَرَةً والفَيْشُوشةُ الضعف والرَّخاوةُ وقال جرير أَوْدَى بحِلمِهِمُ الفِياشُ فحِلْمُهم حِلْمُ الفَرَاشِ غَشِينَ نارَ المُصْطَلي الجوهري الفَيْشُ والفَيْشةُ رأْسُ الذكَر ورجل فَيُوشٌ ضَعيفٌ جَبان قال رؤبة عن مُسْمَهِرٍّ ليس بالفَيُوشِ وفاشَ الرجلُ فَيْشاً وهو فَيُوشٌ فَخَر وقيل هو أَن يَفْخَر ولا شيء عنده وفايَشَه مُفايَشةً وفِياشاً فاخَرَه ورجل فَيَّاشٌ مُفايِشٌ وجاؤوا يَتَفايَشُون أَي يتفاخَرُون ويَتكاثَرُون وقد فايَشْتم فِيَاشاً ويقال فاشَ يَفِيشُ وفَشَّ يَفِشُّ بمعنى كما يقال ذَامَ يَذِيمُ وذَمَّ يَذُمُّ والفِيَاشُ المُفاخرَةُ قال جرير أَيُفايِشُون وقد رَأَوْا حُفّاثَهم قد عَضَّه فقَضَى عليه الأَشْجَعُ ؟ والفَيْش النَّفْجُ يُرِي الرجلُ أَن عنده شيئاً وليس على ما يُرِي وفلان صاحبُ فِيَاشٍ ومُفايَشةٍ وفلان فَيّاشٌ إِذا كان نفّاخاً بالباطل وليس عنده طائلٌ والفِيَاشُ الطَّرْمَذَةُ وذو فائِشٍ ملِكٌ قال الأَعشى تَؤمّ سَلامةَ ذا فائِشٍ هو اليومُ جَمٌّ لِميعادِها

( قرش ) القَرْشُ الجمع والكسبُ والضم من ههنا وههنا يضم بعضه إِلى بعض ابن سيده قَرَشَ قَرْشاً جَمَعَ وضمَّ من هنا وهنا وقَرَشَ يَقْرِشُ ويَقْرُشُ قَرْشاً وبه سميت قُرَيش وتَقَرَّش القومُ تجمَّعوا والمُقَرِّشةُ السَنةُ المَحْل الشديدة لأَن الناس عند المَحْل يجتمعون فتنْضمُّ حواشيهم وقَواصِيهم قال مُقَرّشات الزمَنِ المَحْذور وقَرَشَ يَقْرِش ويقْرُش قَرْشاً واقْتَرَشَ وتَقَرّش جَمَعَ واكتسب والتَّقْرِيشُ الاكتسابُ قال رؤبة أُولاك هَبَّشْتُ لهم تَهْبِيشي قَرْضي وما جَمَّعْتُ من قُرُوشي وقيل إِنما يقال اقْتَرَشَ وتَقَرَّشَ للأهل يقال قَرَشَ لأَهله وتَقَرَّش واقْتَرَش وهو يَقْرِشُ ويقْرُشُ لعياله ويَقْتَرش أَي يكتسب وقَرَش في مَعِيشته مخفّف وتَقَرَّشَ دَبِقَ ولَزِقَ وقَرَشَ يَقْرِشُ ويقْرُش قَرْشاً أَخذ شيئاً وتَقَرَّشَ الشيءَ تَقَرُّشاً أَخذه أَوّلاً فأَوّلاً عن اللحياني وقَرَشَ من الطعام أَصاب منه قليلاً والمُقْرِشةُ من الشِّجاج التي تَصْدَعُ العَظْم ولا تَهْشِمه يقال أَقْرَشَت الشجّةُ فهي مُقْرِشةٌ إِذا صَدَعت العظم ولم تهشم وأَقْرَشَ بالرجل أَخبَره بعُيوبه وأَقْرَشَ به وقَرّشَ وشى وحَرَّشَ قال الحرث بن حلِّزة أَيها الناطقُ المُقَرِّشِ عَنَّا عند عمرو وهل لذاك بَقاءُ ؟
( * في معلقة الحرث بن حِلِّزة المُرّقش بدل المُقَرّش ) ؟ عَدَّاه بعن لأَن فيه معنى الناقل عنّا وقيل أَقْرَشَ به إِقْراشاً أَي سعى به ووقَعَ فيه حكاه يعقوب ويقال اقْتَرَشَ فلانٌ بفلان إِذا سعى به وبغَاه سُوءاً ويقال واللَّه ما اقْتَرَشْت بك أَي ما وَشَيْتُ بك والمُقَرِّشُ المُحَرِّشُ والتِّقْريشُ مثل التَحْرِيش وتَقَرَّشَ عن الشيء تنزّه عنه والقَرَشةُ
( * قوله « والقرشة » كذا ضبط في الأصل ) صَوْتٌ نحو صَوْتِ الجَوْزِ والشَّنِّ إِذا حرّكْتَهما واقْتَرَشَت الرماحُ وتَقَرَّشَت وتَقارشَت تطاعَنُوا بها فصَكَّ بعضُها بعضاً ووقع بعضُها على بعض فسمعْتَ لها صوتًا وقيل تَقَرُّشُها وتَقارُشُها تَشاجُرُها وتداخُلُها في الحرْب قال أَبو زبيد إِمّا تَقَرّشْ بك السلاحُ فلا أَبْكِيكَ إِلا للدَّلْو والمَرَسِ وقال القطامي قَوارِش بالرِّماحِ كأَنَّ فيها شَواطِنَ يَنْتَزعْنَ بها انْتزاعا وتَقارشت الرماحُ تَداخَلَتْ في الحرْب والقَرْشُ الطعنُ وتَقارَشَ القومُ تَطاعَنُوا والقِرْشُ دابة تكون في البحر المِلْح عن كراع وقُرَيشٌ دابةٌ في البحر لا تدَع دابةً إِلا أَكلتها فجميع الدواب تخافُها وقُرَيش قبيلةُ سيدنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَبوهم النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إِلياس بن مضر فكلُّ من كان من ولد النضر فهو قُرَشِيٌّ دون ولدِ كنانة ومَنْ فوقَه قيل سُمّوا بِقُرَيْشٍ مشتقّ من الدابة التي ذكرناها التي تَخافُها جميعُ الدوابّ وفي حديث ابن عباس في ذكر قُرَيْشٍ قال هي دابةٌ تسكن البحر تأْكل دوابَه قال الشاعر وقُرَيْشٌ هي التي تَسْكُنُ البَحْ ر بها سُمّيَتْ قُرَيْشٌ قُرَيْشا وقيل سميت بذلك لتَقَرُّشِها أَي تجمُّعِها إِلى مكة من حواليها بعد تفرُّقِها في البلاد حين غلب عليها قُصَّيّ بن كِلاب وبه سمي قصيٌّ مُجَمِّعاً وقيل سميت بقريش بن مَخْلَد بن غالب بن فهر كان صاحب عيرهم فكانوا يقولون قدِمَت عيرُ قُرَيش وخرجت عير قريش وقيل سميت بذلك لتَجْرِها وتكسُّبها وضَرْبِها في البلاد تَبْتَغي الرزق وقنيل سميت بذلك لأَنهم كانوا أَهلَ تجارة ولم يكونوا أَصحابَ ضَرْع وزرْع من قولهم فلان يَتَقَرَّشُ المالَ أَي يَجْمَعُه قال سيبويه ومما غَلب على الحيّ قُريشٌ قال وإِن جَعَلْتَ قُرَيشاً اسمَ قبيلة فعربي قال عَدِيّ بن الرِّقَاع يمدح الوليد بن عبد الملك غَلَبَ المَسامِيحَ الوليدُ سَماحةً وكَفى قُرَيشَ المُعْضِلاتِ وسادها وإِذا نَشَرْت له الثناءَ وجَدْتَه وَرِثَ المَكارِمَ طُرْفَها وتِلادَها المَسامِيحُ جمعُ مِسْماحٍ وهو الكثيرُ السماحة والمُعْضِلاتُ الأُمورُ الشِّدادُ يقول إِذا نزل بهم مُعْضِلة وأَمْرٌ فيه شدَةٌ قام بدفع ما يكرهون عنهم ويروى جَمَعَ المكارم وقوله طُرْفَها أَراد طُرُفها بضم الراء فأَسْكن الراء تخفيفاً وإِقامةً للوزن وهو جمعُ طَريفٍ وهو ما اسْتَحْدَثَه من المال والتلادُ ما وَرِثَه وهو المال القديم فاستعاره للكرَمِ قال ابن بري ومن المُسْتَحْسَن له في هذه القصيدة ولم يُسْبق إِليه في صفة ولد الظبية تُزْجي أَغَنَّ كأَنَّ إِبرةَ رَوْقِهِ قَلَمٌ أَصابَ من الدَّواةِ مِدادَها قال ابن سيده وقوله وجاءت من أَباطِحِها قُرَيشٌ كَسَيل أَتِيِّ بِيشةَ حينَ سالا قال عندي أَنه أَراد قرَيشُ غير مصروف لأَنه عَنى القبيلة اَلا تراه قال جاءت فأَنث ؟ قال وقد يجوز أَن يكون أَراد وجاءت من أَباطحها جماعة قُرَيشٍ فأَسند الفعل إِلى الجماعة فقُريشٌ على هذا مذكرٌ اسمٌ للحيّ قال الجوهري إِن أَردت بقُرَيش الحيَّ صرفْتَه وإِن أَردت به القبيلةَ لم تصرفه والنسب إِليه قُرَشِيّ نادر وقُرَيْشِيٌّ على القياس قال ولسْتُ بِشاوِيٍّ عليه دَمامةٌ إِذا ما غَدا يَغْدُو بِقَوْسٍ وأَسْهُمِ ولكنَّما أَغْدُو عَلَيَّ مُفاضةٌ دِلاصٌ كأَعْيانِ الجرادِ المُنَظَّم بكلّ قُرَيْشِيٍّ عليه مَهابةٌ سَريعٍ إِلى داعي النَّدى والتكرُّم قال ابن بري هذه الثلاثة أَبياتُ الكتابِ فالأَول فيه شاهدٌ على قولهم شاويّ في النسب إلى الشاء والثاني فيه شاهد على جمع عَيْنٍ على أَعْيانٍ والثالث فيه شاهد علو قولهم قُرَيْشِيّ بإِثبات الياء في النسب إِلى قُرَيش معناه أَني لست بصاحب شاءٍ يَغْدُو معها إِلى المَرْعى معه قوسٌ وأَسْهُمُ يرمي الذئابَ إِذا عَرَضَت للغنم وإِنما أَغْدُو في كلب الفُرْسان وعَليَّ دِرْعٌ مُفاضةٌ وهي السابِغةُ والدِّلاصِ البَرّاقةُ وشَبَّهَ رُؤوسَ مساميرِ الدرْع بعُيون الجراد والمُنَظّم الذي يتلو بعضُه بعضاً وفي التهذيب إِذا نسَبوا إِلى قُرَيشٍ قالوا قُرَشِيّ بحذف الزيادة قال وللشاعر إِذا اضطر أَن يقول قُرَيْشِيّ والقرشية حنْطةٌ صُلْبة في الطَّحْن خَشِنةُ الدقيقِ وسَفاها أَسْوَدُ وسنبلتها عظيمة أَبو عمرو القِرْواشُ والحَضِرُ والطُّفَيْليّ وهو الواغِلُ والشَّوْلَقِيّ ومُقارِشٌ وقِرْواشٌ اسمان

( قرعش ) القُرْعُوشُ والقِرْعَوْشُ الجَمَلُ الذي له سنامان

( قرمش ) قَرْمَشَ الشيءَ جمَعَه والقَرْمَشُ والقَرَمّشُ الأَوْخاش من الناس وفيها قَِرْمَِشٌ من الناس أَي أَخلاط ورجل قَرَمّشٌ أَكولٌ وأَنشد إِني نَذِيرٌ لك من عَطِيّه قَرَمّشٌ لِزادِه وعِيّه قال ابن سيده لم يفسر الوَعِيَّة قال وعندي أَنه من وعى الجُرْحُ إِذا أَمَدَّ وأَنْتن كأَنه يُبْقي زادَه حتى يُنْتِنَ فوَعِيّه على هذا اسم ويجوز أَن تكون فَعِيلة من وَعَيْتَ أَي حفِظْت كأَنه حافظ لزاده والهاء للمبالغة فوَعِيّة حينئذ صفة

( قشش ) قَشَّ القومُ يَقُشُّون ويَقِشُّون قُشُوشاً والضم أَعْلى أَحْيَوْا بعد هُزال وأَقَشُّوا إِقْشاشاً وانْقَشُّوا انطلقوا وجَفَلوا فجعلوا الفاء لغةً
( * يريد بقوله جعلوا الفاء لغة أَي انهم قالوا أَفشوا بالفاء بمعنى أَقشوا بالقاف ) فهم مُقِشُّون قال ولا يقال ذلك إلا للجميع فقط والقَشُّ ما يُكْنَسُ من المنازل أشو غيرها والقَشُّ والتقْشَِيشُ والاقْتِشاشُ والتقَشّشُ تطَلّبُ الأَكل من هنا وهنا ولَفُّ ما يُقْدر عليه والقَشِيشُ والقُشَاشُ ما اقْتَشَشْته ورجل قَشَّان وقَشَّاش وقَشُوش ومِقَشّ وقَشَّ الشيء يَقُشُّه قَشّاً جمعه وقَشَّ الماءُ قَشِيشاً صَوَّتَ وقَشَّشَهم بكلامه سَبَعَهم وآذاهم والقِشَّةُ دُوَيْبّة شِبْه الخُنْفساء أَو الجُعَل والقِشَّةُ بالكسر الأُنثى من ولد القُرود وقيل هي كل أُنثى منها يمانية والذكر رُبّاحٌ وفي حديث جعفر الصادق رضي اللَّه عنه كونوا قِشَشاً هي جمع قِشَّة وهي القرد وقيل جِرْوُه وقيل دُوَيْبّة تُشْبِه الجُعَلَ والقِشَّةُ الصَّبِيّةُ الصغيرةُ الجُثّةِ القصيرةُ الجُبَّةِ التي لا تكاد تَنْبُت ولا تَنْمي يقال إِنما هي قِشَّةٌ والقَشُّ رَدِيءُ التمر نحو الدَّقَل عُمانِيّة قال يا مُقْرِضاً قَشّاً ويُقْضَى بَلْعَقا والبَلْعَقُ مذكور في موضعه وجمعه قُشُوشٌ وقَشَّ الرجل من مَرَضِه يَقشُّ قُشُوشاً وتقَشْقَشَ بَرأَ قال ابن السكيت يقال للقَرْح والجُدَرِيّ إِذا يَبِس وتَقَرَّفَ وللجَرَب في الإِبل إِذا قَفَل قد تَوَسَّفَ جلدُه وتقَشَّر جلْدُه وتقَشْقَشَ جلدُه والقَشْقَشَةُ تَهيُّؤُُ البُرْء وقد تقَشْقَشَ وتَقَشْقَشَ الجُرْحُ تَقَرَّفَ قَرْحُه للبُرْء والمُقَشْقِشَتان قل هو اللَّه أَحد وقل أَعوذ برب الناس لأَنهما كانا يُبْرَأُ بهما من النفاق قال أَبو عبيد كما يُقَشْقِشُ الهِنَاءُ الجرَبَ فيُبْرِئُه وقيل هما قل يا أَيها الكافرون وقل هو اللَّه أَحد وفي الحديث كان يقال لسورتي قل هو اللَّه أَحد وقل يا أَيها الكافرون المُقَشْقِشَتان سُمِّيتا مُقَشْقِشَتَين لأَنهما تُبرِئان من الشرك والنفاق إِبراءَ المريضِ من علَّته قال أَبو عبيدة إِذا بَرَأَ الرجل من عِلّته قيل قد تَقَشْقَشَ والعرب تقول للراتع الذي يلقُطُ الشيء الحقيرَ من الطعام فيأْكله القَشّاشُ والرمّامُ وقد قَشَّ يَقُشُّ قَشّاً والقَشُّ أَكْلُ كِسَرِ السؤال والقَشُّ أَكلُ ما على المزابِل مما يُلْقِيه الناسُ وصُوفةُ الهِناءِ إِذا عَلِقَ بها الهِناءُ ودُلِك بها البعيرُ وأُلقِيَت فهي قِشَّةٌ والقَشْقَشةُ حكايةُ الصوت قبل الهَدير في مَخْض الشَقْشِقةِ قبل أَن يَزْغَدَ البَكْرُ بالهدير قال الأَزهري الذي قاله الليث في القَشْقَشةِ أَنه الصوت قبل الهدير فهو الكشْكَشةُ بالكاف وهو الكَشِيشُ فإِذا ارتفع قليلاً فهو الكَتِيتُ والقَشْقَشةُ نَشِيشُ اللحم في النار والقِشْقِشةُ ثمرةُ أُمّ غَيْلان والجمع قِشْقِش

( قطش ) ابن الأَعرابي القُطاشُ غُثاءُ السيل قال الأَزهري لا أَعرف القُطاشَ لغيره

( قعش ) قَعَشَ الشيءَ قَعْشاً عطفه وخصَّ بعضُهم به الغَضا من الشجر والقَعْشُ من مَراكب النساء شِبْهُ الهَوْدَج والجمع قُعُوشٌ قال رؤبة يصف السنَة الجَدْبَة حَدْباء فكّت أُسُرَ القُعوشِ والقَعْوَشةُ كالقَعْشِ وتقَعْوَشَ الشيخُ كَبِر وتَقَعْوَشَ البيتُ والبناءُ تَهَدَّمَ وقَعْوَشَ البيتَ هدَمَه أَو قَوّضَه وانْقَعَشَ الحائطُ إِذا انقلع وانْقَعَشَ القوم إِذا انقطعوا فذهبوا وبَعِير قَعْوَشٌ غليظ والقَعْشُ كالقَعْض وهو العطف

( قفش ) القَفْشُ النكاح يقال وقع فلان في القَفْش والرَّفْشِ بالقَفْشُ كثرة النكاح والرَّفْشُ أَكل الطعام الليث القَفْشُ مجزوم ضرْبٌ من الأَكل في شدَّة قال والقَقْش لا يُستعمل إلا في افتعال خاصة يقال للعنكبوت ونحوها من سائر الخلق إِذا انجحر وضم إِليه جَرامِيزَه وقوائمَه قد اقْتَفَشَ قال كالعنكبوت اقتَفَشَتْ في الجُحْرِ ويروى اقْفَنْشَشَتْ وانْقَفَشَ العنكبوتُ ونحوه واقْفَنْشَش انجحر وضمَّ جَرامِيزَه وقَفَشَ الشيءَ يَقْفِشُه
( * قوله « يقفشه » كذا ضبط بكسر الفاء في الأصل وصنيع القاموس يقتضي أشنه من باب قتل ) قَفْشاً جمعه والقَفْشُ الخُفُّ وفي حديث عيسى عليه السلام أَنه لم يُخَلِّفْ إِلا قَفْشَين ومِخْذَفةً قال الأَزهري القَفْشي بمعنى الخف دَخِيلٌ مُعرَّب وهو المقطوع الذي لم يُحْكم عمَلُه وأَصله بالفارسية « كَفْج » فعرّب وقيل القَفْش الخفّ القصير والمِخْذَفةُ المِقْلاعُ أَبو عمرو القَفَشُ الدَّعّارون من اللصوص قال أَبو حاتم القَفْشُ في الحلْب سرعة الحلب وسرعة نقْض ما في الضرع وكذلك الهَمْرُ يقال هَمَر ما في ضرعها أَجمع

( قلش ) الأَقْلَشُ اسم أَعجمي وهو دخيل لأَنه ليس في كلام العرب شين بعد لام في كلمة عربية محضة إِنما الشيناتُ كلها في كلامهم قبل اللامات

( قمش ) القَمْشُ الرّدِيءُ من كل شيء والجمع قُماشٌ ونظيرها عَرْقٌ وعُراقٌ وأَشياء معروفة ذكرها يعقوب وغيره والقُماشُ أَيضاً كالقَمْش واحدٌ مثله والقَمْش جمع الشيء من ههنا وههنا وكذلك التَقْمِيش وذلك الشيء قُماشٌ وقَمَشَه يَقْمِشُه
( * قوله « يقمشه » ضبط في الأصل بكسر الميم وصنيع القاموس يقتضي الضم ) قَمْشاً جمعه الليث القَمْشُ جمعُ القُماشِ وهو ما كان على وجه الأَرض من فُتاتِ الأَشياء حتى يقال لرُذالةِ الناسِ قُماش وقُماشُ كل شيء وقُماشتُه فُتاتُه والقَمِيشةُ طعامُ للعرب من اللبَن وحبّ الحَنْظلِ ونحوه وتقَمّشَ القُماشَ واقْتَمَشَه أشكَلَه من هنا وهنا وقُماشُ البيت متاعُه

( قنفرش ) القَنْفَرِشُ العجوزُ الكبيرة مثل الجَحْمَرِش وأَنشد قانِية النابِ كَزُوم قَنْفَرِش وقال شمر القَنْفَرِش والكَنْفَرِش الضمةُ من الكَمَرِ وأَنشد قول رؤبة عن واسعٍ يذهبُ فيه القَنْفَرِشْ

( قنفش ) القَنْفَشةُ التقبُّضُ وعجوز قِنْفِشَةٌ مُتَقبّضةُ وقَنْفَشَ الشيءَ جمعه سريعاً والقِنْفِشَةُ دُوَيْبّة الأَزهري في رباعيّ العين يقال أَتانا فلان مُعَنْقِشاً لحيَته ومُقَنْفِشا وذكر في ترجمة عنقش

( قوش ) رجل قُوشٌ قليل اللحم ضئِيلُ الجسم صغير الجثة فارسيّ معرّب وهو بالفارسية « كُوجَكْ » قال رؤبة في جِسْمِ شَخْتِ المَنْكِبَين قُوش والقُوشُ الصغير أَصله أَعجمي أَيضاً والقُوشُ الدُّبُر

( كبش ) الكَبْشُ واحد الكِباشِ والأَكْبُش ابن سيده الكَبْشُ فحل الضأْن في أَي سِنّ كان قال الليث إِذا أَثْنى الحَمَلُ فقد صار كبْشاً وقيل إِذا أَرْبَع وكَبْشُ القومِ رئيسُهم وسيِّدُهم وقيل كَبْش القومِ حامِيتُهم والمنظورُ إِليه فيهم أَدخل الهاء في حامية للمبالغة وكَبْشُ الكتيبةِ قائدُها وكَبْشةُ اسم قال ابن جني كبْشةُ اسم مُرْتجَل ليس بمؤنث الكبْش الدالّ على الجنس لأَن مؤنث ذلك من غير لفظه وهو نعجة وكُبَيْشة اسم وفي التهذيب وكُبَيْشَةُ اسم امرأَة وكان مشركو مكة يقولون للنبي صلى اللَّه عليه وسلم ابنُ أَبي كَبْشة وأَبو كَبْشة كنية وفي حديث أَبي سفيان وهِرَقْل لقد أُمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشةَ يعني رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَصلُه أَنَّ أَبا كبشة رجل من خزاعة خالف قريشاً في عبادة الأَوثان وعبَدَ الشِّعْرَى العَبُورَ فسَمّى المشركون سيدّنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ابنَ أَبي كبشةَ لخلافه إِياهم إِلى عبارة اللّه تعالى تشبيهاً به كما خالفهم أَبو كبْشة إِلى عبارى الشعْرى معناه أشنه خالَفنا كماخالَفنا ابنُ أَبي كبشة وقال آخرون أَبو كبْشةً كنية وهب بن عبد مناف جدّ سيدِنا رسول اللضه صلى اللَّه عليه وسلم من قِبَل أُمّه فنسب إِليه لأَنه كان نَزَع إِليه في الشبَه وقيل إِنما قيل له ابن أَبي كَبْشة لأَنّ أَبا كبْشة كان زوْجَ المرأَة التي أَرْضَعَتْه صلى اللَّه عليه وسلم ابن السكيت يقال بلدٌ قِفارُ كما يقال بُرْمَةٌ أَعْشارٌ وثوبٌ أَكباشٌ وهي ضروب من برود اليمن وثوب شَمَارِقُ وشَبَارِقُ إِذا تمزَّقَ قال الأَزهري هكذا أَقرأَنيه المُنْذِريّ ثوب أَكْباشٌ بالكاف والشين قال ولست أَحفظه لغيره وقال ابن بُزُرج ثوب أَكْراشٌ وثوب أَكْباشٌ وهي من برود اليمن قال وقد صح الآن أَكْباس

( كتش ) كَتَشَ لأَهله كَتْشاً اكْتسب لهم ككدَش

( كدش ) الكَدْشُ السَّوْقُ والاستحثاث وقال الليث الكَدْشُ الشَّوْقُ وقد كدَشْت إِليه قال الأَزهري غيّر الليث تفسيرَ الكَدْش فجعَلَه الشَّوْقَ بالشين المعجمة والصواب السَّوْقُ والطردُ بالسين المهملة يقال كدَشْتُ الإِبلَ أَكْدِشُها كَدْشاً إِذا طردْتها قال رؤبة شلاًّ كشَلِّ الطَّرَدِ المَكْدُوشِ قال وأَما الكَدْس بالسين فهو إِسراعُ الإِبل في سيرها يقال كدَسَت تَكْدِس ابن سيده وكدَشَ القومُ الغنيمَة كدْشاً حَثَوْها والكَدَّاشُ المُكَدِّي بلغة أَهل العراق وكَدَشَ لعيالِه يَكْدِشُ كَدْشاً كَسَب وجمع واحتال وهو يَكْدِش لعياله أَي يَكْدَحُ ورجل كَدَّاشٌ كَسَّابٌ والاسم الكُداشةُ وروى أَبو تراب عن عقبة السُلَمي كَدَشْت من فلان شيئاً واكْتَدَشْت وامْتَدَشْت إِذا أَصبت منه شيئاً وما كَدَشَ منه شيئاً أَي ما أَصاب وما أَخَذ وما به كَدْشَةٌ أَي شيء من داء والكَدْشُ الخَدْشُ يقال كدَشَه إِذا خدَشَه وجلد كدش مُخَدَّش عن ابن جني ورجل مُكدَّش مُكَدَّح عن ابن الأَعرابي وكَدَشَه يَكْدِشُه كَدْشاً دفَعه دفْعاً عَنِيفاً وهو السَّوْق الشديد والكَدْشُ الطَّرْدُ والجَرْح أَيضاً وفي حديث السراط ومنهم مكْدوسٌ في النار أَي مدفوع وتكدَّسَ الإِنسانُ إِذا دُفِعَ من ورائه فسَقَط ويروى بالشين المعجمة من الكَدْش وكُداشٌ اسم من ذلك

( كرش ) الكَرِشُ لكل مُجْتَرٍّ بمنزلة المَعِدة للإِنسان تؤنثها العرب وفيها لغتان كِرْش وكَرِش مثل كِبْد وكَبِد وهي تُفرّغ في القَطِنةِ كأَنها يَدُ جِرابٍ تكون للأَرْنب واليَرْبوع وتستعمل في الإِنسان وهي مؤنثة قال رؤبة طَلْق إِذا استكْرَشَ ذو التَّكَرُّشِ أَبْلَج صدّاف عن التَّحَرُّشِ وفي حديث الحسن في كل ذات كَرِش شاةٌ أَي كل ما لَه من الصيد كَرِشٌ كالظباء والأَرانب إِذا أَصابه المُحرِم ففي فِدائه شاة وقول أَبي المجيب ووصف أَرضاً جدبة فقال اغْبَرّت جادّتها والتقى سَرْحُها ورَقَّتْ كَرِشُها أَي أَكلت الشجرَ الخشن فضَعُفت عنه كَرِشُها ورقَّت فاستعار الكَرِش للإِبل والجمع أَكْراش وكُرُوش واسْتَكْرَش الصبيُّ والجَدْيُ عظُمت كَرِشُه وقيل المُسْتكْرِش بعد الفَطِيم واستِكْراشُه أَن يشتدّ حَنَكُه ويَجْفُر بطنُه وقيل استكرش البَهْمةُ عظُمت إِنفَحتُه عن ابن الأَعرابي التهذيب يقال للصبي إِذا عظم بطنه وأَخذ في الأَكْل قد اسْتَكْرَشَ قال وأَنكر بعضهم ذلك في الصبي فقال يقال للصبي قد اسْتَجْفَرَ وإِنما يقال اسْتَكْرَشَ الجَدْيُ وكلُّ سَخْلٍ يَسْتَكْرِش حين يعظم بطنه ويشتدّ أَكله واسْتَكْرَشَت الإِنْفَحةُ لأَن الكَرِش يسمى إِنْفحَةً ما لم يأْكل الجدي فإِذا أَكل يسمى كَرِشاً وقد اسْتَكْرشَت وامرأَة كَرْشاءُ عظيمةُ البطن واسعتُه وأَتانٌ كَرْشاءُ ضخمة الخواصر وكَرّشَ اللحمَ طَبخه في الكَرِش قال بعض الأَغْفال لو فَجّعا جِيرَتَها فشَلاَّ وسِيقةً فكَرَّشا ومَلاَّ وقَدَمُ كَرْشاءُ كثيرة اللحم ودَلْوٌ كَرْشاءُ عظيمة ويقال للدَّلْو المنتفخة النواحي كَرْشاء ورجل أَكْرَشُ عظيم البطن وقيل عظيم المال والكَرِشُ وِعاءُ الطيب والثوب مؤنث أَيضاً والكِرْشُ الجماعة من الناس ومنه قوله صلى اللَّه عليه وسلم الأَنصارُ عَيْبَتي وكَرِشِي قيل معناه أَنهم جماعتي وصحابتي الذين أُطلعهم على سري وأَثق بهم وأَعتمد عليهم أَبو زيد يقال عليه كَرِشٌ من الناس أَي جماعة وقيل أَراد الأَنصارُ مَدَدي الذين أَسْتَمِدّ بهم لأَن الخُفَّ والظِّلْف يستمدَّ الجِرَّة من كَرِشه وقيل أَراد أَنهم بِطانتُه وموضع سِرّه وأَمانته والذينَ يعتمد عليهم في أُموره واستعار الكَرِشَ والعَيْبةَ لذلك لأَن المُجْتَرَّ يجمع علَفَه في كَرِشِه والرجل يضع ثيابه في عيْبتِه ويقال ما وجدتُ إِلى ذلك الأَمر فا كَرِشٍ أَي لم أَجِدْ إِليه سبيلاً وعن اللحياني لو وجدتُ إِليه فا كَرِشٍ وبابَ كَرِشٍ وأَدنى في كَرِشٍ لأَتَيتُه يعني قدر ذلك من السُّبُل ومثله قولهم لو وجدتُ إِليه فا سَبِيلٍ عنه أَيضاً الصحاح وقول الرجل إِذا كلَّفْته أَمراً إِن وجدت إِلى ذلك فا كَرِشٍ أَصله أَن رجلاً فصّل شاة فأَدخلها في كَرِشِها ليَطْبخَها فقيل له أَدْخِل الرأْسَ فقال إِن وجدتُ إِلى ذلك فَاكَرِشٍ يعني إِن وجدت إِليه سبيلاً وفي حديث الحجاج لو وجدتُ إِلى دمِك فَا كَرِشٍ لشرِبْتُ البطْحاءَ منك أَي لو وجدتُ إِلى دمِك سبيلاً قال وأَصله أَن قوماً طبَخُوا شاة في كَرِشِها فضاق فمُ الكَرِش عن بعض الطعام فقالوا للطَّباخ أَدخِلْه إن وجدت فَا كَرِشٍ وكَرِشُ كل شيء مُجَمَعُه وكَرِشُ القوم مُعظمُهم والجمع أَكْراشٌ وكُرُوشٌ قال وأَفَأْنا السُّبِيَّ من كلِّ حَيٍّ فأَقَمْنا كَراكِراً وكُرُوشا وقيل الكُرُوش والأَكْراشُ جمع لا واحد له وتَكَرَّشَ القومُ تجمَّعوا وكَرِشُ الرجلِ عيالُه من صغار ولدِه يقال عليه كَرِشٌ منثورة أَي صبيانٌ صغارٌ وبينهم رَحِمٌ كَرْشاءُ أَي بعيدةٌ وتزوّجَ المرأَةَ فنَثرت له كَرِشَها وبطْنَها أَي كَثُرَ ولدُها له وتكرّش وجهُه تقبّض جلدُه وفي نسخة تكَرّشَ جلدُ وجهِه وقد يقال ذلك في كل جلد وكَرّشَه هو ويقال كَرِشَ الجلدُ يَكْرَشُ كرَشاً إِذا مسّته النار فانْزَوى قال شمر اسْتَكْرَشَ تقبّضَ وقَطّبَ وعبّس ابن بزرج ثوبٌ أَكْراشٌ وثوبٌ أَكْباشٌ وهو من بُرُود اليمن قال أَبو منصور والمُكَرّشةُ منْ طعام البادية أَن يُؤْخَذ اللحمِ فيُهَرَّم تَهْرِيماً صغاراً ويُجْعَل فيه شحمٌ مقطَّع ثم تُقَوّرَ قطعةُ كَرِشٍ من كَرِشِ البعير ويغْسل وينَظّف وجهُه الذي لا فَرْثَ فيه ويجعلَ فيه تهريمُ اللحمُ والشحم وتُجْمَع أَطرافه ويُخَلّ عليه بِخلالٍ بعدما يُوكَأ على أَطرافه وتُحْفَرَ له إِرَةٌ ويطرحَ فيها رِضافٌ ويوقَدَ عليها حتى تَحْمى وتَصيرَ ناراً ثم يُنَحّى الجمْرُ عنها وتُدْفَنَ المُكَرَّشةُ فيها ويجعل فوقها مَلَّةٌ حامية ثم يوقَدَ فوقَها بحطب جَزْل ثم تُتْرك حتى تَنْضَج فتُخْرَج وقد كابَتْ وصارت قطعة واحدة فتُؤكل طَيّبة يقال كَرّشُوا لنا تَكْريشاً والكَرْشاءُ القَدَمُ التي كثُر لحمها واستوى أَخْمَصُها وقصُرت أَصابعُها والكَرِشُ من نبات الرياض والقِيعانِ من أَنْجَعِ المراتِع للمال تسْمَنْ عليه الإِبل والخيل ينبُت في الشتاء ويهيج في الصيف ابن سيده الكَرِشُ والكَرِشةُ من عُشْب الربيع وهي نبْتةٌ لاصقة بالأَرض بُطَيْحاء الورَق مُعْرَضّة غُبَيراء ولا تكاد تنبُت إِلا في السهل وتنبت في الديار ولا تنفع في شيء ولا تُعَدّ إِلا أَنه يُعْرف رَسْمها وقال أَبو حنيفة الكَرِشُ شجرة من الجَنْبَة تنبت في أَرُومٍ وترتفع نحو الذراع ولها ورَقة مُدَوَّرة حَرْشاء شديدة الخُضْرة وهي مرعى من الخُلَّةِ والكُرَاشُ ضربُ من الفِرْدان وقيل هو كالقَمْقام يلكَعُ الناسَ ويكون في مبارك الإِبل واحدته كُرّاشة وكُرْشانٌ بطنٌ من مَهْرةَ بنِ حَيْدان والكِرْشانُ الأَزْدُ وعبدُ القيس وكِرْشِمٌ اسم رجل ميمه زائدة في أَحد قولي يعقوب وكرشاء بن المزدلف عمر بن أَبي ربيعة =

==============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جلد 3. الحيوان للجاحظ /الجزء الثالث

  الجزء الثالث بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة استنشاط القارئ ببعض الهزل وإن كنَّا قد أمَلْلناك بالجِدِّ وبالاحتجاجاتِ الصحيحة والم...